|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-10-09, 08:28 PM | #1 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 53-لؤلؤة- ليليان بيك - روايات عبير القديمة (كتابة /كاملة**) 53- لؤلوة - ليليان بيك - روايات عبير القديمة الملخص الانسان يحب التملك غريزياً . وملكية الأرض لاتزال من أكبر وأهم احلام البشر . جولي عاشت في جزيرة سوليتير عشرة أعوام , فتعلقت بالتراب والشمس والخلجان , وإلى درجة انها اصيبت بكدمة عنيفة عندما وافق والدها على بيع أرضه أرضاء لزوجته جيزيلا, التى سئمت الحياة المعزولة ورغبت في الحياة المدن الصاخبه. ووقفت جولي أمام الرمال المتساقطة من بين اصابعها لا تجد وسيلة لمنع صفقه البيع . هل تقتل سيمون ذلك الغريب الذي جاء فجأة لشراء جزيرة طفولتها والقضاء على أشجار ونباتات وذكرياتها ؟ عليها ان تدافع عن أحلامها يجب أن تمنع ذهاب الأرض من بين ذراعيها, ولكن جيزيلا تقف لها بالمرصاد وتخطط للخلاص من أسر الجزيره ... جولي اليانسه اعتبرت عرض سيمون للزواج منها هو الحل الوحيد , رغم انه يكبرها سناً فهل تتزوج رجلاً لتحتفظ بأرضها ؟ رابط الكتاب كملف وورد رابط الرواية ككتاب ألكتروني تصميم دورجا بصيغة pdf رابط الكتاب بصيغة txt التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 07-05-16 الساعة 12:44 PM | ||||
05-10-09, 07:36 PM | #5 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 1- الماس يشتعل بدأ اليوم كأي يوم آخر .... أستيقظت جولي في حوالي الساعة السابعة , ثم وثبت من فراشها بحيوية أعوامها التسعة عشر. لم تبد في ثوب نومها البوبلين أنها تجاوزت الخامسة عشرة.... وبضربات قوية مرّت على شعرها البني بفرشاتها , وربطته برباط مطاطي ثم خلعت ثوب النوم ومدت يدها نحو القطع القطنية الزاهية الملقاة على أحد المقاعد. كان في خزانة ملابسها ثوب من التيل.. وهو الوحيد الذي تمتلكه , أما بقية الخزنة فتتكون من قمصان وبنطلونات قصيرة, وعدّة أثواب مصنوعة للأستحمام في المنزل, ولديها أصبع لطلاء الشفاه بلون وردي , جاء به أبوها من سانت فنسانت في عيد ميلادها الثامن عشر , وليس لها أية تجربة مع أي نوع آخر من مستحضرات التجميل. جولي أنفها مليء بالنمش , ولها ذقن عريضة أشب بذقون الصبيان , ولون جفنيها غالبا ما يميل الى الأحمرار نتيجة لفترات الغوص الطويلة في البحر , لم تكن تفكر في مظهرها , أو تحدق في صورتها بالمرآة , حتى ترضى أو تسخط على نفسها. في ذلك الصباح تناولت أصبعي موز من الصحن الموضوع على مائدة الشرفة , وألتهمتهما وهي في طريقها عبر الطريق المنحدر نحو الشاطىء , وبعد أن سبحت ساعة في المياه الزمردية الصافية , جففت نفسها على الرمال المرجانية البيضاء , ثم قفلت عائدة الى البيت لتناول الأفطار. | ||||
06-10-09, 07:10 PM | #7 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| وكان في أنتظارها على مائدة الأفطار , ثمرة من الكمثرى , وبيضة مسلوقة , وكوب كبير من حليب الماعز. كانت على وشك الأنتهاء من شرب اللبن حين برزت جيزيلا من غرفتها وهي ترتدي ثوبها الأسود الفضفاض , وقبعة نوم مزخرفة , ووجهها ملطخا بدهان من مجموعتها , ولو أن زوجها في البيت لزينت وجهها وصففت شعرها قبل ظهورها , ولكن جوناثان كان بعيدا . قالت جولي بلهجة حاولت أن تكون ودية : " صباح الخير يا جيزيلا". لكن البسمة التي أرتسمت على شفتيها كانتمغتصبة لأنها كرهت زوجة أبيها منذ النظرة الأولى , ولم تكن الشهور العشرة التي عاشتها معها كافية لتجعلها تعيد النظر في رأيها هذا ". وغاصت جيزيلا في أحد المقاعد , وأجابت: " أطلبي من العمة لو الأسراع بأحضار قهوتي , فلم أنم جيدا , وبدأت الآن أشعر ببعض الصداع". " هل تناولت قرصا من الأسبرين ؟". " أجل , يا له من سؤال سخيف!". وأحمر وجه جولي وضغطت بأسنانها على شفتيها , ثم قالت في خضوع: " سأحضر قهوتك". وهرعت نحو المطبخ. لم يكن على الجزيرة الصغيرة المسماة سوليتير غير بيتين , أحدهما البيت الصغير ذو الغرف الثلاث الذي أقامه جوناثان تمبل والآخر الكوخ ذو السقف المصنوع من سعف النخيل وتشغله العمة لو وذريتها وهي سيدة سمينة مرحة من أهالي جزر الهند الغربية , وأم لأحد عشر طفلا , وتقوم بأعمال الطهو والنظافة لأسرة تمبل , بينما يقوم زوجها هرقل بصيد الأسماك وزرع البطاطا والبندورة وبعض الخضار. أحبت جولي العمة لو حبا شديدا , بينما جيزيلا لا ترتاح اليها , وقالت لجولي عقب وصولها مباشرة: " يجب ألا تسمحي لها برفع الكلفة معك الى هذا الحد , فهي خادم ويجب أن تضيها في مكانها". ولكن جولي عارضتها قائلة: " أي مكان تقصدين؟ أنني أحبها وهي طيبة جدا معي". فردت جيزيلا بصير نافذ: " أنت ساذجة الى حد لا يصدق بالنسبة الى سنك , وأعتقد أنه لا أهمية لذلك طالما بقيت على هذه الجزيرة , ولكن يعلم الله كيف ستتصرفين عندما تضطرين للأختلاط بأناس متحضرين!". أشاعت كلمة عندما هذه الخوف والقلق في نفس جولي , فلم تكن قد فكرت كثيرا في المستقبل حتى جاءت زوجة أبيها الجزيرة هي موطنها منذ كانت في الحادية عشرة من عمرها , ولم تكن ذكرياتها في طفولتها في أنكلترا مبهجة جدا. غير أن جيزيلا لم تكن من ذلك النوع الذي يمكن أن يكون سعيدا في جزيرة مساحتها صغيرة ... ولم تكن تستطيع السباحة أو الجلوس في الشمس حتى لا تؤذي بشرتها الرقيقة , ولا تحب القراءة ولا تهتم الا بموسيقى الرقص , أما الهدوء والوحدة فكانا يثيران مللها. وكانت تشعر بالرضى خلال الشهرين أو الثلاثة الأشهر الأولى , فهي من النساء اللواتي يرضيهن الأعجاب بهن , وكان جوناثان تمبل يغمرها بحبه الكبير المتفاني وأراد بطبيعة الحال أن يرسمها , ويسجل كل جانب من جوانب جمالها , فوقفت جيزيلا أمامه وأعترضت على بقائها ساكنة فترات طويلة وأن كانت سعدة لفكرة أن هذه اللوحات ستعرض في أنحاء العالم ولشدة مللها كان جوناثان يأخذها في رحلات الى جزر المارتينيك وترنيداد.ي . وكانا ينزلان بأفخر الفنادق , يقضيان النهار في الشراء م المتاجر والأمسيات في النوادي الليلية , بينما تبقى جولي في سوليتير , لأن جيزيلا لا تريدها معهما , كما أنها لم تكن تستطيع أن تتحمل مشاهدة والدها وهو في قبضة تلك العاطفة التي تستبد به. أما الآن , وبعد مضي عشرة أشهر , فلم تعد حتى الرحلات العديدة كافية للتخفيف من ضجر جيزيلا , التي شرعت تحاول أقناع زوجها بالرحيل عن سوليتير الى الأبد ! ولم تكن تشن حملتها بطريقة مباشرة , بل كانت تدور حولها بصورة ملتوية , حيث تدلي بملاحظات تبدو عفوية , عن حاجة جولي الى مصاحبة أشخاص في مثل سنها , وكيف أنها محرومة من المتع التي تحظى بها الفتيات في سن التاسعة عشرة! أما جولي فقد أستطاعت حتى الآن أقناع والدها بأنها سعيدة جدا حيث هي , ولم يستجب هو لمناورات زوجته الملتوية بدون أن يدرك مدى كرهها للجزيرة , بل كان يجيبها بردود عابرة قائلا: " لا أظن أن جولي تهتم الآن كثيرا بالحفلات ومصادقة الفتيان , أنها تفضل الغوص لصيد سرطان البحر على أغراء الشبان". وسمعت جولي زوجة أبيها جيزيلا وهي ترد عليه بأنفعال مثير : " أنها لم تقابل أي شاب أبدا". فضحك أبوها وقال بلا مبالاة : " أنها ما زالت صغيرة يا عزيزتي , وأمامها وقت طويل لكي تفرد جناحيها...". عندما عادت جولي الى الشرفة تحمل أناء القهوة السوداء , وجدت جيزيلا تشعل سيكارة , وكانت تدخن بأفراط أدى الى المشاداة التي وقعت منذ ليلتين وسمعت جولي في ألم شديد صوت أبيها وهو يسحب كلماته الغاضبة في ذل , ويتوسل الى جيزيلا أن تسمح له بالدخول , وعندما لم ترد عليه , أطلق صوتا مزمجرا , وأنطلق نحو الشاطىء. ولم يعد طوال الليل , وفي ساعة مبكرة من الصباح ذهب مع هرقل في رحلة صيد الأسماك بين الجزر المجاورة وبقيا عدة أيا بعيدا. وقالت وهي تتثاءب بينما كانت جولي تضع صينية القهوة على المائدة: " يا ألهي ... يا له من مكان كئيب , لا تلفزيون , ولا راديو , لا شيء , أكاد أصرخ من فرط الملل ". فقالت جولي مذكرة أياها: " سوف تكونين في نيويورك يوم الجمعة ". وكانت هناك مجموعة من لوحات أبيها , تتضمن واحدة لجيزيلا , تعرض في أحد معارض الفن بنيويورك , وقد أستخدمت زوجة أبيها كل وسائل التملق لكي تغري والدها على أخذها لمشاهدتها . وأجابت جيزيلا بكآبة: "أنه أسبوع واحد, ثم أعود الى هذه الحفرة , لا أدري كيف يمكنك أحتمالها , أتريدين أن تصبحي عانسا؟ ستكونين كذلك لو بقيت هنا وقتا أطول". ولم ترد جولي , كانت تخشى أن تفقد أعصابها , أو ترد ردا غير حذر سرعان ما تنقله جيزيلا الى جوناثان , لأن زوجة أبيها بارعة في تشويه أغلب كلماتها وتحويلها الى كلمات لاذعة قاسية , ولم تكن جولي تستطيع تحمل تصديق أبيها لأقاويل جيزيلا وأتهامها بأنها حقودة غيورة كالأطفال!". وقالت وهي تتوق للأبتعاد عنها . " أود قضاء الصباح في الخليج الجنوبي , أذا يم يكن لديك مانع". " أفعلي كما تشائين... لا يهمني". | ||||
08-10-09, 07:32 PM | #8 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| أخذت جولي أنبوبة التنفس تحت الماء وقناع الغوص , وأنتعلت حذاء خفيفا لوقاية قدميها وهي تصعد طريق الغابة المؤدي الى الخليج الواقع في الطرف البعيد من الجزيرة , ولم تعد الى المنزل الا بعد الظهيرة بقليل , وفي عودتها دهشت لرؤية زورق رحلات بحري فاخر يلقي مراسيه في البحيرة المتصلة بالبحر , ولم تبد أية دلالات على وجود أحد على ظهره. جزيرة سوليتير واحدة من مجموعة الجزر المرجانية التي تعرف باسم الغرينادين وهي بدورها جزء من جزر مهب الريح التي تشكل حاجزا بين البحر الكاريبي والمحيط ألأطلنطي. ولم تكن سوليتير تشبه حتى رأس الدبوس , ولا تستقبل أي زائرين , وقد أدى أزدهار السياحة في جزر الهند الغربية في السنوات الأخيرة الى أقتراب زوارق رياضة صيد الأسماك الى مسافات يمكن أن يلوحوا منها بأيديهم , ولكن الجزيرة كانت تعتبر ملكية خاصة , ولم ينزل اليها أي غريب من قبل. وكان هذا هو السبب في أن جوناثان أستأجر سوليتير التي تكفل له عزلة الأنتهاك ... وأستبد الفضول بجولي لمعرفة من هذا الذي أقتحم عزلتهم , فبدأت تسرع نحو البيت , ولكنها توقفت قليلا عندما سمعت ضحكة جيزيلا. ترى هل يكون القادمون أصدقاء لزوجة أبيها؟ جيزيلا تتكتم كل شيء عن ماضيها الى حد عجيب , وكان جوناثان قد ألتقى بها في هايتي حيث كانت تعمل في طلاء وتشذيب الأظافر في فندق غراندلوكس بمدينة برأو يرنس , حيث ذهب لمشاهدة لوحات تيميرا المرسومة على جدران الكاتدرائية الأسقفية بواسطة فنانين من أهل هاييتي ... وكانت الزيارة قصيرة , عاد بعدها مع عروس شقراء لا تكبر ابنته الا بتسع سنوات فقط. كان كل ما تعرفه جولي عن ماضي زوجة أبيها , هو أن جيزيلا ولدت في جامايكا وأن أبويها توفيا وهي تتحدث الفرنسية والأسبانية ولغة الكربولي بطلاقة... واقدمت جولي نحو حافة الشرفة , حيث نظرت من خلال فجوة بين شجرتين ... كانت جيزيلا تضطجع برشاقة فوق أحد مقاعد الشرفة الطويلة وقد صففت شعرها المطلي بلون فضي على هيئة ناقوس براق, وأخفت عينيها الأخاذتين خلف نظارة , غير أن جولي أمكنها أن تعرف من حركات شفتيها أنها كانت تمارس كل فنون سحرها على الرجل الذي معها. كان هو أيضا يضع نظارة داكنة , وظنت جولي لأول وهلة أنه من أبناء جزر الهند الغربية , فقد كانت بشرته لها اللون الأسمر نفسه الذي للعمة لو وهرقل , غير أنها أدركت أنه رغم قصر شعره فأنه ليس من النوع المجعد الذي يتميز به سكان البحر الكاريبي , كان أوروبيا . ولعلها عرفت أن جيزيلا لم تكن لتتخذ هذا الوضع مع زائر من الملونين , فقد كانت تبدو دائما متعالية مع أبناء العمة لو. وخرجت جولي من الغابة الصغيرة وقناع الغوص يتدلى من عنقها وأنبوبة التنفس في يدها اليسرى , وعبرت قطعة الحشائش الممتدة أمام المنزل , ثم أرتقت درجات الشرفة ... وما كاد الغريب يراها حتى نهض ورفع النظارة عن عينيه. كان طويل القامة , في مثل عمر جيزيلا تقريبا , وكانت عيناه تلفتان النظر بلونهما الرمادي الداكن. قالت جيزيلا وهي تخفي وميضا من الضيق في عينيها : " جولي , هذا السيد تيرتان". وقدمتها اليه: " هذه أبنة روجي يا سيد تيرتان". ومدّت جولي يدها تصافحه وتقول: " كيف حالك؟". " كيف حالك أنت؟". وقالت جيزيلا في أبتهاج: " أنها الواحدة تقريبا , ليس هناك وقت كثير لأبدال ثيابك يا عزيزتي". وأسرعت جولي الى غرفتها بعد أن أعتذرت لهما , وهي تكتم ابتسامة على شفتيها. وقالت لنفسها , أنها تنوي أذن أن توهمه بأننا أشبه بأختين تماما . لأن جيزيلا قد أتبعت هذا الأسلوب المصطنع عند وصولها الى سوليتير أول مرة , لكي ترضي جوناثان فقط, فهي لم تكن تهتم حقا بأن تفوز بحب جولي. عادة تتناول جولي الغداء وهي ترتدي ثوب أستحمامها , ولا تلبس ثيابها العادية الا بعد الغروب. وعندما عادت للظهور في الشرفة , كانت جيزيلا والسيد تيرتان يتجهان نحو مائدة الغداء. وشعرت أنهما كانا يتناقشان قبل عودتها حول كرنفال ماردي غراس في جزيرة المارتينيك الفرنسية , وقد أستمرت جيزيلا في حديثها بدون أن تهتم بشرح المكان الذي جاء منه الضيف , أو سبب قدومه الى سوليتير. ألا أن السيد تيرنان حاول أشراك جولي في الحديث عندما قال: " عندي عدة للغوص في زورقي , فأذا خطر لي أن أستكشف السلسلة الصخرية بعد ظهر اليوم أي جانب من الجزيرة توصين به يا آنسة تمبل؟". فرفعت جولي وجهها عن شريحة البطيخ وقالت: " الجانب الجنوبي , أما أذا تجاوزت الصخور فعليك أن تحترس من التيارات المتضاربة , أنها ليست خطيرة أذا تركتها تحملك , ولكن لا فائدة من محاولة السباحة ضدها". فأومأ برأسه قائلا: "أجل , لقد واجهت من قبل مثل هذه التيارات , الواضح أنك غواصة خبيرة". فتدخلت جيزيلا وكأنها تتحدث عن بنت شقية في الثانية عشرة: " جولي تعيش في البحر, أليس كذلك يا حبيبتي؟ من المؤسف أنني أعاني بعض الألم في أذني , ولا أستطيع السباحة في الوقت الحالي , أحب القيام بجولة سريعة في زورقك يا سيد تيرتان , فالجو شديد الحرارة بعد الظهيرة , أما أذا أردت أن تقوم ببعض الغوص بطبيعة الحال...". فقاطعها قائلا: " يمكنني الغوص في أي وقت , ويسرني أن أصحبك الى عرض البحر , يا سيدة تمبل". ثم أضاف موجها الحديث الى جولي: " ربما أحببت المجيء أنت أيضا؟". " شكرا , ولكنني مشغولة بعد الظهر". وتدخلت جيزيلا لتقول مفسرة: " أنني وجولي نقوم بتعليم أبناء طاهيتنا القراءة والكتابة , وبعد ظهر اليوم سيكون دورها لتعطيهم درسهم". | ||||
09-10-09, 03:43 PM | #10 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| وكانت تلك كذبة بكل معنى الكلمة , أذ أن جيزيلا عندما عرفت بأمر الدروس التي تعطيها جولي للأطفال قالت لها أنها مضيعة للوقت , وسألت جولي نفسها , لماذا هي متلهفة للتأثير على الرجل؟ أم أن هذا هو أسلوبها مع كل الرجال؟ وبينما كانت جيزيلا تتحدث أخذت جيزيلا تتحدث , أخذت جولي تتفحص ترتان متسائلة عما أذا كان تكلّف زوجة أبيها قد خدعه ؟ ووجدت صعوبة الحكم على ضيفهما , فقد كان أبوها هو مقياسها الوحيد للرجال الأوروبيين , ترى هل يملك زورق الرحلات القوي أم أنه أستأجره لقضاء عطلة؟ أو أنه ربان ابتاع الزورق مقابل رهن ليكسب عيشه من نقل جماعات السياح حول الجزر؟ وأذا كان الأمر كذلك فأين هم ركابه ؟ لعله أنزلهم بعيدا! ونسيت جولي أن نظراتها لا تزال مثبتة على وجه ترتان الأسمر النحيل , وعادت من أستغراقا الحالم لتجده يرد على تفحصها بوميض ساخر في عينيه , وأحمر وجهها , ووجهت أهتمامها بسرعة الى سرطان البحر اللذيذ الذي كان في صحنها ... وعندما أنتهى الطعام نهض ترتان شاكرا جيزيلا على كرم ضيافتها وقال: " أعتقد أنكما سوف تستريحان الآن حتى أعود الى الزورق , ولعلكما تحضران بعد أن تصبحا على أستعداد , ويكفي أن تصيحا لكي أنقلكما بالقارب الصغير". ونظرت اليه الأثنتان وهو يقطع الطريق نحو الشاطىء , واضعا يديه في جيبي بنطلونه القصير , وبدت حدود كتفيه العريضتين من قميصه البحري , كما لاحظت جولي أن له ساقين طويلتين لفحتهما الشمس كوجهه. وما أن أبتعد عن مرمى السمع حتى سألت جيزيلا: " من هذا؟". " جاء من بربادوس وتوقف ليسأل عما أذا كنا بسمح له بأخذ الخضار الطازجة , وبطبيعة الحال طلبت منه البقاء للغداء". كان في صو أبيها نغمة ما , جعلت جولي تشعر بقلق غامض لم تستطع تفسير سببه وقالت لها: "أتظنين أنه من الضروري الصعود الى الزورق؟ كان أبي يقول لي دائما ألا أصعد الى أي سفينة أذا جاء غرباء وهو غير موجود". وضحكت جيزيلا وردت بلهجة جافة: " هذا لأنك ما زلت صغيرة يا حبيبتي , فأنت لا تعرفين الذئب من الخروف ألا أذا وضعوا عليه بطاقة!". فأجابتها جولي بأصرار: " يقول أبي أنه لا يمكن معرفة ذلك دائما , يبدو الأشخاص بمظهر لطيف , وبعد أن يجعلوك تصعدين الى السفينة يتحولون الى وحوش , أنا أستطيع القفز من السفينة والعودة سباحة , أما أنت فلا يمكنك ذلك يا جيزيلا". تنهدت جيزيلا ثم قالت وهي تتفحص أظافرها: " حسنا ...لا أضع السيد تيرنان في قائمة الخراف , ولكنني لا أعتقد أن هناك خطرا كبيرا منه , فلا يساورك القلق يا عزيزتي فلن تسمعيني أصرخ طلبا للنجدة". ثم أضافت: " يستحسن أن أذهب الآن لأرتداء شيء يناسب البحر". وعقب أنصرافها الى غرفتها , صبت جولي لنفسها فنجانا آخر من القهوة , وكان في أمكانها مراقبة السيد تيرتان وهو يسير على السطح الأمامي للزورق , وقد نزع قميصه ثم أستلقى تحت أشعة الشمس . وأخذت تراقبه بضع دقائق ... حتى أحست برغبة جارفة في تفحص وجهه مرة أخرى , فأتجهت الى غرفة العمل حيث وجدت المنظار الخاص بأبيها. وكانت عدساته قوية جدا الى حد أنها أستطاعت رؤية السيد تيرتان بوضوح وكأنه يستلقي على مسافة ياردة واحدة منها , كانت عيناه مغلقتين وقد بدا وكأنه مستغرق في النوم.... وشفته السفلى العريضة الممتلئة تطبق بشدة على الشفة العليا , بينما كانت ذقنه الصلبة العريضة تتناسب مع تقوس عظمة أنفه, ورموشه السوداء الكثيفة هي فقط التي تخفف من ملامح رجولته القوية. وكانت على وشك أنزال المنظار المقرب عن عينيها عندما ساد بعض الضباب , فأخفى وجهه ولم تر غير سطح الزورق المصقول.... وحركت المنظار في أرتباك لتبحث عن وجهه , ولكنها عندما رأته , كان هو يحدق فيها مباشرة , وقد بدت السخرية والتحفز في عينيه الرماديتين ,وبينما كانت تتفرس فيه بنظرات متجمدة , غمز لها بعينه غمزة خبيثة. | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|