![]() |
|
![]() |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() | #1 | |||||||||
مشرفة مطبخ روايتي ومنتدى المكياج والعطور وأميرة التسالي و سليلـ/ـة قصر الكتابة الخياليّة و زهرة البحوث وفراشة متالقة بعالم الازياء والاناقةوفراشة ازياء الحب الفضي ![]()
| ![]() يتميز شهر رمضان في ليبيا بعادات وتقاليد متوارثة تعكس روح التلاحم الأسري والكرم العربي الأصيل، ومع حلول الشهر الكريم، تتزين البيوت والمساجد. وتبدأ التحضيرات لاستقبال أيام الصيام بروحانية وبهجة خاصة، ومن بين العادات التي يحرص عليها الليبيون، اجتماع العائلة حول مائدة الإفطار في تقليد يُعرف بـ«لمّة العائلة»، حيث يجتمع الأبناء والأحفاد في بيت العائلة الكبير، وخاصة في اليوم الأول من رمضان، لقضاء لحظات مليئة بالمحبة والود. وقبل أذان المغرب، يجلس أفراد الأسرة على الأرض وفق العادات المتوارثة، حيث تقوم الأم بإعداد القهوة، وتحضر الحليب والتمر ليكونا أول ما يتناوله الصائمون بعد يوم طويل من الصيام، وتُعد القهوة الليبية مميزة عن غيرها في العالم العربي، حيث تُنكَّه بحبة الكزبرة اليابسة بدلاً من الهيل، ما يمنحها نكهة خاصة ارتبطت بالمائدة الرمضانية الليبية، ومن ثم يتوجه الرجال إلى المساجد لأداء صلاة المغرب، بينما تبدأ النساء في تحضير باقي الأطباق الرمضانية التي تتميز بها الموائد الليبية. وتتصدر «الشربة العربية» قائمة الأطباق التي لا تخلو منها أي مائدة إفطار في ليبيا، هذا الحساء التقليدي يُحضّر بمكونات مغذية وخفيفة على المعدة، ما يجعله خياراً مثالياً لكسر الصيام قبل تناول الأطباق الأخرى، ويعد جزءاً من الهوية الغذائية الليبية. وبعد الإفطار وأداء صلاة التراويح، تبدأ الأجواء الاجتماعية في المنازل والمقاهي، حيث يتبادل الأهل والأصدقاء الزيارات ويتشاركون في تناول الحلويات التقليدية التي تُعد جزءاً أساسياً من العادات الرمضانية، ومن أبرز هذه الحلويات «المقروض الليبي». وهو نوع من الحلوى المصنوعة من السميد المُحشّى بالتمر أو اللوز، ويُقلى ثم يُغمس في العسل ليمنحه مذاقاً حلواً ولذيذاً، كما تحظى «الزلابية»، التي تُعرف أيضاً بـ«لقمة القاضي»، بشعبية كبيرة، ما يجعلها من الحلويات المفضلة للصغار والكبار على حد سواء. وإلى جانب الأجواء العائلية والاجتماعية، يحمل رمضان في ليبيا بعداً روحانياً عميقاً، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين الذين يحرصون على أداء صلاة التراويح وقيام الليل، وتُقام حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم، ما يضفي على الشهر الفضيل جواً مميزاً من الإيمان والخشوع. كما يُعد الشهر الكريم فرصة لتعزيز قيم التكافل الاجتماعي، حيث يتسابق الليبيون في تقديم الصدقات ومساعدة المحتاجين، من خلال تنظيم موائد الإفطار الجماعية وتوزيع المساعدات الغذائية على الفقراء. ويظل شهر رمضان في ليبيا أكثر من مجرد فترة للصيام، فهو مناسبة اجتماعية وروحانية تجمع بين العبادة والتقاليد العريقة، وتُجسد معاني المحبة والتآزر بين أفراد المجتمع. وبين لمّة العائلة، ونكهة «الشربة العربية»، وحلاوة «المقروض»، تبقى الأجواء الرمضانية في ليبيا نابضة بالحياة، مفعمة بالإيمان، ومليئة بالدفء العائلي الذي يجعل هذا الشهر الكريم استثنائياً بكل تفاصيله. ![]() | |||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|