قصيدة أنشُودةُ حُرية

[شروق منصور]

بسم الله الرحمن الرحيم

أنشُودة حُرية

يا شعبَ مصرَ، لكَ العهدُ من جديدِ
عيْشٌ، حريةٌ، وعدالةٌ في الوجودِ
لا حكمَ بعد اليومِ في ظلمٍ ولا قهرٍ
بل حكمُ الحقِّ والشرفِ والقدرِ

أيا ثورةَ الشعبِ العزِّ في مصرِ
ويا شمسَ الكرامةِ في وجهِ البدرِ
ها قد فَجَّرتِ النورَ في عتماتِ الليلِ
وأضاءتِ السماءَ بأحلامٍ من الجيلِ

يا أصدقَ الثوراتِ إنكِ كالغُرّةِ
تُسابقينَ الرياحَ وتسبقينَ الفجرِ
بعُزةٍ لا تلينُ، وبقلبٍ لا يزولُ
ولا يخشى الزمانَ ولا يهابُ الهرولُ

قُلتِ: "ارفعوا الصوتَ، فالغدُ لنا!"
فتجاوبَ الزمانُ وتلاقَتِ البشرَ
على كلِّ لسانٍ غدَتْ حكايتُكِ
وفي كلِّ قلبٍ كانتِ السَّررِ

قامَ الشعبُ معًا، في وحدةٍ وقوةٍ
وقال: "الحريةُ حقُّنا لا الكدرِ!"
حشودٌ أحرارٌ، بلا خوفٍ ولا مكرٍ
وليس لذلِّ السلاسلِ مكانٌ في السفرِ

احتفى بكِ العالمُ من الشرقِ إلى الغربِ
واحترمَ إشراقتكِ؛ فكنتِ للبشرِ
رفعتِ لواءَ الحقِّ بين الأممِ
فكان المجدُ لكِ، ولغيركِ لا الفخرِ

أيا ثورةَ المصريِّ الأبيِّ
فيكِ الجمالُ، وفيكِ الشرفُ والربيِّ
صمَّمتِ على المضيِّ رغم الزمانِ
ورغم الظلامِ، وسلكتِ السبيلَ الأمينِ

يا مناراتٍ تجلَّت في كلِّ زاويةٍ
وفيها تطلُّ الحقيقةُ من وراءِ الستائرِ
فلتبقى شعلةَ الحريةِ والكرامةِ
وفي قلبِ كلِّ الشعبِ، لا يطفئها قيدٌ أو حجرِ

خَمْسٌ وعشرونَ ينايرُ، عنوانُ الشرفِ
تاريخٌ يتلوه الزمانُ في فخرِ
وفي قلبِ كلِّ مصريٍّ، تبقى ذكرى
تظلُّ تشعُّ في الروحِ كالذهبِ والصفا

"إرفع رأسك فوق، فأنتَ مصريٌّ"
عبارةٌ حملتْ في طياتها الوعودِ
أنتَ سليلُ العزةِ، أصلُ الأحرارِ
تسيرُ بخطىً ثابتةٍ نحوَ الفخارِ

"عيْشٌ" ليسَ كلامًا يُقالُ في الهواءِ
بل هو حقٌّ في العيشِ، حقٌّ للأبناءِ
كذلك "الحرية" نبراسٌ للمستقبلِ
و"العدالة" رسالةٌ تُنقشُ في القلوبِ

قُمنا معًا، بعزمٍ لا يلينُ،
ورفرفنا بأعلامٍ من الشرفِ، لا الغثاءِ
قلنا: لا للطغاةِ، ولا للظلمِ،
نعم للعدالةِ، نعم للعدلِ والكرمِ

يا من رفعتِ الراياتِ في الميدانِ،
ها نحنُ أبناءُك، نُجَابِهُ الظُّلمَ بالبيانِ
الثورةُ جاءتْ ليستعيدَ الشعبُ حقوقه
ويُحَصِّنُ كرامتهُ من كلِّ الطغيانِ

"عيش، حرية، عدالة"، شعارٌ للزمنِ
حفرتهُ الأيدي بألوانٍ من الأفق
تدوي في الأرجاءِ صرخاتُكِ، تسري
كطيفٍ في السماءِ، فجرٌ من الأمانِ

يا مصرُ، يا أرضَ الكرامةِ والمجدِ
رفعتِ رأسكِ فوقَ سحابِ العذابِ، من دونِ وجلٍ
وستبقى الأجيالُ تحكي قصتكِ
أنكِ ثورةٌ عظيمةٌ، لا تنحني؛ إلى الأملِ.

أنشُودة حُريةٍ في قلوبٍ نابضةٍ
قد ارتفعَ صوتُهُا في الأرضِ والسماءِ
أصبحَت للعزِّ دربًا لا يَفَني
وفيها وعدٌ جديدٌ للأجيالِ والسماءِ

نصرُ الحقِّ كان حلمًا قد تحقَّق
وفي صدرِ الشعبِ أصبحَ الأملُ حيًا
تسيرُ الخطى على دربِ النصرِ