|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() | #1 | ||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي ![]()
| ![]() بسم الله الرحمن الرحيم مجموعة قصصية بعنوان: "ملحمة البطولات" قصة: نصر أكتوبر والأبطال يعيدون كتابة التاريخ في صباح مشرق من أيام أكتوبر ١٩٧٣، كانت شمس الصحفية الشابة تجلس في مكتبها بالقاهرة، تتصفح تقارير المخابرات العسكرية عن المعركة المرتقبة على الجبهة. لم تكن تعلم أن حياتها على وشك أن تتغير. كانت الصحافة في ذلك الوقت تتطلب أن تكون العين الساهرة على تفاصيل الحدث، في محاولة لنقل الحقيقة وتوثيق البطولات، ولقد أوكل إليها أن تكتب عن المعركة التي طالما انتظرتها الأمة العربية كلها: معركة أكتوبر، أو كما يعرفها الشعب المصري "حرب ١٩٧٣" أو "حرب أكتوبر". مع بداية الهجوم المصري المفاجئ على الجبهة، كان من المقرر أن تنقل شمس تفاصيل حكايات الجنود الأبطال الذين كانوا يقاتلون على الأرض. كان توجيهها الأول نحو جبهة سيناء، حيث كان الشهداء يكتبون على الرمال حكايات من العزة والكرامة، وحيث كانت البسالة تُخلد بالدم. كان أبطالها في تلك اللحظات هم أولئك الذين لا يعرفون النوم، ولا يلتفتون إلى الرصاص أو القذائف. وعلى الرغم من أنها كانت متحمسة، إلا أن في قلب شمس شيئاً من القلق. الحرب ليست بالقصص التي تكتبها الصحافة في أوقات السلم، بل هي واقع شديد الصعوبة والخطورة. وتساءلت في نفسها: كيف ستروي الحقيقة وسط كل هذه الدموع والألم؟ كيف ستنقل حكايات البطولة من قلب المعركة؟ في اليوم التالي، كانت شمس قد صعدت إلى الطائرة العسكرية المتجهة إلى الجبهة، متوجهةً إلى سيناء. الطائرة كانت تخترق العتمة كنجمة من جواهر الألماس، حيث كان الليل يغطي الأراضي المصرية كلها، وأضواء مدن الدولة المصرية تظهر كنجوم سابحة على سطح الأرض. وصلت إلى معسكر الجيش حيث وجدت أنباء الحرب قد أُعلنت رسمياً، وأن الجميع في انتظار توجيهاته لمواجهة العدو. بينما كانت شمس تمشي في المعسكر، التقَت بملازم أول يُدعى "عمر". كان شابًا في منتصف العشرينات، ذو لحية خفيفة تكسو وجهه، وعينين متقدتين بالفخر واليقين. شعر في البداية بأن الصحفية قد تكون غريبة عليه في هذا المكان، إلا أنه سرعان ما أذعن لوجودها بين الجنود، مؤكداً لها أنها يمكن أن تسجل ما تراه في تلك الأيام التي ستكون جزءاً من تاريخ الحرب. قال عمر، وهو يبتسم ببعض الحذر: "المعركة هذه المرة مختلفة فنحن لن تسمح بتكرار ماسبق أبدا. بل نحن من سيعيد الأرض والكرامة." لم يكن هناك وقت للحديث المطول، فكل جندي كان يلمس سلاحه ويستعد للمعركة. شمس التي كانت قد اعتادت الكتابة عن قصص الجريمة والسياسة والمجتمع، اكتشفت أن هذا الجندي الصغير، الذي لم يتجاوز العشرين عامًا، يملك من الإرادة ما يضاهي أبطال التاريخ. أخذها عمر في جولة سريعة داخل المعسكر، حيث أظهرت المعركة التي كانت على وشك البدء صرامة الجميع. فكل شيء كان معدًا. وتحت الأضواء الهادئة، كانت المعنويات عالية، والعزم قد انعكس في كل حركة من حركات الجنود. في اليوم التالي، أعلنت القوات المصرية عن انطلاق الهجوم الأول. كانت الطائرات الحربية المصرية قد عبرت إلى سماء سيناء، وكانت قوات المشاة قد عبرت قناة السويس في قوارب الهجوم. كان الجميع يعرف أن الطريق نحو النصر ليس سهلاً، ولكن الأمل كان مشتعلاً في قلوبهم. بدأ الهجوم على مواقع العدو باحترافية غير متوقعة، وكانت القوات المصرية تتقدم بشكل سريع ومفاجئ، مستفيدة من عنصر المفاجأة الذي استخدمه الجيش المصري بنجاح. وفي خلال هذا اليوم الأول من الهجوم، كانت شمس تكتب عن كل التفاصيل. كانت تقابل الجنود، وتسجل لحظات إصرارهم، وصراخهم في وجه الموت. ولكن وسط هذه الضوضاء، لفت نظرها مرة أخرى الجندي عمر. كان يقود فرقته ببراعة وشجاعة، ولم يكن يلتفت إلى ما حوله من مخاطر. كان يتحرك وكأنما كل خطوة له هي جزء من حلمه لتحقيق النصر. قال عمر بينما كان يتقدم بجنوده : "كلنا نعلم أن هذه المعركة ليست فقط من أجل الأرض، بل من أجل شرف أمتنا." في اليوم الثالث من القتال، كانت الخسائر قد بدأت تظهر بوضوح. ولكن خسائر العدو التي تكبدها من جيشنا وهزائمه كانت مرة. بعض الجنود سقطوا شهداء في سبيل الوطن، وبعضهم كان جريحًا يعاني من إصابات بليغة. ولم تكن شمس تظن أن قلبها سيتحمل هذا الكم من الألم، لكنها كانت تدرك أن ما يفعله هؤلاء الجنود كان عملاً لا يتكرر في التاريخ. وبينما كانت تواكب تقدم الجيش، لاحظت أن بعض الجنود كانوا في حالة من الشجاعة الفائقة، لكن في الوقت نفسه، كان بعضهم يظهر عليهم علامات التعب العميق. حتى عمر، الذي كان يقود فرقته بهمة، بدأ يظهر عليه الإرهاق. وفي أحد الأيام، وقع الهجوم على موقع عسكري مهم، وسقط العديد من الجنود في الحفرة الكبيرة التي نتجت عن القصف. كان عمر قد فقد العديد من أصدقائه، وبعضهم سقطوا بجواره في الميدان. لكنه لم يهن ولم يتراجع. بل دفع فرقته للمضي قدماً، قائلاً: معركتنا ليس بها خوف من الموت، بل هي للعيش بشرف وبكرامة." وفي تلك اللحظات، بدأت شمس تشعر بعمق المعركة التي تخوضها الأمة بأكملها. لم يكن مجرد صراع عسكري بل كان صراعاً على الأمل، على المستقبل، على استعادة الأرض والمكانة. بينما كانت شمس تنتقل بين مواقع مختلفة على الجبهة، التقت بعدد من الجرحى الذين تم نقلهم إلى النقاط الطبية. كان معظمهم يحملون إصابات خطيرة، لكن جميعهم كانت قلوبهم مليئة بالإيمان بأنهم قد قاموا بما عليهم، وأن المعارك ستنتهي بالإنتصارات. أخبرها أحد الجرحى، وهو شاب في مقتبل العمر: "لقد تمكنا من اقتحام خط العدو، ومهما دفعنا من الثمن فلن نندم. فقد جئنا لاسترداد الأرض والكرامة، وأعتقد أننا قد بدأنا بالفعل. ولسوف ننجح ونجعلهم يتجرعون مايستحقوه من هزائم وحسرة" مع نهاية المعركة وإقبال النصر العظيم بخطىً واثقة، بدأ جيش الاحتلال في التراجع، وأصبح النصر قريبًا. وفي اللحظات الأخيرة من المعركة، كان عمر يقف جنبًا إلى جنب مع جنوده، يهتف في وجه العدو قائلاً: "هذه الأرض لنا. سنستعيدها مهما كلف الأمر." وعندما تم إعلان النصر، كان المشهد مؤثراً للغاية. كان الجنود فرحون، ويحتفلون بالأمل الذي تحقق. حتى شمس التي كانت تكتب لحظات البطولة والمقاومة في قلب المعركة، كانت تشعر بمزيج من الفخر والدموع. كتبت شمس عن "نصر أكتوبر" بأحرف من ذهب. سردت قصة الجنود الذين ضحوا بحياتهم من أجل حرية وطنهم. بينما كان عمر من بين الجنود الذين سيظل اسمهم محفورًا في ذاكرة التاريخ. وهي بفضل بطولاته هو وزملائه الأبطال نقلت للعالم قصصهم البطولية وانتصاراتهم المؤزرة. فهم الأبطال الذين لم يختاروا الخوف في وقت الحرب، بل قرروا أن يصبحوا أسطورة للكرامة والصمود. شمس أدركت أن هؤلاء الجنود ليسوا فقط أبطال الحرب، بل هم الذين يصنعون التاريخ من جديد ويعيدون صياغته بأحرف من ذهب ويكتبونه بمداد من النور. التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 14-01-25 الساعة 11:44 PM | ||||||
![]() | ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|