20-12-24, 08:27 PM | #1 | |||||||
| أتريد بعض البيتزا؟ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين قراءة ممتعة . " بيتزا .. هودوق .. أيسكريم هذه الأطباق الرئيسية التي يوفرها مطعمنا نحن نبيع ونؤجر بالساعة أيضا عميلنا العزيز، تدلل وسنحترم كل رغباتك " . | |||||||
20-12-24, 08:29 PM | #2 | |||||||
| الغلام الجديد . 21:46 بأحد الضواحي المشبوهة لدولة فيرفاند في بناية منعزلة حيث يمنع دخول الأناس العاديين لها، مدرجات ضخمة تعج بمن ملأت الأموال حساباتهم البنكية، ومن استوطنت الشهوة أجسادهم ودنستهم يبدأ المزاد المعتاد، أصوات تهتف وأياد ترفع بطاقات طبعت عليها مجموعة من الأرقام دلالة على المبلغ المدفوع في سبيل الحصول على البضاعة المعروضة أما هو فيرمق ما يحدث بضيق يحاول إخفائه خلف تعابيره المتجهمة، رغم السنين الطوال التي قضاها في هذا المكان إلا أنه لم يستطع التكيف بعد، الأمر الوحيد الذي يجعله يشعر ببعض الراحة هو عدم كونه محل هذه البضاعة الأخيرة لم تكن من النوع المعتاد، ليست قطعا أثرية نادرة، لوحا فنية تعود لما يفوق المائة عام، أو مواد ممنوعة، البضاعة هنا عبارة عن بشر مجموعة تلوى أخرى، النساء أولا، ثم الرجال، وختاما بالأطفال جزء منهم يباع والبقية يؤجرون لمدة محصورة بين الليلة الواحدة والشهر، للقيام بمختلف الأغراض، من أعمال شاقة، مشبوهة، وإشباع ملذات المستأجر ورغباته القذرة كما جرت العادة تتفاوت المبالغ المعروضة، في بعض الأحيان كانت البضاعة تباع بسهولة، أما في أوقات أخرى فكان هناك بعض التنافس القائم في سبيل الحصول على الأجساد المفيدة والأوجه الجميلة إلا أن هذا تغير عندما عُرِض ذاك الغلام، سرعان ما تحول الحاضرين لكلاب أصابها السعار، الهتاف يعلو والمبالغ ترتفع بشكل جنوني يقف هو الآخر بينما نظراته مثبتة عليه بذهول، كان غلاما تعدى العاشرة من عمره، خصلات شعره البيضاء تعكس صفاء بشرته اللبنية، عيناه بدت وكأنها استبدلت بفيروز أزرق صافي، أما الهالة المحيطة به فكانت هادئة ومريحة، النظر له وحده أشبه بالبقاء أمام بحر نقي ساكن الأمواج لا يعكره شيء غير أصوات طيور النورس باختصار، إنه فاتن بعد لحظات يعود إلياس لوعيه، يشيح نظره ليزفر بانزعاج وسط شده على الملفات التي بين يديه، عليه عدم إضاعة الوقت يستدير مغادرا لإكمال عمله، إلا أنه قبل أن يبتعد شعر بنظرات تخترق ظهره، استدار ليجد الغلام الجميل يرمقه بثبات للحظات قبل أن يعود للنظر نحو المدرج تحديدا للرجل الذي استطاع الفوز به واستئجاره يعقد إلياس حاجبيه، هل يخيل له أنه كان يرمقه هو تحديدا من بين كل المتواجدين؟ يعود للسير مبعدا الفكرة عن ذهنه وسط شعوره بالأسى على الغلام، وجهه الجميل لن يكون سوى سببا لدماره هنا، الرئيس لن يسمح ببيعه بشكل كلي على الأرجح، سيكون بقاءه واستئجاره لليلة أفضل من أجل الربح الكثير نظرا لكونه مرغوبا بشكل كبير من طرف العملاء المسكين، أسوء كوابيسه وأكثر ستتجسد في لياليه هنا . | |||||||
يوم أمس, 07:46 PM | #3 | |||||||
| ليس كالبقية •° لقد تجاوز الوقت منتصف الليل يغلق إلياس المخزن ليضع المفاتيح بجيبه، من المفترض إعادتها لسيده جورج لكن كمية الملفات التي يجب عليه ترتيبها تستلزم أياما إضافية لذا سمح له بالاحتفاظ بها ريثما ينهي عمله، هذا كله بسبب دفعة الأشخاص الجدد الذين جلبوا مؤخرا ينظر لكف يده ليجد عليها بقايا حبر، لا زال غير قادر على الكتابة دون أن يلوث يديه كباقي البشر قبل أن يذهب لغرفة النوم يتجه نحو الحمام لتنظيف يديه، يود الاغتسال أيضا لكن يجب تأجيل الأمر غاية الصباح، ليس من مصلحته البقاء خارج غرفته في هذا الوقت، الليالي هي الأوقات المحببة للمجانين من أجل اصطياد ضحاياهم - نعم إنه الوقت المفضل لهم يهمس بهذا محاولا تجاهل صدى قطرات المطر المصاحبة لأصوات الصراخ الصادرة من خلف أبواب الغرف التي يمر منها، أغلبها تعود للأفراد الجدد، يستطيع تخيل ما يحدث لهم الآن، فقط ما اعتاد على حدوثه طيلة السنين الماضية، إنهم ليسوا أول الضحايا أو آخرهم يدخل إلياس الحمام، يتجه نحو المغاسل ليشرع في غسل يديه موليا الباب ظهره، لكن سرعان ما قاطعه صوت من الخلف معلقا بانزعاج: - بئسا، المكان صاخب رغم أن الوقت متأخر يلتفت بريبة نحو صاحب الصوت الصبياني، ما الذي قد يجعل صبيا يتجول بمفرده هنا: - كيف جئت إلى ... سرعان ما يقطع كلامه لتتغير نظراته المستنكرة لأخرى تملؤها الذهول بسبب المنظر المتجسد أمامه الغلام الجميل من المرة السابقة يحدق به بينما الدماء تغطي كامل جسمه شلال أحمر لطخ وجهه وملابسه من الجهة الأمامية تحديدا، أما شعره فبات بحمرة ورد القرنفل، ورغم هذا إلا أنه كان يتقدم نحو المغاسل بخطى رتيبة، وتعابيره لم تحمل إلا الكثير من القرف وسط شكواه: - هذه اللزوجة الكريهة، أشعر وكأني تحولت إلى قمامة وبعدها أمسك الوعاء الممتلئ بالماء وصبه كاملا فوق رأسه، يعاود ملأه ثم صبه مجددا مرة بعد أخرى، شعره الأحمر يتغير تدريجيا للوردي ثم الأبيض، والدماء تنزل من عليه ممتزجة مع المياه مغطية الأرضية بعدما أكمل أخذ يرفع الخصلات المنسدلة على وجهه للأعلى من أجل رؤية أفضل معلقا: - أنا متألق، النظافة هي الأفضل يردف بابتسامة بريئة موجها نظره لإلياس: - ألا توافقني الرأي؟ وسط كل هذا ظل إلياس يشاهد الذي يحدث أمامه بقلة استيعاب، الدماء التي غسلها لا تتجدد كما أنه لا توجد ندوب على جسده، إذا الدماء لا تنتمي للغلام إنما لشخص آخر فور إدراك إلياس لما حدث يندفع نحو الفتى ممسكا ساعده بشدة ليزمجر بقلق: - كيف جئت إلى هنا بمفردك؟ ما مصدر هذه الدماء؟ أليس من المفترض أن تكون مع مالكك هذه الليلة؟! بدل أن يحاول الغلام الإفلات أجاب بينما نفس الابتسامة لا تزال مرتسمة على ثغره: - أتقصد الرجل الذي استأجرني؟ إنه مجرم، أتصدق أنه حاول القيام بأمور لا يصح فعلها مع الأطفال أو بين الرجال نفسهم؟ ياله من كريه، دماؤه أيضا لا تقل كراهة منه يقول كلماته الأخيرة بشيء من التقزز، أما إلياس فابتلع ريقه وسط اتساع حدقتي عيناه بعدم تصديق لما تبادر لذهنه توا - هل قتلته أيها الغلام؟ - ما الذي تعتقده إذا؟ يجيبه بانزعاج ممزوج بعدم مبالاة ليردف مستدركا بحركة كفه كمن يطرد فكرة ما : - أدعى نيكولاس وليس غلام على فكرة، ونصيحة مني لا تفكر حتى في تسليمي لأحد رؤسائك، هم لن يترددوا بقتلك معي من شدة غضبهم بما فعلت، الرجل الذي أنهيت حياته لا يبدو في مكانة عادية وفقا للمبلغ الضخم الذي دفعه لأجل ليلة واحدة فقط يصمت بعدها ليتقدم نحو إلياس مادا يده بمودة: - بما أنك غسلت يدك توا فسأقبل مصافحتك، قبلها أغلق صنبور الماء فهناك الكثير من الأموال التي تضيع مع كل لتر من الماء المهدور، والآن أخبرني عن اسمك، لاحظتك سابقا عند المدرج، من الجيد أننا إلتقينا الآن، وفرت علي عناء البحث عنك لاحقا وسط حديثه الطويل أخذ إلياس يتراجع للخلف ليستدير سائرا خارج الحمام دون الرد عليه، من الخطير تركه حرا لكنه محق في أنه من الخطير أيضا تسليمه للرئيس بعد الكارثة التي حلت لا بأس، لا داعي للخوف، سيدعي فقط أن هذا اللقاء لم يحدث، بعدما أنهى عمله في المستودع غادر لغرفة النوم مباشرة ولم يأتي للحمام، هو لم يكن هنا، هو لم يقابل الغلام إطلاقا _______ | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|