|
13-10-24, 12:24 PM | #1 | ||||
| اغفرلي فِصامي السلام عليكم ورحمة الله اهل روايتي الرِفاق العِظام عساكم بألف خير وعافيه بما اني والكتابه كلمتين بلا فاصله فلا يمكن ان يطول البُعد اكثر لذا فأنا عُدت بمولودة جديده ذات فكره مختلفه عن سابقتها تماماً، روايه من المفترض ان تكون قصيره كالمنفى والضباب .. نفسيه عاطفيه اجتماعيه دراميه والأهم طابع (الغموض والتشويق) الذي لن تغدو الرحله مُمتعه الا به ارجو منكم بأن تعيروني افئدتكم وتستقبلونها بودٍ ومحبه، ومنذُ البِدء فأنا اعتذر عن اي خطأ او تقصير فإني واياكم بشراً لسنا بمعصومين فقوموني متى استطعتم الروايه بشكل عام صعبه نوعاً ما وتحتاج تركيز ودقه في كتابتها لذلك فأنا بحاجه وبأشد الحاجه الى ارائكم وتعليقاتكم وتوقعاتكم مع كل فصل اعتبروه كعون لي لإكمالها على وجه دقيق وجيد راح اترككم مع المقدمه والتميهد وبإذن الله ان الفصل الاول بين ايديكم في اليومين القادمين فور ان انتهي من كتابته وتعديله دمتهم بعافيه ووِد. | ||||
13-10-24, 12:29 PM | #2 | ||||
| التمهيد .. . . . . ماذا لو كان البِدء هو الخِتام ! نشيجٌ في سكون الليل يتعالى مُختلطاً مع موج البحر الهادر، ليله من اكثر الليالي ظلاماً مُلبدة بالغيم الأسود الذي لايوجد سواه في مدى الأرض المُقفره وعلى طريقٍ مهجور نالت منه الشقوق حتى شوهت ملامحه، يقع البحر الهائج على يمينه والخلاء الشاسع على شِماله طريقٌ أُطلِق عليه بمُسمىٰ "سبيل الموت" .. تراه مُنكباً على ركبتيه مُتمسكاً بيدٍ واحده بالأرض أسفله والأخرى تشدُ من امساك الصخره التي يهوي بها في الهواء ثم يسقطها لتتناثر الدماء ملوثةً طُهر قميصه الأبيض، وجهه القُمحي وعُنقه وساعديه، دماءٌ رسمت عليه لوحه دمويه دقيقة في عشوائيتها مُرعبه في دقتها ! وصُراخه كان وكأنه زئيراً يتخاطب مع الموج الذي يلطم على الحجاره بقسوه وغضبٍ متأجج، وتارةً تراه كطِفل مزق لُعبته تنفيساً عن سُخطه، بُكاءه ذلك كان رِثاءاً وشكوىٰ وبوح، يشكو من ضحيته واليها آبياً عن التوقف .. فأن توقف سيدرك شناعة فعلته ! لكن قواه خارت ويديه تصببتا دِماءاً وعرقاً، قدميه تخدرت والشارع بات مروياً كِفايه حتى سار السائل القاني في الشقوق، دنى بجبينه على صدر الضحيه واتم بكاؤه هناك حتى تلاشى صوته وجفت عينيه ثم رفع رأسه ونظر حوله حين بدأت قطرات المطر بالتساقط وصوت الرعد يأتي من بعيد .. يبدو بأن هناك عاصفة آتيةٌ غاضبه ! نهض من مكانه، مسح بساعده على عينيه التي تكتل بهن الدمع ودنى ممسكاً بقدمي ضحيته ليجرها نحو هاوية البحر الذي سرعان ما ابتلعها بينما المطر تكفل بغسل مسرح الجريمه من كل الدماء التي صنعت فيه العُجاب، ثم سار بخطى بطيئه ووكأنه يحمل كل الأرض على منكبيه حتى توقف بجوار السياره التي تقف على جانب الطريق فنظر بشرود ناحية تيليسكوب الفضاء الموضوع ارضاً على حصيره وجواره فِراش صغير امسك التلسكوب بعنف ثم رماه في صندوق السياره قبل ان يتبعه بالفراش والحصيره بعشوائيه تامه، صعد في جهة السائق وعدل من وضعية نظارته الطبيه قبل ان يشغل محرك السياره وينطلق في ذلك الطريق المُقفر نحو المدينه التي تبدو من هنا كالاطلال العتيقه .. ومِن هُنا تبدأ الحِكايه حكاية بَيْدَر وأخيه مَديّن في " أغفرلي فِصامي " إقترب .. فنحنُ على وشَك الجنون ! | ||||
15-10-24, 01:59 PM | #3 | ||||
| الفصل الاول . . . . قد تصحو في ليلةٍ ما بعد مُنتصف الليل لتجد ان كُل معارك الدنيا قد تسربت الى رأسك، حروب الشرق والغَرب من اقدمها الى احدثها كُلها تُخاض في رأسك دُفعةً واحده ولا تنتهي، صُراخ وضجيج ودويٌ من شِدة علوه قد يدفع الطائر الذي يقف على سياج شُرفتك بالطيران بعيداً هرباً من ذلك الجنون الذي لامفر لك منه لا مهرب .. فأنت لن تقدر على شق رأسك واخراج العالم من داخله ! امام مِرآه مُربعه كان يقف بيدَر بمظهرٍ لايُشبهه بل يُشبه الوحوش الدمويه، على وجهه قطرات الدماء مُلطخِه حتى نظاراته الطبيه ذات الاطارات السوداء وشعره البني شبه الكثيف، رفع انامله المُرتجفه التي تيبس الدم عليها مع التُراب واخذ يفتح ازرار قميصه واحداً تلو آخر قبل ان يرميه في سلة الغسيل المجاوره ويفتح صنبور المياه الذي نزل بارداً كالجليد اخذ غرفةً من الماء مسح بها عُنقه ويديه ثم انزل نظارته وشرع في تنظيفها بسكون عدا من رعشه خفيفه تسيطر على كافة اجزاء جسمه احتاج نِصف ساعه لينتهي من تنظيف جسده من كل بواقي الدماء ودعكه جيداً، ثم خرج ورُغم البرد الذي يعتريه رفع من درجة التكييف ثم دخل اسفل الاغطيه على سريره الدافئ واضعاً كلتا يديه بين جانب وجهه والوساده شارعاً في البكاء والانين الذي لم يتوقف الى ان شعر بأنامل توأمه التي اخذت تعبث بشعره هامساً له بخفوتٍ ولُطف :راح ينتهي .. كل هذا الخوف مصيره ينتهي اول ماتصحى الصبح وتبدأ من جديد .. حتى قوس المطر بكره راح يطلع ويلون سماك .. بيدر ! فغط بيدر في النوم العميق مُطمئناً هانئاً على وقَع كلمات مِدين التي لن تفشل يوماً في بث الراحه في اعصابه وترخيتها .. تلك الكلمات التي لطالما تمناها ! الا ان الكوابيس لن تتركهُ بحاله كأي ليله اخرى، ظل يغفو ثم يصحو مفجوعاً لاهثاً ثم يعود للنوم بتوجس من الكابوس القادم الذي يكرر عليه ذات السيناريو من الفزع حتى سطعت تلك الشمس البارده على المدينه الساحليه مُتسلله من بين زجاج النوافذ لتداعب بخيوط نورها الاجفان المُغلقه، اولائك النائمون مفوتين على انفسهم اجمل ساعات النهار .. الساعات الاولى منه وقد كان كافياً ذلك الضياء الخفيف المُخترق للشيفون الابيض المنسدل فوق النافذه ليوقظ بيدر ذو النوم المُتقطع والمُختل توازنه اساساً، فمسح على وجهه القُمحي ومد يده يلتقط نظاراته الطبيه ليرتديها ناهضاً من على سريره مُتجهاً الى النافذه هرباً من النوم الذي لايفعل شيء سوى تعذيبه، حيث توقف مزيحاً عنها مايغطيها من قماشٍ خفيف وفور ان فتحها هبت تلك النسائم البحريه الرقيقه لتلفح وجهه وتداعب رمشيه فتبّسم وهمس بخفوت :صباح الخير ! تراجع بعد برهه خارجاً بخطى حثيثه الى غُرفة المعيشه التي وجدها خاليه على غير العاده ! نظر ناحية المطبخ المفتوح بابه على مصراعيه منبعثه منه رائحة كريهه لطعام يبدو بأنهم قد نسوا وضعه في الثلاجه ليلة البارحه فأتجه الى هناك اعد الشاي ومقلى من البيض مُخمناً كون مدين قد خرج لشراء الخبز من الفرن الواقع اسفل المبنى المقابل، فتكفل هو بوضع بقايا الطعام المتعفن في كيس القمامه ثم خرج من الشقه لرميه واستعجال توأمه رغم تردده في الخروج من عدمه الا انه لم يُصادف مدين في الطريق ! اتجه الى المخبز وتسائل فور ان دلف اليه قائلاً :صباح الخير عمي، ماجاك مدين ؟ تبّسم الرجل بشوش الوجه وهز رأسه نافياً بينما يجيب :لا والله ياولدي وانا مستغرب من انه للحين ماجاء ! عقد بيدر حاجبيه ووجه ناظريه للشارع بحيره، متسائلاً بداخله عن الوجهه التي قصدها مدين في هذا الوقت الباكر، اخرج من جيبه نقوداً ومدها للرجل ليحصل على الخبز الذي فعلاً فور ان حصل عليه خرج متلفتاً حوله في الحي السكني الهادئ والخالي من الفوضى او الزحام بطريقه تبعث على الاسترخاء خاصه في هذا الوقت من الصباح عاد ادراجه الى الشقه وجلس على مقعده المعتاد على يمين طاولة الطعام، امامه الخبز والبيض وكوبي شاي ينبعث منه الدخان لسخونته، لدقائق طويله وسكون تام اقتطعه هو حينما وضع رأسه على سطح المنضده .. واجهش بالبكاء التقط انفاسه بعد زمن قصير قضاه في البكاء ثم مسح على وجهه وقرر الخروج لينهض فوراً ويستعد لذلك، عاد بعد ان اتم ارتداء ملابسه الى المطبخ، توقف عند بابه قليلاً ثم تبّسم هامساً :وين كنت ! اتكى المعنى على ظهر المقعد الكامن على يسار الطاوله وامامه الطعام لم يُمَس بعد ثم اجاب بإبتسامه طفيفه :بالساحل زفر بيدر واومئ متقدماً خطوتين ناحية الطاوله، انزل النظاره من عينيه وقال :اليوم خف الازعاج في راسي، راح اطلع اغير جو اومئ مِدّين بتشجيع اثار سعادته لوهله بينما مازال محافظاً على ابتسامته، وضع بيدر نظاراته على سطح المِنضده وهمس :ما احتاجها خرج بعد برهه مُغلقاً خلفه باب الشِقه، رفع يديه الى ياقة قميصه الزيتوني، فتح الزر الاول واخرج حافته من اسفل البنطال، خلع عن معصمه السوار الخيطي الاسود الذي رماه في اقرب صندوق قمامه صادفه عند خروجه . . . . وفي قِرنةٍ أُخرى من ذات المدينه الساحليه في غُرفه ذات إطلاله بحريه خلابه، هواء بارد وصوت الموج مُختلطاً مع اصوات زقزقات الطيور التي تقف في حافة النافذه المفتوحه على مِصراعيها وهي في الداخل امام المرآه قد انتهت للتو من الاستعداد ليوم جامعي جديد غيد ذات الواحد والعُشرون ربيعاً وكأنها قد قدمت الى الدنيا على جُنح فراشه فتحل البهجه اينما حلت وتُزهر الدروب التي تسعى فيها وتتورد، نشئت في أُسره مِثاليه زرعت الاخلاق في نفوس بناتها بالحُب كما تُزرع الياسمينات في الأراضي الشاميه فكانت الحصيله هي غيد وشقيقتها الكُبرى ملاذ .. خرجت من غرفتها بعد ثواني بينما تضع هاتفها بداخل الحقيبه، وجدت والدتها في المطبخ قد انتهت من اعداد ساندويشها المُفضل بالبطاطا المهروسه والجبن فقالت بإبتسامه لطيفه :يسعدلي صباحها الحلوه تبّسمت مريم بينما تحشر الساندويش في حقيبة غيد مُعلقه بتساؤل على نشاط غيد في هذا الصباح الذي بدا زائداً على العاده :مو عوايدك نشيطه هالكثر ، كل يوم تطلعين وانتِ تتحلطمين على الجامعه ! اعتدلت غيد بوقوفها بعد ان انتهت والدتها من اغلاق الحقيبه واجابت بإبتسامه وحالميه :اليوم عندي احساس بأنه يوم مختلف، شي بداخلي قاعد يقولي راح تنبسطين اليوم قهقهت مريم بخفه وربتت على كتف ابنتها بدعاء وتمني :الله لايخيبلك امل يمه، ركزي على دروسك واذكري الله كثير همست غيد بآمين وبينما تخرج من المطبخ وتتبعها والدتها قالت بشيء من التردد :يمكن يمكن امر على بيت جدتي بعد الدوام، اشتقت لها ولملاذ يعني اذا تأخرت لاتقلقون علي همهمت والدتها برضا بينما هي وفور خروجها الى الحديقه الصغيره المقابله لمنزلهم تقدمت تقبل رأس والدها المقعد والمنشغل بقراءة جريدته واحتساء الشاي هامسه :صباحك خير وعافيه يا اجمل اباء الدنيا هز والدها رأسه بإبتسامه عاجزاً عن النطق ورد تحية الصباح لتلك النسمه الجميله التي وِهبت اليه بفضل الله فأغنته هي واختها عن الف ولدٍ ذكر، رآها بينما تخرج وتلوح لهم كعادتها فنظر الى زوجته التي تراقبها وتهمس بالدعاء ولطالما احب ذلك الروتين الصباحي الذي يبرهن له في كل يوم بأنه قد ادى ماعليه فأختار الزوجه الطيبه وربى ابنتيه على الموده والحب وعلى مقعدٍ حجري في احد جوانب شارع الجامعه جلست تُراقب الشارع بسكونٍ وهدوء، جواراً منها حقيبتها وكُتبها في انتظار صباحي مُعتاد لقدوم صديقاتها الاثنتين نور وشهلاء، جابت بناظريها على المقاعد الخارجيه للمقهى المقابل وكالعاده كان ذات الشخص حاضراً ككُل صباح منذُ عامٍ كامل لكنه بدا شارد الذِهن اليوم لايقرأ كِتاباً كعادته ويحتسي الشاي بدلاً عن القهوه .. قهقهت بخفه حين تنبّهت لذاتها فيمَ تُفكِر ! فهي لاتعرفه لكن الصدف الصباحيه المعتاده جعلتها في لحظه وكأنها تحفظه بحق ! رُبما تلك هي الضريبه الطبيعيه لجلوسها هنا في كل يوم لدقائق طويله بإنتظار مُمل غالباً مادفعها الى التركيز في كل شيء حولها وحِفظه عن ظهر غيب بعد دقائق طويله قضتها بالعبث في هاتفها لمحت سياره صديقتها شهلاء تتوقف على الجانب الآخر للشارع فزفرت براحه ونهضت من مكانها تلتقط حاجياتها بينما ترى نور قد ترجلت من المقعد المجاور للسائق ضاحكة الثغر وكأنها قد سمعت من شهلاء نُكتةً ما .. لوحت لغيد وانطلقت اليها بعجاله لتقطع الشارع الذي لم يكن في نصيبها تكملته فقد صدح في الارجاء صوت المكابح الذي تبعه اصطدام نور بمقدمة سياره مُسرعه ثم ارتطام جسدها النحيل على الأسفلت القاسي وفرار الفاعل دون ادنى التفاته .. شيء كان أسرع من قدرة المرء على الادراك، وادهى من ان يُصدق في لحظات .. لحظات فقط مافصلت بين ابتسامة نور ودِمائها التي انسابت على الشارع متناثره في الانحاء القريبه، فشردت غيد لوهله في بياض حذائها الملطخ بالدماء .. انها نور ! رفعت ناظريها الى الشارع .. الى الزحام والصُراخ الذي لم تنفك عنه شهلاء بينما تجلس على ركبتيها وتهز كتفي صديقتها بهلع، رأت احدهم يتقدم ليحمل نور بين ساعديه .. انه ذات الشخص الذي يجلس في المقهى منذُ عامٍ مضى، شعرت بكف شهلاء يقبض على ساعدها لتجرها نحو مكانٍ لم تستطع ادراكه، تساقطت كتبها وحقيبتها وكل ممتلكاتها في ذات القرنه التي صُعقَت فيها منذُ برهه ولم تتنبه الا وهي جالسه في الامام على متن سياره تركبها لاول مره، وفي الخلف شهلاء تنوح بينما تحتضن جسد نور الهامد بين ايديها .. وفي تلك اللحظه فقط استطاعت البكاء مُبلله رمشيها ووجنتيها ونِقابها وكذا كفيها التي غطت بهم مُحياها مكتفيةٍ بدمعٍ ماطر وجسدٍ مُهتز مُرتعش خوفاً من هول ما رأى .. . . . . مَلاذ .. ما الذي ينتابكَ حين تمر تِلك الكلِمه على مسامعك ؟ (الآمان الملجأ والمُعتَصَم) .. تِلك التي لها مِن مُسماها نصيب ففي عينيها كُل دِفء الدُنيا، وفي فؤادها كُل ودٍ قد ترجوه إلا انها تُجيد وضَع الخطوط الحمراء والقِتال ذوداً على حرمتها فتاه انتصفت العقد الثاني من عُمرها، ذلك العُمر الذي قضت خمسة عشر عاماً منه في منزل جدتها لابيها تلك المرأه الحنونه ذات القلب الدافئ والروح الحلوه والتي باتت وحيده بعد ان تزوج كل ابنائها وانشغل كل منهم بدياره وابنائه فأختارت هي السكن معها للتتقاسم معها وحشة الليل وضوء النهار على مقعدٍ خشبي تجلس في الفناء الصغير للمنزل، اجواء بارده ولطيفه تعطي شعوراً بأنك في الجنه من فرط حلاوتها، امام عينيها تقبع زاويه صغيره أجادت الاعتناء بها حتى اصبحت فِتنه في زهو ورودها وجمال تناسقها في احدى يديها كِتابٌ مُغلق والاخرى كوب قهوه دافئ، وقد تلذذت بوحدتها تلك حتى تقاطعت بصوت خطوات قد اتت من ناحية الباب الجانبي للفناء والفاصل بينهم وبين فناء منزل عمها فعدلت من حِجابها ومر عبر مسامعها قول القادم الذي ما كان سوى ابن العم فياض :ليه جالسه وحدك؟ وليتهم يعلمون بأن الوحده هي اعظم اللحظات التي قد تكافئ بها نفسها في اي وقتٍ من النهار فوجهت ناظريها اليه حين توقف قريباً من مجلسها بملابس مدنيه وسيجارته في فمه كالمعتاد واجابت :احب الهدوء يعطيني الهام اومئ المعني واتجه بخطواته الى مصطبة ركنية الزرع الخاصه الخاصه بها ليجلس عليها ثم استفهم بينما ينفض عن لفافة سجائره الرماد المحترق :الهام لأيش بالضبط ؟ رباه كم تمقُت نبرته البارده تلك حين يضع اسئله من المُفترض ان تكون اجوبتها دافئه الا انها وبطريقةٍ ما تشعر وكأن هناك لذعه ساخره في سؤاله رُغم انه لايبديها، زفرت واجابت بإختصار :إلهام للحياه بشكل عام ! سكن قليلاً ثم اومئ مشيحاً بناظريه ناحية قرنة فارغه، لم يناقشها في إجابتها وذلك بديهي من رجُل يحيا العُمر وكأنه واجبٌ عليه تأديته فقط ! حل الصمت لدقائق قليله اقتطعتها هي حين رفعت عينيها للسماء ونبست قائله قاصدةً في قولها ابنة عمها :امس رحنا انا وسالي للسوق .. كانت راح تشتري لك هديه بمناسبة ذكرى ميلادك الجايه رغم باقي لها شهرين بس انا منعتها انزلت ناظريها الى عينيه حيث كان ينظر اليها بسكونٍ تام دون ابداء اي ردة فعل واضافت :ماتستاهل منها كل هذا الاهتمام وانت مو معطيها وجه ! حرضتها عليك من باب انك مو مهتم لمناسباتها الخاصه ولا لاهتماماتها وقدرت اقنعها او يمكن هذا اللي اوهمتني فيه ما ادري بس انا ريحت ضميري لان سالي كنز عظيم انت مو مقدر قيمته كالتمثال ضل ينظر اليها بينما تشرع في سيرة سالي وترد على نفسها كما فعلت للتو حين اردفت بقولٍ حاد :بعمرك ما اهديتها شي، ولا حتى قطعة شوكولا ! تبّسم بطفيف ابتسامه فور ان انهت قولها الأخير واستفهم مُعلقاً :تتعمدين تجيبين سيرتها في كل مره نلتقي فيها ؟ صمتت لبرهه ثم اومئت تؤكد له ظنه ذاك، فهي بالفعل تتعمد ودائماً ما ستفعل مبرره ذلك بقولها :عشان اصحيك على واقعك، اتعمد اجيب سيرتها في كل مره اشوفك فيها غرقت في احلامك البعيده اسقط ناظريه على قُطف سيجارته تلك التي تغيرت رائحة احتراقها بنفاذ تبغها، رماها ارضاً وداس عليها بخفه المنزلي قبل ان يعود بناظريه الى ملاذ التي مازالت تراقبه بنشوة انتصار قائلاً :الحرب البارده تطول .. وانا نَفَسي لها طويل اومئت وتبّسمت بإبتسامه ساخره بينما تنهض من مكانها وتعلق قائله :الحرب البارده واضح وش في طرفها، كفي ماراح تعانق غير كف عزيز وان قامت قيامة الأرض على راسي مرت عبر مسامعها قهقهات خفيفه خرجت بسخريه من بين شفتيه قبل ان تخطو من امامه وتبتعد تزامناً مع اشعاله للفافة سجائر جديده بشرودٍ وتيّه دلفت الى المنزل الساكن متجهةً الى غرفة جدتها التي استقبلتها بإبتسامه بينما تلتف المسبحه على اناملها قائله :شفيك يمه داخله من بدري ؟ زفرت ملاذ بضجر مما اثار تعجُب الاخرى التي عقدت حاجبيها بينما تراها تتقدم لتتمدد بجوارها وتضع رأسها في حجرها فأخذت تمرر اناملها على خصلاتها البنيه الناعمه معلقه :ملاذ ! وش مكدر خاطرك ؟ سكنت ملاذ قليلاً بينما تنظر الى النافذه الزجاجيه وتراقب بعينيها السماء الصافيه بشمسها المُشرقه واجابت :ليتنا ما كبرنا يايمه، كل شيء بعيوننا اختلف، كنا نبدا اليوم وكأنه صفحه جديده ماقبله امس ولا بعده بكره، فجأه صرنا ننتظر ذا ونهرب من ذا .. ذا ناكل همه وذا نشتاق لسوالفه كل ايامنا مترابطه بفكره وحده واحنا قاعدين ندور حولها ناسيين انها من عمرنا ! صمتت الجِده قليلاً تتفكر فيما مر عبر مسامعها للتو قبل ان تضرب على كتف صغيرتها بخفه وتعلق ضاحكه :مو قلتلك خففي من هذي الكتب اللي ليلك ونهارك تقرينها ؟ ضحكت ملاذ على تعليق جدتها قبل ان تنهض لتجلس امامها وتحتضن كفيها قائله :يمه راح احكيلك قصه عن قرين من العالم السفلي .. خقيت عليه بشكل ماتتخيلينه ! اتسعت عيني الاخرى بذهول مما تسمع، ولطالما كانت ملاذ بالنسبه اليها غريبه بإهتماماتها وفضولها ناحية كل شيء في الحياه لكن بعض الامور لاتثير اعجابها فالفضول حيالها ليس جيد مطلقاً، شدت على كف ملاذ وقالت زاجره :ملاذوه بطلي هالسوالف ماهي زينه عليك يمه ! تعوذي من ابليس وقومي سوي لنا قهوه خلينا نتقهوى ونسولف سوالف تشرح الصدر اومئت ملاذ بإبتسامه قبل ان تنهض بالفعل وقبل ان تخرج من الغرفه التفتت ناحية جدتها وقالت :جده القرين اسمه دجن هربت راكضه لتتعالى قهقهاتها في الارجاء بينما تسمع جدتها تؤنبها بصوتٍ عالي وتهتف بحسره :ياعزتي لوليدي العزيز، انشهد ان جده ابلشه بك . . . . قيل بأن المصائب لا تأتي فِراداً .. الا انها في الحقيقه قد تأتي واحده لكنها تحمل من الأثر مايكفي لقتل الحياه في عيني انسان وانطفاء بريقها الى الابد رُبما .. تحتضن يديها المتعرقتين بينما تجلس امام بجوار الباب المُغلقه في وجوههم، بجوارها شهلاء التي لم تكف عن الاستغفار والدعاء بنبره باكيه وعلى بعد مسافه بسيطه يقف ذلك الشخص الذي ومنذ اتوا لم ينبس ببنت شفه مكتفياً بالشرود في نقاط فراغ وهميه تأملت في صباح اليوم ان تحظى بساعات مُختلفه مُبهجه ولطيفه وما حدث كان عكساً لذلك فقد ابتدأ يومها بكارثه ستترك بها ندوباً الى آخر العمر، نور تلك ليست مجرد صديقه فهن ثلاثي قد تلازمت خطواتهن منذ الصفوف التمهيديه الاولى .. ورغم انها لم تود ان يحدث بينهن فراقاً الا انه ان حدث بسبب زواج او سفر او حتى جفاء كان سيبدو الامر اهون .. من فكرة الموت ! تلك الفكره المرعبه وبهذه الطريقه ! بعد مرور ساعات قليله كانت وكأنها قادمه من الجحيم فُتح الباب الواسع وخرج منه رجلاً ينتصف الثلاثين بملابس طبيه وكمام قام بإنزاله بينما ينظر في وجوه الثلاثه ويتسائل :اهل نور عبدالله ؟ نظرت غيد ناحية شهلاء التي شاركتها الوقوف امام الطبيب ذاتها التي اجابت بشيء من التوتر والشتات :اا .. ايه يعني صديقاتها مثل الاخوات تقدر تقول .. اومئ الطبيب متفهماً مما جعلها تتوقف عم كانت ستتفوه به وفقط يكفيها ان الفكره قد وصلت اليه فأستطرد بقوله :الصدمه سببت لها شرخ في الجمجمه ورُغم صغره الا ان خطورته عاليه، النزيف قدرنا نسيطر عليه لكن مازالت في مرحلة الخطر ولازم تبقى تحت المراقبه، اتمنى تتواصلون مع عائلتها لازم يكونوا متواجدين عشان الاجراءات في حال احتاجت لعمليه جراحيه طارئه وكلماته تلك بدت بلا ملامح ! فهي لاتبعث على التفاؤل ولا تدفع الى هاوية اليأس، فأثار سكون الاثنتين اللاتي حقاً وقعن في منتصف الشتات بينما الطبيب فقد همس بـ "معافايه" وسار بضع خطوات توقفت بعد لحظات مثير انتباه الثلاثه حين التفت ناحية الرجل الذي لم يتحرك من مكانه مازال متكئاً على الحائط يراقب المشهد بسكون فتسائل :مَدْيَن؟ نظر اليه المعني ورمش لوهله كما وكأنه قد تباغت بالسؤال او لم يكُن يتوقعه، سكن قليلاً وقبل ان يجيب استقبل ربتات الطبيب على كتفه معلقاً بخفوت ونبره مواسيه :لا بأس عليها ان شاء الله، الله يقومها بالسلامه اومئ الآخر بهدوء في ذات الاثناء التي نبست فيها شهلاء موجهه كلماتها لغيد تزامناً مع ابتعاد الطبيب في الممر :مانقدر نكلم امها ! .. لازم نتواصل مع اخوها ريان نظر اليهن ثم تراجع وابتعد بخطاه خارجاً من المستشفى بأكمله بملابس لطختها الدماء وسياره لم تنجو كذلك من ذات الحال . . . . في ساعه من الظهر صعد بيدر الدرجات المؤديه الى شقته يحمل في رأسه ذِهنٌ شارد وفي صدره فؤاد يبدو وكأنه قد تعِب من خفقانه فبات راكداً نازفاً ما له من حيله سوى انتظار الأجل على اي جُنحٍ سيأتي ! توقف فجأه حينما تبادر اليه وكأنه قد سِمع تراطم الموج واشتد الضجيج في رأسه فتراجع ليلتصق بظهره على الحائط في منتصف الدرج، تهاجمه الاصوات مدويه في آذانه مختلطه بصوت الرعد والصُراخ .. ذلك الصُراخ الذي يصم الآذان مقيماً في رأسه اشد الحروب ضراوةً، اخذ يغلق بكفيه على أذنيه عله يوقف ذلك الضجيج القابع في رأسه دون فائده .. ولطالما كانت تلك الطريقه غير المجديه هي الوحيده المتاحه اليه ! صوتٌ يناديه من قاع رأسه وبجنونٍ على مسامعه يتكرر .. " بَيْدَر .. بَيْدَر " وآهٍ كم بات يمقت بيدر وكل مايتعلق بهذا الشخص المُنفصم والمريض عقلياً الممتلئ بالعقد النفسيه التي ان عددتها فلن تنتهي منها مطلقاً .. بدا وكأن صوت الموج يتعالى اكثر فأكثر وان الوضع لن يزداد الا سوءاً ففتح عينيه مقرراً الهرب بكل مابه من فوضى وحُطام .. وحينها فقط التقطت اذناه صوتٌ لاحد جيرانه الذي بدا وكأنها ينظر اليه بترقب وتعجب مستفهماً بهمس :مدين؟؟ فاعتراه الخوف .. ذلك الخوف الذي يسرقه من مُعظم لحظات حياته ومنذُ الصِغَر وهو يجيد التخييم عليه بسطوته الجباره .. هو ليسَ مدين .. بل بيدر .. العليل بيدر ! وتلك هي الحقيقه التي ترجمها حينما هز رأسه بنفي اجابةً على سؤاله ، ثم ابتعد بخطى سريعه مهروله اسفل انظار الآخر الذي تعجَب لحاله ذاك ! دلف الى المنزل كما وكأنه هارب من وحشٍ يطارده في الخارج، اتجه سريعاً الى المطبخ مرتدياً نظارته لتقع عينيه على الفطور الذي اعده في صباح هذا اليوم مازال على حاله لم يُمس اما مدين فلا اثر له هنا .. رفع يده يمسح بها على وجهه قبل ان ينزل كلتا يديه على المنضده دافعاً بها كل الاطباق والكؤوس الى الارض صارخاً بأعلى صوته صرخه مدويه خرجت من قاع قلبه من عمق معاناته والمه الذي يبدو بأنه لن يُشفى .. فكيف يشفى ان كان لا يُعَالج؟ جلس على الارض محتضناً جسده اليه ودمع عينيه على الوجنتين مدراراً، يتلفت في الارجاء بخوف باحثاً عن آمانه من مدين .. اين مدين ! مر عبر مسامعه وبعد دقائق مرت عسيره بهلعٍ وخوف وضجيج لم ينكف في رأسه قرع اقدام من الممر القادم من غرف النوم .. خطوات انتهت بظهور مدين من الباب متكئاً على حافته قائلاً بشيء من الاعتياديه :سمعتك تصيح وتكسر ! اومئ سريعاً بينما ينظر اليه وكأنه طوق نجاته وبينما احدى يديه مازالت تغطي اذنه ارتفعت الثانيه لمسح دموعه التي على وجناته قائلاً :صوت البحر .. الموج للحين بأذني .. ماقاعد يتوقف مدين ! زفر مدين وتقرب نحوه حتى جلس مقرفصاً امامه، وضع احدى يديه على جانب رأس اخيه متخللةً انامله في شعر بيدر الكثيف رابتاً عليه لمرات قبل ان يعلق بقوله :ليش طلعت من البيت ؟ ابتلع بيدر ريق فمه واجاب بينما يعود لاحتضان نفسه قائلاً بشيء من الالم والاعتراض :ماقدر اكمل حياتي بالبيت ! سكن مدين قليلاً بينما ينظر اليه بغرابه، بعينين باردتين شابهت نبرته حين قال :انا زهقت منك بيدر ! يكفي لاتحاول تواجه مخاوفك لانك اجبن من انك تتغلب عليها، انت سجين لهذا المرض حد مايفنى عمرك .. انت عليل للابد بيدر ! اتسعت عيني بيدر بذهول مما مر عبر مسامعه، مابه ! لمَ يفعتل به هذا ! هل يغرقه اكثر بينما هو يتخبط راجياً منه ان يمسك بيده وينقذه من كل تلك العاصفه التي عبثت به كالقارب الصغير في منتصف المحيط الهائج ! هز رأسه بنفي، بل هو يستطيع .. وسينجو ! رأى اخيه ينهض ويتراجع بينما يأمره قائلاً :روح نام ! اخذ منوم اذا ماتقدر .. محتاج ارتاح تعبت اليوم عاد صوت قرع الاقدام مبتعداً هذه المره حين خرج مدين ولم يتوقف ذلك الصوت، لم يتوقف بل تعالى وتعالى الى ان طغى على كل الاصوات في رأسه، فتخبط في مكانه رافساً بقدميه كالذبيح بينما يضع يديه على اذنيه ويعض على شفتيه كي لايصدر صوتاً فيزعج اخيه ! . . . . مازِلتُ أراكَ ولستُ أرىٰ فبماذا سأبدأ ياتُرىٰ؟ هل سبقَ وان هام أحدهم بحبيبٍ .. دمهُ قد جرىٰ . | ||||
15-10-24, 02:32 PM | #4 | ||||
| ياسلام ياسلام ايش داالابداع يا آيات قرات المقدمه والفصل الاول واعجبني ابداعك فرحت لما شفت اسمك مره تانيه أشغلتني الظروف عن المنتدى حوالي اسبوعين او اقل وللاسف ما كملت هوايتك السابقه ودوبني دخلت الا واشوف اسمك مبروك مولودتك الجديده ويارب تخدميها قريب ياقلبي | ||||
15-10-24, 10:00 PM | #5 | |||||
| اقتباس:
حبيبة عيني الله يسلمك ويامرحبا بك، شكراً لثقتك فيني وان شاء الله ان الرحله هذه المره مرضيه .. اتشرف بوجودك بين صفحات المولوده الجديده | |||||
15-10-24, 10:50 PM | #6 | ||||
| ليش حاسة انو بيدر ومدين واحد فيهم ميت قصدي مقتول على يد اخوه والي بقى حي مريض بانفصام الشخصية وعايش بشخصيتين لحد الان ماعرفت من قتل الثاني يمكن مع الوقت راح يبان لان في البداية كان واحد ماسك ايد الثاني على صخور شاطى البحر وبعدين وقع هيك فهمت ان شاء الله مايكون توقعي صحيح الله يوفقك | ||||
27-10-24, 02:52 PM | #7 | ||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا هلا ومسهلا بـ آيات والخير اللي تجيبه آيات❤ بصراحه كل مره عن مره تبدعين اكثر واكثر واكثر هالمره شفت نضج اكثر ❤ روايه غامضه ومشوقه وسلسه القراءه بنفس الوقت . بيدر قتل مدين اخوه وقاعد يتشبه فيه وبشخصيته . سالي هل بتضل ساكته عن اللي صار قدامها . سالي اتوقع الرجال مات بس قضية دفاع عن النفس اكيد ،بس ليش صديقتهم ترسلهم عنوان مشبوه هل هي مشتركه مع الجماعه؟! منتظررينك حبيبتي بالفصل الجاي لا تتاخرين علينا ❤ هل مواعيد تنزيل الفصول محدده ومتى؟؟؟ | ||||
27-10-24, 05:40 PM | #8 | |||||
| اقتباس:
هلافيك والله، حياك انورتي ياعيني الف شكر لك ويارب دائماً اكون عند حُسن الظن حبيت ثقتك في التحليل بخصوص بيدر ومدين تقريباً الكل في باقي المواقع كانوا مترددين من هذي الناحيه عدا واحده او اثنتين، بالنسبه لسالي هي فعلاً في قضيه دفاع عن النفس والشرف لكن اذا جينا لسؤال ( انتم وش جايبكم له؟) واذا فكرنا في السبب اللي جاب الشرطه اصلا؟ مين بلغ الشرطه وليه ؟ . تنزيل الفصول غير محدد بشكل دقيق والسبب يعود لدوامي اللي مو مرتبه ايامه لذلك صعب علي احط موعد محدد لكن كالروايه السابقه راح يكون التنزيل كل ثلاثه اربعه ايام فصل جديد اذا اراد الله | |||||
03-11-24, 04:19 PM | #9 | ||||
| وووش ذي الصددددمه مدين يتاجر بالمخدرات ومتورط فيها مع عصابات طيب من ووين يجيبها ؟!! هل يصنعها بنفسه ويخلطها !؟؟ معقوله يكون جربها على اخوه بيدر!؟؟ عزيز للان ما توضحت نواياه!! اخاف يطلع متزوج او متورط بمصايب وعصابات وشي مثل كذا!! المحاميه لها علاقه بهشام اما زوجته السابقه او حبيبته او خطيبته!! تسلم يدينك حبيبتي بإنتظار الجاي ❤ | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|