08-07-24, 08:10 PM | #21 | ||||
| ❀القصاصة السادسة❀ كانت تسرع في إنجاز عملها و قد اقتربت الساعة التي تذهب فيها لزيارة محمود، منذ دخل إلى المشفى بعد الحادث الذي تعرض له و هي تداوم على زيارته، فقد اضطر بسبب الكسر الذي تعرض له على مستوى عموده الفقري أن يلزم الفراش لمدة شهر! و كان عليها أن تزوره يوميا، و هو وعد قد أخذه منها ذلك اليوم حين أتت لزيارته أول مرة، فلم تستطع أن تخلف ذلك الوعد، و قد كانت الساعتان اللتان تقضيهما معه أسعد لحظات عمرها، فتنتظر بفارغ الصبر اليوم الموالي لزيارته بعد إنقضاء تلك الساعة، كانا يتحدثان في مختلف المواضيع معا، و قد وجدا أن لهما نفس الإهتمامات في الموسيقى و الكتب و الشعر و الألوان أيضا، حيث كانا يفضلان الألوان الفاتحة و اللون الأبيض بالخصوص، غير أنه كان يأمرها أحياناً بإرتداء اللون الأحمر الذي لم يخلق إلا لها، كان يناديها بوردتي، و يلقي عليها أحيانا بعض كلمات الغزل تجعلها تحمر خجلا، بينما يرفرف قلبها بسعادة، لقد كانت تذهب للإهتمام به لكن في الحقيقة هو من كان يهتم بها، كما لو كانت طفلة صغيرة، طفلته كما كان يخبرها. كم تحب الحنان الذي يغمرها به كل ما كانت معه، فكان وقت الغذاء يطعمها أحيانا بيديه بضع لقيمات، كمن يطعم طفلا، و كم كانت تستمع بالنظر إلى عينيه الحنونتين، و تعشق الإستماع إلى حديثه معاها بصوته الرزين المليئ بالحنان ككل شيء به، و يا ليتيه يعلم ما يفعله صوته بها، تنهدت تنهيدة حارة و هي تفكر به. و قد إرتسمت ابتسامة عاشقة على شفتيها. كم تشتاقه في كل لحظة و في كل وقت. شوقها إليه ما عاد ينتهي حتى و هي معه! _لمن هذه التنهيدة العميقة كلها؟ من أخذ تفكيرك أيتها الجميلة؟ التفتت إليه بصدمة و هي تراه واقفا بقامته القوية داخل مكتبها، بينما يستند على عكازه الطبي، و ابتسامة جميلة تستقر على ثغره الحبيب، و هو ينظر إليها بعينيه الساحرتين، عاد أكثر وسامة مما كان و قد إستطال شعره قليلا و هو يرفع في تسريحة جميلة، بينما لاقت به كثيرا تلك اللحية الخفيفة و المهذبة، أيزيد وسامة كل يوم؟ كيف لقلبها بالله أن يتحمل كل هذا؟ هي الهائمة في عشقه حتى أخر ذرة في كيانها اقترب إليها و هو يرتكز على عكازه الذي منحه جاذبية خاصة ليسألها بمداعبة _أستظلين مصدومة طول هذا الوقت؟! لم تخرج من صدمتها بعد حتى وقد أصبح واقفا أماها تماما لا تفصلهما إلا خطوة واحدة،كانت تنظر بإنبهار، لطالما أطاحت بصوابه و هي يتجعله يشعر من نظراتها أنها تراه مخلوقا أسطوريا. سألته بعدم إستعاب. _محمود ماذا تفعل هنا؟ كيف أتيت؟ ابتسم لها و هو يرد عليها بصوته الحاني. _عز علي أن تظلي أنت دوما من تأتين لزيارتي، فقررت اليوم أن أتي بنفسي لرؤية الأميرة. عاتبته قائلة _ لكنك لا تزال مريضا عليك أن ترتاح! ابتسم لها و هو يجيبها بحنان ناظرا لعسل عينيها _بل أنا بخير يا صغيرتي، و لن أظل طوال حياتي في المستشفى. أومأت برأسها تؤكد على كلامه قائلة _بالتأكيد. لكن عليك أن ترتاح كي تستعيد عافيتك رد عليها هامسا بحنان و هو يرنو إليها بنظراته العاشقة _أنا لم أكن يوما أكثر راحة من الآن و أنا بجانبك وردتي. احمرت وجنتيها قليلا و هي تقول مغيرة الموضوع. _لكن لا يجب عليك أن تتعب نفسك كثيرا، إجلس لترتاح قليلا. أنت تعبت حتى تصل للمكتب. هز رأسه بنفي و هو يقول _لن أجلس بل أنت من ستذهبين معي. سنذهب في سيارتي. أومأت برأسها موافقة و هي تلقي عليه شرطها _حسنا لكن أنا من سأقود أنت سترتاح لا يجب أن تتعب نفسك. سألها بحنان و هو يبتسم ناظرا إليها _تجيدين القيادو؟ ردت عليه بابتسامة وهي تنظر لعينيه الحبيبتين اللتان تحيطانها بكل حب وحنان العالم _ليس بالضرورة أن تمتلك سيارة لتجيد القيادة، أنا تعلمت القيادة منذ مدة و أخذت الجواز. ابتسم وهو يومئ برأسه قائلا _حسنا سيدتي إذن أنا موافق. بادلته الابتسامة و هي ترد عليه بصوتها الرقيق الذي يهيم بنبراته _إذن هيا بنا أساسا قد انتهى عملي و كنت قادمة لزيارتك. اقتربت منه تسأله ببعض الخجل و قد توردت وجنتيها بطريقة محببة لعينيه _أتريد أن أساعدك تستطيع الإستناد علي قليلا إن أردت. ابتسم و هو يجيبها هامسا بحنان _و هل أستطيع أن أرفض؟ من يرفض الدلال، خصوصا إن كانت أميرة مثلك. اقتربت منه بابتسامتها الجميلة التي تحمل بين الحب و الخجل،لتمسك ذراعه بينما هو يستند عليها قليلا، حتى أصبحت أنفاسه واضحة تماما لها، و قد داعبت رقبتها لترسل رعشة لكامل جسدها حتى إرتجفت. سألها بحنان وهو يخفض رأسه قليلا لينظر إليها. _هل تشعرين بالبرد أنت ترتجفين! احمرت وجنتيها بشدة و هي تهز رأسها نفيا، فلم يعلق هو و قد قرأ الجواب في عينيها،ولم تكن حالته أفضل منها و قربها دوما زلزل كل كيانه! كانت تحس أنها ستنصهر في حضرته، حرارة شديدة ملأت جسدها ممزوجة بسقيع غريب! و قد كان تأثير قربه غير قابل للشرح! و قلبها العاشق أخذ يتخبط في صدرها بجنون و كأنه يريد القفز إليه! و قد تمنت ألا يسمع صوته فيفتضح سرها؟ ألم تكن تعلم أنه مفضوح له من أول نظرة في عينيها؟! ركبا معا في المصعد لينلا إلى السيارة التي تركها في مرأب الشركة، و قد كانت توليب لا تزال تسنده، و قربه الشديد قد بعثر كل حواسها الملهوفة إليه و التي تحتفل كل واحدة منها على طريقتها الخاصة. رغم ضعفها الشديد و توترها الكبير لم تتركه أبدا حتى وصلا أمام سيارته، ناولها محمود مفتاحها مبتسما و هو يقول. _تفضلي سيدتي السيارة و صاحبها بيديك. ابتسمت هي أيضا بينما تمد يديها لتأخذ المفتاح من بين يديه و قد كان متئكا على حافة السيارة، يتأملها برقة و نظراته تمشط كل جزء من صفحة وجهها الحبيبة.همست هي بينما تضم المفتاح لقبضة يدها. _شكرا لك. لحظات قد سرقتها من الزمن و قد سجن ليل عينه الطويل عسل عينيها، فكانت تذوب بين أفلاكه المعتمة التي تشع نورا من نوع خاص يملأ قلبها بشعور مختلف لم يخلق في نفسها إلا له وحده.كانت روحها قد تسربت من جنبات صدرها لتتسلل إلى فلكه السحري تلهو فيه كما شاءت و تطفو سابحة بين أقماره مكتشفة الكون الجديد،لا تعلم كم طال بها هذا النظر فقد كان ككل لحظلتهما معا خارج مقاييس زمان و المكان.لا يحدد في مكان أرضي و لا يحد بزمان محسوب! كان معتكفين في محراب العشق، خاشعين بصلاة العشاق، التي تصل القلوب لتربطها برباط أبدي دائم. صوت حركة أتى من بعيد جعلها تستيقظ من أحلامها التي أصبحت تسقط فيها سواء كانت نائمة أو صاحية! أسبلت رموشها تتنحنح و هي تقطع حوار العيون الذي ما كان لينتهي و لو ظلا على هذه الحال عمرا كاملا! لم تقل شيئا و قد توردت وجنتيها من كمية مشاعرها العجيبة لتلتفت إلى الجهة الأخرى من السيارة، تفتحها لتستقل مقعد السائق أخذت نفسا عميقا و هي تضع المفتاح في محرك السيارة،و حين استدارت إلى المقعد الذي بجانبها تنتظر صعود محمود وقع نظرها على باقة ورود حمراء جميلة، ابتسمت بحب و هي تنظر إليها لتحملها بين يديها تغرق وجهها فيه.و قد تمنت ضم الباقة كما لو كانت تضم صاحبها، صعد محمود في هذه اللحظة ليبتسم برقة و هو يرى جمال الورد بيد ملكته ما كان ليشبع من النظر إليها و قلبه العاشق يغرق في هواها لحظة بعد لحظة، سألها بحنان و قد إختلطت وردته الحبيبة مع الورود فما ميزها إلا لأنها أكثر منهم بهاءا. _أعجبتك الباقة؟ ابتسمت بحب و هي تضم الباقة لصدرها و كأنها تخشى أن تُسلب منها، بينما أجابته و بريق خاص قد غلف عينيها اللتان لم يكونا ينقصان سحرا حتى يذيبانه بهذه الطريق التي لا تترك من نفسه شيئا إلا عشقها _إنها أكثر من رائعة،أهي لي؟ ضحك بشدة و قد و هو يهز رأسه بينما يجيبها بابتسامة عابثة. _في الحقيقة لا بل هي لحارس بيتي المسكين تعب كثيرا في غيابي و هو يهتم مع زوجته بالبيت. دون إرادة منها زادت من ضم الورد إلى صدرها و كأنها تخشى هروبه منها، و قد كست الخيبة عينيها و هي تقول بغيرة بينما تنظر للورد. _إنه محظوظ جدا. ابتسم بحنان و قد ذاب في هواها أكثر و هو يراها بكل هذه الرقة، همس لها بحب و هو يرنو إليها بعينيه العاشقتين. _أنا لا أرى من هو أكثر حظا من هذه الباقة التي تحملينها بين يديك. أتعلمين أنني أفكر أحيانا أن الأحمر لم يخلق إلا من أجلك، لقد عشقته فقط فيك. احمرت وجنتيها بخجل و هي تزيد من ضم الباقة لصدرها و كأنها تستمد طاقتها منه، لتسأله بابتسامة حلوة و قد عاد الأمل ليسكن عينيها. _أتعني أن هذه الباقة لي؟! عاد ليضحك مجددا و هو يهز رأسه بقلة حيلة.قبل أن يعيد نظره إليها و هو يسألها بحنان _و هل هذا سؤال بالله عليك وردتي؟ توردت وجنتيها و هي تعيد ضم تلك الباقة الذي أصبح يغار منها حقا، ففيما تفوقه حتى تحضى بما تمناه هو دوما.ردت عليه بحياء و هي تحشر أنظارها الخجولة بين الورود. _شكرا جزيلا. أومأ برأسه و هو يجيبها هامسا بحنان _حبا و كرامة يا سيدتي. فداك قلبي. ابتسمت له بخفر قبل أن تسأله متهربة من خجلها _إذن إلى أين سنذهب؟ رفع يديه مستسلما لها و هو يجيبها _اليوم أنا بين يديك و طوع بنانك فإفعلي بي ما شئتي و خذني حيث أردت، فحتى لو الموت فلن أتردد أبداً بالذهاب إليه لو كنت معك. ابتسمت برقة و هي تهز رأسها قائلة. _حسنا كما تريد لكنني بالتأكيد لن أخذك للموت. ابتسم بعد مدة و قد إكتشف أثار الطريق التي كانت تقوده إليها، ليعلق بحنان _إذن ستكون الوجهة مطعمنا. ضحكت توليب على لفظ مطعمنا و أي كلمة تجمعهما معا تشعرها بحميمية غريبة و تنشر دفئا محببا في جنبات صدرها، أجابته برقة و هي تميل برأسها قليلا _ليس تماما. أو ليس الآن بالضبط. رفع حاجبيه و هو يسألها بفضول _كيف إذن؟ ابتسمت و هي تنظر له بحنان بينما تشاكسه بطريقو عشقها قلبه _لن أقول لك شيئا لكن ستعلم كيف فلا تقلق. أوقفت توليب السيارة بعيدا عن المطعم في مكان مرتفع قليلا، لتقول لمحمود بابتسامة حنونة و هي تزيل حزام الأمان. _ها قد وصلنا. نظر محمود إلى المكان و هو يقول بعدم فهم و هو لا يرى أمامهما إلى الأشجار. _وصلنا؟! ضحكت لتفتح حزام الأمان خاصته و هي تقول له برقة. _هيا دعنا ننزل. نزلا بينما كان هو يعرج قليلا ليظل مستندا على السيارة، بينما ابتعدت عنه هي قليلا لتستنشق الهواء بسعادة و هي تبسط ذراعيها مغمضة عينيها و كأنها تعانق روح الطبيعة و تدعوها للسكن بنفسها التي فاقت الأكوان شساعة عندما غزاها العشق، التفتت له بابتسامة جميلة و قد تورد وجهها بجمال خاص و أحلى المشاعر و أجملها تطفو على صفحة وجهها، قالت بحماس و هي تشير إلى تلة خضراء تطل على البحر تتواجد فيها صخرة كبيرة. _سنجلس هناك منذ أتينا تلك المرة، و أنا أتمنى الجلوس فيها، منظر البحر مع التلال الخضراء و الطيور المحلقة سيكون رائعا جدا، لقد ظللت أتخيله طويلا. كما أنني أتوق بشدة لرؤية الغروب من هناك. نظر محمود إلى رجله ببؤس و هو يقول لها. _في هذه الحالة؟ ألم يكن أفضل أن تؤجلها قليلا حتى يشفى هذا المسكين الذي ما عاد قادرا على حمل جسدي؟ ابتسمت توليب بحنان و هي ترد عليه برقة. _و لما أنا هنا؟ سنمشي قليلا ثم نرتاح ثم نمشي. قالت ذلك لتقترب منه و هي تزيل العكازة من يده قائلة. _حتى هذا لن تحتاجه سأسندك أنا لتحيط خصره بيديها و تضع يده الأخرى على كتفها، ابتسم محمود و هو يضمها إليه قليلا و قد أحب قربها هذا، الذي كان قادرا على إذابت كل جروحه _أنت أيتها العصفورة الصغيرة، ستقدرين على إسناد رجل بوزني؟ أنت صغيرتي هشة كالوردة! رفعت توليب وجهها إليه، ليصبح قريبا من وجهه المنحني عليها، توردت بخجل و ضربات قلبها تخونها في هذا القرب المهلك.كان تحس بنفسها طائرة معه في أعالي السماء و قد فقدت كل قوانين الطبيعة قدرتها على حكمها سوى قوانين حبه هو! أجابته بحنان و قد تسلل الحب خفيا في نبرة صوتها و هي تخاطبه _أنت تستهين بقدراتي! رفع محمود يده ليزيح بها إحدى خصلاتها للوراء و هو يقول بصوت مبحوح بينما ينظر إلى عينيها بهيام، أتزداد عينيها جمالا كل ما نظر إليها بقرب أعمق؟! لقد كان قربها هذا كثيرا جدا على قلبه العاشق فهو يذيب كل كيانه ويجبره على الإنصهار بها! سألها بصوت مبحوح و هو يغرق في جمال عينيها اللتان منحهما القرب سحرا غريبا جدا _و هل بمقدوري ذلك؟ احمرت وجنتي توليب بشدة، لم تكن كلمات غزلا، لكن مفعولها مع نظراته و بحة صوته المميزة كانت أقوى من ألف كلمة غزل، أخفضت وجهها و هي تقول بصوت خافت متهربة من النظر إليه _إذن هيا بنا الآن. بدأ يمشيان معا. بينما تسنده هي، و قد كان يطلب منها التوقف بين حين الأخر من أجل أن ترتاح هي لا هو.ليستند على إحدى الأشجار تاركًا إياها تأخذ نفسها حينما وصلا إلى المكان المنشود، تهللت أسارير توليب بسعادة شديدة، و قد طار كل تعبها مع الهواء و هي تشاهد المنظر الرائع للبحر و التلال، بينما النوارس تحلق فوقه بحرية تنشر لقلقتها في الأرجاء، و السحاب يطفو في السماء حرا، كسفينة سحرية ليغرق الشمس في بياضه فتبدوا وسطه كعاشقة تتمرغ في أحضان حبيبها و هي تتلحف بصدره ليخف وهجها قليلا و قد تسرب ليملأ جنبات العاشق المتيم بها. قالت بحماس شديد و قد كانت مسحورة بهذا الجمال _ألا يستحق هذا المنظر كل عناء للوصول إليه؟ ابتسم محمود بينما يستنشق عبير شعرها دون أن تحس و هو يجيبها بهمسه الدافئ _بلا يستحق، يستحق أكثر من ذلك بكثير التفتت إليه لتجده يحدق بها بدلا من المنظر الطبيعي لتحمر وجنتيها قليلا و هي تقول له برقة _دعنا نجلس الآن. ساعدته هي على الجلوس و قد كان يتشبت بها بقوة، دون حاجة حقيقة لذلك حقا، فقط كان يريد قربها منه و هو يتمنى من كل قلبه إدخالها بين ضلوعه، حيث يخبئها هناك للأبد، أمنية غريبة لا يعرف كيف يمكن أن تتحقق في الواقع.لكنها تبدوا مُلحة جدا في نفسه، و كأنها قوة مجهولة المصدر و خفية الأهداف! حينما أجلسته، كانت قريبة جدا منه، حتى أن أنفاسهما قد إختلطت معا، حاولت أن تعتدل في جلستها و هي تبتعد عنه قليلا لكنه طوق خصرها بيده بقوة، دون أن يسمح لها بالإبتعاد بينما كانت نظرتهما معلقة في بعضهما. إنحنى إليها ببطء وقد وضعت هي يداها على صدره تحاول أن تثنيه عن عزمه و هي ترى نظراته لشفتيها! لم تتوقع ضربات قلبه العنيفة التي أحست بها في يديها، لقد بدى قلبها بالمقارنة به كعصفور صغير يحاول التحليق محدثا جلب، فيفشل إلا في إسقاط ريشه! إستقرت قبلته على خدها على بعد قليل من ملمس شفتيها. الذي غير الطريق إليهما في أخر لحظة! طبع قبلة طويلة دافئة على وجنتيها و هو يضمها إليه أكثر و قد عاد حلم إدخالها لصدره يملؤه بجنون! ابتعد عنها ببطء و هو يرفع يده ليزيح بعض الخصلات الشاردة عن وجهها المحمر بشدة بينما يغرق في عسل عينيها. حاولت إبعاده عنها و قد كانت المشاعر التي تطفو بينهما أقوى من إحتمالها بكثير. همست بصوت لم يخرج إلا حفيفا خافتا من بين شفتيها المرتجفتين، و لازالت كفيها مبسوطتين على صدره و قد تصورت في لحظة جنون أنها ستتمكن من إمساك قلبه بين كفيها. _محمود أرجوك. أفلتها أخيرا قبل أن يتهور و قد كانت حبيبته تسلبه عقله كما سلبت قلبه من أول لقاء! ابتعد عنها و هو يشد العشب تحته بيديه، مغمضا عينيه بينما يحاول أن يغرق صدره بالهواء البارد. عسى برودته تطفئ لهيب روحه! بينما جلست هي بجانبه على الأرض و قد وضعت بينهما بعدا صغيرا، تحاول تنظيم أنفاسها و هي تلتمس موضع قلبها الذي لم يكف بعد عن عبثه، تركز بعينيها على المنظر الساحر أمامها و الذي لم يفلح سرقة أفكارها بعيدا عن ذلك الذي يجلس بقربها، لم يكن لمشاعرها هذه وصف أو معنى، تحس بروحها تذوب و تذوب كقطعة ثلج أشرقت عليها الشمس، فتتسرب المياه من جنبات نفسها لتسقي حدائق أحلامها بماء من أنهار الجنان! مر صمت طويل بينهما، قبل أن يقطعه هو مناديا إياها بصوت هامس، و هو ينطق حروف اسمها بطريقته الخاصة، و هو يعطي لكل حرف حقه و كأنه يتلمس مذاقه على شفتيه _توليب رفعت رأسها إليه تنتظر ما سيقول، ليبتسم هو بحنان و هو يقول لها هامسا _أشكرك كثيرا يا توليب على كل ما فعلته من أجلي، شكرا لأنك لم تتركني طوال فترة مكوثي في المشفى،و شكرا لأنك معي. ابتسمت له برقة، بينما ترنو إلى وجهه الحبيب بعينين تفيضان حبا و هياما، لتهمس له بصوتها الرقيق _بل أنا من أشكرك محمود. فأنا جد سعيدة بوجدك. ابتسم هو الأخر لها بحنان شديد و قد فاض العشق من عينيه، ليرفع يده يعيد إحدى خصلاتها الذهبية وراء أذنها، دون أن يجد ما يقول و قد اكتفت هي بذلك، لتعيد عينيها إلى البحر أمامها تهرب من نظراته التي تذيب كل كيانها به، فتغرقها حبا فوق حبها.سألها بهمس و قد كان قرببا جدا حتى شعرت بأنفاسه الحارة تلفح بشرة رقبتها. _هل أنت مشغولة غدا؟ التفتت إليه لتجيبه بابتسامتها الحلوة المرسومة على ثغرها كأجمل ما قد يراه إنسان. _غدا الأحد لا عمل لدي و نارين و أدم مسافران فهما الآن في عطلة الأسدس الثاني للسنة الدراسية. و بيداء بالتأكيد لن تكون متفرغة لي. ابتسم بحنان و هو يرد عليها بمشاغبة _إذن وردتي أنا ستكون متفرغة لي. سأمر وراءك غدا في الصباح الباكر. توهجت وجنتيها بلون الحب و الخجل معا و هي تسأله برقة عاقدة حاجبيها _ لكن لماذا أين سنذهب؟ ابتسم و هو يرد عليها بحنان _دعيها للغد و ستعرفين كل شيء. و هذه المرة قد توالت الأحاديث بينهما، فلم تخلوا من الضحكات، و كلمات الغزل خفية يوجهها إليها، فتجعلها تحمر رغما عنها.ليبتسم هو بحنان بينما ينظر إليها. ظلا على هذه الحال دون أن يشعرا بالوقت حتى غروب الشمس، و لم تعلم متى بالضبط عاد ليطوقها بذراعيه، و قد أسندت رأسها إلى صدره حين إنقضت الكلمات، و لم يظل إلا حديث القلب يسري بين الأرواح بلغة سرية. | ||||
09-07-24, 08:06 AM | #22 | ||||
نجم روايتي
| مرحبا.صباح التوليب الجميل لنوارة المنتدى *القصاصة الرابعة* ☆ تصريح بالحب☆ قد يرى البعض أن المشاعر يمكن تصنيفها والتحكم بمجراها كما يتحكم العقل والمنطق في تصرفاتنا وقراراتنا وحقا بعض المشاعر والاحاسيس لكي تظل محتفظة بوجودها وحيويتها لابد أن يحاوطها قدر من المبادئ والقيم تجعلها تنمو وتزدهر ولكن يظل أن الحب هو ومضة تنبض بالقلب إذا اصاب سهمها قلب صاحبيها فإنها تمتلك زمام مشاعرهم دونما تخطيط أو تدبير أو حتي إستحقاقية لتلك المشاعر ما فاهت به توليب من مشاعرها تجاه محمود هو كل الصدق والإستغراق في العشق بكل بساطة كمن يقر حقيقة كونية لا مراء فيها تحكي لنارين ما جال بصدرها منذ وقعت عيناها عليه وسكن جوارحها ونارين هنا كأخت مخلصة تنبهها لأنها تستحق الافضل مع ان الافضلية تلك مسألة نسبية لو ارتأيناها بعين المجتمع وما جرت عليه الاعراف لقلنا أن عشق توليب هذا خاطئا فكيف ترتبط برجل مطلق وله اولاد وهي الحياة أمامها تتزوج شابا لم يسبق له الزواج فهى صغيرة وجميلة والمستقبل أمامها ولكن بحساب القلب الصادق فالسعادة بيد الله يمنحها لمن يشاء دون التقيد بتلك القواعد والمعتقدات البشرية البحته وطبيعي جدا أن تهرع للإطمئنان على محمود بالمشفي وقطعا سيكون هذا تصريحا بالحب حالما يراها وكم برعت يا قمراية في إدارة الحوار بهذا الشكل المطول والمنطقي بينهما وبالأخير ستقبل نارين بوجهة نظر توليب فهي من تزوجت آدم بعد قصة عشق ربما تجعلين لهما قصاصة تحكين تفاصيلها فيها كما يأتي ذكرا لبيداء عرضا مع انه من مواصفات شخصيتها وتمردها يبدو انها ستكون مصدرا للمشاكل ولها قاسم كبير في قصاصات الحب الجميلة التى لن تمر على قلبها يوما | ||||
09-07-24, 08:08 AM | #23 | ||||
نجم روايتي
| *القصاصة الخامسة* ☆ على جناح الحب ☆ ينطلق الناس لأعمالهم وما ورائهم بوسائل المواصلات الحديثة بينما في عرف العشق والتوق يمتطى المرء نبضات قلبه على اقصي سرعة لها ليصل لمراده وتتملى عينيه بمن يحب لا يملك الكثيرون تلك الوسيلة للنقل إلا من كان توليبا قلبا وقالبا اللقاء الجميل بين محمود وتوليب بالمشفى صورته كأروع ما يكون فلم يتوقع محمود أن يجد مالكة قلبه أمامه بزهورها البيضاء مثل نقاء مشاعرهم وفستانها الاحمر بتوهج قلوبهم ولو تريثت قليلا ولم تتبع قلبها لوجدت أن هذا الفستان النارى لا يليق بزيارة مريض ولكن قلقها لم يسمح لها بالروية وكم برعت في وصف تأثير كلمات محمود الصادقة عليها بينما هى كانت تتلعثم في المعاني سوى في سؤالها عن كيفية إصابة ساقه وكم هى متوافقة مع قلبها وإطمئنانها لصدق محمود فما إن يطلب منها البقاء حتى تو افق بدون تفكير كما تعليقها على صورة طفليه بانهما يشبهانه ورائعان إقرارا منه بأنها تراه رائع وأن وجود طفلين له لا يؤثران على نظرتها له | ||||
09-07-24, 08:10 AM | #24 | ||||
نجم روايتي
| *القصاصة السادسة* ☆وللأشواق عودة☆ عالم الأحلام عالم ذو طبيعة خاصة كل شئ به ممكن ومتاح... المعقول واللامعقول.. هوالمؤلف والمخرج والمنتج وموزع الأدوار وصاحب الحلم بيدق صغير يحركه كيفما يشاء وعالم الأحلام قد يصطبغ بصبغة ورديه أو تكون له هيئة قاتمة مرعبة يحياها البيدق الصغير وجسده يتفاعل معها فيشعر بكل ما ينتابه وكثيرا ما يظل مقيدا بحلمه لا يستطيع الخروج منه إلا بإيقاظ الآخرين له فماذا لو تحولت اللحظات مع من يحب لحلما لا يريد ان ينتهي فهل تبدأ الحكاية هنا ولايدرك شهرزاد الصباح فيملك العاشقان زمام مصيرهما ليغيرا من ملامح القصة الراسخة على مر الزمان ويرسمان لها وجها آخر ويكون للحب قصة أخيرة حبيبة قلبي ونوارة روحي ..من يجاريكي يا قمر في مشاهد الرومانسية وأنتى ملكتها لقد أسرتني بكل ذلك الغزل الصريح والغير صريح بين محمود وتوليب وقد جائها بنفسه لعملها فتكون الجائزة تلك الرحلة الجميلة على صخرة ليلي مراد رمز الحب عندنا وتحوطها الخضرة وتظللها النواريس ووجدتنى احقد عليهما فالبحر ومع تلك المواصفات هو عشقي الاول والاخير *عارفة يا نورهان رغم جمال المشاعر الرومانسية وصدقها إلا انى ما زلت أرى في جلسة للإنسان مع البحر وقد نفض عنه كل مشاغل الدنيا يحتضنه بأمواجه ويهديه نغماته ويحتوى أحزانه هي قمة العشق السرمدى الذى ليس به منغصات ولا فراق فالبحر ليس لديه نوازع البشر للغيرة والشقاق ولا الحسد والمؤمرات هو مترفع عن كل الدنايا نعمة من رب العالمين بينما الرحلة التى وعدها بها محمود أظنها لن تقل جمالا عن تلك التى اهدته توليب إياها | ||||
09-07-24, 04:17 PM | #26 | |||||
| اقتباس:
ما أجمل أن أرتوي من سلسبيل كلماتك. الجميلة حبيبة قلبي.. والتي تجعلني دوما أقف مشدوهة مبهورة أمام جمال تفصيلها وإستغراقها فب النفس البشرية وتحليل المواقف من وجهة نظر عميقة وحكيمة..! بروحك الجميلة هذه التي تفرح. قلبي وتريحه...! تعرفين أحس أنني لو قرأ لي العالم بأجمع لن أفرح أبدا كما يحدث معي خين أعانق حروفك بعد كل فصل..! تعلمين أنا أحب البيوت الدافئة والحميمية دون الكثير من الضجيج تلك البيوت التي كلها محبة.. وهو ما منحته لي أنت وألحان قلبي ولبنتي الحبيبة وفتون وأديلا..! والله وجودكم. بغنيني عن العالم..! وانا سعيدة ان نعود من جديد أعلم ان قلب أحبتي معي دوما... تعلمين يا شمسي والله تكربمات العالم كاملا لا تفيك فلك الفضل في كتابة كل رواية هنا بالمنتدى بدعمك وحبك وعطائك وكأنك الهامنا..! | |||||
09-07-24, 10:42 PM | #27 | |||||
| اقتباس:
تعرفين حبيبة قلبي إن اقرب ثنائي لقلبي بحبهم هما محمود وتوليب.. مهما بدى هذا الحب معقدا شذا..! الا اني أحسه قويا وعظيما رغم كل شيء..! قد لا اكون برعت في تمثيل المشاعر التي احتلتني نحوهما..؟ لكن مع كل سطر كانت تنبض أغنية حليم القلب قارئة الفنجان قوية بداخلي تفتح لي السبل أمام طريق حبهما.. المغسول بالدموع والأحزان التي لم تزد غرس الحب الا قوة فكبرت شجرته وتنامت حتى بلغت حدود السماء..! ربما حين نحب شخصا من كل قلبنا تتساقط عن عيوننا كل المسميات..! والأعراف..! لا نعود نهتم بشيء الا بتلك الروح التي نطمع بالأنصهار لها..! لكن للحياة دوما رأي آخر..! | |||||
10-07-24, 11:24 PM | #28 | ||||
| مساء الخير ياحلوى المارشيمالو أعتقد أن هذه الحلوى اللذيذة التي يعشقها الكبار والصغار تليق بك جدا أعتذر والله كنت أود لو أجلس في أول الصفوف لمتابعتك ولأبارك لك ولكنك تعلمين الظروف الخارجة عن إرادتي ومرض جدتي حطمني جدا فقدت شغف القراءة وكل شيء واقولها بصدق لولا سؤالك عني في اليوم الف مرة ووقوفك المميز لما تخطيت فشكرا من القلب ألم أقل لك أنك حلوى المارشيمالو يانوري مبارك من القلب رائعتك الجديدة التي أنا على يقين بأنها مميزة جدا فأنت ملكة بمشاعرك الجميلة خالص أمنياتي لك بالتوفيق والنجاح الدائم والتألق المميز مبارك ياجميلة❤️❤️❤️❤️❤️ لي تعليق متواضع على إبداعك قريبا ان شاء الله أحبك❤️ | ||||
12-07-24, 10:07 PM | #29 | |||||
| اقتباس:
حبيبة قلبي نحن اسرة هنا تعرفين هذا علاقتي بكن أسمى من مجرد قراءة فصول... وانت تستحقين حبيبة قلبي الأفضل دوما.. اتمنى ان يسعدك الله دنيا وآخرة... انا لم افعل شيئا كان اقل من الواجب حبيبتي.... متى أتيت تشرفين لا تلقي بالا حبيبتي | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|