|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: اعادة نشر للرواية .. كم عدد الشخصيات الرئيسية؟ | |||
2 | 0 | 0% | |
3 | 0 | 0% | |
4 | 0 | 0% | |
5 | 1 | 100.00% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 1. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-07-24, 10:30 PM | #14 | |||||||
| فراشات مساء السكر يامسكرات الفصل الخامس لدي حبيب ضائع بين متاهات الدنيا .. فلو استطعت ايها الدعاء اعادته اكون لك شاكرة كنت املك ذات ليلة قلب يعلم كيف يحب .. اخذته الحياة بقبضتها الغاشمة فهل تعيده؟ امام المشفي كانت تسير بعرج وهي تبتعد عن طريقه، ليوقفها صوته ساخطاً خلفها " هل ستظلين عنيدة هكذا .. دعيني اوصلك لمنزلك "، لتكمل طريقها بالامبالاه رغم ألم قدمها، لتمسك هاتفها " يالله لقد تأخرت على رنيم .. اوف انه يوم لطيف منذ اوله "، لتلتفت نحوه فجأة لتكده خلفها يفصلها عنه انشات قليلة، لتبتعد خطوة وهي تحاول الوصول لمستوى نظره " هل يمكنك توصيلي للمكتبة مره اخرى .. لقد اتيت معك دون حقيبتي ؟؟"، ليجيبها ببرود " لا .. لايمكنني اكتشفت ان لدي عمل "، لتضرب الارض بقدمها المصابة بعصبيه " ااه .. انت عديم الذوق حقاً "، ليحاول منع ابتسامته " تفضلي اذن نحو السيارة .. ام ستغيرين رأيك مره اخرى! "، لتتجاهله وهي تحاول فتح الباب، كان يقترب منها ضاحكاً " لما العناد والكبر .. يمكنك فقط قول لا استطيع او لا اعلم "، ليثبت عينيه عليها بهدوء " تلك الكلمات تجعل كل شئ افضل بل اسهل علينا .. العند احياناً يضعنا في خانة لا فرار منها يجعلنا اجبن من الاعتراف بالحقيقة "، لتبادله النظر بسخرية " هل انتهيت من عريضتك .. يمكننا التحرك لقد تعبت وتأخرت على العودة "، ليغلق الباب بسخط خلفها " انا المخطئ لاني اتحدث واناقش انسانه مثلك "، لترمقه بغضب " ماذا تعني مابها انسانه مثلي .. انت الذي تشعر انك الافضل وتعلم ما لايعلمه الجميع .. انزل من برجك العاجي قليلاً ضجرنا يا اخ "، " تعلمين لو كنت رجل غير مهذب لالقيت بك الان خارج سيارتي ولم يهمني ان كنتِ تموتين حتى .. لكنني لدي من الاخلاق لاحتمال فتاة خرقاء مثلك "، لترفع قبضتها بوجهه " ايها الجلف .. اوقف السيارة دعني اغادر "، ليكمل القيادة " اخرسي قليلاً اصبتني بصداع .. ياللهي كم اود انتهاء ذلك الطريق بسرعة "، لتتمتم وهي تستند لأطار النافذة " ليس اكثر مني .. فانا لا اطير من الفرحة جوارك الان "، مرت ثواني بصمت ليضغط هو على المسجل لتصدح اكثر الاغاني التي تحبها، لتهتف بسرعة " دعها .. احبها "، لينظر نحوها وهي تغمض عيناها بهيام والكلمات ترنوا في فضاء السيارة كالسحر، (وعدتك ... ماجدة الرومي) لتطلق تنهيدة مع نهاية الاغنية، كأنما تغادر تلك الهالة الهادئة الحالمة لتضربها قسوة واقعها، لتنظر نحو النافذة وشارع المكتبة يلوح امامها لتبتسم بضعف وهي تتذكر انها امام يوم لم ينتهي، " شكراً لك .. اعلم انني كنت سليطة اللسان لكن حدث الكثير لي اليوم "، ليحاول التحدث لتوقفه " اعلم اعلم .. ليس هذا عذراً او مبرر لكلماتي لكن ذلك لا ينفي شعوري بالخطأ لاعتذر .. فرغم كل شئ لقد ساعدتني "، لتتركه وهي تتحرك نحو المكتبة بخطى حثيثة ,, كراقصة باليه خسرت في اخر رقصة ام تشبه تلك البجعة التى تركها الجميع منكسرة وحيدة لكنها ناعمة جذابة للعين,, ، كان ينظر نحوها بلهفة ود حينها لو تلتفت لا يعلم لما لكنه يريد ان يراها تهتم فتنظر مره اخيرة، ثواني مرت حتى اقتربت من الباب لتستند عليه وهي تلقى نظرة نحوه لتراه ينظر كمن ينتظر شئ لا تعلم كنيته، لتنتفض على هتاف رنيم الراكضة " بدر اين كنت ياللهي ظننت ذلك المعتوه امسك بك "، لتكمل برعب " لقد كدت اموت .. لا تفعلي ذلك مجدداً اخبريني اينما تذهبين .. يكفي والله يكفي مايحدث كثير على اعصابي"، لتحضتنها بدر وهي تهدأ روعها " لم يحدث شئ لي اقسم لك "، لتسير وهي تعرج ببطئ " ها رأيت "، لتهلع " ماهذا ماذا اصاب قدمك لقد تركتك بالصباح سليمة "، ليقاطعها صوت هارون الضاحك " دعيها بالاول تتحدث لتعلمي ما حدث لها .. ياللهي صديقتك ثرثارة عنك بمراحل "، لتنتفض رنيم وهي تنظر نحوه " من انت .. وما دخلك ياهذا "، لتلتفت لبدر بتساؤل " من هذا يابنت ؟؟ "، لتصرخ بدر فجأة " رنييييم .. اخرسي قليلاً بالله عليك انا مرهقة اكاد اقع من فرط الارهاق والألم والجوع .. اريد العودة للمنزل الان هل فهمتي! "، لتندفع رنيم نحوها وهي تسنادها " حسناً حسناً لا تغضبي يابدورة .. اهدئ سوف اصنع اليوم الطعام اتفقنا اليوم فقط لانك مريضة ليس اكثر "، لتضحك الاخيرة بأرهاق " يالي من محظوظة سوف اقع كل يوم لتدخلي المطبخ فقط صدقيني "، لتلكزها رنيم بسخط " لا تقولي ذلك حاشا لله .. لتطلبي فقط لكن دون تمنيكي للسوء او مرض يابلهاء "، ليعترض طريقهما هارون " هل يمكنني ان اوصلكما للبيت؟ "، لتحاول بدر الرفض " لا لا شكراً البيت ليس ببعيد "، كانت رنيم تهتف بحماس " ماهذا الكلام الرجل يعرض بشهامة التوصيل وانتِ الان مريضة وثقيلة لن استطيع اسنادك حتى البيت .. حسناً ياسيد ؟؟"، ليبتسم لرفيقتها " اسمي هارون دون سيد يا انسة ؟؟"، لتبادله التحيه " اسمي رنيم دون انسه .. هل سنثقل عليك في التوصيل قل لا تتحرج"، " لالا بالاساس كنت سأوصلها للبيت وهي من طلبت العودة هنا .. لم اكن اعلم انك جوارها "، كانت بدر تنظر نحوهما بذهول وهما يتبادلان السلام والابتسامات وكأنها اصبحت مجرد مظلة في الوسط بينهما!!! رنيم وهي تحثها للتحرك نحو السيارة " هيا دعينا نتحرك قبل الغروب "، ليقترب وهو يقوم بفتح الباب الامامي لبدر، لتتجاهله وهي تجلس بالخلف لتتحرج رنيم لتحاول التقليل من حدة الموقف " شكراً لك .. انت شهم جداً سيد هارون "، ليحاول الابتسام وهو يجلس خلف الموقد " لقد قلنا هارون فقط .. اذن انتما تعلمان العم فؤاد منذ متي .. فانا اتردد دائماً عليه لم اركما من قبل "، رنيم بحماس زائد " نعم العم فؤاد انه لطيف .. بدر تعمل لديه منذ شهر .. اما انا اعمل بالمختبر في البناية المقابلة .. لسنا هنا منذ الكثير لذلك لم ترنا من قبل "، كانت بدر تتأفأفف في الخلف " الم تخبر العم فؤاد انك منذ اشهر بعمل فمتي كنت سترانا .. هاا "، لتهتف بها رنيم بتحذير " بدر ماهذا اصمتي "، لتنظر نحوه معتذرة " اسفه لحدتها اظنها تتألم فقط من قدمها .. هي لاتقصد "، لتوقفها الاخيرة بحده " لا بل اقصد "، ليقاطع جدالهما " نعم هذا صحيح "، ليحرك المرآه نحوها بلوم " لكنني اتسأل لمجرد فتح للحديث لا اقصد شئ "، لتنكمش بالخلف وشعور غريب يتسلل داخلها يجعلها تنتفض، هي لا تحب ما لا تعلمه ابداً. امام المبني .. كان هناك عينان ترصدان تلك السيارة التى تخرج منها الفتاتان، الاول بأندهاش وتساؤل والاخر بغضب وببعض التردد كانت رنيم تنظر نحو هارون بأبتسامة ممتتنه " شكرا لك لقد اتعبناك كثيراً اليوم ..لو لم نكن بمفردنا لاستضفناك لترتاح قليلاً "، كانت تقف بدر متلمله لتهمس لها بغل " الن نصعد لقد تعبت "، كان ينظر نحوها بتأمل " لا شكر على واجب رنيم لا تقولي ذلك .. المهم انكما وصلتما بسلام "، ليسير معهما حتى مدخل البناية مودعهما " اخبريني بأي شقة تققطنان "، لتجيبه بدر بسخط " اترى تلك الشرفة المحترقة بالدور الثاني .. نعم ها هي نحن هنا حسناً .. اي اسئلة "، لينظر نحوهما بقلق " انها محترقة بشكل سئ .. هل حدث لاحدكما شئ "، كانت بدر تركته يتحدث لتجلس على حافة السلم بأرهاق، لتنظر نحوه رنيم بأسف " لم يحدث لاحدنا شئ .. لكن الحمدلله كانت بدر بالداخل لم يطلها الضرر "، ليلتفت كالطلقة نحو الجالسة، ليتفحصها بقلق رأته يموج مقلتيه الرمادية كأنما يهمه أمرها، لتنتفض هامسة " ماهذا الجنون .. انه بعض من المشاعر المفرطة لأجل كل تلك الاحداث اليوم فقط "، " رنيم هيا لقد تعبت اود الصعود الان "، لينظر هارون نحو شرفتهم المحترقة بتساؤل " الا تودان اي شكوى او مساعدة .. انا موجود بالخدمة "، لتتمتم شاكرة " لا كفى ماقدمته لنا .. لم يفعل احد مثلما فعلت ابداً "، لتنهض بدر راحلة ببطئ وهي تتكأي على السلم لأعلى، كان يتابعها بنظره مهتمه وهو يودع صديقتها بأبتسامته، ليرحل نحو سيارته تاركاً عقله يفكر ويفكر في تلك القصيرة وتشغل حيز فراغه وكل افكاره كأنما عقله وجد مايحلله ويفرزه بعيداً عن مشكلات حياته الطويلة، كان يجلس بضجر ليفتح المسجل على اغنيتها تلك، هو ابداً لم يكن يستمع لاغاني عربية لكنه وللمرة الاول تعجبه اغنية بل وكلماتها تسكن قلبه. **** اما في الاعلى داخل بيت الفتاتان كانت تجلس بدر بغضب على كرسي منفرد نجى من النيران، كانت رنيم تتجاهلها وهي تفرغ حقيبتها " ها ماذا تأكلين ؟"، لترفع يدها بمسحريه " لديك القائمة اختاري منها ماتريدين ياسيدتي .. ها!"، لتضرب يدها على الطاولة " هل تمزحين يارنيم .. تركتك تفعلين ماتريديني حتى تلك اللحظة لانني اثق بقرارتك لكن وحتى هنا وكفى هل تتعاملين كأن تلك الساعة السابقة لم يحدث بها شئ غريب .. نحن تلك الفتيات اللاتي لا تقتربن من رجل سواء أكان كهلاً او طفلاً .. نعرفه او لا نعرفه .. نحن تلك الهاربات اتذكرين .. نحن مطاردات من رجل مجنون يبحث عن صغيرتنا "، لتصمت وهي تلهث بقوة كانت رنيم تجلس امامها ببرود وهي تضع قدم على اخرى " ها هل افرغتي كل مابعقلك .. نحن لن نظل العمر هاربات وخائفات .. سيأتي وقت نقف فيه لنستطيع ان نعيش مع باقي الناس اياً كانوا رجلاً او نساء ها "، لتنظر نحوها بلوم " لو كان ذلك الرجل الذي تشير نحوه بسئ لما وافقتي لركوب سيارته بالاساس .. لكنك تخشين شئ اخر .. لقد اردته يأتي حتى هنا ليراه المعتوه الاخر فيعلم اننا ان اردنا اذيته سنفعل .. لكن اسبابي كانت واضحة لا اعلم لما عقلك انتِ كان مشغول بتلك الصورة "، لتمسك يدها بحنان " ماذا يحدث يابدورة .. لم تكوني قط تلك الفتاة التى تشتعل غاضبة بسهولة .. بل كنتِ اكثرنا حكمة وهدوء "، كانت في تلك الاثناء تنظر نحو الفراغ بشرود " لا اعلم .. اظنه ارهاق اليوم من بدايته حدث الكثير لاستيعابه "، لتقف وهي تسير نحو غرفتها " سوف انام قليلاً اشعر بجميع انحاء جسدي يصرخ "، ياصغير جميعنا نخشى كل مالا نعلمه .. المرء عدو ما لا يعرف **** بعد شهرين داخل معمل المدرسة كانت تقف و شعور السعادة يجتاحها وهي تمسك تلك العينات، لتردد " حسناً ليس كل مايحدث هنا سئ .. يمكننا الاستمرار لاجل مانحب "، لتنقر كتفها فيروز " هل تتحدثي مع فأر محلل؟؟ .. كنت اشعر منذ البداية انك مجنونة لكن ليس لتلك الدرجة "، لتضحك ألما وهي تضرب كتفها بكتف فيروز " تعلمين من المجنون هنا لا يوجد غيرك يافيروزه "، لتضع فيروز نظارتها وهي تمسك بالعينة " هاها ظريفة يابنت .. المهم لماذا معى تلك السحلية وانت فأر .. انا احب الارانب لما لم يعطونا ارانب لطيفة ياقلبي عليهم"، لتسمعا ضحكات من خلفهما " ياقلبي عليكم انتما الاثنان .. هل ترون يافتيات زوج من المجانين ابتلينا بهم "، لتكمل الفتاة بسخرية " مابالك كلما رأيتك تصبحين اقصر يافيروز .. اوه لقد اصبحتِ تشبهين احدب نوتردام "، لترن ضحكات باقي الفصل لتقف امامها ألما بغضب " انتِ فتاة عديمة الادب .. الم يعلمك والداك ان الضعيف هو من يستغل نقاط ضعف من امامه .. ام انك حمقاء بلا عقل لتجعلي مايؤلم غيرك مادة تندر للضحك "، لتقترب الفتاة وتحاول ضرب ألما ودفعها، لتتصدى لها يد ألما وتبعدها عن طريقها، خلال ذلك الوقت كانت تهم المعلمة بالدخول للمعمل وهي تجد العراك، " ألمااا .. ماذا تفعلين هل جننت تدفعين زميلتك "، لتتدعي الاخيرة البكاء " يامعلمة لقد قامت بسبي وكانت تهم بضربي حتى اسألي الباقين "، لتشحب ألما من هذا الادعاء وفيروز تندفع امام المعلمة " لا لم يحدث ذلك .. هي تكذب "، لتصرخ الفتاة بأستنكار " لانها صديقتك تدافعين عنها .. يامعلمة اسألي الجميع سوف يقولون الحقيقة "، ليهمهم المعظم بصوت مسموع " نعم لقد فعلت ذلك "، كادت تعترض فيروز بصوت باكي لتمنعها ألما بهمس " صه .. اصمتي "، لتردف المعلمة بصوت صارم " هيا كلاً منكن لفصلها الان "، لتلتفت لألما " اما انتِ يا انسة سوف نذهب للمديرة لترى حلاً لتلك العدوانية "، لتسير ألما بهدوء جوار المعلمة وكل الطالبات بالمدرسة تقفن هامسات عن تلك الفتاة المتعدية، كم الحياة ظالمة ياصديقي .. ان لم تكن كاذب او منافق او صاحب يد عليا لن يلتفت لقسمك احد!! اليس الطبيعي ان يكون الصادق هو من يجذب الباقين ليس العكس .. لكنها طبيعة النفس البشرية تنجذب نحو ضار . امام مكتب المديرة ... كانت تقف وشعور الخوف يتسلل لقلبها بقوة " ماذا ستفعل .. لم تكد يمر وقت على تقريعها "، لتفتش بداخل جيوبها على هاتفها لتجده وهي تهتف بمعلمتها " هل يمكنني الذهاب للحمام "، لتنظر نحوها المعلمة بتردد " حسناً لا تتأخري سوف انتظرك لن ادخل دونك "، كانت تتأكد من خلو الحمام لتغلقه وهي تتحدث بالهاتف بصوت هامس " بدر انقذيني .. اظنني بورطة سوف تطيح حياتي الدراسية .. تلك الفتاة التى اخبرتك عنها ابنة احدى المساهمين بالمدرسة اتهمتني بضربها "، على الجانب الاخر كانت بدر تذرع ارضية المكتبة ذهاباً واياباً بتوتر وعصبية " اهدئ واخبريني هل فعلتي ذلك حقاً "، لتبكي ألما على الهاتف " هل تصدقين ذلك عني .. لقد كنت ادافع عن فيروز من تنمرهم "، لتصرخ بدر بتوتر " ياحمقاء اسأل لاضع الحقائق في نصابها .. حسناً لا تقلقي سوف اتيك "، في تلك الاثناء كان يقف هارون على مقربة منها دون ان تشعر، لتضرب رأسها بكتفه وهي تلتفت لتصرخ وهي تنظر نحوه " ايها المعتوه هل هذا مكان لتقف الان .. هارون ما الذي جلبك اليوم هنا "، ليحرك كتفاه بلامبالاه " قدر ياقصيرة "، لتنفخ وهي تتحرك نحو حقيبتها " لن اشغل بالي بك الان "، ليداهمها بسؤال " اخبريني يمكنني حلها .. او اوصلك كما العادة في مصائبك ياجلابة المصائب "، لتقف لثواني وهي ترفع هاتفها " رنيم .. اسمعيني انا ذاهبة لمدرسة ألما الفتاة منهارة وكأنهم عصابه سيقهرونها لاجل تلك الفتاة التافهه .. نعم هي .. اخبرك لتعلمين ان تأخرت لا تأتي سوف اذهب بسرعة .. نعم معي من يساعدنا "، لتغلق وهي تنظر نحوه " ها هل مازال عرض التوصيل جارياً ؟؟؟ "، ليبتسم بهدوئه المعتاد " نعم وهل لي عمل اخر غير انقاذك من المصائب اخبريني "، لتسير معه بسرعة نحو السيارة " لم تكن سوى مره حينما اصبت قدمي .. هل تعايرني على مساعدتك لا افهم !! "، لتجد يفتح الباب كما عادته الكثيرة معها، هي لا تفهم او لا تريد ان تفهم.. بعد نصف ساعة كانت تنظر نحوه بقلق وهي تعلم ان حياته لا تسير بهدوء " هل والدك سيساعدنا حقاً ؟ .. ام سيجلب لك ذلك ضرراً ومشاكل "، لينظر للأمام بسخرية " لا تقلقي لن يحدث شئ "، ليكمل هامساً " اعلم كيف يسير الامر مع ابي .. سوف يريد مقابل وسوف اعطيه مايريد "، ليرفع هاتفه متصلاً بأقتضاب " نعم يا ابي اريد منك خدمة .. مم اعلم اعلم لك ماتريد .. المهم الان هناك لدي صديق اخته الصغري بمدرسة داخلية على الطريق ببداية مدينة ـــــ .. هل تعلم احد هناك .. حسناً اذن اخبرهم الا يقتربوا منها حتى تصل قريبتها .. نعم سوف اعود الليلة لنتحدث وداعاً "، لتربت على كتفه بقلق " هل حدث شئ .. لماذا تلك المائة احد عشر بوجهك "، ليرفع حاجبه بدهشة " ما ذاك الذي بوجهي!! "، لتقلده وهي تضع تلك التكشيرة " هكذا .. هل فهمت ماهي المائة واحدى عشر "، لتنطلق ضحكته ليضع يده على تكشيرتها " لا تفعلى ذلك تصبحين مضحكة .. مثلك لا يليق بها تلك التكشيرة ابداً "، لتبعد جبهتها عنه بتوتر " كنت اشرح لك فقط اما انا فلا اضع تلك الحركة كي لا تتأثر بشرتي"، ليردف ساخراً " هكذا انت مجرد فتاة "، لتنظر نحوه بسخط " وماذا كنت بالسابق هل لدي شارب وانا لا اعلم ام ماذا ايها الاحمق "، لتكمل بأستهزاء " اذن كان يجب ان تخبرني لاطلق لحيتي واسير متباهيه مثلك "، ليحاول منع ابتسامته بقوة " انا اسير متباهياً .. ليس ذنبي انك قصيرة ترين كل شئ مهول "، لتتمتم بعصبية " العمالقة امثالك يقولون ذلك على الطبيعين امثالي "، كانت اسوار المدرسة تلوح امامهما، لتفرك بدر يديها بقلق " هل تظن انهم سيتركون الصغيرة وشأنها ؟"، ليمسك يدها مربتاً " ما اعلمه انها محظوظة بوجودك لأجلها .. ليس هناك الكثير مثلك بدر انتِ حنونة وشجاعة بل تساندين الجميع اي كان الاسباب لا تهتمين بما ستجنيه .. المهم لديك هو انقاذ الجميع"، لتضحك بتوتر " ليس لتلك الدرجة .. لا تصورني بصورة البطل الخارق .. انا فقط لا احب ان يناديني احدهم فلا البي النداء .. بل اشعر بالعجز ان لم اقدم كل مالدي من مساعدة "، عند البوابة الضخمة وقفت السيارة العامل " بطاقتك وسبب الزيارة ؟؟"، ليرفع هارون البطاقة بثقة " اخبر المديرة بالأسم وهي تعلم السبب "، دقائق مرت وعبرت السيارة للداخل بدر وهي تسير جواره بدهشة " حقاً اريد ان اعلم من انت ها!! "، ليرتفع فمه بشبح ابتسامة " حالما نمر تلك البوابة ستجدين المديرة اتيه ركضاً .. اريدك متزنه لا ترتسم الصدمة على وجهك "، امام البوابة الداخلية، كانت المديرة تقف لاهثة " سيد هارون .. السيد حسن اتصل واخبرني بسبب الزيارة العاجلة .. صدقني لو كنا نعلم بقرابتك للتلميذه لما حدث كل ذلك "، كانت تقف جواره وهي تشعر ان مايحدث لا يخصها بالاساس، تلك السيدة تكاد يغشى عليها بسبب من يجاورها ذاك لتهمس " ياللهي لقد اكتشفت انني لا اعلم عنه شئ .. لقد كنا امام بعضنا البعض بالجامعة والمكتبة لاشهر والان اكتشف انني بلهاء حقاً "، كان يشعر بتمتماتها، ليهمس نحوها دون ان يحيد " لا تخرجي جنونك امام السيدة .. تماسكي حتى نرى صغيرتك تلك "، ليحدث المديرة بصرامة " اريد ان ارى ألما الان في القاعة "، لتسرع وهي توجه المعلمة " بالطبع ثواني قليلة وتأتي .. لا تقلق لم يمسسها سوء "، لينظر نحوها بحده " سوف نرى الان "، في نهاية البهو كانت ألما تسير بجهل شديد لما يحدث والخوف يتسلل نحو قلبها " اين سأذهب ماتلك المصيبة .. لقد تأخرت بدر .. ساعدني يالله "، حالما وصلت لترى المديرة تنظر نحوها بتوتر وهناك رجل طويل يقف خلفها لتجد بدر جواره لتركض نحوها بسرعة " بدر .. اخيراً وصلتي كدت اموت رعباً "، لتربت على ظهرها بحنان " لا تخافي ياصغيرة سوف تنحل المشكلة "، لتنظر نحو هارون " نريد ورقة اثبات ان ألما ستأخذ السنة بالمنزل وستعود وقت الاختبارات فقط"، ليردف هو بدوره نحو المديرة " هل سمعتى حضرة المديرة .. سننتظر هنا الاوراق "، بعد نصف ساعة كانت ألما تغادر من غرفتها حاملة حقيبتها وهي تودع رفيقتها " سأتى مرة اخر للاختبارات النهائية"، لتحضنها " ان حدث شئ راسليني سوف اتي لاصفع من يضايقك "، لتسير بأباء كمن ردت كرامته بعقاب تلك الفتاة الصفيقة، يكفيها الاطمئنان ان فيروز لن يضايقها احد مره اخرى، لتركب السيارة، سيارة ذلك الرجل الذي لا تعلم عن امره شئ سوى انه انقذها اليوم بطريقة او بأخرى!! ,, هل تعلم ياعزيزي ما المهم ليس من نحب .. بل ذلك الذي نركض نحوه حينما نقع بأي مشكلة ونحن نعلم انه سينتشلنا بل وسيساندنا رغم جهله بالأسباب .. لم يهم المرء يوماً من سيبقى قدر من سيفهمه .. لم ينتظر احداً منا ابداً شئ اكبر من يد قبل ان تحنو تقدر ان تحمي .. حينها ان لم تعلم انه الحب سوف يفوتك او تفوته .. وان رحل ستبقى بالحياة تشقى ليعود او لتجد مثله بدلاً,, **** يتبع ... | |||||||
03-07-24, 10:41 PM | #15 | |||||||
| فراشات الفصل السادس يوماً ما سأخبر من هزموني ان سقوطي في البداية لم يكن سوى كبوة لقوتي . **** الحياة لا تعطي كل انسان مايريده بكل تلك البساطة، بل ستعطيك بيد وتأخذ باليد الاخرى شئ اخر، هكذا القانون وبه تسير كل تلك الدنيا. كانت تنظر للحي عبر نافذة سيارة ذلك الضخم، رغم انها لم تغب عن هنا سوى اشهر قليلة لكنها للمرة الاول تشعر بالحنين نحو مكان بل منزل يدفئ قلبها، ماكدت السيارة تقف حتى وجدت رنيم بأنتظارهم اسفل البناية، لتنظر نحوها بتردد لتجدها تركض نحوها محتضنه اياها " يالله لم اظن انني ارتعب على عقلة اصبع مثلك "، لتمسك وجهها بين يديها " هل انتِ بخير هل اذاك احد هناك سوف اذهب لاقطعه باسناني "، لتقاطعهما صوت بدر وهي تشير نحو هارون " هاي يانمرة انتِ"، لتمسح رنيم وجهها بهدوء مبتسمه نحوه " شكرا لك هارون حتى اليوم فعلت ما لم يفعله احد "، لتغمز نحو بدر " عليك تناول الغداء معنا اليوم يكفي اننا اشغلنا وقتك"، ليسلم عليهم وهو يرحل " لا شكرا لك .. لدي عمل على اللحاق به .. المهم ان الجميع بخير "، لينظر نحو بدر " سوف احادثك بالمساء للاطمئنان "، لتنظر نحوه بعناد " هل تراني صغيرة سوف تأكلني القطط "، ليضحك " لا سوف تأكلك النمور ياقصيرة .. هيا الى اللقاء "، لتقف وهي تلوح نحو سيارته بتفكير " لا اشعر بأن القادم خير!"، لتناديها رنيم " بدر هيا لنصعد "، على السُلم كان سراج يتحرك نحو الاسفل ليقابل الفتيات، لينظر نحو رنيم لثواني لتشيح عينيها بعيداً ليرى الصغيرة ليحدثها مبتسماً " اهلا ياصغيرة .. اخيراً عدتي الحي كان مظلم دون ابتسامتك الحنونه "، لتبتسم ألما برقة " انك حلو اللسان سيد سراج .. ادام الله طيب كلامك "، لتلكزها رنيم " هيا لتصعدي لترتاحي من الطريق "، ليرفع سراج حاجبه " تعلمين يا ألما هناك من لم يتعلم كيف يرد الجميل .. او يتلفظ بكلمات الشكر كمجاملة حتى .. بل لا يعلم ماهو السلام لاجل الله "، لترمقه رنيم بحده " ماذا تقصد بكلماتك تلك ؟"، ليكتم ضحكته " لم اقصد شئ .. او تشعرين انني اعنيك "، لترفع اصبعها بوجه بتحذير " لا تلقى كلماتك جذافاً .. وهيا لترحل بحال سبيلك لا ينقصنا سواك ايضاً "، " هل مساعدتي وكلماتي تقف بالحلق كالشوكة .. اما ذلك الطويل صاحب السيارة لا .. هل تفضلين مساعدة المتملقين اولاد الذوات اذن "، ليرمقها بنظرة ساخرة ويرحل، لتصرخ خلفه بعصبيه " ماذا تظن نفسك ها .. لان الله حاباك بجمال المظهر تتعالى علينا .. لم تكن تلك المساهدة قدمتها لنا لتعايرنا بها طوال العمر .. لعن الله ذاك اليوم الذي اتينا هنا لنسكن ببيتك ياهذاا "، لتتنفس بسرعة وهي تنظر نحو بدر الواقفة في اسفل السلم " لما تنظرين هكذا هيا اصعدي امامنا موضوع لشرحه "، داخل الشقة .. كانت ألما تنظر نحو اثاث غرفة الصالون بصدمة وهي تحدق في الفتاتان " ما هذا!!"، لتمسك بدر يدها وهي تجلسها جوارها " هذا حادث لقد اصلحنا بعض الضرر لقد كان بشع وبالغ جداً "، لتجلس رنيم امامهما وهي تنظر نحو ألما " لقد كانت تلك الحريق رسالة من أخيك لنا .. لم نكن سوف نخبرك ابداً .. لكن بما انك عدت يجب ان تعلمين "، لتنظر لهما مصعوقة " ااخي .. ياللهي هل وصل لكما كيف .. لم نخبر احد يعرفنا بذلك البيت "، لتربت على يديها بأسف " لقد كنت احضر اوراقي من البلدة .. لذلك لا اعلم لم ارهما كانا يتتبعاني حتى هنا "، لتضحك " لكن لا تقلقي نحن بأمان منذ اشهر حتى الان .. اظن انه يأس عندما لم يجدك معنا .. لذلك بما ان الظروف تحتمت عودتك يجب ان تبقي دون حركة داخل المنزل وان شعرت بخطر اذهبي نحو شقة الجيران "، لتنظر رنيم لبدر بغضب " ولما شقة ذلك ال .. يمكنها الاتصال باحد منا لتخبرها .. لا لن نحتك بذلك المستفز ولن نطلب منه مساعدة مره اخرى "، لترمقها بغيظ " يكفي هارون ها .. بطولها ذاك يخيف اعتى الرجال .. ما رأيك ياألما الا اقول الحقيقة"، لتشهق بدر " سمي الله بعينك يافتاة ستصيبه بسهم عينك ونجده يرقد مريضاً .. انه ليس وحش لدي قلبب حنون لولا ذلك لما ساعدنا "، لتضحك الفتاتان منها " انه حنون جداً وماذا ايضاً ؟؟"، لتقفز وهي تركض خلفهما بعصبيه " ايتها الملعونتان .. سوف اقتلكن "، رغم سريالية الموقف الا انهن قادرات على تحويله لمشهد كوميدي بحت بينهن، **** في اليوم التالي كانت كلاً من بدر ورنيم تتجهز للذهاب للجامعة، كانت تقف جوارهما ألما لتحدثها بدر " ان شعرتي بأي شئ افعلى كما اخبرتك .. دعك من تهديد تلك الطبيبة البلهاء"، لتنظر لهما بتردد " ايمكنني عرض شئ !! "، لتجيب الاثنان بنفس الوقت " لا .. لن تبحثي عن عمل "، لتمسك رنيم يدها وهي تجلسها على الاريكة " اجلسي وتحضري لاختبارات نهاية العام .. ما لك انت وما العمل يا ابنة شيخ البلدة ها .. هيا وداعاً "، لتتحضنها بدر بقوة " سوف تجدين طعام الغداء ان تأخرنا هو على التسخين .. نحن لا نريد ان ترهقي في اشياء بلا قيمة الان الاهم دراستك حسناً "، لتغمز لها ضاحكة نحو الباب المقابل، لتزجرها رنيم وهي تجرها خلفها، لم تكد تتحركا بعيداً حتى استمعا لصوت يحيي ألما " صباح الخير ياصغيرة .. كيف حالك اليوم "، كانت تقف تبتسم نحوه " انا بخير مادام عدت للبيت "، لتعود رنيم بحده وهي تنظر لها محذره " ألما هيا الي الداخل لا تحدثي الغرباء "، لينظر سراج نحوها بعصبيه " صدقاً لا اعلم ما هي مشكلتك ؟ ..هل انت مجنونة تصارعين الجميع هكذا "، لتتجاهله وهي تكمل سيرها للاسفل، ليركل الجدرا جواره بغضب، في الاسفل " لماذا تحدثيه بذلك الشكل .. انت لست بتلك الصورة اذن لما ؟"، رنيم بتوتر " ما كل تلك الاسئلة .. اعامله كما اعامل الغرباء .. نحن لا نعرفه لنعرض ودنا نحوه بكل تلك اللطافة .. هيا حتى لا نتأخر على الحافلة "، بعد ساعة كانت تفترق كلتاهما امام البوابة، كانت بدر تسير بظهر مشدود وهي ترسم الحده على وجهها، منذ بداية العام لم تتعرف على احد جديد، هي لا قدرة لها لتدخل احدهم حياتها، لكن هارون ! ليس بشخص عادي لتفكر لماذا هو، وعلى سيرة التفكير بهِ كانت تراه على مرمى بصرها يقف جوار اصدقائه، لتحيد عن ذلك الطريق بتوتر دون ان تنتبه كانت رأسها ترتطم بأحد " اه .. اعتذر لم ارك "، كان الاخر يقف وهو ينظر لها بعصبيه حتى رفعت عيناها نحوه ليصمت " مم لا يهمك ابداً .. انا الذي لم ارك "، ليمد يده نحوه " عابد .. وانتِ ؟"، ليكمل وهو يرى ترددها " اظنك بالفرقة الاولى مثلي .. لذا لم اراك هنا ابداً "، لتمد يدها نحوه بشئ من التخوف " بدر .. اسفه على ارتطامي بك مره اخرى .. وداعاً "، لتسرع خطواتها بعيداً عنه نحو مبني المحاضرات، كان يشرد نحوها " انها ساحرة رغم انها ليست بخارقة الجمال .. لكن عينيها بهما شئ يجذب دون هوادة "، ليضحك فجأة " ياللهي هل سأقع بها من اول نظرة .. انها حقاً كالأفلام "، ليلحق بها نحو المحاضرة لأول مره منذ بداية العام سوف يدخل احدى محاضراته الدراسية فقط لأجل ان يراها، اما على الجانب الاخر كانت رنيم تتحرك نحو معمل الجامعة خلف زميلتها " هل تلك المحاضرة للطبيب تيسير ؟"، لتجيبها الاخيرة بأقتضاب " نعم هو بذاته .. لا يكفي انه يتحرك كالبطريق بل متسلط ويعذبنا معه ونحن مازلنا نقول بسم الله "، لتربت رنيم على كتفها مبتسمه " لا تبتأسي هكذا .. لعل كل ذلك خير لنا .. قد اخبرني احد منذ وقت ان الصعاب هي من تقيم حياة البشر لا اوقاتهم في الراحة .. لذلك لا تنظري للسوء نظرة متشائم "، لتضحك زميلتها " تعلمين انتِ كان عليك دخول كلية تناسب فلسفتك وكلماتك تلك .. تذكرين بهؤلاء الاطباء الذين اصبحوا فيما بعد اشهر الادباء .. انتِ رائعة حقاً "، لتبادلها الضحك بتوتر " انها مجرد نصيحة سمعتها من احد اعرفه .. هيا حتى لا نتأخر على البطريق اقصد الدكتور "، في نهاية اليوم كانت رنيم تقف جوار السور تبحث بعينيها عن رفيقتها وهي تنظر نحو هاتفها بقلق "لماذا تأخرت اليوم يابدر .. اوف كلما اشعر بذلك يحدث مصيبة "، لم تتم جملتها للنهاية حتى استمعت لزميلتها وهي تركض نحوها " رنيم اليست صديقتك بدر سمراء قامتها قصيرة؟؟"، لتنظر نحوها بقلق " نعم .. لماذا "، لتمسكها وهي تركض نحو ساحة الجامعة " انها تتشاجر مع احد الفتيات هناك "، لتتركها رنيم وهي تسارع خطواتها نحو تلك الدائرة التي تبتلع صديقتها بالوسط، لتصرخ بالجميع " ابتعدوا من هنا ابتعدوا .. بدر !!! "، لتجد صديقتها تمسكتها الفتيات وهي تحارب ايديهم " ابتعدوا عني اتركوني اريها كيف تتطاول بلسانها تلك الوقحه .. هل تظننين انني لن اصل اليك ايتها المعتوه "، كانت الفتاة امامها تصرخ من الرعب " انتِ مريضة .. كل ذلك لانني اخبرتك بالحقيقة .. هارون لن ينظر نحو فتاة تأتي من الحقول انظري لوجهك بالمرآه "، ثواني ووجدت رنيم تقف بوجهها وهي تنظر لعينيها بحده " سأعطيكي مهلة لخمس ثواني لترحلي من امامي حتى لا اصفع وجهك اللطيف .. انه لمن الافضل لكِ ان تركضي حتى لا اريكِ من هي فتاة الحقول يابقايا النساء "، كانت تتراجع الفتاة للخلف بخوف وهي تسرع بخطواتها بعيداً عنهما، لتصرخ رنيم في الجميع " انتهي العرض ماذا تنتظرون ارحلوا"، كان هارون يقف في الخلف بعيداً عن الجميع، لتراه بدر وهي تسرع نحوه بغضب اهوج " كنت اعلم ان البشر جميعهم سوء ومعرفتك ابلتني بتلك المصيبة .. لا اريد ان اراك مجدداً انسى انك كنت تعرفني يوماً .. انني العن اليوم الذي رأيتك بهِ "، ليحاول التحدث اليها بصدمة " بدر انتظري "، لتلتفت له صارخه " لا تقول اسمي على لسانك القذر .. لا اريد ان اراك في محيطي "، لتمسك يد صديقتها وهي ترحلان، لتنظر رنيم نحو وتجده يتوسلها التفهم، لا تعلم ماذا حدث وكيف وصلت اخبار صداقة الاثنان ومافي ذلك مجرد صديقان، لا تشعر ان الاتي خير كأن بحياتهما لعنة لا تنتهي الا بجعلهم اضعف واكثر حزناً، في مكان قريب لذلك المشهد كانت تترصدهم عين يملؤها الخبث بسعادة، اخبرني احدهم ذات مساء : ان دخل بين اثنان ثالث افسد مابينهما، وان نقل مايقال اشعل النيران بقلبيهما، وان اراد اصلاحاً توارت خلف كلماته السموم، فما عمل من دخل بينهما ونيته السوء والدمار، ماعدا يرانا بعضهما بعدها سوى اعداء بعدما كانا اعز الاحباب. **** امام عمل كلاً منهما كانت تمسح رنيم على يدها بهدوء " هل انتِ متأكده انك تريدين دخول المكتبة؟؟"، لتربت على كتفها " دعينا نعود للمنزل .. لقد كان يوم مرهق "، لتنظر لها بأرهاق وهي تحاول رسم ابتسامة " لا تقلقي لو شعرت بأرهاق سوف اهاتفك .. لكن اليوم يجب ان اكون موجوده فالعم فؤاد ليس موجود "، لتحتضنها وهي تغادر نحو المكتبة، لتقف امام الباب لثواني وهي تقوم بفتحه ببطئ، لتبتسم بمرارة وهي تتفحص المكان بعينيها، لتغمض عينيها وهي تتطفو مع ذكري كانت قريبة، كانت في مساء مثل ذلك اليوم تجلس على كرسي العم فؤاد تمسك كتاب الشعر الجديد الذي وصل يومها، كانت تحرك قدمها برتابة وهي تلتهم اسطر الكتاب، لم تكُن تشعر بتلك الخطوات خلفها حتى رأت خيال ضخم يحجب الاضاءة لترفع رأسها بهدوء لترى عيناه الرماديه تغيم وهي تلتقط انتباهها " هل تعلمين ان وضعك ذلك فرصة جيدة لاي لص ياذكية "، لترفع لها حاجبها بغيظ " هناك اولاً جملة مساء الخير يابدر كيف حالك .. ولا لن يدخل لص هنا سواك يااحمق "، ليدير الكرسي لتصبح امامه " هل تدرين شئ انتِ اكثر البشر استفزازاً .. وليس لك مساء الخير ياانسة مثقفة "، لتقف وهي تبعد الكرسي لتصبح المسافة بينهما اكثر راحة " اولاً تعلم التعامل مع الفتيات جيداً ايها الاجدب .. ثانياً انا لست المثقفة الوحيدة هنا بل انت ايضاً وان كانت الكلمة سبه لألتصقت بك ايضاً "، لتبتعد عن مرمي عيناه الضاحكة تلك العينان التى تربكانها تجعل عقلها موضع قدميها وقلبها يقف صريعاً بين يديها، لا تعلم لما ولا تريد لان التفسير الوحيد مرعب!! لتشعر بضربه فوق رأسها " ها انتِ اين شردت احدثك هنا "، " هل انت احمق بالفطرة ام هي مجهوداتك الشخصية "، لتزيحه من طريقها وهي تسير نحو الارفف خلفه " ابتعد .. ام اخبرك عد للمنزل لقد تأخرت ياحبيب والدتك "، ليسير معها " لسانك ذاك اود قطعه .. ليست كلمات انسه رقيقة بته "، لتخرج له لسانها بغيظ " ان قدرت يوماً قطعه ارني اذن "، ليبتسم وعيناه تلمعان " سوف ترين سوف افعلها ياقصيرة "، لتضطرب ملامحها وهي تمسح الاتربة عن بعض الكتب " هيا غادر يااخ ونم لترى امنياتك المستحيلة "، لتعود بعقلها للوقت الحالي لتشعر بخطواته تقترب خلفها لتغمض عيناها بقوة " ليته مجرد ذكري .. لا قدرة لي على رؤيته "، لتفتح الباب وتلتفت سريعاً مغلقه اياه بوجه القادم لينظر لها عبر الزجاج بملامح مغلقه وهو يغادر بصمت دون محاولة، لتجلس على اقرب كرسي وهي تكتم شقتها بقوة واغنيتها تدور بين ارفف المكتبة كأنها تعاقبها او تذكرها وتجلدها بصمت، الدنيى حلقة عم بتدور والقمر بالسما يدور انت حولى وانا حولك فى شى جاذبنا ومندور **** في البيت مساءًا كانت رنيم لم تكد تصل للمنزل بأرهاق، لتنظر ألما نحوها بتساؤل " اين بدر لماذا عدت دونها!! لتجلس بهم " لقد حدثت مشكلة في الجامعة اليوم .. لذلك اخبرتها انني سأعود مبكراً وهي ستتأخر اليوم "، لتجاورها " ماذا حدث هل هي بخير ؟؟"، لتمسح وجهها بضيق " لا اظن ذلك ابداً .. لقد كانت مشكلة كبيرة بسبب هارون لا اعلم كيف ولا من تلك الفتاة لقد وقفت امامها تسبها وتسيئ لسمعتها كل هذا بسبب صداقتها بهارون "، لتضغط ألما على اسنانها بغضب " كنت اعلم ان صداقتها بذلك الطويل ستجلب لرأسها المصائب .. لم اكن اشعر براحة حينما رأيته "، لتجيبها رنيم بغيظ " ألما كف كلاماً لا معنى له .. هارون ساعدك بالاخص عليك الامتنان له .. اما سبب المشكلة سوف نعلمه حينما تعود بدر "، لتتركها وهي تتجه نحو غرفتها، كانت ألما ترفع هاتفها وهي ترسل كلمات سريعه بعصبيه : هل تعلم كنت محق بشئن هارون .. لقد احزن بدر وسبب لها الاذى ليجيبها الطرف الاخر بأنتصار : اخبرتك ان معاملته وتصرفاته تشي بشئ سئ .. لي نظرة لأعرف حقاً ان كان الشخص جيداً او سئ لتكتب بحزن : لكنني حزينة ومهمومة لا اعلم ماهي حالتها الان ولم تعد من العمل ليجيبها : حينما تعود اخبريها ان لاشئ يهم حتى يجعلها تحزن .. لا يوجد على الدنيا ماهو بقيمة لجعل قلوبنا تغتم لتكتب بابتسامة : لا اعلم ماذا سأفعل دونك .. شكرا انك موجود حقاً، لتشعر بمفتاح الباب يتحرك : سوف اغلقها لقد اتت .. وداعاً كانت تدلف بصمت داخل المنزل، لترى صديقتها تقفان بسرعة كمن كانوا ينتظرون قدموها، لتنظر نحوهم بأجهاد " ماذا حدث .. انتما الاثنان تجلسان بهدوء سوياً .. هل القيامة اقامت ام اخطئت الشقة ؟!"، لتمسك يدها ألما وهي تجذبها نحو الاريكة " لن تجعلينا ننسى ماحدث بطريقتك تلك"، لتنظر نحوها بسخرية " وماذا حدث ياانستي .. هيا ادخلي لتنامي الوقت تأخر للكتاكيت امثالك "، لتحاول ايقافها لتجد رنيم تمنعها بعينيها لتصمت وهي تتركها ترحل نحو غرفتها، ثواني مرت حتى خرجت لتجلس جوارهن على الاريكة " خير ان شاءالله .. ماهذا التجمع ان كنتوا تتنتظرن نميمه وحديث لتوفروا مجهودكن "، لتجلس رنيم على الارضية وهي تقلب بمحطات التلفاز " لا نحن سنجلس لنشاهد مسرحية قديمة ونفصل من ارهاق تلك الدراسة البشعة .. الانسان كاد ينسى انسانيته رغم انها مهنة الانسانية لكن الاساتذة يتلززون بتعذيبنا "، لتجلس ألما جوارها " لقد ارعبتني حقاً من فكرة تلك الكلية انها حلمي الوحيد "، لتزيحهما بدر وهي تجلس بينهما " دعك منها يا لومي انها كتلة كأبة تسير بقدمان .. ضعي حلمك نصب عينيك وستصلين اليه لا تقلقي بعدها من شئ"، لتهتف رنيم " انظري يابدورة مسرحيتك المفضلة (سك على بناتك) كل يوم بعد صلاة العيد كانت جلستنا المفضلة مع كوب الليمون البارد مع الكثير من المسليات .. يالله كم مرت تلك الايام سريعاً "، لتتمتم بدر بحنين " اتركي المسرحية لنضحك قليلاً "، لتكمل بغيظ " وماهذه الايام التي مرت .. نحن مازلنا نقول للدنيا اهلا لا تغلقيها بوجهي .. سنحيا ايام اسعد مما مرت بنا حسناً "، لتمر الساعتين وهن يجلسن حول المنضدة الصغيرة وهن يشاهدن تلك المسرحية، كانت بدر تتضحك بهسترية والفتاتان ينظرن نحوها بقلق، لتقترب منها ألما وهي تضع رأسها على كتفها وهي تحضتنها من جانبها الايمن لتفعل رنيم المثل وتحضتن جانبها الايسر، ظللن هكذا حتى استمعن لنهنهات بكائها المكتوم لتحثها ألما " ابكي يابدر ابكي لا تكتمي حزناً داخلك لا تتركي الحزن يأكل من داخلك .. لا شئ يستحق ان نصبح عجازء بسببه ابداً "، لتنظر لرنيم لتكمل الاخيرة " ان تركتي الحزن يبتلعك وقررتي ان البكاء سيجعلك ضعيفة .. ستستيقظين يوماً وقلبك اصبح كهلاً من حمله لدموعك داخله .. ابكي ياحبيبت قلبي نحن هنا لأجلك فأن ضعفتي او سقطتي سنتلقفك دائماً"، لتنام ثلاثتهن على وضعهن ذاك محتضنات بعضهن كالاطفال، يخشوا الفراق والغد وكل مستقبل غريب. **** بعد منتصف الليل كانت ألما تستلقى فراشها مبتسمه وهي تمسك هاتفها، كانت تصلها صور كثيرة تنظر لها بهيام وهي تكتب لمرسلها : تعلم لم اظن انك وسيم بتلك الصورة ليجيبها بغيظ : هل كنت تظنني انني بشع ام ماذا ؟ لتكتب بسرعة : لا اطلاقاً .. لكن لا اعلم لما اراك مبهر الهيئة لديك طلة مختلفة ليرسل : اشكرك على اطرائك .. لكن ماذا كنت ستفعلين ان كنت بشع الهيئة مثلاً ؟ لتجيبه مازحة : كنت تركتك فوراً .. فانا جميلة ماعملي معك انك كنت بشع ليرسل بأقتضاب : اذن كما ترين .. وداعاً لترسل بسرعة : بسام .. اين ذهبت لقد كنت امزح !! لترسل عشرات الرسائل حتى وجدت صورته الموضوعه اختفت لترمق الهاتف بقلق، لتمر دقائق وهي تقاوم شعورها بالنعاس لتغرق بهِ وجبينها يتغضن بحزن، لن تعلمي ياصغيرة ان الذئب يتسلل نحو قلبك بخطوات صبورة، وانه سوف يفترسك بأنتصار حالما ينال قلبك، لكن قبل ذلك سوف يرفعك على النار بهدوء حتى تلتهبين بين يديه، وحالما تكوني مستعدة سوف يلتهمك بجشع. **** يتبع .. | |||||||
11-07-24, 02:33 PM | #16 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
11-07-24, 10:40 PM | #17 | |||||||
| فراشات مساء الروقان الفصل السابع كل غاضب سيأتى عليه يوم ويهدأ، لكن من خاب ظنه لن يهدأ قلبه أبداً. **** مرت ايام منذ ذلك اليوم، كانت تتهرب خلالهم من رؤيته لكنه رغم ذلك، يأتي كل يوم امام المكتبة في زاوية يظن انها لا تراه بها لكنها تراه دوماً يختلج قلبها حينما تشعر بحضورهُ، ورغم كل ذلك لا تقدر ان تغفر، كانت تقف حتى شعرت انه اليوم طالت وقفته " عم فؤاد سوف اذهب لشراء شئ وأتي بسرعة "، ليهز العجوز رأسه بهم ليتمتم " يظنان انني لا اعلم شئ لكنني ارى بقلبي مايحدث"، كانت تعبر الطريق نحوه بغضب رغم تسارع نبضاتها " هل تعلم ان وقفتك اصبحت بلا معنى .. لما لا تعود للمنزل نحو والدك او ابحث عن فتاة تتلهف لرؤيتك .. اخبرتك منذ المرة الاولى انني لا اريد رؤيتك حتى .. لماذا انت مصمم "، كان ينظر نحوها بأبتسامة ضعيفة " واذا كنت اقف ماهي مشكلتك لم اقترب نحو مجالك لمتر حتى .. لذا عودي لعالمك لا تتطالبيني بفعل او عدم فعل شئ هذا لا يعنيك"، كانت تنظر له بذهول " انت .. انت كيف تجروء!! .. ااه لعنة الله عليك "، لتضرب الارض بقدمها بغضب وهي تهود مسرعة نحو المكتبة، تاركه اياه خلفها ينظر نحوها كذلك الحلم الذي نتمناه ونعلم ان اليد قصيرة لن تصل إليه، في اليوم التالي .. كانت تسير جوار صديقتها نحو الجامعة وهي تضحك " سوف ننتهي من اختبارات النصف الاول من العام ونتنفس قليلاً .. اظن ان تلك الاختبارات ان مرت بخير سوف اطمئن "، لتتنهد رنيم " بدر انتِ لا يُطمئنك شئ سوى ان ينتهي العام كاملاً .. لذا ياحبيبتي لا ترددي كلماتك الهبلاء تلك "، " ونعم الصديقة ياروني .. انا الخاطئة انني اتحدث مع طبيبة بائسة مثلك "، لتقصفها بسخرية " من يراك يظنك كتلة من البهجة والتفاؤل يابنت ؟"، لتضرب كتفها بكتف رنيم بقوة " اخرسي ياباردة .. انا شعلة من الامل انك تأخذين سعادتك مني ياناكرة الجميل "، لتردد " نعم نعم من يراك من يومان وانتِ تكادين تقطعين يديك من الكأبة لا يصدق انك ترددين تلك الكلمات ياكاذبة "، لتقف كلتاهما عند البوابة الكبيرة لتحضتنها رنيم فجأة " سوف انتظرك لنغادر سوياً ..لا عمل لنا اليوم .. لذا لا مبرر لتغادري دوني "، لتنظر نحو صديقتها لتتنهد مبتسمة " انى احاول لأجلكما ولأجلي "، لتلتفت نحو مبنى المحاضرات وهي تسير ببطئ تتمنى ان تراه لو يظهر كما كان يظهر فجأة امامها، كادت تصل للسلالم حتى اوقفها ذلك الشاب " اين انتِ لم اعد اراك .. هل انتِ بخير لقد علمت ماحدث "، لترمقه بضيق " شكراً لسؤالك .. ليس لدي وقت هناك محاضرة الان "، ليسير جوارها " نعم محاضرة الاحصاء .. انا في طريقي اليها دعينا نذهب سوياً"، لتقف فجأة " دون مبررات .. اخبرني ماذا تريد بكل ماتفعله .. انا لا احب تلك الطريق تتقرب لي دون سبب "، ليقف امامها بثقة وصراحة " اريد ان نكون اصدقاء .. اتمنى الا يكون لديك مانع هناك كثير من المشاريع التى تتطلب المشاركة كفريق لذا لما الا اتقرب من متفوقة مثلك"، لتنظر نحوه ضاحكة بذهول " انت صريح بشكل وقح حقاً .. تلك الاسباب ادعى ان اتركك وارحل .. لكن تعلم لقولك ماتريد سوف اوافق على تلك الصداقة البشعة "، ليكمل السير نحو قاعة المحاضرات وهما يضحكان، دون ان ينتبه احدهم لتلك النظرات الغاضبة خلفهما. **** قبل اشهر من نهاية العام الدراسي .. كانت ألما تستعد لتغادر المنزل، ورغم الرعب لتلك البداية المصيرية الا انها في تلك اللحظة يتفاقم داخلها حزن لا تعلم له نهاية، " ألما هل انتِ مستعدة .. لقد وصلت السيارة بالاسفل "، لتجدها ساهمه " ماذا حدث ياعزيزتي "، لترتمي بين ذراعيها باكية " ياللهي يا ألما لا تبكي حتى لا الحقك ايضاً.. لا تخافي سوف تمر الاختبارات بأفضل حال وتأتين لنحتفل بالعطلة معاً "، لتعتدل ألما وهي تنظر لها بألم " نعم سوف نحتفل لن يهمنا شئ اخر"، لتقف وهي تتحرك نحو باب المنزل " اوصلي لرنيم سلامي حينما تعود "، لتغلق الباب خلفها وهي تخطو الدرج ببطئ وحزن الدنيا تحمله داخل قلبها وهي تتذكر احداث الايام الماضية، ليلتان تسبقان مغادرتها .. كانت تدور بالغرفة وهي تجد محادثته تشير لتواجده ورغم ذلك لا يجيبها، لتجلس على فراشها بضيق وهي تعاود ارسال رسالة واثنان حتى وصلت للعشر رسائل متتالية وهو لا يجيب، لتضع الهاتف على المنضدة جوارها وتستلقي بوضعية الجنين، ودمعاتها تتسابق بالنزول وهي تتذكر كيف كان معها منذ تعارفا بالعام الماضي، كان الوحيد الذي يساندها بل ويشجعها دائماً رغم عدم اعترافه لها بأي مشاعر، لكن منذ اعترف بحبه واخبرته انها تبادله ذلك الشعور واصبح يراوغها بل ويتحجج ليخلق مشكلة بينهما، لتمسك الهاتف وهي تمسح دموعها بعنف " ايها القذر .. لقد رأى جميع الرسائل ولم يجيب .. حسناً "، لتكتب رسالة طويله تسبه بها بغضب لتمر ثواني ويظهر قرأته لها، ليكتب ببرود : انتِ تظنني انني هكذا سوف اجيب .. انتِ مخطئة، ليغلق هاتفه دون ان يعيد مراسلتها ومازالت ترسل المئات، عودة للوقت الحالي .. كانت تعتصر الهاتف بين يديها وهي تتخذ مقعدها في عربة المدرسة، دون ان تددري ان هناك عينان تتربصان ظهورها بأي لحظة ليرفع الشاب هاتفه بسرعة : سيد حامد لقد رأيتها تغادر ذلك المبني وتستقل عربة لمدرسة (..)، ليجيبه الطرف الاخر : حسناً عد للبلدة الان .. سوف اكمل انا من هنا، ليغلق المكالمة وهو يربت فوق ذراع المقعد الخشبي " بقى خطوة بيننا يا ابنة ابي وامي .. كنت اعلم ان فررتِ لأخر الدنيا لسوف اصل إليك "، لينهض وهو يفكر ان عليه الوصول لتلك المدرسة، سوف تتنازل وتتخلى عن فطرتك السليمة لأجل مصالحك وهواك، سوف تسحق الاضعف وتسخر من الابطئ بل وستنهب الاقوى، ستكون النسخة الاسوأ منك. **** كانت تجلس على الاريكة ببعض الارهاق وهي تنظر نحو بدر بتعجب " ماذا حدث.. هل انتِ قلقة لمغادرتها نحن نعلم انها لن يمسها سوء داخل اسوار المدرسة .. لذا لا توتري نفسك بلا معنى "، لتتنهد " لا اعلم يارنيم اشعر بشئ بتلك الفتاة لم تكن طبيعيه بتاتاً "، لتحملق رنيم في الفراغ بلا معنى " اظن انها اذا ارادت ان تقول مايؤرقها ستقوله لك .. هي لا تتحفظ بأسرارها معك بالذات انتِ امها الصغيرة يابدورة "، لتهم بالوقوف ضاحكة "علينا الاستعداد للأختبارات .. لدي بعد غد اول اختبار عملي مع ضغدع مسكين"، لتستلقى بدر على الاريكة بخمول " اما انا فمازال الوقت باكراً على ضغط المذاكرة سوف اتمتع ببعض الراحة قبل الاختبارات"، لم تكد تغمض عينيها الا وكان هاتفها ارتفع رنينه بأزعاج " اتمنى ان يكون اتصال هام الا وسوف اقتل المتصل "، لتجيب دون رؤية واضحة " نعم .. من معي!! "، ليأتى رد المستنكر " انتِ لم تسجلين رقمي حتى الان لا اصدق ؟؟"، لتنظر للأسم بدهشة " عابد اعذرني لم اكون بوعيي لأرى اسمك .. ماذا حدث لتتصل في الصباح الباكر هكذا .. هل الجامعة تحترق؟ "، يجيبها بدهشة " بالطبع لا "، لتردد " اذن لا يوجد سبب فعلى للاتصال وايقاظي الان؟"، كان على الجانب الاخر ينظر للهاتف بصدمة وهو يجيبها " بدر لقد اتفقنا على الخروج سوياً اليوم .. وانتِ من أكد على الامس "، لتعتدل وهي تفيق رويداً رويداً " اسفه عابد لكنني لا اتذكر شئ حالما استيقظ .. يكفي انني كنت منذ الفجر اساعد ألما بتجهيز حقيبتها لتغادر .. لذلك لم اصدق ان انام قليلاً "، ليردد بصوت مكتوم " لا يهمك اذن لنؤجلها ليوم اخر "، لتقف وهي تسير نحو غرفتها " لالا اعطني نصف ساعة وسوف اتجهز ونذهب سوياً .. لقد استيقظت "، ليدب بصوته الحماس " لن تندمين اليوم .. سوف اريك المدينة وكل ما كنتِ تتمنين رؤيته "، لتجيبه ضاحكة " اتمنى ان يكون اليوم يستحق مايجعلني اتخلى عن النوم .. فاالنوم اعز من اي شئ لدي في الدنيا "، ليأتيها صوت ساخراً " اذن على الشعور بالغرور لانك تنازلتي عن نومك الغالي لنتقابل "، لتقصفه بالرد " لا بل تنازلت لاستمتع بيوم في شوارع المدينة قبل ضغط الاختبارات يامغرور "، بعد نصف ساعة كانت تغادر المنزل وهي تهاتفه " اين انت لقد انتهيت .. حسناً بجوار الميدان سوف انتظرك .. وداعاً "، كانت تعترض طريقها رنيم وهي تتفحصها " الي اين انتِ ذاهبة الان!! "، لتبتسم " سوف ازور شوارع المحروسة الاثرية .. يالله لقد اتيت وانا اود رؤية كل شئ هنا بشدة "، لترفع حاجبها بحده " ومع من ياحبيبتي! "، لتفتح الباب وهي تغادر " انتِ تعلمين هل هناك احد غيره انه عابد "، لتطرق على الطاولة بجوارها برتابه " انا لا اشعر بالراحة نحوه .. منذ الخلاف الذي حدث وكأنه يتعمد الاقتراب اكثر "، لتنظر نحوها ببرود " اخبرتك مراراً هو مجرد صديق .. وبه الخير يعلم رغبتي في الخروج وعرض مرافقتي ومابذلك "، لتضرب رنيم الارض بعصبيه " لكن ذلك الاسلوب ليست من شيامنا او تربيتنا .. اصدقاء داخل اسوار الجامعة لكن خارجها لا .. وبالذات شخص لم نعلم عنه شئ بالاساس غامض بكل شئ "، لتتابع بدر سيرها " اتمنى ان تتذكري انني لم اتلقى تلك التربية الفاضلة مثلك ياطبيبة .. ان كنت تريني سيئة لتلك الدرجة اخبريني لأرحل واترك لك ارضك الفاضلة "، لتغلق خلفها الباب بقوة، هي تكمل طريقها نحو مصير لم تكن تعلم عنه حتى الخطوط العريضة، مجرد هاوية في دنيا الحياة الواسعة تلك الصغيرة التى اصابها الخيبة من اقرب الناس اليها. كانت تقف ترتدي نظرات الشمس وهي تتلفت تبحث عنه بتأفف، لتجده في بداية الطريق لتتحرك نحو بضيق " انا لا احب ان يتركني احد ويتأخر بتلك الطريقة .. هناك مايسمي الاعتذار او الاتصال ؟"، ليخرج يده من خلف ظهره وهو يرفع تلك الزهرة الحمراء " اعتذر لقد كنت ابحث عن متجر للزهور فلا يمكنني مقابلة انسة جميلة مثلك دون اعطيها زهرة تساوي جمالها "، لتمسك تلك الوردة بتعالي " تلك لن تجعلني اعفو تأخرك "، لتتحرك مبتعده عنه بحده، ليعترض طريقها " انتِ لست مرنه بالتعامل لتعلمين .. لقد اعتذرت وقدمت اسبابي تأخري على الموعد لم اقصد ذلك "، لتتمشي جواره على طول الطريق " حسناً .. لكن عليك ان تعلم انني اكرهه من يتركنى اقف لأنتظر .. انا لم اعتد يوماً انتظار او اعتذار "، ليسير معها ضاحكاً " اذن انتِ صعبة على الحذر منك بعد ذلك .. فأنتِ يمكنك في اي وقت الغدر بي "، لتبتسم بهدوء " انا لا اغدر بأحد .. لكن من يكذب على واعرف اعلمه كيف يكون الاخذ بالحق "، كان يشير نحو المبني الضخم في الجانب الاخر " هذا هو المتحف .. سوف نزوره في اول رحلتنا الان ومن بعده بعد المناطق الاثرية بالجوار "، كانت تنظر نحو المتحف الضخم وعينيها لتلتمع كنجمة تشتعل في السماء، والاخير ينظر نحوها بأنبهار كأول مره وقعت عينيه عليها حينها هل يمكن ان نحب احد بتلك الدرجة من اول لقاء، ام انه ساحر لدرجة ان يجذبنا في مداره بسرعة!! وقت الغروب فوق التله بوسط المدينة .. كانت تجلس على مقعد من تلك المقاعد المتراصة وهي تنظر للمدينة المتلئلة بأنوارها بالاسفل، ليتجه نحوها وبيده كوبان من الحلبسه الساخنة " انظري هذا هو المشروب الرسمي للجلوس هنا .. اتمنى الا تكوني من تلك الفتيات اللتي تتكبرن على الحلبسه وكأنها فعل مشين !! "، لتضحك بسعادة " لا اطلاقاً لقد اعتدت على احتسائها طوال الشتاء حينما كنت وحدي .. لذا انا لا اتكبر على رفيقة الشتاء اللذيذة "، لتمسك كوبها من يده وهي تشعر بالدفئ يتسلل نحو قلبها، لا تعلم لما ذلك المشروب بالذات يجعلها تشعر كأن دفئ الكون يسكنها، هل لأنه يذكرها بوالدتها الحنون ام لانها تتذكر ماضي كانت فيه سعيدة، ليقاطعها فجأة " هااي .. اين شردتِ حالما امسكتي الكوب ورأيتك ساهمه في الفراغ .. هل انت بخير؟"، لتبتسم كمن ادرك مكان تواجه " لا شئ .. كنت اتذكر المشروب من بين يدي أمي"، ليتسأل " اين هي اذن .. لما لا تعيشين معها "، ليتحشرج صوتها بضيق " لقد توفت منذ اعوام .. حينما كنت بالعاشرة من عمري "، ليظهر الاسف على محياه " اسف لم اقصد جعلك تتذكرين .. رحمة الله عليها "، لتعتدل بجلستها ضاحكة " ماهذا الوجه المتأثر يارجل لم اعلم ان لديك بعض الاحساس لقد تفاجئت "، ليرمقها بطرف عينيه بسخط " هل تعلمين انتِ خفيفة الظل .. لا تلقي نكات امام احد مره اخرى "، لتبتسم بصمت وهي ترفع محتوى الكوب نحو فمها، لتشعر حينها بروح والدتها يسكنه، هي التى تبحث عن بقاياها بكل شئ حولها فيكفي ان الايدي الفاسدة بالماضي لم تترك لها ولو مجرد صورة تنظر ملياً بها كل مساء لم يتركوها تحتفظ بملامح أمها الحنونة فلعلها جعلت ايامها السوداء اهون والطف؛ لكن منذ متى ترك لها اباها المدعو لم يكن يوماً اسم على مسمى هل ادرك جدها ان ولده لن يكون صالحاً كما اسمه!! قبل ثمان سنوات .. كانت تجلس امام طاولتها الصغيرة وهي تمسك قلمها الزهري زو الريشه الناعمة وهي ترسم بعض الاوجه معدومة الملامح، حينها كانت تجلس بالاريكة خلفها أمها وهي تنسج بالخيوط تلك الجوارب الصغيرة لقدم صغيرتها الجالسة، لتسقط كرة الصوف من بين يديها فجأة مبتعدة لنهاية الحائط لتلتفت الصغيرة نحو والدتها مبتسمة " لا تنهضي امي سوف احضر الكرة لك "، لتقف الصغيرة وهي تركض نحو الكرة لتتحرك وهي تعيدها نحو والدتها " امي خذي الكرة "، لكن والدة الصغيرة كانت تجلس ساهمة دون حراك، لتقترب نحو ذراع والدتها " أمي هل انتِ بخير ؟؟ .. امي هل انتِ غاضبة لانني ارسم وتركت واجباتي .. اجيبيني امي .. ااامي "، ليسقط جسد السيدة على الارض من هزات الصغيرة لتصرخ ببكاء " سااعدوني .. امي لا تتركيني قفي لا تسقطي ااامي .. يالله "، لتسقط الصغيرة من شدة الصراخ وكانت الجارة تدلف للمنزل بسرعة، بالمساء .. كانت تجلس بين ملابس والدتها صامته تنظر نحو الخزانة التى تفتحها الجارة، لتقفز نحوها صارخة " لا تلمسي ملابس امي .. ان رأتك سوف تغضبي .. اخرجي من الغرفة لا تقتربي منهااا "، لتتنفس بسرعة وهي تتفحص ملابس والدتها بالخزانة لتدلف داخل الخزانة بين الملابس لتنام، للمرة الاولى منذ سنوات لن تنام بين احضان والدتها اليوم هي تعلم معنى ان يبرد الانسان رغم حرارة الصيف، اليوم رحلت من كانت تدفئ ايامهالقد ماتت والدتها احن قلوب الدنيا. في الوقت الحالي.. كان عابد يحرك يده امام عينيها " هاي لقد شردت مجدداً "، ليردد " هل كان اليوم سئ لتلك الدرجة "، لتنظر نحو بتركيز " لا اطلاقاً لقد كان من اسعد ايام انت لا تعلم كم وددت بتلك الرحلة "، لتضحك " لكنني ارهقت فقط اريد ان انال قسط من الراحة وانام .. لقد تخليت عن النوم لأجل اليوم .. لذا يكفي ذلك حتى الان "، ليقفا سوياً مغادرين التله نحو سيارات الاجرة، كانت تجلس بجوار النافذة وهي تغلق عينيها لتشعر بهواء الليل اللطيف ليبرد نار قلبها المتألم، جميع الآلم تتقلص عبر السنوات الا فراق والدتها يزداد داخل قلبها سنة بعد اخرى، حينما يقترب ذكرى وفاتها كأنما النار تنشب داخلها فتجعلها تمرض لأيام كتلك الايام حينها، امام المنزل كانت تودعه " حسناً اراك نهاية الاسبوع بالجامعة "، ليجيبها بدهشة " لماذا لن تأتين غداً ؟؟ "، لتمسد جبينها بأرهاق " لا اعتقد انني قادرة على التحرك ليومين .. لذا اراك بعد يومين من الان .. الى اللقاء "، لتصعد على الدرج بأرهاق " اوف اتمنى ان اصل للفراش وانام .. ياللهي يوم لا ينتهي على خير ابداً "، لتضع مفتاحها بالباب لتجد صوت يناديها من الخلف " بدر "، لتهتز يديها لتفتح الباب بسرعة، لتسرع خطواته قبل ان تغلق الباب " انتظري .. انا لم أتي لك لأجل شئ "، لتأتي رنيم من الداخل على صوت هارون الصائح " ماذا يحدث .. لماذا تتركيه يقف هكذا "، لتنظر نحوه مبتسمه " تفضل بالدخول ياهارون "، ليحول نظره نحو رنيم " اعذريني لن ادخل المنزل .. لقد اتيت لاخبركما بما حدث اليوم بمدرسة الصغيرة .. لقد اتصلت بي المديرة اليوم بوقت الظهيرة "، لتنظر بدر نحوه بسرعة " ماذا .. لما اتصلت بك لا افهم بأي صفه ها !! "، لتنكزها رنيم بجانبها " ولماذا اتصلت هل حدث شئ ؟؟ "، ليجيبها بأسف " نعم .. لقد حاول احد اقاربها يدعى حامد ان يأخذها من ادراة المدرسة اخبرهم انه اخاها لكنهم منعوه لان للمدرسة قوانين لا يمكن المساس بها .. لذلك ابلغتني السيدة بعد رحيله واخبرتها ان لا تجعله يراها ابداً لانه يشكل خطر عليها "، ليكمل بضيق " ما اريد فهمه لما لم يخبرني احدكم ابداً بقصة اخاها المجنون ذاك .. على اقل تقدير كنت وضعت احتياطات حتى لا يمسسكم اذى .. هل هو من احرق المنزل حينها ؟؟"، لتضغط بدر على نواجزها بعصبيه " ولما نخبرك .. كان يمكن ان نخبر من هم اهل ثقة ليس مجرد مخادعين بأسم الصداقة .. لا اعلم هل تعايرنا على مساعدتك .. اسحبها اذن لا نريد منك شئ "، لتتركه وهي تتجه نحو الداخل، كان ينظر نحوها وعينيه تغيم بحزن، لتقترب منه رنيم " اعتذر على اسلوبها الجاف .. لكن انت تعلم ماحدث لم يكن هين عليها "، ليهز رأسه بضيق " لاعليك لا داعي للاعتذار .. المهم ان تتخذان الحيط فذلك المدعو حامد لن يترككم او يترك الصغيرة .. ان حدث شئ اتصلي بي سوف اتي بسرعة "، لتبتسم بأمتنان " هارون انت نعم الصديق والاخ .. لو كان لدينا اخ لما ساندنا وساعدنا مثلما تفعل "، ليودعها بأبتسامة واهنه " لا يوجد كلمات شكر او عرفان بيننا .. لا تترددي ان حدث شئ اخبريني فقط .. وداعاً "، لتتنهد وهي تغلق الباب لتنظر نحو صديقتها بحده " نحن نترك الخلاف جانباً حينما تأتينا المصائب مابالك يابدر لم تعودي تعقلين تصرفاتك "، لتشد الاخيرة شعرها بعصبيه " اتركيني بحالي .. يكفيني مابي .. الم يذهب كالبطل المغوار ليحل الازمة ويصبح هو الطيب وانا الشريرة التى لا تفهم .. هل تريدين ان اصفق له ايضاً "، لتجيبها رنيم ببرود " اظن انك تحتاجين للنوم قليلاً بعد يومك الحافل .. لأنك لا تعلمين ماذا تقولين الان .. لنتحدث غدا تصبحين على خير "، لتجلس بدر على الاريكة بتعب وهي تمسك هاتفها وتضرب ارقام الصغيرة " اهلا يالومي .. كيف حالك ياحبيبت قلبي .. هل انتِ بخير ان ضايقكك احد اتصلي بي او بالدكتورة الباردة .. لا ياصغيرتي كنت اود الاطمئنان ان لا احد يزعجك فقط .. حسناً حسناً تصبحين على خير "، لترفع عينيها نحو السقف وهي تردد الم يكن سهلاً لو كنت رجلاً عادياً، لا تلفت لك الانظار، فلا يراك احد غيري مبهراً، تسير بين الاقوام دون لمعان، ولا منصبك يظهرك ولا جاهك يضويك، لتكون لي انا دون صعوبات، اختارك دوماً دون ان اخشى السنة الناس، فلا تتكرر تلك الحكاوي القديمة : الفقيرة اغوت ابن السلطان، الا يمكننا ان نكون مجرد قصة منسيه بين ارفف البشر، لا يحسدنا احد ولا ينظر نحونا متلصص، الا يمكن ان نبقى معاً، فلا يمكن ان ينطق لسان بأعتراض!! يتبع ... | |||||||
12-07-24, 03:14 AM | #18 | ||||
| بدر تقهر في تعاملها مع هارون وكذلك صداقتهامع عابد والغبية الثانية الطفله الساذجة المى ما في بينهم انسانه عصاميةغير رنيم اتمنى ان تصل لما تنبأت به صديقتها في الجامعة بدر تستاهل حب هارون فلماذا ترفضه ولماذا لا تستمع له فرأسها كرأس البغل الذي لا يفهم على طول ينطح ننتظر باقي الفصول حبيبتي اعجبتني الرواية دمتي بود | ||||
19-07-24, 09:55 PM | #19 | |||||||
| فراشات هلا احبابي يارب لياليكم كلها سعيده **** الفصل الثامن كنت أود أن اكون امرأة العمر لا مجرد فصل بالعمر كما أتيت رحلت بل تلك المرأة التى تحكي عنها بشجن كأنما لم ولن يأتي مثلها كنت ابحث دوماً عن تلك القصة .. القصة التي لا أموت فيها رغم موت بالحقيقة ابحث عن رجل يخبر الجميع عن من مرت بحياته مره وتركت له اثراً لا يمحى كنت ومازلت اريد. **** هل تعلم معنى اعتيادك على الهدوء، ان لا تتوقع اي ضجيج بمبدأ التغيير، لكن ان تكون رهن ذلك التغيير فهو امر اخر، ان لم تجعل الحياة طوع يديك فسوف تُرهقك.. كانت تجلس في الصباح ساهمة امام الكتاب، رغم انها اخبرت صديقتها بأنشغالها للمذاكرة لكن عقلها لا يرى حقاً حرفاً من ذلك الكتاب، لتغلقه بعنف وهي تجلس على حافة الفراش وجسدها يهتز بعصبية واحداث البارحة تمر امامها كالشريط؛ الليلة الماضية قبل ان تدق الساعة العاشرة كانت تمسك التفاحة وتقضمها وهي تقرأ الاسطر للمعادلة بصوت عالي، حتى شعرت بأهتزاز الهاتف بجوارها بين طيات الفراش لتمسكه وهي تجد رقم ليس مسجل، لتنظر للرقم بأضطراب : هل يتصل هل هو سوف يعتذر ويخبرها انه اشتاق لها اخيراً، لتفتح الاتصال بسرعة وهي تنظم انفاسها، " من معي؟؟ "، ليأتيها الاجابة صاعقة " هل ظننتي انني لن اصل لك ايتها اللعينة .. لقد اخبرتك ان ذهبتي لاخر الدنيا سأعثر على اثرك "، لترتعش كمن شعر بالصقيع وهي تتلجلج " حا .. مد .. حامد "، ليجيبها بسخرية " لقد ظنت مديرة المدرسة ان منعها لي لرؤيتك سوف يعيقني .. بالاساس اعلنت موتك واخذت بك العزاء بالبلدة "، لتشهق بصوت باكي " لماااذا .. لا يمكنك ان تفعل بي هذا "، ليزجرها بصوت حاد " ماذا تظنين ها هل سأعتبرك موجودة بعد فعلتك الفاجرة تلك .. لقد لطختى سمعتنا في الطين كيف سننظر للناس نحن اولاد الشيخ عبدالله شيخ بلدتهم تهرب من بيتنا ابنتنا .. استمعي لي جيداً سوف أتى اليك وتتنازلين عن نصيبك كله بميراثك "، لتصرخ به " هل جننت ماذا تطلب كيف تجرؤ "، ليصرخ بها بالمقابل، لا يصدق فجورها وتبجحها " كيف اجرؤ بل كيف انت اصبحتى سافلة وذات لسان تطويل .. هل تظنين لانك بعيدة سوف تسلمين مني .. شأتي ام أبيتي سوف انال جميع اموالك وسأخترج شهادة وفاتك لن يكفيني عزاكِ .. لن انتظر موافقتك بالاساس لا تهم .. لقد اتصلت لاعلامك ياعار الشيخ وعار عائلتك .. انت من الان لم تعودي تنتمين لتلك البلدة وان رأيتك سوف اقتلك ولن يكفيني دمائك المنثورة على الارض "، ليغلق الاتصال بوجهها تاركاً اياها مصدومة بل كمن شقت الصاعقة صدره وتركته خاوياً، لتنام على الفراش باكية حتى تورمت عينيها لتسقط من الارهاق لم يكن من النومـ، لتعود للوقت الحالي وهي تفيق على حالها مازالت على اهتزاز حركاتها المتوترة وفوضاوية الغرفة، لتستقيم وهي تبحث عن هاتفها بكل مكان حتى وجدته اسفل الفراش، لتمسكه وهي تبحث عن محادثته وهي تسترسل في التعبير، " رغم اني اعلم انك لن ترى .. لكنه لم يكن لي غيرك لأخبره بكل ما اعانيه .. لذك اجدني اليوم ابحث عنك لاخبرك ان الحزن في قربك كان لا شئ والان الحزن كما الوحش يبتلعني داخله .. لم اعتد ان ارجو احدهم لكنك لست اي احد انت حبيب العمر والقلب .. اذن فداك توسلي ورجائي .. ليتك هنا الان .. بل ليتك جوار كتفي فلا يصارعني الحزن ابداً "، لتنظر لتلك العلامة التي تدل على ان رسالتها وصلته لتصعق وهي تحاول مسح الرسالة بسرعة لتجد تلك العلامة المستفزة اصبحت رزقاء لتؤكد لها انه قرأها، لتتنهد بضيق " يالله .. لقد ظننت انه لن يبالي تلك المرة ايضاً لا اعلم هل اسعد ام العن حظي .. يارب لتسكن ألمي وتجعله يجيب تلك المرة "، لتستمع لنغمة رسالة، لتمسك الهاتف برعشة لذيذة تحمل رجاء بأن يكون هو، لتجد عبارة واحدة تضيئ الشاشة بل وتضئ قلبها الان : أشتقت لك .. فهل اشتقتِ!! لتكتب وتمسح وتكتب وتمسح لترسل بالنهاية : نعم اشتقت لك كثيراً .. كيف تتركنى وتغيب كل تلك المدة .. لقد اتصلت بك مئات المرات وبعثت لك رسائل بكل مكان..لا اصدق ان مزحة تجعلك تتركني هكذا، ليجيبها بأقتضاب : لا تفتحي تلك السيرة انني احاول ان انسي .. لا تجعليني اغلق يكفي انني حدثتك، لتكتب بسرعة : لالا .. لن اتحدث بشئ مره اخرى .. اخبرني كيف حالك ماذا فعلت بالايام السابقة، ليطول بهما الحديث حتى انقضت ساعات النهار، ولم تشعر سوى بدقات على الباب وصوت العاملة " ألما السيدة المديرة تريدك بغرفتها "، لتتحرك بقلق واضعة الشال حول كتفها وهي تفتح الباب " الا تعلمين لما تريدني يادادة؟؟ "، لتهز رأسها بنفي " لا يابنيتي لم تخبرني .. لكن اظن ان هناك احد ينتظرك لذلك طلبتك الان "، لتسير نحو غرفة المديرة والافكار تعصف بعقلها، هل يمكن انه اخاها ماذا سيفعل بها، لا يمكنه فعل شئ لها اسفل سقف المدرسة، لكن ان لم يكن هو من سيكون، لتزفر بضيق " لما اوتر نفسي .. سوف اعلم الان دون ان افكر بالأمر "، لتقترب من الباب وهي تستمع لضجيج وكثير من الاصوات المتداخلة التى لم تميز منها صوت احد فتطرق الباب بهدوء حتى استمعت للأذن بالدخول، لتنظر نحو الواقفين امامها بذهول وصوت المديرة يخبرها بهدوء " سوف اتركك معهم قليلاً "، لتسرع بالقول نحو ثلاثتهم " ماذا حدث .. وما الذي جلبكم الان بذلك الوقت "، لتتحرك بدر نحوها وهي تجيبها بأبتسامة " لاشئ حدث ياصغيرة .. لقد اشتقنا لك وودنا رؤيتك لا اكثر .. ام انك لا تريديني رؤيتنا ها "، لكنها لم تتفاعل مع مزاح بدر لتنظر نحو رنيم بجدية " هل وصل اليكم احد؟؟ "، لتجيبها الاخيرة بغموض " مثل من يا ألما "، لتحتد ألما من برودتها وهي تهتف بخوف " لا تلاوعيني بالحديث اخبريني .. هل وصل اليكما اخي .. لذلك انتم هنا اخبريني طمئني قلبي "، لتقترب منها بدر وهي تربت على رأسها " لا ياحبيبتي نحن هنا لأجلك انتِ .. نحن من نريد ان نسأل هل وصل لك اخاك يالومي .. هل اذاك بشئ "، لتتنهد ألما بدورها " لقد اتصل بي البارحة "، لتصرخ رنيم فجأة " وماذا كنت تنتظرين لاخبارنا .. حتى تطولك يداه يؤذيك .. هل هذا وصيتنا لك بأنه اذ حدث شئ ستخبرينا فوراً "، لتمسك بدر يدها وهي تهدأها " رنيم نحن هنا للأطمئنان عليها وليس للشجار .. دعينا نعرف ماذا حدث "، لتوجه حديثها لألما بأبتسامة " هيا اخبرينا لماذا اتصل بك ؟؟ "، ليتغضن جبينها بهم وهي تغمض عينيها " لقد كان يخبرني بما فعله حالما تركت البيت "، لترفع نظراتها نحو الواقف خلف الفتاتان بأضطراب " لقد قدم لأهل البلد عزائي .. والان يريدني التخلي عن نصيبي بميراث والدي "، لتبتلع غصة مرارة استحكمت بحلقها " لقد هددني انه ان رأني سوف يقتلني .. ان رفضت لن يتركني اعيش بسلام وحتى ان وافقت ذلك لن يمنعه ايضاً .. ولكن اقسم على سفك دمي "، كانت الفتاتان امامها مصعوقات مما تسمعان، والكثير يدور بعقلهما، كيف سيحمون الصغيرة تلك المرة، كانت تلتفت بدر بتلقائية وهي تنظر نحو هارون كمن يستنجده عوناً .. ولا تعلم لذلك سبباً سوى انه ملازهم رغم كل ما مر، لا مبرر لشعورها سوى انها تعلمت على يديه كيف يكون امان الشخص بأنسان، بل وكيف يخونه ذلك الامان. **** في نهاية اليوم .. كانت تغادر سيارته وهي تتأفف لتغلق الباب بحده وهي تتبع صديقتها، ليوقفها صوته الغاضب " هل ستسمرين في تجاهلك لي كثيراً .. انت لم تتركيني اخبرك بتبرير حتى!!"، لتلتفت نحوه بسخرية " تبرير ماذا .. انا لا اتذكر ان شيئاً قد حدث قد يجعلني اتجاهل احد "، ليقصفها بحده وهو ينظر نحوها بقوة " اذن لا احد اصبحت الان مجرد احد لا مكانة له بعدما كنت صديق .. حسناً كما تريدين انا سوف افعل كما تفعلين لقد انتهينا"، ليقاطعهما صوت غاضب وخطوات راكضه بجوار مدخل البناية " انت ماذا تفعل هنا هاا .. هيا غادر الا يكفي مافعلته بها كيف تجرؤ على القدوم بل وتقف بتبجح وتتشاجر ايضاً معها "، لتنظر نحو القادم بصدمة " ماذا تفعل هنا ياعابد .. لم تتصل تخبرني بقدومك .. هل حدث شئ؟؟"، ليجيبه هارون ببرود وهو يود لو امسك عنقه وكسره من صلافته " وما شأنك انت .. بالاساس من انت لتوجه حديثك لي بل وتحاسبني اين اكون وماذا افعل .. هل انت مجنون يافتى هيا اذهب لبيتك "، ليقترب منه عابد غير مبالي بفارق الطول بينهما، بينما عابد ذو جسد نحيل ومتوسط الطول كان هارون طويل الهيئة " بل انت من سيغادر .. من يمنعني عن ضربك حتى اليوم هي بدر .. لا اريد ان اجعلها تحزن بسبب شخص غير مهم مثلك فأنت لا تساوي شئ جوار حزنها "، ليضع هارون يده بعنف على كتفه وهو يضغط عليه بقوة محذراً " اسمعنى انت تلك التى لا تريد احزانها يهمني امرها قبل ان تعرفها بالاساس .. لذا لا تتدخل فيما لا يخصك حتى لا اجعلك انت الذي تحزن "، كانت تنقل نظراتها بينهما وهي تشعر ان الامر يتأزم وبوادر العراك يفوح بالاجواء، لتقترب من عابد وهي تجذبه بعيداً، لتحدثه دون النظر لهارون حتى " هيا ياعابد اتركه لا تهتم به اصلا .. تعالى معى لنذهب لاحتساء القهوة الم تعدني بها هيا "، كانت تتحرك معه بعيداً عن مرمى الاخير، حتى دون ان ترى كيف تبدل وجهه ولا كيف انطفئ شعوره الغاضب العاصف فجأة، ليتجه هارون بصمت نحو سيارته وهو يقودها بسرعة بعيداً عن الشارع بل المدينة كمن مسه الشياطين، ليس مجرد غضب عابر بل لقد انطفئت شعلة روحه، كانت تحملها بين يديها دون الجميع، لقد كان يضحي بكل شئ تمناه لأجل ان يرى عيناها تضيئ كنجمتان في سمائه الملبدة بالغيوم، ليتذكر ذلك اليوم حينما انقذوا رفيقتها الصغيرة .. بعدما عاد بالفتيات لمنزلهم كان يقود نحو شركة والده، رغم الضرر الذي يحمله لكنه يردد لنفسه " فداها هي كل شئ يعكر صفوي .. مادامت وجهه يضحك فداها قلبي وسعادتي .. هي الاهم والمهم وكل شئ "، تلك الخمسة عشر دقيقة مرت كالسنة، حتى رأى ذلك الصرح الضخم المسمى أرث عائلته عائلة الحسن، كان يترك السيارة امام البوابة الضخمة للعامل وهو يبتسم نحوه محياً اياه " انرت المكان سيد هارون .. ليتك تزيدنا المكان نوراً كل يوم بقدومك "، ليضحك بدوره على مبالغته " تعلم انك اكبر المخادعين .. حسناً سوف أتي كل يوم لأري فقط ماذا سيكون ردة فعلك على تواجدي "، ليرفع المدعي يده نحو قلبه بأمتنان " ياسيد هارون انت لا تعلم كيف يراك الجميع .. نحن ممتنون دائماً لك يكفي انك لا ترد اي سأل فينا .. فكيف تظن ان موقفنا لتواجدك قد يكون عكس ذلك "، ليربت على كتفه بمحبه " سلمت سلمت .. لا تعلم كيف افادتني كلماتك تلك .. شكراً لك"، ليتركه وهو يتجه نحو المصعد ليضغط رقم الطابق الاخير، ليتمتمم بصبر " لن افتعل اي مشكلة فقط حتى لا يسحب يده من على مساعدته للفتاة .. انا اعلم الناس به وبما هو قادر على فعله "، ليتنفس الصعداء وهو يغادر المصعد محاولاً الابتسام وهو يتقرب من غرفة والده " هل السيد حسن موجود؟؟ "، ليهمس داخله " كم سيكون رائع لو كان غادر للخارج"، لينتبه لكلمات السكرتيرة " انه بأنتظارك سيد هارون .. تفضل "، ليهز رأسه مع ابتسامة صغيرة متجهاً نحو باب المكتب، كانت تنظر نحوه بهيام هامسة " يالله كيف يكون ذلك الشاب المبتسم المسالم ابن السيد حسن .. فرق السماء والارض بينهما"، كان هو يطرق الباب وهو يفتح الباب بهدوء " هل اعطلك عن شئ يمكنني القدوم بوقت اخر "، ليخلع والده النظارة الطبية وهو يشير له ليجلس امامه " لا لست مشغول الان "، ليكمل بسخرية " هل تريد الهروب من الان .. انت لم تبدأ بعد "، ليجيبه بهدوء " لم اقصد ذلك .. كان يمكننا الاتفاق بالمنزل ان كان امامك الكثير من العمل ليس اكثر "، كان يطرق بيده على سطح المكتب برتابه وهو يدقق النظر بولده " المنزل الذي تأتيه كالضيف كل مساء .. تدور كالفاسدين بالشوارع حتى تتعب فتعود لتنام بالبيت .. لا لن نتفق على العمل سوى هنا بعيداً عن والدتك فلا تغضب علي لأجلك "، ليكمل بسخرية " هل على شكر الشئ الذي جعلك تساومني على عملك ومساعدتي .. هل هي فتاة لا تخبرني انها تلك الصغيرة بالمدرسة ليس ذلك ذوقك بالتأكيد "، ليجيبه الاخير بسرعة " ماذا تظن لا مستحيل .. تلك مجردة مساعدة لصديق فلم اتردد لاطلب منك المساعدة .. ولأنني اعلم عشقك للصفقات عرضت عملى هنا امام تلك المساعدة .. اعلم انك تحب ذلك جداً "، ليبتسم والده برزانة وهو يلقى نحوه القلم الفضي " سوف تمسك اقل وظيفة هنا حتى تثبت كفائتك .. سوف تستمر هكذا حتى تستحق الترقية لتجلس يوماً على ذلك الكرسي"، مشيراً نحو كرسيه الضخم، كان ينظر نحو والده بغموض وهو يمسك ذلك القلم، لقد قبل كل ذلك وسوف يقبل كل شئ فقط حتى لا تحتاج شئ من غيره، سوف يتنازل لأجل خاطرها، ليعود بذاكرته للوقت الحالي .. كان يقود بسرعة وهو ينظر نحو الطريق المظلم وهو يرى كل شئ صغير دون ملامح، هل سيكذب لو قال ان كل دنياهَ باتت هكذا، بلا طعم ولا شكل دون ملامح او اي حياة. **** بالمدرسة كانت ألما تجلس على الكرسي وهي تحرك قدمها وعقلها يدور بمئة فكرة وطريقة، لتمسك هاتفها بالنهاية وهي تضغط على قائمة الاتصال لتهتف " سوف نتقابل مع اخر يوم بالاختبارات بعد شهرين .. احضر حينها ماتريد من اوراق لكنك ستمضي تعهداً بعدم التعرض لي الا حينها سوف ابلغ عنك .. في المقابل ستحصل على كل الاموال التى تريد "، لتغلق هاتفها بعدها وهي تبكي، لا تبكي شئ سوى ان المتبقى من اثر والدها سوف تفقده، لكن لو كان ذلك فدائاً لحريتها وحقها بالعلم والحياة، لن يغضب اباها منها ليسامحها وهو في قبرة بل ليرتاح، هي لم تقصر لقد حاولت حتى النهاية.. في الطرف الاخر .. كان ينظر نحو الهاتف بابتسامة منتصرة وهو يهمس " انها الخطوة الاولى لم يبقى الكثير لانتظر قليلاً "، كانت تقف تستند على اطار الباب بتساؤل "خير .. ما الذي يجعلك سعيد ومبتسم هكذا ابهج قلبي معك يارجل"، ليضحك وهو يجلس على فراشهما " لقد كانت فكرتك الشيطانية مفيدة يازوجتي العزيزة .. لقد اخبرتني اختى الان انها سوف تتنازل عن حقها كله لي بعد اختباراتها "، لتلتمع عينيها بطمع وسعادة وهي تستند على كتفه " حقاً ياحامد .. لقد اخبرتك ان الترهيب هو ماسيجعلها تتنازل .. لذا سوف تحضر الذهب الذي اريده اليس كذلك ياحبيبي"، ليربت على فخذها بوعد " لأجل عيونك ياشرين احضر ماتريدين .. يكفي انك السبب ان كل تلك الاموال سوف تكون حقنا الان دون شريك "، ليكمل بضيق " لكن بسبب رفضي لجلعها تذهب لتلك المدرسة بعد موافقة الراحل ابي هربت من البلدة .. اصبحنا لقمة في افواه الناس هنا ماذا اخبرهم عن غيابها "، لتهمس له بخبث " الم تخبرها انها في حكم الميت هنا في بلدتها اذن لن تعود .. اذن عليك ان تشيع هنا انها تفوقت ورحلت للدراسة وسوف تصبح حينها الاخ الحاني من يخاف على اخته ويحقق لها ماتتمنى واكثر .. حينها لن يلومك احد .. فمن يكرهه ان يحقق له احد مافعلته انت لها "، لتربت على يده بتشجيع " اسمع كلمتي فقط .. متى قلت شئ خاطئ ياقلب زوجتك "، ليقترب منها مبتسماً بسعادة وهو يحتضنها " لم تقولي يوماً شئ خاطئ ياحبيبتي .. ما حصلت عليه اليوم من فعل تدابيرك فقط .. حسناً سوف اخبر الجميع غداً .. حتى لا يسأل اعمامنا واقاربنا عنها الا ونطلق بوجهه الحجه "، لتتملص من بين يديه وهي تقف، ليعترض بدوره " اين تذهبين .. الليلة مازالت بأولها ياجميل "، لتطلق ضحكة خليعة وهي تغمز بعينها نحوه " سوف اجهز لك مفاجأة .. سوف نحتفل بذلك الخبر اليوم "، لتركض خارج الغرفة نحو الصالون وهي تمسك هاتفها بخفوت تتحدث الي احدهم " اسمعنى جيداً البلهاء اخبرت اخاها بأنها سوف تتنازل عن ميراثها .. ان كنت تريد انهي تلك اللعبة معها فما اتفقنا عليه انتهي بموافقتها "، ليجيبها الطرف الاخر " دعينا منها الان .. لا تنسي نصيبي ياعزيزتي والا قلبت اللعبة عليك وعلى زوجك"، لتهمس له بعصبيه " يااحمق نصيبك محفوظ لا تتلفظ بتلك التفاهه زوجي ان علم سوف يقتلك ويقتلني ولا يدري احد بنا .. هل تعلم مع من تلعب انت يا هذا .. هيا اغلق هي لا تنقصك بالاصل "، لتغلق الهاتف بعصبيه وهي تتجه نحو دورة المياه وهي تعدل هندامها وزينتها، لترسم ابتسامة لعوب على وجهها وهي تتجه نحو الاحمق الاخر، لتجده يجلس بأنتظارها لتردد داخلها " لم يكن من الصعب ادارتك حول اصبعي كاللعبة .. تلهث خلف كل شهواتك ان كانت اموال ام نساء ام جاه وسلطة .. كنت اسهل من حتى الصيد .. ماكدت اشير لك بأصبعي حتى لهثت نحوي كالمجنون "، لتتجه نحو المسجل وهي تفتح اغنية ترقص على نغامتها، فتجعله يغيب في لجة من الوهم، تعرف كيف تجعل ضميره ينام كأسد عجوز لا يقدر على الاعتراض حتى، يرى طرف الخيط يعلم انه مقتول، لكنه يسير كالمغيب للنهاية، نهاية معلومة ومحتومة لمن يتنازل عن العرض والشرف والمال، من يسير وراء عمل الشيطان وهو يظنه الحق. يتبع ؟؟؟؟؟ | |||||||
19-07-24, 10:05 PM | #20 | |||||||
| فراشات لأجل زفاف رفيقتي المقربة غداً ادعو لها بالرفاء والبنين رفيقتي ملهمتي في الحياة، اللهم اجعل زواجها بداية خير وسعادة وبشرها بكل الرضا ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ الفصل التاسع وانا الذي كنت لاشئ قبلك كيف اكون من دونك احد، لكنك علمتني كيف اكون بجرحك العميق. **** قابلت احدهم ذات يوم، فسألته حينها ان كان يعلم عن تحرش الاطفال شيئاً اخبرني حينها انه مجرد كذب ولا يمكن ان يكون ذلك حقيقة تحدث، وان الذين يرون قصصهم مع تلك الواقعة ماهم الا مدعين، حينها صمت عن قولي وروايتي، فكيف اخبر من مثله انه يحدث بل وحدث امامي يا أحمق، هناك من لا يستحق ان نخبره خبايا ارواحنا ابداً، كيف نشكو له بالاساس بل كيف يمكننا ان نترعى امامه بكل ضعف نحمله داخلنا، بل كيف والف كيف ان نأمن انفسنا معه!! في اول يوم لأختبارات نهاية العام.. كانت تغادر المنزل مع رنيم وكلاً منهما تحمل من التوتر والتخوف ما يكفيها ويفيض، لتصعد كلتاهما في تلك العربة للنقل الجماعي حتى الجامعة، كانت تجلس بعيداً عن رنيم في المقعد خلفها، ليأتي رجل مريب الهيئة يرتدي جلباباً ليجلس جوارها دون المقاعد الفارغة، لم تلتفت نحوه بدر حتى شعرت بتحركه نحوها متعمداً كل لحظة لتحاول الالتصاق بالنافذة حتى نهاية المقعد بقدر استطاعتها وحينما هدأ تحركه قامت بتشغيل اغاني حتى لا تشعر بطول الطريق، مرت دقائق حتى شعرت بيد غاشمة تمتد وتتحسس فخذها لتتجمد حينها بعدم استيعاب، وشعور يتسلل داخلها بأن هناك امر خاطئ يحدث وان ماتشعره الا وهو وهم ليس حقيقة، لتحاول بخوف الابتعاد وتحريك قدمها بتوتر تمكن منها فرغم كل ماتسمعه من اصوات حولها واشخاص تراهم الا انها كمن انسلخ من جسده لحظتها، ليدوي بعقلها تلك الذكرى البشعة حينما كانت لا تعي بشاعة الدنيا، كانت تجلس على ارضية البيت تفترش ألعابها وهي تحرك كل دمية بفرحة طفولية حتى استمعت لصوت عمها يناديها " بدر حبيبة عمها .. تعالى هنا ياحبيبتي الجميلة "، لتنظر نحوه بأبتسامة مشرقة تزين وجهها وهي تتجه نحوه " نعم عمو صابر .. هل انا حقاً جميلة؟؟ "، ليمسك ذراعيها الصغيرتان وهو يرفعها على ساقيه " نعم انتِ جميلة جداً .. ولاثبت لك سوف اجلسك على قدمي واقوم بهزك كما كنت صغيرة .. انتِ تحبين ذلك "، لتنظر نحوه ببراءة معترضة " لكن ماما قالت الا اجلس على ساق احد .. لقد اصبحت فتاة كبيرة "، ليربت على منابت رأسها " انتِ خفيفة كالريشرة .. وانا لست احد انا عمو حبيبك .. وتلك هي لعبتنا التي لن يعلم عنها احد اليس كذلك ""، لتهز رأسها طواعية دون ان تشعر ان هناك من يستغل برائتها وجهلها بالامور، بل ويلقنها سراً لا تعلم ان مدارته مصيبه لها، لتستمع فجأة لصوت صديقتها وهي توقف العربة امام الجامعة، لتلتفت حولها بسرعة كمن ادرك مكان لتتحرك خلف صديقتها كمن يعدو في سباق، ماكادت تترك العربة حتى امسكت بيد رنيم بقوة وهي تنظر نحوها بصدمة وانفاس لاهثة، لتسألها الاخيرة بقلق " ماذا بك .. لما وجهك بلا حياة كمن رأى شبحاً؟؟ "، لتحاول بدر التحدث لتجد ان لسانها ثقيل لا يخرج منها حتى همساً، لتهز رأسها في النهاية وهي تجيب بصوت خافت " لا لكن .. هناك من حاول لمسي لا اعرف .. اظنني اتخيل "، لتمسكها رنيم وهي تنظر صوب عينها بحده " هل تظنين ام حدث ذلك وانفصلت عن الواقع يابدر .. اخبريني ما حدث ؟"، ليرتعش جسد بدر بقوة " ماذا تصدقين ها .. انني من الممكن ان اكون متوهمه ام جننت فأختلق "، لتقترب منها وهي تغمرها بقوة متمتممة برفق " لا يابدورة ليس ذلك ماقصدته .. بل اقصد ان الموقف ارعبك فجعل عقلك يتوقف عن عمله ليأمرك اطرافك في رد فعل سليم ليس الا .. لذا انتِ بخير ليس بك شئ سوى تبعات الصدمة حسناً "، كانت تتمسك بها طفلة لا تعي ماحدث وماتقوله لها، لكنها الان منذ سنوات تشعر ان هنالك من يتفهم مابها يعلم انه لم يكن ابداً خطأها، كما اخبرها والدها منذ اعوام لم تكن تعي لتخطئ!! لتغمض عينها بقوة لتحجب تلك السنوات العجاف عن عقلها وذاكرتها، لتهمس بضعف " هيا لنتحرك نحو الاختبار حتى لا نتأخر .. لن اذهب للعمل اليوم "، لتسير معها وهي تساندها بالمشي حتى مدرجاتها " حسناً لا مشكلة سوف اذهب بعد الاختبار للعم فؤاد واخبره انك مريضه اليوم .. لكن هل ستتمكنين من العودة للبيت وحدك ؟! "، لتتحسس جبينها بضيق " لا تشغلي بالك بي الان لنرى بعد الاختبار ماذا سنفعل .. دعينا من هذا وهيا لنلحق الوقت "، بعد ساعتان .. كانت تغادر قاعة الامتحانات وهي تتخذ ظل الشجرة الضخمة استراحةً لها، كانت تستند برأسها على جذع الشجرة كمن يحمل الهم فوق كتفيه فأثقله، فلم تشعر بخطوات المقترب بجوارها حتى حجب ظله مرمى نظرها لترفع عينيها نحوه دون ان تتفاجئ بتواجده، لينظر نحوها بتسأل غامض " اين حاميك المغوار هل ملل ورحل .. لا اراه يحوم حولك حتى لا يقربك احد "، لتتجاهله وهي تنظر نحو الفراغ، لتهمس بصوت خفيض " هل يمكن للانسان ان ينسلخ من ماضيه ان تعود روحه شفافه لا تحمل من الطعنات شبراً .. بل كيف يعود المرء طفلاً همه وشاغله العابه فقط ؟ "، كان يحاول فهم ماتهمس به، لينخفض لمستوى رأسها بصدمة " بماذا تهمسين هل تسبيني ؟؟ "، لتلقيه بنظرة ضائقة " ارحل ياهارون .. الم اخبرك مئات المرات بذلك ام انك لا تفهم .. هل اقولها بلغة اخرى .. لا اريد رؤيتك بل لا اريد معرفتك فلن يجمعنا شئ .. انا لا اسامح من يمسني بأذي فما بالك بما سببته صداقتك لي .. هل فهمت الاان ارحل عني "، لتلتفت حولها بحثاً عنه لتجده انه بالفعل رحل لتغمض عينها بضيق وهي ترفع رأسها للسماء، " لماذا تقفين هكذا .. هل انت بخير ؟؟ "، لتلتفت نحوه وهي تتحدث ببطئ " لا لست بخير .. اشعر بارهاق .. هل يمكنك ايصالي للمنزل .. لست قادرة على السير بمفردي حتى "، ليقترب منها بسرعة وهو يساند جسدها المتمايل من المرض، لتسير معه بتيه لتستمع حولها لهمهمات كثيرة لتسأله " ماذا يحدث اليوم في الحرم الجامعي .. هناك حركة مريبة!! "، ليجيبها بجهل وهو يتفحص الاجواء جولهما " لا اعلم مثلك .. دعكِ من هذا سوف نعلم عاجلاً ام أجلاً "، لتهز رأسها بتأيد وهي تحاول الاعتدال قليلاً من ميلها عن كتفه، دون ان تعلم ان هناك يقف هو يشتعل بناره ويكتوي بغيرته دون يدري به احد، ام كان الجميع يعلم حقيقة شعورهما رغم الانكار الذي هتف كلاً منهما، ليستمع الواقف لصوت احد رفاقه ساخراً " هل مازلت على ضلالك بها .. انها كالطير تحط اينما كان رحالها لماذا لم تفقد بها الامل ياهارون .. انها كما يقولون ليست بفتاة نحبها لنتزوجها بالاساس "، ليلتفت للمتحدث وهو يندفع نحوه ممسكاً عنقه ومحياه ينقلب بسعير وعيناه تشتعل بغضب اعمى " اسمع جيداً ايها الحثالة .. ان رأيتك تهمس حتى بينك وبين ذاتك بتلك البذائه عنها سوف اخنقك لتموت بأنفاسك العفنه .. لذا التزم الصمت ولا تتحدث عنها بقذارتك تلك مره اخرى "، ليهز المختنق بسرعة ورعب هامساً بضعف " حسناً .. اترك .. عنقي .. سوف اموت "، ليتركه بقوة وهو يحذره بعينيه " هذا تحذيرك الاول والاخير .. واخبر كل رفاقك بذلك فانا لا امزح بتهديدي "، ليرحل نحو سيارته وهو يزرع الارض غاضباً، بل لاعناً ذلك المعتوه الملتزق به وجميع من ساعد في افتراقها عنه، ليصعد السيارة وهو يفتح المسجل ليستمع لتلك الاغنية التي تذكره بحكاية قلبه معها، **** كانت رنيم تغادر قاعة الامتحانات لتبحث عن بدر وهي تمسك هاتفها لتجده فارغ من الشحن، لتتأفف وهي تنظر حولها لعلها تجدها قبل ان تقرر المغادره، لتقترب من بوابة الجامعة دون ان تنتبه للواقف امامها، ليوقفها صوت رخيم " الطبيبة .. انها صدفة سعيدة اذن ماذا تفعلين هنا الان "، لترفع عينها نحو لتجده جارها المستفز، لتجيبه ببرود " اه هي فعلاً صدفة لا اعلم ان كانت سعيدة ام لا .. انا طالبة طب هنا .. لكن ماذا تفعل انت هنا بالجامعة هل مازالت تدرس .. رغم ان شكلك يظهرك كبير بالعمر "، كان ينظر نحوها بذهول من ردها الجاف، لتجده صمت وهو يحملق بها لتتوتر بدورها لتتحرك خطوة بعيداً عنه، ليوقف بصوت مصدوم " لقد تخطيتي كل حدود اللياقه حتى الان منذ قابلتك يا انسة رنيم .. لا اجد تفسير واحد لكل تلك الكلمات اللازعة التي تلقيها كلما تصادمت طرقنا .. صدقاً "، لتجيبه بتعلثم واضح " انا لا اقصد .. لست بتلك الجلافة لكنني اكرهه المتملقين الذي يشبهونك .. يظنون دائماً انهم يعلمون كل شئ بالكون .. هاي انزل قليلاً للارض .. لذا لا اقصد قلة ذوق ابداً "، لتتحرك مغادرة وهو يقف خلفها يبتسم ابتسامة صغيرة، لتستمع لصوته الهادئ " اذن ان كنت مغادرة دعيني اوصلك فطريقنا واحد "، لتشكره بضيق " لا اشكرك على العرض .. طريقنا ليس واحد .. لا يمكنني الذهاب معك بالسيارة "، ليقصفها بسخرية " لكن يجوز ان تستقلي سيارة ذلك الطويل العابس دوماً .. ياللمفارقة انتِ مخادعة وبوجهان حقاً لا اصدق "، ليرتفع وجهها نحوه وعينها تموج بالغضب وهي ترفع اصبعها بوجهه " انا لا اسمح لك او لأي كان ان ينعتني بأنني مخادعه او بوجهان انا لا املك سوى مبدأ واحد ولا اتخلى عنه .. تلك المرات التى تذكرها كنت اركض خلف مصائب فكان اضطراياً .. وانت لا احد لأخبرك باي تبرير لتصرف اقوم به .. هل فهمت سيد سراج "، لتتركه وهي تتحرك بسرعة نحو عربات النقل العام لتستقلها بعصبيه وعينها تغشاها دموع الاحراج والخيبة، هل هكذا يراهم الجميع ان كانت تلك نظرة جارهم الشهم لأحداهن، ياحسرتاه على مكانته التى أهتزت داخلها!! الخيبة ياصغيري شعور لا يمكنه ان يمحى بين يوم وليلة، الخيبة والكسرة لا تزول، مابالك لو كانت خيبتك من عزيز غالي، روحك لا تشفى منه ولو شفت منه ذاكرتك يوماً، ستظل تلك الذكرى على روحك لا تغادرك، لذا لا تحمل البشر فوق مكانتهم، فتصدمك خيبتك منهم كانت تقترب من البيت وهي تسير متنهده وارهاق التفكير يجتاحها، تفكر بكل شئ وكل شخص بحياتها ان كانت صديقتاها او هارون او جارها السمج ايضاً، كأنها تحمل على عاتقها كل الدنيا وحل مشكلاتها، لتقف فجأة وهي تجد سيارة هارون تقف بالقرب من البيت لتتحرك بسرعة نحوها وهي تحدق به لتطرق على شباك السيارة، لينظر نحوه بتوتر " لقد كنت اقود فوجدت نفسي بجوار منزلكم "، لتقف باستقامة وهي تحدثه بحده " لا تفعل ذلك بنفسك ياهارون .. رغم معرفتي القليلة بك لكن عيني لا تخطئ معادن البشر .. ولمصلحتك اخبرك اتركها حتى يأتي اليوم التي تناديك للنجدة والعون واعلم انه قريباً سيحدث "، ليغمض عينه بتجلد " حسناً رنيم سوف افعل ذلك لكن لو وعدتني بشئ واحد .. ان تبعدي ذلك اللزج عن طريقها "، لتمسح وجهها بأرهاق " اعدك انني سأحاول بل اني احاول دون تحفيزك ذلك .. هيا وداعاً "، ليقود هارون مبتعداً لتنظر نحو مدخل البيت لتجد سراج يقف كالطود غاضباً ويظهر على محياه، لتدخل المبني دون ان تلتفت نحوه وهي تصعد الدرج بسرعة كمن يهرب من مصيره، لتشعر بصوت خطواته خلفها، لتحاول الوصول لباب المنزل حتى امسك مرفقها حينها لتشهق بصدمة وهي تنظر نحوه بعصبيه " كيف تجرؤ ابتعد عني قبل ان اصرخ ويفتضح امرك ليعلم الجميع انك لست بذلك الاحترام "، ليشدد على احرفه بغضب " بل كيف تجرؤين انتِ .. ترفضين عرضي لتوصيلك بكل جلافة لتقفين معه هو وبكل سلاسة تتحدثين .. انت منافقة حقاً .. تتهمينني بعدم الاحترام انا وانتِ ماذا ها؟؟ "، كانت تعلو انفاسها وجرح كرامتها يأن تحت وطائة كلماته الحارقة، لترفع يدها الحره وهي تصفعه دون تفكير، ليترك يدها لحظتها وكلاهما ينظران لبعضهما بصدمة مما ألت اليه الاحداث، لتركض نحو الباب وهي تفتحه بسرعة لتغلقه بقوة بوجه الواقف خلفه، لتستند على اطار الباب وهي تضع يدها على فمها تكتم صوت نحيبها لتتحرك ببطئ نحو الاريكة تستلقى عليها لتغمض عينيها وهي تهمس داخلها " كل هذا لم يحدث .. كان مجرد حلم بل كابوس بشع سوف ينتهي سوف اجد نفسي على فراشي واستيقظ فذعه خائفة "، لتفتح عينيها وهي تنظر نحو يدها والسقف، لتنخرط ببكاء بصوت عالي وهي تغطي وجهها بكلتا يديها ودت لو تختفي فقط. بعد ساعة .. كانت تجلس بسرعة على الاريكة وهي تجد بدر تفتح باب الحمام، لتنظر كلتاهما لبعضهما بصمت قاطعه صوت رنيم الصارخ " اين ذهبتِ .. لقد ظللت ابحث عنك كالبلهاء بجميع انحاء الحرم الجامعي .. لارى ان الهانم غادرت مع ذلك اللزج عابد .. لقد اخبرتك"، لتصمت وهي ترى عدم اتزان عين بدر، لتركض نحوها بخوف " بدر ماذا حدث .. انتِ لست بخير .. تعالي اجلس سوف اقيس نبضك "، لتسمع همس صديقتها الخافت بخواء " اتعلمين لا اصدق ان البعض يرانا مجرد مخادعين .. بل وقصصنا تلفيق وكذب .. الم يعلم احد اننا نعاني .. الا يفقهون حقاً .. ام هم يكتمون اسماعهم عن صراخنا!!"، لتحضتنها رنيم وهي تسألها برعب " ماذا يحدث لك .. هل ذلك تأثير الصباح .. انت تعلمين ان هؤلاء القذرين يتواجدون بكل زمان ومكان لكن علينا التعلم كيف نأخذ حقنا الا نصمت "، لتضحك بدر بخواء وهي تنظر نحو رنيم " نعم متواجدين .. لكن الابشع البشر الاخرون الذين لا يصدقون قصص الناجين امثالنا .. ناجين من طفولة بشعه "، لتربت رنيم على رأسها وهي تردد بحنان " اخبريني فقط من احزنك هكذا "، لتتنهد بقوة والدموع تتساقط من عينها دون ان تشعر " اليوم انقلبت الجامعة بعد الاختبار حينما شاع على مقربه من اسوار الجامعة محاولت احد العمال للتحرش بطفلة من اطفال الشارع .. لم تكن تلك المشكلة فقط بل كان سخرية البعض ان قصص تحرش الاطفال ليست حقيقة وهي مجرد وهم يتخيله البعض ويرويه حتى صدقه الجميع .. اتصدقين يخبرونني ان ما رأيته منذ اعوام مجرد وهم طفلة غبيه لا تفقه شئ .. طفلة علمت ما لايجب ان تعلمه على يد قذر استغل برائتها .. يرددون ذلك وانا احاول اسكات شعوري بالدونية .. تعلمين كم مره تمنيت الموت منذ ذلك الحادث .. لكنني اضعف من ان افعلها بنفسي لا اقدر يارنيم "، كانت تنظر نحو صديقتها وهي تنهار بالبكاء معها وكلتاهما تتمسك بأحضان الاخرى ولم تعلم منهما من بدأ وصلة البكاء، من فرط الآلم باتت تضحك وتصل ضحكاتها لأعشاش الطيور بل حتى تطير معهم لعنان السماء لكن لو دقق أحدهم داخل عينيها لوجدها ساكنة لا تهتز لقد كانت ترقص رقصة الموت الأخيرة دون شعور بالحياة حقاً يتهمها البشر بالانحلال ولايعلمون انها تناجي الحياة تتمني الموت الف مره باليوم لعل الحياة تجيب يوماً تسير سيرة المذبوح بدمائه ورغم البشاعة ينظرون نحوها بأشمئزاز لا شفقة!! **** كانت تجلس على فراشها ساهمة وهي تفكر فقط ماذا سيحدث بعد شهر من الان بضعة ايام لتبدأ اختباراتها، هي لا تخشى تلك المخاوف التى يشعر بها جميع اقرنائها من خوف للعام الاخير بالثانوية، بل هي تخشى ما هو ابعد من ذلك، تفكر وتفكر ولا تستطيع ان يتنحى رعبها من رأسها وهي تظن ان غدر اخاها لن يتوقف عن كونه سيسلبها جميع حقوقها المادية والادمية، لتقف امام المرأة وهي تتذكر ما قبل رحيلها من القرية .. كان اخاها مثال جيد قد يكون سلبي لكنه لم يسبب اذاها يوماً، الا بعد زواجه من تلك الفتاة زميلة دراستها شرين لم تكن سوى فتاة لا تهتم بالدراسة يوماً فقط تتزين طوال الوقت، تتلذ بجعل الجميع يتلفت نحوها تشعر بالزهو حينما ترى الكثير يلهثون لوصالها، ومن سوء حظها تزوجها اخيها دون رجال بلدتهم والقرى المجاورة!! بعد زواج اخيها بثلاث اشهر، قد عادت من بيت اخوالها بسعادة لقد بقى القليل سوف تسافر للعاصمة الكبيرة نحو حلمها، كانت تدلف البيت الكبير عن باقي المنازل، " حامد هل انت هنا ؟؟ "، ليعترض بحثها خطوات رنانه وصوت صاحبته الساخر " الن تقولي اهلا يااهل الدار .. او كيف حالك ياشرين .. عيب عليك نحن زملاء دراسة .. الم يخبرك اهلك كيف تسلمين على صاحب البيت "، كانت تنظر نحوها بحنق وهي تتخطاها بلامبالاه وهي تبحث عن اخيها " ليس لدي وقت لاقف بأول النهار لاتشاجر معك كالماضي ياشرين .. ان كنت تبحثين عن سبب للشجار ابحثي بعيداً عني "، لتجد اخيها ينزل درجات السلم الداخلي نحو البهو، لتركض نحوه مبتسمه " حامد اخي .. هل جهزت اوراقي ؟"، لينظر نحوها بعدم فهم " اوراق ماذا يا ألما !! .. اخبريني لانني لا اتذكر "، لتجيبه بخيبه وصوت خفيض " اوراقي الرسمية حتى اتجهز للسفر للعاصمة نحو مدرستي!! .. الم تخبرني انك ستجهز كل شئ ينقصني بعد زفافك "، ليرفع عينه نحو الواقفه خلفها وهي تغمز نحوه بلؤم، ليردد لألما " لن تسافري الى اي مكان بالاساس .. لا اعلم مابها مدرستك التي هنا .. بالاصل لا اعلم لما تكملين دراستك يكفيك حتى هذا .. الفتاة مصيرها ان تتزوج وتخدم زوجها وتبني بيت جيد لها .. دعك من امور العلم وتفاهته لن يفيدك بشئ "، كانت تنظر نحوه مصدومه وصوتها يعلو بأعتراض " لقد وافق ابي .. لولا موته لكنت ذهبت منذ اشهر .. لكنه اقر بالموافقة ولم يتبقى سوى اوراقي واسافر .. لتأتي انت الان لتخبرني انني لن اذهب لن احقق احلامي .. تريد حرماني من الشئ الوحيد الذي احبه الا يكفي رحيل ابي .. لن اسمح لك بذلك سوف اذهب "، ليرفع يده وهو يصفعها بقوة حتى ارتمت اسفل قدمه، لتركض الاخيرة بسرعة وهي تمسك مرفقه بمسرحيه " لا ياحامد ماذا تفعل .. هي لا تقصد ذلك .. انها كلمات هوجاء سوف تنفذ كل ماتريده ياحبيبي .. لكن لا تعنفها هكذا انها اختك حبيبتك الباقيه من عائلتك "، ليمسك يد زوجته وهو يقبلها وهو يهمس للمرميه على الارض " لأجل شرين فقط .. سوف ادعي عدم سماعي لكلماتك عديمة التربية تلك .. سوف اذهب للعمل "، ليرحل وهي يترك زوجته تنظر لاخته بشماته " انظري كيف هو مقامك الان يا عزيزتي اسفل قدمي .. بأشارة اصبع اجعل اخاك يلقيك خارجاً .. اوف اصبح الجو خانقاً سوف اذهب لغرفتي لارتاح "، كانت ألما تنظر حولها بتيه وتمني بأن يكون كل ماحدث مجرد حلم، اخاها صفعها بل دهس كرامتها وجعل تلك العلقة تشمت بها، لتقرر ان تفر بذاتها قبل ان تموت هنا، فالموت في ويلات الخارج اهون من هنا الف مره. لتعود بذاكرتها .. وهي ترتدي باقي ملابسها وهي تخرج نحو الممر امام غرف السكن متجه نحو المبني الاخر، لتقترب من فصلها الدراسي لتبحث عن صديقتها القصيرة، لتجد انها لم تحضر اليوم ايضاً، لتحدث المعلمة بقلق " اين فيروز ذلك الشهر الثاني الذي لا تتواجد به او اجدها بالسكن هل هي بخير؟؟"، لتخلع المعلمة نظاراتها الطبية وهي تجيبه بأرهاق " نعم هي بخير لكنها اجرت عملية منذ مده لذا لن تحضر اختبارات هذا العام .. لا تقلقي سوف تعود ان سمح لها الطبيب بذلك "، لتتسأل بقلق اكبر " عملية وطبيب .. لماذا لا افهم لقد كانت بخير اخر يوم رأيتها به ماذا حدث لها "، لتتنهد المعلمة بدهشة " فيروز كان لديها عيب خلقي ولدت به بالعمود الفقري الم ترينه .. لقد كان يؤثر على طولها الطبيعي لذا كانت تقع بالشجار مع الباقين دوماً .. لكن منذ مده قدمت طلب مرضي لانها ستجري العملية الجراحية اخيراً بعد طول انتظار .. لذا سوف تظل اشهر حتى تشفى من تباعات العملية .. ادع لها ياصغيرة "، لتغادر مكتب المعلمة وهي مصدومة، ألتلك الدرجة كانت ملهية بصراعها الدائم مع نفسها بل ومع ماحولها حتى لا تعلم عن ماتعانيه صديقتها الوحيدة التى دافعت عنها منذ وطئت قدمها المدرسة، ماكادت تدخل لحجرتها بحزن حتى شعرت بأهتزاز هاتفها لتنظر وهي تجدها رسالة منه لتبتسم فجأة وهي تقرأ كلماته : لقد اشتقت لك اين انت؟؟ .. لم ترسلي الصورة بالمساء لقد كنت انتظرها بأحر من الجمر .. اريد ان ارى كيف تبدو حبيبتي بزيها المدرسي لتكتب له والفراشات تتطاير من حولها : انا حبيبتك حقاً ؟؟ .. لا تعلم كيف احتاج لتلك الكلمات الان فانا بأسوأ حالاتي لتجده يكتب لتستلقى الفراش وهي تقاوم ارهاق اليوم وسهرها الطويل منتظرة رسالته، لتسقط بعدها بالنوم دون ان تشعر، كانت رسائل كثيرة تتهافت على هاتفها وهي لا تشعر بشئ، كان يكتب على الجانب الاخر بحنق : لقد تركتني مجدداً ونمتي .. هذا هو جزاء انتظاري لك كل ذلك الوقت .. ككل مره تقولين ستبقين ساهرة معي وفي النهاية تسقطين نائمة فجأة دون ان تخبريني حتى .. حسناً انت حره يا ألما، ليغلق هاتفه بعصبيه وهو يردد " يبدو ان قصتنا سوف تطيل معك ياابنة الشيخ "، كانت هي وراء توعده تنام قريرة العين لا تعلم اي نفس خبيثة تنتظر اذلالها بأسم الحب. في صباح اليوم التالي .. كانت تستيقظ من نومها بفزع وهي تدرك بعد ثواني انها سقطت بالنوم وسط محادثتها معه مره اخرى، لتمسك هاتفها بسرعة وهي تجده يتوعدها بل يخبرها انه نادم على انتظار محادثتها، لتهمس بحزن " حقه ان يفعل ذلك .. لم يكفي انني لم ارسل صورتي له حتى الان .. انه يتحملني زيادة عن العادي .. هل سيتركني الان بعد كل اهمالي له ذلك "، لترسل له متوسله : لا تغضب مني ارجوك .. لم اقصد تركك لقد كان دون ارادتي لم اتقصد النوم وانا احادثك .. انت لا تعلم كيف انتظر الوقت الذي نتحدث به بفارغ الصبر .. بل اتحين الاوقات التي انتهي بها من الاستذكار لارسل لك بعض الرسائل .. انت تعلم انني لا اقصد اهمالك ولا تهميشك .. ارجوك لا تتركني هكذا .. تحدث اغضب افعل اي شئ لكن لا تصمت، لتجلس بعدها دامعة العينين ممسكه بهاتفها وهي ترى تلك العلامة تؤكد قراءته لجميع رسائلها دون رد، هناك ما يؤلمها، جانب صدرها الايسر يضغط على انفاسها تشعر انها تموت، كانت تتمنى لو يتفهم حالتها بل يطيب ألمها دون سؤال، الم يقولوا ان من يحبنا يشعر بنا!! والحب الذي يذل صاحبه ليس بحب، والحب الذي يجعلنا نترجى ونلهث خلفه ليس حب، ومن يعذب ارواحنا بأسم الحب ليس بمُحب ابداً. يتبع .......... | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|