|
15-05-24, 06:34 AM | #1 | ||||
| عنـــاق السحــاب ***** أرجو قراءة المقدمة تكرمًا منكم..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أطيب التحايا لك عزيزي القارئ، وجزيل الشكر مقدمًا لرحابة صدرك التي ستضم حروفي اليتيمة. هذه الأحرف يا أحبة.. وليدة سنين من اليأس، تلك التي نشأت في الظلام ولم تزر قلبًا سوى قلبي.. وبالرغم من الفشل والمحاولات التي لا تعد ولا تحصى، كبرت هذه الكلمات في ظل الأمل لأضعها بين أيديكم الكريمة. ولكن قبل أن أسرد لكم هذه الحكاية، أسمحوا لي أن أروي لكم أقصوصة عمن خلف هذه الأسطر، عني أنا وعن أحلامي التي أردت رغم الخوف من الهزيمة، أن أدوي بها في وجه الحياة. كنت فتاة حالمة في 18 من عمرها تكتب لتغذي خيالها الواسع بصفات خارقة لفارس الأحلام، تكتب لتتمتع بالمشاعر لا لتعبر عنها، نسخة الأمس مني التي أرادت أن تروي الرومانسية الخيالية تلك التي تنتهي بمجرد نهاية حفل زفاف الشخصيتين الرئيسيتين، هذه هي النهاية السعيدة في قاموسها وقانونها. أما اليوم، فقد أصبحت أحلامي أكثر تواضعًا. كبرتُ وصغرت هذه الأحلام، بل أصبحت عوضًا عن ذلك أكثر واقعية، كومة من المشاعر والتجارب التي تسخرها لبناء قصة رغم شاعريتها إلا أنها لا تخلو من القسوة، مؤلمة ومؤنسة في آن واحد، قصة مكتملة الأضداد؛ لتكون نموذجًا وتجسيدًا أقل حدة للحياة وتناقضاتها. أثير اليوم هي التي تكتب لتصف المشاعر بكل موضوعية، لتنعش ذكرياتها وذكريات كل من يقرأ كلماتها. هذه أنا وهذا الإطار الذي يحمل رغبتي، رغبتي العارمة في كتابة ما يرويه المجتمع الإنساني من قصص وأحداث تكاد تكون وحيًا من الخيال، كيف نكبر وتحطم الحياة أحلامنا تارة، وتربت على رؤوسنا تارة أخرى. أن تصف كلماتي أكثر الأمور تعقيدًا وغموضًا في النفس البشرية.. النظرة. الصمت. المشاعر. وأخيرًا، أعدك أيها القارئ الغالي أن تجد جزءً منك ينبض في هذه الرواية، لأنني سأكرس قلمي للمعاناة والسعادة، المحبة والبغضاء، المودة والحقد، الوفاء والخيانة. وكلي ثقة بأن ما يسطره القلب، يصل لقلوب الآخرين بسهولة. أعتذر على الإطالة، وأتمنى أن تقبلوا هذه الرواية كضيف خفيف الظل بهي الطلة، وأن تلامس حروفي مشاعركم؛ لتسكنوها صدوركم الرحبة كذكرى طيبة. ( أثيـــــــــر مــــــــــــــانـــع) *ملاحظة: جميع الأسماء والأحداث من وحي الخيال. مواعيد الأجزاء كل يوم سبت بإذن الله. ***** الإهداء إلى من علمتني كيف نروض الكلمات لتصف المعنى، وكيف نزين الخيال بلمسات الواقع. لمن آمنت بي في خضم الخسارات المتوالية، والفشل الذريع. صديقتي ســانـــــدرا، أدعو الله أن تصلكِ كلماتي لتعبر لكِ عن مدى امتناني لصداقتنا.. صداقتنا المتينة التي لم أجد لها مثيلًا. روابط الفصول المقدمة أعلاه. الفصل الأول ... أسفل الصفحة الفصل الثاني الفصل الثالث الفصل الرابع الفصل الخامس الفصل السادس الفصل السابع والثامن الفصل التاسع الفصل العاشر التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 17-07-24 الساعة 06:56 AM | ||||
15-05-24, 06:42 AM | #2 | ||||
| الـفــصــــل الأول (هدوء العاصفة) الجزء الأول * * * يُقال أن الألم الحقيقي لا يكمن في الرحيل، بل في مواجهة الخيبة بحُلةٍ جديدة.. أن تسل سيفك بوجه روحك التي سئمت طبيعتها، وتحاربها لتغدو جسدًا خاويًا تطارده الأفكار وتملي عليه أن تطغى هيئته بالبأس والجبروت، أن يقسو كي يستعصي لأحدٍ كسره مجددًا. اليوم وهنا، أصبحت أنا هذا الجسد المُنهك والفارغ... يتلألأ عنقي كما النجوم بأنقى الألماس ذلك الذي لم أبذل أدنى جهدٍ في الحصول عليه أو أن أجني ربع قيمته حتى، تكسوني أرقى الثياب في صورة غريبة وغير مألوفة. من هذه المرأة التي تطل على مرايا الزمن، أهي المسخ الذي أكونه؟ أتلبستُ امرأة في غاية الجمال؟ أخذت أتأمل في هذه الهيئة التي أتشكل بها الآن لأتعجب كيف تصبح أحلامنا التي قدمنا لها أيامنا عربونًا لتتحقق.. أن تصبح بلا قيمة بمرور الزمن، بل أن تخيب كل التوقعات وتندثر كل المشاعر التي ظننا يومًا أننا حتمًا سنعيشها حالما تتحقق. لطالما أردت أن أتأنق لأشبع غريزة أنثوية طاغية، رغبت بشدة أن أرتدي كهذا العقد الذي أرتديه اليوم، أن اتأنق وأتدلل لمن أحب وأهوى، ظللت أتأمل نفسي خلال مرآة السيارة الجانبية، أخذت أتفحص تفاصيلي حتى وقعت عيني على هذا الخاتم الذي يحتضن إصبعي الخنصر... حينها فتك الألم بفؤادي في ثوانٍ معدودة، تلك هي رصاصة الحنين الغادرة.. فهذا الخاتم هو أمنيتي العظيمة تلك التي ظللت أحافظ عليها من رياح الحياة العاتية كشمعة بين يدي، الأمنية التي تجرأت لأقف في وجه القدر لأطلبها منه بكل قوة... ، هذا الخاتم هو الشيء الوحيد الذي لم أبالِ قط بقيمته المادية مقابل قيمته المعنوية السامية. وفي خضم ذهولي الشديد من جمال خاتم خطوبتي تذكرت كم يشبه صاحبه... نقلت نظري إليه، لأراه يقود السيارة بكامل تركيزه عاقدًا حاجبيه الكثيفين.. بينما تنعكس أشعة غروب الشمس على وجنتيه وتحدد أنفه كلوحة فنية تجسد الدفء، بينما يرسم الظل فكيه البارزين تجسيدًا لهيبته.. ولكن سرعان ما أشحت ناظري عنه إلى النافذة عن يميني لأتأمل بكل عبثية الزحام، هذا الشارع الذي يحاول أن يخنقني كما يخنقني هذا الصمت في هذه السيارة الفارهة. -: زهقتي؟ قالها ليقبض عليَّ متلبسةً باستراق النظر على حين غفلته. زفرت بردًا من أعماقي قائلة: لا عادي. رد بابتسامة تتوسد وجهه: بتتعودين على الرياض وزحمتها. أدرت وجهي إليه باستغراب واستنكار: متعودة وأعرفها مد يده ليحضن كامل كفي بكفه ليواسيني، أمسك يدي برقةٍ لا تليق بمنظره الجامد، شعرت حينها بأنني حضنتُ شمس الغروب ودفئها إليّ، وبكل جنونٍ أخذ قلبي بالنبض حتى شعرت بالدم يتدفق إلى وجنتي، سحبتُ كفي سريعًا في حركةٍ لصد كل مؤثر على ما أنوي فعله، لن تخطف العاطفة مني مجددًا ما أرغب، هذا ما ظللت أردده تحت تهديد جاذبية هذا الرجل أمامي. نقل بصره لعينيّ اللتين ظلتا تهربان من مواجهته، وكفي التي أفلتت كفه.. لم يلقى لرسائله المبطنة ردًا، لن يجد شيئًا ما دام العنوان هو أنا، السراب. أرتد كفه إلى المقود بعد أن فقد الأمل في إيجاد تفسير لتصرفاتي، ولكنه وبعد صمت ظننت أنه طال دهرًا، قال لي بنبرته الباردة كما عهدتها: اعتذر لو احرجتك. هززت رأسي وأدرته بعيدًا على أمل أن تقصر المسافة بمعجزة ما، لينتهي هذا الحرج. **************************** لطالما تسألتُ عن الملامح البريئة، لمَ يهبها الله أحيانًا لأخبث خلقه؟ هل هي عقوبةٌ تمهد طريقًا إليها؟ أم أنها صفعة للسطحيين من البشر أولئك الذين يثقون بما يرون دون ما يدركون؟! وقبل أن أصحو من ألم الصفعة وجدت الإجابة تكمن في أن هذه الملامح ليست إلا لافتةً لاستفزاز الشر داخلي، لطالما كانت مراقبة تصرفات هذه المرأة جعلتني أدرك أنها خُلقت هكذا... ليختبر الله صبري أنا. زوجة أبي الأولى.. إيمان.. امرأة في الخمسين ترتدي قناع شابة في الثلاثين، إلى مصيرها المشؤوم تمشي كعارضة أزياء في أروقة قصرها الذي تبطش فيه كما شاءت، فتفسح للسوء مكانًا واسعًا وأنيقًا بعد أن كان حبيس صدرها لفترة طويلة، نادت بصوتٍ وقور ونبرة متسلطة: نينا ليه الطاولة لسى مو جاهزة؟ ووين ماري؟! ردت الخادمة برعبٍ : ماما أنا سوي كيك مع رنا في مطبخ وماري سوى سوى رنا هناك طأطأت رأسها منطلقةً لتؤدي عملها قبل أن تكمل سيدتها توبيخها دون توانٍ أو تعب.. بينما توجهت هي الأخرى إلى المطبخ لتوبيخ ابنتها عوضًا عن الخدم، فإذ بها تتفاجأ بطاولة المطبخ الكبيرة تكاد تفيض بكل الأطباق والحلويات التي ظلت ابنتها تعدها الست الساعات الماضية، أتسعت عينيها وأنقبض قلبها كقبضتها غيضًا ! وفي محاولة فاشلة في كظم غيضها فضحتها نبرتها : رناااا !! ارتجفت قلوب جميع العاملات داخل المطبخ من الطباخات وإلى الخادمات، ارتجف كل شيء حتى تلك الصحون الطريحة والأعمدة الثابتة.. ردت رنا بابتسامة متلهفة لإطراء أمها : أهلين يمه.. وش رأيك بالتجهيزات؟ نبرة أبنتها التي لا تقاومها، وجهها الذي يحمل ملامحًا من زمانها الغابر وجمالها الذي أنساها إياه العمر، هدأت أعصابها في لمح البصر لتقول بكل هدوء: ما شاء الله جميل، لكن تأخرتوا أخوك على وصول حاولي تستعجلين... أدارت ظهرها مغادرةً إلى صالة الاستقبال ولكنها ألتفتت لتعطي آخر آرائها قائلة: ولا تبالغين، ترى كلهم أخوك و حنان. ******************** لاح لي البيت في الأفق، تلك الأسوار العالية والتي تحاوطها الأشجار من كل اتجاه لتعطي إيحاءً بأن ما وراء هذا السور ليس سوى غابة تأكل الوحوش فيه بعضها البعض، وأن القانون السائد هو أن البقاء للأدهى فقط. شُرعت الأبواب الضخمة والتي تملؤها الزخارف الذهبية لأُزف عروسًا للمرة الثانية، وما إن دخلت السيارة، شعرت بأن كل شيء حولي يجهلني هذه الحديقة الواسعة، والغصون المثمرة، حتى تلك الأزهار الباهية.. كل زاوية في هذا البيت تشهد بأنني حرمت الارتباط لنفسي، ذبلت الورود يومًا لحزني، وبكت هذه النافورة عوضًا عني، بدا كل شيء كئيب ذات يومٍ حتى أرغمني على عقد العزم على نسيان فكرة الزواج.. ولكن صراخًا داخلي أرشدني لهذا الاتجاه، أن أجلس جنبًا إلى جنب لهذا الرجل مهما كانت العواقب. على عتبة باب قصر أبي الفاره ذلك الذي تعلو أبوابه وتتسع، وتضيق قلوب من داخله.. استقبلنا جميع الخدم بأرق الابتسامات وبفرح غامر حتى شعرت بأنني صادفت أهلي، أخذت مربيتي مريم بفتح باب السيارة قبل حتى أن تتوقف وبدأت بذرف الدموع.. أخذتني إلى صدرها بكل حنان، مباركةً لي زواجي بعد أن شهدت أسوء أيامي ويأسي. احتضنتها وسمحت لبعضٍ من مشاعري المكبوتة أن تلوذ بالفرار عبر تنهيدة طويلة تعبر عن تعبي.. أمسكت مريم وجهي بابتسامة حنونة: مبسووطة؟؟؟ على الرغم من أن سؤالها غرز بي خنجرًا ملطخًا بسم الحقيقة إلا أنني حاولت الابتسام وهززت رأسي بالموافقة ردت بحماس: سويت كيك تشوكلت اللي تحبينه سحبت يدي في حركة سريعة ودخلت بي قبل أن تنتظر شريك حياتي المزعوم ليدخل معي. كلما أسرعت أمامي لاحظت تقدمها في السن وإنحناء ظهرها الذي يزداد بروزًا ، رأيت فيه كل تلك الليالي التي حملتني فيها، وسهرت على تعبي .. إنها منحوتة الأمومة، تلك التي لا تنبع من رابطة الدم بل من الإنسانية. ابتسمت وأنا أتأمل بيتي الحقيقي والذي يتوسد فؤاد هذه المرأة، أدرت نظري حولي فوجدت مدخل بيتنا لم يتغير كثيرًا.. ذات صالة الاستقبال الواسعة والتي تشبه لون اللؤلؤ ، وهذه القبة التي تسمح للشمس في الدخول كضيف لطيف ينعش روح هذا المنزل المحتضر.. لا زالت اللوحات الكلاسيكية بإطاراتها الذهبية الخانقة موزعة على كافة الجدران.. مشينا في الممر المؤدي لغرفة الجلوس، ألتفت على يساري لتلك الشبابيك المتلاصقة والتي تغطي الجدران، لأراه يشعل سيجارته واقفًا بجانب أحواض من زهور بيضاء سارحًا في الفراغ يحيك في أفكاره موضوعًا يستحيل توقعه أو التنبؤ به من خلال ملامحه الجامدة، وفي لحظة التفت إلي وكأنه قرأ فضولي.. لوهلة شعرت بأن عينيه اخترقت هذا الزجاج العاكس ليكشف روحي، ولكنني أدركت أنه لا يملك قدرات خارقة كهذه! وما إن وصلت إلى غرفة الجلوس الواسعة والتي تسودها الألوان الكلاسيكية الباهتة، بأثاثها المطرز بألوان الذهب، والأبيض الناصع.. ينعكس ورائها نافذة كبيرة تطل بحديقة خضراء تريح الأعين قبل الأفئدة.. يتدلى من السقف طوالع تشبه الألماس بريقًا، وترتز الجدران بلوحاتٍ عتيقة لأعرق الرسامين. وعلى طرف الغرفة، لوحة عريضة من رخام سميك نُقش عليه اسمينا، كما نُقش على القدر.. " مشــــعـــــل و حـــنــــان " تحاوطه عبارات المباركات الحنونة والتمنيات بالحياة المديدة والسعيدة. وحول هذه اللوحة طاولات ممتدة، بل إنها وليمة إن صح التعبير.. موائدٍ من كل أصناف الحلويات والتي يغلب عليها الكيك باللون الأبيض والبنفسجي، وتحف المكان من كل الاتجاهات زهورٌ بيضاء تعبيرًا عن الزفاف وزهور البنفسج المفضلة لدي.. كان الطابع يغلبه اللون البنفسجي، حينها علمت أن المسؤولة عن كل هذا هي أختي الصغرى رنا، تلك التي تعلم أدق تفاصيلي.. ذُهلت لوهلة ولكنني سرعان ما انتبهت لدخول رنا وصراخها بفرحة تكسوها، هرعت إلي لتضمني إليها وتبارك لي. لم استطع أن أبادلها الحضن، كان ينبغي علي ذلك.. ولكنني تجمدت قهرًا في مكاني دون أن أحرك ساكنًا. لاحظت رنا سريعًا اضطرابي وابتعدت عني لتسألني باستغراب: حنوني شفيك؟ حاولت تدارك الموقف سريعًا وقبل أن اتصنع حتى الابتسامة دخل مشعل من ورائي ليقول لها : خليها ترتاح تعبت من الطريق. رفعت رنا حاجبًا مستنكرة : وش دعوه ترى كلها نص ساعه إلى هنا ! ابتسمت متصنعة الود وقلت بهدوء: معليش حبيبي شكرًا على كل هالاستقبال تعبتي نفسك مره ابتسمت وكأن الحياة دبت فيها مجددًا: اعجبك؟؟ ترى سويت الثيم كله بنفسجي لأنك تحبين هاللون اجتذبت يدي نحوها واقتربت نحو أكبر كعكة ، تلك التي تنسدل عليها أوراق زهر البنفسج والمزينة بكريمة الفانيليا .. رنا : تعالي أقص لك قطعة أنتي ومشعل لازم تذوقون عمايل إيديا أخذت بقص قطعتين واحدة لي وأخرى لمشعل، بينما مشى مشعل ليجلس في وسط المكان محاولًا تجميع شتات ذهنه. أخذت صحني وحملت له رنا صحنه قائلةً: معليش تحمست وقصيتها قبل اصوركم مع بعض عندها . التفت لها مشعل بوجه مقتضب قائلًا بنبرة يتخللها رفض ضمني: صورنا بالزواج واجد ما أمداهم الناس نسيوا أشكالنا. بضحكة خفيفة ردت رنا : لازم أصوركم بس اول شي ارتاحوا واضيفكم تنهد مشعل تنهيدة خفيفة وأردف: وين أمي؟ إيمان(أم مشعل) : هلا وسهلا.. دخل صوتها الوقور قبلها، وطارت رائحة عطرها الثقيلة في الأرجاء.. مشت إلينا بخطواتٍ ثقيلة وكأنها تغرس حضورها الطاغي بكعبها العالي، مرتديةً السواد عزاءً لروح ابنها الذي اختار الموت بعقدٍ يربطني به. وصلت إلينا لتصافح ابنها بكل ثبات وهيبة لا تليق بأم، ينسدل شعرها الذهبي على كتفها كما ينسدل على جيدها عقود من أرقى أنواع الحُلي لتضفي على فستانها الأسود وقارًا وغرورًا طاغيًا. لم أدرك الشبه بينها وبين ابنها سوى في تلك اللحظة، كيف ينحت الجمود ملامحهما حتى يستحيل فهمهما؟ وكيف للأعين أن تصبح رمزًا للبرود؟ وللنظرة أن تكون قوة جبارة؟ التفتت زوجة أبي إلي ومدت يدها بفتور: هلا صافحتها على مضض دون أي تعبير محاولةً محاكاة جبروتها.. جلست في هدوء بجانب ولدها بينما اتجهت أنا للناحية الأخرى مبتعدة من اجتماع القوتين العظمى، وتبعتني رنا. أشارت رنا إلى حجابي قائلة : وش فيك فصخيهم وإذ بصوت جهور، يلقي السلام ولكن لا سلام ينزل على الفؤاد من صوتٍ خدش الأمان يومًا.. دخل بكامل جاذبيته، كما عهدته تمامًا.. بخطواتٍ لا يسمع دويها إلا قلبي الجريح.. أخذ يعدل شماغه على مهل في حين يمشي متجهًا نحونا ، ضاربًا بمشاعري عرض الحائط. ابتسم لمشعل وسلم عليه بتحفظ : هلا والله على البركة الزواج .. رد مشعل بكل برود: يبارك بعمرك مشى بسام بخطوات بطيئة جالسًا مقابل مشعل وأردف: المعذرة ما قدرت أحضر الزواج تعرف الشغل هالأيام.. رد مشعل بجمود بينما ينزل فنجال قهوته: سلوم الرجال الاعتذار قبل المناسبة، مب بعدها. خيم الصمت لدقائق، وصوب كل منهما سهام النظرات بمختلف معانيها، بين عتب وحنق... وجدت نفسي في المنتصف. ********************* يُتبع نهــــــــايــــة الــــجـــزء الأول متشوقة لسماع آرائكم وتوقعاتكم دمتم بود. التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 14-07-24 الساعة 07:12 PM | ||||
15-05-24, 02:23 PM | #6 | |||||
| اقتباس:
وممتنة لاني كسبتك كقارئة لحروفي تشرفت بمرورك الكريم دمتي بود | |||||
15-05-24, 12:38 PM | #9 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
15-05-24, 02:29 PM | #10 | |||||
| اقتباس:
سبحان الله الحمدلله ولا إله الا الله الله أكبر لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم | |||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
رواية عناق السحاب، أثير مانع، عناق السحاب |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|