16-10-24, 10:51 AM | #261 | ||||
نجم روايتي
| مرحبا حبيبة قلبي المبدعة إيمي * ما اصعب المشهد الاول يا جميلة لا ريب أتعبك وربما ابكاكي وأنت تكتبينه ما كل هذا الجنون والقسوة والبشاعة من ندى التى لم يرف لها جفن لو كان كريم أقام دعوى ضده وكان سيربحها لان جاد تهجم عليه بمقر عمله أظنها وقتها كانت ستطلب الطلاق دونما حتى تلك السهام اللعينة التى ذبحت بها جاد *فما أقساها و هي تؤمن على كلام كريم بأن جاد كان عاملا لديهم اعرج وفقير وبكل بجاحة تقول أن تلك هى الحقيقة ولو أضفنا لها انها لا ترغب بالإنجاب وكأنها تخجل أن يكون أب أولادها أو حتى أن مستقبلها اهم فتلك هي النهاية المنطقية لزواج يسير على عكازين بالطلاق كما جاء بالمشهد الأخير وليكن ذلك هو الإجابة التى لم تفه بها ندى عن لماذا تزوجته؟ * أوقن ان ندى ستندم وربما تحاول إسترجاع جاد وربما يكون ذلك حل ملائم ولكن اتمني الا يقبل جاد بعودتها إليه فهو أمامه مستقبل جيد ويستطيع الزواج ممن تفخر به ويرى بعينيها نظرة التقدير والحب والإحترام * را ئعة انت حبيبتي في تناولك لتلك البشرى التى لا يحركها سوى الطمع وكم اشفقت على كارما وهي تقص على والدها إهمال امها لها وعدم إهتمامها بأى شى يخصها حتى الرياضة البدنية كالعوم وغيره * أتعلمين جميلتي ليت بشرى تطمع بزوج آخر حتى تعود كارما لوالدها وجدتها وتحيا بشكل طبيعي *حبيبتي الجميلة ما أجمل مشاهدك مع الأطفال عموما خاصة عبد الله وضياء كم ترسميي البراءة والصدق في حوارهما الجميل مع اسامة ايضا احمد وهو يتلاعب به بمنتهي الجمال أى قريبا سنشهد العرس المزدوج لسلمي وسندس *ويتفرغ أحمد وشموع لتحقيق حلمها الكبير بطفل جديد *نهاية الفصل جميلة جدا يا قمراية تليق بندى التى بقيت بمنزلها عادى منتظرة ان يقف جاد على اعتابها طالبا سماحها وغفرانها ومغدقا عليها من حبه الكبير بعد ان تتدلل عليه ولا تمنحه صفحها بسهولة فإذا بأخيها يخبرها بطلاقه لها | ||||
17-10-24, 06:27 PM | #262 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| اقتباس:
الوضع كان صعب جدا بينهم خاصة زوجين في بداية حياتهم والزوج لا يشعر بوجوده بل مطالب انه يكون تابع لاحلام زوجته حتى ينال الرضا شئ صعب مهين لكرامة الرجل تفوق المرأة في عملها لا يعني الغاء شخصية الزوج او التكبر عليه سعيدة بمرورك الجميل ???? | |||||
18-10-24, 11:29 AM | #263 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| اقتباس:
جمعة مباركة عليك غاليتي شيزو صعب جدا على الإنسان الا يشعر بالتقدير والاصعب ان يكون قلة التقدير نابعة من الشخص الأقرب إلى القلب، شريكة حياته ورفيقة دربه وبالنسبة لجاد هي معشوقته وأمله في الحياة الطلاق والبعاد كان افضل الحلول حتى ولو في الوقت الحالي نصير نال ما يستحق من نجاح بعد طول تعب ومجهود في عمله وأجرة عن تلك القضية قد يساعد في استعادة المزرعة كما كانت ومن حسن حظه انه استطاع الاحتفاظ بابنته ولو لمدة قصيرة يعوض بها الفراق أسامة تمسك برغبته وسعي لها وكانت النتيجة الحصول على ما يتمني وموافقة أحمد بيه على الخطبة اخيرا بمباركة الجميع شكرا شيزو على كشاركاتك المميزة دائما دمتي بكل حب وسلامة | |||||
22-10-24, 03:46 AM | #264 | ||||
نجم روايتي
| مرحبا.صباح الورد حبيبة قلبي إيمان الجميلة حبيبتي لسوف أغيب عن المنتدى الاسبوعين القادمين ولن استطيع دخول المنتدي ولكم سأشتاق لك ولحبيبتي إكتمال وكل القارئات الجميلات وإن شاء الله أعاود لقائكم بعد العودة ادعو لى بالتوفيق حبيبتي هتوحشوني جدا جدا استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه | ||||
22-10-24, 07:14 PM | #265 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| اقتباس:
في حفظ الله وأمانة عزيزتى ربنا ييسر كل أمورك على خير هنفتقد تعليقاتك المبدعة كثيرا ووجودك المميز وفي انتظار عودتك على كل خير | |||||
24-10-24, 03:55 PM | #266 | |||||
| غيوم البعاد اقتباس:
| |||||
27-10-24, 07:05 PM | #267 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| أهلا بك عزيزتى بيتم رفع اللينكات كل فترة نظرا لانشغال الاشراف حاليا لينكات الفصول التى تم نشرها الفصـل السادس عشر https://www.rewity.com/forum/t491675-25.html الفصـل السابع عشرج1 https://cloud.rewity.com/forum/t491675-26.html النشر يوم الثلاثاء كل اسبوعين وشكر لمتابعتك | ||||
29-10-24, 10:14 PM | #268 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| {الجزء الثاني من الفصل السابع عشر} ~~~~~ تحجل على قدميها بمرح وشقاوة أمام والدها الذي يراقبها بعين وبالأخرى يتفقد ما آل إليه حال المزرعة بعد التطورات الأخيرة توقفت تلتفت صوب والدها تصيح بصوتها المحبب إلى قلبه :- بابى .. ممكن أأكل البكرات ديه انطلقت قهقهات نصير وهو يسرع الخطى نحوها ثم جلس القرفصاء أمامها يضمها إليه لاثمًا وجنتها باستمتاع وحب ثم قال معاتبًا يتباسط معها في الحديث :- بكرات .. بنت الأستاذ نصير المحامى تقول بكرات .. ضيعتى اللغة العربية يا كوكي داعبها بطرف أنفه في عنقها لتطلق ضحكاتها الطفولية الصغيرة ثم حاوطت عنقه بذراعها الصغير وهو يوجه بصره صوب الأبقار الواقفة خلف حواجز معدنية تمد رؤوسها للخارج لتلتقط الطعام والعشب من أمامها ووضح لها بهدوء أصول اللغة العربية :- دول بقى يا ستى اسمهم بقر أو أبقار ... مش بكرات يا أرق كركورة في حياتى قبل وجنتها من جديد وقال مداعبًا :- بس أنتِ من حقك تقولى بكرات براحتك في الوقت الحالى .. لكن بعدين لا مساس باللغة العربية تنهدت بنفاد صبر وهتفت به وهي تضع كفها على كتفه لتصل إلى مبتغاها :- يعنى أأكلهم يا بابى نهض من مكانه يجيبها وهو يبحث بعينيه عن أحد العمال من حولهم :- طبعا يا حبيبة بابى أشار إلى أحد العمال ليرافق الصغيرة في نقل بعض الأعشاب من المكان المخصص لها إلى الحوض المخصص أمام الأبقار لتطعمهم كما تريد وقف نصير ليس ببعيد يراقب ابنته ويتابع المستحدثات داخل المزرعة حتى حضر مجاهد بعد وقت قصير يرحب به مصافحًا بادره نصير بعتاب لطيف :- فينك يا عم مجاهد مش شايفك من الصبح في المزرعة برر مجاهد بتلقائية :- لامؤاخذة يا نصير بيه روحت أسلم اللبن بنفسي لمصنع ولاد خير الله انتبه إليه نصير بكل حواسه مستفسرا :- ليه حصل حاجة جديدة .. أنا سبق وكلمتهم أن الكمية هتكون أقل من اللي اتفقنا عليه بسبب الظروف اللي حصلت .. وعرضت أدفع الشرط الجزائي لكن رفضوا وقدروا الموقف أومأ مجاهد مصدقا على كلامه وأكد قائلا :- مظبوط حديتك يا بيه.. كل الحكاية أن اليوم معاد الشيك بتاعنا فروحت أخده بنفسي الصراحة مبجتش مأمن لحد بعد اللي حُصل في المزرعة أكمل مجاهد حديثه وهو يمد يده داخل فتحة جلبابه ويخرج من جيب الصديري الداخلي محفظته ومنها الشيك الذي قدمه نحو نصير مواصلا :- وأدى الشيك يا بيه.. ربنا يباركلك ظهرت بسمة خفيفة على شفتي نصير وهو يلتقط الشيك ويلقي نظرة على المبلغ المكتوب ثم حملق في وجه مجاهد شاكرا وقد تذكر كيف عاون هذا الرجل والده من قبل وهاهو يثبت ولاؤه له وللمزرعة من جديد شكره نصير وهو يربت على كتفه بخفه ممتنًا :- ربنا يبارك فيك يا عم مجاهد وضع نصير الشيك في جيب سترته الشبابية وعينه تحيد صوب ابنته التي تراقب الأبقار وهي تتناول طعامها ثم سأل باهتمام :- قولي يا عم مجاهد.. العمال اللي مشيوا من هنا لاقوا شغل ولا لسه حرك مجاهد يده في الهواء يجيبه ببساطة :- فيه اللي لاجي شغل وفي اللي بيشتغل باليومية في أي شغلانة زم نصير شفتيه وهو يجوب بنظرة خلال المرعي المفتوح الذي يجمع كل ما تبقى من حيوانات المزرعة ثم تساءل مفكرا :- هي ديه كل المواشي اللي عندنا دلوقتي .. مش كده يا عم مجاهد وجه مجاهد بصره إلى الحظائر وبدأ يشير بذراعه وهو يشرح بهدوء ما قاموا بعمله أثناء غيابه :- أيوه .. احنا جمعنا كل المواشي في حظرتين بس .. وجفلنا التنين الباجين لحد ما ربنا يفرچها هز نصير رأسه متفهما وسأل من جديد :- والعمال اللي عندنا كفاية ولا محتاجين زيادة؟. :- بكفاية جوي على كد الشغل دلوك قالها مجاهد بعفوية في حين زفر نصير بخفة وهو يجوب بنظره في المكان ثم التفت تجاه مجاهد وقال بجدية :- اسمع يا عم مجاهد المرتبات هتفضل زي ماهي مفيش مليم هينقص منها.. ولو حد من العمال اللي مشيوا ومش لاقين شغل يحب يرجع مكانه أهلا وسهلا بهم وبنفس المرتب حملق مجاهد في وجه نصير بإكبار وهتف مهللاً :- اللي خلف ما متش صُح يا ولاد .. كيف أبوك تمام بيفكر في كل الناس ويراعيهم وكنهم (كأنهم) من أهله وضع نصير كفه على كتف مجاهد وتحدث بأريحية وقد استعاد ثقته في مجاهد :- الناس غلابة يا عم مجاهد.. واللي حصل كان غصب عننا كلنا ولولا شكي أن الجاني من جوه المزرعة مكنتش مشيت حد خالص.. أنا عاوز ناس ثقة حواليا يا عم مجاهد هز مجاهد رأسه يؤمن على الحديث وقال بنفس الجدية :- عنديك حج يا نصير بيه.. ومن چهتى أنا هختار اللى يعاودوا للشغل على الفرازة ولا يكون عنديك فكر تنهد نصير براحة يتمتم :- على بركة الله قال مجاهد ببشر وابتسامة صغيرة :- ولاچل خاطر الاخبار الحلوة ديه.. أبشرك بمولود چديد زاد على المزرعة قرب نصير بين حاجبيه بعدم فهم وهو يدس كفيه داخل جيبي سرواله :- مولود إيه؟. وضح مجاهد مقصده بنفس الاستبشار والأمل في صلاح حال المزرعة :- واحدة من المواشى العُشر (الحامل) اللى عزلينهم لحالهم ولدت من يومين على يد الدكتور توفيج ضيق نصير عينيه مستفسرًا :- الدكتور توفيق ده اللى جاى من طرف أحمد بيه :- إيوه هو .. ديه راچل زين ومش بيشتغل غير مع السمرية شعر نصير ببهجة وارتياح وحمدالله شاكرا على فضله ومجاهد يهتف بحبور :- بشرة خير وبكرة ترچع المزرعة كيف ما كانت وجت أبوك الله يرحمه .. على يدك إن شاء الله ربت نصير على كتفه وحثه ليذهبا لرؤية ضيف المزرعة الجديد التفت نصير صوب ابنته ونادى عليها لتصحبه إلى الحظيرة داخل حظيرة صغيرة نسبيًا حيث الأبقار المعزولة كان يقف الوليد الجديد بجوار والدته أسرعت كارما ركضا صوب الصغير ولكن قبضة نصير كانت أسرع منها حجم حركتها إلى جواره حرصًا على سلامتها وهو يولى انتباهه إلى كلام مجاهد الذي يتقدمهم إلى الداخل بروية :- اتفضل .. سم الله يا أستاذ نصير أهوه العچل الصغير إهناك أهوه رفعت كارما رأسها تحادث والدها بسعادة وحماس :- وااو .. كيوت أوى يا بابي أخفض رأسه يبتسم في وجهها وهو يحرر معصمها ويسحبها أمامه واضعًا كفاه فوق كتفيها بعناية ويدير حديث مع مجاهد :- ما شاء الله اللهم بارك .. في كام بقرة حامل تانية يا عم مجاهد أشار مجاهد إلى الجهة المقابلة مجيبًا :- فيه تنين كمان أهم .. الدكتور توفيج بيجول خلال أسابيع هتولد واحدة ورا التانية :- يا مسهل يا رب قالها نصير بتفائل قبل أن يسأل باهتمام :- والدكتورة ندى جت خلال الأيام اللى فاتت :- لاه ماچتش أومأ نصير متفهمًا وقال بهدوء :- ربنا معاها أكيد مشغولة بعد بعض الوقت انصرف مجاهد إلى عمله وأولى نصير كل الاهتمام لابنته التي تتحرق شوقا وحماس إلى الاقتراب من العجل الصغير اقترب معها بحذر وجلس القرفصاء بجوارها وهي تربت برفق على جسد الحيوان الصغير ثم التفتت إلى والدها تسأله ببهجة وحماس :- ممكن أأكله يا بابى :- لا يا حبيبتى ده لسه صغير بيرضع من مامته لما يكبر شوية أكليه تأملته الصغيرة بعيون فضولية ثم قالت بفرحة وهي تمسح على عنقه :- أنا هسميه بكبك :- بكبك!! .. اشمعنى يعنى!!. قالت بمنطق طفولي عفوي :- عشان هو بكرة يبقى اسمه بكبك قهقه نصير بمرح وضمها إلى قلبه سعيد بما يقضيه معها من وقت غالى على نفسه وهو يستمتع بسعادتها وانطلاقها الطفولي *******. منذ عادت مع شقيقها وهي قابعة داخل غرفتها القديمة ساهمة شاردة لا قدرة لها على استيعاب ما حدث جاد العاشق الطيب الخاضع لأمرها كجنى المصباح تركها، تحرر منها كيف استطاع التخلي عن حبها .. كيف تمكن من البعد .. كيف رحل بدون حتى كلمة وداع!!.. ولكن مهلا .. هل هناك كلمة وداع أكبر من (الطلاق) سالت دمعة وحيدة من زاوية عينيها ربما فرغت مقلتاها من الدموع من كثرة ما ذرفته منذ الأمس منذ أخبرها شقيقها بالكلمة الأخيرة لحياتها الزوجية دموع صدمة ولوعة ... وخوف من القادم بعد أن تراكمت المصائب فوق رأسها من كل صوب في الحياة ... وفي العمل والدراسة طرقات خفيفة على الباب اتبعها دلوف لينا بصحبة ياسمين بهدوء تجولت أعينهم في الغرفة ليجدوا ندى تجلس فوق الفراش سابحة في بحر الخيال بعيون محتقنة بالدموع غير مدركة لوجودهم انضموا حولها فوق الفراش كلا منهما تواسي بكلمة، بربتة يحاولون تخفيف المصاب عليها قدر المستطاع قالت ياسمين متصنعة المرح :- مش راح تنزلي تجعدي إمعايا شوي ديه إني چاية مخصوص لاچل خاطرك اعتدلت ندى في جلستها قبالتهم تبدل نظرها بينهم بتألم وقالت بشئ من الحدة الغير مقصودة دفاعًا عن نفسها :- قصدك جاية تواسيني ولا جاية تقطميني وتقولى إنى أنا السبب في اللي حصل قطبت ياسمين حاجبيها وقالت لائمة بنبرة لطيفة هادئة مقدرة لحالة ندى النفسية :- ومين يجدر يعاتبك ولا يجطمك .. ديه جسمة ونصيب هتفت ندى في وجوههم وهي تطوح ذراعها في الهواء :- كلكم بترموا الغلط عليا.. كلكم لو مش بالكلام يبقي بنظراتكم وأولكم أخويا أرخت لينا جفنيها لبرهة ثم بدأت في الدفاع عن زوجها :- إزاي بقي جلال يلوم عليكي .. ده أنتِ حته منه وقلبه موجوع عليكى تنفست بشجن وقالت بتحشر بصوتها الباكي :- لا كان بيلومني طول الوقت .. وحتى إمبارح مسألش إيه اللي حصل بين وبين (صمتت للحظة صغيرة قبل أن تنطق اسمه بتألم مردفه) .. وبين جاد قبل ما يحصل الـ… لم تكمل الحديث وكأن بعض الكلمات قد سقطت من قاموسها لا تستطيع نطقها ولكنهم أدركوا قصدها وأعينهم تحتويها بعطف وشفقة مواسية شبكت ندى أصابعها ورفعت رأسها بعد هنيهة تردف عتابها الحزين بنبرة موجوعة متألمة :- حتى عمة أصيلة لما رجعت مع جلال ما سألتش عن حاجة.. خدتنى في حضنها وبعدين طلبت مني اطلع اريح من غير ما تستفسر عن حاجة قفزت من فوق الفراش تبتعد صوب الشرفة تخفي دمع عينيها الذي انهمر دون إرادة منها مستطرده بنفس العتاب :- محدش اداني فرصة أشرح ولا أتكلم نهضت خلفها الفتاتان، ياسمين تحتويها من الخلف مؤازرة ولينا تقف على بعد خطوات منهما تبرر بمواساة :- مكنش وقت كلام .. جلال وعمة أصيلة سابوا لكي فرصة عشان تهدي وتستوعبي الوضع الجديد اقتربت أكثر مؤكدة وهي تمسح على خصلات ندى التي انفلت بعضها من خارج طوق شعرها بإهمال :- وأكيد هتتكلموا بعد كده .. بالعقل بعيد عن مشاعر الإحباط والصدمة دلوقتي رفعت رأسها والتفتت نحوهما باندفاع تصيح بكبرياء مجروح :- أنا مش محبطة.. أنا كويسه .. كويسه أوي .. ولو هو قدر أنه يتخلى عني أنا كمان هقدر اتخلى عنه بسهولة تلقتها ياسمين بين يديها حين استدارت نحوها تربت على ذراعيها بحنان، تهدئ من روعها بإشفاق على الحالة التي وصلت إليها تهدهدها بالكلمات برفق فهي صغيرة هذا المنزل التي نشأت على أيديهم :- طب أهدى يا حبيبتى .. محدش جال إنك محبطة لكن الوضع صعب في حد ذاته على أى ست .. ومحتاچ فترة النفوس تهدي والأمور تستجر انفلتت ندى من بين يدي ياسمين وتحركت إلى منتصف الغرفة وكأنها لا تطيق الثبات في مكان واحد ولا تسيطر على انفعالاتها المحترقة وهتفت بلوعة تخرج ما تكتمه في صدرها :- أنا مغلطتش .. أنا كنت عاوزه أحقق ذاتي وشخصيتي .. هو اللي جه وفضحنى في وسط الكلية يتخانق ويضرب زمايلي زي ولاد الشوارع .. من غير أي اعتبار لحرمة المكان اللي موجود فيه تنهدت لينا وسألت بنبرة لائمة :- ومين اللي وصله للحالة ديه!!. رددت ندى بذهول تتساءل مع نفسها وهي تشير لصدرها :- مين!! .. أنا .. طب ليه عشان حطيت أولويات لحياتي .. أنا ماخبتش حاجة عليه واتفقت معاه من البداية قبل الجواز وهو وافق فتحت ذراعيها بقلة حيلة أمامهما تسهب في التوضيح والتأكيد :- من البداية قولتله دراستي وشغلي لهم الأولوية ووافق.. مش مشكلتي بقي إنه غير رأيه بعد الجواز صوت ياسمين الهادئ انطلق يفسر الوضع من وجهة نظرها :- الراچل برضك معذور هيأچل حياته لحد ميتا وهينتظر يكون أب لميتا اقتربت من ندى وقد لاحظت ضعف جسدها لرفضها تناول الطعام حزنًا منذ البارحة وسحبتها إلى أريكة جانبية لتجلس وتستريح قليلا وهي تواصل حديثها :- الرچالة تحب الاستجرار في دارها ويحبوا يحسوا باهتمام شريك حياتهم استسلمت ندى لحركة ياسمين وجلست على طرف الأريكة تضغط بأطراف أصابعها فوق صدرها المحترق توضح وتبين موقفها بحيرة وتيه :- أنا ماخدعتوش يا ياسمين .. وماكنتش بفكر في الجواز لكن هو اللى أثر عليا بعواطفه ومشاعره .. سالت دموعها من جديد وذكرى تلك المشاعر الحارة الدافقة من زوجها تطرق قلبها بشجن مواصلة تبريرها :- وقتها حطيت شروط عشان أقدر أحقق حلمى وهو وافق وعشان كده وافقت على الجواز.. من حقي أحقق أحلامي وإلا الجواز هيوقفنى في مكاني زيك يا لينا رفعت رأسها صوب لينا الواقفة غير بعيد في نهاية جملتها لتتسع مقلتي لينا ذهولا وتساءلت بتعجب :- أنا.. حياتي وقفت إزاى مش فاهمة!!. زفرت ندى بيأس، لا تجد من يفهمها أو يقدر موقفها فقالت بقنوط :- أقصد من يوم ما اتجوزتى وشغلك تراجع ومعرفتيش تاخدي الدكتوراه لغاية دلوقتي تفكرت لينا لهنيهة في كلام ندى وهي تتفحصها بصمت ثم هزت كتفها ببساطة وشرعت في التوضيح لما خفي على تفكير ندى :- صحيح يمكن رتم الحياة العملية بقى بطئ شوية لكن اثبت نفسي كطبيبة شاطرة وليا وضعي في المستشفى وبعمل ندوات توعية لستات القرية كمان يعنى خدمة عامة تنهدت بخفة وهي ترتاح على طرف الفراش خلفها مردفه :- ده غير إني بشتغل على رسالة الدكتوراه وبالفعل انتهيت منها وعلى وشك مناقشتها .. أخدت وقت شويه بسبب الحمل والخلفة لكن وصلت في الاخر رفعت سبابتها في الهواء مؤكدة بنبرة حاسمة وعن اقتناع تام :- وفي نفس الوقت استمتعت بحياتى مع حبيبى وبنتى اللى هما أغلى عندى من حياتي نفسها رمشت ندى بجفنيها عدة مرات تتمعن في حديث زوجة شقيقها، تحاول استيعابه بهدوء بينما شاركت ياسمين في الحديث بتعقل بنبرتها العطوف :- حجك تحججى كل أحلامك بس أول حلم لأى بنت .. الحب والچواز والأسرة .. ديه دورها الأساسى بالفطرة وبعدها ياچى كل شى لفت ندى رأسها تحملق في ملامح ياسمين بتشتت .. تحتفظ بكل كلمة من حديث لينا وياسمين داخل عقلها رغم كل ما أثارته تلك الكلمات من مئات من الأسئلة بدأت في الظهور والدوران داخل رأسها بتبعثر وتسارع كاد يفقدها وعيها *********. يتبع | ||||
29-10-24, 10:16 PM | #269 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| داخل السيارة المتحركة فوق الطريق الترابى للقرية التفتت كارما إلى والدها بعد أن قضت وقت لطيف في المزرعة وبكل حماس وطاقة الأطفال التي لا تنتهى هتفت مطالبة بالمزيد :- بابي ممكن نروح الحضانة لمكة أدار رأسه نحوها أثناء قيادته للسيارة وسأل بتعجب :- مكة!!.. ليه مش هينفع ناخدها معانا بدون إذن والداتها حركت ذراعيها في الهواء بحماس ولولا حزام الأمان الذي يعوق حركتها جزئيا لكانت قفزت فوق مقعدها بشقاوة :- مش هناخدها يابابى .. بس ألعب معاها هناك .. هي قالت لى في هناك ألعاب كتير حلوة أوى أمال رأسه جانبه يرمقها بزاوية عينه لا يرغب أن تورث طبع الطمع من والدتها لذلك قال مداعبا بلطف يستطلع تفكيرها الصغير :- مش حلو أننا نطلب ناخد كل حاجة في الدنيا .. أنتِ بتلعبى في المزرعة وهي في الحضانة وكمان أنتِ عندك حضانة في القاهرة وبفطرة سليمة لم تلوثها نفوس البشر بعد هتفت بعفوية :- ممكن تيجى تلعب معايا في المزرعة وأنا ألعب معاها في الحضانة وأنا هنا أدرك من حديثها سلامة تفكيرها ونيتها الصادقة العفوية وأن كل رغبتها هي طلب الصُحبة مع أطفال في مثل عمرها اتسعت ابتسامته بارتياح ووافق على طلبها وهو يساومها بهدوء :- أوكيه .. نعدى على الحضانة ونشوف نظامها إيه رفع سبابته في الهواء يضع شروطه :- لو عجبتك يبقى هتروحى كل يوم ومفيش بكبك زمت شفتيها وقربت حاجبيها تعبس في وجهه بضجر ومقلتيه تتشبع من كل حالاتها التي تدغدغ قلب الأب المحب داخل صدره وهتفت معترضة :- لا يا بابى يوم بكبك ويوم الحضانة .. وناخد مكة معانا المزرعة عشان تشوف بكبك وتلعب معاه قهقه باستمتاع يتلذذ بكل لحظة معها وبالطبع رضخ لطلباتها بكل ارتياح وهو يحول وجهته صوب مركز الحرف على الطريق العام بين القرى والذي ليس ببعيد عن مزرعة والده ركن سيارته جانبًا بعد أن دلف إلى مركز الحرف وقد عرف من الحارس على البوابة الوجهة إلى الحضانة التي كانت قريبة من البوابة نسبيًا وظهرت أمامهم بعد دقائق قليلة بألوانها المبهجة وصيحات المرح والشقاوة تتصاعد منها وتصل إلى أذنيهما صاحت كارما بحماس وهي ترفع نظرها صوب والدها المجاور لها :- وااو .. حلوة أوى يا بابى داعب ذقنها الدقيق بأطراف أصابعه يوبخها بلطف :- يا نصابة أنتِ لسه شوفتى حاجة وقفا سويًا أمام الحاجز الخشبي الملون القصير نسبيًا بارتفاع متر تقريبا مما يتيح للأهالي مراقبة أطفالهم ولا يسمح للأطفال بالخروج تابع نصير بعينيه الألعاب المتاحة وحركة الأطفال في الساحة والقائمين على الأشراف أثناء وقت الراحة جذبت كارما طرف سترته وهي تقف بجواره لا تستطيع الرؤية بسبب الحاجز الخشبى لقصر قامتها الصغيرة وهتفت بتطلب :- شيلنى أشوف معاك يا بابي انحنى عليها يرفعها فوق ذراعه لاثمًا تلك الوجنة المكتنزة الشهية خلال دقائق معدودة كانت صدفة تقف أمامه بملامح بشوشة بعد أن لاحظت وجوده ورحبت به :- أهلا بحضرتك أقدر أساعدك إزاى؟. بادلها الابتسام وسأل بدوره بكياسة :- عاوز أعرف نظام الاستضافة هنا؟. ضيقت صدفة مقلتاها مفكرة للحظة قبل أن تقول بحيرة :- الاستضافة ديه جديدة علينا .. لازم أرجع لمديرة الحضانة وأسألها أومأ موافقا ببساطة ولكنه سأل بفضول :- تمام .. وحضرتك تبقي مين؟. مطت عنقها تعلن بفخر مكانتها في المكان :- مس صدفة.. المشرفة العامة على الحضانة كلها ابتسم في وجهها بحفاوة وقال باستحسان :- اسم لطيف أوي.. مش كده يا كوكي سأل ابنته المستقرة فوق ذراعه فأومأت بخجل موافقة وهي تتفحص صدفة بفضول عاد ليسأل بجدية ليطمئن على ابنته :- ممكن أعرف هل في متابعة للولاد وهما في البريك للحفاظ على سلامتهم التفتت خلفها صوب الساحة تشير بيدها وهي توضح أمان الوضع بثقة :- طبعًا يا فندم .. زى ما حضرتك شايف في أكتر من نانى في الساحة بتابع الأولاد وأنا موجودة على طول معاهم .. ده غير كاميرات المراقبة زيادة في الأمان أكد على حديثها بقبول :- هايل .. طيب ممكن تسألى المديرة على نظام الاستضافة أومأت بتأكيد واستأذنت لتبتعد نحو البناية الملونة المكونة من طابقين ودلفت إلى مكتب المديرة في الطابق الأرضي هتفت في حماس ونبرة إعجاب داخل المكتب :- مس سلمى ..تعالى شوفي البيه اللى واقف بره .. يااه هو في كده قمر وشياكة وأناقة شهقت سندس تتفاعل معها بمرح :- صُح يا صدفة .. تعالى نشوف نهرتهما سلمى بجدية وتحشم :- عيب يا بنات إكده .. چرالك إيه يا صدفة أول مرة تتكلمى بالشكل ديه تنهدت صدفة بمبالغة وبررت بشقاوة :- أصل الرجالة الشياكة ديه قليلين أوى نهضت سلمى من مكانها وواصلت تقريع شقيقتها وهي تستدير حول مكتبها :- وأنتِ يا عاجلة يا اللى خطوبتك بعد كام يوم .. بدك تتفرچى عليه جوى تحبى أجول للدكتور ولد خالتى شهقت سندس من جديد تتشبث بذراع شقيقتها الكبيرة :- لاه وعلى إيه .. مفيش داعى الطيب أحسن ثم التفتت نحو صدفة تتصنع الجدية :- اتحشمى يا بنت يا صدفة وركزى في شغلك .. وأنا هخرچ بنفسى أتحدت وياه قهقهوا جميعًا بمرح وشقاوة بينهم وصدفة تمنع سندس من التحرك إلى الخارج موضحة :- تعالى هنا يا خطيبة الدكتور .. هو عاوز يقابل مديرة الحضانة وضحت صدفة الأسباب لسلمى التي تقدمت معها إلى الخارج وهناك كان يقف نصير بجوار بوابة الحضانة وقد تجمع حوله بعض الأطفال وهو يمسك كف ابنته التي تقف بجوار صديقتها مكة التي رأتها منذ لحظات وهرعت إليها بسعادة أما ضياء وعبدالله اللذان تذكرا نصير واقتربوا منه يتحدثان معه بأريحية :- بنتك ديه يا عمو؟. ناظرهم نصير بلطف وتذكر لقائه السابق معهما في مزرعة والدهم فقال مرحبا :- أهلا .. أنتوا هنا طبعا ما المركز كله تبع السمرية صافحهم بعدم تكلف وهو يجيب عليهم :- أيوه يا سيدى .. ديه كارما بنتى :- حلوة جوى يا عمو قالها عبدالله بإعجاب أما ضياء فقد أخذ الخطوة الأولى وتوجه إليها مصافحًا :- يا مرحب .. تعالى ألعبى إمعانا ضحك نصير بانشراح وابنته تلتصق به خجلا من ضياء فربت نصير على كتفها وسألها بهدوء :- هاه يا كارما .. إيه رأيك تحبى تلعبى معاهم وتقعدى في الحضانة هنا وضعت طرف أصبعها في فمها وهي تنظر بخجل إليهم وتومئ موافقة بينما هتفت مكة بتطلب تجيب عن كارما :- أيوه سيبها إمعانا يا عمو وصلت سلمى أمامهم ترحب بالرجل وابنته وخلفها سندس وصدفة تتهامسان فيما بينهما على مظهر نصير الأنيق بمكر أنثوى بحكم الصداقة التي ربطت بينهما خلال الأيام وسلمى تتحدث بعملية جدية :- أهلا بحضرتك يا فندم الأستاذة صدفة جالت أن بدك تسأل عن نظام الاستضافة رفع مقلتيه نحوها يتأمل هدوء ملامحها ومظهرها الملتزم بفستان محتشم وحجاب طويل يماثل تلك الفتاة التي تقف خلفها تحادث صدفة ولا يعلم هويتها شعر بالارتياح والانشراح في المكان بما يكفى ليستودع ابنته في أمانتهم فابتسم في وجهها بكياسة وقال بهدوء مستفسرًا :- أهلا بحضرتك يا فندم هو حضرتك المديرة أنا اعتقدت إنها أكبر سنًا تطوعت صدفة للتعريف :- الأستاذة سلمى المديرة ودارسة رياض أطفال أمال رأسها يهزها بلباقة يتمتم :- تشرفت بحضرتك .. أنا فعلا عاوز أعمل استضافة لكارما لمدة كام يوم أخفضت سلمى نظرها نحو الصغيرة وجلست القرفصاء أمامها تسائلها بتحبب :- أهلا يا كارما .. إيه رأيك في الحضانة بتاعتنا تحبى تنضمى لينا وتلعبى مع الولاد الحلوين دول أومأت كارما بقبول وخجل وهي تتشبث بكف والدها من جهة وبكف مكة من الجهة الأخرى داعبت سلمى وجنتها برقة قبل أن تنهض من جديد واستأذنت نصير :- إيه رأى حضرتك كارما تلعب شوية مع أصدقائها لغاية ما نخلص كلامنا تعالت صيحات ضياء وعبدالله مع مكة بالموافقة فضحك نصير برزانة وسعادة وقد اطمأن قلبه على ابنته ووافق بدوره لينطلق الأطفال ركضًا في الساحة نحو الألعاب المعدة لهم ويندمجوا في اللعب سويًا بينما دلف نصير إلى المكتب حيث تولت سلمى دفة الحديث :- الحجيجة يا أستاذ نصير ديه أول استضافة تحصل في الحضانة .. بس اسمحلى أسأل ليه متكونش معانا على طول جاوب نصير من مجلسه أمام مكتبها :- كان بودى والله خصوصا المكان مريح والأطفال لطيفة جدا .. بس كارما مش متواجدة هنا في القرية بشكل دائم يعنى أحنا بنتنقل ما بين هنا والقاهرة أومأت سلمى متفهمة ووضحت بجدية :- تمام .. أنا كان غرضى بس إنها تستفيد بالدروس وتحفيظ القرآن معانا .. لكن طبعا أهلا بها في أى وجت شكرها نصير بلباقة وشرعت سلمى في تدوين البيانات المطلوبة وبعد أن انتهت تركت قلمها فوق الأوراق ورفعت رأسها بابتسامة خفيفة :- تمام كده أهلا بكارما معانا واطمن عليها تحت رعايتنا شكرها بهدوء وحرك كفه فوق سطح المكتب الذي كان يتكئ عليه وشرع يخرج محفظته وهو يستوضح :- أوكيه .. الاشتراك هيكون قد إيه؟. جائته الإجابة من خلف ظهره حيث كانت تجلس سندس التي نهضت لتقف بجوار شقيقتها :- مفيش اشتراك .. الحضانة خدمة عامة لأهل بلدنا قطب حاجبيه دهشة وأعاد نظره نحو سلمى يتأكد من المعلومة :- إزاى ده .. لازم يكون في اشتراك حتى للقادرين والخدمة تتقدم لمستحقيها حركت سلمى رأسها نفيًا وقالت بهدوء صوتها وخجل نظراتها :- مفيش فرج يا أستاذ نصير .. الأولاد كلاتهم هنا متساويين ومش لازم يشعروا بأى فروج بيناتهم التقطت قلمها الثمين من فوق المكتب مردفة بنفس هدوئها :- وفكرة المركز كلاته خدمة لأهل البلد .. والحضانة چزء من المركز رفع حاجبيه بإعجاب يومئ بتقبل للفكرة ورغم ذلك قال :- فكرة رائعة طبعا .. أنا كل يوم بيزيد احترامى وإعجابى لعيلة السمرى طلت الابتسامة على وجوه الفتيات وهن ينظرن لبعضهن البعض بفخر بينما رفع سبابته في الهواء مردفًا بإصرار :- بس برضوا مُصر على المشاركة بأى شكل لو سمحتوا لى تنحنحت صدفة وشاركت في الحديث بفرض حل لتلك المسألة :- لو حضرتك مُصر ممكن تتبرع للمركز بشكل عام رفع إبهامه مشجعًا للفكرة :- أنتِ هايلة يا مس صدفة فكرة حلوة ابتسمت بتفاخر ثم ولت وجهها نحو سلمى تستأذن منها :- بعد إذنك يا مس سلمى هعرف أستاذ نصير على المهندس صلاح السمرى مدير المركز وافقت سلمى بتلقائية لينهض الجميع من أماكنهم ويودعهم نصير بعد أن استوثق من رعاية ابنته :- تمام .. ولو سمحتوا هسيب كارما هنا لغاية ما أقابل المهندس صلاح اقترحت سلمى بعفوية حرصا على اندماج الفتاة مع بقية الأطفال :- يا ريت حضرتك تسيبها إمعانا باجى اليوم .. مش فاضل غير ساعة تجريبا وافق بحفاوة وودعهم يرافق صدفة خلال المركز وهي تشرح له كمرشد سياحى كل جزء في المركز أثناء مرورهم عليه حيث مكتب مدير المركز سار نصير بجوارها ببطء يستمع إلى حديثها ويجوب بنظره في أرجاء المكان، يشعر أن مكانه الطبيعى في هذه القرية حيث جذوره التي اجتثت منها عنوة منذ سنوات عمره الأولى كادا يصلا إلى وجهتهما وقد توقفت صدفة عن الكلام فقال نصير يتباسط في الحديث مع تلك الفتاة العفوية بدون تصنع :- بس واضح أنك بتحبى المركز هنا أوى يا صدفة لفت رأسها إليه بانشراح وهتفت بحماس مؤكدة :- أوى .. أوى أنا هنا لقيت نفسى وحياتى اختلفت كتير شردت بمقلتيها بعيدًا تتذكر أيام المولد وملابس الرجال التي كانت تتخفى فيها .. زفرت بعمق تنفض تلك الذكريات الأليمة عن رأسها وحركت رأسها تنظر إلى نصير قائلة بنبرة عادية :- بس حضرتك يا أستاذ نصير ... حليوة جحظت مقلتى نصير وتوقفت خطواته يتأملها بذهول واستفسر بخفوت :- أنا .. إيه!!. ظهر الارتباك عليها وتلعثمت حروفها وهي تشير إلى داخل المكتب :- اتفضل حضرتك لاحظ زاوية عينيها المسلطة على شئ ما أو أحد ما بداخل المكتب وبمجرد دلوفه خلفها سمعها تقول بصوت خفيض :- حمدالله بالسلامة يا سليمان تفحص نصير الشاب المجند العابس الملامح الذي يجلس على المقعد أمام المكتب الذي يحتله رجل كبير في السن ويبدوا عليه الوقار لم تقوم صدفة بما تبرع فيه وهو الكلام بل وقفت ساهمة فمال نصير برأسه نحوها قليلا ينتشلها من صمتها بصوته الهامس :- هو ده الحليوة وكأن دلو من الماء البارد سقط فوق رأسه أخذت تحرك رأسها على غير هدى وتنحنحت بخفة ثم أشارت إلى المهندس صلاح تقوم بتعريفه ثم تعريف نصير صافح نصير المهندس صلاح الذي قام بدوره بتعريف سليمان بطريقة مرحة :- المهندس سليمان الجارحى مع وقف التنفيذ المؤقت .. زى ما أنت شايف كده مد نصير كفه نحوه مصافحًا بترحاب :- تشرفت بك يا بطل شكره سليمان بخفوت رغم نظره الغل التي تتقافز داخل مقلتيه ثم التفت إلى صلاح يستأذن :- هستأذن أنا يا باشمهندس دلوك عاد صلاح يجلس على مقعده بعد أن نهض ليرحب بالضيف وقال لسليمان :- تمام ولينا لقاء تانى يا سليمان :- أكيد ياباشمهندس رفع حقيبته فوق ظهره وغادر المكتب وخلفه نظرات صدفة تصاحبه دعى صلاح نصير للجلوس وقبل الشروع في الحديث سأل صدفة :- ما تقعدى يا صدفة أعادت عينيها صوب المهندس صلاح وقالت بارتباك :- معلش ياباشمهندس .. أصلى لازم أروح الحضانة عندى شغل كتير .. بعد إذنك سمح لها بالرحيل فهرعت خلف المغادر بغضب بينما انتبه إلى نصير يعيد الترحيب به ويدعو بكرم ضيافة :- أهلا بك يا أستاذ نصير .. تشرب قهوة معايا :- أشرب قالها نصير ببساطة ليدور حوار ودى في جو من الألفة بينهما *************. في العاصمة وبداخل تلك الغرفة المتواضعة بالدور الأرضي كان جاد يجلس فوق الفراش وقد عاد لنقطة الصفر من جديد عدة أيام مضت على الانفصال ومازال يجتر أحزانه ويلوم نفسه على نطق هذه الكلمة التي وضعت كلمة النهاية لعلاقة طالما تمناها وحلم بها لليالى طويلة لا يتذكر كيف قالها .. كيف انسلت حروفها من بين شفتيه وكأن ذاكرته ترفض العودة لتلك النقطة الضبابية المؤلمة صوت صرير باب الغرفة الغير مغلق لم يساعده على الخروج من عالم خياله وأحزانه دلف العم إبراهيم يناظره بتعاطف ويهز رأسه رفضا لهذه الحالة التي سار عليها منذ عاد من القرية منذ ما يقرب من ثلاثة أيام جذب المقعد الخشبى الوحيد بالغرفة وقربه من الفراش فانتبه جاد أخيراً للحركة بجواره وأعتدل في جلسته المسترخية يخفى احتقان عينيه وإصفرار وجهه جلس إبراهيم يتفحصه وقال بنبرته الأبوية المراعية :- دورت عليك الصبح ملقتكش في الأوضة .. قولت كويس يخرج ويشم هوا ويفوق لشغله بقا اخفض جاد أنظاره أرضا وقال بصوت متحشرج من قلة الحديث :- كنت بخلص شوية أوراق كان لازم تتعمل عاتبه إبراهيم باهتمام يرغب في انتشاله من حالته تلك :- ورجعت لنفس قعدتك ديه بين الأربع حيطان .. وأخرتها يا بنى زفر جاد بتألم وأنزل ساقيه أرضًا يقول بقنوط :- وعاوزنى أعمل إيه بس يا عم إبراهيم حرك إبراهيم كفيه في الهواء يجيب بتلقائية :- تخرج للناس .. تراعى شغلك وتشوف مستقبلك لا أنت أول واحد طلق ولا أخر واحد .. بص لنفسك بقا يا بنى وانتبه لحلمك هز رأسه عدة مرات كالمجذوب يتمتم بكلمات ساخرة من نفسه :- مستقبلى .. لمين .. وعشان مين .. ما خلاص .. مستقبلى وحياتى وعمرى راح .. قلبى مات يا عم إبراهيم ضرب الرجل كف على كف يحوقل بتعجب :- لا حول ولا قوة إلا بالله .. ليه كده بس يا بنى .. كل شئ قسمة ونصيب .. ونصيبك معها خلص لحد كده أشاح إبراهيم بكفه في الهواء يقول ببساطة :- وأنت مكنتش مرتاح يبقى كان لازم النهاية تكون كده نهض من مكانه يصيح بلوعة وفقد ينخر في جنبات فؤاده :- لا مكنش لازم تكون ديه النهاية نهض إبراهيم بدوره يتفحصه بدهشة ويتسائل بتعجب :- أومال كنت عاوز النهاية تكون إزاى .. هو كان حد جبرك على الطلاق استدار يواجهه إبراهيم بعيون محتقنة بالدماء، يستنشق الهواء بصعوبة والكلمات تخرج من بين شفتيه بتثاقل :- أيوه .. مجبور .. أخوها أجبرنى ********. نهاية الفصل السابع عشر قراءة ممتعة | ||||
29-10-24, 10:49 PM | #270 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 5 والزوار 11) سما صافية, سحر المشرق, عروب 55, فالنسيا, Ektimal yasine التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 29-10-24 الساعة 11:14 PM | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|