آخر 10 مشاركات
اسمعيني اولا ـ بينى جوردان** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حروف كتبت في الذاكرة (الكاتـب : كلبهار - )           »          عروس سيئة السمعة (74) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 1 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          للحب سجناء (الكاتـب : طيف الاحباب - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الإختطاف - شارلوت لامب*كاملة* (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          390 ـ حلم ضاع من يدي ـ مارغريت واي (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          أفديك بروحي ـ مارى ويبرلى ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          اغفرلي فِصامي (الكاتـب : آيات العزيبي - )           »          [تحميل] هن لباسٌ لكم بقلم ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ رواية أعادت معنى التميز ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree924Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-24, 10:51 AM   #261

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 13,948
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا حبيبة قلبي المبدعة إيمي

* ما اصعب المشهد الاول يا جميلة لا ريب أتعبك وربما ابكاكي وأنت تكتبينه
ما كل هذا الجنون والقسوة والبشاعة من ندى
التى لم يرف لها جفن لو كان كريم أقام دعوى ضده وكان سيربحها لان جاد تهجم عليه بمقر عمله
أظنها وقتها كانت ستطلب الطلاق دونما حتى تلك السهام اللعينة
التى ذبحت بها جاد

*فما أقساها و هي تؤمن على كلام كريم بأن جاد كان عاملا لديهم اعرج وفقير
وبكل بجاحة تقول أن تلك هى الحقيقة
ولو أضفنا لها انها لا ترغب بالإنجاب وكأنها تخجل أن يكون أب أولادها
أو حتى أن مستقبلها اهم
فتلك هي النهاية المنطقية لزواج يسير على عكازين بالطلاق
كما جاء بالمشهد الأخير
وليكن ذلك هو الإجابة التى لم تفه بها ندى عن لماذا تزوجته؟

* أوقن ان ندى ستندم وربما تحاول إسترجاع جاد
وربما يكون ذلك حل ملائم
ولكن اتمني الا يقبل جاد بعودتها إليه
فهو أمامه مستقبل جيد ويستطيع الزواج ممن تفخر به ويرى بعينيها نظرة التقدير والحب والإحترام

* را ئعة انت حبيبتي في تناولك لتلك البشرى التى لا يحركها سوى الطمع
وكم اشفقت على كارما وهي تقص على والدها إهمال امها لها
وعدم إهتمامها بأى شى يخصها
حتى الرياضة البدنية كالعوم وغيره

* أتعلمين جميلتي ليت بشرى تطمع بزوج آخر حتى تعود كارما لوالدها وجدتها وتحيا بشكل طبيعي

*حبيبتي الجميلة ما أجمل مشاهدك مع الأطفال عموما خاصة عبد الله وضياء
كم ترسميي البراءة والصدق في حوارهما الجميل مع اسامة
ايضا احمد وهو يتلاعب به بمنتهي الجمال
أى قريبا سنشهد العرس المزدوج لسلمي وسندس

*ويتفرغ أحمد وشموع لتحقيق حلمها الكبير بطفل جديد

*نهاية الفصل جميلة جدا يا قمراية تليق بندى التى بقيت بمنزلها عادى منتظرة ان يقف جاد على اعتابها طالبا سماحها وغفرانها ومغدقا عليها من حبه الكبير
بعد ان تتدلل عليه ولا تمنحه صفحها بسهولة
فإذا بأخيها يخبرها بطلاقه لها


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-24, 06:27 PM   #262

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,885
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
فصل روووعة تسلم ايدك يارب
نصير وفوز مستحق و بشرى متل العادة طمعها غلبها وللاسف بتشتغل بنتها لتحقيق رغباتها بس عا مين
شو بحب تصير وحنانو واحتواءه لبنتو
أسامة وحبو لسندس الله واخيرا نال الموافقة من صبا وعبد الله قبل احمد بيه الشمري المشهد.كان قمة الجمال والهصامة ضيا وعبد سكرة وعسل والله
المشهد ككل رووعة
واخيرا ندى وطلاق ي جاد الها خطوة متأخرة للاسف عرف قيمتو عندها بأقسى الطرق همجي وغوغائي جاهل اعرج
تخلى عن كل احلامو بسبيل حلمو فيها وكلو أمل أنها راح تكون الو العوض
هل حبتو وهيي بتستعر منو ومن اصلو جوابها كان بليغ وللاسف ندى شايفة نفسها زوجة قامت بواجبها عا أكمل وجه وهوي الغلطان باقتحامو مكان عملها والتحرؤ عا قدسيتو ما لاامت كريم ابدا همها مظهرها أمام الكل وكيف ظهور حاد معها أساء الو
صعب تحس نفسك قليل عا شخص ابديتو عن الديني كلها وحتى عا نفسك طبيعي بعد الصفعة جاد يفيق لروحو لهلأ ندى ما استوعبت شو صار لما اوعى هل راح تحمل نفسها المسؤولية أو متل العادة تتنصل هيي حين حب جاد الها هلأ دور جلال كأخ يعرفها وين غلطت ويوجهها
الفصل ككل ابداع شابوو الك

الوضع كان صعب جدا بينهم خاصة زوجين في بداية حياتهم والزوج لا يشعر بوجوده بل مطالب انه يكون تابع لاحلام زوجته حتى ينال الرضا
شئ صعب مهين لكرامة الرجل
تفوق المرأة في عملها لا يعني الغاء شخصية الزوج او التكبر عليه
سعيدة بمرورك الجميل ????


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-10-24, 11:29 AM   #263

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,885
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الورد والياسمين سمانا المبدعة

*الفصل السابع عشر ج١*
☆من أطلق البركان..!؟☆
يظل الغضب خامدا طالما المرء لديه الامل وتسكن جوارحه مشاعر راسخة
عاش عليها عمرا يرنو أملا مستحيلا
فيظل يمنح من نفسه وكبريائه قربانا للحفاظ على تلك المشاعر
وبلحظة ينكشف بها حجم الوهم الذى عاشه
تنفجر براكين الرفض والإستسلام المهين لمشاعر لم ير يوما مقابلا لها

المواجهة بين جاد وندى تفجر كل المكبوت بالصدور
بحقيقة خجل ندى منه وعدم تقديرها لمشاعره وكفاحه من أجلها على الإطلاق
خاصة أنها أبدت كل هذا الإستياء والغضب
من مجرد ظهور جاد بالجامعة وكأنه عار
وقد منحها جاد أكثر من فرصة لتتراجع عن أقوالها أو تبدى ندما لما بدر منها
فتكون مغادرتها بهدوء هو الحل الملائم

☆طعم النجاح☆
جميل جدا أن يبذل المرء ما عليه وينجح فيه ويحصد نتاج جهده سمعة طيبة ومكسبا ماديا أيضا
ولكن هناك البعض ممن يتسلقون على إنجازات الغير
كنبات طفيلي يستمد الفائدة منهم بطمع وبدون مجهود
سوى نفس مريضة قد تستغل أى شئ أو شخص
للمزيد من المكاسب بلا أدنى شعور بالخجل

بشرى الإنتهازية كما هي لا تتغير
أى نجاح لا يخصها تريد الحصول على مقابل له
بينما نصير فقد احرز فوزا صعبا بتلك القضية ستغير من مكانته كمحام مرموق
ويفلح في أخذ كارما معه لبيت والدته لتنعم بدفء وحنان خالص
منزه من أى مطامع مادية

☆الصبر الجميل☆
التمسك بالحلم وأن يحقق المرء غايته مهما طال الوقت يدل على إخلاصه
وانه سيمنح حلمه هذا كل الوفاء والإخلاص
بعدما بذل كل ماعليه
فما أروع ان تصل البدايات لنهايتها الجميلة

أخيرا يا جميلة يوافق الجميل احمد على خطبة أسامة وسندس
وقد بدا هذا واضحا من تصرف الصغار وأيضا من مقدم سندس لأول مرة
ولكن أسامة من طول إنتظاره لا يصدق أن أحمد وافق اخيرا
تلك هي الخبرية الجميلة ياقلبي

بينما المشهد الاخير بمقدم جلال ليأخذ اخته لبيت الاسرة فهو المنطق الوحيد الذى لم تدركه ندى بعد بأن جاد طلقها
وهذا خير ما فعله وكان يجب أن يفعله من قبل

سلمت حبيبة قلبي
كل السعادة لقلبك

جمعة مباركة عليك غاليتي شيزو

صعب جدا على الإنسان الا يشعر بالتقدير والاصعب ان يكون قلة التقدير نابعة من الشخص الأقرب إلى القلب، شريكة حياته ورفيقة دربه
وبالنسبة لجاد هي معشوقته وأمله في الحياة
الطلاق والبعاد كان افضل الحلول حتى ولو في الوقت الحالي
نصير نال ما يستحق من نجاح بعد طول تعب ومجهود في عمله وأجرة عن تلك القضية قد يساعد في استعادة المزرعة كما كانت
ومن حسن حظه انه استطاع الاحتفاظ بابنته ولو لمدة قصيرة يعوض بها الفراق
أسامة تمسك برغبته وسعي لها وكانت النتيجة الحصول على ما يتمني وموافقة أحمد بيه على الخطبة اخيرا بمباركة الجميع
شكرا شيزو على كشاركاتك المميزة دائما
دمتي بكل حب وسلامة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-10-24, 03:46 AM   #264

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 13,948
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الورد حبيبة قلبي إيمان الجميلة

حبيبتي لسوف أغيب عن المنتدى الاسبوعين القادمين
ولن استطيع دخول المنتدي
ولكم سأشتاق لك ولحبيبتي إكتمال
وكل القارئات الجميلات
وإن شاء الله أعاود لقائكم بعد العودة
ادعو لى بالتوفيق حبيبتي

هتوحشوني جدا جدا
استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-24, 07:14 PM   #265

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,885
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الورد حبيبة قلبي إيمان الجميلة

حبيبتي لسوف أغيب عن المنتدى الاسبوعين القادمين
ولن استطيع دخول المنتدي
ولكم سأشتاق لك ولحبيبتي إكتمال
وكل القارئات الجميلات
وإن شاء الله أعاود لقائكم بعد العودة
ادعو لى بالتوفيق حبيبتي

هتوحشوني جدا جدا
استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه


في حفظ الله وأمانة عزيزتى
ربنا ييسر كل أمورك على خير
هنفتقد تعليقاتك المبدعة كثيرا ووجودك المميز
وفي انتظار عودتك على كل خير


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-10-24, 03:55 PM   #266

ثناء يافي

? العضوٌ??? » 519760
?  التسِجيلٌ » Jul 2024
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » ثناء يافي is on a distinguished road
افتراضي غيوم البعاد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما صافية مشاهدة المشاركة
{الجزء الثاني من
الفصل الخامس عشر}
~~~~~

منذ عاد إلى منزل والدته وهو يلزم الصمت الشارد ..
صمت أسود يظهر من عقدة جبينه وزيغ نظراته
أخبرها باختصار عما حدث في المزرعة ولم يتحدث بعدها
أصرت على تناوله الطعام فتظاهر بالأكل من أجل خاطرها
وحتى تتناول هي بعض اللقيمات تسد بهم رمقها
لاذ بغرفته بعدها يحرق في تبغ سجائره، يدور ويدور في دوائر مفرغة داخل متاهات عقله وهو يقف في المنتصف وحيدًا دون أهل أو عزوة
بل الأسوأ .. عزوته وأهله هم ألد الأعداء ومن أجل ماذا ..
لا سبب محدد سوى عصبية قبلية وتمسك بعادات وتقاليد جبلوا عليها
وتشبثوا بها حتى ولو حادت عن الحق
صوت صرير فتح الباب نبهه إلى وجود والدته القلقة عليه
وعلى منحى تفكيره الذي يبتلعه منذ الصباح
أدار رأسه إليها يمنحها ابتسامة طفيفة تحمل من الألم والخيبة أكثر
من الطمأنينة والسكينة التي أراد أن يبثها إياها
تقدمت بملامح أم تهزم الصعاب بثبات وتخفي خوفها
وقلقها بابتسامة رقيقة حنونة
ضمت كتفيه إليها وأراحت رأسه فوق صدرها الدافئ بعد أن
مالت لتلثم قمة رأسه بعطف تملس على خصلاته القصيرة بحنو
تبثه الطمأنينة والقوة بصوتها العذب الرؤوف
:- هون على نفسك يا ولدى اللى حُصل مكانش بيدك .. فداك مال
الدنيا كلاته المهم تكون بخير وسلامة
رفعت ذقنه إليها لتتأمل عينيها المحملة بالحزن والهموم بمقلتيها الدامعة، الراجية مردفة
:- أنت را چلى وسندى في الدنيا .. كل شى بعديك أنت وبتك مالوش جيمة ولا عازة .. والحمدلله أنكم بخير
عادت تضمه إليها بعاطفة الأم الماحية للأحزان والمضمدة للجراح تتمتم بالدعاء بتضرع إلى الله
:- ربنا يحفظك من كل سوء يا ضنايا
شدد من ذراعيه حول خصرها يتشبع من هذا الحب الصافي الذي لا تشوبه شائبة لدقائق طويلة
ثم ابتعد قليلا يتلمس كفيها ويلثمهما بحب متشبث بهما ورفع نظراته إليها يفضفض بما يعتمل داخل
صدره من حزن وألم
:- المنظر كان رهيب يا أمى .. مدبحة حقيقة .. شفت سنين عمر أبويا
بتضيع قصاد عينى وأنا عاجز عن فعل أى شئ
جلست بجواره تواسيه بجدية واهتمام بفلذة كبدها
:- بعد الشر عنيك من العچز يا ولدى.. أنت عملت اللى عليك وزيادة
شددت على كفه بقوة تجذبها برفق لتلفت انتباهه مؤكدة على كلامها في محاولة لإقناعه ونفض الحمل من فوق أكتافه
:- اسمع يا نصير .. أنت نفذت وصية أبوك واسمه اترفع فوج المزرعة .. أنت يا ولدى عملت اللى هو ماكنش يجدر يعمله ووجفت جصاد أعمامك وأخدت المزرعة من بين أنايبهم .. بكفاية لحد إكده
جعد جبينه يتأملها بعدم فهم لما ترمى إليه ثم استفسر بدهشة يُكذب المعنى الذي وصله
:- قصدك إيه يا أمى .. مش فاهم!!.
زفرت بقوة وقد اشتدت نبرتها الواثقة في قرارها فهي لاتملك غير ولدها ولن تتهاون عن بذل الثمين والغالى في الحفاظ على حياته وهي أكثر من يعلم ببطش أعمامه ومدى ظلمهم الذي لم يسلم منه ولا حتى شقيقهم الراحل
:- جصدى كيف ما فهمت .. المزرعة بجت باسم أبوك وخلاص .. هملها باسمه واليافطة مرفوعة عليها كيف ما وصى وأنت انتبه لحالك وعاود لشغلك وبتك
هز رأسه يستوضح أكثر ويناقشها في الأمر
:- يعنى عاوزانى أسيب المزرعة مهجورة وعليها اسم أبويا
رفع حاجبيه دهشة وقلب شفته مردفًا بعدم اقتناع بالفكرة
:- طب فرضنا أن ده حصل .. برضو هكون قريب منهم .. وهاجى البلد أزورك ومش بعيد أحتك بأعمامى ولا ولادهم لأى سبب
وبدون ذرة تفكير أعلنت بجدية
:- ههمل البلد وأعاود أمعاك المهم سلامتك وتبعد عن الشر
هز رأسه متعجبًا من فكرتها الغير منطقية له
:- وفرحتك برجعوك البلد وقربك من أختك وبناتها .. عزوتك وبيتك اللى
دبت فيه الحياة من جديد .. هتسيبى كل ده لمين
قبضت على معصمه تتعمق داخل مقلتيه بنظره راجية تماثل نبرة
صوتها الدافئ
:- كله يهون بس تكون بخير يا ولد عمرى
أخفض رأسه قليلا يفكر بتركيز بينما أفضت بما تحمله داخل صدرها لسنوات عديدة
:- أنت كل ثروتى وتحويشة عمرى .. أبوك الله يرحمه صُح كان راچل طيب..
طيب جوي لكنه ظلمنا وهو عايش بضعفه وخوفه من خواته وهملنا نعيش
بعيد عنيه يا دوبك يحن علينا بزيارة من الموسم للموسم ..
وأنى صبرت على العيشة ديه لاچلك أنت .. لاچل ما تكبر
وتتعلم حتى لو في ضل أبوك لكنى ربيتك على الشدة والجوة
.. ولما أبوك شاف عودك الصلب رمي حمله عليك وشيلك وصيته ورغبته في الدنيا اللى هو مجدرش عليها
زفرت بعمق وأسى لتفصح عن قناعه فهي من ربت واهتمت وأنشأت ذلك الرجل برعايتها وجهدها
:- لكن حج ربنا أنت مش مديون له بشي أكتر من إكده.. صُح كان بيصرف علينا ويراعينا من بعيد لبعيد لكن أنا اللي تعبت وربيتك لحد ما بجيت راچل يسر العين والجلب .. ومش هاچي دلوك أعرضك لأذى أعمامك اللى حميتك منهم طول عمرك .. بكفيانا ونعاود على مصر
كان يتأملها ويستشعر خوفها وحرصها على حياته وسلامته ولكن عقله لا يقبل بالهزيمة
وكرامته لا تسمح له بالهرب من المواجهة
عليه التفكير بعمق وإيجاد حل حاسم لتلك المعضلة
********.

ضحكت بمرح تمازح صديقتها القديمة عبر الأثير
:- والله وحشتينى جدا يا فرح و عارفة إنى مقصرة معاكى ..
بس صدقينى أنا في دوامة ومعنديش وقت أعمل أى حاجة
أجابت فرح معاتبة والتي هاتفتها تليفونيا بعد أن أخبرها زوجها
بما حدث صباحًا في المزرعة
:- أنتِ لسه هتبررى يا ندلة ولا خلاص كبرتي علينا يا ست الدكتورة ..
ده لولا مدحت قالى إنك بعتالى السلام مكنتش هكلمك خالص
استعادت ندى بعض من نفسها التائهة في دوامة العمل واسترسلت في مشاغبتها
:- طب ما تتكلمى أنتِ يا هانم وراكِ إيه يعنى ما أنتِ قاعدة في البيت لا شغلة ولا مشغلة
أجفلتها صرخة فرح العالية الملتاعة على طفلها الصغير الذي بالكاد يمشى بضع خطوات خرقاء وتركت الهاتف لتسرع إليه وتحمله بين ذراعيها بعد أن سقط على وجهه وشرع في البكاء
عادت إلى هاتفها المحمول الملقى بإهمال فوق الأريكة بعد لحظات وهي تدلك ذراعي وساقي الصغير ليهدأ وهي تهتف على صديقتها بلوم
:- شفتى يا ستى اللى ورايا .. أنا لو غفلت لحظة عن فادى بيعمل مصيبة أنتِ فاكرة الجواز وتربية الولاد سهلة ولا إيه .. بكره تخلفى وتعرفي
:- بعد الشر عنى .. مش وقته خالص أوعى تقولى كده في وشى
أطلقت عبارتها سريعًا بتلقائية نابعة لرفضها لهذا الأمر بشكل قاطع شهقت فرح توبخها بحميمية
:- أنتِ هبلة يا بنتى أومال هتوهبى نفسك للعلم .. ليه هتخترعى إيه ولا تكتشفى إيه .. يا بنتى جوزك يزهق ويطفش منك لازم تربطيه بالعيال
أطلقت ندى ضحكة مرحة تتهكم على أسلوب حديث صديقتها
:- ياااى بقيتى بلدى أوى وبتتكلمى زى ستات البيوت العواجيز .. يا بنتى أنا عاوزه اثبت نفسى وأحقق حلمى
تنهدت ندى بعناء فلا يوجد من يفهم تفكيرها وترتيب أولوياتها ولكنها استطردت موضحة
:- فيها إيه لما اهتم بشغلى ودراستى.. لا أنا أول واحدة ولا أخر واحدة تعمل كده وخصوصا في أول حياتهم
ضمت فرح طفلها الصغير إلى صدرها تهدهده ليغفو بين أحضانها
:- الحمدالله إنى مش مهوسة بالدراسة زيك .. أنا عندى مدحت وفادى بالدنيا ربنا يحفظهم ليا .. ونصيحه منى يا ندى أوعى تنسى نفسك وتأجلى في الخلفة لغاية ما العمر يجرى منك ديه نعمة كبيرة وغريزة ربنا زرعها فينا ..
تأملت ملامح طفلها الغافى الرقيقة ولثمت بشرته الناعمة مردفة بعاطفة حنونة
:- صدقينى مفيش أحلى من إنك تكونى أم لكائن صغير يجننك ويطلع عينك وياخد قلبك منك
ابتسمت ندى برقة وتمتمت بالدعاء لصديقتها
:- ربنا يباركلك فيه يا حبيبتى .. أنا مبسوطة أوى أنى سمعت صوتك أنتِ كنتى وحشانى أوى بجد
سمعت ندى صوت المفتاح يدور في باب الشقة فحولت نظرها إليه وهي تنهى المكالمة مع صديقتها
:- أوعدك مش هتأخر عليكِ تانى ونتواصل على طول خلى بالك من نفسك
أغلقت المكالمة وعينيها تتحركان مع جاد الذي تخطاها ودلف إلى غرفة النوم وشرع في نزع ملابسه
تبعته إلى الداخل تعاتبه بلطف
:- اتأخرت كده ليه يا جاد وقافل تليفونك .. أنا كلمت عم خضر في المزرعة قال إنك مشيت من بدرى
رمى قميصه على طرف الفراش بإهمال يجيبها دون النظر نحوها
:- كان عندى شغل بره المزرعة
اقتربت تلتقط قميصه من فوق الفراش وتضعه فوق المشجب وتعيد سؤالها
:- وقافل تليفونك ليه!!.
أكمل ارتداء ملابسه يجيب باقتضاب
:- يمكن الشحن خلص من غير ما اخد بالى
اندفعت تشاركه في تفاصيل يومها معلنة عن نجاحها
:- عرفت اللى حصل .. الحمدالله مفيش ولا حيوان من اللى بعالجهم حصله حاجة .. الحادثة طلعت بفعل فاعل بس الموقف كان صعب جدا .. ونصير صعب عليا أوى خسارة حيوانية ومادية كبيرة ربنا يعوضه خير
قاطعها بحدة يُنهى الحديث عن ذلك المحامى المتأنق
:- عرفت .. البلد كلها عرفت مبروك أن اسمك سليم ونضيف
قطبت حاجبيها المنمقين تتفحصه بذهول متسائلة
:- في إيه ياجاد هو إيه اللى حصل .. وإيه الطريقة اللى بتتكلم بها ديه
زفر بضجر ورفع بصره إليها أخيرًا يصيح بضيق
:- مالها الطريقة يا دكتورة .. ما أنا بهنيكى على نجاحك أهوه .. المطلوب منى أعمل إيه تاني
زاوت بين حاجبيها مفكرة لبرهة ثم تساءلت بحيرة
:- أنت لسه زعلان عشان نزلت النهارده .. ده كان ظرف طارئ وقلت لك تيجى معايا وأنت رفضت
التفت نحوها بسرعة أجفلتها يصيح في وجهها بعصبية لم ترها منه من قبل
:- أجى اعمل إيه يا دكتورة .. أشيلك الشنطة ولا أواسى حضرة الأفاكوتو الأنيق
اتسعت مقلتيها جزعا من منحى كلامه الغريب وقالت بتشتت
:- أنت بتقول إيه ..أنيق إيه وكلام فارغ إيه .. أنا ما اسمحلكش تكلمنى بالطريقة ديه
فز من مكانه يتقدم خطوة واحدة سريعة يمط عنقه للأمام ومقلتيه متسعة بنظرة جنونية أجفلتها
:- تسمحى بإيه يا دكتورة .. قوليلى تسمحى بإيه عشان أعرف أكلمك إزاى .. ما هو أنا مش عجبك أصلا .. لا لبس ولا كلام ولا مستوى ولا حاجة خالص
انكمشت على نفسها مجفلة تتساءل بتردد وحيرة
:- إيه اللى بتقوله ده .. أنت عقلك راح فين .. أنا مش فاهمة أنت بتفكر
في إيه.. وضح كلامك
زم شفتيه يزفر بضيق ناظرا إلى سقف الغرفة يحاول السيطرة على انفعالاته الثائرة ثم أخفض مقلتيه صوبها يتأملها بنظرة اختلطت فيها مشاعر الحب بالغيرة بالكرامة المجروحة وقال بغموض
:- هتعرفى .. وهوضح لك كل حاجة ما تستعجليش يا دكتورة
ازدردت ريقها الجاف ببطء تحاول استيعاب كلماته وفهم انفعالاته
وهو يدور في الغرفة على غير هدى قبل أن يرتدى خفيه ثم يخرج متوجها نحو الحمام
أخرجت صوتها بنبرة هادئة متوجسة
:- على فكرة أنا عاملة أكل من بدرى ومستنياك
أجاب بجفاء دون أن يتوقف عن طريقه
:- مش جعان أنا هاخد دش وأنام
:- هتنام من دلوقتى!!.
قالتها بتعجب فمازال الوقت مبكراعلى النوم فجاء جوابه المقتضب
:- أيوه هسافر من الفجر على مصر
لوت عنقها تطالعه بدهشة
:- سفر تانى .. أنت لسه راجع أمبارح
توقف عند عتبة الحمام واستدار نصف استدارة يواجهها ويقول بنبرة هازئة
:- شغل وأنتِ عارفة الشغل خط أحمر .. ولو مكونتش نفسى دلوقتى هكونها أمتى أومال
ثم دلف إلى الحمام وأغلق الباب خلفه وتركها تقف ذاهلة من أسلوب معاملته العجيب و البعيد كل البعد عن جاد العاشق المتيم

********.

يتبــــــــــــــع
سلام كيف فينا نتابع الفصول الجديدة فصل ١٦


ثناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-24, 07:05 PM   #267

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,885
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء يافي مشاهدة المشاركة
سلام كيف فينا نتابع الفصول الجديدة فصل ١٦

أهلا بك عزيزتى
بيتم رفع اللينكات كل فترة نظرا لانشغال الاشراف حاليا

لينكات الفصول التى تم نشرها
الفصـل السادس عشر
https://www.rewity.com/forum/t491675-25.html

الفصـل السابع عشرج1
https://cloud.rewity.com/forum/t491675-26.html

النشر يوم الثلاثاء كل اسبوعين وشكر لمتابعتك


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-10-24, 10:14 PM   #268

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,885
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

{الجزء الثاني من
الفصل السابع عشر}
~~~~~


تحجل على قدميها بمرح وشقاوة أمام والدها الذي يراقبها بعين وبالأخرى يتفقد ما آل إليه حال المزرعة بعد التطورات الأخيرة
توقفت تلتفت صوب والدها تصيح بصوتها المحبب إلى قلبه
:- بابى .. ممكن أأكل البكرات ديه
انطلقت قهقهات نصير وهو يسرع الخطى نحوها ثم جلس القرفصاء أمامها يضمها إليه لاثمًا وجنتها باستمتاع وحب
ثم قال معاتبًا يتباسط معها في الحديث
:- بكرات .. بنت الأستاذ نصير المحامى تقول بكرات .. ضيعتى اللغة العربية يا كوكي
داعبها بطرف أنفه في عنقها لتطلق ضحكاتها الطفولية الصغيرة ثم حاوطت عنقه بذراعها الصغير وهو يوجه بصره صوب الأبقار
الواقفة خلف حواجز معدنية تمد رؤوسها للخارج لتلتقط الطعام والعشب من أمامها
ووضح لها بهدوء أصول اللغة العربية
:- دول بقى يا ستى اسمهم بقر أو أبقار ... مش بكرات يا أرق كركورة في حياتى
قبل وجنتها من جديد وقال مداعبًا
:- بس أنتِ من حقك تقولى بكرات براحتك في الوقت الحالى .. لكن
بعدين لا مساس باللغة العربية
تنهدت بنفاد صبر وهتفت به وهي تضع كفها على كتفه لتصل إلى مبتغاها
:- يعنى أأكلهم يا بابى
نهض من مكانه يجيبها وهو يبحث بعينيه عن أحد العمال من حولهم
:- طبعا يا حبيبة بابى
أشار إلى أحد العمال ليرافق الصغيرة في نقل بعض الأعشاب من المكان المخصص لها إلى الحوض المخصص أمام الأبقار لتطعمهم كما تريد
وقف نصير ليس ببعيد يراقب ابنته ويتابع المستحدثات داخل المزرعة حتى حضر مجاهد بعد وقت قصير يرحب به مصافحًا
بادره نصير بعتاب لطيف
:- فينك يا عم مجاهد مش شايفك من الصبح في المزرعة
برر مجاهد بتلقائية
:- لامؤاخذة يا نصير بيه روحت أسلم اللبن بنفسي لمصنع ولاد خير الله
انتبه إليه نصير بكل حواسه مستفسرا
:- ليه حصل حاجة جديدة .. أنا سبق وكلمتهم أن الكمية هتكون أقل من اللي اتفقنا عليه بسبب الظروف اللي حصلت .. وعرضت أدفع الشرط الجزائي لكن رفضوا وقدروا الموقف
أومأ مجاهد مصدقا على كلامه وأكد قائلا
:- مظبوط حديتك يا بيه.. كل الحكاية أن اليوم معاد الشيك بتاعنا فروحت أخده بنفسي الصراحة مبجتش مأمن لحد بعد اللي حُصل في المزرعة
أكمل مجاهد حديثه وهو يمد يده داخل فتحة جلبابه ويخرج من جيب الصديري الداخلي محفظته ومنها الشيك الذي قدمه نحو نصير مواصلا
:- وأدى الشيك يا بيه.. ربنا يباركلك
ظهرت بسمة خفيفة على شفتي نصير وهو يلتقط الشيك
ويلقي نظرة على المبلغ المكتوب ثم حملق في وجه مجاهد شاكرا
وقد تذكر كيف عاون هذا الرجل والده من قبل وهاهو يثبت ولاؤه له وللمزرعة من جديد
شكره نصير وهو يربت على كتفه بخفه ممتنًا
:- ربنا يبارك فيك يا عم مجاهد
وضع نصير الشيك في جيب سترته الشبابية وعينه تحيد صوب ابنته
التي تراقب الأبقار وهي تتناول طعامها ثم سأل باهتمام
:- قولي يا عم مجاهد.. العمال اللي مشيوا من هنا لاقوا شغل ولا لسه
حرك مجاهد يده في الهواء يجيبه ببساطة
:- فيه اللي لاجي شغل وفي اللي بيشتغل باليومية في أي شغلانة
زم نصير شفتيه وهو يجوب بنظرة خلال المرعي المفتوح الذي يجمع كل ما تبقى من حيوانات المزرعة ثم تساءل مفكرا
:- هي ديه كل المواشي اللي عندنا دلوقتي .. مش كده يا عم مجاهد
وجه مجاهد بصره إلى الحظائر وبدأ يشير بذراعه وهو يشرح بهدوء ما قاموا بعمله أثناء غيابه
:- أيوه .. احنا جمعنا كل المواشي في حظرتين بس .. وجفلنا التنين الباجين لحد ما ربنا يفرچها
هز نصير رأسه متفهما وسأل من جديد
:- والعمال اللي عندنا كفاية ولا محتاجين زيادة؟.
:- بكفاية جوي على كد الشغل دلوك
قالها مجاهد بعفوية في حين زفر نصير بخفة وهو يجوب بنظره في المكان
ثم التفت تجاه مجاهد وقال بجدية
:- اسمع يا عم مجاهد المرتبات هتفضل زي ماهي مفيش مليم هينقص منها.. ولو حد من العمال اللي مشيوا ومش لاقين شغل يحب يرجع مكانه أهلا وسهلا بهم وبنفس المرتب
حملق مجاهد في وجه نصير بإكبار وهتف مهللاً
:- اللي خلف ما متش صُح يا ولاد .. كيف أبوك تمام بيفكر في كل الناس ويراعيهم وكنهم (كأنهم) من أهله
وضع نصير كفه على كتف مجاهد وتحدث بأريحية وقد استعاد ثقته
في مجاهد
:- الناس غلابة يا عم مجاهد.. واللي حصل كان غصب عننا كلنا ولولا شكي أن الجاني من جوه المزرعة مكنتش مشيت حد خالص.. أنا عاوز ناس ثقة حواليا يا عم مجاهد
هز مجاهد رأسه يؤمن على الحديث وقال بنفس الجدية
:- عنديك حج يا نصير بيه.. ومن چهتى أنا هختار اللى يعاودوا للشغل على الفرازة ولا يكون عنديك فكر
تنهد نصير براحة يتمتم :- على بركة الله
قال مجاهد ببشر وابتسامة صغيرة
:- ولاچل خاطر الاخبار الحلوة ديه.. أبشرك بمولود چديد زاد على المزرعة
قرب نصير بين حاجبيه بعدم فهم وهو يدس كفيه داخل جيبي سرواله
:- مولود إيه؟.
وضح مجاهد مقصده بنفس الاستبشار والأمل في صلاح حال المزرعة
:- واحدة من المواشى العُشر (الحامل) اللى عزلينهم لحالهم ولدت من يومين على يد الدكتور توفيج
ضيق نصير عينيه مستفسرًا
:- الدكتور توفيق ده اللى جاى من طرف أحمد بيه
:- إيوه هو .. ديه راچل زين ومش بيشتغل غير مع السمرية
شعر نصير ببهجة وارتياح وحمدالله شاكرا على فضله ومجاهد يهتف بحبور
:- بشرة خير وبكرة ترچع المزرعة كيف ما كانت وجت أبوك الله يرحمه .. على يدك إن شاء الله
ربت نصير على كتفه وحثه ليذهبا لرؤية ضيف المزرعة الجديد
التفت نصير صوب ابنته ونادى عليها لتصحبه إلى الحظيرة
داخل حظيرة صغيرة نسبيًا حيث الأبقار المعزولة كان يقف الوليد الجديد بجوار والدته
أسرعت كارما ركضا صوب الصغير ولكن قبضة نصير كانت أسرع منها
حجم حركتها إلى جواره حرصًا على سلامتها وهو يولى انتباهه إلى كلام مجاهد الذي يتقدمهم إلى الداخل بروية
:- اتفضل .. سم الله يا أستاذ نصير أهوه العچل الصغير إهناك أهوه
رفعت كارما رأسها تحادث والدها بسعادة وحماس
:- وااو .. كيوت أوى يا بابي
أخفض رأسه يبتسم في وجهها وهو يحرر معصمها ويسحبها أمامه واضعًا كفاه فوق كتفيها بعناية ويدير حديث مع مجاهد
:- ما شاء الله اللهم بارك .. في كام بقرة حامل تانية يا عم مجاهد
أشار مجاهد إلى الجهة المقابلة مجيبًا
:- فيه تنين كمان أهم .. الدكتور توفيج بيجول خلال أسابيع هتولد واحدة ورا التانية
:- يا مسهل يا رب
قالها نصير بتفائل قبل أن يسأل باهتمام
:- والدكتورة ندى جت خلال الأيام اللى فاتت
:- لاه ماچتش
أومأ نصير متفهمًا وقال بهدوء
:- ربنا معاها أكيد مشغولة
بعد بعض الوقت انصرف مجاهد إلى عمله وأولى نصير كل الاهتمام لابنته التي تتحرق شوقا وحماس إلى الاقتراب من العجل الصغير
اقترب معها بحذر وجلس القرفصاء بجوارها وهي تربت برفق على جسد الحيوان الصغير ثم التفتت إلى والدها تسأله ببهجة وحماس
:- ممكن أأكله يا بابى
:- لا يا حبيبتى ده لسه صغير بيرضع من مامته لما يكبر شوية أكليه
تأملته الصغيرة بعيون فضولية ثم قالت بفرحة وهي تمسح على عنقه
:- أنا هسميه بكبك
:- بكبك!! .. اشمعنى يعنى!!.
قالت بمنطق طفولي عفوي
:- عشان هو بكرة يبقى اسمه بكبك
قهقه نصير بمرح وضمها إلى قلبه سعيد بما يقضيه معها من وقت غالى على نفسه وهو يستمتع بسعادتها وانطلاقها الطفولي

*******.

منذ عادت مع شقيقها وهي قابعة داخل غرفتها القديمة ساهمة شاردة
لا قدرة لها على استيعاب ما حدث
جاد العاشق الطيب الخاضع لأمرها كجنى المصباح تركها، تحرر منها
كيف استطاع التخلي عن حبها ..
كيف تمكن من البعد ..
كيف رحل بدون حتى كلمة وداع!!..
ولكن مهلا .. هل هناك كلمة وداع أكبر من (الطلاق)
سالت دمعة وحيدة من زاوية عينيها ربما فرغت مقلتاها من الدموع من كثرة ما ذرفته منذ الأمس
منذ أخبرها شقيقها بالكلمة الأخيرة لحياتها الزوجية
دموع صدمة ولوعة ... وخوف من القادم بعد أن تراكمت المصائب فوق رأسها من كل صوب
في الحياة ... وفي العمل والدراسة
طرقات خفيفة على الباب اتبعها دلوف لينا بصحبة ياسمين بهدوء
تجولت أعينهم في الغرفة ليجدوا ندى تجلس فوق الفراش سابحة في بحر الخيال بعيون محتقنة بالدموع
غير مدركة لوجودهم
انضموا حولها فوق الفراش كلا منهما تواسي بكلمة، بربتة يحاولون تخفيف المصاب عليها قدر المستطاع
قالت ياسمين متصنعة المرح
:- مش راح تنزلي تجعدي إمعايا شوي ديه إني چاية مخصوص لاچل خاطرك
اعتدلت ندى في جلستها قبالتهم تبدل نظرها بينهم بتألم وقالت بشئ من الحدة الغير مقصودة دفاعًا عن نفسها
:- قصدك جاية تواسيني ولا جاية تقطميني وتقولى إنى أنا السبب في اللي حصل
قطبت ياسمين حاجبيها وقالت لائمة بنبرة لطيفة هادئة مقدرة لحالة ندى النفسية
:- ومين يجدر يعاتبك ولا يجطمك .. ديه جسمة ونصيب
هتفت ندى في وجوههم وهي تطوح ذراعها في الهواء
:- كلكم بترموا الغلط عليا.. كلكم لو مش بالكلام يبقي بنظراتكم وأولكم أخويا
أرخت لينا جفنيها لبرهة ثم بدأت في الدفاع عن زوجها
:- إزاي بقي جلال يلوم عليكي .. ده أنتِ حته منه وقلبه موجوع عليكى
تنفست بشجن وقالت بتحشر بصوتها الباكي
:- لا كان بيلومني طول الوقت .. وحتى إمبارح مسألش إيه اللي حصل بين وبين
(صمتت للحظة صغيرة قبل أن تنطق اسمه بتألم مردفه)
.. وبين جاد قبل ما يحصل الـ…
لم تكمل الحديث وكأن بعض الكلمات قد سقطت من قاموسها لا تستطيع نطقها ولكنهم أدركوا قصدها وأعينهم تحتويها بعطف وشفقة مواسية
شبكت ندى أصابعها ورفعت رأسها
بعد هنيهة تردف عتابها الحزين بنبرة موجوعة متألمة
:- حتى عمة أصيلة لما رجعت مع جلال ما سألتش عن حاجة.. خدتنى في حضنها وبعدين طلبت مني اطلع اريح من غير ما تستفسر عن حاجة
قفزت من فوق الفراش تبتعد صوب الشرفة تخفي دمع عينيها الذي انهمر دون إرادة منها مستطرده بنفس العتاب
:- محدش اداني فرصة أشرح ولا أتكلم
نهضت خلفها الفتاتان، ياسمين تحتويها من الخلف مؤازرة ولينا تقف على بعد خطوات منهما تبرر بمواساة
:- مكنش وقت كلام .. جلال وعمة أصيلة سابوا لكي فرصة عشان تهدي وتستوعبي الوضع الجديد
اقتربت أكثر مؤكدة وهي تمسح على خصلات ندى التي انفلت بعضها من خارج طوق شعرها بإهمال
:- وأكيد هتتكلموا بعد كده .. بالعقل بعيد عن مشاعر الإحباط والصدمة دلوقتي
رفعت رأسها والتفتت نحوهما باندفاع تصيح بكبرياء مجروح
:- أنا مش محبطة.. أنا كويسه .. كويسه أوي .. ولو هو قدر أنه يتخلى عني أنا كمان هقدر اتخلى عنه بسهولة
تلقتها ياسمين بين يديها حين استدارت نحوها تربت على ذراعيها بحنان، تهدئ من روعها بإشفاق على الحالة التي وصلت إليها
تهدهدها بالكلمات برفق فهي صغيرة هذا المنزل التي نشأت على أيديهم
:- طب أهدى يا حبيبتى .. محدش جال إنك محبطة لكن الوضع صعب في حد ذاته على أى ست .. ومحتاچ فترة النفوس تهدي والأمور تستجر
انفلتت ندى من بين يدي ياسمين وتحركت إلى منتصف الغرفة وكأنها
لا تطيق الثبات في مكان واحد ولا تسيطر على انفعالاتها المحترقة وهتفت بلوعة تخرج ما تكتمه في صدرها
:- أنا مغلطتش .. أنا كنت عاوزه أحقق ذاتي وشخصيتي ..
هو اللي جه وفضحنى في وسط الكلية يتخانق ويضرب زمايلي زي ولاد الشوارع
.. من غير أي اعتبار لحرمة المكان اللي موجود فيه
تنهدت لينا وسألت بنبرة لائمة
:- ومين اللي وصله للحالة ديه!!.
رددت ندى بذهول تتساءل مع نفسها وهي تشير لصدرها
:- مين!! .. أنا .. طب ليه عشان حطيت أولويات لحياتي .. أنا ماخبتش حاجة عليه واتفقت معاه من البداية قبل الجواز وهو وافق
فتحت ذراعيها بقلة حيلة أمامهما تسهب في التوضيح والتأكيد
:- من البداية قولتله دراستي وشغلي لهم الأولوية ووافق.. مش مشكلتي بقي إنه غير رأيه بعد الجواز
صوت ياسمين الهادئ انطلق يفسر الوضع من وجهة نظرها
:- الراچل برضك معذور هيأچل حياته لحد ميتا وهينتظر يكون أب لميتا
اقتربت من ندى وقد لاحظت ضعف جسدها لرفضها تناول الطعام حزنًا منذ البارحة وسحبتها إلى أريكة جانبية لتجلس وتستريح قليلا وهي تواصل حديثها
:- الرچالة تحب الاستجرار في دارها ويحبوا يحسوا باهتمام شريك حياتهم
استسلمت ندى لحركة ياسمين وجلست على طرف الأريكة تضغط بأطراف أصابعها فوق صدرها المحترق توضح وتبين موقفها بحيرة وتيه
:- أنا ماخدعتوش يا ياسمين .. وماكنتش بفكر في الجواز لكن هو
اللى أثر عليا بعواطفه ومشاعره ..
سالت دموعها من جديد وذكرى تلك المشاعر الحارة الدافقة من زوجها تطرق قلبها بشجن مواصلة تبريرها
:- وقتها حطيت شروط عشان أقدر أحقق حلمى وهو وافق وعشان كده وافقت على الجواز.. من حقي أحقق أحلامي وإلا الجواز هيوقفنى في مكاني زيك يا لينا
رفعت رأسها صوب لينا الواقفة غير بعيد في نهاية جملتها لتتسع مقلتي لينا ذهولا وتساءلت بتعجب
:- أنا.. حياتي وقفت إزاى مش فاهمة!!.
زفرت ندى بيأس، لا تجد من يفهمها أو يقدر موقفها فقالت بقنوط
:- أقصد من يوم ما اتجوزتى وشغلك تراجع ومعرفتيش تاخدي الدكتوراه لغاية دلوقتي
تفكرت لينا لهنيهة في كلام ندى وهي تتفحصها بصمت ثم هزت كتفها ببساطة وشرعت في التوضيح لما خفي على تفكير ندى
:- صحيح يمكن رتم الحياة العملية بقى بطئ شوية لكن اثبت نفسي كطبيبة شاطرة وليا وضعي في المستشفى وبعمل ندوات توعية لستات القرية كمان يعنى خدمة عامة
تنهدت بخفة وهي ترتاح على طرف الفراش خلفها مردفه
:- ده غير إني بشتغل على رسالة الدكتوراه وبالفعل انتهيت منها وعلى وشك مناقشتها .. أخدت وقت شويه بسبب الحمل والخلفة لكن وصلت في الاخر
رفعت سبابتها في الهواء مؤكدة بنبرة حاسمة وعن اقتناع تام
:- وفي نفس الوقت استمتعت بحياتى مع حبيبى وبنتى اللى هما أغلى عندى من حياتي نفسها
رمشت ندى بجفنيها عدة مرات تتمعن في حديث زوجة شقيقها، تحاول استيعابه بهدوء بينما
شاركت ياسمين في الحديث بتعقل بنبرتها العطوف
:- حجك تحججى كل أحلامك بس أول حلم لأى بنت .. الحب والچواز والأسرة .. ديه دورها الأساسى بالفطرة وبعدها ياچى كل شى
لفت ندى رأسها تحملق في ملامح ياسمين بتشتت .. تحتفظ بكل كلمة من حديث لينا وياسمين داخل عقلها
رغم كل ما أثارته تلك الكلمات من مئات من الأسئلة بدأت في الظهور والدوران داخل رأسها بتبعثر وتسارع كاد يفقدها وعيها

*********.

يتبع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-10-24, 10:16 PM   #269

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,885
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

داخل السيارة المتحركة فوق الطريق الترابى للقرية التفتت كارما إلى والدها بعد أن قضت وقت لطيف في المزرعة وبكل حماس وطاقة الأطفال التي لا تنتهى هتفت مطالبة بالمزيد
:- بابي ممكن نروح الحضانة لمكة
أدار رأسه نحوها أثناء قيادته للسيارة وسأل بتعجب
:- مكة!!.. ليه مش هينفع ناخدها معانا بدون إذن والداتها
حركت ذراعيها في الهواء بحماس ولولا حزام الأمان الذي يعوق حركتها جزئيا لكانت قفزت فوق مقعدها بشقاوة
:- مش هناخدها يابابى .. بس ألعب معاها هناك .. هي قالت لى في هناك ألعاب كتير حلوة أوى
أمال رأسه جانبه يرمقها بزاوية عينه
لا يرغب أن تورث طبع الطمع من والدتها لذلك قال مداعبا بلطف يستطلع تفكيرها الصغير
:- مش حلو أننا نطلب ناخد كل حاجة في الدنيا .. أنتِ بتلعبى في المزرعة وهي في الحضانة وكمان أنتِ عندك حضانة في القاهرة
وبفطرة سليمة لم تلوثها نفوس البشر بعد هتفت بعفوية
:- ممكن تيجى تلعب معايا في المزرعة وأنا ألعب معاها في الحضانة وأنا هنا
أدرك من حديثها سلامة تفكيرها ونيتها الصادقة العفوية
وأن كل رغبتها هي طلب الصُحبة مع أطفال في مثل عمرها
اتسعت ابتسامته بارتياح ووافق على طلبها وهو يساومها بهدوء
:- أوكيه .. نعدى على الحضانة ونشوف نظامها إيه
رفع سبابته في الهواء يضع شروطه
:- لو عجبتك يبقى هتروحى كل يوم ومفيش بكبك
زمت شفتيها وقربت حاجبيها تعبس في وجهه بضجر ومقلتيه تتشبع من
كل حالاتها التي تدغدغ قلب الأب المحب داخل صدره وهتفت معترضة
:- لا يا بابى يوم بكبك ويوم الحضانة .. وناخد مكة معانا المزرعة عشان تشوف بكبك وتلعب معاه
قهقه باستمتاع يتلذذ بكل لحظة معها وبالطبع رضخ لطلباتها بكل ارتياح
وهو يحول وجهته صوب مركز الحرف على الطريق العام بين القرى والذي ليس ببعيد عن مزرعة والده
ركن سيارته جانبًا بعد أن دلف إلى مركز الحرف وقد عرف من الحارس على البوابة الوجهة إلى الحضانة
التي كانت قريبة من البوابة نسبيًا وظهرت أمامهم بعد دقائق قليلة بألوانها المبهجة وصيحات المرح والشقاوة تتصاعد منها وتصل إلى أذنيهما
صاحت كارما بحماس وهي ترفع نظرها صوب والدها المجاور لها
:- وااو .. حلوة أوى يا بابى
داعب ذقنها الدقيق بأطراف أصابعه يوبخها بلطف
:- يا نصابة أنتِ لسه شوفتى حاجة
وقفا سويًا أمام الحاجز الخشبي الملون القصير نسبيًا بارتفاع متر تقريبا
مما يتيح للأهالي مراقبة أطفالهم ولا يسمح للأطفال بالخروج
تابع نصير بعينيه الألعاب المتاحة وحركة الأطفال في الساحة والقائمين
على الأشراف أثناء وقت الراحة
جذبت كارما طرف سترته وهي تقف بجواره لا تستطيع الرؤية
بسبب الحاجز الخشبى لقصر قامتها الصغيرة
وهتفت بتطلب :- شيلنى أشوف معاك يا بابي
انحنى عليها يرفعها فوق ذراعه لاثمًا تلك الوجنة المكتنزة الشهية
خلال دقائق معدودة كانت صدفة تقف أمامه بملامح بشوشة بعد أن لاحظت وجوده ورحبت به
:- أهلا بحضرتك أقدر أساعدك إزاى؟.
بادلها الابتسام وسأل بدوره بكياسة
:- عاوز أعرف نظام الاستضافة هنا؟.
ضيقت صدفة مقلتاها مفكرة للحظة قبل أن تقول بحيرة
:- الاستضافة ديه جديدة علينا .. لازم أرجع لمديرة الحضانة وأسألها
أومأ موافقا ببساطة ولكنه سأل بفضول
:- تمام .. وحضرتك تبقي مين؟.



مطت عنقها تعلن بفخر مكانتها
في المكان
:- مس صدفة.. المشرفة العامة
على الحضانة كلها
ابتسم في وجهها بحفاوة وقال باستحسان
:- اسم لطيف أوي.. مش كده يا كوكي


سأل ابنته المستقرة فوق ذراعه
فأومأت بخجل موافقة وهي
تتفحص صدفة بفضول
عاد ليسأل بجدية ليطمئن على ابنته
:- ممكن أعرف هل في متابعة للولاد وهما في البريك للحفاظ على سلامتهم



التفتت خلفها صوب الساحة تشير بيدها وهي توضح أمان الوضع بثقة
:- طبعًا يا فندم .. زى ما حضرتك شايف في أكتر من نانى في الساحة
بتابع الأولاد وأنا موجودة على طول معاهم .. ده غير كاميرات المراقبة
زيادة في الأمان
أكد على حديثها بقبول

:- هايل .. طيب ممكن تسألى
المديرة على نظام الاستضافة
أومأت بتأكيد واستأذنت لتبتعد
نحو البناية الملونة المكونة من طابقين ودلفت إلى مكتب المديرة
في الطابق الأرضي



هتفت في حماس ونبرة إعجاب
داخل المكتب
:- مس سلمى ..تعالى شوفي البيه
اللى واقف بره .. يااه هو في كده قمر وشياكة وأناقة
شهقت سندس تتفاعل معها بمرح
:- صُح يا صدفة .. تعالى نشوف


نهرتهما سلمى بجدية وتحشم
:- عيب يا بنات إكده .. چرالك إيه
يا صدفة أول مرة تتكلمى بالشكل ديه
تنهدت صدفة بمبالغة وبررت بشقاوة
:- أصل الرجالة الشياكة ديه قليلين أوى
نهضت سلمى من مكانها وواصلت تقريع شقيقتها وهي تستدير حول مكتبها

:- وأنتِ يا عاجلة يا اللى خطوبتك
بعد كام يوم .. بدك تتفرچى عليه
جوى تحبى أجول للدكتور ولد خالتى
شهقت سندس من جديد تتشبث بذراع شقيقتها الكبيرة
:- لاه وعلى إيه .. مفيش داعى
الطيب أحسن


ثم التفتت نحو صدفة تتصنع الجدية
:- اتحشمى يا بنت يا صدفة وركزى
في شغلك .. وأنا هخرچ بنفسى
أتحدت وياه
قهقهوا جميعًا بمرح وشقاوة بينهم وصدفة تمنع سندس من التحرك
إلى الخارج موضحة


:- تعالى هنا يا خطيبة الدكتور ..
هو عاوز يقابل مديرة الحضانة
وضحت صدفة الأسباب لسلمى
التي تقدمت معها إلى الخارج
وهناك كان يقف نصير بجوار بوابة الحضانة وقد تجمع حوله بعض الأطفال وهو يمسك كف ابنته


التي تقف بجوار صديقتها مكة التي رأتها منذ لحظات وهرعت إليها بسعادة
أما ضياء وعبدالله اللذان تذكرا نصير واقتربوا منه يتحدثان معه بأريحية
:- بنتك ديه يا عمو؟.
ناظرهم نصير بلطف وتذكر لقائه السابق معهما في مزرعة والدهم
فقال مرحبا

:- أهلا .. أنتوا هنا طبعا ما المركز
كله تبع السمرية
صافحهم بعدم تكلف وهو يجيب عليهم
:- أيوه يا سيدى .. ديه كارما بنتى
:- حلوة جوى يا عمو
قالها عبدالله بإعجاب


أما ضياء فقد أخذ الخطوة الأولى وتوجه إليها مصافحًا
:- يا مرحب .. تعالى ألعبى إمعانا
ضحك نصير بانشراح وابنته تلتصق
به خجلا من ضياء فربت نصير
على كتفها وسألها بهدوء



:- هاه يا كارما .. إيه رأيك تحبى تلعبى معاهم وتقعدى في الحضانة هنا
وضعت طرف أصبعها في فمها وهي تنظر بخجل إليهم وتومئ موافقة
بينما هتفت مكة بتطلب تجيب
عن كارما
:- أيوه سيبها إمعانا يا عمو


وصلت سلمى أمامهم ترحب
بالرجل وابنته وخلفها سندس
وصدفة تتهامسان فيما بينهما على مظهر نصير الأنيق بمكر أنثوى
بحكم الصداقة التي ربطت بينهما
خلال الأيام
وسلمى تتحدث بعملية جدية


:- أهلا بحضرتك يا فندم الأستاذة صدفة جالت أن بدك تسأل عن
نظام الاستضافة
رفع مقلتيه نحوها يتأمل هدوء ملامحها ومظهرها الملتزم بفستان محتشم وحجاب طويل يماثل تلك الفتاة التي تقف خلفها تحادث
صدفة ولا يعلم هويتها

شعر بالارتياح والانشراح في المكان
بما يكفى ليستودع ابنته في أمانتهم
فابتسم في وجهها بكياسة وقال
بهدوء مستفسرًا
:- أهلا بحضرتك يا فندم هو حضرتك المديرة أنا اعتقدت إنها أكبر سنًا
تطوعت صدفة للتعريف


:- الأستاذة سلمى المديرة ودارسة رياض أطفال
أمال رأسها يهزها بلباقة يتمتم
:- تشرفت بحضرتك .. أنا فعلا عاوز أعمل استضافة لكارما لمدة كام يوم
أخفضت سلمى نظرها نحو الصغيرة وجلست القرفصاء أمامها تسائلها بتحبب

:- أهلا يا كارما .. إيه رأيك في الحضانة بتاعتنا تحبى تنضمى لينا وتلعبى مع الولاد الحلوين دول
أومأت كارما بقبول وخجل وهي
تتشبث بكف والدها من جهة وبكف مكة من الجهة الأخرى



داعبت سلمى وجنتها برقة قبل أن تنهض من جديد واستأذنت نصير
:- إيه رأى حضرتك كارما تلعب شوية مع أصدقائها لغاية ما نخلص كلامنا
تعالت صيحات ضياء وعبدالله مع
مكة بالموافقة فضحك نصير برزانة وسعادة وقد اطمأن قلبه على ابنته


ووافق بدوره لينطلق الأطفال ركضًا
في الساحة نحو الألعاب المعدة لهم ويندمجوا في اللعب سويًا
بينما دلف نصير إلى المكتب حيث تولت سلمى دفة الحديث
:- الحجيجة يا أستاذ نصير ديه أول استضافة تحصل في الحضانة ..


بس اسمحلى أسأل ليه متكونش
معانا على طول
جاوب نصير من مجلسه أمام مكتبها
:- كان بودى والله خصوصا المكان مريح والأطفال لطيفة جدا .. بس كارما مش متواجدة هنا في القرية بشكل دائم يعنى أحنا بنتنقل ما بين هنا والقاهرة


أومأت سلمى متفهمة ووضحت بجدية
:- تمام .. أنا كان غرضى بس إنها تستفيد بالدروس وتحفيظ القرآن معانا ..
لكن طبعا أهلا بها في أى وجت
شكرها نصير بلباقة وشرعت سلمى
في تدوين البيانات المطلوبة



وبعد أن انتهت تركت قلمها فوق الأوراق ورفعت رأسها بابتسامة خفيفة
:- تمام كده أهلا بكارما معانا واطمن عليها تحت رعايتنا
شكرها بهدوء وحرك كفه فوق سطح المكتب الذي كان يتكئ عليه وشرع يخرج محفظته وهو يستوضح


:- أوكيه .. الاشتراك هيكون قد إيه؟.
جائته الإجابة من خلف ظهره
حيث كانت تجلس سندس التي نهضت لتقف بجوار شقيقتها
:- مفيش اشتراك .. الحضانة
خدمة عامة لأهل بلدنا



قطب حاجبيه دهشة وأعاد نظره
نحو سلمى يتأكد من المعلومة
:- إزاى ده .. لازم يكون في اشتراك
حتى للقادرين والخدمة تتقدم لمستحقيها
حركت سلمى رأسها نفيًا وقالت
بهدوء صوتها وخجل نظراتها
:- مفيش فرج يا أستاذ نصير ..
الأولاد كلاتهم هنا متساويين ومش لازم يشعروا بأى فروج بيناتهم
التقطت قلمها الثمين من فوق
المكتب مردفة بنفس هدوئها
:- وفكرة المركز كلاته خدمة لأهل البلد .. والحضانة چزء من المركز
رفع حاجبيه بإعجاب يومئ بتقبل للفكرة ورغم ذلك قال
:- فكرة رائعة طبعا .. أنا كل يوم بيزيد احترامى وإعجابى لعيلة السمرى
طلت الابتسامة على وجوه الفتيات وهن ينظرن لبعضهن البعض بفخر
بينما رفع سبابته في الهواء مردفًا بإصرار
:- بس برضوا مُصر على المشاركة
بأى شكل لو سمحتوا لى
تنحنحت صدفة وشاركت في الحديث بفرض حل لتلك المسألة
:- لو حضرتك مُصر ممكن تتبرع للمركز بشكل عام

رفع إبهامه مشجعًا للفكرة
:- أنتِ هايلة يا مس صدفة فكرة حلوة
ابتسمت بتفاخر ثم ولت وجهها
نحو سلمى تستأذن منها
:- بعد إذنك يا مس سلمى هعرف
أستاذ نصير على المهندس صلاح السمرى مدير المركز
وافقت سلمى بتلقائية لينهض الجميع من أماكنهم ويودعهم نصير
بعد أن استوثق من رعاية ابنته
:- تمام .. ولو سمحتوا هسيب كارما
هنا لغاية ما أقابل المهندس صلاح
اقترحت سلمى بعفوية حرصا على اندماج الفتاة مع بقية الأطفال
:- يا ريت حضرتك تسيبها إمعانا باجى اليوم .. مش فاضل غير ساعة تجريبا
وافق بحفاوة وودعهم يرافق صدفة خلال المركز وهي تشرح له كمرشد سياحى كل جزء في المركز أثناء مرورهم عليه حيث مكتب مدير المركز
سار نصير بجوارها ببطء يستمع
إلى حديثها ويجوب بنظره في أرجاء
المكان، يشعر أن مكانه الطبيعى
في هذه القرية حيث جذوره التي
اجتثت منها عنوة منذ سنوات
عمره الأولى
كادا يصلا إلى وجهتهما وقد توقفت صدفة عن الكلام فقال نصير
يتباسط في الحديث مع تلك
الفتاة العفوية بدون تصنع
:- بس واضح أنك بتحبى المركز هنا
أوى يا صدفة
لفت رأسها إليه بانشراح وهتفت بحماس مؤكدة

:- أوى .. أوى أنا هنا لقيت نفسى وحياتى اختلفت كتير
شردت بمقلتيها بعيدًا تتذكر أيام
المولد وملابس الرجال التي كانت تتخفى فيها .. زفرت بعمق تنفض
تلك الذكريات الأليمة عن رأسها

وحركت رأسها تنظر إلى نصير
قائلة بنبرة عادية
:- بس حضرتك يا أستاذ نصير ... حليوة
جحظت مقلتى نصير وتوقفت خطواته يتأملها بذهول واستفسر بخفوت
:- أنا .. إيه!!.
ظهر الارتباك عليها وتلعثمت
حروفها وهي تشير إلى داخل المكتب
:- اتفضل حضرتك
لاحظ زاوية عينيها المسلطة على
شئ ما أو أحد ما بداخل المكتب وبمجرد دلوفه خلفها سمعها تقول بصوت خفيض
:- حمدالله بالسلامة يا سليمان
تفحص نصير الشاب المجند العابس الملامح الذي يجلس على المقعد
أمام المكتب الذي يحتله رجل كبير
في السن ويبدوا عليه الوقار لم تقوم صدفة بما تبرع فيه وهو
الكلام بل وقفت ساهمة
فمال نصير برأسه نحوها قليلا
ينتشلها من صمتها بصوته الهامس
:- هو ده الحليوة
وكأن دلو من الماء البارد سقط فوق رأسه أخذت تحرك رأسها على غير
هدى وتنحنحت بخفة ثم أشارت إلى المهندس صلاح تقوم بتعريفه ثم تعريف نصير

صافح نصير المهندس صلاح الذي
قام بدوره بتعريف سليمان بطريقة مرحة
:- المهندس سليمان الجارحى مع
وقف التنفيذ المؤقت .. زى ما أنت شايف كده
مد نصير كفه نحوه مصافحًا بترحاب
:- تشرفت بك يا بطل
شكره سليمان بخفوت رغم نظره
الغل التي تتقافز داخل مقلتيه ثم التفت إلى صلاح يستأذن
:- هستأذن أنا يا باشمهندس دلوك
عاد صلاح يجلس على مقعده بعد أن نهض ليرحب بالضيف وقال لسليمان
:- تمام ولينا لقاء تانى يا سليمان

:- أكيد ياباشمهندس
رفع حقيبته فوق ظهره وغادر المكتب وخلفه نظرات صدفة تصاحبه
دعى صلاح نصير للجلوس وقبل الشروع في الحديث سأل صدفة
:- ما تقعدى يا صدفة

أعادت عينيها صوب المهندس صلاح وقالت بارتباك
:- معلش ياباشمهندس .. أصلى لازم أروح الحضانة عندى شغل كتير .. بعد إذنك
سمح لها بالرحيل فهرعت خلف المغادر بغضب
بينما انتبه إلى نصير يعيد الترحيب به ويدعو بكرم ضيافة
:- أهلا بك يا أستاذ نصير ..
تشرب قهوة معايا
:- أشرب
قالها نصير ببساطة ليدور حوار ودى في جو من الألفة بينهما

*************.

في العاصمة وبداخل تلك الغرفة المتواضعة بالدور الأرضي كان جاد يجلس فوق الفراش وقد عاد لنقطة الصفر من جديد
عدة أيام مضت على الانفصال
ومازال يجتر أحزانه ويلوم نفسه على نطق هذه الكلمة
التي وضعت كلمة النهاية لعلاقة
طالما تمناها وحلم بها لليالى طويلة
لا يتذكر كيف قالها .. كيف انسلت حروفها من بين شفتيه
وكأن ذاكرته ترفض العودة لتلك
النقطة الضبابية المؤلمة
صوت صرير باب الغرفة الغير مغلق
لم يساعده على الخروج من
عالم خياله وأحزانه
دلف العم إبراهيم يناظره بتعاطف ويهز رأسه رفضا لهذه الحالة التي
سار عليها منذ عاد من القرية منذ
ما يقرب من ثلاثة أيام
جذب المقعد الخشبى الوحيد
بالغرفة وقربه من الفراش فانتبه جاد أخيراً للحركة بجواره وأعتدل في
جلسته المسترخية
يخفى احتقان عينيه وإصفرار وجهه
جلس إبراهيم يتفحصه وقال بنبرته الأبوية المراعية
:- دورت عليك الصبح ملقتكش في الأوضة .. قولت كويس يخرج ويشم هوا ويفوق لشغله بقا
اخفض جاد أنظاره أرضا وقال بصوت متحشرج من قلة الحديث
:- كنت بخلص شوية أوراق كان
لازم تتعمل
عاتبه إبراهيم باهتمام يرغب في
انتشاله من حالته تلك
:- ورجعت لنفس قعدتك ديه بين الأربع حيطان .. وأخرتها يا بنى
زفر جاد بتألم وأنزل ساقيه أرضًا
يقول بقنوط
:- وعاوزنى أعمل إيه بس يا عم إبراهيم
حرك إبراهيم كفيه في الهواء يجيب بتلقائية
:- تخرج للناس .. تراعى شغلك
وتشوف مستقبلك لا أنت أول واحد طلق ولا أخر واحد .. بص لنفسك بقا
يا بنى وانتبه لحلمك
هز رأسه عدة مرات كالمجذوب
يتمتم بكلمات ساخرة من نفسه
:- مستقبلى .. لمين .. وعشان مين
.. ما خلاص .. مستقبلى وحياتى
وعمرى راح .. قلبى مات يا عم إبراهيم
ضرب الرجل كف على كف يحوقل بتعجب
:- لا حول ولا قوة إلا بالله .. ليه كده بس يا بنى .. كل شئ قسمة ونصيب .. ونصيبك معها خلص لحد كده
أشاح إبراهيم بكفه في الهواء يقول ببساطة
:- وأنت مكنتش مرتاح يبقى كان لازم النهاية تكون كده
نهض من مكانه يصيح بلوعة وفقد ينخر في جنبات فؤاده
:- لا مكنش لازم تكون ديه النهاية
نهض إبراهيم بدوره يتفحصه بدهشة ويتسائل بتعجب
:- أومال كنت عاوز النهاية تكون إزاى .. هو كان حد جبرك على الطلاق
استدار يواجهه إبراهيم بعيون محتقنة بالدماء، يستنشق الهواء بصعوبة والكلمات تخرج من بين شفتيه بتثاقل
:- أيوه .. مجبور .. أخوها أجبرنى

********.

نهاية الفصل السابع عشر
قراءة ممتعة



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-10-24, 10:49 PM   #270

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,885
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 5 والزوار 11)
‏سما صافية, ‏سحر المشرق, ‏عروب 55, ‏فالنسيا, ‏Ektimal yasine



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 29-10-24 الساعة 11:14 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.