05-05-24, 11:03 AM | #82 | |||||||
| الحنين (5) الحنين (5) * * في الماضي البعيد في يومًا من الأيام كان وتد يسمع صوت ابناء الجيران، فأخذ الكورة معه، حتى يجدهم عند بيت جارهم الذي كان يزرع الورود عند باب المدخل، وللتو تم سقايته بالماء، فرائحته منتشرة عبر الطريق عواد ابتسم -وش رأيكم نأخذ لأهلنا، أبي أمي تزرعه بحوشنا. عماد -لا يا عيال حرام السرقة بينما وتد يقف متسمرًا وكأن النقاش لا يمته بصلة، بينما عواد كان عنيدًا لذلك حفر بيده واقتلع الوردة من جذورها وهرب عماد -وش رأيك يا وتد نأخذ ياحظه عواد في بيتهم ورد بدون أن يشعر وتد -ايش قلت، ايه خلنا نأخذ لأهلنا. ربما شعر بالخوف وتد ! شعر بالحماس عماد وضم ثلاث ورود، وتد اقتلع واحدة ليهديها لوالدته .. عندما عاد، وجد والدته تبكي ، بكاء المحروم وتد بخوف -يمه وش فيك؟ يمه ليش قاعدة تبكين؟ سيوف تمسح دموعها -لا يمه وشوله أبكي، تعال يمه متى رجعت من المدرسة؟ وتد بخوف -أساسًا غبت يمه، كل ما دوامت يعاروني فيك، وأنا حلفت لا أحد تكلم بحرف باسمك والله لا ضيع وجهيهم، بعدين من زين مدرستهم. خذ لك هالوردة يمه. ابتسمت وهي تحتضنه -يا يمه وش لك بالعلوم اللي ما تلوق لك يا حبيبي، أنا أبيك ناجح بحياتك، أبيك وتد اسم على مسمى. ضحك وتد ببراءة -على هالخشم، بعدين كأن الورد زان عليك يمه، جعلني ما خلى منك. * * الآن بعد يومين بعد أن عالج جروحه من يد صاحبه بداح الذي شرع له صدره مرحبًا به أينما حلّ! كان يستند على ظهر الأريكة مغمض عينيه وصورتها تجسد الألم والمعاناة من رحيله -يا بداح خلاص لعادها من مشروب! بداح كان يسكب مشروب المناعة في كوب ثم تقدم إليه بخطوات واثقة وبأمر -اسكت بس، سم بالرحمن وفيه العافية يا وليدي، جعله شفاء لك نظر إليه وتد بضيق -قايلن لك تشبه لخالتي أم فؤاد ضحك بداح -عوذه، مير جلستي مع أمي وخالتي عذبة، ماعليك لا تضيع الموضوع واشرب. نظر وتد للكوب وبتكشيره -اشلون ممرض ومداوي شعبي، يا ولد الله يكرم النعمة. نظر له وبأمر -اشرب ولا يكثر. -أمري لله. تناول شراب دفعة واحدة -وش محطي أنت! -شوية اعشاب تفيدك يا ولد، ثم نام، لك يومين ما اشوفك نمت! تنهد وتد بوجع -اشلون بنام وانا عارف انها قلقانه عليّ، عطني جوالك بتصل عليه بداح -الجوال وراعيه حلالك -تسلم يا خوي * * كانت تنشر ملابس الغسيل في سطح، سمعت رنين هاتف والدتها، تركت ثوب مهملاً على حبل النشر ومسحت يدها على جانبي قميصها البارد -الو مين؟ وتد -غادة -ميـن! الووو وتد بصوته مثقل المتعب -أنا وتد صرخت غادة بغيض -وينك فيه، خليتنا نحاتيك، أمي لا تنام مثل الآودام، وأبوك محجر علينا! وتد بوجع من نبرتها المتألمة -غادة، كنت مضطر، عطيني أمي اكلمها -أمي، آه يا هالأم اللي تحملتك واجد، تصدق عاد أبوي صادق أنت مو هامك لا احنا ولا أمي ولا حتى أبوي، أنت لو فيك ذرة خير ما تركتنا نعاني سنة كاملة من الجوع. وبقهر اغلقت الخط بوجهه! -والله لا تحلم تسمع صوت أمي، مالت عليك من أخو. غيداء التي كانت تركض عبر السلالم، وهي تأخذ نفس -غادة، عجلي أبوي جاء ومعه أصحابه، أمي تناديك. غادة أمسكت بحوض الملابس البلايستيك -طيب، ترى توني قفلت من وتد، تخيلي بعد ذا الوقت يسأل عن أمي، لا تعلمين أمي. غيداء بوجع -أمي أعصابها على النار من كثر خوفها على أخونا. غادة -اتركك عنك هالكلام، ثم يلا خلينا نشوف أمي. عندما نزلتنا ودخلت بداخل غرفة والدتهما سيوف -اقفلي الباب يمه غادة حضنت أمها، وجلست بجوارها ثم قبلت يدها -يمه، وتد شكله ناسنا. سيوف بوجع -ما ينسانا، تربية سيوف، وتد ما ينسى أمه، جعل ربي يوفقه وين ما كان. نطقتها بكل حزن وأمل، ووافقتها غيداء، لمشاعرِ صادقة وتسألها بصوت تردد في ضميرها -يمه سولفي ليه أبو وتد طلقك؟ ابتسمت بوّد سيوف -ما صار النصيب يمه، يلا افردي لي هالشعر غادة -يمه، تردين ما ادني الحناء سيوف نظرت لها بحب -يا يمه زينة المره شعرها، أنا سويت لكم الحناء قبل لا يجي أبوكم وربعه. غادة بوجع وزعل وفتحت شعرها المسترسل، بينما سيوف التي بدأت تمسك خصلات شعرها الأسود طويل ثم ابتسمت -يطري على بالي جدتكم يوم إنها حنت شعري، وخذت هالعادة منها. وشف ما شاء الله شعركم بدأ يزين ويطول. غيداء بابتسامة -جعل هاليدين ما ننحرم منها يا أم وتد. غادة بدموع تحاول أن تبعد هالغصة -يمكن وتد ما يبينا يمه، عشان أبوي هميم، يمكن هرب سيوف بثقة وحكمة -ما غاب إلا لشديد القوي، أخوكم ماعليه خوف، بيرجع واشلون اختباركم؟ غادة -مدري يمه، بس زعلانة منه واجد، وشوله كل هالتأخير. ما غير كل يوم يجينا خبز من العامل. سيوف -هذا نعمة من الله نلاقي خبز.. يلا يا غدو تعالي يمه غيداء بضحكة -ابد بحنيك أنا أول، هو يحق لي ادللك يا أم دلال. ضحكت سيوف -عقب ما احنيك يمه. * * الجبيل أمام البحر يتأمل الأمواج الضاربة بعمق، هرب من شياب ومن عمله وتقدم إلى خانة ذكريات التي أصبحت مرفأ له ولحبه، جلس يتذكر براءتها وصوتها طفولي ومرحها! جزء دفين من نفسه فضل أن يحتلَّ وحده موقع المسؤولية، جزء دفين للحادثة رغم فظاعتها، تمنى مشاركتها أي شعور حتى وإن كان الحزن، بيدٍ من وهن الوجع التقط هاتفه متأمل صورتها العذبة طفولية، في داخله رغبة الانتقام، كثرة الوجع يا خليل لا تضعفنا بقدر ما تقضي فينا على مساحات الرحمة والتقبل، هو علم بأن عمه الوافي يخفي وراء رفضه أسباب لا يعلمها وما إن علمَ شعر بالوجع -آه يا حنين يا كثر لهفتي وشوقي عليك، بس لا أبوك ناوي يخليك ليّ. وش بعد باقي. مالك إلا الله ثم خالتك. نهض من مكانه وركب سيارته متجه لمنزل خالته -اشلونك يا خالة؟ تهلهلت أسارير وجه خالته بفرحة -هلا خليل، هلا يمه، ادخل حياك. خليل بوجع -مستعجل جاي اسلم واتطمن عليك. -ايه وأنا خالتك ما عدت تدنى الجبيل عقب هالحنين اللي خذت قلبك وعقلك. خليل بوجع -الله يستر عليها خالة، ما عاد هي من نصيبي؟ ناقصكم شيء. تنهدت بضيق -خليل وأنا خالتك؟ ليه ما تدور على أمك! خليل -أمي! وش قاعدة تخربطين يا خالة! -ايه أمك، ينقال لها سيوف بنت آل الفيصل.، يا ولدي انت خابر البنات كبرن، ورجلي خابره ماعاد يداني مرواحك ورجعتك لي، وبيتي صغير ماعادن له يسعك، سامحني وأنا خالتك! خليل بوجع -مسموحة يا خالة وانا جاي مثل ما قلت لك اتطمن وانشد عن اخبارك، ودامك بخير اسلم عليك. ابتعد خليل، سريعًا لأقرب مول … كان يتأمل في بعض العوائل إلا أن سمع صوت رجل يوقفه -يا الطيَّب! يا رجال! التفت خليل بضيق -تقصدني أنا! ابتسم إليه .. سأل بصوت هامس -ليه به رجال غيرك! أجابه بهزة رأسه، تحاشى خلاله النظر إليه -سم وش بغيت ياعم! بينما تمتم -وش بلاك وجهك مليان ضيق، عسى ماشر! خليل بملامحه المهمومة صمت، ثم يحاول أن يبدو متماسكًا وهو يمسح كفه ووجنتيه -مابي إلا العافية، أنت بغيت شيء! رجل نظر إليه -وش تشتغل؟ خليل ابتسم بدون نفس -عندي ورشة مير ماهوب هنا خارج عن الجبيل! رجل -أجل حياك الله معي على استراحتي! خليل بتوتر -وش استراحته يا عم، الله يستر عليك، لا أعرفك ولا تعرفني صافحه رجل -سلام عليكم، بترد واحد بعمر أبوك صافحه خليل -وعليكم السلام ورحمة ابتسم العم -لا تخاف، تراني من عادتي اليومية أمر على المول، وطلعت بوجهي.. اطلع معي وبتعين خير. خليل -سم، معي سيارتي أسري وأنا بتبعك. العم -زين على هواك. عندما مضى بطريق يتبع قيادة العم، من داخل سيارته الواقفة أمام الاستراحة وهو يضع يده على عيناه علَّ هذا الصداع المزعج يهدأ من القلق مفرط نحوه هذا الرجل الستيني الأسمر فتح الباب له ليحظى من الراحة وسط زخم اليوم المجهد الذي بدأه من شروق الشمس ! -تعال حياك يا ضيف اقلط. منيف نظر إليه فابتسم -حياك يا مرحبا يالله إنك تحيّه خليل ابتسم لحفاوتهم -الله يبقيك ويعز شأنك. الغماس -اذبح ذبيحه يا منيف وتعال. -على هالخشم. الغماس -تفضل لا تستحي. خليل بهدوء -زاد الله فضلك ياعم * * بالداخل الاستراحة -يمه، يا يمه جددي القهوة والشاي هيونه -أبشر، من هو عربكم منيف بثقل وهيبة -وجه جديد أول مرة اشوفه هيونه مدت له صينية القهوة والشاي والقدوع -خذ يمه، هذي جديدة سلم على رأسها -يا جعل هاليدين ما تمسها النار يا أم منيف. هيونه -ويدينك يا بعد روحي، ريتا ازهمي خولة الله يهديها هالبنت ما شبعت من هالخيل. ريتا -اوك مدام. * * تقدم بخطوات تحمل الهيبة وقوة الحضور دلف فيها الأنيق الطلة بثوبه ناصع البياض إلى مجلس الرجال أخفض الصينية أرضاً -حي الله ضيف، سم تناول خليل فنجان القهوة، وهو مستغرب من حفاوة وحرارة ترحيبهم -سم الله عدوك، سلمت يا الذيب. الغماس -ارتاح يا ولدي واعتبر نفسك بين أهلك وربعك خليل بابتسامة ثقيلة -الله يجزاك خير ياعم كلفت على نفسك واجد -ماهنا كلافة، منيف عسى عمك سهم جاي ؟ منيف -يتعذر منك يا الغالي، يقول طرت له شغله مير معوض خير حك ذقنه بتفكير -ايه بيعوضه الله، العشاء يا منيف حاول أن ينهض خليل -والله ياعم مابه داعي، اكرمتني بكرمك وحسن استقبالك. الغماس أمسك يده -والله يا ذا اللحية إنك ما تسري إلا أنت متعشي ومرتاح البال، ارتاح واذكر الله تنهد خليل بضيق من ثقل زيارة -يا عم لا تحرجني! الغماس -ماهنا احراج أنا وعمك، إلا أنت من ولده! خليل نظر للغماس بوجع -خليل بن باتل آل جمعان الغماس -والنعم.. وش تدرس يا خليل؟ تنهد بضيق -قلت لك ياعم عندي ورشة الغماس -أجل يا ولدي انا محتاج أحد معاون لي في المعاملات الحسابية، مثل ما أنت عارف إلا يده له صناعة أكيد مخه ذكي بالحسابات فابتسم خليل -ما عليك زود ياعم الغماس -أجل وأنا عمك تعشا ومن بكره بإذن الله نتخاوى أنا وأنت. خليل -أبشر. أتى منيف يحمل صحن العشاء وضعه بقلب المائدة المقلط -اقلط يا مرحبا يالله إنك تحييهم. خليل -الله يبقيكم ويجزيكم خير. * * قلب الوادي شرق منزل الوافي – حجرة الفتيات الخمس بشيء من الحنين تسيد نبراتها رغم الحزن نطقت بها حنين وهي تفرغ آخر ما تبقى من زجاجة الماء الباردة في الكوب المستقر على المنضدة الصغيرة أمامها قبل أن تتصفح الكتاب بملل كبير، من ثم اغلقت الكتاب وهي تمسك بالكوب دون أن ترفعها سارحة في شفافيته التي باتت شبيهة بذكرياتها المستطردة وبغصة وهم -تغريد موب راضيه اقرأ حرف، تهقين وين راح خليل بعد ما أبوي اطرده تنهدت تغريد بضيق وهي تلمح بطرف عينيها اختلاجاتها، هل أفلتت يدها الكوب عمدًا أم أنه انفلت بغير قصد من بين الأصابع المرتعشة؟ بل شعرت بذلك وهي اندمجت بعينيها المحدقتين وكيانها كله مع ذلك الغائب الحاضر دومًا في قلبها -مدري يا حنين لا تنشديني عنه، ثم وراك امتحان ذاكري له زين، حمدلله اللي ما انكسر الكوب. حنين بملامح شاردة -يوه اشلون طاح من يدي. ابتسمت تغريد بنبرة حانِ -ما عليك بأسري اعاون امي بالعشاء، وبمسحه حنين بوجع -لا، أنا اللي بمسحه نزلت للأرض وسحبت المنديل، تغريد سحبتها لحضنها -يا قلبي عليك، معوضة خير يا أختك. حنين -خليك مني، اشلون دوام المستشفى؟ تغريد -حمدلله حنين بغمزة -ودكتور شياب اشلونه؟ تغريد اتسعت عينيها -حنينوه. فضحكت حنين -عادي سألت بس؟ تغريد بهيام -عز الله إنه دكتور شاطر متهم بالمستشفى وعلى أدق التفاصيل. حنين -الله يوفقك يا قلب أختك. تغريد بوجع -ترى ما قبلت بالخطبة، ناسية وضع أمي. حنين بوجع -اقلها خل عجايب تفرح فيك. استخيري من جديد تغريد -تخيلي اشتغل بنفس المستشفى ويكون خطيبي، ابد لا. حنين -وليه مستحية، عادي بيكون زوجك.. تغريد بتوتر -هو ناقصة تذكريني. حنين بمرح -أبي افرح فيك.. تغريد قبلت وجنتيها -ركزي باختبارك الله يهديك ويوفقك أردفت -آمين حنين سحبت صندوقها المخملي الأخضر، سحبت لعبة عتيقة من خيط ومحيط من جلد أن سحبت ضربت بالحجر ( نُبَيلَه) ! فابتسمت -ايه وش حال دنياك يا خليل؟ الله يوفقك وين ما تكون. * * صباح اليوم الاثنين دخل خليل مع الغماس إلى البنك التجاري، تفاجئ بالعدد الهائل من الرجال الذين يلقون التحية الصباحية ويبتسم لهم الغماس -استريح يا خليل، وراك واقف خليل بتوتر -ايه سم طال عمرك، أنت صاحب هالبنك ابتسم الغماس -أنا المدير الرئيسي، اجلس يا خليل لا تستحي، نظرتك هذي نظرة ذكاء، أنا باختبرك في كذا مجال وان نجحت واثبت وجودك لك القسم المعاملات مثل ما قلت لك اشتعلت روح الحماس -ابشر باللي تأمر فيه أنا حاضر. * * مرت 6 شهور .. خليل اثبت حضوره بذكائه، والغماس حب هذا الشاب، والذي اخبره بأن ليلة أن يستعد فامتلك شقة مرموقة بحي راقي ، وسيارة فاخرة، فخليل الذي كان كفتى بثوب الرث أصبح أنيقًا، دومًا يتواصل مع صديقه شياب الذي ابتسم له وفرح له فخليل يستحق كل خير. عند مساء هذا اليوم، في مجلس عامر بالرجال، ورائحة القهوة والبخور، وفرقة تطرب لها بالخبيتي ورقص ثم تقدم منيف يضع البشت فوق كتف خليل الغماس -جاتك بنتي يا خليل عطية ما وراها جزيه، وأنا اشري رجال مثلك و شرواك. وهذا هو خوي له يقال له سهم بن ذياب آل العوف شعر بتوتر خليل، فابتسم سهم -يستاهل خليل، يذكرني بشبابي، ونعم ما اخترت يا الغماس. خليل بتوتر، وفي داخله -حنين بنت عمك، ما عادت بنت عم يا خليل، أكيد إنها نستني مثل ما حاولت أنساها. فابتسم -وأنا ولدك يا عم أنت فصل وأنا البس. الغماس -عز الله إنك كفو.. -كفوك الطيَّب يا عمي. بعد أن تم عقد القران، وبعد العشاء، اتته رسالة -تراني عرفت أبوك. خليل بتوتر قرأ رسالة ونظر لسهم بصدمة! ابتسم على مضض لم يسمع لكلام عمه سوى إن هز رأسه تقدم مع أخويها منيف ونايف حتى دخل إلى مجلس النساء وصوت زفة، لم يشعر بكل هذا وكأنما الرصاصة اخترقت رأسه يرى من حوله كالضباب الغماس -خليل وأنا عمك هذي هي بنتي الغالية، خولة بنت الغماس، هالله الله فيها يا ولدي. رفع نظره إليها وابتسم بشتات وثقل -أبشر ياعمي، ما خرجت من بيت أهلها إلا بيت أهله ثاني مرحب ومهلي. الغماس -هذا العشم وأنا أبوك. التفت لعروسته وببرود وبآلية -بالمبارك يا خولة. خولة بخجل وحياء اطرقت برأسها إلى الأرض، وهو سرح بعيدًا ناحية الفراغ، بل ملامحه شاردة، أردفت برقة -الله يبارك فيك. بعد أن مضى قرابة ربع ساعة نهض وغادر لسيارته وسريعًا ركض لشقته، فتح رسالة وقرأها مجددًا [نتيجة التطابق: ٩٩٪] فتح زرارة ثوبه الأبيض العلوي باختناق، يمرر اصابعه فوق عنقه بتوتر -يا رب. * * ربَّاه إن الروحَ ترجو رحمةً تـاهَ الطريقُ فيـا إلهي دُلّها .. ضاقت بها الدنيا وبابُكَ مُشرعٌ إن لم تكن أنتَ المغيث فمن لها . ..؟ * * الاستراحة الشباب فتح الباب أنور -خشمان اسمعني نظر إليه أنور أنس -أمس يوم جيت ارقد صراحة أنبني ضميري قلت لمتى واحنا نعير بعض خشمه من يوم اقوم الصبح ولين ارقد، وأنا اتنمر على خشمك وأنت تتنمر على عيوني، ليش ما يبدأ الصباح مثلاً بونس ونوير لا قلت ونيس بتستانس؟ رد أنور -ايه بتستانس، مشكالك علم نفسك ياخي، حتى موضوعك بديت بخشمه رد عليه أنس بجدية -خلي الموضوع نقطة نفتح صفحة جديدة ، أبو متعب رد عليه بضيق أنور -لا بردها لك بعدين نبدأ صفحة جديدة أنس - يلا -الصيني ابتسم له أنور -عيون الصيني. ضحك أنور -لعيونك الله يرحم والديك! -هاه شفت اردف أنور -صفحة جديدة، وحده بوحده -صفحة جديدة يلا -اقول لك أنور -لبيه -ايوه اخبارك ضحك أنور -استحيت -ايه انسوش ما تصلح، قل يا أنس -بغيت بيض وشكشوكة و يا حبذا، هاه يا حبذا معه نواشف أشار أنس -على هالخشم. دخل بينهم شياب بهيبته وصرخ فيهم -أنور، رائف وينه؟ أنور قفز -عوذه جاء دكتور، ابك علامه ذا ابلشنا أنس -وش فيك يا دكتور، عين الله خير شياب -معين خير، وينه به؟ أنور -تبي صدق وإلا ولد عمه شياب تقدم أمامه -ايه أبي الصدق، وش هو أنور -رائف ماهو يبينا، شوف ما احنا رجاجيل عنده، غير خوته من مبطي، ما تشوفه يتسحب منك تقل حرامية! شياب -خبركم فيه متى؟ أنس -عهدك قديم، ما عاد له أرض ولا يطب الاستراحة ولا نشوفه من صاحب خويان المشنقل شياب بضيق -حسبي عليه، وثاني مرة هالأشكال لا تطب الاستراحة أنور -تعال بس اترك ذا الحكي الفاضي. أنس يبي يسوي لنا ذاك الفطور زين. شياب -موب فاضي، قلت أمر على الاستراحة كود عساني القاه خايب الرجا، يله فمان الله أنس باستغراب من سرعة دخوله -ذا وش عنده مع رائف، لا يكون وراه مشكلة! أنور -مدري، يقول لك يا خبر بفلوس باكر بلاش، انا بنام فيذا وإن أصبح الصبح القى فطوري تكفى يا ولد ابتسم أنس -ازهلها يا أبو متعب -كفو يا الذيب. * * منزل آل العوف في صالة.. غيوض التي تصحح بعض الأوراق تهمس هدايف -غيوض تكفين وأنا أختك، كلمي جملا تفتح الباب ما صارت كل ذا زعل. غيوض -ياخيتي جملا تعرفينها شيء موب جايز لها امعصي تمشي فيه على هواكم، بعدين أنتِ من عقلك تبين ترجع لشين الحلايا، قطع وجهه يا قطع رزق هدايف -أجل تبين واحدتن مثل أخوي عوف، هج من ديرة الأوتاد وسبب كلام الناس. غيوض بحنين -ايه عليك يا أخوي، كله من إبليس عسى الله لا يوفقه وين ما راحت. خليك من جملا. أمي تنشد عن وتد يا روح عمته الله يرحمه ويغفر له هدايف بوجع -جعله براد الجنة يا وتد، والله أنا مدري أخوك سهم وش لاقي بالحية ذي، هالعنود ما تنبلع، غيوض -موب ذا الحية اللي تمدحه من قدامه ومن وراه، وما خليت عليه قاصر! غير يا حسرة قلبك يا جملا. اخ يا القهر بس، خليني في اللي فيني كافيني هدايف -وش بلاك بعد؟ غيوض -تصحيح هالأوراق وجع رأس، اغلبهم حاملين المادة حسبي على ابليس اشرح واشرح سمستر كامل وهم ولا هنا عندك، ماغير وحدة يالله تحفظها وتخليها لأهلها. هدايف -مين هي ما شاء الله تبارك الله غيوض -حنين بنت الوافي، البنت ما شفت مثل فطانتها تبارك الله. هدايف -ايه بنت عجايب على قول أمي بناتها عن عشر رجال، الله يرحم فقيدتهم غيوض -آمين، يلا يا أختك بكمل تصحيح وبنام، تصبحين على خير هدايف بملل -وأنت من اهله. جلست في صالة وحيدة، ردت على هاتفها المحمول -سم يا أبو رائف وش بغيت؟ سهم بثقل -هدايف، أنتِ خابرة لي مره مثل ما قلت لك هدايف -والله يا أخوي نشدت مثل ما تقول كان الأرض انشقت وبلعتها سهم -وأختك عساها ردت هدايف -ما عليه وأنا أختك عطها وقتها، الجرح الحين اعمق يمكن لا برد الموضوع هي بنفسها بترد علينا. سهم -يصير خير * * كان يترجل من سيارته بثقل يسحب خطواته نحو الطريق يمشي خطوة ثم يقف، لمعان وبريق انعكاس العامود الإنارة بفعل مياه السماء، صوت تساقط المطر مع مر الحقيقة الموجعة حينما تنكشف الحقائق حتى ولو بعد حينٍ، دمار هز أركان جدار قلبه، استند يمشي ويضع يده يمرره على الحائط منزله الفاخر وصل إلى نهاية الباب، مضت ثلاثون دقيقة وهو يردد بنبرة مثقلة بالحزن والكبرياء خليل -ماهو بصحيح. هو! هو نفس الهيئة! هو نفس بس اشلون؟ فتح هاتفه وقرأ الاسم سهم بن ذياب آل العوف. الأم: سيوف آل الفيصل. ما أبشع الكذبة بعد الخذلان .. وما أمر على الإنسان ضياع * * الأربع والعشرون عاما .. أبحثُ عن أرض وعن هويـة أبحث بيتي الذي هناك عن وطني المحاط بالأسلاك أبحث عن طفولتي .. وعن رفاق حارتي .. عن كتبـي .. عن صُوَري .. عن كل ركن دافيء .. وكـلِّ مزهـريَّــهْ .. * * كان يعبر الطريق ويمسح زجاج سيارته بفعل المساعد مع هطول قطرات المطر شياب بوجع -آه عليك يا الخوي، اصبر يا خليل جايك، والله ما اتركك ولو فيها قص رقاب. عندما وصل اندهش وهو يجد سيارته مفتوح الباب .. واقفًا بيأس عند باب المدخل -خليل اسم الله على قلبك يا أخوي شياب -خليل أنت طيب؟ رفع نظره وبتشويش -اشلون؟ ما يكون هو يا شياب، هالكذبة واجد ثقيلة، واجد يا أخوك شياب بخوف على صحة قلبه -أنت تعوذ من الشيطان، يا أخوك، لك خيره، بعدين تعرس يا المعرس بدوني. نظر له وبريق عيناه منطفئ من القهر والشتات -إذا الوافي ماهوب بعمي ليه، ليه رباني! ليه يا شياب؟ فحضنه شياب حضنُ الضعيف وبكى صرخته! كم حزنًا مر عليك وما اشتكى، ما بعمره حتى على الجدار اتكئ، تضحك منذ عرفته واليوم أبكاك حين بكى ! شياب -العلم يا اخوك لا هو بعندي، صحيح تنبشت بالموضوع ولا أبيك تنهزم يا خليل، المهم ذا كله أمك حيّة، اعذر لها سبعين عذر. خليل بوجع -وناري وقهري ويتمي وسنيني اللي ضاعت، مالها عذر يا شياب، مالها عذر ! * * وفي البحة الخذلان مدفونٌ فلم تتجاهله! * * انتهى الحنين الخامس #عمر_الغياب_عبير | |||||||
08-05-24, 09:14 AM | #86 | ||||
| ✨ اهلا وشوقا وحبا ومرحبا بـ عمر الغياب وكرم عَبيري اللطيف الجميل ✨❤❤❤ ياناس بس محظوظين والله بك و بمفاجئتك و كتاباتك وشخصياتك الرواية الخامسة شوقًا وحُبا ♥️♥️♥️♥️♥️✨. الله يبارك لك فيها يا حبيبتنا جميلتنا عبير ( حنينٌ بقلبي ) ويا صباح الابداع… صباح التميز.. تسلم ايدك عمر الغياب جدا جدا استمتعت بما خطتها حروفك… كل بارت يسحبنا اكثر اكثر لعمق الرواية واحداثها… .يعني مهما كتبت لك من كلام ماراح اوفيك حقك… جد مبدعة اشتقت واشتقت لكم والله♥️♥️♥️♥️♥️♥️✨ واشتقت احلل مع صديقات ظلال الأهداب جيت وكلي شوق وحماس موجعني حال حنين وخليل يارب يارب يجمعهم على خير وحقدت على الوافي ليه تعجيز ذا !! موافق ثم فجأة يطلع بأعذار قهر قهر .. المهر ثم فجأة تصير زوجة الشيخ جملان آه يا قلبي على حالهم ! شرهة على عجايب كان وقفت بوجه زوجها الوافي أكيد أكيد بإذن الله لي عودة شوق مليون ♥️♥️♥️♥️♥️♥️✨ | ||||
09-05-24, 06:00 PM | #88 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|