|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-10-24, 08:23 PM | #751 | |||||
| اقتباس:
حبيبة قلبي ابراهيم جرب خسارة ابنة مرة..و التي أسفرت عن تشتت غذا العائلة كلها ..و هو لا يريد أن يعيد الكره.. من يريد الحفاظ على البنات عليه تعلم فن المسايسة ههههه يعني ياخذوهم على قد عقلهم طالما هيا أمام ناظريه ...بحيث سيوفر لها الحماية بكل وقت و منه يتعرف على شخصية عمار برأيك هل سيحظى باعجاب ابراهيم؟ ايمان و هبه لغز كبير ههههه أما دياب فأكيد لا ينوي خير منه لله صد نفسي على الحياة من يوم كتبت المشهد و أنا مو قادرة أقوم من الفراش هههههههه يلا يا روحي ان شاء الله ربنا بيسر | |||||
30-10-24, 08:43 PM | #752 | ||||
| السلام عليكم و رحمة الله أخباركم حبيباتي بعرف كنت واعداكم اني هنزل الفصل بكره ان شاء الله لكن للاسف حتى الآن لم اكتب شي يصلح ليُقال عنه فصل آسفه على الخيبة والله انا بالفعل اجاهد حتى لا أترك كل شيء ورائي من كثرة الضغط ما بقيت عارفة شو اسوي و شو لا لكن ان شاء الله ربنا يحلها هحاول بقدر ما يمكنني أوفر الفصل الخميس القادم دعواتكم الأمور تسير هذه المرة مثل ما مخططه لها الله ييسر❤️ | ||||
30-10-24, 09:24 PM | #753 | ||||||
| اقتباس:
لا تزعلي حبيبتي نحن معك ونستناك❤❤❤ | ||||||
يوم أمس, 10:52 PM | #754 | ||||
| الفصل الثاني و العشرون حملت كوب قهوتها و اتجهت نحو نافذة تطل على الطريق ..صباح اليوم كئيب تشعر بالخمول يسير سير الدم في عروقها ..ربما بسبب إرهاقها و عدم نومها بالأمس ..فقد قادها تفكير طويل في رحلة استمرت الليل بطوله و كلما حاولت النفاذ منها و الهرب للكرى جذبتها الأفكار و ما بين شد و جذب لم تغفو إلا بعد الفجر..و رغم تعبها فقد جاءت للشركة فلديها أعمال مكدسة و في نفس الوقت ستشعر بالملل إن قضت يومها بالبيت حيث أمها منشغلة طوال النهار بالمطبخ و لا أحد لتمرح معه..و تريد أيضا رؤيته…أطلت برأسها تضيق عينيها لتدقق النظر في الذي ترجل من سيارة التاكسي ..ها قد وصل أخيرا..تنفست بصخب ..تتأمل هيئته الجذابه ..فرغم بساطة ثيابه و ماركاتها العامية إلا أنه بهندامه ينجح في التألق دائمًا ..فمن بنطال أسود جينز و قميص زيتي مرتب ..مغلق الأزرار عدا الأول …مع تسريحة شعره التي تجعل قلبها يدق بصخب..غامت عيونها و تكدر قلبها عندما بصُرت تلك الفتاة التي ترجلت من التاكسي لتشير بيدها برقة مبالغ بها لعمار ..قال لها شيئا لم تتبينه ليان و قلبها في مرجل يشتعل فعادت البنت للسيارة من جديد و دلف عمار من بوابة الشركة بعدما انطلقت الأخرى لوجهتها … من تلك الفتاة ؟و لما تركب نفس التاكسي مع عمار؟ عمار …من المفترض أنه متحفظ فكيف تلوح له تلك الأخرى بتلك الميوعة الواضحة…لم تشعر بوجهها المنكمش بضيق إلا عندما سمعت صوتًا جوار أذنها أخرجها من حيرتها و غضبها: _ لما هذا العبوس بأول النهار ؟ التفتت إليه ..كان يقف على مسافة مناسبة..هل استغرقت في التفكير هذا الوقت الذي يكفي ليصعد حتى هذا الدور الذي به مكتبها ؟…مسدت جبينها بارهاق ..و تعب لم تدري من أين حل عليها..كل ما كانت تتبين من دواخلها ذلك السخط الذي ينهش ما بين أترابها .. _ هل أنت بخير؟ هل نذهب لطبيب ؟ سألها بقلق بدا صادقًا بتقاسيم وجهه..و قد استغرب عدم ردها مع تلك الحركة العفوية بلمس جبينها بأطراف أصابعها..الرقيقة _ أنا..نعم..بخير حمدًا لله همست بصوت ضعيف ..لكنه وصله بوضوح ..مما زاد قلقه عليها ..تخطاها ليحضر كرسي كان قريبًا منهم و قربه منها لتجلس ففعلت ..بامتنان..رغم أنها لم تكن تحتاج..لكنها طمعت باستقبال الاهتمام..منه..! _ من تلك الفتاة ؟ سألت بنبرة عادية ..مع ملامح وجه ثابتة..غير مبالية..بينما قلبها يرتجف من الجواب المترقب خاصة عندما قضب جبينه باستغراب من سؤالها ..توردت وجنتيها لتهتف بسرعة معتذرة: _ آسفه يبدو أنني أتدخل فيما لا يعنيني ..رأيتها صدفة و شعرت بالفضول ..فقط حركت كتفيها بعفوية فضحك ..و لسبب ما أحس بانشراح كبير و راحة تغمر قلبه ..ليبتسم تلك الابتسامة الجانبية ..و ليسعد بما يجرم بحق قلبها الضعيف ..ثم رد : _ ابنة خالتي .. جائتني أمس و طلبت مني أن أشرح لها درس يستصعب عليها..لم أُرد أن أردها فشرحته لها و اتفقنا أن نركب التاكسي معًا طالما نخرج في الميعاد نفسه ..أنا للشركة و هي لجامعتها .. كان يتحدث باعتيادية و بأريحة غير معتاد عليها مع الآخرين..غافلًا عن ذلك الحريق الذي نشب بوجدانها ..يكويها..يهلكها..يدمع قلبها ..يُدرس لتلك المائعة ..يقترب منها..تشتم عطره..تتأمل ملامحه عن قرب.. الآن أصبح التدريس عاديًا …لماذا وافق؟ هل يتعلق الأمر بهوية تلك البنت..ابنة خالته.. المتملقة .. وقفت فجأة مما أذهله خاصة عندما هتفت بحدة : _ لدي عمل ..بعد إذنك غادرت بسرعة تطوى الأرض و تركته يحدق في أثرها باستغراب ثم حمل الكرسي و أعاده لمكانه.. أما هي فدلفت مكتبها و أغلقت الباب ..وضعت كوب القهوة بشيء من الحدة على المكتب..و بغضب مكبوت ضربت بقبضتها سطحه..آلمتها..لكنه ألمٌ لا يقارن بذلك الذي يحرق فؤادها… رفعت هاتفها من على المكتب تطلب رقم ليليان بأصابع مرتعشة..و التي ما إن ردت حتى قالت لها بصوت مهزوز: _ لنلتقي بالنادي حالا ***** مساءً… سارا متجاورين و يده تطوقها من الخلف معلنًا حقه فيها، كان نسيم البحر يدغدغ القلوب و يعيد حنين الذكريات على شاطيء الأحلام المهجور، أخذها اليوم للمدينة القريبة من قريتهم لينفرد بابنته قليلا فقد اشتاق لها بشكل لا يستطيع وصفه، دائما كانت هبه ذات مكانه عظيمة لديه، لكنه و رغم حبه لها أهملها دون قصد منه لكنه الآن عاد مجددا لأحضان قريته و عائلته لينعم بالحب الذي بات غريبا على قلبه المحروم نظر لوجه ابنته التى تسير بهدوء تتطلع في الناس بعيون تحملان تمني صامت موجع لفؤادهما معًا فشد ذراعه يقربها من حضنه يقول مازحا: _ فضلت الانفراد بكي قليلا بعيدا عن الثرثارتين بالبيت . ضحكت هبه وهي تنظر لوجه أباها المملوء بالتجاعيد رغم أنها لا تطمس جمال ملامحه و آشفقت عليه قائلة: _ كان عليك الراحة اليوم و نؤجل تلك الفسحة للغد يا أبي ابتسم قائلا بمداعبه: _ و ماذا أفعل و قلبي المشتاق لا يقوى على الصبر؟ ضمت شفتيها بقوة تمنع انهمار دموعها في تلك اللحظات الفريدة مع والدها الذي حُرمت منه طويلا توقفا ليمسك وجهها يقبل جبينها مجددا وهو يهتف باعتذار: _ سامحيني! ابتعد قليلا و قد زحفت حمرة الخجل لوجهها تتطلع حولها لتجد بعض العيون تناظرهما و تضحك فهتفت باعتراض: _ أبي!! زم شفتيه ثم قال بامتعاض: _ ماذا ألا يحق للاب ان يحتضن ابنته قليلا، لا في البيت و لا بالشارع ضحكت فهي تعلم المغزى من حديثه و هبطت على قلبها سكينة الاطمئنان انه جوارها، تطلعت بملامحه التي تشبه الأطفال بتعابير وجهه تلك وتضاخم في صدرها شعور بالاحتواء و الحنين اقتربا من الحاجز الفاصل بين البحر و عشاقه ووقفا متجاورين و كأنهما عاشقين من الطراز القديم، عاشقان و رغم قساوة الأيام لم تفلح في زرع ضغينه في قلبيهما، لكن عشقهما كان من نوع آخر، لم يكن عشقا عاديا، كان متوج بدماء رابطة و قلبين أحدهما يسكن في حضن الآخر و قد نمى من جذوره، كان حبهما مزين بمشاعر ابويه فريده تحيطها الندم و تأنيب الذات و يسبح داخلها تقدير و إجلال اسنتد صالح بمرفقيه على السور و قال بحزن: _ كيف مرت الشهور السابقة في غيابي؟ _ بخير كلمة يتميه ألقتها للبحر فثارت موجاته غير راضيه فلم تكن كلمة من القلب و لم تعني ذاتها و كان ينقصها الكثير مثل، بخير رغم حموضه الأيام و لياليها، بخير رغم قساوة الألم و العذاب الذي تجرعته، بخير و إن كانت حياتها نقاط معاناة و كمد و قهر شكلت أصفاد طوقت رقبتها، بخير لأنها لازالت على قيد الحياة و لم تغلبها الظروف القاهرة، بخير و إن لم يكن شيء بخير أبدا بينما هو تلقى كلمتها و أغمض عينيه بقوة فانسابت منه دمعه أسكنت ثورة البحر الغاضب فاستكانت الأمواج تستمع لما يقال بهدوء ضمها لحضنه و دموعه الرجولية تخطط وجنتيه دون حرج: _ آسف لأني كنت أنانيا و لم أفكر فيكي حبيبتي، آسف لأني أهملتك يا حبة القلب و أهملت رعايتك و الله القلب ينزف ندما فاتمنى لو تعود بي الأيام و لا أتركك من يدي، سامحيني ابنتي، سامحي هذا الرجل الضعيف الذي لم يستطع حماية فلذة كبده، سامحيني نظرت في عينيه مباشرة و مدت يدها تزيل دموعها هامسه: _ لا تعتذر فقد كان ما كان و الندم لن يغير الزمان يا أبي، ثم ان هذا القلب لم يستطع أن يحمل عليك كرهًا أبدا يا فارسي..ثم أنت ابتعدت لتعمل لكنك كنت حاضرًا معي دوما بصوتك الدافيء و كلماتك الحانية أشاح بنظراته عنها ثم جفف دموعه، وواستنشق من هواء البحر ما يثلج صدره يتابع بندم رهيب: _ يكفي أني كنت سبب العلاقة الجافة بينك و بين والدتك نظرت هبه لنقطه عميقه في البحر ثم قالت بجدية: _ لا يا أبي لم تكن سببا أبدا، لم يشكل هذا الموضوع فارقا عندي فقدت عودت نفسي على الألم و نزعت من قلبي أي حزن بسبب ذلك الموضوع، صحيح أني تألمت بشدة وقتها و أنا أصارع الماضي بالحاضر لكني كنت ادرك أن وجع ساعة و لا وجع كل ساعة، فاطمئن صارت ابنتك القوية بخير من المفترض أن يطمئن لكلماتها تلك؟ اذن لما تنكوي روحه الآن بنيران تحرق الأخضر و اليابس، لمَ تلك الحرقة في قلبه و التي تدفع المزيد من الدموع لعينيه، لما ذلك الألم الذي لا يحتمل في الجزء الأيسر من صدره! أهو الندم؟ أم جلده لذاته؟ أم ادارك لحقيقة مُرة حاول تجاوزها و عادت تفرض نفسها بواقعها الأليم؟ تنهد و زفر هواء ساخن يناقض نسيم البحر البارد بينما هي حاولت الحديث لتبديد ذلك الصمت القابض فلم تستطع و لم تقدر، فاكتفت بالنظر لذلك البحر الغامض مترامي الأطراف، كيف تتلاطم امواجه في حرد و كيف يضم الاسرار و الأهوال في جعبته بتلك القوة و هذا الثبات ، لا تستطيع الحكم أهذا البحر عادل و أم ظالم، مخادع أم صادق. لكن ما عرفته حقا أنه يشبه الحياة ويصلح ليكون زوجها! البحر الازرق زوج الحياة السوداء؟! مصطلح أضحكها رغم الألم الذي ينضخ من بين حروفه و كلماته، نعم البحر كذلك مثيل الحياة، بل هو الحياة التي لم تكتفي بفرض نفسها المعنوية فأتت متهادية على صورة ذلك البحر الغامض ترقص كعروس مغريه على ضفافه فتكون بشكل حسي أيضا فيبرز الألم، كم هي مخادعة؟ فاقت من أفكارها المجنونه على سؤال والدها المباغت: _ كيف حال عملك؟ رغما عنها و عن حصونها المنيعة اهتز شيء ما في أرض قلبها القاحلة و الذي نظر للبحر باستجداء لكنها أجابت بعدما ابتعلت رمقها الجاف: _ حصلت بعض الامور و تركت العمل لفترة و.... قاطعها قائلا بوجهه بمعقود الحاجبين: _ لما، هل ضايقك أحدهم؟ نظرت أمامها تمتم غير قادرة على مواجهته بنظراتها كي لا يستشف كذبها: _ لا.. صدر مني خطأ، و تشاجرت مع المدير _ هل طردك؟ ارتبكت خلجاتها و لم تعرف بما تجيب فلازالت تجهل الخطوة القادمة خاصة مع رسائل التهديد التي يلاحقها بها حسان..لماذا يريدعا أن تعود للعمل؟ أهذه طريقته في الانتقام ..ماذا يريد منها حقًا؟ لماذا لم يبلغ الشرطة و يريح قلبه..لماذا يتعب نفسه و يتعبها..!! أسئلة كثيرة كانت تتناقض برأسها لكنها أبدًا ما وجدت لها حل ..هذا بخلاف ابن عمها و تهديداته .. فقالت رغما عنها و لم ترد أن تشوه صورته في عين والدها: _ لا أبي، ربما أخذتني العزة بالإثم و أوجعتني كرامتي فتركت له ورقة استقاله..لكنه لم يقبلها و يُصر على عودتي للعمل .. هذه المرة توقفت عن الحديث و لم تدري ماذا تضيف، و كيف تقنع والدها بكذبتها لكنه أمسك وجهها بكفيه قائلا بحب: _ أنا واثق من ابنتي القوية، عودي لعملك و اعتذري على خطأك فالاعتراف بالخطأ فضيلة، و إن لم تريدِ العودة لا تفعلي لأنك لن تحتاجي للمال بعد الآن وانا موجود لأوفر لَكنّ حياة حُرمنا منها جميعا.. و قبل أن تقول شيء ضمها لحضنه ينظران للبحر كل منهما يودعه شيئا من أسراره و امنياته بينما هبه كانت تودعه كل هذا و فوقه مشاعر مضطربه و ندم عظيم و صورة الوسيم تتشكل أمام ناظريها فهطلت من عينيها دمعه ساخنه، وقد اضطرت للكذب على والدها فماذا ستقول له، لقد خنت ثقة رب عملي بسبب غرض أناني دون تفكير و كان هو كريما معي لأنه لم يقتلني........!! * * * اليوم التالي… دلفت الشركة بخطا مبتهجة ..البسمة تسع وجهها و تمتد لقلبها الذي يقيم حفلًا صاخبًا بدقاته المضطربة التي تكاد تسمع صوتها ..و أخيرا وافق والدها على عقد الصفقة مع قيس ..بل و أعطاها حق التصرف فيها ..كأول صفقة ستكون مسؤولة عنها مسؤولية كاملة دون تدخل أحد..تحدي عليها الفوز به و كسب ثقة والدها …طرقت باب مكتبة و دلفت بعدما سمعت الاذن..يجلس بهيبة و وقار لا يليق إلا به..تقدمت نحوه ثم مالت تطبع قبله طويلة أعلى جبينه فوقف ليضمها قائلا بابتسامة هادئة: _ ما هذا الحماس المشتعل..يكاد يقفز من عينيك !! ضحكت بدلال و تمتمت بينما تمد يديها تعدّل ياقة قميصه بحنان : _ طبعًا متحمسه يا أبي..هذه أول صفقة لي.. قبل يدها ثم جلس لتجلس هي أمامه على سطح المكتب فقال بمكر: _ و هل الحماس فقط..ألا تشتعرين بالخوف مثلا أو الارتباك؟ ابتسمت بعذوبه ثم هتفت بعدما رفعت حاجبها: _ لما أخاف و معلمي صاحب أنجح صفقات في البلد قوس شفتيه و قال بعدما أرجع ظهره للخلف مستندًا للكرسي: _ لا تخافي و لكن احذري.. ضحكة طويلة صدرت منها لينشرح لها قلبه ثم أتبعتها بغمزة مشاغبة و ردت: _ عُلم و ينفذ يا معلمي .. ابتسم بفخر و لم يرد فسارعت تسأل: _ لم يأتي المحامي بعد؟ هز رأسه للجانبين و هتف ساخرًا : _ و لم يأتي الدكتور أيضًا..! ذمت شفتيها و نظرت لساعة معصمها ثم قالت بثقة : _ أيًا كان تبقي عشر دقائق كاملة على الموعد..يكون بالطريق ان شاء الله . وقفت لتتجه للنافذة المفتوحة تستنشق الهواء بصدر رحب فيما أكمل والدها عمله على الحاسوب في انتظار انقضاء العشر دقائق..!! دلف المحامي بعد خمس دقائق فبدأ التوتر يزجف لصدرها ..نظرت لساعتها مرة أخرى ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها و خرجت من الغرفة لتتصل ..طال صوت الجرس دون جواب فانقبض قلبها بشعور مريع لتهتف بضياع: _ أين أنت..؟ هيا هيا تعال.. _أتتحدثين مع نفسك ؟ صوته الذي أتاها من خلفها كان نذير بالتقاط أنفاسها لتهتف بضيق: _ أين كنت؟ و لماذا لا تجيب على اتصالاتي ؟ نظر لها باستغراب ثم أجاب: _ لم أسمع الهاتف بعتاب و ضيق شيعته ثم هتفت بعجلة : _ هيا بسرعة ..أبي و المحامي ينتظران تنهد و لحق بخطواتها السريعة حتى وقفت أمام الباب..نظرت له و سألت : _ مستعد؟ أومأ لها ففتحت الباب و دلفا ..كان والدها يستقر فوق مقعده و المحامي يجلس قبالته على أحد المقعدين فجلس قيس على الآخر ..أما هي جلست على أريكة متوسطة الحجم توازي المكتب ..تصافحوا باليد ببرود ثم عاد كل لمكانه _ هيا لنبدأ بسم الله .. قالها والدها ففتح المحامي ملف الصفقة و ابتدأ الاتفاق .. كان كل شي يسير على ما يرام ..حتى هتف المحامي فجأة: _ أنت قيس حسين؟ هز رأسه و رد باقتضاب: _ نعم أغلق المحامي الملف بشيء من الحدة ثم وجه كلامه لوالد ليليان يقول : _ سيدي اعذرني و لكن ..تعاملنا مع هذا قد يضر الشركة كثيرًا ..فسمعته و ما حدث قبل أيام لايزال طازجًا في عقول الناس استعت عيون ليليان بعدم تصديق ثم وقفت بحده تهتف بغضب : _ ماذا تقول يا هذا؟ و ما شأنك أنت..؟ _ ليليان ناداها والدها بتحذير فجلست مرغمة ناظرت قيس بتوتر و خوف و قبل أن يرد والدها هتف المحامي: _ هذا عملي آنسة ليليان..لا يمكن أن تتعاقد شركتنا مع الجرمين و أصحاب السوابق..تعلمين أن أسعار الأسهم في البورصة ما هي إلا سمعة الشركة و رضا العملاء ..و لا يمكننا أن نضحي بهما . اشتعل قلبها و احمرت عيونها ..كادت ترد عليه لكنها انخرست حين وقف قيس بهدوء و بملامح جامدة لم تمكنها من قراءة دواخله ..قال : _ بما أنك مهتم بمتابعة أخبار الناس..فيبدو أن أحدها سقط من دون أن تقرأه..و هو أن هذا المجرم الذي تتحدث عنه قد نال براءته أمام المحكمة و الناس ..لكن لا بأس فلتحافظ على سمعتك قدر المستطاع .. نظر لليليان بخيبة ثم غادر قبل أن يسمع رد أحد منهم..نهضت ليليان تنظر في اثره بضياع ثم نظرت للمحامي بغل و كره _ هذه صفقتك الأولى و يبدو أنها تهرب منك .. كان هذا صوت والدها الذي اخترق أفكارها المتبعثرة ..نظرت له مطولًا و رأت بعينيه تأييدًا لقرارها فرمقت المحامي بغضب ثم حملت حقيبتها و ركضت خارجًا على أمل اللحاق بقيس ..نظرت في الرواق فلم تجده..دلفت المصعد و ضغطت على الدور الأخير عدة مرات بعجلة ..خائفة من رد فعله..لقد أعطته الأمل في النجاة من محنته..وعدته ولو سرًا بقلبها أنها ستكون معه دائما..و ها هي تحنث وعدها..بل كانت سببًا في جرح كرامته ..و تهييج جراحه النازفة …انفتح الباب فركضت تنظر يمنة و يسره ..ثم خرجت من الشركة …فرأته هناك ..يوقف سيارة ..نادته بأعلى صوتها أثناء ركضها ..التفت فوجدها تقف على مقربة منه تلاحق أنفاسها بصعوبة .. و قد تبعثرت خصلاتها حول وجهها لتعطيها مظهرًا عبثيًا خطف لبّه .. _ آسفه .. هتفت بها بترجي فهز رأسه دون معنى و قال : _ لا بأس ..نصيب ثم ركب السيارة التي انطلقت فورًا دون أن يترك لها فرصة للشرح أو التبرير ..انسابت دمعه ساخنه على خديها بقهر..لكنها أسرعت تزيلها..هذا تحديها ..عليها أن تفوز به..مهما كان الثمن ..! * * * شركة إبراهيم راشد… شملت الملف الذي بيدها بنظره سريعة ثم وقفت لتخرج من المكتب متجهة لمكتب والدها ..دفعت الباب بلطف ثم دلفت لتقابلها بسمته الحنونه ..استقبلتها بحب و اقتربت تقبل يده ..قائلة: _ كيف حالك حبيبي؟ ربت إبراهيم على كفها بحنان و رد : _ بخير حمدا لله ابتسمت و مدت له الملف تقول : _ أنهيت الملف الحمد لله ..هيا اطلع عليه أولا. جذبه منها و أمسك بكفها ليُجلسها على قدمه مغمغمًا: _ أنا أثق بك حبيبتي ..هذا ليس أول عمل أوكله لك و تنجزيه بتوفيق و امتياز ..سلمت لي حبيبتي نظرت لعينيه العميقتين عن قرب ثم ضحكت بحبور و غمغمت بخبث: _ كان لرباب حق الغرق في تلكما العينين . ارتفعت ضحكات إبراهيم الذي قال يناغشها: _ طبعًا و من أين ستجد أجمل منهما . ابتسمت و لم ترد..فقد شرد عقلها في عينين أخرتين ..زرقاوين يخطفان لبها و ذهنها و قلبها و كل ما لها ..ما إن تتمعن بهما حتى تنسى العالم و ما حولها _ من سرق عقلك؟ سأل إبراهيم بحنق فنظرت له بدهشه ثم انفجرت ضاحكة لملامح وجهه بحاجبه المرفوع… وقفت و قالت متهربه من سؤاله: _ سأذهب لأكمل الملفات و أنت أعطني رأيك في هذا صممت قليلا ثم قالت بمكر قبل أن تخرج: _ أرجو أن تركز جيدًا و لا تسمع لعيون إحداهن بخطفك بعيدًا نظر لها بتهديد فأطلقت ضحكة رائقة ثم أغلقت الباب ورائها…نظر للملف الموضوع على المكتب ثم ضحك على ابنته و هز رأسه للجانبين..لا يعلم أيأسًا منها..أم تشتيتًا لعيون محبوبته الطيبة ..!! أما ليان عندما وصلت لمكتبها شعرت برغبتها في كوب قهوة يعيد لها التركيز و فضلت أن تحضره لنفسها فخرجت مجددًا ناحية المصعد الذي أقلّها للطابق المراد ..توجهت لماكينة القهوة و قالت للفتاة العاملة هناك بلطف: _ من فضلك كوب قهوة ثقيلة أومأت الفتاة بابتسامة مريحه و شرعت تنفذ الطلب ..أنا ليان فمر بصرها بالمكان بغير هدف..حتى تشنج جسدها لما رأت تلك الفتاة ..أليست تلك التي كانت بالتاكسي مع عمار؟ ماذا تفعل هذه؟ بدون وعي قادتها قدميها خلفها حيث مكتب عمار..وقفت و الدم يغلي بعروقها عن قرب بحيث لا يبصرانها ..و رأته يتقدم نحو الفتاة ما إن رآها مقبلة نحوه..كانت البسمة ترتسم على وجهه بالعرض مما أثار قهرها ..فاندفعت نحوهما و الشرر يتطاير من عينيها بدا على عمار الاستغراب لمجيئها المفاجئ في حين بدت الأخرى متضايقه.. _ أهلا و سهلا ..كنت أمر من هنا فقلت لأسلم على الموجودين . تعجب عمار و سأل في نفسه ..منذ متى؟ لكنه لم يرد إحراجها أما هي ألقت السلام على الموجودين بالمكتب فردوه بحبور … ابتسم عمار و قال للفتاة : _ لأعرفك إذًا هذه الآنسة ليان ..ابنة مدير الشركة <ثم نظر لليان و تابع> و هذه ابنة خالتي لم يعلم أنه نفخ في جمر روحها بكلماته الباردة ..هل هي بالنسبة له مجرد ابنة رب عمله..لما بدت في كلماته كالمتطفلة التي تفرض نفسها على حياته ..ابتلعت ريقها و بقوة جاهدت لتمسك دموعها ..أخذت نفسًا عميقًا ثم مدت يديها عنوة تهتف : _ أهلا و سهلا بك سلمت عليها الأخرى ببرود ثم التفتت لعمار تتجاهلها بكل وقاحه و قالت: _ أحضرتك لك الملف أخرجت المعنيّ من حقيبتها و أعطته له فقال : _ شكرًا لك يا بنت أنقذتني والله..هيا إذهبي حتى لا تتأخرى و يغضب والدك ..هيا أومأت و و لم تنسى أن ترمق ليان بضيق قبل مغادرتها ..أما عمار إحتار لوقوف ليان بهذا الشكل فسأل : _ هل تحتاجين لشيء آنسة ليان ؟ التمعت عيونها بعتاب صريح سريعًا ما نضب و حل محله كبرياء بدا في ملامحها و استقامة جسدها و ردت بترفع: _ لا شكرًا ثم ذهبت تحت نظراته المتعجبة لتأخذ كوب قهوتها و تختفي في المصعد ..وقف برهة يفكر في غرابتها و خرجت بباله فكرة سريعًا ما نفضها ..و عاد أدراجه حيث مكتبه . أما ليان دلفت المكتب بغضب تشعر أن نيرانها تنبعث من خلاياها كُلها ..وضعت الكوب على المكتب بحدة فتناثرت قطرات منه على سطحه ..جالت الغرفة و صوت أنفاسها يضرب الحوائط و يرتد ..جلست أخيرا على الكرسي أمام مكتبها تدفن وجهها بين كفيها…و بكت !...شعرت أنها إن لم تفعل ستنفجر..فأرخت حصونها و انفجرت ترثي قلبها …لما ليس لها حظ...في الحب..!! < لنلتقي في النادي مساءً > توهجت شاشة هاتفها بتلك الرسالة من صديقتها ..فكففت دموعها وربتت على قلبها بوجع …الصبر ..فربما تدفع آخر فواتير ذنبها القديم..لكنها أبدًا لن تتحمل ..أن يكون حبها الحالي كبش الفداء..!! * * * في المساء... قلبت الأوراق بضجر و سريعا ما رمت القلم فوقها ووعادت بظهرها للخلف تمد يديها للأعلى ثم مسدت فقرات عنقها بتعب.. منذ ساعات وهي قائمة على تلك الاوراق التي كلفها بها حسان..لا تعلم لما هذا الإصرار على عودتها للشركة ..أرسل إليها الملفات بالبريد و يطلبها على مكتبه غدًا ...مزعج..و في نفس الوقت فهي تعلم أنها تستحق كل ما سيفعله بها ..لم تكن تريد العودة للشركة لكنها تعبت من تهديداته المستمرة .. أمسكت هاتفها تقلب به بشرود وكل عقلها يفكر في شخص واحد... حسان وتصرفاته المتعجرفه التي بات يعاملها بها.. بات مستفز و مغرور لأقصى حد ..انتقامًا أم كرهًا لم تدري... سمعت صوت والدتها تناديها فرفعت نظرها للسماء بيأس و ارهاق و قامت لتفتح الباب لترى ما تريد أمها... ما ان فتحت الباب حتى وجدت والدتها في وجهها والتي قالت باستعجال وهي تدلف للغرفة و تغلق الباب خلفها: _ اناديك منذ ساعة... لما لا تردين؟ زفرت هبه ثم قالت بنبرة حاولت ألا تظهر ضيقها: _ سمعتك الآن فقط و كنت قادمه اليك أمست إيمان بذراع هبه ثم قالت: _ والدك لم يستيقظ بعد و لا يوجد شيء للعشاء لوت هبه شفتيها ثم سألت: _ و ما المطلوب؟ زفرت ايمان ثم قالت بعدما شملت الغرفة بنظرها: _ أن تذهبي للحاج كمال البقال و تشترى متطلبات العشاء قبل أن يستيقظ والدك رفعت هبه حاجبيها باستنكار و تمتمت: _ الآن.. لقد تأخر الوقت... الساعة التاسعة يا أمي تنهدت ايمان ثم دفعتها باستعجال: _ أعلم و لكن ماذا سأفعل لو استيقظ والدك.. هيا هيا سريعا خرجت ايمان من الغرفة تاركة هبه و قد تعاظم الضيق بصدرها.. أحست بضيق أنفاسها لكنها تحركت مرغمة بعد قليل خرجت من البيت وهي تحسبن في سرها تمنع رغبة حارقة بضرب كل شيء عرض الحائط و العودة لغرفتها تحتمي بها و تسكب دموعها على وسائدها.. لكنها من أجل والدها سلمت أمرها لله و وافقت على الذهاب كانت الشوارع مظلمة الا من انوار العواميد الخافتة و نسيم بارد يتسرب لمسام الجلد أصابها بالقشعريرة فاحتضنت حالها.. تتمنى لو تجد أي تجمع للناس في أي مكان لتطمئن لكنها لم تجد الا الفراغ حولها فخافت و تسارعت خطواتها نحو الحارة الأخرى التي يوجد بها المحل والذي تشك أنه ما زال مفتوح حتى هذا الوقت.. فأهالي القرية ينامون باكرا ليستيقظوا باكرا أيضا تنهدت براحه عندما رأت باب المحل مفتوح فدلفت تسلم على الحاج و بعد قليل خرجت تحمل بيدها بعض الأكياس و عادت أدراجها نحو البيت تتطلع حولها في الشوارع الحالكة و أصوات الحيوانات من حولها بث الرعب بقلبها _ أين تذهبين يا حلوة؟ صوت أتاها من الخلف جعلها تفقز بفزع وهي تلتفت لترى من المتحدث...لكنها سريعا ما أخذت شهيق طويل عندما وجدته ابن عمها الذي يسكن معهم بنفس البيت في الطابق الذي يعلو شقتهم تقدم منها يقول: _ أين كنتي؟ زفرت و تمتمت بينما تهم بالذهاب: _ عند البقال ضحك ساخرا و قال ما جعلها تتصنم مكانها: _ أم كنتي مع ذلك الغني الذي تقابلينه في الأزقة ابتلعت ريقها ثم التفتت تقول بتلعثم: _ م.... ماذا تقول؟ تقدم منها بضع خطوات قائلا بحرقه: _ ما سمعته يا هانم.. تتمخترين مع الأغنياء و تمثلين علينا دور الشريفة... قاطعته قائلة بصرامه رغم خوفها: _ أخرس يا دياب ما الذي تقوله ربت على محل قلبه قائلا بحزن: _ أليس هذا الصواب.. لهذا رفضتي طلبي بالزواج.. لأنك تريدين صاحب المال الكثير ابتلعت ريقها و لم تعلم بما تجيبه فجحظت عينيها عندما قال: _ سأخبر عمي بكل شيء... قاطعته بخوف وهي تضع يدها اليسرى على فمه لتغلقه بعدما أفلتت الأكياس من يدها: _ اخرس يا دياب.. أنت لا تعلم شيء لقد كان يسأل لماذا غبت عن العمل و حسب وأنت فهمت خطأ دفع يدها بعيدا عن وجهه ثم قال بسخرية: _ رجل أعمال بنفسه أتي ليسأل لما غابت مجرد عاملة عنده ثم تابع بتهديد: _ تلك الحجج الزائفة تقوليها لوالدك يا هانم... الا إذا... صمت قليلا يشملها بنظراته و تنهد عندما استقر بعينيه على وجهها يقول برغبة واضحة: _ الا اذا قبلتي الزواج مني يا ابنته عمي * * * | ||||
اليوم, 01:00 AM | #756 | |||||
| مساء الورد وغمرة الوجد❤ عودا حميدا حبيبتي فتون❤ أحلى مفاجأة أدخل وأشوف فصلك نازل❤ نيجي للمشهد الأول والست ليان ..بصراحة ما بقدر ألومها معها حق تغار ههههه بس الهبلة بينت ع حالها قدامه انفعالها ومقدرتش تخفي هالشي.......الراجل انصدم مسكين ...بقول مالها تحولت ههههه...... ............ كمية الدفء المخلوط بالوجع بمشهد هبة وأبوها❤❤ حبيت كثير تقاربهم ..حوارهم...محبتهم لبعض...الاصغاء بينهم....واحتواء أحدهم للآخر......مشهد جميل جدا❤ .......... استفزني المحامي ...كسر فرحة ليليان وجرح قيس.....بس ليليان قدها وخاصة انه ابوها معها...واكيد رح تنتصر بالاخر...!!... ......... بنت خال عمار شكلها مش قليلة وحاطة عينها ع ابننا...قوليلها محجوز لازم يشتغل مداوي قلوب لبنتنا ليان ههههه خليها تغور بعيد عنهم ....وعمار مثل الباب مش فاهم شي من ردود فعل ليان......فش احساس ههههه .......... شو هالقفلة ست فاتن ..؟؟!. ما احقره هالدياب....انتهازي ...خبيث......بس برأيي مش لازم هبة تخاف من تهديده وهي تحكي لابوها افضل...تسبقه يعني........بتمنى يخرجلهم حسان من شي زقاق هههههه .......متشووقة للبااقي فتوون..... سلمت الأنامل الجميلة والفكر المبدع ...فصل رائع غاليتي❤❤ ننتظر المزيد والجديد بكل حب وشوووق❤❤ سلامات❤ | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|