02-01-24, 09:09 AM | #21 | ||||||
| إنتهيت من مقابلة العمل و لا أشعر أن القدر يساعدني في إصلاح ما أفسدته في الماضي، لِما أحاول الإصلاح بعد كل هذا الوقت الطويل! ألم أتأخر كثيرًا!!، وصلت إلى سيارتي و قدتها نحو المجهول و ذهني مشغول بحالتي هذه!! لم تمر سوي ليالي معدودة على خِصامي معها و أشعر أن الأرض لا تسعني! فكيف يكون حالُ جاري و قد مرّ أكثر من شهرين على تسببي فِي حزّ الثقة بزوجته! توقفت عند الإشارة و بينما أنتظرُ الضوء الأخضر وجدت أنفسي أتصفح حساباته الخاصة على المواقع الإجتماعية، كانت مهملة.. تعمقت في إطلاعي حتى وصلت لصحفة زوجته، دخلتها لكن الضوء الأخضر قد أنار و أغلقت هاتفي بعدها! ليعود ذهني و يشتعل بفكرة إطلاع شموخ على تقربي من محمد أو إخفاء الأمر عنها في حال فشلت محاولتي و أزيد الأمر سُوءًا! أطلقت تنهيدة و ثوانٍ حتى يأتيني تنبيه رسالة من شموخ تخبرني فيها أنها ترغب بمشروب بارد،مع موقع المكان الذي يتوفر فِيه الذي طلبته سِررت بعكس مزاجي منذ لحظات. اجبتها بملاحظة صوتية أن " عيوني لك" فهذا ردي الدائم على طلباتها و ترد بقولها " حبيبي" لكن جاءني ردها أنها تريد المشروب فقط. أغلقت الهاتف بضيق و توجهت نحو الموقع. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* غادرت جمانة المكان و عندما عدت من توديعها و جدت خالدًا يهم ب المغادرة أيضًا سئلته بإستغراب عن سبب خروجه ليرد أنه ذاهب إلى المقبرة لزيارة سعود. هززت رأسي دلالة على تفهمي و لم أمنع إبداء أن قرار ذهابه َكان مِفاجئًا فهو لم يشاركني رغبته هذه. أطلق زفيرًا حادًا و قال أنه بالتأكيد لن يلقي نفسه في أحد المقابر، حالته ليست بتلك السوء و أردف أن أمر ذهابه طبيعي و عدم ذهابه سيزيد من شعوره بأنه المذنب الوحيد و ليس عطل مؤشر السرعة البائس!، أظهرت تفاعلي الإيجابي مع قراره و نبهّت على واقع أنه كيف سيذهب المقبرة و مفاتيح السيارة على طاولة السرير! ليجيبني أنه غير مستعد للقيادة و أنه طلب سيارة لإيصاله وقد تأخر جدًا و خرج. نظرت للباب المغلق و قلبي َمشغول بما يفكر بِه، فهو لم يشاركني هذه الأفكار كعدم قيادته! منطقيًا هذا تصرف معقول من شخص تعرض لحادث سير منذ فترة وجيزة لكن لا أعتقد أن كل شيء يفعله هو حقًا بالطريقة التي يفسرها لِي.. بعد اقتراب من إنهاء حياته في يومٍ ماضٍ! حملت هاتفي و وجدتُ مراسلاتي مع روان في اليوم الماضي لم تُقرأ بعد و نحن في العصر، هي ليست من النوع الذي يهمل تطبيق مراسلاته لبضعة ساعات! آملت بشدة في قلبي أن تكون بخير بين أهل سعود المكلومين و خاصة رهف التي لم تدخر جهدا في توجيه أصابع الإتهام لمن لهم صلة بخالد لا يهم مداها على موت سعود! لا ألومها لكنني لستِ صفها أيضًا و خاصة أن خالدًا بريء من تعمد الحادث. لَم يتحدث أحد بعد عن ثمن الأضرار الجسدية و النفسية، لكن أعلم أن خالدًا ليس مشمولًا. شعرت بالصداع من حجم أفكاري و توجهت لإعداد القهوة و ترك نفسي لعمل المنزل الذي لا ينتهي و لأول مرة أشعر بالإمتنان لأعمال المنزل! &*&*&**&*&*&*&*&*&*& وصلت للمنزل و دخل بدر متحمسًا لجده الذي وجده أمامه حاملًا لعبته المفضلة و إنغمسا باللعب سويًا، استوقفني عمي للسؤال عن أخي خالد.. أجبته أنه يبدو على ما يرام و لم أنسى توبيخه على عدم زيارته له كل هذه المدة، ضحك عمي بخفة ثم قال أنه يكفيه أن نكون بخير بعد كل شيء، لأجدني محور سؤاله.. إن كنت بخير؟. رددت بلطف كيف لا أكون بخير و أنا أراه كل يوم، ضحك مُجددًا و دعى لي أن كنت سببًا في دخول السرور على قلبه و سمح لي بالمغادرة في حين أنه سيكمل اللعب مع بدر، ابتسمت بلطف و صعدت نحو شقتي و ما إن دخلت حتى وجدت محمد أمامي يحتسي الماء و بدا لي أنه يستعد لأخذ قيلولته المعتادة، لم يمنع نفسه من جعل عدم تواجد بدر معي حديثًا مهمًا، رددت بتعب من الصعود أنه عند أبيه ثم إنتبهت للماء الذي قدمه إليّ لأستجيب بعدم رغبتي في الشرب. ليعيده على المنضدة و جلس بجانبي، و عندما رأيته كذلك هممت بالنهوض لكنه منعني من ذلك و سئلني عن رغبته في معرفة ما جرى خلال زيارتي لأخي. قلت و أنا على حالي أن كل شيء على ما يرام بالنسبة لشخص تعرض لحادث مات على إثره إبن عمه و قضي عدة أيام في المشفى و حينما خرج، سيق للسجون و بات بضع ليالٍ فيه حتى أُطلق سراحه عائدًا لأهله شخصًا آخر. تابعته بنظري و هو ينهض أمامي و يده لا تزال تحتضن أطراف أصابعي، قائلًا أننا بحاجة للوقت ليس أكثر. ابتسمت بسخرية و حررت أصابعي من قبضته قائلة أن إيماني بالوقت ليس مشُرقًا.. كما يعتقد هو.. أعني رأيت ماذا فعل الوقت بنا منذ ذلك اليوم. استشعرت إمتعاضه و فضّلت تركه و تغيير ملابسي لكن اوقفني بقوله ماذا أريد منه حتى أرضى! نظرت إلى عينيه ببرود قائلة ما الفرق الذي سيحدث؟ حاكمتني و انتهيت منذ مدة.. بالرغم من دفاعي المستميت لم تُلقِ بالًا لِي، الآن قُل لي ماذا سيفرق؟ و عندما رأيت الصمت إجابة، غادرت لـِ تغيير ملابسي و عندما انتهيت وجدته أمامي محمد بحدة / انا ما حاكمتك بدون أدلة، رحت و تأكدت، الآن أنا غلطان عشان ما بغيت أطلع ظالمك!! جمانة / رائع كذا تبرر لنفسك! محمد بإصرار بينما جمانة بدت مسترخية أمامه و كأنها على علم مسبق بتبريراته/ الشنطة بالضبط نفس ما وصفها كانت معك يومها، كيف شخص غريب يعرف أنتِ اليوم خارجة و شنطتك إيش نوعها بالتفصيل! جمانة لا تخليني أتكلم أكثر جمانة و لفت وجهها الناحية الأخرى بخيبة / فعلًا، علاقتنا قدرها شنطة بعينك. محمد يرجع وجهها لمقابلته / هذا اللي بقلبك عليّ! جمانة بحرقة / اللي بقلبي إنك من البداية بذلت جهد زائد لـِ إثبات التهمة في حين يفترض بك أنك تكون مُسلم ببرائتي منها! " و راحت تدفعه من صدره وهي تتحدث" ما تعرف المرأة اللي بنيت حياة معها؟ أم طفلك؟ و بنت عمك؟ محمد و يمسك يديها التي تهاجمه بهما / لأنك تنظرين لبحثي على إنه إثبات، هذا لا يعني بالواقع إني كذلك.. و جمانة أنا بالفعل كنت أجريه لأنفيها. جمانة و على حالها / إيوه و بفضل بحثك الكريم خرجت مذنبة" وحررت نفسها منه" أنا مو الشخص اللي شايفني بصورته، شخص مو ثقة. تلقى بظهرك له و يغدرك.. أنت تعاملني كذا و أنا ما أستحق " محمد و يسحبها لصدره و يقبل جبينها بعمق ثم قال / أنا آسف. جمانة تبتعد عنه / لكنك لا تعترف إنك على خطأ و تعتقد إني" و ترددت في إخراج الكلمة ثم سحبت نفسًا" تعتقد إني مذنبة و أكبر دليل هجرك لي. وقوله ربما يكون الأمر كما قلت سابقًا لكن بالتأكيد هو ثقيل جدًا و هو فقط لا زال عالقًا تحت أنقاضه، ليس لأنه مولع بذلك و هجرانه لي هو ما نجح في الظهور على السطح فقط. غادرت المكان إلى الحمام و أغلقت الباب بقوة، و أطلقت لنفسي العنان بالبكاء و رأسي يحترق بكم أنه أحمق جدًا بتسليمه أنني مذنبة لدرجة أن يهجرني.. في وقت سابق كنت أتحدث فقط لكن الآن تأكدت.. كيف ننجو من هنا؟ وصلت للمقبرة و بحثت طويلًا بين سكانها و فقط حينما خيم اليأس علي، انتبهت لشاهد قبر سعود. مشيت نحوه و لا أعلم كيف! جثوت عند القبر و صدري يحترق من الألم! دعوت له بالرحمة بصدق و سردت كُل ندمي عليه. أصمت تارة و تارة أخرى أحكي له مشاعري منذ ما حدث كما لم أحكيها من قبل! تحدثت عن مخاوفي من عائلتي و زوجتي، عن أحقيتي في العيش و المضي قِدُمًا! نهضت من جانب القبر و مضيت في سبيلي، لم أطلب خدمة توصيل و رميت نفسي إلى الطرقات المجهولة آملًا ألا أعود! &*&*&*&*&*&*&*&*&*&* أخيرًا و بعد طول انتظار استطاع أهل عمي ترك رهف بصحبتي في مجلسهم طبعًا! دخلت و كدت أحسبها شبحًا من حالها المعدوم بالرغم من لباسها المهندم. جلست بجانبي و لم أستطع جلب حادثة ما فعلت في وقت سابق من اليوم و اكتفيت بشدها إلى صدري. قطع وقت طويل و نحن صامتون، ف أنا لم أهضم قرارها الطائش و لا هي تبدو نفسها ! حتى وجدتها تتحدث عن تقدمي في علاجي! و متى سينتهي هذا الكابوس! اكتفيت بقولي أن ما ترجوه قريب، ثم شددت على كفها بما استطعت من قوة و َعدنا للصمت. *&*&*&*&*&*&*&*&*& فتحت باب المنزل و وجدتها مع أمي يحتسيان الشاي أو قد احتسوا بالفعل، عبرت أن مشروبها أصبح لِي لآشاغبها قليلًا و ارتشفت البعض بتلذذ. ضحكت أمي بينما شموخ راحت تعاتبني أنها تشتهيه منذ الصباح و انتظرت انتهائي من دوامي بشق الأنفس و هذا لا يكفي فقد لبثت عمرًا في معرفة طريق الرجعة للمنزل. أطلقت ضحكات عالية ثم أظهرت يدي من ورائي و " مشروبان آخران" ، هربت إبتسامة من شموخ و استلمت مشروبها برضا بالغ. تمنيت أن لا تتوقف عن طلب الأشياء حتى أراها تبتسم لي. عاد الحديث ليدور حول المشروب و فوائده أما أنا غادرتهم لآخذ قيلولة سريعة.. و في طريقي جائني تنبيه بوصول رسالة على بريدي الخاص و ما إن رأيت محتواها توقف جريان الشراب في حلقي.. إنها رسالة من مقابلة اليوم، يالسرعة تجاوبهم، أم أن رؤية محمد لِي في طريق خروجي و معرفته لسبب تواجدي لديهم قد أثرت في النتيجة.. نتيجة قبولي! أكملت طريقي و أنا شارد الذهن، ماذا الآن؟، وضعت المشروب جانبًا و دخلت للإستحمام و رأسي مثقل بما قد يجري و لا يجري، في صالحي أو العكس ! ماذا أريد حقًا من فرصة عملي في مقر محمد! هل سأفعلها! كشف كل شيء! لا لا لا، يجب أن أحلل علاقته، قد يكون بخير و أنا أكون أحرقت نفسي بِلا فائدة!، اغلقت المياه و خرجت نحو السرير مباشرة، إنها عادة تمقتها شموخ، كيف أغرق المكان ببعض القطرات المتبقية في رأسي.. حسنًا لا أعتقد أن بذلك السوء و خلدت للنوم. . . استئذنت للَمغادرة و دخلت للغرفة المظلمة و أطلقت صرخة صغيرة لخطر إنزلاقي. رائع لا بد أنه استغل فرصة عدم تواجدي و نام و الماء يقطر من رأسه. اكملت طريقي بخفة للوصول إلى جهازه المحمول.. ليس لأنني مرتابة! أحتاج ان أتصل و جهازي نفذ رصيده. التقطت الهاتف و خرجت بمهل و هذه المرة حرصت ألا أغدر. جلست على الكرسي الذي وجدته أمامي و أدخلت رقم لوحة سيارته و أول حرف من اسم أمه و أبيه. لم يكن يحرص على عدم معرفتي بِه و فتح الجهاز و وجدت نفسي في صفحة فتاة على أحد البرامج..و حدثت نفسي أين إنتباهي و لكن قررت إضافة الفتاة من حسابي لأنه على مايبدو أن ثامرًا أضافها حديثاً. إتصلت على أمي و تحدثت معها مطولًا عن آخر المستجدات و بالطبع صورت لها أن كل شيء بخير. تركت هاتفه و تذكرت حساب الفتاة و من فوري رحت أحلل إن كانت عابرة أو أن متابعته لها هي لسبب.. تعمقت في منشوراتها و وجدت صورة لشخصين و يظهر أنها ذكرت شخصًا ما و عندما تصفحت حسابه هو الآخر، لاحظت وجود الطفل أيضًا بكلتي الصفحتين و الوصف دائمًا يتحدث عن الأبوة و الأمومة.. أغلقت الهاتف و قلبي يخفق بقوة. إنهما أولئك الزوجين.. لما كان يتصفح حساباتهما؟ ما هي نيته؟ حملت جهازه بقوة و أعدته مكانه. لأجده ينهض بإرتياب و سؤاله الجدي بماذا أفعل بجهازه؟ و التقطه بقلق بالغ و بضع ثوان حتى تنفس الصعداء و و أغاظني سؤاله و أجبته أن رصيدي إنتهى و استعملت جهازه لمهاتفة والدتي. ليقول بإنفعال أنه سيشحن لي الرصيد و لا يوجد داعٍ لإستعمال هاتفه في المستقبل على الإطلاق. إستفزتني ردة فعله ف أخذت بوسادته المبللة قائلة أنني سأجففها و عليه التوقف عن إغراق المكان بقطرات المياه الساقط من شعره لأنني أنزعج جدًا و خطر الأنزلاق ليس شيئًا جيدًا لكنني فوجئت بِه يسترجعها من قبضتي قائلًا إنها وسادته الخاصة و ربما لو ارتديت حذاء لن أكون عرضة للخطر و ختم قوله أن علي التوقف عن وضع هذا العطر، لقد أخرجه من نومه العميق.. و لا أريد رؤيته و هو لا يأخذ قسطًا وافرًا من النوم. نهضت من جانبه و رششت المزيد من العطر و خرجت. أمسكت هاتفي و توجهت مباشرة لصفحة الفتاة و بدأت مراسلتها بحجة أن محتواها رائع و أتشوق لمقابلة صاحبته و لأنني شديدة الملاحظة فهمت أننا من ذات المنطقة و بجانبها تعابير ضحك. تصفحت هاتفي لمدة ثم قررت الإتصال بِ سارة ، لم تجب من أول محاولة و ألغيت فكرة الإتصال و عزمت على لقائها. لم أتحدث معها منذ علمي بخطأ ثامر.. و لا زلنا في فترة ما حدث من إختطافها و وفاة خالي الشاب. نهضت من مكاني و عدت للداخل تذكرت كرمي على نفسي في إستخدام العطر فتوجهت الدولاب و لبست ما التقطته يداي و فكري َمشغَول ان اليوم كان جيدًا، لم أعاني كثيرا من الحمل و لم أتجادل معه.. سئمت الجدال، أود أيامًا مطمئنة.إلتفتُ و أخافني وجوده خلفي، ألم يكن نائمًا أم أن العطر أوقظه إن كان الخيار الثاني فلن أسلم منه لكن وجدته يأخذ بيدي نحو الفراش و يتوسدني، قائلًا لما تأخرت بالقدوم؟. ضحكت في نفسي لتقلباته. حاوطت رأسه الذي في صدري و رحت أداعب شعره و أنعم بقربه. لما لا أمنح نفسي يوَمًا مطمئنًا؟ بينما كنت أهيم في الأرجاء أوقفني أحدهم، و حينما نظرت إليه وجدته إبن عمي عمر. كيف وجدني لا أعلم! ربما كان هنا لزيارة سعود أيضًا. رحب بِي بحرارة و لم أجد بُدًا مِن مسايرته. إنني لست مستعدًا لمواجهة أي شخص من أقاربي، حتى أمي و أبي لم أزرهما منذ خروجي و غلا زوجتي لا أستطيع منعها.. لا تبدو أنها تتقبل إنغلاقي على نفسي خاصة بعد فقداني لصوابي لوهلة.. أجل تحنّ عليّ لكن أعتقد أن وقوف أحدهم بجانبي هي جريمة نكراء! لما هو من الصعب التصديق بأن الحادث كان قدرًا لنا فقط. أرجعني صوت عمر للواقع و هو يكرر إسمي و عندما فهم أن إستيعابي معه راح يحدثني عن أختي سمر و كم أنها تتشوق لرؤيتي و أنها فضّلت أن تنتظر قدومي و لا تزاحمني. ابتسمت بمضض لطالما كانت متفهمة و تسمع ما لا يقال، لديها حساسات لا تخطأ. أكملنا المسير معًا و بعد وهلة من الصمت، صدمت بحقيقة أنه شهد وفاة سعود بالمشفى. لم أرى هذا قادمًا! و عندما شعر أن هنالك خطبٌ بِي راح يسهب أنه أخبرني بذلك لمجرد الحديث و هو لا يتعمد أن يجعلني أشعر بالسوء و لكن كل ما فعلته هو رغبتي بإكمال الطريق على إنفراد. وضع يده على كتفي و أخبرني أنه يتفهم حالتي، على سبيل المثال لا بد و أن يخطر عليه صوت الأجهزة و حشود الأطباء.. ليس هنالك مقارنة و لكن لأعلم أنني لست وحدي على الرغم من رغبتي في البقاء وحيدًا و تمنى لي العودة بالسلامة. نظرت لخياله و هو يختفي من أمامي، أحسست بنفسي أختنق على وفرة الهواء حولي.. استندت على الحائط الذي خلفي و أنا أحاول جاهدًا إلتقاط أنفاسي و آخر ما وعيت عليه هو عمر يهرع نحوي! . . عندما غادرته، شيئًا في داخلي أخبرني أن عليّ ملازمته فهو لا يبدو على ما يرام بطريقة مقلقة. عدت أدراجي و ذهلت لرؤيته على الأرض هرعت إليه و وجدته بالكاد يلتقط أنفاسه، أخبرته أنني سآتي بالسيارة و أرجع إليه. عدت أدراجي سريعًا نحو السيارة و قدتها بإتجاهه، نزلت و إلتقطته و ما خفته حصل، لم أجده واعيًا..صليت بشدة أن لا يسوء حاله و أن أوصله في الوقت المناسب. أغلقت الباب و قدت نحو أقرب مشفى. و بعد عناء تجاوز الطريق وصلت الطوارئ و هرعت إليهم لمساعدتي، سُئلت عن الخطب الذي بِه و أجبت أن ليس لدي أي فكرة و غير معروف أنه يعاني من أي مرض. أخبروني أنهم سيهتمون بِه الآن و أن عليّ الإنتظار في الخارج. زفرت بقلق و قبل أن أذهب لاحظت أن الأطباء يقومون بإنعاش أحدهم ! ذُهلت لما رأيته، آخر عهدي ب محاولات الإنعاش لم تكن سارّة و في وسط ذهولي خرج الطبيب ليخبرني أنهم نجحوا في إدارة حالته و أنهم بحاجة لإبقائه و عمل التحاليل اللازمة لفهم سبب حالته هذه. شكرت الطبيب و رأسي مُثقل بموقف انعاش أحدهم في الأرجاء ، يا إلهي! إلتقطت هاتفي و إتصلت على أول شخص خطر في بالي. &*&*&*&*&*&*&*&*&*& قطع تصفحي لهاتفي إتصال أخي عمر، رددت بحفاوة و لكن صوته القلق و مطالبتي بالحضور حالاً مع زوجتي، عقدت حاجباي بعدم فهم و طلبت منه أن يوضح مقصوده، ماذا يريد منهما. أنبني لأسئلتي الكثيرة و أنه لا يريد أن يشرح الأمر على الهاتف، أصررت على معرفة السبب ليجيبني أن الأمر متعلق بخالد. نهضت من مكاني و عيناي على جمانة الواقفة تلاعب بدرًا وقد بادلتني النظرات بإستغراب شديد. سئلت مجددا عن مضمون ذكره و لما يحتاج وجودها؟ لماذا ليست زوجته؟ " و عندما سمعت ذكر أختها راحت تستفسر عما يجري" لم أجبها حيث كل انتباهي كان مع عمر الذي راح يسرد حساسية سمر الشديدة و انها غير مناسبة لهذا الموقف. زفرت بعدم صبر قائلا عن أي موقف يتحدث!! ليقول بإستياء أنه برفقة خالد بالمشفى صمت لوهلة و رددت و يدي على ظهر جمانة أن ما حدث صادم بحق مع ذلك أنني لا أعتقد ب إستعدادها لمواجهة هذا الأمر الآن. ليتسجيب عمر بإنفعال هل عليه أن يخبر عمهم إذاً!!! لم يمضي وقت كافٍ من حادثة السجن، و أن لا أدعه يتحدث أكثر. زفرت بضيق و أزلت يدي من خلفها قائلًا أن الإثنتان قادمتان أو أنني سأتي فقط. ليرد أنه على وفاق بقدومهما معا و عليّ أن أستعجل فهو لم يعد يحتمل و أغلق الخط. تنهدت و نظرت إلى جمانة التي تنتظر سر هذه المكالمة المشحونة. مررت أصابعي بين شعر رأسي بقلق ثم حملت بدر منها و هي ضمت يديها إلى صدرها منتظرة سماع التفسير. طالبتها أن تبقى هادئة و أن كل شي سيصبح على ما يرام، نعيش أوقات قاهرة و ستمضي بإذن الله.. لاحظت أنها فهمت علاقتنا لأستطرد أن الأمر يخص خالد. لتسئلني ما خطبه؟ أجبتها أنه تعرض لأزمة إستوجبت ذهابه للمشفى و هم ذاهبون إليه. لتقول بعدم فهم أي نوع من الأزمات؟ أجبتها بحذر قائلا أزمة استرعت ذهابه للمشفى . و اردفت سريعا أنه بخير الآن و أن عمر بصحبته، سنصطحب أختها سمر و نذهب إليهم. إستجابت بهدوء أنها ستتجهز و غادرت من أمامي. تسائلت ان كان يجب علي الشعور ب الارتياح لردة فعلها هذه أو أقلق. اصطحبت بدر لوالدتي بعذر أننا ذاهبون لقضاء حاجة طارئة و سنعود سريعا، و عندما أتت جمانة خرجنا.. ركبنا السيارة و قبل أن أقود، أمسكت كفها في سبيل مساندتها لكنها سحبت كفها و احتفظت بها في حجرها و عيناها مركزة نحو الخارج. لم أعلق على الموقف لكنني حرصت على ضمان إعطاء أختها خبرا أننا قادمون و قدت بصمت. | ||||||
06-01-24, 05:02 AM | #22 | ||||||
| خرجت من منزل رهف بدونها، لم أستطع ذكر محاولتها في إيذاء نفسها أو رغبة أهلها في بقائها معهم، لست راضيًا عن بقائها لكن أيضًا لستُ في حال يسمح ب حمايتها من نفسها. جاء جاسم ليوصلني لمنزلنا، لا أحتمل البقاء وحيدًا. و في الطريق شاركته إحباطي مما حدث ليجيبني الآخر بالمثل ثم اضاف أنه من الجيد أن يأنس و الديه بها و أركز أنا على علاجي. سئلته ما هو موقفه من براءة خالد. أجابني بهدوء إن كان قد قبل حكم إدانته، فحكم البراءة ليس مختلفًا و أنه ليس عاطفياً بقدر أخته. أجل قد ثار لفكرة الإدانة في بادئ الأمر لكن من الجيد أنه بريء. تفاعلت بقولي أنني أتمنى تبني رأيه هذا أيضًا لكن الأضرار تمنعني من ذلك.. في الوقت الحالي و حالة رهف أيضًا.. و أخبرته عن ذلك اليوم الذي تقابلتا به جمانة و رهف.. لم ينتهي الآمر على حال جيدة.. كدت أتشاجر مع محمد لأجلها مع العلم أن رهف لم تذكر الأمر. ليقول جاسم أن الوقت سيداوينا. &*&*&*&*&*&*&*&*&* وصلنا للمشفى و استقبلنا أخي عمر و الذي بدوره قادنا لسرير خالد و حينما دخلنا لديه، صادف وجود الطبيب الذي كان يهم بتحديث حالة خالد و الذي كان مستيقظًا حال وصولنا، تحدث الطبيب عن أن الاختبارات التي أجريت له و أن كل شيء يبدو جيدًا و غادر. ليتنهد خالد من فوره قائلًا أن عمرًا بالغ بِإحضار أختيه. ليستنفر عمر أن أصداء الإنعاش لم تترك له عقلًا و لربما كان عليه أن ينتظر إفاقته على الطريق الخالٍ من المارة، خلف المقبرة تمامًا و قبل أن يغادر أخبر سمر أنه ينتظرها في السيارة و خرج.. تقدمت جمانة إليه و حمدت الله على سلامته و لم تعلق على الموقف، و أنا بدوري استئذنت من المكان لتوفير الخصوصية لهم. . . لاحظت تعابير سمر المتقلبة و رحتُ أشرح لها بنظري أن عليها ترك الأمر و ألا تجلب سيرته. ليقول خالد لنعمل له معروفًا بعدم إقحام غلا و والدينا بما جرى ساءت وظائفه الحيوية قليلًا و هو بخير الآن ثم سمح بمغادرة سمر لتردّ عقل عمرًا الذي فقده في الأرجاء. لتقول سمر أنها في وقت سابق كانت لـتضحك على مزاحه و بالفعل هو بخير لدرجة قدرته على المزح و أنها سعيدة بأنه على ما يرام لكن سخريته لم تكن في محلها إطلاقًا و أنه ليس الوحيد الذي يعاني من بينهم و كما يآمل أن تتم مراعاته عليه أن يراعي غيره أيضًا، ليندفع خالد بقوله أنه لا يطلب مراعتنا و على العكس هو يختنق بها . صمتت سمر و خرجت بإستياء.. أما أنا تركت الصمت أن يقلل من حدة الأجواء حتى قلت أنه بالتأكيد لا يشكو من جسده، بل من نفسه " و انتبهت إليه ينظر بطرف عينه بإستياء و يرجعه إلى الأمام" و أننا أهله سنكون متواجدون من أجله و محاولات ابعادنا لن تُكلل بالنجاح إطلاقًا و إن كاد أن يكون كذلك. و أنني لن أطيل الكلام أكثر. ليرد و هو ينظر إلى عيني أنه يعني ما يقوله. لأشير بإصبعي على أسطوانة الغاز قائلة أن عليه بتّ أمره قبل أن نذهب. ليضع رأسه بين كفيه دلالة يأسه مني.. فتحت الستار و أخبرت محمد أننا مستعدون للرحيل.. ثم استدرت لأقول ربما عليه أن يستيعر ثيابًا من محمد فلن تمرر غلا سبب اتساخ ثيابه بهذه الطريقة المشبوهة. ليرد أن يستطيع إدارة الأمر. و خرجنا و حينما وصلنا للسيارة انتهزت الفرصة و جلست في الخلف و لم أترك خيارًا لأخي سوى أن يجلس بجانب محمد و الذي لم تغب عنه حركتي هذه. أستطيع الإستفادة من وقت إضافي خالٍ من التفاعل معه. فتحت هاتفي و رأيت اشعار الرسائل الخاصة كم فتاة تشيد بحسابي. تفاعلت معها بلطف و استنكرت جرأتها في طلب لقائي. نظرت إلى محمد و لمعت فكرة في رأسي، لا أعلم إن كنت مصممة على إيذاء قلبي أن ماذا! لكنني أجبتها أنني أرحب بمقابلتها في أي وقت و إن كان غدًا في أحد المطاعم و لا بد أن تكون هي من تحاسب أم أنها معجبة بلا فوائد و بجانبها تعابير ضحك كثيرة لم أعنيها و أغلقت الهاتف.وصلنا إلى شقة أخي و شكرنا على حسن الضيافة، ضحكت بخفة من جنونه، اشتقت إليه و هو هكذا و تنهدت بنعومة و وقع نظري على مرآة السيارة و التي عكست نظرات محمد المستنكرة عدم جلوسي بجانبه حتى الآن. استلقيت بالخلف و قلت أنني متعبة و استطيع الاستفادة من بعض الاستلقاء. ليرد أنه لن يتحرك طالما أنني بالخلف.. نهضت بعدم رضا و أتيت إلى الآمام و أغلقت الباب و انتظرت قيادته التي لم تتحقق فور قدومي للأمام، التفت إليه لآفهم عدم تحركه لأجده نحوي ويده التي امتدت لإلتقاط الحزام تحت نظراتي المتوترة و نظراته المتسمة بقلة الصبر، ربط الحزام و عاد مكانه ، و أخيرًا قاد السيارة.. و عندما بدأت أعتقد أن الأمر إنتهى وجدته يقول أن حركتي لم تكن لائقة، لأرد أنه من حقي أن أختار أين أريد الجلوس. ليقول أنني أفهم جيدًا ما يعنيه، ابتسمت بسخرية و قلت و عيناي موجهة نحو الطريق انظروا من يتكلم. ليرد بنرفزة أن عليّ إمساك لساني و إلا لن يحدث خيرًا. ضبطت الكرسي على وضعية الاستلقاء و تكورت للجهة المقابلة.. أغمضت عيناي وأصبحت تتضارب الأفكار في رأسي.. لم أتصرف بطريقة هجومية كما فعلت سمر من واقع أن خالدًا يتضايق من دعمنا له.. ناهيك عن تفريطه بنفسه. شعرت بتوقف السيارة و ضعُفت عن حملِ نفسي عن النهوض، لقد اخترت وقتًا سيئًا لمعالجة هذا اليوم.. و مع الشخص ال.. "قطعت كلامي عندما فُتح بابي و رائحة البحر تسللت إلى حواسي و صوت أمواجه الهادئة، تتبعت نظراتي الحزينة قرفصته أمامي و عرضه بالمشي في الأرجاء.. سرحتُ بوجهه، ماذا يحاول أن يفعل؟ هل هو مُصر على قيادتي للجنون! مد يديه لحلّ رباط الحزام و حثي على النهوض سريعًا. أغمضت عياني و استنشقت هواء البحر اللذيذ، فتحت عيناي و نهضت لأجد كفه تستقبلني، أغلق الباب من خلفي ثم راح يحدثني ربما يجدر بنا خلع أحذيتنا لتجربة واقعية أكثر. جمانة / ربما ناحية الماء أفضل و لا تعلم ماذا يوجد بين الرمال. " ولم تجد بُدًا من قولها" سنتأخر هكذا و كيف خطر لك القدوم هنا! محمد يتنهد / أعرفك. توقفت جمانة عن المشي و حينما رآها كذلك توقف أيضًا، تنفست جمانة بطريقة تظهر أنها تحاول كبح نفسها و نظراتها التي توزعها في الأرجاء بجهد واضح حتى لا تقع عليه. و بعد وهلة عادت لتكمل المسير من غير أن تعلق أو ليس لديها الطاقة لتفعل فهي بالكاد تشق طريقها بشكل سويّ. وصلوا عند الماء و خلعوا احذيتهم و تركوا أنفسهم لتشعر بضربات الموج الهادئة. لم يتحدث أحدهم لبعض الوقت حتى قال محمد / عارفة تقدرين تستندين عليّ بعد كل شيء و خلال كل شيء. جمانة / على قدر الإتكاء تكون قوة السقوط. محمد مال بمقدمة جسمه نحوها و عاد لوضعه / فقط أذكرك. جمانة وهي تنظر للبحر المظلم / رخصة الإتكاء من حق أي نسخة مننا ؟ المخلصة أو الـمذنبة! طالما تعتقد بوجودها مثل ما أوضحت محمد يغمض عينيه و يعيد فتحهما و اتجه مقابلها قائلًا / ما هي الإجابة التي تريدينها ؟ جمانة بفقدان أعصاب و هي تنظر إليه / لا أريد أي إجابة لعينة " و بتحدي" لكنه سؤال منطقي . محمد ينظر إليها ببرود / كُفي عن طرح الأسئلة إذًا. جمانة أنزلت رأسها بسخرية ثم رفعته / أستطيع الشعور.. لمن تتحدث إليها الآن. محمد يتقدم أكثر نحوها / مَنْ ؟ لا أرى سوى إمرأة واحدة أمامي. جمانة تشعر أن لسانها توقف عن الانصياع لسيطرتها من شدة خيبتها بِه، لما يستمر فِي إنكار أنه يعاملها كخائنة و كـإمرأة مخلصة في آن واحد، تحدثها عن الأمر وحده يحرقها كثيرًا و إنكاره يغضبها جدًا و انتهت بقولها / ليش لدّي إيمان كافٍ بك حتى أستند عليك، لأنني اثق بإرتطامي بشدة. محمد / مهم أن تؤمني أكثر. جمانة بإندفاع / أنا مؤمنة - - و بتر كلامها إحتضانه لها، لم تبادله المشاعر فقد كانت مشاعر الخوف من اللحظة التي يبتعد عنها تقيدها من الثقة بِه بشكل كافٍ لتترك نفسها بين يديه، لم يبتعد عنها، همست أنها لا تفهم إحتضانه لها. أجابها أنه يسندها فقط.. و يعني أن لن يسمح لها بالعودة بهذه الحال.. و كأن لا رفيق لها و لا سند في المكان الذي هي عائدة إليه.. من الصعب شرح هذا حال عودتهم لسبب ما. جمانة و كلماته الأخيرة أخرجتها من أحلامها السعيدة، ابتعدت عنه متجهة للسيارة، لن تشرح نفسها بعد الآن، تريد الخلاص منه و هو لا يقصر في تغذية هذه الرغبة. وصلت للسيارة و ركبت في الخلف بلا أي إهتمام لرد فعله و التي كانت تشبه الهدوء قبل العاصفة و حينما بدأ بقيادة السيارة، استلقت و نظرها يراقب السماء. &*&*&*&*&*&*&*&*&*&* دخلت للشقة و استقبلتني زوجتي بمائدة أقل ما يقال عنها شهية فهي تحتوي على كلِ ما أحبه. ابتسمت بمضض و أخبرتها أنني سآغتسل أولاً، لاحظت تبدل ملامحها إثر ذكري للإغتسال على الرغم من سرعة إعادتها لإتزانها و قولها أنها تنتظرني. دخلت للحمام و أول ما دار في خلدي هو شعوري في المياه.. لا ضرر في بقائي فيه مجددا. فتحت المياه و خلعت ملابسي و انتظرت بعض الوقت لإمتلاء الحوض و نفسي تتوق لأتخلص من ثقل هذا النهار. بحق لا أعلم سبب إغمائي لكن لا بد أن أعصابي قد إستنفذت بالكامل. دخلت في المياه و هاجمني شعور الخفة، كم كان رائعًا.. لكن هذه المرة حرصت على حصولي للهواء.. ربما يجدر بي تعلم السباحة فالحوض لا يسع حاجتي في الشعور بالخفة. طرقات الباب و نداءات غلا أقضت متعتي. إنها لا تكف عن القلق!! صرخت بها أنني على قيد الحياة. حلّ الصمت بعد صراخي بهذا الشكل.. إنني أوقفها عن جعل نفسها إضافة أخرى لمعاناتي.. قضيت وقتًا أطول مما وعدتها بِه، لا أهتم لست جائعًا لدرجة التخلي عن شعوري في الماء.. ليكف الجميع عن خنقي، الماء براء من هذه التهمة. . . رائع، يهب في وجهي لأني أفكر بِه، لستُ من خسر حق حفاظي على نفسي و أرفع الأعلام الحمراء عند فعلي أبسط شيء. يعتقد أنني أتعمد تضييق الحياة عليه و كأنني مولعة بتصرفي على هذا النحو، هل يريد أن أهمله؟ لن أتردد في تحقيق مراده. أنظر للساعة و لباب دورة المياه و أهز قدمي أثناء ذلك، آذاني متيقظة لأي صوت على الرغم من الصمت القادم من عنده و هذا أكثر ما يقلقني، لا بد أنه بالحوض مُجددًا، ربما يجب أن أعتاد على عادته الجديدة.. لكن كيف و هو بدأها و كاد يُنهي حياته في المنتصف. نهضت إلى المطبخ لأطفأ على الطعام، إن تركته أكثر إحترق. نظرت إلى الساعة و عقدت العزم على الذهاب إليه و إخراجه، لن أدعه يقلب الأمر ضدي حيث أنني لن أجلب سيرة الغرق. وقفت عند الباب و أخذت نفسًا عميقًا قائلة / خخاالد يلا مو طبيعي أسخن الأكل مليون مرة، بيحترق و مره ما فيني أنتظر زيادة. "انتظرت بعض الوقت و رأيته يدير مقبض الباب، لم أنتظر خروجه و رحتُ أجهز الطعام، أعطيته خبرًا و مضيت.. وضعت الأطباق و وجدته جالسًا على المائدة.. جلستُ أيضًا و بدأت بتناول الطعام بينما هو لم يفعل ليقول أنه لم يقصد الصراخ بتلك الطريقة. لأرد أنه ليس أمرًا مُهمًا.. تجاوزت الأمر " و ابتسمت بدون نفس". خالد و يضع كفه على كفها / ما تجاوزتي غلا تنظر إليه بطرف عينها / طالما تعتقد ذلك.. يجدر بك الأكل، لقد تعبت في إعداده.. و تأخرت بالنسبة انك خرجت لزيارة سعود.. إعمل فيني معروف و كُل طعامك. خالد يتنهد و أرجع كفه إليه و بدأ بتناول الطعام و خلال ذلك أخبرها عن رغبته بتعلم السباحة.. أول شىء سيفعله غدًا هُو الاشتراك بنادٍ خاص لذلك. لتتفاعل غلا بأنها تدعم جميع أفكاره و يكفيها أن يكون الأمر يسرّه.. و من الجيد أن فاتورة الماء ستكف عن الإرتفاع، لم تعد واثقة كيف سيدفعها بضوء أنه لم يذهب للعمل كل هذه المدة. خالد / و لن أذهب.. سأرى فرصي خارج عمل العائلة.. أمهليني بعض الوقت. غلا / لا أفهمك، لا تزور أحد و لا تدع أحد يزورك و الآن لا تذهب إلى العمل كالمعتاد.. هل حدث ما يستدعي كل هذا الجهد الذي تبذله في الإبتعاد؟ خالد بنرفزة / تعلمين جيدًا ما حدث. غلا تضع ملعقتها جانبًا /كما أعلم حقيقته، الإبتعاد لا يحلّ العقد بقدرِ ما يخلقها! خالد يقف في مكانه / هُنا أستخدم حق المساحة الشخصية. غلا تضع يديها على وجهها و قالت / بالتأكيد تستطيع التقدم في الأمر هكذا. خالد و يرمي المنشفة على الأرض و بإنفعال/ أخرجيني مخطئًا أيضًا.. ماذا يعني عودتي للعمل و مقابلة أهلي!! و التصرف بشكلٍ طبيعي! لا شيء طبيعي غلا تقف مقابله / لن يصبح أي شيء طبيعي اذا استمررت بالتصرف على هذا النحو خالد بإنفعال أشد / لا يصبح طبيعي، لا يصبح " و راحوا يتبادلون النظرات المستاءة ليكمل هو" اتركِ الأمر غلا.. هذا ما أرجوه منك. غلا تركته و شغلت نفسها بتوضيب المائدة أما هو ذهب للغرفة. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& قررت الذهاب إلى ذلك المقهى الذي ترتاده سارة مع أمي. دخلت و بدا لي التصميم تقليديًا بينما أمي لم تعلق على المكان، طلبت لها الشاي و لنفسي قهوة باردة. لاحظت أن المكان ليس صاخبًا و لا يتسم جوه بأغاني مبتذلة، كما أن النوافذ كثيرة مما يجعله مكانًا مثاليًا لشخص نهاري. و إطلالة المكان في الليل تقليدية أيضًا. جاء الطلب و لم أكن مهتمًا بتقييم قائمة الطعام. رائد / يمه متى ناوية تعرسين ولدك؟ أم رائد / أنت فتحت معي الموضوع عشان أنوي أزوجك.. يا كثر البنات اللي راحوا ب نصيبهم و كانوا داخلين قلبي و تمنيتهم لك رائد ضحك و قال / قلتيها يمه نصيبهم و زوجتي جاي لها بالطريق أم رائد / رائد لا تأملني، بكرا أتصل على أهل البنت اللي شفتها الأسبوع الماضي أحجزها لك رائد قمط / بشويش يالغالية، ثم أنا برأسي بنت.. لكن هي من طرف دوامي أم رائد / ما فهمت؟ شرطية كمان؟ رائد " ياليت" / لا.. "و بمضض" تذكري زميلنا اللي توفى قبل شهر؟ أم رائد / ياسر صح! رائد / ايوه هُو، البنت تكون بنت أخته. أم رائد / كويس طيب وش بلاك مكتوم! ما قلت لي كيف شفتها! رائد و يفكر اذا يعترف لها بموقف خطفها أو لا / كنا نتواصل مع أهل المرحوم و كانت تراجع المقر بشأن هذا الموضوع. " وغيّر دفة الحديث بقوله" لو ما توفقت مع هذه البنت، و كان فيه ثانية لكنها تعرضت لحادثة خطف.. ما كانت لوحدها كان فيه معها ناس و تم انقاذهم و أنا أكون اللي أنقذتهم ، ب ترضينها لي زوجة؟ أم رائد سكتت ثم قالت / قلّوا بنات الناس عشان تأخذ وحدة انخطفت ربك العالم وش جرى عليها. رائد و تبدلت ملامحه للضيق من قولها هذا ثم عادت للسرور عند سماعها تقول مع ذلك هو بالغ و يفهم عواقب هذه الحوادث أكثر منها و لن يقف أي شيء في طريقه طالما كانت من نصيبه و ليركزون على ابنة أخت صديقهم ثم طلبها أن يراسلها معلومات الأهل حتى تباشر الموضوع قبل أن يغير رأيه. أعطاها رائد المعلومات و ترك الأمر للوقت مع تنبيهها للإنتظار لأن لم يمر الوقت الكاف لوفاة صديقهم و الذي يكون خالُ الفتاة. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& عدت للمنزل بعد إيصالي لعلي لمنزلهم، سئلت الخادمة عن حدوث أي شيء مهم في غيابي و أجابت بالنفي و في هذه الأثناء طلّت رهف أمامنا و بدى لي من حالها أنها عادت لرشدها حيث أخذت تسئلني عن حالِ روان و إن كانت تستطيع التحدث معها و قبل أن أجيبها أردفت أنها تعتقد أن تحدثهما غدًا سيكون متأخراً جدًا. أجبتها أن تنتظر في الصالة و نحن سنأتي إن كان مُناسبًا.. و قبل أن أذهب سئلتها إن تحدثت في الأصل مع والدينا! فهم لم يتضرروا جسديًا و بالرغم من هذا تضرروا من تصرفها. أخبرتني بخجل أنها لم تستطع رؤيتهما حالما تحسنت و أنها إنتظرت رجوعي و صمتت لوهلة ثم اخذت بذرف الدموع و قولها أنها لم تكن سوى حِملًا علينا جميعاً. اقتربت منها و ضممتها بِلُطف في سبيل الترويح عنها.. لم أستطع نفي ما صرحت به لأنني أعتقد بصحته و على الرغم من هذا حدثتها أنها ليست مضطرة لأن تقسو على نفسها و أجل كان نهارًا صعبًا على الجميع و أنني لستُ راضٍ عن تفريطها بنفسها، ناهيك أنها ناتجة عن غضب، أنني أحبها " و اختنقت بكلماتي لوهلة" و لم يكن هينًا رؤيتي لها تؤذي نفسها، لا أحد منا سيكون قويًا لو ساء الأمر، أننا لسنا أقوياء من بعد سعود كما ندّعي، ليس بعد و لكننا نحاول و نتمسك بواقع أن خالد لم يتسبب بموت سعود لأننا بحاجة لذلك و ليس رضًا كما تعتقد.. أمنا تتمسك بحقيقة أن كل ما سيحدث لن يعيد سعود للحياة و أبينا وجد مواساته في حفاظه على علاقته مع عمهم و أنني و أعني أنني أستند لفكرة وجودك يا رهف، لا تستطيعين تخيل مدى إنكساري وقت كنتِ تؤذين روحك و كان من اللازم أن أخلق قوة بضعف صدمتي لأحافظ عليك منك.. و ما َكان مشاهدتي لها تعصف إلا تنفيسًا لما تشعر بِه و قبّلت رأسها. ضمتني بِشدة و ابتعدت لتقول أنها تحبني أكثر من حبي لها و أنها بحاجة للمزيد من الوقت حتى تعود لتكون منْ يجبرنا بدل كسرنا و أنها ممتنة لوجودي و اختمت قولها بأن روان تكاد لتغبطها على قوله هذا. لأقول أنهما في قلبي و لربما عليها ترك الأمر هذه الليلة و الصباح رباح كَما يُقال. لتعبر هي عن قلقها من مقابلة روان في الغد، و استفهامها أنني لن أتركها! وضعَت كفى على كتفها مؤكدًا كلامها و تمنيت لها ليلة طيبة. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& | ||||||
10-01-24, 04:27 PM | #23 | ||||||
| انتهيت من تصفيف شعري و أمسكت هاتفي لأجد رسالة رد من زوجة ذلك الرجل، تفقدت الأرجاء لأتأكد من بِعد ثامر عني، فتحت المحادثة و أصابتني نشوة لردها المُرحب بعرضي.. يبدو أن لي قبول لا يستهان بِه. كتبت لها أن الحساب ليس أمرًا مهمًا و المهم لقائي بها و أن لا مانع لدي من الذهاب غدًا، و لتعترف ان كانت ستتأنق ليبهروا الجميع معًا و تعابير قلب حمراء. أغلقت الهاتف و رأيت ثامر قد دخل للغرفة و معه الطعام الذي طلبناه. شموخ / أمك صاحية؟ اوفف مره تأخر الطلب مو حلو بارد ثامر و هو يجلس / أمي نائمة، بس حننا اللي سهرانين، و ما عليك حرصت يكون الطلب من الفرن للكيس. شموخ أتت بجانبه و راحت تراقبه و هو متعمق بترتيب المائدة و لم تستطع إخفاء ابتسامتها لشكله ثم قوله أن طلبها قام بتسخينه مرتين ليرن صوت ضحكاتها الأرجاء و الذي دعى ثامر للتوقف عما كان يفعله و الاقتراب منها و تقبيلها قائلًا أن هذا هو النظام. شموخ بدلال / أبغى مشروبك، شكله يشهي أكثر ثامر يعطيها المشروب و بدأ بالأكل، بينما شموخ استطعمت البعض و توقفت و بان على ملامحها الاشمئزاز. إنتبه ثامر لعدم تناولها و هي من أصرت على طلب الطعام من الخارج، ليجدها على هذه الحال. إنتهى من مضغ طعامه و أمسك كفها قائلًا / الآن نفهم ان هذه الوجبة تنضم للقائمة السوداء. شموخ ابتسمت / ايوه خذني محتوى لمزحك ثامر يأخذ مقدار ملعقة من وجبته و أصر على تجربتها لها و حينما استساغتها قدم لها وجبته و تمنى لها الهناء و أكمل طعامه ب وجبتها. شموخ / صديقتي، مو سارة طبعا لو سارة كنت حقول سارة، عزمتها على الغداء ف امنحني بركاتك و أموالك يا قلبي ثامر يضحك / عارفة وقت الأكل رأيي عن كل شيء تمّ شموخ تمثل الصدمة / ثامررر أنا كذا! ضحكوا الإثنان و استغرقوا في مشاهدة المسلسل المعروض أمامهم. ذهب ذهن ثامر بموعده في الغد بشركة محمد لإكماله إجراءات التوظيف. و كيف أن كل شيء يصبح حقيقيًا مع مرور الوقت.. أن يشهد عواقب جرمه ليأتي صوت آخر يحدثه أنه على الأغلب لن يكون مقربًا من منصب محمد على الأرجح و عليه ألا يكثر التفكير في الأمر. اخذ نفسًا عميقًا و قال /شموخ " و نظر إليها" معاشرتك لي ما كنت متوقعها بعد كل شيء صار.. " و لاحظ عليها أنها جلبت شعرها جانبًا مما يظهر ملامحها جيدًا و التي اتسمت بالهدوء" خاصة إني كنت أحاول اتقرب منك.. ثم جدالنا مثل ما نعرف. شموخ تعض شفتها السفلية كرد فعل معتاد منها على أمرٍ لم تراه قادمًا و نظراتها التي لم تكن تجاه وجه ثامر بالتأكيد حيث كان عقلها يسترجع تلك اللحظات و أعادها للحاضر إغلاقه لصوت التلفاز، منتظرًا تفاعلها معه.. و عندما لم تفعل أكمل هو قائلًا / الأمر هُو إن صارت عندي فكرة إننا على ما يرام، فاهمتني شموخ؟! أنا أتكلم معك بالموضوع لنفس السبب اللي شاركتيني فِيه وقت ما رجعتي من بيت أهلك.. "و استفاد من لحظة صمت ليهأ نفسه ليقول" و موقفك مني و الذي في قرارة نفسي اعترف أنه مجحف بحقي و لاسيما إنك مُصرة على خطأك هذا لما تستوعبين حنا وين بعلاقتنا. شموخ عدلت من وضعها لتصبح مقابله، و وجدت نفسها في شباك نظراته المليئة بالعتاب و الكثير الذي لم ترد فهمه / معاشرتي لك كانت شيء لمرة واحدة،" تغير ملامحه بثّ الخوف في قلبها لكنها أكملت بقوة عكس مشاعرها " إحتجت أكون معك ثامر.. أوضحت هذه النقطة جيدًا. ثامر يأخذ لحظة استيعاب لكلماتها هذه ثم قال / تعنين ليس لأنني أستحق تكونين معي على سابق عهدك.. " أغلق عينيه و أعاد فتحهما في محاولة لـِ كبح نفسه ثم قال" شموخ تسخرين مني ؟!! شموخ كادت ترد لكنه قاطعها قائلًا / ردي ب مصداقية شموخ / أنا لست مولعة بالتصرف عكس ما أشعر و أفكر عن علاقتنا. ثامر بنبرة حادة/ و ايش هي فكرتك عننا!! معليش غلطت، عن ثامر لأن ثامر الوحيد اللي يخرق سفينة هذه الزيجة شموخ و استعملت سلاح البرود أماَم إنفعاله قائلة/ أجيب على أي سؤال! ثامر و قد فقد السيطرة على أعصابه حيث لا تكف كلماته أن تخرج بحدّة واضحة مما يأخذ حوارهما لمنعطف خطر / فكرتك مدام شموخ شموخ بِهدوء / ربما تحب معرفتها عندما تهدأ من ثورتك سيد ثامر. ثامر نهض و سكب لنفسه الماء و شربه دفعة واحدة.. كم أنها تدفعه للجنون، وعاد أمامها دون أن ينبس بكلمة لتبدأ هي في التحدث / فكرتي عننا أننا نمر ب منعطف ما في زواجنا و لا نجاة منه سوى بقطعه.. كيف نقطعه لست واثقة، ببساطة ثامر. ثامر و كان ينتظر ردًا شافيًا، و الذي سمعه لم يجده كذلك و عندما و جدته شموخ بهذا الشكل أكملت / أما عن السؤال الثاني فكل ما أفعله هو رد فعلٍ لأفعالك و لأصدقك القول، أفعال مسحتك في عيني. ثامر ينظر أمامه قائلًا / جعلتي الأمر أنني المحاكم و انتِ القاضية.. " و عاد بنظره عليها" منزهة عن الظلم. شموخ و استفزتها كلمته وجدت نفسها تقول / لو إني قبلت فيك لأن رجل قبلك ما قبل فيني و قلبي يتمناه، عشت معك و كياني معاه ثم أقول لك كنت هيمانة فِيه و محترقة عليه لكن انتبهت إن الرجال اللي أنا معه اليوم يستحق فرصة لأن الوضع مثير للشفقة، و جدًا.. ناهيك عن اني حاولت بإستماتة أتأكد إن الرجال ما يشوف غيري و أنا معك و هل هذا أثناء أو قبل إعطاء زوجي مو حبيبي الفرصة، أنت و حسابك. ثامر و قد كان يكبح نفسه أثناء سماعه لكلماتها من أن يسوء الأمر و لأنه يفهم جيدًا هدفها من التحدث هكذا و حينما انتهت قال / يا جمال منطوقك شموخ.. و بالنسبة لِلسيناريو تبعك.. هل فكرتِ ، من جدي أتكلم، هل فكرتِ بالمرأة اللي اختارت تعيش حياتها مع اللي سيق لها بدل بقائها في أوهامها و وحلّ كيدها المستخدم في مكان خاطئ..هل بهذا تكون استحقت إخلاص الزوج لها و كفرّت عن خطئها مع العلم أنها كانت زوجة يتمناها الكثيرون لكن.. شموخ بتلقائية/ الزوجة خسرت أمام نفسها في بادئ الأمر مما كلفها عناء كسب إستحقاقها لإخلاص الزوج. ثامر بإستدراك / الزوج يعقل أن الزوجة استدركت ما كانت تفعله و توقفت عن فعله و حتى سعت في تعويض الأمر مما يجعل إخلاصه لها سببًا في تلافيها أضرارًا جمة لا تنفع أحدًا منهم بقدر ما تؤذيهم. نظروا لبعضهم البعض بصمت لوهلة حتى استدركت شموخ وقالت / ثامر لا أعتقد أنك كسبت حق تقربك مني إن كان يفرق معك رأيي عن معاشرتك لِي و ما تفعله بإهتمامك بِي ليس سوى واجبك من واقع أني أحمل طفلك و لست محاربة هذا الإهتمام..أما عن تعويضك لإضرارك ب الزوجين هو أيضًا واجبك.. إنها حياة أحدهم أو هلاكها في نهاية المطاف. ثامر ينظر في عينيها / لا أخالفك و لكن أعتقد أنكِ أبحرتي بَعيدًا في خيالك في نقطة إخلاصي لك، "و اقتربت منها جدًا ، و أنفي يكاد يلتقي بأنفها، يدي أكاد أبقيها خلفها بدلًا من عليها" و منها إستحقاقي لك، "و همست بحُب جهدت ألا يظهر في نبرتي" البنت ما كانت، َو لا بتكون في قلبي مثل ما أنتِ اليوم. من ساعة ما انذكر اسم شموخ على مسامعي، ما كان فيه غيرك إمرأة شغلت حواسي." أحسست بِها تلين و تميل نحوي، تركت يدي تحتضن خصرها و أسهبت" ليس حينما سمعت صوتك أول مرة، كان مصبوغًا بإرتباك أسر لُبي، أو حينما رأيتك بثوب الزفاف، كنتِ تحظين بهالة من نورٍ، كدت أحسب أن الليل أمسى نهارًا، أو حينما قضيت أول ليلة بجانبك، انتظرت نومك حتى أستغرق في تأملك تارة محاولًا فِهم كيف إنتهى بِيّ الأمر بِك و تارة تائه في تقاسيم جمالك الآخاذ. "مررت اصابعي على وجنتها و شعرت بحرارته" أو حينما تنظرين لِي بعينيك.. أهه يا عينيك، لؤلؤتين سوداوتين ، تستظلان برمشكِ الفاتن. و أكثر ما أُغرم بِه، رقتكِ في كِل شيء، نافستي بِها السحّاب و الوَرد. " أوقفت نفسي و أنا أتوق للإستمرار، فتحت عينيّ لأراها واقعة فِي شباكي، ضيقت عيناي أكثر و قلت / أحتاج إشارة منك شموخ، إشارة تُنهي غضبك و تردُ إعتباري، إشارة نطوي بِها هذا البُعد للأبد. شموخ وهِي خامرة من تصريحاته التي تُرضي أنوثتها و لم تعييّ ما الإشارة التي يجب عليها إرسالها، ربما تخطئه و تعلم جيدًا أنه لن يكون بهذه السماحة مُجددًا، ليس بعد هذه اللحظة! أتعتذر!! أم تخبره أن الإشارة عصية على فهمها! أم تقبله و ترجو أن هذا ما قصده. شعرت أنها إستَتغرقت وقتًا لم يجدر بِها قضائه، تعلقت كفها بعنقه الأخرى التقطت كفه من على وجهها و وضعتها أسفل بطنها و قالت بِإعتزاز / لم أسمح لك بالإقتراب من هُنا، ليس هذا النهار أو الذي قبله ، ليس عندما أخبرتك بوجوده أو عند شعوري بالوهن إثره.. و أضف أنني لم أصرّح بسعادتي بِه أو إمتناني الخالص لتكَونّه.. الآن أنا أضع كفك عند طفلنا و أثناء ذلك أخبرك كم أنني مسرورة أنني أحمل طفلك، و ثقتي أنك ستكون أب رائع مثلما أنك حبيب و زوج أحسد نفسي عليه. أسدلت أجفانها بعد إنتهائها من الحديث و تحقيق مطلبي، أنزلت رأسي و استشعرت وجود طفلي لأول مرة.. فهمت هذا للتّو. ابتسمت و قضيت الليلة أغازل أذنيها و أعزف وتر قلبي على قيثارتها. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& وصلنا للمنزل و أنا توقفت عند رؤية أخي عليًا و هي أكملت طريقها. عبرت عن سروري برؤيته و لا بد أن أمرًا ما حدث حتى أصبح يراه أكثر من السابق و عليه عذره لكن يبدو أن هنالك خير مما جرى عليهم في نهاية الأمر. لم يتفاعل معي و بدلًا من ذلك وجدته يحدثني عن إنهاء الأمر، أيّ يعتقد أن شهرًا كان كثيرًا لشخص لم يفقد كامل قدرته على المشي. يجب أن يستطيع ممارسة حياته مُجددًا و إستعادتها خلال أسبوع واحد و هذا يعني أنه يحتاج مراجعة مؤسسة خاصة ليضمن وصوله لخدمة التأهيل بشكل مكثف و مريح. أخبرته أنني سأدعمه بكل طاقتي " وصمت لوهلة ثم قلت" ألا تستطيع الوقوف بنفسك الآن، يبدو أنك اعتدت على هذا الكرسي البائس. ليرد أن طاقته منتهية الآن، و إلا كان سيصل للسقف في حالته الطبيعية. ضحكنا معًا و أوصلته لغرفته.. و توجهت لشقتي، فتحتها و وجدت جمانة قد استحمت و تتجهز للنوم.. وقبل أن أعبر من أمامها ترائ إلى مسامعي صوت اشعارات جهازها.. تبادلنا النظر ثم هِي أخذت تتراسل مع مَن حظي بإنتباهها. مضيت في طريقي و إخترت ألا أتحدث عن الأمر كما تتوق. . . التقطت هاتفي و احد تطبيقات السوق ظهر منبهًا، رفعت رأسي نحوه لأرى رد فعله و كما توقعت إسترعيت إنتباهه بطريقة أصبحت أمقتها.فتحت رسالة تلك المعجبة و ابتسمت بمضض، لقد حسنت مزاجي.. كدت ألغي أمر مقابلتها لكن يبدو أنها تستحق عناء محادثة محمد بخروجي معها. كتبت لها أنني سأكون على سجيتي يجب أن تبدأ علاقتهم بطريقة حقيقة و تعابير ضحك و أنني سأحدثها عن الوقت و المكان بأقرب فرصة. وضعت الهاتف و جلت بعيني بالمكان، افتقد وجود بدر لا أعلم ما كان سيحدث لعقلي كل هذه المدة لولا إنشغالي بِه..نهضت من مكاني و أخرجت غطائي الخاص، إنني لا أنام تحت غطاء واحد معه منذ مدة..استلقيت في الفراش و رأسي مُثقل بكيفية اخباره أنني سأخرج غدًا.. استرعى انتباهي خروجه من الحمام َ ووجدت نفسي أخبره / لدي موعد مع صديقة لِي، تواعدنا على تناول الطعام معًا. محمد تقدم إلى السرير و نظرات جمانة تتبعه حتى جلس بجانبها / أليس لصديقتك إسم!! جمانة / لا أعلم اسمها بعد محمد بصدمة / جمانة ايش الكلام هذا!! جمانة / البنت معجبة فيني و قاعدة تتقدم بالعلاقة و أنا ب أعطيها فرصة محمد / كيف يعني معجبة!! تكلمي عربي جمانة و أحست بتغير نبرته و أسلوبه للإشتباه / هذه الحقيقة و اذا انت تفسر كلامي بطريقة ملتوية هذه مشكلتك. محمد بدون نفس / أشوف حسابها جمانة سلمته جوالها و راحت تراقب ملامحه الغير راضية و قاطعها رغبته في رؤية محادثتهما، سحبت جمانة الجوال من يده و أعادته مكانه ثم قالت ببرود و عيناها مصوبة نحوه / بأحلامك. محمد و شعر أنه تمادى / طيب طيب، اتصلي عليّ اذا جاء موعدك أوديك. جمانة تبتسم بإنتصار / من البداية كِذا، ليه تصعّب السالفة و تأخذنا لأرضية هشة. محمد بتبرير/ أحتاج أتأكد ، الموضوع فيه إعجاب و كلام فاضي..ممكن تكون منحرفة. جمانة و انصدمت من طريقة تفكيره / مو طبيعي “ و حركت جسمها بطريقة توحي إزدرائها محمد / إيوه أنا موجود عشان أنبهك، لو طبيعية كان تتكلم انها تتعرف عليك ليه كلام الإعجاب. جمانة بعدم صبر / صفحة طول بعرض مليانة إبداعي كيف ما تُعجب بِه. محمد و ينظر لغطائها / طولتي الموضوع و أنتِ كذا. جمانة تنظر للسقف و بهدوء / أحافظ بما تبقى من نفسي منك. محمد يلتفت نحوها و صمت بعض الشيء حتى لا يقول ما يندم عليه و حينما وجد نفسه مستعدًا / من يهجر الآخر الآن!! جمانة / تعادلنا هل أنت مسرور الآن؟ محمد بعد ما استلقى / هل انتِ مدركة أن الهرمونات قد تكون السبب!! جمانة بإستدراك ساخر / فِعلًا، لما لا تفحص! محمد و يعدّي لها سخريتها / سنرى. سرحت جمانة بفكرها بَعيدًا، فِيه تحبك تفاصيل الغد و التي بِها تتأكد أكثر من فكرته عنها، " سحبت الفراش حتى غطت وجهها بِه" و تركت عيناها لتذرف الدمع على حالتها هذه.. على الرغم من معرفتها لنفسها إلا أنها لا تحتمل أنه يفكر بها على نحو قاتل. تذكرت إحتضانه لها في وقت سابق، كانت لتبحر معه لولا كلماته البائسة. شعرت بصدرها يثقل شيئًا فشيئًا. أبعدت الغطاء عنها و هرعت نحو الحمام، فتحت صنبور المياه و غسلت وجهها كثيرًا. نظرت لنفسها في المرآة، سأحرص على دفعه ثمن جعلي أشعر هكذا. عادت لفراشها و تفاجأت بِه قد أزال غطائها و لم يبقى سوى غطاء واحد. جمانة بنرفزة / مرهه مو طايقة حركتك، رجع فرشي أبغى أنام انهلكت. محمد بتحدي / الفراش قدامك مو مانعك تدخلين فيه.. وفرش لحالك انسيه. جمانة بغيض هجمت عليه حتى تستعيد غطائها، تعاركوا كثيرًا و قوته غلبت حيلها. ابتعدت عنه قائلة بإنكسار / كل اللي أتمناه أنام بسلام "وسددت" بغطائي الخاص بعد هذا النهار اللعين.. و الآن سلبتني اياه ، اتركني في حالي محمد. محمد و أحزنه حالها، أعاد لها الغطاء قائلًا / لا تقولين ما حاولت معك. جمانة تتغطى بِه و قالت من تحته / لا تفعل شيء و أكون بخير. أطفأ محمد الضوء و رأسه اشتعل بسؤال.. هل هو حقًا يعاملها كخائنة و مخلصة في آن واحد!؟ &*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*& دخلت الغرفة لأن موعد نومي قد حان و وجدته مستلقيًا ينظر للسقف. تخطيت المسافات و دخلت في السرير، ليتودد لي هُو بعد جدالنا. ابتسمت بمضض و آملت أن تنطلي عليه حتى يتركني أنام و على العكس، إستمر بالتودد حتى أطلقت بعض الضحكات لأطالب بِالتوقف عنا يفعله لا أريد أن يذهب نعاسي، لقد كان يومًا طويلًا. توقف بالفعل و أخذ مني تصريحًا يؤكد سماحة قلبي من هفواته ثم خلدنا للنوم. &*&*&*&*&*&*&*&*& استيقظت و أعددت الإفطار، يبدو أنها هوايتي الجديدة.. غادرت المطبخ لإرتداء زي العمل الجديد فقد تلقيت رسالة أنه تم تسليمي الزي و أستطيع مباشرة العمل و إكمال الإجراءات في وقت لاحق. لحسن الحظ أن شموخ لا تعلم تفاصيل عمل محمد و إلا لن أنجح في إدارة ارتدائي لزي موحد من العدم . أغلقت آخر أزرار قميصي لأجد أطراف اصابعها تلاعب ياقته. ابتسمت بتودد على الرغم من رأسي الثقيل و لاطفتها بعض الشيء يجب أن أكون طبيعيًا. راحت تحدثني عن قائمة إفطار اليوم لابد أنها خيالية كالمعتاد. هربت مني ضحكة على رفعها من مستوى طهيي الأقل من العادي. عاجلتها بالنزول لكنها تعذرت بعدم شهيتها لكنها ستتواجد لتغذي قلبها من طيفي. قلت لا بد أنها مستميتة لتعَويض بُعد الأيام الماضية. و صمتنا بعض الشي فقد وصل الحديث لنقطة حساسة لتكسر الصمت بقولها أنها تتنظر بركاتي في الأموال و لأكدّ لها موعد عودتي لـِتستعد. فأجبتها بإستدراك أنها تستطيع الذهاب بأي وسيلة تُحب، العمل اليوم غير عن المعتاد. استنكرت إجابتي و لم تجد بُدًا من أن تعبر عنه بحيث أنها لم ترى حالاته التي تدل على إنشغاله. شتمت نفسي بسَرّي و عدت لأقول لأن البداية هي اليوم و ابتسمت بذكاء و نزلنا للأسفل. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*& انتهيت من الاستحمام الغير مريح و رتبت نفسي بما استطعت من قوة. لم اتوقع أن جرحًا قد يكون ثمنه بهذه الشدّة. لم أدع جاسم يساعدني في ترتيب نفسي.. ف كل ما استقبله منه هو الحرج و الكثير من الاعتذارات التي باتت بائسة جدًا. لستُ ألومه على دوري البطولي لكن خُلقي ضيق على الرغم من الليلة الماضية حيث استيقظت لشعوري بالجوع الشديد و حينما خرجت من الغرفة وجدت رهف جالسة في منتصفها. تبادلنا نظرات محملة بما لا تصفه الكلمات. تقدمت نحو المطبخ، لستُ فِي حال مجاملة و أي شيء من هذا القبيل. شعرت بها تتبعني و حينما سئلتني ماذا أريد ، لم أمانع تركها تعد بعض الطعام.. و خلال ذلك راحت تبدي أسفها و ندمها على ما اقترفته بحقهم جميعا و أخصتني بالذكر. أطلقت تنهيدة طويلة، ثم حدثتها أنني لا أعذرها و أعذرها بذات الوقت. عجز لساني عن التعبير أكثر و أحسست بها تلقت هذه الإشارة. انتهت من تحضير الطعام و بدأنا تناوله. لا أدري مقدار ما تناولته فقد كاد الجوع أن يفتك بِي. تبسمت رهف إثر رد فعلي هذه و سرعان ما اختفت حالما سئلتني إن آلمتني كثيرًا !! حسنًا، أجبتها بدعابة قائلة أنني لم أتأثر حتى أنني أصررت على خياطة الجرح كمؤثرات درامية للموقف. بُهت وجهها أكثر على غيرِ توقعي. إستدركت الموقف بقولي أنني على ما يرام، أستطيع الاستفادة من دلال إضافي من الجميع فِي ظلِ كل ما حدث.. و اغتصبت ابتسامة. لنسكت لبعض الوقت ثم كسرها الصمت بقولها أنها تحدثت لجاسم قبل أن يخلد للنوم و " سكتت لتعيد توازن نفسها" أنه عبّر عن ألمه جراء ما اقترفته في وقت سابق لكن لم يتمكن من مسامحتي.. حيث أنني كنت عبء آخر على أكتافه. " و التقطت منديلًا و مسحت انفها" على الرغم من تذكيري بِحبه لِي إلا أنها تستطيع الشعور بِكم هَو مُتعب و مكسور من فعلتي. وضعت كفي على كتفها و أخبرتها أنني سأنتبه له جيدًا. و إن لم أكفي فَ نجتمع عليه و لن يجد بُدًا سوى أن يكون على ما يرام و عدت لوضعيتي و صرخت بألم، استندت بقوة و نسيت جرحي. هرعت رهف نحوي و راحت تسرد قلقها عليّ. ضحكت بوهن و قلت أنها أصبحت تنذعر بسرعة من كثرة إهتمامها بزوجها. رجعت لمكانها بأسى و قالت أنها لم تنفعه هو الآخر. لا تعلم موقفه منها بعد لكن لن يكون جيدًا بالتأكيد.. و عادت لتبكي نفسها. لم أمنعها من البكاء، ففعلي لذلك قد ينتج عواقب أسوء من التي حدثت بالفعل. انتظرت هدوئها و شاركتها بأمر تفعله قد يُخفف من وطأة الأحداث هذه على الجميع. عُدت للوقت الحاضر و أخذت نفسًا للجلوس مع الجميع.. تواجدي بجانبهم يعكس قيمة جاسم في قلبي.. و إن كنت لا أشعر بالإرتياح في حينه حيث كون أختي في المنتصف يجعل كل شيء صعبًا حتى بعد براءة زوجها. تنهدت للمرة الألف و فتحت الباب. &*&*&*&*&*&*&*&*&* وصلت للعمل و قد كدت أن أصطدم مرات عدّة. مسحت بطاقة تعريفي و توقفت في منتصف المكان و قلبي لا يهدأ. ياللهول كيف سأنجح في هذا. كم خاطرت بالكثير لَوصولي إلى هنا.. توجهت نحو مكتب المشرف علي، لديهم نظام كهذا أن تتدرب لعدة اسابيع ليتم التعرف على أنظمة المكان. انتظرت الفرصة لإعلان وصولي و بعد الكثير من الكلام الذي لم يهمني في الواقع و جولة عريضة في المكان. توقفنا عند أحد المكاتب ليقدمني المشرف إلى زملائي و زميلاتي. و الصدمة أنني من ضمنهم.. أصحاب اليد اليمنى لمحمد!! توقفت عن إستيعاب ما يجول حولي. إنني لستُ مستعدًا لدرجة تعاملي معه بهذه الكيفية. حتمًا لن أنجو إن علِم بما تسببت عليه. فهو قدّ أغض النظر عن جرأتي في التقدم لأخته و عاملني بالحُسنى طوال هذه المدة القصيرة. أخرجني من رأسي العمل الذي وُكلت بِه و لا أرفض ذلك. &*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* نظرت إلى شكلي في المرآة قبل أن أرتدي قطعة الملابس العلوية. لقد التئمت نصف الجروح.. أما عن التي في قلبي.. فهي تستمر في النزف. تنهدت بوهن و ارتديت ملابسي و رفعت شعري بإهمال و خرجت متوجهة إلى المشفى. لدّي موعد في عيادة تجميلية.. لن أستطيع العيش مع كل هذه الندوب. لقد تطلب ذهابي وحدي للمشفى شجاعة حقيقية بعد ما حدث.. رغبتي بعدم مرافقتي هو أنني لن أكون جزءًا من معاناة أحدهم. ليلى تستمر في قول أنها أقوى و أعتى من كل ما يحدث حولها.. هل تقصد بهذا موافقتها على خطبة ذلك الممرض الخاطف!! لا أعلم كيف تثق بِه و إن كان ضحية مثلنا. أخبرتها أنني لن أحضر حفلها مهما حدث، لا أتخذ موقفًا منها لكنني لا أدعمها.. طاقتي لا تتسع. وصلت للمشفى و حرصت على ألا أتعامل مع ممرضين ذكور.. و أن لا يكون طريقي للعيادة خاليًا من البشر. &*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* أخلدت بدرًا إلى النوم و رأسي يشتعل كيف ألقنه درسًا كفيلٌ بِوضع نقطة النهاية لِما أعيشه من عدم الإستقرار و الظلم. قال ماذا!! بحث في الأمر كي ينفيه!! أيحسبني بلهاء! انتظرت كثيرًا كيّ أضع حدًا للطريقة التي يعاملني بِها! و ما جرى علينا من مُصاب منعني من تركه. لكن اليوم سيكون الخط الفاصل بيننا. توجهت نحو الخزانة و قمت بإختيار أكثر الملابس جرأة و أكثر الأحذية لفتًا للنظر. سأضرب على وتره بشدة كي يحترق بالنار التي أشعلها بنفسه.. و لا أنسى تلك الحقيبة اللعينة التي قاس بِها إخلاصي لنا.. و هدم بِها جسورًا بيننا و أقام حصونًا شاهقة عليها. قدّ أكون مندفعة لفعلتي هذه لكن ليرى جمانة أخرى أسوء من التي في رأسه الفارغ. | ||||||
13-01-24, 09:16 PM | #24 | ||||||
| غادرت المقبرة و توجهت نحو البحث عن عمل، يجب ألا أستغرق مدة في إيجاد واحد. تذكرت أحد المنافسين لدينا لا بد أن أقدم عنده شخصيًا فهو أفضل فرصة لِي. تابعت مسير خدمة التوصيل و يبدو أنه سيطول على ما يصلّ إلى موقعي. التفت حولي و من فوري اختئبت. انها سيارة جاسم.. رأيته يترجل و بيده كمية لا بأس بها من الورود. راقبته و هو يودع سعود و ربما يتحدث معه.. هاجمني شعوري بالسوء تجاه نفسي و منها ضيق صدري. هل أصابتني لعنة المقبرة أم ماذا!! حاولت إدارة أمري لكن يبدو أنني أزداد سُوءًا.. لم أعد أعلم هل أتوهم هذه النوبة أم أنها حقيقية!! أخذ رأسي يضطلع بالأفكار هنا و هناك حتى شعرت بتحسن.. و لحسن الحظ أن السائق وصل و توجهت من فوري إلى منافسنا الأزلي.. عِناد. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& َوقعت أرضًا ألتقط أنفاسي و رأسي يحترق من فكرة أنني يجب أن أستعيد قوتي بأسرع وقت ممكن. نهضت للمرة التي تركت فيها الحساب.. و ياللهول خطوت بعض الشيء دون أن أدرك. التفتُ إلى أخي محمد الذي لم يعيّ ما يحدث حتى صرخت فِيه أنني فعلتها!! ليستنفر الآخر عما أتكلم عنه!! رددت أنني مشيت بِلا أي قوة إضافية!!! و رحتُ أخطّ بعضها برفق ليرى بنفسه. حياني محمد بحرارة على إبرازي هذا التقدم الرائع و لم يستطع كبح دموعه. أثرّت فيّ ردة فعله هذا.. لم أعلم هل كانت فرحًا أم أن الموقف كان جيدًا جدًا عندما يفكر بما يعايشه. هرع أخي إلى المعالج ليزف له الأخبار و الذي جاء و هنأني على نجاحي و أنه متفائل بقدرتي على المشي طبيعيًا خلال ٣ أيام على أقل تقدير. انشرح صدري كثيرِا لكلماته هذه.. انتظريني يا رهف.. سأستعيد حياتنا و معها أكشف معاناتك التي تخفينها عني. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*& إتصلت بروان، لقد أقلقتني طوال الليلة الماضية! هل إتفق الجميع على تحفيز القلق لدّي!! قلت حينما أجابت إتصالي أنها سيئة جدًا لفعلها هذا بِيّ!! لترد أنني لست بخير، لما اتحدث هكذا!! بكيت من فوري بين رجاءتها لي للتوقف كي تفهم ما خطبي! كيف أقول لها أن خالدًا يجعلني على أطراف أصابعي طوال الوقت!! أنني مهما أظهرت تماسكي في كل مرة تطأ قدامه دورة المياه، أبقى على قيد قشة من خوفي ألا يخرج!! توقفت عن البكاء و غيرت اتجاه الحديث أنني خفت أن مكروهاً أصابها فهي ليست لديها عادة ألا تستجيب للمكالمات أو الرسائل. حطّ على مسامعي صوت تنهيدتها العميقة.. سئلت إن كان كل شيء على ما يرام عند أهل عمي؟ لتجيب أنهم يحاولون البقاء على قيد الحياة.. و أنها على ما يبدو التي ستتأكد من حدوث ذلك. ضحكت جراء فقداني لأعصابي.. إنهما أختين بحق و استغرقت بالحديث معها عن حال الجميع َ َالذي لم يبدو رائًعا . *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& خرجت من العيادة و في رأسي أقلّب فكرة حجز موعد مع ذلك الطبيب النفسي، كم تزعجني حواراته التي تنجح بالوصول دائمًا إلى ذلك الشرطي المغوار! هل أنا أول ضحية يستقبلها من هذا النوع أم ماذا!! قررت الذهاب للمقهى المفضل و حينما وصلت و بينما كنت انتظر إستلام طلبي انتبهت لأحدهم قدّ أشاح بوجهه حينما رآني انتبهت لَوجوده. دبّ الخوف في قلبي! لكن سرعان ما تجاهلته فور تذكري أن المكان مزدحم و لن يحدث أي سَوء. استلمت طلبي و جلست في زاويتي المفضلة.. و حينها فقط رأيته.. ذلك الشرطي!! ميزّت الندبة التي على وجنته اليمنى. أبعدت نظري عنه قبل أن يُكتشف أمري.. و انتبهت أنني شعرت بالأمان من فكرة وجوده حولي! أعني أليس هذا ما يحدث عند رؤية أي شرطي!. هل رتبته أعلى من شرطي؟ مَنْ يعلم! أكملت شرب قهوتي بِحُب كما لم أرتشفها منذ مدة طويلة. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* دخلت مكتب عِناد بعد واسطات كثيرة.ها هو ذا قدّ حضر.. سلمت عليه بحرارة و قبل أي شيء أبديت مشكلتي في السمع إثر حادث مؤخرًا و وجدته يتفاعل معي و كأنما يعرف جميع تفاصيل الحادث. لم أرد إطالة الأمر و أخبرته برغبتي في العمل معه. و كما هو متوقع سئلني عن السبب! رددت أنني أبادر بفرصة العمل خارج العائلة. ليقول بعد تفكير أنه لا يقبل عملي لأجله هكذا، يجب أن أخضع لفترة اختبار مدفوعة، إن يناسبني ذلك فهو سيبدأ بالإجراءات اللازمة. أبديت إمتناني لمعروفه هذا ليرد أنه يعرفني جيدًا و لأنه يرى خصالي المميزة التي تضيف الكثير لإسمه. و حينما تكلم هكذا.. قلت أن أسرار العمل السابق ليست ضمن الإتفاق. ليضع عناد ذراعيه على المكتب و قوله أن لا بأس.. فهو ليس بحاجة لأسرار العمل السابق.. كما ظننت. شعرت بالحرج منه و ودعته على أمل اللقاء و خرجت. يبدو أن هنالك أمل في الحياة بعد كل شيء، ليس فقط بكوني في المياه الحارة! مررت إلى محل ورد، سأمرُ على أمي بشكل سريع و أتمنى أن تكون وحدها. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* حان وقت ذهابي إلى موعدي مع تلك المعجبة. ربما يجب أن أحفظ رقمها كذلك.. نظرت مرة أخيرة لمظهري.. لا يتَناسب مع غداء عابر بقدر ما هو غداء مميز. رحتُ أسحب الهواء إلى رئتي و وقع إصبعي على خاتم الزواج. أغمضت عيناي و أخرجته بسرعة.. ووضعته على الطاولة. مشيت بحذائي الذي يصدر صوتًا آسرًا يجعل أي رجل أن يلتفت ليرى مصدره نحو دولابي لإخراج عبائتي التي أغرقتها بالعطر الذي لطالما كره خروجي بِه.. ( و ابتسمت بِغل) لم أفعل شيئًا بعد! وصلني إتصاله و الذي يدل على أمارة خروجي معه. حملت بدرًا و سلمته لِجدته التي حسبت أنني على موعد مع ابنها المكرم! فتحت باب السيارة و أغلقتها بقوة و جلست بالخلف كما يبغض تمامًا. و بعدما قاد السيارة بشكل ما، و لسبب ما لم يتذمر بشأن جلوسي في الخلف و لم يُعط رد فعل على رائحتي المثيرة! هل أخطئت في شيء!! أخرجت أحمر الشفاه و قمت بزيادة حدته تحت نظراته الحادة، جيد حسبت أنني فشلت قبل أن أبدأ. توقفنا عند الإشارة و وجدته يتأكد من موعدي مع تلك المعجبة أم عليه قول معجب! فار دمي لتصريحه الجارح و حينها أظهرت الحقيبة اللعينة و رحتُ التقط صورًا معها. و ما إن إنطلقنا حتى توقف على جانب الطريق و التفت إليّ و بنبرة حانقة لم أعيرها إهتمامًا / اعطيني رقم البنت. جمانة بِقوة / بأحلامك وشو أعطيني رقمها كمل الطريق تأخرت عليها محمد على حاله / نشوف آخرتها وياك و التفت و أكمل القيادة. لترد جمانة / إيوه نشوف آخرتها عشان تتأكد من تفكيرك المريض محمد بحدة / مئة مرة أحذرك من تقليل إحترامك و لعلمك بخروجك كذا قللتي من نفسك قبل ما يكون مني. جمانة ببرود / و ايش فيه شكلي! مره راقي محمد و يسحب نفس بنرفزة و عاد ليتكلم / إفعلي كل ما يشينك بعدها يا محمد أنت الغلطان. جمانة و تزيد العطر عناد فيه / أووه مره جونان محمد و يفقد اتزانه من قوة العطر / لا حول و لا قوة إلا بالله. وصلوا إلى الوجهة و جمانة لم تنزل، لحظة صمت سطت على الأجواء.. نظرات جمانة المستاءة مما سيحدث بعد نزولها و نظرات محمد الثقيلة من طبيعة موعدها هذا. فتحت جمانة الباب و قلبها يكاد يخرج من صدرها من التوتر، إن لحق بِها فكل شيء سينتهي. أغلقت الباب و تقدمت في طريقها و بدى لها أن طريق المطعم لا ينتهي.. مشت كثيرا و لا تريد الإلتفات َو رؤيته يلاحقها. كل باب تسمعه، تشعر أنها تكبر عُمرِا!! وصلت أخيرًا إلى باب المطعم و حينها تشجعت و التفت.. هكذا في لحظة واحدة و وجدته خلفها.. شعرت بالدوار و أسعفتها ذراعه. أرادت أن تتوقف الحياة عن الإستمرار بعد هذه اللحظة! لحظة إدراكها التام أنه، و بحق.. يراها غير مخلصة! فتحت عيناها و وجدت نفسها لم تزل في السيارة و أن هنالك أمل وحيد تولد في قلبها. واتتها رغبة الإنسحاب و العيش على أمل أن كل ما يحدث هو كابوس و ستستيقظ منه حتمًا. قطع تفكيرها اتصال المعجبة. حملت هاتفها برجفة لم تستطع إخفائها.. هل تختار أن تضع المكالمة على المكبر أو تستمر في لعبتها التي أوقعت نفسها بين حبالها الشائكة. سحبت نفسًا و لم تضعه على المكبر.. و عيناها تراقب عيناه الحادتين.. كم أنها تموت من نظراته هذه.. لن تستطيع العيش على هذه الحال. ردت بنعومة تفاجأت هي من نفسها، إن اللعبة تزداد تعقيدًا بطريقة لم تخطط لها، مع ذلك هي تلعبها جيدة جدًا. أغلقت الخط و نزلت و لكن قبل أن تذهب وجدته يتَرجل و يقترب منها جدًا و.. يغطي ما ظهر منها بلطف دليل غيرته الطبيعة لو كان موقفهم طبيعيًا! تراقص قلبها على الرغم من حركته البسيطة.. لكنها سرعان ما أعادت توازنها فهو لم ينجح في الإختبار بعد. فجأها بإلتقاط الحقيبة و إخراج محتوياتها و وضعها بأخرى.. أجمل. أخذ الحقيبة الأولى و رماها في القمامة!! شعرت بنفسها أن الزمن توقف!! لا تعلم كيف تستجيب لفعلته تلك!! و بينما هِي كذلك أمسك بكفها و مشوا معًا إلى باب المطعم. جمانة تجلد نفسها لرفع آمالها، ها هو ذا يدخل معها! حتى يتأكد!! و لكن مهلًا.. هو يغادر!!! غادر حقًا!! . دخلت جمانة و شعرت أنها أزاحت ثقل الجبال من على قلبها !! لقد استحق الأمر!!! " و مسحت الدمعة التي هربت من عينيها" استحق و بطريقة مذهلة!! جائها إشعار رسالة و عندما فتحتها وجدتها منه يعلمها بموعدهما عصر هذا، لذا لا تكثر من وجبتها مع تلك المعجبة. أغلقت هاتفها و برأسها تجول فكرة أن عدم تتبعها هو حقها عليه. و لن ينتهي الأمر عند هذا الحدّ.. طاقتها انتهت لهذا اليوم و ستتأكد من تمحيص أفكاره السامة لكن بطريقة غير التي اتخذتها مع المعجبة عليها ألا تخاطر من أجله بهذا الشكل مُجددًا. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* حان وقت استراحة الغداء، توجهت نحو الى المطاعم القريبة من العمل و حدث أن نسيتُ حقيقة وجودي هُنا. انها تجربة مختلفة بحق و أشعر أنني لا أريد التفريط فيها.. بِإعترافي لمحمد. شموخ لا تعلم أنني نقلت عملي لديه و هذا من صالحي. ارتشفت من العصير بِدون نفس إثر تضارب أفكاري. هل سيكون هنالك عودة إن علمت شموخ أنني اخترت نفسي مُجددًا و أنا الذي أعزف لها ألحان أمامها ثامر آخر. نهضت مِن الكرسي و صادفني محمد! ما هذا التوقيت البائس. ألقينا السلام و لم أجد بُدًا من ذكر إمتناني لتسهيل إجراءات عملي لأجله. تبسم بمضض و أخبرني أنه لا يحبذ إفساد الأمر لكن هذه سياستهم و أما عن عملي فهم عندما يرون المميزين لا يفكرون كثيرًا. ضحكت بحرج و قلت أن الأمر سيان. لم يعلق و تمنيت له وجبة هانئة ليخبرني أن صديقًا له يعمل هنا و هو موجود للتحدث معه. تمنيت لهما وقتًا جميلًا و خرجت.أغمضت عيناي و أطلقت تنهيدة عميقة.. و فكرت إنني ملعون بِلا شك. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* فتحت باب المنزل لتستقبلني صرخات رند المسرورة لرؤيتي. و بجانبها فواز.. حسنًا لم أتوقع وجوده و لم أستاء أيضًا! لتأتي أمي بهلع من صرخات رند و عندما رأيتها، قدمت لها الورد تحت صرخات رند المتعجبة و قولها كم أن أمنا محظوظة. ضممتها بشدة و تنفست رائحتها التي أعادت الحياة إلى قلبي. رحبت بَفواز على مضض. فلم أتواصل معه بعد إحالتي لطبيب من معارفه لأتخطى الحادث و ما بعده.. و على العكس، رحت أستنكر وجوده و هو جراح لا يراه إلا منْ دعت له أمه في ليلة القدر. ضحكنا جميعًا ليرد أنه نظم عمله ليكون اليوم اجازة و يرضي رند التي لا ترضى مهما فعل و أنه يحزن على زوجته حيث أن هنالك من تشاركها فيه. ضربت رند كتف أخيها بعدم إعجاب. لأرد أنه أحرق كرتي لديها ، عليه أن يكون مُمتنًا و جدًا. سحبت رند وردة و أهدتني إياها.. عبرت عن سروري بِلُطف. ليقول فواز لا بدّ أن سمعي تحسن كي أستطيع أن أحارشه بهذا الشكل. تبسمت ببرود، لتقول أمي أنه يجب أن أتناول الغداء بل و حتى العشاء و لتأتي زوجتي أيضِا و لكي يراني أبي. لم أحبب تخييب حماسها و أجبت بأنها تأمرني.. صفقت رند بحماس و حلفت ان تعد الحلا لنصرخ كلانا بالرفض. لكنها أصرت أن الأمر يستحق الإحتفال.. ثم التفت لأمي لتخبرها عن إطلاع سمر و جمانة للقدوم على العشاء.. و سرعان ما بادرت فِي تحقيق ذلك. تناولت هاتفي و تواصلت مع غلا للقدوم لمنزلنا و أن لا تنتظرني على الغداء. اغلقت الشاشة و عرضت على فواز اللعب معًا و رَحبّ بعرضي. أردت أن أقضي يومًا دافئًا.. كحياتي قبل الحادث! فجميع أيامي الماضية كانت صقيعًا لا يرحم! *&*&*&*&*&*&*&*&*& وصل الطعام و إلتقطنا بعض الصور لتخليد الذكرى، مازحتها أنها يجب أن تشارك الصورة في حسابها ليعلم الجميع كم أنني محظوظة. ضحكت جمانة بِلُطف.. في الواقع لم استطيع تمييز سبب مزاجها الجميل، هل لأن حياتها مستقرة أم.. و لاحظت عدم وجود خاتم الزواج في أصابعها التي تزينت بكافة الأشكال. يا إلهي هل انفصلت!! عدت للواقع و رأيت نفسي أجلب موضوع الخاتم، و ها هي ذا .. تحولت لكتلة من البرود و أجابتني أنها من شدة حماسها لرؤيتي نسيت إرتدائه مُجددًا. يالحماقتي هل اعتقدت أن تخبرني بحياتها الخاصة منذ اللقاء الأول! و سرعان ما تحول الحديث إلى زواجي! و مشاركتها كوني حاملًا.. و تغيرت دفة الحديث مُجددًا نحو الأطفال. إن عيناها تلمع عندما تتحدث عن بدر، طفلهما. لاحظت أنها لم تفرد نفسها بالحديث.. لا بد أن هذه إشارة جيدة! أريد تصديق ذلك بشدة. شعرت بالصداع من شدة تخليلي لكلِ ما تقول و تفعل و بحق إستغربت زينتها الملفتة كلقاء أول! لم أخذ انطباع أنها بهذه الأناقة! رأيت الرجل الذي قدمت بصحبته، لا أعلم منْ كان لكن بدت عليه الغيرة الشديدة.. إن كان هو فعلا زوجها.. هل كانت نابعة من حبه أم من شكوكه!! ارتشفت الماء إثر تفكيري بهذا الأمر.. كل شيء معقد! أعني ، ماذا اريد من تقربي منها!! هل يجب علي نسيان الأمر؟ عدت للواقع لتخبرني إن كنا سنتلقي مجددًا، أيدت فكرتها بشدة.. و في رأسي علامات تعجب كبيرة من هذه الفكرة. لتقول جمانة أنها ستبقى بعض الوقت فلديها موعد آخر و لا بأس لي بالرحيل.. لا بد أنني أشعر بالتعب خاصة أنني لم أعتد على مرحلة الحمل، وافقتها الرأي بِلطف و دقائق معدودة حتى غادرت بالفعل. نظرت إلى هاتفي.. و خطرت لي سارة.. لا بد أنها في ذلك المقهى كعادتها.. قررت لقائها هناك بعد تأكدي من وجودها. *&*&*&*&*&*&*&*&*&* انظر للشاشة أمامي و عقلي مشغول بما قدّ تُفكر فيه بعد تصرفي بإلقاء الحقيبة البائسة تلك في مكانها الصحيح. بحق لم أخطط فعل ذلك لكنه حدث و أنا مسرور لهذا الحدث! و ابتسمت بتهكم، الحمقاء نزعت الخاتم و تظن أنها ستنجو بذلك. و أخرجته من جيبي فقد عدت للمنزل فور مغادرتي و وجدته يناديني. أغلقت الجهاز و رحتُ أرتب نفسي إنه موعد في نهاية الأمر. ما الذي جعلني لا أتأكد من أنها معجبة ليست معجب؟ حسنًا عانيت الأمرين الليلة الماضية و رأيت أننا في دائرة خطرة و قررت أن اكسرها لبعض الوقت.. أطلقت زفيرًا حادًا عند تذكري لتبرجها! لا أعلم كيف نجحتُ في عدم إلغاء موعدها فور رؤيتي لها بهذه الفتنة و التي هي من حقي وحدي. انتهيت من تجهيز نفسي و خرجت للقائها.. آملُ ألا أرى خيانة أخرى.. ففي نهاية المطاف هِي فاتنة و جدًا.. ليس و كأنني لا أثق بِها و لكنني لستُ أثق أيضًا.. ربما نسيت كيف أثق بعد حادثة المكالمة التي تتردد على ذهني، كم أودُ خنق ذلك الوغد.. أدعو أن يقع بين يدي و أنتقم لنفسي. &*&*&*&*&*&*&*& | ||||||
17-01-24, 02:50 PM | #25 | ||||||
| اكملت ٥٠ خطوة متتالية، يالسعادتي!! على الرغم من أنني أعاني أشكال الآلآم بعد كل هذه الشدة. ألقيت عبوة الماء و قررت الذهاب إليها فور إغتسالي. حاولت محادثتها ليلة الأمس لكنني لم أجدها متاحة! و لكنني وجدتها كتبت في صفحتها كم أنها متعبة و أنها شخص آخر! بعد مضي الوقت.. غادرت العيادة و اتجهت لمحل قهوتها المفضلة و ابتعت لنا بعضها.. و شيئًا من تحليتها المفضلة.. لا أعتقد أنها حظيت بهذا المزيج منذ وفاة أخيها.. تخطت السيارة التي طلبتها المسافات و أخيرًا وصلنا. نزلت من السيارة و جسدي يطلب الرحمة من ضغطي على نفسي بممارسة الحياة الطبيعية. هاتفتها أن تقابلني في الخارج و انتظرت بضعة دقائق حتى أتت و بدت لي أنها تتهرب من النظر نحوي. تقدمت نحوها حتى وصلت إليها و مددت القهوة.. أخذتها خاصتها و في طريقنا للجلوس رحت أسئلها عن غرابتها نحوي و في داخلي أعلم جيدًا السبب. وضعت قهوتها جانبًا و أخذت نفسًا عميقًا لتتحدث بعدها عن حرجها بِما أقدمت عليه بالأمس.. عن إنطفائها كليًا و فقدان صلابتها ، عن حماقتها اللعينة.. اقتربت منها و أحطت كتفها قائلًا بنبرة ساخرة أن إيذائها لنفسها كان فعلًا ليس أحمقًا فقط بل أدنى من ذلك. ضحكت بحرج و التقطت قهوتها لإرتشاف البعض. تأملت ملامحها التي استرخت فور شربها للقهوة و وجدت نفسي أسئلها.. أيّ اليدين اختارت جرحها! ناظرتني بطريقة لم تتوقع سؤالي هذا لكنها أجابت بأنها اليد اليسرى . حملت كفها الأيسر تحت نظراتها المرتقبة و حدثت كفها أنه تحت مسؤوليتي بعد الآن و أنني أعتذر له بالنيابة عن صاحبته و ضممت كفها إليّ و التقطت نفسًا مُنعشًا.. وجهت نظري عليها و قلت ب إبتسامة، إن كان لديها مشكلة في ذلك!. ابتسمت هي بودّ و أحسست بها تشدّ أصابعها حول كفي الممسك بِها. قلت و أنا أنظر في عينيها أنني لن أحاكمها.. و أنني أثق بِها حقًا في حفاظها على نفسها و ليس لأنني لم أتأثر بفعلها خلاف ذلك.. و أنني خلفها، بجانبها، أو أمامها.. لا يهم أين لكنني موجود لأجلها.. " و إنحنيت جدًا نحوها" هل فهمتِ؟ رهف تمسح دمعها المتناثر على خدها و تؤمئ إيجابًا لحديثه. إعتدل علي في جلسته و كفه لا تزال محتضنة كفها ليقول.. أن القهوة بردت ربما يجدر به وضعها فرق رأسها لأنها مثيرة جدًا. ضحكت رهف و قدمت له قهوته قائلة أنها مسرورة جدًا من ابتياعه خليطها المُفضّل. لتتبدل ملامح علي للإندهاش قائلًا أنها ليست مسرورة من صحبته! ضحكت رهف و قالت صحبته لا تُوصف من جمالها. ضحك علي من ردها الذكي و استمرا في الحديث تحت نظرات روان و التي ابتعدت عائدة لغرفتها و في قلبها تتمنى أن يعود كل شيء جميلًا.. و تتمنى أن ترى السرور على وجه الجميع حتى تراه على وجه جاسم. *&*&*&*&*&*&*&*&&*&*&*&* وصلت للمقهى و رأيتها في زوايتها المعتادة.. جلست أمامها و قلت من فوري أنني بلاء تام على نفسي على الرغم من حملي الرهيف لم أترك تبقى مسافة على الأرض إلا وقطعتها. لتضحك سارة قائلة أنها لا تستطيع نفي كلماتي تلك و أنها ستغادر قريبًا و لكن لأجلي ستغادر بعد ٥د. شموخ/ سارة بلا ثقالة دم سارة / من جدي ترا لو أشدها أقفل المحل معهم و أمي ساعتها تضيق مدة خروجي، هي ضيقة من بعد الحادث. ( و جذب نظراتها مغادرة رائد للمكان، و في داخلها تتسائل إن كان لم يتعرف عليها أم لم يلاحظ وجودها من الأصل) شموخ /إيش أخبارك مع جلساتك النفسية سارة / أنا طبيبة نفسي، أحضرها لمجرد تبادل الحديث و هو لا يستطيع منع نفسه من قلب الجلسة لتحقيق من الدرجة الأولى. شموخ / صحيح ذاك المحقق وعدك بشيء مع الخاطفين سارة بشرود / ربما نسي أمري شموخ / أفضل لك وش تبغين فيهم سارة بحقد / أبغاهم يذقون ألوان العذاب. شموخ / ي بنتي هم معتدين على رجل أمن صدقيني مو شايفين شيء غير العذاب سارة / طالما كذا أبغى اكحل عيني شموخ / طالما ترتاحين و أتمنى ما يجيك شر من رغبتك هذه سارة بقلق / إيش قصدك!! شموخ / مو قصدي شيء لكنهم عصابة في نهاية الأمر. سارة تقوم من مكانها بتوتر / أنا بمشي، بيجيك ثامر؟؟ شموخ / برجع معك. سارة / تعملي فيني خير &*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* غادرت المقهى و عيني لم تغادر طيفها الذي كان أمامي، لاحظت إنتباهها لي و لكن حرصت على عدم فهمها لذلك. فكرة أننا أخيرًا إلتقينا في ذات المكان الذي لطالما ارتقبتها فِيه رائعة جدًا. توقفت عند الإشارة و أنا أفكر بطلبها ذلك اليوم بشأن المجرمين.. لو تعلم أنهما عاملين و ليسوا من أمر بإغتيال ياسر.. لا نزال نبحث عنهم و آملُ أن تكون دعوتي لها حينما نقبض عليهم. مجددا نكون في قالب الضحية و البطل و هذا أكثر ما يقضُ متعتي.. لكنني نسفت هذه الهموم بإختيارها شريكة العمر الغير رسمية! لا بد أن ياسرًا سيبارك علاقتنا هذه لو كان بيننا.. بهذه الفكرة استطيع عيش علاقتي معها بِلا ظلال كونها ضحية.. و ماذا أفعل إن كان دخولها في حياتي كان في سياق عملي و لحظة ضعفها! بحق لا أعلم ماذا سأفعل إن كانت تميل لِي لمجرد أنني أديت واجبي تجاهها.. و ليس زوجًا تقضي عمرها معه خارج كونها ضحيتي. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*& أرسلت لها أن تخرج من المطعم و أنني بإنتظارها و حينما فعلت توجهت للباب الخلفي و لأنني توقعت ذلك..أقفلته. رأيتها تحاول بإستماتة كي أفتح الباب و أبديت لها أن لا خيار سوى المقعد الأمامي.. و خضعت أخيرًا حيث أنها فتحت الباب و جلست بجانبي. لم تتحدث عن لقائها أو عن الحقيبة التي استبدلتها. آثرت ترك الأمر إلى وصلونا للمقهى.. كنا نتردد عليه كثيرًا في أيامنا الأولى. و حينما وصلنا قالت جمانة بضيق /ليه هنا!! قلت المقاهي!! محمد بإستغراب / و ايش فيه هذا! جمانة / مو حابة أقعد فيه. محمد و هو يأمرها بالنزول / تأخرتي. تنهدت جمانة بقلة صبر و نزلت و هي تتأمل المكان الذي احتضن لحظاتهم المميزة و المليئة بالمشاعر التي لا تقدرها بثمن و أنه ستتعكر قيمته هذه بجلسوهما فيه اليوم.. و على ما يبدو أنها فشلت فِي الحفاظ على صفوه.. مشيت نحو الداخل لكن كف محمد أوقفتها ليدخلا معًا، لم تفهم ما وراء تصرفاته هذه و هي ليست سعيدة بذلك إطلاقاً و لأنها أحست أنه يخطط على الكثير، استحملت إحتضانه لكفها. و قبل أن يدخلوا حرص على تنبيهها أن تمشي و كأنها على الزجاج! دخلوا و قاموا بالطلب و قد اختار محمد طاولة خاصة للجلوس. ألقت جمانة غطائها عن وجهها و تركت حجابها مهمل مما أظهر شعرها و أجزاءًا من عنقها و ذكرياتهما تكاد تخنقها. هل يفعل هذا بِها متعمدًا!! محمد ب إبتسامة / جمالك زايد جمانة بدون نفس / عيونك الحلوة محمد و انتبه لنبرتها / روقي و إلا المعجبة استنفذت طاقتك جمانة / ممكن محمد و لم تعجبه إجابتها / قايم أحضر الطلب بعد عدة دقائق عاد و وضع الطلب الذي كان كأسًا واحد و ماصتين و قالت جمانة من فورها / متأكد طلبنا!! محمد بحماس / مليون بالمية جمانة / ليه ضايق عليك تطلب قهوة لشخصين محمد / خلينا ننعش علاقتنا جمانة و كلمته استفزتها / قبل فترة علاقتنا قدرها شنطة و الآن كوب قهوة!! محمد و يمد لها ماصتها / اشربي لا يذوب الثلج و تخرب متعة شربها جمانة فتحت الَماصة و غمستها في الكأس و بدأت في الشرب مما حفز محمد ليضع ماصته هو الآخر ليشرب معها.. جمانة كانت مركزة على القهوة بينما محمد أخذها فرصة لتأمل ملامحها المنزعجة.. ليتوقف عن الشرب قائلا / ليه منزعجة!! جمانة تترك الماصة / أنت شايف الكأس الواحد فكرة رهيبة!! محمد / جدًا. جمانة / بصراحة أسوأ تجربة قهوة محمد / طالما جعليتها مقياس لعلاقتنا.. طبعا تكون أسوأ تجربة جمانة / ليه رميت الشنطة! محمد / هذا مكانها المناسب، حتى إني تأخرت في رميها جمانة / الشنطة غالية علي محمد بقهر / كيف غالية!! جمانة بإستفزاز / غالية و خلاص محمد / رائع جمانة / بالفعل . َ و عدت لحظات صمت، و كلاهما لا ينظر للآخر. وضعت جمانة يديها على رأسها و قلبها يعتصر ألمًا. إنها لا تتعمد أن تفسد محاولته البائسة في تلطيف الجو لكنها متعبة جدًا بسببه.. لا تستطيع ألا تتصرف هكذا. أحست بِه يجلس بجانبها و إحتضانه لها.. ماذا يفيد حضنه في ظلِ ظلمه لها! جمعت شتات نفسها و حررت نفسها منه قائلة / أهلي مجتمعين الليلة و أحتاج أرجع أجهز بدر. محمد و شعر بالسوء على نفسه جراء إبعادها له / بحالتك هذه! جمانة / أكيد بأكون أفضل بين أهلي. محمد رافعًا كفها الأيسر / و هل هذه الفكرة خلتك تنزعيَن خاتمك!! جمانة تناظر إصبعها الخالي من الخاتم / مو الفكرة الَوحيدة محمد يدخل يده الأخرى في جيبه و يخرج الخاتم و حينما هم بوضعه في إصبعها تفاجأ بها تسحب كفها و تعلق الخاتم بين أصابعه. وقفت هِي و ورتبت حجابها دون أن تعلق على موقفها هذا لأنها وعدت نفسها ألا تبرر و تشرح نفسها له بعد تلك الليلة. محمد قبض كفه على الخاتم و وقف أمامها و همس بغضب / إحمدي ربك إننا مو في البيت. جمانة تمر من جانبه لتخرج غير مكترثة بكلماته تلك و صوت كعبها يصدح في الأرجاء و لحظتها شعر محمد بخسارة هائلة لا يعلم حقيقتها لكنه فضّل ألا يتعمق في التفكير بذلك و توجه للخارج و وجدها تقف عند الباب الخلفي و حينما وصل للسيارة دخل و أنتظر قدومها البهي بجانبه و عندما استغرقت وقتًا على حالتها تلك، أنزل النافذة كي يصلها صوته و هو يقول / برأيي وقفي عن كونك غير محترمة..كافي اللي بدر منك من شوي. و أغلق النافذة شعرت جمانة بالإستفزاز و تقدمت للأمام و فتحت الباب و أغلقته بقوة مما أثار أعصاب محمد أكثر و جعله ينزل من السيارة و يجَول في الأرجاء لبضع دقائق و عودته و القيادة بصمت نحو البيت.. و حينما وصلوا توجهت جمانة لأخذ حمام ساخن يزيل عنها ثقل هذا اليوم.. خلعت حذائها بعجل و تركته في مكانه و ألقت عبائتها بإهمال على الكنبة ثم تقدمت للتسريحة و حلّت رباط شعرها و التقطت مزيل التبرج كي تنظف وجهها و عقلها مشغول بِكم هو محترم جدًا حينما كان و لا زال يظلمها. و قد وجد نفسه مستحقًا برميه لحقيبتي البريئة من رأيه الملوث عنها. توقفت عن تنظيف وجهها و خلعت ثيابها لترتدي رداء الإستحمام و تتوجه أخيرًا للحوض الممتلئ بالماء الساخن و العبق بمنتاجاتها المفضلة.. لتتوقف الحياة الآن.. هكذا شعرت. أغلقت عينيها و تركت نفسها تتمتع بصفو اللحظة لمدة من الوقت.. حتى أنها غفت! بالخارج دخل محمد بصحبة ابنه و أستقبلته فوضى جمانة.. لم يعر اهتمامِا لتخمين اختفائها و قرفص تجاه بدر الذي اتسخت ملابسه جراء لعبه طوال اليوم / نغتسل مع بعض يا بابا!! (و راح يراقصه بمرح مما أثار حماس بدر هو الآخر قائلا و هو ينزع لباسه ) تحسدنا الماما بإننا نلعب مع بعض تحت الماء، ماما تفوت اللعب معنا. ولج مع ابنه نحو الدش و حينما اختبر الماء راح يغسل رأس بدر بيده الأخرى و من ثم ظهره و صدره.. ثبته جيدا على كتفه و أدخل هو رأسه في الماء من بين تحركات أصابع بدر حول عنقه. احتضن بدرًا بيده الأخرى و ترك نفسه ليستمتع بهذه اللحظة معه.. و حينما أحسّ بضرورة خروجهما أغلق الماء و ارتدى روبه و داخله بدر. خرج و توجه للدولاب الخاص ببدر و أخرج قطعًا داخلية، جففه و ألبسه ملابسه و حينما انتهى وجد جمانة خارجة من الحمام الآخر و حينما رأت بدر توجهت نحوه بحماس و أخذت في شمه و تدليله / عمرييي الحلو اللي صار نظيفف. و ختمت بقبلة شديدة على خده ثم نهضت من جانبه لتجفف شعرها على عجل لكن بدرًا أخذ في الحوم حولها أثناء ذلك على الرغم من تحذيراتها له. اقتربت نحوهما و التقطت بدرًا و خرجت لغرفة المعيشة ثم للمطبخ لإعداد كاسأ من الشاي المثلج بنكهة الخوخ مع لمسة ورقة النعناع و أعددت شايًا آخر يناسب بدرًا.. وجلسنا معًا لإحتسائهم. جمانة في الداخل أنهت تجفيف شعرها و بدأت في وضع مساحيق التجميل التي تتسم بطابع الدفء و حينما انتهت، قامت و ارتدت بدلة بيضاء و بنطال أسود فضفاض أعطاها طابع عصري. ارتدت كعبها المفضل و خرجت لهما و حاملة قطع لبدر و جلست لإلباسه قائلة / محمد لا نتأخر محمد يلتقط كأسيّ الشاي لإعادتهما في المطبخ قائلًا / ما أعتقد إني رضيت تحضرين العشاء جمانة ذهبت ورائه / تمزح صح!! محمد و هو واقف مقابلها / مو صح جمانة التفت لبدر و رجعت لمحمد و بنبرة خافتة / السبب!! محمد يضع كفه على الرخام و برفعة حاجب / لا تحترميني و متوقعة مني العكس جمانة تضم يدها لصدرها و بتبرير / كنت أتصرف بطريقة ما تزيد حالتي السيئة سوء محمد / يعني متقصدة عدم احترامَك! جمانة / انت متقصد عدم إحترامي! محمد سكت و ناظرها لوهلة / إيش معنى نزعك للخاتم أو لأكون صريح، رفضتي إرتدائه من يدي! جمانة / لأن وصلت هذه المرحلة بعد قرارك اللي هدم كل شيء محمد يضع اصابعه حول جبهته / عدنا! جمانة اعتدلت مكانها بدون لا تعلق على كلمته / مستكثر علي عشاء مع أهلي بعد كل اللي صار! محمد / تصرفاتك وصلتنا لهنا جمانة ابتسمت بسخرية / اللي تكون رد فعل لفعلك محمد / و ايش هي افعالي اللي تخليك تقللين من احترامي بجلَوسك بالخلف كل مرة!! جمانة / هو تقليل احترام لَما تعتبره كذلك محمد / و صوت كعبك بوقت سابق اللي ما بقى رجال ما التفت لك بسببه !! جمانة بعد ما سحبت نفس / كنت ابغى أخرج و خلاص، أكيد ما خطر بالي صوت كعبي محمد بهدوء / عدم رغبتك في لبس الخاتم تعكس قدري عندك صح أو غلطان جمانة بنظرات مبعثرة / ما أبغى أتكلم بهذا الموضوع جال بنظره عليها ثم انسحب من جانبها، بينما هي راحت تكفكف دمعها، لا تريد أن يفسد تبرجها أو ليلتها.. خذت نفسًا عميقًا و التقطت حذاءًا لبدر و من ثم أخذت في جعله يرتديه.. و الذي فور انتهائها راح يجول في المكان أما هي لم تعلم ما تفعل لا تريد أن تتوسله أو تلغي الأمر برمته..انها بحاجة لَوقت مع أهلها.. محتاجة جدًا. التقطت منديلًا و مسحت أنفها. رأته خرج و قد ارتدى لباسًا عاديًا و توجه نحوها و جلس بجانبها / هاين عليك تهدميننا! جمانة انصدمت من كلمته، آأصبحت هي من تهدم.. و فضّلت الصمت. محمد و نظره على كفها الخالي من الخاتم/ أعرف إني ما عدت شخصك و حدّت عن الطريق إليك و إني بالفترة الأخيرة هدمت أكثر من ما بنيت لكن بعز كل شيء ما تجرأت و نزعت الخاتم جمانة بحدة / كل ما بدر منك، نزع الخاتم بيكون أهون الأشياء لا تخليني أتكلم أكثر محمد و يلتقط خصل من شعرها / برأيي تكلمي، يمكن أرضى تحضرين العشاء جمانة تبعد رأسها عن إيده / ما أبغى محمد / إيش تبغين؟ جمانة تسند نفسها للخلف / أهلي محمد يناظرها بعدم ارتياح و إعجاب لردها هذا لكن قال / و ترجعين؟ جمانة / عندي خيار ثانِ؟ محمد تنهد و اعتدل في جلوسه و أخرج الخاتم و راح يتأمله جمانة مدت إيدها بدون أن تنظر إليه / اتركه عندي. محمد أمسك إيدها و ألبسها الخاتم، بينما هي نهضت و غادرته لكي تخرج للعشاء *&*&*&*&*&*&*&*&*& وصلت المنزل و استرخيت بعد هذا اليوم الطويل و رأسي مشغول بالعلاقة التي تورطت بها مع جمانة، لم تزدني إلا همًا! هل أشاركه واقع أنهما على حافة الإنفصال؟ و لكن لا أعلم عن موقفه بحركتي هذه.. تقربي من زوجته!، كم أشعر بالسوء لإنتهائي بهذه الحال.. كوني في منتصف الأمر، بين ضميري و قلبي! ربما كان مُحقًا في إخفاء الأمر عني! لكن.. لا يمكن أن يكون تدخلي لهذه الدرجة عبثيًا! سأترك معرفة سبب وقوعي في المنتصف للأيام و حتى ذلك الحين.. سأعيش حياتي! نهضت من مكاني و رحت لأعد الحلا الذي يحبه، أستطيع الاستفادة من بعض السّكر في خضم كل هذه المرارة.. ربما يجدر بِي إفتتاح متجري الخاص.. يُشغلني عن هذا الواقع المُربك.. و أخرجني من رأسي دخول ثامر. . . . عدت من العمل و شعوري بين السرور و الإمتعاض، وصلت لغرفتنا و من ثم دخلت للإستحمام.. كان يومًا طويلًا بحق! و حينما انتهيت ارتديت ملابسي و خرجت لأجلس مع أهلي..رحبنّ بِي و لم أجد بُدًا من قول أنني ملك زماني، ضحكنا سويًا و مع مرور الوقت، وجدت نفسي أراجع كل ما حدث اليوم و محاولًا لأن أجيب عن سؤال وحيد، هل سأعترف و أحرق نفسي كما لك أفعل من قبل! نظرت إلى شموخ.. و رأسي مُثقل بأنها لم تذكر الأمر منذ مدة ليست باليسيرة! على ما يبدو أنها تخطت ما جرى! الأمر عائد لِي في نهاية المطاف! عصف ذهني بلحظات إنهيارها، هجرانها لِي و كونها أم طفلي.. ما كنت لأقترب من محمد لولا حِدة ما جرى أو لأكفر عن خطأي كي أعيش بِسلام، إنني بحق غير مهتم بعواقب الشرارة التي أحدثتها يومًا مًا في زواجه.. ف زوجته بحسب علمي إبنة عمه و لغريب مثلي أن يأتي و يطعن بِها.. ليس بالأمر الجلل طالما يعتقد أن إخلاصها غير قابل للطعن. ارتشفت آخر قطرة من الشاي و وضعت الكأس مكانه ثم أسندت ظهري بإرتياح لتوصلي لهذه الفكرة و حينما أدركت شموخ حالتي هذه راحت تحثني على إخبارها ما وراء ردة فعلي هذه.. ضممتها من كتفها قائلًا وجودها حولي.. تبسمت هِي على مضضّ مما دعاني لقول / إيش فيك! شموخ بحرج / صديقتي اللي تغديت معها، أحس إنها على أبواب الإنفصال. ثامر / إذا شيء يريحها ليه متعبة قلبك! شموخ و سكتت للفكرة اللي في بالها معقولة يفكر كذا عن الزوجين اللي فرقهم / أعتقد لسى مبكر تتخذ قرار الإنفصال و هي وصلت مرحلة تكوين أسرة.. نفسي أنا وياك الآن ثامر أبعد إيده من حولها / يعني لولا حملك ما بتكوني قبالي الآن! شموخ سرحت لوهلة و بدون لا تبادله النظر / لا أعلم ثامر وقف و مسك إيدها و توجهوا لغرفتهم و فور وصولهم ترك إيدها و قال / شموخ أظن سبق و تصافينا شموخ قعدت بأسى/ عارفة.. صديقتي مره حزنتني ثامر جلس بجانبها / إهتمي بنفسك و أكيد في أشياء صديقتك ما اطلعتك عليها و هي السبب الحقيقي لفكرة الإنفصال شموخ بتلقائية / كذا تعتقد عن الزوجين؟ ثامر بهت وجهه إثر ذكر الأمر بعد كل هذا الوقت / إيش جاب طاريهم؟ شموخ بعد ما سحبت نفس / تذكرتهم مو أكثر، جاوبني ثامر رجع لحالته الطبيعية / نعم أعتقد شموخ وقفت بإندهاش / كيف مرتاح كذا!! ثامر يطالعها ببرود على العكس منها / شموخ حياتهم مو فقط اللحظة اللي تدخلت فيها! شموخ كتفت إيدها / ما كان كذا كلامك بالممشى يومها ثامر / الآن كلامي كذا شموخ بقهر / معنى كلامك ما راح تكفر عن خطأك! ثامر نهض بإستنفار / خطأي شموخ مو خطأك، وقفي تدخلّ و خنق لي! شموخ بألم / حاضر. و غادرت من أمامه إلى الخارج و هو عاد و جلس بِوجه متجهم. &*&*&*&*&**&*&*&*&*&*&*&*& اغلقت سجل خالد و الذي يبين أنه تقدم بطلب استقالة بشكل غير مباشر بعدما غاب عن العمل لمدة ليست باليسيرة. إنه شأن خاص بِه مع ذلك إنها ليست ذات دلالة إيجابية.. على الأقل عندما يقدمها بعد أن تواصل معنا.. ف آخر عهدي بِه عندما كان بالمشفى.. أجل لدي رقمه و أدلّ مكانه لكن هذا لا يعني بالضرورة أن النفوس صافية لدرجة تبادل الزيارة.. نعم ظهرت براءاته لكن لا يتصرف على هذا النحو. تنهدت بضجر و ما شأني بإختياراته.. علي التركيز على حياتي.. فهي فوضى عارمة. حملت هاتفي و خرجت من المكتب.. فكرت أن أجلب وردًا لروان. أشعر أني ملزم بتذكريها أنني لستُ معجب ببطولتها.. بعد كل شيء. لم أتوقع أن تضحي بنفسها بهذه الطريقة، لم أعتقد أنها تحبني لهذه الدرجة! و لم تشتكي! أو تضع المسافات بيننا و بينها! أو تُطلع أهلها على هذا الموقف المربك لأي علاقة! أو ربما هي جيدة في إظهار العكس أو هكذا هو الأمر.. أنها تحبني. دخلت وباقة الورد قبلي، استقبلني صوت ضحكاتها و دعوت أن يدوم هذا الحسّ، جلسنا و راحت تشتم عبق الورد. ابتمست بودّ لمنظرها الساحّر.. ثم تلوت عليها آيات الغزل لأجد النجوم قدّ لمعت في عينيها.. قبلتّ وجنتيها بِلطف و همست أن تقبيلها بهذه الطريقة واجب لرهافتها، و لأنها كالورد التي تحمله. احاطت عنقي بكفها و همست أنها سعيدة جدًا ثم ابتعدت قائلة أنها ستعد بعض القهوة، الورد و القهوة لا يفترقان.. منعتها من ذلك و على العكس عرضت إعدادها.. بدلت ملابسي و قبل أن أخرج وعدتها بأنها ستتذوق القهوة الألذ في حياتها هذه. و في طريقي للمطبخ.. صادفت رهف و قد بدت متوهجة، اقتربت منها متبسمًا.. و حدثتها عن مدى إرتياحي برؤيتها بهذا الكمِ من السرور!، ابتسمت بإمتنان و دعت أن يكن السرور رفيقنا بعد كل شيء. عرضت عليها قهوتي و لكنها مازحتني بقولها أنني تأخرت و قد شربتها مع علي.. و حرصت أن أعد لها واحدة في وقت آخر.. ثم توجهت لغرفة سعود و التي أمي تتواجد بها لتؤنسها.. تنهدت بأسى و أكملت طريقي للمطبخ. أعددت القهوة على عجل و عدت للغرفة، رحبت بي بحرارة ثم قطبت حاجبيها دلالة على إنزعاجها.. وضعت القهوة و تفحصت كتفها. و لحسن الحظ لم تكن تنزف..زفرت بإرتياح و حرصتها على أن تنتبه لنفسها لترد بِدلال في ظل وجودي، هِي تتوقف عن الإنتباه. ضحكت بإعجاب على ردها.. ثم خيرتها بين القهوة الساخنة أو الباردة لتختار الباردة ،فهي تشعر بحرارة جراء إهتمامي بِها. وضعت يدي حول خصرها و قلت و أنا أنظر في عينيها أنني تأخرت في فعل ذلك و لكن سأحرص على التعويض. بادلتني النظر بعينين آسفتين و قالت أنها تعيش شعوري و كأنما عليها وقع. جاسم بنبرة حانية / شعورك روان. روان تجول بعينيه / هُو أنت ناقصك ضيقتي ؟ جاسم عبس من كلماتها / روان! روان تلتفت و ترتشف قهوتها / برأيي روح نام، لسه جاي من دوامك الطويل جاسم يناظرها بصمت ثم قال / متأكدة!! روان / طبعًا جاسم / الفترة اللي نعيشها ما هي أفضل جزء من حياتنا، أنا سامح لنفسي ألجأ لك، اسمحي لنفسك تلجأي لي! روان توقفت عن شرب القهوة و التفت عليه / السبب اللي لجئت فيه لي ما كان اختيارك بقدر انه وقع عليك، لكن أنا اخترت أتلقى طعنة أختك.. خلينا نأخذ لحظة لإدراك هذا جاسم / لا أطالبك بالتحدث عن اختيارك، بل بعواقبه تأملوا بعضهما لوهلة ثم قالت هِي بهدوء / عواقب؟ أي عواقب تتحدث عنها! جاسم بمباشرة / هل تؤمنين على نفسك حول رهف! روان ضحكت بذهول / تناولت معها العشاء في ذات الليلة التي طُعنت فيها، كيف هذا لا يشرح ما في قلبي تجاهها! جاسم بعدم إعجاب / أتقولين أنك لم تتأثري بهذه الحادثة! روان بهدوء / تأثرت.. ليس للدرجة التي تجعلك تقلق بهذه الطريقة. جاسم / إلى أي درجة إذاً؟ روان / لا أعلم لكنني بخير. جاسم يمسح وجهه بكفه ثم قال / أتمنى إنك فعلًا بخير روان بزلة لسان / لا أحد بخير جاسم إنتبه / ماذا تعنين؟ روان زفرت الهواء / حديث غلا عن خالد لا يبشر بخير.. مما فهمت فهو أنه يقترب من حالِ رهف! الأمر بيننا،. ف مما فهمت من حديث غلا أنه كاد يموت غرقًا في حوضهم الخاص جاسم و الفكرة أذهلته / لم أعتقد أن حالته بهذا السوء بعد برائته روان / يبدو أنه لم يهضم الأمر بعد جاسم بعد تفكير و بنصف عين / و أنا لم أهضمك روان ضحكت / إشرب قهوتك و ستكون بخير *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& نظرت إلى رسائل العمل و من بينها من أحد الزميلات المناوبة لهذا اليوم.. ريماس! اسم مميز جدًا.. كانت تطلعني على تحديثات مهمة و رددت بما اقتضت الحاجة. كلانا محترم حدوده و لست من الذين يتعدون الحدود. أجل أميل لرؤية إشعار منها و أهتم بمواعيد مناوباتها و هكذا فقط.. لا أعلم إن كانت منفتحة للإرتباط و لن أسئلها شخصيِا و رفعت نظري لرند و هي تضع اللمسات الأخيرة على المائدة.. لكن أعرف من يستطيع.. في الوقت المناسب. عاد خالد من الخارج برفقة زوجته و انفصلا عن بعضهما. وضعت هاتفي جانبًا لأحارش عمر الذي كان يتوق لقيلولة اضافية متعللًا بأن النوم سيحرمه لذة الليلة. ليرد محمد أنني أكلم نفسي.. و عندما انتبهت بنظرات محمد و خالد الشائكة رحت أحثهما على الإفصاح ليقول محمد أنه تفاجأ في أحد الأيام بفقدانه الوعي من حيث لا يعلم.. و يومها كان خالدًا مرافقًا له و اصطحبه للمشفى و اختتم إن كان بخير لما حدث معه هذا الأمر! أخبرته أنه ربما تعرض لطارئ عرضي طالما أن نتائجه كانت سليمة. أتى عمنا أبو خالد و دعانا للطعام و قضى نصف الوقت في تأمل الجميع! . . . التقطت هاتفي و إتصلت على أبي لإخباره أنني أريد قضاء بعض الوقت معه و كما توقعت لبى طلبي هذا. ذهبنا إلى غرفتي و فور جلوسنا راح أبي يسألني عن مشكلتي! ضحكت بحرج و أجبت أنني بخير و أنني فقط أردت أن أكون إبنته فقط، لست زوجة أو أمًا. رفع كفه و أخذ بالمسح على رأسي قائلًا لا بد أن مسؤوليات الحياة قد نجحت في إرهاقي و أنه مسرور منها فقد أعطته فرصة أن يكون أبًا لها مجددا َ.. أنه إشتاق أن أكون إبنته. ابتسمت بودّ و التقطت يديه التي كانت تربت على رأسي و قبلتها.. ثم سئلته / كيف تصف بنتك جمانة؟ أبو خالد بسرور مشيرًا لعينيه / نورهم! تنطفي هِي أنا أنطفي. جمانة بغصة حاولت إخفائها / و ايش بعد ؟ أبو خالد يضمها من كتفها / هي دُرة قلبي و سلوة خاطري، ونسائم نفسي الفسيحة. جنة الدنيا و هي النجوم الناعمة التي تلمع في الليل.. وتنير لي عتمة الليالي الصعبة. و جرت لحظة صمت كسرتها أدمع جمانة التي أخذت تسيل على خدها و تحولت شيئًا فشيئًا إلى شهقات، مما دعى أبيها إلى إحتضانها و تركها تخرج ما في قلبها.. و عندما هدأت بعض الشيء، مسح وجهها و اكتفى بقول / ما يطولك و أنا حيّ جمانة بدفاع بعكس إنكسارها / يبه فهمتني غلط أبو خالد يوقف و بحزم / فهمتك كويس، تأخذين أغراضك و ترجعين الليلة جمانة بحيرة / بس يبه! أبو خالد يجلس بجانبها / لَا تشيلين هم راح أدفعه ثمن دموعك هذه. جمانة تمسح دموعها / ما أعتقد يتركني أرجع أبو خالد / أنا أخذك بس رني عليّ جمانة / تأخر الوقت طيب! أبو خالد بضيق / خلاص أخذك بكرا، أنتِ بس خبريني متى . الآن اغسلي وجهك و الله يصبرني على شوفته. جمانة هزت رأسها و لبت طلبه و عندما انتهت / أكيد راح يشك بقعدتي معك ما راح أسلم منه أبو خالد بحدة / لا يكون يمد إيده عليك جمانة في قلبها أنه أعظم من ذلك لكن قالت / لا يبه لكن يضايقني.. كثير أبو خالد / لا حول ولا قوة الا بالله أنا الآن إذا شفته ما حيحصل خير خلاص قولي لهم اني بنام و لا تبيني للباقي شيء،، بيني وبينك فقط.. جمانة هزت رأسها و عادت لهم و لم تغب عنها نظرات محمد المترقبة / أبوي بينام.. حتى أنا تعبت.. شرايك نمشي! محمد يراجع الوقت / غريبة، لسى خلصنا عشاء جمانة / بالعكس، ترا حنام هنا اذا عاجبك الجو. محمد ينهض / أنتظرك بالسيارة و أخذ بدر و خرج. ودعت جمانة أهلها و خرجت خلفهم.. فتحت باب السيارة الأمامي و عندما أغلقته وجدته يقول / لازم نحتفل كذا! جمانة بنعومة / أتفق.. مرهه قلبي سعيد محمد و هو يقود / الله يديمه جمانة برواق / فيك أو بدونك محمد / سنرى.. لكن مع هذا سنحتفل | ||||||
17-01-24, 03:56 PM | #26 | ||||||
| للقارئ اللي يحرص على وجود عناصر لا غنى عنها في الرواية، أو للقارئ اللي يفرق معه مستوى اللغة و الخلط بين العامية و الفصحى واللي يحدد يجعله يستمر أو لا . أو القارئ الذي يبحث عن تطور الشخصية خارج نطاق العلاقات العاطفية ، القارئ الذي يجد كون الشخصيات في علاقة عاطفية واضحة و صريحة كالزواج هو أمر ممل أو زائد عن حده، أو للقارئ الذي يهمه أن تتفاعل الكاتبة مع ما يقرأه ليفهم الذي يقرأه لإتخاذ موقف بشأن الشخصيات. أو للقارئ الذي يبحث عن رسالة أو قيمة حياتية من خلال القراءة أو للقارئ الذي يقرأ ليبتعد عن الواقع، لمن يقرأ : عسى مسّاء اليوم تكثر تباشيره . ???? أفهم تأخرت بتعريف نفسي لكم ???? لكن كنت غير مستعدة أتفاعل مع القراء لأن في البداية كنت أشكك في قرار النشر بروايتي و بعد ما شفت متابعتكم الحُلوة و صبركم على التنزيل و شغف الإستمرار بالقراءة قررت خليني أدردش شوي عن القصة اللي تُكتب.. لكن أحب أشكر وقت كل قارئ/ة فِيكم، متابعتكم تعني الكثير ????????????. صار لي ١٠ سنوات أكتب فيها، تغييرت الشخصيات كثير، تغيرت القصة أكثر من مرة، واللي قرأتوه هو أفضل نسخة في الوقت الحالي.. القصة حصرية لروايتي في العالم الإفتراضي و العالم الواقعي لأسباب شخصية، لم أشارك جزء الكاتبة و القصة مؤلفة لا تعكس واقع بحذافيره. اللي ما تغير خلال فترة الكتابة، هُو إن الشخصيات عمرها ما كانت معقدة، تحمل أطباع قاسية، تبحث عن تكوين نفسها بين المجتمع أو عن شريكها الآمن. و على العكس من الروايات اللي قرأتها قبل قرار الكتابة و اللي كانت تنتهي بالزواج، قررت أبدأ روايتي بشخصيات مرتبطة عاطفيًا و مثل ما لاحظتوا علاقة رائد و سارة و ما أبغى أحرق على اللي لسى ما قرأ أو نُشر ????، ما تختلف عن الآخريات، إلا بكوننا (انا معكم مدري وش بيصير ????????) نفهم تكوين علاقتهم و ليست بمستوى تبادل العاطفة.. أعتقد باين إني أكتب عن تبادل العاطفة بدرجات أخرى غير تبادل المشاعر الفوارة و اللي تكون شرارة العلاقة أكثر من كونها أساس لها. شخصيًا أميل لفكرة الفهم، الإحترام ثم العاطفة الفوارة. إذا خذينا قالبي عن العلاقات بأكثر المصطلحات الدارجة. أعرف دردشتي تشبه الرواية بطولها و لكن عرفوني لو حابين نسولف عن الشخصيات أو أفكاركم عن الأحداث أو رأيكم الخاص أيًا كان. ???? | ||||||
21-01-24, 04:51 PM | #27 | ||||||
| انتهيت من تغيير ملابسي و توجهت لغسل وجهي.. وصادفت خالد يهم في الإغتسال.. دخلت معه الحمام سالبة خصوصيته، لم يجد بِدًا من التعبير عن إنزعاجه، لأقول بجدية أنني سأراقبه. لتخرج ضحكة منه دلالة على غرابة ما سمعه. ضممت يدي إلى صدري دلالة على إصراري.. ليتقدَم نحوي و بنظرات ساحرة عرض علي مشاركته الحوض بدل المراقبة فقط.. لأجيب بلا مبالاة لعرضه المُغري أنني على ما يرام بمراقبته فقط، جال بعينه في ملامحي ثم استدار و خلع رداء الإستحمام.. و ترك نفسه في الحوض.. دون أن يأخذ نفسِا يعتد به لبعض الوقت مما أثار حفظيتي لكنني عدت أترقب رفع رأسه، مرت اللحظات و هو لا يزال على حاله.. مسلمًا روحه للماء و خاصتي تكاد تخرج من تحليل أفعاله هذه.. جررت أقدامي تارة و تارة أوقفها... ربما على كثرة إنغماسه أصبح رصينًا ضد الماء.. توقفت في منتصف المسافة و عيناي تترقب خروجه.. و حينما فعل ، استدرت ، خرجت و اغلقت الباب خلفي بلا تعليق. توجهت للغرفة و شغلت نفسي بمسح وجهي بمنتجات العناية و ذهني لم يكن بجانب ما أفعله البتة. أحسست بِمجيئه و قوله.. إن كنت بخير! ضحكت في داخلي و رددت بنعومة أثارت الحيرة في قلبه / بخير كثير خالد و يتقدم ليقف بجانبها و يجفف شعره / ارتاح قلبك ؟ غلا و تغلق علبة المنتج / بالعكس " وناظرت إنعكاسه" إحترق ، صارت فيه حفلة شواء خالد يرمي عليها المنشفة / أنا أقول الريحة من وين غلا تزيل المنشفة عن وجهها و بضيق / ليتني ما راقبتك خالد بضحكة / عارف ندمانة على رفضك عرضي غلا وقفت و غادرت المكان لتغسل وجهها و حينما عادت وجدته يقلب في هاتفه، دخلت إلى جانبه مديرة ظهرها له، اطلق خالد تنهيدة مصبوغة بالإعياء ثم قال / كانت لحظة وحدة و ما كنت مخطط لها! ليه تتصرفين اني تعمدت ذلك!! و معذبة قلبك!! غلا بدون أن تلتفت نحوه / اللي شهدته ما كان يشير إنك بالفعل كما تدّعي خالد بهدوء / و ايش شهدتي غير كوني غصت في الحوض!! غلا بعينين مذهلوتين / رأيتك تهوي بنفسك في الماء.. و كأنك تهوي من أعلى جرف في هذا العالم! خالد و لم يستشعر حالتها المريبة / أنتِ بحاجة أن تخرجي من رأسك للواقع. غلا / لما تظن أنني راقبتك! ليس لأني مولعة خالد صمت و لم يعلق بينما غلا أكملت / روحي اُعتصرت في خضم كل ما حدث، من لحظة خبر تعرضك للإصصدام، أم شبهة أنك من تسبب بقصد في فقدان سعود، إحتجازك، ظلال أهلنا في ضوء إحتجازك.. حتى حينما ظننت أن الأمر إنتهى بخروجك.. صدمتني بتفريطك بنفسك.. محاولاتك المستمية في الغوص لم تكن بادرة جيدة.. على الإطلاق خالد / طالما أنني بهذا الثقل على أكتافك.. ضعيني أرضًا! غلا نهضت بإستنفار / تفرط فيني مثل ما قاعد تفرط بروحك! خالد يناظرها ببرود / ألستِ مُتعبة! أنا أعرض عليك الراحة غلا بعد ما سحبت نفس أعاد إتزانها / تعتقد راحتي توازي خروجك من حياتي! خالد / افترضت. غلا بنظرات حانقة / اذا فيه شيء لازم يخرج هو عادتك السّامة خالد / فكرتك عنها سامة و أنا أؤكد لك غلا قاطعته و عيناها مصوبة في عينيه / تدخل الحوض بدون ما تسحب نفس! هذا تصرف مسؤول!! خالد و لم يتوقع ملاحظتها الشديدة لذلك / إذاً؟ غلا / عليك أن تتوقف. خالد / أخبرتك أنني سأدخل نادي سباحة و سيكون هنالك مدرب فوق رأسي.. كي تطمنئي! غلا بحنية و كفها على خده / خالد، إخترني و إترك الماء! خالد / الماء وحده مَنْ يشعرني بالخفة، بدونه أنا ثقيل جدًا.. ثقيل لدرجة كسرك! لم أشاركك سوى جزء صغير و أستطيع رؤية خدوشك المنبئة لخطر إنكسارك. غلا / رغبتك إنك تتركني خارج معاناتك، أين إنصافك! خالد / الإنصاف ليس حقيقًيًا بقدر الواقع، نعم رغبتي. غلا ابتعدت عنه لكنه منعها و قال / آمني بكوني مسؤولًِا و سيبرد قلبك غلا / لا أعلم.. فقدت إيماني اليوَم خالد / ابحثي عنه غلا ضحكت بخفة / دعني أنام خالد قبلها و أخذها لتخلد للنوم بين أحضانه. *&*&*&*&*&*&*&*& مرّ الوقت و قد أخلدت جمانة بدرًا للنوم و استوقفها عن تبديل ملابسها فكرة أنها ستغادر.. أخيرًا. تنهدت و إرتدت ثوبًا مريحًا يعكس رَحابة صدرها! و عندما همت في الدخول للسرير، منعها من ذلك سحب محمد لها لطاولة الجلوس قائلًا أن ليلتهما طويلة.. لتطلق هي ضحكات ساخرة. جلسا مقابلين لبعضهما فتحدثت جمانة / طاقتك عالية بالنسبة لشخص داوم في عمله و طاف في المدينة كلها محمد بِخبث / أمامي هذا الجمال و لا تتجدد رُوحي؟ جمانة بنظرة باردة و هي تنزع الخاتم / متأكد! محمد يغير من وضعه المسترخي إلى المتحفز و بغرابة مصطنعة / هو نزع الخاتم أمر طبيعي.. لكن عندما تفعلينه بهذه الطريقة.. يخبرني أنكِ " بنظرة حادة" بايعتني! جمانة تضع قدمًا فوق الأخرى و نظرها للأعلى / منْ يعلم! محمد بنفس حالته / إيش تكلمتي مع عمي؟ جمانة / ليس من شأنك محمد يقترب ناحيتها و يده متكأة على رجله اليمنى / وين تبغين توصلين بتصرفاتك هذه! جمانة بتغابي / و لا مكـان محمد تأملها للحظة بينما هي تلاعب أطراف شعرها / بكيتي؟ جمانة على حالها و بتلقائية / هذا ما تتفنن بمنحي إياه.. الألم" ثم إنتبهت على نفسها و أكملت" و اذا بكيت! إيش الفرق! محمد و لم تغب عنه كلماتها تلك / هل أنا من أتفنن بإبكائك أم أنكِ تضعيني في مواقف تنتهي ببكائك! جمانة تركت أطراف شعرها و بعدم رضا / كلاهما.. لا تنسَ أن تصرفاتي رد فعل لك محمد / ما هي أفعالي! جمانة / لا أستطيع الجلوس أكثر، سأنام! محمد / ما أسمح لك تغادرين! جمانة / إيوه بغادر مو بس من الجلسة من حياتك كلها! محمد بصدمة / إيش!! جمانة / أنا راجعة بيت أهلي محمد يوقف / ما أسمح لك فاهمة! جمانة تقف بوجهه و بنظرة عتب و خذلان / سمحت بالمسافة العاطفية و الجسدية "محمد يبعد عينه عنها و اكملت هي" مسافة الشوارع ما هِي أصعب. محمد يرجع ينظر لها بدفاع / إذا كنت أصنع مسافة.. كنتِ تبنين طريق! جمانة لفت وجهها و ضحكت بسخرية و عادت تنظر له / فِعلًا.. ما خطر لِي، خطَر لك؟ محمد / جمانة وقفي استهزاء جمانة بقوة / مين جمانك!! محمد يعقد حاجبيه بغضب/ ما في غيرك جمانة / لين متى تنكر وجودها! أنا شايفتها بعيونك و سامعة كلماتها بلسانك. محمد / افهمي إنها موجودة في عقلك بسّ جمانة بهدوء / أنا وعدت نفسي ما أفسرني لك محمد ياخذ بكفها و يجلسها أمامه / و هذا الوعد كان يلزمك تتركيني! جمانة / حنا تاركين بعض من قبل أن أقرر الرحيل.. الفترة الماضية كانت تأجيل. محمد فك إيدها / تعترفين إنك ساهمتي في بعدنا جمانة / لمداوة نفسي؟ أكيد. محمد / ليه ما نداوي بعضنا جمانة / سعة صدري كانت بقدر نفسي محمد / ماذا عن سعة صدري أنا، لم تختاري اللجوء إليّ! جمانة / ما كنت واسع الصدر.. فهمت هذا كويس ب اللحظة اللي كنت أتواصل مع خالد و أنت إخترت إتهامي محمد / مُحقة هنا و أنا نادم على ذلك جمانة بقلبها إن كان سيفعلها أخيرًا.. أعادت توجيه حواسها لما سيقوله محمد / نادم بدرجة خجلت فيها أن أصل إليك جمانة و غير مصدقة أنه اعترف بذنبه/ ماذا فعلت لتخجل! محمد يسحب نفس / شيء.. مثل عدم إخلاصك و اللي هو بمثابة ظلم لك،إني أخطآت في البحث خلفك في بادئ الأمر.. و غرقي في مستنقع هذا الخطأ كان مؤلمًا لدرجة وجدت نفسي مستحق للبقاء فيه على أن أستحق فرصة لمداواتك جمانة و عيونها امتلئت بالدموع / يعني اخترت إتهامي و أنت تعلم كويس إني ما أستحق محمد / اخترت أعاقب نفسي و الطريقة كانت.. الإستمرار بإتهامك جمانة تمسح دموعها بقهر / فِعلًا، هذا إستحقاقك.. و لم أكن أسعد من قبل بهجرانك لي محمد ب تلقائية / ما اخترت أهجرك جمانة /اختيار إعتقادك إني غير مخلصة كان مكفي و زود محمد قرب من وجهها / كِلانا فاهمين إنك مخلصة! لكنك إخترتي العبث معي ! جمانة / متى كنت تتصرف بإني مخلصة! محمد / طوال الوقت.. إلا اوقات عبثك معي! جمانة بِنرفزة / لا تقلب الطاولة عليّ، كلامنا ما يغير من واقع إنك ظلمتني محمد بهدوء / لا أنكر ظلمك ، لكنك ظلمتي نفسك أيضًا بتصرفك على نحوٍ عابث و لا أستثني غطائك الشخصي! جمانة / أنا و نفسي ننجاز و غطائي ما كان ليؤثر لولا سماحك بِه محمد / سمحت بِه لأنه شأنك.. و أعتقد حان وقت منعك جمانة تضع قدم فوق الأخرى و رفعت شعرها بطريقة فوضوية / ما يفرق الغطاء معي لـ ليلة.. " وناظرته" بكون بسريري الخاص ليالي. محمد يسحبها له من وسطها مما جعل شعرها يعود و ينسدل على ظهرها و قال بين ملامحها المندهشة / إعقلي! وَ نومك ببيت أهلك إنسيه جمانة ضبطت نفسها / لا أخذ رأيك " و همست" و لا أرحب بِإقترابك! محمد حررها / لا بأس.. لكن لن تنامي ليالٍ في سريرك و عمي سأهتم بِه جمانة ضحكت بنصر / شكلك بيكون تحفة تاريخية وقت يردك محمد و أطراف اصابعه تلاعب خصل شعرها / راح أعطف عليك و أتكرم بِإيصالك.. مثل ما أنتِ فاهمة رضائي أساسي لخروجك جمانة بعدم إعجاب / مثل عظمة الظلم و سوء الظن محمد ترك شعرها و اعتدل في جلوسه / هل خروجك رغبتك! بما إنك دخلتي عمي في النص! جمانة سكتت للحظة ثم قالت / خروجي حاجة. محمد و هو يجول بعينيه في ملامحها / حاجة لقلبك أو عقلك؟ جمانة إستنفرت / إطعن فيه ثم إسأل عنه " وعادت لهدوئها" طبعًا لعقلي. "و بشرود" ايش خذيت من قلبي غير الإهانات محمد و يعلم جيدًا أنها لا تريد أن يتقرب إلا أنه أمسك وجهها و نظر بعينيها المتعبتين / قلبك اختار يشوف الخير فيني على رغم الألم و قلبي إختار يعيش و يعيشك الألم، أنتِ مُحقة بهجراني كُليًا و ربما تأخرتي في ذلك.. لا أعلم إن كان حُبًا فِيّ أو لأنك لم تكوني مستعدة لهذه الخطوة. اعلمي أنني مهما عارضت خروجك.. سيكون هنالك جزءًا مني يدعمك لأنك تستحقين أن تعيشي بَعيدًا عن ظنوني المجحفة، أفكاري السامّة ، أفعالي الجارحَة و قلبي الظالَم.. و آمل يَومًا ما.. أن تستطيعي منحي مغفرتك. جمانة بغصّة و هي تنظر له / ما تنازلت لنفسك و لِي لتعترف بهذه الكلمات! ليه انتظرت وصولنا للحافة! لو ما كنت بغادر! كنت بتستمر بتصرفاتك الوضيعة!! و أنت عارف كويس عدم مصداقية دافعك ! لا تقول لِي تعاقب نفسك لأنك عاقبتني معك محمد وضع رأسه بين يديه بينما هي عادت لفراشها و قالت قبل أن تتغطى أنه أقظّ رحابة صدرها بنجاح و هذا أكثر ما يجيده طوال الوقت. نهض محمد بِأسى و توجه نحوها معبرًا عن ضيقه في نومها بهذه الحال، يجب أن تهدأ، ليجيبه صمت المكان.. تقدم أكثر و جلس خلفها و أخذ يقول / تعلمين أنني قد أجدت إدخال السرور أيضًا. " و عندما لم يجد تفاعلًا منها توقف عن قول المزيد و منه عن تجديد جِراحها". *&*&*&*&*&*&*&* فتحت باب الغرفة كي أبدل ملابسي و أخرج للنوم في الصالة من غير أن أشتت إنتباهي بتواجده في الأرجاء.. فتحت دولاب الملابس و التقطت ما وقعت يدي عليه و هممت بالخروج و وجدته أمامي، حاولت العبور و لكنه استمر في منعي / إتركني أمر ثامر برفعة حاجب / وين مأخذة ملابسك و خارجة! شموخ ببرود / لا تتدخل. ثامر ابتسم / تمام.. أنا حاولت معك شموخ غيرت وقفتها دلالة على عدم إكتراثها / لا تتعب نفسك ثامر و هو يحلل تصرفها / طرقك في الإبتعاد ما تنفع أحد و بالأخص ما راح تغير موقفي شموخ عدلت وقفتها / أوضحت ذلك، " ثم جالت بعينها في الأرجاء" ثامر تنهد / شموخ ما وعدتك إني أتخذ أي حركة بشأن حياة محمد شموخ بأسى/ بداية علاقتي معك كانت بمحمد هذا شيء ما أقدر أعتبره ما حدث، ليس و كأنها بداية خير ثامر ثامر استند على الطاولة اللي خلفه / ما أفهم إصرارك على إستمرار ذكره في علاقتنا بالآخص بعد ما وضحت نفسي و لما تفكرين بتجديني على حق شموخ زفرت بعدم إعجاب / أنا مصرة عشان علاقتي معك.. مو شيء هين إن كوني مرتبطة ب شخص هادم أسرة، كيف أستمر بهذا النوع من العلاقة ثامر استقام و عينه مصوبة عليها بطريقة مربكة/ اختصرتي علاقتك فيني بخطأ ماضٍ! شموخ بإنفعال/ غير ماضٍ، لازال الزوجين موجودين و لا زلت مذنب و حتى لك شركاء بالذنب و أنا ما أبغى أكون شريك ثالث ثامر قطب حاجبيه بحدة / لا تكونين، و اذا على سكوتك فهو واجب لأن الأمر خاص فيني مهما كانت درجة انخراطك شموخ قعدت بقهر / مو أنت اللي تحدد موقفي ثامر / و لا أنتِ تقررين توبتي شموخ / يعني فخور بخطأك!! سعيد بإنتقامك لأجل وحدة ما كانت شايفتك من الأساس!! و مفضّل هذه الأشياء عليّ!! ثامر / انا وضحت لك كويس سبب إنسحابي و انتقامي لأجل نفسي مو لأخته و كيف أكون مثل ما قلتِ و أنا اللي أقترب بكل مرة ندور بهذا الموضوع شموخ / أعتقد بقائي معك يوازي كوني راضية بجزئك اللي كان أداة لهدم حياتهم و أنا غير راضية.. لأكون واضحة إما أنا أو نفسك. ثامر / لا تخيريني . شموخ / فعلت للتو و تبادلوا النظرات حتى قال / نفسي. شموخ / طيب وغادرت من أمامه نحو السرير و هو لحق بها و حلّ الصمت. | ||||||
27-01-24, 08:31 PM | #28 | ||||||
| نهيت تمريني و قمت بالإستحمام، لقد تحسنت كثيرًا في الآونة الأخيرة، دخلت المطبخ وإذ بِ رهف قد إنتهت من إعداد الطعام.. إلتقطت يدها اليسرى و قبلت جرحها بِلطف بَالغ.. ثم ضممتها إلي صدري. هكذا أصبحت أستقبلها، إبتسمت هِي بِحب و كأنني أفعلها لأول مرة.. جلست بجانبها و لا تزال كفها عليّ.. أثنيت على تطورها في الطبخ في الطبق الرئيسي و خصصت ذكر الحلو و أنني أتوق لطبق اليوم. إبتسمت بِأسى قائلة أنه طبق سعود المفضل و لطالما سئلها بإعداد واحد و لكنها انشغلت عن صنعه.. شددت على كفها قائلًا أن تخبرني أكثر، تنهدت هِي و قالت أن أول ما بدأت في صنعه كان يكابر أن يظهر إعجابه أمامي و فور إعادتي له في المبرد أجده بعدها يضع لنفسه مرات عدِة من دون علمي، أعني كنت أدعه يفكر أنني لا أعلم عنه.. كان يضيف الكثير من التشربيه عليه كي يذوب في فمه و يتعنت أنه ليستسيغ طعم الحًلا، قلتُ بحماس و كيف تعلمين أنه يدعي عكس ذلك! شهقت هي بِلطف و قالت أنها تعلم أن الحلا احد نقاط قوتها و لا أحد يستطيع قول عكس ذلك و عندما رأتني انتهيت من طعامي همّت إزالته لكنني أوقفتها قائلًا أن اليوم دوري، أستطيع الإستفادة من تمارين الرسغ إن صحّ قولي، ضحكت بنعومة و تركتني أفعل ما أشاء. رفعت المائدة و هممت بالتنظيف و رأسي مشغول بخالد، ف لم أتواصل معه منذ الحادث و هو لم يتواصل معي، هل كنت الوحيد الذي خارج نطاق تغطية خالد! لا! فقد حدثني جاسم عن استقالته و أن الآمر شائك بلا شك! لا أستطيع التحدث لرهف ف لستُ أسلّم ب رد فعلها.. ف هي حينما علمت ببراءته، فقدت رشدها! و قوتي على قدري فقط، متى سيعود كل شيء لمساره!! بالأصح َ.. ما الذي سيحدث ويعيد كل شيء لمساره!! *&*&*&*&*&*&*&*&*&* أغلقت باب غرفتي و ذهني شارد بما حدث قبل دقائق عًدة، أن الشرطي تقدم لخطبتي! ما الذي يحدث! و ما الذي يسعى إليه! كيف أمكنه القدوم على هذه الخطوة المُربكة!! مَنْ يرتبط بفتاة يعلم جيدًا أنها قد عاشت حادثة خطف! أو.. و تقدمت المرآة و وضعت يدي على جروح قد عالجتها و يبدو أنني لم أسعفها أبدًا.. كيف يرتبط بفتاة رآها بأبشع الحالات!! هل هو مختل أم ماذا!!، جلست على سريري و إستلقيت على جنبي و رأسي يشتعل بأنواع الإستفهامات! هل يرى نفسه مسؤولًا عِني و لا يستطيع مساعدة نفسه في تجاهل ذلك!!، إنقلبت على ظهري و نظري موّجه للسقف، أم هنالك ما يتطلب إرتباط ظاهري و من ثم ينتهي كل شيء! ماذا أفعل هَل آقبل عرضه أم أرفضه؟ و كيف أرفض الشخص الذي وجوده طمأنينة في وسط لحظاتي المليئة بالقلق! ماذا أريد أكثر من هذا! ماذا أريد ؟ لِما عليه عرض الزواج مني!! يراني زوجة مناسبة له!! أم أنه يشفق عليّ!! رأسي يكاد ينفجر من التفكير.. كيف أنهى كل هذه الحِيرة بمجرد جلسنا معًا الأسبوع القادم!! إعتقدت أنني أستحق أن أعطي الأمر فرصة.. و لو كنت سأرفض! يجب أن أعرف دوافعه و أتعرف عليه!! ربما ليس من أعتقد و ينتهي كل شي و أكمل حياتي بَعيدًا عن ظِلاله. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&، *&* أنهت أمي المحادثة و قلبي يكاد يخرج من صدري لِروعة اللحظة، فقد قبلت عرضي! لماذا بحق السماء كنت مترددا بشأن ردها على طلب الزواج منها، أصعب خطوة قد مضت.. اتقطع أختي ريم حبل أفكاري بقولها و إن كانت أمنا قد باركت هذه الفتاة ف مباركتها هو أمر لا مفر منه و هذا لن يحدث بسهولة، إستفزني كلامها ثم قلت أن هذا قراري و يجدر بها ألا تكون عائقًا لا طعم له و بعد أن انتهيت وجدتها تطلق الضحكات على وقوعي في فخها و أنها مسرورة لِي و لا بدّ أن يكون اختياري موثوقًا.. أجل هي لا تعلم عن حادثة الخطف و لا أي تفاصيل أخرى.. إبتسمت على مضض و استئذنت للخروج ، و حدثت نفسي اليوم الذي أجلس فيه معها على نفس الطاولة بات قريبًا.. أما أمر كونها ضحية.. لا أستطيع تغييره لكن أستطيع تغيير مسماها إلى كل شيء و ليس مجرد ضحية. الكثير قد يشكك في قراري و يراه غير متزن من منظورهم...لكنني لستُ ممن يتخذ قرار غير مسؤول ف كيف بِ حياتي العاطفية! الأهم أن تستطيع رؤيتي خارج كوني شرطي أدى عمله و لا شيء آخر.. إبتسمت بِلذة ،ف قبولها دلالة على أن فرصتي في رؤيتها لي كزوج عالية جًدا..سأحرص على تمام هذا الأمر و إن عني ذلك إرتباطي المباشر بتلك العصابة اللعينة، إنني خائف من فقدانها و كونها بجانبي.. هو أمرٌ حاسم على جميع الأصعدة. *&**&*&*&*&*&*&*&*&*&*& إستيقظت على رائحة العطر الصباحي الذي أعتقد أنه كل شيء سوى أن يكون مناسبِا للصباح، نهضت و توجهت للحمام.. أخيرًا سأنصف نفسي و ألقنه درسًا في خضم ذلك..ماذا يقول!! أعاقب نفسي! و تركي كـ ضرر جانبي! هل إستحقيت هذا السوء!!! . . فور رؤيتي لها تغلق الباب على نفسها، أسرعت و التقطت جهازها المحمول و فتحته، نقرت على جهة الإتصالات و توجهت لمكالمات ذلك اليوم اللعين.. و حينما وجدته سجلته في هاتفي و قبل أن أغلق هاتفها انتبهت إلى إسمي! قد تغيّر! من كوني الروح والقلب إلى إسم جاف خالي من أي معاني خاصّة! إسمٌ يشبه الغرباء! أغلقت جهازها بضيق.. لا أستطيع لومها ، قد افسدت كل شيء بطريقة حمقاء جدًا.. خرجت من الغرفة إلى طاولة الطعام و صرت أتناول إفطاري بمرارة.. و قطع لحظتي البائسة صوتها المنادي بإسمي... نهضت قائلًا / شفيك ؟ جمانة / شوف الباب عالق معي مو جاي يفتح! أمرتها بالإبتعاد و من أول محاولة فتح بسهولة.. نظرت إليها / كل شيء بخير!؟ جمانة و هي خارجة بحدة / إيش رأيك!! محمد تنهد و عاد ليكمل إفطاره و حينما إنتهى توجه إليها / بالمناسبة اليوم الشغل مو هين ما أوعدك بشيء جمانة بقهر / لا تمزح معي كذا! محمد إتكأ على الباب / أخوك يترك الشغل و أنا أكلها جمانة و خبر ترك عمل أخيها قد فجأها ثم قالت / طيب لا تلغي الموضوع، أعطيني وقت معين محمد / أتمنى أعطيك.. يا جمانة جمانة و ما مرّ عليها ذكره لإسمها و ليس جمان وبعد برهة نهضت و وقفت أمامه / فتشت جهازي!! محمد و تدارك نفسه / إيش قصدك!! و إيش المشكلة في ذكرك بإسمك! و ما علاقة جهازك! جمانة و صدقت تمثيله / خلاص و لا شيء محمد و تنفس الصعداء /لازم أكذّ لا تنتظرين شيء جمانة بهدوء / طيب . . خرجت من الشقة و مصرّ على مشواري الذي من أجله لن أصطحبها اليوم، إنه أمر سيفعل الكثير من أجلي لإصلاح ما فسد في زواجي.. أن أوجّه ما حدث ليس نحوي أو نحوها بِل نحو ذلك الرجل اللعين.. لدّي الكثير لمعالجته و لن يحدث ذلك إلا بِ إوساع اللعين ضربًا.. لم أكن عنيفًا يومًا و لكن ما فعله أخرجني عن كل أعرفه عن نفسي و كوني عنيفًا أحدها، و أعرف الشخص الذي سيساعدني على إصطياده. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& نظرت للخطوط التي أمامي أحاول إستيعاب معناها! لا أصدق! ضحكت بِخفة ثم عدت لرؤيتهما مُجددًا و أفكر أنني كنت أعبث بالإختبار و لَم أتوقع أن يكون إيجابيًا.. شيئًا ف شيئًا أخذت دموعي فِي الإنسياب.. في خضم كل هذه المأساة و المرارة، أخيرًا ضوء الأمل بأن الحياة قابلة للحياة! غسلت وجهي بهدوء ثم خرجت من الحمام ناسية إخفاء الإختبار للوقت المناسب و نزلت للمطبخ لإعداد القهوة و ضحكت بًسرور على فكرة إن كانت آمنة. . . أطفئت المنبه و لم أجد روان في الأرجاء.. رحتُ أتأمل السقف بِأسى بالغ! الكثير جري في عائلتي و لم نعد نعرف طعم السعادة.. ذرفت الدمع حين إدراكي لوفاة أخي الصغير مجددًا.. كيف كان آخر لقائي بِه؟ و سرحتُ في لحظة قبل ليلة سفرنا للبلد، حيث كنت أسهر على عرضنا و في منتصف ذلك راح يشكي لِي أمرًا لا أستطيع تذكره و أنني تذمرت من إزعاحه لِي و عندما رآني كذلك زفر بعدم إعجاب ثم ذهب و عاد بِ كوبين من الشاي و بعد محاولات عديدة نجح في جعلي أخذ إستراحة و أخذنا بالحديث عن المدينة التي نحن بها و أجوائها الساحرة و تسامرنا طويًلا و في المنتصف غلب عليه النوم ف نهضت و جلبت غطاءًا له و حرصت على أن ينام بأريحية أما أنا عدت لإكمال عملي. عدت الحاضر و الغصة في قلبي على فقده، ليتنا حظينا بلحظة لتوديعه، نهضت بطريقة تلقائية و توجهت للحمام بغير نفس، غسلت وجهي و حينما انتهيت لفتني جهاز الإختبار.. منذ متى و روان تقوم بإختبارات حمل! إلتقطت الجهاز و الخطين أصباني بصعقة جرت في جميع أنحاء جسدي.. خرجت من الحمام و جلست على الكرسي ف فقدماني لاَ تحملاني.. رفعت رأسي فور شعوري بقدومها و نهضت كأني مصاب بلسعة ما نحوها قائلًا إن كان هذا حقيقي!! أنها حامل!! و عندما رأيتها تهز رأسها بالإيجاب و دموعها ملئت عينيها القريرة.. عانقتها بشدة دلالة على سُروري و عندما ابتعدت أمسكت كفيها و رحتُ أسرد كم أن معنى حملها أفضل ما يحدث في حياتي.. لكنها راحت تحدثني عن أهمية التأكد من الأمر.. قلت أننا سنتأكد الآن و أنني أنتظرها في السيارة. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* ارتشفت الشاي خلال أحاديث أمي عن أهمية الأخلاق و مقولة أن نعامل الآخرين كما نحب أن يتعاملوا معنا و أن إلحاق الأذى المؤمن هو أمر يجب الإبتعاد عنه و الإسراع في طلب المغفرة في حال ارتكاب هكذا سوء، وضعت الشاي و حدثتها عن مناسبة هذه المواعظ، تجيبني أنها شعرت بحاجتي لذلك مما فهمت من كلامها مع شموخ. إرتفعت حرارة دمى من ذِكر شموخ ف نهضت على عجل و كلمات أمي التي تطالبني بِ عدم التهور! صعدت للأعلى و فتحت الباب بِقوة و لم أجدها، جلستُ بِحنق منتظرًا ظهورها.. ما هذا الصباح السيء!!.. دقائق حتى رأيتها تلج الغرفة بكل أريحية، وقفت بوجهها قائلًا / شموخ ألف مرة حذرتك عن تجاوز حدودك معي و طالبتك بًكل إحترام إن تتوقفين عن التدخل في شأني الخاص قبل زواجي منك، و لكن أجد نفسي في مواضع لطالما نبهتك عن عدم إثارتها.. كيف تقولين لأمي اللي صار!! شموخ أخذت لحظة تستوعب هجومه علبها ثم قالت / ما قلت إنك فرقت بين زوجين على العكس أظهرت لها إنك إنسان أضعت رشدك و لا يبدو أنك سترجع من ضلالك و أنني عجزت عن جذبك للطريق السالك ثامر وضع يده على وسطه و أخرى على وجهه دلالة على إنبهاره بِجرأتها و إصرارها الذي بات يخنقه، مضت شموخ من أمامه لكي تعود للسرير فهي لا تشعر بِحالٍ جيدة و التشاجر معه أرهقها أكثر.. لم تنم قريرة العين و لم تصبح أيضًا، جلست على السرير و عندما أخذت في الإستلقاء أوقفها هو بقوله أنها لا تدخر جهدًا في هدم مكانتها لديه! و عليها تصديقه عندما يقول.. أنها هدمت بالفعل! و خرج للعمل. بينما شموخ إستلقت و كلماته قد أذت قلبها بِشدة.. هي الحمقاء التي لا تدخر جهدًا فِي إصلاح ما فسد َفي قلبه ما دام قابلًا للصلح..أغمضت عينها بشدة حينما داهمتها إنقباضات حادة لا تعلم سببها و إرتأت أن النوم حلٌ لكل شيء و لم تستطع ف الألم لا يهدأ.. إلتقطت هاتفها و إتصلت عليه و هي تشعر أن هنالك ما يجري بين قدميها و بدأ الرعب يدبّ في قلبها من معنى ما يحدث، حاولت مرات عدِة و لكنه يستمر في الرنين فقط، لم تجد بُدًا من الصُراخ حتى تنتبه أمه عليها . . ركبت السيارة و أغلقتها بِقوة.. إنها تقودني للجنون! أخبرها بكل وضوح أن تنسى الأمر و تتوقف عن حشر أنفها أكثر و يبدو أنني أحدث نفسي!! بدأت بالقيادة و أشعر أنني لم أعد أعرف طعم راحة البال بسبب إستماتتها في أحذ ما حدث منحنى آخر كليًا لدرجة أنني أصبحت أعمل لدى محمد و التفكير بما قدّ يفعله لو علم أن ليّ ناقة و جمل ب التعرض لِزوجته و الطعن فِيها.. لقد سئمت العيش بالفعل..لفتني إتصالاتها المُلحة لكنني لم أرغب محادثتها إطلاقاً و بعد مرور بعض الوقت رأيت جهازي ينبأ بإتصال والدتي. | ||||||
10-02-24, 01:53 AM | #29 | ||||||
| أجبت و جائني صوتها القلق بأن هنالك ما يحدث لشموخ و عليّ القدوم حالاً، رددت ببرود أن إستعمال أدويتها هو الحل بالتأكيد يجب أن لا تقلق كثيرًا.. لكن صرخت بِي أن شموخ تنزف و يجب أن أفعل شيئًا و إلا سأخسر طفلي و حتى زوجتي أيضًا و أغلقت الخط. عدت أدراجي بِسرعة، لحسن الحظ لم أبتعد كثيرًا، ماذا يحدث!! لم أجد وقتًا لمعالجة الأمر.. وصلت المنزل و نزلت تاركًا السيارة تعمل ثم انتبهت أن المفاتيح بالسيارة.. عدت لإلتقاطها و فتحت الباب على عجل و تخطيت المسافة للغرفة و اضطربت أكثر لحالتهما ، تقدمت للسرير و وجدتها تأن و عندما شعرت بِي راحت ترمقني بنظرات مستنجدة و متعبة، سقطت عيناي على اللون الأحمر الذي خطّ بياض رجليها، حسمت أمرى و ساعدتني أمي في إلباسها و حملتها من فوري و أنا أردد أن كل شيء سيكون بخير، يجب أن تثق بًيّ، فتحت والدتي لنا الباب و أركبتها على عجل ثم رحت أعبر الطرقات لأقرب مشفى أسعفتني ذاكرتي في التوجه إليه، و بعدما نجحت في الوصول ترجلت لـِ أحضر المسعفين الذين تكفلوا بِها فور تقديم موجز عن مشكلتي.. تركت أمي معها بينما اضطررت لركن السيارة كي لا أجعل هذا اليوم يسوء أكثر من مما هو سوئه.. ركنت سيارتي و رحت أنظر بلا هوادة لما حلّ علينا، وضعت رأسي على المقود و بكيت.. نعم ،خارت قواي بلا مقدمات! و لم أعدّ واثقًا أن كل شيء بخير، ما الخير فِي خسارة طفلي!! دقائق مضت و إستعدت رباطة جأشي و أمسكت جهازي و اتصلت على / مرحبا عمتي... أحتاجك تتواجدين بمستشفى.. فور وصولك أعطيني رنة و أنا ب أفهمك كل شيء وقتها..أرجوك عمتي َإتركي الأمر لحين وصولك، أنتظرك. أغلقت الخط ثم ترجلت للمشفى، دخلت و استفسرت عن المرأة التي أُسعفت منذ بضعة دقائق، وجهتني للغرفة عادية! ما الذي يحدث ألم تُسعف بعد!! دخلت للغرفة و وقفت عندها و يدي أمسكت يديها التي امتدت إليّ فور رؤيتي رحت أستفسر أمي عما جرى و أخبرتني أنهم قاموا بأخذ تاريخها المرضى و عطوها مسكنًا للألم، قاموا بتصويرها و بدى كل شيء جيدًا.. و أشادوا أن مراقبتها و رِعايتها هو الحل الوحيد.. زفرت بإرتياح و نظرت إليها بعطف ثم قلت / أمك في الطريق.. ما خبرتها بشيء شموخ رمشت بعينها دلالة على تفهمها و دقائق حتى رن جهازي منذرًا بوصول أم شموخ، خرجت و اصطحبتها و في الطريق حدثتها أن حالة شموخ ساءت بعض الشيء و طلبت قدومها، دخلنا معًا و بعد أن استقر الوضع بعض الشيء استئذنت الخروج و القدوم بأقرب وقت ممكن. حدثت أمي عما حدث من غير شجارنا بالطبع و أثناء ذلك وجدت نفسي تراجع هول ما عشته منذ لحظة إستيقاظي حيث أنني صحوت إثر نغزات الألم التي أغضت مضجعي و لكي أشتت هذا الألم نهضت من السرير و تجولت بمضض و أثناء ذلك أدركت أنها فكرة سيئة و حين عودتي للغرفة واجهت ثورته على الموضوع ذاته مما أنساني موجة الألم لبعض الوقت و ما إن إستلقيت بعد الجهد النفسي و الجسدي و في لحظة ما فقط ساء كل شيء بل خرج عن السيطرة بشعوري بالبلل أو لأقول الدماء اللتي بدأت بالإنسياب عليّ و لم تكن لي حيلة سوى إلتقاظ هاتفي و مكالمته و عدم قبوله مكالمتي أثار إستيائي بحق لكن لست في حال كي أتخذ منه موقفًا و فقط صرخت ولم أكن على يقين أن والدته إستيقظت أم لا و بعد دقائق مرت و كأنها ساعات جاءت أمه ف قلت بين آلامي أنني بحاجة للمشفى و أنني نزفت بعض الدماء بالفعل !! لحسن الحظ جلبت جهازها معها و إلا لن أحتمل أي تأخير لعين ، مع كل إنقباضة يتضاعف ذعري من فكرة خسارة الطفل و في حين إنتظارنا لقدومه غيرت ملابسي العلوية ف أنا لا أجرؤ على تحريك جزئي السفلي مخافة من أن أزيد الأمر سوءًا و الحقتها بإرتداء حجابي و حالما إنتهيت داهمتني موجة ألم أخرى مما حفزني على الصراخ تزامن مع حضوره ، إضطرابه كان أوضح من الشمس .. لم أره يومًا هكذا حتى حينما توعكت والدته ! بهوت ملامحه حين رؤيته للدماء ..بدى لي أنه ترك نفسه لرثاء أبوته لولا حمله إياي أخيرًا و هروعه للمشفى ، أتذكر شعوري بصدره و كأن قلبه يجري ماراثونًا ما و كلماته المطمئنة التي لا أعلم كيف آمن بها ! غاب إدراكي عن كل شيء حتى لحظة سماعي أن الطفل بخير ، الأمر عرضي و قابل للحدوث بنسب معينة و لسوء حظي أنني كنت واحدة منها لكن لا أجد بُدًا من ألا أكون ممتنة. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& خرجنا من المشفى و نترقب في الساعات القادمة خبر حملي و إلى ذلك الحين توجهنا إلى المطعم للإفطار بعد مدة طويلة ، في الواقع إنها المرة الأولى التي نخرج فيها معًا منذ وفاة سعود ، أبديت إعجابي بالمكان المريح و يبدو مشرقًا مثل عينيه الآن كما أراها لم أستطع كبح نفسي من ذكر غيابه عن العمل و أن الأمر حدث عظيم بالفعل ، ابتسم هو بحرج و أبدى آسفه على إهماله حياتنا الشخصية ، أخبرته أن يهون الأمر و إن أردت التفسح معه لن أدع له مجالا لإفساد ذلك ثم أخذ يسرد آماله بشأن حملي و كل ما يخص ذلك و أنا إكتفيت بتأمله فقد إشتقت إلى حيويته و رؤية السرور على محياه ظننت أن لا مكان لي بين عائلته و عمله لكن اليوم صدقت أنني الضوء في حياته و إستوقفتني فكرة كيف هو في حياتي ؟ متى سمحت له أن يكون كما هو لي و متى توقفت عن الاكتفاء بنفسي ؟ حادثة الطعن .. لم أكن متأكدة من دوافع بطولتي لكن الشيء الوحيد الذي أعلمه هو جاسم لم يكن ليحتمل معاناة أخرى ! حتى عندما كان يعتني بي لم أرحب بذلك و استمريت في لعب دور القوية. لماذا أفكر هكذا فجأة ! لا ليس فجأة ، لطالما أفنيت نفسي للآخرين مقارنة لما أفعله لنفسي و هذا متعب ، متعب جدًا.أحسست بعيناي تمتلئ بالدموع و شعر بي هو و جاء بجانبي و عانقني بلطف و همس أنه موجود لأجلي و أنه لا يتردد أن يكون كذلك العمر كله. *&*&*&*&**&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* خرج آخر مريض للفترة الصباحية الأولى و قررت إمضاء وقت الاستراحة بالمشي و حينما خرجت سقط نظري على ريماس وهي تناقش حالة مريضها مع الأهل و على ما يبدو أن النقاش كان عقيمًا ، كدت أن أتدخل لولا إدراكي أنها تمتص إنفعال الذي أمامها و شيئًا فشيئًا كل شيء يصبح على ما يرام ، أعدت ضبط نفسي و أكملت طريقي و برأسي أن أحسم تقدمي لها أو بالأصح أجرب حظي ، أعتقد أنها ليست أفضل كلمة لوصف الأمر لكن وجدت نفسي أتصل برند ، قد تكرهني لإيقاظها هذا الوقت ولكن لطالما كان أمر تزويجي هو محط إهتمامها و جائني ردها ، قلت من فوري إن كانت لا تزال تريد رؤيتي عريسًا و كما توقعت أشادت بالفكرة ف طلبت منها القدوم على نهاية العمل لأن العروس زميلة مهنة. ضحكت هي بشدة على كوني أعددت كل شيء و وعدتني بالحضور كما أردت. أغلقت الخط و عدت أدراجي و خلال ذلك تأكدت من جدول العمل لحاجة في نفسي و حينما دخلت العيادة فوجئت بريماس و هي متأهبة على ما يبدو للعمل معي / كيف أقدر أخدمك د.ريماس ؟ ريماس بمهنية / أنا راح أكمل معك عيادة اليوم بدلت مع د.فيّ لظرف خاص بها فواز / خير إن شاء الله ، ما عليك أمر بس دخلي لي مريض القلب لو حضر ريماس / هذا المريض حول لطبيب آخر " و انتبهت لنفسها " أعني أصبح يراجع بمستشفى أقرب فواز بحرج / خير إن شاء الله ، إذا راح نكمل مع مريض الربو المزمن لو حضر *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&* أنظر للحاسوب أمامي و في الواقع ذهني مشغول بالوقت العصيب الذي عشته في وقت ما من صباح اليوم ، نهضت من مكاني لشرب بعض القهوة كمحاولة لجعل الوقت أخف ثقلًا من اليوم ، لحسن الحظ أن زملائي تفهموا الأمر بقولي أن ظرف أسري منعني من الوصول في الوقت و انتهى الأمر. أعددت الكوب و فوجئت بمحمد متجه نحوي و ملامحه جادة مما أثار قلقي و حينما وصل لي راح يحدثني عن سماعه بظرفي الطارئ و إستفسر عن حالي و أخبرته أن الأمر مضى على خير ، وضع كفه على كتفي معبرًا عن سروره و قوله لا بد أنني ألاحظ معاملته الخاصة و أرجى ذلك بتوصية والده علي و أنه يتصرف بناء على هذا و حرص على عدم إظهار ذلك للآخرين و ختم أنني معذور للخروج مبكرًا ..صمت لوهلة ثم شكرته و وعدته أنني لن أنسى معروفه هذا و ليسلم لي على والده و غادرت من أمامه و أنا أشفق على نفسي مما إقترفته بحقه و توقفت للحظة و دارت في رأسي فكرة جنونية ، اليوم باكمله كان جنونيًا و لمع في رأسي كلام والدتي الذي بدى صحيحًا جدًا . شعرت بمحمد قادم من خلفي و حينما مر من جانبي قلت / أنا غلطت في حقك | ||||||
10-02-24, 02:12 AM | #30 | ||||||
| مقتطفات.. لربما يتجدد الشغف! ثامر يمسح الدماء التي سالت من أنفه / أنا مسؤول عن تحريضي لا عن ردة فعلك البائسة . . في الواقع أنا أخت د.فواز" و نبهت على عدم النظر إليه" هل تعرفيه ؟ . . خالد /دعوت من قلبي ألا يتعرف عليّ . . جاسم /لا أريد التفكير بأنه قد يعمل بنا سوءًا كهذا . . جمانة بعدم إكتراث / لا تكن واثقًا . . شموخ صدت بوجهها عنه / تستطيع الذهاب لا أحتاجك . . روان / لا أطلب منك البقاء . . غلا بنصف عين / بدوت ضد أن تكون أبًا! . . | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|