آخر 10 مشاركات
ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          لُقياك ليّ المأوى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          قمر واخواتها * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          249 - أعطني قيدي - سارة كريفن (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          وغنى الهوى .. ليلى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          قَلْبٌ مُسْتَعَار *مميزه و مكتملة* (الكاتـب : فُتُوْن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree407Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-23, 04:56 PM   #31

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 954
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي


خيرا ما اقترحتي????????
تثريب likes this.

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-23, 07:54 PM   #32

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 738
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الخامس عشرة



أخرج خنجره المسنون بخفة وعيناه لم تفارق العيون الشرسة.. كان الوحش يترقب شما.. وحرب أيضًا من المترقبين
ما أن غفل الوحش لوهلة حتى انقض عليه وقتله بضربة واحدة

شما صرخت من الرعب

أما هو فقال بابتسامة جانبية: لكنتِ وليمة للضباع

فتحت البجلي "الاضاءة اليدوية" في ويهه بطريقة مزعجة: حررب!!!

حرب غمض عيونه من قوة الليت: ابعدي الكهرباء عن وجهي ايتها الساحرة

شما كشرت: بطاريات هذه المرة

ما اهتم هذي المرة وهو شال الضبع اللي كان بيفترسها على كتفه: وهذا ضبع يحوم في الصحراء ليلًا للبحث عن عشائه.. ومن حسن حظك أن ابن المجهجه كان بالقرب وقضى عليه

شما سلطت عليه اضاءتها اليدوية وانصدمت من شناعة المنظر
حيوان ضخم ومبينة عليه الشراسة.. حرب يحمله بكل خفة كأنه حامل طفل!

شما: كيف ذبحته وبشو.. كيف حسيت به اصلا!!!

حرب: شعرت ب6 خطوات بدل اثنتان.. وبعد تركيز بسيط علمت بأنك ستموتين لو لا تدخلي

شما بقشعريرة: بسم الله.. انا مادري كيف طعتك وطلعت في هالوقت المظلم

حرب يمد ايده: لأجل الامانة فقط

شما: لاجل الامانة.. بما أنك هنا يعني ما له داعي ادخل القرية.. بعطيك المصحف هنا

حرب: اعطني اياه

شما: بس ايدك كلها دم امسحها على الاقل

حرب باستغراب نظر اليها.. ثم نزل على ركبته ومسح يده بالرمل: أنظيفة الآن؟

شما: لا بأس بها

طلعت المصحف ومدته له وجبدها لايعة جبدها من ريحة الضبع

شما: ممكن تبعده.. رائحته مزعجة

حرب بتفكير: أخشى أن تجتمع عليه الحشرات والزواحف.. سأوزعه على أهل القرية ليتعشوا منه

شما بصدمة: تاكلون ضباع

حرب: نأكل كل شيء.. حتى البشر بعض الأحيان

شما كشرت: أعوذ بالله!

حرب: كانت دعابة

بعده عنها شوي وجلس على مقربة منها

قال بغموض: ما هو أغلى شيء تمتلكينه؟

شما بلا تفكير: العائلة

حرب حرك راسه بإعجاب بردها

قال بتوضيح: اقصد شيئًا ملموسًا

شما تفكر: امممم ماعندي الكثير من الاشياء الغالية "رفعت ايدها" ولكن اعتقد بأنها هذه الإسوارة

حرب شافها بتفحص: مدي يدك قليلًا

شما سوت مثل ما قال

حرب بأطراف أصابعه مسك طرف الاسوارة وقطعها بخفة وسرعة

شما شهقت وصرخت بألم: آآآآآي!!!!

حرب بابتسامة: قلتِ لي بأن اللمس لا يجوز.. ولكنني لم ألمسك.. لمست الاسوارة

شما بعصبية: حتى ولو!!! هالسويرة من ابوي ليش تقطعها

حرب ببرود: لكيلا ألمسك!

شما تنرفزت منه: تستهبل؟؟؟

طلع خنجر صغير بحجم الكف مربوط على خصره بحبل

شما شافت الخنجر وتذكرت حركاته المعتادة: تراك ماتخوفني كل ما شفتني اتكلم طلعته

حرب تجاهل كلامها ومده لها: هذا أغلى شيء امتلكه

شما بعدم فهم شافته

حرب يكمل: أجدادي.. بنو المجهجه.. صنعوا عددًا محدودًا من هذه الخناجر عندما هاجروا إلى القرية.. صنعوها من أثمن المعادن التي قد جلبوها معهم.. وقد ورثونا إياها.. وكل رجلٍ بيننا ملزوم بحفظ الخنجر وتسليمه للجيل الجديد

شما باستغراب: اذا كان غالي لهالدرجة ليش تعطيني اياه

حرب: لسبب في نفسي "رفع عينه لها" سأسترده منكِ يومًا

شما بعبوس: بتسير بدونه يعني؟

حرب بتأكيد: سيكون معك

شما: واذا قفز عليك ضبع مثل مساعة؟

حرب ابتسم بطريقة بينت صف اسنانه: سأقتله بأسناني

شما كشرت مرة ثانية: أعوذ بالله

بعد صمت

شما: سترحلون اذاً؟

حرب: مع بزوغ الفجر

شما: نحن أيضًا سنرحل قريبًا

حرب بحدة رفع راسه: متى؟

شما: بعد اسبوعين

***

محمد عند باب البيت: الو اقولك تعال افتح لي الباب ايديّه انكسرت ولا سمعني هالدريول

حميد اللي كان راقد: ياي

سكر عنه محمد وهو يرد للخط الأساسي: الو

فطامي: هلا حبيبي.. ها فتحولك الباب؟

محمد: رمست حميد بييني يفتحه الحين.. حليله شكله كان راقد.. الله يرحم ايامج يا شما اتصلبها اي وقت على طول تفز تفتح لي اياه

فطامي: حليلها شما خاطري اتعرف عليها من كثر ما تسولف عنها

محمد: شما هاي الحب.. اسميها كانت مدلعتنا دلع انا وحميد تسهر ويانا وتطبخلنا

فطامي بغيرة: لا والله الحين شما هي الحب؟

محمد بغياظ: هي شما الحب الأول

فطامي: عيل خلها ترقدك.. يلا باي

محمد يضحك: ههههههه تعالي يالخبلة.. من صدقج تغارين من اختي الياهل

فطامي: مايخصني ياهل والا مب ياهل.. انا بس حبيبتك

محمد: انتي الحب والعمر والقلب وكل شي

فطامي: هي قص علي.. الا شما كم عمرها؟

محمد: مادريبها 17 او 18 اتوقع

فطامي: ايوا.. اصغر عني يعني

محمد: هيه صغيرونة بنتنا

فطامي: وانا عيوز؟

محمد: انتي عيوزي الحلوة

فطامي: اسكت عني من الصبح تتمصخر علي تراك

محمد سمع صوت الباب

حميد يتحرطم بكسل: بسك هوامة لين اخر الليل وتخرب علينا رقادنا ترا ورانا دراسة مب فاضيين شراتك

محمد: قم قم بس عن دربي بسير ارقد

حميد دزه: اقص ايدي.. بعدها سهرتك صباحي

محمد يبتسم: موت بغيظك يالعزابي

حميد روح وهو يتثاوب: عزابي مرتااح

محمد كان يمشي ساكت وهي ساكتة تتريا رده على زعلها.. ما يحب يرمس في الصالة مع انها حرمته بس يتلوم جدام أهله

محمد أول ما سكر باب الحجرة: انزين يا حلوتي.. تقولين اتمصخر عليج؟

فطامي بزعل: هي

محمد: والله تبين الصدق؟ ما اتمصخر عليج الا لاني اموت على زعلج وتغليج

فطامي: هي قص علي

محمد: والله احبج فطامي.. تعرفين.. طول اليوم أكون مستانس لانج وياي بس أخس لحظة عندي يوم ارد الحجرة وما احصلج

فطامي بوزت: لا تزعلني عاد

محمد: شسوي والله مافيني صبر.. عنبوه ملجة هالطول

فطامي: خل عنك عاد الا هي اربع شهور

محمد: جنها اربع سنين وانتي بعيد

فطامي بتغلي: هالكثر تبا قربي؟

محمد: ما تتخيلين شكثر

فطامي: فديت عمرك.. اصبر مب باقي الا شوي

محمد: كل ما تجدم الوقت استوا الموضوع أصعب

فطامي: يا عمري حمودي.. ماعليه بتهون ان شاءالله.. وأنا وياك بخفف عنك وبكون لك كل شي

محمد: انتي العمر والقلب.. يا ويلج ان خليتيني في يوم والله أموت بدونج

فطامي: يعلني الموت ان فكرت اهدك يا قلب فطامي

***

هبطت أكثر من مروحية على مسافةٍ قريبةٍ من المخيم.. وكان بمقدمة الاستقبال "الدكتور خالد" وفريقه.. نزل 4 رجالٍ بثياب بيضاء تقليدية، وغترٍ موضوعة على الرأس ومتوَّجة بالعقال الأسود الرجالي

كانت الرمال مفروشة بسجادة حمراء طولية.. ممتدة إلى بوابة المخيم
كان الاستقبال الرئيسي في مجلس المخيم، وهو عبارة عن قاعة واسعة لا تخلو من الوجبات الخفيفة والمشروبات الباردة والساخنة مقدمة للفريق على مدار اليوم

ابتسم خالد مع اقترابه من أول الرجال النازلين من المروحية

خالد بابتسامة واسعة: حيّ الله سيف بن حمدان

سيف: الله يحييك بو راشد جيف حالك

خالد: يسرك الحال.. انتوا شحالكم وشحال الاهل والربع

سيف: يسرك حالهم.. طمنني عنكم تعودتوا على عيشة البر والا بعدكم متشفقين على البلاد؟

خالد: والله عيشة البر صعبة بس تعودنا عليها.. أما البلاد فما نصبر عنها

وكمل يسلّم على الباقي وبين السلام والكلام وصلوا المكان المخصص لاستقبالهم

أما خالد بنفسه شل دلة القهوة وضيّفهم رغم تواجد عمال الضيافة.. احترامًا لهم وتبيانًا لكرامة الضيف

خالد: ماشاءالله أخوك خويك وين ماتسير

سيف قهقه بصوت خفيف: بو عبيد أخوي مدير كبير ولزقة مانروم نمشي بدونه ولا نروم نروغه "نطرده"

خليفة (أخو سيف): ماشاءالله بسمتك وين واصلة ياخوي كل هذي فرحة بشوفة بو راشد (يقصد خالد)

سيف: ونعم الريال خالد بن راشد.. شوفته مكسب ومعرفته ذهب

بو عبيد: يقولك مدح الريال في ويهه مذمة

خالد بنقمة: تنقال للغريب يا بوعبيد.. مب للأخو

***

عادت بمشاعر هادئة
حزينة، ولكن حزنها كان هادئًا.. مستريحًا على صدرها
كانت تحاول رفض ذهنها الذي يحاول تفسير حزنها بسبب واحد.. لا زالت ترفضه

بالرغم من وروده على ذهنها بشكلٍ مستمر.. وتذكير علياء الشبه يومي به.. ومشاعر اللهفة التي تشعر بها كلما واجهته.. إلا أنها مصرّة بأنها لا تحبه

ما أن وطت أقدامها أرض المخيم حتى رأت وجهًا ورديًا لطيفًا، وتحبه

تقربت منها بابتسامة: هلا والله بالهايتة

شما: اهلين.. ماطولت توني طالعة عقب الصلاة على طول

عليا: هي شفتج تتسحبين.. بس من حسن حظج إني مشغولة بالوفد
عنبوه مافيج ذرة خوف تطلعين في الظلام ماتخافين يطلعلج شي جني والا حيوان متوحش

شما: منو قالج انه ما طلعلي؟

عليا: نعم؟؟؟

شما تضحك: ههههههه والله.. كان بيفترسني بس انقذوني الحمدلله

عليا: لا تقولين الفارس المغوار

شما: ههههههه منو غيره.. الا صدق شو سالفة الوفد هذا من يومين اسمعكم ترمسون عنه؟

عليا: ماشي سالفة.. وفد من البلاد يايين يتطمنون على المشروع والفنشنق

شما: تو الناس توهم يايين يتطمنون؟ اتخيلي لو شغلكم كله غلط

عليا بغضب: تشوفينا يهال والا مبتدئين

شما بضحك: ههههههههه شو ياج عصبتي اسولف وياج

عليا: سوالفج نفس ويهج.. بس صدقج كان المفروض ايون قبل.. يمكن تعرقلت عندهم الامور

شما: عيل ليش واقفة برع؟ أكيد كلهم في الميلس "قاعة واسعة فيها ضيافة وخفايف بشكل يومي"

عليا: مافيني على اللزقة

شما: اللزقة؟

عليا تمشي وياها للكرفانة: شي واحد لزززززقة يسمونه بو عبيد.. هذا ان شفتيه اشردي.. ولا تخلين بينكم مسافة اقل عن 10 كيلو

شما تضحك: ههههههه خيبة خيبة ليش كل هذا

عليا: لانه كرييييه وغلس وعينه زايغة.. ويموت على البنات.. أول ما يشوفني يلصق ويفتح سوالف نفس ويهه

شما بمزح: يمكن يحبج ياخي

عليا: حبج برص انتي وياه

شما: ههههههه عشان تحسين فيني يوم تسوين عني قصص

عليا رفعت حاجب: لااا هذي سالفة ثانية.. انا بو عبيد هذا ماداني شيفته وهو لصقة فيني وفي غيري.. أما انتي غير.. طول الوقت مجابلتنه وحركات رومانسية

شما: انتي لو تدرين شو عطاني!

عليا: شو؟

شما طلعت الخنجر: شوفي

عليا تتطالعه: ياخوفي تهيئة وبيذبحج

شما: لا يقوللي انه اغلى شي عنده.. اونه يتوارثونه الاجيال

عليا تتفحصه: والله شكله مميز.. لو تبيعينه في المزاد مابتطلعين بمبلغ هين

شما بصدمة: احلفي

عليا: والله يبين من المنتجات الاثرية.. بييبلج ثروة

شما تحضن الخنير: عيل لازم اخشه عن عيون اللصوص.. أولهم انتي

عليا: فكري بعقلية البزنس مابينفعج الغجري

شما: خليت البزنس حقج

***

بعد عدة أيام

رآها تحضر حصصها الدراسية بشكل يبدو طبيعيًا.. باستثناء تحاشيها الواضح له

بكل أمانةٍ هو يعذرها، فبالطبع هي محرجةٌ، من الشجار الذي دار على مسامعه.. ولهذا السبب لم يحاول الحديث إليها

كان يدرس للامتحان ويشعر بأنه تائه.. لا يعلم يقينًا إن كان توهانه بسبب انشغال ذهنه بها؟ أم المادة صعبة بالفعل!

علقت بعقله منذ أن لحق بها إلى مركز الشرطة.. لا تفارق لا خياله ولا أحلامه.. يشعر بنفسه كالمهووس بها.. يتذكرها ويفكر بها طوال الليل والنهار.. ولم يحاول مقاومة أفكاره وتخيلاته المتعلقة بها.. لأنه وبكل بساطة.. متستمع بها!

قرر بأن يحادثها على التطبيق الالكتروني.. لتشرح له الدرس.. وقد رفضت رفضًا قاطعًا وطلبت منه الاتجاه إلى مدرس المادة

حميد: أي دكتور في هالوقت؟ لو اكلمه بيعطيني صفر على طول على هالازعاج

خولة: اسمحلي حميد بس صدق ماقدر انا مشغولة وبروحي يالله الم المنهج

حميد: مب مشكلة لو درستيني بتراجعين انتي بعد وبتثبت المعلومات اكثر

خولة: لا انا طفت الدرس

حميد: عادي تقدرين تردين بالعكس بتثبت المعلومة اسرع

كتب عقب ثواني بتردد: يوم كنتي محتاية ما رديتج

خولة: اوكي.. ثواني بس براجع الدرس وبفتح البرنامج اشرح لك

***

كتبت له هذه الكلام ورمت بجهازها وهي تتأفف

قالت في سرها: فضيع حميد شو ياه جي استوا لزقة؟

كانت متأكدة بأنه لن يتركها بدون أن تشرح لها.. كان مصرًا وكأن مستقبله يعتمد عليها.. كانت مرهقة بفعل الدراسة والمشاكل.. يكفي عليها ما حدث منذ يومين مع أخيها.. تشعر بأنها مثقلة بالهم.. ولكنها وافقت على مضض

فتحت البرنامج وشافته موجود يترياها.. يلست تشرح له وهو كان منتبه ويسألها بعض الاسئلة.. لين خلصوا وبندت البرنامج

كتب لها بعد فترة على الواتساب: سامحيني خولة.. خذت من وقتج وانا ادريبج تدرسين بس صدق كنت محتاي ححد يشرحلي

كتبت: ولا يهمك

حميد: أعتذر على اللي بقوله.. بس انت تعرفين اني سمعت اللي استوا أمس

الدم تجمد في مخها.. ما توقعت إنه بيتجرأ يفتح الموضوع

كتبت: ؟؟؟

حميد: أنا آسف.. ما كنت ابغي اتطفل عليج بس الصراحة خفت يستوي شي وتحتاجون اتصل بالشرطة فقلت بتريا لين تهدا الاوضاع

خولة بتنفجر من العصبية: ما يحق لك تتدخل في خصوصياتي بهالطريقة تفهم؟؟ ما يخصك ولا يحقك لك.. مسوي عمرك الشهم اللي بتنقذني؟؟؟
ابتعد عني وخلاااص فكني ياخي منك شو هالحركات البايخة.. مب فاهم واشرحيلي تتحراني مافهم هالسوالف؟؟؟؟
تتحرا لاني بدون ظهر بكون لقمة سهلة حقك.. تراني عن عشرين ريال وصدقني محد يقدر يقص علي
رجاء خلني فحالي.. فج عني ياخي.. مابغي اي تواصل معاك من اليوم ليوم الدين.. ممكن؟

وسوت له بلوك بدون لا تتريا الرد

كانت تكتب بيدين مرتجفة، وعيون اغرورقت بالدموع
لكم حاولت أن تخفي مشاكلها وفضائحها العائلية؟
وكل محاولاتها باءت بالفشل.
ها قد كشفها حميد وبدأ بمناقشتها وكأنه يناقش حلقة من مسلسل.. وسينتشر كل هذا على الملأ

في وسط دموعها وضجة أفكارها وكوابيسها عن المستقبل

تذكرته.. ذلك الشاب المتخبط.. أخيها الصغير ومعشوقها الوحيد
فهي لم تحضر له العشاء.. وكعادته التي تكرهها.. يحال أن يذكرها به خشية أن يزعجها وهي نائمة أو مشغولة

حساس ومحب هو.. بالرغم من البلادة التي يتلبسها

مسحت دموعها بكفوفها.. وقررت تأجيل حفلة البكاء إلى ما بعد العشاء

ألقت نظرة سريعة على وجهها في المرآة.. غسلت وجهها بالماء البارد مرات عديدة لتبدو طبيعية
ليس لها سوى أخيها.. وليس له سواها.. يحزن من حزنها وتحزن من حزنه.. وهي ترفض مشاركته حزنها مهما حدث.. فهي سنده ولن تثقل كاهله بهمومها

اتجهت إلى المطبخ البسيط.. أخرجت علبة فاصولياء حمراء من أحد الدروج البنية المتهالكة.. فالمعلبات تعتبر أفضل اختيار لمن هم بحالتهم المادية.. طبختها بشكل سريع على النار وجهزت صينية العشاء لتأخذها إلى الصالة

***

كان يتمشى حول المخيم وهو يدخن سيجارته التي لا تفارق يده.. وبيده الأخرى إنارة يدوية

عمله الأساسي كان في الدفاع المدني.. ولكنه ترقى بالسلم الوظيفي إلى أن شغل منصبًا إداريًا في السلامة والتدقيق

بالرغم من استهتاره وحقارته وكره أغلب الناس له.. الا أنه بارع في عمله، ولا أحد يجرؤ على إنكار هذه الحقيقة

كان النسخة المعاكسة تمامًا لأخيه سيف.. باستثناء اجتهاد الاثنين في العمل
سيف هو الرجل الشهم ذو الأخلاق الحميدة والذي يتسابق الجميع للسلام عليه وإرضائه.. والذي لا يتردد عن مساعدة أحدٍ، كان قريبًا أو غريب.. والذي يتغاضى عن الزلات قدر الاستطاعة

أما هو، المراوغ المكار.. الذي يتلذذ باصطياد اخطاء الآخرين.. كما يفعل الآن.. ظاهريًّا هو يدخّن.. لكن الواقع بأنه يدقق بإجراءات السلامة في المخيم.. وكأن بعقله دفتر وقلم يسجّل أصغر الاخطاء وأبسطها

لفتت نظره حركة قريبة من المخيم، جعلته يترك ما بيده ويركز عليها.. كانت الهيئة هيئة رجل.. ضخامته تفوق التوقع والتصور.. منظره مبتذل وغير مرتب.. المنظر الذي يمقته سواء على النساء والرجال

كان الغريب يقترب من المخيم ويحوم حوله

اختبأ هو ليراقبه بدون أن يُكشف أمره.. بتصرف يعاكس الأوامر والقوانين
فأي أحد سواه سيبلغ عن هذا المخلوق الغريب تلقائيًا.. أما هو فيهوى الإثارة وقرر بأن تكون تسليته برعاية هذا المشهد

رأى فتاة محجبة تخرج مع أخرى غير محجبة.. وكأنها التقت الغريب صدفةً.. تحدثا قليلًا ثم رحل الرجل

عقد حواجبه باستغراب.. أتراها شقيقة خالد؟
ليس هنالك محجبة سواها
"ابتسم ابتسامة جانبية" فتلك.. التي بجانبها.. يعرفها جيدًا.. مهرة لم تروَّض بعد

***

مستمرة بالبكاء.. وكأنها حنفية، وقد كسرت
وكأنها كانت تنتظر حدثًا يهيج دموعها لتنزل منها بلا توقف
كانت تبكي كل شيء.. آخره موقفها مع حميد
على الرغم من تعدّيه على خصوصياتها بالفعل.. إلا أنها لا تعلم نواياه، وقد يكون صادقًا كما ادّعى.. فهي لم ترى منه أي تصرف غير محترم

وبالرغم من تقوقعها على نفسها طوال حياتها، إلا أنها دائمًا ما كانت إنسانة لطيفة مع الكل.. ولا تجرؤ على جرح شخص أو أذيته.. فما بالكم بشخص قد بادرها باللطف؟

شلت تلفونها وفتحت الواتساب، خوزت البلوك وكتبت بدون تفكير: حميد.. أعتذر عن اللي قلته.. كنت معصبة ومتضايجة ومافكرت باللي قلته.. انا اسفة مرة ثانية ما يحق لي اغلط عليك.. سامحني

سكرت التلفون وانسدحت في الظلام.. ما كانت تتريا منه رد.. والوقت متأخر أساسًا

فاجأتها رنات متعددة من الواتساب بعد فترة بسيطة

فتحت وقرت بعيون ساخنة ومليئة بالدموع

حميد: ولا يهمج يا خولة.. ومب لازم تعتذرين.. أنا اللي غلطت عليج مب انتي.. والله يشهد إني مب قادر أغمض من تأنيب الضمير.. مثل ما قلتي هالشي ما يحق لي وأنا آسف مرة ثانية.. ولا تحاتين ما بتواصل وياج مرة ثانية بدور لي حد ثاني يشرحلي "حط لها فيس يغمز"

ابتسمت وسط دموعها وكتبت مجاملة: اذا بيكون سؤالك رسمي وبحدوده أكيد بساعدك ومابتردد بهالشي

حميد: ليش تتحرين إن عندي نوايا خبيثة؟

خولة: كل الرياييل عندهم نوايا خبيثة

حميد: التعميم لغة ال…..

خولة ضحكت وكتبت: الجهلاء.. اكتبها عادي ما بزعل!

حميد بصدق: لا والله إن ما عندي نوايا خبيثة.. والحين نحن في الثلث الأخير ورب العالمين يشهد علي.. إني يوم لحقتج للمركز صح كان فيني مجرد فضول.. وأنا وايد منحرج لأني عرفت عن اشياء ما يحق لأي مخلوق يعرف عنها.. بس هذا اللي صار.. بس والله يا خولة اني هاك اليوم صدق كنت احاتيج وكنت ابغي اساعدج بس مب عارف كيف

خولة تبتسم بألم: تساعدني بشو؟ دخيلك.. أنا إنسانة حياتها منتهية.. مهما حاولت ارقع واعدل مافي شي يتعدل.. على قولتهم الثوب اللي تكثر رقعاته يشين شكله

حميد ماحب انها تتكلم عن نفسها بهالطريقة: ليش تقولين عن عمرج جي؟ صح إني أعرفج معرفة سطحية لكن شفت احترامج وتعاملج مع الغرب.. الله حق محد شاف منج العيب.. والله إنج من خيرة البنات لا تظلمين عمرج.. غيرج ضيعوا عمارهم وهم في أوضاع أحسن عنج بوايد

خولة: الحمدلله رب العالمين.. هذا من حفظ الله

حميد: الحمدلله.. لا تقولين هالكلام عن عمرج.. ولا تاخذين نفسج باخطاء غيرج

خولة: باذن الله سبحانه.. والله اني ادعي بالفرج من سنيين.. واترياه.. ولا كفرت بنعم ربي ولا قنطت من رحمته.. بس اللي يستويلي فوق طاقتي

حميد: لا يكلف الله نفسًا الا وسعها.. صدقيني ربي ما اختارج انتي بهالابتلاء الا لأنه يعرف انج تقدرين عليه

خولة: ونعم بالله

حميد بتردد: بسألج بس تقدرين انج ماتجاوبين

خولة: اسأل.. وهو بقى شي!

حميد: أخوج شو بغى هاك اليوم؟ مب على أساس انج سجنتيه؟

خولة: سجنته وكنت مقررة اني اتنازل عنه بعد أسبوع واخليه يوقع تعهد ما يتقرب لا مني ولا من أخوي.. وعقب ما وقعت التنازل بكم يوم ياني يضارب وشكله مب في وعيه عافانا الله مما ابتلاهم

حميد بتردد أكبر: ما في حد يقدر يوقف بويهه؟

خولة: أبوي وحيد أمه وأبوه.. وأهلنا اللي من بعيد متبرين منا.. وما ينلامون منو يتحمل ناس بهالسمعة

حميد: والوالد؟

خولة: بين الحياة والموت.. من زمان

حميد: الله يقومه بالسلامة

خولة: آمين.. شفت كيف؟ حياتي فلم مأساوي

حميد: هذا ابتلاء من الله.. وصدقيني بييج الفرج باذن الله لا تيئسين

خولة: منو صبرني على هالحياة غير الله؟
واخوي الصغير حبيبي وخوفي عليه من هالدنيا.. والله يا حميد ما تتخيل كيف اني احاول احافظ عليه من كل شي.. وفوق هذا هالاخو العدو يايبله خمر يبا يشربه اونه كمل 18

حميد مصدوم: معقولة!!! حسبي الله ونعم الوكيل شو هالانسان

خولة: هذا وحش مب انسان

حميد: وحش على غيره كيف يفكر يسوي جي بأخوه!

خولة: تسألني أنا؟

حميد: لا تفهميني غلط بس أنا مستغرب كيف جي استوا وانتوا متربين في نفس البيت؟

خولة: من خواله.. يده كان متسلف من ابوي من سنيين ويوم ابوي طالبه بالفلوس قاله تزوج بنتي.. وابوي من عرف معدنهم طلق أمه وشل عنها الحضانة.. بس عاد نحن اللي ابتلينا.. كان يتواصل وياهم وتعلم منهم كل شي بالحرف.. ومثل ما تشوف.. يطبق علينا

حميد سكت منصت

خولة: وياي انا اخو حنون.. يحترمني ويقدرني.. بس وصخه هو اللي مأذني.. في البيت وبرع البيت.. حميد والله ما تتخيل هالانسان شو سوا بشو بلاننا

حميد: الله يعينكم يارب.. ان شاءالله ما تلحقكم سمعته

خولة حطت فيس يضحك: أي سمعة؟ أنا محد يرابعني لاني اخته واطلع من بيته.. تقوللي سمعة!

حميد: والله ماعرف شو اقولج.. الله المستعان

خولة: ماعليه.. سامحني ثقلت عليك بهمومي

حميد: ولا يهمج خولة.. متى ما بغيتي اي شي انا موجود.. واقولها بنية صافية لا تشككين.. واذا ماعندج اخو يسندج تراني موجود اعتبريني اخوج والله اني مابقصر

خولة ابتسمت: مشكور.. اسمحلي الحين برقد

حميد: ربي يحفظج وتصبحين على خير

..

لم تنَم مثلما قالت، ولم ينم هو.. بل لجآ للوحيد الذي يستطيع التخفيف عنها.. الله سبحانه.. جددّا وضوءهما وفرشا السجادة بنفس الاتجاه

كبر حميد، وكبرت خولة ومع أول تكبيرةٍ قد خرجت من قلبها قبل شفتيها، بدأت دموعها بالهطول

الله أكبر من كل شيء.. من كل أحد.. من هذا الهم الذي تحمله لما يفوق العشرين سنة
الله القادر على نصرها وانتشالها من الألم، كما ينتشل الجنين من رحم أمه
هذا ظنّها بالله وهذا يقينها

***

عليا منسدحة وهي تشوف السقف: من صدقج بتسيرين له؟

شما: أكيد! الشخص لجأ لي لأن ما عنده حد غيري.. يبغي حد يدله درب ربي تبيني أرده؟؟؟ والله ألحقه لو في هالدرب هلاكي.. منو يفوّت هالأجر؟

عليا: يختي يخوف

شما: مثل حرب ومثل قبيصة ومثلهم كلهم.. كلهم يخوفون بس مساكين هذي عيشتهم وهذا الجهل اللي شافوه في حياتهم

عليا بسخرية: يا حلييلك يا حرب ما مداك تركب على ناقتك وتتحرك خطوتين الا وحبت ربيعك.. صدق إن الحريم ما منهم أمان

شما شهقت: يالخاااااااايسة شو قصدج؟؟؟؟؟ صدق انج خايسة وتفكيرج معفن

عليا بضحكة: هههههههه أسولف وياج عن تموتين

شما بنرفزة: سوالفج الخايسة هذي خليها ويا حد غيري.. ماداني هالنوع من المزح

عليا: حركاااات من متى؟؟؟ يوم اسولف عن حويرب تستحين

شما ابتسمت: حويرب اونه؟ ما يناسبه الاسم

عليا: صدقج.. لو يسمونه عفريت أحسن

شما: ههههههههههه حقودة.. بس تعرفين يبالي أيلس ويا خالد اخوي اخذ من خبرته يمكن صادفه موقف مثل هذا.. بس المشكلة هذا اللي ياي من الوفد ما يفج عنه مول ما احصل فرصة اكلمه

عليا: منو تطرين؟ سيف ال****

شما: مادري يمكن جي اسمه

عليا: هيه.. تصدقين انه اخو اللزقة

شما بصدمة: صدق؟ بس هذا مبين محترم عكس اللي وصفتيه

عليا: هيه هذا مخلص الاحترام كله عن اخوه

شما بضحكة: هههههههههه انتي كل حسناتج تخلص على الرياييل

عليا: عشان تصدقيني يوم اقول انهم سبب المشاكل في كل مكان

شما: ماعلينا منهم.. شاغل بالي عفريس.. أحس إني بتوهق ويا الريال شو أقوله؟

عليا: تسأليني أنا؟؟

شما: هيه اتسائل بشكل عام

عليا: تسألين وتتسائلين.. من متى هالفصاحة

شما: من عرفتهم

عليا: يالله زين على الاقل تطلعين منهم بفايدة

شما بدفاع: لو اعدد لج الفوايد اللي خذتها منهم ما بتصدقين

عليا بطنازة: بالله؟؟ عددي لي الله يخليج وييبي ورقة وقلم عن تنسين

شما تحسب بايدها: أولًا لوحاتي كلها تعبّت أفكار يعني ان شاءالله بتكسر الدنيا
ثانيًا تطورت لغتي العربية
ثالث شي تعلمت عن التاريخ
رابعًا بإذن الله الواحد الأحد يمكن يسلم شخص على ايدي يالله يا كريم
"فجأة يلست" اقولج عليا اليوم صلاة القيام بتكون برعاية هالدعاء بس

عليا بتعجب: شو برعاية تسوين دعاية انتي!

شما: ههههههههههه استغفر الله

عليا بتردد: عيل بي وياج بسمع شو بتقولين

شما: لاااا لا تين اخاف يستحي منج او يتردد

عليا: شو يستحي بعد؟ هذيل وين يعرفون الحيا

شما: لا صدق احس ماينفع اتيين

عليا باصرار: لا بي.. ابا اسمع شو بتقولين

شما باستسلام: انزيييين

***

نهض وقت الضحى.. كعادته إذا لم يكن ملتزمًا بعملٍ في الصباح الباكر
تحمم ليستعد نشاطه، صلى فرضه الذي فاته، واخرج محبوبته السامة من علبة كرتونية بيضاء.. حرك نظره على عشرات العلب التي تقبع بجانبها وتشبهها بالشكل والمضمون، فهذه احتياطاته كلما خرج من داره.. لعلمه بأن الصحراء خالية من المتاجر

اشعلها بولاعة صفراء وكسر صيامه بها.. كعادته، وخرج بنظارة شمسية فاخرة

كان يتمشى في المخيم وهو يحرّك عينيه بتمحيص.. رمى سيجارته على الارض الرملية ودهسها بحذائه الرياضي ضاربًا بقوانين السلامة التي وضعها بنفسه عرض الحائط

دخل قاعة الطعام وكانت فارغة من الناس والطعام كالعادة في هذا الوقت

نادى بصوت جهوري: الووووو محمد

خرج عامل من باب خلف طاولة الطعام "بالانجليزية": نعم سيدي

بو عبيد: وين أكل؟؟

العامل: سير الحين مافي أكل.. أكل خلاص ساعة 10.. غدا يجي 12 ونص

بو عبيد نزل نظارته: شو يعني بتخليني يوعان؟ ما تعرف أنا منو؟

العامل: مافي معلوم سير

بو عبيد يلس على اقرب كرسي وحط ريل على ريل: روح نادي منجر "مدير"

العامل نفذ الأمر بسرعة وزقر "نادى" مديره

طلع رجل عربي من نفس المكان: السلام عليكم

بو عبيد: وعليكم السلام يا باشا.. شو ما شي أكل حقنا؟

المدير: بنعتذر من حضرتك بس وقت الفطار خلص

بو عبيد رفع حاجبه: ويعني؟ سوولي غيره

المدير: معليش حضرتك العمال مشغولين بطبخة الغدا.. اذا حاب بتقدر تروح على المجلس عاملين شوية حلويات وخفايف

بو عبيد: اقولك يوعان تقوللي خفايف وحلويات؟؟؟ دبر حالك يا اخوي انا ريال يوعان يا تسوولي اكل يا تسير تزقرلي مديرك اتفاهم وياه.. والا صدقني بحطك ببالي انته ومطبخك.. ومديرك بيكرهك كره العمى إذا عرف بانك السبب

المدير خاف لأن مظهر بو عبيد يتماشى مع القوة اللي يتكلم عنها: طيب حضرتك اذا بتستنى دقايق بس اروح اشوف شو ممكن نسويلك.. بتحب شي معين؟

بو عبيد بابتسامة جانبية: أبا ريوق ملكي.. بيض وكرواسون وخبز وجبن وجام وعسل وكل شي موجود في مطبخكم ابا منه.. وضبطلي بلاك كوفي على المزاج

المدير: تحت أمرك

بعد دقائق بدأ العمال بصف الأطباق مثلما أمر بو عبيد.. من جميع الأصناف وكأنها قد صُفت لإطعام قبيلة.. ولم يتردد هو بتذوق زهرة من كل بستان، ويرتشف قهوته السوداء بين الحين والآخر

بو عبيد: أقولك محمد.. شو مسوين سويت حق غدا؟

العامل اللي كان موجود من البداية: مافي معلوم سير.. انا يروح يسأل شيف

بو عبيد: يلا بسرعة روح

العامل بعد دقايق: يسوي تيراميسو

بو عبيد: خلاص نزل لي واحد تيراميسو وخلهم يسوولي كوب قهوة ثاني

العامل: بس هذا تيراميسو حق غدا

بو عبيد بملل: لازم اعيد كل كلمة عشر مرات عشان تفهمون؟

العامل: اوكي انا كلم منجر "وشرد بسرعة"

كل من التيراميسو بتلذذ بعدما غصبهم ينزلونه مع كوب قهوة سودا

ويوم خلص أكله وروّق، بدا يتمشى في القاعة بملل ويدقق في اجراءات السلامة وشاف اخطاء بسيطة.. حب إنه يلعب وياهم ويهوّلها شوي ويخوفهم

نادى مرة ثانية بصوت عالي: الووووو وينكم

العامل بسرعة طلع: يس سير

بو عبيد: روح نادي منجر كبير.. ما يريد هذا عربي.. ابغي مدير كبير كبير

العامل: اوكي سير

وهو يتريا مدير المدير قرب الكاونتر سمع صوت البوابة تتبطل، ويوم صد شاف عليا وشما وابتسم بخبث، قال فخاطره "سلااامي على الصيدة! أحلى عن تطفيش المدراء"

***

شما وعليا دخلوا قاعة الطعام وهم يسولفون باندماج تام

عليا: خلينا ناخذ لنا سندويجات او فطاير.. شي خفيف يعني بسرعة ناكله ونسير عشان نلحق على الغجري قبل لا يخلص البريك

شما: بدال لا تيلسين تسبين الريال احتسبي أجر الدعوة وياي ما تدرين يمكن صدق يتأثر بنا

عليا من قلبها: ياااارب.. على الاقل اسويلي خير في هالدنيا

تقرب منهم بو عبيد وهم مب حاسين به

بو عبيد: اووه اووه شوفوا منو هني ولا تسلمين ولا تسألين عن الاحوال.. والا غرتج الدنيا ونسيتينا؟

عليا ويهها تغير أول ماشافته، وعلى طول صدت على شما

بو عبيد بوقاحة: يالطيبة نرمسج انتي بلاج صديتي عليها؟ ليكون ولية أمرج

عليا: نعم بو عبيد شو بغيت

بو عبيد: اوف لااابقة.. بغيت اسأل شو حالج شو علومج شو هالغيبة يالمهرة؟

عليا: اتوقع اني مليون مرة قلتلك هالكلمة مادانيها واتمنى ماتعيدها.. والحمدلله أنا تمام

بو عبيد: وانا ما بتسأليني شحالك؟

عليا خذت نفس طويل تصبر عمرها: شحالك؟

بو عبيد: ما اشكي الا فرقى الغالي

عليا: الله يرده.. "مسكت ايد شما" مع السلامة عندنا شغل

بو عبيد لحقهم: تعالي وييين سايرة.. ومنو هاللي وياج ليكون اخت الدكتور؟

عليا بحدة: هي وان عرف انك متعرض لها بياكل قلبك حي

بو عبيد: خيبة عاد متعرض لها؟ ليش شو سويت لها؟ بعدين انا اكلمج مارمستها اذا مب عايبنها تقدر تتوكل.. بس يمكن عايبنها "وغمز لشما"

شما فتحت عيونها بصدمة.. وتحركت بسرعة مبتعدة عن الاثنين

عليا بعصبية: انته وبعدين وياك؟؟؟؟

بو عبيد: هييي انا ماتبنني بس غيري عادي

عليا كانت بترد عليه بس شافت 3 رياييل يايين صوب بو عبيد، واستغلت الفرصة وشردت

أما بو عبيد سبهم بكل أنواع السب اللي يعرفه في خاطره وهو يشوف عليا وشما يطلعون بدون لا ياكلون شي، لأنه كان يتريا فرصة حلوة مثل هذي ومتأكد انه ما بيحصل مثلها عشان يختلي بعليا!

انجبر إنه يكمل اللي بداه مع المدير ويناقشه في الاخطاء اللي لاحظها في القاعة وعطاهم كم تهديد حلوين يصححون الاخطاء اليوم عشان ما يعق عليهم مشاكل ما لها نهاية

..

على بعد خطوات

عليا تلحق شما: شمووووه اصبري حشى تركضين

شما: هيه تذكرت خالد ما سرت رمسته

عليا: كله من زفت الطين الله ياخذه

شما تمثل اللوعة: مثجل دمه، في حياتي ما شفت حد بهالوقاحة

عليا: يلوووع بالجبد وبعدج ما شفتي شي منه.. المهم انتي سيري عند اخوج وانا بستغل الوقت بسير الميلس باخذلنا سندويجتين وعصاير وبترياج عند الباب

شما تلوح لها: اوكي يلا باااي

***

في الكلية

قرر الأستاذ تأجيل شرح الدرس والاكتفاء بتصحيح الامتحان القصير خلال الوقت المتبقي من المحاضرة

كان أغلب الشباب يتناقشون في الامتحان.. بينما كانت هي صامتة تحدّق بجهازها المحمول.. الذي أُعطي لها من الكلية كمساعدة مخصصة لذوي الدخل المحدود

تعلم بأنها قد فشلت فشلًا ذريعًا في الامتحان.. وقد بدأ ضميرها يجلدها مسبقًا "شو استفدتي من السهر والكعكعة ويا حميد؟ ولا شي.. غير الذنوب وخسرتي درجات على الفاضي.. الامتحان من أسهل ما يكون وفشلتي فيه يالفاااشلة"

الاستاذ رفع عينه عن الورقة باستغراب: هوا انتي عملتي ايه يا خولة؟

خولة بتوتر ما توقعت الاستاذ بيفضحها: نعم دكتور؟

الاستاذ بنفس النبرة: ايه الخبصة دي؟ الامتحان ده اشطة.. من أسهل ما يكون.. عملتيه خلطبيطة بالصلصة

الشباب كلهم ضحكوا بمبالغة.. وخولة بتموت من الاحراج.. قامت للاستاذ عشان تقدر تكلمه على راحتها

الاستاذ: ارجعي لمكانك… مافيش ولا نص درجة بونص.. رغم انك بت شاطرة بس زعلتيني اوي اليوم

بعد ما خلص الكلاس وفضت المكان، الاستاذ زقر حميد وخولة: هو انتوا عملتوا ايه يا ولاد؟؟؟ انتوا الاتنين الوحيدين اللي رسبتوا.. الكل نجح الشاطر والكسلان.. وانتوا الاتنين الشطار بترسبوا؟؟ ايه اللي حصل متفقين والا ايه

حميد: اسمحلي استاذ تعبان والله ماركزت

الاستاذ يلتفت على خولة: وانتي؟ عذرك ايه؟

خولة بصدق: ظروف عائلية صعبة

الاستاذ زفر بقهر عليهم: حعملكو امتحان اعادة.. واذا خسرتوا درجة حسبها اتنين.. ذاكروا كويس

حميد وخولة التفتوا على بعض.. وفجأة حميد انفجر من الضحك.. أما خولة كتمت ضحكتها ولمت اغراضها وطلعت بسرعة.. ما تبغي تلفت انظار الشباب

كتب لها حميد في الواتساب: نحن شو سوينا؟ "فيسات تضحك"

خولة: ههههههههههه مادري!!! والله ماعرف شو كتبت!! كله من سهرة امس الله يسامحك

حميد: انا الله يسامحني!!! انتي اللي شفتيني ريال طيب قصيتي علي

خولة حطت فيس مصدوم: انا!!! انا والله قلت بصلي وبرقد بس ابليييييس خرب علي

حميد: شقصدج انا ابليس

خولة: افهمها مثل ما تبا "وحطت فيس يغمز"


نهاية الجزء الخامس عشرة


تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-06-23, 08:02 PM   #33

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 738
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

الجزء السادس عشرة


كانت تمشي إلى مقر العمل بعجلة.. وسط نظرات استغرابٍ من الفريق

اقتربت من خالد: مشغول؟

خالد باستغراب: لا خلصت شغلي بس اشرف عليهم

شما: بغيتك بشي

خالد: آمري حبيبي شو بغيتي؟

شما: كنت بسألك إذا چد "قد" دعيت حد للإسلام

خالد باستغراب أكثر: شو ياب هالموضوع على بالج الحين؟

شما: أعرف شخص يحتاي أساعده في هالموضوع والصراحة ما عندي خبرة فقلت بسألك.. يعني ماعرف بشو أبدا أو شو أقوله؟

خالد: انزين خليه يرمسني

شما بانفعال: لا مايستوي

خالد بطولة بال معتادة: وليش مايستوي؟

شما: اممم الشخص يبا الموضوع سري وأنا وعدته

خالد: حد ويانا في المخيم؟

شما بتوتر: أكيد من وين بيكون! بليز خبرني اذا تقدر تساعدني

خالد: هذي بليز مادانيها منج.. من وين لاقطتنها

شما بقهقهة: من وين بعد.. المهم لا تغير الموضوع.. بسرعة مستعيلة

خالد: شما فديتج انتي يايتني في وقت شغلي وتبيني ارمسج عن موضوع مثل هذا؟ صعب يباله تفكير ومخمخة

شما: انزين أنا بخبرك بشو فكرت وأنت عطني رايك

خالد يتكتف: قولي

شما: لاحظت إن الشخص اللي بكلمه مهتم بالدين وأحس عنده فضول وممكن قبول.. بس جاهل تمامًا بالدين.. لكنه قرا القرآن
فأنا افكر ابدا بإني اتكلم عن ارتباطنا ومصيرنا للآخرة
مثلًا أقوله إننا نؤمن بأن حياتنا مؤقتة والدنيا دار اختبار أما الآخرة فهي دار القرار
يعني أرمس عن كيف إن الدنيا كلها ابتلاءات ونحن مأجورين عليها باذن الله والابتلاءات هذي اختبار للمؤمن وغيره.. فهمت قصدي؟

خالد يصفق: ممتاز.. لو ما عطيتيني تفاصيل عن الشخص يمكن كنت ارفض تطرقج لهالموضوع
بس إذا كان فعلًا مثل ما تقولين متقبل وقاري القرآن.. اعتقد إن هذا افضل باب تدخلين منه
لأن يا حبيبتي، الإنسان مثقل بالهم والمشاكل.. هذي سنة الحياة مهما تمنينا العكس.. وما في أصعب من شعور الشخص بأنه غرقان في الهم ولا مفر منه ولا خاتمة له سوى الموت
أما يوم يعرف إن في رب يحس به ويشوفه ويجازيه على صبره وتعبه.. وبيعوضه.. وإن في حياة ثانية في الآخرة ما فيها تعب ولا مشقة.. تهون عليه الدنيا ويهون عليه همه

قام من كرسيه وباس راسها: قبل لا تخطين خطوة صوب هالشخص اقري دعاء نبينا موسى عليه السلام قبل لا يقابل فرعون "رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهو قولي".. عسى ربي ييسر أمرج ويجازيج خير الجزاء عن نيتج هذي

***

محمد يدخل الصالة بزيّه العسكري: السلام عليكم

الكل: وعليكم السلام

أم خالد: وعليكم السلام هلا حبيبي يلا تعال بدل وتغسل لين نحط لك الغدا

محمد يبوس راسها: فديتج أمي ما تقصرين

أم خالد: ربي لا يحرمني منكم

أم راشد: هيه الدلع كللله حق الولد.. ما تتم دعوة الا وتدعيها له، أما نحن، شو بقول؟ العوض في الجنة

محمد يحضن أمه: خلي بو راشد يدلعج شو تبين بأمي

أم راشد استحت: عن المصاخة وسير بدل خيست أمي بوصخك.. شمس ومعرق قوم عن أمي

محمد بغياظ تقرب منها وحضنها: فديييييتج أم رشود الخسف متوله عليج تعالي

أم راشد تصارخ: يعععععع يالوصخ قووووم

أم خالد بغضب: ويَهد! لا تصارخين.. عنبوج قلنا بتعرسين بتعقلين

محمد: هيهااا يا أم خالد راح عليها العقل.. الله يعظم أجرك يا بو راشد كسب فينا أجر وابتلى

أم راشد: مووووت بقهرك.. بو راشد ما يصبر عني

محمد: واضح عشان جي كل يوم فارنج بيتنا

أم راشد بدفاع: ما يخصه بس أنا ماصبر عن أمي

محمد: حتى أمي ما تباج تبانا،، دوريلج مكان يلمج يا اختي خلاص

أم راشد: أماية شوفي ولدج

محمد يضحك: هههههههههههه صيحي صيحي "يكلم عيالها" تشوفونها يا عيال بتصيح أمكم الصياحة

أم راشد تفره بالمخدة: سخيييف والله.. الله يصبر حرمتك على ثجل دمك

محمد طرشلها بوسة في الهوا وهو صاعد حجرته

***

كانت تتمشى برفقة شما في الغضيض.. مكان سقيا النياق وانعكاس الشمس المبهر على الجبال

عليا بحلج مفتوح من الصدمة: مستحيييييل معقولة هالمكان صدق

شما تلتفت حولها بابتسامة: سبحان الخالق.. هالمكان يسمونه الغضيض

عليا كشرت: الغضيض؟ شو هالاسم

شما: معناه النبات اللي يطلع توه "أشرت لها" نفس هاللي ياكلون منه الحيوانات

عليا: والله صدق سبحان الخالق.. منو يتخيل إن هالمناظر موجودة في نص الصحراء!

عفريس: سلامٌ عليكم

شما بابتسامة: وعليكم السلام.. يبدو بأنك قرأت القرآن

عفريس: بتدبّر

شما: ممتاز

عفريس: كيف أدخل في الاسلام؟

شما وعليا صدوا على بعض

عفريس يطالعهم بجمود

شما: امم توقعت بأنك تريد معرفة المزيد

عفريس: الإسلام يا صبية.. ولاشيء سواه

شما: ولكنك إذا اسلمت لا تستطيع تغيير دينك والا ستكون عقوبتك أشد عند الله

عفريس: وهل تريني مرتدًا؟

شما: أنا لا اعرف شيء عنك.. ولكنني انبهك.. لان عليك تعاليم كثيرة

عليا بغضب: شما شو فيج تبين تقنعينه ما يسلم انتي!!

شما بتوتر: مادري عليا شو المفروض أسوي

عفريس: كيف أسلم؟

شما: تكون مسلمًا عندما تنطق بالشهادة بقلب صادق.. أن لا إله إلا الله.. وأن محمدًا رسول الله

عفريس كان ساكت ويطالع السما.. يتفكر بما هو مقبلٌ عليه
كان في الظلمات.. فوجد النور في القرآن.. ولكنه لم يشبع.. يريد المزيد
ريد أن يعبد الإله العظيم.. الذي فلق البحر لموسى.. الذي يريد أن يتوب علينا ويخفف عنا.. والذي هو أقرب للمؤمن من حبل الوريد

شما بأنفاس محبوسة.. هل سيحدث.. ويدخل الإسلام؟ هل سيكرمها الله بهذه النعمة؟

أما علياء فكانت منهمرة بالبكاء.. كل ما يحدث أكبر منها.. هي التي قد أغرقتها الذنوب.. تشهد حدثًا مهيبًا كهذا

قال بصوت متحشرج: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله

شما بعيون مدمعة: ماشاءالله تبارك الله.. الحمدلله رب العالمين.. الله يبارك لك ويبارك فيك يارب وينفع بك.. ويجعل إسلامك خير على القرية وأهلها يارب

عفريس غير مصدق: مسلم؟

شما بدموع تهطل: الحمدلله

عفريس أجهش بالبكاء وابتعد.. كان يبكي ولا يعلم السبب.. يشعر بطاقة عارمة للبكاء.. يريد القفز أو التحليق.. يريد فعل شيء قد يساعد بإخماد طاقته

رد لهم بعد دقايق بعيون محمرة: كيف أصلي؟

شما يلست تشرح له عن الصلاة والصيام وأساسيات الإسلام.. وعليا عدالها تصيح بصمت وقلبها يرتجف من رهبة الموقف

شخص ما سمع عن الاسلام ولا شافه.. الا على شما.. وفي القرآن.. أسلم.. ويبغي يصلي.. وأنتي يا عليا تربيتي على الإسلام ودرستيه 12 سنة.. شفتيه في كل بقعة في بلادج.. ما تطبقين أبسط تعاليمه
كانت تصيح وكأنها أسلمت مع عفريس.. اللي رغم خشونة مظهره وحياته.. كان يرتجف بأنف محمر وكأنه طفل ولا استحى من دموعه

اتفقوا على موعد يومي تعلمه أساسيات الإسلام لأنه بيروح مهمته وهي بترد البلاد.. وتبغي تعلمه كثر ما تقدر

كانوا رادين بصمت غريب.. كل وحدة تسبح في عالمها.. لين قاطعتهم درية خادمة السيدة سارة

درية مستعيلة كالعادة: سيدة شما

شما التفتت باستغراب: درية؟ نعم.. في شي؟

درية: آه نعم السيدة سارة تريد رؤيتك بعد يومين

شما: لماذا؟؟

درية: لا اعلم ولكنها أخبرتني بأن الموضوع مهم ولا تريد أن يعلم بلقائكن أحد من القرية

شما باستغراب صدت على عليا وعقب ردت تصد على درية: مب مشكلة.. متى تريد رؤيتي؟

درية: يوم الجمعة.. عند بزوغ الشمس

شما: لماذا!!!

درية: لا أعلم.. والآن علي الرحيل.. إلى اللقاء

عليا بصوت مخنوق: شو بلاها هاي؟

شما: مادريبها.. يمكن شي مستوي بالولد ويبوني اساعده؟

عليا: مايندرى!

***

في الكلية

سهيل: وأنت بلاك تدافع عنها هالكثر؟

حميد: منو قال اني ادافع عنها.. أنا قلت الصدق.. الاستاذ هو اللي كلفنا بهالشي هي شو يخصها

سهيل: لانها تراويه انها مجتهدة

حميد: ودر عنك سوالف الحريم ولا ترمس عن بنت الناس عيب

سهيل: كل تبن

حميد يقهقه: ان شاءالله

خلصوا من الكلاس وطلعوا بطريقة عادية

بالرغم من تطور العلاقة بين حميد وخولة.. إلا إن هالشي ما يتعدى حدود التلفون والواتس اب
حميد صارم جدًا بخصوص هالعلاقة وما يبغي أي حد من الكلية يشم ريحة هالموضوع.. خوفًا وحفاظًا على سمعتها أولًا وأخيرًا

اتصل بها أول ما وصل مكان خالي: حي الله

خولة: الله يحييك

حميد: شحالج؟

خولة: توني كنت جدامك ماشفت شحالي؟

حميد: لا ما عطيتيني ويه

خولة بظرافة: ليش ماعندك ويه؟

حميد: هه هه هه.. تصدقين توقعت كل الصفات فيج الا السخافة

خولة: ليش يعني

حميد: مادري مبينة نفسية

خولة: محد نفسية غيرك

حميد: هههههههه بدينا الحين بتزعل وبتبند فويهي

خولة: بدينا ها؟؟ متعود على حركات البنات

حميد: استغفر الله منكن.. تصنعن المشكلة وتكبرنها

خولة ضحكت: ههههههههه

حميد: أنا ما بنكر إني اتجهت لهالدرب في بداية مراهقتي بس عقب وقفت وتبت لله

خولة بطنازة: سبحان الله كل الشباب جي يقولون

حميد يرد الحركة: وأنتي شدراج؟ مجربة؟

خولة ضحكت: هههههههههه حلوة منك.. بس هالشي معروف كل الناس تقوله مب سر

حميد يغير الموضوع: ويا منو رديتي؟

خولة: ويا منو بعد؟ تكسي

حميد بضيج: ويهالتكاسي.. ما بتشوفيلج حل؟

خولة: شو تباني أسوي.. متفقة ويا باص الكلية اللي عدالنا يشلني 7 الصبح ويردني 4 العصر.. إذا تأخر كلاسي مثل اليوم ماقدر ارد وياه.. مجبورة ارد بتكسي

حميد زفر بضيق: الله المستعان

خولة: الله كريم.. القهر إن الكلية صوب بيتنا وادفع هالمبالغ

حميد: صدق؟ جي وين بيتكم

خولة: ما بخبرك طبعًا.. يالذئب البشري

حميد بصدمة: انا ذئب بشري؟؟؟

خولة: كل الرياييل مب بس انته

حميد قهقه: لا حووول

خولة: ولا قوة الا بالله.. كملها مب زين تقطعها

حميد: ان شاءالله.. انزين ما بتخبريني وين بيتكم؟

خولة: لا

حميد يفكر: إذا صوب الكلية يعني بتكونون يا في منطقة **** أو ***** أو ******

خولة: تمام مر على بيت بيت دورني

حميد: أسويها تراني فاضي

خولة خافت: من صدقك

حميد: ههههههه أسولف "بمكر" بس ما يمنع إني أخذ لفة كل كم يوم يمكن أشوف زول الظبي وأعرف بيته

خولة: نععممممم

حميد: أسووووولف ياخي

خولة: سوالفك بايخة

حميد: مشكورة

خولة: يلا بدخل البيت

حميد: انزين عادي خلج على الخط مابرمس

خولة: انزين

دخلت البيت وما حصلت الشخص الوحيد اللي يشاركها السكن، أخوها عبدالله
دخلت غرفتها: هلا حميد.. البيت فااضي للأسف.. مادريبه وين يهوم عبود

حميد: حليله خليه يتهنى شوي جي راصة عليه

خولة: شسوي أخاف عليه

حميد: ما عليج.. ربيتيه ولا قصرتي.. تابعيه وراقبيه بس لاترصين وايد

خولة: ان شاءالله

حميد بابتسامة: شاطرة

خولة: لا تعيد هالكلمة.. عقدوني من كثر مايقولولي اياها وآخر شي رسبت في أسهل امتحان مر على الشعبة

حميد: ههههههههه بعدج شالة في خاطرج

خولة: مقهورة لأنه فضحني جدام الكل

حميد: بشو يهمونج؟

خولة: ما يهموني

حميد: خلاص عيل.. ماعليج منهم

خولة: انزين ببند الحين لين ابدل واتغسل واحط لي غدا

حميد: ليش تبندين؟ حد عندج في البيت؟.. لا.. ترومين تكلميني وتسوين كل هذا؟ هي.. خلاص لا تبندين

خولة تضحك: هههههههه شو فيك.. حالف تربحهم يعني

حميد: بالعكس بخسرهم، عندي دقايق مجانية ما استخدمها من شهووور ومجبور ادفع عليها في كل الحالات.. خليني أحللها شوي

خولة: هييه زين.. عيل كل مرة أنته اتصل أنا مابخسر رصيدي

حميد بخبث: كل مرة؟؟ مب على أساس هالأسبوع بس وعقب ما بترمسيني

خولة إحراج: هي اقصد هالأسبوع يعني

حميد بقهقهة: اعترفي حبيتي سوالفي صح؟

خولة بمصخرة: يعني.. شوي.. أحسن عن السوالف ويا الجن

حميد يخوفها: انتي ما تخافين تطرينهم عن ايونج؟

خولة بثقة: متحصنة وقارية البقرة ليش أخاف

حميد: حتى ولو

خولة بطنازة: وااااابووووي عليك انا يالخواف

حميد يمثل الغضب: امف عليج شو خواف بعد؟؟؟؟ ريال عن خمسين الف ريال

خولة تنرفزه: وتغلبه جنية

حميد ضحك: هههههههههه خاطري أفوز عليج مرة

خولة بغرور: في أحلامك!

***


كانت تضع قطرات من المصل الباهض الثمن، على وجهها كعادةٍ ليلية استمرت عليها منذ سنين

قالت بتفكير: أبا أقولج شي بس مترددة.. ومادري اذا بندم على كلامي عقب

شما باستغراب: قولي.. من متى تستحين مني؟

عليا: مادري

شما: قولي ولا يهمج.. وإذا ندمتي في نص كلامج لا تكملين.. ومعذورة

عليا: امممم مادري كيف افتح الموضوع

شما: عادي يمعي الحروف في حلجج وانطقي

عليا: تستخفين دمج؟

شما تضحك: هههههههه شو اسويبج.. " تقلدها" ابا اقولج شي بس مادري كيف افتح الموضوع

عليا: مالت عليج شجيعيني

شما: انا جي اشجع

عليا بجدية لفت عليها: أحس إني ابا اتحجب

شما تحاول تسيطر على صدمتها: صدق؟

عليا: عادي ليش تمثلين ادري انج مصدومة

شما ابتسمت: مادري ما بغيت احرجج

عليا: من ناحية الاحراج ف أنا منحرجة في كل الحالات

شما قامت وحضنتها: الله يعينج ويقويج يارب.. وااايد فرحتيني والله

عليا: من كم يوم افكر بعفريس.. سبحان الله شوفي كيف الله غيره.. من انسان جاهل وعايش بهمجية.. بنفسه بحث عن الحقيقة وسعى لها.. أنا كل شي جدامي وأعرفه وفوق هذا أهملته

شما تشد عليها: لا تقولين هالكلام.. مجرد إنج فكرتي بالحجاب هذي نعمة عظيييييمة وااايد ناس محرومين منها.. حتى اللي متحجبة ومب مقتنعة أو متحجبة لأنها متعودة بدون لا تحتسب الأجر.. والله ان هذي الفكرة عظيمة عظيمة يا عليا لا تستهينين بها.. بالعكس تمسكي أكثر.. وادعي الله يهديج ويعينج على الحق دوم

عليا بتأثر: آمين يارب العالمين.. كل الفضل لج.. الحمدلله لأنج طلعتي في حياتي.. لو ما ييتي المخيم مستحيل افكر بهالأمور

شما: أنا مجرد سبب.. الهداية من الله والإرادة من عندج.. ولو ماييت انا الله بيسخرلج ناس من تحت الارض عشان تعينج وتساعدج،، وممكن بروحج حتى مب شرط حد يساعدج

عليا: الحمدلله رب العالمين.. بس شما انا وايد خايفة من الفكرة.. من كم يوم افكر واتخيل ردة فعل اللي حولي.. احس بكون محط الانظار والاسئلة وهالشي ماحبه

شما: هذا باب الشيطان عليا.. يبا يخوفج ويشردج من الهداية

عليا: اعوذ بالله منه.. بس والله الموضوع مب هين

شما تتقرب منها مرة ثانية تحضنها: ومنو قال ان الموضوع هين؟ الموضوع يتطلب إيمان قوي وارادة وقوة باس.. الموضوع ابدا مش هين.. واللي كبرت وهي متحجبة مب مثل اللي تحجبت على كبر.. هالشي يتطلب جهااااد عظيم من النفس.. وانتي قدها.. وانا وياج

عليا: حبيبتي شما.. الله لا يحرمني منج يارب

شما: آمييين ولا منج يا اختي الحلوة.. بس تعالي نجرب شيلي عليج

عليا بمزح تبعد الاحراج: فيج قمل والا قشرة؟

شما: كل اللي في خاطرج.. قمل قشرة فطريات كل شي في شعري

عليا لاعت جبدها: وووووععععع يالوصخة

شما ضحكت: هههههههه انتي لازم تشوفين اخواني يعلمونج لوعة الجبد صدق

عليا بعفوية: منو؟ الدكتور؟

شما: لا.. خالد عاقل.. اخواني اللي اصغر عنه.. بتحسين انج معدومة الانوثة من دفاشتهم

عليا ابتسمت: الله لا يحرمكم من بعض

شما: آميين "قامت من فراشها" يلا تعالي نجرب

عليا: الله فعالية خوات.. كنت أتمنى تكون عندي أخت عشان نتمكيج ونتعدل نص الليل

شما مدت بوزها: أنا عندي 3 خوات ولا جربت هالفعالية

عليا: يلا اعتبريني اختج الرابعة وبنطبقها ويا بعض

شما تحضنها: احلى اخت والله

عليا تدزها: جنج مصختيها بالتلزيق؟ "الالتصاق"

شما: اشبعج عاطفيا

عليا بطرف عينها: ان شاءالله ماشبع عاطفيا منج!!!

شما تلعب بشعرها: تتمنيييييين.. تعااالي بس خليني احجبج

كانت شما مندمجة في اختيار الحجاب ووضعه على رأس علياء.. بينما كانت هي تتأملها وهي تلف شعرها بحنية وتخفيه تحت الحجاب الأسود.. وبطرف إصبعها تدخل الخصل المتمردة من تحت الغطاء
كانت تشعر بخفة في جوفها.. وكأن جدران قلبها السوداء قد طُليَت بالأحمر.. شعرت بقمة الحب والامتنان.. الحب الأخوي العفيف والطاهر.. الذي لم يطأ قلبها ولم تعلم بوجوده من قبل

شما تسحبها للمنظرة: تاراااااا ها شو رايج

عليا بكلمات تعاكس الرفرفة في قلبها: شكلي بايخ

شما: عادي.. الغرض من الحجاب الستر مب الجمال

عليا تأيدها: صدقج

شما: خلاص عيل شو رايج من باجر تطلعين جي؟ إذا تبين تتسلفين من ثيابي بعد بسامحج.. ولو انج دبة واخاف ماتي قياسج

عليا: بتجاهل كلمتج الثانية ياليابسة "الضعيفة"، وبقولج لا.. بعدني مب مستعدة اطلع جدام الناس جي

شما باحباط: لييييش.. عادي مرة وحدة سويلهم سربرايز

عليا: ما فيني على النظرات والاسئلة

شما: يولون شو تبين فيهم! الناس بتتطالع وبتعلق وبترمس.. ماتقدرين تشردين منهم.. حطيهم تحت الأمر الواقع ولا تسمحين لحد يناقشج في الموضوع.. كل ما كنتي واثقة بنفسج كل ما قل عدد المتطفلين

عليا: ماعليه خليني على راحتي.. ماقدر اتحجب فجأة.. واخاف ردة فعلي تكون عكسية

شما: بس الله وياج.. وانا وياج

عليا: الله لا يحرمني منج.. بس صدق ماقدر الحين لا تضغطين علي

شما بوزت: على راحتج

***

كان جالسًا لوحده يتأمل النار وهي تأكل بعضها.. أغلب الرجال قد ناموا باستثناء من عُيّنوا للحراسة اليوم
كانت النار مضرمة لتبعث لهم الدفئ وتبعد الحيوانات الشرسة.. فالرغم من كونهم في فصل الصيف.. إلا أن درجة الحرارة تنخفض ليلًا

أخرج إسوارتها التي قد لفها مسبقًا بقطعة قماشية وعلّقها مكان خنجره الصغير.. تأملها مطولًا.. ذهبية.. رفيعة ورقيقة.. مثلها

كانت عبارة عن خيط ذهبي تتعلق به عدة فراشات.. بشكل طفولي جميل.. ومبهر بالنسبة لحرب الذي لم يرى بحياته حلية بهذه الدقة
كان يتأملها بشكل يومي، حتى أجزم بأنه قد حفظ تفاصيلها في ذهنه
شعر برغبة عارمة بتقبيلها، رغبة كبحها خشيةً من أعين الرجال
اليوم هو آخر يومٍ في المهمة، وسيعود إلى قريته فجر الجمعة

لا يعلم كيف يصف مشاعره.. مزيج ما بين اللهفة لرؤية عيونها الواسعة الساحرة، وحجابها الأسود الذي يحدد وجهها الدائري ذو الأنف الشامخ والشفتين الصغيرة.. وما بين الحزن والخوف من رحيلها المحتم.. الذي لا يعلم كيف سيواجهه.. خصوصًا وأنه رحيل أبدي.. لا عودة بعده

لا يعلم كيف سيعيش يومه بدون أن يبحث عنها في ثنايا القرية، وكأنها فراشة ملونة تحلّق في الصحراء البنية.. بابتسامة لا تفارق شفتيها.. ومرح طفل لا ينتهي

الوقوع بحبها كان كالذي حاول أن يثمر شجرة الدومة المعتلة، وإن بذل الغالي والنفيس لاستثمارها، لن تثمر
حبها أيضًا لن يثمر.. وسيبقى في قلبه.. يشغل حيّزًا من الفراغ

***

فجر الجمعة

شما تقوم عليا: يالله عليووووه قومميي بيأذن الفجر ولا صلينا القيام

عليا تتأفف: استغفر الله كم باقي؟؟

شما: باقي ربع ساعة قومي يلا انا توضيت واترياج يمديج تصلين 3 ركعات

عليا بعيون مغمضة: يوم بتبقى 10 دقايق قوميني

شما تصرخ: قوووووومييي يلا ماشي وقت

عليا قامت بكسل: اففف انزيين

شما: لا تتأففين وايد احتسبي التعب أجر ان شاءالله

عليا: اسكتي

طلعت عليا من الحمام بعد دقيقتين وصلوا

شما شافت عليا متجهة للفراش: على وين على وييين يالطيبة تعالي ورانا مشوار

عليا: مشوار وين بعد

شما: بنسير القرية نسيتي؟؟؟ تبانا خالة حرب

عليا: وأنا شو يخصني بخالة حرب.. حبيبي والا حبيبج

شما تقترب وتضربها: يالماصخة شو هالكلام

عليا: فكينا انا برقد

شما تسحب اللحاف: لا والله ماترقدين.. انتي وعدتيني انج بتسيرين وياي.. وين اطلع بروحي الدنيا بعدها ظلام

عليا: مشكلتج ليش ترابعين هالغجر؟

شما بأسلوب ترجي: علياا بليييييز الله يخليج تعالي وياي.. افزعيلي ولو مرة

عليا: لا اله الا الله.. اللي عندهم خوات جي يعانون؟

شما: هي اللي عندهم اخت مثلي

عليا: عافانا الله مما ابتلاهم

شما تضحك: هههههههه يلا قومي يا حلوة بنسير على السريع وعقب ردي ارقدي

عليا: اي رقاد.. اليوم الوفد بيرد

شما: صدق؟ واخيرااا بنفتك من العلة

عليا: هييه الحمدلله ما بغينا

شما: الحمدلله بس يللاااا علياا يلاااا فكينا وايد تتأخرين تراج.. الله يعين اللي بياخذج

عليا بتوتر: ومنو قالج اني بعرس

شما: مادري مصير كل بنت أحس

عليا: أحاسيسج غلط.. برايج انتي اسبقيني وأنا بييج

شما: أخاف ان روحت تتأخرين زيادة.. لازم اوقف ع راسج

عليا: ان ما سرتي الحين برد ارقد وأخليج

شما تركض صوب الباب: اوكي باااااي

***

كان جالسًا على كرسي مخصص للرحلات.. بعيدًا عن السكن.. يدخّن وينظر في اللاشيء
رآها تمشي باتجاه باب المخيم وابتسم.. الحظ حليفه هذه الأيام.. نهض بنشاط ورمى سيجارته ليدهسها بحذائه الرياضي.. ولحق بها ليرفع ضغطها قليلًا

عبس عندما رأى الأخرى تنتظرها بالقرب من باب المخيم
متى وصلت إلى هنا وكيف لم يراها وهي تمشي

أثار ريبته منظرهن.. كنّ وكأنهن ذاهبات إلى مهمة رسمية.. أوكل نفسه مهمة مراقبتهن ومشى خلفهن طويلًا.. حتى بدت تظهر أمامه شجيرات صغيرة وأغصانٍ متفرقة مرمية بشكل عشوائي
علقت رجله بأحدها وكاد يصرخ من القهر لأنها مزقت بنطاله الغالي، ولكنه كتمها لكيلا يفتضح أمره

سمع صراخًا جعله يرفع عينيه إليهن.. رأى رجالًا ضخامًا يشبهون الذي زارهم قرب المخيم ذاك اليوم.. بنفس الاحجام والهيئة
ربطونهن بالحبال ورموهن على البعير على بطونهن

كردة فعل عربية كان سيهب لنجدتهن، ولكن التفكير لمدة ثوانٍ معدودة جعله يتيقن بأنه لن يستطيع هزيمتهم مهما فعل.. وعلى العكس سيتسبب لنفسه ولهن بالأذى.. وربما القتل والافضل ان يعود طلبًا للنجدة


نهاية الجزء السادس عشرة


تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-06-23, 08:18 PM   #34

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 738
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

الجزء السابع عشرة

اعتاد أهل القرية أن يستقبلوا قوافل الصيف استقبالًا عظيمًا.. يخرج فيه الجميع لغناء الأهازيج وتحيتهم ونثر الورد عليهم.. تقديرًا لهم وتعظيمًا لعملهم
فمهمة تأمين الزاد هي اهم مهمة لبني جلمود.. لأن الشتاء في منتصف الصحراء لا يكون هيّنًا
النباتات لا تثمر.. والحيوانات تزيد شراسة.. فبذلك تكون مهمة الصيد صعبة جدًا وخطيرة

لم يشارك رجاله انتظار القافلة، بل فضّل الجلوس في منزله وقراءة ما تيسر له من القرآن لحين عودتهم

كان يقرأ بتدبّر شديد.. يقرأ لهفة وشغفًا لاكتشاف خبايا القرآن
فإن قراءة القرآن بالنسبة لشخص يتقن العربية الفصحى.. ليس كقراءة أي شخص آخر
فالعربي أعلم بمعاني أدق تفاصيل الكلمة.. وأعلم بتغيير المعنى الذي قد يصاحب أي تغيير في الحركة أو الموضع
كما أنه متلهف لتعلم المزيد.. عن نبينا إبراهيم، وعيسى، ويوسف، وبقية الانبياء والصالحين.. وخاتم الانبياء والمرسلين.. محمد عليه افضل الصلاة والتسليم

كان قد فكّر بترك القرية والهجرة إلى مكانٍ آخر يستقبله بدينه الجديد.. ويسمح له بالصلاة والصيام كما فُرض على كل مسلم.. ولكن نفسه الجلمودية أبت التسلخ من المسؤولية الضخمة التي أوكلت إليه.. وهي تأمين الزاد.. فإن أهل القرية يعتمدون عليهم.. وليس لمستضعفيها سواهم.. وهم أهله، وإن اختلف دينه عنهم

أجل موضوع هجرته لوقتٍ آخر.. فبالاضافة إلى مهمته، هو يجهل كل شيء خارج هذه القرية والصحراء حولها

فهو لم يعرف سوى الصحراء في حياته.. والعالم حولهم أشد تعقيدًا من العيشة البسيطة في القرية
ولذلك سيأجّل أمر الهجرة.. على الاقل حاليا

***

سحبهم الرجال من أرجلهن وأوقعوهن على الأرض الرملية
سمعت صرخةً حادة من رفيقتها في الرحلة، والمصيبة.. علياء

علياء تصارخ وتصيح: آآآآآي ايدي.. كسروا لي ايدي.. آآآآخ

شما تحاول تتقرب منها بتحريك حوضها: شو استوا بسم الله بلاها ايدج

عليا: عقوني على ايدي "تصيح بصوت عالي" آآآآآي ايدييي الله ياخذهم ااااه بموووت

شما: بسم الله عليج حبيبتي عليا.. حاولي تحركين ايدج اشوف

عليا تنرفزت: كيف احركها وهي مربوطة

شما: مادري حاولي شوي من صوب الاكتاف خلينا نشوف صدق انكسرت

عليا بغضب: يعني لو انكسرت شو بتسوين؟؟؟ دخيلج شما خليني في حالي كفاية علي اللي فيني

أحد الرجال تقرّب من عليا يلمس ويهها: لم أرى وجهًا بهذا البياض والصفاء من قبل

زميله يشاركه الفعل: اتفق "مسك ويهها من أطرافه" كيف يمكن للمرأة أن تمتلك وجهًا كأنه لبن النياق

كانت شما تنظر إلى علياء المنتحبة بعين دامعة وقلب يرتعد من الخوف.. ليس هنالك أقسى من منظر امرأة ضعيفة بيد رجال شهوانيين.. كانت تدعي الله من أعماق قلبها أن لا يمسّوها بسوءٍ.. كان منظرها يفطر القلب.. مغمضةً عينيها، وترص على شفتيها ودموعها لا تتوقف.. كانت رافضة بكل جوارحها لمساتهم المحرّمة والمقززة.. ولكنها مقيدة.. ومعدومة الحيلة

لم تكن علياء تفكر بشيء سوى شرفها وعرضها الذي يقع على جرف من الهاوية

الرجل: علينا أن نستأذن الشيخ قبل أن نجربها.. أخشى أن يهلّ علينا غضبه إن كُشف أمرنا

الرجل الثاني: وكيف سيكشفنا؟ "كان ينظر إلى علياء بنظرة ولع ورغبة" لا يمكنني مقاومتها "وضع يده على يديها" لم ترى عيني أو تمس يدي امرأة أشد منها طراوة ونقاوة

الأول يشاركه اللمس: وأنا مثلك.. ولكنني أخشى من الشيخ.. فهو قاسٍ لا مجال للتفاهم عنده

الرجل الثاني: معك حق.. أخشى أن يحرقنا احياءً!

***

كان على ناقته يتصدر القافلة وقلبه يسبق عيونه إلى ذلك المكان الغريب شكلًا ومضمونًا.. بالحديد والكهرباء وعجائب لم يسمع عنها من قبل

ولكنه وجه خطاه إلى مكان آخر.. أكثر ألفة ودفئ
كانت النياق المستخدمة للامتطاء معدودة.. ومركوبة من قبل قادة القافلة

أما بقية النياق فكانت للتحميل، يقودها بقية الرجال اللذين يمشون على أرجلهم

فور دخولهم للقرية وجدوا باستقبالهم عددًا لا بأس به من النساء والأطفال، وكبار السن.. بوجوه باسمة.. ينشدون بعض الاغاني شكرًا وامتنانًا لمن أمّن لهم زاد الشتاء

توجّهت القافلة إلى مخزن القرية الكامن بالقرب من منزل الشيخ كليب، والذي يحوي زاد الشتاء

بدأ الرجال بإنزال الحمولة وتسليم النياق والأدوات للقافلة الأخرى المكلفة بالصيد بقيادة عفريس المجهجه

توجه هو إلى منزل شيخ القبيلة ووالده بالتبني ليحييه ويبلغه بإتمام المهمة، ومن ثم توجه إلى صديقه الذي غاب عن بقية القافلة

كعادته دفع الباب بأريحية تامة ودخل المنزل
رأى عفريس يقعد على قماش رفيع بالقرب من الجدار، وبيده القرآن

حرب حيّاه: سفكنا الدماء

عفريس ما رد عليه

حرب باستغراب اقترب: ألازلت تقرؤه؟

عفريس رفع راسه بهدوء: نعم

حرب يلس عداله: لقد بدأت بقرائته بنهم، ولكنني انشغلت بالصيد وتقاعست عن القراءة

عفريس هز راسه

حرب طالعه باستغراب: هل أنت مريض؟

عفريس: لا

حرب: إذًا ما بك؟

عفريس قام: لا شيء.. سأعيده للداخل

حرب يطالع لبسه المكون من إزار طويل وقميص واسع

حرب لحقه: لم غيرت هندامك؟

عفريس بهدوء: لقد أسلمت

حرب تم يطالعه بصدمة، كان يترياه يقول بإنه يمزح

عفريس يكمل: نطقت الشهادة أمام شما وصديقتها

حرب بنفس النظرة: جاد؟

عفريس: هل تبدو علي أمارات المزح؟

حرب سحبه من قميصه بغضب: هل جننت؟

عفريس: لقد تعقلت والتمست النور والهداية أخيرًا.. لله الحمد والمنة

حرب بيتخبل: كيييف تغير دينك هكذا؟ بهذه السرعة؟ هذه ليست مزحة ولا فتاة تعاشرها وتغيرها كما شئت

عفريس انزعج من ذكره للنساء: أعلم بذلك

حرب: إذًا لم فعلته!!!! هل تريد تدمير تاريخنا؟

عفريس رفع عينه له بحدة: وبماذا نفعنا التاريخ؟ حفظناه وحرسناه بقلوبنا ودمائنا بما فيه الكفاية.. دعني أعيش كما أريد وسأدعك كما تريد.. دينكم لا يناسبني وهذا ما كنت أشعر به منذ زمن بعيد

حرب: بعد أن انتصفت الثلاثين تقول بأن ديننا لا يناسبك؟

عفريس: لم يناسبني يومًا.. لا دار الخزيم ولا خزعبلات شيحان.. وأنت تشاركني الاعتقاد لا تتدعي الجهل
لطالما شعرت بالخواء وكنت ابحث عن شيء يملؤني من الداخل.. بحثت عنه في الخمر والنساء والقتال.. ولم أجده.. لم أجد سوى القرآن يملؤني.. وعبادة الله تقوّمني وتزيّن الحياة بعيني بعد أن كانت بلا معنى

حرب مقتنع باللي يقوله عفريس الا انه يرفض التغيير ويخاف على قبيلته أكثر من نفسه: كما تشاء ولكن إذا أردت تغيير دينك كما تقول فارحل.. لا مكان لك بيننا

عفريس بعدم اهتمام: سأرحل.. وستتبعني أنت قبل أي أحد.. أنا أعلم الناس بك يا حرب.. أنت أول من رفض دينهم وأول من اعتزلهم هم وعاداتهم.. دعنا نرحل معًا.. أو نجلس ونحاول هدايتهم

حرب أغلق أذنيه بتصرف طفولي لا يليق به وابتعد عنه ولم يغلق الباب خلفه

ابتعد عن عفريس وكأنه نار تلسع.. لا يريد سماعه، ولا التفكير بكلامه، لأنه يعلم بأنه لامس قلبه
بالفعل هو من أول المتنكرين لدينهم.. وهو أول الرافضين لعاداتهم.. ولكن الأمر بنظره يفوق اعتناق دينٍ أو الانسلاخ منه.. تغيير أساس من أساسيات القبيلة يهدد أمنها وأصالتها.. وقد يشتتها ويمحيها وهو لن يسمح بذلك مهما كلفه الأمر

***

نشت عاقدة حواجبها بضيج من صوت رنة التلفون.. أكيد هذا حميد.. محد يتصل بها أصلًا غيره

ردت بصوت كسلان: الوو

حميد بصوت محب: صباح الخير حبيبي

خولة فتحت عيونها بصدمة من الكلمة: نعم؟؟

حميد قهقه: هههه قلت صباح الخير حبيبي

خولة ضحكت بخجل: هههههههه نعم؟ وعلى كيفك تقرر انك تزقرني بهالكلمة؟

حميد بعناد: هيه.. أنا قررت إنج حبيبة الصبح وكل وقت.. وإنج تستاهلين هالمسمى.. وأنتي عاد كيفج مب شرط تقلديني وتقولينها

خولة بدلال فطري: وليش ما بقولها؟

حميد بابتسامة: مادريبج.. إذا مترددة أو ما تبين.. أو تستحين.. في كل الحالات ما بضغط عليج "وقال بحب" وما بحرم نفسي من لذة الكلمة

خولة ابتسمت: يبالي وقت لين اتعود

حميد: خذي راحتج.. والحين نشي تغسلي وترتبي، وتعالي الكلاس صبحي علي بويهج الحلو، طول علينا الليل

خولة بحيا: انزيين.. يلا عيل برمسك يوم بطلع

حميد: بترياج

مددت يديها للأعلى بنشاط بفعل المكالمة الحلوة.. التي حفّزتها على الابتسام رغمًا عن روتينها الممل
نهضت محاولةً تجاهل النغزات التي تتسلل إلى قلبها في كل مرة تنهي مكالمةً مع حميد.. النغزات التي تذكرها بأن فرحتها هذه محرّمة، وبسمتها محرّمة.. وكل فعل أو شعور مرتبط بحميد.. هو حرام.. ولا بركة في الحرام

اتجهت لدورة المياه، كما طلب منها حميد.. بطريقة روتينية أنهت استعداداتها.. وأعدت شطيرتان واحدة لها والأخرى لشقيقها الصغير

وخرجت وكأن ضميرها لم ينغزها منذ دقائق، اتصلت بحميد.. رنتان اثنتان وأغلقت.. كما تعوّدوا.. وأعاد هو الاتصال بها ليتحدثان بلا نهاية.. كعادتهما في الايام السابقة

***

خرج من القرية بعيون تلمع من الشرر، إلى نفس المكان الذي كان قد عاد متلهفًا له
كان متوجهًا إليها

كان يفكر بها.. وبالشيطان خلف براءتها.. ستزعزع أمن القرية فعلًا كما قالوا
وبدأت بعيار ثقيل ابتداءً بقلبه، مرورًا بعفريس ابن الشيوخ، الذي انقلب حاله.. ولم يعد عفريس هو نفسه عفريس! شعر بغضب عارم في قلبه عليها.. كيف خُدع بها!

شعر بحركة بالقرب منه.. قلّت بعد أن انتبه عليها حتى شعر بتوقفها.. حرك عينيه بدون أن يحرّك وجهه بمهارة اقتناص عالية.. ولمح قميصًا ملوّنا يختبؤ خلف شجرة صغيرة

قرر تأجيل المهمة الشرسة التي قرر عملها اليوم وعاد ليوهم الطرف الآخر بأنه لم يرى شيئًا

عاد خطاه إلى القرية بحواس متأهبة لأي حركة أو صوت.. وتوقف في نقطة غير مرئية لمن هو خارج القرية

وكما توقع بدأ الشخص الآخر بالتحرك والاقتراب إلى نقطة معينة والتوقف والانتظار لفترة من الزمن والمشي حول المنطقة، ومن ثم رحل إلى متجهًا إلى المخيم

***

عاد بخفّي حنين.. والتوتر قد بلغ به مبلغه

كان قد رسم العديد من الخطط طوال الليل.. كان يفكر كيف سينقذهم؟ وما بين الأفكار البطولية والأخرى الجبانة.. كان يتأرجح.. ما بين إخبار الحكومة بما رأى.. أو أن فعله قد يعرضهم للمزيد من الخطر.. خصوصًا وأن العدو هذه المرة لا يأبه بالسياسة، ولا الأسلحة
بل على العكس.. يبدو كالذي نراه في الأفلام الوثائقية.. ولم نظن أنه موجود على سطح الكرة الأرضية

والفكرة الأشد بالنسبة له، أن الابلاغ عن حادثة اختطاف لفتاتين من بلاده، أمامه، من عدد من الرجال وهو واقف بلا حيلة، يعتبر وصمة عار على تاريخه العائلي، فكرة ستعرّيه من النخوة والرجولة بالمقاييس العربية ولن يلتمسوا له أي عذر

فتح بوابة المخيم على أصواتٍ عالية وضحكات ومجاملات لا تنتهي

علا صوت أخيه الأكبر: يالطيب.. أشوفك بثيابك (بتهديد) بنطير عنك ترانا

بو عبيد اقترب منه: مرحب بو حمدان (يقصد سيف) اسمحلي عاد أنا ما برد وياكم عندي شغلة بخلصها وبرد

سيف عقد حواجبه: شغلة شو بعد هني؟

بو عبيد يبتسم بتمثيل: تعرف أخوك فيه دودة ما تبرد ان ما طلع النون وما يعلمون

سيف ربّت على كتفه: الله يقويك يا خوي.. وهالله هالله في بو راشد لا ترص عليه

بو عبيد بتهكم: ولا يهمك.. بخنقه

قهقه سيف وهو يصد على خالد اللي مبين عليه الضيج، واتجه لشخص ثاني من الوفد يسولف وياه

بو عبيد: يالله عيل سيف درب السلامة وربي يحفظكم.. اسمحلي أنا تعبان شوي بسير بريّح.. وسلم على الشباب

سيف: يوصل.. وماتشوف شر

بو عبيد رفع له ايده تحية واتجه للسكن يكمل التفكير بطرق ممكن تنفعه في حل هالمشكلة

***

كان على بعد شعرة من لكمه، وهو يسمعه يتفاخر بقدرته على تصيّد اخطاء الآخرين.. وإصراره على البقاء بالرغم من رحيل الوفد

كان غاضبًا من أول الصباح، عندما وصله خبر غيابها المفاجئ، بحث عنها في كل بقعة في المخيم، حتى أنه أرسل أحد النساء إلى غرفتها لإيقاظها في حال كانت نائمة، ولكنها لم تكن
بل تبدو كمن خرجت في رحلة باكرة

كان يبحث عنها بعينيه بين الحينة والأخرى.. لعلها عادت.. ينتظرها على أحر من الجمر، لينزل عليها سوطًا من الصراخ والشتائم التي تطعن باحترافيتها ومدى أهليتها لأن تكون في فريق عالي المستوى كفريقه
ولكنها لم تحقق مناه.. ولم تعد

***

كانت تنتحب بألم ودموعها قد غطت وجنتيها المحمرّتين

شما المربوطة بجانبها: خلاص عليا حياتي لا تعذبين عمرج بهالطريقة الصياح ما ينفع

عليا ميتة صياح: شو اسوي يعني ارقص.. بيذبحونا اللي ما يخافون الله بيذبحوناااا.. كله منج.. مليون مرة قلتلج هذيل ما منهم أمان مابنسير لهم اصريتي انهم زينين

شما وعقدة الذنب تخنقها: صح كلامج.. انا اسفة.. سامحيني.. لو ماشليتج وياي جان ماكنتي في هالحال.. ما في شي بينفعنا الحين.. ادعي.. توجهي لله وادعيه ان شاءالله ينزل علينا الفرج

عليا تصيح بصوت عالي: آآآآه يا ربي.. يا ربي يا حبيبي ساعدني.. بموت.. ماتحمل.. ياربي ناوية اتوب والله ناوية اتوب ساعدني وسامحني.. لا تخليني اموت بهالطريقة وهالمنظر اللي يسود الويه.. آآآه يارب عذبهم ولا ترحمهم من اكبرهم لين اصغرهم.. يارب انتقم لنا منهم

شما بخوف: علياء شو يخصهم كلهم ادعي على اللي خطفونا

عليا بصدمة صرخت: أنتي غبيييية؟؟؟؟؟ تستهبلين؟ بعد كل اللي سووه فينا تدافعين عنهم؟

شما: ما ادافع بس اقولج ان مب كلهم مذنبين

عليا بصياح غاضب: قصدج حبيبج الزفت؟؟؟؟ يا رب خذه وعذبه ولا ترحمه ولا تذوقه راحة البال ولا ثانية يارب يموت موتة الجلب ولا يحصل حد يساعده

شما خافت عليه من دعاويها.. وزاد خوفها يوم تذكرت إنه طالع رحلة صيد

هي بالفعل تحمّل نفسها مسؤولية ما جرى.. هي مجنونة ومتهورة.. وتعلم بذلك.. اعتادت على المغامرات والأذى الجسدي منذ الطفولة.. أما علياء.. الوردة الرقيقة.. ليست مثلها.. فهي لا تحتمل أدنى خدش قد يمر على خدها.. فما بالكم بقسوة بني جلمود؟

حركت ناظريها على المكان الذي وُضعوا فيه
كان بيت من قش.. بلا أرضية ولا غرف.. عبارة عن مربع صغير يقبع في مكان معزول داخل القرية.. لم ترى أو تسمع حوله أي صوت

***

كان يحوم حول القرية وهو يفكر بما قاله عفريس، توقّع أن يتنحى عن قيادة القافلة بعد إسلامه.. ولكن حمدًا لله أنه أكمل مهمته كما خطط من قبل ولم يفضحنا في أهلنا

قرّر إمهاله بعضًا من الوقت لحين عودته وسيحاول مناقشته بالموضوع بطريقةٍ أهدى عله يقتنع
متيقن بأن رأس عفريس من حجر.. ودمه، كبقية بني جلمود من لهب.. ويبدو جادًا بقراره، ولن يستطيع ثنيه عنه أحد

رأى نفس الرجل الذي رآه منذ يومين.. بلباس غربي يحوم بالقرب من بقعة وكأنه يتفحصها أو يبحث عن شيء في رمالها.. متأكدٌ بأن الرجل قد جاء من مخيمها.. فالهيئة واللباس لا يختلفان عنهم

اقترب منه حرب بسرعة خاطفة وقبضه من قميصه وبدأ يتفحص وجهه: لا يبدو عليك ناويًا للشر

تراعد الرجل بمكانه مع القبضة ونظر إليه نظرة خوف

حرب بحواجب معقودة: ماذا تريد؟

بو عبيد يحاول يفلت منه: هددددنيي

حرب بابتسامة: لن تستطيع الإفلات بالقوة.. أجب على سؤالي وسأفلتك

بو عبيد بغضب: ما يخصك.. هدني احسن لك!! ماذا تريدون منا

حرب: أنت من يحوم حول قريتي.. اخبرني مالذي تخطط له

بو عبيد بنرفزة: أنتم من اختطفتم بناتنا.. ارجعوهن!!!

حرب باستغراب: خطفنا بناتكم؟ من؟؟

بو عبيد: مب شغلك.. وين بناتنا طلعوهم قبل لا ندمر قريتكم

حرب بجدية أنزله ونظر إلى عينه: دعك من عويل النساء وأخبرني بجدية من الذي خطف من؟؟

بو عبيد: رياييل خطفوا بنتين منا

حرب بجمود: شما منهن؟

بو عبيد عقد حواجبه: كيف تعرفها؟؟؟

حرب: أجبني

بو عبيد: هي.. شما وعليا.. خطفوهن رياييل ضخام كانوا هنيه ربطوهن وفروهن على الناقة ومادري وين نفدوهن!

حرب رفع عينه لمكان بعيد: سأعيدهن

بو عبيد: تبري عمرك اونك مب منهم؟

حرب سكت لوهلة.. ثم قال: ارحل إلى قريتك وأنا سأعيدهن كما قلت لك

بو عبيد بإصرار: مستحييل! أنا لازم اي وياك اتطمن

حرب بسخرية: تطمئن على ماذا؟ خطفن أمامك وأنت مكتوف اليدين.. مالذي ستفعله الآن

بو عبيد انجرح من كلامه: ماقدرت اناطحهم.. أنا واحد وهم مجموعة!

حرب: كما قلت.. اذهب وسيأتون إليكم

بو عبيد: اوكي بس خبرني كيف تعرفهن؟ شو اسمك؟

حرب: عندما يعدن اسألهن عن حرب

بو عبيد يهمس: حرب؟

***

فُتح الباب ودخل منه رجل أملط الوجه، بتجاعيد صغيرة

وزّع نظره على المكان وكأنه يتفحصه.. رفع رأسه للسقف، الأرضية، واستقر عليهن

كانت نظرته باردة تعاكس حرارة المكان، والرمل الدافئ تحتهن

بادلنه نظرات تحوي كومة من المشاعر

كانت نظرة علياء ساخطة، باكية، تنتظر إشارة لتكمل انفجار الدموع من عينيها المتورمة

أما شما فكانت أهدأ، كانت مترقبة وتحاول السيطرة على خوفها.. ولكن نظرتها كانت تحوي لمسة اشمئزاز وحنق

ركّز النظر على شما وابتسم ابتسامة جانبية

أطال النظر إليها ثم قال: ستخرجن

لم تتأثر شما، ولا كأنها سمعت شيئًا.. أما علياء فبدأت بذرف دموعٍ لا نهاية لا

اقترب الرجل من شما بثقة جلمودية وتفحص: لهذا أعجب بك إذًا.. قوية.. ذكية.. شامخة.. وجميلة.. لكنت أعجبت بك لو كنت مكانه.. ولكن ولحسن حظك أنا أكره النساء

وخرج بهدوء

***

قبل ساعة من الزمن

سحب ثعبان من رقبته وألقى به على الأرض متجاهلًا ضخامة جسده

كان ثائرًا.. يشعر بسعير بداخله.. ثورته كانت أقوى من أي شيء آخر.. وكان ثعبان أول شيء يقع في يده.. وأول من يذوق غضبه.. وليس الأخير.. فقد قرر بأنه سيحرق كل من يقف بوجهه

رفس الباب الضخم بقوة، وضج المجلس بفعلته هذه

اتجه إلى صدر المجلس وقبض على رقبة الشخص الأملط ذو التجاعيد.. والذي قد تسيّد المكان واستراح بجلسته

بعيون من لهب.. وصوت سام قال: ستعيدهن.. الآن

تجمع عليه عدد من الرجال يحاولون إبعاده عن سيدهم.. والبقية كانوا متفرجين للمنظر السينمائي الذي محال أن يتكرر

حرب.. الشيخ.. يخنق الشيخ ثوبان، عمه بالتبني.. وأشد الرجال نفوذًا في القرية

ثوبان بسخرية: أنت أول من تجاوز الثعبان

حرب: أقسم.. سأحرقك.. إن لم تعدهن الآن

ثوبان يقهقه بسخرية ويوجه كلامه لخادمه: هههه فض المجلس.. أريد ان اتحدث مع هذا الصبي

بعد أن خرج كل من في المجلس

ثوبان: لن أطيل الموضوع.. أو أدعي البراءة.. سأطلق سراحهن مقابل شيء واحد

حرب نزله وهو يطالعه بقلة صبر: ألا وهو؟

ثوبان: ستذهب إلى كليب وتعترف بجرائمك، وأنني قبضت عليك بالجرم المشهود وأنت تحاول الانقلاب عليه وزججت بالغربية لتسيطر على القرية

حرب ضحك من الصدمة: هههههههه "ربّت على كتفه" لديكَ طموح عال أيها العم

ثوبان بثقة: ثوبان بن جمر لا يحلم بل يصنع الواقع كما يهوى

حرب: سأحرص على أن أراك تصنع حلمك.. أما عن النساء.. سأجدهن وأرى الخيبة على وجهك حينها

ثوبان يضحك: ههههههه ستستطيع إيجادهن بلا شك.. فأنت حرب المجهجه.. دمك من لهب.. ولكن بعد أن يحملن أطفال رجالي في أحشائهن

حرب ألقى عليه نظرة حارقة

ثوبان يبتسم بطيف حزن يحاول يخفيه: عليك أن تشكرني لأنني حافظت عليهن.. كنت سأود لو أحظى بشرف قتل قلبك.. ولكنني أشفقت عليك

سكت حرب.. كان يحاول التفكير بحل.. إما شما.. المحبوبة الأولى والوحيدة.. التي قد طرقت باب قلبه بخجل.. أو مستقبله.. ومستقبل القرية

إما هي أو الجميع

عاد ثوبان إلى مكانه.. وقد تناول حبة دوم يسلّي بها نفسه وهو ينظر إلى حرب الذي يعلم بأنك يوشك على الانهيار.. بغض النظر عن الصلابة التي يدّعي بها

حرب بعد فترة من الزمن: سأفعل كما طلبت

ثوبان وقف ببهجة: كما توقعت.. لن تدع بني جلمود يذوقون ما لم تذقه "غمز" أليس كذلك؟

حرب سكت بغيظ

ثوبان: لنباشر بالأمر

حرب: أريد أن اتأكد من مغادرتهن

ثوبان مد يده باتجاه الباب بمعنى يمكنك الذهاب!


نهاية الجزء السابع عشرة


تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-06-23, 09:18 PM   #35

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 738
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 6 والزوار 3)
‏لهب_, ‏حنان علي السعد, ‏آلاء, ‏نوف يوسف, ‏جمانه_, ‏بيلا2010


منورين ولا تحرمونا رايكم بالأحداث

نورة502 likes this.

تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-06-23, 03:11 AM   #36

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 954
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

ماتوقعتها من عفرس توقعتها اكثر من حرب
اتوقع بيسلم حرب وبيروح هو ويا عفرس عالمدينة
وبيبتعدون عن القرية

تثريب likes this.

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-23, 10:07 PM   #37

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 738
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس مشاهدة المشاركة
ماتوقعتها من عفرس توقعتها اكثر من حرب
اتوقع بيسلم حرب وبيروح هو ويا عفرس عالمدينة
وبيبتعدون عن القرية
كلنا توقعناها من حرب.. بس للأسف كانت القبيلة أغلى!

أسعدتيني بردج يا قسيس

قسيس likes this.

تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-06-23, 10:10 PM   #38

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 738
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الثامن عشرة



فتح الباب بقوة أربكت كل من خلفه

بنظرة واحدة خرج جميع الرجال
مجابهة حرب هي مجابهة الموت.. ولا أحد يريد الموت على يديه

استبشرت برؤيته وتهللت أساريرها
توجه إليها فورًا.. ناسيًا كل العتب الذي كنه لها بسبب عفريس

رآها بنظرة المتلهف: أذوكِ؟

لم تقل شيئًا.. ولكنها هزت رأسها بالنفي

لم يسعها قول شيء سوى أن دموعها بدأت بالنزول بهدوء

كان سيلمس وجهها بطرف إصبعه، ليمسح دموعها ولكنها هزت رأسها بالرفض واحترم رغبتها

فك عنها الحبال بمهارة وسرعة عالية
واتجه إلى الأخرى ليفعل المثل

علياء كانت تنظر إليه بحقد وخوف.. وإن كان منقذهم، فهو السبب الأول لخطفهم.. لم تقل شيئًا لأن حرب فرصتها الوحيدة في الهرب.. فضلت تأجيل الشتائم لحين تصل مخيمها بسلام

لم تنتظر أي أحد ولا أي شي.. توجهت للخارج بسرعة كبيرة.. ولحقت بها شما التي تطلب منها التريث لكيلا تؤذي نفسها

أما هو، فقد لحق بهم كعادته، يحرسهم إلى أن يصلوا مخيمهم بسلام

أمسك بمعصمها الذي سحبته بدورها كالملسوعة

حرب بحب صلب: سأنتقم لك منهم.. هذا وعد مني.. وعد الجلمودي سيف على رقبته

شما بنظرات متنقلة ما بينه وبين علياء الهاربة: لا تنتقم لي ولاشي.. بس خلاص.. خلنا نرتاح من هالعذاب.. نحن بنرجع بلادنا.. وكل شي بينتهي وقتها

حرب حضنها من قلبه

شما بغضب تحاول تفكك نفسها منه: ابتعدددد عني "زجرته" قلت لك بأن هذا لا يجوز

حرب يشد عليها: سأبتعد.. الآن.. الوداع

ما أن شعرت بارتخاء يديه حولها حتى جرت بعيدًا عنه.. لاحقةً بعلياء.. هاربة من إحتضانه، ومن خفقان قلبها المؤذي، بسبب مشاعرٍ تشعر بها لأول مرة

***

خولة: ألوو

حميد بصوت ناعس: هلا

خولة: وينك؟ من متى اتصل بك ولا ترد

حميد يتثاوب: راقد

خولة بعتاب: قلتلك طول على صوت الرنة ليش ما تسمع الكلام

حميد بكسل: راقد ياخي

خولة: وليش ترقد هالكثر؟

حميد: ليش ما ارقد؟

خولة بحيا: لاني اشتاق لك

حميد: خلاص من اليوم ما بنرقد لعيون الحب

خولة: استاهل

حميد: لا تتغلين وايد بس يسدج اللي عندج

خولة ابتسمت

حميد: فديت هالابتسامة

خولة نفضت مشاعر الحيا: يلللاااا نش استوت اربع متى بتسير الجم تتمرن عشان تستوي معضل وتضرب الاشرار؟

حميد ضحك: انتي كم عمرج؟

خولة: يتغيرعلى حسب المزاج

حميد: فديت مزاجج.. يلا بنش الحين عطيني حماس وتشجيع عشان اكسر لج الجم

خولة: ههههههه يلا يلا نش

***

في منتصف الصحراء.. بعيدًا عن ضجيج الحياة وتطور الكوكب.. كان يجلس على ركبتيه في مجلس يضج بالرجال.. رجال بدائيون.. لا يعرفون من العالم إلا العنف والبساطة

كان يستمع بصمت إلى افتراءات العم ثوبان التي لم تعرف الحدود أو الخطوط الحمراء

بدأ بالطعن بشرفه وأمانته، ورجولته، وانتهى باتهامات تثير دمَ أي جلمودي بدمٍ من لهب

كان الجميع يستمع إليه.. بآذان مفتوحة وأعين مدهوشة.. كانت ادّعاءات صادمة، قاهرة، لم تكن هيّنة أبدًا

كانت الأعين متجهة إلى حرب الذي لم يرد بشيء سوى الصمت.. بالرغم من رفض الشيخ كليب المستميت لكل ما تفوّه به ثوبان

بالرغم من دفاع الشيوخ والكبار عنه، ومحاولتهم حثّه على الدفاع عن نفسه.. بالرغم من ذكر الرجال، كبيرهم وصغيرهم، إنجازات حرب ومواقفه الرجولية منذ كان ناعم الأظفار.. ابتداءً من معاونتهم في بيوتهم، وقضاء حاجاتهم، والدفاع عنهم، إلى التكلف بزادهم وإطعامهم وأهليهم.. وأفضال كثيرة معلّقة برقاب بني جلمود

حاول الجميع استخراج كلمة رفض من شفتيه.. ولكنه أبى.. لم يجب بشيء.. وعدم الاعتراض على الاتهامات، يعتبر إقرار بها

كان يجلس برباطة جأش لا تقهر.. موجِّهًا عينيه للوحيد الذي يعنيه بين الجمع الغفير من الرجال

كان يرى نظرة الهزيمة بعيني والده المجعّدة لأول مرة.. ويعزّ عليه أنه السبب

هدأ المجلس فجأة.. لم يسمع به أي صوت.. وكأن أحدًا قد وضعه على وضعية الكتم
وفي غمرة الصمت.. كان هنالك ضجيج صامت.. وعتاب غير منتهٍ.. عتاب بالعيون.. بدون أي صوت.. ما بين الوالد والأب

نظر إلى دمعة الخيبة التي نزلت من عيني والده.. والتي دفعته لإشاحة وجهه عن الرجال

قال الشيخ كليب بصوت ثابت به نزعة ألم: أبعدوه عن ناظري

اقترب منه الرجال بتردد.. خوفًا منه ومن ثورته.. فيبقى حرب هو حرب.. وإن حكم عليه بالخيانة

ابتسم ابتسامة جانبية عندما استوعب ترددهم، ونهض مادًّا يديه إليهم باستسلام تام.. أمسكوا به.. ربطوه وقادوه إلى بيت مخصص للمجرمين

***

استقبله صياحها قبل أن تطأ رجله المنزل.. كانت تصرخ وتلطم وجهها وتقطّع ملابسها بهلع

ابنها الأول، وربيب قلبها كما تسميه.. يقاد إلى بيت المجرمين، ومن ثم إلى نار السعير!!! لا يعقل

صرخت ما أن رأت وجهه: واااا حربااااه.. واااه يا من انتزعت ابني مني.. وااااه يا زوجي وسيدي.. سلبته مني.. وليس بيدي سوى الصياح والنواح

اقتربن منها الخادمات محاولات تهدئتها، قالت كبيرتهن بهدوء: سيدتي.. لا يمكنك الصراخ بوجه الشيخ هكذا، ولا تنسي مكانتكِ في القرية.. الجميع يستمع إلى صياحك وسيكون حديث القرية

تعلقت بها أم قبيصة: دعيني يا مسرة دعيني.. فأنا اليوم أم ثكلى لابنٍ على قيد الحياة، لست بسيدة ولا زوجة شيخ.. أنا مفطورة القلب يا مسرة.. أنا من تبكي زوجها الذي قاد ابنها إلى المحرقة.. أنا أم يا مسرة.. أم

الشيخ كليب بصوت متحشرج: اخرجن

انصرف جميع الخدم بالإضافة إلى قبيصة الذي رافق والده وشهد كل المواقف.. بفم صامت وعين دامعة

الشيخ كليب: يا أم قبيصة.. قد بكيت عليه قبل أن تبكي عليه.. وقد برأته قبل أن تفعلي.. ولكنه مصر على فعله.. ارتجيته مرات أن ينفي عنه التهم.. أن يدلي إلي ولو بحرف.. وأقسم بأن النار لن تمس جلده.. ولكنه أبى.. أنتِ أعلم الناس بابنك يا يسيرة.. لا شيء أصعب من انتزاع كلمة من شفتيه

أم قبيصة بحزن: لديه دوافعه.. ولديه عذره.. محال أن يرمي نفسه إلى الهاوية بلا سبب.. ابحث عنه.. ارجوك.. ابحث عنه وانقذه.. وإن كلفك ذلك أغلى الأثمان.. ارجوك يا كليب ارجوك

الشيخ كليب: قد نطقت بالحكم.. وقد رفض هو حتى محاكمة الشرفاء.. ليس بوسعي شيء لأفعله.. فقد أغلق بوجهي كل الأبواب

أم قبيصة تنوح كالحمام الجريح: واويلتاااه يا بني.. ماذا دهاك يا بني؟ مالذي أصابك؟ مالذي دفعك لتفضيل الجحيم علينا.. وااا حرباااااه واااه يا بني

***

كنَّ يمشين بصمت.. الأولى تصمت بمشاعر لوم وعتب.. وكأنها تبحث عن أحد تنفث به نار القهر والألم الجسدي التي شعرت بها لأول مرة.. ولم تلقَ سوى شما تستقبلها حسن استقبال
وبالرغم من وقاحتها، ولومها المستمر.. الا أن شما كانت مستمرة بجلد ذاتها مع علياء.. فهي بالفعل تحمل نفسها ذنبها

كانت تتأرجح ما بين الخوف والرهبة ومشاعرَ تغزو قلبها لأول مرة
تصرّفه كان متهوّرًا، رغم تحفظه طيلة هذه الشهور
تهوّر المحب المودّع.. أيعقل أنه لا يزال يتذكر بأن موعد رحيلهم قد اقترب؟ وأنها النهاية؟ ولا اجتماع آخر لهذين القلبين؟

قطع حبال أفكارهن صوت رجولي قلق

بو عبيد: ما بغيتن تردن!!!

عليا تأففت وشما استغفرت بهمس

بو عبيد: خير؟ شعندكن؟؟؟ وأنا الي ذابح عمري ادور عليكن من مكان للثاني

عليا باشمئزاز: تدورنا ليش ان شاءالله "بتهكم" مخطوفات والا ضايعات؟

بو عبيد بصدمة: ليش اللي شفته شو؟ ماكان اختطاف؟

عليا تغيرت ملامحها: نعم؟ شو تقصد

بو عبيد: شفتهم يخطفونكن ويفرونكن على النوق "شافهن بنظرة خوف" الله أعلم شو سووا فيكن

شما بتعب تحاول تنهي الموضوع: صح خطفونا اللي مايخافون الله.. بس حصلنا ريال زين وطلعنا الحمدلله وردينا بدون لا تنمس منا شعرة

بو عبيد: منو الريال؟

عليا: يعني بتعرفه؟

بو عبيد يتكلم بثقة في غير محلها: أكيد حرب

عليا وشما انصدموا وصدوا على بعض

بو عبيد بابتسامة جانبية: ترا أنا اللي خبرته عنكن.. والا جان متتن ولا حد درابكن

عليا بضجر: بدينا خريط بو عبيد

بو عبيد قهقه: ههههههاااي ردي واسأليه

شما: وأنت كيف تعرفه؟

بو عبيد: المشكلة انج ماتعرفيني.. أنا بو عبيد لو تحطيني في سابع بحر بتحصلين عندي ربع ومعارف

شما بعدم تصديق: مستحيل!

ياهم صوت خالد من بعيد: السلام عليكم

شما وعليا توتروا: وعليكم السلام

بو عبيد بوقاحته المشهورة: حي الله خالد بن راشد.. وين الرياييل.. قمنا نشوف اختك اكثر عنك

خالد بنظرة باردة: اللي يبا الرياييل بيحصلهم.. بس العيب في اللي يبا يتخشش عند الحريم

حرك نظره على شما اللي تحركت من أول ماشافها

شما سبقته بالكلام: والله إني ماسولف وياه ولا أكلمه.. وهذي ثاني مرة التقي به.. وهو يقول هالكلام عشان يقهرك واضح إن علاقتكم مب لهناك

خالد: ليش زايغة؟ اللي مايغلط ما يخاف

شما بلعت ريجها: خايفة من عصبيتك بس

خالد: بمشيها لج هالمرة.. بس تحملي وحاسبي.. واذا اللي وياج ولهانة عليه خليها تسيرله بروحها انتي مالج خص

شما بصدمة: خالد كيف تقذف البنت المحصنة

خالد سكت

شما: اتكلم جد.. حرام والله يشهد.. والله إنها ما خضعت له بكلمة.. هو يحاول اييها من كل باب بس هي تصده

خالد يغير الموضوع: تتحريني مهتم عشان تبرريلي؟ سيري تسبحي وبدلي تعالي بنتعشى رباعة

***

حمدة منسدحة تتطالع فطامي كل شوي تتأفف

حمدة: هاه ما اتصل بج زفت الطين؟

فطامي تفلعها بكرتون الكلينكس: زفت الطين فعينج.. احترمي ريلي مسودة الويه

حمدة بضحكة شريرة: هاهاهااااي من الحين اونها ماترضى عليه.. وهو مسولها طاف ويالس عند ربعه

فطامي: تتحريني بسكت عنه؟؟؟ إن ما خليت ليلته سودا ماكون أنا فطامي

حمدة: حشى حشى مايسوى عليه

فطامي: مشكلته "في نفس الوقت رن التلفون"

محمد: هلا والله بالزين يا هلا

فطامي: لا هلا ولا مسهلا.. توك تتذكر إن عندك حرمة

محمد: لا إله إلا الله.. قلتلج بسير عند ربعي عطيني فجة شوي

فطامي: حشى شو هالربع اللي لين الساعة 11؟

محمد بتغاضي: تغارين منهم وتبين الوقت كله حقج صح

فطامي: مايخصه ما اغار بس مصختها يعني

محمد: خلاص من اليوم مابطلع بتم وياج على التلفون 24 ساعة لين تلوع جبدج

فطامي: هيه صدقتك.. انته ترمسني جنه حد مشغللك تايمر وتبند كل شوي عندك شغلة يديدة

محمد بدا يطفر: استغفر الله العظيم.. يعني ريال.. أكيد عني مشاغل.. تتحريني يالس فالبيت ماعندي الا السقف اطالعه

فطامي: بدينا معاير

محمد: وأنتي ماعندج الا هالرمسة.. كرهتيني بالسوالف وياج كل ما قلت كلمة قلتي تعايرني.. مينونة انتي في ريال عاقل يعاير حرمته؟؟؟

فطامي بصوت باكي: هي بس هاللي تبا تقوله من البداية كرهتيني بالسوالف ومابا أسولف وياج

محمد يزفر: اسمعيني.. فطامي.. حبيبي.. عمري وقلبي.. وحرمتي الغالية.. أنا منو لي غيرج قوليلي؟ الواحد يحصل إجهاد ومسؤوليات في كل مكان يبا يرد للحب عشان يرتاح.. يسمع كلام حلو ويستكن عليه.. مابغي نيلس نتضارب مع كل مكالمة

فطامي: يعني انا اللي ابغي؟

محمد: لا.. ادريبج انتي بعد ما تبين.. بس مشكلتج انج ماتبين تستوعبين إن عندي وايد اشغال.. بخبرج شو سويت اليوم وانتي احكمي.. رديت من الدوام تغديت ورقدت.. مانشيت الا حزة المغرب صليت وطلعت على طول اشوف موضوع القاعة.. ومن خلصت شفت ريال وحلف علي الا اتعشى عنده.. وتأخر عشاهم وتوني مخلص.. بالله عليج ريال مسكين مثلي يستاهل كل هاللوم

فطامي: لا

محمد: عيل خفي علي "بمزح" إذا من الحين جي عقب العرس شو بتسوين؟

فطامي بدلع: بقفل عليك الباب مابخليك تطلع

محمد: ههههههه الله يعين.. تصدقين وأنا أرمس الريال يلس يخبرني عن فندق توهم ساكنين فيه هو والشباب يقول انه يديد ونظيف وبسعر لؤطة.. قلت لازم نحجز فيه

فطامي بحماس: صدق؟ شو اسمه؟ كم نجمة؟

محمد: عاد مادري كم نجمة بس اظن هذا اسمه ****

فطامي: بسوي سيرج عنه

محمد يضحك: يالله انزين

فطامي عقب دقايق: تمزح صح؟

محمد: ليش؟

فطامي: الفندق 3 نجوم وفي منطقة يديدة

محمد: شو المشكلة ترا عندنا سيارة.. ومب من كبرها البلاد

فطامي: لا والله تباني اسكن في 3 نجوم وانا عروس؟؟؟؟ جي خلصوا الفنادق المعروفة تسكنني في هذا؟؟

محمد: لا إله إلا الله

فطامي: محمد رسول الله.. قلتلك انا هالفندق ما ابغيه.. شو ناقصني ان شاءالله عشان اسكن في فندق محد يعرفه غيرك انته وربيعك

محمد: وليش الناس تعرفه هم بيسكنون والا نحن؟؟

فطامي: نحن بس يوم بيسالوني وين بتتي شو اقول!!!

محمد: قولي ما يخصكم

فطامي: لا والله يعني اقول حق الحريم مايخصكم

محمد: هي قولي سوالف خاصة وريلي مايحب ارمس

فطامي: كلامك مب مقنع

محمد بنرفزة: عيل كلامج المقنع؟؟؟

فطامي: ماقلت شي غلط.. أبا أسكن في فندق معروف وخمس نجوم حالي حال أي عروس ثانية

محمد بعصبية: وأنا قلتلج ماشي.. يا هالفندق.. يا تباتين عندي في الحجرة انتي وكيفج

فطامي بصدمة: مستبخل علي يا محمد!!!!

محمد: عقب كل هذا تقولين مستبخل علي؟ مابغي ايلس اقولج سويت وسويت انا مب منان.. لكن ابغيج تفكرين في الكلمة هاي اللي قلتيها

فطامي: اخر كلام.. مابتغير الفندق

محمد: لا

فطامي: اوكي باي "وسكرت"

كان محمد مرهقًا بالفعل.. وافتعال فطامي المستمر للمشاكل أرهقه أكثر.. وليس مستعدًّا للجدال أكثر من ذلك.. سك وفر التلفون

***

كانت تراقبها وهي تضع مستحضرات العناية الواحد تلو الآخر.. بتأني وتفاني وكأن مصير جمالها متعلق بقوة ضغطة القطنة على وجهها.. أو عدد قطرات المصل الذي يبدو باهض الثمن

عليا: إذا فخاطرج تحطين تعالي ما يغلى عليج

شما: لا بس مستغربة عقب هالاكشن واليوم الفضيع لج خاطر تسوين كل هذا

عليا: طبعًا بدون الskin routine ماقدر ارقد بسلام ضميري يأنبني

شما بصدمة: يأنبج ليش؟ ترا كلهم على بعضهم كم كريم

عليا: شو عرفج انتي بنت الصحرا

شما بتفكير: ما تتعايزين ساعات؟

عليا: اتعايز بس خلاص غصبًا عني أسويه.. يعني اتخيلي انج تنشين الصبح ماتغسلين ضروسج، يستوي؟

شما: لا طبعا

عليا: بالضبط انا احس بنفس الشعور

شما بضحكة: عيل ما سمعتي خالد وهو يقوللي تسبحي وتعالي بنتعشى.. شكله عانى من ريحة العفن

عليا بتقزز: الله لا يعيده من يوم والله كرهت عمري.. وثيابي عقيتهن في الزبالة اللي برع

شما تضحك: لهالدرجة!!!

عليا: وعقيت ثيابج بعد

شما فتحت عيونها بصدمة: ع كيفج!!!

عليا: هي إن خليتهم هني بيخيسون ريحة الحجرة

شما: لا والله انزين ثيااابييي!! المفروض تستأذنين

عليا: ولا يهمج باخذلج دبلات الدبلات بدالهن.. وماركات بعد.. ما باخذلج من محل رياضة

شما: خليني انا مرتاحة بمحلات الرياضة

عليا: بس صدق هذا الزفت شو عرفه بحرب؟؟؟ صدمني والله.. معروف هو بو الواسطات وصدق لو تفرينه في جلعة ابليس بيطلعلج معارف.. بس كيف هني!!

شما: مستحييل احس في جذبة في الموضوع.. تحيدين صدمتهم يوم شافوني وكانوا بيذبحوني بس عشان شكلي

عليا تتذكر: هيه صح كلامج

شما: بس ياني فضول الصراحة

عليا: اذبحي فضولج.. بو عبيد انسي تاخذين منه حق او باطل.. مالج الا الغجري "شافتها بتحدي" وطبعا مابتسيرين تشوفينه

شما بضيج انسدحت: طبعًا

***

كان الرجال يتناوبون على حراسته، فبالرغم من تكبيله.. قد شدد الشيخ ثوبان الحراسة عليه.. لعلمه بمدى قوته ومدى بطشه وصعوبة مراسه

كان فريق الحراسة اليوم بقيادة أبيض المذنب ابن عم غمد المذنب، والذي قد حصل على مكانة رفيعة مؤخرًا.. لم يكن ليحلم بها لو لا الشيخ ثوبان.. الذي رفع من قدره هو وأهله

كان صامتًا منذ اليوم الأول.. لم يبح بحرفٍ
كان يأكل الطعام على مضض.. لئلا يضعف جسده.. ويُمضي بقية اليوم ينظر في اللا شيء

شعر بأحدٍ يقترب منه ولكنه لم يأبه به.. من سيكون؟ سوى رجل من رجال العم ثوبان

: هل فقدت حدسك القوي؟

حرب بهدوء: ومِمَّ علي الاحتراس؟

: من عدو قد يغدر بك قبل أن يحاكموك

حرب: لقد رفضت محاكمة الشرفاء

: ولكن الشيوخ والنبلاء رفعوا عريضة لإقامتها

رفع عينه للرجل لأول مرة ليقيّم صدقه.. وبالفعل يظنه صادقًا

: إذا كنت تنتظرها لم رفضتها من البداية؟

حرب: لا أريدها، وسأرفض مرة أخرى

: قد تكون لك فرصة

حرب بابتسامة جانبية: احترس مني.. ولا تقف بالجانب الخطأ

جلس الرجل بجانبه: بل قادوني إلى الجانب الخاطئ بلا رغبة مني

حرب: من يريد الحق.. يلقاه بين عينيه

الرجل: لن تفهمني، ولن تصدقني.. لكن لا سبب لي للكذب عليك.. لقد كنت أنوي بك شرًا من البداية.. لا أكذب.. ولكن كل هذا كان لاعتقادي بأنك تكن نوايا خبيثة.. وأردت أن أظهر الحقيقة لا أن اخترع وأكيد لأحد

حرب بتلاعب: إذًا تعلم بأنها مكيدة

الرجل بإحراج: للأسف

حرب: وتعلم بأن رئيسك هو قائدها

الرجل أنزل رأسه

حرب: يمكنك إنقاذ الوضع قبل أن يسوء

الرجل: لا يمكنني ذلك.. فرصتك الوحيدة هي محاكمة الشرفاء.. لقد جئت إليك لأنني أعلم بأنك ستبقى على صمتك وتغرق نفسك في الوحل أكثر

حرب: يبدو بأنك قد درستني جيدًا

الرجل: لا يجهلك إلا كاذب أو مجنون.. صيتك يذاع في كل بيت.. محب أو كاره

حرب ببصيص أمل: إن كنت تريد مساعدتي حقًا، فابحث عن عفريس وأخبره بما جرى

الرجل بسخرية مريرة: ما دام والدك عاجزًا، فكيف سيستطيع عفريس إنقاذك

حرب: افعلها ولا تفكر بأي شيء آخر

الرجل: لا أعلم إن كنت استطيع ذلك

حرب: لا بأس إن لم تستطع، أو لم ترغب، ولكن إن رأيته بعد أن يتم حرقي، أخبره بأنه على حق

الرجل بفضول: بماذا؟

حرب بادله بالصمت

الرجل نهض: لقد أتيتك خلسة.. وسأعود وكأنني لم أكن هنا.. احفظ سري.. أرجوك

حرب: لا تقلق

***

خرجت من الغرفة مسرعة.. تتجاوز درجات السلّم المؤدي إلى حيث تجلس والدتهن
وتلحق بها المعنية.. خائفة ومرتعبة مما ستتفوه به شقيقتها

حمدة تمشي عند أمها بسرعة: أماية الحقي على بنتج تبا تتطلق

أم مايد نشت بصدمة: شووووو؟؟؟؟ هاي تخبلت؟؟؟

حمدة: شدراني عنها.. يوديها.. أنا حاولت انصح فيها مب طايعة تسمع تتحرا ولد ال***** بيموت بدونها

أم مايد قامت متجهة صوب فطامي اللي واقفة عند الدري: تعااالي مسودة الويه

فطامي برعب: أماية جذاابة والله أنا قلتلها إني مب جادة وبس بقوله أخوفه

أم مايد: شووووو؟؟؟ تخوفينه بالطلاق؟؟ ليش منو تتحرين عمرج؟؟

فطامي: أماية والله اني مب قاصدة.. بس قلت بلوي ايده "قالت تبرر موقفها" اتخيلي يبا يحجزلي في فندق 3 نجوم
قلتله يا تحجزلي فندق خمس نجوم والا طلقني وكنسل العرس

أم مايد يودت راسها: لااا مب مصدقة.. انتي بنت بطني؟ تربيتي؟ مسودة الويه.. والله اني ماعرفت اربي.. تفو على هالايدين اللي كبرت ويابت وحدة شراتج.. حمدوه ييبي العصا.. ان ما أدبتج اليوم ماكون انا بنت سعيد

فطامي شردت بتصعد الدري

أم مايد: ردي.. ردي مسودة الويه.. والله إن مارديتي لأخلي ابوج هو اللي يمرغج لين تتأدبين

فطامي تصيح: أماية خلاااص دخيلج سامحيني والله ماعيدها

أم مايد: والله ما سامحتج.. تعالي خليني ابرد خاطري بهالعصا

وأول ما وصلت فطامي شاطتها أمها كم شيطة بالعصا وروحت

فطامي ميتة من الصياح وتشوف حمدة المصدومة من الوضع

فطامي: تمثلين اونج خفتي علي؟؟؟ انتي اخت والا عدوة "صرخت" انتي اخت؟؟؟؟

حمدة ترد تصارخ: والله شو تبيني اسوي يوم اشوفج متخبلة وطالبة الطلاق تتحرينه لعبة

فطامي تصارخ: أنا فهمتج كل شي وتوقعت تفهميني.. بس طلعتي غبية وفلسفجية نفس عنودوه.. الله ياخذج يالغبية الله ياااخذج

بو مايد دخل: خير ان شاءالله كل وحدة صوتها أعلى عن الثانية؟؟؟ تبون الخيزرانة تلعب على ظهوركن؟

فطامي أول ماسمعت اسم الخيزرانة شلت بعمرها وركضت على الدري

حمدة تحاول ترقع الوضع: ماشي ابوية فطامي زعلانة تقول زايغة من العرس

بو مايد باستسخاف: أختج هاي لين متى بتتم ياهل وعقلها صغير

حمدة: ماعليه ابوي تعرفها فطامي حساسة

بو مايد: الله يهديها بس سيري شوفيها

حمدة تلحقها: ان شاءالله

***

كان يمشي بصعوبة بالغة، بفعل العدد الهائل من الحبال، مشدودة لأقصى درجةٍ ممكنة.. كل طرفٍ كان ممسوكًا من قبل أحد الرجال، وكل هذه الاجراءات المشددة كانت خوفًا من هروبه

أسنده ذات الرجل الذي حدّثه في الخيمة

قال حرب بصوت منخفض: هل أبلغته؟

لم يرد الرجل، بل ابتعد عنه خوفًا من التقاط أحد هذا المنظر، الذي سيؤدي إلى أجله.. فلا أحد يرغب بأن يكون بصف الخائن، وإن كان مظلومًا

أدخلوه إلى منزل بفناء واسع.. يخلو من كل شيء، ما عدا كراسٍ خشبية معدودة وضعت في صدر المنزل لكبار القبيلة

أجلسوه على ركبه عنوةً، جلسةً أصدرت صوتًا غير هادئ، بفعل ارتطام ركبه الخشنة بالأرض المستوية

جلس مطأطأً رأسه، ليس خجلًا كما يظن الجميع، بل تجنبًا لرؤية الانكسار والحسرة في عيون أبيه

تقدّم المتحدث أحنف بن آهار وبصوت جهوري افتتح المحاكمة:

اليوم، ضحى الثلاثاء

المحكوم: الشيخ حرب بن ضرغام بن ثوبان المجهجه الجلمودي

التهمة: الخيانة
التآمر بالتعاون مع الغزاة البيض للإطاحة بشيخ القرية "الشيخ كليب المجهجه"، والسيطرة عليها، بالإضافة إلى نهب الأموال العامة، وسرقة المساكين، واستغلال السلطة والنفوذ بطرق غير أخلاقية

الدفاع: الشيخ ثمّال بن نوفل المجهجه، الشيخ عبيدة أبو حمزة المجهجه، الشيخ لاوذ بن أبلج المجهجه

النائب عن القبيلة والمتضررين: الشيخ ثوبان بن جمر المجهجه

الحكم: شيخ القبيلة، الشيخ كليب بن جمر المجهجه

الحضور الكريم، الشيوخ والنبلاء

..

وبدأت المحاكمة، والجميع في حالة توتر غير طبيعية
الجميع يشعر بالاضطراب، سواء كان من فريق المحكوم أو النائب، الجميع بأنفسٍ محبوسة، ونبضات غير مستوية

كان الشيخ ثوبان على جرف من الانهيار، خوفًا من تبرئته بعد كل العناء الذي تكبّده، بعد أن بلغ مبلغًا لا رجعة فيه.. فقد أمسكه بمقتل، وهذا لن يحدث مرتين.. عليه أن يقضي عليه بكل ما أوتي من قوة، ومهما كان الثمن غاليًا

أما شقيقه الأكبر (الشيخ كليب) فقد كان يمارس أصعب مهمة أوكلت إليه في حياته.. محاكمة ابنه بالتبني، وابن صديقه الوحيد بالدم، والتي ستنتهي إما بالبراءة أو الحرق حيًا.. والأشد بأنه يرى البراءة في عينيه، إلا أنه يأبى الدفاع عن نفسه

وأخيرًا هو.. كان يجلس وكأنه مغيّب عن الواقع.. كان جالسًا كمن يعيش في عالمٍ آخر.. أو كمن يحضر مسرحية لا تخصه.. كان مشاهدًا، مستمعًا، ولكنه لم يكن مشاركًا.. مهما حثّوه وشجعوه

كان يشعر بالألم والأسى لرؤية الجميع يتكبدون العناء لأجله
هو يستحق أن يجتهدوا لأجله.. لن يتواضع وينكر أفضاله عليهم

كان يقلّب الموازين في ذهنه، وكانت كفتها دائمًا الأثقل، وهو آسف على ذلك

ولكن ما دام ثوبان حر طليق، ستكون حياتها مهددة بالخطر
إلا إن اختفى هو، ستصبح حياتها بلا معنى أو ثمن بالنسبة لثوبان ولا يستطيع ابتزاز أحد بها

نعم، سيضحي بنفسه ومستقبله لأجلها.. لأجلها فقط

صحى من سرحانه ومن عالمه عندما نُطق بالحكم ببطء وغصة لم تخفى على أحد

الشيخ كليب: الحرق حتى الموت

***

منذ عُقِد قرانهم، دخلت قلبه واستحلّته.. منذ رآها تجلس في وسط صالة منزل أبيها المتواضعة، بفستان أزرق فاتح هادء وناعم مثلها

كانت كالحورية التي تتوسط أمواج البحر.. بملامح عربية صارخة، وشعر أسود طويل.. وحياء عذري سرق قلبه.. أحبها بقلبٍ لم يذُق حلاوة الحب من قبل

كان جاهزًا ومستعدًّا لهذا اليوم بمشاعره وخططه وكل عتاده، للتي ستكتبُ باسمه، وتصبح حلاله

لكنّه يشعر بغضب شديد، لم يهدأ منذ الأمس.. منذ تعرّف عليها وهو يحاول إرضاءها بشتى الطرق.. وفي كل نقاش كانت تبكي، تصرخ وتستخدم كل أسلحتها الأنثوية لتُخضعه.. ولكنه لن يخضع هذه المرة.. وعليها أن تتعلم بأن اهتمامها بصغائر الأمور وتضخيمها لن يكون خيارًا متاحًا في حياتهم الزوجية

أمسك بهاتفه بطريقة روتينية، فكانت الفاجعة.. قصة طويلة وعريضة.. كتبتها زوجته.. انتهت بتهديد شديد اللهجة، مفاده "لبِّ رغباتي، أو طلقني"

كان ردّه قصيرًا، بسيطًا، وبليغًا: أنتي طالق



نهاية الجزء الثامن عشرة

قسيس and نورة502 like this.

تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-06-23, 10:19 PM   #39

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 738
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

الجزء التاسع عشرة



كانت تقضم أظافرها بقلق شديد.. تعلم بأن زوجها قد بذل كل ما بيده لينقذ ابن أختها الوحيد.. ولكنه كسر جميع آمالها قبل أن يخرج، عندما أخبرها بأن لا شيء مضمون.. والإعدام، اقرب له من البراءة

لم تنم الليلة الماضية، كلما غفت عينها، أيقظتها كوابيس عنه، عن حيوانات تفترس جثته، وعن صراخه اثناء الحرق، وعن أختها تصرخ وتستنجد بها.. لم تهدأ لها عين.. أو قلب

كانت عيناها محمرتّان من كثرة البكاء.. حتى أنها لم تعطِ ابنها أقل درجة من الاهتمام.. لأن الاهتمام كله كان مسلّطًا عليه

دخل زوجها ثمّال بوجه مسودٍّ لم يبشر بالخير.. منذ رأته بدأت تصفع وجهها بيديها وصرخت "سيحرّقونه؟"

لم يرد ثمّال عليها.. بل اكتفى بالجلوس بجانبها وهي تصرخ وتبكي بقهر

ليست سوى دقائق حتى انتشر الخبر في ارجاء القرية.. وبدأ العويل والصياح على ابن الشيخ.. الشهم المقدام

فإن العيون اصدق من الآذان.. وهم.. لم يروا منه أي شيء مما ذكر في المحكمة.. كلها أكاذيب
الجميع متفق على ذلك.. لكن لا يجرؤ أحد على فعل شيء

كانت أصوات البكاء في كل مكان.. كعادة أهل القرية، كلما استدعى الوضع، يبدؤون بممارسة النواح والعويل وكأنهم في تمثيلية درامية

..

خرج من المحاكمة متبخترًا، فخورًا بفعلته.. والقبض على الخائن الذي خطط لتدمير القرية

سيُنقش اسمه "ثوبان بن جمر" بأنه من حفظ القرية من الفساد
ولكن الصدمة كانت عندما رأى جمعًا غفيرًا من النساء والأطفال بالقرب
ما أن وصلهم خبر الحكم النهائي حتى بدؤوا بالصراخ

ابتعد عنهم ولكن الأصوات كانت في كل مكان.. كلما حاول الهرب منها.. كانت تحاصره وتُحكم وثاقها عليه.. حتى قرر أن يرحل بعيدًا عنهم

اتجه إلى الغضيض.. حيث الجمال السائبة.. والشمس الساطعة.. ولكنها أرحم وأحن عليه من نواح النساء المزعج

كل ما بذله وكل ما سعى إليه.. قد هزم عند هذه اللحظة.. عندما بكى الجميع.. على من وصم بالخيانة

***

أول ما خلص الكلاس وطلع الدكتور، شلت أغراضها وكانت بتطلع.. قبل لا تسمع واحد من الشباب يقول إنه بيسوي قروب واتساب للمراجعة قبل الفاينل وبيحطه في الموقع.. واللي حاب يستفيد يدخل

هزت راسها وطلعت، متخذة قرار إنها بتدخل القروب وما بتكلم حد.. لكنها ما بتمنع نفسها من الفايدة

حست بتلفونها يهتز، شافت مسج من حميد: يا ويلج ان فكرتي تدخلين

ابتسمت وكتبت: جنك تقرا أفكاري.. توني أقول إني بدخل القروب

اتصل على طول

خولة: هلا

حميد: إن دخلتي بقص ايدينج

خولة بقهقه: ههههه ما بتكلم ولا بعلق

حميد: حتى ولو.. ماتدخلين

خولة: وليش؟؟ قلتلك مابرمس.. وبعدين اكيد بيحطون اوراق مراجعة وامتحانات جديمة.. انا الصراحة ابا اييب فل مارك

حميد: انا بدخل وبطرشلج كل شي

خولة بابتسامة: انزين خلاص مابدخل

حميد: هاللي ناقص بعد.. تدخلين قروب فيه مليون رغدي

خولة: خلاص قلنا مابندخل

حميد: يبالج كف على هالتفكير

خولة: لا اله الا الله.. بيحشرنا الحين

حميد: وبعدين عباتج مفتوحة تراها سكريها

خولة صدت على نفسها: وين؟ مسكرة اشوفها

حميد: عيل كيف شفت كندورتج الوردية؟

خولة: لانك بو عيون.. ليش تشوفني؟

حميد: لانج حبيبتي

خولة استحت

حميد: بس هذا ما يعني إن في عيون ثانية ممكن تتلصص.. سكري عدل لين آخر عقمة.. واذا مافيها وديها الخياط يركب

خولة: حشى انته تعرف كل شي

حميد: هيه عندي 4 خوات.. مرررة جاهز لسوالف الحريم

خولة ابتسمت: متحمسة اتعرف عليهم

حميد: ان شاءالله.. وخصوصًا شما آخر العنقود

خولة: هييه شما اللي قلتلي سايرة الصحرا؟

حميد: هيه سايرة ويا أخوي العود، عنده مهمة عمل ونشبت في حلجه عشان يوديها

خولة ضحكت: ههههههه شكلها دلوعة

حميد: ولا عرفت الدلع.. بس أخويه عاطنها ويه لانه أكبر عنها بوايد.. جنها بنته يعني.. بس شموه نشششبببة.. اذا بغت شي والله ما تهدج لين تحصله.. مادري من وين اتييب هالطاقة.. عادي تحن شهر كامل.. لين تلوع جبدج وتوافقين على طلبها

خولة: لعيييبة

حميد باستغراب: لعيبة؟

خولة: هييه انته تقول هالكلمات

حميد: ههههههه قمتي تلقطين رمستي

خولة: من زمااان.. ساعات اتوتر يوم اعق كلمة شبابية جدام اخوي

حميد: يا حليله.. احسه في عالم ثاني ولا بينتبه

خولة: هي فديته

حميد: خير؟ ما تتفدين غيري

خولة: وانته تتفدى غيري عادي؟

حميد: هيه لاني اذا تفديتج تقولين ماصخ وما تستحي

خولة: ههههههههههه

حميد: بس لازم تتعرفين على شما.. صدقيني بتحسين حياتج اكشنات وخرابيط.. كل يوم طالعة بشي يديد

خولة: مثل شو يعني؟

حميد: مادريبها.. مرة حارقة صبعها، مرة كاسرة ريلها، وهي صغيرة حرقت الستارة اونها تبا تشوف الدفاع المدني

خولة تضحك: هههههههههه فضيعة!!! معقولة جي سوت

حميد: هي والله.. القهر إن محد قاللها شي لأن الشيخ خالد موجود.. عاتبها بأسلوب الاجانب ووعدته ماتعيدها وصدقها اتخيلي؟ لو أنا مكانها جان معلقني في النخلة

خولة: ههههههه يالغيور.. بعدك شال في خاطرك

حميد يمثل: شسوي أعاني من العنصرية من يوم كنت صغير

خولة: يا عمري

حميد: هي والله يا عمري وروحي

خولة: هههههه اسكت

حميد: يالله عقبال ما تلعوزج بمغامراتها

خولة بخجل: كيف يعني؟

حميد: عقبال ماتنورين بيتنا يا قلب حميد

خولة تستهبل: بروحي أكيد ما بي

حميد: ما عليه بربطج وبييبج

خولة: ههههههه قالولك عنز؟

حميد: محشووومة يا حرم حميد المستقبلية

خولة بابتسامة: من متى أبا ارمسك في هالموضوع

حميد: وليش ما رمستيني؟

خولة: مادري.. ترددت.. أو خفت.. بس الوضع مب عايبني.. قلبي دوم مقبوض.. أحس كلما مر بنا الوقت بنتمادى.. وأنا أخاف الله يعاقبنا ومايوفقنا بسبة هالشي

حميد: صح كلامج

خولة: بس أصلًا ماعرف شو بيستوي

حميد: شو اللي بيستوي؟ "ابتسم" برمس أهلي عنج وبني نسرقج عن أهلج

خولة: ليش أنا عندي أهل؟

حميد: أنا أهلج يا خولة

خولة: هي بس أهلك أكيد بيسألون عنا

حميد: هيه؟

خولة: وتعرف سمعتنا كيف

حميد: ما يهمني حد.. تهميني أنتي.. أعرف معدنج وأعرف كل شي عنج

خولة: وإذا رفضوا أهلك

حميد: تبين الصدق؟ هم بيرفضون.. بس بقنعهم.. لأني أحبج أنتي.. ومابغي غيرج تكون حلالي

خولة بحب: فديت قلبك

حميد: أنتي قلبي.. ولا يهمج.. خلينا نخلص من عرس محمد وان شاءالله برمسهم عنج

خولة: بس كيف؟ والدراسة والبيزات؟

حميد: أنا عسكري تراني.. تحيدين خبرتج أدرس على حسابهم.. وينزلولي راتب تقريبًا ****.. أدري ما بتعيشين أميرة بهالمبلغ بس بنقدر على الأساسيات والعرس، وان شاءالله لين اتخرج بيزيد وبيرضيج.. ومب باقي وايد الا سنة أو اقل

خولة: حميد أنته تعرف وضعي المادي كيف.. يعني هالمبلغ فحياتي ماستلمته ولا عشت به

حميد: ما يهمني وضعج المادي الحالي ولا ابغيج تقارنين، يهمني اللي يرضيج واللي أنتي تبغينه

خولة: أنا أبغيك انته.. والباقي مب مهم

حميد بمزح: يعني بتتحملين الفقر سنة؟

خولة: يقولك اللي يحبك ولو تحت سمرة، ما شكى من الوقت خلاته
لو يعيش وياك على التمرة، لو بشربة ماي وحياته

حميد بإعجاب: صح لسان الشاعر

***

فطامي قامت العصر وهي حاطة ببالها تتصل بمحمد وتراضيه، ولو إنها مب راضية عليه بس على قولتهم نار محمد ولا نار أبوها

فتحت تلفونها وقرت المسج بصدمة.. صدت على أختها تهزها: حمدوه.. طلقني

عنود: ها؟ منو؟

فطامي بدموع متيمعة فعيونها: طلقني.. الخايس النذل.. منو غيره.. طلقني!! طلقني

حمدة قامت: جذااابة.. اشوف

راوتها فطامي المسج

حمدة: الحقييير.. عشان فندق بيطلقج!!!

فطامي: حمدوه اقولج طلقني.. عرسي الاسبوع الياي انتي متخيلة؟؟؟

حمدة: تراج انتي قلتيله طلقني

فطامي تشاهق: قلتها عشان ألوي ذراعه

حمدة: بس كلتيها وطلقج.. والله انا قلتلج الطلاق مافيه مزح.. بس هو مب ريال.. لو ريال ما بيطلقج بهالطريقة

عنود: شو السااالفة فهموني.. ليش محمد طلقها وشو سالفة الفندق.. وبعدين حرام عليج حمدة والله انه شيخ الرياييل كيف كان مدلع فطامي

حمدة: كلي تبن انتي الثانية

فطامي ميتة صياح: بيذبحوني.. والله بيذبحوني.. أبوي لو درى بيذبحني ما بيخليني في حالي

عنود: انزين جربي ترمسينه يمكن يردج

حمدة: اقولج اجذبي على قوم أميه قوليلهم هو طلقني فجأة.. صح انها حركة حقيرة بس مافي غيرها.. اوووه صح أمي تعرف بالسالفة.. ياربيييه.. شوفي مافي حل الا انج تكلمينه وتستسمحين منه

فطامي: انتوا تستهبلون تبوني اكلمه واعتذر منه عقب ما طلقني

عنود: والله كيفج اختاري يا تستسمحين منه يا تذوقين عقال ابوي

فطامي برعب: مستحييييل.. بيضربني بعقاله

عنود: والله لا يقطعه على ظهرج

فطامي تضربها بقهر: انتي ليش جي عديمة احساس

عنود: أنا اوصل لج الواقع كيف بيكون

حمدة: والله تراها صادقة.. ابوي بيقطع العقال على ظهرج.. ويوم بينقطع بييب واحد غيره.. وعقب بيكفخج لان عقلته اختربوا على ظهرج

فطامي تصارخ: امييييه الله ياخذكن انتن خوات

حمدة: تلاااحقي على عمرج سيري رمسيه استسمحي منه تدلعي شوي.. قوليله لحظة غضب اي شي.. اجذبي خليه يصدقج ويردج.. ولا من شاف ولا من درى

فطامي بتوتر: والفندق شو اسوي اوافق؟؟؟ والله بياكلون ويهي البنات

عنود عصبت: انتي غبية بعدج تفكرين ففندق ما فندق؟؟ ماعرف شو السالفة بس متاكدة انها شي غبي من افكارج الغبية متطلقة عشان فندق والا عشان مطعم.. صدقهم يوم يقولون عنج مب شايفة خير

فطامي بغضب تفلعها: اطلعي برع.. بررررررع يالتافهة وقليلة الادب والله اني مب ناقصتنج

عنود: والله انا دوم اقولج وانصحج بس انتي ماتبين تسمعين.. بالطقاق

فطامي بتموت من القهر.. شلت تلفونها تتصل: مسويلي بلوك.. من كل مكان.. آآآآآآآه يا اميييي والله بموووت ليش جي سويت ياربي والله اني غبية
عنود ردت عقب دقايق

عنود بخوف: فطااامي حمدووه الحقوا محمد تحت عند أبوي ومايد.. فطامي ادعي لعمرج شكلهم بيدفنونج اليوم

فطامي قامت توايج من الدريشة وبدت تصفع عمرها: ياويلي ياويلي هي والله سيارته برع.. ياويلي ان خبر ابوي والله لا يدفنني وانا حية

شافته يطلع بدون لا يلتفت، حاولت تلقط شي من ملامحه ما لقت أي شي ممكن يفيدها

ما مرت دقايق الا وهي تشوف أبوها متوجه باتجاه باب الصالة

فطامي برعب: بنات ابوويه ياي صوبنا.. شو اسوي.. وين اشرد

عنود خافت: امييييه ادخلي تسبحي اونج ماتدرين شو السالفة والا مثلي انج راقدة

سمعوا صوته قريب من الدري

حمدة: هاذوه جرييييب بسم الله كيف وصل.. يلا فطامي بسرعة ادخلي الحمام والا سيري ارقدي اسهل وأسرع بعد

فطامي ترتجف: اوكي بسوي عمري راقدة وانتوا اطلعوا برع او مادري اشغلوا عماركم عشان مايكشف الجذبة

طلعوا البنات وصوت أبوهم يتقرب كل شوي

فطامي مثلت النوم ويوم تذكرت انها نست تقفل الباب سمعت صوت أبوها قريب وايد.. دعت إنه يأجل الموضوع ولا يواعيها.. ما كملت دعواتها الا على كف قوي حصلته وهي مغمضة

فطامي قامت وقلبها يرقع من الصدمة.. توقعت إنه يصرخ يواعيها.. لكن إنه يقومها بكف.. هالشي ما تخيلته أبدًا

فطامي: ا ا ابو وي.. شو السالفة

بو مايد: اص ولا كلمة يا مسودة الويه.. تفووو عليج وعلى الايد اللي ربتج يالخايسة ليتج متتي في بطن أمج ولا يابتج

فطامي بدموع هطلت بشكل تلقائي: ابوية ليش جي تقول

بو مايد يرفع عقاله: ولا كلمة.. عقب هالتعب والتربية فيج تتطلقين عشان حجزلج ففندق ما يرضي ربيعاتج يا بنت امج؟
الحريم يستحن يطرن هالمواضيع وانتي تتخيرين ياللي ماتستحين

تجمد الدم في ويهها يوم شافت العقال: لحظة ابويه انته فاهم الموضوع غلط.. هو طلقني.. هو اللي مايبغيني

بو مايد: لا فاهمنه صح.. والريال واضح انه يعرف طينتج الخايسة وشرح لي الموضوع كامل

فطامي: ابوي لا والله جذاب

بو مايد ضربها أول ضربة على ايدها: مصرة على الجذب

فطامي صرخت من الألم: لااا ابوويه لحظة

وقام يضربها بشكل عشوائي وهو يسبها.. وهي تصارخ وتصيح.. كانت تحاول تشرد لكنه بجسمه السمين مغطي الباب ومحاصرنها

فطامي طاحت عند ريله: ابويه دخييلك سامحني.. دخيلك.. والله بموت على ايدينك.. دخيلك لا تضربني.. بس بموت بس

بو مايد فر عقاله على الأرض: ليتني اقدر اذبحج وافتك منج ومن مشاكلج

فطامي: ابوية والله حرام عليك انا شو بغيت.. انا بس بغيت فندق محترم اعرس فيه ماقلتله ابا شي ماقلت ليش تحسسوني اني ارتكبت جريمة

بو مايد بغضب: شوووووو؟؟؟ بعدج تعيدين هالرمسة الماصخة؟؟؟ تبيني اقطع العقال على ظهرج

فطامي فزت برعب: لاااا والله توبة توووبة والله ماعيد هالكلام والله.. دخيلك اعتقني ابويه دخييلك

بو مايد: جب ولا كلمة.. وعرسج الاسبوع الياي.. الريال ردج وثبتها في المحكمة.. ولو اني كنت بحلف عليه ياخذج بكشتج بس سبقني وحلف ما ياخذج الا بفستانج الابيض

على فعلتج السودا الا انه ريالٍ كفو.. ووالله والله في سماه يا فطامي ان سمعت انج زعلتيه بسوالفج الماصخة لا اخليج تتمنين الموت ولا تحصلينه

فطامي تمسح دموعها: ان شاءالله ابويه

***

كان هذا الأسبوع أسبوع حزم الأغراض.. كُنَّ يرتبن أغراضهن داخل الصناديق البنية.. فقد بدأ العد العكسي لنهاية الرحلة.. وقد وصل بهن الزمن إلى الأسبوع الأخير من المهمة

كانت كل واحدة تجمع اقل أغراضها استعمالًا وحاجة.. وأبقين على ما يستعملنه بشكل يومي في الغرفة ليحزمنه لاحقًا

علياء بصناديقها الكثيرة، وأغراضها التي لا تعد ولا تحصى.. وتذمرها المستمر

أما شمّا، فقد كانت تتنقل ما بين غرفتها وغرفة أخيها خالد.. التي أوكلت نفسها مهمة جمع أغراضه، بالرغم من رفضه المستمر

كانت تستغل وقت غياب عليا بالذهاب إلى غرفة خالد، وأما بوجودها فكانت تشاركها العمل في الغرفة، لتشاركها حتى أشد لحظاتهم انشغالًا

عليا: الأيام مرت بسرعة ولا حسينا

شما: صدقج.. مادري كيف برد لحياتي الجديمة وبعيش طبيعي ولا جني مريت بكل هذا

عليا: على كثر ما طلعنا مهمات رسمية.. في حياتي مامريت برحلة مثل هذي.. كل شي كان فيها غريب.. للأسف إن التعرف عليج كان من هايلايتس الرحلة

شما: طايحة من عينج؟؟

عليا: شوي

شما: عندج مخططات لما بعد الرحلة؟

عليا: مخططة اطيييير.. اسير جزيرة بالي.. آخذلي أسبوعين نقاهة.. وعقب برد المكتب اكمل شغلي طبعًا

شما: يا سلااام.. جزيرة بالي! أحسها وايد حلوة وفيها مغامرات.. عاد انتي خوافة شو بتسوين؟؟

عليا: لا ماعليج عقب اللي شفته من الغجر مات فقلبي الخوف

شما: ههههههههههه يالله على الاقل استفدتي منهم

عليا: وأنتي؟ شو بتسوين

شما: اممم عرس أخوي محمد الاسبوع الياي.. فمبدئيًا بكون مشغولة بهالموضوع.. وعقبه بفترة بسيطة جامعة.. تعرفين عاد بكون مستجدة وضايعة مادري شو بيستوي

عليا بصدمة: جذابة عرس اخوج الاسبوع الياي!!

شما: هي يوم الجمعة باذن الله

عليا تضربها: مستحييييل!!! يا برود قلبج.. باقي اسبوع وشوي وانتي يالسة تلعبين في الصحرا؟ والله انج مب صاحية

شما: عاد حسستيني مادري شو بسوي في البيت.. خليني هني استانس احسن

عليا: فستانج ومكياجج وكل هالسوالف! كيف!!

شما: خواتي بيختارولي وصيتهن

عليا: بنجلط!!! كيييف!!! ذوقج اكيد مب شرات ذوقهم

شما: عادي اي شي اهم شي انه فستان.. وبعدين خواتي مب عيايز ترا ههههه يعرفن ذوقي كيف وبياخذن لي شي مناسب.. مش اول مرة اعتمد عليهن

عليا: يبالج ضرب صراحة ترفعين الضغط

شما: عاااااادي يختي عاد مادري منو بيشوفني

عليا: احتاج اتعلم اوصل هالمرحلة من اللا مبالاة

شما: ماقلتيلي والا جان علمتج خلال هالرحلة

عليا تفلعها بعلبة صغيرة

شما بتردد: والحجاب؟ شو قررتي؟

عليا تاخذ نفس: بعدني على قراري.. بإذن الله بتحجب.. بس عقب هالرحلة

شما: أهلج؟ وربعج؟ مستعدة لردات فعلهم

عليا: أهلي ما بيهتمون.. تحجبت والا تفصخت محد مهتم.. يمكن يدتي حليلها بس تستانس لأنها من زمان تحن علي.. بس عاد ماشوفها الا في العيد

شما: لييش؟؟؟ حرام من سوالفج عنها شكلها تحبج

عليا: ماداني الاجتماعات العائلية شسوي

شما: مب شرط تحضرين المناسبات.. سيري لها هي مخصوص في يوم عادي

عليا: اممم مافكرت فيها

شما بتأثر: وربعج وزملائج؟ أحس بالذات الاجانب توقعي منهم ردات فعل

عليا: أكيد بس ما يهموني.. بقوللهم إني تدينت وخلاص

شما بتأثر: أحس إني وايد تعودت عليج عليا وااايد.. صدق كيف بنعيش بدون بعض؟؟
أحسج أختي خلاص يعني اصبح وأمسي عليج.. والله حتى خواتي ماجابلتهن هالكثر

عليا: ان شاءالله ما بينقطع التواصل بيننا.. عطيني رقمج بسيفه انا يايبة تلفوني وياي

شما مدت بوزها: كل حد جي يقول بس الواقع غير.. الحياة بتشغلنا وكل حد في طريجه.. مستحيل نتواصل مثل الحين

عليا: هاي الدنيا شو بنسوي بعد!

شما: اذا عرستي لا تنسين تعزميني

عليا: صدقيني عرسج اقرب عن عرسي

شما: في أحلامج.. مستحيل أعرس الحين.. وتبين الصدق أحس إني عفت العرس بكبره

عليا: افا ليش!

شما: ابا ادرس بعدني

عليا: بالتوفيق "بشك" بس؟

شما غمضت عيونها: وماقدر أعرس وفي قلبي حد ثاني

عليا تقربت منها وبمواساة حقيقية: بتنسين.. صدقيني.. لا تكبرين هالفكرة في بالج وبتنسين ان شاءالله.. مب دوم تقوليلي استعيني بالله؟ الحين أنا أقولج استعيني بالله وادعيه دوم عشان تنسين وتتجاوزين

شما: وهو بيتجاوز؟

عليا: شو تبين فيه؟ برايه يتجاوز أو لا.. فكري بعمرج بس

شما: واللي يحب يقدر يفكر بعمره بس؟

عليا: تبين الصدق؟؟ لا.. بتتمين تفكرين فيه دوم.. نساني أو لا.. تزوج بعدي أو لا؟ بس هالأفكار ما بتيب لج الا الهم والسوداوية.. استعيني بالله وانسي.. ادعيله بالتوفيق وخلاص لا تشغلين بالج وايد

شما: مايانا.. ولا مر أبدًا

عليا: ماله ويه عقب اللي سووه ربعه

شما: مابغي اخوض وياج في هالنقاش.. بس هو ساعدني.. لآخر لحظة كان وياي.. مستحيل أنسى له هالشي

عليا: الله يجبر قلبج يا شما.. بعدج صغيرة

شما: الله المستعان!

**

منذ أن تم إعلان الحكم، وقد امتطى ناقته، وخط بها الصحراء يبحث عن أثر عفريس
لا يمتلك أدنى فكرة عن مكان تواجده.. كان يمشي بلا هدى.. محمّلًا ناقته بالزاد والماء

وفي كل يوم، كان يجدد نية العودة إلى القرية، وتجاهل طلب حرب.. وفي كل يوم يلسعه ضميره، ويتراجع عن قراره، ليكمل رحلة البحث عن عفريس

لا أحد يعلم بموعد تنفيذ الحكم سوى شيخ القبيلة، ولذلك كان التحدي أشد عليه.. يخشى أن يعود بعد فوات الأوان

..

على بعد كيلومترات بسيطة.. كان مسلّطًا عينه على حركة الشمس وكأنه يعد الزمن.. إلى أن رأى الشمس منخفضة.. دلالةً على دخول صلاة المغرب

اعتزل مجموعته، وكعادتهم احترموا رغبته.. رهبةً وخشيةً منه

توضأ ووجه وجهه ناحية الغروب، كما قالت له شما.. كبر وصلى بارتجافة اعتادها كلما شرع في الصلاة أو قرأ القرآن.. ارتجافة لم تغادره منذ نطق بالشهادة

انتهى من صلاته وبدأ يتمشى حول المكان الذي اختير من قبله للمبيت اليوم.. فرحلة الصيد لم تنتهي بعد

رأى رجلًا يبدو عليه التوَهان.. بهيئة تشابه هيئاتهم.. اقترب منه برغبة معتادة منه للمساعدة

عفريس: يا هذا

أشرق وجه الرجل عندما نظر إليه: عفريس؟؟؟؟ "حيّاه" سفكتم الدماء

عفريس: نعم عفريس.. يبدو بأنك أحد ابناء المذنّب؟

الرجل نزل من ناقته: أبيض بن سهل المذنّب

عفريس هز رأسه: عفريس المجهجه

أبيض: لا تخفى سيرتك

عفريس: تائه أم تبحث عن أحد؟

أبيض: ابحث عنك

عفريس: لنذهب لتناول العشا مع الرجال

أبيض باندفاع: لا! وأرجوك.. لا تخبر أحدًا عن زيارتي هذه

عفريس بتوجس: مالذي يحدث

أبيض: لا استطيع إبلاغك بالأمر بسرعة لئلا تغضب علي وتقتلني في مكاني هذا

عفريس بذكاء: كنت تعمل مع العم ثوبان في الفترة الماضية.. حتى أنه جعلكم من المقربين.. مقابل ماذا؟

أبيض: أنا وابن عمي.. كنا نخطط للإطاحة بحرب.. نعم.. كنت اعتقد بأنه ينوي بنا شرًا.. وكان العم يحاول كشف مخططاته.. ولكن الأمر اتجه إلى منحنى خطير.. فقد بدؤوا بالكيد له والتلفق عليه.. وهذا لم يعجبني وحاولت الاعتراض.. ولكنهم لم ينصتوا إلي.. بل وقد هددوني بنفسي وأهلي وأن يوصموني بالخيانة معه.. فاخترت الصمت
فأنا.. يا سيدي ابن خادم.. لست مثلكم لا بقوتكم ولا بنفوذكم.. ولكن ضميري لم يسمح لي برؤيته يحرّق مكتوف اليدين.. وقد أوصاني بإبلاغك بالأمر

عفريس: يحررق!!!!!

أبيض أنزل رأسه: حكموا عليه بالحرق حيًا

عفريس بغضب: أين بني المجهجه عن هذا!!!

أبيض: رفع الشيوخ عريضة وحاول الشيخ ثمال وكبار القبيلة حثّه للدفاع عن نفسه، ولكنه رفض مما أكد التهمة عليه

عفريس: محال أن يفعلها بلا سبب

أبيض: اختطفوها.. وهددوه بها

عفريس: الغريبة؟

أبيض: ومن غيرها

عفريس: متى سينفذ الحكم؟

أبيض: لا أحد يعلم

عفريس: شكرًا لك.. اقدر لك كل ما فعلته لأجل أخي.. وأعلم بمدى صعوبة الأمر عليك.. لن أنساها لك ما حييت

أبيض: لقد أوصاني بوصية غريبة

عفريس هز راسه يحثه على الكلام

أبيض: قال إن وصلت إليه بعد أن يفوت الأوان.. أبلغه بأنه على حق

ابتسم عفريس

أبيض: علي الذهاب

عفريس: سهّل الله خطاك.. جميلك دين في رقبتي

ودعه والتفت للخلف مسرعًا.. سيحزم أخف متاعه ويرحل إلى القرية

ألقى على رجاله أمرًا سريعًا وواضحًا.. وكّل أحدهم لأن ينوب عنه بالقيادة.. وامتطى ناقته متجهًا إليهم

هو في حرب مع الزمن.. ومع القبيلة بأكملها.. عليه بأن يصل قبل أن يُحرق حرب.. عليه ذلك مهما كلّفه الأمر.. كان يشد على أضراسه كلما زاد بالسرعة..

كان يناجي بصوت واضح: يارب.. يارب.. إنني عبدك.. يارب ليس لدي سواك ملجأ.. يارب.. احفظه.. وإن كان على كفر فهو أخي.. وصديقي.. لا تجعل خاتمته نارًا في الدنيا وجحيم في الآخرة.. استعنت بك ولجئت إليك يارب.. يااارب

***

خالد يكلم أمه مكالمته الأسبوعية: وهذي أخبارج يا أم خالد

أم خالد: هي والله.. هذي هي.. الا اربع ورا عيال خواتك اللي طلعوا عيوني.. والا عرس أخوك.. وهاي اختك مسودة الويه شردت وخلتنا.. ما فصلتلها حتى فستان

خالد: ههههه عاده أميه شما في حياتها مانفعتكن بشغلة.. الا مجابل اليهال.. والا غيره ماشي.. حتى فساتينها خواتي ياخذنها ويفصلنها هي ما لها راي

أم خالد: عادتها الخايسة هذي أنا لازم اخوزها عنها.. باجر بتعرس كل ما قال لها شي قالت سو اللي تباه؟ ما يستوي بعد

خالد: اوف اوووف مب هذي رمستج؟ الحرمة لازم تطيع ريلها؟ والا هالرمسة حق عيالج بس

أم خالد: لا هاك الزمن غييير يا ولدي.. رياييل هالزمن إن ماسمعوا حس الحرمة داسوها وحطوا عليها الثانية والثالثة

خالد: لا تحاتين شما ذيبة.. بس شوية يبالها قرصة

أم خالد: والا بنت مبارك مسكينة قبل عرسها بأسبوع ريلها قال ما يباها.. ولا عنده سبب.. وفوق هذا لعوزها يبا البيزات اللي صرفتهن على زهابها.. وأمها مسكينة تصيح علينا تقول اللي عندهم ردوه بس اللي صرفوه من وين اييبون جيمته

خالد ينهي الموضوع: الله يعينهم يارب

أم خالد: أختك مسودة الويه وين

خالد: مادريبها أماية الله يهديها قايللها اني اتصل هالوقت بس شكلها انشغلت باغراضها.. ماقصرت حليلها تعابل اغراضها واغراضي تجهز احق الردة

أم خالد: هي صدق لازم تجابل اغراضك والا منو بيجابلك؟؟؟

خالد: بروحي.. ليش ايديني مكسورة الله يهديج اميه؟

أم خالد: بسم الله عليك وعلى ايديك.. بس دام اختك موجودة بتخدمك شو وراها

خالد: خير ان شاءالله.. يالله اميه انا ببند عنج.. استودعتكم الله.. وسلمي على ابوي واخواني

أم خالد: ان شاءالله.. ورد السلام على اختك

خالد: يوصل

***

كان متألمًا وهو يتراجع عن حظرها.. لقد تسرّع بفعلته.. بكل شيء
لقد أخرجت أسوأ ما فيه.. متيقّن هو من هذا.. ولكن فعلتها لم تستحق أن توصم بلقب المطلقة قبل أسبوع من حفل زفافها

هذا العقاب قاسٍ جدًا.. أقسى من فعلتها بأضعاف.. ولا يليق بعودها الليّن الطري..

يعلم بأنها فارغة المحتوى والعقل.. وهو فرصتها الوحيدة للتفاخر بين قريناتها.. ومنافستهن بالمستوى المادي.. ولكنها تجاوزت الحدود بفعلتها

كان هذا نقاشًا غير منته بداخل عقله.. يحبها.. يعشقها.. ولم يكن عليه رمي يمين الطلاق لسبب تافه كهذا.. فالعصمة لم توضع بيده إلا لحكمة

ذهب إلى أبيها لإبلاغه بأنه طلقها وأرجعها إلى عهدته.. وأوضح له الأمر برمته.. لتجنب أي مكيدة من قبلها.. فهي في النهاية امرأة.. وكيدهن عظيم.. كما يظن

واجه عتابًا قاسٍ من أبيها.. وتلميحات بأنها لا تستحق رجلًا مثله.. بل تستحق أحدًا أشد حكمة.. وأطول صبرًا منه.. فهي ابنته المدللة.. وكبيرته

كان محتارًا.. أيجب عليه الاتصال؟ أم الاكتفاء برسالة على الواتساب؟

أرسل: مسا الخير.. تراني رديتج.. يوم بتفضين خبريني عشان اتصل

ردت عليه بعد ثواني: وصلني خبر

كان بيتصل.. قبل لا يضغط زر الاتصال، فر التلفون.. ما عرف شو يقول؟ احتار.. وفضل تأجيل المكالمة

***

بدؤوا بإضرام النار في دار الخزيم

كان العم ثوبان أشد الناس سعادةً، وحماسًا.. وكأنها ليلة فرح.. كان يحثّهم على زيادة الحطب.. ويمر بين الرجال يتأكد من جميع الاجراءات، وكأنه والد العريس

لقد تقرر تنفيذ الحكم الليلة.. فبعد إلحاح شديد من العم ثوبان، وافق الشيخ كليب على مضض.. ففي النهاية.. لا مفر من الحكم.. ولا مفر من خسارة ابنه

بدأ قرع الطبول.. إعلانًا بوصول الشيخ وأهله
كان الجميع في الدار.. لم يتبقَّ خارجها أحد
بمشهد لم يتكرر من قبل
فعادةً يجتمع عدد معروف، ووجوه مألوفة من أهل القرية.. أما النساء والأطفال وكبار السن يؤثرون البقاء في منازلهم

أما حرب.. فكان يمشي وكأنه طاووس متبختر.. وكأنه يتحدى ثوبان إلى آخر لحظة.. فعلى الرغم من صعوبة حركته.. إلا أنه أبى أن يكون آخر مشهد له مطأطأً رأسه
كان رافعًا رأسه بشموخ وكأنه يشاهد ذئبًا على سطح الجبل
مشيةً واثقة، رجولية، بعنجهية جلمودية أغاظت العم ثوبان الذي لم ينزل عينيه عنه منذ أن أتى

بدأ الكاهن شيحان بترديد تعاويذه، بلحن مشابه لألحانه المعتادة.. يمد كلامه العربي الفصيح بطريقةٍ لا يتقنها أحد سواه

سمع صوت خالته يتعالى بالبكاء.. كانت تبكي بحرقة.. بجمالها الفتّان قد انتصفت خادماتها.. وعروق رقبتها تكاد تتفجر.. وأمه انهارت بالقرب منها.. كان الجميع يبكي وكأنهم ببكائهم يرثونه، ويسلمونه للنار

قاد رجله إلى النار.. بنفسه.. بالرغم من رغبته الفطرية بالهرب.. أرغم نفسه على الدخول إلى المحرقة.. سلّم نفسه إليهم
بدؤوا بربطه وصلبه إلى خشب مثبت على الأرض، متجاهلين لسعات النار التي تتلصص إلى أجسادهم

سلّموه للنارو وابتعدوا.. بدأت النار بلسع جسده العاري بأريحية تامّة
وبفعل تربيته الخشنة.. لم يشعر بالألم إلا بعد مدة.. كانت النار تحرق جلده حرفيًّا.. تحرق شعر بدنه الذي يغطي جلده، وتخترق ما دون الجلد.. كان يشم رائحة حرق الشعر ويشعر بسلخ جلده وتراطم العظام ببعضها من الألم.. وانكتام صدره من الدخان الكثيف

كانت دقات قلبه سريعة.. بدأت دموعه بالنزول لثاني مرة في حياته.. دموع تنزل وتتبخر في نفس الوقت.. لم يكن يبكي.. ولكنها دموع فطرية.. نزلت من عينيه وكأنها مرثية حزينة.. من نفسه، عليها

حاول كتم صرخته بقدر الامكان.. ولكنها كانت تخونه بعض الأحيان.. اصطكاك اضراسه ببعضها زاد.. والألم اشتد.. بدأ يزفر بصوت جهوري
النار تلتهمه.. لا يستطيع المقاومة أكثر من ذلك

***

اتصل بها أول ما طلع من الجم

حميد: هلا والله بالحلوين

خولة: أهلين وسهلين

حميد: شحالج؟

خولة: توك سائل عن حالي

حميد: مب مشكلة خبريني مرة ثانية

خولة: الحمدلله بخير، أنته شحالك؟

حميد: قبل لا اسمع صوتج والا عقب؟

خولة ضحكت: ههههههه الاثنين

حميد: كنت تعبان صراحة، هلكان من الجم.. بس يوم رمستج اوووووه كل شي تغير.. تلونت الدنيا بعد ما كانت رمادية

خولة: حبك هذا يخوفني.. ليش تحبني هالكثر؟ والا انته بياع كلام وماتقصد

حميد: حرام عليج أنا بياع كلام؟ والله إني أحبج بطريقة.. ماتخيلت إنها موجودة في هالعالم.. ولا تخيلت إني أنا، من بد كل هالبشر.. بحب شخص لهالدرجة

خولة: وليش حبيتني؟ وبهالسرعة؟

حميد: اممم ارتحت لج.. يوم أرمسج أحس إني أرمس عمري.. أحس إني أقول افكاري الداخلية بصوت عالي.. أحس إني على طبيعتي 100٪ ما احتاي اتصنع.. شو يبا الريال أكثر عن جي؟

خولة: مادريبكم.. يقولون الرياييل مايعيبهم العجب

حميد: صح.. بس أنتي أعجب من العجب

خولة: يلا عااد.. خلني أسولف لا تحرجني

حميد: شسوي أموت عليج وأنتي مستحية

خولة: ههههههه ياربيييه

حميد: وليش بهالسرعة؟ لأني قلتلج ارتحت لج.. انا ما بجذب عليج جربت ارمس بنات وأنا مراهق.. وجربت هالسوالف.. وتبت عقبها طبعًا

خولة قاطعته: زين انك كملتها

حميد: أحب انج تهتمين بكل تفاصيلي.. وتسمعيني.. ما تحكمين علي قبل لا تسمعين، وتحاولين تتفهمين.. والله إن هذا حلم حياتي.. احصل وحدة تسمعني وتحاول.. لاحظي.. بس تحاول إنها تفهمني
البنات عنبوه جباريت.. إذا الريال قال شي علطول يلبقن ولا يسمعن شي بعدها.. حتى في هالجملة اللي قلتها ما تسرعتي وضاربتيني.. ترييتيني ارمس واكمل.. وهاللي أحبه فيج

خولة: فديت قلبك.. ربي لا يحرمني منك

حميد: ولا منج حبيبة قلبي.. وعشان جي الله يسلمج.. ابغي آخذج.. وبأسرع وقت.. لأني أحس إني اقدر اضمن نفسي وعيالي عندج.. دين وخلق.. وقبل لا أرمسج شفت هالأمور وشفت حدودج مع الناس.. وهاللي يهمني في شريكة حياتي.. خولة انتي انسانة ما لها مثيل ولا اعتقد بحصل مثلج في هالدنيا

خولة: ليش ناوي تدور؟

حميد: هههههههههههههه لا طبعا.. الا اذا قررتي اني ما ارتقي لمقام أكون ريلج

خولة: الصراحة ليتني اقدر اعبر مثل ما عبرت ومثل ما قلت.. بس صدقني إني أشاركك كل المشاعر.. وابغيك ريلي اليوم قبل باجر.. وهاللي مخوفني يا حميد.. عقب ما ذقت نعيمك.. أذوق بعدك

حميد: لا تقولين هالكلام.. أنا وعدتج يا خولة.. ومستحيل اخلف بوعدي

***

كان يدعو الله بقلب مرتعب.. كان يلهث بفعل الخوف والتعب.. هم في دار الخزيم.. هذا مؤكد
فهو مكانهم المقدّس.. هناك يطهرون أنفسهم، من كل سوء.. ويطهرون قريتهم من كل خائن

رأى النار من بعيد.. نارًا عالية دخانها يخنق القريب والبعيد.. فكيف هو؟؟

زاد بسرعته.. زيادةً لا يظن بأن ناقته تحتملها.. ولكنه ضربها وشد على ضرباته.. لاشيء يهمه سوى حرب.. لا شيء ولا أحد.. ولن يسمح لناقته بأن تمنع إنقاذه

دخل إلى وسط الدار غير آبه بأي جسده قد يعترض طريقه.. وأقسم بأنه سيدهسه بلا أي مبالاة

دخل بسرعة هائلة، وبطريقة استعراضية لم تشهدها القرية من قبل.. حرك ناظريه بحثًا عنه ولم تخنه عينه.. توجه بسرعة إلى المحرقة
رآه برأس متدلٍّ على صدره، منهار، لم يصلبه شيء سوى الجذع الذي قد ربطوه عليه
اخرج خنجره الصغير وقطع الحبال غير آبه بأي أحد.. سحبه من وسط النيران ووضعه على ظهر ناقته

كانت عيناه دامعة، قهرًا وحزنًا على حال صديقه

وجه نظرات حارقة لجميع من حوله.. أشد حرارةً من النار التي أضرموها

زجرهم بصوت مرتعش من الغضب: ويحكم بني جلمود ويحكم ويح لاوذ.. تُحرِّقون شيخكم
تحرّقون حرب! الذي دافع عنكم.. وأتى بالدواء لمرضاكم.. وآوى فقيركم.. وأكرم سائلكم
ويحكم!!! دفنتم المروءة والرجولة بعدكم
ويحكم بني جلمود ويحكم

حربُ معي.. وأنا ظهره.. ومن يرى في نفسه مقدارَ شعرة من قوة فليلحق بي.. وأقسم بمن أحل القسم.. بأنه لن يرى طيفًا من الرحمة.. لأقتلنه وأجعل من جسده طعامًا للجرابيع
أقسم يا بني جلمود.. من يجرؤ على أذيته سيذوق ناري وعذابي.. ولأحضّرن لمحرقة أكبر من هذه ولأحرقن الجميع بها ولا أبالي



نهاية الجزء التاسع عشرة

تعليقاتكم تهمني وتشجعني على الكتابة.. لا تبخلوا بها

- هل سينجو حرب؟
- ماذا عن شما؟
- رايكم بشخصية بو عبيد؟
- فطامي ومحمد تتوقعون يكملون؟
- خولة وحميد شو تتوقعون نهايتهم؟

نورة502 likes this.

تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-06-23, 10:23 PM   #40

تثريب
 
الصورة الرمزية تثريب

? العضوٌ??? » 495981
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 738
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
?  نُقآطِيْ » تثريب is on a distinguished road
افتراضي

كما اتفقنا.. سنتوقف هنا

وسنعود بعد العيد بإذن الله

وأرجو.. من كل قلبي.. أن أعود لألقى تعليقاتكم
فرأي القارئ هو وقود الكاتب

نحن بكم نضيء فلا تُقعدونا في الظلام

قسيس and نورة502 like this.

تثريب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.