آخر 10 مشاركات
جنون الحب و الانتقام " مميزة & مكتملة " (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          حروف كتبت في الذاكرة (الكاتـب : كلبهار - )           »          تعالى الى الجنة - روان كيربى ** (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          الخاطفة - كلوديا جيمسون (الكاتـب : سيرينا - )           »          رجل السانتا (93) للكاتبة Kristine Rolofson .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أنا والعذاب وهواك - بينى جوردان (الكاتـب : سيرينا - )           »          صخرة الوداع ـ بيتا شوماكر** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          دانتي (51) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثاني من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree1460Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-23, 04:24 PM   #261

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 843
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سعاد38 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جارى القراءة موفقة ان شاء الله
وعليكم السلام ، شرفتيني بوجودك معنا ، واتمنى ان تكون الرواية عند حسن ظنك وتحوز على إعجابك ♥️....


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-23, 10:45 PM   #262

رحوبه

? العضوٌ??? » 317422
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » رحوبه is on a distinguished road
افتراضي

متى البارت
روز علي likes this.

رحوبه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-23, 02:35 AM   #263

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 843
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

هذا الهوى ما عاد يغرينيَ
فلتستريحيِ ولترُيحينيِ
إن كان حبكِ في تقلبه
ما قد رأيتُ فلا تُحبينيِ
حبي هو الدنيا بأجمعها
أما هواك فليس يعنيني
أحزانيَ الصغرى تعانقنيَ
وتزورني أن لم تزوريني
ما همّني ما تشعرين به
إن أفتكاري فيكِ يكفيني
فالحبُ وهمٍ في خواطرنا
كالعطر في بال البساتين
عيناكِ من حزني خلقتُهما
ما أنتِ؟ ما عيناكِ من دوني
فمُكِ الصغير أدرتهُ بيدي
وزرعتهُ أزهار ليمون
حتى جمالُك ليس يذهلني
إن غاب من حينٍ إلى حين
فالشوقُ يفتحُ ألف نافذةٍ
خضراء عن عينيكِ تغنينيَ
لا فرق عنديَ يا معذبتيِ
أحببتنيِ أم لم تُحبينيِ
أنتِ أستريحيِ من هواي أنا
لكن سألتكِ لا ترُيحني..


الفصل العشرون الجزء 2
كان كل شيء يحدث امامها وهي صامتة برضوخ من اجراءات الطلبة وقراءة الفاتحة بدون ان توقف كل هذا السباق بحياتها وكأنها اقتطعت ساعات من عمرها غصبا وطعنت بظهرها غدرا ، والكل يتضامن ضدها ويتحد على اضطهادها بدون اي ذرة إنصاف بقلوبهم ، فهل هي خانعة لهذه الدرجة حتى يستغفلوها هكذا ؟ هل يدل مظهرها بأنها مسكينة وترضى بأي شيء يفرض عليها ؟ هل هي بلا شخصية وبلا إرادة حتى يقرروا عنها وبدون اخذ رأيها ؟ يبدو بأنها قد تساهلت كثيرا معهم وبمعاملتها لهم حتى استغلوها اكبر استغلال وجروها بمصيدتهم ! فلم يعد هناك مجال لحسن الظن وجبر الخواطر الذي جعلها لقمة سائغة وهدف سهل المنال ، وحتى عائلتك احيانا تكون اكبر عدو لك !
انتهى كل شيء بالوداع بينهما واتفاق على اللقاء ، ولم تركز بما كانوا يقولون ويتفقون به على حسابها وكأنها دمية خرساء مسلوبة الإرادة امامهم ، تمسكت كفها بيد الواقفة بجانبها والوحيدة التي بقيت معها من افراد العائلة ، لتجذب نظرها بقلق بذات اللحظة التي همست بها بخفوت اجوف وكأن روحها تتكلم
"لا اريد الزواج ، لا اريد الزواج ، لا اريد ، لا اريد...."
بترت احرفها الاخيرة ما ان همست الاخرى بخفوت حذر
"هششش اصمتِ يا سراب ، رجاءً لا تتكلمي بهذا الآن ، ليس الوقت المناسب ابدا !"
بهتت ملامحها بصفحة جليدية وهي تهمس بخفوت ساخر
"إذاً متى تريدين مني ان اتكلم ؟ عندما يعقدوا قراني ويرغموني على الزواج وكأنني سلعة للبيع !"
تنهدت بكبت متألم وهي تخفض نظرها هامسة بجمود حازم وكفها تضغط على يدها بقوة
"عضي على لسانكِ ، حاولي كبح نفسكِ ، وألا احترقتِ واحرقتنا معكِ !"
ردت عليها سراب بخفوت ميت
"وليس لديكِ مانع من احتراقي !"
نظرت لها بحزن دفين وهي لا تستطيع مواساتها بأي كلمة ، ليقاطعها وصول الوالد امامهما وهو يقول ببشاشة بالغة وكأن العيد قد اقبل
"مبروك علينا ، مبروك عليكما ، لقد سمعنا اخبار جميلة بعد كل هذه السنوات ! اشتهينا لها كثيرا وتاق القلب لسماعها ، الحمد لله الذي انعمنا بمثل هذه السعادة وسماع مثل هذه الاخبار"
بقيت نظراتهما جامدة بدون اي حركة حتى بادرت مديحة بالرد وهي تهمس بخفوت متزن
"انت على حق يا باشا ، يا لها من اخبار مفرحة وجميلة لم نسمع عنها منذ سنوات ، اتمنى ان تدوم الافراح بحياتنا دائما"
صمتت بعدها بقلة حيلة عندما انتهت من المجاملات الكلامية وفرغ رصيدها منها ، ليقول بعدها بجدية وهو يوجه نظره لمديحة
"مديحة اسمعي...."
ردت عليه بسرعة بتوجس
"نعم ، اؤمرني يا باشا"
لوح بيده جانبا وهو يقول بصرامة بصيغة الأمر
"اولاً انتِ ستكونين المسؤولة عن كل شيء يخص جهازها وتحضيراتها الاخرى ، اريد ان يكون كل شيء كامل ومثالي بدون اي نواقص ، ثانياً سترافقك بكل الطلعات والمشاوير للأسواق والمحلات وستكون معكِ بكل شيء تفعلينه ولا تفعلينه ، ثالثاً سيكون عليكِ تعليمها اصول واجباتها ومهامها اتجاه زوجها واتجاه عائلته ، والصورة التي سوف تعكس تربيتنا لها واحترامنا وسمعتنا ، اصول اللباقة ، واصول التصرف ، واصول الأدب ، وكل شيء يخص حياتها الزوجية حتى تصبح مثلك تماما ولا تخيب ظننا بها لاحقا ، لذا كل شيء بات يعتمد عليكِ وحدك الآن"
تبسمت شفتيها بارتجاف مشدود بانت الخطوط حولها وهي تهمس بطاعة
"امرك يا باشا ، اعتبر الامر منفذ"
نقل نظره هذه المرة للساكنة بجانبها وهو يقول لها بابتسامة جانبية
"مبارك لكِ الفوز باليانصيب ، محظوظة مثل شقيقتك !"
نحتت تقاسيمها بقسوة وعيناها بأحجار منصهرة وهي تقبض على يدها الحرة بقوة حتى خدشت باطنها ، ليتجاوزها بعدها وهو يسير بعيدا قبل ان يخرج صوتها لأول مرة بقهر مكتوم
"من اخذ رأيي !"
توقف لبرهة قبل ان يستدير نحوها قائلا بخفوت مبهم
"ماذا قلتِ ؟"
سحبت كفها وهي تفلتها بقوة قبل ان تستدير نحوه بملامح جامدة بدون اي حياة ، لترفع ذقنها بإيباء وهي تقول بخفوت واجم
"لم تأخذ موافقتي ، أليس الموضوع يتعلق بي شخصيا ! لماذا لم تأخذ رأيي ؟"
نظر لها بهدوء وهو يحرك كتفيه باستخفاف قائلا ببرود
"ليس هناك داعي ، بما ان الجميع موافقين والكل راضي لا ارى سبب للسؤال ، وانا اعلم جيدا بالجواب فلماذا السؤال ؟"
زمت شفتيها بعبوس وهي تهمس من بينهما بقنوط
"انت لا تعرف"
عقد حاجبيه بتركيز وهو يقول بضيق
"ماذا تريدين ان تقولي ؟"
اخفضت نصف جفنيها للحظة ثم فتحتهما على اتساعهما وهي تقول بصوت جامح
"انا لا اريد الزواج منه ، وغير موافقة على هذا الزواج"
حدق بها بجمود غير معبر قبل ان يستدير عنها قائلا ببساطة
"هذا الأمر لم يعد راجع لكِ ، ولم يعد يخصك ، فهو يخص مصالحنا بالعمل ، وهذه العلاقة قد باتت مصدر قوتنا ونجاحنا الوحيد"
ردت عليه بسرعة بخفوت متشنج
"وهل تُفضل النجاح بالعمل على حساب حياة ابنتك ؟"
قست نظراته وهو يصرخ بصوت عالي افزعها
"مديحة خذيها لغرفتها حالا ، فليس لدي مزاج للتكلم والنقاش اكثر"
صرخت بصوت اكثر ضراوة تتمرد على امره
"انا لن اتزوج بمزاجك ، لن اتزوج برضاك ، هذا الزواج لن يتم إذا كنت ارفض هذه العلاقة ، فأنا التي سأتزوج وليس انتم ! انا التي اتحكم بمصيري وليس انتم ! انا التي سأتزوج ، ولن يرغمني احد على هذا الزواج ، لن تستطيع ان ترغمني...."
صرخ بصوت جهوري زلزل الجدران حوله
"كفى !"
تجمدت بمكانها وهي تراقب بخوف الذي استدار نحوها بلمح البصر ثم اتجه صوبها بخطوات واسعة ، وما هي ألا لحظات فاصلة حتى فاجأتها صفعة ادارت وجهها للجهة الثانية وكسرت كبريائها ، لترفع عينين تشوشت الصور بهما وهي تراقب الذي اشار بأصبعه نحوها قائلا بقسوة
"اخرسي يا وقحة ، كي لا اعلمكِ حدودكِ بهذا المنزل والحقوق المفروضة عليكِ اتجاه والدك !"
بادلته النظر بجمود بدون ان يرف لها جفن وكأنها تستوعب ما يجري والصفعة التي تعرضت لها ، ليمسك بعدها بذراعها بقسوة آلمتها وهو يجرها خلفه قائلا بغضب
"هيا تعالي معي ، وانا سأعطيكِ درس بالأدب لن تنسيه بحياتك ، لتحاولي مرة اخرى التطاول بالكلام على والدك ، اقسم بالله لن ارحمكِ !"
تعثرت بخطواتها على الدرج وهي تحاول مجاراة سرعته بالنزول والتملص من قبضته ، لتسمع صوت مديحة التي كانت تجري خلفهما بهلع
"اشرف ، اشرف تمالك نفسك ، الفتاة اخطئت ولم تقصد ذلك ! ماذا تنوي فعله بها ؟ اتركها هذه المرة حبا بالله ! اغفر لها خطأها وتوب عنها !"
سقطت بالنهاية بداخل غرفة مظلمة لا يوجد مسرب للنور بها قبل ان تجذبها قبضته على شعرها من تحت وشاحها ، ثم قال بخفوت شرس هادر
"كرري هذا الكلام مجددا ولن ارحمكِ بعدها ، يبدو بأن الحياة عند خالتك افسدتكِ بدلالها المفرط وطريقة تربيتها لكِ ! ولكنني اعدكِ ان اعيد تربيتك بطريقة واسلوب اشرف زيدان ، بالرغم من انني تأخرت بضمكِ لعائلتي وقصرت معكِ حتى تلونتِ بطريقة ومستوى معيشتهم ، ولكن الآوان لم يفت بعد على إصلاح خطأي وجعلكِ تصبحين ابنة اشرف زيدان عن حق وحقيق ، فأنا لن ارسلكِ له ألا عندما اقوم بتربيتك جيدا وتهذيبك يا ابنة الحسب والنسب"
دفع رأسها بعنف حتى ارتطمت بالأرض ثم غادر من عندها وهو يصل للباب ويغلقه خلفه بقوة ، لتسمع بعدها صراخه وهو يأمر مديحة التي لحقتها لهنا بصوت غاضب
"لن تدخلي كأس ماء لها ، وإذا حاولتِ فعل شيء بدون رضاي لا تلومي حينها سوى نفسكِ ، على احدهم ان يلقنها درسا بالأدب ، وانا من سيفعل ذلك معها ، سمعتي !"
قابلت الصمت من الطرف الآخر قبل ان تسمع صوت المفتاح يدور بقفل الباب وهو يغلقه عليها ، لتتحرك خطواته الثقيلة وتغادر محيطها ويغيب كل شيء بعالمها عدا نشيج انفاسها وهي تخرج من صدرها بتمزق مهلك ، لتستند بنفسها على مرفقيها وهي تنزع الطوق عن رأسها وترميه بكل قوة حتى تدحرج على الارض وانفرطت اللآلئ عنه وانتهى بلا قيمة او لمعان مثلها تماما بدون احد او سند...فمن كانت تظنهم سندا هم اول من خانوها وطعنوا بها !....
___________________________
دخلت الغرفة بوجل لترفع ذراعها بسرعة وهي تتلقى الوسادة التي ضربت مرفقها وسقطت ارضا ، لتخفضها بعدها وتشاهد ابنتها تعيث بغرفتها دمارا وهي ترمي بكل شيء تطاله يدها ارضا ، لتجري من فورها نحوها وتمسك مرفقيها تديرها نحوها وتصرخ بها بصرامة تكبح جنونها
"اضبطي نفسكِ يا جيهان ، اضبطي اعصابكِ ، فما تفعلينه ليس الحل ابدا ! انتِ تخطئين بحق نفسكِ !"
نظرت لها لوهلة بعينين سوداوين سال الكحل منهما قبل ان تنفض ذراعيها بقوة وهي تصرخ بجموح
"اتركيني ، لا تلمسيني"
رفعت يديها عاليا بدون ان تلمسها وهي تقول بتروي
"حسنا اهدئي قليلا ، وخذي نفس عميق ، لنتناقش بيننا بدون صراخ او عصبية ، حسنا !"
تنفست بهدير عالي وهي تنفض خصلات شعرها خلف كتفيها بعد ان تناثر بتشعث ، لتقول والدتها بهدوء جاد وهي تشير بيدها حولها
"ما فائدة كل هذا الغضب والثورة ؟ لقد قلبتِ الغرفة رأساً على عقب ! هذا الغضب لن يجلب لكِ اي راحة او منفعة ، انتِ فقط تهلكين نفسكِ...."
قاطعتها جيهان سريعا وهي تنظر لها بقتامة
"وهل انا مرتاحة الآن ؟ هذه الراحة لن اجدها بحياتي !"
تنفست بيأس وهي تخفض ذراعيها هامسة بوجوم
"اسمعي ما سأقول ، انا....."
قالت جيهان بغضب اكبر وهي تنفض ذراعيها على جانبيها بانفعال
"كلا لن اسمعكِ بعد الآن ، فكل ما حدث معي بسببكِ انتِ ، بسبب الأمل الذي منحتني إياه بعدها سرقته مني بقسوة ، ما كان عليكِ الكذب عليّ وجعلي اعيش على الأمل الكاذب ! ما كان عليكِ التكلم بموضوع زواجي امامي ! لقد وضعتني بوضع لا احسد عليه ! اشعر بنفسي الآن اقل بكثير من الآخرين ، لقد محيتِ قيمتي وصورتي امام نفسي ! لم اعد الآن اساوي شيء !"
كسى الحزن محياها وتجمعت الخطوط حول عيناها وهي تهمس بخفوت مستاء
"انا بالتأكيد لم اقصد ان اخذلكِ او احزنكِ يا ابنتي ، فليس هناك ام تتمنى ان تكسر بناتها او تشعرهن بالنقص ، لقد حدث سوء تفاهم كبير من قبلي ، فأنا عندما اخبرتني مديحة عن قدوم ذلك الرجل لمنزلنا بعد كل تلك السنوات بزيارة رسمية ، عرفت بأنه جاء ليطلب يد ابنتنا ، وقد فهمت ذلك من تلميحاتها وتلبكها بالكلام امامي ، ولم يخطر ببالي ان تكون ابنة المشؤومة هي المقصودة ! لقد طار تفكيري بعيدا ورسمت خيالات عن زواجكِ انتِ ، ومن شدة فرحي لم استطع ان اخفي عنكِ مثل ذلك الخبر الذي كان صعب الكتمان عليّ ! وبدون ان اتأكد جزمت بأنه يخصك انتِ ، لم اعرف قط بأن الموضوع كله مدبر ومخطط من اجل تلك الحشرية ! لقد كانت صدمة لنا جميعا !"
حدقت بها بدموع سكنت عيناها وهي تهمس بخفوت مجروح وكفها على صدرها
"مصدومة ! انا مكسورة يا امي ، لقد كسرتني بشدة ، امام تلك الابنة الطفيلية انا خسرت ، لقد سرقوا سعادتي مجددا ، وانا سحقوني بقسوة مثل الذبابة ! على الأقل لو انكِ لم تخبريني ، لو انكِ لم تأمليني ، لو انكِ نبهتني ، لكانت خسارتي اقل بكثير وسهل تجاوزها ، ولكن هذه المرة انا اصبحت حقا فاشلة ودون عن المستوى ! ويبدو لن اترفع بحياتي ابدا !"
حركت رأسها بالنفي وهي تلامس ذراعها هامسة بتشجيع
"لا يا ابنتي ، انتِ لستِ كذلك ، لا تحبطي نفسكِ هكذا ، وهذه ليست نهاية العالم ! هناك الكثيرون يتمنون الارتباط بعائلتنا ! انتِ لستِ اقل منهم ، ولستِ اقل من ابنة الحداد تلك !...."
ارتمت جالسة على السرير بانهيار وهي تقول بخفوت ناقم
"ابنة حداد ، او خباز ، فقد حصلت على مبتغاها بالنهاية ، سنوات وانا انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر وهي سرقته مني بسهولة ! فازت بالرجل الذي كان عازف عن الزواج سنوات بعد موت دلال ! ربحت الكأس بسهولة بدون اي عناء ، وهي لم يمر ايام على دخولها عائلتنا واخذت كل شيء منها بغمضة عين ! اخذت المكانة والحب ، الرفعة والسمعة ، وآخرها زوج دلال الذي كان الجميع يتمنى نظرة واحدة منه ! آلاف الفتيات كانوا ينتظرون امامه ان يشفق عليهن ويمنحهن مكان بحياته ! وهي سرقته بسهولة مثل سرقة الحلوى من يد طفل !"
راقبتها بصمت عاجز حتى ضمت ساقيها بحضنها ودفنت وجهها هامسة بخفوت منتحب
"كيف فعلت ذلك ؟ ما هو نوع السحر الذي تستخدمه ؟ كيف اقنعته بفكرة الزواج ؟ كيف نجحت بها ؟ هل انا فاشلة لهذه الدرجة ؟ ألا استطيع النجاح مثلها ! كل الذي تمنيته اخذته مني وبات بمتناول يدها ، سرقت الأمل الوحيد المتبقي لي ، املي بحياة اجمل...."
بترت كلماتها وهي تجهش ببكاء عالي تشدد من ضم ذراعيها حول ساقيها ، لتتنهد رقية بأسى وما ان كانت ستتكلم حتى قاطعها دخول الابنة الصغرى عليهما وهي تركض نحوهما هاتفة
"اسمعوني ، اسمعوا ما حدث...."
توقفت امام كف والدتها وهي تقول بخفوت صارم
"اصمتِ ولا كلمة ، ألا ترين الحال التي نحن بها ! هل هذا وقت سماع سخافاتك وترهاتك ؟"
امسكت بكفها بسرعة وهي تقول بخفوت مندفع
"ولكن الموضوع مهم جدا ، وسوف تودين سماعه...."
نفضت كفها على جانبها بقوة وهي تقول بعنف
"داليا ! ألا تسمعين ما اقول !"
نطقت داليا بسرعة تفرج سراح الكلام بفمها
"الاميرة الضائعة حبست بالمخزن بالطابق الأرضي"
رفعت حاجبيها بصدمة وهي تهمس بخفوت خطير
"عن ماذا تتكلمين ؟"
حركت رأسها بخوف وهي تلوح بيديها هامسة بشرح
"اقصد سراب لقد صفعها والدي وسحبها للمخزن وحبسها بداخله ، وقال بالحرف الواحد ألا يدخلوا لها كأس ماء ومن يعصي امره سيكون حسابه عسير !"
اتسعت حدقتاها بصدمة تماثل صدمة الجالسة على السرير وهي ترفع رأسها بانتباه ، لتقول رقية بحاجبين معقودين تحاول استيعاب كلامها
"لماذا تصرف هكذا ؟ ما هو السبب ؟"
مالت عيناها السوداوان بحزن وهي تهمس بخفوت متبرم
"لأنها رفضت الزواج من سفيان ، وتمردت وتطاولت بالكلام على والدي"
ارتسمت الصدمة على محياها وهي تهمس بعدم تصديق
"غير معقول ! ماذا فعلت تلك المجنونة ؟"
كانت جيهان عكسها وهي تصرخ بصوت ساخر انما مستنكر
"هذا هراء ! وانتِ صدقتي بسرعة ! ليس هناك اي فتاة عاقلة ترفض الزواج من رجل مثله يملك كل شيء تحلم به الفتاة ، هي فقط تتدلل وتظهر نفسها الفتاة صعبة المنال صاحبة الكبرياء ، واعرف جيدا هذا النوع من الفتيات وقد قابلت الكثير منهن بحياتي ، مجرد منافقات مزيفات ، بلا حياء او دم ، ويظنون انفسهن محور الكون !"
غيم الصمت على كليهما قبل ان تتدخل صاحبة الخبر وهي تقول باستياء حزين
"لا اعتقد ذلك فقد رفضت الزواج بشدة ، ولم يأخذ احد برأيها ، والجميع وقف ضدها ولم يدعمها احد ، وهي ايضا لديها الحق باختيار شريك حياتها الذي تريده ! أليس كذلك ؟"
ردت عليها جيهان بخفوت شرس
"انتِ لا تعرفين شيء ! فأنتِ ما تزالين صغيرة ولا تفقهين شيء بهذه الأمور ! ليس لديك خبرات ودروس بالحياة مثلي ، لذلك قفي على جنب وإياكِ والتعاطف معها وقول بأنها بريئة ومظلومة ! فهذه النوعيات من البشر هي اكثر النساء خبثا ودناءة بالعالم !"
عبست ملامحها بوجوم وهي تهمس بخفوت متذمر
"انتِ فقط تظلمينها....."
قاطعتها بغضب ضاري وهي ترمي كفها بالهواء
"اخرسي لا اريد سماع رأيكِ ، لم يكن ينقصني سواكِ الآن ! اغربي من غرفتي حالا ! لا اريد هذه الاشكال بغرفتي ، اذهبي إليها ودافعي عنها بعيدا عني ، اخرجييي...."
"جيهان !"
صرخت والدتها بصرامة نافذة وهي تناظرها بغضب ، لتشيح بوجهها بعيدا عنهما وهي تتكور حول نفسها وتكمل نحيبها بصمت ، لتزفر انفاسها بحسرة وهي تلتفت نحو ابنتها قائلة بجدية
"هيا يا ابنتي لنخرج من الغرفة ونترك شقيقتك لوحدها ، فهي تحتاج للوقت المنفرد مع نفسها ، ونحن سنتناقش بكل شيء بالخارج"
لم تستطع الاعتراض فقد كانت والدتها تمسك بذراعها وتسحبها معها للخارج بقوة بدون صوت ، وما ان اغلق الباب خلفهما حتى مسحت جيهان دموعها بقسوة وهي تهمس بخفوت جامد النبرة
"الزمن يعيد نفسه وهزمت مجددا امام الثانية ، شقيقات عائلة جبريل مثل العفاريت يدمرون حياتي ويعيثون بها فسادا !"

يتبع.......


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-23, 02:38 AM   #264

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 843
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

تنفست الصعداء ما ان انتهت من تعديل الوشاح حول وجهها بانضباط عالي وكأنها ترسم شكل هندسي ، لتتأمل شكلها لحظات كئيبة تعبر عن الظلام بروحها استحوذت عليها منذ ايام وغزت عالمها مثل البكتيريا عندما تنتشر بالجسد ، لتحدق بحالها وملابسها السوداء الحالكة وكأنها عادت لما كانت عليه قبل سنوات الفتاة الحادة ، وكل شيء حولها ينمو ويكبر ويزهر ألا هي لا تتغير وتبقى بحجمها وافكارها وهيئتها وملابسها ، وكأنه كتب عليها ان تعيش هكذا طيلة عمرها....
امسكت بياقة قميصها الاسود تفك اول زرين كي يدخل مسرب للهواء برئتيها ، لتغطي الفتحة بوشاحها الطويل تستر نفسها ، اخفضت يديها بعدها وهي تتنفس بهدوء مرتجف ولكن افضل حالا عن السابق ، فقد اصبح اقصى ما تستطيع فعله هو التنفس بانتظام والحفاظ على قوتها البدنية والذهنية بصحتهما...
افاقت على صوت رسالة وصلت لهاتفها بسرعة البرق ، لينتفض قلبها بصدرها بعنف وهي تمد كفها وتلتقط هاتفها من فوق طاولة الزينة ، فتحته بعدها وهي تتأمل الرسالة على طرف الشاشة ثواني قبل ان تدخل لها وتظهر امامها
(هل ستأتين اليوم للجامعة ؟)
تنفست براحة عندما خالفت ظنونها ولم تكن من كانت تتوقعه وسبب هواجسها لأيام ، لترسل لها بسرعة كلمات موجزة
(نعم قادمة)
خرجت من صفحة الرسائل لينتقل اصبعها لقائمة الاتصالات ثم قائمة المحظورين ، لتتأمل بعدها اسمه يشع بينهم يستطيع الخروج لها بأحلامها ويقظتها ، وقد ابادته من حياتها منذ تلك المشادة وذلك اليوم الذي انتهى بأسوء نهاية ، وهو من قضى على وجوده بحياتها بيديه لينضم للقائمة السوداء وفئة الاعداء بحياتها !
خرجت من القائمة بسرعة واقفلت الهاتف قبل ان تمسك حقيبتها وتضعه بداخلها ، لتضع بعدها حزامها فوق كتفها وهي تلبس سوارها الاحمر حول رسغها بآن واحد ، انطلقت من فورها خارج الغرفة حتى وصلت السلالم وتسمرت امامها ، لتأخذ انفاسها بروية وتخرجها ببطء تشحن قوتها لما هو قادم ، فبعد كل هذه الايام سوف تضطر لمقابلته وجلوسها معه بنفس المكان ساعة سفرها للجامعة ! كيف ستتحمل كل هذه المسافة ؟
وصلت نهاية السلالم بدون ان تشعر وهي تقف بمكانها لثواني ، لتسير بعدها باتزان باتجاه الصالون وهي تلاحظ خلو المكان من افراد العائلة وكأنها تقطن وحدها بالمنزل ، لتتجمد اطرافها ما ان قابلت الواقف يعطيها ظهره امام المدخل منشغل بالعمل على هاتفه ، لتبتلع ريقها بوجل وهي تهمس بخفوت مهذب
"صباح الخير ، انا اعتذر عن التأخير ، فقد كنت....."
تسمرت بمكانها ما ان استدار نحوها بكلتيه وعرفت هويته وهو يقول بضجر واضح
"لماذا كل هذا التأخير ؟ هل تعرفين كم الساعة !"
اتسعت حدقتاها الخضراوان وفغرت فاها بآن واحد وهي تهمس بانشداه
"هيثم ! هل انت من سيوصلني للجامعة ؟"
ادار عيناه بنفاذ صبر وهو يقول بجمود
وهل هناك احد غيري سوف يتبرع بإيصالك ؟""
هزت رأسها بالنفي وهي تهمس بخفوت متلعثم
"كلا ليس هذا مقصدي ، ولكن متى عدت انت ؟"
رفع الهاتف امام نظره ينشغل عليه وهو يقول ببساطة
"بمساء الأمس وصلت ، واضطررت ان ابكر رحلتي من اجلكِ"
تبرمت شفتيها وهي تهمس بتردد
"وماذا عنه ؟ اعني هو ذهب وانت جئت...."
بترت احرفها ما ان نظر لها بقوة ثم قال بهدوء جاد
"لم افهم ما تقولين !"
ضمت شفتيها بتوتر وهي تشيح بنظرها هامسة باستياء
"لا تهتم ، لا تكترث له ، مجرد هراء"
عاد للعمل على هاتفه بدون ان يدقق كثيرا بكلامها ، لتجول بنظرها حولها بارتياب وتنظر له هامسة بحيرة
"اين همّ افراد عائلتي ؟ اين سفيان وحذيفة ! أليس هناك احد !"
ردّ عليها هيثم بعدم اهتمام
"مشغولين بمسؤوليات الحياة ، واحد منشغل منذ الصباح مع فريق البناء بالقرية المأهولة ، والآخر منشغل بتجهيزات عقد قران...."
انتبهت مع آخر مقطع من كلامه وهي تردد بغباء شديد
"عقد قران ! من هو الذي سيعقد قرانه ؟"
اطبق على اسنانه وهو يدير رأسه بعيدا هامسا بحنق
"سحقا لي !"
شهقت بإدراك وهي تدور بسرعة وتقف امامه على اطراف اصابع قدميها هامسة بذهول
"هل سفيان هو من سيعقد قرانه ؟ شقيقي انا سيتزوج ! هل سيتزوج حقا ؟ سيتزوج ، سيتزوج....."
قاطعها وهو يلوح بكفه بضيق
"توقفي عن ترديد نفس الكلمة مثل الببغاء الذي علق منقاره بداخل بوق !"
استقامت بوقوفها سريعا وهي تكتف ذراعيها هامسة بجدية
"إذاً اخبرني بالحقيقة ! هل سفيان هو من سيتزوج ؟ هل هو من كنت تتكلم عنه الآن ؟"
رمقها بطرف حدقتيه وهو يقول ببرود تمثيلي
"من قال ذلك الكلام ؟"
ردت عليه لورين بخفوت محتد
"انت لا تعرف الكذب لأنك قليل الكلام ، لذلك اعترف الآن بالحقيقة ، وألا لن اتركك وشأنك طول الساعات المقبلة...."
اجل سيتزوج ، فقط كفي عن الكلام وإزعاجي !""
اشرقت ملامحها بعد كلامه ودخل النور لها وهي تهمس بلهفة واضحة
"سيتزوج ! ولكن متى حدث كل هذا ؟ وبهذه السرعة ! متى قرر فعلها ؟"
نظر لها بجمود وهو يخفض هاتفه قائلا ببرود
"قبل يومين ذهب لطلب يد الفتاة من أهلها ، وموعد عقد القران لم يحدد بعد ، ولكن الأكيد بأنه سيتزوج قريبا"
حدقت به بصدمة لحظات تحاول استيعاب كل المعلومات التي وصلت لعقلها بتحديث جديد ، لتهمس بعدها بابتسامة رقيقة تضم يديها امام صدرها
"هذا يعني بأنها حقيقة ! سفيان سوف يتزوج مجددا ، الحمد لله ياربي ، الحمد لله"
بادلها النظرات بصمت حتى قالت بسرعة تتابع كلامها بحماس
"من هي ؟ من هي التي سوف يتزوج بها ؟"
تنفس بقوة وهو يدس الهاتف بجيب بنطاله قائلا بحزم
"لن استطيع ان انقل لكِ معلومات اكثر ، فهو قد شدد على سرية الأمر وعدم اخبار احد عنه ، ومن هنا حتى عقد قرانه لن يشهر عن هذا الزواج ولن يعلم عنه احد ، لذا إياكِ وان تفتحي فمكِ امام احد وبأنكِ عرفتي عنه مني ، هل كلامي مفهوم ؟"
عقدت حاجبيها بوجوم وهي تهمس باستنكار
"من يود ان يخفي خبر سعيد كهذا ؟ لماذا تستكثرون السعادة على انفسكم !"
اظلمت ملامحه وهو يقول بصوت صارم
"لورين هل فهمتي ما اقول ؟"
اخفضت نظرها بإحباط وهي تهمس بقنوط
"مفهوم"
حرك ذراعه بعيدا باتجاه باب المنزل وهو يقول بأمر
"هيا تحركي بسرعة ، فقد تأخرنا كثيرا بسبب ثرثرتك ، يا له من صباح !"
غادر من امامها بسرعة يسبقها بالخروج من المنزل بدون ان يسأل عنها ، لترفع نظرها عاليا وكفها فوق قلبها هامسة بابتسامة عاطفية
"على الأقل احدهم بات يفكر بمستقبله ، اتمنى ان تهدي البقية كذلك وترشدهم بطريقك ، وتسعد عائلتي بما يتمنوه ويخفونه بقلوبهم !"
زفرت انفاسها براحة قلبية وهي تخفض كفها وتمسك حزام حقيبتها قبل ان تسرع بخطواتها خارج المنزل....
___________________________
كانت جالسة تشرب من بكيت عصير بالفراولة وتشرد بالطريق امامها بلا هدف وهي صامدة على مقاعد انتظار الحافلة ، حتى فاجأتها التي انتشلت العصير منها ورمته عاليا كي يسقط بسلة المهملات بجانبهما ، لترفع نظراتها بصدمة وهي تهمس بخفوت مستاء
"لماذا فعلتي ذلك ؟ ألا ترينني ما زلت اشرب به !"
امسكت خصرها بيد واحدة وهي تهمس بغيظ
"رأيت ذلك ، ورأيت ايضا بأنكِ منذ ساعة وانتِ تشربين به حتى اطلق صافرة الانتهاء ! لذلك رحمته منكِ ورميته بدلا عنكِ !"
اشاحت بوجهها بضيق وهي تهمس بوجوم
"وما لذي يضايقكِ انتِ ؟ انتِ حقا غريبة !"
ردت عليها بانفعال مفاجئ
"لأنني انا...."
زمت شفتيها تسكت نفسها غصبا كي لا تفضح نفسها بفورة توترها وانفعالها ، وهي منذ الصباح تتصرف بالنقيض عن نفسها بسبب تحمل عبأ تلك المهمة الأصعب بحياتها ! وأي خطأ صغير بها سوف يتم القضاء عليها !
هل انتِ بخير ؟""
نظرت لها بحيرة تستوعب سؤالها قبل ان تهمس بخفوت تلوح بكفها
"نعم بخير ، فقط متضايقة قليلا من اقتراب نهاية الاختبارات"
اومأت برأسها بهدوء قبل ان تسارع روان بالكلام بجدية
"هيا بنا نتحرك فنحن نضيع وقتنا بالكلام ، ولن تنسي بأنه لدينا طريق طويلة للوصول لمنزلي وقضاء باقي وقتنا سويا !"
عقدت حاجبيها وهي تنظر لها هامسة بوجوم
"ولكنني لم اؤكد لكِ بعد موافقتي على المجيئ"
تنفست روان بجمود وهي تكتف ذراعيها قائلة بتصلب
"بالله عليكِ يا لورين ، افعلي شيء واحد بدون تردد او خوف من النتيجة ، فإذا قضيتِ حياتكِ خائفة من المخاطرة لن تتقدمي بحياتك مطلقا ، وستبقين بمكانكِ ذاته وتعجزين قبل اوانكِ وقبل ان تعيشي سنكِ !"
تبرمت شفتيها وهي تهمس بخفوت باهت
"الموضوع لا يتعلق بخوف او تردد ، ولكنني حقا لست بمزاج جيد يسمح لي بالذهاب معكِ ، وتعلمين جيدا بالظروف التي امر بها"
لوحت بيديها وهي تقول بتذمر منفعل
"ما هي ظروفك ! هو عقد قران قريب ، وزوج مثل ابن عمكِ ، ما هي الاشياء التي تحزنك وتعكر مزاجك ! بل عليكِ ان تكوني سعيدة وطائرة من الفرح لأنكِ سوف تستقرين بحياتك وتتزوجين !"
تنفست بلهاث جامح والأخرى تبادلها النظر بحذر ، حتى اخفضت نظرها هامسة بخفوت ميت
"ليس على الجميع ان ينظر للزواج من منظورك ، فأنا املك معنى آخر عنه يخالف افكاركم"
ابتلعت ريقها بقوة تتمالك نفسها قبل ان تقول بخفوت ارق
"حسنا انسي كل هذه المواضيع ، فأنا قد طلبت منكِ زيارتي من اجل قضاء الوقت معا واستغلال نهاية فصلنا الجامعي ، فلن نرى بعضنا مجددا وسننتظر لبداية الفصل القادم ! لذلك ما هو المانع لو نرفه عن بعضنا قليلا ونضع كل نكد الاختبارات جانبا ؟ ولا تنسي بأنني قد نفذت كل طلباتك منذ الصباح وفعلت كل شيء تحبينه كي لا تجدي حجة ترفضين بها بعدها !"
حدقت بها لبرهة قبل ان تهمس بتردد
"ماذا لو نأجلها يومين ؟ فقد بقي ايام على نهاية الاختبارات !...."
قاطعتها روان وهي تنفض بذراعيها على جانبيها بجموح
"لا يوجد تأجيل ، فالوقت قصير جدا ، وبما اننا عقدنا العزم فلا تراجع ، لذلك رجاءً وافقي ، رجاءً ، رجاءً ، رجاءً"
تنهدت لورين بقلة حيلة وهي تهمس بخفوت
"حسنا سنذهب"
صفقت بيديها وهي تهتف بحماس
"Yes"
حدقت بها بصمت قبل ان تمسك بذراعها وتسحبها واقفة معها قائلة بعجلة
"هيا بنا اسرعي ، لن نصل إذا بقينا بمكاننا"
ركضت معها بالطريق تجاري سرعتها وهي تقول بتزمت
"ولكن لن استطيع التأخر ، وعليّ ان اعود بسرعة لأنني...."
ردت عليها تتكلم نيابة عنها
"اعلم ذلك ، اعلم لا تقلقي من شيء"
بعد مرور نصف ساعة وصلتا امام الشقة وهي تفتح الباب بالقفل وتسارع بالدخول ، لتلتفت نحو الواقفة خلفها تتأمل الجدار بسكون وكأنها بعالم آخر ، لتبتسم بارتجاف يشوبه الخوف وهي تهمس بتوتر
"لورين عزيزتي لماذا لا تدخلين ؟ تتصرفين وكأنكِ تزورين شقتي لأول مرة !"
نظرت لها بسرعة وهي تهمس بابتسامة رقيقة
"لقد شردت لوهلة ، يبدو بأنني كثيرة التشتت اليوم ، سوف ادخل الآن"
اخذت انفاسها ببطء قبل ان تدخل امامها وتنضم إليها ، لتمسك حزام حقيبتها تحملها عنها وهي تشير بذراعها الاخرى للداخل قائلة بترحيب
"هيا ادخلي ، وانا اهتم بحقيبتك ، تصرفي وكأنكِ بمنزلك"
اومأت برأسها بأدب وهي تتجاوزها بصمت حتى استقرت جالسة فوق الأريكة بالصالون ، بينما كانت روان تعلق حزام الحقيبة فوق الشماعة وهي تفعل المثل مع معطفها ، لتمسح يديها بملابسها بتوتر وهي تتخذ قرارها بثواني قبل ان تلتفت نحوها وتقول بجمود مفاجئ
"لقد نسيت ان احضر شيء مهم موجود عند جارتي بالأعلى ، تركته بالأمس معها ونسيت المرور عليها"
رفعت حاجبيها الرقيقين وهي على وشك الكلام لولا التي سبقتها وهي تجري نحو الباب قائلة بعجلة
"لن اتأخر عنكِ"
عبست ملامحها وهي تدير رأسها هامسة بوجوم
"ما بها يا ترى ؟ تتصرف بغرابة وكأنها تتهرب مني !"
تنفست بإنهاك وهي تميل بجسدها بصمت حتى تأوهت بألم وهي تشعر بشيء حاد يغرس بقدميها ، لتقف بسرعة على طولها وتتأمل الارض حولها لتكتشف وجود شظايا غير مرئية متناثرة بالأرجاء ، لتهمس بعدها بوجل خافت
"ما هذا ؟ هل هذه آثار حطام زجاج ؟ هل هذه المجنونة تحطم اثاث منزلها بفورات غضبها !"
ابتلعت ريقها بارتعاش وهي تدلك على عنقها من تحت وشاحها ، لترفع نظرها فجأة هامسة بخفوت ممتعض
"يا لها من مستهترة ! كيف لم تلحظ وجود هذه الشظايا ارضا ؟ حتى التنظيف خلف مخلفاتها لا تجيده !"
حركت رأسها بيأس وهي تسير فوق مواقع الشظايا على الارض تتفاداها بدون ان تلامسها ، لتتسمر بعدها ما ان سمعت صوت خطوات تدخل من الخارج وتغلق الباب خلفها ، لتزفر انفاسها وهي تهمس بخفوت واجم
"واخيرا عدتِ ! لماذا تأخرتِ ؟"
ساد صمت غريب من طرفها وكأنها تكلم السراب ! لتعقد حاجبيها بارتياب وهي تهمس بتوجس وقلبها ينبض بخوف
"روان ! روان هل هذه انتِ ؟"
سكنت بمكانها لوهلة تستوعب صوت الأنفاس القوية التي بدأت تتردد بأذنيها ، قبل ان تستدير بسرعة وتهمس بآن واحد
"روان...."
توقفت انفاسها مع تجمد الكلام بحلقها وكل اعصابها الحسية والجسدية تتسمر مثل التمثال الحي ، ملامحها شاحبة تضاهي بياض الاموات ، وحدقتاها شاخصتان يتوقف الزمن بهما ، وشفتاها ترتعشان بقشعريرة لا تمت للبرد بصلة انما الخوف سيطر عليها ، وقلبها الميت ساقط بقاع الارض ، وكل هذا ولم يصدر الواقف امامها اي حركة وهو ملثم الوجه وملفوف بالعمامة !
لا يظهر منه سوى عيناه السوداوان اكبر دليل على هويته وإثبات وجوده ! وقد قام بالسطو على الشقة وحياتها ! وخدعها بمكر لم تنفذ منه لمرة لتكون هذه المرة الثانية التي تقع بها بمصيدته !
تتبعت حواسها حركته الأولى وهو يرفع يده وينزع الوشاح عن وجهه بلحظة وتظهر ملامحه القاتمة التي تغيرت لشيء اسوء عن السابق ، وكأنها تقابل الشيطان بعينه ! فماذا سيكون هناك كابوس اسوء من هذا ؟
ارتجفت كل اجزائها دفعة واحدة ما ان لوح بكفه قائلا بفحيح شرس
"مرحبا لورين خاصتي"
حركت لورين رأسها بالنفي وهي تهمس باضطراب منفعل غير مدرك
"كلا ، كلا...."
تلاشى كلامها وتركيزها وهي تفقد وعيها وتسقط ارضا حتى كادت تضرب رأسها بحافة الاريكة وتلقى حتفها لولا انزلاق قدمها على شظايا الزجاج وتفادي الخطر...لتنتهي متمددة ارضا وجسدها متكور حول نفسها مثل الشرنقة التي انكسر غشائها وتسربت...

يتبع........


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-23, 02:41 AM   #265

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 843
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

استيقظت من النوم بكسل وهي تمد كفها من تحت الغطاء وتغلق المنبه الذي ازعج منامها ، لتعود بعدها لدفن رأسها تحت الوسادة تتنعم بالراحة والسكينة بأحلامها الوردية ، ولم تهنئ بها سوى لحظات فقد جاء الإنذار الثاني على صوت ملعقة تطرق فوق باب غرفتها بصخب تذكرها بموعد الاستيقاظ وانتهاء مهلة راحتها ، لتزفر انفاسها بقنوط وهي تخرج رأسها من تحت الوسادة بدون ان تفتح عينيها هاتفة بنشاط
"انا مستيقظة ، مستيقظة ، لست نائمة"
اختفى الصوت بعدها وغادرت خطواتها بلحظات ، لترتمي نائمة على ظهرها وهي تنفض الغطاء عنها بقدميها تأخذ وقتها بالنهوض والخروج من عالم احلامها ، صلبت ظهرها باستقامة وهي تدلك عنقها وكتفيها بيديها وكأنها تمارين الصباح قبل النهوض...
بعد ان استعدت جيدا نهضت عن السرير وهي تتجه مباشرة للحمام الملحق بعينين مغمضتين حتى اصطدمت بأكثر من عائق بطريقها مثل القطة الضريرة ، لتنتهي بعدها امام المغسلة وهي ترمي الماء على وجهها عدة مرات وتفرك جفنيها بقوة ، حتى استطاعت فتح عينيها اخيرا ورؤية الحياة بوضوح وكأنها الآن فقط افاقت من نومها...لتفزع من شكلها وهي تبدو لوحة عن الذهول او تعبير عن الخوف الشديد ! خاصة بشعرها البني المنفوش الذي شكل صواعق وشرارات حولها والهالات السوداء التي تستحوذ على محيط عينيها الحمراوين مثل جمرتين ساقطتين من الفضاء !
نفضت رأسها بسرعة وهي تكمل غسل وجهها وتتوضأ معها للصلاة ، وبعد ان قامت بالصلاة وارتدت ملابسها بغضون دقائق حتى كانت تخرج من الغرفة تتجه بطريقها للمطبخ تصارع الوقت ، لتتوقف بسرعة وقد ازكمتها رائحة البيض المقلي مع الطماطم والشاي المنقوع بالنعناع والخبز الطازج الساخن والذي يعتبر اشهى فطور بحياتها وكأنها لم تتناول طعاما من قبل !...
ضبطت نفسها وهي تستعد وتدخل للمطبخ بثقة قائلة بحيوية
"صباح الخير"
رفعت الواقفة امام الموقد رأسها وهي تقول بخفوت مرح
"وها قد شرفت المتأخرة ، متأكدة بأنها قضت الوقت نائمة وبدأت بعدها تصارع نفسها كي تتجهز بدقيقتين"
تبرمت شفتيها بعبوس طفولي قبل ان يرفع الجالس حول المائدة رأسه وهو يتابع جريدة بين يديه قائلا
"صباح النور يا ابنتي ، لا تستمعي لكلام والدتك ، ونوم العوافي"
اشرقت ابتسامتها بسعادة كما تشرق الشمس بالصباح على نافذة غرفتها ، لتلوح بقبضتها بإبهام مرفوع وهي تقول بامتنان كبير
"شكرا لك على الدعم ، انت افضل عم بالعالم ، واعطيك عشرة إعجاب مني"
ضحك بخفوت بشوش وهو يرفع إعجاب لها ايضا قائلا بسعادة
"وهذا إعجاب مني لابنتي الجميلة"
ردت عليه بضحكة جميلة حتى قاطعتها زوجته قائلة بتذمر
"اجل شجعها ، شجعها على الخطأ ، لم يفسد الفتاة سوى دلالك لها !"
اتسعت ابتسامته بصفاء محياه وهو يقول بعطف
"وكم فتاة لدي كي ادللها ! هذه وحيدتي وبهجة روحي ! لذا يليق بها الدلال"
تغضنت طرف ابتسامتها بحياء وهي ترفع قبضتها الاخرى وتقول بسعادة اكبر
"عشرون إعجاب لأفضل عم لهذه السنة"
ردها بابتسامة متزنة قبل ان تركض نحوه وتعانقه من مكانه وهي تتأرجح بجسدها مثل طفلة صغيرة صارخة بحب
"وايضا حضن كبير"
ضحك من فوره بسعال طفيف وهو يربت على ذراعيها المعانقتين ، لتقول الاخرى بخفوت صارم
"سراب توقفي ! انتِ لم تعودي طفلة حتى تتصرفي هكذا !"
تركته بسرعة وهي تتراجع للخلف بأدب قبل ان تتلقاها ذراع عضلية تخنق عنقها ببطء ، حتى صرخت من فورها بوجه محمر محتقن
"كاسر ايها المجنون ! اترك عنقي سوف تقتلني !"
ردّ عليها كاسر بضحكة رجولية مرحة
"صباح الخير يا مشاغبة ، كيف هو تمرين اليوم ؟"
ردت عليه بصراخ وهي تحاول التحرر من ذراعه
"اتركني يا مختل ! توقف عن استخدامي تمرين يومي لك ! فأنا لست دمية تدريب امامك"
اتسعت ابتسامته وهو يصرخ بأذنها بنشوة
"ولكنكِ لن تنكري بأن عضلاتي قوية وتكسر اقوى المصارعين بحركة واحدة ! فقد افادني كثيرا التدريب بالنوادي ونمت لي عضلات جديدة وصلبة ، واصبحت املك قوة تساوي عشر مصارعين على الحلبة !"
ردت عليه بنفس مستوى صراخه وهي تدفعه بمرفقيها بغضب
"لقد خرقت طبلة اذني بصراخك ، اتركني قبل ان اركلك ، اتركني قبل ان اجعلك حطاما !"
ضحك بمرح اكبر وكأنها تداعبه وهو يقول بحيوية الشباب
"حاولي يا مشاغبة وانا اعرف كيف اردها لكِ ، هذه الحركة تسمى خنق الخصم حتى الموت ، واحد ، اثنان...."
صرخت سراب باستنجاد
"اميييي"
انقضت والدتها عليهما وهي تضرب ذراعه بملعقتها قائلة بغضب صارم
"اتركها يا كاسر ، اتركها قبل ان احرمك من تناول الطعام معنا ، واحرمك من شراء مشروبات الطاقة !"
تركها كاسر ضاحكا وهي تتنفس بتعب وتمسد على عنقها براحة ، ليقول بعدها بخفوت متشدق وهو يرفع ذراعيه لرأسه
"يا لكِ من صغيرة ضعيفة ، لم تتحملي ثواني تحت ذراعي وبدأت تستنجدي ! ماذا ستفعلين بحياتكِ عندما تواجهين خصوم اشراس ؟"
لوت شفتيها بضيق وهي تهمس بغيظ
"على الأقل لن يكونوا ذو اطباع فظة مثلك"
نظر لها بعبوس وهو على وشك الرد قبل ان تسبقه والدته وهي تصرخ بهما وتلوح بالملعقة بكفها
"يكفي لعب ولهو انتما الاثنان ، واجلسا على المائدة بأدب ، وانهوا طعام فطوركما ، لن اتحمل شجاركما والفك بينكما !"
ذهب كاسر للجلوس بينما اتجهت سراب للمائدة وهي تلتقط رغيف خبز وتدهنه على عجل وكأنها بسباق ، لتقول خيرية وهي تناظرها بعتاب جاد
"ماذا تفعلين يا سراب ؟ اجلسي على الأقل دقيقتين كُلي لقمتين على مهل ! دائما تكونين على عجلة من امرك"
حركت رأسها بالنفي وهي تدس لقم بيض مع طماطم بفمها وتدهن شطيرة بذات اللحظة ، ثم همست بخفوت محشور
"لا استطيع يا خالتي ، لقد تأخرت كثيرا على المدرسة ، ولدي اليوم مسابقة بالفيزياء ، وانا مشاركة بها واسمي الأول ، لذلك عليّ الإسراع"
عقب كاسر ساخرا بسماجة
"اتركيها يا امي فهي عليها ان تلحق رسالة الدكتوراه"
لم تنظر له وهي تنشغل بتناول الطعام وترد عليه بنفس سماجته
"متحمسين كي نراك وانت تلاحق الوظيفة بعد خمسين سنة ! ايها الغيور الفظ !"
تجمدت ملامحه وهو يزمجر من بين اسنانه بغضب ، بينما قالت خالتها بإصرار على موقفها
"لن ينفع هكذا ، عليكِ ان تتغذي جيدا وتغذية لدماغك ، وقد صنعت كل هذا الطعام من اجلك ، انتِ...."
لوحت بكفها بسرعة وهي تضع الشطيرة بداخل حقيبتها قائلة بجدية
"اعتذر جدا ، ولكنه يتوجب مني الرحيل الآن ، انا حقا مستعجلة ، لن استطيع ان انتظر اكثر ، سامحيني"
غادرت بسرعة باتجاه باب المطبخ قبل ان تلتفت نحوهم وتشاهدهم وهم ملتفين حول المائدة ، لتلوح بكفها عاليا وتهتف بمحبة
"وداعا ، إلى اللقاء جميعا"
رفعت خالتها كفها اولا وهي تقول بحنان
"رافقتك السلامة ، لا تنسي دعاء الخروج ، واذكار الصباح"
بينما قال زوج خالتها بابتسامة بشوشة
"انتبهي على نفسكِ جيدا يا ابنتي ، وطمئنيني عن نتيجة المسابقة اول بأول"
بينما الأخير قال لها بمرح خشن
"ارفعي رأسي بكِ واجعليني افخر بكِ ، فأنا لن اقبل بأقل من ذلك ، وإذا اخطئتِ فلا تفكري بالعودة للمنزل ، سمعتي يا ذكية العائلة !"
ضحكت بسعادة وهي تراقب وجوههم المشعة نور وكلماتهم التي تزرع كل الأمل والحياة بقلبها وبطريق دربها ، وما ان ادارت ظهرها لهم حتى انقلب كل عالمها سوادا وتغيرت كل ألوان الحب به فما عاد للأمل مكان له واختفت كل اضواء الحياة بطريقها واضحّت بظلام دامس لا بصيص للنور به !...
فتحت حدقتيها ببطء وهي تستند على الأرض القاسية كي تنهض جالسة بعد ان غفت بدون ان تشعر بنفسها ، لتمسح دموعها الملتصقة بخديها الورديين بكبرياء مشروخ وهي تتأمل المحيط حولها بعدم حياة ، كانت غرفتها صغيرة لا يمر النور عليها ولا يتسرب ! بباب حديدي صدئ مر عليه القدم وتشقق ! وارض خاوية جرداء لا يوجد بها اثاث او فراش او حياة ! اجوائها باردة وكأنها تحت الصفر المتجمد ! وكأنها تعيش بكهف انعزالي انقطعت عنها سبل الاتصال والعيش به !
تنفست بوجوم وهي تلتفت بجانبها لتلمح صينية طعام لم تكن موجودة قبلا وجاءت الآن ، وهذا يعني بأن بعض المساعدات الخيرية بدأت تصل لها بعد مبيتها ليلتين بالمكان وسجنها عن الحياة...ابعدت رأسها بقوة وهي تنهض على قدميها بارتجاف حتى استوت واقفة ، لتجر بعدها اطراف ثوبها الغالي الذي ما يزال عليها لهذه اللحظة وقد فسدت قماشته وقيمته المادية بعد استخدامه بكنس كل انحاء الغرفة .
وما ان وصلت لباب الحمام حتى تمسكت بحافته بدوار مفاجئ انتابها بلحظة بسبب انخفاض طاقتها وانقطاعها عن الغذاء ، لتتنفس بعدها للحظات قبل ان تدخل للحمام الملحق والشيء الجيد الوحيد الموجود بالغرفة القميئة التي تستخدم لتخزين المؤن والكسوة على الأغلب !...
وقفت فوق بساط قديم تستعد للصلاة وهي ترتدي الثوب ستار لجسدها والوشاح ستار لشعرها ، لتقيم الصلاة وتكمل فروضها بخشوع تام بدون انقطاع وكأنها لا تعاني من جوع ونقص بالفيتامينات والطاقة !....
وما ان انتهت حتى اخذت من الصينية رغيف خبز يابس يبدو برد من مستوى برودة المكان ، لتجلس بعدها فوق البساط الذي يعتبر انظف شيء بالمكان ، وتتأمل الخبز بين يديها بحسرة وهي تهمس بخفوت مكسور وقد فرغت طاقتها تماما
"اشتقت إليكم ، اشتقت كثيرا لعائلتي ، يا ليتكم لم ترحلوا ، يا ليتني بقيت معكم واكتفيت بكم ، ربما ما كنت حصلت على هذا الغدر من العائلة التي تسمى عائلتي وما كنت عشت بهذه الخيانة طول حياتي ! فأسوء كسر موجود بهذا العالم هو الكسر من عائلتك عندها لا شيء يستطيع جبرها !"
اكلت بعدها الخبز بنهم رغم انعدام الشهية ولكن غريزة الحياة كانت اقوى بكثير من مقاومتها واستولت على جسدها الذي يبحث عن الطاقة والوقود !...
الأب كلمة لم تكن تعرف معناها المطلق الحقيقي ، فقد تربت مع رجل ظنته والدها حتى اتضحت الحقيقة المؤلمة ، واخذت معاني ومفردات تحوي بها الكلمة بأنها الحنان والامن والسند والحب ، ولم تظن يوما بأن تكون الكلمة لها جوانب اخرى وآثار جانبية لها ! فقد كان كل همها اب تناديه بأحرف كلمة (بابا) ، واب يربت على شعرها بكل يوم ، واب يداعبها بحزنها ، واب يروي لها القصص والطرف...لم تطلب ألعاب غالية ، او ملابس وفساتين ملونة ، او حيوانات أليفة ، فقط حقها بالحصول على أب يكون كل العالم بالنسبة لها وحب يغدقها به !
الآن باتت كلمة أبي باهتة مصطنعة ، فقد اصبح بليلة وضحاها السجان ، والجلاد ، والشرير ، والباشا ، حتى لم تعد تعرف بأي وصف تصفه ويناسبه ! ام انه جزء منها كلها واجتمعت الصفات به بآن واحد ! لتحرم من الحق بكلمة ابي بسبب انكشاف حقيقة والدها كما حرمت منها قبلا بسبب انكشاف هوية والدها ، ومهما اختلفت الاسباب والظروف فالنتيجة واحدة وهي خسارة والدها مجددا !

يتبع.......


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-23, 02:45 AM   #266

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 843
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

فتحت عينيها بصعوبة وقد بدأت تستعيد تركيزها وخيوط ذهنها المتسربة مثل شبكة عنكبوتية ، لتحاول بعدها تذكر حاضرها وما تفعل وهي تعمل مسح نظري للعالم حولها ، وما ان اتضحت الصورة امام عينيها وبعقلها الذي استذكر كل الاحداث الماضية قبل الاغماء ، حتى انتفضت جالسة بذعر وهي تتجول بنظرها حولها بتخبط وانفاسها تخرج من صدرها بصراع مميت ضخ الدماء بقلبها وعروقها بعنف !
هدئت انفاسها تدريجيا ما ان اكتشفت بأنها وحدها بالمكان واختفى من كان يسبب لها كل تلك الكوابيس ، لتتأكد بعدها من وضعها وهي تتلمس حجابها الثابت وملابسها تتفحص نفسها بخوف ، زفرت انفاسها براحة جزئية وما ان نهضت قليلا حتى سقطت جالسة بقوة وهي تشعر بقيد يقيد حركتها ، لتخفض نظرها بسرعة وهي تشاهد قدمها مقيدة بحبل سميك حول كاحلها ومربوط بقدم الأريكة مثل الحيوان !
اغمضت عينيها بهلع تمحي الصور وهي تهمس بخفوت مناجي ضعيف
"يارب اجعله كابوسا ، يارب اجعله كابوسا ! يارب...."
انتفضت برجفة قوية سرت بجسدها بلمح البصر وهي تصم اذنيها عن سماع شيء سوى انفاسه التي باتت قريبة منها ، لترفع رأسها متسعة العينين باتجاه الواقف بصالون المنزل يعيد المشهد السابق قبل الاغماء وكأنه يستكمل ما كان سيفعل ، وما ان تأكدت من واقعية ما ترى واستحالة كونه كابوس حتى صرخت بجنون تتراجع بخوف
"كلا ، كلا ، ابتعد ، ابتعد...."
اتسعت حدقتاه بصدمة وهو يرفع يديه قائلا بروية
"لورين اهدئي ، لا تنفعلي ، لا تنفعلي بسرعة ! استمعي لي ، استمعي انا...."
صرخت بصوت تحشرج بحنجرتها وهي تسقط ارضا عن الاريكة وتشد قدمها المقيدة بقوة وكأن افعى تمسك بها
"اتركني ، اتركني وشأني ، ارجوك ، ارجوك"
هجم عليها بسرعة وهو يركع امامها ويمسك قدمها مثل فرس مربوطة ثم قال بخشونة خافتة
"ارجوكِ يا لورين ، ارجوكِ اهدئي ، اهدئي واسمعيني جيدا ، فأنا لن اؤذيكِ ، ولن اتجرأ على فعلها !"
قاومت نفسها وهي تحاول سحب قدمها بعنف وتستنجد بنحيب
"لا اريد ، لا اريد ، ساعدوني ، ساعدوني ، اتوسل إليكم انقذوني !"
اقترب منها اكثر وهو يمسك بذراعيها ويرفعها عن الارض بقوة ليهزها بعدها ويقول بجمود متسلط
"لن يسمعكِ احد ، ولن ينجدك احد ، ولن تحتاجي لأحد ما دمتِ موجودة معي انا ، لذا لا تخافي من شيء ، حسنا !"
رفعت رأسها ببطء مرتعش وهي تحدق به بعينين فارغتين وكأنها لا تراه امامها ، لتفاجئه بعدها بضربة بمنتصف معدته بركبتها وهي تتلوى بعنف صارخة
"اتركني يا وحش ، اتركني يا عديم الاخلاق ، اتركني ، اتركنييي..."
دفعها بعيدا بقسوة حتى ارتطمت بجانب الاريكة وهي تتمسك بها بكفيها بتشبث ، لتجهش بعدها ببكاء عالي وهي تهمس بانكسار متقطع
"اطلق سراحي ، ارجوك حررني ، حررني ، حررني من وجودك !"
صرخ بها ببأس وهو يشير لها بأصبعه
"اخرسي ، اخرسي تماما ، وألا لن ارحمكِ وسأريكِ شيء لن يعجبكِ !"
خفت صوت بكائها وبقيت فقط التنهدات القصيرة تقطع نياط قلبها قبل ان تهمس بوجوم مفاجئ
"وألا ماذا ؟ هل سوف تغتصبني مجددا ؟"
تجمدت ملامحه بنحت رخامي حتى ازداد الاسوداد بعيناه وحولهما وبداخله ، ليمسكها مجددا ويجذبها نحوه وهو يقول بأمر
"هيا قفي ، قفي معي ، وافعلي ما اقول بأدب"
حركت رأسها بالنفي وهي تهمس باضطراب منفعل
"لا اريد"
قست اصابعه على لحم ذراعيها وهو يقول بغضب اشرس
"انا امنع نفسي عنكِ بالقوة ، واحاول بكل ما استطيع الابتعاد عن اذيتكِ ، لذا توقفي عن التمرد وافعلي كما اقول"
ارتجفت عظامها وهو يدب الرعب بأوصالها ثم وقفت معه بتلقائية وجلست على الاريكة كما طلب ، ليفلت بعدها ذراعيها وينتصب امامها ثم استدار بعيدا عنها وهو يأخذ انفاسه بقوة ، وبعد مرور لحظات عصيبة نطقت بخفوت مرتجف تتمسك بيديها بحافة الاريكة
"ارجوك اطلق سراحي ، لن افعل لك شيء ، لن افعل ، فقط دعني ارحل ، اريد الرحيل...."
"كفى !"
انتفضت بخوف ما ان صرخ بغضب هادر ألجم لسانها ، لتضم كفيها بحجرها وتلصق ساقيها ببعضهما وهي تهمس ببحة باكية
"ماذا فعلت لك ؟ ماذا فعلت حتى تفعل معي كل هذا ؟ لماذا لا تكون انساني معي لمرة واحدة ؟"
استدار نحوها بهدوء وهو يفرد ذراعيه قائلا باستهجان
"انا لست انساني معكِ ! لقد كنت كل تلك السنوات اراعي مشاعرك واعاملك بكل طيب قلب ، انتِ من غدرتي بي بنهاية المطاف وليس انا !"
سكنت بمكانها للحظات وهي تحاول استيعاب كلامه الاخير ببطء مستصعب ، ليتقدم منها وينحني على جذعه قريب منها ثم قال بخفوت خطير
"انتِ ستتزوجين ! صحيح !"
ابتلعت لورين ريقها برعب حتى غصت بأنفاسها وهي تشدد على كفيها بحجرها بصمت ، لينتصب واقفا بلحظة وهو يصرخ بجموح غاضب
"تتزوجين من غيري ! تتزوجين بدون ان تعلميني ! كيف نسيتني بهذه السرعة ؟ كيف خرجتُ من حياتك ؟"
ردت عليه بسرعة بخفوت متضرع
"هم ارغموني على الزواج ، هم اجبروني عليه ، لم يكن بإرادتي ، لم يكن بإرادتي ابدا"
شهقت برعب ما ان ضرب قدم الطاولة بقدمه وهو يصرخ ببأس
"وتكذبين ايضا !"
وضعت يديها على اذنيها وهي تحرك رأسها هامسة بإعياء
لم اكذب عليك""
انحنى امامها بلحظة وهو يقول بخفوت شرس
"اعلم ذلك من الصور التي انتشرت عنكما ، ماذا بخصوص تلك الصور ؟ وما علاقتكما ببعضكما ؟ وكيف توطدت علاقتكما للزواج ؟"
ردت عليه لورين بخفوت متحشرج تتعثر بكلماتها
"لم تتطور علاقتنا ، هو مجرد صديق ، صديق لي ، الوحيد الذي عاملني جيدا ، ولكنه بعدها خانني ! وتبين بأنه لديه نوايا سيئة نحوي !"
استقام امامها بقوة وهو يقول بصوت تضخم بعنف
"عليكِ ان تخرجيه من حياتك ، اخرجي كل جنس مذكر غريب من حياتك ، فأنا فقط سأكون الموجود بها ، سأكون الموجود بحياتك"
رفعت عيناها الكبيرتان تكسوهما غمامة من الدموع وهي تهمس بأنين مجروح
"ارجوك حل وثاقي ، واتركني اغادر ، اتركني واعدك ألا اكرر خطأي مجددا ، لن اخطئ بحياتي !"
حدق بها بغموض وهو يضرب بذراعه بالهواء قائلا بغضب متملك
"انتِ لن تخطئي بحياتكِ ، لأنه لم يعد هناك مجال للخطأ ، ولم يعد هناك اخطاء تغفر وتحسب !"
نظرت له بخوف حقيقي وهي تهمس بتوجس
ماذا ستفعل بي ؟""
انحنى على جذعه ببطء وهو يحط بكفه على جانب وجهها قبل ان تشيح به بسرعة ، لتتجمد عيناه بلحظة ويمسك بفكها بقسوة وهو يديره نحوه ويقول بخفوت قاسي
"انتِ ستكونين ملكي ، ولن يمنعني عنكِ احد بعد الآن ، يا غجريتي"
تعاقبت انفاسها برعب وهي تحرك رأسها بتلوي وكل اجزائها تهتز حرفيا ، لتشعر بأنفاسه الحارقة على خدها وكأن الزمان يعيد نفسه وهي تستدرج لنفس فخه القديم مع اختلاف الوسائل والاسباب ، وما ان كاد يقبلها حتى قاطعه صوت الهاتف بصخب يخترق الاجواء الصامتة حولهما ، ليتنفس بعدها بضيق وهو يترك فكها ويبتعد عنها بسرعة كي يعطيها ظهره ويخرج هاتفه من جيب بنطاله .
اخذت انفاسها بحذر وهي تراقب ظهره المستقيم بتشوش غيم على نظراتها يكاد يغشى عليها ، لتقاوم نفسها اكثر وهي تنهض بصعوبة وتنخفض على ركبتيها لتحاول فك الحبل المعقود حول كاحلها ، ولم تنتبه لانتهاء المكالمة واستدارته نحوها وما ان ابصرها حتى هجم عليها يكبل ذراعها وهو يقول بجموح
"ماذا تظنين نفسكِ فاعلة ؟"
نظرت له بشحوب وهي تهمس بأنفاس ذاهبة
"فقط اتركني اذهب للحمام ، احتاج للذهاب للحمام ، اشعر بالغثيان والتعب ، ارجوك فك وثاقي"
ضيق حدقتيه بجمود وهو يقول بشك
"هل انتِ متأكدة ؟"
اومأت برأسها باهتزاز وهي تهمس بتعب واضح
"نعم متأكدة ، ويمكنك انتظاري امام الحمام إذا كنت خائف من هروبي"
عقد حاجبيه بحدة وهو يقول بجمود كاسر
"وإذا كنتِ تكذبين فأنتِ...."
ردت عليه بخفوت مندفع
"يمكنك فعل ما تشاء بي ، فقط اسمح لي بالذهاب ، ارجوك اريد الذهاب"
حدق بها لبرهة قبل ان ينخفض ويفك وثاقها بيد وهو يمسكها بيده الاخرى ، ليوقفها بعدها وهو يكبل ذراعيها بلحظة قائلا بتهديد
"إياكِ والتفكير باللعب عليّ والهروب مني ، فأنا لن اترككِ حتى اقرر ذلك ، لذا انتبهي على نفسكِ جيدا ، هل كلامي مفهوم ؟"
اومأت لورين برأسها بصمت بدون ان تنبس ببنت شفة ، ليسحبها بعدها من ذراعها باتجاه حمام الضيوف بنهاية الرواق ، وما ان وقف امامه حتى دفعها بداخله وامسك بالباب وهو يقول بتصلب جاد
"اقضي حاجتك بالمكان واخرجي بعدها ، ولا تتأخري اكثر من خمس دقائق ، سأكون امام الباب ، انتبهي !"
اغلق باب الحمام عليها وهي تبتلع ريقها بصمت تفكر بكلامه الذي سبب رعشة بقلبها ، لترتمي بعدها امام المرحاض وهي تفتحه بسرعة وتتقيأ بسائل زهري ثقيل تشكل بمعدتها وآلمها ولم يكن سوى عصير الفراولة المحلي ، ما ان انتهت حتى وقفت امام المغسلة تغسل وجهها عدة مرات بقوة عله يستعيد لونه ويصحو قليلا من غفوته .
مسحت وجهها بالمنشفة البيضاء المعلقة وهي تتأمل انحاء الحمام الانيق تفكر بسبيل للهروب ، لتهمس بعدها بتخبط وهي تنشج بأنفاسها بخوف
"ياربي اعطيني الطريق للنجاة ، ياربي انجدني من عذابي ، انجدني ياربي"
اغمضت عينيها للحظات تدعو بسرها قبل ان تفتحهما بقوة وتبصر شيء جذب انتباهها ، لتعيد المنشفة لمكانها وتلتقط علبة رشاش تخص قتل الحشرات مثل المبيد ، لتعزم امرها وهي تهمس بحسم
"انت سلاحي الوحيد بهذه الحرب ، لذا ارجوك اقتل عدوي وانهي عليه"
سمعت صوت طرق عالي على باب الحمام قبل ان تتجه نحوه وتقف امامه تماما ، لتزفر انفاسها بقوة وهي تمسك مقبض الباب بيد وتفتحه من فورها ، ليظهر امامها العدو وهو يصرخ بنفاذ صبر
"لماذا تأخرتِ ؟ هل انتهيتِ من...."
اندفعت بالهجوم وهي ترفع الرشاش امامه وتطلق المبيد على وجهه تماما ، ليصيب الهدف عيناه وهو يرجع بسرعة ويصرخ بغضب وحشي
"ماذا فعلتي ؟ ايتها المخادعة الغجرية ! انا لا ارى شيئاً ! عندما امسك بكِ لن تستطيعي الافلات مني"
انهت كل علبة الرشاش عليه وهي تستمر بلا توقف او انقطاع ، وما ان فرغت حتى لمحته يقترب منها مغمض العينين وبلا تفكير رمت علبة الحديد على رأسه اصابت جبينه ثم عرقلته وسقط ارضا ، لتلوذ بعدها بالفرار وهي تنطلق باتجاه المخرج قبل ان تنتشل حقيبتها من الشماعة وتغادر بها ، بينما الذي تركته خلفها بحالة يرثى لها كان يصرخ بها بوعيد ناري
"لورييين ، لن تنفذي من فعلتكِ ، حسابك عسير عندي ، لن ارحمكِ بعد هذه الخيانة !"
كانت لورين تركض على الدرج تكاد تتعثر بدرجاتها وتكملها دحرجة كي تنتهي بأجزاء مكسورة بعد كل ما حدث معها ، بدون ان تعي النظرات بالأعلى التي كانت تراقبها بصمت والخوف يتربص بها بقيود حديدية منعتها من نجدتها قبلا ولحاقها الآن وقلبها يصرخ بألم
"لقد تدمرت ، دمرت ماضيي ، والآن حاضري ، لم يبقى شيء لم ادمره !...."
______________________________
كانت تهرول بالطريق تسرع بخطواتها وتحاول الاستناد بكل جدار تمر به تستمد العون منه ، حتى توقفت بتعب تلهث بنزاع وهي تتحسس نبضات قلبها والتي توشك على اختراق صدرها ووصول صوتها لعنان السماء ، لتبتلع ريقها بطعم الفراولة السامة التي ما تزال عالقة بمجرى تنفسها مثل المرض...وهي ترفع رأسها وتشتت نظرها حولها بخوف قبل ان تضيع بالطرقات والمعالم وتفقد مسار العودة للمنزل !
ارتمت ذراعيها على جانبيها والدموع تحتشد بحدقتيها الواسعتين تتجول بنظرها حولها بضياع ، وكأنها قطة مشردة بالشارع بلا ملجئ ، او طفلة اضاعت والديها وبقيت وحيدة ، وهي بكل الاحوال وحيدة واصبحت الآن اكثر وحدة وضياعا بلا مسكن او احد يعينها بالحياة !
سيطرت على نفسها ما ان لاحظت بعض النظرات تتوجه نحوها بغرابة ثم اكملت سيرها بسرعة تهرب من كل شيء امامها ، لتصل بعدها للسلالم وهي تنزلها بعجلة قبل ان تتوقف فجأة وتتمسك بالحاجز بعون ما ان تشوشت الرؤية امامها وداهمها دوار عنيف ، وكأنها بداخل عاصفة مجنونة اقتلعت كل شيء حولها ودمرت عالمها بأسره !
اخذت لحظات تستعيد تركيزها وتقاوم دوارها بقدر ما تستطيع وكأنها تحارب آلامها ، وهي تضغط بإصبعيها على صدغها وتغلق جفنيها على دموعها بقسوة ، لتنتفض بعدها بذعر ما ان شعرت بيد غريبة تلمس مرفقها ، وما طمئنها هو صوت صاحبتها تهمس برقة والذي جاءها مثل بصيص الأمل بآخر النفق
"هل انتِ بخير يا فتاة ؟"
استقامت بهدوء بدون ان تترك الداعم لها وهي تختلس النظر بحذر ، وما ان ابصرت شابة عصرية بعمرها او اقل حتى همست بخفوت مشدوه بعدم تركيز
"من انتِ ؟"
ارتجفت ملامحها بتردد وهي تسحب يدها وتهمس بخفوت لطيف
"انا ، انا عابرة سبيل ، وعندما وجدتك بهذه الحالة قلقت عليكِ ، لذلك سألتكِ عن حالك ، ولم اقصد ان اكون متطفلة"
اخفضت رأسها وهي لا تستوعب نصف ما قالت بسبب التشوش بعقلها وذهاب تركيزها ، لتهمس بعدها بخفوت جاد تتقمص الطبيعية
"شكرا لكِ ، ولكنني لا احتاج للمساعدة ، انا بخير ، بخير جدا"
حركت رأسها بعدم اقتناع وهي تقول بخفوت عابس
"هذا ليس واضح عليكِ"
رفعت رأسها باهتزاز وهي تبادلها النظرات بحيرة ، لتقول بسرعة بتصحيح وهي تحرك كفها بعفوية
"اقصد بأنكِ لا تبدين بخير ، ملامحك شاحبة ، وجسدك يهتز ، ولا تستطيعين الوقوف جيدا ، وكأنكِ قابلتِ اشباح بطريقك او قاتلين متسلسلين بالأفلام !"
اتسعت حدقتاها بخوف شلت حركتها وكأنها تصور واقعها قبل قليل واسوء منه بكثير ، لتتنحنح بسرعة وهي تهمس بخفوت محرج
"اعتذر منكِ ، يبدو بأنني قد بالغت بالكلام التافه وانتِ بهذه الحالة ، وانتِ تقولين بنفسكِ الآن ما بال هذه الغريبة تحشر نفسها بحياتي ! ولكن هل انتِ بخير حقا ؟"
حدقت بها للحظات قبل ان تشيح بوجهها بعيدا وتهمس بخفوت مشتد
"نعم بخير ، فقط متعبة قليلا من المرض ، ولكني حقا بخير"
اومأت برأسها بصمت ثم التفتت لورين مجددا وهي تهمس بخفوت مستاء
"فقط مساعدة صغيرة ، اين اصبح موقف الحافلات الخاص بالرحلات للمناطق الشرقية ؟"
عقدت حاجبيها بتفكير وهي تشير بذراعها امامها قائلة بشرح مبسط
"عليكِ السير بطريق مستقيم بعدها الانحراف لليسار عند منعطف الإشارة"
رفعت رأسها حيث تشير قبل ان تهمس ببهوت
"حسنا فهمت ، شكرا لكِ"
ابتعدت قليلا عن الحاجز وهي تنزل على درجات السلم ثلاث خطوات ، وما ان تركت الداعم لها حتى اختل توازنها وكادت تسقط عن الدرجة لولا التي تمسكت بها بآخر لحظة تسندها بالكامل عليها ، لتتنفس بعدها بخوف وهي تمسح على جبينها الشاحب بكفها هامسة بقلق
"يا فتاة ! يا جميلة افيقي ! هل انتِ بخير ؟"
تمسكت بذراعيها تهزها منهما وما ان شعرت بالحِمل ثقيل عليها حتى هبطت جالسة بها على درجات السلم ، ارجعت رأسها للخلف وهي تمسح على خديها بكفها وتهمس بخفوت وجل
"يا اميرتي الجميلة ! استيقظي ! هل انتِ معي ؟ هل تسمعيني ؟"
فتحت نصف جفنيها وهي تومئ برأسها وتبعد يديها عنها هامسة بخفوت متعثر
"اجل بخير ، اخبرتكِ بأني بخير"
تنفست بقلة حيلة وهي تمسك حقيبتها البيضاء وتخرج منها زجاجة ماء صغيرة ، لتفتح لها غطائها وتمدها نحوها هامسة بقوة
"هيا اشربي من الماء ، قد يعيد بعض اللون والنشاط لكِ ، اشربي على الأقل ولو جرعة"
نظرت لها بهدوء ثم للزجاجة امامها قبل ان تأخذها منها وتروي بها عطشها وكأنها ارض ظمآنة ، ولم تدرك بأنها انهت الزجاجة كلها وشربت الماء بأكمله ، لتقول بعدها الجالسة بجانبها بابتسامة مرتاحة
"على الأقل شربتي ورويتي عطشكِ جيدا"
ضمت الزجاجة ين يديها وهي تحيد بنظرها نحوها هامسة بخجل
"اعتذر لقد شربتها بنهم ، ولم اعرف بأنها انتهت...."
حركت كاميليا رأسها بسرعة وهي تهمس بعطف
"لا بأس عندي ، فأنا لم اكن عطشانة بقدرك ، وايضا كل من يشرب ظمآن له اجر كبير عند الله"
شردت بنظراتها بالفراغ لوهلة قبل ان تستعيد تركيزها وتضع الزجاجة بحضنها هامسة بتشتت
"شكرا لكِ ، يتوجب علي الذهاب الآن ، عن إذنكِ"
نهضت معها بنفس اللحظة وهي تمسك بذراعها بتلقائية قبل ان تجتازها بخطوة ، وما ان التفتت نحوها بوجوم حتى همست بخفوت مساند
"ما رأيكِ ان اوصلكِ لموقف الحافلات ؟ فلن اطمئن عليكِ ألا عندما اوصلك لهناك واتأكد بأنكِ بالمكان الصحيح ولم تضيعي عنه ، حسنا !"
حدقت بها بحزن عميق ثم راقبت كفها التي تشبثت بذراعها تساعدها بالتوازن وكأنها عكاز لها ، فلماذا تساعدها بكل هذا اللطف ؟ ولماذا تشعر بها قريبة جدا منها وتلامس قلبها ؟ وكأنها تعرفها منذ سنوات بدون رؤيتها او مقابلتها !
ارتجفت انفاسها ما ان جذبتها بقوة هامسة بابتسامة واثقة
"هيا بنا يا جميلتي ، سنتأخر هكذا ، هيا بسرعة"
طاوعت امر قلبها وسمحت لها بقيادتها وهي تنزل باقي الدرجات وتكمل طريقها على الرصيف ، وبعد لحظات بددت الصمت هامسة بخفوت متساءل
"هل تسمحين لي ان اعترف لكِ بشيء ؟"
نظرت لها بصمت واجم حتى بادلتها النظر هامسة بابتسامة جميلة
"انتِ تملكين عينان جميلتان جدا ! لم ارى بجمالهما بحياتي ! عيناكِ سبحان المعبود !"
رمشت بعينيها لحظتين قبل ان تخفض نظرها هامسة بحياء
"شكرا لكِ ، هذا لطف منكِ"
دققت بالنظر بها وهي تقول بابتسامة مرحة
"هل احد والديكِ اجنبي ؟ ام كلاهما عربي ! فلن يكون كل هذا الجمال من عربي !"
ابتلعت ريقها بجمود وهي تراقب الطريق بلا روح تختلط الافكار بعقلها وتموج بتيارات عالية ، ليجذبها صوتها الانثوي الرقيق وهي تهمس بارتباك
"يبدو بأنني قد تدخلت كثيرا بشؤونكِ ، ولكنني احاول تغيير الاجواء الباردة حولنا ، كي لا تملي بالطريق"
زمت شفتيها بعبوس وهي تخفض نظرها هامسة بهدوء
"والدتي اجنبية ، اما والدي فهو عربي الأصل"
ردت عليها من فورها بجزم
"يعني ورثتِ لون عيناكِ من والدتك ، واغلب صفاتها الجمالية"
بهتت ملامحها بدون ان تتكلم وهي تشدد على يدها الحرة بقوة تحرقها الغصة بأحشائها ، ولم تفق بعدها سوى على صوت الحافلة التي استقرت امام موقف الحافلات ، لتقول بعدها وهي تسحب ذراعها بهدوء
"حسنا ، يمكنني ان اكمل وحدي من هنا ، شكرا على تعبك...."
قاطعتها كاميليا بجدية وهي تواصل سحبها نحو الحافلة بحزم
"هل تمزحين ؟ بما اننا قد وصلنا لهذا الحد لا بأس لو اكملناها وتأكدنا من وصولك سالمة ، فهكذا لن يرتاح ضميري ألا عندما انهي هذه المهمة"
انصاعت لها بصمت وهي تشعر بنفسها تنجذب لها لا إراديا حتى اوصلتها بالفعل لكرسي شاغر بالحافلة واجلستها عليه ، لترفع اصابعها امام جبينها وهي تقول بقوة
"وهكذا يمكننا القول بأننا وصلنا للنهاية وحان وقت رحيلي ، رافقتك السلامة يا جميلة"
اومأت برأسها بوهن وهي تهمس بابتسامة باهتة
"شكرا لكِ حقا ، لقد ساعدتني كثيرا ! انا مدينة لكِ بالكثير"
اتسعت ابتسامتها بلطف وتغضنت اطراف حدقتيها السوداوين وهي تهمس برقة
"انتبهي على نفسكِ جيدا ، فلن اكون معكِ حيث ستذهبين"
ردت عليها بنفس ابتسامتها ولكن اكثر حياة
"شكرا لكِ ، وإلى اللقاء"
اخفضت اصابعها وهي تلوح بكفها وتغادر بسرعة من الحافلة قبل ان تذهب بها ، لتقف بعدها اسفل نافذتها وهي تلوح لها عاليا وتهتف بقوة
"اعتني بنفسكِ جيدا يا جميلة"
تحركت الحافلة بسرعة وانطلقت بعيدا عن انظارها تدريجيا حتى اختفت تماما ، لتنظر بعدها لزجاجة الماء الفارغة التي ما تزال بيدها وهي ترفعها امامها ، تبسمت شفتيها بهيام تفكر بشيء آخر تماما حلق عقلها نحوه بدون استئذان....
ضربت زجاجة الماء على جبينها هامسة بخفوت مؤنب
"توقفي عن التفكير به يا كاميليا ، لقد اصبحتِ مهووسة بأصحاب العيون الخضراء ! وكل من لون عينه خضراء استحوذ على تفكيرك بالكامل !"
تنهدت باستياء وهي تضبط نفسها وتتجول بنظرها حولها تتأكد من عدم سماع احد حديثها مع نفسها ، قبل ان تغادر بسرعة من المكان بطريق معاكس تكمل يومها الحافل....

نهاية الفصل بانتظار تفاعلكم وآرائكم بالفصل بفارغ الصبر ♥️♥️


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-23, 07:59 AM   #267

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 282
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

ررررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررووووو وووووووووووووووووعة
روز علي likes this.

al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-23, 11:11 PM   #268

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 963
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

روووعه البااارت ...يارب البارت الحاي ينزل قبل وقته????
روز علي likes this.

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-23, 11:11 PM   #269

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 963
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

روووعه البارت ..متحمسه للجاس نبيه قبل وقته????
روز علي likes this.

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-23, 02:12 PM   #270

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,187
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

كامليا والعيون الخضراء. الختامي احاي شي التقو الاختان اخيرا
روز علي likes this.

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.