06-08-23, 01:57 AM | #111 | ||||
| هي ابنة القمر قلبها ك عنقود عنب يسكر من ذاق حلاه تلامس النجوم بكفيها تراقص الفراشات في مشيتها رقيقة ك أزهار النرجس ناعمة قوية ك أشجار الصنوبر فارعة بيضاء هي .نور الشمس احتكرت جمال الأرض وأسرت أفئدة رجالها هي انثى الياسمين وللحياة شغفها هي الجمال والدلال ولسحرها تنحني الشمس كبرياء يسطر في واحات أفكارها هي النور والحور وكل شيء بذهول تلك الفاتنة البيضاء هي معشوقتي الفصل الحادي عشر.......... دخل من باب المنزل بملامح مكفهرة وهو يسير باتجاه بهو المنزل الفارغ بطابع موحش وكأن لا ساكنين يقطنون بالمكان ، ليقف بعدها بمنتصف طريقه وهو يتأمل الاضواء المتفرقة التي تضيء اماكن وزوايا محددة بالمنزل الكبير الاشبه بقصور العصور الوسطى مبني على حجارة اجداده وتسكن به العائلة الحاكمة ، اخفض نظره ببرود ما ان خرج جسم صغير من زاوية مظلمة اتضح اكثر بلحظة دخوله ببقعة الضوء القريبة ، وما هي ألا لحظات قليلة حتى انطلق الطفل يركض بأقصى سرعة وهو يصرخ بحماس عالي اثار الضوضاء الغير متوقعة بصمت المكان "خالي حمزة ، خالي جاء ، خالي....." صمت بلحظة ما ان وصل لهدفه وهو يعانق ساقيه بذراعيه ويلصق جسده الضئيل به وكأنه قابل رجل العيد للتو ، بينما حمزة لم يظهر اي تعبير على ملامحه وهو يحدق برأسه الصغير غزير الشعر ويستمع لصوته البريء الذي خرج بسعادة بالغة "خالي حمزة جاء اخيرا ، جاء من اجلي ، جاء لرؤيتي" تشنجت طرف ابتسامته بجمود وهو ينتظر ابتعاد هذا الكائن الطفيلي الذي التصق به بوقت يحتاج فقط لسعة كهرباء كي يشعل المكان من حوله ، ليتكلم الطفل مجددا ببراءة منطلقة بدون ان يأبه بمشاعر الشخص الذي يحتضنه لقد اشتقت إليك كثيرا يا خالي ، انا احبك ، احبك كثيرا"" تنفس حمزة بعناء وهو يحرر بقايا رماد مشتعل بداخله لم ينطفئ للآن ، ليبتعد الطفل اخيرا ويرحمه من عقابه وهو يرفع رأسه له ويهمس بخفوت متردد "خالي ، هل يمكنني سؤالك ؟" اغمض عينيه لبرهة يلهم نفسه الصبر ويكبح شيطان غضبه قبل ان يفتحهما على صوته يهمس بوجل "خالي حمزة" اخفض رأسه بدون النظر له مباشرة وهو يقول من بين اسنانه بنبرة خاوية "تكلم ايها القزم الصغير ، ماذا تريد ؟" عبست ملامحه بحزن وهو يحني عينيه الزرقاوين بأسى هامسا بمرارة "لم يعودوا للآن ! لقد تأخروا كثيرا" عقد حاجبيه بحيرة وهو يقول بخشونة "من هم الذين لم يعودوا ؟" ردّ عليه بنفس الصوت الحزين المكسور "امي وجدتي ، ذهبوا منذ ساعات ، ولم يعودوا !" رفع رأسه بتفكير كما حاجبيه وهو يقول بخفوت واجم "واين ممكن ان تكونا قد ذهبتا ؟" رفع انس رأسه بسرعة وهو يهمس بعفوية "ذهبتا للحفلة ، هكذا اخبروني قبل ذهابهما ، وقالتا لي ايضا بأنه لا يسمح باصطحاب الصغار للحفلات" ضيق عينيه السوداوين وهو يحدق به بغموض قائلا باستهجان "حفلة !" رفع يديه الصغيرتين يلوح بهما بإشارات طفولية وهو يقول بشرح تفصيلي بحدود فكره "تزينتا من الرأس للقدم ، ولبستا ثياب جميلة ، ولمعان وبريق على وجوههما وملابسهما" راقب حركاته ببرود جليدي بدون ان يعطي تعبير او رأي على كلامه ، حتى جاءت صاحبة الحضور المتأخر وهي تهرول قائلة بهلع "انس ، انس ، صغيري ، اين اختفيت ؟" وقفت تلهث بمكانها بتعب وهي تنظر لرأس الطفل الذي لم يكن ينظر لها بل ينظر لخاله ، وما ان توجهت نظرات حمزة نحوها حتى اطرقت برأسها للأسفل تتحاشى النظر عنه وهي تهمس باحترام خافت "انا اعتذر يا سيد حمزة ، لقد سهوت عنه قليلا....." قاطعها حمزة بقوة متسلطة وهو ينظر لها بقسوة "ليس هناك مبرر لما حدث ، أليست هذه وظيفتك التي وضعناكِ من اجلها ! لماذا ندفع لكِ المال وانتِ لا تؤدين واجبك ؟ خطأ واحد آخر وتفصلين من العمل !" ارتجفت بمكانها بخوف وهي تهمس بخفوت ممتثل "حاضر يا سيدي ، سأكون اكثر حذرا" نظر لها بتمعن للحظات وهو يقول بهدوء جامد النبرة "اين امي وسلسبيل ؟ وما هي الحفلة التي ذهبتا لحضورها ؟" ردت عليه من فورها بخفوت مهذب "ذهبتا لمنزل السيد مفلح الكايد ، فقد تجهزتا منذ الظهيرة لحضور حفلة ستقام هناك" غامت ملامحه بسحب ضبابية وهو يشيح بنظره جانبا ويقول بصوت قاتم "خذي الطفل معكِ للغرفة ، ولا تبعدي ناظريكِ عنه مجددا" اومأت برأسها بطاعة وهي تمسك بمرفق الطفل تحاول سحبه معها قبل ان يتمرد عليها ويقول للرجل الذي لم يفارقه بعينيه "متى ستعودان امي وجدتي ؟ هل سيتأخران ؟" رمقه بطرف عينيه بجمود وهو يقول بجفاء قاسي "نعم ستتأخران ، لذا اذهب للنوم حالا ولا تنتظرهما اكثر" تبرمت شفتيه بحزن حتى ترقرقت الدموع بمقلتيه الكبيرتين وهو ما سمح للمربية بسحبه معها والابتعاد من امامه ، تنفس بعدها بقوة وهو يوجه نظره سريعا للذي خرج من الرواق البعيد وهو يسير نحوه مباشرة ، وما ان وقف امامه حتى قال من فوره بهدوء عملي يوصل الرسالة الباردة السيد الكبير ينتظرك بالمكتب ، فلا تتأخر بالقدوم إليه"" غادر بعدها من امامه بدون ان يضيف كلمات اخرى على الأمر الذي اوصله له وكأنه يعمل عندهما ، ليحرك فكه بتهكم وهو يغرز اصابعه بشعره الاسود يعيده للخلف بعنف ويفسد تصفيفته ، ليمشي بعدها بطريقه بخطوات كسولة وهو يدس يديه بجيبي بنطاله ويجتاز الممر الطويل وصولا للغرفة الاكبر ومركز القوة بالقصر . وقف امام الباب الاسود ذو المقبض الذهبي وهو يفتحه بدون طرق ليطل عليه المكتب الافخم بالغرفة...المكتب الذي صنع بخشب اسود فاخر وما يشتهر باسم خشب السدر الجبلي...وجدران ونوافذ عالية موحدة بلونين الابيض والبيج الفاتح...واثاث ورفوف كتب عتيقة بلون البني الداكن ولوحات جدارية نادرة والتي لا توجد سوى بهذه الغرفة... تقدم بخطواته يتمشى بثقة باتجاه الجالس خلف المكتب والذي ينافسه بنظرات عتيدة لا تهاب شيء بحكم الجينات ، ليصل امامه ويقف بميلان وهو يقول بابتسامة باهتة غير معبرة "مساء الخير يا ابتي ، هل استدعيتني لمكتبك ؟ هل هناك من خطب ؟ فأنت عادةً لا تدخلني مكتبك سوى نادراً !" احتدت ملامحه بلمحة خاطفة وهو يقول بصوت شرس ارتعدت له الجدران "قف باعتدال يا ولد ، هل تريدني ان اعلمك ايضا كيف تتكلم مع والدك باحترام ؟ انت لا تتكلم مع رجل من مستواك هنا بل مع والدك وكبير هذه العائلة !" حرك عينيه بملل وهو يسوي كتفيه ويستقيم على طوله قبل ان يفرد ذراعيه قائلا ببلادة "وها انا اقف امامك يا جلالة الملك المعظم بكل ضعفي وعجزي ، فهل ستخبرني بماذا اخطئت حتى يتم استدعائي لمكتبك بشكل شخصي ؟" ضرب على مكتبه بقبضته الاشبه بمطرقة القاضي وهو يقول بصلابة هزت اركان المكتب "احترم نفسك يا ولد ، واحترم المكان الموجود به ، وألا علمتك الاحترام والادب على اصولهما !" سكنت ملامحه بصمت وهو يراقبه بدون مشاعر او تعابير معينة قائلا بهدوء جاف "يبدو بأنني لم استطع ان اتعلم منك شيئا ، فلم يكن لك متسع من الوقت تقضيه مع ابنك الحقيقي ! حتى رجلك الوفي يبدو مقرب لك اكثر مني ، ويصلح ان يكون ابنك المتبنى وحامل كنيتك اكثر مني ، فقد كان كل وقتك له منذ سنوات حتى نسيت من هم اولادك الحقيقيين ومن هم من دمائك !" حدق به بهدوء ساكن حتى ارجع ظهره للخلف قليلا وهو يقول بأمر نافذ "تعال واجلس امامي ، هناك ما علينا الحديث بخصوصه" اومأ برأسه بملل وهو يقترب منه ويجلس على الاريكة امامه بكل اريحية وكأنه يملك المكان ، ليقول صهيب بسطوة وهو يسلط نظراته عليه بغضب ظهر للعيان "لماذا سحبت قرض مالي من الشركة ؟ وماذا ستفعل بكل ذلك المال ؟" ابتلع ريقه بارتباك اخفاه بمهارة بملامحه الباردة وهو يحرك كفه قائلا ببساطة "كنت اعاني من ضائقة مالية ، لذلك احتجت للمال بوضع عاجل" دقق النظر به بحدة بدون ان يقتنع بحرف مما يقول فهو من يعرف ابنه اكثر من نفسه عندما يكذب او يخطئ بأمر ، ليقول بعدها بقوة وهو يضم قبضتيه فوق سطح المكتب "ليس هكذا يسير الحال يا سيد ، فهذا ليس مالك الشخصي حتى تتحكم به بمزاجك ، بل عليك ان تخبرني بكل مكان وعمل يصرف به مالي عليه ، وكل التفاصيل الهامة التي تخص ذلك ، وألا لا تحلم ان اعطيك قرش واحد من مالي !" نظر له حمزة بصدمة وهو يقول باستنكار ساخر "هل تحاسبني على المال الذي اصرفه وانا بهذه السن ؟" زادت الخطوط حول عينيه الصقريتين وهو يقول بجمود صارم غير متهاون قط "اجل احاسبك ، فهذا المال ليس برصيدك الخاص ، بل هو ملك لكل الموظفين والعمال بالشركة ، وكل من تعب بجنيه وحصده ، وانت لست استثناء فقط لأنك ابن رئيس الشركة ! عليك ان تتعب قليلا وتسعى وتبذل مجهود كي تستحق هذا المال بين يديك ، فبينما انت تلهو وتلعب هناك من يصنع مجداً وطريق للمستقبل ! واما انت فماذا فعلت مقارنة بهم ؟" حدق به بعينين حادتين مظلمتين وهو يقول بجفاء بارد لا يعبر عن دواخله "وماذا يعني ذلك ؟ هل ستمنع عني المال كما منعتني عن الحياة ؟ هل ستمحي من وجودي عن شركتك وعالمك حتى ابقى بلا قيمة او فائدة بدونك ؟" رفع صهيب ذقنه بتصلب وهو يقول بجمود حازم "لو اردت ذلك لألغيت بطاقاتك الائتمانية والمصرفية منذ وقت طويل ، ولكني لم افعل ذلك ، هل سمعتني ؟ ومع ذلك لم احصل منك على التقدير المطلوب والجهد المتكافئ مع كل ما ابذله من اجلك كي تترأس هذه الزعامة بالمستقبل...." قاطعه بانفعال هادر وهو يتقدم على سطح المكتب "كل هذا لا يعنيني ، وليس ما اردته يوما ، انا اخبرتك ما اريد وارغب به ، وانت اعطيتني وعدك حينها ، اخبرتك بأنني موافق على كل شيء تأمرني به وتسلطه عليّ بشرط واحد ، هل انت نفذت ذلك الشرط ؟" تنفس صهيب بضيق وهو يفهم تلميحه تماما ثم قال بجزم "لم يعد هذا ممكنا بعد الآن" انتفض حمزة من جلوسه وكأنه تعرض للدغة قوية اصابت منطقة حساسة بركن مظلم بقلبه ، ليلتفت نحوه بقوة وهو يمسك بأطراف المكتب ويقول بجموح ضاري "بل هو ممكن ، وسهل الحدوث جدا ، ولكنك انت الذي لا تريد ان تحاول ، انت الذي لا ترغب بمساعدتي وتطمر لي كل الحقد والكره ، تظن بأنك هكذا تلقني درسا بالأدب ! ولكنك لا تعلم بأنك تعذب ابنك وتقتله بسبب كبريائك واعتزازك بنفسك ! هل هكذا تريح ضميرك ؟ بإبعادي عن سعادتي الوحيدة بالحياة وحرماني من امنيتي الوحيدة التي ارغب بها !" نهض والده واقفا بشموخ وهو يصرخ بعلو صوته بغضب مهدد ملئ انحاء القاعة "اخرس ايها الوقح والزم حدك ، هل انا الذي منعتها عنك ؟ هل انا الذي افسدت الوفاق والود بين العائلتين واحلت من حدوث علاقتكما ؟ هل انا الذي افتعلت الفضائح والمشاكل بينكما ؟ اشقائها لن يسلموها لك بهذه البساطة فقط لأنك ندمت وكفرت عن ذنبك ! كان عليك ان تعمل اكثر وتطور من نفسك كي تحصل عليها ، لا ان تلهو بالشوارع ترمي ذنبك وخطأك على الآخرين كي يتحملوا هم افعالك ! كان عليك ان تثبت كفاءتك وجدارتك بها من جديد ، كان عليك ان تكسب ثقتهم مجددا ، ولكن ماذا فعلت كي تستحق فرصة اخرى ؟ ماذا فعلت من اجلها ؟" تسارعت انفاسه بثورة وهو يحرك رأسه بالنفي ويهذي مع نفسه بخفوت مشحون بضراوة "بل انا استحقها ، انا الوحيد الذي استحقها ، انا الذي استحقها...." قاطعه صهيب بقوة وهو يميل على المكتب يهاجمه بشراسة "بل انت لا تستحقها مطلقا ، ماذا فعلت لها كي تستحقها ؟ هل وصلت لمرتبة اشقائها ؟ هل استطعت ان تكون من مستوى واحد منهم ؟ لقد اصبحوا ذئاب الكايد بتعبهم وجهدهم وكفاءتهم حتى اصبح صيتهم معروف بكل الوسط ! بينما انت مجرد شاب طائش يعيش على نفقة والده وهو بهذه السن ، لم يستطع ان يدير او يترأس اي مكان بحياته ، كنت اضع دائما الآمال عليك طيلة حياتي ، ولكنك تعود وتخجلني امام العالم وتعرضني لخيبات امل متتالية ، احيانا اتساءل كيف تكون ابن هذه العائلة وانت لا تحمل اي من سماتها وقوتها وفقط فاشل بحياته ؟ احيانا احسد اولاد مفلح الكايد على ما هم موجودين فيه ! بينما الرجل مات مبكرا وجد ورائه رجال اشداء يعلون من شأنه ويكملون مسيرته ومجده بالحياة وكأنه لم يمت ! حتى ابن عمتك الذي جاء حديثا من الخارج واستقر هنا حقق نجاح باهر بوقت قصير ومدة زمنية قليلة ، وهو الآن قد استحوذ على شركات الغرب بالكامل واصبح رئيس رسمي عليها ، وليس بعيد ان ينافس اولاد مفلح الكايد بإنجازاتهم ونجاحاتهم ، لذلك ضموه لهم واشركوه بعملهم كي يفيدهم ويزيد ربحهم وسيطرتهم على عالم الاعمال ، وقد اصبح شخص يستحق ثقتهم اكثر منك ! وربما يستحق حسناء الكايد اكثر منك !" سحب يديه عن طرف المكتب وهو يستدير بعيدا عنه يحاول ضبط اعصابه بصعوبة بعد ان وصل على شفة من الانفجار ، ليقول بعدها بنبرة جوفاء طبيعية "هل هذا كل ما لديك ؟ هل هذا ما استدعيتني من اجله ؟" وقف باستقامة وهو يجمد النظرة بعينيه قبل ان يقول بهدوء مستاء ويده ترمي شيء على سطح المكتب "بل هناك شيء آخر عليك برؤيته ، واهم من الشيء الأول ، فأنت مصائبك لا تنتهي !" استدار نحوه وهو يتنقل بنظراته عليه بحيرة حتى توقف على الهاتف المرمي امامه مفتوح على الشاشة الرئيسية ، لتتسع عيناه بصدمة صاعقة وهو يرى نفسه بالصورة تجمعه مع فتاة فاتنة ذات شعر اسود طويل يصل لخصرها يجلسان على نفس الطاولة ، ليقول بعدها بأول خروج له من الصدمة وهو يشير للصورة باستنكار "غير صحيح ، هذا افتراء ! لم يحدث شيء كهذا...." قاطعه الواقف امامه بصلابة وهو يقول بحدة "اخرس تماما ايها الوقح ، ولا تحاول الإنكار ، فقد انتشرت صورتك هذه على كل مواقع التواصل الاجتماعي ، وخرجت عنك سمعة سيئة بأنك تتلاعب بفتيات العالم مستغلا مكانتك وسلطاتك الممنوحة لك ، وكأنهم خدم وألعاب بين يديك ، كلما سئمت من لعبة تذهب لغيرها ، وايضا اخترتها موظفة بشركتي ! كيف سأنظر لشركائي بالعمل وابناء الطبقة الغنية بعد ان اخجلتني مجددا بتصرفك الطائش ؟ ألا تحسب حساب ابدا لأفعالك ! بعد تصرفك المخزي اصبح حلم ترأسك العمل بدلا عني اصعب بكثير عما مضى ! هل هكذا ستأخذ مكانتك بعالم الاعمال ؟ هل هكذا ستكسب ثقة عائلة الفتاة التي تحلم بالزواج بها ؟" حدق به بخوف مريع اهتزت الصورة بعينيه وهو يلوح بأصبعه باتجاه الصورة قائلا بتوجس اقرب للتوسل "كلا لن اسمح بحدوث هذا ، عليك ان تمسح هذه الصورة من مواقع التواصل ، عليك ان تلغيها ، ان تمسحها عن الوجود ، تفعل اي شيء بخصوصها ، المهم ألا تنتشر وتصل لأحد منهم ، رجاءً لا تجعلها تصل لهم وتدمر مستقبلي وحلمي ! لقد كان خطأ عابر غير مقصود ! واعدك ألا اعيدها مجددا" اخذ لحظات يتأمله بها بتحجر منعدم المشاعر قبل ان يمسك الهاتف ويسحبه وهو يقول ببساطة هادئة "لقد راصدت مركز الخبر ودار الصحافة الالكترونية وامرتهم بمسح الصورة وعدم نشرها ، واكدت على كل المواقع الاخرى بمسح الخبر ومحاسبتهم لو حاولوا الاعتراض او التمرد على اوامري ، ولكنني لن استطيع منع وصول هذه الصورة للأشخاص المعنيين بالخبر ، فلست انا من يتحكم بانتقال الصورة بين المواقع التي لن تتوانى عن تشويه صورتك والعبث بها ! وانت قد اعطيتهم بتصرفك الاهوج تلك الفرصة !" بانت الخطوط على محياه بعذاب وكأنه يصارع فقط فكرة وصول تلك الصورة لهم وخسارة فرصته الاخيرة بالحصول على رضاهم ، ليستدير بعدها بقوة وهو ينطلق بعنفوان ينوي الخروج من المكان الذي يكاد يدمي قلبه ويفقده صوابه ، قبل ان يتوقف بلحظة مرغمة ما ان قصف صوت والده يتكلم بنبرة فولاذية لا ترحم "لقد استنفذت كل فرصك عندي يا سيد حمزة ، لذا خطأ واحد منك مجددا سيجلب لك نهايتك الفعلية ! والافضل لك ان تبدأ بقطع التواصل مع علاقاتك المشبوهة من داخل الشركة وخارجها ، وتباشر بالعمل على نفسك قليلا تحسن من صورتها وسمعتها امام الناس وامام نفسك ، لأني عندها إذا لم تفعل ذلك سأبدأ بتنفيذ العقاب الاسوء وسيكون من ضمنها ألغاء اشتراكك بهوياتك المصرفية وسحب رصيدك بالكامل من حسابك بالبنك ، وهذا سيكون آخر تحذير لك" حرك رأسه جانبا بصمت قبل ان يتابع سيره وهو يخرج من المكتب ويغلق الباب خلفه بكل قوة ينفس به عن سخطه وغضبه ، بينما الواقف خلف المكتب كان يجلس على كرسيه الجلدي بكل هدوء وهو يتنفس بصدر مثقل بالهموم والاتعاب واصابعه تفرك لحيته الكثيفة بعجز امام ما يقابله بحياته من ابتلاءات سببها ابنه.... __________________________ شارد بالفضاء الرحب امامه والسحب السوداء الداكنة تعارك كي تغطي كامل استدارة القمر وتستولي بحكمها على هذه الليلة وتفرض سلطاتها المصرحة ، ولكنها مهما حاولت جهدها وبكل الوسائل كي تطفئ نورها تعود وتسلط ضوئها الفضي بقوة مخترقة كل السواد والغمام من حولها بقوة اكثر وضوحا ، وكأنها تعرف بحاجة الناس بهذه الليلة لرؤية نورها اما شعور بالأمان تبدد ظلمة مخاوفهم واما دليل بطريق انقطع به عن كل السبل وتاه بمتاهة حياته ، وهو كالقمر تماما يكابد بحياته كي يقاتل كل ظلام وقسوة العالم من حوله ويسلط ضوئه وقوته على كل الكائنات التي تعيش تحت مسؤوليته وحمايته ، ولكنه بالنهاية سرعان ما ينتهي تحت ضغط ظلامه واحزانه ما ان تنتهي فترة مناوبة القمر بالسماء ويختفي تحت سحبه السوداء الداكنة . غامت ملامحه بلون السحب السوداء وفكره متباعد وقلبه غائب وكأنه يعيش بعالم افتراضي ، حتى امتقعت ملامحه بأول ردة فعل اخرجته من سراب عالمه ما ان لامست اصابع ناعمة ذراعه بدون استئذان ، ليظهر بعدها نصف جسدها الانثوي ولون فستانها النبيذي مفتوح الاكمام يكشف ذراعيها البيضاوين وشق طولي عند جانب ساقها يظهر كل مفاتنها بوضوح بدون ان يخفي عن الناظر شيء ، انقبضت اصابعه على كأس العصير وهو يبعد ذراعه عن اصابعها ويركز نظره على المحيط امامه بدون ان يعير الكائن الانثوي بجانبه ادنى اهتمام . ابتسم ثغرها الزهري بنعومة بدون ان تدع له المجال بتجاهلها او ابقائها بعيدا بالزاوية ، وهي تبادر بالكلام وتتخذ مكانها بجانبه تماما "انا سعيدة باللقاء الذي جمعني بالسيد الكايد ، لقد كنت انتظر هذا اللقاء بفارغ الصبر ! هل تعلم كم انتظرت للفرصة التي يسمح لي بها بحضور حفلاتك ؟" ظلت ملامحه على تلبدها القاسي بدون اي لمحة اهتمام او مشاعر او استعطاف ، لتمد يدها بمبادرة اخرى وهي تقول بابتسامة اعمق ببهجة بالغة "انا اسمي ميلان ، ويمكنك مناداتي ميلا ، تشرفت كثيرا بمعرفتك" رمقها بطرف حدقتيه يقيمها بأول نظرة عملية وهو يرى اميرة صغيرة مدللة تبدو بعمر لورين واقل ، شعرها كستنائي مموج يصل حدود كتفيها بدون اي زينة سوى تاج ذهبي مرصع بالفصوص يمسك غرتها وجوانب خصلاتها ، وضع كفه الحرة على صدره بتحية صامتة وهو يحرك رأسه قائلا باتزان اجش "اهلا وسهلا بكِ يا اميرة الاميرال ، لقد نورتِ الحفلة بوجودك" زمت طرف ابتسامتها وهي تخفض كفها وتعانق الكأس بيديها ثم همست بخفوت رقيق جريء "ليس هناك داعي لمناداتي بهذا اللقب الرسمي ، يمكنك مناداتي باسمي فقط ، وانا سأناديك باسم سفيان فقط ، ما رأيك بهذه الصفقة ؟" حرك عينيه بعيدا بدون ان يبادلها موافقته بالفكرة او رأيه بها بشكل عام ، لتتبرم شفتيها بعبوس طفيف وهي تقول بخفوت مغتاظ تفتح نقاش للحديث "لقد كان والدي يمنعني من حضور هذه الحفلات بحجة انني صغيرة ولم اصل للسن المناسب ، وكنت اقضي طول يومي ابكي بعد خروجه واغلق على نفسي بالغرفة ، ولكن هذه المرة رحمني وسمح لي بحضور الحفلة التي سهرت ليالي احلم بها فقد تحققت امنيتي اخيرا" رفع كأس العصير وهو يشرب منه بهدوء قبل ان يقول بصوت عميق النبرة "سعيد من اجلك" تابعت كلامها بحماس ما ان شعرت به ينجذب بالحديث معها ولو قليلا "والدي هكذا دائما ، يعاملني كأميرة مدللة ويجلسني بعرش قلبه ، ولكن عيبه الوحيد بأنه متعصب برأيه ورجعي قليلا ، فلم يكن يسمح لي بحضور الحفلات بسن اقل من الثامنة عشرة ، فإذا كان لديه عادات او تقاليد يستحيل ان يتخطاها او يتجاوزها من اجل أياً كان ، وهذا كان اكثر ما يزعجني به ويفسد العلاقة بيننا" استمر بشرب عصيره بصمت جليدي وهو يقول بهدوء جاد "السيد الاميرال يفكر جيدا ، فقد كان لديه حكمة من فعل هذا التصرف" اتسعت ابتسامتها بلطف بدون ان تركز كثيرا بكلامه او تعطيه حيز باهتمامها ، لتخفض نظرها لكأس عصيرها الارجواني وهي تهمس بصوت خفيض متملق "لقد اخبرني والدي الكثير عنك ، واحزنني حقا ما سمعته ، كنت تحب زوجتك كثيرا وتعطيها مكانة خاصة بحياتك ، وبعد وفاتها انفطر قلبك عليها وخسرت اغلى ما كنت تعتز به ! ولكنك مع ذلك عدت للحياة بقوة وبنيت طريقك للأمام وسلم يصل للقمة ، حتى لو لم تكن موجودة معك فما زلت للآن تحافظ على ذكراها وتحييها بداخلك ! وهذا منتهى النبل والولاء والايثار منك ، وهو ما جعلني احترمك اكثر واكّن لك كل الحب والتقدير ، انت حقا رائع واشباهك قليلون....." قاطعها سفيان بصوت حجري تصلبت نبرته "توقفي عن ذلك" نظرت له بسرعة وهي تهمس بابتسامة مرتبكة تعدل على كلامها "اعتذر إذا كنت قد اخطئت بحقك ، ولكني لم اقصد اي سوء ، فأنا كنت امتدحها فقط كما امتدحتك ، فهي امرأة محظوظة بامتلاكها زوج وفيّ مثلك...." التفت بوجهه نحوها لأول مرة بعينين متوحشتين قاضيتين وهو يقول بتسلط قاسي "اميرة الاميرال يشرفني حضورك للحفلة ، ومن واجبنا خدمتك وضيافتك وحسن استقبالك ، ولكن هذا لا يعطيكِ الحق بالتدخل بشؤون الناس الآخرين ، ولا يحق لكِ التكلم او الخوض بحياتهم الخاصة بحجة المساعدة والعطف عليه ! فلا شيء بالعالم يستطيع فهم انسان لم تجربي العيش بمكانه ! لذا ألزمي حدودكِ وبالمساحات الشخصية افضل لنا وللجميع" ابتلعت ريقها بتلجلج وهي ترسم ابتسامة رقيقة على محياها وتهمس بخفوت حذر "انا اعتذر حقا عن كل ما بدر مني ، ولكنني احببت شهامتك واردت مدحك عليها ، واثار حزني موضوع زوجتك واردت التخفيف عليك....." "لا احتاج لاستعطافك" ادار وجهه بعيدا وهو يعاود شرب العصير بهدوء متحكم يحسد عليه ، لتشيح بوجهها جانبا باستياء وهي تشعر بخيبة امل كبيرة وكأنها افسدت كل شيء وحطمت احلامها بلحظة تهور ، لتشرب عصيرها بجرعات كبيرة تطفئ حزنها وحسرتها التي تكتوي بصمت . قالت (ميلان) بعدها برقة وهي تسترق النظر عليه "هل ما زلت منزعج مني ؟ اقسم لك بأني لم اقصد ان اعكر مزاجك" ردّ عليها سفيان بصلابة بدون النظر لها وقبضته تشتد على كأس العصير "توقفي عن لعب ادوار اكبر منكِ ، وعودي للوقوف بجانب والدك فهو سيكون يبحث عنكِ الآن" عضت على طرف شفتيها وهي تضرب ذراعه بكفها هامسة بمداعبة مزعجة "هل تحاول التخلص مني ؟ ام انك لا تستطيع مقاومة كل هذا الجمال المتربع امام عينك ! هل تعلم بأنك بهذه التصرفات تثير إعجاب الفتيات بك ؟ لهذا انت من نوعي المفضل منذ اللحظة الأولى التي رأيتك بها" ابعد ذراعه بتضايق اكبر وهو يتنفس بجمود يكاد يفقد اعصابه امام هذا النوع من الاستفزاز ثم قال بانفعال مكتوم "ماذا افعل كي ترحلي ؟" امسكت ذقنها بأناملها تمثل التفكير وهي ترفع حاجب واحد هامسة بخبث "لن اتركك حتى تنهي كأس عصيرك ، وهذا من اجل....." فغرت فاها الجميل بصدمة حتى تركته مفتوحا ما ان امال كأس العصير بيده وسكب كل ما بداخله بلحظة واحدة ، ليعيد الكأس لوضعه السابق وهو يقول بهدوء اكثر قسوة "ارحلي من هنا" نقلت عينيها المشدوهتين نحوه بصدمة وهي تغلق فمها بسرعة وتزمه بغضب صامت وكأنه كسرها بشدة ، لتتحامل بعدها على نفسها بثواني وهي تحمل خيبتها وتغادر من جانبه باتجاه ضوضاء الحفل ، ليكسو الجمود ملامحه بلحظة ما ان اختلى مع نفسه من جديد بوضع اكثر ظلمة وسوادا والفراغ بداخله يتعمق اكثر ويسحبه لقاعه... انتفض بعنف وهو يلتفت بوجهه نحو الشخص الذي وقف بجانبه ورفع يديه بوضع المُدان ، ليقول بعدها بابتسامة جانبية بمرح "ماذا هناك ؟ لماذا تنظر لي بهذه الوحشية وكأنني اكلت جزء من نصيبك !" بهتت ملامحه وانضبت العواصف بعينيه وهو يحدق بشاب صغير السن يناصف العشرين من العمر بجسد رياضي مشدود ببذلة سوداء ، وبشعر اسود قصير ناعم وعينين خضراوين فاتحتين متناسبتين مع لون ربطة عنقه ، مشرق الوجه والمحيا ذو لحية خفيفة شبابية لم تنبت بالكامل بعد وملامح غامضة تخفي الحزن والسعادة خلفها... تنفس سفيان بضجر وهو يبعد وجهه قائلا بضيق "اغرب عن وجهي يا كرم ، ليس لدي المزاج لسماع تفاهاتك" اخفض ذراعيه وهو يقول بابتسامة ذات مغزى "حتى لو كان الموضوع ذو اهمية بالنسبة لك" حاد بنظراته نحوه وهو يقول بجدية "ماذا هناك ؟" اخرج هاتفه من جيب سترته وهو يفتح على صفحة معينة قبل ان يلوح به امامه قائلا بغموض "ربما تود رؤية هذا" حدق امامه بجمود وهو يتأمل صورة منشورة على موقع خاص بالمشاهير يقتنصون اي خبر مسيء عنهم ويضعونه على الصفحة الأولى ، وكانت عن ابن صهيب حمزة الكايد برفقة فتاة غير معروفة الاصل يجلس معها حول مائدة بمطعم مشهور وبموعد غرامي كما هو واضح ، ليشيح بنظره بعيدا قائلا بازدراء واضح "ابعد هذه القمامة عن وجهي !" ابعد الهاتف من امامه وهو يدسه بجيب سترته قائلا بصوت عملي "لقد انتشر هذا الخبر اليوم ، وعرفت ايضا بأنه كان يحادثها ويقابلها منذ اسبوعان" حرك سفيان رأسه بملامح قاتمة وهو يقول بجمود قاتل "نفس الحال والوضع ، لن يتغير مطلقا" اظلمت عيناه الخضراوان بهدوء واختفت ابتسامته خلف صمته ، حتى افاق على صوت حاد كالوتد يرن بصرامة "كرم تعال إلى هنا بسرعة ، نريد العودة للمنزل ، فقد تعبت قدماي من الوقوف الطويل ولم يعد لدي طاقة للحركة اكثر" رسم ابتسامة لبقة على محياه وهو يلتفت نحو صاحبة الصوت البعيد ويقول بأدب "حاضر يا سيدة شهيرة ، انا قادم على الفور" ربت بطريقه على كتف الواقف بجانبه وهو يقول بمودة "عن إذنك الآن ، اراك لاحقا يا سيد الكايد" غادر بعدها من جانبه وهو يلحق بالتي غادرت قبله ، ليسرح سفيان بالفضاء الرحب امامه يعود لتأمله بوحشة وهو يخفض يده بالكأس ويشدد عليها بقوة اكبر بعد ان فرغت تماما كما حدث بداخله... يتبع........ | ||||
06-08-23, 02:02 AM | #112 | ||||
| صباح اليوم التالي.... سارت بساحة الكلية بسرعة وهي تكاد تهرول متناسية ألم قدمها بسبب تأثيرات ليلة البارحة مع حذائها ذو الكعب العالي وسيرها به وقتا طويلا ، لتتذمر بعدها وهي تتبرم باستياء "كيف نمت كل هذا الوقت بدون ان اشعر ؟ لقد اسرفت ليلة البارحة بالسهر ، لذلك لم استطع النوم جيدا ، من حسن الحظ بأنني قد استيقظت باللحظة الاخيرة قبل فوات الآوان" تنفست بتعب وهي تمسح خديها بظاهر كفها هامسة بخفوت اكثر حزنا "لقد استحقيتِ ذلك التوبيخ يا لورين ، وقد اصاب سفيان بكل ما قال ، وتستحقين اكثر من هذا...." فتحت فمها بشهقة صامتة ما ان ظهر امامها الشاب الذي اعاق عليها طريقها مثل العثرة بحياتها ، لتغلق فمها سريعا وهي تشيح بنظرها بعيدا هامسة ببهوت "ليس وقته ابدا" تسمرت بمكانها ببرود ما ان بادر بالكلام بهدوء مبتسم "صباح الخير يا لورين" تشاغلت بالنظر بالناس والطبيعة حولها باهتمام حتى شعرت بسخافة موقفها لتهمس بعدها بخفوت متنازل "صباح النور يا معاذ" لم ترى ابتسامته التي اتسعت بسعادة وهو يقول من فوره بتشجع اكبر "هل يمكننا التكلم معا قليلا ؟" نظرت له بسرعة وهي تهمس بصوت قاطع "كلا" شحبت ملامحها ما ان شعرت بأنها قد بالغت باندفاعها وتغير التعبير على ملامحه لتهمس بلحظة بتصحيح لطيف "اقصد بأنني على عجلة من امري ، لقد تأخرت كثيرا" تحركت بسرعة تنوي تجاوزه قبل ان يعيق عليها الطريق مجددا بعناد اكبر ، وما ان رفعت رأسها بامتعاض حتى سارع بالقول بابتسامة ثابتة "لن اسرق من وقتكِ الكثير ، فهناك شيء مهم علينا الحديث عنه ويهمكِ كثيرا" عقدت حاجبيها باستغراب وهي تفكر بمحادثتها الاخيرة مع صديقتها ونصيحتها بالتصرف بطبيعية حتى يشعر باليأس منها ومن مشاعرها كي تتخلص منه ، لتومئ برأسها على مضض وهي تهمس بخفوت متزن "حسنا لا بأس ، يمكنك التكلم معي ، أياً كان ما تريد قوله" تنفس بارتياح وهو يرسم ابتسامة عريضة على محياه ثم قال بهدوء جاد "هل يمكننا السير قليلا ونحن نتكلم ؟ لكي لا نجلب الشكوك والانظار نحونا" نظرت لورين حولها بشك لبرهة قبل ان تعود بنظرها له هامسة باستسلام "حسنا" سارت لورين بجواره بصمت وبخطوات تعمدت جعلها شديدة الاتزان وهي تتمسك بحزام حقيبتها بيديها ، ليبدد الصمت بلحظة وهو يقول بهدوء متردد بحرج "اعتذر عما حدث سابقا ، لم يكن بقصدي إزعاجك او مضايقتك ، لذا اعتذر حقا...." قاطعته لورين بصوت مشتد وقد سئمت من سماع نفس الحوار "لا داعي للاعتذار ، لم يعد هناك داعي ، فقد حدث ما حدث وانتهى ، ما لفائدة من الكلام عنه الآن ؟" تغضنت طرف ابتسامته بوجوم وهو يقول بهدوء مستاء "ولكنكِ ما زلتِ غاضبة مني بسبب هذا الموضوع ، وانا اردت ان اصحح خطأي واطلب منكِ السماح ، فلا اريد ان يكون بيننا اي نوع من سوء الفهم" ادارت مقلتاها بعيدا بضيق وهي تقول بخفوت باهت "لست غاضبة من احد ، وقد سامحتك بالفعل ، لذا هلا توقفت عن فتح نفس الموضوع !" التفت معاذ نحوها بسرعة وهو يقول بشك خافت "حقا !" اومأت برأسها بصمت حتى لمحته يتوقف لتتوقف معه تلقائيا ، لترغم نفسها على النظر له باستغراب قبل ان ترى ابتسامته المشبعة بالعاطفة والحب وهو يقول بامتنان حار "شكرا لكِ" توردت وجنتيها بخجل وهي تخفض رأسها بسرعة وتقول بهدوء عميق هل هناك شيء آخر تريد الحديث عنه ؟"" رفع حاجبيه بإدراك وهو يدس يده بجيب بنطاله ويقول بابتسامته ذاتها "نعم هناك ثمة ما عليّ اعطائكِ إياه" رفعت رأسها بهدوء وهي تحدق بيده الممدودة بمحفظتها الوردية الضائعة التي قضت طول اليوم الماضي تبحث عنها ، لترمش بعينيها بصدمة تستوعب الشيء الموجود بيده وهي تقول بذهول "هل هذه محفظتي ؟" اومأ معاذ برأسه بتأكيد وهو يقول بهدوء واثق بجواب مجهز مسبقا "بلى هذه محفظتك ، وقد وجدتها بالأمس اسفل الكرسي بالكافتيريا بعد...." اختطفت المحفظة منه بسرعة وهي تتلمسها بأصابعها وتتأكد من الموجود بداخلها تتفحص بطاقاتها ونقودها ، ليقول بعدها بابتسامة استعطاف يطمئنها "لا تقلقي ، كل شيء بمكانه ، فأنا من المستحيل ان ألمس شيء او اؤخذ شيء لا يخصني" رفعت نظرها نحوه بدهشة وهي تهمس بخفوت متوتر "لم اقصد ذلك ، فأنا كنت ابحث هكذا بشكل غريزي ، فقد خفت كثيرا من ضياع شيء منها" مالت ابتسامته بعطف اكبر وهو يقول ببساطة "افهمكِ جيدا ، فأنا منذ وجدتها اقسمت بنفسي بأنني سأحافظ عليها حتى اعيدها إليكِ ، لقد كانت امانة بالنسبة لي" تغضنت اطراف حدقتيها بسعادة ارتسمت عليهما وهي تهمس بابتسامة رقيقة بامتنان "شكرا جزيلا لك ، لقد قدمت لي معروف كبير ، لو كنت قد اضعتها حقا ! كنت سأدخل بمشكلة كبيرة ، شكرا لك ، لقد ساعدتني حقا اكثر مما تتصور !" احمرت ملامحه بخجل شديد وكأنها اثرت به بكلمتين وهو يحك عنقه من الخلف قائلا بنشوة "لا شكر على واجب ، هذا واجبي ، فأنتِ بالنهاية زميلتي المقربة" اشرقت ابتسامتها اكثر وكأنها وجدت مصباح علاء الدين وهي تقول ببهجة غامرة "يمكنك ان تطلب مني ما تشاء ، فأنا مدينة لك الآن ، ولن ارتاح حتى ارد لك دينك هذا" حدق بها بسعادة ظهرت واضحة على محياه وهو يقول بابتسامة محرجة لم يخفى الوهج بها "لا داعي لذلك ، فأنتِ لستِ بشخص غريب ، وليس هناك من ديون او رسميات بيننا" بقيت نظراتها على حالها حتى اقتحم التواصل بينهما التي دخلت على الخط بسرعة وهي تقول بمودة مزيفة "صباح الخير يا زملائي ، لماذا تبدو السعادة واضحة على كليكما وكأن شيء مفرح قد حدث ؟" اشاحت لورين بوجهها بحرج وهي تضم المحفظة بين يديها بصمت ، بينما نظر لها معاذ بابتسامة يشوبها بعض الخجل وهو يقول بلباقة "صباح النور يا روان ، كنا نتحادث بيننا فقط" تنقلت بنظرها بينهما بشك وهي تقول بابتسامة لا تمت للمرح بصلة "اجل واضح بأنكما تتحادثان فقط !" ارتبكت ملامحه وهو يبادلها الابتسام بسخافة بدون معنى ، لتهجم بعدها على صديقتها وهي تعتقل ذراعها وتقول بخفوت متملق "هل يمكنني سرقة صديقتي منك ؟ فأنا احتاج إليها الآن ، شكرا ، إلى اللقاء" سحبتها روان بسرعة قبل ان يرد عليها وهي تأخذها لمكان بعيد عنه ، لتشد لورين ذراعها وهي توقفها بقوة وتقول بتذمر "ما لذي اصابكِ فجأة ؟ لماذا سحبتني هكذا ؟" استدارت نحوها بقوة وهي تلوح بذراعها بعيدا وتقول بخفوت مغتاظ "بل ما لذي اصابكِ انتِ ؟ غبت عنكِ يوم واحد واراكِ بدأتِ تصنعين اواصر المحبة مع زميلك المكروه ! زميلك الذي لم تكوني تطيقي سماع اسمه او سيرته ! ماذا حدث بليلة وضحاها حتى تغيرتِ ؟" رفعت حاجبيها بذهول وهي تهمس باستيعاب متأخر "تقصدين معاذ بكلامك !" كتفت روان ذراعيها فوق صدرها وهي تقول بهجوم كاسح "اجل ومن غيره يلاحقك ويترصد لكِ بكل فرصة ولحظة كي يتقرب منكِ ! وانتِ لم تقصري بذلك بل اعطيته المجال المطلوب ليعلن دخوله لحياتك ! ما زلت اذكر كلامك بالأمس عندما رجوتني كي اجد لكِ طريقة تتخلصين بها منه ، وانتِ تقولين لي سئمت من ملاحقته ، لا اريده بحياتي ، لا احتمل وجوده ، والآن ما لذي تغير بحياتك حتى تغيرت نظرتكِ له ؟" اتسعت حدقتاها الخضراوان باستنكار وهي تحرك رأسها بالنفي هامسة بخفوت متزن "نظرتي له وكل كلامي لم يتغير ، لقد كنت اشكره فقط ، لأنه وجد محفظتي الضائعة منذ الامس واعادها إلي" لانت تقاطيع ملامحها وهي تخفض نظرها للمحفظة بين يديها والتي لم تنتبه لها بأول حديثهما ، لتهمس بعدها بخفوت مرتجف وهي تحدق بالمحفظة الوردية الصغيرة "هذا كل شيء !" اومأت لورين برأسها بهدوء قبل ان تهمس بخفوت واجم "ماذا هناك ؟ من ماذا انتِ متضايقة حتى انفعلتِ بسرعة هكذا ! هل كل شيء بخير ؟" اغتصبت ابتسامة طبيعية على محياها وهي تهمس بلطف "كل شيء بخير ، لقد حدث سوء تفاهم فقط ، سامحيني لأني اسأت الظن بكِ" عقدت حاجبيها بعدم اقتناع وهي تقول بتفكير عابس "انتِ اصبحتِ تتصرفين بغرابة بالآونة الاخيرة....." ضربتها على كتفها تقاطعها وهي تقول بحماس عالي "انسي كل هذا ، واخبريني عن احداث حفلة الامس ، كيف كانت الحفلة ؟ وكيف الاجواء والطعام ؟ هل التقطتِ الصور لكِ ولكل الحضور ؟ اريد ان اعرف كل شيء حدث هناك" ارتسمت ابتسامة رقيقة على محياها ما ان تذكرت احداث الامس وقضاء وقتها مع رفيقها بتلك الحفلة الذي لم يفارقها لثانية مثل حارسها الشخصي ، لتهز روان كتفها بقوة وهي تقول بهدوء متساءل "اخبريني يا لورين ! لا تصمتِ الآن ! لا تتركيني اتعذب بفضولي اكثر" نظرت لها بسرعة وهي تهمس بابتسامة صغيرة برقة "كل شيء سار بخير ، وكانت من افضل الحفلات التي احضرها على الإطلاق ، فقد شعرت لأول مرة بالراحة هناك" غامت ابتسامتها بغموض وهي تخفض يديها وتقول بهدوء مرح "وماذا عن الصور ؟ ألن تريني صور الحفلة ؟" اومأت برأسها وهي تمسك حقيبتها وتدس المحفظة بها لتخرج هاتفها مكانها هامسة بخفوت "بلى لقد التقطت صور كثيرة من اجلك ، ستعجبكِ كثيرا...." عانقت روان كتفيها بذراعها تقيد حركتها وهي تقول بابتسامة كبيرة بتودد تتسلح بصداقتها "لا تريني إياها بل ارسليها على هاتفي ، كي احفظها لكِ بمكان خاص بذكريات صديقتي الوحيدة ، فكل صورة لها ألبوم خاص بذاكرة هاتفي" حركت كتفيها باستسلام وهي تنجر خلفها وتنسحب بلعبتها التي انطلت عليها بكل سذاجة.... ____________________________ كان يسرح بصورتها الكاملة على شاشة الهاتف تستحوذ عليه بقوة تكاد تدخله إليها ويخترق جدرانها الوهمية التي لم تعيق طريقه يوما ، صورتها الجميلة تحاكي الواقع بكل شيء فيها يكاد يلامسها تقريبا ، زينة وجهها الخفيفة التي لا تحتاج لأي عوامل او اسباب كي تزداد جمالا وبريقا وكأن انوثتها لها شكل وعطر خاص بها ، حجابها الوردي كسر سواد عالمها الذي لونت به نفسها سنوات حتى قررت الازدهار اخيرا وتحدي نفسها وجاء موسم تفتح الورد ، وكأنه ينظر لفتاة مختلفة عن التي كان يعرفها قبل سنوات ! كل شيء بها يتغير ! عيناها تفيضان مشاعر ! ثغرها يرسم ابتسامات ! ملامحها تتوهج وتضيء وكأنها لوحة فنية بديعة الجمال ! واليوم بعد هذه الصورة التي حضرت بها حفلة الامس وارسلتها إليه صديقتها بات يراها اكثر اختلافا وابتعادا وكأن ما يفصل بينهما مسافات ازدادت اتساعا...لقد اضافت الألوان لعالمها وحياتها ! لقد كانت ضربة قاضية موجهة له اكثر منها مفاجأة سارة ! فلم يكن هو السبب والمعني بهذا التغير الذي طرأ عليها ، فمن كان السبب به ؟ من هو الذي يملك الإذن بفعلها ؟ ومن هو الذي دخل لحياتها وقلبها ؟ هل يعقل بأن تكون قد ادخلت الالوان لقلبها كذلك ؟ هل يمكن حدوث شيء كهذا.... اسودت ملامحه ما ان شعر بنظرات اخرى تسترق النظر عليها وهي تهمس بخفوت انثوي متلاعب "من هذه الجميلة ؟ هل هي حبيبتك السرية ؟" اظلم شاشة الهاتف عليها وهو يخفضه من امامه بدون ان ينطق بكلمة ، لتستقيم الفتاة على طولها ذات الشعر الاسود الطويل وهي تدور حول الطاولة امامه وتضع كوب قهوة عند طرفه ، لتجلس بعدها على الكرسي المقابل له تضع ساق فوق الاخرى برشاقة وهي تحرك شعرها للخلف بدلال وتشرب من كوب قهوتها بيدها الاخرى ، ليقاطع استمتاعها صوته الجاد وهو يقول بوجوم قاتم "لقد انتشرت صورتنا على كل مواقع التواصل ، وترصدها والدي وعرف عنها ، وبسببها فسدت صورتي وتلطخت سمعتي بالوحل وخسرت مكاني بالطبقة المخملية" طافت نظراتها على سطح كوب القهوة وهي تقول بابتسامة خالية من الشعور "لا تقلق والدك سيحلها بالتأكيد ويلغي خبر الصورة من اساسه ، وانا متأكدة بأنه سيحاسب ويلاحق كل شخص كان المتسبب بها" نظر لها حمزة بهدوء عميق وهو يقول ببساطة قاتلة "لقد طلب مني مقاطعة العلاقات المشبوهة ، وانت ضمن تلك العلاقات" رفعت عينيها بهدوء بدون ان تفقد ابتسامتها وهي تهمس بخفوت رقيق "يمكننا التوقف عن اللقاء بالعلن وعقد لقاءاتنا بالسر ، انا لا امانع ذلك مطلقا ، فلا اريدك ان تتضرر او يصلك السوء بسببي" حدق بها بتعبير غامض بدون ان يكشف عن دواخله وما يخفي خلف قناعه القاسي ، لتخفض نظرها لكوب قهوتها بين يديها وهي تمسح بإبهامها على حوافه هامسة بهدوء شديد "او ربما تود الانفصال عني !" ضاقت حدقتاه السوداوان بحدة وهو يميل برأسه امامه قائلا بتسلط قاسي "انا لا انفصل عن احد إذا لم ارغب بذلك ، ولا يستطيع احد فرض رأيه او سلطاته عليّ ، أياً كانت مكانة ذلك الشخص بحياتي" تبسمت شفتيها الكرزيتين بنشوة وهي تبادله النظرات بصمت ، قبل ان يتابع كلامه وهو يرفع اصابع يده بحزم اشد قسوة "ألا بحالات محددة ، إذا خانتني ، او فشلت بأداء مهمة ، او لم يعد لها من نفع ، فقط بهذه الحالة انفصل عنها" تابعت اصابع يده باهتمام بالغ وهي تريح ذقنها فوق قبضتها هامسة بخفوت واثق "وبما انك لم تنفصل عني هذا يعني بأني لم احقق اي من هذه الحالات المشار إليها صحيح !" ارجع ظهره للخلف وهو يشيح برأسه بعيدا قائلا بصوت مبهم "ربما" تكورت شفتيها بامتعاض وهي تحدق بجانب وجهه ثم همست بخفوت متودد "اخبرني قليلا عن حبيبتك السرية ، انتابني الفضول كثيرا للتعرف عليها" رمقها بطرف عينيه الباردتين وهو يقول بجفاء "هذا ليس من حدك يا عبير !" زمت شفتيها بدون ان تستسلم وهي تهمس بصوت مغوي ماكر "فقط اخبرني القليل عنها ، اسمها ، عمرها ، صفاتها ، ميزاتها ، مواهبها ، اي شيء من الممكن ان يصفها !" تنهد بأنفاس قوية وهو يتلاعب بأصابعه بقبضة كوب القهوة ثم قال بصوت خفيض شارد "فقط هي مختلفة عن الجميع ، طفرة جينية ، وتر شاذ بالعالم ، ولن يستطيع احد ان يشبهها ، لأنها لا تشبه احد قط !" عضت على طرف شفتيها بغيرة وهي تقول باهتمام "يا له من شيء مثير للاهتمام ، اثارني الفضول اكثر للقاء ذلك الكائن الغريب !" ادار عيناه بعيدا عنها وهو يقول بجزم "لن تستطيعي لقائها فهي ابعد ما يكون عن العين" حركت كتفيها ببرود وهي تقول ببساطة "حالتك صعبة جدا" تجاهلها وهو يدور بنظره بالأرجاء قبل ان يلمح شخصية غريبة لم يهتم لها ببادئ الامر حتى ظهرت له ملامحها الفاتنة التي تشبه ساكنة افكاره وقلبه ولكن بشكل اكثر تحررا وكأنها نسختها العصرية ، ليفيق بعدها على كف الجالسة امامه وهي تهمس بحيرة واجمة "حمزة ! حمزة اين شردت وانا امامك ؟ هل لهذه الدرجة جمالي لا يملئ عينك حتى تبحث عن اخرى بوجودي ؟" اعاد حمزة نظراته لها وهو يسحب يده من تحت كفها قائلا بفظاظة "هلا توقفتِ عن تقييدي ! فأنا لست ملك احد" تجول بنظره حوله مجددا ليستوعب بأنها قد اختفت عن الارجاء تماما ، فهل يعقل بأن يكون مجرد خيال من محظ عقله ؟ او وصل به الجنون لدرجة ان يلمحها ويرى شكلها بالناس ! بينما كانت (عبير) تلوي شفتيها بضيق وهو يتجاهلها حتى بوجودها ويفكر بغيرها ! لتمد كفها على سطح الطاولة ببطء قبل ان تدفع بأصابعها كوب القهوة الذي انزلق من فوره وسقط على حجره ، لينتفض حمزة بسرعة واقفا يمسك سترته التي اتسخت بسائل القهوة وهو يصرخ بغضب شرس "ماذا فعلتِ ؟ ايتها المعتوهة....." ضربت كفيها ببعضهما امامها وهي تهمس بخفوت متأسف "انا اعتذر بشدة ، لم اتقصد فعل هذا ، حدث بالخطأ ، سامحني ارجوك يا عزيزي...." ضرب حمزة ذراعه بعيدا وهو يغادر من امامها بغضب افترسه ، لتبتسم بعدها بخبث وهي تنهض عن الكرسي وتمد نفسها برشاقة كي تلتقط هاتفه من فوق سطح الطاولة ، استقامت سريعا وهي تفتح الهاتف بسهولة بعد ان حفظت قفله بسبب عدد المرات الذي فتحه امامها ، لتظهر صورة حبيبته واضحة بملء الشاشة ومن كان يتأملها ساعات طويلة بدون اكتفاء وكأنها آلهة بالجمال وليست مجرد فتاة بسيطة اقل من عادية ! تنقلت بين اكثر من صورة لنفس الشخص بنفس المكان والثياب وهي تبدو تستعد لحضور حفلة ما ، حتى خرجت من الصور واكتشفت بأنها مرسلة من رقم غريب مسجل باسم مراسلتي الخاصة ! لتهمس بعدها بخفوت مستاء تحاول اكتشاف هوية المراسلة الغامضة "ومن هذه المراسلة ايضا ؟" انتشل الهاتف منها بقوة بفعل يد نزعته نزعا وهي تلتفت بسرعة نحوه وتحدق به باضطراب وجل ، ليعبس بعدها بجمود وهو يحرك فكه بقسوة تعبير عن الغضب المتنامي بداخله ، ليستدير بلحظة وهو ينوي المغادرة قبل ان تهتف بسرعة بتبرير مترجي "اسمعني يا حمزة ، لا ترحل قبل ان تسمعني ، فأنا كنت...." التفت نحوها بسرعة وهو يرفع اصبعه بوجهها ويقول من بين اسنانه المطبقة بفحيح قاتل "اخرسي تماما ، كي لا اندمك على هذه الساعة طيلة حياتك !" ابتلعت عبير ريقها بهلع بدون نطق كلمة وهي تمتثل لكلامه ، ليبعد اصبعه بقوة وهو يغادر من امامها بعنف حبست انفاسها من الخوف ، لتحرر انفاسها مع خروجه وهي ما تزال تتابعه بعينيها من زجاج المقهى الذي يطل على الخارج ، عبست ملامحها وهي تضرب ذراعها بخصرها هامسة بخفوت حانق "سحقا له ، كم حبيبة يمتلك بحياته ؟ لقد قال بأنه يملك حبيبة واحدة معترف بها ! إذاً ماذا يفعلن الباقيات بحياته !" اخرجت هاتفها من جيب بنطالها الضيق وهي تضغط عليه كي تسجل رقم علق بعقلها ، لتقول بعدها بابتسامة هازئة "لنعرف على الاقل من تكون مراسلتي الخاصة ، والباقي ينكشف بعدها ، فليست عبير من تنطلي عليها الخدع !" يتبع........ | ||||
06-08-23, 02:04 AM | #113 | ||||
| ركضت بسرعة وهي تحاول حشر الاغراض بحقيبتها واغلاقها بإحكام بطريقها بالخروج حتى اصطدمت بأكثر من شخص بالممر المؤدي للمخرج ، وهي ما تزال تعارك مع حقيبتها القماشية حتى استطاعت تعديل حزامها فوق كتفها والنجاح بمهمتها ، لتسارع بعدها بخطواتها وكأنها تسابق الزمن وهي تهمس ببؤس "لقد وعدت خالتي بأني سأساعدها بوليمة غداء اليوم ، وها انا اتأخر عليها ساعة كاملة ! كيف سأبرر لها الآن ؟" توقفت فجأة وهي تضرب بقبضتها على صدرها بتأوه هامسة بخفوت مستاء "وايضا عزت سيكون متواجد بوليمة اليوم ، كيف نسيت ذلك ؟ هكذا سيصل قبلي ولن استطيع استقباله !" عادت للركض بسرعة وهي تنزل السلالم تكاد تتعثر بكعبي حذائيها العاليين قبل ان تبطئ حركتها ما ان انتهت امام المصعد ، لتزفر انفاسها بقوة تطبطب بكفها على صدرها وهي تراقب ارقام الشاشة المضيئة بعينين شاخصتين تنتظرين وصولها بتوتر عصيب ، ثم همست بضيق تكاد تفقد صبرها "هيا تعالي بسرعة ، لا تتآمري ضدي الآن ، ليس الوقت المناسب" طرقت بنهاية كعبيها على الارض بقوة يكاد التوتر يكتنفها وينهي ذرة صبرها الاخيرة ، لتتجمد كل اطرافها دفعة واحدة ما ان وقف بجوارها شخص لا يتماشى مقامه وحجمه بوجوده بهذا المكان وبالوقت الخاطئ ، ليتشنج جانب عنقها وهي تزيح نظراتها بعيدا وتهمس بقنوط "ليس الوقت المناسب مطلقا !" زفرت انفاسها بصمت بدون ان تلقي بالاً بوجوده وكأنه شخص عابر مثل كل العمال والموظفين بالشركة رغم الفرق الشاسع بينهما ، لتحك عنقها بألم مزعج وهي تحركها جانبا وكأنها قطعة جليد صلبة بدون ان تحذر من النظرات التي كانت تختلس النظر عليها بترقب ، فهي تتخذ طرف المحارب منذ آخر لقاء بينهما كشف به الاوراق والحقائق المخفية بحياتها والتي ما تزال غامضة غير كاملة لهذه اللحظة ، وقد باتت تتعمد الابتعاد عنه وتجاهله بقدر الإمكان وبكل فرصة وكأنه وهم تحاول مسحه من حياتها ! "تبدين مرهقة جدا" انتفضت داخليا بدون ان تظهر شيء على ملامحها المتينة ما ان اخترق صمتها بكلامه النافذ حتى بأقل كلمة يكون كلامه شديد القوة والرصانة بنبرة امر واضحة ، لتفكر بتجاهله فقط والصمت عنادا به قبل ان تهمس بدلا عن ذلك بخفوت متحفظ "ضغط العمل" ابتسم بتجعد طفيف بدون ان يفرقها عن عينيه وهو يقول بهدوء جاد "كيف حالكِ ؟" زمت شفتيها بعبوس وهي تلهم نفسها الصبر هامسة بخفوت متشنج بخير"" اومأ سفيان برأسه وهو ينظر للأمام قائلا بهدوء عميق "اتمنى ذلك" رمقته بطرف حدقتيها بجفاء وهي تشعر بمفهوم آخر بكلامه لم تعبأ بتفسيره وشرحه ، لتعود بنظرها للأمام تلهي نفسها بعدّ الارقام على اللوحة بانتظار كي تبعد الافكار عن رأسها وعن التهور اكثر ، ولكن ما حدث خيب ظنها وهو يقول مجددا بصوت بانت السخرية به "لا ترهقي نفسكِ كثيرا ، فربما يذهب كل هذا هباءً" اتسعت حدقتاها بصدمة اختلّت بتوازنها وهي تلتفت نحوه بقوة هامسة باستهجان "هل تسخر مني ؟" حدق بها بقوة بدون اي اهتزاز او صدمة وكأنه اخذ ما كان يتوقعه وينتظره منها بفارغ الصبر وهو يقول بجمود صارم "عفوا ! ماذا قصدتي ؟" رفعت اصبعها تشير لنفسها بتلك الشرارة التي تلمع بعينيّ الذهب وهي تقول بجموح "انت قلت بألا ارهق نفسي هباءً ، هل قصدت بأنني اضيع وقتي هباءً بالعمل بهذه الوظيفة ؟ ولن يأخذ جهدي وتعبي بالعمل على محمل الجد ؟" تغضنت زاوية ابتسامته يتأملها عن كثب مدة دقائق يستمتع بتلك اللفتة التي جذبتها نحوه اخيرا ، قبل ان يقول بهدوء جاد يمثل الاهتمام "كل شيء مكتوب بنصيبك ، إذا كان من نصيبك ترك العمل فلن يستطيع احد ابقائك هنا لا جهدك ولا مثابرتك ، لذا قلت لكِ ألا تتعبي نفسكِ كي لا تندمي بعدها وتنكسرين مثل الزهرة الذابلة" قوست شفتيها بعبوس وهي تنفض اصبعها للأسفل وتقول بخفوت حانق لون الجمرتين بعينيها "تسخر مني مرة ، ومرة تعبث معي ، ومرة تحبطني ، ماذا تريد مني ؟ معلومات حياتي الخاصة تحريت عنها وعرفت كل شيء بحدود مساحتي الشخصية ، استجواب واستجوبتني ، تحقيق وحققت معي ، معايرة وعايرتني ، واتهام بالغش والاحتيال واتهمتني ، ماذا بقي بعد كي تفعله بي وتهزئني عليه ؟ كل هذا وانا مجرد موظفة مستجدة عندك ! ماذا كنت فعلت لو كنت موظفة ثابتة بشركتك ؟" بقيت نظراته عليها بجمود مجوف وكأنها هوة سحيقة تغرق بها بصمته المهيب الاسوء من الكلام ، لتشعر بنظراته تنحدر لملابسها يقيمها بنظرات مبهمة علمت فحواها وقرأتها بملامحه بدون نطقها ، وهو ما دفعها كي تمسك جانبي قميصها الفضفاض وتقول بهجوم غاضب "ماذا هناك ؟ هل لديك معايرة جديدة تخبرني بها ؟ ما هو العيب الذي تريد اضافة تعليقك عليه كي يتزين بقائمة سلبياتك بعالمي ؟ لم تكتفي بتعقبي وترصد الاخطاء بي وايضا تريد التحكم بطريقة ملابسي ! لقد اصبحت اعمل عبدة عندك بالمعنى الحرفي ، ما كل هذا العداء ؟" ابتلعت ريقها بإعياء وهي تقبض بأصابعها على اطراف القميص بقوة تكتم اضطرابها الداخلي ، ليقول بعدها اخيرا يتكلم باتزان يحسد عليه بعد ان سلط عينيه بعينيها يوقف هياجهما "اهدئي فالأمر لا يستحق كل هذا الغضب والهياج من اجله ، فأنا بعد كل شيء لم اطردك من عملك ، ولن افعل شيء لكِ إذا لم تفعلي شيء بالمقابل ، فأنا لست بكل هذا الظلم" اطبقت على اسنانها بصرير وهي تنفض يديها بقوة وتقول بخفوت مستنكر "أليس لديك ضمير او رحمة ؟ أليس هناك من شيء يرضيك ! انا اعمل هنا ساعات طويلة بيومي ، احرم نفسي من النوم والطعام كي اكرس كل وقتي للعمل ، انا تقريبا اصبحت لا افعل شيء ولا اتحرك ألا باتجاه العمل ، إذا كان كل هذا لا يكفي كي احصد مكاني بالشركة فماذا افعل اكثر من اجلك ؟ هذا اكثر عمل تعبت وسعيت عليه بحياتي بأكملها ، اكثر مكان انشغلت به وثابرت من اجله ، هل انت سعيد بحالتي ؟ هل هي هواية لديك تعذيب الموظفين الجدد والتلاعب بثبات وظيفتهم باسم مديري عملي ؟ أليس لديك موظفة غيري تتلاعب بها ! هل فرغت كل الشركة من الموظفين سواي !" حرك سفيان كتفيه باستخفاف وهو يقول بهدوء شديد يناقض حالتها وكأنه مستمتع بهذه المحاكمة "ربما لأنكِ مميزة وتتركين طابع حضور عند الانسان من اول لقاء ، واجابة على سؤالكِ السابق لا يوجد عداء بيننا فأنا لا اكّن لكِ سوى كل الحب والاحترام" انفرجت شفتيها بانشداه حتى توردت وجنتيها بدون سبب باحمرار بسيط طاف على سطح ملامحها بغزو عاطفي ، ليقاطع الاجواء بينهما انفتاح المصعد بجوارهما يعلن عن وصوله اخيرا وينهي نقاشاتهما بحسم ، ليشير سفيان بيده باتجاه المصعد وهو يقول بجدية اقرب للسخرية ها قد وصل من كنتِ تنتظرينه"" عبست ملامحها وهي تراقبه يدخل للمصعد بكل سطو وتبجح ويقف بالزاوية كي يفسح لها المجال ، وبدون ادنى تفكير حملت نفسها وغادرت من امامه على صورته المصدومة واول تعبير مقروء يظهر عليه والباب الآلي يصفق بقوة . نزلت السلالم بسرعة وهي تشتم وتتخبط بسخط بعد ان اخرت نفسها اكثر فوق تأخرها الاصلي واضطرت لنزول السلالم جريا على الاقدام ، وما ان وصلت رواق الطابق التالي حتى انصدمت من انفتاح باب المصعد بشكل فجائي وخروجه منه وهي مذهولة من دقته بحساب وقت وصولها ! لتدب بها الحياة فجأة وهي تنتقل لقدميها تلقائيا وتقرر الهروب منه ولكنه كان قد وصلها بثلاث خطوات امسكها بها وادراها نحوه يمنعها من الفرار ويثبتها امامه . صرخت سراب من فورها بخفوت جامح "اتركني حالا ، اتركني ، ماذا تفعل ؟" قال سفيان بصوت صلب نافذ اخافها بالبداية "لماذا تهربين ؟" عضت على طرف شفتيها بامتعاض وهي تنفض ذراعيها بعيدا عن يديه قائلة بغضب "لقد كنت اتجنبك وليس اهرب منك ، هناك فرق بينهما" ردّ عليها بجمود حازم وهو يحرك رأسه بقسوة "كل الطرق تؤدي لمعنى واحد ، لقد كنتِ تهربين ، كنتِ تتكلمين سابقا بغرور بأنكِ لا تخافين ولا تهابين من شيء ! ولكن ما فعلته قبل قليل يدل على وجود شخص جبان بداخلك ، هل هذا مفهوم الشجاعة بالنسبة لكِ ؟ انتِ مجرد فتاة جبانة تختبئ خلف نجاحاتها الصغيرة وترمم عيوبها بالعمل والمثابرة !" غامت ملامحها بوجوم وهي تشعر بشيء يلامس مكان مظلم بقلبها اثر بها بشدة ، لتلوح بذراعها جانبا وهي تقول باستياء حاد "هل حان الوقت كي تعاير داخلي ومشاعري ايضا ؟ ما شأنك بي ؟ ما شأنك ؟ من سلطك بحياتي كي تعطي تقييم عني بكل مرة !" تلبدت ملامحه بقسوة بدون ان يرق لها وهو يرفع ذقنه ويقول بهدوء متسلط "اكثر ثلاث اشياء تكرهني بالشخص ، الكذب ، خيانة الامانة ، الهروب ، هذه الثلاث اشياء التي تجعل من حليفي او صديقي اكبر عدو لي" رفعت حدقتيها الساكنتين بجمود وهي تقول بخفوت واثق "لا اكترث لأي من احكامك او انتقاداتك عني ، فأنا لست حليفتك او صديقتك" استدارت بعدها بسرعة وهي تنطلق باتجاه السلالم وتنزلها بغضب مفترس حتى انتهت بكسر كعب حذائها بقسوة وسقوطها جالسة بقوة ، تأوهت بألم استرعت انتباه الواقف فوق السلالم وهو يراقبها بصمت مشدوه اربكت كيانه ! لتتأمل بعدها كعبها المكسور بحسرة وهي تمسكه بأصابعها تكاد تذرف الدموع عليه بعد ان ضغطت عليه بشدة ! تنفست سراب بجمود وهي تشد اصابعها عليه وتخلعه بقوة قبل ان تنتقل لكعب الحذاء الآخر وتخلعه كذلك بقوة اكبر ، وما ان انتهت من صراعها وهي تمسح العرق عن جبينها حتى استقامت مجددا تتمسك بحاجز السلم ، لترمي بعدها شعرها خلفها وهي تلقي عليه نظرة باردة صقيعية ثم غادرت بهدوء تكمل نزول السلالم بالحذاء الارضي بعد ان تخلصت من قاعدتيه ! افاق سفيان على نفسه ما ان اختفت عن ناظريه وهو يمسح جبينه بأصبعيه حتى قال بضحكة حقيقية نابعة من القلب "تلك الفتاة مجنونة رسمية !" ____________________________ سارت بسرعة بخطوات شبه ثابتة وهي تشعر بحصوات الارض تحتك وتوجع قدميها بقسوة وكأنها ترتدي خف منزلي وليس حذاء بكعب مكسور ، لتشتم بعدها بقوة اكبر وهي تهمس بعذاب وكأنها خرجت للتو من حرب خاسرة "ما هذا اليوم ياربي ؟ ما هذا اليوم ؟....." تجمدت بمكانها بقوة ما ان سمعت صوت جهوري ينادي عليها من بعيد وكأنه يأمر مخدومه "توقفي بمكانك !" عضت على طرف شفتيها حتى كادت تدميها وهي تكمل سيرها متجاهلة امره بكل عصيان ، لتتوقف للمرة الثانية ما ان كرر النداء بصوت اخترق حصونها "سراب" ابتلعت ريقها بارتعاش وهي تسمع اسمها مجردا منه لأول مرة بدون اسم والدها او عائلتها ، وهو ما زاد غيظها اكثر حتى شعرت بدمائها تثور وترتفع بشكل يكاد يفجر البركان برأسها ، لتستدير للخلف بعنفوان على لحظة وصوله وهي ترفع الكعبين امام وجهها تحمي نفسها بسلاحها الجديد ضد العدوان على المرأة وكأنها بطلة خارقة ، ليرفع حاجبه بأثرها وهو يقول بخفوت ساخر بنبرته المتسلية "ما هذا ؟ هل ستقاتلين بكعبيّ حذائيكِ ؟ منظركِ لن يكون جميلا عندما يراكِ احد تهاجمين المدير بكعبيّ حذائيكِ !" زمت شفتيها بعبوس وهي تقول بحدة بدون ان تتخلى عن موقفها الدفاعي "عندما يتعلق الامر عن دفاع المرأة عن نفسها لا يهم السلاح المستخدم ، ولا يهم شخصية الواقف امامها ، فالمرأة لها حقوق بهذا العالم وبدستور الدولة" هذه المرة رفع حاجبه الثاني وهو يقول بهدوء مبهم يتنقل بنظره عليها "اختيار موفق بالكلمات ، ولكنكِ نسيتِ بأنني ربّ عملك ومدير الشركة والمسؤول عن المكان والارض الواقفة عليها الآن ، يعني انا فوق قوانينك ودستورك وحقوقك ، والافضل ان تحذري كي لا تنقلب اضرار هذه الحرب عليكِ" تجهمت ملامحها وهي تخفض نظرها للأرض التي تقف عليها قبل ان ترفع ذقنها بإيباء وتقف على اطراف اصابعها كي توازي طوله هامسة بتشدق "لم يبقى سوى ان تملكني كي تسن عليّ قوانينك وقواعدك السارية على ارض مملكتك وحدودك" اخذ وقته بتأملها ومبادلتها النظرات بنفس القوة والبأس يكاد يعري روحها ويخترق جدارها المنيع ، ليخفض نصف جفنيه قليلا وهو يتمتم بخفوت واثق "انا املككِ بالفعل يا سراب حكمت منذ وقعتِ على عقد توظيفك بشركتي" ارتجفت عضلة بشفتيها حتى لم تعد تعرف كيف تجابه كلامه الغامض الذي زاد ضياعها وتخبطها ، لترخي نفسها بلحظة وهي تنتصب بوقفتها وتخفض يديها بكعبي الحذاء ، لتلتفت بعدها بنصف وجهها وهي تهمس بخفوت مغتاظ "لن اجادلك اكثر ، فقد اهدرت الكثير من وقتي ، وانا على عجلة من امري ، لذا....." قاطعها سفيان بصوت حاسم وهو يخفض نظره لحذائيها "ستعودين للمنزل هكذا !" تنهدت بقلة حيلة وهي تخفض نظرها حيث ينظر وتهمس بوجوم "ليس باليد حيلة ، لا يوجد لدي حل" ساد الصمت بينهما لبرهة حتى ظنت بأنه قد انتهى منها وسيغادر ، ليصدمها بالكيس الذي اخرجه من خلف ظهره وهو يمسك من داخله بفردتي حذاء رياضي يشير بهما قائلا بجدية "ارتدي هذا الحذاء بطريق العودة ، سيفي بالغرض" حدقت بحذاء ابيض بمقاس كبير يبدو ذكوري من شكله ولونه الابيض الناصع ، ولكن الاكيدة منه بأنه باهض الثمن بسبب اسم الماركة التي يحملها ، ليرمي لها الحذاء امام قدميها وهو يقول بهدوء آمر "ارتدي الحذاء" قلبت ملامحها بغضب وهي تقول بقنوط خافت "حتى بهذه تصدر الاوامر !" نظر لها ببرود وهو يقول بجفاء "ألن ترتديه !" قبضت بيديها على كعبي حذائيها وهي تقول ببأس "ليس قبل ان تخبرني من اين احضرته ! ويخص من ؟" قطب جبينه بهدوء وهو يقول ببساطة "وهل هذا يهم ؟" ردت عليه سراب من فورها وهي تقول بضراوة "بالطبع يهم ، فأنا لن اقبل بشيء يخصك ومن مالك الخاص ، بعد ان كنت السبب بكسر كعبيّ حذائي وكبريائي" عقد حاجبيه بقسوة وهو يحرك كتفيه قائلا ببلادة "وماذا ستفعلين لو اخبرتكِ بأنه يخصني وانا من كنت ارتديه قبلك ؟ ماذا سيكون رأيكِ بهذا ؟" اتسعت عيناها العسليتان بصدمة وهي تهمس باستنكار مشدوه "لا يعقل ! ما تزال تستهزئ بي ؟" حرك سفيان رأسه جانبا وهو يخفي جانب ابتسامته عنها كي لا تفهمه بشكل خاطئ ، ليعيد نظراته لها بجمود حجري وهو يقول بنبرة عملية "لا تذعري بهذه السرعة ، فقد كنت اختبر ردة فعلكِ ، وهذا الحذاء طلبته من المستودع الذي يحفظ الاغراض المستعملة والمستهلكة والتي يتبرعون بها للأيتام والمحتاجين ، يعني لا تخصني بل تخص اناس آخرين" كورت شفتيها بامتعاض وهي تخفض نظرها وتهمس بخفوت باهت لن ارتديه"" رفع حاجبيه باستغراب وهو يحدق بالحذاء المستقر امامها قائلا بإيجاز "ولماذا ؟" عضت سراب على طرف شفتيها بضيق وهي تهمس بينهما باستياء قاتم "لا اريد ان ادين لك بمعروف ، ولن اتحمل ان اكون مدينة لك ، فأنا قد تحملت كل هذا منك بدون ان اكون مدينة لك فكيف سيكون الحال لو كنت مدينة لك ؟ اُفضل السير حافية الاقدام على قبول المساعدة منك" غامت ملامحه بسحابة رمادية وهو يقول بجمود غريب "ولو قلت لكِ بأني لن افعل ذلك فهل ستقبلين الحذاء مني ؟" حدقت به بحيرة وهي تقول بخفوت مرتاب "ما لذي يجعلك تريد مساعدتي ؟" حرك سفيان كتفيه باستخفاف وهو يقول ببديهية "الدافع الانساني" رفعت حاجبيها بدهشة قبل ان تشيح بنظرها جانبا هامسة بتكبر "لن اقبل ، وايضا انا لست متسولة حتى اضطر لقبول غرض خاص بتبرعات شركتك ، فهناك اشخاص اشد احتياج مني بالحصول عليها" تجول بنظراته عليها بمغزى من رأسها حتى اخمص قدميها ليقف على حذائيها وهو يقول بابتسامة متهكمة "بالنظر إليكِ هكذا فأنتِ لا تقلين عن المتسولين بشيء ، ألا إذا كنتِ ترينها موضة دارجة بالسوق !" احتدت ملامحها وهي تطبق على اسنانها هامسة بخفوت جامح "تظن نفسك المحق دائما ، ولكنني سوف اخيب ظنك واخبرك بأنني اثق بنفسي وبنظرتي اكثر منك" بادلها النظرات بدون ابتسام حتى حرك كتفيه باستسلام وهو يقول بلا مبالاة "انتِ ادرى" شحبت ملامحها ما ان وجدته ينحني امام الحذاء قبل ان توقفه بسرعة وهي تقول بانتفاض "لقد غيرت رأيي ، سأرتديه" تجمد بمكانه للحظة واحدة قبل ان يرفع رأسه قائلا ببساطة وكأنه يجاري تفكير طفلة "كما تشائين" وقف بعدها باستقامة يشرف عليها بصمت بينما خلعت سراب حذائيها وانتعلت الحذاء الرياضي الذي كان مقاسه كما توقعت اكبر من قدميها بكثير يكاد ينزلق منهما ، لتعبس ملامحها ما ان سمعت تعليقه الساخر وهو يعقب ببرود "جيد ، المهم شيء تسيرين عليه ، فالشكل غير مهم بقدر الجودة" تنفست بجمود وهي تدنو قليلا وتمسك فردتي حذائها الذي اضحى مجرد حذاء بالي ، لتلمح بعدها الكيس الذي مده لها وهو يقول بأمر "ضعي حذائك بداخله" اخذت الكيس منه بصمت وهي ترمي الحذاء به بقوة وتقف على طولها ، لتقول بعدها بابتسامة رسمية رسمتها بإتقان حرفي "سأعيد الحذاء إلى الشركة غدا صباحا ، وشكرا على خدمتك" استدارت بسرعة تنوي الرحيل عن المكان قبل ان يوقفها للمرة الثانية وهو يقول بهدوء جاد بنبرته الخشنة "حافظي على الامانة جيدا ، وإياكِ واعادتها وبها خدش واحد ، فهي ليست ملك خاص لكِ" زفرت سراب انفاسها بقهر وهي تقول بصوت مرتفع بتعمد "لا تقلق لن اخون امانتك ، فلست مولعة بأن اكون الشخص الوحيد الذي تكرهه بالشركة" غادرت بعد كلماتها بأقصى سرعة تجري بحذائها الرياضي الكبير الذي لا يتناسب مع اناقة ملابسها مطلقا ، ليغمض عينيه ويبتسم بسره حتى اختفت ابتسامته وكل ما يوصل إليها وهو يستعيد بلادة مشاعره... يتبع........ | ||||
06-08-23, 02:07 AM | #114 | ||||
| كتفت ذراعيها بانفعال عصبي وهي تتلفت حولها تبحث عن سيارة شقيقها والتي اختفت من مكانها لأول مرة ، فهذه ليست من عادته ان يتركها بمكان وحدها تتخبط بانتظاره ولا يلتزم بموعده الاعتيادي بوقت المغادرة ! حتى بموضوع سيارته التي لا تفارق المكان ألا بوقت مغادرتهما ! لتلتفت بعدها برأسها بسرعة ما ان تعرفت على صوت بوق السيارة التي توقفت على قارعة الطريق بالقرب منها . تنفست الصعداء وهي تمسك اطراف تنورتها الجينز وتسير بسرعة باتجاهها حتى فتحت بابها الجانبي ودخلت إليها بدون تفكير ، لتلتفت بعدها وهي تقول بصوت عفوي "لماذا تأخرت ؟ انتظرتك طويلا...." صمتت بصدمة غزت محياها ما ان عرفت هوية السائق الذي لم يكن بالسائق المنتظر وهو من بات يظهر لها بكل مكان مثل ظلها او قرينها ! كان يراقبها خلف عدسات نظارته السوداء الداكنة وهو يرسم ابتسامة غامضة على محياه غير مفسرة ولكنها تعلم بأنها اكثر ابتساماته خطورة وغرابة ! لترمش بعينيها الكبيرتين عدة مرات عله يختفي ويكون محظ وهم بعقلها وما ان ثبت وجوده بعقلها حتى انتفضت وهي تفتح الباب بجانبها قائلة بتعثر "اعتذر ، دخلت السيارة الخاطئة...." شلت حركة اطرافها ما ان امتد جسده نحوها واغلق الباب بيده يمنعها من دفعه ويديها على مقبضه ، ليقول بجانبها تماما لا يفصل بينهما سوى شعرات صغيرة بخفوت ثابت "لقد جئتِ للمكان الصحيح ، لم تخطئي بعنوان السيارة" ابتلعت لورين ريقها بارتعاش وهي تدير وجهها بعيدا وتهمس بخفوت ممتعض حانق "توقف عن تملقك هذا ، فأنا لست دمية اسير على اوامرك...ورغباتك ، واريدك ان تفك سراحي وتتركني اغادر" قرب شفتيه من طرف وشاحها يهمس من خلاله بخفوت واثق وكأنه يتعامل مع شيء يخصه "ولكنكِ دمية مع اشقائك ، ما لذي افرق به عنهم ؟" عضت على طرف شفتيها باحتقان وهي تخفض رأسها وتتمسك بالمقبض بأصابعها تستمد قوتها منه هامسة بضيق "انت لست من العائلة ، وليس لك اي حقوق او سلطات عليّ ، انت مجرد غريب" ردّ عليها بصوت خفيض اكثر يبعث رعشة قوية بالقلب وكأنه يخترق اعماقها "يمكنني ان اكون اكثر من شخص غريب إذا اردتِ ذلك" عقدت حاجبيها بعدم استيعاب وهي تلتفت نحوه بسرعة حتى اصطدمت عينيها بشاشتي عدستيه اللتين تخبئين خلفهما حقيقة عينيه المسكونتين الغير رحيمتين ، إذا كان بتعبيراتهما او مشاعرهما او مزاجهما فلا تستطيع سوى الخوف والرهبة منهما وكأنهما يمارسان العنف والقوة بكل شيء بهما ! واليوم ليس استثناء بل تراهما اليوم اكثر قوة وانفعالا عن اي وقت مضى تستطيع لمح شرارتهما من شاشتي عدسات نظارته ! انفرجت شفتيها بأنفاس قصيرة وهي تهمس بخفوت مشدوه "ماذا تعني ؟" نظر لها إلياس لحظات قليلة تلاقت بها اعينهما قبل ان يسحب كافة قواه عنها ويجلس على كرسيه مجددا ، ليمسك بعدها ربطة عنقه يشدها للأسفل وهو يقول بهدوء متزن "سوف يتأخر هيثم بالمجيئ بسبب استدعائه لحضور ندوة علمية لطلاب الطب ، لذلك لن يأتي خلال هاتين الساعتين القادمتين من حياتك ، وعليكِ بالانتظار بداخل قاعات الدراسة حتى مجيئه" حدقت به بحيرة اكبر بعينان آسرتان حتى كساهما الحزن بلون فاتن وهي تهمس بخفوت واجم "ولماذا لم يخبرني بذلك ؟ هل نسي امري ؟" امال رأسه جانبا على مسند الكرسي يتأملها عن كثب قائلا بهدوء باسم لا تحزني ايتها القطة الفرعونية ، فلم ينسك احد"" عقدت حاجبيها الصغيرين واحتدت نظراتها حتى اصبحت عينيها فرعونيتين كما شبههما بالكحل الطبيعي المرسوم بزاويتهما ، لتتغضن طرف ابتسامته وهو يمد كفه ويضرب تقطيب جبينها بأصبعه قائلا بهدوء عميق "كيف سيخبرك هيثم بهذا الظرف الطارئ إذا كان هاتفك مقفل ولا يستجيب لاتصالات ؟" رفعت حاجبيها هذه المرة بصدمة وهو يتابع تعبيراتها الموضحة باهتمام بدون كتيب او دليل يساعد بقراءته ، لتنتقل مباشرة لحقيبتها وهي تدس يدها بداخلها وتخرج هاتفها منها لتحاول فتحه عدة مرات قبل ان تكتشف بأنه مقفل بالفعل ، لتهمس بعدها باستدراك "لقد انتهى شحنه بالفعل !" رمقته لورين بطرف حدقتيها بارتياب وهي تهمس بشك "كيف عرفت انت بذلك ؟" احنى رأسه للأمام وهو يقول بابتسامة ساخرة ظهرت نصف اسنانه البيضاء "يعجبني ذكائك بقدر غبائك بمثل هذه المسائل ، هل هذا كل ما خطر على بالك ؟ كيف عرفت بذلك ؟" زمت شفتيها بعبوس وهي تشعر بنفسها مدعاة للسخرية امامه ثم همست من بينهما بقنوط "ما لخطأ الذي ارتكبته بسؤالي ؟ لقد سألتك فقط كيف عرفت بموضوع هاتفي ؟ بل كيف عرفت اساسا بمكاني !" تنفس إلياس بهدوء وهو يخلع نظارته ويعلقها على ياقة قميصه قائلا بجدية "السؤال المطروح كيف عرفت بموضوع ندوة شقيقك ، بعدها ستكتشفين اجابة اسئلتك الاخرى ، فكل شيء يعتمد على هذا السؤال المحوري مثل ما يحدث بهرم المعرفة" عبست ملامحها برقة وهي تهمس بتفكير عفوي "ما هو هرم المعرفة ؟" زفر إلياس انفاسه بيأس وهو يقول بشبه ابتسامة باردة "ذكائك تعدى الحدود !" مالت طرف شفتيها بوجوم وهي تشيح بوجهها وتقول بهدوء حازم "انا سأخرج من هنا...." قاطعها بصوت حاسم شديد البأس "كلا لن تخرجي" التفتت نحوه بملامح عابسة وهي تهمس بخفوت جاد "لن اذهب بعيدا ، سأمكث بالقاعة الدراسية ساعتين حتى موعد مجيئ هيثم" نظر لها بقوة وهو يقول بهدوء جامد "وكيف ستقضين هاتين الساعتين بالقاعة ؟" ردت لورين عليه بخفوت مستاء "واين اقضيهما إذاً ؟" اتسعت ابتسامته بنشوة وهو يحرك رأسه للأمام قائلا بخفوت عازم "لدي لكِ خطة سوف تبهرك ، فأنا اريد استثمار هاتين الساعتين بفعل الاشياء التي نرغب بها نحن فقط ، وخاصة بأننا لم نقضي الوقت الممتع سويا منذ تعارفنا لأول مرة ، وانا اريد الخروج معكِ ومرافقتك بعيدا عن الضغوطات العائلية والنفسية ، فهل انتِ موافقة ؟" شحبت ملامحها وهي تعبس بشدة ثم همست بخفوت باهت "هل لهذا السبب جئت لرؤيتي ؟" امسك ذقنه بأصبعيه وهو يقول بابتسامة جانبية بمغزى "ربما يكون سبب واحد من مئة" ادارت مقلتاها بعيدا تتشاغل باللعب بأصابعها وهي تهمس بخفوت مشتد "كلا لا اعتقد ذلك ، هكذا سيلاحظ هيثم غيابي ، ولن اصل على الموعد...." قاطعها بصوت ثابت بدون ان يتأثر بكلامها وهو يشير لها لساعته الرقمية حول معصمه "لن يحدث شيء كهذا ، فأنا سوف اضبط وقتنا مدة ساعتين كي نحسب الوقت المار ويعلمنا كذلك بانتهاء الوقت عندما يرن المنبه ، يعني كل شيء تحت سيطرتي" اختلست النظرات نحوه وهي تراقب ساعته الرقمية المتطورة والتي تراها دائما حول معصمه مثل جهاز صغير تحرص على تدبير وقته ، لتهمس بعدها بارتجاف متردد "حسنا ، ولكني....." تأفف إلياس بنفاذ صبر وهو ينفض ذراعه بعيدا قائلا بجمود حازم النبرة "ألا تستطيعين الموافقة على شيء بدون وضع شروط واحتمالات عليه ؟ وقد اخبرتكِ بها مئة مرة انا لا اؤكل البشر ! لو كنت كذلك لكنت اكلتكِ منذ زمن طويل" وجهت نظرها امامها وهي تتنفس بقوة هامسة بحسم حسنا ، لا بأس عندي بذلك"" تنفس بارتياح وهو يوقت الساعة حول معصمه هامسا بهدوء "واخيرا !" رمقته بطرف حدقتيها الضيقتين وهي تهمس بخفوت واجم "لم تخبرني كيف عرفت عن موضوع شقيقي ؟ وكيف وجدتني ؟" ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتيه وهو يضع حزام الامان ويقول بأمر "ضعي حزام الامان" تبرمت شفتيها بعبوس وهي تمسك حزام الامان وتربطه حولها بقوة تتمتم بشيء ما بغضب ، ليقول بعدها وهو يشغل محرك السيارة وطرف عينه تسترق النظر عليها "عندما تخبريني عن هرم المعرفة ، سأجيبك عن اسئلتك ، هكذا تسير الصفقة" انفرجت شفتيها بانشداه وهي تهمس من فورها باستياء "ولكني لا اعرف شيئا عنه !" عبست طرف ابتسامته وهو يقول بهدوء ساخر "كيف دخلتِ الجامعة بالله عليكِ ؟" تنفست لورين بضيق وهي تشيح بوجهها هامسة بإحباط "كما دخلت انت منزلنا" اتسعت ابتسامته حتى ظهر صف اسنانه كاملا وهو يقول بخفوت خشن وكأنه يعبر عن رأيه بطريقته "مون جيتان ستيوبيد" اطبقت على اسنانها الصغيرة بغضب وهي تحدق بزجاج النافذة وتهمس بصوت مغتاظ "سحقا لك ، وللغتك الفرنسية !" بينما كان إلياس ينطلق بالسيارة بعيدا يختطف اللحظات الثمينة معها التي بات يدركها ويهواها ، هذا هو مفتاح اللغز وكل القصة بقضيته.... _____________________________ بعد قطع مسافة قصيرة بالسيارة اوقفها عند جانب الطريق الذي يكتظ بالمارة والمحلات التجارية وكأنها بسوق شعبي عام ، لتلتفت بجانبها بحيرة تراقب الذي كان يخلع حزام الامان وهو يقول بابتسامة طفيفة "هناك مكان قريب اريد المرور عليه" عقدت حاجبيها باستغراب وهي تشير للمكان بأصبعها هامسة بخفوت "هنا !" اومأ برأسه بثقة وهو يضع النظارة فوق عينيه يخفي نظراتهما الذئبية عنها ويقول بهدوء جاد "هيا اخرجي يا لورين" خرج من السيارة بالفعل وهي تتأمله يدور حولها بخطوات واسعة جذبت انتباهها إليه ثم تحركت بسرعة وهي تخلع حزام الامان وتخرج من السيارة خلفه ، لتتعثر قليلا وهي تغلق الباب خلفها وتثبت حزام حقيبتها فوق كتفها بهدوء ، نظرت امامها باتجاه الواقف يتمعن بها بصمت تستطيع رؤية بريق ابتسامته بعينيه المعتمتين الخبيثتين ، لتخفض نظرها بحرج وهي تمسح على تنورتها الجينز بيديها لا إراديا وتشد اطرافها وكأنها تتأكد من عدم وجود خطأ غير مرئي بها يسترعي سخريته او اهتمامه... رفعت لورين رأسها بارتعاش ما ان قال بصوت عميق اجش "هل نذهب ؟" هزت رأسها بحركة طفيفة وهو يسبقها بالتقدم بعد ان ضاق ذرعا منها على ما يبدو ، لتعجل باللحاق به وهي تجاوره وتنظر امامها بثبات بدون ان تمنع نفسها من انحراف نظراتها له هامسة بوجوم "اين نحن ذاهبون ؟" ردّ عليها إلياس من فوره بهدوء واضح "ستعرفين عندما نصل" ما ان كانت ستفتح شفتيها مجددا حتى توقف فجأة والتفت نحوها بعينيه الغامضتين خلف ستارهما المعتم ، ليقول بعدها بابتسامة اكثر عمقا "لقد وصلنا" التفتت جانبا تبحث عن المكان الذي يقصده لتلمح عربة متنقلة بألوان ملفتة تبيع كل انواع المثلجات والمشروبات الباردة عرفت ذلك من المحتويات الظاهرة عليها ، لتهمس بعدها بخفوت مشدوه ترمش بعينيها بحذر "حقا !" راقبها إلياس بهدوء بدون ان يقاطع نفسه متعة مشاهدتها قبل ان يقول بخفوت اجش "اتبعيني" نظرت له وهو يتقدمها بالسير ويتجه نحو العربة مباشرة حتى استوى واقفا امامها ، لتتبعه بخطوات بطيئة تراقب المشهد امامها بدهشة حقيقية وكأنها تتعرف على شخص مختلف تماما عن الشخص الذي تعرفه بالواقع ، وما ان وصلت إليه حتى سمعته يقول للبائع بابتسامة جانبية ساحرة "بوظة بالفراولة والكريمة للآنسة الصغيرة" اتسعت حدقتاها بصدمة وهي تنقلهما للبائع الذي قال بابتسامة بشوشة "حاضر يا سيدي ، بوظة واحدة قادمة على الطريق" قال إلياس بسرعة وهو ما يزال يخصها بنظرات مبهمة "اجعلها بحجم كبير ، ولكن بعلبة لو تكرمت" عضت على طرف شفتيها بارتباك وهي ترمقه بنظرات حذرة هامسة بخفوت "لا استطيع تناول المثلجات بالطريق ، فأنا لم اعد طفلة" حرك رأسه نحوها يميل بقربها وهو يقول بجمود حاسم "وما هو الفرق ؟ الاطفال والكبار يحبون البوظة ، وانتِ لستِ اكبر من طفلة سوى ببضعة سنوات !" كورت شفتيها بامتعاض وهي تشيح بوجهها جانبا هامسة بقنوط "غير صحيح" تغضنت طرف ابتسامته بلطف حتى قاطعهما البائع الذي مد علبة البوظة لهما قائلا بصوت ودود "جهزت البوظة الخاصة بالآنسة" حدقت به باضطراب قبل ان تنتقل للواقف بجانبها وهو يشير بعينيه قائلا بابتسامة واثقة "خذيها" ابتسمت بتحفظ وهي تمد كفها وتأخذ العلبة منه التي تحوي على مخروط كبير من البوظة ملون بالزهري والابيض بمزيج ساحر ، ليجذبها صوت البائع وهو يضيف بصوت مرح بمحبة "اللون الابيض لقلبك الابيض ، واللون الوردي لخديكِ الزهريين" توردت وجنتيها بحياء على هذا الاطراء وهي تخفض نظرها هامسة بخفوت "شكرا لك" انحنت طرف ابتسامته وهو ينقل نظراته للبائع ويخرج له ورقة مالية جديدة من جيب سترته ، ليقدمها له قائلا بهدوء متزن "تفضل الثمن" رفع حاجبيه بصدمة وهو يتلقى اكثر مما يستحق مخروط بوظة ليقول بعدها بابتسامة مرتبكة "هذا اكثر من ثمنها بكثير ، ولو بعتك العربة بأكملها فلن توفيك حقك !" حرك إلياس رأسه ببساطة وهو يضع الورقة المالية امامه ويقول بابتسامة جادة "نصفها ثمن البوظة ، والنصف الآخر ثمن كلامك الذي رسم الفرحة على محياها ، فقد اشتريت الآن بهذا المال سعادتها" استرقت النظر نحوه وهي تضم علبة البوظة بين اصابعها تبرد على قلبها وتخفي ابتسامتها الخجولة بأسنانها ، ليقول البائع بابتسامة متأثرة يراقبهما بسعادة غامرة "يسعدني مساعدتكما كثيرا ، وادعو ان تدوم المحبة بينكما وتمنح قلبيكما الفرح والسلام طول العمر" ادار رأسه لها يوجه كلامه للبائع قائلا بابتسامة عابثة "اتمنى ذلك ايضا" نظرت له بصدمة بدون ان تتخطى كلامه الاخير مع البائع ومعناه المبهم الذي لا تملك تفسير له سوى.... نفضت الافكار عن رأسها بقوة وهي توجه تركيزها على البائع الذي قال بابتسامة بشوشة "لا استطيع ان ارد لك كل هذا المال ، ولكني اعدك ان تكون هذه العربة تحت خدمتكما ، وكل مثلجاتكما ستكون من عندي فقط على حسابي" نظر له إلياس بابتسامة هادئة وهو يقول بصدق "شكرا لك ، عمل موفق" انتبهت لحركة رأسه وهو يشير لها كي تأتي بجانبه لتمتثل له وتسير بسرعة بجواره ، وبعدها بلحظات تلكأت بخطواتها وهي تهمس بخفوت حائر ماذا قصدت بكلامك الاخير مع البائع ؟"" نظر لها بهدوء وهو يقول باستغراب متعمد "تقصدين موضوع بأن العربة تحت خدمتنا ، لم احب ان اكسر خاطره لذا وافقت على شرطه برد المال" نظرت له بسرعة وهي تقول باندفاع غير واعي "كلا قصدت دعوته لنا بالمحبة بيننا والسلام والفرح ، وكلامك بعدها...." صمتت ما ان ادركت معنى ما تتفوه به وهي تدير وجهها بعيدا وتستمع لصوته المتسلي المتلاعب "اهااا ذلك الكلام ، لقد كنت اجاريه فقط ، فلم احب ان اخيب آماله بنا" رمقته بطرف حدقتيها باستياء بدون ان ترتاح للمقطع الاخير من كلامه ، ليفاجئها بنظراته التي تسلطت نحوها وهو يقول بجدية "ألن تتناولي مثلجاتك ؟ لقد بدأت تذوب على يديكِ !" اخفضت نظرها بسرعة وهي تلاحظ هبوط قمة المخروط وسيلانه بحزن بسبب إهمالها له ، لتمسك بعدها الملعقة الصغيرة بجانبه وهي تغرف القليل منه وترفعه لفمها ، تبسمت شفتيها ببهجة غامرة وكأن الفراشات تحلق بمعدتها وهي تستمتع بطعم البوظة مثل حلوى مسّكرة اسرتها بمذاقها ، لتلتهم لقمة اخرى بسعادة اكبر حتى اخترقها صوته وهو يقول بدهشة بالغة يشاهدها باهتمام "تتصرفين وكأنها اول مرة تؤكلين بها بوظة بحياتك ! كل سعادتك وانبهارك واضحين عليكِ مثل طفلة تلقت هدية العيد للتو !" عبست ملامحها بوجوم والملعقة بفمها قبل ان تخرجها وهي تهمس بخفوت حزين "لا اذكر آخر مرة اكلت بها بوظة بحياتي ، ربما عندما كنت بالسادسة او السابعة من عمري ، فقد حرمت من تناول البوظة منذ سنوات بسبب نزلة البرد التي اتلقاها سريعا بسببها ، لذا يمنعني اشقائي من تناول المثلجات بالمنزل ويمنع شرائها لي نهائيا !" توقف بصدمة حتى توقفت معه تلقائيا وهي تنظر له بحيرة ما ان قال بوجوم عابس "يا إلهي ! ما لذي فعلته بنفسي ؟" رفعت حاجبيها السوداوين باستغراب تنتظر تتمة حديثه قبل ان يلتفت نحوها قائلا بجمود صارم "هل اضرار تناول البوظة سيئة جدا حتى يمنعوها عنكِ ؟" حركت لورين كتفيها باستخفاف وهي تقول بهدوء غير مبالي "ليست اضرار شديدة ، مجرد سعال وزكام وألم بالحلق ، واحيانا احتاج ايام حتى اتخلص من الحمة الشديدة ، واساسا كان اشقائي يمنعوني عنها كي لا يضطروا لتحمل مرضي والانشغال بأمري من بين مسؤولياتهم الكثيرة !" ضاق به الهواء وهو يمسح صدغه بأصبعيه قائلا باستنكار "هكذا سأكون قد اجرمت على نفسي ، اشقائك لن يرحموني عندما يعلموا بجريمتي الفادحة ! فقد خالفت اوامرهم وقوانينهم وعرضتك لشيء محظور عندهم ، اضراره لن تكون جيدة على كل الاطراف !" حركت رأسها بالنفي وهي تهمس بابتسامة بريئة "لا بأس فلن اخبر احد منهم عن تناولي البوظة" نظر لها بقتامة ازدادت تحت عدسات نظارته وهو يمد كفه قائلا بأمر "اعطيني مخروط البوظة" حدقت بيده الممدودة بتوجس وهي تهمس بارتياب "ماذا ستفعل بها ؟" نظر لها بخطورة وهو يقول بجمود اشد قسوة "لا تجادلي ، واعطيني البوظة" حركت لورين رأسها بالرفض وهي تبعد علبة البوظة عن مرمى يده هامسة بخفوت محتج "لا اريد ، لماذا تريد اخذها مني ؟ انا حتى لم اتناول منها سوى لقمتين ! ارجوك اتركها معي" عبست ملامحه بشدة يشوبه بعض التوتر وهو يقول بجدية "لا تتصرفي بغباء ، فأنا لا اريد ان اتلقى اضرار هذه المخاطرة ! يكفي بأنني قد تخطيت كلام اشقائك وفعلت الشيء الذي منعوه عنكِ....." قاطعته لورين بقوة وهي تقول بخفوت واجم "انت تتصرف مثل اشقائي ، تمنعوني عن كل ما يسعدني ويفرحني ! لا تكن مثلهم رجاءً" ارتجفت عضلة بشفتيه وهو ينفض يده بعيدا قائلا بهدوء حازم "الامر لا يتعلق بي بشكل شخصي ، ولكني لن استطيع المخاطرة بصحتك ، افهمي ذلك !" رفعت عينيها الخضراوين الكبيرتين بإصرار وهي تقول بخفوت عازم "يمكنني وقاية نفسي من المرض ، سأشرب المشروبات الساخنة فور عودتي ، واتناول الفواكه والخضراوات الغنية بالفيتامينات ، وهكذا لن اصاب بالمرض مطلقا" ضيق حدقتيه لحظات يتمعن بالنظر بها قائلا بشك "هل ستفعلين ذلك ؟" اومأت لورين برأسها بقوة وهي تقول بتأكيد "اجل سأفعل ذلك ، اعدك" رفع رأسه بهدوء يفكر قليلا ثم قال بابتسامة خفيفة باستسلام "حسنا سوف اسمح لكِ هذه المرة ، لذا يمكنكِ الاستمتاع بها لأنها ستكون آخر مرة" اومأت برأسها بابتسامة رقيقة وهي تهمس بامتثال "مفهوم" مالت ابتسامته بعطف وهو يقول بهدوء جاد "هيا إذاً اكملي تناولها ، قبل ان يذوب النصف الآخر منها" نقلت نظرها لمخروط البوظة وهي تغرف القليل منها بالملعقة لتتناولها بنهم كبير وكأنها فاتحة شهية ، وهذا بحد ذاته اثار اهتمامه اكثر وهو يراها لأول مرة بكل هذه السعادة والانغماس بتناول مخروط بوظة تؤكل كل لقمة منها بشهية كبيرة وكأنها وجبة اسطورية ! لم يقاوم بعدها الإغراء وهو يسرق الملعقة منها ويأخذ القليل من البوظة ليدسها بفمه ويجرب مذاقها الخيالي والعالم السحري الذي تعايشه ، ليحرك رأسه بتفكير مفتعل وهو يقول بابتسامة متهكمة "لا بأس بمذاقها ، بنكهة الحليب والفراولة ، ما هو الجديد بها ؟" اخفض نظره عليها وتلاقت عينيه مع عينيها العابستين الغير راضيتين وكأنه اكل حقها ، ليمد الملعقة لها وهو يقول بابتسامة ماكرة "ما بكِ ؟ ما سبب هذا العبوس ؟" اخذت الملعقة منه بقوة وهي تهمس باستنكار خافت "كان عليك ان تحضر ملعقة اخرى ، لا ان تأكل من ملعقتي !" حرك كتفيه ببرود وهو يلوح بيده جانبا قائلا بجفاء "لا تقلقي يا صغيرتي ، فأنا لا اعاني من اي امراض او مكروبات انقلها لكِ ، لذا اطمئني ، فأنا الذي سأصاب بالعدوى إذا كنتِ مريضة حقا !" انفرجت شفتيها بذهول وهو يتجاوزها ويتقدمها بالسير ببساطة ، لتنقل نظرها لمخروط البوظة والملعقة بيدها قبل ان تغرسها بها وترفعها لشفتيها كي تأخذ لحظتين تتأملها برهبة وكأنها على وشك ارتكاب فاحشة ، اكلتها بعدها بسرعة وبتهور وهي تتمهل بتذوقها ببطء وانتشاء كبيرين وكأنها تتذوق صنف ونوع جديد بحياتها الخالية من الاخطاء والانحرافات ! استوعبت محيطها الحالي وهي تلحق بسرعة بالذي قطع مسافات بعيدا عنها حتى وصلت إليه وسارت بجواره بتلقائية وكأنها جرو يطارد به ، قالت بعدها بابتسامة هادئة "لم تجيب على سؤالي ، كيف عرفت بحضور هيثم الندوة ؟ وكيف عرفت بأمري ؟ هل تكلم معك بالأمر ؟" اومأ إلياس برأسه بهدوء وهو يقول بابتسامة عملية "لقد اتصل بي عندما يأس من الوصول إليكِ ، فبينما جميع اشقائك يعملون بحقول بعيدة انا الوحيد المتوفر هنا ، لذا التجئ لي كي اوصل لكِ رسالته واطلب منكِ انتظاره بالقاعات الدراسية حتى قدومه ، كي لا تخافي من تأخره وغيابه الطويل عنكِ" اومأت لورين برأسها بفهم وهي تغرس الملعقة بالبوظة هامسة بهدوء "فهمت ذلك ، وهل انت دائما متوفر هنا ؟" رمقها بطرف عينيه وهو يقول بشبه ابتسامة باردة "من حسن حظك ، فقد ربحتِ حارس شخصي لكِ يكون موجود معكِ بكل الازمات والطوارئ" رفعت الملعقة لفمها تلعقها بلسانها وهي تهمس ببراءة "يعني يمكنني استغلالك كما يحلو لي" نظر لها بصدمة بانت على محياه قبل ان يخفيها بابتسامته الطبيعية قائلا بهدوء "لقد اصبحتِ جريئة جدا ايتها القطة الفرعونية !" عضت على طرف ابتسامتها بصمت تكمل تناول البوظة الخاصة بها بانتشاء كبير وتركز على الطريق امامها ، وبدون ان تدرك كان يسحب ذراعها برفق ويغير مكانها حتى باتت تسير على يمينه ، وما ان رفعت رأسها بحيرة حتى قال بهدوء غريب "سيري على هذه الجهة ، وابقي على مقربة مني فهناك حشد من المّارة حولنا" سارت بجانبه تماما كما قال وهي تختلس النظرات حولها وتلاحظ بأن نظرات اغلب المّارة عليها هي بدون ان تعي ذلك وما فعله بأنه ابعدها عن الطريق التي تطل على اغلبية الحشود ، استمر الطريق معهما دقائق حتى توقفا بقرب سيارتهما المصفوفة ولكن هناك من كان يقف عندها وينتظر بهما وهو يرتدي بذلة الشرطة . قال إلياس بجدية يوجه الحديث لها بهدوء "انتظريني هنا قليلا ، سأتكلم مع الشرطي دقائق واعرف مشكلته ، لن اتأخر" ذهب قبل ان تجيبه وهو يتجه نحو الشرطي الواقف يسجل على الاغلب مخالفة على دفتره ، لتعبس ملامحها بوجوم وهي تفكر بأنها قد سببت له مصيبة مع الشرطة بدون ان تدري ، فهي كما كانوا يقولون عنها اشقائها جالبة المصائب بحياة كل من يعرفها وكأنها تجذبها إليها مثل المغناطيس ! وكأنه كان لا ينقصها سوى مشكلة مع شرطي وها قد تحقق ايضا ! تنهدت بصدر مهموم وهي تسير باتجاهه تلقائيا بذهن شارد كليا حتى لم تشعر بنفسها وهي تشهق بقوة وتسقط عن جانب الرصيف الغير مكتمل بنائه ، تأوهت بألم ما ان سقطت على ركبتيها ويديها وهي تستند بهما ارضا تحاول الاتزان بقدر ما تستطيع ، لتفيق بعدها على صوت صراخ قوي النبرة قشعر بدنها اكثر من السقوط "لورين !" حركت رأسها سنتمترات حتى وجدته بجانبها بلمح البصر وهو يدنو بقربها ويهمس بصوت خفيض قلق "لورين ! هل انتِ بخير ؟ هل تأذيتِ ؟" ارتجفت الغصة بحلقها بألم وهي تراقبه بعينان كبيرتان مكسوتان بالحزن والاسى بدون الاتيان بحركة ، ليقترب منها اكثر وهو يجثو امامها ويتلمس ذراعيها وخصرها بأصابعه قائلا بخفوت اضطرب فجأة وكأنه لم يعد يستطيع السيطرة على نبرته "لورين قولي شيئاً ! ما لذي اصابكِ ؟ هل هناك ما يؤلمك ؟ هل تتألمين بمكان ؟" زمت لورين شفتيها بارتجاف وهي تنتحب بأنين مسموع وتحرك رأسها باهتزاز بدون ان يفهم شيء على إشاراتها ، ليمسك بذراعيها هذه المرة بقبضتيه وهو يقول بانفعال تحشرج بصوته "لا تصمتِ يا لورين ، قولي ما يؤلمك ، اخبريني بما يؤلمك ! قولي شيئاً !" فغرت فاها الصغير بارتعاش وهي تهمس بخفوت شديد حتى اضطر لتقريب اذنه من مصدر صوتها "لقد خسرت مخروط البوظة خاصتي !" ارتاحت ملامحه قليلا وهو يبعد رأسه عنها ويقول بابتسامة باهتة "انا بماذا افكر ؟ وانتِ بماذا تنشغلين ؟" افلت ذراعيها وهو يجول بنظره قليلا حتى وقع على علبة البوظة المقلوبة ارضا بعد الحادث الفظيع ، ليعود بنظره لها قائلا بابتسامة صادقة بسحر مختلف "هل وحيدة عائلة الكايد من تحزن على خسارة مخروط بوظة ؟ انتِ فقط تأمرين وكل ما تشائين يجلب لكِ على طبق من ذهب ! ولا تقلقي سأعوض لكِ هذه الخسارة بمخاريط بوظة لمدى حياتك ، فقط انتِ لا تحزني نفسكِ مجددا" ابتسمت بوهج سعيد من بين دموعها الراكدة بددت الغيوم الحزينة عن قلبها وكأنه ادخلها بعصر جديد مختلف واجمل عن السابق ، بالرغم من انه قد اقسم سابقا بأنها ستكون المرة الاخيرة التي يحضر بها المثلجات ويتخطى قوانين عائلتها ! ولكنه خالف كلامه وغير آرائه بلحظة خاطفة...ودخل بالمحظور كي يسعدها وينتشلها من حزنها ! افاقت على صوته الجاد وهو يستقيم قليلا ويمد يديه لها كي يساعدها "هيا تمسكي بيديّ وقفي ، هل تستطيعين النهوض ؟" اومأت برأسها بهدوء وهي تمسح كفيها عن التراب بتنورتها الجينز قبل ان تتمسك بيديه اللتين حصرتا يديها بقوة ، ليسحبها بعدها بسهولة ويسر وتستوي واقفة امامه تماما وهي ما تزال تستمد منه العون ، ليرفع بعدها يديها الصغيرتين امام نظره يتأمل الجروح الدامية على مفاصلهما البيضاء وهو يقول بخفوت مستاء "لقد جرحتِ نفسكِ بشدة بسبب عدم انتباهك وحذرك وانتِ تسيرين بالهواء ! بماذا تنفع العينان إذا لم نستخدمهما بهذه الظروف ؟" امتقعت ملامحها وهي تسحب كفيها بقوة من فوق يديه تقبض بهما على قماش تنورتها ، لتشيح بنظرها سريعا ما ان تدخل الشرطي الذي كان يحقق معه سابقا وهو يقول بمهنية "هل هي بخير ؟ من تكون ؟" نقل نظراته له بقوة وهو يقول بهدوء واثق "نعم بخير ، انها تخصني" حدقت به بصدمة استولت على كيانها من التعبير الصريح بكلامه فلم يقل قريبتي ولا ابنة عمي ولا شيء آخر ، بل قال تخصني بالمعنى الحرفي ! وكأنها حقا تخصه وشيء راجع له ! طرفت بعينيها الواسعتين بانتباه ما ان وجه نظراته المعتمة نحوها وهو يخرج لها منديل نظيف من جيب سترته ، ليسلمه إياها وهو يقول بتصلب جاد "استخدمي هذا المنديل وادخلي للسيارة" نظرت للمنديل بيده برهبة وهي تمسكه بأطراف اصابعها تتأمله بعبوس مستاء ، لينتفض داخلها ما ان اعاد كلامه بصرامة اكبر "ماذا بكِ ؟ ألا تستطيعين السير ! هل اصطحبكِ للسيارة ؟" حركت لورين رأسها بالنفي وهي تهمس بخفوت مشدود "بل استطيع" حرك رأسه بصمت حتى غادرت من امامه وهي تجر قدميها مقاومة ألم ركبتيها وقد تيقنت بأن هذه الاصابة ستلازمها اضرارها طول طريق العودة ، لتهمس بعدها ببؤس تقبض بيدها على المنديل بداخلها "الآن عرفت بأن الفرح بحياتي من المحرمات !" بينما كان إلياس يراقب اثرها بعجز قاتل يعجزه عن مساعدتها وعن الامساك بها وحتى ملامسة جروحها الدامية ! عجز لم يكن يعرف بشعوره مسبقا حتى جربه اليوم ! يتبع......... | ||||
06-08-23, 02:15 AM | #115 | ||||
| خرجت من السيارة وهي تضرب بابها بقوة وتوّازن بين الكيس بيدها والحقيبة بيدها الاخرى ، لتحرك كتفها تنفض خصلات شعرها المتمردة خلف رأسها ، تنفست بعدها بضيق وهي تقول بخفوت غاضب "يا ألهي ! كل العالم يتحد ضدي اليوم !" تحركت بخطوات غاضبة باتجاه طريق المنزل وهي تتمتم بتبرم حانق "سحقا لمن كان السبب بتأخيري !...." صمتت فجأة وهي توقف خطواتها ما ان لمحت الواقف امام مدخل منزلها شارد بشيء ما ، وما ان تعرفت على هويته حتى سارعت بخطواتها باندفاع لا إرادي وهي تنطلق نحوه حرفيا ، لتصل له بلحظات وتقف بجانبه ما ان استدار نحوها بصدمة تحولت لسعادة تهللت على اساريره ثم هيام عاشق على اثر رؤيتها ، ليقول بعدها بابتسامة عريضة بنبرته المرحة "اهلا وسهلا بكِ يا مهندستي ، يا لها من صدفة رائعة ! هذه الصدفة...." سبقته بالكلام بتلقائية وهي تقول بابتسامة اكثر سعادة "صدفة خير من ألف ميعاد ، أليس كذلك ؟" اومأ برأسه بنفس ابتسامته وهو يقول بخفوت ودود "هذا بالضبط ما اردت قوله ، انها اجمل صدفة بحياتي !" ضحكت سراب بمرح وهي تقول بخفوت مبتهج اضاء عيناها بالنجوم "الجميل هو مقدرتنا على إكمال جمل بعضنا البعض ، وكأننا نتفاهم على بعضنا بدون الحاجة للكلام !" اتسعت ابتسامته بنشوة وهو يقول بخفوت واثق "هذا لأننا نكمل بعضنا البعض ، فنحن قدرنا واحد" عضت على طرف ابتسامتها بحياء لونت وجنتيها باحمرار طفيف وهي تخفض نظرها بصمت ، ليقول بعدها بتفكير جاد وهو يتنقل بنظره عليها باستغراب "هل كنتِ عائدة من العمل ؟" اومأت برأسها وقبل ان تجيب سبقها بالكلام وهو يقول بابتسامة جانبية "اعجبني شكل حذائك الجديد ، يناسب ملابسك تماما ، هل هذه موضة جديدة ؟" رفعت وجهها بامتعاض وهي على وشك الردّ عليه قبل ان يقصف كلام مديرها السابق بأذنها وكأنه يقف امامها متداخل مع كلمات عزت (بالنظر إليكِ هكذا فأنتِ لا تقلين عن المتسولين بشيء ، ألا إذا كنتِ ترينها موضة دارجة بالسوق !) استاءت ملامحها لا شعوريا حتى اخترق صوت عزت عالمها وهو يقول بقلق "سراب ما بكِ ؟ لماذا صمتِ فجأة ؟" نظرت له بقوة وهي تقول بخفوت متجهم "كلا لا يوجد شيء ، فقط تذكرت شيء ازعجني !" حرك عزت رأسه بهدوء وهو يقول بابتسامة مازحة "إذا كان هكذا جيد ، فقد ظننتكِ لوهلة قد تضايقتِ من دعابتي !" حركت رأسها بالنفي وهي تهمس بابتسامة لطيفة اودتها كل حبها "بالطبع ليس كذلك ، فأنا اكثر من يعلم بأنك لا تقصد سخرية او إهانة بكلامك ، واعلم جيدا بحسن نيتك" ضرب اصبعيه على جبينه كتحية بالبحرية وهو يقول بابتسامة "شكرا على ثقتك يا سيدتي" تبسمت شفتيها بجمال وهي تراقبه بمحبة بالغة تكنّها لهذا الكائن الذي رافقها طول مسيرة حياتها ، ليقول عزت بعدها يركز عينيه عليها بهدوء "ألن تخبريني بقصة هذا الحذاء ! فأنا اعرفكِ جيدا وهذا ليس من ذوقك !" تغضنت طرف ابتسامتها وهي تحني نظراتها للأسفل هامسة بوجوم "لقد كسر كعب حذائي ، لذا اضطررت لستر نفسي بهذا الحذاء الذكوري" حاد بنظراته وهو يحدق بالكيس البلاستيكي الابيض الذي يظهر ما يحوي بداخله ، ليقول بعدها بابتسامة خفيفة "هل احضرتِ حذائك المكسور معكِ ؟" رفعت رأسها باستياء وهي تلوح بالكيس بيدها هامسة ببهوت "لم يهون عليّ التخلص منه ، فقد كان حاضرا بنصف مسيرة حياتي" مالت ابتسامته بمغزى وهو يقول بعطف "لا تتغيرين مطلقا ، تحتفظين بكل شيء قديم وتالف بحوزتك بدون ان تفكري بالتخلص منه ، ظناً منكِ بأنه يملك مشاعر واحاسيس اكثر منكِ !" اخفضت يدها بالكيس وهي تقول بابتسامة متزنة "انها عادة قديمة بي لا استطيع الاقلاع عنها" ظلت نظراته عليها وخطوط ابتسامته حتى قالت بخفوت عابس "هل هو بشع لهذه الدرجة ؟" حرك عزت رأسه بالنفي بدون النظر للحذاء وهو يقول بحب واضح "بل على العكس يبدو جميلا جدا عليكِ" زمت شفتيها بوجوم وهي تهمس بحدة مزيفة "لا تسخر مني يا عزت ، كن صادقا بكلامك" رفع كفه وهو يتكلم بطريقة الحكم قائلا بحسم "انا اقول الحقيقة فكل شيء يبدو جميلا عليكِ ، لأن الشيء ليس هو الذي يجملك بل انتِ من يجمله !" توردت وجنتيها بسعادة وهي تهمس بخفوت مرح "لقد ترقيت بمرتبة الغزل لمرتبة ملازم" حرك كتفيه بثقة وهو يقول بزهو "فخور جدا بذلك" قال عزت بعدها وهو يسلط نظره على حذائها "كيف كسرتي كعبيّ حذائك ؟" فكرت قليلا بالسبب الاساسي بمشكلتها وهي تقول بدلا عن ذلك باستياء "لقد كنت على عجلة من امري" ردّ عليها عزت بابتسامة مرحة "ومن اين حصلتي على هذا الحذاء الانيق ؟" تبرمت شفتيها بعبوس وهي تكتف ذراعيها قائلة بجمود "مديري بالعمل اعطاني إياه كي يساعدني بمأزقي ، وبالتأكيد من اجل منفعة تصب لصالحه" نظر لها بملامح مبهمة وهو يقول بغموض "يبدو بأنكِ تتلقين معاملة خاصة من المدير" حدقت به سراب باستهجان وهي تقول بخفوت جامح "معاملة خاصة ! انت بالتأكيد مخطئ ! فهو لا يكّن لي سوى كل العداوة والبغضاء ، ومنذ لحظة توظيفي الأولى وهو يبحث بحياتي عن اصغر ثغرة كي يستغلها لصالحه ويوبخني عليها ! وينتظر الدافع القوي والدليل القاطع الذي يمسكني عليه كي يطردني من الشركة رسميا ، والسبب باستمراري بالعمل لديه هو جهدي ومثابرتي بالعمل التي لا يستطيع الاستغناء عنها او إيجاد عيب بها" تغضن جبينه بهدوء وهو يقول بتساؤل مريب "وما سبب كل هذا العداء ؟ ماذا فعلتي له حتى يكون بكل هذا التحفز نحوك ؟" رفعت سراب رأسها بتفكير وهي تقول بهدوء جازم "ربما لأنني مجتهدة ومتميزة بعملي ، وهو يعاني من تحفز وكره لهذه الانواع بطبيعته المتسلطة النرجسية ، لهذا دائما يتحداني ويباريني كي يفرض شخصيته عليّ ويغلبني !" اومأ عزت برأسه بصمت بدون اي تعبير يعلو ملامحه وهو يقول بهدوء جاد "من الافضل لكِ ألا تحتكِ بهؤلاء الاشخاص فربما يسببون لكِ المتاعب لاحقا" لوحت بكفها بالهواء وهي تقول بعدم مبالاة "لا تقلق بشأني ، فأنا استطيع التصدي لأمثاله وعدم تركهم يتعرضون لي ، وعلى كل حال عليّ اعادة هذا الحذاء بصباح الغد فهو يخص تبرعات الشركة وليس ملكي" اومأ برأسه مجددا وهو يتأمل حذائها بصمت اعمق غير مفسر ، لتقاطع افكاره وهي تقول بقوة وكأنها تذكرت الآن "يا لقلة ذوقي ! انا اثرثر معك امام مدخل المنزل منذ ساعات بدل استقبالك ! سامحني على غبائي فقد تشوش ذهني من العمل اليوم" حرك رأسه ببساطة وهو يقول بمودة "لا امانع ذلك مطلقا ، فأنا مستمتع جدا بالحديث معكِ امام منزلك ، فلن تسنح لي مثل هذه الفرصة بالداخل" اشاحت بوجهها جانبا بخجل وهي تمد ذراعها امامه هامسة بأدب "تفضل بالدخول لو سمحت ، فلا يجوز ترك الضيف ينتظر خارجا" تغضنت زوايا عينيه بمحبة يخصها لها وهو يهمس بخفوت اجش ملهوف "اهلا وسهلا بكِ يا سرابي ، كلي شوق لليوم الذي آتي به طالبا يدكِ كي تزيني ايامي" سار بعدها امامها يسبقها بالدخول للمبنى وهي تتلون بحياء ارتسم على محياها بوضوح وكأنها عروس حقيقية ، لتلحق به بسرعة وهي تسير بنفس المسار لداخل المبنى ، وما ان قرع عزت جرس المنزل حتى فُتح الباب وطل عليهما شقيقها الذي قال بابتسامة مرحبة "اهلا وسهلا بك يا عزو ، لقد تأخرت بالقدوم ، اين كنت كل...." قطع كلامه ما ان رأى شقيقته تقف بجواره وهي تبادله النظرات بلطافة ناعمة ، لتلوح بيدها له هامسة ببراءة "اهلا كاسر ، كيف الاحوال ؟" عبست ملامحه بشدة وهو يجول بنظره عليها قائلا بحزم "متى عدتِ ؟ ولماذا تأخرتِ ؟ هل تعلمين بالحالة التي وصلت لها امي بسببك ؟ وماذا تفعل...." صمت ما ان وصل بنظره على حذائها الابيض الكبير وهو يقول بدهشة "ما هذا الحذاء ؟" عضت على طرف شفتيها بضيق وهي تلوح بيدها هامسة بتذمر "قصة طويلة ، اخبرك بها لاحقا ، فأنا متعبة للغاية الآن" دفعته بعيدا عن الباب وهي تتجاوزه بسرعة للداخل مثل مداهمة طارئة ، ليشير بعدها بيده للخلف وهو يقول باستغراب "ما لذي جرى معها ؟" حرك عزت كتفيه بجهل وهو يقول بتمثيل "لا اعرف ، فقد قابلتها عند مدخل المنزل للتو ، وكانت على عجلة من امرها" حرك كاسر رأسه بتفكير وهو يقول بابتسامة يائسة "يبدو بأن هذا العمل لديه تأثير خاص عليها ، فهي منذ استلامها الوظيفة وقد باتت شديدة الانفعال وكثيرة التقلب وكأن هناك شيء بحياتها يثير بها كل هذه المحفزات والمشاعر" اظلمت عيناه بدون ان يراها وهو مستمر بمراقبته الصامتة بجمود ، ليقول كاسر بجدية وهو يوجه تركيزه له ويفسح له المجال للدخول "لقد بقيت واقف على الباب ، هيا ادخل يا صديقي المقرب ، ولا تخجل من احد فهذا البيت بيتك ايضا" ارتسمت ابتسامة ودودة على محياه يشوبها بعض الحزن وهو يقول بامتنان "شكرا لك" حرك كاسر رأسه يبادله الابتسام بترحيب حتى دخل للمنزل واغلق الباب خلفه . __________________________ طرقت على باب غرفتها بطرقات إيقاعية وهي تفتحه ببطء وتطل برأسها الذي مال وتساقط شعرها على جانبها ، لتقول بخفوت متملق بطريقتها اللعوبة التي ما تزال تستخدمها لهذه السن الكبيرة "خالتي حبيبتي ، حياتي ، عمري ، هل يمكنني الدخول ؟ وشرح موقفي لكِ ، فأنا لدي تبرير مقنع يفسر تأخري" ما ان طال الصمت من الجالسة على طرف السرير توليها ظهرها حتى ارتخت طرف شفتيها وهي تهمس بخفوت يائس "هل اخرج واعود بوقت لاحق ؟" ما ان كانت ستخرج بالفعل حتى سبقتها التي قالت بخفوت هادئ بدون النظر لها "ادخلي يا سراب" اشرقت ابتسامتها بأمل وهي تدخل بالفعل وتتجه نحوها بسرعة حتى وقفت بقرب السرير ، لتقول بعدها بابتسامة لطيفة تستخدم كل طرقها بإقناعها "اقسم لكِ بأني لم اقصد التأخر عليكِ ، فقد حدثت معي احداث بالعمل اضطرتني للتأخر ! وكل شيء حدث معي بشكل متتالي ! وألا كنت اخطط للعودة للمنزل بوقت ابكر من ذلك ، فأنا لدي علم بتجهيزات الوليمة ومساعدتك بها ، ولم افكر بالتأخر بحجة الهروب من مساعدتك او الفرار من مهامي كما تعتقدين ، فأنا لست بكل هذا الجحود حتى افعل ذلك بكِ ! صدقيني هذه الحقيقة" صمتت تنتظر رأيها بما قالت وإذا كانت قبلت مسامحتها بعد خيانتها الكبيرة ، لتتابع من فورها تبريرها وهي تلوح بيديها بعشوائية "لقد كسر كعبيّ حذائي بنهاية العمل ، واضطررت لاقتراض حذاء ارتديه بدلا عنه بطريق العودة ، وكل شيء انقلب ضدي بهذا اليوم ، يعني لا تلوميني انا بل لومي الظروف السيئة بتأخري عليكِ ! فهي التي خانتني وليس انا ! لا تغضبي عليّ وتخاصميني فأنا بريئة تماما بما حدث ، ارجوكِ صدقيني يا خالتي !" التفتت خالتها نحوها اخيرا وهي تقول بابتسامة هادئة باتزان "انا لست غاضبة عليكِ يا سراب ، فقط قلقت قليلا عندما تأخرتِ بالعودة للمنزل بعد ان وعدتني بالعودة مبكرا ، وظننت بأن مكروه قد حدث معكِ ! والحمد لله بأنني قد رأيتكِ بأفضل حال ولم يصيبك شيء" توارت ابتسامتها خلف حزنها وهي تهجم عليها بسرعة هاتفة بشاعرية "خالتي حبيبتي" جلست بجوارها وهي تعانقها بذراعيها ورأسها مستند على كتفها هامسة بخفوت رقيق "اعتذر منكِ يا خالتي ، لقد اشعرتكِ بالقلق بدون داعي ، لو كنت اعرف بذلك لكنت اتصلت بكِ واخبرتكِ بتأخري ! ولكنني تجاهلت كل شيء ونسيت امركِ تماما" رفعت كفها وهي تمسح على ذراعها هامسة بخفوت حنون "لا بأس فأنا لم اقلق كثيرا ، واعرف جيدا بأنكِ لم تتقصدي التأخر ، وهناك اسباب دفعتك لذلك ، فهذه ليست اول مرة تتأخرين بها بالعمل" رفعت رأسها بحاجبين معقودين وهي تقول بشك "حقا !" اومأت برأسها بتأكيد وهي تربت على رأسها قائلة بهدوء واثق "اجل ، لماذا تستغربين ذلك ؟ فأنا لم ارسل طفلة جاهلة للعمل ! بل هي فتاة واعية وبالغة اجتازت ما هو اصعب من ذلك للوصول لهذه المرتبة ، وانا اثق بابنتي جيدا وبمقدرتها على إدارة امورها بنفسها بدون مساعدة من احد" سحبت ذراعيها من حولها وهي تقول بخفوت مغتاظ "ولماذا إذاً اخبرني كاسر بأن حالتك ليست بخير ؟ هل كان يتسلى بي على حساب مشاعري ؟ هل فعل ذلك كي يثير اعصابي ويشعرني بالإحباط والذنب ؟ لن اسامح ذلك المخادع ابدا ، عندما اراه سألقنه درسا لن ينساه بحياته...." قاطعتها خيرية بجدية وهي تبتسم بعطف "ربما قال ذلك لأنني كنت متضايقة وقسوت عليه قليلا ، فقد انفعلت كثيرا طول اليوم وانشغلت بأشياء تافهة اوجعت رأسي كثيرا !" نظرت لها بسرعة وهي تمسك بكفها بين يديها هامسة بخفوت جاد "ماذا بكِ يا خالتي ؟ هل كل شيء على ما يرام ؟ هل انا السبب بحالتك ؟" تنهدت بكدر وهي تقول بصوت خفيض حزين "لا انتِ ليس لكِ علاقة ، انا فقط كنت افكر بكِ ، وشغلت نفسي كثيرا بالتفكير بهذه المسألة" عبست طرف شفتيها وهي تهمس بخفوت مرتبك "تفكرين بي ! انا ! بماذا تفكرين ؟" ابتلعت ريقها بهدوء وهي تسحب كفها من بين يديها وتوجه تركيزها نحوها هامسة بهدوء غامض "لقد كنت افكر بالمسألة التي تكلمنا عنها منذ ايام ، موضوع نسبك واصلك وعائلتك" احنت حاجبيها بوجوم وهي تهمس بخفوت لطيف تخفي المرارة بداخلها "لا بأس يا خالتي ، لا تفكري بالأمر بعد الآن ، فقد نسيت الامر برمتّه ، لذا لا تهلكي نفسكِ وتعذبيها بالتفكير بي ، فقد تقبلت الامر الواقع" حركت رأسها بالنفي وهي تربت على يدها فوق ركبتها قائلة بعزم "كلا فقد حان الوقت المناسب كي تعرفي الحقيقة كاملة ، لن استطيع ان اخفيها عنكِ اكثر بعد ان وصلتي لهذه السن الكبيرة ، ومن حقك ان تعرفي كل شيء يخص نسبك واصلك وكل شيء مخفي بحياتك ، فنحن كي نتقدم للأمام علينا بتخطي الماضي اولاً وقلب صفحته تلك ، ولن تستطيعي التقدم إذا بقيتِ تفكرين بالماضي واغلقتِ على نفسكِ به !" برزت ابتسامتها الشاحبة بتردد وهي تهمس بخفوت منفعل بلهفة "حقا ! هل ستخبرينني بكل شيء ؟ هل سأعرف من تكون عائلتي الحقيقية ؟ وما هو اصلي ؟" اومأت برأسها بهدوء وهي تلتفت نحو المنضدة الجانبية قبل ان تعود بنظرها لها حاملة بين يديها سوار ذهبي رقيق ثم همست بمحبة "صحيح لم يبقى لكِ اي ذكريات من والدتك تحتفظين بها ، ولكنها تركت لنا هذا السوار بيوم وفاتها ، وهذا السوار تذكار لها من والدتنا فقد اعطت كل واحد منا سوار خاص بها واحد لي والثاني لحبيبة ، وهو الشيء الوحيد الذي استطاعت الاحتفاظ به طول سنوات حياتها والهروب به من حياتها السابقة ، وقد آن الاوان كي تستلمه ابنتها من بعدها وتحافظ عليه كما حافظت عليه والدتها" اغرورقت عيناها بالدموع وهي تراقبها تلبسها السوار حول معصمها تهديها اغلى شيء من الممكن ان تحصل عليه ، لتمسك بعدها بالسوار الذهبي اللامع الذي لا يضاهي اي مجوهرات اخرى بعينها وهي تهمس بخفوت حالم "اعدكِ يا خالتي ، سأحافظ عليه بروحي ، فهذه الذكرى الوحيدة التي املكها عن امي ، يا ليتني فقط استطعت رؤية صورتها قبل رحيلها !" تغضنت اطراف عينيها بحنان وهي تمسح على شعرها هامسة بدفء "وهي ايضا كانت توّاقة جدا لرؤيتك ، وحماسها كان يزيد يوم بعد يوم وكأنها تنتظر ولادة المعجزة ! لهفتها وسعادتها كانتا اكبر من اي شعور آخر من الممكن ان يحزنها ! وهي من اختارت اسم سراب لكِ ، وقالت لي بالحرف الواحد قبل يوم ولادتك اوصيكِ هذه الجوهرة التي ببطني فلو اصابني مكروه احميها بروحك واحرسيها بعينك وسميها سراب كي تتصف باسمها ولا تكون ظاهرة بالنظر ولكنها ظاهرة وحاضرة بالقلب !" هامت ابتسامتها بحزن مرير وكأنها تستشعر كلامها وصوتها وتسمعه بقلبها النابض بدون رؤيتها او لمسها ، لتتابع خالتها كلامها وهي تتكلم هذه المرة بنبرة جادة "اسمعيني جيدا يا صغيرتي ، انا وحبيبة شقيقتان من نفس الأم ، ولكن آبائنا كانوا مختلفين عن بعضنا ، بعد وفاة والدي تزوجت والدتنا برجل آخر من طبقة غنية ، وهو يكون جدك والد والدتك ، انا عشت مع اقارب والدي وهي عاشت مع عائلة والدها ، ومع ذلك لم تفرق والدتنا بيننا يوما فقد بذلت كل جهدها كي تجمعنا معا ويستمر الوصال بيننا كعائلة واحدة ، وبعالمنا ومحيطنا لم نكن نعرف احد سوى بعضنا وسند وامان لبعضنا ، ولكن بعد سنوات عديدة تقدم رجل ثري للزواج من حبيبة يربطه بوالدها مصالح كثيرة ، فكرنا ذلك بالبداية ليظهر لاحقا بأن السبب الحقيقي بالزواج هي ديون والدها واستخدام ابنته بسداد ديونه ، قبلت حبيبة بمصيرها برضوخ بعد مشاكل ونزاعات كبيرة لم تنفع بإنقاذها من الزواج المحتوم ، وبعد حدوث الزواج انقطعت الاتصالات بيننا تماما ولم اعد استطيع معرفة شيء عنها وما حلّ بها ، انا تزوجت بعدها واستمريت بحياتي بهدوء وسلام ، ولم اعرف كيف تعيش شقيقتي الصغرى بحياتها....." صمتت ما ان قطعت الغصة صوتها وهي تمسح الهالات تحت عينيها بإجهاد واضح من مرارة الذكرى ، لتمسك سراب بيدها وهي تأخذها وتضمها بين كفيها هامسة بخفوت متوجس "هل انتِ بخير يا خالتي ؟ ليس هناك داعي من الاستمرار إذا كنتِ تستصعبين الكلام...." ربتت بكفها الحرة على يديها وهي تقول بهدوء خفيض متأثر بنبرة الحزن "لا بأس يا بُنيتي ، انا بخير ، ويمكنني الكلام ايضا ، فهذه المحادثة عليها ان تحدث وعليكِ ان تسمعيها جيدا ، وألا لن ارتاح بحياتي مطلقا إذا لم افصح لكِ بكل شيء !" اومأت سراب برأسها بصمت وهي تراقب خالتها التي تابعت حديثها بهدوء مرير "بعد اثني عشر عاما من زواجها استطاعت الحصول على الطلاق من زوجها وانفصلت عنه ، ولكن المشكلة بموضوع قبولها بعد طلاقها ، فلم يقبل احد باستقبالها ، ولم يرحمها احد منهم لا العائلة ولا المجتمع ! تخلى عنها والدها وهجرها اقربائها ! لذلك اضطرت بالنهاية للجوء لي ، لقد كانت حينها مكسورة من الحياة ومهزومة من الجميع تحمل كل اعباء واحزان العالم فوق كتفيها ! لم اردها عن بابي بل استقبلتها وادخلتها منزلي واشعرتها بقيمتها ومكانتها كفرد من عائلتي ، وبعد مدة قصيرة اكتشفت بحملها بجنين صغير بالشهر الأول ، بالبداية خافت واستنكرت حدوث هذا ! ولكنها بعدها تقبلت وفرحت بوجوده وكأنه سيكون المنقذ لها من مأساتها والقشة التي تتمسك من اجلها بالحياة ، لقد تغيرت بعد ذلك الحدث مئة درجة ! عادت تبتسم وتضحك ، عادت شخصيتها المحبة للحياة ، عادت تحلم وتأمل وتتمنى ، وكأن هناك حافز قوي يدفعها للقيام بكل ما تعرف وتستطيع عليه من اجله ! لقد طوت الماضي خلفها وفتحت مستقبل مشرق وجديد من اجل ان تعيشي انتِ فيه" طرفت بعينيها الدامعتين حتى سالت دمعة يتيمة سقطت من رموشها على خدها توديها كل حزنها ، لتخفض رأسها بانكسار وهي تهمس بخفوت متحشرج ببؤس "لقد تمسكت بالحياة من اجلي ، وصنعت احلام وردية ومستقبل معي ، ولكنها بالنهاية هي من تركت الحياة قبل ان تسعى بتحقيق كلامها ! هل لهذه الدرجة القدر يكرهني حتى يسرق امي مني قبل رؤيتها والسماح لي بتعويضها عن كل ما فات ؟ لقد كان هذا ظلم كبير بحقنا ان يحرمنا من بعضنا قبل ان نكون المرهم لجراحنا !" كسى الحزن والاسى محياها وهي تمسح على رأسها وتمسك جانب وجهها كي ترفعه نحوها ، لتهمس بعدها بهدوء عميق واصبعها يمسح دمعتها المتسربة على خدها "لا تحزني نفسكِ وتلومي قدركِ هكذا ، فكل شيء يحدث ومكتوب ليس بيدنا ، ولا نستطيع فعل شيء حيال ذلك ، ولكننا نستطيع التفكير بالمستقبل بإيجابية ، وبناء حياتنا واحلامنا على هذا الاساس ، فالتفكير بالماضي لا يفيد والعودة للوراء لن يغير من حاضرنا شيء ، لذا ابتهجي قليلا وكوني قوية وصبورة كما كانت والدتك تريدكِ ان تكوني ، لا تخيبي آمال والدتك بك !" اومأت سراب برأسها وهي تمسح الدموع عن خديها ما ان ذرفت المزيد منها تكبح نفسها بصعوبة ، لتهمس بعدها ما ان هدأت شهقاتها بخفوت باهت ما هو اسم والدي ؟"" اخفضت يدها عن جانب وجهها وهي تصمت لوهلة ثم همست بخفوت عميق جامد "اشرف زيدان ، اسم والدك اشرف زيدان" شحبت ملامحها برهبة وهي تتعرف على اسم الشخص الذي كان السبب الأول والعامل بمجيئها على هذه الحياة ، ليس بالاسم فقط كما كتب بهويتها بل بالاسم والدم والروح والضلع ! وكأنها وجدت نفسها الحقيقية اخيرا التي تاهت عنها منذ سنوات ! حدقت خيرية بها بحزن اسير وهي تقول بتأنيب خافت "سامحيني يا ابنتي لأنني تأخرت بقول الحقيقة لكِ واخفائها عنكِ ، كان يتوجب عليّ القول لكِ منذ البداية ، ولم يكن عليّ الانتظار كل هذا الوقت لأخبارك ، فأنتِ قد نضجتِ ووصلتِ سن البلوغ منذ وقت طويل ، ولكن ما كان يمنعني هو خوفي من ردة فعلك وتصرفك بعدها ، خفت ان تنبشي بالماضي وتسببي بالمتاعب لكِ والاذية لنفسكِ ! خفت ألا تقفي بمكانك وتجرين نفسكِ للتهلكة بسبيل كشف الحقيقة كاملة ! وكل ما فعلته للآن هو اتباع وصية والدتك بأن لا اكشف حقيقتك للملأ واخفيكِ بنسب مختلف وهوية اخرى ، فإذا عرف والدك بوجودك ستكون عندها القيامة الكبرى فلن يرحم احد منا ! وانا كنت حريصة جدا على حمايتك واخفائكِ بعيدا عنه ، ربما بالغت بحمايتي واخفاء الحقيقة عنكِ ولكن الضرورة هي التي حكمت هنا ! فلم يكن هناك شيء يهمني اكثر من الحفاظ على حياتك وجعلك بمأمن بيننا" اتسعت حدقتاها بدموع حبيسة وهي تنخفض عن السرير وتجلس بجانب ساقيها ، ثم ضمت يديها بين كفيها هامسة بخفوت رقيق "لا تقولي هذا الكلام يا امي ، فأنتِ فعلتي ما يمليه عليكِ عقلك وقلبك ، فعلتي الاصوب لي دائما ، ولم اشكك يوما بصدق نواياكِ ! فقد كانت غريزتك الامومية هي التي تقودك بأغلب قراراتك ، ولم اعترض على كل ما فعلتيه بحياتي للآن ، فقد كنت اثق بكِ بقرارة نفسي بأنكِ لن تفعلي شيء يؤذيني او يضرني بحياتي ، ولن يصيبني شيء ما دمتِ موجودة بحياتي يا امي ، لذا انتِ لست مخطئة بشيء ولن تكوني ابدا" اتسعت ابتسامتها بحرارة وهي تمسك وجهها بيديها وتهمس بأمومة صادقة "هل تعرفين ما هو اكثر ما يسعدني ؟ هو نطقكِ بكلمة امي ، ومناداتي بهذه الكلمة ، فقد حرمتني من سماعها لسنوات ، بعد معرفتك الحقيقة وبأنني لست والدتك الحقيقية ، لقد شعرت حينها بأنكِ قد ابتعدتِ عني مسافات شاسعة لن نستطيع قطعها بيننا مجددا ! وكأنني لم اعد املك الحق بتلك الكلمة والشعور بها ! ولم اعلم بأن سماعها منكِ مجددا سوف يسعدني هكذا ويعيد بي حنين الماضي واللحظة التي احتضنتكِ بها رضيعة بين ذراعيّ ! لقد كانت سعادتي حينها لا تتسع الكون ، فقد اصبحت ام من جديد وعشت الامومة معكِ وكأنها اول مرة بحياتي !" امتلأت عيناها بالدموع مجددا وهي تنهض عن الارض وتجلس بجانبها لتنام فوق ساقيها وبحضنها وتهمس ببحة بكاء خفيضة "انتِ دائما كنتِ امي ، لم اعرف اماً غيركِ بحياتي ! لم ارى اماً غيركِ منذ ان وعيت على الدنيا ! صورتك دائما مرسومة بقلبي اينما ذهبت ، لقد فعلتي الكثير من اجلي ، امور كبيرة لا احد يفعلها غيركِ ! ارضعتني ، وكبرتني ، وربيتني ، وعلمتني ، ومارستِ امومتك عليّ ، منحتني حب غير مشروط ! قبلتِ ابنة شقيقتك الغريبة وجعلتي لها عائلة وحياة وكيان وطموحات ! لا اعرف كيف ستستطيع ابنتك ان توفيكِ حقك ! حتى لو حاولت لا شيء يستطيع ان يكون تعويض مقابل كل ما قدمته لي بحياتي بأكملها ! لذلك اعتذر ، اعتذر لأنني منعتكِ من سماع الكلمة الوحيدة التي تستحقينها ، اعتذر منكِ يا امي" تنفست بوهن وهي تمسح بيدها على ستار شعرها الناعم وتهمس بخفوت مغمور بالعاطفة "انا افهمكِ يا ابنتي الصغيرة ، يا قطعة من قلبي ، ومهجة روحي" شددت بيديها على قماش ثوبها وهي تغمض عينيها على دموعها الراكدة وتهمس بابتسامة حزينة "شكرا لكِ يا امي ، شكرا على كل شيء ، الناس يمنحون الذين يحبونهم اشياء ثمينة وذات قيمة عالية وكل ما هو غالي ونفيس ، ولكنكِ انتِ منحتني والدين وعائلة وحياة وسعادة لا تقدر بثمن ! هل هناك انسان يمنح كل هذا لشخص ليس بابنه ؟ فقط من يحبك حقا هو الذي يمنحك مثل هذه السعادة ، لذلك انا احبكِ يا امي" مالت ابتسامتها بعطف مشبع بالدفء وهي تمسح على رأسها كما كانت تفعل لها منذ طفولتها وتدعو لها بسرها ان يسعد الله قلبها ويوفقها بكل طرق حياتها ويهديها اجمل الاقدار.... نهاية الفصل احتاج تفاعل كبير منكم يكافئ جهدي المبذول ويظهر سعادتكم بالفصل بانتظاركم بفارغ الصبر ♥️ | ||||
06-08-23, 01:03 PM | #116 | ||||
| فصل راااائع ???? بداية كشف الاسرار ....يعني سراب اخت دلال من اب ???? كما توقعنا ...منتظرة درت فعل سفيان ...وحمزة عندما يعلم بعلاقة الياس ولورين???????? ...تسلممم يددك الجميلة على قوة السرد والراواية الاكثر من رائعه | ||||
07-08-23, 10:39 PM | #117 | ||||
| اشرف زيدان ابوزوجةسفيان المتوفيه يعني هياخت زوجته لذالك يراها نفس الشبه والروح اذا لم اخطي انها اختها من امها وابوها والدها قال لها انوامك توفيت واكتشفت ان والدها طلق امها لذا غضبت ومرضت وذهبت لخالتها وكانت مريضه جدا اكتشفت من والدها مصالح او هددها بزوجها اذا لم تعطيه الاوراق تبعزوجها الان هل زوجة سفيان الهاربه الغاضبه غضبت بسبب تزوجيج اخته لابن عمه او بسبب اخر اكتشفت عقمها او اكتشفت مرضها | ||||
11-08-23, 05:41 PM | #120 | |||||
| اقتباس:
نورتي يا غاليتي ، واسعدني سماع رأيك وتحليلك الاخير بالفصل ، مشان اكتشف منظوركم وطريقة تسلسل افكاركم بالرواية ومشاعركم اتجاهها ، وفرحت كثيرا بسماع كلامك ومشاركتي بوجهة نظرك وتوقعاتك ، والقادم سيكشف لنا باقي الاحداث وباقي الحقائق المخفية ، خليكِ على متابعة معنا وشاركينا رأيك دائما ، احلى تحياتي لكِ ♥️♥️ | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|