09-12-24, 02:24 PM | #2524 | ||||
| عدنا مجددا، والعود أحمد كان حرّي بي نثر مشاعري وهي طازجة تماما، حتى لا تفسد أو تقل جودتها كلما طالت المدة ولكن قدّر الله وما شاء فعل .. المهم أننا عدنا بداية ما سأقوله موجه للكاتبة، حرّم الله أناملك عن النار، وبارك بها، وبكُلّك لا أجد الكثير من الكاتبات ممن يهتممن بمحتوى رواياتهن، والرسائل التي يردن إيصالها للقراء، وهنا بين أسطرك المميزة، وجدتُ الكثير وأبحرتُ معه، فهنيئا لنا بك، وشكرا لأنكِ تكتبين اللمسات الروحانية، والإشادات الإيمانية التي أشرتِ إليها في أكثر من موضع، كانت تلامس القلب، وما أحوجنا لتذكير كهذا بين فينة وأخرى، خصوصا فيما يتعلق ب "فنار"، أو "المنارة"، كما يدعوها زوجها فنار هذه أعجوبة صدقا! ولا علاقة للصبر وقوة التحمل بالعمر أبدا، بل بالقرب من الله أولا، ثم الحكمة التي يلهمها الله للمرء، وهذا ما حدث مع فنار، لا أخال أبدا أنها كانت ستصمد تحت كل هذه الضغوطات لو لم تكن قريبة من الله، تناجيه في الثلث الأخير، تأنس به وبتلاوة كتابه، وإلا حرفيا كانت ستسقط مع أدنى نقرة! الإيمان الحق يُكسب المرء الشجاعة والحكمة واليقين .. وعسى أن نصل لهذه المرحلة بحول الله وقوته .. وكانت المنارة كالنسمة في حياة رداد، هذا الرجل المُهاب المقدام، الحازم، المزدحم وقته وعقله بالكثير، الدقيق الذي لا يحب التلاعب، يظهر هذا حتى في شروطه التي اختارها في المرأة التي سيرتبط بها، وسبحان الله، جاءت منارة على العكس تماما، وكيف للضدين أن يجتمعا؟ لكنهما كانا مكملين ومناسبين لبعضهما، وعرفت فنار كيف تستميل قلب هذا الجامد وتكسبه، بتصرفاتها ومراعاتها، والأهم تعاملها مع أمه، آآه من أمه "القشرا" .. لهذا أقول فنار حكيمة وصبورة، فلطيفة هذه، يا رب رحمتك! أشفقتُ عليها في مرات، فيتضح أن ما بها تعلق وغيرة مرضية مخيفة، وهي لا تحس بذلك، أو ربما تحس ولكنها لا تستطيع فكاكا، أو لا تريد وفي المقابل كرهتها في مرات أكثر، لأنها تتحول لكتلة معجونة بالشر والخبث والأذية حين يتعلق الأمر بابنها، المشكلة أن هذا الأذى يطاله هو أيضا .. والحمد لله أنه عرف كيف يراعي كلا الطرفين، مع أنه كان يُرهق في كثير من المرات، ولا شك، لن اقول إنه أحكم، لكنه أجاد إمساك العصا من المنتصف، وهو جهد يُشكر عليه، رما يعود ذلك لشخصيته وطبيعة عمله ولكن إن جئنا للحق، فهو رجل يعتمد عليه حقا، جاء كالعوض الجميل لفنار، أحببتُ وقفاته معها في أكثر من موطن، وكيف أنه سعى بالخفاء لعلاج أخيها، كيف حقق أبسط أحلامها -والذي قد يبدو تافها بنظر البعض- حين أخذها لديزني لاند، لكن غضبه كريه، وغيرته مجنونة، خصوصا حين هدد مرة بكسر قدمي منار، إن لم تغير مشيتها المائعة الملفتة، الموقف مضحك ومبكي بنفس الوقت لكن ليس هنالك إنسان كامل، المهم أنهما كانا ثنائيان جميلان حقا والأجمل منهما "فرح ومعن" .. فرح اسم على مسمى بالفعل، يا الله! خفيفة ظل، جميلة مبسم، حلوة على الروح والقلب، محظوظ من يملك في حياته شخص بمثل شخصيتها، طليقها الأحمق لا أدري كيف شك بها ولم يقدر نعمة الله عليه، عموما من الجيد أنها انفكت من أسره، وعُوضت بمعن وطفله اللذيذ كوكي أما بالنسبة لأفنان وطرّاد *نفس عميق* وضعهما كان شائكا، وارتباطهما عجيبا، كنت أظن في البداية أن طراد خطبها أكثر من مرة رغبة بها، أو فضولا منه فقط، ولكن بان الخافي والمستور فيما بعد، وظهر أن هذا الطراد ما زالت طعنته طرية نازفة، تهوي به كل مرة في مستنقع أسود، بشكل أعمق من سابقه، فتُهيّج الأوجاع أكثر، وثلوث روحه أكثر، بطريقة أخطر! وأتت أفنان في وجه المدفع، وكاد الطرّاد يفتك بها بشكوكه وظنونه المجنونة، أليست هي شقيقة تلك؟ فما الذي يمنع أن تكون نسخة طبق عنها؟! لقد هدّمت روان حياته ثم رحلت ببساطة! حقا أشفقتُ عليه، فليس هذا جزاؤه، خصوصا أنه كان صادقا في حبّه ويحاول تعويضها عن غيابه بشتى الطرق، ولكن تلك الروان أيضا كانت غارقة في مستنقع مرضي خاص بها، لا ألومها وألومها بنفس الوقت! من الجيد أن طراد لم يكره أبناءه الذين أنجبهم منها، أو ربما شعر بنفور طفيف بادئ ذي بدء؟ المهم أنه كان يعيش مرحلة صدمة عظيمة، ولعلّ هذا ما جعله يهمل أطفاله لسنوات، وكانت أفنان نعم الأم لهم! سبحان الله، ربي لا يجرد الإنسان من كل شيء مرة واحدة، إن أخذ شيئا منه عوضه بالأجمل، وحتى هذا الذي يأخذه منه، لحكمة لا يعلمها إلا هو، ليس تعذيبا، حاشاه، فهو أحكم الحاكمين، ورحمته وسعت كل شيء .. وكما يقول القائل: "المحترم يفرض على الناس احترامه"، وهذا ما فعلته أفنان، فرضت احترامها وحبها على طراد وأهله أيضا، وشتّان بين الأختان، واتضح هذا بمرور الأيام ... أخببت كثيرا تصرف طراد وأفنان، فكلاهما سعى لإنجاح هذا الزواج، الذي كان فاشلا في بدايته بمختلف المقاييس، أحببت كيف عالج أحدهما جراح الآخر، فالإثنان كانت روحهما معطوبة بسبب كابوس يدعي روان، وكيف وصلا لبرّ الأمان معا .. شيء جميل بصراحة "البيسمنت" هذا لم أعرف ما خو بالضبط، ولكن أحببت كثيرا أنكِ لم تكرري المشهد المعتاد والمتوقع، بأن تغرق أفنان مثلا في المسبح الكبير، ويهبّ طراد لإنقاذه، فمنذ ذكر المسبح، وأنا أتخيل مشهدا كهذا، ولكن شكرا لأنكِ خالفتي توقعاتي :ضحكة: _فاصل ثم نواصل بإذن الله_ | ||||
20-12-24, 06:04 AM | #2528 | |||||||||||||||
كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| اقتباس:
اهلًا وسهلًا بتهويده لا تعرفين مقدار سعادتي فالبرغم من مرور سنه واكثر على الرواية ها أنا اقرأ تعليقًا حقيقيًا وتقديرًا واحترامًا منكِ على مجهود قمت به لأشهر استنزف به مشاعري فحقًا اشكرك من قلبي لنثرك مشاعرك هنا في اروقة غمد السحاب جعلني أحلق من السعادة والبهجة في كل كلمة أعدت قراءتها ثلاث مرات بالنسبة إلى البيسمنت هو القبو أو البدروم او الدور الأرضي يعدل ويُوظف حسب استخدام العائلة بالنسبة لطراد فقد رتبه ونسقه و اتخذه مكان لخلوته بعيدًا عن باقي المنزل | |||||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|