26-08-23, 03:47 PM | #1311 | ||||||||||||||
كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الفصل على وشك الإنتهاء ???? وما أعرف كيف أصارحكم إن هذا الفصل قبل الأخير بإذن الله وأحتاج اطلب منكم اجازه قصيرة أقدر أنجز فيها الفصل الأخير + الخاتمة بأدمجها معه بدون ما تحسوا يعني تكون نهاية عادلة للجميع بإذن الله + هاذي آخر قفلة شريرة ???????????????? الفصل بينزل اليوم 9 مساءً بتوقيت الرياض لا تنسوا تغمروني بتعليقاتكم وحماسكم ووروني بعد اجواءكم بس تقروا الفصل على هذا الانجاز تقريبًا ثلاث شهور واكتب فيها يعني على استحق منكم شوي تخرجوا عن صمتكم ???????????? | ||||||||||||||
26-08-23, 09:11 PM | #1316 | ||||||||||||||
كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| الفصل السابع والعشرون . . لكنَّ قلبي كبيرٌ كما تركته يسعكَ وحدكَ ويضيقُ بالناس أؤمن بأن صوتك حضن رغم كل البعد . . سحاب ==================== :- أحس بالقشعريرة كل ما جيتِ تزعلين يا رغد .. وصلها صوت أختها متوجسًا باضطراب …!! فتريح رغد رأسها على ظهر الأريكة تنظر لها بعمق عينيها … قائله بإشمئزاز :- ما عليكِ ما رح يمر اليوم إلا وهو مثل الكل**ب بيرجع ويراضيني مثل العادة يعني لا تشيلين هم ما رح أثقلّ عليكم .. تنهدت أختها بقنوط فترد بهدوء :- ترى ما هو بكل مرّة تسلم الجرة يا وخيتي .. و هذا الي تتكلمين عنه زوجك و عشرة عمر عيب عليك الي تقولينه ولا تجحدين كل الي سوّاه عشانك وعشان هلي وهو ما قصرّ مع أحد بكرمه ولا كان أبوي الحين مسجون بسبب الديون …!!! نظرت لها رغد لتقول بقوة :- غصبٍ عنه أصلًا يسوي كل الي يسويه و لا تنسين إني صبرت معه عشر سنين بدون عيال وهذا أقل شيء يسويه عشاني ….!! هزت أختها رأسها بإستياء ساخر لترد :- ولا تنسين بعد انه خلال هالسنين أعطاك حريتك مرتين بس انتِ الي ترجعين له و يمكن معك هو مجبور لأنه مسؤول منك بس معنا حنّا أبدًا ما هو مجبور .. وبعدين وين العيال المتشفقة عليهم عشر سنين بعد ما الله رزقكم جيتِ و خلّيتيهم ؟! ضمت رغد ذراعيها لصدرها تزفر نفسًا خشنًا فترد بشراسة :- خلّيتهم عشان يستعجل ويرجعني ما رح يقدر يتحمل لوحده وهم أكيد بيفقدوني ويدورون عني .. ثم تردف بعناد البغال :- وأنا هالمرّة ما نيب راجعة لين يطلعني من الجحر الي مسكّني فيه ويجيب خدامه ثانية .. ضحكت أختها بسخرية مريرة تشير بذراعيها من حولها :- يا سلام عليك يا رغد و أنتِ الحين وين ساكنة ؟! بالقصر ..!! أنتِ الي ترفسين النعمة برجلك وواثقة من تمسكه فيكِ لأنك ما علمتِ أحد عن سرّه بس لو يوصله خبر إنك ناشرته عند كل جماعتنا وقتها تشوفين كيف تكون الثقة الي كسرتيها بنفسك … هزت رغد منكبيها دون أدنى إهتمام فلا أحد من جماعتهم يجرؤ أن يخبره أنك كذا وكذا ..!! أمّا أختها فشعرت بقنوط أثقل قلبها فلقد كان الوضع المادي لسيف أول زواجهم لا بأس به بل إنه أفضل من حالهم حتى .. ومع كل عام يمر يزداد وضعه تحسنًا و تزداد أختها طغيانًا وجبروتًا .. حتى الجيران لم يفلتوا من لسانها ولكنهم أعقل فهم بالطبع يعرفون “ البير و غطاه “ فيتجاهلونها .. حتى هي تعجبّت من مدى صبر سيف على أختها كل هذه المدّة ؟! و ” إذا عُرف السبب بطُل العجب “ ..!! فبالإضافة إلا التزامه بكل واجباته ليحافظ على أسرته من الشتات .. فهي تعرف زوج أختها آخر ما يرغب به هو تشتيت عائلته الصغيرة .. و أختها أيضًا تعرف ذلك وتثق به .. و إذ بها هي من تريد تشتيت عائلتها دون أن تدرك .. فلابد أن زوجها سينفذ صبره في يومٍ ما .. لابد ..!! ==================== مضت بضعه أيام أخرى فشعر سيف و كأن رغد صفعته صفعة غير مرئية بحركتها … فلم يتوقع أبدًا أن تغادر وتترك أطفالهم بالفعل .. و لكن فعلتها ..!!! و كسرت قيدًا مُحاطًا بعنقه يكويه نارًا تتلظى .. لطالما أراد الحفاظ على أسرته من الشتات لهذا كان يتغاضى عن سخافاتها وصغر عقلها .. ولكن أن ترحل وتترك أطفالهم ..!! أيّ أمٍ هذه ؟! حركتها القذرة هذه حتى تجبره على اعادتها أثارت جنونه و غضبه .. و بركانٌ قديمٌ خامد .. نظر إليهم واحدًا تلوى الآخر ينامون على سريره … هذا السرير الذي كانت ترفض بشدّة أن ينام عليه أي أحد من الأطفال .. بل الغرفة كاملة لم تسمح بنومهم ليلة واحدة منذ ولادتهم و جهزت لهم غرفة كما أرادت .. لقد مضى أكثر من أسبوع منذ رحيلها و بدؤوا يفتقدون وجودها ويُسكتهم بصعوبة … فبمجرد أن يبدأ أحدهم بالبكاء حتى يلحقه الآخرون .. مسح على شعر ابنته التي تستلقي بجواره .. فلقد بدأت حياته منذ أول لحظه وضعوهم بها في كنفه بالترتيب واحد تلوى الآخر لم يستطع أن يحملهم معًا وهم بذلك الحجم الصغير الذي يوازي حجم الكف .. ألا يقولون أن الأمومة تبدأ منذ الحمل و أن الأبوه تُكتسب لاحقًا ؟! هراء .. تلك اللحظة التي ولِدوا فيها وُلد هو من جديد .. هم من أعطوه و شرحوا له معنى الحياة .. نعم ..!! الحياة تغيرت تمامًا بوجودهم أصبحت أكثر صعوبة أكثر مسؤولية … لم تكن كما في السابق ولن تكون بعد الآن .. ولكننا تجاوزنا هذه الصعاب و مازلنا نخطوا معًا .. التقط هاتفه ليتصل بها فيقول بصوتٍ بارد كالصقيع لكن دون أي لمحة تنازلٍ منه :- رغد العيال كل شوي يصيحون يبغونك بجيبهم لك بكره لين يطخّ الي براسك .. أغلقت الهاتف بوجهه لتتسع عينيه بصدمة من قلّه إحترامها ..!!! لا يصدق أنها تمادت وتجبرت إلا هذا الحد ؟! لقد رفضت أن تأخذ الأطفال وبكل بجاحة ..!! و كأنهما لم يعانيا طوال سنوات لإنجابهم … أظلمت عينيه وهو يعرف كيف يتصرف معها فهو لن يتنازل أبدًا حتى تتأدب .. فهي تلوي ذراعه بهم حتى يُعيدها بأسرع وقتٍ ممكن ولكن هو يعرف .. يعرف كيف يلوي ذراعها .. لطالما حاول تأديبها وعقابها مرارًا و تقريعها و الحديث معها بأدب و بصراخ دون جدوى … جرّب معها كل الأساليب المعقولة بعيدًا عن الضرب .. و افقدته عقله و طلّقها مرتين قبل أن ينجب الأطفال … و كانت صغيرة آنذاك كان بإمكانها الزواج و إنجاب الأطفال ن أرادت .. ولكن يجن جنونها في كل مرّة و تصرّ على التشبث بعنقه كقيد من نارٍ تتلظّى .. ومع ذلك فهو ممتن لتمسكها به رغم وضعه و الأيام السعيدة التي كانت تمنحها له .. و محافظتها على خصوصيتهم حتى أمام عائلته .. فلقد كانت لديه أيام سعيدة .. كأي زوجين حياتهم تذبذب بين المشاكل و الصلح .. إلّا بالطبع عند غضبها فتصبح مخلوقة أخرى لا يعرفها … ==================== وقفت أفنان بالمطبخ تعمل بجد واجتهاد ورائحة النظافة تعجّ بالمكان فلقد أخبرها طرّاد أنه قادم اليوم من الصين .. وتذكرت قبل أيامٍ طويلة كانت تشعر بالضيق الشديد يطبق على صدرها العارم … فلم تتمالك دموعها لما حدث لإبن عمها الغامد .. و من عتاب طرّاد و تجاهله لها فهو لا يتحدث إلا إلى الأطفال ولا يسأل عنها .. ونعم ..!! لقد اكتشفت أن حزنه و غضبه “ أقشر “ .. يدوم لأيام و أيام حتى يعود إليها بنفسه و إرادته كما أخبرتها أخته " فيّ " في حديثٍ عابر لهما .. ولكنها فجأة عندما كانت عينيها تغرقان بالدموع .. أعطها سعود الهاتف وقد كان يتحدث لوالده قائلًا بحاجبيه المائلين بحزن .. " بابا يبغاكِ " ..!! كتمت شهقتها في جوفها و أخذت الهاتف منه تحاول تمالك نفسها … و تلوّح بيدها عند وجهها حتى تتوقف عن البكاء و تمسح دموعها بأطراف أصابعها .. فلم تُرد للأطفال أن يروّ دموعها و أجابت بصوتٍ خافت مختنق :- هلا طرّاد .. عقد حاجبيه وصوتها العذب المختنق أصابه في مقتل و قلبه يتمزق لأجلها .. يكاد يجن وهو بعيد عنهم كل هذه المسافات وبينهما أميال طويلة لا تعد ولا تحصى … يكاد يفقد عقله لماذا تبكي لماذا ؟! هذا الشيء الوحيد الذي جعله يُخفض أدرعته و يسألها بحيرة :- سعود قالي إنك تصيحين يا أفنان … ليش تصيحين ؟! فترت شفتيها تلتقط بعض الهواء لترد بتلعثم حرج دون أن تدرك :- الله يصلحه سعود ما في شيء يا عمري لا تشيل همّ .. فهي لا تريده أن يقلق عليهم و بينهم كل هذه المسافات الشاسعة .. لم يغلق الهاتف ذلك اليوم إلّا عندما عرف كل ما يضايقها و يسحب الكلام منها بالقطارة .. وعندها بدأ يكلمها يوميًا و مكالماتهما تطول قبل أن يخلد للنوم … ويرسل لها بعض الصور للأماكن التي يزورها فتنبهر من ذلك الجمال .. وبعض الأحيان يرسل لها صورًا من المصنع حيث عمله هناك .. أرسل كل شيء هذا البخيل ولكنه لم يرسل صوره الخاصة فقد اشتاقت لرؤيته .. ولكنها أيضًا تشعر بالتوجس ..!! لا تعرف كيف سيكون لقائهما ؟! هل سيتقبلها ؟! أم يبتعد لأنها نفرت منه بوضوح في آخر لقاء كارثي بينهما رغمًا عنها ؟! لهذا عادت لغرفتها القديمة حتى عودته … أنهت أفنان عملها بالمطبخ وقامت بتحضير الغداء للأطفال و بعض الأطباق الصحية لطرّاد … فهو سيأتي عصرًا وبالتأكيد سيكون جائعًا .. وسمعت رنين الباب .. فهتفت بصوتها الناعم :- جيسي روحي إفتحي الباب خذي الكيكة من المندوب .. لقد قامت اليوم بطلب كعكة ملّغمة بالشوكلاتة والكريمة والسكّر طبعًا … وعزمت عائلته على العشاء حتى يحتفلوا معًا بمناسبة إفتتاح فرعه الجديد في جده .. وقررت أن تفاجأه بذلك ..!! أحضرت المساعدة الكعكة وكانت معها لولو تقفز فرحًا و أفنان تنبهها أن لا تخبر والدها عندما يصل فهي مفاجأة …!! لتبتسم أفنان بتباهي وكأنها من صنعت الكعكة و هي تطمئن عليها وتدخلها الثلاجة بتأني و تصعد لتبدل ملابسها وتتجهز … بعد مدّة من الوقت … دخل طرّاد لمنزله فاستقبلته لولو تركض بين ذراعيه فيلتقطها ويُطيّرها بالهواء ويُغرقها تقبيلًا و عناقًا لشدّه إشتياقه لهم … وتبادله ابنته الشوق الغائر … فتقول لولو بصوتها الطفولي المتحمس :- تعال المطبخ بسرعة بوريك شيء … ذهب خلف ابنته باستغراب من حماسها الشديد .. فتفتح له الثلاجة فيُجفل بوجود الكعكة وما كُتب عليها ..!! فتقول لولو بضحكة مرحة وبراءة :- ماما أفنان قالت لا أعلمك مفاجأة بس عشان أحبك علمتك ..!! انخفض لمستوى ابنته يفرد لها كفه لتصفعه بكفها الصغير .. قائلًا لها بابتسامه متسلية ماكره :- هششش لا تعلميني يا بنتي طيب ..!! بمجرد أن رأى الكعكة " حامت كبده " …!! فهذه أكثر كعكة يكرهها ولا يعرف كيف سيُجاملها و يتذوقها من أجلها ؟! فلابد أنها أجهدت نفسها لتُحضّر له المفاجأة و هو ممتن لذلك فدائمًا هو من يعطي دون أن يأخذ وشعر بتقديرها الكبير له .. وشيء ما يدغدغ مشاعره و روحه نحوها فهي لا تتوقف عن ابهاره .. صعد طرّاد للأعلى بينما فضلت ابنته اللعب في الحديقة مع سعود و ترك معهما جيسي .. وعيناه لا تبحثان إلّا عنها بشغف مشتاق .. مشتاق جدًا لكن حذر متمهل و مُسيطر عليه .. و قد وجد ضالته فور أن خطت قدماه لغرفة المعيشة .. ارتفع حاجبيه إندهاشًا وفتر شفتيه عن بعضهما قليلًا فقط ..!! فقد كانت تنحني على ركبتيها وتبحث عن شيء ما أسفل الأريكة ؟! اقترب منها بخطوات فهدٍ أسود غامض و خطير دون أن تشعر .. تأففت أفنان ثم استدارت برأسها لتشهق بقوة و تنتفض بمكانها وكأنها صعقت بالكهرباء .. وهي ترى قدمين محاطتين بحذاء رياضي من ماركة رياضية مشهورة باهظة الثمن .. ابتلعت ريقها لترتفع عينيها ببطء إلى الساقين القويتين النحيلتين كثيفة الشعر ..!! آه نعم … لقد كان يترتدي البرمودا باللون الرمادي وخمنت أن البلوزة بيضاء بغيضة كالعادة .. وصحّ تخمينها حين رفعت عينيها أكثر و سقطت على عينيه المتسعتين ..!! لتنتفض مجددًا كمن لسعها عقرب فيصطدم صدغها بزاوية الطاولة الرخامية .. فتتأوه بألم بينما طرّاد سارع ليلتقطها من زنديها قبل أن يختل توازنها فيثبتها مكانها .. عض على أسنانه بتأوه فالضربة مؤلمة لا ريب .. و يُلامس مكان جرحها بإصبعه بحنان فيُداعب خصلات من شعرها المنسدل على وجهها .. وفجأة تذكر موقفًا يشابه هذا الموقف أول زواجهم حين اصطدمت بزاوية الدولاب في المطبخ ببلاهة .. العجولة التي تُجيد إيذاء نفسها دومًا و لكن شتان ..!! شتان ما بين مشاعرهما ذلك الوقت و الآن .. عضت أفنان باطن شفتها السفلى ترفع عينيها له بخجلٍ غمره الشوق لمحياه الخشن .. يُبادلها النظرات المشتاقة بلحظات صمتٍ لا تعلم كم دامت .. يقفان هكذا بسحر هذه اللحظة فيدور العالم من حولهما ويُغلق عليهما بتلك البلورة الزجاجية التي ما أن ترجّها حتى يتناثر الثلج من حولهما … و تُصدر بعض الموسيقى الناعمة .. لقد بدت له مهلكة كعادتها بفستانها الفتّان الذي يتعدا ركبتيها باللون الأخضر " الفسفوري الصارخ " بنصف الأكمام المنفوخة .. ألا يقولون أن القالب غالب ؟! ولكنه يرى أن القالب قد كُسر فلا من قبلها و لا من بعدها .. أمّا هي ففكّرت به بطريقةٍ مختلفة .. دائمًا إن كان بعيدًا عنها تشتاق إليه و تحب التحدث إليه على الهاتف و أن تستمع له و لأحاديثه .. علاقتهما جميلة جدًا عن بعد و على الهاتف بالطبع ..!! ولكن بمجرد أن يقترب أكثر و يتمادى تبدأ بالإرتعاش و سرعان ما تشعر بظلال أختها تحوم حولها لتخنقها كحبل المشنقة … مثل الآن ..!! وهو قريب قريب جدًا يفصل بينهما مقدار شعرة وهو لا يرحمها أبدًا بنظراته المفتونة … قطع طرّاد الصمت هامسًا بخفوت خشن :- وش كنتِ تسوين يا أفنان ؟! حاولت تجاهل إحساسها فترد بحرج رقيق :- كنت أدور مفتاح البيت ..!! عقد حاجبيه مستاءً و اشتعلت لديه حساسات الإنذار و القلق ليسألها بحنق :- ضيّعتِ مفتاح البيت يا أفنان ؟! فتقول ببراءةٍ ناعمة :- لا والله حريصة و ما هو طبعي أضيع الأغراض دايم أحطه بشنطتي أول ما أدخل البيت و بس أطلع أقفل الباب و أحطه بالشنطة ما أعرف وين إختفى ؟! خفت الأولاد يلعبون فيه .. زم شفتيه بضيق ليقول بوسواس :- طيب خلاص بس أرجع من جده بغير كل أقفال الباب و بجيب مفتاح جديد .. فترت شفتيها و همست بقنوط :- ليش أنت بترجع تسافر توك راجع ما مداك ؟! ابتسم بهدوء ليرد بمراوغة :- بسافر للإفتتاح الرسمي لأن الإفتتاح الأول تجريبي و جيت هنا لأني اشتقت للعيال وقلت بجي أشوفهم .. اخترقها بنظراته الحارقة و همهمت بهدوء وصدرها يضيق بالطبع يشتاق للأطفال .. لما يشتاق إليها مثلًا ؟! ابتلعت ريقها بصعوبة .. فيقول طراد يُعيد خصلات شعرها خلف إذنها بتمهل :- ترى الخدامة و زوجها السواق بيمشون .. الإستقدمتها بتجي ذا الأسبوع .. هزت رأسها وقد ارتاحت و أخيرًا سترحل هذه الخادمة .. نظر لها الطرّاد من علوّ وهمس بصوتٍ محموم :- ترى للحين ما سلّمتِ عليّ … لقد قالها لتنطق فقط بالسلام و لكن لم يتوقع ولا في أقل أحلامه جمالًا أنها سترتفع على أطراف أصابع قدميها … و لم تستطع منع الابتسامه الخجولة من التسلل الى شفتيها و لا الإحمرار الخلاب من غمر وجنتيها كالورود الشامية .. فاقتربت منه أكثر برشاقةٍ بطيئة كراقصة باليه واعية إلى عينيه الملتهمتين لكل تفاصيلها دون أن يحاول أن يداري بريق عينيه ... فتُقلبه على وجنته قريبًا من ذقنه الخشنة كأشواك القنفذ أقصى مكان استطاعت الوصول إليه … و تهمس برقةٍ صهرته في مكانه :- الحمدلله على سلامتك يا روحي و ألف مبروك إفتتاح الفرع .. اتسعت عينيه بإندهاش …!! ولم يكد يستوعب هذه الصدمة من جرأتها التي لم يعتدها منها حتى لاحظ انسحابها ببطء و بخطواتٍ متمهلة للخلف .. ثم تستدير توليه ظهرها و اطلقت ساقيها للريح إلى غرفتها القديمة و أغلقت الباب بالمفتاح .. انتفض في مكانه ليلحقها بنظراتٍ غاضبة هذه المتبعثرة المشتتة التي تقترب و تجذبه إليها و تغمره بالكلمات المحببة يا عمري و يا روحي ..!!! ثم تفرّ هاربة في كل مره وتنتزع نفسها عنه قسرًا … دون أن يعرف السبب …!! فلقد أدرك أن هناك سبب يبعدها عنه رغمًا عنها .. فبعد سفره للصين بات يتذكر كل لحظاتهما معًا كانت تندمج معه دومًا بالأحاديث وتكون مرتاحة البال حتى على الهاتف كانت منطلقة وحرّة أبيّة … ولكن بمجرد أن يقترب و يلمسها حتى تنفر وتهرب كالآن .. ما الذي أصابها ؟! الكثير من الأفكار السيئة التي تجتاح عقله فيكاد يجن و يفقد عقله .. لحقها بخطواته المتمهلة و طرق الباب برتابة ليهتف بخشونة :- إفتحي الباب يا أفنان خلّنا نتفاهم مثل الأوادم باقي بينا كلام طويل ما هو مثل العادة .. كانت تقف خلف الباب تعضّ على شفتيها بحرج لقد تهورت وهي غير مستعدة لذلك ..!! لقد أهملت جلسات الطبيبة النفسية نظرًا للظروف التي مرّوا بها و عليها أن تتحدث إليه قبلًا .. ولكنها شعرت أنها ترغب أن تُقبله .. أليس هو زوجها وحلالها كما قالت الطبيبة ؟! تنهدت بقوة لترد بأسى يائس :- أيوه بينا كلام طويل يا طرّاد و بنتكلم بس ممكن تعطيني فرصة أستجمع نفسي والكلام الي بقوله لأنه صعب .. لانت نبرته الخشنة ثم قال بحُنُوّ ليّن و مخاوفه من ماضيها تتجسد أمامه بصورةٍ حيّة :- وهذا سؤال ؟! أكيد بعطيك الفرصة الي تبين بس علميني قد أحد أذاك و ضايقك من قبل لا نتزوج ؟! ابتلعت ريقها وهي تفهم مقصده و خوفه بسبب حركاتها الغبية لتطمئنه بالقول :- لا .. لا .. مو مثل ما فهمت شيء ثاني .. تنهد باطمئنان ثم أردف بارتياب :- لا يكون بتنامين بذا الغرفة بعد الي صار آخر مرّة ؟! سألته بغباء من خلف الباب :- وش الي صار آخر مرة ؟! بعد لحظات استوعبت الكلمات الغبية التي نطقتها لتعض لسانها غيظًا … جن جنونه و اندفع الدمّ لوجهه من بلاهتها فهدر بخشونة :- إفتحي الباب يا أفنان عشان أوريك وش الي صار آخر مرّة و إنقلي أغراضك لغرفتنا … فترد بذعرٍ لذيذ و كأنها طفلة :- ما يصير الحين توريني يا طراد عيب خالتي والبنات بيجون بأي لحظة ..!! تشنج جسده من جرأتها التي سلبت عقلة ليرتفع صوته بغضب :- و ليش تنادينهم الحين ؟! أنا الي كنت بمرهم و أسلم .. أغلقت فمها تحاول كتم ضحكاتها الصاخبة وجسدها يهتز و ردت مبتسمه :- عشان في شيء بالليل لازم يكونون موجودين .. فهي تعرف أنه يقدر عائلته كثيرًا ويحب أن يشاركهم الأفراح دومًا .. هدأ تشنجه فورًا وتذكر تلك الكعكة مليئة السعرات وتثير الغثيان … فيهمس بهدوء متنهدًا بكبت :- طيب إفتحي الباب يا أفنان ما هو معقول بنوقف نتكلم من ورا الباب .. لم يتوقع أن تستجيب بسرعة …!! فتفتح الباب بتلكؤ وتنظر له من خلف أهدابها كطفلة تم معاقبتها و تشعر بالذنب .. فيقول بهدوء يرفع ذراعيه بإستسلام :- لا تخافين بعطيكِ الفرصة الي تبين عشان تتكلمين وتعلميني ليش تهربين ؟! هزت رأسها بتوتر ثم سمعا معًا رنين الباب … ****************** بعد طعام العشاء .. إمتلأت غرفه الجلوس بالصخب و الإزعاج و ضحكات فيّ الرنّانة بينما والدة طراد تجلس بهدوءٍ رزين مبتسمه تشعر بالراحة و كأن وضع إبنها و زوجته قد تحسن نوعًا ما و بدأ يستقر .. فتقول بمودة :- الله يكثر خيرك يا أفنان على العشا ما قصرتِ يا بنتي .. فترد عليها أفنان على إستحياء :- خير الله وخيرك يا خالتي .. على سلامة طرّاد و افتتاح الفرع .. ونظرت له بطرف عينيها بخجل و فخر .. وهالها بأنه يرمقها بنظراته دون رحمة كسهامٍ يقذفها بها .. فيصرخ سعود قائلًا :- يلا يا بابا أعطينا الهدايا الي جبتها من السفر نبغاها الحين .. ابتسمت أفنان بحنان و هي تعرف بأن طرّاد كلما سافر عاد محملًا بالهدايا للجميع .. إلّا هي بالطبع ..!! ثم نهضت تريد الذهاب لإحضار الكعكة و أثناء ذلك جلب الهدايا و وزعها لهم .. وهي وقفت في منتصف الطاولة تقطع الكعكة وتوزعها على الجميع … بينما رنا كانت تبتسم بكيّد و تتلذذ بأكل الكعكة .. فهي من اقترحت على أفنان إحضارها وقد أخبرتها أن طرّاد يحبها كثيرًا و مولعًا بها إذ أنه لا يطيق هذه الكعكة بالذات وتسبب له الغثيان .. أجفلت أفنان من سؤال سعود الفطن لوالده :- بابا وين هدية ماما أفنان ما أعطيتها ؟! عضّت باطن شفتيها تنظر لطرّاد المحرج الذي تفاجأ ولم يتوقع هذا السؤال من سعود ..!! فترد ببديهة سريعة تنقذ طرّاد من إحراج الموقف :- عطاني هديتي قبلكم كلكم أول ما وصل بالسلامة .. في الحقيقة هي لم تهتم كثيرًا .. فهي تريد أشياء كثيرة ليس لها علاقة بالهدايا .. تريد أن تشعر بأنه معها وفكره مشغول بها و ليس بأحدٍ غيرها .. تريد أن تستقر حياتهم فلا تشعر بأنها مجرد خائنة .. فتُصفرّ فيّ بسرور قد غمرها و ترد ببهجة :- حركات و لا تعلّمينا وش الهدية يا فنو ؟! ولا ما ينفع نشوف ؟! نهرتها والدتها بنظراتها لتفهم فورًا وتخرس .. نظرة واحدة كالصاروخ من والدتها كفيلة أن تجعلها تفهم .. فيقول طرّاد لأخته :- جبت لها شنطة كاملة كلها هدايا خفت تغارين و بعدين في أشياء توك بزر ما يصير تشوفينها .. لتنطلق ضحكات فيّ قائلة :- تستاهل فنو ما قصرت أبد .. بينما تلك الغيرة قد اشتعلت كجمر الغضى بالفعل عند " البومة " ضحكت أفنان بخفة غير مصدقة .. لتأخذ طبق الكعكة تعطيه لطرّاد الذي نظر لها بإمتنان شديد .. في الحقيقة هو لم يكذب أحضر لها حقيبة كاملة تخصّها وحدها " متروسة " بالهدايا المتنوعة مما تحبه و قد اكتشف اهتماماتها بنفسه دون أن تتكلم كبعض قطع الأنتيك و الكلاسيك التي وجدها في الصين … و بعض التحف التي يجوز وضعها بالمنزل ولا تحوي صورًا للأرواح … وبعض العطور و المكياج و حقائب لليد على ذوقه برقت عيناه وهو يتذكر .. و بالطبع بعض القطع الخاصة التي لا يجوز لأحد رؤيتها إلا هو فقط ..!! فقد اختارها بعناية قطعة قطعة .. هو فقط لم يرد أن يعطيها لها و علاقتهما ما تزال متشابكة كخيوط العنكبوت .. فهمس لها :- و تراني صادق لكِ بالذات شنطة كاملة بعطيك ياها بالوقت المناسب .. احمرت وجنتيها و قد صدقته هذه المرة .. و نظر للطبق الذي قدمته له أفنان و رغمًا عنه " حامت كبده " فيعتذر لها بلباقة :- أنا آسف بس ما آكل الحلويات الدسمة هاذي .. شعرت أفنان بالغيظ منه إنه حتى لا يُجاملها هذا البغيض .. البومة كأخته … ولكنها استنكرت ذلك و نظرت لرنا قاطبة وجهها بضيق فهي من أخبرتها أنه مولع بهذه الكعكة بعد ان احتارت افنان أي كعكة تجلب فتقترح عليها .. فلماذا الآن يُضايقها بهذه الطريقة ؟! فتقول فيّ بخبث و قد سمعته :- نصاب ترى ياكل بيضة كندر .. فتحرك لأخيها حاجبيها بغيظ :- بس للحين يجمع ألعابها أو لا الله أعلم ؟! بس أكيد ترى يجمّع ألعاب السيارات الحقيقية عنده مكتب خاص بالبيسمنت كله سيّارات أشكال و ألوان .. عبس بوجهه ينظر لأخته بطرف عينيه :- طيب ممكن تسكتين الحين ؟! و أخذ منها الطبق يغتصب بعض اللقيمات .. ابتلعت افنان عبراتها في حلقها و تتماسك حتى لا تذرف الدموع فهو ينجح دومًا بمضايقتها .. وبعد مدة غادر الجميع .. قامت أفنان بمهامها على أكمل وجه وقد نام الأطفال بسلام و قبّلت كل واحد منهما على جبينه و استودعتهما الله .. و أمّا طرّاد فقد دخل لدورة المياة و هي أرادت أن تغيظه كما أغاظها … فابتسمت بدهاء ألم يعطها الأمان و الفرصة إذًا ستلسعه من أسفل الحزام دون ان يحرّك ساكنًا .. فتتوجه أفنان نحو جناحهم لتُخرج زيّ للرياضة .. وتُسرّح شعرها وتتركه حُرّا طليقًا فهي أصبحت تعرف كم يعشق شعرها .. و هرولت على عتبات الدرج لغرفة الرياضة .. و تعرف أنه كل يوم وفي هذا الوقت يمارس الرياضة .. بدأت تمشي على جهاز المشي بخطوات بطيئة و بالفعل دخل الطرّاد للغرفة و كان يرتدي بلوزة حفر قطنية و خفيفة أظهرت صلابة منكبيه .. متصل في البلوزة قبعه كان يضعها على رأسه .. بيضاء بالطبع …!! وكأنه ليس لديه إلا هذا اللون .. و شعره الأسود كأجنحة الغراب ينسدل بجنون على جبينه يكاد يُلامس حاجبيه الكثيّن .. اتسعت عينيه من وجودها و لكن عادت ملامحه سريعًا للتمثال الحجري دون إهتمام و ابتسم بداخله بينما يلتقط مكرها اللذيذ و تجاهل الأمر و بدأ يقوم بتحميته المعتادة … بينما هي قلبها يغلي كالمرجل لتجاهله الواضح لها و العواصف تعصف كالإعصار بداخلها … دون أن تدرك أن تلك الأعاصير تدور في جوفه أيضًا و يكبتها من أجلها .. ألم تطلب فرصة ؟! ولكن أيّ من هذه الإنفعالات لم يظهر على صفحة وجههما و كأن حربًا بارده تدور بينهما .. لقد جاءت لتغيظه و لكنه هو من بدأ يُغيظها و هي ترى عينيه مشغولتين عبر المرآة .. بينما يحرك الثقل للأمام و الخلف فيجعل من ذراعيه أقوى .. زفرت نفسًا خشنًا مغتاظًا وزحف الغضب اللذيذ على وجهها .. بينما لم تشعر أنها بدأت تزيد من سرعة جهاز المشي بسخط و بدأت تركض عليه كالغزال الشارد في منتصف البراري وكأنه يهرب من أنياب السباع و صوت الجهاز يزداد إرتفاعًا ورعبًا .. حتى فقدت السيطرة عليه و شهقت بقوة .. وشعرت بذراعٍ مفتولة تشتد على خصرها قبل أن تتعرقل على رأسها و ساحبًا مفتاح الأمان بيده الأخرى .. حتى شعرت أفنان أنها التحمت بالحائط .. آآآآه .. ولكن ذراعه لم تترك خصرها حتى شعرت ببشرتها تحترق .. نظر لها بنظراته الغامضة يخترق أسوارها … فيهتف و عيناه تبرقان كالنجوم في ليلةٍ داكنة و بدهاء مدرك :- أنتِ متأكدة تسوين رياضة ؟! عضت باطن شفتها السفلى و هزّت رأسها بنعم .. و شعرت أن الكلام اختنق في حنجرتها من الذعر .. همهم طرّاد غير مصدق ولامس بيده الأخرى أسفل ذقنها و هدر بقوة أنفاسه الحارقة كلهب تحرق وجهها :- يبغالك صدق تلتزمين مع ذا اللغلوغ ..!! شهقت بقوة تنظر له بقوة وحاجبين معقدين وبدأ جسدها بالإرتعاش لقربه .. وهو لم يستطع مقاومة حركاتها أكثر و هو يقترب أكثر و يفقد حذره للمرة التي لا يعرف عددها معها فتثير غضبه و احباطه .. معها وحدها يشعر أنه يصبح رجلًا مختلف عمّا كان عليه .. تجعله يشعر بشيء لم يشعر به حتى مع أختها .. فهي من بدأت تثير جنونه بحركاتها المكشوفة و هو أخبرها بأنه لن يقترب .. ما كان عليها أن تفعل ذلك و تثيره إن لم تكن مستعدة ..!! فهو يقاوم منذ دخوله المنزل … لا بل منذ كان في الصين وهو يسمع صوتها الرقيق عبر الأثير كل يوم .. ازداد ضغط جسده عليها حتى بدأت تجن و هي تتحرك بين ذراعيه بإعتراض كطيرٍ جريح و شعر بدموعها التي لامست وجهه .. لينتفض و يبتعد عنها فتجفله دموعها التي أغرقت وجهها .. ويهمس هذه المرة بخفوتٍ آسي قد نفذ صبره جبينه الرطب يلتصق بجبينها :- أنا وثقت فيكِ يا أفنان و أعتبرتك زوجتي وشريكتي وأنتِ في كل مرة تصدميني و تخلّيني وحيد ..!! تراني مانيب حجر عشان تفتنيني و تهربين في كل مرة .. كان يقول أنه على قدر الحب يأتي الألم .. ولكنه مخطئ ..!! بل على قدر الثقة يأتي الألم .. انتزعها عنه بخفة ولكن خفته كانت أقوى على جسدها ليرتطم بالحائط القريب و رأسها يتدلى بهوان .. فهو لم يعد يريد هذا الإقتراب المؤذي للجميع و أولهم أولاده .. بينما هي تحاول إلتقاط أنفاسها الثائرة دموعها تغرق وجهها و عينيها زائغتين .. شعرت بصوتها يغرق بين أصوات الصخب … أختها تحاول إسكاتها لتتابع حياتها كما هي على الرفّ فقط ..!! ولكنها لن تنهار كلما حاولت إسكاتها وإيقافها .. لن تصمت ….!! لا يمكن أن تبقيها صامتة للأبد و لن ترتعش عندما تحاول الصراخ .. كل ما تعلمه أنها لن تظل عاجزة عن الكلام … ستتنفس عندما تحاول خنقها .. رأته يغادر المكان دون أن يكمل رياضته .. و لكنها أغمضت عينيها بقوة تحاول السيطرة على ارتعاشها وتهتف بإهتياج جريح :- أنا آسفة يا طراد آسفة بس كل ما قربت مني تخيّلت إني أخون روان ..!! عجزت أتقبل إني خنتها و تزوجتك أنت من بد كل الرجال و هي موصيتني إني ما أسويها و أتزوجك .. تسمرّ بمكانه يُوليها ظهره و سرت رعدة على أوصاله فأسبل أهدابه الكثيفة مما سمعه وشطره لنصفين و يمسح ذقنه بكفه بإنفعال .. روان مجددًا ..!! ربااااه … متى سيتوقف عن سماع هذا الاسم البغيض ؟! ألن يختفي طيفها من حولهما ؟! إلى متى ستعبث بحياته وتُحيلها رُكامًا و رماد ؟! لم يرتح منها ولم تعتقه لا في حياتها ولا في مماتها .. همس بداخله “ استغفر الله .. استغفر الله " استدار إليها بهدوء فوجدها ترتعش كورقة في مهب الريح .. يا الله منذ متى و هي تُعاني ؟! وهو عجز أن يفهمها إلّا متأخرًا فقد أيقن أنها تخفي أمرًا ما .. لم يتخيل أن يكون كذلك رغم أنه تخيل الأسوأ .. لم يقاوم أن يقترب منها بحذر و يهمس :- أفنان طالعيني .. ارتعشت شفتيها بالتزامن مع جسدها ولم تستطع أن ترفع رأسها ودموعها تغرق وجهها …. فيُلامس ذقنها مُجبرًا إياها أن تنظر إليه قائلًا بخفوت حنون :- ترى وصيتها باطلة يا أفنان ما تجوز ..!! و هذا شرع الله الي صار صار .. ردت بخفوت :- أدري بس يمكن للحين تحبها و ما قدرت تنساها عشان كذه حطيت الشروط و أنا وافقت على هذا الأساس فصعب أتقبل إني أخونها .. ضغط على أسنانه ليقول :- السبب الوحيد الي تزوجتك عشانه هو الصغار بس الحين عليم الله إحساسي غير و أنتِ غير لأنك زوجتي .. شدد على كلمه “ زوجتي “ بتأكيد صريح و مختوم .. ليردف بذات الحنان :- الموضوع ما فيه أي خيانه ترى .. لا تعرف لما احمرّت وجنتيها حين وسمها به عندما قال “ زوجتي “ و كأنه دغدغ مشاعرها .. هي تعرف ذلك بالطبع وتعيه … ولكن شيء في داخلها أقوى كتيّار يجذبها للأسفل فأخبرته بذلك أيضًا كطفلة تشتكي بدلال :- أدري .. بس احساسي أقوى مني عجزت أتخطاه .. أحاط كتفها بذراعه وبيده الأخرى يُزيح القبعة عن رأسه و يُخلل أصابعه بشعره الكثيف يبثه بعض الحياة … فيسير معها نحو الأرائك ليجلس و يُجلسها على حجره رغم اعتراضها … تململت في مكانها و أرادت النهوض ولكنه ثبتها في مكانه بحزم .. فيهتف بخشونة :- ما رح أسمح لك تهربين يا أفنان بنتكلم بكل شيء أول .. دام عارفه المشكلة من أول فهذا شيء ممتاز .. مطّ شفتيه المطبقتين بضيق و كأنه يفكر :- كنت حاجز لك موعد عند دكتورة نفسية عشان موضوع رهاب الماء بس خلاص مرة وحدة علميها عن هذا الموضوع بعد .. نظر لها ليبتسم ببساطة ..!! فعندما أفضت له بمخاوفها وعرف السبب ذابت كل حصونه و ادرعته .. فلا يستطيع لومها أبدًا على ما تشعر به و تحاربه بضراوة .. اطلقت ضحكة خافتة و بادلته الابتسامه فتصعقه بالقول كصاعقة هبطت من السماء :- أنا أصلًا كنت أروح لدكتورة بس أهملت الجلسات شوي بعد الي صار لولد عمي تعرف الموضوع .. لقد فاجأته حقًا و أبهرته بأنها عرفت نفسها و لم تستسلم لأفكارها و حاربت الأمر حتى تتخلص منه بإرادتها .. من أجلهما و حتى يعيشان حياة طبيعية و أخيرًا .. لم يكن يعلم أن الأمر سينحدر و سيرغب أن يجرب معها حياة اخرى .. وهي كذلك أرادت تجربة حياة أخرى معه بعيدًا عن البرود القارس خاصة بعد أن تعرفا على بعضهما عن قرب .. بلل شفتيه وقرر أن يصارحها بشكلٍ مموه عن حياته مع أختها .. فهي الآن تعني له الكثير و حتى لا تظن أي أمرٍ آخر و قد يساعدها ذلك في التخطّي أثناء العلاج … فهمس بخشونة :- أفنان في شيء لازم تعرفينه .. نظرت له بتوجس و هي تكاد تذوب خجلًا على حجره .. فيتابع بهدوء شارد دون أن ينظر إليها :- ترى أختك ما بيني و بينها إلا الإحترام فقط في أشياء عرفتها بعدين ما خلّت لها في قلبي مكان … مال حاجبيّ أفنان بألم و تساءلت ما هذه الأشياء ؟! ربطت الأمر بحركاتها عندما أرسلت صديقتها خلفه و لا تعرف لماذا همست بصوتٍ ميّت وكأنها تطعن نفسها بسكين :- خانتك ..!! صرخ بداخله نعم لقد خانتني ..!! جرحت كرامته و أراقتها و أذته .. و تجاوز الأمر بسلام و كان قد حذف تلك المشاهد من هاتفها المشؤوم فور أن وقع بيده حتىّ يرحمها الله برحمته الواسعة .. ولكن كل ذلك الأسى والقهر لم يظهر على ملامحه المتصلبة كالصخر … فيرد يطمئنها :- لا .. لا تفكرين بهذا الشيء ما خانتني بالمعنى الي تقصدينه و خلاص قفلي على الموضوع لأني ما رح أقول شيء و لا في شيء يسوى .. ما زالت أفنان تغرس السكين أكثر في روحها و تضغط عليه و تسأله باصرار بغيض :- ليش أنت خنتها طيب ؟! حتى لو هي أرسلت البنت وراك كان المفروض ما تسوّيها و تحاكيها .. اندفع الدمّ في عروقه حتى احمرّ وجه غضبًا … فيرد طرّاد هذه المرّة بشراسة وانفعال شديد وكأنه تحول لثورٍ هائج وهم يصفعونه بهذا الأمر في كل مرّة :- هي السبب خلتها تلاحقني لشهور و أنا ما نيب صحابي و منزّه عن الغلط عليم الله الي غابني طول عيشتي معها إني ما قد خنتها يوم واحد .. و لا قد سويت تصرف يخليني اقول ايه معذورة إنها سوت كذه أصلًا انا بلشان بشغلي و بلشت بتجارتي من أنام لين أقوم و أنا أراكض لرزقي و جوالي أحذفه بالصاله ولا أدري عنه … واثق من كل تحركاتي ماعندي لف ود….. أجفل طرّاد عندما دفعت نفسها إليه تُحيط ذراعيها برقبته و تدفن رأسها بتجويف عنقه و باطن كفها يداعب مؤخرة رأسه و شعره … وتهمس بصوتٍ ناعم وخجول و كأنها تحررت من بعض قيودها ولكنها تحتاج للقليل من الوقت :- خلاص يا حبي مصدقتك .. كررتها حتى تطمئنه :- مصدقتك .. نعم ..!! هي تصدقه .. ليست بعمياء وترى كل شيء .. بالرغم أن كل الأعين تلتفت إليه بانجذاب إلى أنه لا يرفع عينيه عنها هي وحدها .. ما زالت تعانقه و همست بخجل :- طرّاد عادي تعطيني شويه وقت لين أكمل جلساتي مع الدكتورة و أجهز جهاز عروس مرّة خاطري أجهز .. أبعدها عنه يزم شفتيه بضيق بينما ينظر لها بتوجس .. فرفعت حاجبيها بمرح تنتظر جوابًا .. فيرد مستسلمًا بقنوط :- طيب أمري لله بس لا مانع من بعض الحلويات و ما رح اتنازل عنها .. ضحكت برقة لترد بدلال و تغيظه :- نو .. نو .. نو ممنوع حتى الحلويات لأنك ما تاكل حلويات أصلًا .. نطقت جملتها الأخيرة بإستخفاف تقلد صوته بينما تقرص وجنته الخشنة .. ارتفع رأسه للسقف يضحك بشدّة كما لم يضحك من قبل ثم ينظر إليها ببريق عينيه كالنجوم في ليلةٍ مقمرة :- عاد وش أسوّي لك ؟! حظك ما طاح إلا بأكثر كيكة ما أحبها .. أطبقت شفتيها بضيق لترد بصراحة :- أنا آسفه يا حبيبي بس ما هو حظي هاذي رنا الي قالت لي إنها أكثر كيكة تحبها وسمعت كلامها وخرّبت مفاجأتي لك .. جذبها لصدره بحنان و يده تتغلغل في شعرها و بذراعه الأخرى يمر بأصابعه إلى كتفها الغضّ ببطء ومنه إلى طول ذراعها مُستشعرًا قشعريرتها الظاهرة تحت أصابعه .. ثم قال بعد فترةٍ لم تعرف إن كانت نبضات قلبها قد تسارعت أم توقفت :- صح نسيت أشكرك على المفاجأة الحلوة المرة الثانية إسألي أمي أو فيّ .. شهقت بقوة لتقول بصوتٍ مغتاظ :- يا سلام وأنا بس أسوّي لك مفاجأت و أنت ما تسوي شيء .. اهتز جسده بالضحك و لا يتوقف عن مداعبة شعرها كأمواج الليل الهادر .. فيرد بخفوت محموم و هو مسترخٍ تمامًا :- هممم خلاص ممكن إذا رجعت من جدة نرتب سفرة لشهر العسل تكونين خلّصتِ الجلسات وجهزّتِ الي تبين .. احمرّت وجنتيها بينما ينزلها عن حجره ويدفعها أمامه بخفة قائلًا :- يلا امشي خلّنا ننام وراي سفرة بكره و افتتاح .. صعدت أمامه بارتباك و هي تدرك أن بنطالها الرياضي شديد الضيق .. و بدا أن السلم لا ينتهي أبدًا ..!! لكنها استدارت فجأة و كما توقعت وجدته ينظر إليها نظرة ألجمتها و اشعلت وجنتيها ... *************** استيقظت أفنان كما لم تستيقظ من قبل لقد شعرت اليوم أنها مختلفة عن أي يومٍ مضى و كأن حياتها بدأت تستقر بعد عناءٍ طويل .. حديث طرّاد لها أشعرها ببعض الإطمئنان وراحة البال و كأنها تغرق في حقلٍ من الزهور .. ووجهها متورد بشدّة خجولة فهو لم يتنازل عن الحلويات و عن نومها بجواره .. لقد خرج طرّاد ليصلي الظهر في المسجد .. أما هي فأنهت صلاتها ثم بدأت تبحث مجددًا عن المفتاح الضائع .. و تكاد تجن لا تعرف أين اختفى ؟! و همست بحيرة :- يا الله وين راح هالمفتاح ؟! معقول الصغار العبوا فيه و جابوه هنا ؟! تأففت بضيق و لا تعرف لما توجست من ضياعه و قد بحثت في كل مكان فلم تجد إلّا أن تبحث عنه هنا .. بدأت تفتح الأدراج واحدًا تلوى الآخر و فجأة عثرت على هاتف قديم و تعجبت من وجوده .. لا تعرف لما خفق قلبها بشدّة و اضطربت لرؤيته وشعرت أنه مألوف ..!! نظرت له من الخلف لتصعق و تتأكد .. إنه هاتف روان فهي من أحضرت لها هذا الغلاف ما تزال تذكره جيدًا وكأنه الأمس .. ما الذي يفعله الهاتف عند طرّاد ؟! لما كذب و قال أنه سرق بالمستشفى ؟! هي أرادت أن تراه حتى تتأكد أن أمور أختها بخير .. ليس لديها ديون أو ذنوب لتمحوها وتتصدق عنها .. دمعت عيناها بتأثر و هي تتذكرها لتفتح الهاتف فتتصفحه سريعًا .. ملّف الصور كان خالٍ لا يوجد به شيء وقد حُذفت جميعها ..!! لم تكن تشعر بنفسها و هي تتحرك في الغرفة لتجلس على طرف السرير .. ثم دخلت إلى “ الواتس أب “ و في كل مرة تدخل لرسالة تُذهل أكثر و أكثر وتتسع عينيها بصدمة ..!! حتى بدأت تتجمع الدموع في حدقتيها و كانت تتحدث لصديقتها عن طرّاد “ جلف و قاسي ما يعرف يقول كلمة حلوة .. غثيث .. ثقيل دم ” وغيرها الكثير و الكثير من الذي لا تستطيع ذكره ونطقه لبشاعته …!! رباااااه ..!! لقد تحدثت عن حياتهما الخاصة أيضًا التي لا يجب أن تبوح بها لأي كائن ..!!! أدركت أن طرّاد عرف كل شيء و أن يكتشف الأمر بهذه الطريقة .. لكان صدمة عليه تُردي كرامته و كبريائه أرضًا وتجرح روحه الأبيّة .. والآن فقط فهمت تصرفاته معها وبروده فهو يظنها كأختها ..!!! فجأه سمعت صوت الباب لتلتفت ببطء دموعها الدافئة تغرق وجنتيها الباردتين … وتنظر له وترى طرّاد يقف عند الباب و قد لمح الهاتف المشؤوم في يدها .. حينها فقط فقدت عينا الحجر صلابتهما .. و استطاعت أفنان أن تلمح بريقا مخيفا في عينيه حريق مستعر كاد أن يودي بكل تحضرة وسيطرته .. كيف نسى أن يتخلص من هذا الهاتف المشؤوم ؟! أخذ يراقبها و هي جالسة على حافة السرير تبدو في حالة ضياعٍ مرعبة .. قلبه ينتفض لأجلها بالطبع تهشّمت صورة اختها في عينها الآن كما لم يرد أن يحدث ذلك …. و قد تشعر بالذنب لأجلها و قد تشعر بالشفقة عليه و لكن جسده انتفض إليها ليلتقط الهاتف و يقذف به بكل قسوته كالمدفع … فتتهشم شاشته كما تهشّم قلبه وقلبها و عيناه تضيقان بوجع .. والذكريات تعود وتغزوا رأسه و كأن كرامته عادت لتُجرح مجددًا كأول مرّة التقط بها الهاتف … صدره ينخفض ويرتفع و النفس لا يجد طريقه إليه .. ارتعدت أفنان تريد أن تلمس يده ولكنه نأى عنها بضيق أطبق على صدره فهو لم يعد يشعر بذلك الغضب القديم .. فقط الألم .. و لا يعلم إلى متى أطياف تلك المرأة ستطاردهم و تفسد حياتهم في كل لحظة ؟! حين يجدون قبسًا من السعادة ..!! أما هي فشعرت كمن ينتزع روحها من صدرها لرؤيته وكأنه يحاول أن يتمالك ارتجافه جسده الضخم .. خافت كثيرًا أن يبتعد ويهرب كما كانت تفعل هي وهمست بصوتٍ مختنق بالدموع :- لا تعاقبني بذنبها و هفواتها يا طراد .. عبس طراد بشدة وقد أصابة حديثها في مقتل ثم لم يلبث أن نظر إلى وجهها و الدموع المنسابة عليه فمد يده يمسحها ببطء .. ثم همس بخشونة يخفي خلفها حرجًا استطاعت أفنان أن تستشعره :- ما أعاقبك يا أفنان ومستحيل أعاقبك أنا بس كنت حذر في البداية لين عرفتك … لمي أغراضك بوديك بيت هلك .. فتقول بعناد طفلة تضرب الأرض بقدمها :- باقي وقت على رحلتك ما هي الحين موعدها .. فيهمس بخفوت :- أدري .. كذه و لا كذه كنت بوديكم الحين عندي أشغال أسويها و بكون مشغول .. فكّرت أفنان بضيق .. لا يمكن أن تُفسد حياتهما مجددًا .. لقد أفسدتها مرارًا بنفورها وعرفت الآن سبب ألمه .. هي لم تستطع أن تصدق أنها كادت تخرج من تلك الحفرة المظلمة التي لا قرار لها لتعود وتسقط بها سقوطًا أشد … ستقاوم لن تسمح للتيار أن يسحبها لأسفل و حتى هو ستخرجه معها لن تسمح له أن يغرق .. أغلقت فمه بإصبعها وهمست بثقلٍ أطبق على صدرها :- أنا أعرف أتجاوز مشاعري تجاه أختي لا تشيل همّي بس أنت ما لك ذنب بالي صار … هي كانت تعبانه ورفضت تتعالج يمكن اكتئاب و زاد معها ما أدري إيش السبب ؟! ما لي إلّا أدعيلها ربي يرحمها ويغفر لها .. ارتسمت على وجهه ملامح الإحباط يتجاهل حديثها بإصرار فليس من عادته البوح بمشاعره لأحد .. و أخرج من جيبه المفتاح :- هذا مفتاحك الي ضيعتيه أمس لقيته تحت عند الباب و أنتِ داخله شكلك حطيتيه ونسيتِ … أي مفتاح ؟! لا تهتم لا للمفتاح ولا لغيره كل ما يهمها الآن " هو " و ما يشعر به .. عانقت جذعة بقوة وهمست :- طرّاد لا تخرّب الي صار بينا بسببها أنا زعلانه منها كثير ما عرفتك و لا قدرت تفهمك .. نعم فالبرغم أنها عرفت أن طراد لم يحب أختها يومًا .. إلى أنها غاضبة منها وحزينة من كل كلمة قالتها عنه .. فكما جرحته هو جرحتها هي و كأن تلك الطعنات تطعنها معه .. أحاطها بذراعية وكأنه يجتذب منها بعض الأمان وهمس :- ما كان ودي تعرفين عنها أي شيء يا أفنان مهما كان هي أختك و مابيها تطيح من عينك .. ويحمد الله بأنه قد حذف تلك المشاهد منذ وقع الهاتف بيده ولم ترها و إلا كانت لتنهار أكثر من ذلك .. ابتسمت من بين دموعها و هو يفكر بمشاعرها .. و لكنهما قد تخطيّا الكثير وسيتخطيان هذه المشكلة أيضًا فحديثهما لم ينتهي حتى الآن .. هو الآن انكسرت أجنحته مجددًا و كأنه عاد وهبط بتلك الحفرة … و لكن الأمر لن يطول و سيخرجان معًا يدًا بيد … *********************** بعد ساعتان .. تنهدت أفنان بضيق بينما أختها رزان تثرثر على رأسها .. ثم استدارت إليها أفنان بهدوء تقاطعها :- رزان ممكن تنتبهين على الأولاد برجع البيت أجيب أغراض مهمة نسيتها .. من شده إنفعالها و ضيقها هذا اليوم نست الأمور المهمة التي لا تستغني عنها و خاصة للأطفال .. تنهدت رزان لتسألها :- شلون بتروحين ؟! و زوجك طلّع الخدامة و السواق … ردت أفنان بتصميم :- عادي بروح بسيارتي و أرجع الضرورات تبيح المحظورات … توجست رزان و قالت بمنطقية :- علمي زوجك قبل تروحين عاد تدرين مانعك تسوقين السيارة .. أومأت أفنان لها فاتصلت به عدّة مرات و هي تخمن الآن أنه قد ذهب للمطار و لكنه لا يُجيب عاد لتباعده معها و هذا أثار غيظها كثيرًا … ولكن مصيره سيعود ولن تسمح له أن يبتعد مجددًا فأرسلت له رسالة وذهبت لمنزلهما .. لم تخلع عبائتها ونقابها فهي ستجمع ما تريده سريعًا و تغادر فورًا .. نزلت للأسفل لترى السائق يقف بوجهها عند الباب ونظراته مرعبة و خطيرة … لقد سرقت الخادمة المفتاح بالأمس و أخذ منه نسخة و أعادوه عند الباب … حتى يستطيع سرقة المنزل بارتياحٍ تام و أهل المنزل غائبون .. فيصعق لوجودها ..!! أما أفنان فشعرت أن قلبها سقط بين قدميها ذعرًا ملأ روحها ….!! انتهى الفصل ==================== التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 29-01-24 الساعة 08:52 AM | ||||||||||||||
26-08-23, 09:13 PM | #1317 | ||||||||||||||
كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| السلام عليكم التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 29-01-24 الساعة 08:52 AM | ||||||||||||||
26-08-23, 09:16 PM | #1318 | ||||||||||||||
كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| السلام عليكم التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 29-01-24 الساعة 08:53 AM | ||||||||||||||
26-08-23, 09:17 PM | #1319 | ||||||||||||||
كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| السلام عليكم التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 29-01-24 الساعة 08:53 AM | ||||||||||||||
26-08-23, 10:05 PM | #1320 | ||||||||||||||
كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 19 والزوار 23) Aurora*, راوين, ريم الحمدان, أم عهد, دلووعة2, رحوبه, ألين..., samam1, قموووووره, .النور., meeth__22, Aghata, حووووووور, غوايش, halloula, فاتن مصيلحى, shf2000, braa, تولين علي | ||||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|