![]() | #82 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| ![]() اقتباس:
سفيان حبكته مختلفة بعيدا عن كل الاوغاد تماما سناء للاسف كاشية في طريق شيطاني وربنا يستر على زينب, هديل للاسف متجلهلة احساسها ان في حاجة غلط حبيتي يا كوكي الله يعزك مفرحاني بكلامك | |||||
![]() | ![]() |
![]() | #83 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| ![]() اقتباس:
عم سلمة ظلمها وظلم ابنه ولكن كان قصده الصح مكنش متصور ان ده خيحصل ابدا.. سفيان من زوجة اخ سلمى الأولى وهنعر فليه أنكره , وزهراء هي المتهورة مسحوبة اللسان , ووصفه ده لانها سمعته من خالها للاسف.. أهو زينب بتقاوم بصعوبة وسناء هتيجي تقلب كل حاجة حتى يزيد للاسف للاسف فاتن بتتكلم حسب معايير المجتمع مش عاوزة تدي اختها أمل مش هيتحقق, هنشوف فرح هتوصل فين.. الانسان يتحمل نتيجة اختياراته ميبقاش قدامنا كل حاجة بتقلنا نبعد ونكمل , أصل غادة مش غبية هي مطلعة ع كل حاجة لو نحت العاطفة هتشوف الصورة صح حبيبة قلبي الغالية يار بالرواية تعجبك للنهاية | |||||
![]() | ![]() |
![]() | #85 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| ![]() اقتباس:
| |||||
![]() | ![]() |
![]() | #86 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| ![]() اقتباس:
سلمى شخصية جميلة , عندها كبرياء وشخصية قوية جدا , وكرم مش عاوزاك تحكمي عليه دلوقت ، وفعلا العلاقة بينه وبين كوثر هات وخد مفيش حب.. اهو هديل ست ميعيبهاش حاجة جوهرة ، وبتدي جوزها كل احترام , بس للاسف هو مش حاسس أو في فعلا حد مانع احساسه.. فرح المجتمع ظلمها ، عشان مش هتقدر تخلف يبقى خلاص ترضى بأي راجل ، وصلوها لمرحلة انا عاوزة بس ابقى الخيار الاول وصولها لمرحلة صعبة مع ان ربنا مقالش كده. زهراء نسخة من مامتها وكمان الاء الاتنين متأثرين بوالدتهم أوي بس الاء ساكته وزهراء مندفعة ، وسفيان فعلا هو صاحب الخاتم وهي الي قالت عليه لقيط.. اسعدني تعليقك واتمنى الرواية تعجبك للاخر ياقلبي | |||||
![]() | ![]() |
![]() | #88 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| ![]() الفصل الثالث ما هو الحب؟.. السؤال الملح لخيالات كل بعثرة تناوش قلب الإنسان .. روحه .. وعقله. الحب اختيار أم فرض، راحة أم حيرة ، أمل في أنفاس مسروقة من سعادة الحياة أم يأس قد يصيب محارب الدنيا عند فقد محبوبه.. أغمض عينيه وسؤال آخر يفرض نفسه ملحا من العقل قبل القلب (هل هو واقع في الحب؟).. ولو هو غارق في عشق ما ، فأيهما هو بها غارق ولها مشتاق؟ أيهما يهوى الغرق بها؟ تلك الملوحة له بالصقيع مشهرة سلاح القوة كمحاربة تخشى الخسارة في الحرب، أم تلك المقاومة بإغراء آخر يمنحه حياة للحظات تتلاشى سريعا مع كل إشراقة صباح جديد.. الأسئلة لا ترحمه، لا تنفك صامدة .. متسلطة في مواجهة قلبه، عقله، روحه وكل خلاياه، الحب وخياله وأسئلته صعبة للغاية! وهو يفقه فقط مفردات الطب في جراحة القلب! فتأتي المشاعر ولا ترحمه هي ولا طيفها.. طيف سلمى.. عيناه عانقت ظلام العاصمة من خلف زجاج النافذة الكبيرة ، العالم يسير كما العمر لن يتوقف لبعثرته وشتات عقله وروحه أبدا، يده تلاعبت بالكتاب بين يديه، الغرفة غارقة في الصمت ولا شيء في غرفته يحمل ضجيج سواه هو وروحه.. تنهد حائرا، استوى في جلسته المائلة باسترخاء ، مطلقا لخلايا العقل المكوث في جحيم التفكير.. والخلايا طافت بعيدا في ذكرى زواجه بملكة الطيف المناوش لرياح خيالاته! هناك حيث مرة أكثر من عشرون عاما ، هناك حيث لقائه الأول بسلمى! كان يسير مع والده بخطى سريعة على ارض المطار في مهمة استقبال عمه بعد وفاة زوجته في حادث، توفيت (فاطمة ) خالته وتركت زوجها حزينا عليها ومعه أبنائه.. كان قد أنهى عامه الأول في كلية الطب بينما هو بجانب والده ونظره يلتقط هيئة عمه من بعيد ومعه ابن عمه الأكبر منه بخمس سنوات و.. وكانت هي ، كانت سلمى! طفلة في الثالثة عشر من عمرها ، خصلاتها لم تتوارى خلف الحجاب بعد، هيئتها لا تمت لبلاد الجنوب المنتمين لها! كانت طفلة .. جميلة.. رقيقة.. راقية.. كانت سلمى باختصار في نظره ما سبق مضيفا أعلاهم أنها كشقيقته! فتح عينيه فجأة مخرجا عقله ونفسه من ذكريات الماضي التي لن تمنحه سوى المزيد من الإنهاك ملتفتا بنظراته للنافذة معانقا الليل متسائلا هل تتذكر الماضي هي أيضا؟، والجواب لم يحتمل الكثير من الصبر فاستل هاتفه سريعا ، متذكرا لقائهما الأخير منذ أسبوع تقريبا.. نقر أعلى اسمها بتوق، مستمعا بصبر لصوت رنين الهاتف ،ولم ينكر داخله أنه مشتاق لصوتها ، للشجار معها، لمناوشتها ومشاكستها ، يريد النقار والحوار والشجار معها! ويا ليتها ترضى أن يختم الأمر بعناق فقط! -كيف حالك يا كرم؟ صوتها أتاه رائقا.. جميلا.. منغما، شعر بها تبتسم ولو لم يرها ، لمَ شعر أنها تنتظر اتصاله !،حك رأسه كمراهق, أجلى صوته المبحوح من عاطفة لا يفهمها، متحدثا بعبث مغلقا الكتاب ملقيا به بعيدا: -لم أشعر أنك سعيدة باتصالي؟.. غمر بعينه وكأنها تراه مضيفا ببساطة: -هل كنتِ تنتظرين مكالمتي؟ ضحكتها لم تختبئ بل كانت عالية ، رقيقة ، اخترقت سمعه بتمهل وهي تضيف بحديثها مزيد من العبث و شيء آخر، السخرية كونها هي نفسها لا تفهم ما بها بينما كتفيها يرتفعان لأعلى في حالة استنكار: -ربما! ، لا أعلم هل يمكنني القول أنني أحيا هذه الفترة مشاعر لم أحظى بها من قبل بمكالمتك لي ساد الصمت للحظات،بينما هو كان متمهلا في فهم تصريحها ، اعترافها العجيب، قلبها الذي لا يعرف التلاعب عفويا في تصريحاته، تخبره دائما بما تشعر به، ولو كان قد يحمل تفاسير مختلفة.. ولو كان ما تصرح به قد يمنحه الأمل في لحظة.. استقام من مكانه يدور بغرفة مكتبه، صومعته ، مخبأة الذي لا يجرؤ أحد على اقتحامه ما دام فيه.. يمنحها الرد بنبرة خُلطت بالإعجاب: -تعجبني صراحتك المطلقة دائما بلا حدود أو قيود يا سلمى.. مطت شفتيها بدلال عجيب وأناملها ترتفع مداعبة خصلاتها ، تقابل حديثه بآخر وجسدها يسترخي أعلى السرير ونظراتها تعانق سقف حجرتها بلمعة : -أعلم أن صراحتي تعجبك.. ابتسم في البداية من ردها وبعدها ضحك ، خطواته قادته للنافذة الكبيرة ، يده لامست الزجاج بالأعلى حيث هناك نجمة في السماء.. نجمه لا يملك الوصول لها ولكنها تقف أمامه متباهية .. تتحداه هل يمكنك الوصول يوما ؟ -يا واثق.. صرح بها بنبرة متمهلة، قالها ببطئ، وليتها أمامها لأرفق التصريح بغمزة عابثة ! أكمل حديثه بعدها سريعا ويده ارتفعت لخصلاته تمسح أعلاها بشرود ، مضيفا تصريح آخر : -أشعر أننا كالمراهقين يا سلمى، كأنك في الثانوية وأنا بالجامعة.. ضحكت تجاريه مستمتعة بالتخيل إلى درجة كبيرة ، تهمس وهي تميل بجسدها مسترخية بكل حواسها: -وكأنني أتحدث معك خلسة من خلف والداي، بل و ربما أنتظرك أيضا ليلا.. ابتسم متنهدا براحة ، حالة من الهيام تلفه ، رغم سنواته الأربعين هو لم يلمس تلك الحالة من قبل، تخيلها أعجبه أكثر فأكمل مسرعا بلهجة ودودة بها عنجهية ذكورية : - تسهرين الليل لأجلى فتعانقين السماء وتعدين النجوم فتتحدثي مع الليل شاكية له كم أنت هائمة بي .. تائقة لي؟.. اعتدلت من نومتها ,لوت فمها متهكمة بلهجتها وردها الذي صد مزاجه الرائق: -ماذا أعد النجوم؟ وأشكي لليل مدى توقي لك قالتها باستنكار مضيفة سخريتها بعدها: -ألا تريد مني السهر فوق سطح المنزل وأجلب لك القمر بالمرة.. هل تعتقد أنك تتحدث مع فيروز؟ أغمض عينيه محاولا الحفاظ على حالته الرائقة مقابلا تهكمها بجواب غلفته لمحة رومانسية: -لا، أنت أحلى من فيروز، أنت سلمى ولأنها سلمى الأنثى التي لا تفهم مفردات الحب, لا تفقه مفاهيم الهوى, لا تعرف الهيام وحالاته, ردت له رومانسيته بطريقتها: -بما أنك تعلم أنني سلمى , فاعلم يا بن العم أنني لا يمكن أن أشكي لليل أبدا.. أغمض عينيه مستغفرا ، يده ارتفعت لوجهه يكاد يلطمها مثلا ، وهو المتسائل دائما من أين أتت زهراء بطباعها؟ لا عجب أنها نسخة من السيدة سلمى!، كاد أن يفقد روقان باله ولكنه تنهد مرة أخرى ضابطا نفسه، ابتسم ماحيا عبسه الوشيك، استعاد عبثه هاتفا : -لا عليك يا سلمى سأعد أنا النجوم، وأسهر أنا وآتي بالقمر وأهديك إياه.. واشكي لليل حبي لك .. صمت متنهدا ، منتظرا إجابتها والتي جاءت بكلمة وحيدة مختصرة: -لا بأس، وما الذي ستهديني إياه أيضا.. حك رأسه وكأنه مراهق بالفعل ، حائر ما الذي يجب عليه فعله ، يعد النجوم، يهديها القمر، يمنحها حديثا مختطفا .. مسروقا من الزمن ، لا يعرف القادم فقالت له مقترحة مغمضة العين وكأنها اكتشفت شيئا هاما : -ما رأيك لو تأتي لي أسفل الشرفة..؟ فرقع بيده وحيرته تنقشع ، فيكمل هو بدلا منها متباهيا : -أجل ، وأتي معي وردة ، أكلمك طالبا رؤيتك .. ابتهجت روحها بالخيال المصنوع من ماضي لا يمكن حدوثه، تجاريه رغم استحالة الأمر .. والماضي من بعيد يخبرها ليت هذا ما حدث ! -فأخرج لك من النافذة ، بنظرات حالمة،مخبرة إياك هامسة (اذهب قد يراك أبي يا مجنون).. -ولكني لن أذهب إلا بعد أن ألقي لأعلى الوردة فتلقفها يداك تقبليها.. فأتمنى لو أني.. تعلم جملته المتبقية، أمنيته الموشك قولها ، تنتبه هنا على مسار الحديث، توبخ حالها متسائلة كيف وصلوا إلى هذا الحد ؟ّ -كرم .. قاطعته بتحذير، وكرم رغم ذلك كان قد جلس مسترخيا أعلى مقعده ، لا يأبه بتحذيرها ، مسايرا خيال المراهقة المدروس في الأفلام.. -فأتمنى لو أكون أنا بدلا من الزهرة.. كررت تحذيرها تلك المرة مرفقة معه كلماتها الأخيرة ، تنتشله من الخيال ، وتمسك بها بقسوة ملقية روحه ومعها روحها هي ملقية بهما لأرض الواقع الحقيقة بلا زيف.. -أترك الخيال يا كرم.. -ليت الزمن يعود، لو عاد لحققت الخيال.. ضحكت ساخرة، والقلب موجوع ، بها شيء يؤلم في ذكر الماضي الغير قابل للإصلاح ، روحها المقتول بها شيء ما لا يمكن إحيائه،وهي بها عطب بمشاعر لم تملك القدرة على الظهور، وهذا الشيء تأصل بقلبها، عانق أعماق روحها واتخذها مستقرا، وللعلاج يجب النبش حتى القاع.. -لن يعود يا كرم ، اجعل علاقتنا في إطار صداقتها المتفق عليه، واكتفي! لم تمهله فرصة الرد بل أغلقت الهاتف ، ألقته بإهمال جانبها، زفرت بإنهاك متعبة وداخلها نار تلتهم كل شيء ، هبت من مكانها غاضبة ، تدور بغرفتها وعينيها متسعة من المكالمة ، من الحديث، من ضحكتها .. ابتسامتها .. مزحها ومرحها معه، استمتاعها بعبثه فاستقبلته كأنها صحراء قاحلة مشتاقة لمن يثبت بها الزهور.. وقفت أمام المرأة تنظر لانعكاسها بتشوش ، ناظرت هيئتها بنصف حائر والآخر غائب، الآخر طامع في أن يلقى بحاله في عناق ، والعناق لرجل لم تعرف سواه لزوجها كرم.. تنهدت موشكة الانهيار ، تشعر أنها تتراقص على أبواب الجحيم، تتساءل وهل أنا زوجته؟ وبالنهاية واجهت حالتها التي لا تجد لها تفسيرا : -ماذا تريدين يا سلمى؟.. تنهدت مكملة بهمس مسموع لنفسها: -تريدين كرم، أم تريدين نفسك أنت.. ابتعدت من أمام المرأة وكأنها تخشى النظر لانعكاسها ، ألقت بجسدها المنهك أعلى السرير ورأسها يكاد أن ينفجر فتعاود الهمس والتساؤل رغما عنها : -ماذا أريد ؟ أما هو بقى مكانه معانقا ظلام العاصمة ، ويده ترتفع لأعلى الزجاج مكان نجمة ما ، نجمة ساطعة .. بهية .. مختلفة وسط باقي النجوم ولكنها عالية وبعيدة.. وهو هنا لا يرى النجمة بل يناوشه الطيف ساخرا لا غنائم لك.. ارتفعت يده لأعلى جاذبا شعره بقسوة ، لا يفهمها ولا يفهم نفسه لما يجب على سلمى أن تكون بتلك الصعوبة..؟ لما كان القدر قاسيا معهما بتلك الدرجة؟ جلس على مقعده هامسا متعبا . مرهقا والإنهاك يحل الأعماق برعونة وحِدة: -ربـاه، ليت الماضي يعود فلا أتزوجها! أغمض عينيه بقوة ، متهربا من طيفها المعانق لمخيلته مطاردا له بقسوة ، معانقا له ساخرا منه .. متباهيا هاتفا أنها هي تلك الأنثى التي نفذت منه تاركة الأثر رغم البعد والهجر.. رغم النبذ منها والهروب منه! قد ترى الأنثى مرواغة تواجهك وكأنك مقامر قادما بتلاعب بمفرداتها, لاعبا يود الفوز بالمسابقة للفوز بها فقط للتباهي بالفوز.. بينما أنت لا تقامر أنت تنشد فقط الراحة , فلا تتخلى الأنثى عن المراوغة محافظة على روحها، ولا أنت تملك الفرصة حتى تكون خارج صورة المقامر.. يتبع | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #89 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| ![]() الإرهاق! شعور موجع .. منهك للروح, يستنزف النفس حتى الموت ملقيا بك بلا شغف وسط الظلام فيهاجم النفس والجسد وأنت أمامه محارب بلا سلاح.! وهي تشعر بالإرهاق وأكثر، واقفة أمام الموقد ويدها تقلب ما تطهيه بتشتت عقلها لا ينتبه لشيء وكأنها في عالم آخر . تشعر أنها منهكة .. فارغة.. محطمة الروح رغم أنها طوال اليوم توزع ابتسامتها ولكن بصعوبة تكلف روحها الكثير.. ما تحيا به إرهاق يكبلها، يثقلها، يؤرق نومها.. حاولت هي أن تمر من ما مضى كمحارب يركض في ساحة الحرب ليتفادى الموت ولكن ما أصابه أصعب .. ما أصابه الشلل! في حالة خاوية هي ، لا شيء داخلها.. هي خاوية! كان واقفا على باب المطبخ مراقبا لها بذوبان، يعشقها وعشقه يكفي عالم كره بعضه فيوزع الحب من قلبه فينمحي كل كره كان يوما! اقترب منها مستغلا شرودها، متمعنا في خصلاتها الثابتة بالوصال إلى أسفل ظهرها، عيناه تاقت لعناقها ، مد يده وعانقها من الخلف فشهقت بخفوت .. ابتسم وهو يخفي أنفاسه في تجويف عنقها مانحا إياها قبلة حنين .. همس من بين أنفاسه المشتاقة ويده تشدد من العناق حول جسدها: -اشتقت لك.. ملامحها غير منكشفة لنظراته المشتاقة ، قلبها ينبض ، وعقلها مغيب.. كبحت عبراتها ويدها انقبضت بعنف راغبة في التماسك لأقصى حد ، وقبل أن تلتفت له رسمت ابتسامة كلفتها الكثير. ابتسامة ما إن لمحها إلا ويده حررتها من العناق مرتفعة إحداهما تلمس وجنتيها قائلا بخفوت قلق: -أنت مرهقة.. صمت للحظات يمنح عيناه فرصة الفحص لملامحها الشاحبة فيعاود الحديث بسؤال آخر وقلبه موجع لأجلها: -ما بك يا زينب؟ .. لم يمهلها فرصة الرد وهو يمسك بكف يدها بين يديه يعانقها، يدلكها برفق مضيفا بحنان لا يكذب: -ما رأيك لو ارتحت قليلا؟ فربما يزول الإرهاق .. لم تجيبه ، فقط رسمت ابتسامتها التي باتت لا تعرف سواها وداخلها هتاف صامت يود الخروج فتخبره أن إرهاقها لن يزول لا بالراحة ولو استلقت اليوم طوال اليوم على السرير.. والصوت داخلها امتنع عن الصراخ بينما يدها امتدت ملتفة حول جسد زوجها ، تلصق نفسها به ، ترهف السمع لنبضه فربما هنا تجد الراحة وللعجب لم تجد سوى نفس الخواء.. التصقت به أكثر، عانقته بقوة، ودت أن تبكي والعقل يرسل التحذير بكون زوجها اكتفى، ابتعدت عنه ويدها كما هي تحتل جسده كله ، تخبره كاذبة لعل الكذب يصير حقيقة يوما ما.. -راحتي بجانبك يا يزيد .. كذبت زينب وصدقت عيناها المنهارة على عتبات البكاء.. وحديثها لم يريحه، حديثها أثار به نوبة قلق، عيناها شاردة ، مشتتة، وقلبها لا يشعر به، هناك ما هو مفقود ولا يعرف هو كيفية الوصول لداخلها.. رفع يديه محتويا لوجهها بين يديه متأثرا بملامحها، يتساءل داخله( أين زوجته؟ أين زينب؟ أين الحياة التي كانت تُمنح له من بين نظراتها؟) الكثير من الـ (أين) ولا مردود لما يحدث! -زينب أشعر بالقلق عليك.. ابتعدت عنه شاهقة بصدمة ، لا تريده أن يقلق ، تريده أن يرتاح، أن تكن ملاذه كما كانت، وقبل أن تبدي بالنفي كان يتابع هو دون أن يمنحها أي فرصة.. -زينب أجابته بلهفة : -نعم.. وسؤاله كان غريبا لها وله، سؤاله لا يملك أي إجابة : -أين زينب؟ وهي تجاهلت ما سبق بينما هي تخبره ببساطة مغتصبه من مشاعرها النازفة: -أنا بخير يا يزيد.. ربتت أعلى صدرها ببطئ مكملة مبتلعة ريقها بصعوبة : -أنا فقط متعبة ، تعلم الفترة الأخيرة كانت صعبة .. هزت رأسها متلاشية كل الأصوات الرافضة لما تقوله متابعة بثقة مهزوزة : -سأتأقلم على الوضع.. ابتعدت عنه واتجهت صوب البراد ، فتحتها مخرجة منها قالب من الكيك ، وضعته بين يدها ملتفتة له ببهجة لم تصل له ولكنه اكتفى بها فبادلها الابتسامة وهو يقف مستمعا لها: -لقد صنعت هذا الكيك لماما وجيدة.. تابعت ونظرها تارة يمنحه النظرة والأخرى لقالب الكيك : -ما رأيك أن نأخذ الغداء وقالب الكيك ونذهب لها.. ملامحها تبدلت للحزن فجأة متسائلة بتعجب وهي ترفع نظرها ليزيد فيلمح هو كسرتها الخفية : -لقد ذهبت لها في الصباح وأردت أن أساعدها كما كنت دائما ولكنها رفضت.. أحنت عنقها وبين يدها قالب الكيك مضيفة ليزيد بنبرة حزن: -هل هي غاضبة مني ؟ والله يا يزيد ما حدث لي بعد وفاة مالك كان رغما عني.. وكتمت داخلها إضافة أخرى ( وما زال يحدث).. أمسك يزيد بكتفيها بإحدى يديه والأخرى لمست ذقنها فترفع وجهها له، منحها ابتسامة مشجعا إياها ، داخله متعجبا أيضا من طريقة تصرف والدته ، لقد كانت تحب زينب كثيرا (إذا، ماذا حدث؟).. -لا تقلقي سأذهب معك وسنصالحها إن شاء الله .. قبل رأسها مضيفا بعدها : -وهل هناك من يطيل الغضب منك يا حبيبتي؟ وداعة نظرتها تؤثره كما لو أنها المرة الأولى التي يراها , أعاد قبلة الرأس هاتفا بتوكيد : -لقد خلق الحب من أجل زينب؟ وحديثه رغم خوائها ، رغم فراغ روحها وظلامها زرع بها بصيص أمل، قبس من نور فجر أبلج في عتمة ظلام مخيف .. فكان جوابها توكيد لحقيقة هي لا تعرف سواها بعد تلك الشعلة من الأمل : -وأنا أحبك، كثيرا والله.. تقسم خائفة أن لا يصدقها ، لم تكن هذه زينب والكثير ينتظرها .. الكثير. بعد ساعة تقريبا كانت تخرج زينب مرتدية جلبابا منزليا قيم الثمن اشتراه زوجها وأصر أن ترتديه ، كانت تحمل بين يديها قالب الكيك ويزيد يسبقها بباقي الطعام التي قامت بإعداده، وصغيريها يقفزون حولها، نقر الأولاد بينما زوجها يهتف بهما محذرا: -كفى ، لا تزعجوا جدتكم ، أنا معي المفتاح.. وقبل أن يقرن القول بفعله كان الباب يفتح فإذا به يجد أمامه ابنة خالته سناء بلا حجاب، التفت بظهره بطريقة مسرعة بينما هي شهقت متصنعة عدم إدراكها لكونها بلا حجاب أمامه مضيفة بتأسف: -آسفة لم أنتبه للحجاب.. هرولت للداخل فعاد يزيد ينظر لزوجته التي نشب داخلها خوف غريب ، وكأن هناك ما يقبض قلبها بل روحها ، تشعر بالاختناق فجأة ، ولم تنتبه على وقفتها إلا ويزيد يهتف : -هيا يا زينب ادخلي.. كان قد دخل بالفعل هو وصغاره فتبعته للداخل مغلقة الباب خلفها.. كانت سناء تجلس بجانب خالتها أمام شاشة التلفزيون مراقبة بنظرات عتمة ما ترتديه زينب ، تحقد عليها ، تود لو أمكنها الخلاص منها ، نظراتها تنقلت بين ملابسها ..مشغولاتها الذهبية ..ملامحها البريئة وما يثير غضبها أكثر هو نظرات يزيد لها وكأنها العالم.. -لم أكن أعلم أنك هنا يا سناء.. صوت يزيد أخرجها من حالة نقمتها على زوجته ، فتوجه له نظرة ناعسة وابتسامة ناعمة متحدثة بدلال وطريقة لم ترتاح لها الأخرى: -ماذا يا يزيد ألم تشتاق لي؟ أم أنك لا ترغب أن أزور خالتي؟ وهو بسماحة وطيبة قلب لم يلمس منها سوى المزاح فبدالها إياه بأدب: -لما تقولين ذلك؟ بالطبع أريد رؤيتك . أنرت منزلنا.. بعد أن أنهى جملته أضافت والدته بلهجة غريبة : -وستنيره دائما يا يزيد.. لم يفهمها يزيد ولكن زينب التقطت الكلمات بكل حواسها ، الخوف داخلها يزداد ، الاختناق يلفها كقيد حاد ملتف حول عنقها قاصدا نحرها وخنقها في آن واحد.. حاولت أن تخرج من حالتها فقالت لحماتها وهي تقف من مكانها قاصدة الذهاب للمطبخ : -سأّذهب يا أمي للمطبخ لقد حضرت الطعام للغداء. التفتت زينب بالفعل ولكن صياح والدة زوجها الحاد أوقفها مكانها متسمرة مصدومة: -إياك أن تدخلي مطبخي .. رن الصمت بالغرفة بعد تلك الكلمات ، يزيد ينظر لوالدته بصدمة وزينب تقف مكانها كورقة شجرة في فصل الخريف تتأرجح بين السقوط والبقاء.. قطع هو الصمت متسائلا بنبرة مبهوتة : -ما الذي تقولينه يا أمي؟ لم تتحدثين بتلك الطريقة هل هناك ما يغضبك.. ابتلعت والدته ريقها وهي تنظر إلى سناء التي منحتها غمزة عين فتجيب هي بدلا منها بخبث مبطن: -خالتي لا تقصد شيء ، ولكنها لا تريد أن تتعب زينب ، لقد حضرت الغداء لها اليوم وتناولنه سويا.. أنا وهي وزينب هنا لم تملك الصمت ، هناك غضب يرافق خوفها وهي تلتفت لحماتها التي تغيرت في كل شيء معها ، وكأن عزلتها الأخيرة غيرت الحياة : -ولم لم تدعيني أحضره لك يا ماما ، لقد جئت لك في الصباح.. سؤالها كان مستنكرا ، معبرا عن غضبها الذي ثار داخلها معلنا عن وجوده ورغبة تحرره.. بينما حماتها منحت سناء ربته فخر قائلة وهي ترتشف من كوب الشاي الخاص بها: -لم تعد لي حاجة لأفضالك يا زوجة ابني الكبير، لا حرمني الله من سناء ابنة أختي ستبقى معي وتساعدني.. تبتلع رشفتها مكملة بتوكيد آخر: -دائما هي لن تتركني مرة أخرى.. ارتشفت الشاي بتمهل ، لوت فهمها بحركة ذات مغزى خبيث ، مكملة: -وبالمرة لا تحوجني لأي من كان.. ارتدت زينب للخلف وكأن هناك من صفعها للتو،وجهت ليزيد نظرة خاوية ، مراقبة سناء التي أمسكت بكف خالتها مقبلة ظهرها بتملق لم ترى سواه.. فيُزرع داخلها الشك! ويزيد كان خير رجل في تلك اللحظة وهو يهب من مكانها قائلا بصرامة شديدة: -هيا بنا يا زينب ، سنذهب لشقتنا.. امتثلت لحديثه بخدر يسري بجسدها تستمع له وهو يترك قالب الكيك لوالدته مضيفا لها بعتب ولوم: -هذا الكيك صنعته زينب لأجلك .. وضعه مكانه ورحل مع زوجته ،ولا يفهم لم تفعل والدته ذلك؟ ، إن زينب تخطو للأمام بصعوبة بالغة.. الحيرة تكبله ، والدته تمزقه من طرف وزينب وعشقها من الطرف الآخر وهو بينهما معذب! وبعد أن خرج هو هتفت سناء سريعا لخالتها وهي تقفز من مكانها : _أرأيت يا خالتي ، لقد تركنا وذهب، تركك وذهب.. تلتقط أنفاسها غير قادرة على تقبل نظرة عشق يزيد لزينب ، فتكرهها أضعاف: -هل هذا يزيد البار بك؟، لقد سحرت له يا خالتي ، سحرت له الملعونة ، المشعوذة.. وخالتها بسذاجة منقاضة لها هاتفة بقلق وحسرة: -ماذا نفعل إذا يا سناء ، أنقذيني يا ابنتي.. وسناء رتبت كل شيء ، أحكمت خطتها من قبل ، رسمتها بدقة شيطان يعرف كيف يغوي إنسان؟ ، كيف يوقعه في الذنب؟ التفت لخالتها بوداعة بين طياتها أفعى ، تخبرها بخفوت وهي تعاود الجلوس بجانبها : -يجب أن نفتش المنزل يا خالتي، معك نسخة من مفتاح شقة يزيد أليس كذلك ؟.. هزت الأخرى رأٍسها إيجابا وكلها لهفة من أجل الإجابة والإنقاذ، فتمنحها الأخرى المزيد من السم: -سننتهز الفرصة عند خروجهما ونفتش الشقة لنرى أي سحر بها.. والسحر المقصود هنا كان بحقيبتها ملفوف بعناية، سحر كان أول من ناله خالتها! خالتها التي لم تعرف أن الغرض من التفتيش دس الباقي في شقة زينب! هبت سناء من مكانها تدير ظهرها قاصدة المطبخ قائلة بملامح صلبة ونظرة ملتمعة بالشر : -سأذهب لأحضر لك عصير الليمون لتهدئي حالتك . ثم التفتت لقالب الكيك الموضوع أعلى المنضدة مكملة بابتسامة باردة ونظرة محترقة بغيضة: -ولنتذوق ما صنعته زينب.. في مقبرة روحك المظلمة قد يأتي النور يلازم مقاومتك فتنهض, بينما هناك شيطان ملتحفا بالبشر يأبى أن ينير مقبرتك, متلذذا بفقدك وظلمتك، مشتهيا لأوجاعك، وكأن موتك سيقدم له وجبة فيتذوقها بمتعة وحشية. يتبع | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #90 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| ![]() الماضي! الماضي وذكرياته قد تصادف خطواتك المهرولة نحو المستقبل، تقطع ركضك في الحاضر نحو مثاليتك، أحلامك، أمالك وطموحاتك .. حينها قد يعرقل مسيرتك المخطط لها نحو الأمام وربما يمر كمرور نسمة صيف من نسائم الطفولة تجبرك أن تبتسم ورأسك يهتز رغما عنك هامسا لنفسك( كانت أيام.. ).. في غرفة مطلة على البحر بإحدى الفنادق كانت تقف هي تراقب ارتطام زخات المطر بزجاج النافذة تتابعه والماضي يمر بها كالنسمات فتجبر هي على الابتسام رغما عنها.. وابتسامتها تلك تحولت لضحكة يائسة متذكرة وقت أن كانت طالبة، هتفت صديقتها الجالسة على السرير المجاور لها والتي تشاركها نفسه الغرفة ويدها تنقر أعلى حاسوبها : -لم تضحكين يا هديل..؟ أضحكيني معك.. التفتت لها هديل فوجدت صديقتها هادية تنظر لها من أسفل عويناتها بتركيز شديد، صديقتها منذ أول يوم في الدراسة بالجامعة والتي تفهمها جيدا ، ابتسمت لها وهي ترمي بجسدها أعلى السرير قائلة بصدق : -تذكرت الماضي فابتسمت .. تقبلت على جانبها متكأه على رفقها مكملة بمرح وهي ترفع كتفها لأعلى : -اليوم عندما شاهدت فؤاد على الشاشة الكبيرة وهو يلقي بكلمته بالمؤتمر شعرت وكأني عدت سنوات للخلف.. ضحكت بخفوت والماضي يفرض صوره عنوة دون تدخل منها مضيفة بمودة: -شعرت اليوم وكأني عدت لوقت كانت أقصى طموحاتي به أن أكون الأولى والأفضل والأذكى.. هزت هادية رأسها بيأس ، فالماضي لا تحمل منه صديقتها سوى الذكريات السعيدة غافلة عما مر به الآخرون.. لا تعرف انه هناك عاشق نحر قلبه يوما عندما لم تقف معه تقاوم, لا تعلم أن هناك رجل خلق لحاله عزلة وانتهى أمره! عدلت من وضع عويناتها وهي تغلق الحاسوب ملتفتة لها بتساؤل جاد: -ألا تتذكرين لفؤاد أي شيء؟ بترت حديثها تراقب ملامحها الحائرة فتابعت وهي تتلاعب بخصلاتها : -تعلمين كان خطيبك الأول! وكان يحبك يا هديل اعتدلت هديل مجيبة بنبرة صادقة جادة لا مجال للمزاح بها مندفعة لبتر النقاش: -أجل كان خطيبي ، ولكن الآن عندما رأيته تذكرت فقط أيامي الأولى بالجامعة ، انتابني حنين فقط لتلك اللحظات.. وقبل أن تسيئي الظن الحنين لا لكوننا ارتبطنا يوما, بل حنين لوقت كنت فيه طالبة التقطت أنفاسها الثائرة استرخت بعد ذلك أعلى السرير ناظرة للسقف متابعة الابتسامة والمرح : -كانت أيام يا هادية ، لقد كان علي أول معيد يدخل لنا المحاضرة، كان ما يشغلنا فقط ترتيبنا على الدفعة.. ودت صديقتها لو تابعت الحديث وما ودت أن تطرحه من أسئلة كان قد يطرق جرح ماضي شهدت عليه ولكنها كبحت ذلك ، فقط منحتها نظرة يأس وابتسامة حقيقة، هديل هي هديل مرحة بطريقتها ، مثالية بطريقتها وكل شيء في حياتها يجب أن يسير على طريقتها.. -هادية ، لم ترفضين الزواج إلى الآن؟ والأخرى لا ترى الزواج من منظور الحب وشغف الهوى ، بل هو مجرد كوب شاي ماسخ لا يمكن استساغته أبدا ، تحدثت بخفوت ومنطق لا تؤمن بسواه ولا ترى غيره: -لم أجد تجارب جيدة من أجل الزواج حولي يا هديل، العديد من الزيجات بعائلتي وبعائلات أصدقائي والكثير والعديد من حكايات الحب تم نحرها من قبل الرجل.. رفعت هديل يدها تدافع عن منطقها وتجربتها المثالية فتقاطعها بقوة: -أشقاؤك الرجال سعداء وأنا أمامك سعيدة ، لم تجعلين بعض الأوغاد من الرجال يفسدون عليك صورة الزواج الجميلة المثالية.. أي مثالية :همستها هادية بداخلها متعجبة مما تقوله صديقتها ، لا يوجد رجل مثالي ، لا يمكن تواجد زواج يفتقر المشاكل والمنغصات، تشفق على هديل وبشدة.. نزعت عويناتها ضاحكة : -عزيزتي هديل لا يوجد رجل مثالي ولا زواج مثالي كل ما أخبرتني به وهم في عقلك فقط.. لم تهتم هديل بما تقوله صديقتها ، الحياة تبقى كما تريد ، كما خططت ، كما ترى من منظورها هي .. هزت رأسها وتلاعبت بكتفيها وكأنها تتلاعب بالرقص هامسة لها وهي تغمز بعينيها : -سأذهب وأتحدث لزوجي يا عدوة الرومانسية قفزت من السرير كالأطفال وخرجت في شرفة الحجرة كي تجري مكالمتها ، رفعت هاتفها ضاغطة على اسم زوجها منتظره رده عليها .. دقة.. ثانية.. ثالثة وقبل أن يكمل الرابعة جاء رده بنبرته الهادئة ، تلك النبرة التي تثير بها مشاعر عاصفة لا تعرف كيف تتحكم بها: -كيف حالك يا هديل؟ ابتسمت وهي تتلاعب بخصلتها المتدلية أعلى جبينها ، تلك الخصلة الذي اخبرها أنه يحبها وهي تهفهف على ملامحها ونسيت أنه أحب الخصلة مصرحا بذلك دونها هي: -بخير حبيبي، اشتقت لي؟ همست الأخيرة باستفهام لا بإقرار كونه اشتاق لها ، دائما داخلها خوف من إجابة هل اشتاق أم لا؟ وصل لها همسه الهادئ بينما ملامحه معلقة بشيء آخر وهو يركن سيارته بجانب إحدى الxxxxات: -اشتقت لك بالطبع .. مضيفا بلهجة غامضة لم تفهمها ولم تصل لها: _بل أعد الوقت حتى تكوني هنا معنا.. نبض قلبها بمشاعر تدغدغ أحاسيسها، مرهفة بما يمنحه لها من اعترافات نادرة تمطر قلبها بالزهور بعد جفاف يبلغه الظمأ: -هل وصلت لشقتنا ، لقد سمعتك توقف السيارة .. على الطرف الآخر كان يغلق سيارته بعد أن ترجل منها ، ناظرا حوله كونه هنا في مكان مختلف عما تسأل هي عنه.. -لا عزيزتي بتر حديثه مضيفا بما يقال منه دائما في هذا الموقف: -كما تعلمين يصعب علي أن أبقى بالمنزل في عدم وجودك، المنزل من دونك باهت لا ملامح به ولا ألوان.. ورغم أن الجملة الأخيرة كانت مختلفة النبرة إلا أنها لم تنتبه بل دمعت عينيها من حديثه متأثرة بالمعاني، رغم أنها أنثى عملية، لا تتقن مفردات العشق، إلا أن زوجها دائما ما يفاجئها بحديثه المنكه بالهوى والحب.. رفعت أناملها تمحي تلك العبرات من شدة تأثرها ، قلبها يخفق دون إرادة منها ، تملكها سعادة في تلك اللحظة تكفي الكثير! أغمضت عينيها والبحر يموج بصخب فتصل لها نسماته في الشتاء ، فتشعر أنها تود لو أمكنها معانقة هياج أمواجه من فرط فرحتها : -ليتني قريبة منك الآن لمنحتك عناقا .. ضحك مرتدا برأسه للخلف وعينيه تعانق نافذة مضيئة بالأعلى ، نافذة تحمل له شيئا مقربا منه، هدأ ثم ابتسم هامسا بعبث والعين بالأعلى بعيدا عنها هي : -عناق فقط ، ألا يوجد فوقها رقصة لي.. كبحت ضحكتها الناعمة .. المدللة ، تلك الضحكة الحاملة لرنة عابثة تحتل منه الرغبة.. تابعت بعدها بنبرة دلال أكثر عبثا من نبرته : -رقصة وأكثر .. والأكثر يحمل بين طياته الكثير من الوعود والعديد من المخيلات غير البريئة بالمرة له ولها..، ابتسم وقدمه تأخذه داخل مكان ما مانحا إياها رد لم يكن لها أبدا: -سأنتظر هذا الكثير.. أغلقت معه هائمة في حديثه ، تقابل هياج البحر وبرودة الجو بابتهاج ، تمد ذراعيها بجانبها وكأنها تعانق الجو تمنحه قسطا من سعادتها وحبها ، تمنحه شيئا ما من راحتها الحالية .. راحة تتمنى لو تدوم ويقف لها العالم هنا في تلك اللحظة حيث هي والبحر فقط! بينما هو أكمل خطواته للأعلى حيث تلك القاطنة بهذا الxxxx , تراقبه بخيالها من خلف النافذة , تتوق لعناقه ما إن يفتح الباب.. لحظات وكان داخل شقة صغيرة ولكنها مفروشة بطريقة توحي بالثراء فتقابله أخرى بثوب إغراء أعجبه, كما أن من ترتديه تعجبه بل تملكه! منحها نظرة لهفة تبعها بكلمة أرخى تاقت لها: -اشتقت لك حبيبتي! للعشق قوانينه وللمثالية قوانينها والحياة بالنهاية تسطر قانونها قسرا فتهديك الخيانة بدل العشق , ممسكة بمثالتيها فتشطرها بلا رحمة ملقية بك من أعلى سفح الأمنيات والوهم فترتطم روحك بالواقع. يتبع يتبع على هذا الرابط https://www.rewity.com/forum/t489378-10.html التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 03-03-23 الساعة 11:20 PM | ||||
![]() | ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|