آخر 10 مشاركات
أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          84-حرب الفراشة - روايات احلام القديمة- حصريا لروايتي ( كتابة كاملة & الروابط) (الكاتـب : samahss - )           »          84 - حرب الفراشة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree1115Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-22, 09:22 PM   #21

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول بائعة الفطائر 🌹

.
.
" أين القهوة يا قاسم ؟ "

تعالى صوت خالد الأجش مناديا على صبي المقهى يستعجله، علّه يسرع الخطا و يجلب مشروب الطاقة خاصته ليبدأ نهاره، وقد شارفت كل احتياطاته على النضوب ، فآخر ما شربه كان كأس شاي ، قبل أن يخلد الى النوم مساء البارحة، بعدما انقلب روتينه اليومي رأسا على عقب ، و صار يأوي الى فراشه في الساعة الثامنة بدل منتصف الليل منذ وصوله الى هنا.

" صباح الخير أستاذ ، من عيوني "

أجاب الولد بطريقته المتملقة مع ابتسامة مشرقة ، يهديه فيها نظرة ثلاثية الأبعاد لأسنانه التي اهترأ معظمها ، و قد كساها رداء التسوس الأسود قبل الأوان ، ليرد عليه خالد بنبرة معاتبة

" من الابريق أيها المتملق مالي أنا وعينيك، لدي حصة بعد نصف ساعة "

" حاضر يا أستاذ "

رد قاسم باذعانه المعتاد ، و دنا منه يهدهد صينيته الصغيرة بين أصابعه ، و سرعان ما وضع أمامه فنجان قهوته ذو ملعقة السكر اليتيمة ، و البخار يتهادى على حوافها معلنا عن سمتها الطازجة ، تماما كما يحبها زبونه حديث العهد بالمكان، قبل أن يضيف حذاءها صحنا صغيرا من البسبوسة ، و يهمس له بفخر عارم

" أنت محظوظ جدا أستاذ، هذه البسبوسة تنفذ قبل السادسة صباحا ، لكن و لأنني أحبك فقد غامرت بحياتي، و اختطفتها من الصينية التي تحضّرها أمّ زينب ، قبل أن يلتهمها جمع الفلاحين في طريقهم الى الحقل "

حرّك خالد رأسه مبتسما بقلة حيلة ، وارتشف قهوته مستلّذا بمذاقها الذي يتغلغل في خلايا عقله ليحييها ، فالصبي ثرثار من الطراز الرفيع ، تقول له مرحبا و يقابلك بموشّح من الكلمات و كأنه يعرفك منذ دهر ، و الآن هو يتحدث عن شخص لا فكرة لديه من يكون ، سوى أنها صاحبة ألذ بسبوسة تذوقها في حياته .

" حسنا شكرا لك "

ردّ خالد جميل صنعه بشكره ، فلا ضير من بعض الكلمات التشجيعية ، لهذا الصبي الذي لم يتجاوز الرابعة عشر ، و الذي لا فكرة لديه لم هو خارج المدرسة في مثل هذا الوقت ، لكنه لا يفكر في أن يسأله أبدا ، لأنه متأكد أنه سيقصّ عليه قصة جدّه الأكبر الذي طرد الفرنسيس من القرية ، كما أشار له قبل يومين ، تماما كما هو متيقّن أنه لن يمرّ وقت طويل ، قبل أن يخبره عن قصص كل أهل هذه القرية المجهريّة فردا فردا .

" عيوني لك يا أستاذ ، يكفي أنك تتكبّد العناء لتعليم الأطفال هنا ، لك كل التقدير و الشكر "

ابتسم خالد مجددا دون التوقف عن ارتشاف قهوته ، فهذا ما يسمعه من كل من يقابلهم هنا، منذ وطأت قدمه أرض هذه القرية قبل أسبوعين، و لسبب ما يشعره الأمر بفخر عارم ينسيه مصاعب الحياة هنا ، فسمة أهل هذا المكان الودّ و الألفة اتجاه كل كائن حي .

" أنت أيضا من الأطفال يا قاسم ، و شكرا لك مجددا "

نبّه خالد الصبي الى حداثة سنّه ، دون أن يأتي على ذكر سيرة التعليم ، و قد انتبه الآن فقط أن قاسم قد يكون ترك المدرسة، لأن لا اكمالية بالقرب من هنا، و لا ثانوية قبل خمسين كيلومترا على الأقل ، ومآل معظم الأطفال هنا الى ترك الدراسة بعد الشهادة الابتدائية ، الا من قرر أولياؤهم ترك المكان و التنقل الى القرية المجاورة لاستكمال تعليمهم .



سار خالد بخطا متأنيّة على الدرب الترابيّة ، باتجاه المدرسة المصغّرة الوحيدة هنا ، و قد صارت هوايته المفضّلة استنشاق الهواء العليل ، و التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة من حوله في طريقه الى هناك كل صباح ،

فيما أصبحت الأمر الوحيد الذي يعوّض عليه افتراقه عن مزايا التمدّن ، فهنا الكثير من الأراضي الفلاحية الخضراء والأشجار المثمرة على امتداد البصر ، لا تحتاج أن تقصد السوق لانتقاء فاكهتك المفضلة ، فأشجار التفاح و المشمش و الرمان و التين تترامى في كل مكان ، وأشجار الزيتون تتدلّى أغصانها متوسلة لكل عابر جني ثمارها ، و لا أحد ينهاك عن تذوّق ما لذّ و طاب مهما أخذت ، و قد تفاجأ خالد بأن الحليب الطّازج مجانيّ هنا للضّيوف و الغرباء ، يوصل الى باب شقته الصغيرة كل فجر ، دون أن يفصح الفاعل عن هويته .



البيوت هنا تقليديّة تماما كسكانها ، و كأن الهندسة توقفت عن التطور منذ قرنين من الزمان ، فلا تجد أكثر من طابق أو طابقين في كل بيت ، و لا أثر للبنايات الشاهقة المكتضّة أو القصور الفخمة كثيرة البهرجة في الأرجاء،

الحديقة لا استغناء عنها في كل بيت، مع بئر اجبارية و فرن تقليدي ، تتحلّق حوله نسوة العائلة لتصنع قوت يومها ، دون حاجة لطلب طعام جاهز من الشّارع كما تفعل بنات المدن ،

نساء لا أثر لهن في أي مكان ، لا تكاد ترى سوى بعض العجائز اللّواتي تتنقّلن في مجموعات صغيرة ، تجر معهن أطفالا و رزما من الأطعمة للزيارة أو للتعزية أثناء الجنائز .



هنا كل بيت يحوي العائلة الكبيرة ، من الجد الى أولاد الأحفاد مع توسّعات في الأرجاء ، لتتناثر السّكنات هنا و هناك كأعشاش الطير، فكل شخص يسكن وسط أرضه، و كأنه يعتز باحتضانها له و لأبنائه ،

الأمان هو السمة الأبرز في هذا المكان ، لا أحد يسيج أرضه أو بستانه ، لا أقفال على الأبواب و النوافذ ، و لا أحد يربط كلبا أمام بيته ليحرسه ، و لا تهديد في الأرجاء الّا عواء الذّئاب المنبعث من الجبال المحاذية ليلا ، والذي طمأنه قاسم بجدية تامّة بشأن استحالة دخولها القرية ، بسبب ميثاق تاريخي مع شيوخ القبيلة حسبه .



المرافق هنا قليلة جدا ، مقهى متهالك جدرانه من الطوب وسقفه من السعف ، دكّانان يبيعان كل شيء من الابرة الى المحراث، نقطة بريد من مكتبين يتيمين ، مركز درك لا يكاد يعمل طوال السنة ، فلا أحد يقدم شكوى أو تظلّما ، و المشاكل هنا تسوّى في مجلس الشيوخ ، بحضور رئيس البلدية و الأعيان، و نادرا ما تصل القضايا الى المحقق و أعوانه أو الى القضاء،

اضافة الى مسجد فسيح وسط القرية ، و مدرسة صغيرة تحتل سفح تلة ترابية كبيرة، تعتليها سوق أسبوعيّة مهيبة، يحجّ اليها كل سكان القرى المجاورة صباح كل يوم اثنين .

.

خالد حينما جاءته رسالة التعيين هنا كأستاذ في المدرسة الابتدائية ، و قد تخرّج لتوه من الجامعة بشهادة ليسانس في الأدب العربي ، مفضّلا التدريس الذي لطالما كان شغفه منذ كان طفلا ، وقد كانت أمامه الكثير من الاختيارات من أجل مستقبله ، شعر ببعض الكآبة لأنه توقع مكانا أقرب الى بيته أمه و خطيبته ، لكنه عاد و حمد الله لأن من يحتاجونه هنا، قد لا يجدهم في مكان آخر أكثر تحضّرا،

كما أن قبول الوظيفة هنا هي السبيل الوحيدة للحصول على منصب أفضل ، فبعد سنتين من الآن سيكون بامكانه طلب نقل الى مدينته ،

لكن و رغم شعوره بالغربة و الوحدة ، الا أنه و بعد استقراره شعر بالرضا لأن المكان كان خلابا ، و يبعث على الطمأنينة والراحة التي افتقدها طوال حياته وسط ضجيج المدن .

.
.

بالوصول الى مدخل المدرسة الصغيرة بأقسامها الخمسة ، ألقى خالد السلام على المدير الذي يقف لاستقبال التلاميذ ، بغصن زيتون في يده كعادته كل صباح ، يلوّح به مهدّدا المتأخّرين و المشاغبين ، بعيدا عن كل رمز للهدنة و السلام ، سعد رجل خمسيني مدرّس قديم تمت ترقيته ليكون المدير هنا ، و هو يأخذ منصبه على محمل الجد ، بغضّ النظر عن الأعداد القليلة للمتمدرسين عنده .

" صباح الخير سيدي "

" صباح الخير أستاذ خالد، هيا خذ مكانك الى جانب تلاميذك من أجل تحيّة العلم "

قال جملته التي يكرّرها على مسامعه كل صباح ، و لا يجد خالد بدّا من تنفيذ الأمر ، فلا دخول الى الأقسام دون آداء قسما.



بعد رفع العلم تسابق الأولاد للدخول الى الأقسام ، و قد كان نصيب خالد تدريس قسمي الرابعة و الخامسة ابتدائي ، و بما أن لا أستاذ للّغة الفرنسية هنا بعد ، فقد تطوّع لاعطاء تلاميذه دروسا في الفرنسية الى أن يحلّ المشكل من المديرية .

أخذ خالد مكانه الى مكتبه الخشبيّ، و شرع في اخراج أغراضه من محفظته الجلديّة، لكنه أطلق تنهيدة طويلة بمجرد أن وقعت عيناه على ترتيب الصفوف قبالته،

فرغم أنه أعاد اجلاس التلاميذ قبل يومين ، الّا أنهم عادوا بكل عناد و أخذوا أماكنهم القديمة ، و قد أصرّ الصبية على احتلال الأماكن الأماميّة ، مجبرين البنات على الجلوس في الخلف رغم قصر قامتهن ، فيما هو متأكد أنهن لا يكدن يرين شيئا مما يكتبه على السبورة

" بنات لم لستنّ في أماكنكنّ ؟ "

سأل خالد الفتيات الثّلاثة اللّواتي يدرس لهن هنا " مباركة علجية و ليلى " ، مقابل ستة عشر ولدا بأعمار متفاوتة و أجسام ضخمة حيث أعاد كثير منهم السنة ، فيما يؤمن الجميع هنا بأهميّة تدريس الأولاد و تزويج البنات ، يبقى قلّة منهم متمسّكين بتعليم بناتهم لكن ليس لوقت طويل .

التزمت الفتيات الصّمت و قد شعرن بالخجل ، ليأتيه الرّد من بلال أكثر الأولاد شقاوة هنا و أكبرهم سنّا

" الرجال يجب أن يجلسوا في المقدمة أستاذ ، لا يمكننا الجلوس خلف الفتيات ، هذا عيب "

ردّ بكل ثقة و هو يحدق الى أقرانه ، الذين لم يتردّدوا في الايماء برؤوسهم ، تعبيرا عن تأييدهم لهذا الفكر الذكوري المبكر

" أستغفر الله "

تمتم خالد في سره و قد أدرك أن مهمته هنا ليست بالبساطة التي يعتقدها، لكنه قرر استخدام ذكائه و اللعب على نفس نبرة الرجولة و القيادية ، مادام الكبار غرسوا هذا الأمر في عقول صغارهم منذ الآن

" و هل من الرّجولة أن تجلسوا كلكم في الأمام ، تاركين البنات وحدهن في الخلف الى جانب الباب ؟

ماذا لو دخل كلب أو ذئب أو حتى لص الى هنا ، ألن تكون الفتيات في خطر و لا تجدن من يحميهن ؟ "

ساد صمت تام المكان و قد لمس خالد وترا حساسا ، أدركه منذ أول لحظة له مع تلاميذه ، فأسس التربية و المباديء هنا تختلف عما ألفه ،

صحيح أن هذا ليس السبب الذي من أجله غيّر مقاعد الجلوس ، فهو لديه نظرته العلمية في ترتيب الأمر ، لكنه لن يسمح لأطفال أن يفرضوا رأيهم هنا، فقط لأنهم يعتقدون أن من الرجولة جعل الفتيات تجلسن خلفهم ، وهو لن يتوانى عن استخدام نقطة الضعف هذه لاحلال العدل هنا .

حدّق بلال مجددا الى أتباعه الخمسة عشر بنظرة استقصائية ، قبل أن يتنحنح و يقوم من مكانه و يرد على خالد

" حسنا أستاذ كما تريد ، فقط حتى تعرف أننا رجال و لا نخشى شيئا "



كتم خالد ضحكته من طريقة تعبير الولد ، لكنه أكبر فيه شهامته المبكرة ، و احساسه بالمسؤولية الذي سيكبر معه بالتأكيد، ليكون رجلا سويّا يعتمد عليه في المستقبل .

و بالفعل قام التلاميذ الى أماكنهم السابقة ، محدثين جلبة سرعان ما خبت ، تاركين المجال لأستاذهم حتى يعلق

" سيكون هناك تغيير في أماكن الجلوس كل أسبوعين ، و سنحرص على حماية بعضنا البعض هنا في القسم ، و ستكون أنت يا بلال مسؤولا عن ذلك "

قال مخاطبا الجميع بتكليف ، مرسلا تفويضا بالمسؤولية لكل واحد فيهم ، هو متأكد أنهم سيأخذونه على محمل الجد .

" أخرجوا كرّاساتكم لنبدأ درس العلوم "



بعد مضي نصف ساعة على بداية الدرس ، وجّه خالد أحد أسئلته التي يختبر بها ذكاء تلاميذه و معلوماتهم العامة

" ما هو الطائر الذي يلد و لا يبيض ؟ "

عمّ صمت داهم القسم ، و بدأ التلاميذ يحدقون في وجوه بعضهم بتشوش ، و عيونهم الصغيرة تتساءل بفضول

" أليست كل الطيور تبيض ؟ أو أنّه سؤال فخ من أستاذهم اللحوح ؟"

برؤية ردة فعلهم كرر خالد السؤال مرة أخرى ، ليحث تلاميذه على التفكير و ايجاد اجابة صحيحة لكن دون جدوى

" ابحثوا عن الاجابة و أخبروني في الحصة القادمة "

ما كان منه الا أن أعطاهم واجبا لتنفيذه، و استدار الى السبورة ليكتب سؤالا آخر، لكن و في غفلة منه سمع اجابة هامسة

" الخفّاش "

كانت نبرة ناعمة و صغيرة جدا ، و كان خالد متأكّدا أن مصدرها من يجلسون في الخلف

" من أجاب منكم ؟ "

سأل عن المجيب حتى يكافئه فقد كانت الاجابة صحيحة ، لكن الكل هنا التزم الصمت دون رد بطريقة غريبة، و اكتفوا بالتحديق يمنة و يسرة بارتباك.

استغرب خالد ردة فعلهم، فمن المفروض أن يسارع صاحب الاجابة الى عرض نفسه بفخر، و قد أجاب ما عجز عنه زملاؤه، لكنهم كانوا يشعرون بالخجل و يرفضون التحدث

" ربما لأن الصوت كان أنثويا جدا فصاحبه يرفض الافصاح ؟ "

فكر خالد مليا ليخلص الى أن أحد الأولاد قلّد صوتا رقيقا، و هو يشعر بالحرج للاجابة الآن،

فما كان منه الا أن راقب الوجوه الصغيرة بتحرّ قبل أن يضيف سؤالا آخر ، و قد قرر هذه المرة أن يقف في الخلف حتى يتسنى له معرفة الفاعل

" ماذا يسمى صغير الدب ؟ "

عمّ الهدوء مرة أخرى القسم ، فأسئلة أستاذهم أصعب مما اعتقدوا ، ليبادر خالد كالمرة الأولى و يحوّله الى واجب

" حسنا حضّروا الاجابة من أجل الحصة القادمة "

و كما توقّع أتته الاجابة الصحيحة تماما كأول مرة ، بصوت رقيق و عذب كخرير المياه

" ديسم "

لكن و لصدمته كان المصدر خارج القسم و ليس داخله ،

استدار خالد سريعا و تقدم بخطا حثيثة ناحية النافذة ، ألقى نظرة على الفناء ليجد صاحبة الاجابة ، و التي لم تكن الا طفلة في سنّ من يدرّس لهم ،

كانت الفتاة ترتدي جبة حريريّة صفراء اللون مطرزة بخيوط الحنة الملونة، تلبس تحتها كنزة صوفية و سروال منامة قديمة، كانت تجمع شعرها الطويل داخل عصامة ، و تضع منديلا حريريّا على رأسها كما تفعل كل الفتيات هنا ، مع خفّ أسود من الجلد يدثّر رجليها الصغيرتين ،

كانت الطفلة تجلس القرفصاء أسفل النافذة ، و تخط بعود خشبي على التراب أشكالا مختلفة ، بدت شاردة في عالمها الخاص، و كأن تلك الاجابات التي صدرت منها كانت بديهية، رغم صعوبتها للبقيّة الا أنها أجابت بكل سلاسة

" من أنت ؟ "

سألها خالد الذي استغرب وجودها خارج القسم بدل داخله ، و هو يجزم أنها في عمر من هم في صفه ، لكنه لم يرها منذ بدأ مهمته التعليمية هنا .

أجفل صوته الطفلة التي رفعت رأسها و حدقت اليه بصدمة ، بعدما أفزعها تواجده هناك بغتة ، كان وجهها دائريا صغير الحجم ، و قد لفحته أشعة الشمس الحارقة في كل مكان ، تتوسطه عينان كبيرتان بلون الزيتون الذي يميز هذه المنطقة ، كانتا متسعتين عن آخرهما و قد فغرت فمها بسبب المفاجأة دون ردة فعل واضحة .

" ماذا تفعلين عندك ؟ "

وجّه لها خالد سؤالا آخر علها تتجاوب معه و ترضي فضوله، لكن الطفلة استفاقت هذه المرة ، ألقت العود من يدها بحركة سريعة ، و اختطفت سلة سعف كانت تقبع قربها ، ثم استدارت و هرولت مبتعدة عن المكان باتجاه الحقول القريبة ، و قد انتابتها نوبة ذعر من الغريب الذي اقتحم خلوتها، وأفسد عليها متعة الانصات الى الدرس ككل يوم .



بقي خالد يقف مكانه خلف النافذة الأرضية ، الى أن اختفت الطفلة بين الأشجار دون أثر ، ليتفاجأ بتواجد تلاميذه حوله، يراقبون مثله ما يحصل خارجا بعيون مترقبة ، و قد بدؤوا في اصدار جلبة داخل القسم

" عودوا الى أماكنكم "

طلب منهم بهدوء و سرعان ما أخذ الأطفال أماكنهم مجددا، ليطرح خالد السؤال الذي يثير فضوله

" من تلك الطفلة ؟ "

" زينب "

كان بلال من أجابه بطريقة عفوية ، قبل أن يضيف خالد سؤالا آخر

" لم ليست في القسم معكم ؟ لم لا تدرس هنا ؟ "

هو يعرف أن الفتيات ينقطعن عن الدراسة في مرحلة مبكرة ، و يتفرّغن للخدمة في البيت و الزواج الذي لا يتجاوز سنه السادسة عشر هنا ، حتى أن موسى زميله في القسم المجاور، قال أن هناك صبيّة في الثالثة عشر أوقفت قبل أسبوعين، و تمّ تزويجها بعقد صوري لأحد الشباب من المدينة ،

لكن تلك الطفلة ذات العيون الزيتونية ، بدت مستمتعة جدا بالتواجد قرب النافذة ، و الانصات الى ما يدور داخل القسم، لدرجة المشاركة غيبيّا في الدرس ،

رغم استغراب خالد الا أن الأطفال هنا لم تكن لديهم أجوبة شافية ، سوى أنها توقفت عن القدوم الى المدرسة منذ أشهر، و لا أحد يعرف السبب في ذلك .



بعد انهاء الدروس غادر خالد المدرسة ، بمجرد أن صار خلف السور حتى لاح له المكان الذي كانت تجلس فيه تلك الطفلة،

تقدم اليه بخطا متثاقلة قبل أن يقف و يحدق فيما كانت تخطه الصغيرة ، بعود الشجرة على التراب قبل فرارها ، ليتفاجأ أنها كانت تكتب الدرس الذي كان يقدمه للتلاميذ في الداخل بخط سلس، اضافة الى اجابات الأسئلة التي طرحها تباعا على الأطفال

" هل يعني هذا أنها كانت تتابع الدروس هنا طوال المدة الماضية ؟ "

كان استنتاج خالد السريع، و قد وجد حل مسألة حسابية درّسها البارحة للتلاميذ الى جانب كتابة اليوم ، اضافة الى كلمات مبعثرة كانت من حصة الاملاء قبل أيام ، و قد أتقنت الطفلة كتابتها رغم صعوبتها.



" خالد انتظر لو سمحت "

كان موسى زميله من قطع عليه شروده و تفكيره، و هو يهرول ناحيته يريد التحدث اليه

"نعم تفضّل، ماذا هناك ؟ "

" لا تتناول شيئا على العشاء ، شيخ القرية يدعوك على وليمة بعد صلاة المغرب للترحيب بك "

ابتسم خالد لسماع الدّعوة السّخية ، و قد صار يقدر كثيرا اهتمام الجميع هنا ، و تقديرهم لكل ما له علاقة بالعلم ، رغم بساطة التفكير و طريقة العيش، الا أنهم يؤمنون أن طلب العلم واجب لحياة كريمة

" حسنا سآخذ دشا، و نلتقي بعد ساعتين في المقهى "

وافق خالد مباشرة فلا يمكنه رفض المشاعر الطيبة التي يحبيه بها أهل القرية .

.

بعد المغرب قصد خالد مع موسى بيت الشّيخ كما اتفقا ، و قد استقبل بكل حفاوة من طرف الرجل الذي بدت عليه الهيبة و التقوى ، محاطا بجمع من الشيوخ الوقورين ، اضافة الى امام المسجد مدير المدرسة و قائد الدرك ، و قد بدا أن كل من له مكانة مرموقة داخل هذه القرية متواجد معهم على طاولات العشاء.

نال خالد خلال الجلسة قسطا كبيرا من الاهتمام ، و السؤال عن حاله و عما يحتاجه هنا ، و في المقابل لم يتردد هو في الاطراء على جود أهل القرية و طيبتهم ، و لم يكن تذمره الا من غياب هاتف أرضي في شقته ، يطمئن به على حال والدته و خطيبته، مادامت الهواتف هنا تعد على رؤوس الأصابع ، و لا يستفيد منها الا من يعملون في وظائف حكومية ،

ليعده رئيس مركز البريد بأن يوفّر له واحدا في أقرب وقت كهدية مميزة و حصرية له ، و قبل أن يكمل خالد شكره لخدمة الرجل ، دعاه الشيخ لاستخدام هاتفه الخاص في غرفة مكتبه.



قام خالد من مكانه دون تردّد ملبيّا الدعوة الكريمة، فهو يشتاق لوالدته كثيرا و لم يسمع صوتها منذ يومين ،

و بالفعل فقد كانت المكالمة مفعمة بمشاعر الاشتياق ، و موشح من التوصيات التي أمطرته بها والدته و كأنه طفل في الرابعة ، كلمات أدفأت روحه و أزاحت الحزن من قلبه ، و لم يقفل الا بعد أن وعدها أن يعيد الاتصال غدا ، و طلب أن توصل رسالة الى خطيبته بضرورة تواجدها حينها، لأنه يريد التحدث معها هي الأخرى.



بعدما أنهى خالد الاتصال غادر المكتب تعلو ثغره ابتسامة مشرقة ، فلا شيء يريح قلبه غير صوت والدته الحنون الذي يعيد ترتيب شتات روحه ، و يضع كل قطعة مكانها الطبيعي .

بالخروج الى الباحة الأماميّة، و قبل أن يخطو عائدا الى الصوان الذي أقيمت فيه الوليمة، لمح خالد جمعا من الأطفال يلعبون قرب البئر، يسحبون الدلاء و يفرغون الماء ثم يتراشقون به ، ليقف يراقب فرحتهم و يستمتع بضحكاتهم التي تشق سكون الليل ، قبل أن يمر أمامه جحش صغير ينهق بصوت عال ، تعتليه طفلة بشعر مبعثر تلكزه محاولة جعله يركض من أجلها

" انتبهي "

حاول خالد تنبيهها من خطر الوقوع من على ظهر الدّابة ، لكنه أصيب بالدهشة حينما استدارت ناحيته ، و قد كانت نفس الطفلة التي فرّت من أمامه صباحا ، لكنها أطلقت العنان لظفائرها الطويلة ، حتى غطت وجهها و حجبت ملامحها، و تماما كما حصل قبل ساعات أصيبت الطفلة بالذعر من رؤيته ، و قفزت من على ظهر الجحش، لتركض مجددا متوارية خلف أحد الأبواب في هذا البيت الفسيح.

" هاي أنت عودي الى هنا "

حاول خالد مناداتها علّها تعود دون جدوى ، ليعبس و قد صار متأكدا أن هناك شيئا ما يعلو ملامحه ، يخيف هذه المشاغبة و يجعلها تفر منه كلما رأت وجهه ، و هو الذي لم يقصد اخافتها أو ازعاجها ، و كل ما كان يبتغيه هو معرفة سبب حضورها الدروس خلف النافذة بدل الدخول الى القسم، و قد حرك ذكاؤها فضوله بشأن تركها المدرسة مجبرة.

.
.

مرّ أسبوع على دعوة العشاء و عاد خالد الى روتينه اليومي ، يستيقظ يرتدي ملابسه ، يقصد المقهى من أجل تحفيز طاقته بفنجان قهوته المفضلة ، ثم يقضي باقي اليوم داخل الأقسام بين الدروس و التعويضات و المراجعات ، قبل أن يعود مساءا ليحضّر ما يأكله ، و يستلقي كجثة على سريره ينشد بعض الراحة،

و رغم انشغال وقته بأكمله ، الا أنه لا يتوانى عن الاقتراب من النافذة كل حين، عله يلمح تلك الصغيرة خضراء العينين مجعدة الشعر، التي اختفت دون أثر منذ ذاك المساء، ليراوده شعور بالذنب لأنه أخافها ، و حرمها حتى من مجرد الجلوس هناك و الاستمتاع بالدروس ، و هو الذي لم يقصد طردها بقدر ما أراد معرفة ما يجري معها ، و لم لا ايجاد حل لتدريسها.

.
.

" صباح الخير قاسم "

ألقى خالد التحية بلطف، و أخذ مكانه المعتاد الى احدى الطاولات.

" صباح الخير أستاذ ، دقيقة و تكون قهوتك جاهزة "

" على مهلك يا قاسم لست مستعجلا ، لن أبدأ الحصص قبل ساعتين من الآن "

على غير عادته في التبكير للذهاب الى المدرسة ، استفاد خالد من تسريحه لساعتين اليوم، و قد خصّص الوقت من أجل فحص دوري للأطفال ، من طرف طبيب المركز الصحي الذي يداوم كل يوم ثلاثاء، فيما لا يحق لأحد أن يشكو من شيء قبل هذا اليوم، و على الحالات المستعجلة أن تقصد المدينة للتّداوي.

.

" صباح الخير قاسم ، أحضرت لك الفطائر "

تحدثّت احداهنّ في مدخل المقهى بصوت عذب يخاطب الصبي الذي رد عليها بنبرة مبتهجة

" حسنا زينب شكرا لك ، ضعيها فوق الطاولة سآخذها حالا "

بمجرد سماع الاسم الذي لم يفارق ذاكرته للحظة، انتفض خالد من مكانه و أطل برأسه ليتأكد من شكوكه ، و بالفعل كانت الطفلة التي أوجع فرارها منه ضميره ، تقف هناك بجبتها البيضاء الحريرية ، و شعرها المجدول ظفيرتين طويلتين ، تنزوي جانبا على استحياء تحرس قفة سعف وضعتها على الطاولة ، كانت تتمايل يمينا و شمالا تلاعب أصابعها، و هي تمطّ شفتيها بترنيمة هادئة لا يسمعها سواها

" أخيرا وجدتك "

صاح خالد بفرحة عارمة ، بعدما اعتقد لوقت طويل أنها مجرد شبح رآه مرتين و تبخر في الهواء ، هاهي تقف أمامه حقيقة دون عناء منه.

لترفع الطفلة رأسها و قد أجفلها صوته ، و قبل أن يخطو ناحيتها لارضاء فضوله، أطلقت العنان لرجليها الصغيرتين تماما كالمرتين الماضيتين ، و كأن هذه المشاغبة تمتهن الركض كعداء محترف ،

لكن و لسوء حظها كان خالد أسرع منها هذه المرة ، و قد خانها حذاؤها البالي الذي علق في حجر ، لتسقط على ركبتيها و يديها مصدرة صرخة متألمة

" باسم الله الرحمن الرحيم "

سارع خالد و أوقفها على قدميها محاولا الاطمئنان عليها

" هل أنت بخير ؟ "

سألها باهتمام بعدما لمح السحجات التي على كفيها، لكنها اكتفت بالتحديق في الأرض، و قد غامت عيناها بدموع الألم، و ارتخت شفتها السفلى معلنة عن قرب بكائها.

" تعالي "

برؤية حالها اقتادها خالد الى كرسي قريب، ساعدها على نفض جبتها المتسخة بالأتربة، ثم تناول كأس ماء من الطاولة المجاورة، و بدأ في مسح يديها الصغيرتين من أثر الدماء و الوسخ

" هل تأذيت ؟ "

سألها خالد و قد بدت متألمة جدا قبل لحظات، لكن الطفلة هزت رأسها بالنفي دون اصدار أي صوت ، و قد بدأ الرجل يعتقد يقينا أنها بكماء لا تجيد الكلام

" اسمك زينب صح ؟ "

بادر خالد بالحديث مجددا لا يريد تفويت الفرصة لمعرفة بعض الأمور ، لتحدق الطفلة ناحيته بنظرة مصدومة ، اتسعت فيها الزيتونيتين عن آخرهما ، و قد فاجأها الرجل الغريب بمعرفة اسمها



" لا تخافي لست ساحرا، قاسم كان يناديك باسمك قبل لحظات، كما أن أصدقاءك في القسم عرّفوا عنك تلك المرة "

بذكر تلصّصها على حصته وجلت الطفلة منه مرة أخرى، طأطأت رأسها حرجا و قد تخضبت وجنتاها بلون أحمر داكن، جعلت خالد يقف من مكانه و يتراجع خطوة الى الوراء ، معطيا لها مساحتها الشخصية حتى لا يربكها أكثر، فيما لا يبدو أن مهاراتها الاجتماعية هي الأفضل لديها.

بعد صمت لدقائق معدودة بادرها خالد مرة أخرى

" لم تفرّين كلما رأيتني ؟ "

سأل بانزعاج فالأمر يشعره أنه شخص منحرف، قبل أن تأتيه الاجابة من مصدر آخر

" لأن الأحمق بلال أخبرها بأنك تعاقبهم بالضرب حينما لا يجيبون بطريقة صحيحة، و أنك ستعاقبها بشدة ان رأيتها تتجسس على حصصك "

قال قاسم بلهجة مستنكرة لكذب ذاك الشقي على زينب التي صدقته كفتاة بلهاء



ليسأله خالد باستنكار اعتلى ملامحه

" و لم يفعل بلال ذلك ؟ "

" لأنه لا يريد للبنات أن يدرسن معهم ، خاصة أن زينب لطالما أخذت منهم المرتبة الأولى، رغم أنني أخبرتها أنك معلم طيب، لكنها جبانة و تخاف من الضرب "

و بدأ بالقهقهة بصوت عال سخرية منها، مثيرا حنق الطفلة أمامه و التي رفعت رأسها أخيرا ، و حدجته بنظرة حقد كادت تحرق روحه، مع ملامح متوعدة بالانتقام منه.

خالد "...."

" سأريه ذاك المشاغب كيف يكذب بشأني "

توعده خالد و قد بدأ يفكر بالفعل في طريقة يعاقبه بها على فعلته الحمقاء.



" خذي يا زينب ، هيا عودي الى البيت ستقلق والدتك عليك "

دس قاسم حزمة من النقود في يدها ، و أشار لها كي تغادر و قد أطالت البقاء أكثر مما يجب.

اختطفت الطفلة المال من يد قاسم ، و قامت من مكانها لتغادر، لكن خالد استوقفها في آخر لحظة ليسألها

" ألا تريدين العودة الى المدرسة ؟ "

حدقت الطفلة ناحيته و قد اشتعلت عيناها ببريق شغف ، لم ير خالد مثيلا له في حياته ، مجيبا عن تساؤله بالايجاب ، لكنها سرعان ما التهم الاحباط ملامحها الصغيرة ، معلنا عن تراجعها رغما عنها لتهز رأسها بالنفي ،

لكن الرجل أمامها لم يكن على استعداد للتراجع بعد ، هو متأكد من قدراتها و ذكائها ، و سيكون مذنبا ان سمح لها باهمال مستقبلها مهما كانت الأسباب، غيرها ينجحون و هم مجبرون على التمدرس ، فكيف بتلميذ نجيب يحب العلم ، و قد راهن نفسه منذ الآن على أنها ستكون من نخبة المجتمع ، ان أخذت فرصتها و سمح لها باستكمال تعليمها

" غير صحيح أنت تحبين الدراسة يا زينب ، ستكملين تعليمك و ستنجحين بتفوق، هيا أخبريني ماذا تريدين أن تصيري في المستقبل ؟ "

أصر خالد على الاستمرار في الحوار الذي قد يثير حماسها و تقبل عرضه ، لكن زينب أشاحت بوجهها و هرولت للمغادرة، فهي تدرك أن الاختيار ليس بيدها

" سأنتظرك غدا أمام القسم يا زينب "

صاح خالد خلفها و قد اعتراه اصرار غريب على تنفيذ ما يفكر فيه ، بامكانها الاعتراض كيفما تريد لكنه لن يدع أية وسيلة لاقناعها

" ان لم تأت سأخرجك من البيت بنفسي "

أطلق تهديده الأخير قبل أن تتوارى الطفلة بين الأشجار، ليعود و يجلس مكانه و قد استهلّ للتو حصة استجواب لقاسم الذي لم يخيب ظنه بثرثرته

" من أجل ماذا كان ذاك المال ؟ "

سأل خالد الصبي أمامه ليجيبه ببساطة ، مشيرا الى قفة السعف التي تربض قربهم على الطاولة

" ثمن الحلويات و الفطائر التي تأكل منها كل يوم يا أستاذ، والدة زينب تصنعها و الطفلة توزعها هنا ، و في أماكن أخرى كالمحطة و السوق ، هي مصدر رزقهم الوحيد "

" و والدها ؟ "

" متوف منذ سنوات ، حينما كانت زينب في الرابعة ، داسه جرار خلال موسم الحرث ، اضافة الى أمها لديها شقيق أكبر منها، لكنه يعاني اعاقة ذهنية و حركية، وضعه صعب لا يقو حتى على الجلوس باستقامة ، والدتها من تهتم بكل أموره و تعتمد كثيرا على ابنتها "



" و لم لا تقوم والدتها بالأمر ؟ "

سأل خالد مستنكرا الاعتماد على طفلة في سنها كمورد لمصاريف العائلة ، ليجيبه قاسم بقلة حيلة

" حسنا أستاذ كما ترى من المعيب أن تجول النساء هنا و هناك داخل القرية ، لكن زينب طفلة بامكانها التنقل في كل مكان لتوزيع البضاعة،

رغم ذلك خالة صباح تساعد بالفعل بالطبخ في الولائم و الجنازات، قبل أيام كانت هي من طبخ في بيت شيخ القرية "

قال مشيرا الى وليمة الترحيب بخالد ، و الذي فهم أخيرا لم كانت تلك الشقية هناك تركب جحشا ليلتها، و تتجول في الأرجاء بحماس، و كأنها تمتطي سيارة فيراري ،

ليضيف قاسم بنبرة حزينة وهو بصدد تلميع كأس في يده

" اضافة الى أنها لا يمكنها ترك ابنها بمفرده لأنه قد يتأذى، و لا أحد يقبل مرافقته غير زينب "



هز خالد رأسه بتفهم، و قد اتضحت أخيرا بعض معالم ظروفها، ليتسلل طيف احباط الى قلبه في امكانية اخفاقه في مسعاه، ليعود و يسأل مجددا بتأمل

" و لم لا تدرس حاليا؟ هي تبدو ذكية و نجيبة ، بامكانها الدراسة و مساعدة أمها"

لكن قاسم هز كتفيه بمعارضة قبل أن يجيبه

" حينما كانت زينب بالمدرسة لم يكن أحد يختطف منها المركز الأول، كان معدلها دوما بعيدا في المقدمة عن البقية، حتى حينما تتغيب لأيام كانت دائما أول من يحفظ دروسه و يحل واجباته،

لكنها أجبرت على التوقف مؤخرا، لأن المدير رفض أن تصطحب القفة معها، خاصة أن الأطفال يتحلقون حولها و يطالبون بشراء الفطائر، و هي لا تستطيع تركها خارجا، كما أنها تتأخر من وقت الى آخر بسبب مهمتها،

طردها سيد سعد أكثر من مرة و في النهاية أعادت السنة مرتين، و لم تعد ترغب في استكمال الدراسة "

بسماع ما رواه قاسم استشاط خالد غضبا ، و هو متأكد أن الصبي لا يكذب فيما قاله، فسعد مما رآه منه يعتقد أنه يقود فيلقا عسكريا بحزم، و ليس مدرسة ابتدائية بأطفال يستحقون بعض المراعاة

" المدير اذا ؟ "

كان كل ما قاله قبل أن يشكره و يغادر باتجاه عمله، و قد راودته رغبة جامحة بتكتيف ذاك الكهل، و اعطائه درسا في أصول التعليم لا يشتمل على حمل غصن زيتون و هشّ التلاميذ به كخراف مذعورة .



.
.
.

💖🌹🌹




ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 10:04 PM   #22

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,572
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخيرات....


مبارك لك اخت ملك روايتك الجديدة واتمنى ان انول الشرف بمتابعتها فانت خطفتِ قلبي باسلوبك السلس الذي يلامس ارواحنا في روايتك اسيرة الثلاثمئة يوم وكنت قد قرأتها قبل اشتراكي بالمنتدى ورغم طولها الا انني اذكر انهيتها بوقت قياسي ههههه ورغم انها الاولى لك الا أنني وضعتك من افضل الكاتبات عندي....تمتلكين اسلوب جذاااب ...محبب الى القلب....لا تكلّف به ولا عرض لمفردات صعبة وتجعلينا نعيش الاحداث ونشعر بالاشخاص وكأنهم أناس بيننا ......وفقك الله لما يحبه ويرضاه....تستحقين الافضل دائماً.....


أما عن روايتك هذه...فالعنوان وحده به رقيّ......قرأت الفصل الأول ومن جماله وجمال اناملك انتهى بسرعة........اعجبتني شخصية خالد بطلنا.....هو مثال للمعلم المخلص الذي يقدّم ما لديه بتفاني وليس لمجرد نيل معاش آخر الشهر كما أصبح يحدث في ايامنا هذه من قِبَل الكثيير......اصطفاه الله لينهض بهذه القرية البسيطة والتي وجد بها الدفء والمحبة واعجبني جدا تصويرك لها بالصورة الجميلة حتى لو كانت ما زالت تحمل سمات الجهل فالعادة عند الكاتبات بشكل عام عند ذكر القرية يربطن الشيء بالثأر والتعصب القبلي والزواج ...يركزن على هذه النقاط ويتناسين صفات كثيرة جميلة يحملها أهل القرية مثلما ذكرتِ..........صورت لنا المشاهد بطريقة لطيفة تبهج القلب .....سردك جميل وحوارك رزين ....أنت ملمّة بكل شيء ما شاء الله عنك ......أتشوّق كثيرا لرؤية كيف سينجح باعادة زينب الى الصف وكذلك اظن ان البطلة لن تكون خطيبته وسيقع باحدى بنات القرية والأكيد زينب عندما تكبر.....اي سيقع في حب تلميذته هههه طبعا والله اعلم...لكن ما هو الفرق بينهما بالسن ؟؟!......ان كانت بالخامس ستكون في العاشرة واظن هو سيكون على الاقل 24 او 25 ........ليس بفرق كبير جدا ههههه


ننتظر القادم بشوق باذن الله.....سلمت اناملك وليلتك سعيدة


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 11:32 PM   #23

كنوز كنوز
 
الصورة الرمزية كنوز كنوز

? العضوٌ??? » 481077
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 132
?  نُقآطِيْ » كنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مبروك انطلاق الرواية وان شاء الله نستمتعو بيها وبالصحبة نتاعك وتكون فال خير عليك 😘😘😘

كنوز كنوز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-22, 12:25 AM   #24

كنوز كنوز
 
الصورة الرمزية كنوز كنوز

? العضوٌ??? » 481077
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 132
?  نُقآطِيْ » كنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ملوكة ممكن تحددي الساعة اللي تنزلي فيها البارت باه نكون في الانتظار . بداية موفقة وخيبتيش ظني باسلوبك الرائع والكتابة بالفصحة مفيش الدارجة بالتوفيق ان شاء الله ليك ولخالد في تحديه لارجاع زينب لمقاعد الدراسة .

كنوز كنوز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-22, 01:03 AM   #25

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
مساء الخيرات....


مبارك لك اخت ملك روايتك الجديدة واتمنى ان انول الشرف بمتابعتها فانت خطفتِ قلبي باسلوبك السلس الذي يلامس ارواحنا في روايتك اسيرة الثلاثمئة يوم وكنت قد قرأتها قبل اشتراكي بالمنتدى ورغم طولها الا انني اذكر انهيتها بوقت قياسي ههههه ورغم انها الاولى لك الا أنني وضعتك من افضل الكاتبات عندي....تمتلكين اسلوب جذاااب ...محبب الى القلب....لا تكلّف به ولا عرض لمفردات صعبة وتجعلينا نعيش الاحداث ونشعر بالاشخاص وكأنهم أناس بيننا ......وفقك الله لما يحبه ويرضاه....تستحقين الافضل دائماً.....


أما عن روايتك هذه...فالعنوان وحده به رقيّ......قرأت الفصل الأول ومن جماله وجمال اناملك انتهى بسرعة........اعجبتني شخصية خالد بطلنا.....هو مثال للمعلم المخلص الذي يقدّم ما لديه بتفاني وليس لمجرد نيل معاش آخر الشهر كما أصبح يحدث في ايامنا هذه من قِبَل الكثيير......اصطفاه الله لينهض بهذه القرية البسيطة والتي وجد بها الدفء والمحبة واعجبني جدا تصويرك لها بالصورة الجميلة حتى لو كانت ما زالت تحمل سمات الجهل فالعادة عند الكاتبات بشكل عام عند ذكر القرية يربطن الشيء بالثأر والتعصب القبلي والزواج ...يركزن على هذه النقاط ويتناسين صفات كثيرة جميلة يحملها أهل القرية مثلما ذكرتِ..........صورت لنا المشاهد بطريقة لطيفة تبهج القلب .....سردك جميل وحوارك رزين ....أنت ملمّة بكل شيء ما شاء الله عنك ......أتشوّق كثيرا لرؤية كيف سينجح باعادة زينب الى الصف وكذلك اظن ان البطلة لن تكون خطيبته وسيقع باحدى بنات القرية والأكيد زينب عندما تكبر.....اي سيقع في حب تلميذته هههه طبعا والله اعلم...لكن ما هو الفرق بينهما بالسن ؟؟!......ان كانت بالخامس ستكون في العاشرة واظن هو سيكون على الاقل 24 او 25 ........ليس بفرق كبير جدا ههههه


ننتظر القادم بشوق باذن الله.....سلمت اناملك وليلتك سعيدة



بداية تسلمي على الاطراء الجمبل و كم التقييم الايجابي الذي ادفا قلبي و اشعرني بالفخر ربنا يبارك في قلبك يا جميلة 😘❤️🌹🌹
بالنسبة للرواية تخمينك صحيح راح تناقش مواضيع حساسة كثير من وجهة نظر اشخاص ملتزمين كخالد و زينب المحجبة ☺️ وبما انك تعرفي طريقتي في المناقشة و التحليل راح يكون هناك مشاعر بين خالد وزينب لكن على طريقتي الخاصة اكيد غير المتوقعة 😍😉
بالنسبة للاعمار اكيد ما نسيتها وراح اذكرها في فصول قادمة و للمعلومة فقط خالد تخرج لتوه من الجامعة يعني 21 سنة اما زينب فهي في 12 يعني بينهم تسع سنين ☺️😉
دمت متابعة جميلة و منتقدة و يارب ما يخيب ظنك فيما ستقرءينه هنا 💖💖💖😘


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-22, 01:20 AM   #26

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كنوز كنوز مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مبروك انطلاق الرواية وان شاء الله نستمتعو بيها وبالصحبة نتاعك وتكون فال خير عليك 😘😘😘


يبارك في عمرك حبيبتي 😘💖💖💖
و بالنسبة للتنزيل كان من المفترض كل احد و اربعاء لكن تم تاجيل الفصل القادم الى الخميس القادم اي بعد عشرة ايام و ذلك لظروف خاصة بالمنتدى و بتنزيل الرواية و ستكون الساعة السابعة بتوقيت غرينيتش هو التوقيت الرسمي لنزول الفصول 🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-22, 01:22 AM   #27

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

سلام عليكم 🌹🌹
تم ايقاف التنزيل في الرواية مؤقتا بسبب ظروف تخص المنتدى و الرواية سيكون الفصل القادم بعد عشرة ايام ان شاء الله 🌹🌹🌹
اعتذر عن التاجيل الخارج عن ارادتي دمتم اوفياء 💖🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-22, 02:15 PM   #28

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

سلام عليكم 🌹🌹
ان شاء الله سنعود لتنزيل الفصول ابتداءا من الغد بمعدل فصلين اسبوعيا الأحد و الاربعاء 💖💖
بانتظار تفاعلكم و اراءكم الجميلة ❤️❤️❤️❤️


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-22, 08:44 PM   #29

تسنيم ناجي

? العضوٌ??? » 495212
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 26
?  نُقآطِيْ » تسنيم ناجي is on a distinguished road
افتراضي

لقد غبتي والياكِ اشتقنا يا ملوكة ولقلمك المبدع بالتوفيق في الرواية الجديدة وبالمناسبة اسمها حلو اوي اوي 🥺❤❤❤

تسنيم ناجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-22, 10:29 PM   #30

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيم ناجي مشاهدة المشاركة
لقد غبتي والياكِ اشتقنا يا ملوكة ولقلمك المبدع بالتوفيق في الرواية الجديدة وبالمناسبة اسمها حلو اوي اوي 🥺❤❤❤

تسلمي يا تسنيم 😘❤️❤️❤️ وان شاء الله تنال اعجابك وتكون عند حسن الظن 🌹🌹🌹🌹💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:40 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.