|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: أفضل شخصيه ظهرت حتى الأن | |||
أوس | 34 | 37.36% | |
دانيه | 26 | 28.57% | |
ارين | 15 | 16.48% | |
طلال | 16 | 17.58% | |
جُنيد | 34 | 37.36% | |
شيخه | 5 | 5.49% | |
فيض | 3 | 3.30% | |
وجد | 8 | 8.79% | |
ميلاد | 1 | 1.10% | |
المُثنى | 7 | 7.69% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 91. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-06-23, 06:48 PM | #523 | ||||
| مساء الخير على الجميع … واخيراً وصلت لكم و قريت اخر بارت نزل … انا الان ماني متخيله القفله واللي صار فيها … كنان عايش … ومزور موته … مافكر با ارين ومعاناتها … وماكفاه اللي صار بعد ماخذين منها ولدها … كيف يوجد فيه بشر كذا … اوس مو طبيعي … الحبوب اللي ياخذها … هل ممكن يكون للى قتلو مساعد يد با ادمانه عليها … الهلوسات اللي تجيه ويشوف ابوه خالد ممكن تكون منها … رانيه ياحياتي ضحت باشياء كثير علشان تحاول انه ينصلح حاله ومايتطور للأسوء … | ||||
20-06-23, 08:14 PM | #524 | ||||||
| السلام عليكم مساء الخَـير والفُل يا مُحبين عشيرة العِناق والمأوى أعتذر عن تأخير الفصل بسبب ظروف تراكمت علي خرجت عن إرادتي بالأمس نظرة أخيرة على ترتيب الفصل والليلة بعد 12 بإذن الله الفصل سيكون بين أناملكم✨ | ||||||
21-06-23, 01:23 AM | #525 | ||||||
| الفصل الـعشرون كبروا ليبلّغ تكبيركم عنّان السمّاء كبرو فإن اللّٰه عظيم يستحق الثناء اللّٰه أكبر ، اللّٰه أكبر ، اللّٰه أكبر لا إله إلا اللّٰه، اللّٰه أكبر ، اللّٰه أكبر وللّٰه الحمد (أحيوا سنة التكبير في هذه الأيام الفضيلة) الـفـصـل الـعشرون (20) لا تلهيكم الروايه عن الصلاة والعبادات استغفرالله واتوب اليه - [ ليسَ لأجل شيء ، فقط لأجل من يتألمون بين ثنايا الحروف أخبروني أن سرد مشاعرهم يؤلم أرواحهم فحترمتُ ما يريدونه لكني أعتذر لهم فقلمي يمتلك صُلب المشاعر وأجبرني على استنزاف مشاعرهم بين الأسطر الطويلة سابقاً و الآن و مستقبلاً أعتذر لهم ] ~توق سعود( تدبيج ) ' ' | بعـد مـرور يـومـان ، السـابعة والنصف صباحاً | تتأمل ملامحها بعُقدة حاجبيها التي لم تفك عنها منذُ أستيقاظها قبل الفجر وضعت جهاز تصفيف الشعر "الفير" بعد أن انتهت من ترتيب آخر خصله من شعرها وزفرت بأريحية أنفاسها مبتسمه ، هامسة ومشجعة لنفسها رغم هالة الإحباط التي تُحيط بها : أنبسطي يا فيض اليوم أخر يوم جامعي لك. ارتدت ساعتها الصغيرة ذات السير الجلدي باللون الجملي واكتفت بأقراط لؤلؤية ، أغلقت حقيبة السفر و تركتها على السرير ربما عند رجوعها تتذكر شيء لم تضعه بعد. في الغد رحلتهم صباحاً وبعد الغد زواج شقيقها الأكبر .. لا تُنكر أنها تحسِدهُ بعض الشيء .. تزوج من فتاة اختارها بنفسه حارب والدتهِ لأجلها وانتصر بهذه المعركة التي ألتحمت لوقت طويل بعض الشيء ! وهي عندما تقدم لها من أحبتهُ من صميم القلب رُفض بحجة سخيفة بنظرة عينيها ! نفضت رأسها من تلك الأفكار التي تراكمت عليها في بُكرة الصبح ، شددت من ربط حبال حذائها الرياضي وقفت ارتدت عباءتها وحملت حقيبتها القماشية متجهة الى جناح والدتها كعادتها عند خروجها ، تمنت أن تكون مستيقظة .. طرقت الباب ولم تجد جواباً أعادت طرقها ودلفت بهدوء استنشقت نسمات الهواء الباردة التي تستقر على زوايا الغرفة الناتجة من النوافذ الواسعة المشرعه لا نور بها فقط نور الشمس يسطع في الغرفة .. بحثت عن والدتها فلم تجدها سمعت صوت هدير المياه فعلمت انها تستحم ، نظرت إلى باب المكتب الذي فُتح نصفه تلك المنطقة المحرمة منذُ حياة والدها فبعد عمل أوس برفقة والده اصبح هو الوحيد الذي يقضي بعض العمل معه في هذا المكتب. أقتربت الى المكتب فتحت الباب لم تتجرأ على الدخول فقد كانت تنظر الى كامل تفاصيله من مكانها ، ارتسمت على ثغرها ابتسامة واسعة لم تشعر بها ، بتخيلها الذي سابقاً كان واقع واليوم أصبح سراباً ! تتخيل لو جاءت الآن وطرقت الباب بإبتسامه وبصوتها المرح تهتف به إلى والدها القابع خلف صدر ذلك المكتب تأتي اليه بحماسها الدائم تخبره أنها ستُنهي مسيرتها الجامعية اليوم ، سيقف ويستقبلها بحضن دافئ ، حنون ، يمتلئ حُب ودُعاء رُبما أيضاً إن كان متفرغاً يوصلها إلى جامعتها بنفسه وانتظارها حتى تنتهي وتخرج ثمَ يذهبا سوياً لتناول الافطار في أحد المطاعم مثل كل مره منذُ المرحلة المتوسطة في أخر يوم لها في سنتها الدراسية. سادَ الحُزن ملامحها وابتسامه هزيله تنبض في ثغرها سحبت نفساً عميق ثُم زفرتهُ ببطئ شديد توازن مشاعرها. سمعت صوت فتح الباب التفت تنظر إلى والدتها بروب الاستحمام ، ارتعبت من نظراتها الغامضة تلك. لحقت بها لتُشير الى الخارج بتردد يظهر على صوتها : يمه .. أنا بطلع لأختباري ، توصين شي. أجابتها وهي تجفف خصلات شعرها أمام التسريحه بالمنشفة هتفت لها بهدوء : سلامتك ، الله يوفقك ويجعل خاتمتها مسك عليك. عضت على شفتيها وزفرت أنفاسها بهدوء تهتف لها بتردد : كيف أتواصل مع السواق ؟ ما أدري متى أطلع من الاختبار. لم تنظر اليها جلست بكرسي التسريحه توصل مجفف الشعر تستعد لفتحه وبكفها الاخرى فرشاة تمشط بهِ شعرها ونبرتها الصارمه تظهر بحدة في بُكرة الصبح : سوسن بالطريق تروحين معها وترجعين قالت لي ثمانية إلا ربع وهي عند الباب ، ولا أشوف رجلك رايحه مكان ثاني لو أن شاءالله تطلبون شي وانتوا بالسياره سامعه. تنهدت بعمق ، شددت على حقيبتها القماشيه تُفرغ غضبها بها : أن شاءالله ، توصين شي؟ تجيبها والدتها بنبرة باردة : سلامتك. ترددت بقول شيء ما لكن لسانها أنعقد ، رفعت شيخه رأسها نظرت انعكاسها على المرآة أغلقت مجفف الشعر والتفت تنظر إليها : فيه شي ؟ ابتسمت لها وهزت رأسها نافية و هتفت لها بهدوء : لا ! بس يمه أدعي لي لا صليتي الضحى. تُجيبها والدتها بنبرة هادئه تمتلئ بالعُتمه السوداوية : لا تعدلت تصرفاتك و احترمتي أني أمك دعيت لك وضميتك مع أخوانك بالدعاء. لكنها لم تقصد قول ذلك حقاً .. خرجت دون شعور منها ، لكن لا تزال تحمل حُرقه و لوعة ساخنة في أقصى جوفها لم تطفئ حتى الآن بسبب فعلها الذي جهلتهِ طوال الأشهر الماضية ، هي بنفسها لا تعلم بما قصرت بحقها لتُجازيها بذلك الفعل السيء رُغم شدتها عليها إلا أنه لم ترفض لها اتفه الطلبات. تلك الأخرى أجابتها بالصمت وخرجت مُغلقة الباب خلفها بهدوء عادت تمشط شعرها الذي طالَ نسبياً لا تحب أبداً أن يصل الى أسفل أكتافها شعور يراودها غليظ أن هذا الطول يزيد من مشيخها سحبت المقص من الدرج قصصتهُ مثل كل مرة حتى بداية كتفها سرحت شعرها بعد أن عرضتهُ بأكمله للحرارة القاسية على فروتها التي تُناجي من شدة الحرارة وانتهت منهُ حانَ دور جسدها رطبت جسدها بأكمله بمرطب عطري وفي كل مكان تتأمل التجاعيد الواضحة بعينيها فقط ركزت على كفيها التي يتضحُ منها تجعد طفيف تنهدت بوضوح لِما مؤخراً أصبحت تخشى على نفسها الكُبر ! تأملت بشرتها ناصعة بالبياض أشبه بالشفافه تُوضح منها عروقها الخضراء والمُزرقة ، ملامحها المرسومة بدقة وحدة بصُنع الرحمن عينان مسحوبة تمتلكُ سحراً بديع وبؤبؤتين ليست بسوداء لكنها فاتحه رموش كثيفة تُخفي نصف جفنها ، وجنتان بارزة عضمها محفورة ثغرٌ ممتلئ ومرسوم بدقه ، ورثت أرين تلك الملامح الحادة منها لكن تشعر بأنها اصبحت هشه مع حزنها حُزن أرين ! تتعجب من مشاكل أبنائها المتتالية الا أنهُ لا يتضح عليها كُل ذلك الأرهاق وكل تلكَ القوارع لا تزال صامدة في حياة أبنائها وهي تقف في منتصف تلك القوارع ولا تسمح لنفسها بالأنتشال من تلك الأمور زفرت رُكام الكبت العالق في صدرها أسبلت أهدابها تُبعد تلك الأفكار السلبية عن ذهنها وقفت لترتدي شيء ما دلفت إلى غرفة الملابس ونظرت لحقيبة السفر الموضوعة في منتصف الغرفة بكرها الذي كان رفيقا حنوناً واقرب ابنائها لها ، لا يتحرك من أسفل قدميها دائماً بسبب خوفهِ عليها وحباً بها ، لكن عنادها تلاحم مع عناده ليُسبب تلك الفجوة بينهما وأصبحا متنافران كسالب وسالب لا يتجاذبان هؤلاء الخمسة رُقاقة من قلبها وتعب سنوات في التربية .. تخشى عليهم من خدش السطحي جداً ومن من مستقبلهم حتى وإن أصبحوا فوق السن المُدارة ، مهما فعلت ومهما حدثت نفسها لا يمكن لها موازنة قلقها بنفسها تُهمل نفسها وصحتها لأجلهم. سار بعقلها واحداً تلو الأخر لمشاكلهم وحياتهم الخاصة بدأت بارين !! ثمانية سنوات ولم تخرج من حدادها حتى الآن ما تلك المبالغة في حزُن إبنتها لازلت تشك أن سحراً قام بفعلهِ لها ثمَ جاء فكرها إلى ميلاد الذي يعد الأيام والساعات لعودتهِ لشيء تُبغضه كل البغض و لا يهتم بشيء سوها لا بأهله ولا حتى بمستقبل نفسه بظنها أن طريق الكرة طريقاً فاشل وسيظل فاشل بنظرتها. ومن ثم أوس الغامض منذُ مجيئه لا تعلم نواياه بشكل كامل و لا تزال تشعر بغموض حياته بأنفرادهِ الدائم يخرج اليهم نصف ساعة إلى ساعه ثم يغرق في مكتب عمله وبعد أنتقالهِ إلى شقته التي أستقر بها منذُ مدة قصيرة من المزرعة أصبحت لا تراهُ إلا في سلامهِ عليها صباحاً ومساء. وعنقودة التي منذُ ما حدثت مصيبتها وهي تتحاشى النظر والجلوس معها. تنهدت من هم ابناءها أسبلت أهدابها من تنافرهم عنها ليس بأجسادهم إنما بمشاعرهم أصبحوا مثل مكعب الروبيك عند اختلاطها يصعُب حلها وتُترك في رفِ طويلاً حتى يحوم حوله الغبار.. بعد عملية شهيق وزفير طويلة تصنعها اردت جلابيه حرير منزليه ذات لون عودي رسمت انحناءات جسدها الأنثوي الرقيق صلت صلاة الضُحى ألحت بسجداتها الثمانية وبعد التشهد الأخير بصلاحهم وبرهم لها بحفظهم من كُل مكروة أخصت كُل تلك الصلاة بالدعاء لهم فقط ولم تنسى شقيقيها وأبنتها السادسه ورغم ذلك نسيت نصيبها من كُل تلك الدعوات النابعة من لُب فؤادها.. تشهدت وسلمت قرأت وردها وحصنت نفسها ومن ثم أستودعتهم بحفظ الرحمن. استكنت مع نفسها قليلاً بهدوء والغرفة لكن بعد مدة فزعت من فتح الباب ودخول تلك ببجامتها وشعرها القصير المُبعثر ، التفت خلفها بمحاجر متسعة فازِعة من فتحة الباب التي كادت أن تخلعهُ معها : حسبي الله عليها يمه طيحت قلبي ببطني ! مو طبيعيه ولله العظيم مو طبيعية ! فيه أحد يفزع النايم كذا كافرة وش يعرفها بترويع المسلم. وقفت تخلع ثوب والصلاة وتتأمل تلك المبعثرة أمامها : بسم الله الرحمن الرحيم أنا اللي انفجعت وش فيك ، طقي الباب قبل تدخلين مره ثانية ماهي من عوايدك تسوين كذا يا أرين ! تخبرها ارين بفزع وملامحها المتورمه من النوم العميق الذي حضت بهِ لتوها ، جلست على طرف السرير ترتب بأطراف أناملها خصلات شعرها المتطايرة : أسفة يمه ما كان قصدي بس الحقيرة فجعتني وانا نايمه قمت على صراخ جوفي ! دخلت تصيح فوق راسي بيبي أنا تعبان ابي أرجع فلبين .. رفعت كفيها المرتجفه تردف : شوفي يديني ترجف بسم الله احتاج عصفر يمه ، قسم بالله جاء في بالي أنتِ بسم الله عليك فيك شي والبيت مافيه أحد. سارت والدتها تحمل هاتفها ونظاراتها من الطاولة بقرب مكان نومها : مالها سبع أشهر راجعه وش له تروح ثانيه ! السالفه تبي فيزا تبي تأشيرة تبي سفارة تبي حط ومدّ ! خرجت من الحجرة وخلفها أبنتها التي جرى النوم هارباً بعد فجعتها ، تمسك والدتها بالدربزين لنزول و تردف : يالله صباح خير ربّي أشرح لي صدري ، ناديها لي نشوف علتها بنت الفلبين ! | قبلَ عدة دقائق مُسبقاً | نزلت وجلست بقرب الباب تنتظر مجيئ سوسن ، أسلوب والدتها أصبحَ ظليمٌ معها وقولها الأخيرهشم نقطة الوصل الوحيدة بينهما تعبت من هجرانها ولومها الذي طال حقاً ! هي أخطأت حقاً لكن لم يكن خطأها كطامة كُبرى. . لم تجلس وقتاً طويل حتى سمعت صوت بوق السيارة يصدع و أيقظها من سكرتها .. قد وصلت سوسن برفقة السائق صعدت وأغلقت الباب بكامل قوتها. شرقت سوسن بالقهوة التي ترتشفها باستمتاع ونظرت إليها بتعجب ، هتفت بدهشة من عصبيتها تلك : بسم الله الرحمن الرحيم يالله صباح خير!! شوي شوي على الباب. اتكأت على نافذة السيارة تتأمل الخارج وصوتٌ حاد قد خرج من ثغرها : تكفين اسكتي ترا نفسي بخشمي لا أحط حرتي كلها فيك. رفعت سوسن حاجبيها بضجر من نفسها المُنغلقه في الصباح الباكر مدت لها كوب قهوة سوداء باردة : أمك قالت لأمي من البيت للجامعة ومن الجامعة للبيت حشى معسكر ماهو عقاب .. المهم قلت اجيب لك قهوة على طريقي وهذا وأنا صار لي اسبوع ما شفتك ومشتاقه لك ! ما تستاهلين القهوة. اسبلت اهدابها وهي تنظم أنفاسها لمدة حتى نطقت بين أسنانها : سوسن ودي أذبح أمي قسم بالله البزر وهو البزر لا سوى الغلط ما تنسحب منه الاجهزة وانا الكبيرة افهم بالكلام وأعقل تنسحب منّي. سوسن تنهدت لتُشاركها نفس الحديث بعد أن مدت لها والدتها حديث عريض ومحاضرات لا مُنتهية بما حدث لفيض : حتى أنا دخلتني بسالفتك تخيلي ! واتصلت علي أمك تسحب مني الكلام و سويت نفسي ما أعرف عنه كثير ولا ولله لو قايله لها أنك شفتيه بالخفاء ومعطيك هدية دفنتني بمكاني .. أصلاً من سالفة ثاني متوسط وأمي ما صارت تثق فيني كثير حتى طلعات السوق مستحيل أطلعها لحالي يا معها يا مع أختي عبير عشانها أكبر مني بسنة يعني أعقل مني ! نظرت إليها فيض باتساع حدقتها لتنطق سوسن قبل نطقها : لا تخافين محد عارف ولا حتى وجد تعرف اصلاً أنا ما أعرف شلون وافقت ذاك اليوم تقابلينه من دون علم أهلك ما أعرف كيف طاوعتك ! أستغفرالله ياربي الله يتوب علينا. تجهمت ملامحها من ذكره رفعت كفها تُنهي النقاش معها : خلاص تكفين قفلي السالفة خلينا نركز بالأختبار احس بطلع منه بخمس دقايق من كثر ما كنت أحفظ طول الاسبوع اللي راح ما قدامي ألا أوراق المادة. ' ' | مركز الأمن العام | انشغل طوال الساعتين على جهاز مكتبه يحاول وضع برنامج يخفي جميع ما يدخله من مستندات خاصة دون علم أحد في قسم المراقبة سمع طرق الباب أمراً الطارق بالدخول لم يرفع رأسه وعلم من هو من صوته بتحية الاسلام : حياك تعال يا مروان ثبت لي هالبرنامج ماني قادر أثبته كل شي مضبوط إلا تثبيته ما أعرف المشكلة بالضبط من وين. أقترب مروان اليه وانحنى الى شاشة الحاسب ينظر مايفعلهُ لمدة من الوقت ، تغضن جبينهُ والتف اليه : متأكد ؟ هالبرنامج ما هو قانوني تحميله إذا ما عندك علم ! نظرَ إليه و إبتسامة تملُّق ارتسمت على ثغرة مشيراً على الشاشة : عارف أنه ما هو قانوني لكن أنا اللي بتحمل المسؤولية لا تخاف إذا أحد قال لك شي حطها في راسي ، وهالكلام بيني وبينك. أبتعد عن ظهر الكرسي وأقترب إليه هامساً : ولله لو يطلع هالكلام برا المكتب بتشوف منّي شي عمرك ما شفته. استقام مروان من أسلوبهِ الغريب تجرع ريقهُ الذي توقف في منتصف بلعومة ما هذه الغرابه التي تُحيط بهِ منذُ أول الصباح جُنيد نظر إليه متوتراً مما أخبرهُ وأبتسم يضرب عضدة القريب بخفة ممازحاً : أمزح معك يا رجال شفيك خفت ! بعدين خلاص إذا خايف أتركه أنا أدبر عمري فيه. مروان سحب لوحة المفاتيح التي كانت أسفل أنامل جُنيد : لا اتركها علي ، بس مثل ماقلت أنت تتحمل المسؤولية إذا انكشفت مالي دخل بأي شي. أشار جُنيد على عينهِ اليُمنى و وقف من كرسية : أبشر يا الغالي .. أستريح أنت وبهدوء أشتغل. وقف خلفهُ ينظر إلى سُرعته وبديهته في عالم الحاسب وما داخل أعماقه ذلك العلم فهُو شخصٌ لا يفقه إلا أبجدياتها لا أكثر من ذلك. أدخل كفيه بجيب ثوبةِ وجاء صوتهُ متسائلاً بفضول أخرق و مكشوف : إلا يا مروان كم لك تشتغل في قسمنا؟ أبتسم مروان وهو يطرق على لوحة المفاتيح وتركيز مُصب بما أمامه : بعد شهر وعشرين يوم بالضبط بكمل ست سنوات . قوس شفتية وهمهم بـ”نعم” سمع صوت رسالة آتية إلى هاتفه تناوله من مكتبة كانت من سطام يخبرة بكلمتبن (( تعال لمكتبي )) انحنى إليه قليلاً يربت على كتفه وغرس أناملهُ بخفة : قواك الله ولله نضيع من دونك اعذرنا إذا ضغطنا عليك .. خذ راحتك المكتب مكتبك. سار باتجاه الباب وهو يلتف بجسدك ينظر إليه مُردف : أعتمد عليك يا مروان وخذ راحتك بالمكتب قلت لك. نظرَ إليه حتى أغلق الباب وأخرج هاتفهُ بعد تردد دام لدقائق طويله طلب الرقم الذي استقر في عقله منذُ أن نظر لِما يريد تحميله ، لم يجيبه ليُعيد الأتصال مجدداً حتى جائهُ صوت ذاك بضجر : نـــعم ! ماقلت لك لا تتصل إلا لضرورة لا تترك الوضع مكشوف ! زفر بهدوء كابت غضبهُ في جوفة من تلك المهمة التي وُكل بها رُغماً عنه : جُنيد ، يبغاني أحط له برنامج يدخل للملفات المشفرة بدون علم أحد ، قلت أخذ شورك إذا أحطه له أو اتعلث له بأنه ما يصلح. طال صمت الطرف الأخر يقلب الموضوع في رأسه طويلاً حتى نطق : عطه بس خلك متصل معه لا يدخل أو يتابع شيء الا يطلع لك ، ولا ولله لو تغفل عينك عن شيء .. ترا أخوك تحت يدي احركه متى ما ابغى. ثبت ناظريه على شاشة الحاسب شدد من قبضته ، تنهد بصوتٍ واضح مرتكز : أبشر ولا يهمك ، اللي تبيه بيصير. أغلق منهُ وشراينه تكاد تتفجر مما أدخل نفسهُ به أنه يعمل الأن خائن لوطن أقسم بأن يكون لهُ مخلصاً لوطنه والآن هو يتواطأ مع العدو لوطنه أيضاً أي عدو وهو الذي وافق منذُ البداية ! ابتسم ساخراً وهو من وضعت حياتهُ على المحك بسبب أخيه الذي هوعدو من اساسه. | مكتب سطام | دلف سطام خلفَ جُنيد وبحضور سعود مسبقاً ومن ثم وبعد مدة قصيرة دخل ماجد الأخير في هذا الأجتماع الصغير المغلق وأقفل الباب بالمفتاح من خلفه. يقف سطام على صدر مكتبه وثلاثة أمامه يجلسون كطلاب صف بسبب ترتيبه المسبق للكراسي أمامه ، التف بشاشة الحاسب الألي الى الثلاثة الجالسين أمامه ، شعر بتوتر الأمور التي سعى لها وحده وبحث عنها طويلاً تلاصقت رؤس أنامله العشرة ببعضها و زفر أنفاسهُ بهدوء : بتمسحون فيني البلاط باللي بقولكم عليه بس ماعليه تحملوني أنا أقل واحد فيكم رتبة راضي بهواشكم علي. نقل نظراتهُ الى الثلاثة ينتظر حديث أحد ما لكنهم صامتين لا نبرة واحدة خرجت منهم ، رفع حاجباً وبنبرة تهكمية : شــفيكم ! سعود بهدوء يتحدث رُغم شعورة بالتوتر من داخله من هذا الرجل تحديداً : شوف شغلك بدون ما ينقال لك ، هذا حنا متجمعين عشان اللي ببطنك. انحنى قليلاً الى شاشة الحاسب يفتح مقطع الفيديو الذي يحتفظ بهِ وبدأ بالحديث بجدية : بعد ما أنطلب منا إعادة فتح ملف قضية كِنان الحواج قبل أكثر من شهر ، أنا أكثر واحد استلمتها بطلبكم منّي وكنت أطّلع مع جُنيد في أغلب الأمور. قبل أن يضغط على فتح الفيديو يخبرهم بجدية وتركيز : ابيكم تركزون بسائق السيارة اللي عليها سهم قدرت أخذ الفيديوهات من ملفات الأرشيف تبعه وبعد مدة حاولت كثير اصفي الرؤية بقد ما أقدر عشان يوضح لكم شكل السائق علماً أغلبها تم رصدها قبل الحادث بساعات قليلة. تمركزت ست عيون بالنظر إلى الفيديو بتركيز تام ظهر شخص لا شبه بينهُ وبين “كِنان” حتى بشيء واحد لم يتجاوز الدقيقة حتى أوقفه سطام قلب الفيديو إلى صورة توضح شكل السائق بدقه واضحه : شوفة عينكم. نطق جُنيد بهدوء وسبابتهُ تشير إلى الشاشة : بي هذا مو كِنان ؟ ابتسم سطام لفهمه السريع وبحماس عملة يخبرهم : للأسف اللي كان بالسيارة ماهو كِنان واللي مات بحادث السيارة برضو ما هو كِنان. وضع الأوراق أمامهم بترتيب معين وأردف قوله بجدّيه تامة : السيارة ، الجوال ، الملحقات الشخصية كلها ترجع لكِنان عدا الشخص نفسه ما هو كِنان ، بعد معاناة و وسطات وطلعة الروح وصلني تقرير الطب الجنائي أن الحمض النووي لشخص اللي كان بالسيارة ما يمتّ لكِنان بصلة وهذا شخص آخر أسمه أبراهيم بن محسن عمرة تسعة وعشرين سنة أعزب ، يشتغل في أحد الشركات الخاصة واستقال منها بعد سنتين ومن الواضح أنها جريمة قتل لأنه سابقاً اتضح لي بعد بحث إبراهيم هذا جلس فتره يتاجر بالمخدرات ومثل ما كان كِنان اللي وقت التحقيق بقضيته وتحولت لحادث مروري عادي لكن هنا يأكد لنا أن كِنان بعد له دخل بالمخدرات و ترويجها والحادث صار عمداً وأعتقد حسب تحليلي الشخصي أنهم تخلصوا من أبراهيم بهذي الطريقة ، لكن اللي حالياً ما نعرف هل كِنان حي أو لا ولا لنا أي علم باللي خلف هذه التجارة ! ، وهنا وصلنا لنهاية الأجتماع السري الصغير ، أي سؤال حابين نجاوب عليه ؟. زفر أنفاسهُ بعد ذلك الحديث الطويل وتناول قنينة الماء يتجرعها بأكملها شعر بأن حنجرته أصبحت كصحراء قاحلة. ماجد أنحنى ينظر إلى صورة ابراهيم بتدقيق وسأل مستفسراً : طيب أبراهيم وش عرفهم أهله بوفاته ؟ سطام بأبتسامة ماكرة يُجيد فعلها دائماً : وإذا ما صار الشخص متوفي وش يكون ؟ طبعاً مفقود. انحنى و وضع صورة لحجز مغادرة من البلاد وأردف : شخص ماهر أخترق الجهاز الأمني للمطار الدولي وكتب له سفرة لجنوب أفريقيا مدتها أسبوعين وموعد السفر كان بليلة وفاة كِنان وعلى أثر ذلك بقدرة قادر صار مفقود هناك وماله أثر من ثمان سنوات ! قوست جُنيد ثغرها بتفكير مُحتم وذكاء لا يُخرجه إلا بشكلٍ نادر جداً : بكذا الاحتمال الأكبر والأكيد أن كِنان هو اللي سافر ذاك الوقت ! والشخص اللي سعى بالحجز قدر يقلب الموازين ! تغضن حاجبي سعود بصدمة جلجلت داخلهُ مما نطق سطام طول العشر دقائق الماضية ولم يوضح ذلك خارجاً ، لم يهتم لأي شيء سوى لأبنة شقيقة ( أريــن ) تلك التي لا تزال تعتكف حدادها عليه وهو رُبما يسرح ويمرح إن كان حقاً لا يزال على قيد الحياة ، ناسياً قلبٍ يتيم يتنازع بالحُب والأخلاص وكسرة الزمن عليه غصة تعلقت في بلعومها طول تلك السنوات لم تتمكن من تجرع ذلك العلقم السام وفقدانهِ. وضع ورقة الرابحة التي عانقت أنامله على الطاولة وارتكز بنظراته على سطام : تعرف مين اللي يقودك هنا يا سطام؟ زرد ريقهُ بهـلع و ابتسامة مجاملة ترتسم على ثغرها ، وعلم ذلك المثل " جاك الموت يا تارك الصلاة " ينطبق عليه الآن : طال عمرك أنت رئيسنا هنا وحنا نمشي على شورك وخطاك. سعود بهدوء تـام جداً : وبأمر مين ؟ سويت كل هذا ؟ نقل سطام نظراته إلى جنيد الصامت الذي يقرأ ورقة بسرحان شديد يتضح عليه ، التف سعود إلى حيث تصوب أنظار سطام سحب الورقة من بين أنامله استيقظ جُنيد من سُباته المُؤقت فزعاً ينظر إليه : صح أني معطيكم أنت وياه كامل الحُرية و الأحقيات وماني شديد معكم بالملي لكن أعتقد من اليوم ورايح يبي لكم كرب مسامير أنت وياه. جُنيد رُغم فقدانه شغف العمل مُؤخراً و كسله عن العمل بالجُد والاجتهاد مثل سابقاً ، زفر نفساً عميقاً ونظر إليه : ليش عشان السالفة لها فرع ببنت أخوك ! هنا عندنا حقّ وباطل ماعندنا عاطفة ! تذكر هذا الكلام يا أبو المُثنى. سطام نطق مسرعاً قبل أن ينطق سعُود يُذهب الشوشرة التي لم تبدأ بعد : عقيد سعود الله يطول في عمرك أنا ما سويت هالشي وبشكل سري الا بعد ماتهكر أول دليل حصلنا عليه وأنحذف الملف وحتى بعد تفتيش الأجهزه ماحصلنا الفاعل سويته مختصر وسري أحسن من أنه كل القسم يعرفه. يكمل ماجد المؤيد لحديث سطام بجدية وحزم : سطام صادق يا أبو المُثنى فيه خاين بس ما قدرنا نطلعه من عملية تفتيش الأجهزة لأن حسب كلام الأمن السبراني التهكير جاء من داخل المقر ماهو من خارجها. وقف سعود رغم البراكين الثائرة التي تنصهر في صدره بتنهيده سمعها الجميع : على العموم رتب لي الملف يا سطام عشان يطّلع عليه اللواء رفع يده بتحذير شديد اللهجة مردفاً : لا تحطه على المكتب سلمه لي يد بيد وهذي أول وأخر مره تفصلون وتلبسون أنت وياه بمثل هذي الأمور بدون شوري. قال حديثهُ مشيراً عليه وعلى جُنيد الذي لم يفوت تلك النظرة القاسية التي أرمقه بها قبل خروجه خرج ماجد خلفه وبعد مدة من الصمت جلس سطام على كرسيه بأحباط : أول مرة يهاوشني أبو المُثنى فشلنا وطيح الهيبه أنحنى جُنيد من كرسيهِ وأقترب الى الطاوله هامساً له : رحت لمقابلتهم ؟ ابتسم بتهكم وثقة واضحه وهو يخرج ذاكرة صغيرة من بدلته العسكريه : أفا عليك رحت أنا والمدام وانبسطنا وأخذنا دليل ، مشكور على الحجز الأكل كان لذيذ أكرمك الله. وقف جُنيد وأقفل الباب بالمفتاح ليعود الجلوس في مكتب سطام على صدره ، يرفع رأسه ينظر اليه منحني الى جهازه يدخل الذاكرة، هتف لهُ بجمود : مبدئياً هذا ما يُعتبر دليل قانوني لكن بنحاول نخليه بيوم ما دليل اذا احتجناه و إذا قدمته كدليل بيصير ضدنا ما هو بصالحنا. مدّ سطام إليه سماعات الرأس وهمس لهُ : الصوت في شوشرة شوي حاول تركز زين بالويل حطيت الجهاز بمكان قريب لهم | جاءت تلك المحادثة المسجلة كالتالي | : كنت ناوي شر ، بس كل ما مضى بي العمر يقل شرّي .. هالحين أنا ما أبي الا أني أموت تايب وحولي من يحبني وأحبه وأنت خلك بمشاريعك الفاشلة أنت وديسم ! نظر لهُ مطلق بنظرة صاخبه تحملُ حقداً على تلك السنون التي قضاها لاجله لكنه أخلف ذلك الوعد فقط لأجل أنه حصل لهُ مبتغى أعظم : يكون بعلمك محد خلاني كذا إلا أنت يا وقيان غربتني وبعدتني عن بنتي وكرهتني بحياتي وأنا وحيد والحين جاي تقول تبي تموت تايب ! حتى لو موتك تايب ذنوبك كثيرة مالها حصر. شددّ وقيان على قبضة عصاه الفاخر المذهب بحروف عربية بين أنامله وأبتسم بصفاء وراحة البال التي تمتع بها في سنتهِ الأخيرة : أبو عاصم خلنا من اللي راح كان أمس يرجع رجعنا أيامنا القديمة ، تبي فلوس أبشر تبي أعينك وتعاوني أبشر رقبتي سدادة لك تبي أعوضك عن سنينك بعد أبشر باللي تبي لكن تبي منّي شر نفس أول ما طلبتك قبل ست وعشرين سنه أقولها لك أسف وأعذرني طاح الحطب من توفى خالد الله يرحمه والباقي مقدور عليه. تناول كوب المشروب الغازي الذي يتأرجع على سطحه بعض من التوت البري يرتشف منهُ بلباقة بالغة بنفس الشيء الذي ينقلب على مظهر ملابسه الباهظة ، يبتسم لهُ ساخراً : بس لا تنسى أنك أنت حرضت بقتل أوس قبل رجعته هنا. ضحك وقيان ضحكة صاخبة التفوا من هم على جانبيه من الطاولات المقابلة بسبب صخبها : على الأقل حرضت بس ما رشق دمه على يدي ، والله يغفرلنا على اللي صار ، خلاص مانبي منه شي اللي نبيه منّه نوصل له بطقة أصبع ، بزر نقدر نلعب عليه. مطلق والهدوء يداعب جوفه ينطق وحدقتيه تتأمل الكأس الذي لا يزال يقبض عليه بأنامله ينظر إلى طوفان الفقاعات من أعلاه بسبب تحريكه له : إذا ما تبي كل هذا وش تبي ؟ رفع سبابته والوسطى وبلهجة خبيثة يعرفها مطلق جيداً : حق أبوي وحقي من مؤسسة الدوجن اللي قريب بتصير شركة و اعرس على شيخة ، هذي أكبر أمالي وأحلامي هالحين مالي غيرها. صمت لأن لا شيء لهُ الأن لا يُنكر أن وقيان أغدقهُ بالمال والعنايه بمتطلباته طوال سنوات غربته لكنهُ ما إن وجد نفسهُ بمكانة راقيه ومجتمع باذخ الثراء من تجارته الفاسدة التي غرق بها عرضًا وبعد ذلك تنازل عنهُ وتبدلت خطتهم الأساسية ثم تعقدت علاقتهم أنَ ذاك و لكن رُغم كُل ذلك لايزال ممتن لهذا المُسن أمامه. التف ينظر إلى المدينة المزدحمة من الأسفل من خالف الزجاج ومن أعلى ناطحة السحاب التي على قمتها أحد المطاعم الحاصلة على نجمة ميشلان ، تأمل الرياض التي لم يأتي إليها منذُ تركها لها قبل ستة وعشرون عام بعد تركه لصغيرته التي كبرت بعيداً عنهُ مجبراً صدق كذبة من أمامه وعاش بغُربة جعلت منهُ أشلاء مُعقدة وشخصيات عدة إنها طفلته حبيبة قلبه و لُب فؤاده الخاوي جاءت بعد عناء والدتها من اجهاضات كُثر مبسمُ سراحانه بها طوال غربته وروحهُ البعيدة عنهّ يتوق لرؤية صُلبه شبيهة والدها ينظر الآخر إلى سرحانه الشديد وتغيرات ملامح وجهه بين الفينه والأخرى ، وضع العصاة وتناول الملعقة والسكين يبدأ بتناول شريحه اللحم التي وضعها النادل لتوه ، لم ينظر إليه وتركيزهُ ينصب على تقطيع ما يتواجد فوق الصحن : بنتك ملكت على أوس صار لهم فترة. تصلبت بؤبؤتيه في مكان ما وتوقفت أنامله عن الضرب بالطاولة التي كانت تتراقص كعازف بيانو إذاً وصل إليها قبل وصوله لها ! سخر من تلك الفكرة التي اخترقت عقله بالأصل لن يستطيع الوصول إليها فهي سهلة الوصول لأوس وصعبٌ عليه الوصول لها ، وأيضاً ما هو بالنسبة لها رجلٌ ميت. بعد ذلك الصمت مسح وقيان أطراف ثغرة والتقط كأس الماء يرتشف منُه قليلاً يحدثه بسخريه : تعرف كم عمرها الحين ؟ التف ينظر إليه وعاد بظهره ليستريح بهِ وضحكة تهكم تخرج منه: تعلمني ببنتي اربع وعشرين عمرها. قاطعهُ ساخراً وهو يشير إلى النادل لدفع الحساب : سبع وعشرين عمرها توها تتم السبع وعشرين وشهر قال يعلمني ببنتي قال. أكمل بنبرة تمتلئ كبرياء وعزة : أنا اللي سعيت لها بالوظيفة طلبني سعود يومها وما رديته لأنها بنتك ولا لو علي رديته وكسرت خشمه بعد ، طيب تعرف و تخصصها ؟ صامت لا حرف لا ردّ يمكن له قوله أخرج أنبوب السجائر ذو اللون البني وتناول القداحة من جيب معطفه ضحك وقيان ساخر منه و هز رأسه مستمتع من جهلهِ لأقرب الناس دماً لهُ : هذا وفاهد قبل فترة معطيك عنها تفاصيل ! بنتك تعالج الناس يا مطلق عندها بكالوريوس وماجستير بالطب النفسي خلصته من هنا أمن لها سعود الوظيفه على طول من تخرجت ، عشان كذا حاطه في بالها أنك ميت لأنك ما تستاهل. أخرج إحد كروتهِ من كومة الكروت الموضوعه في بوكة الجلدي ومدها إلى النادل دون أن ينظر لهُ : كان تبي شي منا ولا منا رقمي عندك وقلت لك رقبتي سداده لك ، فمان الله. توقف التسجيل إلى هُنا وذاك كُله أذان صاغية لما بينهما لكن ما كان يفكر به وما يريده ليس في هذا التسجيل ما حدث مسبقاً لأوس كان الهجوم من وقيان ما سبب ذلك الهجوم بالرغم من تجرده من ذنوبه وقوله إنه تاب منها! انتثرت ضحكاتهُ المستديمة بقهر هذه القضية : صدق أوس يوم قال حرب وقيان معه وماله دخل باللي صار وأنها خليه ! ، يعني قدامنا مشوار طويل عشان نركب عواميد القضية ! ' ' رتبت حقيبتها حتى قاربت على إنهائها ، أرادت الأنتهاء من كل شيء قبل ذهابها الى عملها ، رحلتهم الى المنطقة الشرقية ستكون في وقت باكر في الغد وعودتها من عملها ستكون بعد الساعة السادسة مساء ، دلفت والدتها وتحمل في كفيه علبه ما نظرت إليها مُنحنيه ترتب حقيبة مستحضرات التجميل الصغيرة وحدقتيها تتجول في الفوضى العارمة ألقت نظرة إلى حقيبتها المكدسة وبحثت عن حقيبة أُخرى تحمل حاجياتها كعروس لكن لم تجد منها شيء. نظرت اليها وجلست على كرسي التسريحه بعد أن وضعت العلبة : ما جهزتي شنطتك الثانيه ؟ استقام ظهرها ونظرت إليها بحيرة أي حقيبة أخرى ولِما ؟ ، تجيبها بين عُقدة حاجبيها : أي شنطه ؟ الجوهرة ضربت كفيها ببعضها كيف لها نسيان يوم مهم كهذا : هوو !! شفيك ما هو بعد العرس على طول بتروحين عند أوس ! يا بنيتي هذي ليلة دخلتك افرقي عاد شنطة عروس عن شنطه عرس السفر العادية ومنها بتسافرون. رفعت حاجبيها تُجاري والدتها وهي تكتم غضبها عليه : اييييه ، لا مانسيتها بس قلت خليني اخلص هذي عشان اتفرغ لها ، دام بنجلس يومين قبلها وبعدين افضى لها. عضت على لسانها حتى كاد ينزف دماً ، كذبت مره عاشرة بسببه كذبت كثيراً عليها لأجله وهي من الاساس لم تحدثه منذُ أخر مشكله حدثت بينهما علمت أنهُ ينتقم منها الآن بفعله هذا وحتى السفر الذي أقترحت تأجيله مسبقاً و وافق عليه ينتقم به الآن وهي التي لا تستطيع أخذ إجازة لأكثر من أسبوع وسفرتها بتأكيد ستكون أكثر من أسبوع. تكتم غضبها منذُ ما حدث بينهم سابقاً لم تحدثه ولم يحدثها ظنت أن صمتهُ يعني لا شيء سيحدث لهما وحتى أنهُ لم يأتِ ويعتذر بعد رسالته المحطمة تلك. سمعت والدتها التي وقفت واتجهت إلى خزانة الملابس تُخرج الفساتين المكوية ترتبها برفقتها لا تُريد النظر الى ملامحها لأجل أن لا تبكي ، أسدلت اليها نصائح لكل تجربة مرت بها في حياتها خلال الثمانية وعشرون عام الماضية إلى ابنتها الكُبرى كانت وزنية نبراتها مختلجة متقطعة تحاول حبس بكائها لم تتخيل أن أبنتها أو بشكل أصح ابنه شقيقتها أن تصبح يوماً ما لرجلاً أخر أسفل جناحها هي وسعود. أقتربت ووضعت ذقنها على كتف والدتها التي لم تلتف من الخزانه و نبست لها بنبرة تتحشرج : يمه ترى بتزوج ما راح اهاجر و واحد تعرفونه وبنفس الديرة لو تبغين كل يوم أجيك بجيك أنتِ بس أمريني يالغالية. التفت إليها وابتسمت لها بين دموعها رفعت كفها تمسح على شعرها وتتأملها بحنو بالغ: وينك يا إيناس تشوفين بنتك صارت حرمة وبتتزوج. أبتسمت من حديثها رُغم أنها لا تعرف من هي إيناس تلك سوى عن طريق بعض الصور القديمة لها وأنها من أنجبتها ، احتضنت كفها بكفيها تُقبلها قُبلات تحمل كُل ما تود البوح به لكنها لا تستطيع أيضاً ليست هذه القُبلات كافية لأمتنانها لها طوال سنواتها معها. جذبت الجوهرة إحدى كفيها تطبطب دمعتها اتجهت حيث تلك العلبة التي وضعتها مسبقاً وعادت للجلوس : تعالي شوفي وش جبت لك. وقفت بقربها وفتحتها تناولها اياها لتُردف بصوتها المرتعش : اعتبريها جاتك من أمك الله يرحمها. تناولتها تتحسس ذلك العقد الطويل بتصميم هندي تُعجب بوالدتها عند ارتداء هذا العقد تحديداً لكن لا علم لها لِما تعطيها شيء ملكها وبقولها من والدتها الراحلة. رفعت رأسها من سماع والدتها تكمل حديثها بنيرة مُحزنه لنفسها : السبحه هذي أهدتني إياها أمك يوم عرسي و مايعني اني ما أبيها ولله انها غالية عندي والبسها دايماً وشوفة عينك بس هالعقد هو الوحيد اللي عندي من ريحة أمك أقدر أني أعطيه لك. جثت على رُكبتيها حتى أصبحت موازيه لها أختنق قلبها من رؤية دموع والدتها ، لأول مرة تشعر بهذا الكم الهائل من الحُب لها رُغم أن الدم ليس واحد لكن الأرواح متلاحمة. وضعت العلبة على الأرض و بأناملها الرقيقة أحتضنت ملامحها تمسح ماء عينها وبدأت نبرتها تتأرجح : لا نزلت الدمعة من عينك حزن أعرف أني مقصرة بحقك ، يمه طلبتك سامحيني إذا مضايقتك. أبتسمت الجوهرة وهزت رأسها تُنفى حديثها و بحنو بالغ جداً : الدموع اللي بللت أصابعك دموع فرح يا يمه ولله من فرحتي لك ، بفقد حسك حولي محد مالي علي جلستي الوحدانيه الا انتِ. قبلت جبينها قُبله لعلها تمدّ لها الأمتنان الذي يتشاجر في قلبها لتوصله إليها سقطت دمعة يتيمه ونبرتها تتحشرج: ولله إذا بتفقديني كذا عفت الزواج بكبره. ربتت على كتفها بحنان ومودة وثغرها ينفرج بأبتسامة صافية : يابنيتي هذا حال الدنيا ، قومي خلينا نرتب أغراضك ماباقي شي على دوامك وانتِ ما خلصتي. خرجت والدتها بعد أن ساعدتها بالقليل جداً من حقيبة سفرها حاولت إيضاح أنها بخير جداً رغم أنهُ أطنان من الحقد أحتشدت عليها ، اسبلت أهدابها بضيق وغضب ، رفعت هاتفها تُبعد الحظر عن رقمه ، لكنها تراجعت تعلم أنها طريقة مثالية للعودة وأن تبدأ بالحديث وتبدأ هي بالأعتذار، وأخيراً رسمت خطتها بأنها لن تفعل شيء ليحدث ما يحدث معها. سمعت طرق الباب ونظرت إلى فُرات التي أتت إليها بوجه حزين ، تنهدت دانية وهي تتأملها تخطي بخطوات نادمة و ابتسمت لها : وش دعوى كم صار لي ما شفتك هذا وغرفنا قدام بعض ! أسرعت فُرات بخطواتها إليها قبلت رأسها واحتضنتها: أنا أسفه على اللي صار ذيك المره حسيت أني بالغت بردة فعلي عليك. تجاوزت ما حدث بينهما سابقاً في وقته لكن شجارها مع أوس قد استبد على مشاعرها مع الجميع ، ربتت على ظهرها مبتسمه : ومن قال أني زعلانه عليك ، أعرفك وأعرف طبعك كيف زعوله على طول وتبين الشيء يتنفذ بسرعه. ابتعدت عنها وبصوتها المتحشرج وهي تمسح دمعها الذي نادراً ما يهطل : يعني مو زعلانه علي؟ رفعت كتفيها وهزت رأسها نافيه ولا تزال ابتسامتها تستقر على ثغرها : ودي أزعل عليك صدق بس مو فاضيه لزعل مشغوووله. ابتعدت عنها ولم تفوت تقوس ثغرها علمت ما يخبئ قلبها ليس أعتذار فقط أعادت ما أخبرتهُ والدتها : أعيد موال أمي يعني ؟ تراني تزوجت وبنفس المكان ماراح أهاجر وبيننا ربع ساعه وأوصل لكم. مسحت دمعتها قبل أن تنزل الى وجنتها الناعمه : بس ولو بفقدك وأفقد حسك بالبيت. ضحكت دانية برقتها المعتادة : على اساس لي حس بالبيت الحين ! ابتسمت لها وهي تزفر أنفاس البكاء المتبقية في جوفها : ايه يكفي صوت باب غرفتك هذا بكبره حس. تأملت من حولها و أردفت : تبين أساعدك بشي ؟ تنهدت وهي تعيد نظرها الى حقيبتها : باقي على نص ساعه وأروح دوامي وأنا ما خلصت الأغراض محتاسه بالشنطين. وقفت وهي تضع بعض الملابس التي كانت بالقرب من الحقيبة : خلاص انا اضبطها لك دام اني مخلصه و فاضيه ماعندي شي ، أنتِ روحي استعدي لدوامك. جلست على طرف السرير بغم يأكل قلبها على حياتها المستقبلية المجهولة ، حسمت أمرها مثل ما كانت والدتها تخبرها مسبقاً ستعيش مع مريض نفسي ، لم تتوقع أن أخر ليله ستقضيها هنا تحمل حملاً ثقيلاً على قلبها ، نظرت اليها وابتسمت بأمتنان : ياليت ولله احس اني ضايعه مو قادره ألحق شي وكأنه كل شي صار بيوم. فُرات جلست بقرب السرير و بدأت بتقسيم الفوضى التي تسيطر عليه : خلاص روحي وأنا بصور كل شي احطه وإذا تبغين شي بعد ناقصك من برا اجيبه بعد لك لا تتأخرين على مراجعينك بالعيادة. شكرتها وألقت عليها أوامرها ثم قامت بتجهيز نفسها للعمل ارتدت عبائتها وسلمت على والدتها خرجت متجهه إلى سيارتها لكن استقبلها المُثنى الذي كاد أن يدلف من باب الفله ابتسمت لهُ ولاحظت على وجهه الأرتباك غضنت جبينها بحيرة : شفيك ؟ صاير شي بالدوام. رفع انامله يدعك مؤخرة رقبته بتوتر يتضح على مُحياة : لا مافيني شي بس اوراق نسيت أخذها بغرفتي رجعت أجيبها انزلت حدقتها الى حقيبتها تُخرج مفتاح سيارتها وبنبرة ضاحكه : جاي من الشرق للغرب عشان أوراق كان قلت لأمي ويجيبها لك السواق. شعر أن الاعبيه الطفولية عادت إليه مع عودة أوس ، أبتسم مراقب لردة فعلها : لا تخافين جيت مع أوس وبرجع مع السواق. رفعت رأسها تنظر اليه يحاول كبح إبتسامته التي من أساسها لم يستطع كبحها ، نظرت إلى عجلات سيارتها التي قام بتنسيمها ، بنبرة حادة وغاضب قد اعتراها من حركاتهم المقصودة : مُـثــنى ! رفع كتفيه وكفيه بآن واحد تحدث إليها ضاحكاً : عيب عليك تسوين له حظر من يومين ولا توضحين اسبابك. عادت الى الداخل و لسانها لا يكف عن التهديد والوعيد لكن المُثنى كان أسرع منها أمسك بعضدها قبل أن تدلف : وين وين ترى كلها يومين وتصيرين معه بغرفه وحدة ، بعدين استأذن من أبوي انه يوصلك الدوام هذا وانتِ زوجته استأذن منه شوفي الأدب كيف. نظرت اليه بغضب لكنهُ تلاشى ما إن نظرت الى بداية نزيف أنفه اقتربت إليه بجزع ورفعت رأسهُ ، تهتف إليه بخوف بالغ : بسم الله عليك أنفك ينزف ، انتبه اكيد مع حرارة الجو ولا ضغط الشغل عليك ! ، مُثنى انتبه لنفسك تكفى. اخرج مناديل ورقية من جيب ثوبه يمسحه بها أنفه للمرة الثالثة منذُ أول الفجر الذي ينزف أنفه ، تنهد بأسى ونظر اليها بصوت شبه مكتوم: خليك من انفي اشوف شغلي معه أوس ينظرك بسيارة. لحقت حدقتها بهِ حتى أختفى من أمامها تنهدت بضيق وارتدت نقابها تحاول جاهدة أن تكون على ما يرام لكن رسالتهُ لها في ذلك اليوم قلبت موازين المشاعر في قلبها غرقت حدقتها وبردت أطراف جسدها و ارتعش جسدها ، بداخلها تُجاهد في تهدئه نفسها زفرت نفساً متهدج وهي تسير الى الخارج نظرت إليه بغترة تميل للون الأصفر يرتدي نظارتهُ الشمسية يستند رأسهُ على كنبة السيارة و يتأمل أمامهُ بهدوء ومن الواضح أنه سارح بعالم أخر تحاول تهدئة خطواتها حتى استقرت أناملها على مقبض الباب فتحتهُ بهدوء واستقبلتها رائحه عطرة الثقيل جداً فأثقل اليوم عليها أضعافاً التف برأسه يظر إليها ، شتت ناظريها ما إن عاد بالنظر لها لتصعد بهدوء بعد أن القت تحية الأسلام بهمس ، جلست و اغلقت الباب سحبت حزام الامان حاولت تثبيته لكن برعشة أناملها عاجزة عن ذلك بالأضافه إلى غرق محاجرها بضبابية دمعها المرتعش شعرت بكفه الباردة تُبعد كفها بهدوء وثبتهُ بصمت دون نطق أي شي سار بهدوء بعد فترة قليلة صدح صوت هاتفه وبدأ بحديث مع شخص يُدعى "راشد" وحديث طويل عن العمل شعرت بهِ يتوقف أمام إحدى الكافيهات ذات خدمة السيارات ابعد هاتفهُ عن أذنه هامساً إليها : وش هو مشروبك. لم تنظر اليه وتوتر يسري على جسدها ضغطت على أناملها المتخلخلة في بعضها نبست بصوتٍ يكادُ يسمع : اي شي على ما تشتهي. ابتسم وأغلق الهاتف بعد أن انتهى من مكالمته : أخاف ذوقي ما يعجبك ، ما أعرف اذا تحبين القهوة حالية ولا مرة ، حارة أو باردة ؟ لا عِلم لها لما تشعر بكل ذلك الخجل والتوتر أمامه لم تكن هكذا سابقاً أو منذُ أن ارتبطت به ، زردت ريقها بصعوبه شعرت أن الحروف تتبخر من لسانها نطقت بما يشعرهُ قلبها تجاهة : حـار ومـر. طلب لها قهوة سوداء وهو بالمثل لم يمدها إليها لاحظ توترها منذُ صعودها الى السيارة وضع الأكواب بمكانها المخصص سار بإتجاه عيادتها صامت كصمتها ، مسافة عشر دقائق أصبحت وكأنها عشرون ساعة ، وقف خلف مبنى عملها أبعد حزام الأمان والتف بجسدة قليلاً اليها رفع معصمه ينظر الى ساعته ذات الجلد البني بأرقامها العربية يخبرها بين زفرة لذرات الأكسجين : دوامك الساعه 11 والحين الساعه عشرة وربع وقدامنا حدود النص ساعة ، ممكن نتكلم ليش الحظر ؟ وأنا وش سويت عشان تحضريني ؟ أربع ايام ساكت انتظر جواب لكن للأسف بدون أي اجابه. دام صمتها طويلا وهذا الصمت يوتر كل خلية في جسده اقترب بكفه يتحسس كفيها المقبوضة ببعضها لكنها نفرت من لمسته لتعقد ساعديها ، و تجيبه بصوت منغلق بالحقد تجاهه : للأسف أول مره بحياتي أسوي قرار واندم عليه وهو أني لحقت قلبي ونسيت عقلي ، لو يرجعني الزمن رفضتك حتى لو أموت بحبك برفض. تغضنَ جبينهُ بستياء من تصرفها المبالغ بهِ في نظرة : ممكن أفهم ليش فجأة قلبتي علي ؟ أنا وش سويت غير هوشه صارت بيننا بصباح اللي وصلت فيه المزرعة ! نظرت إليه ولوزينها أصبحت أسيرة من فيض الدموع الذي يُبغض حزنها : كل هذا تنكر ! والرسالة اللي ارسلتها أوس كيف لك قلب تقذفني وتهينني وتخليني رخيصة بكلامك علي بس عشان بس قلت لك تتعالج ! تغضن حاجبيه خلع نظارتهُ الشمسية سألها بريبة وشك مُحتم : آي رسـالة ما ارسلت شي لك ! شهقة تحاول جاهدة في كتمانها لكنها خائنة وتخرج رُغماً عنها : أنكر انك ما أرسلتها قلت أنك مريض بس لا تنكر علي وش أرسلت. صرخ بصوتٍ عالي كادت ان تُهمش طبلة أذنها منها : أقسم لك بالله اني ما أرسلت لك شيء وش برسلك ! مستحيل أنا ارسل لك شيء يكدر خاطرك! وينها الرسالة بشوفها. ارتعبت من صراخه عليها تنظر اليه بنظرة كساها الخوف انزلت رأسها تفتح حقيبتها بأنامل مرتعشة فتحت رسالتهُ ومددت الهاتف إليه ، قرأ الرسالة وأعاد قراءتها مرة أخرى. نظرت الى عروق كفه القابضة على مقود السيارة تبرز بشكل مرعب التفت لوزيتها الغارقة تنظر اليه ما إن تحدث بسُخرية: متأكدة أني اكتب كذا! ولك أنتِ ؟ شتت نظرتها عنهُ لتنظر الى ماخلف الزجاج واناملها تشدد على حقيبتها : ايوة متأكدة خصوصاً إذا انت مو بعقلك تكتب كذا. عض لسانهُ بشدة حتى كاد أن يجرحه حاول الاتزان جاهداً بنبرة صوته : دانــيه!! ماهو انا اللي اكتب هذا الكلام ! اللي يكتبه هذا ولد شوارع. ابعدت حزام الأمان بغضب والتفت اليه تُنهي الحديث معه طفح كيلها منذُ البداية : أوس لاتسوي فيها بريئ ، انا وش يضمني يمكن حذفها من المحادثة راجع نفسك وشوف عقلك كيف كتبها و وين. التقطت كوب القهوة لم تنساه رغم حدة نقاشهم ورفعتهُ اليه : شكراً على كوب القهوة أول وآخر كوب بيصير بيننا أن شاءالله. ارتجلت وضربت الباب بكل قوتها ، أخذ شهيق وزفير يحاول بها كبت أنفاسهُ الغاضبة نظر اليها حتى دلفت إلى المبنى من الباب الخلفي استعدل في جلسته ونظر الى هاتفها الذي لا يزال يقبض عليه ، ارتسمت على ثغره ابتسامة مريحة يمكن لهُ أن يُعيدها اليه بهاتفها ، وضع الهاتف بجيب ثوبه. سمع إتصال يأتي من هاتفه نظر الى الشاشة برقم غريب عِلم من هو خلف ذلك الأتصال ، عِلم أن عدوه ومن تمنى أن يكون بين قبضتهِ الأن في هذه اللحظه تحديداً ، زرد ريقهُ ورفع الهاتف الى اذنه والتزم الصمت. جائهُ صوته الذي يكرهه من صميم قلبه ، يتحدث بنبرة ساخرة : يا حرام طيور الحُب تهاوشوا ! بالله كيف وضعك الحين تحتاج أحد يساعدك يا روميو؟ أصر على ضروسه وتحدث بنبرة توضح هدوئه رغم حروب الغضب المتلاحمة في صدره : هي جت على رسالة لكن ولله العظيم يا زفت إن تماديت على زوجتي لا تشوف اللي ما يسرك. تغضن جبينهُ من ضحكتهِ وسخريته منه : تؤ تؤ ، زوجك تعرف أنك مخبي عليها حياة أبوها ؟ كيف تبي زواجك منها يكون ناجح ؟ الزواج الناجح لازم يكون فيه اتزان وفـهـ.. قاطعهُ أوس بنبرة تمتلئ ضغينة وغضب وصل لأعلى المراحل يعلم ما يريد : فـاهد ، اخلص علينا وش تبي ؟ سمعهُ يتنهد براحة تامة فهم مغزى اتصاله وبدأ بالبوح فيما يُريد : شقتك بنيويورك بيعها علينا كلمنا السمسار وقال لنا نتواصل معك خوينا اللي صار بصفنا بيسكن فيها بس يستحي يتواصل معك ماله وجه. ابتسم ساخراً من طلب ذلك ( الخوي ) يحاول المجيئ لهُ بطرق مختصرة : وقيان يعرف انك تشتغل من وراه ؟ ، حرام تخون ثقته فيك اللي رباك فيه أكثر من ولده الحقيقي ، واللي يبي الشقه يكلمني أنا لا يحط لي مناديب ، يعرف أسمي ويعرف رقمي. أغلق الهاتف ورماهُ بجانبه بقسوه وصل بهِ الحال أن يراقبونه كمجرم هارب وكل ما يريدونه منهُ أن لا يُدلي بما يكتمه لهم لكن ما كتمه في جوف جُنيد الآن فالخطر أصبح على الأثنان ليس هو فقط. استيقظ من سرحانه من فتح الباب مجدداً نظر إليها تناولت الهاتف وكان هاتفه رفعت رأسها تنظر اليه متسائلة بنبرة حامية : جوالي وينه ؟ أخرجهُ ورماه على درج الباب قبل أن يفتحه ، ارتجل من السيارة واغلق الباب واتجه اليها ايضاً مغلق الباب الذي فتحته سار بها بعيداً عن السيارة قليلا وكفيه تستقر على كتفيها رفعت رأسها قليلاً لم يكن يفوقها طولاً فكان طوله مقارباً لها بعض الشيء : دانية أسمعني زين ، اللي ارسل الرسالة ماهو أنا والله العظيم وهذا أنا حلفت لك مالي اي دخل باللي كتبته اللي عرفته ومتأكد منه أنه شخص مهكر رقمي ويحاول يبعدك عني بطرقه هذي. نظر إليها تُرمقة بنظرات متعجبة ما مصلحة ذلك ولِما هو من الأساس مراقب : وانت وش عرفك و كيف مراقب ؟ كيف لهُ أن يوصل المعلومه بشكل جيد دون أن يخدش قلبها بمن خلف الرساله ، تنهد وحدثها بجدية : الاسلوب ماهو أسلوبي أنتِ تشوفين هذا أسلوبي ؟ الأكيد أنك قريتيها ومشاعرك متضاربة ولا معصبه وحطيتي حرتك فيني ! تلألأت محاجرها من حديثه وصوتها الذي بُح من فرط الكُتمان : مين ؟ لا يصير نفسه اللي قالي قبل أن ابوي حي ؟ يحاول يفرقنا بعد أرمقها بدهشة مما هتفت به إذاً قد فعلها و وصل لها مُسبقاً ، هز رأسهُ يمنع تداخل الأمور : ماعلينا انتِ فتحتي رابط أو رسالة حاجه جتك من رقم غريب من وقت قريب. تحاول تذكر شيء غريب حدث لها مما قالهُ حتى تذكرت ذاك اليوم: ايه من رقم مندوب توصيل كنت ابغى ادخل الكود ولما دخلت علق جوالي وطفى رفض يشتغل الا بعد يمكن ربع ساعه. ابعد كفيه عن كتفيها بغضب أحتدَ عليه جاءت لهُ الجراءة بأن يقترب من إحدى ممتلكاته : الله يلـ*** يا فاهد الزفت. اتسعت حدقتيها باستهجان مما نطقهُ : أوس لا تلعن ما يجوز ! هذا طرد من رحمة الله أعوذ بالله. تنهد بضيق التف بجسدهِ يحاول تجميع شتات نفسهِ : استغفرالله العظيم ، جوالك باخذه راح أعطيه واحد يشوف مين يتتبعه. أحست أن ردة فعله مُبالاً بها بعض الشيء ، لِما أصبح عدوانياً بهذا الأمر فجأة : طيب .. أنا داخله تأخرت مع السلامة. تمسك بعضدها خشية جرحها ذاك وأعدها أمامهُ بتساؤل : راضية ؟ غرقت لوزيتيها بفيض يتلألأ ، ماذا عساي أن أخبرك به ؟ ماذا عساي أن أخبر نفسي به ؟ أخبرني أي عذرٍ يكمن بأن أكون بأتم الرضى عليك ؟ .. أشاحت بلوزيتها رغم العتب داخلها إلا أنها اومات لهُ مجيبه على سؤاله. سمعته يزفر رغم قبضة كفه التي لا تزال على عضدها : و مين يرجعك. أبعدت كفهُ المقبوضة بهدوء بنبرة هادئة : اتصل على السواق من العيادة. ذهبت عنهُ ضجرة حانقة لِما تشعر بشعور سيئ لهُ تَشُعر بأنهُ يقيدها ويحاصر كل حركاتها منذُ أن صعدت برفقته وهي تختنق معهُ لم تشعر سوى بضباب أحدثتها محاجرها حاولت التمسك بنفسها حتى أستقرت على كرسي مكتبها مسحت دمعها تمنع نفسها أن تبكي لأجله ، لا يستحق كل هذا الأهتمام المبالغ لا تعلم لِما أصبحت مشاعرها تجاهه تميلُ للبرودة. سمعت صوت الهاتف الذي أيقظها من سكرتها أجابت عليه بهدوء لتُجيبها الموظفه بوجود المراجع ، تنهدت بغم هامسة : عشر دقايق وخليها تدخل. ' ' تسيران في بهو الجامعة ؟ تحتضن حقيبتها القماشية على صدرها ابتسامة تُجمل ثغرها بارتياح من هم آخر اختبار في مسيرتها الجامعية. تنهدت بإرتياح تـام : يا الله أخيراً اخيس مادة عندي راح همها وامتحان يوسع الصدر. لم يصدر منها أي شي التفت تنظر اليها بعباءتها الرمادية عاقده ساعديها ونظارتها الشمسيه تخبئ نصف ملامحها. سوسن بلهجة سخرية مبالغ بها : الحمدالله والشكر بس حتى اللي ما يدري من انتِ بيعرف أن أمك ساحبه اجهزتك. تجهمت ملامحها ضجره والتفت تنظر اليها : بلا سخافه تكفين نفسي بخشمي ترا. سخرت منها ومن نفسها المنغلقة : بسم الله على خشمك روحي اجلسي عند الباب بطلب لنا قهوة تربد على قلبي. فيض بملل اقحمت نفسها بهِ : وانتِ ما غير شرب قهاوي أنتِ ! سوسن تحرك طرف قميصها القطني من حرارة الجو : حرر حرر موت يابنت ما تحسين الواحد يبرد على نفسه على قُرب مترات في نفس المكان تبحث برفقة قريبه صديقتها على تلك المدعوة نظرت إليها : شوق تكفين متأكده ؟ جيت اليوم للجامعه كلها عشانها وانا معطلة من يومين ! أومأت لها برأسها بتأييد وهي تبحث : أي ولله معي بنفس المادة كانت العام مو بس مادة تصادفنا مرتين اعرفها ودايماً أسلم عليها. تُحدثها صديقتها بسخريه غير معجبه بما تقوم به : انتِ متأكده ان قسمها ادب انجليزي ؟ صار لك شهرين تدورين عليها من قسم لقسم ولا حصلتيها. نظرت اليها خُزامى بتنهيده : أيوه هنا سألته وقال لي أنها هنا والجامعة كبيره ما أقدر احصلها بيوم وليله ! ضربته تلك على عضدها بخفه بعد أن شهقت : شوفيها اللي متكيه عند العمود قدام البوابه وشكلها طالعه الحقي عليها. لم تنظر الى ملامحها بشكل جيد بسبب بعدهم قليلاً ، لكن لفتتها هيئتها بعباءة رماديه ببعض التطريزات الواضحه وطرحتها تستقر على عنقها كُل ما جاء في ذهنها والدتها لن تُرحب بها مهما جاءت اليها بطرق ملتوية ، فتلك لا تناسب عائلتها أبداً بمظهرها ذاك ، سارت بخطوات متقاربه وهمست لنفسها بخيبة أمل : ما حصلت الا هذي يا نديم ! ، الله يهديك ويعين أمي عليك. سحبت نفس عميق تملأ به جهازها التنفسي لما سيصدر منها لتسمع صوت الأخرى وهي تتجه اليها و تمدُها بكوب المثلج : جبت لك ايس تي يسرسح مع هالحر لذيذ لا يفوتك. تناولته لترتشف منه وحدقتها تجول في الأرجاء : وين السواق توقعت بعد الأوامر العليا بيوقف عند الباب ينتظرنا ما يروح أحس أني بموت من الحر من الحر. التفت لصوت ناعم يصدر مما جاءت من جانبها : لو سمحتِ أنتِ فيض؟ التفت تنظر اليها ورفعت نظارتها الشمسيه ترفع بهِ خصلات شعرها وجبينها متغضن مما هي أمامها أجابتها مُبتسمه : ايوه أنا فيض! أمريني؟ قابلتها تلك بأبتسامة لطيفه وهي تمدُ كفها لتُصافحها: أنا أسمي خزامى ، صار لي فترة أدور عليك وقبل فتره حصلت رقمك واتصل عليك وجوالك مقفل. ابتسمت لها حتى تبينت صفه اسنانها ومدت كفها تُصافحها : ياهلا ولله تشرفنا. أدفت بعد طما دام لثوان ثم نطقت بإستفهام : بس مين حضرتك؟ أجابتها بأبتسامه وارياحيه وهي تحتضن حقيبتها : أنا اصير أخت نديم ومن فترة كان يتصل عليك وكان جوالك مغلق ومافيه طريقه يقدر يوصل فيها معك الا أنا صدفة صرنا بنفس الجامعه ومستغرب من رفض أهلك له على طول. التفت خُزامى لشهقة سوسن العاليه وايضاً لم تفوت تبدل ابتسامتها التي قلبت تغضن جبينها. بينما الأخرى تجمدت ملامحها أجابتها فيض ببرود : طيب !! وش تبغين مني ؟ تلونت ملامحها من ردها الذي شعرت بأنهُ قلة ذوق وأحترام المتضح من نبرة صوتها ، أجابتها مبتسمة بمبادئها وهي الاحترام: يبغى يتطمن عليك ويبغى يسأل ليش أمك رفضت بنفس المكالمه حتى بدون ما تاخذ شورك. سمعت خُزمى صوت سوسن الهامسة لها : أمشي تكفين ما صدقنا على الله تفتكين منه. باغتتها فكرة تطفلت الى عقلها فجأة استجمعت قواها وأشارت على هاتفها الذي تحملهُ في كفها : عادي اتصلي عليه عشان اقول له ليش رفضت ؟ سوسن بإتساع محاجرها بدهشه مما نطقت ضربت عضدك وأصرت على ضروسها تحدثها من بينها : يا مجنونه يلا مشينا بلا حركاتك هذي ! اتصلت خزامى عليه لتأتي إجابة ذاك مسرعاً متلهفاً : لقيتيها ؟ سحبت الهاتف منها وابتعدت قليلاً على بعد عشر خطوات وخلفها سوسن تلحق بها زفرت بقايا خوفها لتُجيبه بعد تكرارات النداء : هذي أنا نديم. تغضن جبينهُ يحاول أدراك ما سمع .. ذلك الصوت الرقيق الذي أفتقده لمدة من الزمن .. ذلك الذي أسقطهُ من أعلى الخذلان الى معنى الحُب الحقيقي : فيض !! انتِ فيض وشـ… قاطعته وأخبرتهُ بعجلة دون أن تسمع منهُ رد : نديم اذا شاريني ومثل ما أنا أبغاك تبغاني وتحبني مثل ما أحبك اخطبني من عمي سعود وتممها على خطبة رجال لا تخليها على الحريم مثل ما قدرت توصل لأوس تقدر توصل لعمي لأنه هو الوحيد اللي بمكان أبوي ، واذا لا تبغاني ولا تحبني الى هنا كل شي بيننا ينتهي مجرد ما أسكر المكاملة هذي . رُبما على هذا الطريقه تشعر بانتقام على والدتها تعلم أن كلمة عمها لا تُثنى من قبل والدتها ورُبما هذا الشيء الذي تستطيع أن تفعله ضد والدتها. اغلقت الهاتف وأعدتهُ الى تلك الواقفة مبتسمة : شكراً لك وتشرفت فيك يا خُزامى ان شاءالله نتشاوف بالمستقبل اكثر ، أسفه بس مضطرة اطلع الحين مع السلامه. بمجردِ ابتعادها قليلاً هتفت صديقتها بسخط مع إتساع محاجرها : يمه يمه يالجراءة اللي فيها وقدامك بعد تاخذ الجوال وتكلمه كأنه أخوها خييير وين عايشين ! زفرت خُزامى أنفاسها بضيق لتُجيبها باقتضاب : تكفين أنا شلت هم يوم شفت شكلها هي واللي معها تخيلت لو صدق صدق تزوجت أخوي. تُجيبها بنبرة باردة وحالمة لأعجابها الخفي بشقيق صديقتها : شوفي البنات الحين اشكال وأنواع اللي منقبه واللي ما تتنقب واللي محجبه واللي مو محجبه بالنهايه الله يهدي الجميع ، بس مره ما أعجبتني كيف جريئه وتاخذ الجوال من يدك هذا وأول مره تتكلم معك ، اذا من أولها كذا بعدي عنها نصيحه والبنات المتربيات كثير وفايضات من البيوت تجاهلت حديثها ولم تركز سوى في عناد شقيقها وإصراره : الحين أمي لا مرت من وحدة جنبها متحجبه تحسسيني انها مشت جنب وحده فاجرة وش عاد اللي يبيها ولدها لا حجاب ولا غطا ! سمعت صوت هاتفها نظرت اليه يعود للأتصال تنهدت وأجباتهُ بنيرة مرتكزه : هلا جائها صوتهُ مستعجلاً راجياً : وينها ؟ ابتعدت عن صاحبتها التي تُشير لها بتطفل : راحت حتى ما مداني اتكلم معها قالت لي اتصلي عليه واخذت الجوال مني وش قالت لك؟ صمت لمدة من الوقت يفكر فيما أخبرته سابقاً واستطردت جُزامى حديثها : على فكرة اذا ابوي وافق امي ماراح توافق مستحيل تزوجك وحدة سفور كذا! سمعتهُ يتنهد بعُمق ليُجيبها بضجر ورأس قاسٍ ليُتمم ما يريد : أنا اللي بعيش معها ماهو أمي مالها حق ترفض اللي أنا اخترتها خلاص . شعرت بضيق يكبتُ قلبها من هذا الأرتباط الصعب بنظرها لا تريد منهُ الأنكسار حقاً : نديم خلاص يصير خير بالبيت أقولك كل شي. | داخل السيارة | تنظر الى جانب ملامحها المبتسمه التي لم تنفرج إلا لتوها منذُ الصباح ، تجعدت ملامحها بشماته على ما أحدثتهُ قبل قليل : ماشاءالله وتضحكين بعد !! ، مجنونه انتِ وش الجراءة اللي جتك وتكلمينه وبكل بجاحه تقولين تعال أخطبني وربي مافي كرامه ابد ! كبتت غيضها وهي تقرض حبات الثلح بحنق : وينك يا خالتي شيخه تشوفين فعايل بنتك استغفرالله بس الله لا يبلانا. انطلقت فيض بضحكاتها لتملأ السيارة وعادت تنظر اليها : وش سويت ؟ كل اللي قلته يجي يخطبني بالحلال ما قلت له بالسر ! رمت حقيبها على أرضية السيارة بغضب من تصرفاتها : قسم بالله أنك ما تفكرين قبل تقولين اللي بلسانك يطلع كذا ياليت يتزوجك ونفتك منك نفس الطينه وثقل الدم يع يع بكرا يقول بلكي صديقاتك ماعندي زوجه عندها صديقات الله يقرفك انتِ وهو. لم تُجيب عليها مُتناسيه شعور الأسبوع الماضي الطويل والممتلئ بالسوداوية بالنسبة لها ، وهي تعلم ما يدور في ذهنها من المستحيل أن ترفض والدتها إن علم عمها بأن هُناك من جاء لخطبتها ، إن جاء اليه فلهُ الرأي الأول والأخير. عادت تنظر إليها لا تزال تقرض حبات الثلج ، أبتسمت وهتفت إليها بحماس : ما علينا تكفين ، ترا اليوم أخر أختبار جامعي لنا المفروض ننبسط ونستانس ونسوي حفله. رفعت كفها "تكش" على وجهها ثم وجه سوسن : الناس يستقبلونهم أهلهم قدام جامعاتهم بورد وبلونات وحنا حضنا مثل وجيهنا. ارمقتها سوين بنظرة غاضبة من ردة فعلها التي أنقلبت سريعاً : ماشاءالله يالمود اللي قلب فجأة وانا قبل عشر دقايق انتظر منك ابتسامه ، خلينا نخلص من عرس أخوك ويصير خير على الحفلات ، سبحان الله فجأة زانت الأخلاق. ' ' نزل يقفز عتبات السلالم و الحماسٍ يغلبهُ حقيبة النادي تتكئ على كتفه الأيام الماضية التي انعزل بها عن لعبه للكرة كانت أسوأ أيام حياته بالنسبه إليه واليوم يعود مجدداً لأكثر ما يحبه هو الجري خلفها نظر لوالدته وأرين تجلسان في صالة المعيشة بحوارٍ هادئ بينهما ، ألقى تحية الأسلام وأقترب يقبل رأس والدتهِ التي أرمقتهُ بنظرة تعجب لحماسه : على وين ؟ أبتسم وهو يدخل هاتفه في جيب بنطاله ويخرج مفتاح سيارتهِ : وين النادي ما صدقت على الله أطلع براءة. رفعت حاجبه وبنبرة اتضحت بعدم رضاها على فعلتهِ : يعني مُصر ترجع للكورة ! أشاح ناظريه عنها زفر نفساً مكتوم من فتح ذلك الحديث مجدداً وأومأ لها مهمهماً بنعم. حاولت أن تُدرك نفسها وأن تناقشه بنبرة هادئك لا تمت لِما يشتعل بقلبها عليه : ميلاد مافي احد يعرف مصلحة عياله كثر أمهم متى تعقل وتترك عنك هالخرابيط ! أبتسم ساخراً من قولها ليخرج كُل ما كان يحبسهُ في صدره طوال السنوات منذُ دخوله في مجال كرة القدم و في كل مرة تحدثهُ عن الموضوع نفسه حاول تجاهل حديثها لكنهُ طفح كيلهُ من الصمت والتهرب كثيراً : قولي لي كيف تعرفين مصلحتي ؟ كل أُم تقول نفس الكلام هذا لمصلحة نفسها على فكرة مو لمصلحة عيالها ! لكن ما تحس وتشوف اللي بخواطر عيالها وتدعم اللي هم فيه واللي تقولين عنه خرابيط هذا الشيء ترا هو مصدر رزقي وهو الشيء الوحيد اللي أحبه ومستحيل أتخلى عنه ، طول عمري بالدراسة كنت فاشل و مالي فيها ودرجاتي دايماً نازله دخلني ابوي الله يرحمه مدرسه خاصه بس عشان يدفوني وانجح بفلوسنا ، ما اشوفك شفتي مصلحتي او ساعدتني وقتها وقلتي اشوف وش ينقص عليه ووش اللي ما يفهمه وافهمه كنتِ دايماً تسمعيني كلام ما ينسمع وتحبطين فيني بسبب فشلي بالدراسة وأن مستواي من بديت ادرس وهو نازل ونسبتي ماعمرها صارت فوق الثمانين لحد ما صدقت على الله وتخرجت من الثانوية وبالغصب دخلت الجامعه بالواسطات عشانك بس ، لكن اسبوع شهر شهرين ثلاث اشهر ماقدرت أكمل أكثر وسحبت عشان ماشفت نفسي ابداً لا بالدراسة أوالتعليم ويوم شفت نفسي ناجح بالمجال اللي احبه واعشقه وطلعت كل قدراتي فيه بفتره قليله محد قدر يوصل للي وصلته والناس بكل مكان تسلم علي وتصور معي وتقدرني ويوم صار اللي صار قبل فتره عرفت مين اللي يحبني صدق ومين اللي ما يحبني وفوق كل هذا وكثر ما أمي علينك من فلوس اللي اجيبها بسبب الكوره وبالهدايا الغاليه اللي عندك .. ما أعجبك ودايماً تنتقدني ! و بكل هذا تقولين انك تعرفين مصلحتي ، وعلى فكرة محد بمصلحة أحد إلا الشخص نفسه. رغم ما تفهوه بهِ قبل قليل إلا أنهُ أقترب مقبلاً رأسها وبهدوء : فمان الله. تركاً أيها عالقة بحديثه خرج مُغلقاً الباب الفلة الذي ملأ المنزل بضربته القوية ارين بهدوء غالبَ عليها من تلك المناقشه الطويله جداً ، نطقت بفمٍ ساخر : الله الله كل هذا بقلبه ياساتر! واضح قلبه مليان حتى ما اخذ نفس وهو يكلمك. بعد صمتٍ دام من والدتها ، استرسلت بحديثها بجدية : لأول مرة ميلاد يقول الصدق يمه ! كلنا كنا نعاني ونشيل همه وقت ما كان يدرس صار له بالكرة مدة ماهي طويلة وصيته بالسرعه هذي ارتفع مستحيل احد يقدر يوصل للي وصل للدرجه اللي ما حبوا نجاحه اللي صار بالسرعه هذي شوهوا له سمعته ومع ذلك طلع براءه ، يمه أتركيه عنك وعيشي حياتك لا تشقين بحياتنا كلنا عاقلين ونفهم اللي نسويه. كيفَ لهم أن لا يشعرون بمدى خوفها عليهم وبعمق قلقها على مستقبلهم جميعاً ، تلتزمُ بالصمت دائماً هذا ما يبدرُ منها لأنها تعبت حقاً من كثرة الحدة التي يصنعونها حولهم وهي من تحمل وتكدس كُل تلك الحده في قلبها، لا عِلم لهم بأنهم مصدر لسعادتها وأنها هُنا تعيش لأجلهم ليس لأجلها. التفت و نظرت إليها منغمسه بالنظر الى هاتفها ، نطقت بهدوء صاخب رغم تشاحن قلبها : ليش انتِ ناويه شي بعد ؟ رفعت رأسها من هاتفها مبتسمه ثم انطلقت منها ضحكة ناعمه : و إذا ما نويت الحين يمكن أنوي بعدين الظروف تتغير ما تثبت ، المهم لا تنامين الليله بدري لأنها بتكون أخر ليلة من غير شر لبكرك ينام فيها بالبيت ، شريت له هديه ساعه كانت بخاطره من زمان وكأنك انتِ شاريتها وشريت بعد لفيض جوال جديد عشان تخرجها ومنك انتِ بعد. أنهت حديثها لتقف تُعيد ملئ فنجان القهوة ، تأملت والدتها وقوفها و تغضن حاجبيها لِما أخبرتها : وأنتِ من وين لك الفلوس ؟ لا شغل ولا عمرك طلبتي منّي شي. جلست متربعه على الأريكة الأقرب لها وابتسمت بحنان وامتنان بالغ يكسيها : الحمدالله اللي حولي فيهم خير واجد وأنا ما اصرف كثير طلال وميلاد ما يقصرون معي وعمي سعود رغم انه ماهو ملزوم فيني بولا شي إلا أنه يحولي ألف ريال كل شهر واكتشفت انه يحول لفيض و وجد بعد ماهو بس انا ، كم مره أقوله انه ما ينقصني شي وبكل مره مُصر على التحويل. رفعت حاجبها من حديثها الجديد على مسامعها ، لمّ تُعجب بتدخل عمّها في الصرف عليها ، أجابتها بنبرة لمست الرفض منها : الله يجزاه خير ماشاءالله عليه رزقه خيّر ووفير رتبته زينه وغير المؤسسه عنده مكتب ال**** اللي يحط له مبلغ بين فتره وثانيه ، بس انه ماهو ملزوم يصرف عليك ولا على خواتك حاولي أنه ما يحول لكم ، لا أنا ولا خالتك قصرنا معكم بشيء. التفت برأسها بتذكر راودها لتوها : تذكرت ! انتِ للحين ماسكه إدارة المحاسبة بالمؤسسه وأوس عرف؟ بعد صمت دام لأكثر من دقيقة أجابتها وهي تنظر الى فيض من زجاج النافذة الواسعة على فناء المنزل وعلى مُحياها البهجة : ايه ما يدري ولا له داعي يدري أبوك موصيني محد يعرف ماله أحد علم الا طلال والمحاسب محمد وانتِ عرفتي بالصدفه. دلفت فيض بهدوء ومحاجرها تبحث عن مصدر الضوضاء سقطت على والدتها التي تتأملها بملامح جامدة ارتعشت داخلها وكأنها قرأت ما خططت لهُ سراً ، سارت بهدوء ورمت حقيبتها ارضاً واتجهت اليها والقت السلام ، انحنت تُقبل رأسها لكنها صُدمت من ردة فعلها الباردة ، من المفترض أن يكون اليوم يوماً مميزاً لها لكن لا ميزة بالنسبة لوالدتها. استقامت بظهرها ونقلت ناظريها إلى شقيقتها التي ابتسمت لها : كيف امتحانك زين؟. اتجهت للجلوس بجانبها لتومئ إليها بنعم : أيوه زين الحمدالله. ربتت على ظهرها بحنو وابتسامه لمّ تفارقها : ماراح أقولك مبروك التخرج إلا إذا أختي الوثيقة الحين بقولك مبروك العطله. وقفت بهدوء وأتجهت الى مكان المصعد دون أن تنطق لها بحرف ما إن أُغلق الباب حتى التفت بكامل جسدها اليها بغضبٍ اعتراها : شفتي ؟ كيف تبغيني أكون طبيعيه معها وهي حتى أخر يوم دراسي لي ما عبرتني حتى ! وكل هذا وانتِ أمس تقولين لي تكلمي معها وخليك طبيعيه كيف أصير طبيعيه ، صار لي أسبوع وهذا حالي ! تتكلم معي برسميه وتطنش باقي كلامي . هزت رأسها بأسى من عدم قدرتها على حفظ أطباع والدتها الغريبه : هذي أمي ماعمّري بحياتي شفتها تعبر عن شيء أول مرة شفتها توضح مشاعرها يوم رجعك أوس. تنهدت بضيق وهي تقف وعبرة صلبة تتأرجع في بلعومها: ما قلت شي بس على الأقل تسأل عن امتحاني ، تقول مبروك بس بتقبلها منها والله. التفت الأثنتان بفزع من صوت وجد التي دلفت لتوها تصرخ عاليا : جـــيتي !! وأنا كنت بجي قبلك أسوي لك مفاجأه بس قههر تأخر علي حق الورد. أبتسمت فيض بعبرات تصاعدت في حنجرتها لتوأمها ، جمعت كفيها الى صدرها وهي تنظر الى كفيها المليئة بالبالونات والأخرى والورد ومعصمها يحمل أكياس الهدايا : ياروحي ولله الوحيدة اللي معبرني بالبيت كله ، أنا وش أنا بدونك يا جوجي. وضعت وجد ما بكفيها على أقرب طاوله واقتربت لتشدد من احتضانها : وااخ يابختنا بالعنقوودة صارت خريجه. شاركتهم أرين حديثها مُبتسمه وهي التي لاتزال بمكانها : هو صدق عنقودة تخرجت ؟ ابتعدت عن حضن وجد لتنظر اليها بعتب : ايه تخرجت بس محد معبرها المفروض تملون الجو الكئيب اللي يملي البيت وتفرحون فيني. جائها صوت غادي الذي دخل لتوه الى صالة المعيشة ببجامتهِ وشعره المُبعثر ينهرها عما قالت : وش دعوى مين ما يعبر عنقود العنب الأخير حقنا ! التف ينظر إلى وجد يمدُ كفه : وين هديتي ؟ رفعت الكيس اليه ليلتقطها مُسرعاً ويمدها إليها : ما ادري وش هو ذوقكم يا بنات قلت لها تضبطك بس طبعاً بفلوسي مادفعت هي شي. تقوسَ ثغرها ومحاجرها أصبحت تفيض دموعها دون إرادة منها ، أقتربت ورفعت نفسها تُقبل رأسهُ بعد أن تناولت الكيس من أنامله : ياربي لا تحرمني ، أكثر واحد كنت متوقعه ما أجي ببالك بس أول هدية جت منك. ابتعدت عنهُ بحماس مُكمله : بروح أفسخ عباتي وأغير ملابسي وأصلي وأجي لاتقطعون الكيكه انا بقطعها وأصور لا تقطعونها بدوني. صعدت ونسيت حقيبتها المرمية ارضاً من شدة حماسها الذي غلبها فجأة ، دلفت و وضعت عبائتها في مكانها نظرت لما فوق السرير ، حملت منشفتها لتأخذ حماماً سريعاً نظرت للكومه التي تستقر على سريرها اقتربت واتسعت حدقتها لما هو موجود ، ديون شعري الموهبه المدفونه لوالدها مكون من ثلاثة كتب خاصة لهُ قد طبعها لنفسه وأحتفظ بها سراً ، وهي قد سرقتها بعد وفاته لكن والدتها علمت بفعلها وأعادتها إلى مكتبه المُغلق. أخذت نفس عميق وابتسامه تُظهر صفة أسنانها بحماس ، جلست على طرف السرير تُقلب الديوان بشغف فتحت أول صفحة لتنظر إلى أهداء لطيف لها تتذكره حتماً عندما أخبرتهُ قديماً بمعنى الشعر فكتب لها تلك الأبيات البسيطة. ( يا وردة قلبي يا حبيبة فؤادي يا مُقلة أبيها يا عُنقودة ) تنهدت بضيق بما يجري منذُ وفاته تفتقده حقاً ، تفتقد روحه حولها ، تفتقد دفاعه عنها مسحت دمعه وحيده هطلت من مقلتها وضعته على جانب ونظرت لأجهزتها التي افتقدتها طوال ذلك الاسبوع لتخرج شهقة عاليه لم تتوقع أن تُعيدها لها بتلك السهولة لم تفوت ورقة صغيرة ملصقه على الايباد كُتب عليها ( الديوان ماهو لك لكنه صار أمانه عندك حافظي عليه مثل ما تحافظين على قلبك ). أي وردة وهي تخدشُ قلبي اليتيم بسببك أي حبيبة وأنا أريدك دائماً بمثلِ ما كُنت سابقاً أي مُقلة وهي تكسرني حتى بهذا الديوان ! تنهدت بضيق لما لم تخبرها ذلك وجهاً لوجه لِما جعلت الورق يتحدث عن لسانها ، وقفت تنفض افكارها وانتهت من حمامها سريعاً صلت الظهر و التقطت هاتفها لتُعيد تشغيله وخرجت لنزول لكن قلبها معلق بوالدتها. عادت متجهة إلى حجرتها طرقت الباب ودلفت لتنظر إليها تتلو القرآن على سجادتها بعد أن أنتهت من صلاتها ، اقتربت وجلست بقربها بعد أن قبلت رأسها وهمست : تقبل الله. لا زالت تقرأ بترتيل نابس وقلبها العطوف يخبرها أن تفشي ما حدث لها اليوم وعقلها يمنعها ، أنزلت حدقتها الى كفها تتحسسها لا إرادياً حتى مر الوقت وسمعتها تُخبرها : وش عندك. رفعت رأسها مُسرعه تدفق الدمع يكتم مقلتيها وانجرفت تدفن ملامحها في كتفها بنبرة متحشرجة : يمه أنا أسفه ولله أسفه إذا ضايقتك باللي سويته تعبت طول الاسبوع وانتِ هاجرتني تعبت ما أقدر أتحمل ، تكفين يمه أنا أسفه. وضعت الفاصل المزخرف بأسمها وهي تزفر أنفاسها وتُغلق المصحف ، ربتت على رأسها بحنو لم يظهر لها هي فقط : ما زعلت منك ! بس أنا وش قصرت معك عشان تسوين هالسوايا اللي ما تنقال ؟ انتِ قبل تعصيني عصيتي ربك يا فيض ! رفعت رأسها ولا تزال كف والدتها تستقر على رأسها تنظر إليها بندم : ما أعود أسويها ولله العظيم ، بس يمه لا تعامليني و كأني ذنب بالبيت ! كل شي يهون علي ولا زعلك طلبتك. انزلت كفها لتربت على وجنتها بحنان وابتسامة تملأ ثغرها : فيه أم تشوف عيالها ذنب ؟ هذا درس وجت لك قرصه بأذنك عفيت عنك بالمرة الأولى لكن تتكرر مرة ثانيه وقتها أشوفك ذنب بالبيت. مسحت دمعها مُبتسمه وتذكرت ما كان فوق سريرها تناولت كفها المستند على متفها وقبلتها بأمتنان : مشكورة أنك عطيتيني الديوان دايماً أفكر فيه وودي اخذه بس عارفة أنك بتهاوشيني . اتضحت لها صفة أسنانها بأبتسامتها الودودة: على أن كل أخوانك يبغونه بس محد يحافظ على الكتب غيرك ، تستاهلين أنها هدية تخرجك وأصلاً من زمان ناويتها لك لا تخرجتي من الجامعه على خير. أومأت لها وابتسامه تُصاحبها عندنا رفعت رأسها تنظر إليها ترددت في قولها بما حدث صباحاً لكنّها كتمت ذلك في قلبها صوتٌ صاخب جاء من مدخل الجناح : ماشاءالله وين اللي بتغير ملابسها وتنزل قالبتها سوالف مع الوالدة. انحنت وجد تقبل رأس خالتها وحماس حركت كفها : كيفك يا خالة ، ماعلينا أكيد أنك طيبه قومي يلا ورانا حفلة الحين وحفلة بالليل ، خلينا ننزل. رفعت شيخه رأسها حيث وجد من أعلاها ، تخبرها بتساؤل : حفله ايش ؟ فيه أحد يسوي حفله الظهر ؟ مسكت وجد عضدها لتجعلها تقف : ايه أنا أسوي حفلاتي الظهر أكثر روقان قومي يا خاله يلا الكيكة ذابت وهي تنتظر البرنسيسه تجي تقطعها. خرجت شيخه بعد أن خلعت ثوب الصلاة بإجبار من وجد. وقفت الأخرى لتخرج وهي تعلم أن الموضوع مغلق بالنسبة لوالدتها لا محاله أن تُعيد الحديث معه مجدداً أمرٌ مستحيل ستصمت وتنتظر ما خلف ذلك الصمت ، شعرت ببعض الضيق يغزو قلبها أصبح قلبها عاشق هائماً به ، كبُر في نظرها أكثر عاد الحلم بهِ مجدداً ذلك الحلم الذي كان قبل مدة وجيزة سرابًا ، أما الأن أصبحت تريدة حقاً تريده أن يكون زوجاً لها. نظرت إلى هاتفها ورسائله المتتاليه التي تنكب فجأه لن تخون الثقه والدتها التي قبل أقل من خمس دقائق أعطتها لها لتنتظر حتى يُحسم القرار إما رفض وإما موافقة. على ضفة أُخرى انسحبت من حديثهم إلى قبوها سخرت من نفسها ومن براعة تمثيلها أمام عائلتها بأنها سعيدة ولا هم يجرف قلبها بعد الآن تحاول إيضاح إنها تخطت تلك الأزمة الطويلة لكنها أقبلت على أزمة أعظم من تلك الأولى ، أوصدت الباب بالمفتاح وخرائط لا نهائية ترتسم في عقلها. جلست بظهرٍ مستقيم وحدقتيها مصوبة على هاتفها بعد تردد طال بها أتصلت عليه لم تنتظر طويلاً حتى أجابها بصوته الثقيل المبحوح الذي جعلها ترتعش : هلا. في كُل مرة تستمع إلى صوته يقشعرُ جسدها ، رفعت أناملها تضغط بها على عُنقها ، تشعرُ بعبراتها تجرحّ حُنجرتها زردت ريقها بصعوبة تُريد أن تُخرج كلمة واحدة لكنها لم تكن ذات قدرة على المواجهه في نقطة ضعفها سمعتهُ ينطق بهدوئه الذي يلتبسه منذُ معرفتها بهِ : فكرتي؟ أفهم أنها موافقة على هذا الصمت ! أسبلت أهدابها تحبسُ غضبها من إستفزازه عليها حاولت الجمود في نبرة صوتها لتنطُق : سيّار وين عايش ؟ أبتسم ممّـا توقعهُ منها لنّ تُلقي أي بال على عرضهِ لها : لمّا أسمع ردك أوعدك أني أقول لك كُل حاجه. تضع كامل طاقتها في قبضتها محاوله بها إظهار قوتها ، أجابتهُ بنبرة شبة مرتفعة : ما راح أخذ خطوة التفكير إلا اذا عرفت كل شي عن سيّار وقتها أفكر بعرضك. يحب أن يستعطفها بهِ اتضحت ابتسامتهُ من صوته : بس هذا مو عرض هذي وصيه! حقير ومنافق و رديء ، يعلم أنه أصابها في نقطة ضعفها حاولت إظهار قوتها لكنها مع الأسف كانت ضعيفه : ماراح أعيد كلامي. نظر لهُ أساس تلك الحرب الصغيرة يرتشف العصير أمامهُ وحدقتيه تتأمل من حوله المطعم الواسع : وأنا ماراح أعيد كلامي كمان ، أي شرط تبغينه راح أنفذه مستعد لك لو تبغين القمر حيكون بين يدينك. شددت على كفها يباغت لحظات قوتها ليجعلها ضعيفة لا شيء يهمها الآن سوى أن ترى أبنها أمام عينيها ولا تملك أي إهتمام بأي شيء يحدث لها زردت ريقها وبنبرة هادئه أجابت دون أن تسمح لعقلها المشاركة في رأيها : أنا موافقه بس إذا نفذت الشرطين . آمان أبتسم ، لقد فهم شخصيتها من مكالمة واحده ، علم بقدر ماذا هي تجري خلف عاطفتها كثيراً ، ارتشف من قهوته البارده ، يجيبها بهدوء : قلت لك لو تبغي القمر جبته لك. انتقلت حدقتها في أرجاء القبو لتخبره بهدوء : أول شي تكتب المطعم بأسمي وبعتبر هذا الشيء هو المهر. لم تستطع إخراج شرطها الثاني شعرت بأنها تستحقر نفسها وأنها كالسلعة الرخيصة ، تهمس بنبرة بالكاد قد سمعها : زواجنا بعد تردد صاب لسانها يجيبها بجبين معقود : أفهم من سكوتك تبغي زواجنا يكون مسيار ؟ أنتـهـى() أستعدوا للعرس اللي هُرمنا عشان يجي الفصل القادم بعد العيد بإذن الله ♥️✨ | ||||||
21-06-23, 03:54 PM | #526 | ||||||||
| اقتباس:
والله يبارك في عمرك يارب ويرزقك باللي تتمنين ✨ اقتباس:
وعلى فكرة "لأسم الشخص نصيب" - أقدر أقول الفصل 20 يجاوب عليك بخصوص نديم وآمان - مرض أوس لايزال لم يظهر بالشكل الكامل لكن لكل داء دواء بالنهاية ( وللمعلومية ماهو خالد اللي كان يتخيله بالشقه من المحادثه اللي قالها بيوضح إذا كان عدو أو لا ) والنهاية شكراً لكِ ولتعقيبك ما يحرمنا منكِ يا عقد لؤلؤ ✨♥️ | ||||||||
21-06-23, 07:09 PM | #527 | ||||||||
| اقتباس:
اقتباس:
يا أجمل صدفة ولله .. ارتسم على ثغري الأبتسام عند رؤية أسمك يعانق صفحات العِناق والمأوى ♥️ تحاليلك كلها قريبه الأنكشاف والبعض تقريباً أنكشف في الجزء العشرون والبعض يجب التركيز على ثنايا السطور القديمة ليتم أكتشافها فعلاً ✨ سعدت بكِ يا مها وما ننحرم من تواجدك دائماً()() | ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|