آخر 10 مشاركات
شلالات القمر - جانيت غرين - قلوب عبير الجديدة(0) (الكاتـب : Just Faith - )           »          001- بعد كل هذا الحب - دار الكتاب العربي (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          للحب سجناء (الكاتـب : طيف الاحباب - )           »          مدينة الرماد ج2 (4) لكساندرا كلارى- مترجمة {مميزة ومكتملة} مع الروابط (الكاتـب : ذات الهمة - )           »          309- من يحب.. يخسر! - كيم لورنس - (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          وريف الجوري *مكتملة* (الكاتـب : Adella rose - )           »          390 ـ حلم ضاع من يدي ـ مارغريت واي (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          إِفْكُ نَبْض (2) *مميزة & مكتمله* .. سلسلة عِجَافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          الطريق الى فينوس (65) للكاتبة الساحرة athenadelta كاملة (الكاتـب : تماضر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أفضل شخصيه ظهرت حتى الأن
أوس 34 37.36%
دانيه 26 28.57%
ارين 15 16.48%
طلال 16 17.58%
جُنيد 34 37.36%
شيخه 5 5.49%
فيض 3 3.30%
وجد 8 8.79%
ميلاد 1 1.10%
المُثنى 7 7.69%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 91. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2940Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-22, 04:07 AM   #151

جاسمن81

? العضوٌ??? » 457553
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » جاسمن81 is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمته
تايست and تدّبيج like this.

جاسمن81 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-22, 04:56 PM   #152

فراشة الغيد

? العضوٌ??? » 488426
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » فراشة الغيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توق سعود مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
رواية ممتعة وأحداث تجذبك غصب، ذكرني أسلوبك برواية أحبها وشكل روايتك بتنظم لها بعد، أستمري بإبداعك وأن شاء الله نختمها سوا 💕


فراشة الغيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-22, 01:01 AM   #153

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 337
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جاسمن81 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمته
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته🪴
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة الغيد مشاهدة المشاركة
رواية ممتعة وأحداث تجذبك غصب، ذكرني أسلوبك برواية أحبها وشكل روايتك بتنظم لها بعد، أستمري بإبداعك وأن شاء الله نختمها سوا 💕
اهلاً يا فراشه الغيد 🙄💛💛
لي الشرف اذا روايتي بتكون من ضمن الروايات اللي تحبينها
نورتي 💛


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-22, 01:03 AM   #154

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 337
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة الغيد مشاهدة المشاركة
رواية ممتعة وأحداث تجذبك غصب، ذكرني أسلوبك برواية أحبها وشكل روايتك بتنظم لها بعد، أستمري بإبداعك وأن شاء الله نختمها سوا 💕
وان شاءالله نختمها مع بعض من غير شر ولا انقطاع 🫰🏻♥


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-22, 11:14 PM   #155

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 337
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير على الجميع ..
الفصل الثامن راح ينزل آخر ساعات الليل ان شاءالله
والجزء الثاني من الفصل راح ينزل غداً الجمعه 👍🏻💛
" لا تزال بعض المشاهد نحتاج إضافات "
كان ودي يكون جزء واحد بس المخ مش مستوعب شوي 🫣


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-22, 12:00 AM   #156

ازهار عوض

? العضوٌ??? » 491498
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » ازهار عوض is on a distinguished road
افتراضي

السلام كيفك كاتبتنا المبدعه بجد انتظر نزول البارت بفارغ الصبر دومتي في تقدم

ازهار عوض غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-22, 12:01 AM   #157

ازهار عوض

? العضوٌ??? » 491498
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » ازهار عوض is on a distinguished road
افتراضي

🥰🥰🥰🥰🥰🥰تسلمي ياقلبي فديتك

ازهار عوض غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-22, 12:06 AM   #158

ازهار عوض

? العضوٌ??? » 491498
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » ازهار عوض is on a distinguished road
افتراضي

حبيبتي كاتبتي توق ليش مايفتح معي البارت السابع 😅😅😅

ازهار عوض غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-22, 12:11 AM   #159

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 337
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ازهار عوض مشاهدة المشاركة
السلام كيفك كاتبتنا المبدعه بجد انتظر نزول البارت بفارغ الصبر دومتي في تقدم
يا اهلاً وسهلاً حماسك على راسي ♥♥
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ازهار عوض مشاهدة المشاركة
حبيبتي كاتبتي توق ليش مايفتح معي البارت السابع 😅😅😅
ما نزل لحد الآن عطوني من ساعه لساعتين ويكون نازل ان شاءالله 👍🏻


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-22, 02:06 AM   #160

تدّبيج
 
الصورة الرمزية تدّبيج

? العضوٌ??? » 491992
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 337
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » تدّبيج is on a distinguished road
افتراضي الفصل السابع الجزء الأول ا


الفصل السابع






'
'


(7)




'
'





لا تلهيكم الروايه الصلاه والعبادات
سبحان الله
والحمدلله
ولا إله الا الله
والله أكبر




'
'




[ اتريدون اعتراف ما ؟
لم أفعل فعلتي لأجل الخير
اردتُ أن يكون جزء حي من جسدي
يتكون داخل جسدهُ فهذا كان اعترافي بحبه ]
~وجد






'
'
'







بعدَ ان اغلقت الهاتف من ارين عادت الى مكان جلوسهم لتجدّ تلك قد انهالت بأحداث الأمس التي بظنها احداث "اكشن" سمعتها على آخر جُملتها : والله لو تشوفون عيونها شوي وتاكل خالي بسم الله عليه.
جلست شيخه بهدوء لتهتف لها مُبتسمه : ما قدرتي تمسكين لسانك اربع وعشرين ساعه !
وجد الوقفة من حماسها : حاولت يا خالتي والله حاولت بس ما قدرت عجزت ابلعها.
سُعاد نطقت بشيء من الاحتقار : اجل تقولون مشرعه ياساتر ! الله لا يبلانا زين ما اخذها طلال وبلش بها الصايعه.
فيض ساخره من حديث خالتها : يعني انا وبنتك مب صايعات بنظرك الحمدالله شاهده ولله
نطقت والدتها بهدوء بعد ارتشاف الشاي : زين اعترفتي بنفسك انك صايعه وما منك فايده.
صمتت فيض من نعتّ والدتها لها بالـ(ما منك فايده) شعرت ببعض الحُرقه تخترق جوفها من أسلوب والدتها الذي لا حنيه بهِ ولا يمكنها لها مواجهتها فالصمتُ هو حلها.
وجد بفطنة شهقت وعادت تنظر الى خالتها : صدق ! وينه ما شفته عقب اللي صار امس.
قوست شيخه شفتيها لتُشير الى عتبات السلالم : جاء من دوامه و شكله نايم.
ظهرت شهقة سُعاد العالية ليلتفت الجميع اليها وهي الأُخرى تنظر الى شقيقتها: صح ما قلت لك عن نجوى العميده اللي تصير لبنت عمتي بدريه.
قطبت شيخه حاجبيها غير مُدركه : مين اي وحده ؟
سُعاد بتمثيل مُتقن : اللي ذيك النوبه قلت لك انـ…
التفت الى فيض و وجد ثمَ دفعت فيض التي تجلس بجانبها من ظهرها: قومي ، قومي انتِ وياها اطلعو بسولف مع اختي سوالف خاصه.
فيض رفعت حاجبيها : سوالف وانتِ ما خليتي احد بقسمك ما نهشتِي لحمه !
تجعدت ملامحها وأشارت إلى الخارج : مالك شغل قومن يلا.
وقفت الاثنتان متجهات الى عتبات السلالم لصعود بصمت مُعتادات على طرها الدائم ، نظرت اليهن سُعاد عبر قوس باب غرفة المعيشة الكبير دون أبواب يمكن منه رُؤيه كامل المنزل حتى اختفت الفتاتين من امامهِ لتهمس لها : اللي تقوله وجد صادقه فيه !! شفتو بنت بليس اللي ما تخاف ربها.
غرقت شيخه بضحكتها العذبة لتردف بعدها: وش غير السالفه.
قطبت جبينها بضيق : ما غيرتها كذبت عشان اطير ذولي مانب قايله شي قدامهن ، يا عيني على اخوي كل ظهريه يمرني ويتغدى معي حتى لو انه بدوامه يطلع يتغدى ويرجع الا اليوم حتى طلعت الحيه الرقطا مضايقته.
تنهدت شيخه بأسى : تعبت ادخل فكرة العرس برأسه ماهو راضي اللي بعمره عيالهم اعمارهم على عشر و11 سنة وهو جالس لي عزوبيته.
ضربت سُعاد فخذيها بشيء من الغضب : اخخ بس لو تواليني اياها اقطعها بسنوني على فعلتها.
شيخه : اتركيها عنك بسلامتها مالنا دخل فيها
سُعاد و شرارة الغصب ترتفع في جسدها شيء فشيء : لا ماني ساكته في وحده تطلب خُلع بعد ملكتها بأسبوعين هي خبرت يا شيخه !! عشانه رفض يطلقها متأكده ان ابوها هو اللي سعى وتوسط مع القاضي بخُلع ! وبعدها بشهرين تتزوج ولد صديق ابوها ! حسبي الله عليهم نكدو على اخيي وكره العيشه و بالزواج.
صمتت شيخه فلا رد بعد حديث شقيقتها لتُردف سُعاد بعدها بدقائق التي ضربت كفيها ببعضهما بحسره : خليني بس ادور له وحده تنسيه بنت بليس واشكالها.
شيخه التفتت بجسدها تنظر لها : عايف العرس تبين تزوجينه غصب يعني !
سُعاد بحنق : خليه علي نخلص من غادي واتجه له.
مرت ساعة او نصفها بحديث الأخوات الدائم ، احاديث متفرقه حتى دخل عليهن بمحاجر جاحظه من النوم قال تحيه الاسلام و قبلَ رأس الأثنتين مثل المعتاد سكب لهُ فنحان قهوه وجلس بالقرب منهن بهدوء التزمن الصمت وانظارهن مصوبه عليه حتى نطقت سُعاد اسطوانتها المعتاده بحضوره : ولله يا شيخه اقولك ذيك البنت اللي تشتغل بقسمي توها مالها شهرين متعينه هي جسم هي جمال و رقه هي اسلوب هي لباقه هو احترام و اخلاق ماشاءالله تخيلي عمره ثمان وعشرين ولا اعرست للحين ، صدق الشين يروح بسرعه والزين محد يناظره.
ابتسمت شيخه من اسلوبها المعتاد في حضرتها لتُجاريها هي حديثها : ايه ، من بنته تقولين لي ؟
سُعاد تصوب نظراتها اليه : تخيلي طلعت بنت الحواج اقولها تعرفين مرزوق الحواج ابو كِنان قالت لا بس يمكن الاعمام البعيدين يشوفون بعض بالمناسبات الكبيره.
ثم نظرت اليه لتهتف بلهفه مُردفه : وش رايك اخطبها لك يا طلال ولله انها صدق بلسم على اسمها.
طلال استندَ على الاريكه و وضع ساقه على الاخرى حديثها لا جديدّ بهِ لينطق بهدوء : لا بغيت العرس قلته لكم وانا اللي بختار الي بتعيش معي ماهو انتم.
شيخه بنبره نقاش حاده : جانا غادي الثاني و متى تختار لك ان شاءالله ؟ صكيت الاربعين وانت ما اعرست تحسب اني راضيه وانا اشوفك عايف العرس من عقب هاللي ما تتسمى !
نظرَ اليهن وبلهجة بارده رفع اصبعهُ الى صدغه : الى ما ارتب اموري بنفسي.
سعُاد تشعر بالضيق من حاله : خلك كذا بكرا تعض أصابع الندم على برودك وتقول ياليييييت قايل لخواتي يخطبون لي من بدري ياليييت.



| في الأعلى تحديداً غُرفة فيض المُبعثره|

اخرجتّ كُل ما في خزانتها تبحثُ عن شيء يناسب ذوقها، تأففت بضيق : اوف اوف يع قرف مافيه شيء على ذوقي ، ذوقي تغير عن اول مدري وش البس بالجامعه بكرا يومي طويل.
وجد المستلقية على عرض السرير وبين اناملها هاتفها : لا تشيلين عبايتك البسي اي شي مريح.
التفت اليها وكفيها تُحاصر خصرها الرقيق لتلفظ بمصلحة : جوجو جايبه شي خليني اشوف ملابسك.
وجد بهدوء وحدقتيها ترتكز على ما بين كفيها : كل اللي جايبته ملابس بجامات وملابس بيت ما جبت شي من كثر طلعاتي عاد.
جلست بجانبها بكامل جسدها : لو تسأليني مين اكثر شخص ودك ينفر من حياتك بقول لك امي ومين اللي تبغينه ما يتحكم بحياتك بعد بقول امي بعد.
نظرت لها وجد وضربها على بجبينها بعُنف : بنت !! فيه احد يقول عن امه كذا ! استحي على وجهك.
غرست رأس سبابتها منتصف صدرها لتهتف بحدة وانفعال : تعرفين كم عمري اثنين وعشرين سنه وكلها كم شهر و ادخل الثلاث وعشرين سنة وكأن عمري عشر سنوات كل شي تتحكم فيه علي لبسي شعري ملابسي كل شى حرفياً لا قلت لها شي قالت لا تزوجتي لو تحلقين شعرك صفر ما علي منك !
ضحكت وجد وجلست مُتربعه لتُردف الأخرى : انتِ ما تدرين اني احسدك شفتي اللي بالخزاين هَذي كلها ذوق امي ثلاث اربع قطع يمكنها ذوقي بسس.
وفقت مجدداً تجردُ ما بخزانتها ترمي بجانبها الثياب حتى اصبحت مثل الهرم لتُكمل اسطوانه التذمر الامُنتهيه : واذا قلت لها ارين قالت كانت متزوجه وتعرف حياتها على أساس زواجها طلعها من البيت ! تزوجت وحملت وولدت وهي ما سكنت معه وتقنعني انها فاهمه حياتها وهي كل كآبة الدنيا تشوفينها فيها ياساتر على قولتهم مُحيط حالك أسود يلتف حولها.
غرقت وجد بضحكتها من نبرة حديثها الغاضبة والمُنفعله : اوف اوف كل ذا بقلبك على امك و اختك يا ساتر صح خالتي شيخه متحكمه بملابسك واشياء ثاني خاصه فيك بس موفره لك الحُريه تطلعين مع صديقاتك تنامين عندهم واذا صار بخاطرك شي ما تقول لا.
التفت تنظر لها لتُكمل ما يُزاحم صدرها من حديث : هذي اشياء عاديه لكن الاشياء الخاصه فيني هي الأساس الباقي كماليات لا يغرك اني عايشه حياتي شفتي الدمى المتحركه اللي يحركونها بخيوط هذي نفسها ترا انا - شدت بعضَ خصلات شعرها - حتى شعري عشان اقص واصبغ وقفت في بلعومها شهرين ويوم وافقت حطت لي أغمق درجات البني شوفي نزلت الصبغه الحين ابي ارجع صبغها رافضة ، حتى تخصصي بالجامعه كان اختيارها كان ببالي تسويق قالت ليش لا تخرجتي تشتغلين كاشير! وهذا كلمت امك و تلزقت عندها ادب انجليزي.
أغلقت الخزانه ولا تزال ملابسها مكومه على الارض لتُردف بعدها : وإذا بتسأليني شي طلعت فيه عن شورها هو الحساب اللي فاتحته للعالم واني اكلم نديم من وراها هذا اكبر انجاز سويته بحياتي كل الناس تتطور الا امي.
جلست وجد متربعه تنظرُ اليها وعلى نبره صوتها التهكم ساخره : ياليتها تعرف عشان تعلق راسك على باب الشارع قدام الرايح والجاي للعضه والعبره.
رمت بنفسها على السرير لتُصبح مستلقيه وفوقَ رأسها وجد ، رفعت رأسها من الاعلى تنظر لها :تدرين عاد الحين تبيني اتحجب ! وتلمح لي كثير بس ماراح اتحجب مو عشان ابغى لا كذا بعاندها.
وجد المُنشغله بهاتفها بشكل أثار ريبه فيض تبتسم : حجابك لربك مو لأمك ولا لناس الله يهديك ويَهديني بعد.
سحبت منها الهَاتف تنظر ما يشغل تفكيرها و عادت تنظر اليها : مُصره للحين ؟
تنهدت ووقفت من على السرير و حدقتيها تنظر إلى قدميها لترتدي نعليها : إلى ما امي تقتنع توها البعثة اسجل الحين واذا قبلوني اضبط اوراقي واقدمها والموافقه تجي بعد خمس اشهر واكثر ذاك الوقت يمديها تقتنع.
ابتسمت فيض واعتدلت بجلستها وقالت ساخرة: يعني تقتنع بنظرك وهذي ثالث مره تسوين الحركه
وقفت أمام المرآه تُسرح خصلاتها ذات صبغة كستنائيه غامقه لتجمعها الى الاعلى بربطه حريرية ذات لون اسود: ان شاءالله الثالثه ثابته ، اذا ما وافقت كلمت ابوي يسافر معاي ولا احد من اخواني.
فيض ونبره السخرية لا تزال بها : بتوافق اخونك يروحون معك يعني ماراح تقتنع.
وجد بضيق : تعرفين وش اللي يقهر لما كنت بالجامعه واقولها اني بقدم على بعثه كانت تقول لي اي عادي قدمي و اروح معك ، صار لي متخرجه من الجامعه سنتين والى يومك لا قلت لها قالت لا ما تطلعين ما اقدر اترك وظيفتي ما وما وما وتتعذر بأشياء سخيفه و تافهه، مرة الشعور يقهر كنت متأمله فيها بس صدمتني ليش ترسم احلامي وتوصلني لأعلى ولما جاء الصدق ترفض ما صار عندي ثقه بأمي الحين بسبب فعلتها هذي.







'
'






| نيويورك |

رُبما مرت ساعه كامله او اكثر لم يصمت لسانها عن الحديث ابداً ، رمت كُل شيء يخطر في ذهنها دونَ ان توازنهُ اخبرتُ بأمور منزلها كثيراً وكُل شخصٍ ما يدور في ذهنهِ وكيف اصبح منزلهم بعد الترميم وصوراً لا شتى لها بهاتفها ، تفصيلاً صغيره ارادَ سابقاً ان يعلمها اشياء يسمعُ عنها واخبرتهُ بتفاصيلها

تجرعت ريقها بصعوبه : احس حلقي ناشف.
ابتسم واشار على قنينه الماء : وانتِ سكتي لا إله إلا الله بللي ريقك.
التقطت قنينة الماء ترتشفها نظرت لهُ يقطب جبينهُ ابعدت القنينة بسرعه وقفت الكرسي الملاصق لسريره : شفيك؟ اضغط الجرس لك تحس بشي ؟
هزَ رأسهُ بالنفي : لا عادي عشاني جالس
انزل السرير حتى اصبحَ على وضعية الاستلقاء لتعود للجلوس: اليوم بنام عندك ترا.
هز رأسهُ بالنفي ولا يزال مُسبلاً اهدابهُ : عزام بينام خليك مع عمي انتِ.
غرست انيابها على شفتها السُفلى تتأمل ملامحهُ المرهقه وسواد يتضح اسفلَ عينيه بالاضافة الى كدمة على وجنتهِ يميل لونها الى الأرجواني وجرح خياطه دون ضمادة على منتصف جبينهُ همست بنبرة خافتة : اوس.
اتسعت اهدابهُ و نظرَ لها لتُردف : امس شفت زوجتك مدى و مـ..
بترَ حديثها قبلَ ان تُكمل ما تريدهُ : ما هي زوجتي ذي.
تنهدت و وقفت لتجلس على طرف السرير: طيب اسمعني قبل تحكم بتصرفاتك ! عمي سعود قالي عن كل صغيرة وكبيرة بينكم ! ، ليش حتى طاريها ما تبغيه ، وقت اللي سوته كانت مندفعه بسبب ابوها الله يرحمه.
نظر اليها بنظرة الجمتها لايزال يمتلك نظرتهُ تلك ليهتف : لأن اللي سوته فيني ماهو هين.
زفر انفاسهُ وقطب جبينهُ ليعود الى وضعه ، ربتت على ظهر كفه : تدري ان العم مساعد موصيها وصية محد يعرف فيها غيرها ! وانا امس عرفتها.
لم تنتظر منهُ اي اجابه فحِملُ هذا الشيء ثقيل حتى عليها لتنطق مُسرعه : ابوي مسوي توكيل لمُؤسسه الدوجن بأسمك وعمي سعود موقع عليها وانت بعد كنت موقع عليها بس ما تدري لازم ترجع تشتغل فيها وتطورها من جديد.
نظر اليها بشيء من الصدمة وعدم الإستيعاب إن كان هذا ما فعلهُ والدهُ له فـ بتأكيد هوَ ليسَ ببرئ منهُ ليس بغاضبٍ عليهِ وهو ليس بشخصٍ عاق لهُ
رفعت هاتفها لتُردف : منت مصدقني صح شوف هذي العم مساعد معطيها مدى عشان تعطيها لك لكن بعدها بكم يوم توفى العم الله يرحمه.
تناول الهاتف من كفيها ونظر الى صور الاوراق ليسمعها:امس مدى جت عندي وقالت لي عنها وماني عارفه عمي سعود يعرف في هالسالفه او لا مع ان توقيعه و أسمه موجود.
اخرجت حقيبة صغيرة جمعت بها أوراق الظرف لتضعها بجانبهِ : والاوراق هذي اذا صرت لحالك حاول تقراها وتفهم اللي فيها ابوي الله يرحمه كان يكتبها لك.
دخل سعود ونظر الى ارين : ارين يا بنتي امشي نطلع شوي المحقق والسفير معه بيجي يشوف اوس ياخذ منه كم سؤال.
حملت حقيبتها وهاتفها من بين اناملهِ بحركة سريعه نظرت لهُ : تبي شي ؟ اجيب لك شي معي.
هزَ رأسهُ بالنفي وابتسمَ لها : سلامتك ارجعي الفندق وتعالي بكره يمكن يطولون عشان تنامين تنامين عندي.
ابتسمتزلهُ اومأت برأسها متفهمه خرجت برفقة عمها ، بينما هو لا يزال يحاول استيعاب ما صُعقت بها أذنيه وما أجهدتّ حدقتيهِ بما ينظرُ له يريد أن يجلس لوحده.
لم تمر الدقائق الطويلة حتى سمع طرق الباب و أصوات الرجال المُختلفه تسلم ادخلَ الحقيبة الصغيرة أسفلَ مفرشهِ وسمع هِتافاتهم يتحمدون لهُ بسلامه بينما هوَ يرد عليهم بصوتهِ البارد.
وضعَ جُنيد باقه ورد كبيره الى جانبهِ ونظرَ لهُ مُبتسم: الحمدالله على السلامه يا ابو العين.
دونَ ان ينظر لهُ همس بخفوت ممزوج بكره وغيرَ تبقلٍ لهُ : الله يسلمك.
انحنى سفير سعودي وقبلَ رأسهُ بحفاوة : الحمدالله على السلامه يا اوس اخر اوجاعك يارب.
اجابَ عليه بهدوء وهُنا الثالث والرابع يصافحونه ويمرحون معه عداه هو ساكن لا يحركهُ شيء
جلس السفير عادل بجانبهِ و ربتَ على ساعدهِ : ما تشوف شر يا اوس جعلها آخر اوجاعك قول آمين
ابتسمَ لهُ وأومأ برأسهِ : اللهم امين ولا يوريك مكروه باللي تحب.
السفير عادل : اوس يا ابوي شف هالمحقق بيحقق معك.
بعدَ ان سألهُ عدة اسأله بنظرهِ سخيفه ولا فائده منها
نظرَ إلى السفير الى جُنيد طلع اللي معك يا مُؤيد.
يقفُ جُنيد بجانبهِ والسفير ومحقق أمريكي على الجانب الأخر
اخرجَ الصور من جيبهِ الداخلي وضع الصور امامهُ فوق فخذيه ليهتف : هذولا اللي تهجمو عليك بشقتك تعرفهم.
انزلَ حدقتيه ينظر لهذا المُقزز المدعو بفاهد أراد أن يقتلهُ ويشربَ من دمه ليروي افعالهُ عليه ، سمعَ السفير من فوقه : تعرفهم يا اوس ؟
زفر انفاسهُ وجمع الصور ببعضها ليعطيها جُنيد : ما اعرفهم و لا عمري شفتهم حتى وجيههم وقت تهجمو علي ما قدرت اشوفها.
جُنيد بشك نظر لهُ واعاد الصور مجدداً : متأكد ؟ ليش تأخرو ما طلعو منك ؟
زفر انفاسهُ وصوبَ حدقتيهِ بنظره مستقيمه اليه الى جُنيد : ليش عندك شك اني اكذب ؟ ودليلي اني كذاب معك اخ مُؤيد !
رفعَ جُنيد حاجبيه وابتسامه الأستفزاز التي يطرحها دائماً عليه هوَ فقط : يمكن غالباً ما يصدقون اللي يفقدون الذاكره حتى لو شيء جزئي ما ندري صدقهم من كذبهم.
صمت وجمعَ الصور بهدوء و وضعها على الطاوله : دخلت الشقه وشفت الستاير مسكره ولما طلعت ما كانت مسكره ما حسيت بعدها الا بضرب مع راسي ومسكني مع كتوفي والثاني طعني وطلعو بسرعه من قوه الطعنه كل اللي افكر فيه اتصل على اي احد صرت ازحف وما حَسيت بشي بعدها.
رفع رأسهُ ينظر لهُ لتتهم السُخريه على صوته: وبس هذا اللي اتذكره آسف ذاكرتي ضعيفة جـداً.
سمعَ السفير بنبرة آمر : خلاص دام هذا اللي تتذكره فهو كافي انت ارتاح الحين ولا تجهد نفسك بشي.
ابتسمَ لهُ مُجامله وعقلهُ يضطرب بأمور كثيرة وأولها ما يخبئه والدهُ له وثانيها بـ" لوزيته "



| خارج المستشفى |

تسير برفقة عمها هادئة وألف فكره تدور بذهنها قدّ اصبحَ والدها صغيراً بعينيها أن يمثل جمودهُ عليهم بينما هو يتندمُ المّ وحسرة داخلهُ ، دخلت خلفهُ واغلقت الباب نظرت اليه يحملُ قنينة ماء حتى جلس وجلست على الاريكه المُقابله : عمي انتّ عارف ان ابوي مسوي توكيل لاوس ؟
اومأ سعود رأسهُ بهدوء : ايه عارف وكاتم هالشيء من زمان
سمع انفاسها المُتحشرجه : طول هالوقت راضي عليه واحنا اخر من يعلم ! وامي قلبها يتقطع وينصهر الف مره باليوم وابوي ما عمره وضح شي ! و ان هذا شي عادي عندك وعند ابوي !
نظرَ لها مُبتسم ونبرة الحنّية التي لا طالَ ما كانت مُتواجده في حديثه : هذا ابوك يا أرين وهذا طبعه كتوم وما يطلع الحرف من لسانه الا دارسه حلفني اكثر من مره ما اقول هالشيء الا اذا شفته.
رفعت أناملها تُبعد حجابها عن شعرها لفظت ببعض الأسى : الله يسامحه ، الله يسامحك يا يبه كان انك حرمته من بره لك.
سعود نظرَ لها وابتسم : وانتِ.
رفعت رأسها تنظُر اليه لم تفهم ما يقصدهُ ، قطبتّ جبينها: انا وش فيني ؟
سعود رفع كفهُ يُشيرعَليها : انتِ عاجبك وضعك لا تتقدمين ولا ترجعين لك خطوه وانا عمك اللي تسوينه تحسبينه زين ؟ هذا يدمر لك نفسك ولله العظيم ، عارفه قبل يومين امك مرسله لي جايك خطاب بس هالمره وشي واحد شايب يبغاك حرمه ثالثة له.
ظهرت ضحكاتها العاليه بنعومه لتنظر اليه : من جدك يا عمي ! على كثر الخطاب اللي يجوني دايماً ما اعرف ليش مايجون لفيض ! تعرف احياناً أشك بسوالف امي انه فيه خطاب.
ضربت راحه كفيها ببعضهما واردفت مُبتسمه : عمي انا مرتاحه كذا ، واتمنى يعني لو امي طلبتك تحاكيني بموضوع الزواج انك تقولها ما تجيب الطاري ليومك هذا يأنبني ضميري على ولدي انه توفى بسببي.
سحبَ سعود شهيقهُ وعاد ليزفرهُ ببطئ هز رأسهُ بالنفي ولم يُعجب بما تفوهت بهِ لكنه لم يُمانع تمسكها برأيها الذي تُصر عليهِ بكل مره : اللي يريحك يا بنتي.
وقفت وحملت حقيبتها مُتعذره منهُ لتدخل غرفتها ولكنهُ اوقفها بصوته نظرت لهُ مبتسمة : لبّيه.
ابتسمَ لها : لبيتي في مكَه ، شيلي اغراضك عشان الصباح نروح لشقه اوس نرتبها ونشوف كان ناقصها شي.
اشاحت حدقتها في كُل مكان لتُدرك : عادي ! ما يعوره انه صار له الشيء بنفس المكان ويرجع له ؟
سعود وقف وخلع معطفهُ : ايه عادي وأوس كلها يومين لأسبوع ويطلع وهو بنفسه قال لي نطلع ونروح بيته ، لا تخافين نظفوها ورتبوها عقب اللي صار له.
ابتسمت وأومأت برأسها لتعتذر لهُ ذهبت الى غرفتها
أغلقت الباب وتجردت من ارين التي تظهر امامَ الجميع
و تستفرد بنفسها المنغلقة على مُحيطها القاتم.








'
'






صباحاً باكراً مُشرق في شوارع الرياض المُكتضه بالأزدحام عدا تلك التي تشعُر بألم كفها وكأنهُ قَرْح في جوفها تعبت وتَعب قلبها عاجزة أن تَخرُج من نفسِها العاشقه.
تنتظر شقيقها بعد أن طلبت إجازه مرضيه بسبب كفها التي لا تحتاج من الأساس ولكن لأجل نفسها المُرهقه ، اتكأت على حدّ النافذة تتأملُ كفها الملفوفه وبكفها الأخرى تتحسسها ، تتمنى راجيه ان يبعد من بهِ شراً عليها إن كان من الذي خطبها او اوس ، تنبهت على طرق زجاج السيارة ابتعدت رأسها الذي يتكئ عليه و انزلت النافذة مدّ لها المُثنى ورقه إجازه لمده اسبوع ولكن لمعارف والدهِ تركها اسبوعان ، لفظ بشيء من السُهريه : تأخرت عليك ما حسيتي؟
هزت رأسها نافية : لا ما حسيت ، ما تأخرت كلها نص ساعه.
المُثنى يتكئ بكفهِ على الباب : وين نص ساعه صار لك ساعه من طلعتي ، دخلت المكتب يوقع عليها وعلى طول عطاني هالورقه مسويها لك من زمان طلع ابوي مسوي لك واسطه ، من قدك اجازه طبيه اسبوعين وهي أساسها أسبوع.
وضعت الورقه بحقيبتها ونظرت اليه وتتضح ابتسامتها الغافية من لوزيتها : طيب وش رايك في هالمناسبه تعزمني على الفطور ؟
ارخى غترتهُ البيضاء وعاد ينسفها مره أُخرى ليهتف بقليلاً من الغرور مثقلاً صوتهُ : ودي والله بس مشغول خبرك عندي اجتماعات وشركات و المُؤسسه فوق راسي الى ما يرجع الولد و يجر معه المدير التنفيذي لها.
دفعت كفهُ المُمسكه و اضغطت على زر النافذة ترفعها : ما تكرم اختك اللي اكبر منك.
عادَ الصعود الى مكانهِ : ذلّتني على الكبر وكلها شهرين بس شهرين بسسس اشتري لك بالطريق وارجعك البيت.
صمت الاثنان وكُلاً منهما يشغلُ افكارهُ بشيء آخر
بشيء هيَ بسـ رحانها المُعتاد ، وهوَ بِما سمعهُ بشيء آخر يتمنى من الله ان تكون جميع الفحوصات التي أجراها سليمة ولكن قلبهُ واحاسيسهُ ابتّ أن تجعلَ الأمر بخير.
تنبه على قرصتها القوية على عضدهُ نظر لها بنظرة مُؤلمه : اسنان فارة مو أصابع بنت اعوذ بالله.
تَبسمت لهُ دانيه لتهتف مُمازحه : مين اللي ماخذه قلبك ؟ ساعة احاكيك ولا معطيني بال بالمرّه ! اقولك ليش تأخرت.
نظرَ لها وعادَ ينظر إلى الطريق وابتسمَ بشيء من الوَجَع : ابد كان ودي اسوي تحاليل من زمان وسويتها على طريقي.
قطبت حاجبيها وتأملتهُ طويلاً لمّ يكن ليخبئ عنها أي شيء حتى اتفه تفاصيله ، سَمع نبرتها المُرتعبه تهمس : مُثنى ليش وش فيك ! من وشي موجوع ؟
نظر لها وعاد ينظر الى الطريق رفع كفهُ وغرس اناملهُ على مُؤخره عنقه : تحاليل شامله دورية ماهو شي يخوف.
لم تُعجب بنبرة صوتهِ لقولهِ رفعت كفها الملفوفة على ساعدهِ : الكلام الطالع يقول شي وصوتك يقول شي ثاني.
صمت وما الصمتُ سوى الأجابه ، وعدَ نفسهُ ان يكتم الموضوع لنفسهِ فلا أحداً مُجبر أن يحمل همهُ سوى نفسه وعقله لا لوالديه ولا لشقيقاته.
غيرَ مجرى الحديث الذي ينهشهُ لحديثها هَي : أمي تقول جايين لك خطّاب قبل كم يوم.
ابعدت كفها وعادت لتنظُر الى ازدحام السيارات أمامها : ما احس فيه نصيب بس مشيت الموضوع لأمي حاولت اقلبها براسي ما قدرت احس ماني مستعده اتزوج الحين.
كاذبة واكتشاف كذبتها سهلاً عليه التزم السكونَ قليلاً وسحبَ انفاسهُ : الله يعينك سوي حبس مع نفسك الى ما يرجع وهو عايش حياته مع زوجته وبنته ، ما أحد قال لك ان زوجته عنده من اللي صار له
تجرعت بصعوبة ريقها الحالك بجفافه وقدمها تهتز دون شعور منها: انا جبت طاريه الحين ؟
المُثنى يبتسمّ بهدوء وبنبرة أكثر اتزان: ما قلنا شي بس نفكر بأنفسنا ونترك كل شي على جنب ، والله لو انتِ ارين اللي ثلاث سنوات ملكه معه وانفصل عنك للحين تفكرين فيه خلاص عيشي حياتك لنفسك.
شددت بكلتا قبضتيها حتى شعرت بألم الخياطه على كفها المجروحه
عاجزة عن العيش لنفسها وعاجزة على أن تُمحى ذكرياتهُ عنها






'
'






في نفس الوقت في مكان آخر تمتلئ منهُ الحياة بعضها حزين بخبر مُؤلم وأخرى لا بأسَ بها وأخرى تنتظر فرجَ الشفاء من الله ، تستقر على جدرانها رائحتهُ انحباس الأنفُس واراضيها تزرع عليها خطوات الخوف والإنقاذ بلحظات الأخيره.
انتهى لتوهِ خياطة جرح طفلاً لم يتجاوز الخمسَ سنوات حتى انهُ لم يشرب قهوتهُ التي بردت ارتشف منها ثم بصقها مشمئز من طعمها البارد وضعها وذهب يغسلُ كفيه ليُحوقل بصوتٍ مرتفع ويُتمتم بغضب من ذاك الطفل الصغير.
سمعَ منّ خلفهُ صاحب العمل وصديق سنوات الأمتياز : وش فيك يالله صباح خير.
نظرَ لهُ وهزّ رأسهُ يُمنى ويسرى بغضب : يا اخي ما مداني احط رجلي على المستشفى الا جروني اخيط لبزر شكله عمره ثلاث سنوات أو أربع هو لا دراسه ولا شي ! وش اللي مقومه هالوقت جرح بجبهته سبع غُرز.
رائد بضحكه : يا ولد الحلال جت على كذا هو عمره مر علينا يومين بدون حوادث الصغار شي عجيب ! هذا الاسبوع اللي فات مخيط لك بنت قاصه اذنها احد يترك مقص بأماكن قريبة للأطفال بعض الأهالي الله يهديهم يغفلون.
سحب المناديل الورقية يطبطب بها على كفيه : ولله الاطفال مسؤوليه حتى لو انهم يفهمون الله يعين اهاليهم عليهم.
رفعَ كوب القهوه الزائد : تبي قهوه جاتني زايده بالغلط ، يومك حلو.
التقط الكوب منهُ مُبتسم : الله توني كنت بشتري ثانيه تسلم ولله حتى قهوتي ما شربتها بردت ما قدرت اشربها من الحوسه ما احكي لك عن طعمها وهي بارده ما اعرف كيف الناس تحط معها ثلج.
سمعا خلفهما ممرضه تُنادي عليهما : دكتور رائد دكتور غادي فيه حاله لمريضه تحس بمغص بطنها مبدئياً اتوقع انها حالة تسمم ممكن واحد يجي يشوفها.
رائد اومأ برأسهِ وارتشف من كوبه : طيب جاي وراك -عادَ ينظرُ له وابتسم - قهوتي اللي شكلي ماراح اشربها هذا ضحكي عليك ما كملت خمس دقايق.
ضربهُ على ظهرهِ بخشونة : على شغلك يا دكتور.
ذهب رائد الى مريضته وهو الأخر ذهب الى مكتب تسجيل حالات المُرضى ليوقع على مريضه الذي انتهى منهُ قبلَ قليل

نظر اليها تقف امام احدى الحواسيب تسجل مستجدات مريضاً ما بنقابها الأبيض ومحاجرها الواسعة برسمه مسحوبه يعرفها بسبب شامه تستقر بجانب عينها اليسرى بحجم حبة الفاصولياء ابتسم بشكل مُذهل اقترب لأنهُ يريد ايضاً تسجيل حالتهِ بنفس الجاهز ، بينَ اناملهُ كوب القهوه وضعهُ أمامها ، ليس بشخص جيد بالحديث مع النساء الغُرب لكن هذه هيَ من ستصبح زوجة المستقبل والتي اصبحَ يشعر منذُ أن وافقت عليه باختلاج قلبهَ ونبضاته السريعة بمجرد ان يمر طيفها أمامه : صباح الخير دكتوره بيسان.
اجابتهُ بلهجه عملها المُعتاده غيرَ مُباليه وحدقتيها تُركز على ما تفعلهُ : صباح النور.
دفع كوب القهوة بسبابتهِ اليها وابتسم : تفضلي جايبها صاحبي ولا شربتها صارت من نصيبك.
انتهت من عملها على الشاشة ودون ان تنظر اليه اشارت على الكوب : تعرفني عشان تعطيني قهوه !
تلاشت ابتسامتهُ واقترب خطوهُ بمرفقه يتكئ على الطاوله الرُخاميه : ايه خطيبك وان شاءالله بصير زوجك.
تنهدت بضيق تُحاول ان لا تضع عينيها بعينيه صوبت نظراتها الى عُنقه : تعرفني ؟ بيننا معرفه.
ظهرت ضحكتهُ الساخرة ، اشاح نظراته في ارجاء المكان بضوضائه رُغم أنَ الساعة لا تزال في الثامنة والنصف: انتِ بيسان !
أشارت على نفسِها و بنبرة جافة : و تعلمني بأسمي بعد ! دام مافيه شي يربطنا لا بالشرع ولا برضى الله لا تمدّ راحتك علي انتّ غريب علي يا دكتور حنا نجي هنا عشان شغل مو نتعارف، عن اذنك.
ذهبت من أمَامِ عَينّيه ضرب الطاوله بقسوه لتتضح نبرة صوتهِ العالية : متكبره !!
احتشدتّ المحاجر القريبة تُديم اليه بأستعجاب ، لمّ يُبالي بتلك المحاجر ليسير خارجاً من المبنى مُبتعداً حتى مسافه تسمحُ لهُ بإفراغ تصرفها بسيجاره حتى انتهى منها ليُشعل الأخرى ايضاً ، رفعَ هاتفهُ وضغطَ على رقم خالته انتظر ظويلاً حتى اجابتهُ وسردَ لها تصرفها الذي بنظرهِ قله احترام
سُعاد بعدَ أن غرقت بضحكه طويله : الله يقطع بليسك ويالله صباح خير وهي الصادقه اثقل يا ولد كلها يومين وتروح تشوفها ونخطب رسمي.
تجهمت ملامحهُ بشكلٍ واضح حذفَ السيجاره ودهس عليها : اذا هذا اسلوبها بالبديه كيف لا تزوجنا.
سُعاد المشغولة بأكتداح على شاشة الحاسوب أنهت حديثهُ باستعجال : انا مشغوله يا غادي ، ولكُل حادث حديث كان عندك شي قلي بعد ما أطلع من الدوام وقلت لك لا تكتب كل شي رسمي دام ما حلت لك الى الحين حتى تحاليل زواج ما سويتو تبي تحطها تحت شورك وتحت امورك من هالحين !!
اغلت منهُ بينما هوَ أَسهَب في حياتهِ التي رُبما تكون معها مُعتمه!
اخرجَ سيجارتهُ الثالثة ولكنهُ تعوذ من شيطانهِ ثلاثاً ليعيدها الى مكانها لنّ يستبقَ الأحداث الآن ولُكل حادثٍ حديث.




'
'




| قبلَ عشرِ سنوات عَجِفه غَيرت مجرى حياة اشخاص |



الثامنه مساء
دخَل غادي العائد من المستشفى بعدَ يومٍ طويل في سنة الأمتياز التي يطبقها نظرَ الى والديه الجالسان بمسافه بعيده عن بعضهما قبل رأسَ الأثنان وجلس بقُرب والدتهِ نظر لوالده الذي يتكئ بمرفقيه على رُكبتيه لا يزالَ يرتدي ثوبهِ ليهمس : وش فيه ابوي وجهه معصب بالعاده اول ما يدخل البيت يلبس جلابيه.
رفعت كتفيها لتُجيبه بنفس الهمس : من دخل البيت وهذا هو على وضعه ما تغير ما ادري وش عنده.
تنهد غادي بتعب والجوع ينهشُ معدتهِ : طيب جوعان بالعاده بعد الصلاه على طول تعشون.
نظرت الى زوجها لتهتف بصوت مُرفع : خالد نحط العشاء ؟
لم ينتبه إلى منّ تُحدثه لتعود بقولها لهُ وانتبهَ اليها : اقولك تبي العشاء الحين ، أوس قال بيتأخر.
كان يعقدُ حاجبيه بشكلٍ مُفرط لم يفكّ عُقدتها منذُ انّ جلس : ايه حطي عشان ينامون العيال وراهم مدارس.

بعد دقائق قصيرة على طاولة الطعام الزوجين وابنائهم الأربعه يتناولون العشاء عداه هو الذي يتأملُ صحنهُ الممتلئ بشكلٍ هادئ وداخلهُ أعاصير من الغضب تستعدُ للخروج ولكنها تنتظر موقع انفجارها.
ارين التي تجلس بجانب والدتها همست لها : كلميه عن كِنان تكفين.
غرست مرفقها بخصرها لتهتف : ماهو وقته ما تشوفينه معصب
رفعَ انظارهُ إلى الهمس الواضح يتحدث بنبرة ثقيله : وش له الهمس انتِ وبنتك.
زفرت شيخه انفاسها واشارت عليها : بنتك تبي تكلم كِنان تقول صار لهم سنه متملكين المفروض يكلمون بعض وانت رافض.
حمل كأس الماء وارتشفَ منهُ نظرَ لها بنظرات الجمتها وعادت تنظرُ الى صحنها : اتوقع شرطي واضح وكلكم وافقتو عليه لا صار عمرك عشرين سنه كلميه واطلعي معه وانتِ وافقتي عليه لا انتِ طايره ولا هو طاير ركزو بدراستكم انتِ وياه وخلو عنكم هالخرابيط.
هيَ كاذبه فمنذُ ان عُقد قرانه عليها تُحدثه خفيه عن والدها بعلم والدتها واخوانها عدا والدها لكنها تُريد أن تكون على وضوح امامه تشعر ببعض الذنب قليلاً بسبب انها تُخبئ الحقيقه قوست شفتيها بحُزن و بخيبة آمل درامية : ان شاءالله يبه تامر.
همست لها والدتها : قلت لك سكري على الموضوع ماله داعي بالنهاية يعرف من نفسه.

يسير يُجرجرُ خطواتهِ الثقيله بعدَ يومٍ شاق ومُنهك كُل ما يريده هو النوم وقبلها يجلسُ قليلاً مع عائلتهِ كعادتهِ أن يستمد منهم حُب ومودة لتجري بشراينه.
سمع صوت اصطدام الملاعق والصحون الزُجزحيه اقتربَ مُبتسماً وما إن رأهُ والدهُ حتى وقفَ وبسُرعه البرق ليصفعهُ بأقوى ما يملك من قوة.
رفع كفهُ الى يتحسس وجنتهُ الذي شعرَ بها تنبض بسببِ قوة صفعهِ نظرَ إلى والدهِ مَصعوق ، يصرخ بصوتٍ مُرتفع وهوَ يُمسك ياقة ثوبه : وش مسوي يا ولد الــ***.
كَان ينظرُ لوالدهِ غَير مُدرك ما فلهُ ليتَهجم عليهِ بتلك الجدية حاولَ تحرير نفسهُ حتى استطاع وبنبره مُرتفعه : وش مسوي كنت اكرف بالجامعه بعدين مريت المصنع مثل ما قلت لي و توني أجي.
عادَ يُمسكه من ياقة ثوبه وانفاسهُ ترتطم بملامحهِ بغضب: انت اصلاً مانت كفو احد يأمنك على شي كل ماسويت شي جيت انتّ وخربت ولازم اصلحه من وراك.
حاول أن يُبعده ليصرخ: ما سويت شي وش مسوي!
اتت شيخه وخلفها غادي لتحاول ان تُفلت يدهُ عن ابنها: يا خالد تعوذ من ابليس وش مسوي اوس!
ابعد يدهُ عنهُ بنفُور : ولدك الي مفتخره فيه لاعب بالمؤسسه بغسيل الأموال انا لو ما حليت كل شي من البدايه كان انا بالسجن وحلال ابوي راح بسبه واحد طايش ما يفكر بمصلحة أهله قبل وابوه اللي يتعب عشانهم.
اتسعت محاجرها بأرتياب: ياساتر غسيل أموال !! شلون.
اوس عقدَ حاجبيه ليُدافع عن نفسه : ابو ماضي السبب مالي دخل هو الي قالي كيف نرفع الأرباح ووقعت له الأوراق قلت له قلت لأبوي قالي ما أوقع شي بدون شور ابوك.
رفع والدهُ يدهُ غاضباً يدفعهُ بقسوة من كتفهِ: ترفع الأرباح يا حيوان بحرام - صرخ - حـــــــرام يا زفت اخر عمري يدخل جيبي فلوس حرام.
اوس بأندفاع اكثر عن نفسه حَرارّ قبضة أبيه عنهُ: مو خلاص قدرت تستحوذ على شركة المحبوب قالي اسوي كِذا عشان ما يتكلم ابو مشعل.
صفعهُ مره اخرى لعلَ غضبهُ يهدأ : انت ما تفهم غبي ماعندك عقل تفكر ماتعرف تجي عندي تقول لي توقع وتأخذ الختم تختم على عماك و هالزفت قالي ماله دخل انت الي وقعت مو هو !!
شيخه ارتفعَ غضبها على ما يفعلهُ بهِ أمام ابنائه: ياخالد هد نفسك ولدك يبي مصلحتك - همست مُقتربه منهُ - عيالك يشوفون تهاوشو بس بعيد عنهم.
غادي رفعَ كفهُ الى كتفِ والده يُجاري حديث والدته: يبه هدي مو زينه العصبيه عليك
خالد بحده وأبعدَ كفهُ بغضب:اي مصلحه وبسبب توقيعه وقيان راهن الشركه بعد ما أمنته أيها رفيق عمري الي مابيننا الا الميانه صرنا متعودين على بعض هي غسيل أموال وبس لاعب بحسابات الشركة وهو متعمد بسبب خلل كان بيسبب لنا انهيار بالاسهم ماني عارف كيف بحلها و هالزفت قدامي هذا غير الأشياء الي يدخلها بطريقه غير قانونيه وكله بسببك انت يا حيوان فعايلك بدفع تعويض تخلص أعمارنا رحنا نسدد فيه.
أوس تتضحُ نبرة صوتهِ المُجلجله وعروق محاجره تأن من احمرارها : إذا بتلوم أحد لوم وقيان هو اللي قال لي أوقع بختمك هو اللي دخلها براسي مثل ما دخلت انت براسه الشراكه.
أحمر وجههُ والدهُ كادت ان تنفجر عروقه: لو جابر ما قالي شي الله اعلم تعب ابوي اللي حطها برقبتي سنين طويلة وراي كله راح بغمضة عين كله بسبب هالبزر - دفعهُ بقسوه بأتجاه الباب طلع اطلع برا بيتي يا حيوان لا عندك لا ابو ولا ام ولا اخوان انا متبري منك ليوم الدين
صرخت زوجتهُ بجزع مما تجرأت شفتيه من نُطقه: لا ياخالد وش هالكلام حرام عليك ما هو بسبب الفلوس تتبرأ منه.
دفعهُ للخلف صرخ: انا بريئ منك ليوم الدين ولا انت ولدي ولا هذول اخوانك تنساهم انت عار علي عار اطــلـع.
ينظرُ الى والدهِ مضطرب لمّ يتذكر انهُ فعل ذلك كيفَ لهُ أن يقومَ بضرر عائلتهِ كُل ما فعله خط حبرٍ وختم ايمكنُ له ان يحصل كل ذلك لهُ حَقِدَ أشد الحقد على وقيان كيفَ لهُ أن يُلفق كُل ذاك على رأسهِ ، شعر بالنصر والفرحه تغمرهُ عندما أخبره بلسانهِ وبـأبتسامه غامره " ابوك بيرفع راسه فيك انت بس عطني الصلاحية ووقع وشوف فرحه أبوك كيف بتكون " كانَ كاذباً وكذبتهُ تلك حدثَ ما حدث.
امسكهُ غادي من ظهرهِ ليبعدهُ عن أعين والدهِ لفترة من الوقت رُبما يهدأ قليلاً، يسيرُ معه دون إدراك وكأنهُ يسير على الهواء خرجَ بهِ وهمسَ لهُ: أوس!
نظر إليه بعيني بارده وملامح متصلبة : سمعت وش قال ! قال أنه بريئ مني والله ما سويت شي
أشار على نفسهِ وامتلأت محاجرهُ رُغماً عنهُ دمع القهر بدمع الأمانه التي كانَ بيثقُ بها اختلج صوتهُ وخروج الحروف من حُنجرتهِ اصبحَ صعب لُيردف بهمس : ابوي ما يبيني وتبرى مني وين اروح قول.

في الداخل
ما إن أخرجهُ حتى ذهبَ هو الأخر للأعلى يُحاول ان يهدئ من نفسه ، التفت تنظر إلى أبنائها الذين ينظرون الى ذلك المشهد الدرامي المُؤلم ، تنهدت بأسى أي مُصيبه تم افتعالها لهم واي حالٍ انقلبَ عليهم : اذا خلصتو عشاء روحو يمه فرشوا اسنانكم و روحو غرفكم.
خرجَ ميلاد وفيض واقتربت ارين الى والدتها : يمه وش صاير وش مسوي أوس ؟ نفس اللي ينشاف بالمسلسلات الكويتيه
نظرت اليها بهدوء : انا اقول روحي قولي للعاملات يشيلون العشاء واتصلي على كِنان الحين خليه يجي ياخذ أوس ابوك لا عصب ما يشوف احد قدامه ، يهدي شوي ونشوف السالفه زي الناس.
اومأت برأسها وذهبت لتفعلَ ما تريدهُ والدتها ، خرجت شيخه الى الخارج ونظرت اليه يقف وغادي يتشبث بكتفيه يحاول تهدئتهِ : اوس يمه
نظر لها وصوتهُ يرتجف كـ ارتجاف الملوحه في محاجره : يمه والله ما دريت والله وقيان النذل لعب علي قالي ابوي بيرفع راسه فيني ما دريت اني بنزل راسه ولله.
اقتربت لتحتضن ملامحهُ بكفيها المُرتعشه : ماعليه بكلمه الحين يهدأ شوي بس عشانه معصب كِنان بيجي بعد شوي تروح معه وانا بتصل على زوجة عمك واقول لها تكلم عمك خلاص ؟
غادي مسك ذراعهُ لينزُل عتبات الدرج: تعال انا اوصلك له.
سحبَ ذراعهُ سار ليدخُل الى الداخل بحثَ عنهُ وصعد للأعلى ليجدهُ يقف على رأس عتبات السلالم قطباً حاجبيه : انت ليش ما طلعت اطلع اقولك لا والله اذبحك واعلق جثتك على باب الفله
أشار لنفسهِ : يبه اسمعني افهم مني والله العظيم ما دريت.
صرخ بصوتِ عالي زَلزلَ أركانَ المنزل: ماني ابوك ولا تطري هالكلمه على لسانك وانقلع برا بيتي.
قفزَ غادي عتبات الدرج : اوس انزل معي قالت لك امي اصبر يهدأ شوي.
رفعَ خالد سبابتهُ الى غادي: و انتّ يا غادي ان وديته لمكان ماتلوم الا نفسك لا اتبرى منك انت الثاني اتركه عنك خله يولي بنفسه.
صرخت تلك التي بأسفل وقلبها يأن معها ويعتصر من فعل زوجها : حرام عليك حرام اللي تسويه ياخالد افهم الولد قبل ترمي عليه التهايم
ابعدَ انظارهُ عنها سارَ باتجاه غرفته دون ان ينطقَ بحرف.
نزلَ للأسفل اقترب من والدتهِ ليحتضنها قالَ بصوتهِ المتحشرج : يمه ولله ما ادري كيف صار هذا كله والله العظيم.
طبطبت على ظهره ابعدت عنهُ و بـ أنملها مسحت دموعه : ما عليه انت رح مع كِنان الحين بتصل على زوجه عمك اقولها يكلم ابوك انت روح تلاقيه وصل ماهو من بعد بيتهم.
غادي : اسمع صوت السياره خلنا تطلع معي.
شيخه دفاعتهُ الى الخارج : روح عسى ربي يثبت قلبك ويصبرك.

خرجَ برفقة غادي لينظر ذاك وسيجارتهِ بين اناملهِ ينفُثها ما إن نظر اليهم حتى رماها ودهسها ، رفعَ كفهُ بطريقتهِ المعتادة : هلااا ابو السوس وش اللي صاير الحُب والشوق تقول صار فيه هوشه ؟
غادي من خلفهِ هتفَ بنبرة جادة : اقول امش خلنا نروح مكان ونفهم بعدين
كِنان فتحَ لهُ الباب الخلفي : حياك يا ابو السوس ولله لأوديك مطعم ينسيك اللي صار لك.
صعدَ غادي بجانب السائق وصعدَ كِنان الى مكانه والتف ينظُر لهُ ليهتف بجديه : ابو السوس صدق عمي خالد وش مسوي انت وش مهبب.
كانَ ذاك صامتاً يتأملُ الخارج غيرَ مُدك ما يجري حوله ، دفعهُ غادي من عضده ليهتف : حرك سيارتك اقول وانطم ابرك لنا كلنا.
وضع حزام الامان وأشار على منزلهم وبكرميديتهِ المُعتاده ترا انا اسوي كل هذا لعيون الحلوه والورده اللي بالبيت ولا كلكم ولا شي عندي.
نظرَ الى الأثنان صامتان وملامحهم تتلبس بشيء من الريبة ربما أنَ الموضوع جدي بشكل كبير بسبب صمتهم واشكالهم.
صَمتَ هو الآخر ايضاً حتى توقفَ عند إحدى المطاعم الأرز نظر لهما : احسن بخاري بتاكلونه هنا انزل انت وياه على حسابي ما ابي منكم شي - التفَ ينظر الى اوس - ابو السوس انزل عبي بطنك و لا عليك من شي فكر بالأكل وبس.


| عودة إلى منزلهم |

فتحت الباب بقوه نظرت لزوجها يستلقي على سريرهُ يستعد لنوم باتساع محاجرها و باستياء : مو طبيعي ! بنظرك ان الي سويته عادي ! تبرى من ولدك وفيك حيل تنام والوضع مره عادي وكأنك قايل له كل تراب ؟!
التفَ الى الجهه الأخرى لتُصبح خلفَ ظهرهِ : الي فيني مكفيني ياشيخه لا تزيدينها علي سكري الأنوار معك.
رفعت أصبعها بتهديد : ولله مالي جلسه في هالبيت لا انا ولا عيالي ان ما خليته ينام بالبيت الليلة.
تربعَ وقطبَ حاجبيه : روحي الله معك بس عيالك يعتبون الباب اوريك الي ما يرضيك واحرمك منهم.
ارتفعت نبرة صوتها المُؤلمه لعلَ ثُقل جوفها يتراخَى : حـرام عليك الي تسويه يا خالد وش ذنبه اذا سوا شي ما يعرفه وإذا بنجي على الغلط هذا غلطك فيه احد يعطي وحده توه مكمل اثنين وعشرين سنة صلاحية توقيع ! كيف تسلمه أشياء أكبر منه.
وقف من سريره ليصبح أمامها لا يفصل بينهم الا اقل من ربعِ متر و بنبره غاضبه : ايه دافعي عن حبيب قلبك دافعي هو و ولدك نفس الطباع تدافعين عنه اكيد ، شكلها خطتك معه خططتي علي مع ولدك واللي ما يتسمى.
اتسعت حدقتيها العسليه تنظُر إليه بعدم إستيعاب رفعت سبابتها إلى منتصف صدرها : انا ! انا اخطط عليك يا خالد وليش؟
خرجت ضحكه ساخره واشاحَ بأنظارهُ على كامل الغرفة ليعيدها إليها : ليش؟ عشان حبيب القلب ومين غيره ولد الماضي بعد السنين للحين حطتني بباله.
صُعقت من طريقة تفكيرها المُراهقه : يا حسافه الشيب اللي غاسل شعرك يا خالد اذا هذا عمرك و هذا هو تفكيرك وانا معك من عشرين سنة! هالرجال ما اعرف عنه شي من تزوجتك وعشت معك جاي الحين وانا فوق ظهري خمس عيال تقول اخطط من وراك ! كل هذا يعني الثقه اللي بيننا راحت ! يهون عليك.
شدها من عضدها بقوة : ايه وش يعرفنا حنا اذا هذا اولها الله يستر من تاليها.
دفعتهُ من صدره بقوه حتى أبعدت قبضه اناملهِ عن عضدها اثنانهما لأول مرة يمدُ كلاً منهما يدهُ على الاخر وكلاً منهما يستنكر وضع الأخر: لا تمد يدك علي عشان شك يا خالد وافكارك المريضه هذي ادفنها يا مريض ولدي ترجعه لي سامع.
اسبلَ عينيه بقله صبر بأعلى صوته:لا تخليني اسوي ما ابغى اسويه !
وضعت كفيها على خصرها بتحدي لا يسبقَ لها ان تفعلهُ : سوي تحسب اني بخاف منك الحين تتصل عليه ترجعه ما انام الا ولدي الا بغرفته ياخالد.
خالد بغضب حروفه: انتي طالق عشان مره ثانيه تحترمين كيف تتكلمين معي وتمدين يدك علي.
خرجَ من الحجرة نزل للأسفل و لم ينتبه الى تلك التي تسمع كُل شيء من خلفهِ لينزل الى الاسفل.، خرجَ من الفله لعلَ لغضبهِ أن يهدأ جلس بعيداً في الجلسه الخلفيه يفكر في حالهِ وكيفَ حدثَ كُل ذلك اغمض عينه يحاول تهدئه نفسهُ ولكن لا نفع الغضبُ عليه يُسيطر حاول استيعاب ما جرى مراراً بعدَ ان اعتبرهُ كرفيق عمره وسعى معهُ وظنَ أن الماضي قد نُسي عداه هو لم ينسى وانتقمَ لهُ بطريقته و من من فعل ذلك كيف لأبنهِ أن يوافق على توقيع تلك الأوراق أدت إلى خيانة إبنهُ له.


| من جهتها |

اتسعت محاجرها وارتطم فكيها ببعضهِ كانت تتوقع كُل شيء عدَ تلك الكلمة بعد السنوات التي قضوها معاً بعد الحب الذي اسقتهُ اليه و استمرَ بينهم طويلاً سارت بهدوء وخرجت من الغرفه.
رباه كيفَ لهذهِ الليله أن تكون موحشة لها بدايتها بغضبه ثم تبرئ من أبنهِ بعدها بطلاقها تُفكر بتركيب ما حصل هلَ هو بوعيهِ هذا اليوم ، اخذت سجادتها المفروشة التي لا تتغير من مكانها منذ مدّه طويلة في غرفة المعيشة دخلت لغرفة ابنها فرشتها بجانب سريره جددت وضوئها رفعت يديها تُناجي ربها أن يُلين قلبهِ عليه ، بعد دقائق طويلة عادَ طلال من عملهِ مُستنكر هدوء المنزل صعد للأعلى لا احدَ موجود نظر لغرفتهِ وابتسم منذُ يومان لم يراه اقترب وسمع صوت بكاء دخل للغُرفه نظر لها تبكي شهقاتها تتضح اقترب منها وجلس بجانبها على ركبتيه وضع معطفه بجانبهِ ارضاً هَمس : يـمـه ! وش صاير ؟
نظرت اليه بعينيها الحمراوين وارتمت في حضنه باكيه ينظر لها ليس من عادتها البكاء اخر مره رأها باكية في وفاة والده وهو ابن الرابعة عشر عاماً مسكَ كتفها : وش فيك وش صاير ! وليش جالسه بغرفه اوس؟
بصوتها المكتوم بحضنه : خالد يا طلال خالد ما ادري وش فيه قلب علي وعلى ولده.
رفعها من عضدها وجلس على ساقيه : طيب قولي وش صاير ؟
مررت ملامحها بكفيها : طلقني بدون سبب عشاني قلت له يرجع اوس.
تربع بجلستهِ : شيخه فهميني وش صاير ! دخلت بشوف اوس لي يومين ماشفته جيت اشوفك هنا وتبكين وسالفه مافهمتها يرجعه ليش
نظرت لحاجرهِ المُتسعه تنظر لها بخوف وصوتها يتحشرج : تبرى من اوس يا طلال تخيل قاله انت عار علي ليش وش السبب عشان وقع شي بالشركه بدون ما يعرف هذا سبب يتبرأ منه هذا قلب أبو كل هذا عشان فلوس !
طلال بصدمه مما يتفوه لسانها بهِ ضيقَ محاجرهُ :ياساتر وأوس وينه ؟
مسحت وجنتيها من الملوحة الدمع المُؤلم: قلت له يروح مع كِنان ما أدري وين بينام الليلة ما ودي يتصادم مع ابوه
وقف طلال بغضب مُتجه الى الخارج : انا بكلمه وش هالتفكير المريض
وقفت مُسرعه واغلقت الباب قبل أن يخرج : طلبتك يا طلال لا تسوي شي اتركه هذا هو لا عصب ما يوزن الكلام اللي يطلع من لسانه.
اصرَ على ضروسهِ بقسوة يحاول كبتَ غضبهِ عليها : شيخه وش خلك انتِ يطلقك قولي بتكلم معه ليش طلقك مو انا اخوك خلاص لا تزيدين الطين بتفاهم معه بهدوء
اطبقَ الصمتُ شفتيها وعادت للجلوس على طرف السرير بينما ذاك خرج ونظرَ اليها بوجهه المُتفجر من البكاء اقترب اليها وانحنى : وش فيك ؟
كانت شهقاتها تبتر كلماتها التي تُحاول اخراجها : ابوي طلق امي. سمعتهم يتهاوشون.
رفعَ سبابتهُ على ثغرهِ ليمس : اششش لا يسمعونك اخوانك.
ارين رفعت اناملها الرقيقه الراجفه تطبطب على وجنتها : السالفه تخص اوس ليش امي وش دخلها؟
ربتَ على كتفها بحنية : قالها وهو معصب والواحد إذا طلق وهو معصب ما يقع عادي الحين بروح اكلمه ويتراضون ان شاءالله ولا اسمعك تقولين اللي صار لكِنان.
أومأت رأسها بتفهم وقلبها حزينٌ على ذلك الحال تعلم انهُ يواسيها لا اكثر ، ذهب طلال الى الأسفل عادت هي الأخرى إلى غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح ضغطت على رقمهِ الأول في محرك بحثها أعتادتّ أن يواسيها في ضيقها.



في إتجاه أخر

يجلسُ على ساقٍ واحدة والأخرى يثنيها ويضعُ مرفقهُ على ركبتهِ و لسانهُ لا يصمت يتحدثّ عن كُل شيء وكل الاشياء التي لا معنى لها تعبَ لسانهُ من الحديث كان واحد منهم يلعب بالملعقه على السفره الارضيه والآخر يحتضن ساقيه الى صدره وسارح بعالمهِ
تناول علبه المشروب الغازي وارتشفَ بعضاً منها ليهتف بعدها: ترا السالفه ما تستاهل حزنك انت وياه -نظرَ الى غادي - الحين السالفه تخصه انت تتضايق ليش ؟
تنهد غادي ورفعَ الملعقه : ما ودك ادخلها بأقصى حلقك عشان لسانك ينبلع وما تتكلم.
تجهمتّ ملامحهُ بضيق لفظ بالكوميديا المعتادة : مالت على النسايب اللي ما ينبلعون ، حتى عزيمتي لذي الدرجه ثقيله عليكم محد مد اصابعه غيري.
صدحَ صوتَ هاتفهِ لينظر لاسمها و ارتسمت على ابتسامة ملئت ثغرهُ وضع الهاتف امامَ غادي : لولا الحُب ما شفتوني ابداً
وضع الهاتف على أُذنه : عيون كِنان وقلبه وروحه ، تحسين ان اخوانك مضايقيني؟.
لمّ تصدر منهُ سوى شهقه عاليه زرعت الخوف في صدره : ارين وش فيك؟ صاير شي.
نقلَ انظارهُ الى الاثنان اللذان نظرا اليه بخوف وارتعاب لم يفهم شيء من حديثها بسبب شهقاتها ، وقف بخوف خشي ما يمكن ان يصيبها : طيب شوي وبجيك لازم اشوفك.
غادي شعر ببعض الخوف: وش فيها صاير شي ثاني.
كِنان يُخرج بوكه من جيب ثوبه ويخرج العملات الورقية : ماادري تشاهق ما ادري وش صاير ببيتكم بعد وش هالمصايب بروح اقول لعمي اخذها واهج منكم قلبها رهيف ما تتحمل المشاكل.
دفعَ كِنان الحساب على عجل وسار الثلاثة الى داخل السياره ليخبرهم اوس : قبل تروح وصلني بيت عمي سعود.
نظرَ لهُ وعاد ينظر الى طريقه : اختك تشاهق وانت تقول بروح بيت عمك سعود !
غادي بتملل من فرط الأهتمام بها : ياخي اختي واعرفها اكثر منك لا تصير مهتم بزيادة وصله بيت عمي وعلى طريقنا نروح البيت تشوف اللي تشاهق
كِنان غرسَ انيابهُ على شفتهِ السُفلى يهدئ من غضبهِ قليلاً محاولاً ادراك انها بخير وان لا مكروه قد يصيبها
وقفَ امامَ منزلهم لينزل ودون أن ينتظرلهُ ليذهب مُقلعاً وجهتهِ وليس أمامهُ احداً سواها.
لم تمر عشر دقائق حتى توقف أمام منزلهم ، زفرَ غادي انفاسهُ بأرتياح : الله لا يجعلني سيارة بين يديك يا شيخ.
اقترب كِنان وقبلَ رأسهُ : طلبتك يا النسيب خلني اشوفها.
التفت ينظرُ اليه بمحاجرَ واسعة : وش تشوف !!
فتحَ باب سيارتهِ : وش اشوف بشوف مرتي ولله لا أجلس ترا هنا الى ما اشوفها لو يصير عمرها عشرين سنه بشرط عمي البايخ.
تنهد غادي بغم دعكَ مُؤخره رأسهُ : رح مع الباب اللي ورا و بحاول اطلعها لك اذا ما قدرت لك ارسلت لك لا تكتب رسمي أنك بتشوفها بحاول.


داخل المنزل

خرج من الفله باحثا عنهُ سارت قدميه الى خلف الفله حيثُ جلسة تعلوها مظلة خشبية بجانب حمام سباحة متوسط الحجم ، سار باتجاههِ نظرَ لهُ سارحاً يتأمل الأرض قالَ تحية الاسلام واقترب مقبلاً رأسهُ بإحترام جلس بجانبهِ صامت حتى سمعهُ بعد دقائق عديدة : قالت لك ؟
همهم لهُ بنعم ليُردف بعدها : ولله ما ادري كيف طلعت مني ، أعوذ بالله منك يابليس تتوقع يقع ؟
خلخل اناملهُ ببعضها وسحب نفسهُ العَميق : دايماً اذا صار الطلاق على غضب يُقال والله العالم انه ما يقع لكن الافضل لك تسأل يا عمي لا تدخل إلا إذا تأكدت.
اومأ برأسهِ وكأنهُ يأس من هذه الحياة سمعهُ من جانبهِ : وش صاير وليش طردت اوس.
التفَ اليهِ وبنبره حاده اتضحت : لا تجيب طاريه قدامي راح باللي ما يولي.
تجرعَ بعض العبارات التي كانَ ينوي قولها ولكنه التزمَ الصمت لفترة من الوقت حتى تنبه على غادي الذي اقبلَ وقبل رأسهُ سمعهُ بلهجه امر : وين وديته الزفت
رفعَ اناملهُ يدعك جبينهُ بتوتر واضح : جاء كِنان أخذه وطلب يروح بيت عمي سعود.
وقف مُتجه الى الفله وصعدَ للأعلى نظر لها تخرج من غرفتهما او كما كانت سابقاً غرفتهما أصبحت غرفتهُ هوَ، تحمل بعض حاجياتها وخلفها ارين تحمل لها بعض الملابس: شيخه.
انزلت ثوب الصلاه على قدميها قالت وعينيها تنظر داخل غرفه اوس التي امامها: لا تحط لساني على لسانك الى ما ترجع لي ولدي بين اخوانه حتى لو مكمل لي لباقي الطلقات.
دخلت الى حجرتهِ وضعت ارين ما بين كفيها وخرجت اغلق البابَ خلفها واقفلتهُ بالمفتاح لتدع لهُ المنزل الواسع لهُ وتنفرد بهذه الغرفه وحدها حتى يعود لها إبنها.



| هُنا الحاضر |

تحديداً في حُجرتهِ التي هجرتها بالنوم ولكن كُل وتر وصلاة فجر تُصليها بها تأنُ وتتألمُ دعواتها لهُ
رُبما اياماً قليلة ويأتي تحتَ ظلها ، وربما اسابيع وتتأملهُ حتى ُشبع قلبها وتطمأنُ محاجرها عليه ، وضعت بعض الشموع فوقَ الطاوله بجانب السرير وتاره أُخرى ترتب اكسسوارات طاولة المكتب.
لم تنتبه لتلك التي دخلت تُرتب برفقتها حتى شعرت بها و استنكرت والدتها حماسها بالترتيب : وش له تنظفين ! وش عندك؟
نظرت لها بابتهاج : ما عندي شي وش عندي ؟ بس بساعدكم متحمسه لرجعه اوس.
وضعت ما بين اناملها على الطاوله فضربت كفيها ببعضها : فيض اخلصي علي وش تبغين واتركي العاملة تخلص شغلها بلا حوستك
وقفت تترنح بخطواتها بخوف حتى أصبحت أمامها : يمه فيه دار نشر مسوين جلسه قراءه هم كل اسبوع يسونها عادي اروح لها ؟
والدتها انشغلت مره أُخرى بما تفعلهُ : لا ركزي بدروسك ما غير مضيعة وقت.
اقتربت بلهجة الرجاء تُسيطر عليها : تكفين يمه بس هالمره مو زمان خاطري اروح وبكل مره ترفضين هي مره وغيرها مافيه طلبتك واليوم اخر امتحان كان لي خلصت خلاص ما عندي شي.
صمتت والدتها لفترة وظلت هي الأُخرى تساعدها بالترتيب حتى سمعتها من خلفها : تروحين بس ما تروحين لحالك.
اتسعت ابتسامتها بفرحه : لا ما اروح اخذ فُرات ووجد معي.
نظرت إليها وبلهجة أمر : ساعتين بالضبط وترجعين !
اومأت برأسها ولم تستطيع كبح ابتسامتها ولو قليلاً : ابشري ساعتين ودقيقه امسحي فيني البلاط - اقتربت قبلت وجنتها - شكراً يمه.
خرجت وانتهت مهمتها التافهة في التنظيف بغرض الموافقة فقط بحثت عنها نظرت لها في غرفة آرين تبحث داخل أحد الأدراج دخلت واغلقت الباب اقتربت اليها تتراقص بكتفيها لتقولها بتلحين : وافقت وافقت وافقت تحديتني فزت بالتحدي
اكفهرت ملامحها بضيق منها : يارب تكشفين واطلع من المشكلة السخيفه هذي.
جلست على الاريكه الوحيده في الغرفه : المهم انك تروحين معي وارسل لفُرات بعد لازم تشوفوني اتكلم تخففون التوتر شوي علي.
لم تُلقي لها بالاً منشغلة بالتفتيش لتُردف : وش تسوين انتِ ليتها موجوده عشان تكفر فيك.
استقامت بظهرها ونظرت اليها : ابد ادور شي ينبض بالحياة بالغرفه مالقيت شي صراحه تحوم الكبد كل شي فيها قديم ومصدي لو ابيعها بمزاد صرت مليونيره يرجع الفصل لِكنان.






'
'




| الساعة الثانية صباحاً بتوقيت نيويورك |


يقرأ رساله تلو الأُخرى دونَ أن توقف حدقتيه عن ما تحتوي كل ورقة حتى انهاها جميعها ، إن كانَ هُنالك شعور بالراحه فلا وجودَ لهُ أن يعلمَ انَ والدهُ بريئ منهُ حتى يومَ الدين ثمَ يأتي اليه بعدَ طوال تلك السنوات و من خلف الناس يُخبر الأوراق انهُ راضٍ عنه أي نفاق يلتبسُ والدهُ الذي من المفترض أن يكون قدوة لهُ ، أن يشعُر بذلك الشعور يؤلمه بشكلٍ لا داء بهِ ، طوال تلك السنوات ابيه يشعر بأتم الرضا عليه، ولكنّ تولد هذا الخبرشُعور الكرة أصبحَ يزدادُ اكثرَ فأكثر في داخلهِ ، لقد جعلَ منهُ شخصاً اصبحَ يشكُ حتى في وحدتهِ.
أن يكره الأبنَ والدهُ رُبما هو أسوء إدراك داخلي لهُ ، هُنا فقط قرر ان يستقرَ بحياتهِ هنا حتى موتهِ أن يبتعد عن كُل شيء ويقتل نفسهُ بنفسهِ وفكرة أخرى تراودهُ إن عاد سيفعل ما يهواه هوَ لا ما كتبهُ لهُ والده.
خرق خط سير افكارهِ ملامحها ذلك اليوم الأخير الذي رأها بهِ راجيه منهُ وهوَ لا يُريد منها سِوى النسيان ، لا يعلم إن كانَ لا يزال يحبها او لا هل ستقبلُ بهِ وعلى عاتقهِ ابنه و زوجه ، يريد الذهاب ايضاً ليرتبط بها قبل حتى ان يصل لها والدها ، فوالدها هو الخطر الاكبرُ عليها لكن إن اخبرَ عمهُ سيكونَ واضح وسيُكشف انهُ ينذكر الماضي.
ظلَ هادئ لفترة يتأملُ الأوراق جمعَها مع على حُضنهِ و مَزقها جميعها وحذفها في سلة المُهملات المُلاصقه لسرير ما عَزِم عليه ان يفعلَ ما يخطهُ عقله وليسَ لأحدٍ لهُ حق التدخل عليه.
بعدَ مرور ساعه حاولَ النوم جاهداً ولكن لا نومَ بهِ ما إن شعرَ أنهُ قد غَفي قليلاً حتى افسّدَ ذلك صوت الباب وثوان أُخرى اخترقَ انفهُ رائحتها ، عَلم أنها هيَ برئحه عطرها فذلك العطر عاش برفقتهِ سنتين يحفظهُ عن ظهرِ قلبه
كانت تسيرُ بخطوات متقاربه هادئه الى حد الجنون طبول قلبها كادت ان تجعلَ قفصها الصدري ينهار من شدة خفقاتِها ، صوت خشخشه البلاستيك الذي يلُف الزهور الصفراء يُصيبها بالتوتر بشكلٍ اكبر وضعتها على الطاولة بجانبهِ ، تَرددت بالجلوس على طرف السرير او على الكُرسي واستقرت اخيراً على الكُرسي ابعدت حقيبتها عن كتفها احتضنتها وشددتّ من احتضانها رفعت محاجرها تُديم النظر إليه ، لقد كَان مُغاير عنّ آخر مرة رأتهُ بها كُل شيء بهِ مُختلف قدّ تضاعفت الشُعيرات الرمادية في رأسهِ وذقنه بشكل كبير جداً ، جَسدهُ هزيل بشكلٍ لا يصدق إن خمنت رُبما يحمل من الوزن خمسون كيلو غرام فقط بالنسبة للرجل نظرت لجبينهِ والخياطه الواضحه دونَ ضمادٍ فوقها ، هي مُتأسفه لوالدها انها لن تُصبح زوجه لمنّ يحبهُ أكثرَ منها.
اتسعت اهدابهُ والتفَ ينظُر إليها سارحهْ بِتأمُلهِ لها ظهرت ابتسامتهُ الساخرة وسريعاً ما تلاشت من ثغرهِ : لك عين تجين بعد فعلك ولا جايبه ورد معك بعد!
فزعت بشكلٍ ملحوظ رفعت راحه كفها على مُنتصفِ صدرها تنظُر إليه ، هَتفت بنبره خافته : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدلله على السلامه.
رفعَ ظهر كفهِ ليضعها فوقَ جبينه ويهمس : الله يسلمك.
ظلَ السكون يبني غمامة كبيرة بينهما لمُدة منّ الوَقتّ حتى استطاعت تجميع بعضَ الكلمات لتثنيها على لسانها بعد ان سحبت أُكسجين الغُرفه الى رأتها : توقعت لما تشوفني تعصب وتطردني
: لو انتِ جايه قبل ساعه يمكن طردتك بس بس استنفذت طاقتي باللي شفته وسمعته.
بحركه بطيئه ضمت شفتيها بينَ اسنانِها تغرس انيابها عليها وبعدَ وهلة نطقت : عرفت بالتوكيل ؟
لم يتحرك بهِ آي شي لتسمعَ همهمتهُ فقط.
انخفضت حدقتها إلى اناملها : اقولك شي .. ابوي الله يرحمه اجبرني على زواجي منك مو إجبار إنكا بالغصب لكن ما كنت موافقه بالبدايه زعل علي شهرين تخيل كل هذا عشان عشاني رفضت بالبدايه.
سمعت ضحكه قصيره تخرجُ منهُ : وانا انجبرت اتزوجك عشان عيب ارد ابوك وهو عارض علي بنته وهو مسكني ويصرف علي من فلوسه.
تجرعت ريقها الجاف بلُعابها ونظرت اليه : الفلوس اللي كان ابوي يصرفها لك كان عمي خالد يحولها له بشكل شهري هالشيء ما عرفته الا لما توفى الله يرحمه هو اللي اشترا لك الشقة والسيارة وكان يدفع الجامعه حتى الماجستير هو اللي دفعها لك كل الفواتير اللي ابوي كان يحتفظ اذا تبغاها راح ارسلها لك لما ترجع السعوديه.
انزلَ كفهُ ونظرَ إليها مطولاً ليهتف ساخراً : ايه ، كملي من الصبح و انا انصدم من أفعال ابوي علي ويعاملني كأني شخص مجنون ماله رأي بشي !
صمتت ولا شيء يمكنها قولهُ حتى سمحت لنفسها بالحديث اسبلت أهدابها لتشاركها بإبتسامه : اول مره نتكلم كذا بهدوء.



'

'



يـتبع


تدّبيج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.