آخر 10 مشاركات
زواج عاصف (33) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء الثاني من سلسلة طفل دراكوس) *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          صدمة الحمل(32)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء الأول من سلسلة طفل دراكوس) *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          305 - المحب العدواني - فيوليت وينسبير - روايات احلامي (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          عروس من الخيال (75) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 2 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس رغماً عنها (76) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 3 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          354 - نشوة الانتقام - مادلين كير - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          عروس سيئة السمعة (74) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 1 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          302 – ليس غريباً أبداً- باتريسيا ويلسون -روايات احلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree43004Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-22, 10:04 PM   #631

مُزدانَة
 
الصورة الرمزية مُزدانَة

? العضوٌ??? » 487815
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,713
?  نُقآطِيْ » مُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 59 ( الأعضاء 21 والزوار 38)
‏مُزدانَة, ‏تفاءل..., ‏مِسك+, ‏جنون امراه, ‏السدين, ‏أغاني الشتاء.., ‏Maha bint saad, ‏sarah72+, ‏jojo+, ‏Qhoa, ‏خيريةة, ‏نانا, ‏مترفه بالسعاده, ‏احب القراءه, ‏الياسمين14, ‏ارض اللبان, ‏(ميرال), ‏ward77, ‏ترانيم الزمان, ‏فديت الشامة, ‏أجياد.

يا مرحبا كثيراً ، نورتي الحتّه 🤩💛💛💛.
.


مُزدانَة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 10:04 PM   #632

مِسك
 
الصورة الرمزية مِسك

? العضوٌ??? » 479747
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,146
?  نُقآطِيْ » مِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 58 ( الأعضاء 21 والزوار 37)
‏مِسك, ‏تفاءل..., ‏جنون امراه, ‏السدين+, ‏أغاني الشتاء.., ‏Maha bint saad+, ‏sarah72+, ‏jojo+, ‏مُزدانَة+, ‏Qhoa, ‏خيريةة, ‏نانا, ‏مترفه بالسعاده+, ‏احب القراءه, ‏الياسمين14, ‏ارض اللبان, ‏(ميرال), ‏ward77, ‏ترانيم الزمان, ‏فديت الشامة, ‏أجياد.



هلا والله بالزين كلّه ،
حيّ الله اغاني الجميله 🤎 ..


مِسك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 10:04 PM   #633

jojo
 
الصورة الرمزية jojo

? العضوٌ??? » 439658
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,588
?  نُقآطِيْ » jojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maha bint saad مشاهدة المشاركة
انا اشهد اغاني ام الحلا كله …

عاد انا شهادتي فيها مجروحه …

العفو ياقلبي ماسويت شي … مستمتعه معها ومع قلمها …

وحبيت حبايبي يشاركوني 😍😍😍


يا هلااا والله مهاوي يا حلوك نورتِ الله يسعدك 🤍🤍🥺


jojo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 10:05 PM   #634

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26

[..الجـــزء الـســابــع..]


*
*
*
*
*
*
*


,, حينمـا نـحــزن ~
.
لا نرى في داخلنا وجهة .. غير الإنهزام !
فتنحني أرواحنا .. و تتجه سعادتنا .. و أمانينا .. نحو الطريق المنحدرة !!






كانوا يجلسون على سفرة الإفطار في الدكة الخارجية .. كُلن منشغل بحاله .. هدؤهم هذا اليوم غريب .. يشابه هدؤ هذا الصباح الغائم .. الذي بدأت تنخفض درجة الحرارة فيه تدريجياً .. لأجسادهم التي اعتادت حر الصيف .. ليكشر أبوحاتم وهو يرتشف الشاي ليدفأ ..
: يمه بدأ يبرد الصبح...بكره لا تفطرون هنا أخاف تتعبين
همست بشرود ..
: إن شاءالله يمه
ليسأل بإستغراب ..
: أبوي وينه موب عادته ما يفطر معنا؟
تنهدت و هي تجيبه ..
: يكلم أختك...اللحين يجي

كانت زوجته تراقب بغيض باله الذي بدى خالياً و مرتاحاً .. بعكسها هي التي يشغلها حالهما طوال الوقت .. لذا تنهدت بمرار .. و هي ترى حاتم يحايل وريف التي كانت قد ألبستها دانية زي روضتها .. و هي شبه نائمة .. و ما زالت على هذا الحال و هي تتوسط حضن والدها .. بالكاد تأكل تلك اللقمات الصغيرة التي يحشرها في فمها .. منذ وقت طويل تحت رجاءاته اللحوحة .. لتحدثه بصراحة ..
: حاتم ترى هالحال بيتعبك و يتعبهم...أنت مو ناوي تتزوج و توفر لهم استقرار بدال ما هم كذا من يد إلى يد
أجاب بلا إكتراث ..
: يعني زواجي من وحدة مادري كيف بتتقبلهم هذا اللي بيعدل نفسياتهم يمه! و مين اللي بترضى تهتم فيهم من بداية زواجها
أجابته بتأكيد ..
: بنات الناس واجد...لو حتى تخليهم عندنا فترة
انتفض بجزع .. وهو يؤكد بهدؤ و حزم ..
: بناتي ماراح اتركهم و لا يوم عشان خاطر أحد.. يكفيهم اللي فيهم

حين رأى الضيق الذي ملأ ملامح ابنه .. و كان بعيداً عن إدراك زوجته الحانقة على حاله .. قاطع جديتهما مازحاً كعادته..
: حاتم ماله خاطر لا تصرين عليه..عندك أنا خاطري وسيع كان براسك خطبة و عرس اخطبيلي
التفتت له توجه غضبها عليه .. هذا الأب اللامبالي .. بحال إبنه .. و الأسوأ تغاضيه عن حالة إبنته المدللة .. التي تعتكف على غضبها التافه لتهجر بيتها و زوجها كل تلك الشهور .. ليقابل دلالها عناداً أقوى من زوجها .. فيتركها بلا أي نية لإسترضائها .. و كل من في البيت لا يمسها بكلمة ..
والدها سعيد بقربها .. و جدها يعطيها أكبر مساحة ليدعم دلالها .. حتى حاتم بدل أن يقنعها بالعودة .. أقنعها بإقامة مشروع لها لتنشغل به .. و تتناسى ذاك البيت و الزوج الذي هجرتهما .. لذا صاحت بحنق ..
: هذا بدال ما تعقله!!
حين رأت حدتها ..تدخلت هذه المرة زوجته الأخرى ساخرة .. قاطعة حديث نكِد .. تراه غير مناسب في هذا الصباح .. و هي تخبرها بنظرة أنه ليس وقتاً مناسباً ..
: و أنت عاد من وين نلقى وحده ترضى فيك...ترى بنات هالوقت اختلفوا يبون واحد مزيون يفتح نفسهم
رد عليها بعناد .. متناسياً موضوع زوجته الذي أثارته ..
: والله أنا كلي حلى بس من غيرتك ماتعترفين
بدأت تجاريه كعادتها بعناد ..
: وينه هالحلى ما أحد غيرك يشوفه!_تشير بعينيها هازئة لصلعته المتوهجة_ شعرك راح مادري وش باقي فيك ماطاح
أجابها بتحدي .. وهو يمرر يده على رأسه الأصلع بثقة .. و فخر ..
: ماعندك سالفة شوفي عمار محلّق مثلي
ضحكت صبا .. و هي تصحح له ..
: ههههه يبه ترى عمار مسوي لوك اسمه باز كت مو أصلع
لتقاطعه والدتها قبل أن يجيب .. ساخرة ..
: ماشاءالله عليه أبوك ما يشتهي! عمار مرة وحدة..تقولك لوك مو صلعتك الأصلية اللي أول ماتطلع عليها الشمس انعكست بعيني و صحيت!
التفتت إليه صبا .. تملأ عينيها إجاب مصطنع ..
: ما عليك يبه أنت عمار و نص_و تغمز إلى ديمة و بنان_عمار إذا طلبناه من جولي شيك
شاركتها والدتها .. و أختيها الضحك .. ليهز والدها رأسه بأسف ساخر .. وهو يحدث حاتم ..
: هه هذا لا قالوا لك لا تخاف من الهبلة خاف من خلفتها_ليلتفت إلى والدته_يمه وش فيك ساكتة لهم و هم يضحكون على خلف كبدك!

أجابته والدته التي كانت حقاً شاردة .. بسكون لا يشبهها هذا الصباح .. غير مهتمة لأول مرة بأحاديثهم التي تدور من حولها .. و هواجسها تسري بها لحديث أصعب .. تخشى من سفكه اليوم .. و تخشى من نتائجه .. و ضحاياه ..
: والله يمه إنك الوحيد اللي اخذت حقك و زود..حريمك يسدن عين الشمس إحمد ربك و عساك تسد بهن محد ياخذ عمره و عمر غيره_وقفت بصعوبة لتغادرهم و هي تندب على نفسها_و أنا الظاهر عمري بيروح و أنا ناشفة كبدي على هالرجال اللي صافين طولهم عندي لا مرة و لا خلف



~*~*~*~



كانت منهمكة بشرح تلك المسألة الحسابية .. على السبورة أمامهن .. خطوة بخطوة .. لكن قبل أن تصل إلى حل لها .. بدأت الأعين المنتبهة معها تتشتت .. و تفقد تركيزها .. لتعلو همساتهن المتحسرة ..
أدركت سبب هذا أخيراً .. حين خيّم الظلام على الفصل عاكساً الأجواء الغائمة خارجاً .. تزامناً مع وقع قطرات المطر التي بدأت تزداد شيئاً فشيئاً ..

كانت اعتراضاتهن التي أعلنتها وجوههن .. لا تحرك بها ساكناً .. و هي تكمل شرحها .. مؤكدة أنها ستعطيهن بعدها مسألة لتقييمهن ..
و لم يكن ذلك التهديد ليعيد تركيز البعض .. و إن أخاف بعضهن .. بالأخص حين سمعوا خروج الطالبات من بعض الفصول ..
لتسألهن بعينين غاضبتين .. مشككتين ..
: فهمتوا ؟
أجابوا بإجماع مريب .. و حماس لإنتهائها ..
: ايييييه
لتهتف إحداهن برجاء ..
: أستاذة والله العظيم فهمنا بس تكفين طلعينا باقي الحصة نشوف المطر
أجابتها ببرود ..
:خلصوا التمرين هذا و اللي بعده و تطلعون
تعالت صيحاتهن المستنكرة ..
: استاااااذة كذا بتخلص الحصة و أنتي ماطلعتينا!! وش استفدنا؟
أجابتهن بصوت ساخر ..
:تستفيدون إنكم تحلون صح..و لا آخذكم الحصة اللي بعدها و أكمل لكم الدرس اللي راح صوتي و أنا اشرحه و عيونكم طايرة بهالشباك
اعترفت إحداهن بصدق ..
: أستاذة الصراحة ما فهمت أنا اذا شفت المطرعقلي على طول ياخذ اجازة
لتؤكد لها هازئة ببرود ..
: والله ماودي أصدمك يا مي بس عقلك كل الحصص آخذ إجازة...مطر أو من غير مطر

.
.
.

حينما أنهت حصتها أخيراً .. خرجت متيقنة من سباب الطالبات الذي انهال خلف ظهرها .. و لم تكن لتهتم ..
دخلت إلى غرفة المعلمات .. لتجدها فارغة إلا من تلك المعلمة الجديدة التي لا تذكر ما كان إسمها .. و لأول مرة يدور بينهما حديث .. حين رأت بقية المعلمات منتشرات في الساحة مع بعض الطالبات ..
: هالخبلات وش مطلعهم؟
ردت عليها بتوجس :
: يشوفون المطر
شخرت ساخرة .. و هي تراها تجلس على مكتبها .. تتكور على نفسها داخل بلوفرها الصوفي السميك .. رغم أن الجو بنظرها مازال معتدلاً ..
: زرع هم زرع! عشان يفرحون بالمطر
علقت بحذر .. لتسألها بوجل ..
: ليه ما تحبين الأجواء الحلوة؟
ردت و هي تمدد يديها بكسل ..
: حلاة النوم بس بهالجو !

كانت تراقب ملامحها بإنتباه .. لاتعلم إن كان يجب أن تكمل الحوار معها أم تصمت .. لكنها قررت الصمت فهي ليست شخص يسهل التعامل معه ..
نظراتها الملولة .. تجعلك قسراً تختصر الحديث معها قبل أن تنفجر فيك .. أو تستثقل الرد عليك لتتركك تتحدث مع الهواء.. كما رأتها تفعل حين لا يوافق الحديث مزاجها ..

:
:

دخلت إحدى الإداريات .. لتزفر بتوتر .. و هي تراقب جلوسها .. خلف مكتبها .. تصحح تلك الكتب .. و عيناها تحمل نظرات الكدر .. و الغضب ..
: أستاذة سماح...أم الطالبة هناء اتصلت على تليفون المدرسة و طلبتك مرتين...تعالي كلميها
رفعت نظرة مستخفة .. لترد بإستهزاء بارد ..
: مو مطعم الله يعافيها عشان تدق و تطلب المعلمة اللي على مزاجها
بررت لها برجاء ..
: أكيد بتكلمك عشان مشكلة بنتها..ترى اليوم غايبة
أجابت بإستخفاف .. و هي تتذكر تلك الطالبة التي مزقت لها ملفها الخالي من أي واجب .. و المليء بالشخبطات .. قصائد تافهة .. و رسومات ..
:و أنا مو مجبورة أصير أون لاين! حضرتها تبي تسأل أو بالأصح تتهاوش و تشتكي...تهز طولها تجي للمدرسة مو تكلمنا و هي متمددة في بيتها و المطلوب اترك شغلي و حصصي و أرد عليها
تنهدت لتسأل بأملٍ شحيح ..
: يعني ماراح تكلمينها؟ وش أقول للإدارة؟
أجابت متثائبة ..
: قولي أستاذة سماح عندها حصص و بعد الحصص تصحح إجابات طالباتكم اللي ترفع الضغط

التفتت إليها تلك الإدارية .. نظراتها ترجو أن تتدخل .. لكنها رفعت لها أكتافها بإستسلام ..
ليست مجنونة لتفعل .. لقد عرفتها جيداً .. فحين لا تريد القيام بأمر .. لا أحد قادراً على زحزة تفكيرها إلى أي إتجاه عكس ما ترغب ..
و هي لن تجرؤ يوماً على التدخل بأي شيء يخصها .. يكفيها سؤ حظها الذي جعلها تكون نفس تخصصها .. لتسمع كل تلك المقارنات بينهما .. في تعاملهما مع طالباتهما .. و كم تخشى أن تصل لأذن كتلة النار هذه المقارنات .. لتكون في مشكلة معها ..



~*~*~*~



لم تجبر الأيام الماضية .. الفقد في روحها .. بل أودعته .. مكاناً شامخاً بطيبه و ذكراه في عمق القلب ..
هنا في داخلها .. امتد به عمرُ آخر .. سيظل فيه حياً طالما تتنفس الروح داخلها ..
تلك الحياة التي مضت معه .. نورا ستحمله دوماً بين جنباتها .. يعبق شذاه في لمحاتها .. و تصرفاتها ..
لتعيش الأيام من بعده .. بحصاد ما زرعه طوال عمره في روحها ..

مرت تلك الأشهر بعد رحيله .. كئيبة .. ثقيلة .. يتخبطون بفراغٍ تركه من بعده .. و ألوان سعادتهم في هذا المنزل بهتت .. خفتت .. بل تلاشت في العدم ..
لم يلطف قسوة الفقد و خوفه .. سوى وجود خالها معهم في البيت .. حين انتقل للعيش هنا .. منذ أيام العزاء الأولى .. و يوماً عن يوم يصبح منهم أقرب ..
ليث بالذات لطالما شعرت ناحيته بالمحبة .. ليتعاظم الآن شعورها بالإمتنان نحوه .. خلاف ذاك الخال الغاضب .. الذي يتحاشى حتى الحديث معهم ..

نزلت للتو من غرفتها .. ترتدي فستاناً خريفياً بأكام طويلة .. بلون السكر .. و شعرها الناعم الذي تلامس أطرافه أكتافها .. خصلاته لا تزال متموجة .. رطبة .. و هي أنهت إستحمامها للتو .. حين دخلت على والدتها في الصالة .. لتبادرها مؤنبة ..
: سحاب كان غطيتي شعرك لا تبردين!
: جففته يمه يكفي .. خالي ليث في المجلس ؟
: ايه...قبل شوي كنت عنده ما قال بيطلع
تحدثت و هي تغادرها ..
: بأشوف إذا يبي يتقهوى معي أنا و مزون .. نروح عنده

توجهت إلى المجلس .. لتدخل تسأله بإبتسامتها المشرقة .. رغم ملامح الحزن و الإنهاك التي أخذت من فرحة عينيها الكثير ..
: خالي تبغى القهوة اللحين أو .........

لكن الملامح التي قابلتها .. لم تكن ملامح ليث .. بل كانت تلك الملامح التي طالما نسجتها بدفء أحلامها به .. و خيالاتها البعيدة ..
تلك العينين التي التقتا للحظة بعينيها .. هي ذات النظرات التي تربك قلبها دوماً .. لتتوه بقصة لا نهاية لها معه ..
كانت الصدمة لم تبلغ عقلها لتتقدم بلا وعي للحظة إليه .. قبل أن تدرك ما تفعله .. حين أشاح بنظارته المرتبكة بعيداً عنها .. وهو يتنحنح ..
لتشهق بفزع و هي تستوعب وقوفها بمنتصف المجلس .. فتعود لتخرج بسرعة .. و إحراج .. تلوم نفسها مبتعدة .. (غبية! غبية! وش هالإستيعاب البطيء اللي عندي!!)

:
:

و عادت سريعاً إلى المطبخ محرجة .. لترى مزن تجهز القهوة .. و يمنى تجلس كعادتها شاردة .. تجاري وتين التي كانت تريها كيف تفوز بتلك اللعبة التي تلعبها بهاتفها .. الملقى دوماً بيدين طفلتها .. في حين عيناها الحزينتان .. تعلن بوضوح أن أفكارها تغرق في أسى بعيد .. مازالوا غير قادرين على إنتشالها منه ..
تنهدت بضيق و هي تقف بالباب تتأمل حالها .. صامتة طوال الوقت .. لا تتحدث إلا نادراً ..
انطفأ من وهجها الخافت .. الكثير .. حتى باتت بملامحها أقرب للأشباح ..
تجمع من أجلهم بقايا الروح داخلها .. تجبر تكسراتها المتتالية .. من أجل أن تبقى صالحةً لإكمال دور الأم ..
نعم .. لا يبقيها على قيد هذا العمر البالي .. سوى تلك الروح التي دفعت لأجلها الكثير .. و دفعت بها الأكثر ..

لذا تقدمت منهم بتردد .. تنوي إخبارهم بتلك الصدفة الغبية التي جمعتها به .. رغم أنه لطالما كان السر الذي لا تبوح به .. أو بأي شيء يخصه لهما ..
لكن أملت أن يهز موقفها الغبي .. القليل من صمت يمنى .. فتعبرها الضحكة من خلاله ..
: فاااتكم بنات اللي صار
التفتت إليها مزن بحماس .. رغم أنها أجابتها ساخرة ..
: بسم الله فزعتينا! متى دخلتي؟
راقبت يمنى التي بالكاد رفعت نظرتها إليها بتساؤل بارد .. لا يشابه الحماس الذي يتراقص بعيني مزن .. و وتين .. اللتان تجاهلتهما .. و هي توجه نظراتها و حديثها المتحمس ليمنى ..
: تخيلي دخلت المجلس بأكلم خالي ليث...يوم صرت في نصه اكتشفت إن اللي فيه حاتم مو خالي!_أكملت رغبة في إضحاكها_الحمدلله اللي استوعبت قبل أروح أسلم عليه
اتسعت عينا يمنى لصدمتها .. قبل أن تحقق مرادها أخيراً و تسمع ضحكتها .. حين همست مزن .. و هي تقترب من سحاب محذرة .. بصوت منخفض ..
: هيييه أنتي يا صفارة الإنذار! قصري صوتك مو بس حنا اللي سمعنا حتى هو سمع!!

استدركت علو صوتها!! حديثها !! المسافة القصيرة بين المطبخ و المجلس !! و الباب الذي تركته مفتوح بينهم !
لتشهق .. و هي تسد يدها بفمها .. و أذناها تشتعلان بلون أحمر .. لتضحك وتين .. و هي تخرج راكضة بحماس ..
: بأروح أقول لعمتووو

كانت لحظة تغرق فيها إحراجاً و هي تتخيل ردة فعله .. لو كان حقاً سمع حديثها .. لتستمع لذات الحادثة تعاد بصوت صاخب من وتين .. لتركض لها بسرعة ..
أطلقت يمنى ضحكة قصيرة .. و مازالت تبتسم على موقفها ..
: يا زينها سحاب
لتجيبها مزن ساخرة ..
: لا والله يا زين الستر...و بوحا هذي هي و صوتها فضيحة..عاد ما لقت إلا حاتم تطلع تناقز قدامه!!

تلاشت البسمة من محياها .. و كأنها لم تكن .. فعمر الفرح في حياتها أصبح لا يتعدى عمر فقاعة .. سرعان ما تقضي رياح الأسى .. جدارها المتهتك ..
فملامحهم .. أصواتهم .. بقايا روحه الباقية فيهم .. و في هذا البيت .. لا زالت تعلق في روحها .. تغرقها بالفقد و الحنين ..
لا تملك عوضاً بسيطاً .. يعوض قلبها عن رحيله الهادئ .. الذي خلّف بقلبها أعاصير يُتم .. و وحدة .. تبتلعها .. تبعدها عن الجميع ..

فقد أصبحت تعي أنها تلتفت بأحزانها .. و مخاوفها وحيدة .. لكن على الأقل تشعر بالراحة .. و ابنتها ما عادت تشاركها هذا الفقد الهائل ..
و هي أخيراً تفتح لها مجبرة نافذةً .. لقلوب افتقدتها .. لتجد لها إمتداداً عزيزاً في هذه الحياة .. خارج أسوار هذا البيت ..
وجدت لها عزاءً بسيطاً جداً بفرحتها .. و لهفتها .. و هي أخيراً تتعرف على جدها .. جدتها .. و عمها ..
ليلازمها سؤال لا يفنى .. بدأ يتعاظم في قلبها .. و هي تدك به ضلوع صدرها الهالكة كل يوم .. عن موعد عودة ذاك الأب الغائب من عمرها .. و ذكرياتها ..


.
.
.


حتى بعد لحظات من هدؤ زوبعتهم .. مازال يشعر بالإحراج عنها .. كان قد جلس للتو .. ليخبره ليث أنه نسي هاتفه في السيارة و يذهب لإحضاره ..
لم يتخيلا أنها ستختار هذه اللحظة القصيرة .. لمداهمتها البريئة ..
كان يوقن أنها سحاب .. فلا زالت تحمل ملامح الطفلة التي جعلته دوماً .. درعاً لحمايتها ..
و صوتها الصاخب الذي راح يسرد الحكاية .. و صدى آخر بصوت تلك الطفلة يعيد الحكاية بإسمها .. جعله يتأكد من ذلك ..
وهو يبتسم بإحراج .. و يحمد الله أن ليث لا يزال خارجاً .. و لم يشارك المنزل كله .. معرفة هذا الموقف !!



~*~*~*~



وجد والده أخيراً الحل للخروج .. من تلك الأزمة المالية التي غرقوا بها مع آماله بهذا المشروع الضخم .. و إن كانت تلك الطريقة غير مأمونة مئة بالمئة .. لكن هل كان سيهتم والده !!
و عليه أن لا يهتم هو أيضاً .. تظل أفضل من عشرات الطرق .. المتهورة .. التي بالكاد كان يرده عنها ..
نعم هذا ما يبقيه قريباً من والده .. رغم كل تلك الضغوط التي تمارس عليه .. لكن يظل هو صمام الأمان .. الذي يبقي والده بعيداً عن إنفجار و تهور.. قد يودي بحياته .. و حياتهم للأسوأ ..

و ها هو هذه المرة .. كي ينقذ نفسه هذه .. تحده الأيام أن يضع يده .. بيد من يشابهه .. لقد وجد والده صورةً مرعبةً منه .. في هذا الشريك الجديد ..
و لا يعلم مالذي سينتج عن هذه الشراكة المحفوفة بالخطر .. حين يلتقي الدهاء .. بالطمع ..
إلى أي مدى قد تتمادى المخاطر ؟ هل ستُصب على سواهم ؟ أم ستكون سلاحاً يتقاتلان به بينهما ؟!

كان يجلس معهما شارداً بصمت .. مع أن ذهنه المتيقض كان يعي كل ما يتناقشون به ..
تحاك أمامه سلسلة طويلة .. من الخدع .. و المؤمرات .. وهو مضطر أن يجاريها بصمت كما أعتاد .. حتى تصل إلى الحد الذي يجب عليه أن يتدخل به .. و ها هي تصل سريعاً ..
: والله يا أبوغالب حنا بنصير مو بس شركاء...حنا إن شاء الله قوة لبعض في كل شيء...فليه ما نتمم هالإجتماع و يصير الخير خيرين..و نكملها نسب بعد

تيقضت شوارده التي كانت تتجاهل تجاوزاتهم الكثيرة .. مع تلك الكلمة .. ليملأه القلق .. هل يعقل أن تطال تلك المؤمرات بينهما .. شقيقته و حياتها !!
نظرة خاطفة .. سريعة .. تفرّس فيها بملامح والده .. الذي لم يبدو على وجهه المنتشي بعقد هذا الإتفاق أنه على إستعداد .. أن يأخذ لحظة للتفكير مرتين قبل أن يضحي بإبنته على طاولة إجتماعهما الباردة .. رأى في نظرته إستحساناً حتى قبل أن يسأل إن كان يخطبها لنفسه .. أم لأحد أولاده .. و كلاهما بنظره كان أسوأ ..
لذا قاطعهما قالباً الحديث عليه .. حين عاطفته .. و إهتمامه .. سبقا تفكيره .. ليفاجأهما بإعلانه ..
: لنا الشرف يا أبوعلي...ولو عطيتنا قربك ما نعافه

صمت ذاك الرجل للحظة .. يستوعب مقاطعته .. و معناها .. رأى في عينيه إعادة لحساباته .. قبل أن تتسع إبتسامته ..
: و من يردك يا عمار أنت ألف بنت تتمناك..تم..الأسبوع الجاي ملكتك على بنتي الكبيرة_ليكمل بتفكير عملي بحت_و خلي الكل يدري إننا صرنا شركاء و أهل بعد
تدارك والده صمته .. و صدمته .. وهو يهلل بتلك اللحظة التي ستجعلهما أقرب لبعضهما أكثر .. و لم يهتم أي ثمن كان يقدم .. المهم أن يجد طرف خيط يأمن به هذا الرجل ..

و هكذا سيصبح بعد أسبوع زوجاً رغماً عنه .. لفتاة لا بد أنها تنشغل هذه اللحظة بعالمٍ بعيد .. عن مستقبلها الذي خطه والدها معه !!



~*~*~*~



كان قد انتهى من إرتداء ملابسه منذ وقت .. ليخرج إلى عمله .. لكنه مازال يجلس على سريره .. أو سريرهما ..
الذي هجرته من أشهر .. لتتركه وحيداً .. حائراً .. أسيراً لمشاعر يجهلها !!
هل هي حب ؟ أم إشتياق؟ أم غضب؟ أم عوارض الفشل لما خطط له معها ؟

أي سذاجة كان يتوقعها تملأها ؟ لا .. هي خبيثة .. و خبيثة جداً .. نوعٌ جديد من الخبث لم يعهده ..
بدت ناعمة كالأفعى .. حين تسللت برقة .. و خفة بين أوردته .. تدعي الضعف .. حتى يأمن لها ..
ثم بدأت تتفشى في قوته شيئاً فشيئاً قبل أن يدرك حتى .. لتبادره بلدغة .. فلا ينتبه لها حتى تقضي عليه ..

يدعي اللامبالاة كل يوم .. يرفض الإعتراف بإفتقادها .. و يكبر عناداً في رأسه يأبى أن يرضخ لها ..
لكن صورتها الجميلة مازالت تسكن دفء قلبه .. يعاد كلامها .. و صوتها على سمعه الخالي .. كل صباح و مساء ..
تركته تلك اللئيمة وحيداً .. و أوصت به طيوفها التي تخايله حتى ينام .. ليصحو كل صباح على وهم وجودها جانبه ..

كل شيء معها بدأ يبلغ ذروته بدون أدنى سبب !
تزوجها هي بالذات بدون سبب !
ليجدها تحبه بدون سبب !
ليتعلق بها بدون سبب !
لتتركه الآن بدون سبب يستحق !

هو من رسم درباً واضح التفاصيل لحياته .. هو من يدرس خطواته بإهتمام شديد .. هو من يسير مشاعره دوماً في الإتجاه الذي يرغب ..
تأتيه هذه الفتاة المدللة .. العشوائية .. لتفسد خوارزميته التي خطط جميع خطواتها ! و تملأه بفرضيات مليئة بالتأويل !
هل سيعيش بعدها على بقايا الذكرى التي كانت بينهما ؟ أم على أمل أنها سوف تنزل يوماً من تلك الغمامات التي تحلق بها لترضى بواقعها معه ؟
و هي !! هل ما يهمها أن يحبها حقاً ؟ أم أن تسيطر عليه ؟

ليس عاجزاً أن يضع شروطاً صارمة .. و حداً لدلالها المبالغ به .. يخيرها أن تعود مرغمة أو يفترقان للأبد ! و لكنه يرفض أن يخسر من يهمه أمرهم بسببها ..
إذن هل يجرب أن يعيدها بالكذب؟؟ .. بالحيلة !!
هل يبني حياته معها على أكاذيب تخدر قلبها الهائم .. لكي تسير مركبه أخيراً كم يشاء .. و يتركها تحقق أحلامها وهماً بعيداً عنه ..!



~*~*~*~




أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 10:06 PM   #635

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26



كان يجلس معهما .. شارداً بوجوم أصبح يفصله حتى عن العالم في الأشهر الماضية ..
لكن وجهه المتجهم كان فقط عنوان بسيط .. لحكاية قهر لايموت .. تسكن صدره منذ سنوات ..
ذاك السقم الذي يدسه في أعماق قلبه .. ليتناساه .. بدأ يتضخم .. فيتسرب إلى أوردته .. ينشر ظلامه دروباً مهلكة .. حتى بات لا يقوى على الفرار منه ..
يوماً بعد يوم .. كان يهلك من تلك الإفتراضات التي يهرب بما تبقى فيه من روح .. عن لهيبها الذي بدأ يحرق كل شيء بداخله ..

رغم شروده .. كان طوال الوقت يشعر بنظرات والده .. التي تخترق المسافة بينهما .. لتحوم بوجهه متمعنة .. قبل أن يرتد بها بتردد .. و أسى ..
و لم يكن ليسأل .. شعور بالمرار ينبع من جوف صدره .. يجعله يغيّب ذهنه قسراً عن تلك الأسئلة التي لا يريد أن يمشي لها درباً يصل فيه لإجابة لا يقوى على معرفتها ..

لذا حين خرج أخاه أبو حاتم .. ملئه توجسٌ خطر .. ما إن عادت نظرات والده ترتكز عليه بشدة ..
فوقف ينوي الخروج هو أيضاً .. أو بمعنى جارح أراد الهروب .. خشية شيء لا يريد أن يعرف ما هو ؟؟

قطع صوت والده درب النجاة .. وهو يستبقيه .. لإصدار حكماً بالإختناق المُر عليه ..
: خلك يا رياض أبيك بموضوع مهم

عاد ليجلس بروح ثقيلة .. و أنفاسه تخرج بطيئة ترشح باليأس .. أن لا يكون هذا الحديث الذي سوف يسفك بينهما له علاقة بالجرح الغائر في كبد أيامه ..
لكن والده لم يسعف تلك الأنفاس التي بدأت تنفث من داخله بقهر .. وهو ينكأ الجرح بخنجر قاسي .. بارد ..بلا مقدمات قد يمد بها عمر الأمل الكسير ..

: أختك بكرة بتفك حدادها و مابي اخليهم في البيت لحالهم أكثر من كذا...كلمت عزام و ما قصّر قال ياخذون الدور الثاني في بيته.......

الكلمات بدأت تصل إلى سمعه ضبابية .. وسط الطنين القوي الذي بدأ يخترق رأسه .. و رقبته تتصلب بألم ناسف ..
حتى بدأ يشعر و كأن حديث والده .. أكواماً من حديد راح يكدسها فوق كتفيه المنهكة ..
لتتهالك نظراته هرباً للبعيد .. تتكسر بقايا روحه على كلمات والده التالية التي نطقها بصوت خفيض .. لكنها وصلت إليه بصخب لا يحتمله سكون الجرح الذي دفع الكثير من روحه .. و استنزف عقله .. حفاظاً عليه بمعزلٍ .. بعيد من إدراكه طوال تلك الأعوام ..

:بس أم فارس ماراح تجي عندنا_و بنبرة ذات معنى كان ناسفاً لقلبه_و تترك بنت راضي

زفر نفساً ملتهباً كاد أن يحترق به .. مجرد التلميح بذكرها .. عبث بموازينه الثقيلة .. التي كان يجاهد بقسوته .. و قوته .. للسيطرة عليها ..
شيء يشبه بداية ثوران البركان أحس أنه بدأ يتصاعد بداخله .. يتدافع الغضب منه حمماً لاهبة .. وهو ينفض عن رأسه بشدة موجعة .. تلك الأفكار و الخيالات المفزعة .. التي يتخيلها نهاية حديث والده ..!! ليخرج صوته مهدداً .. يخنقه بقسوة كل حرف يتحدث به عنها ..

: وش لنا شغل فيها؟ تدور على خالها و تروح عنده!!

اشتعل وجه أبيه بغضب عاصف يعلم أنه يكتمه جاهداً لسنوات .. لطالما لسعته شرارات يستغفل دوماً الإحساس بلهيبها و هي تثقب تناسيه من وقت إلى وقت ..
ليرتفع صوته بإستنكار .. مرير .. متأخر بوجعه .. مليء باللوم لصمته عليه لسنوات ..

: تروح عند خالها!! و بنتك ؟؟؟

كادت تقتله الكلمة .. التي ثقبت روحه .. و انتشرت دماءها في أوردة النسيان المتهالكة ..
وقف يدور في المكان كأسد حبيس .. يحاول رأب تمزقه .. و تبعثر المرار بداخله .. لكن تكدس وجعٍ هائل في حلقه .. جعل كل كلماته ممنوعة من الصرف ..
يعتريه طوفان ندم .. كلما تهالكت ذاكرته منه .. ولدت فيه ذكرى تجدد صخب لومه و قهره .. لتكسره من جديد ..

لينفث إعترافه المثخن بقهر الجحود .. من بين زفراته اللاهثة .. المختنقة .. من تلك الذكرى التي تهرول بين أروقة عقله ..
فيتحدث بصوت خفيض .. بدى كالفحيح .. الذي لا يريده أن يصل حتى إلى مسامعه .. لا يقوى على الإعتراف بجحوده .. و هجرانه ..

: مالي حق في هالبنت..و لا أبي أي شي يربطني بأمها

بدأت تلك الذكرى تتدافع بوميض مؤلم لعقله .. ليصدح في رأسه صوت دوي رصاصة .. أودت بحياته إلى نهاية يصلها كل يوم ..
و تأبى أن تعترف بوصوله .. لتنهيه جسداً .. بعد أن أنهت روحه ..
لكن كل تلك الإنهيارات التي راحت تتحطم في صدره .. بدى أن والده لا يعيها .. حين أكمل مهدداً ..

: رياض! منت مغلي ولدي اللي راح أكثر مني و لا قلبك بيجي مثل حرقة قلبي عليه...مثل ما أنا بلعت الهم و سكت عشانك..أنت ابلع همك و اسكت عشان بنتك_لينتفض صوته بقهر_وش هالقلب اللي بصدرك ما شفقت على هالبنت الصغيرة اللي ماوراها والي!!_أكمل بتهديد مؤكداً_البنت بتجي تتربى في هالبيت مثل بناتي كلهن...إن ما تزوجت أنت يمنى...طلبت حاتم ياخذها و أنت عارف إنه ماراح يردني...و بنت راضي كلها خير تربي بنتك و بناته

حقاً قد أتلف والده عقله .. يكاد يصل للجنون بأي لحظة ..
يعي تمزقاً هائلاً يحدث في خلايا رأسه .. و كلتا الصورتين تبدوان له من مرار المستحيل .. ليتحدث بلا وعي .. يصرخ بوجه والده بإتهام ..

: قول إني ما أهمك و لا أستاهل إنك تهتم حتى و أنت تحرق روحي بيدينك! لكن رتيل! رتيل ما يهمك تذبحها مرة ثانية و أنت تجيب بنته تشوفها قدامها كل يوم !! المرة الأولى اللي كانت بتروح مننا فيها ما كانت تكفيك!!

حين أنهى تلك الكلمات التي رشقها بوجهه .. قبل أن يدرك حتى معناها .. بدأت غشاوة القهر تنزاح عن عينيه ..
ليرى والده الذي كان بالكاد يأخذ أنفاسه .. يغمض عينيه بوجع .. حين أجهر رؤيته الواهنة .. بوهج ذاك الإتهام الذي سلّطه برعونة الوجع عليه ..
ملامح وجهه انطفأت .. راحت تماثل لحيته البيضاء .. في تلاشي اللون منها .. و أنفاسه الشحيحة بدأت تعلو .. و تتلاحق .. حتى بدى كأن الغياب راح يحبس أنفاسه .. ليسترخي جسده بإستسلام ..



~*~*~*~



وصل إلى مدينة(برغن) صباحاً .. تلك المدينة الساحرة .. التي تغمرها سلسلة خلابة من التلال .. لتكوّن لها خلفية طبيعية مذهلة ..
هنا حيث كان قرار والديه بالإستقرار .. بهجرة امتدت بعيداً عن الأهل .. و الوطن ..

أنزله السائق .. تحت طلبه .. في بداية رصيف المرفأ.. بالقرب من ساحل (فيقن) ليتمشى قليلاً رغم برودة الجو ..
بدأ يتجول أمام تلك المتاجر .. و المقاهي .. التي تظهر خلفها المنازل ذات الواجهات الخشبية .. الملونة .. القديمة .. بهندستها و تفاصيلها المعمارية المذهلة .. التي لا زالت تدهشه في كل مرة يتأملها .. و لا زالت لم تفقد سحرها الخاص ..

ابتعد عن ساحة السوق .. ليسلك أحد تلك الشوارع الملتوية .. المرصوفة بالحصى .. و التي تحمل بريق مطرٍ قد تساقط منذ وقت .. و الهواء مازال يعبق برائحته ..

وصل إلى حيّ (بريغين) .. حيث تقع شركة والدته و خاله السياحية .. في منطقة هادئة .. بعيداً عن ساحة السوق .. و صخب الحياة فيها ..
ليمشي بين تلك المباني الأثرية .. القديمة .. على طول الطريق الذي تحفه الأرصفة .. المكسوة بأوراق الأشجار المتساقطة .. بألوانها الخريفية ..
وهو غارقاً بالذكريات البسيطة التي جمعهتم الثلاثة في هذا المكان .. في ذاك العام الوحيد الذي بقى فيه والده هنا .. قبل رحيله ..

حب المغامرة في قلب والده .. التقى بعشق السفر عند والدته .. لتكون الداعمة لجنون الترحال في روحه .. فتمضي حياتهما بلا إستقرار ..
بترحال .. و مغامرة .. تزداد يوماً بعد يوم .. حتى أودت بحياة والده قبل ثلاث سنوات .. حين سقطا من طائرتهما الشراعية في أحد رحلاتهما .. لتنجو هي بعد عدة كسور أصابتها .. و يفارق هو الحياة ..
كان يظن أن رحيله .. سينهي الإغتراب الأزلي في روح والدته .. لتعود أخيراً بما تبقى منهما .. لأرض ابتعدوا عنها كثيراً ..حتى ما عادت تعرفهم .. أو يفتقدون دفئها ..
لكنها خالفت ظنونه .. لتبقى هنا .. تُكمل الحلم .. و تؤسس شركتها السياحية بمساعدة أخاها .. بعدما كان ما يملكانه مكتباً صغيراً للإرشاد السياحي ..
و لم يكن يعلم هل هروبها هنا .. و بقائها بالغربة .. كان لوماً لنفسها على رحيل والده .. أو حزن .. أو كانت تخشى العودة و اللوم من أهله ..

:
:

ما إن لا حت أمامه الواجهة الخشبية .. الحمراء.. لشركتهما .. حتى ابتسم حين عرف تلك الفاتنة التي توليه ظهرها ..
اقترب أكثر ليصله صوتها الساحر .. و هي تتحدث مع بعض السياح .. حتى أعطت السائق الذي رحل معهم بعض التوجيهات .. و ما إن استدارت و رأته ..
حتى تبددت تلك المهنية .. و الأناقة .. التي كانت تتصرف بها .. و نظرة العاشقة التي لا تخفى عليه .. تسيطر على عينيها .. و هي تتقدم منه بفرح .. و شوق ..

كانت تمشي بكبرياء تحاول جاهدة المحافظة عليه .. و كم كان يليق بها ..
أنيقة كما عهدها دوماً .. مظهرها بارز بهذا المعطف الأزرق الواسع الذي يصل حتى منتصف ساقيها .. ليظهر جزء بسيط من بنطلونها الأبيض بقصته الرسمية .. و حجابها الأحمر الساطع ..الذي لا يظهر سوى ملامحها الفاتنة بطبيعتها ..
بدت كعادتها امرأة ذات جمال صاخب و مثير .. رغم أنها كوالدته لا تضع أي مكياج على ملامحها الجذابة .. لكن جاذبيتها الشرقية كانت غنية عن ذلك .. بتلك العينان الواسعتان الكحيلتان .. و شفتين مكتنزتين تبدوان دوماً كجمر لا ينطفئ ..
بادرته الحديث بلهفة .. تتراقص بين حروفها ..
: حمدالله على السلامة عزام..عاش من شافك
ابتسم لها بمودة .. لترفرف أهدابها بلهفة ..
: عاشت أيامك..وش أخبارك ميس ؟
زفرت أنفاسها بإرتباك .. و هي تقف قريباً منه تذهلها ككل مرة فتنته .. ملامحه المسترخية بأناقة .. و عيناه السوداء العذبتان..كصفاء نهر تلتمع دائماً بإحساس تجهله ..
: تمام...آآ خالتي و أبوي في إجتماع
رد متفهماً ..
: توقعت...لأني كلمتها أول ما وصلت ما ردت

مشى بمحاذاتها عائدين لمبنى الشركة .. وهو يسألها عن أحوالهم .. و هي تجيب بصوت منخفض .. ساحر ..
تأخرت عنه خطوة لتقوى على تأمله .. رغم يقينها أنه بفطنته الشديدة سوف يعي ذلك .. لكنها عجزت عن مقاومة النظر إليه ..
بدى مؤثراً أكثر على قلبها الهائم به .. بإطلالته الغير رسمية .. وهو يرتدي معطفاً جملي بتصميم عسكري .. مع سترة بلون فاتح .. و يرتدي بنطلون جينز .. و أحذية رياضية .. بيضاء .. بساطته الغير معتادة هذه .. تركت أثراً أعمق على مشاعرها التي يهوى عدم الإعتراف بها ..

قبل أن يصلا إلى درجات الباب توقفت خطواته ..لتتوقف خطواتها معه .. لتستفسر منه بكدر ..
: ماراح تدخل ؟ بتروح البيت؟
رد معتذراً ..
: لا باتمشى هنا...لحد ما تجي أمي و ارجع معها

غبية! بالتأكيد أدرك مشاعرها .. و قرر كعادته الإبتعاد حتى لا تتمادى بأوهامها حوله أكثر .. و في محاولة يائسة لإستبقائة .. خرج صوتها بنبرة رجاء ..
: الجو بارد مره و أنت مو لابس ثقيل...ادخل اسويلك هوت شوكلت يدفيك_نظرت إلى ساعتها الذهبية_آآ اجتماعهم خلص..نص ساعة تلقاهم وصلوا

بإستسلام دخل إلى مكتب والدته معها .. فمازال لا يحب نظرة الحزن .. و الخيبة في عينيها .. و يكره جداً أن يكون سبباً لهما ..
لذا ظل معها .. يتحدثان .. يسأل عن كل ما لا تخبره به والدته .. في تلك المكالمات بينهما .. فهي لا تخبره إلا بما هو جيد .. و تخفي عنه أي سؤ قد تمر به ..
حتى وصل خاله .. و والدته .. ليرتاح أخيراً من شعور الذنب الذي يملأه وهو يصد .. كل تلك المشاعر الرقيقة التي يلمحها بحديثها .. و تصرفاتها معه ..

:
:

بعد ساعة .. كان يقود سيارة والدته منفرداً بها أخيراً .. حين ركبا معاً ليعودا إلى منزلها .. في حين بقى خاله و ابنته لمراجعة بعض الجداول السياحية ..
لتهمل الرد على أسئلته عن حالها .. و تحدثه بلا مقدمات .. تعرف أنه سيحورها كما يشاء .. ليجعلها تبتعد عن المواضيع التي لا يرغب التحدث فيها ..
: وش رايك نفرح فيك؟
لكنه أجابها بتلاعب كعادته ..
: أفا يا أم عزام و أنتي للحين مو فرحانة فيني
أجابته بعتب .. تشرح له برجاء ..
: عزام أنت تعرف وش أقصد... و فاهم كل اللي يدور حولك...البنت تحبك
ابتسم لها بزهو مشاكساً..
: دامك مورثتني كل هالحلى اللي فيك..كل البنات بيحبوني مو بس هي
تنهدت و هي ترجوه ..
: عزام ماراح تلقى وحده تعرفها و تناسبك و تتحمل طبيعة شغلك و طموحك مثل ميس
أجابها متسائلاً ..
: تبين اتزوجها و استقر هنا؟
نفت ذلك ..
: لا أبيك ترجعها السعودية
ليجاوبها بمساومة ..
: و إذا تزوجتها و رجعنا .. بترجعين معنا؟
أشاحت وجهها نحو النافذة .. و هي ترد بضيق ..
:لا تربط حياتك بحياتي
تسائل بشكٍ بارد .. يخفي تحته فقد مرير ..
: يعني مو ناوية ترجعين!
أجابت ببساطة ..
: خالك هنا..كل اللي بقى لي هنا..ارجع لمين؟ _لتكمل مبررة غيابها_و أنت كل يوم بديرة
رد بعتب ..
: ارجعي لبيتك..لديرتك..للناس اللي كنتي عايشه عمر بينهم
رن الألم .. و الحزن في صوتها ..
: بعد ماراح أبوك ماعاد بيتي..و أنت لو كنت ناوي تستقر فيه كان ما فرطت في نصه و خليت عمتك تسكن معك فيه_زفرت بضيق_لحد ما تتزوج و أعرف أرضك من سماك أنا بأجلس هنا عند أخوي

صمتا قبل أن يصل كلاهما إلى نتيجةٍ يرجوها ..
فالحديث كحاله دوماً معها .. مجرد مساومات غامضة .. تواري الصدق .. و الرغبات الحقيقية بعيداً عن الاعتراف ..
يخشى أن يلعب على وتر العاطفة .. و يجبرها على العودة .. فتتخلى عما تحب من أجله .. و يراها تذبل إكراماً له ..
و حين تبتعد هنا .. و أهله و أرضه هناك .. يظل كما كان .. تائهاً لا يعرف له ملاذاً آمناً .. أو عنوان ..
لا يملك حتى بهذه اللقاءات المتباعدة بينها .. و بينهم .. مرفأ يرسو بتعبه إليه ..

...يبدو أنه فات العمر .. على إنتهاء رحلة الإغتراب هذه ..!!

قاطعت أفكاره حين تحدثت بجدية .. بأمرٍ صريح ..
: فكر زين..المرة الجاية يا تجي تخطبها من خالك... يا تبشرني إنك خطبت
ارتفع حاجبه بإستنكار .. لإصرارها الغريب هذه المرة .. فما اعتادها تتدخل بقراراته و حياته إلى هذا الحد ..
: أنتي كلمتي أمي اللولو ؟
أجابته بدفاعية ..
: أنا أمك و أفكر فيك قبل تفكر هي...إذا كنت ما تكلمت قبل لأني منتظرة تحس من نفسك عشان تاخذ القرار عن قناعة و رضا..بس الظاهر ان قناعتك مطولة

لم يرد .. صمت منهياً النقاش .. وهو يبتسم برضا .. سعيد بكل غباء لغيرتها عليه ..
حتى اهتمامها .. رغم أنه بعيد عن تحقيقه لها .. لكن إصرارها .. و تدخلها بحياته لأول مرة.. كان قادراً أن يعبر قلبه بدفئه ..



~*~*~*~



كانت تسير في الممر المزدحم .. النابض باللآلام كعادته .. مع زميلتها .. تتناقشان برعاية حالة ما ..
قبل أن تبتر حديثها بذعر .. و قدماها تتوقف للحظة .. و هي تتعرف تلك الوجوه الواقفة أمامها .. لتقف نظراتها على حد يتهالك من الخوف المجهول ..
تفزعها إنحناءة أكتافهم القلقة .. ملامحهم التي يتوشحها الخوف .. هي ذات الملامح التي غادرتها منذ ساعات آمنة .. بسعادتها ..

لا .. منظرهم لا يتناسب في ذهنها مع هذا المكان أبداً !!
لا تريدهم هنا !!
هي كانت على إستعداد دائماً أن تواجه الرعب هنا يومياً ..
هي من كانت أكثر ثباتاً .. و إتزاناً .. في إستقبال أشد الحالات خطراً ..
هي من تقف بصلابة على عتبات الموت كل يوم ..
هي التي اعتادت على وجعات الفقد .. و أنين الفجيعة ..
لكن كل هذه الأحداث المفزعة .. التي تعبرها بشجاعة .. و مواساة كل يوم .. كان لها شرط واحد حتى تسمح لها أن تنفذ من خلالها ..
أن لا تمس وجوه أحبتها أبداً .. و لا تهدد بفقد أرواح تعيش و هي تتنفس من خلالها ..

: رتيل وش فيك؟

رمت بتلك الأشعة التي كانت تحملها .. بين يدي زميلتها .. لأنها ما عادت تذكر أي شيء مما كانت ستفعله سابقاً ..
و هي تتقدم منهم .. تتبعها أسئلة زميلتها القلقة ..التي تصل إلى سمعها بلا معنى .. تطيل النظر بالأخص لوجه رياض .. الذي بدى أشدهم قتامة .. و قهر .. و حزن ..
هو المنفي .. البعيد عن الجميع بحبه .. و إحساسه .. أن يكون بهكذا حال .. فالمصاب بالتأكيد شخص يهمه !
و من سيهتم لهما؟ ليبدو بتلك الخيبة .. و القهر ؟ سوى من تشاركه هي .. في ذات أهميتهما لقلبها ؟!

تقدمت بخطوات سريعة .. مرتجفة.. تكاد أن تفقد أنفاسها بين خطواتها المشتتة .. تشد قبضتا يديها اللتا تجمدتا بلحظة .. تحتاج أن تشعر ببعض الدفء .. و كثير من الطمأنينة ..
: رياض!!

صرختها المنتفضة بإسمه .. جعلت الثلاثة وجوه تلتفت إليها بذات اللحظة .. لتتسع أعينهم بذات القلق .. و الحذر منها ..
ليقترب منها رياض .. يلتقط يدها التي مدتها للضياع .. فيشد على إرتجافتها الباردة .. ليتحدث بصوت مهتز ..
: اتصلت عليك ما تردين
كانت تلهث قلقاً .. و هي تسأله بنبرة غريبة على صوتها ..
: كنننت بقسم الأشعة..وششش فيكم؟ لمين جايين؟؟

قلقه عليها .. خوفه على والده .. و قهره الأزلي الذي تفجر جهراً أمام ندمه .. و أساه .. أخذوا الكثير من إدراكه .. حتى ما عاد يعرف كيف سيتحدث معها .. لذا همس برجاء .. و عيناه ترتكز على ملامحها بقلق ..
: لا تخافين رتيل.......
قاطعته بعصبية .. تعترف سريعاً لأول مرة .. بذعرٍ يلتحف قلبها ..
: إلا خااااايفة...قول مين يا رياض! لا تحط لي مقدمات تخوفني زيادة!!

تكدست الكلمات كحجارة قاسية في حلقه .. يخشى عليها من هذا الوجع .. و كم يخشى أكثر من وجع أكبر حين تعرف السبب .. يخشى أن يرى اللوم الذي دفع من عمره الكثير كي يمحوه من عينيها .. يعود يبرق دمعاً يقتص لها من قلبه الظالم ..
ليجيبها حاتم حين رأى ملامح رياض الغائبة في كدرها .. بعيدةً عن القدرة على إجابتها ..
: أبوي حماد تعب و ..........

لم تهمله لتستمع أكثر .. و هي تنفض يدها من يد رياض .. و تركض إلى تلك الغرفة .. لم يكن وجودها غريباً على ذاك الطبيب الذي راح يهتف بها ..
: رتيل الحالة صعبة خوذي مكان هدى نحتاج......
غاب عن وعيها صوته .. و هي تقف قريباً منهم .. تهز رأسها بقوة .. ترفض بلا وعي .. تصديق هذا المشهد الذي يحدث أمامها ..
تبحث عن لمحة آمنة تخطفها لوجهه .. من بين حشد الأطباء و الممرضات الذين تكثفوا حوله .. لحظة حتى دخلت خلفها زميلتها لتسحبها برجاء ..
: رتيييل تعاااالي
شد صوتها الطبيب .. ليلتفت إليهم بإستغراب ..
: عبييييير !!!وش فيك؟
أجابته بضيق .. و هي تحاول إخراج رتيل .. الذي بدى جسدها .. مغروساً بجذورٍ صلبة .. لا تتزحزح ..
: دكتور.. المريض جدها

هز رأسه بأسف مكملاً عمله .. ليتقدم منها أحد الأطباء .. فيقف حائلاً بينها و بينهم .. وهو يناديها من تلك العوالم البعيدة التي راحت تغيب وعيها عنهم ..
: رتيييل .. رتييييل _بعد أن تعلقت عيناها التي يراها لأول مرة تحمل هذه الكمية من الوجع و الخوف و الشتات فيه برجاء..طمأنها بصوت حاني_اطلعي يا بنتي..لا تخافين حنا بنهتم فيه و أنا بأطلع اطمنك إن شاءالله

الكل يخبرها أن لا تخاف !!
هي من ذخرت خوفها كله لهذه اللحظة !!
كيف لا تخاف ؟؟
و قلبها تلتحفه برودة الفقد القارسة .. لتنتفض أوردتها بخيالات مرعبة .. لحياةٍ قد تعيشها بدونه ..

خرجت مع زميلتها أخيراً .. التي ابتعدت بحرج .. و رياض يتقدم سريعاً منهما بقلق .. ليأخذها بين ذراعيه .. فتنهار باكية .. وسط ذهولهم ..

:
:

كان يقف قريباً منهما .. لأول مرة ساكناً .. صامتاً .. يرى جسدها النحيل يكاد يختفي بين ذراعي عمه .. و أنفاسه تخرج ساخنة .. ثقيلة .. وهو يكتمها قلقاً عليها ..
هي التي تجعل من نفسها دائماً ملاذاً رحباً لآلامهم .. و أوجاعهم .. و خيباتهم ..
لأول مرة تنهار بهذا الشكل الموجع أمامهم ..
لأول مرة تصرّح بهذا الدمع الذي طالما لمحه يلتمع في نظرات عينيها المتألقة ..
متى كانت آخر مرة ؟ أطلقت سبيل روحها بلا تلك القيود التي تفرضها على نفسها كل يوم !

سرت إنتفاضة بين أوردته .. حين تذكر متى آخر مرة انهارت هكذا ؟؟


:: ::


بعد وفاة والدها .. حين كانت تعبر أمامهم لأيام كالأشباح .. لا تبكي .. و لا تضحك .. و لا تتحدث حتى ..
رآها في ذاك المساء .. العالق بغرابته في ذاكرته .. تحت تلك الشجرة التي طالما اختبأ خلفها في طفولته .. ثم غدت مخبأ لإتفاقاتهم الطفولية .. و محادثاتهم التي لا تنتهي ..
وقف قريباً منها .. يسألها عن حالها ..
يصبرها بكل ما وجد في قلبه من كلمات ..
يخبرها أن الجو بدأ يبرد و الأفضل أن تدخل ..
لكنه كان يتحدث مع نفسه .. فهي كالعادة لا تجيب !!

و حين تركها ليذهب يُحضر لها غطاء على الأقل .. يرحم جسدها الذابل من برد لن يحتمله ..
توقف .. توقفت معه حتى أنفاسه .. حين أحس بأصابعها .. تقبض على طرف كمه لتوقفه ..
و ارتجف نبضٌ بقلبه سرى لأطرافه لتتشنج .. وهو يحس بجبينها المرهق .. الملتهب .. استند على كتفه ..
ليتجمد في مكانه .. غير قادر حتى على أخذ أنفاسه .. و هي تقف قريباً جداً منه ..
لحظة حين أحس بإهتزازها .. و شهقاتها تعلو شيئاً فشيئاً .. و وابل دمعها يهطل على كتفه بلا توقف ..
كانت تهذي بكلمات خافتة .. تلوم نفسها و الكل على رحيله .. في صوتها المجروح المبحوح تبعثر أنين إفتقادها له ..

وقف في مكانه لا يعلم ماذا يفعل لها ؟
ليست في وعيها .. و هي تتشبث به بهذا القرب .. متناسية سنواته الثمانية عشر ..
و يخشى هو من أي حركة قد يقوم بها .. تغضبها منه .. حين تعود إلى وعيها ..
لم يتحدث .. و لم يتحرك إنشاً واحداً ..
كانت فقط تحتاج كتفاً آمنة .. تثق بها .. ترمي بأعماقها .. سراً لم تبوح به .. و لن تبوح أبداً ..
ثم تركته .. لترحل .. و يختفي ذاك المساء كأنه لم يكن !!

مازال في بعض الأحيان .. يحس أنه اختلق ذاك المساء من نفسه .. رغبةً أن يراها تقضّ ذاك الحزن الذي يكبل روحها .. و حياتها ..
و حتى الآن لم يعلم هل كان حقيقة .. أو وهم خيال !!


:: ::


مضت ساعة .. وهو يقف قريباً منها .. عيناه غير قادرة على الإبتعاد .. عن جسدها الذي تراخى على المقعد .. تعتكف على حزنها و خوفها .. بعيداً عن الجميع من حولها ..
جميع الأطباء الذين خرجوا من غرفة الفحص مروا لطمأنتها .. و الإطمئنان عليها ..
زميلاتها .. لم يأبهوا بوقوفهم جانبها .. و هاهم يحومون حولها كل حين .. لتهدئتها .. للدعاء له .. للتخفيف عنها .. و هي فقط تلتزم الصمت .. لا شيء قادر على بث الحياة فيها من جديد .. حتى تطمئن أنه بخير ..

أخيراً بقيت للحظة وحيدة .. حين ابتعد رياض ليتحدث بهاتفه .. و حاتم عاد لإبلاغ جدته و البقية ..
ليتقدم إليها .. يجلس على بعد قريب منها مستنداً بركبته على الأرض .. متجاهلاً الكرسي ..

التفتت لحظة إليه .. بنظرة إنكسار لم يعتدها بتلك العينين الحيويتين دوماً .. و حين اهتزت نظرتها .. هربت بها بعيداً .. ليهتف بإسمها برجاء .. بنبرة منذ ودّع طفولته .. لم تسمعها منه ..
: رتيــل

ظل لحظات على حاله قريباً منها ..تتعلق عيناه بضيق .. على أسوار كفيها المخمليتين .. اللتا عقدت أصابعهما .. في حضنها ..
كور قبضته بيأس .. وهو يتنهد بمرار .. كم ترعبه .. و تؤذيه .. رؤيتها ذابلة بهذا الشكل الذي لا يليق بها ..
لا يليق بصورتها التي طالما أبهرته بطفولته .. و صباه .. و أصبحت سنداً و جهة ثابتة في عقله عنها .. لا يرضى لها بغيرها ..
لذا تحدث معها بجدية لا تشبهه ..
: عارف إنك ماراح تتكلمين مع أحد..بس روحي طلعي كل اللي في قلبك لربك..قومي صلي يارتيل و استودعيه الله سبحانه..و خلي ظنك بالله كبير..جلستك كذا ما تفيده بشيء..أدعيله و طمني قلبك

لم ترد .. كما لم تكن تقوى الرد على أي أحد منذ لحظات طويلة ..
تخشى الحديث .. تخشى حتى أن تأخذ أنفاسها بحق ..
يتشبث قلبها .. بأطراف أمانها الأكبر في وجوده .. خشية .. و رهبة أن تفقده ..
لكن حديثه فتح لها درباً لإزاحة ذاك الضيق الذي راح يخنق بقتامته روحها ..
نعم تحتاج أن تفضي بفزعها الذي لا تطيقه .. بين يدي الله .. تتركه في ودائعه .. ترجوه أن يبقى لها ..

تنهد براحة و هي أخيراً تحرك ساكناً من جمودها لتقف .. فيقف معها ..
لتخطو بضع خطوات .. قبل أن تلتفت عليه .. ترجوه بهمس مرير ..
: جوالي معي أول مايطلعونه اتصل فيني
طمأنها بصوت واثق ..
: أكيد

راقبها تبتعد بضيق .. [ ينتظرك وجع بمدى آخر .. حين تدركين لأي سبب كان تعبه ..!! ]


~*~*~*~


^
^
^

إلى هنا سأقف .. في إنتظاركم ...~


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 10:07 PM   #636

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26


نجمتنا للأنيقة مسك🌟

لأنها أول من خمّنت إن أبورتيل مقتول

و نجمتين ممتدة..

💫 لـ ميس العتيبي اللي قالت ان أبورتيل راح ضحية لأزمات أبوغالب

💫 لـ قهوة اللي تسائلت لو الموضوع اللي فرقهم ممكن يكون قصاص

/

البطلة صاحبة النجمتين⭐️⭐️

حلوتنا مزدانة🤩

*هي الوحيدة اللي خمنت ان النكران من جهة رياض لبنته بسبب ندمه

*و نجمتك الثانية؟ ههههه بسألك عرفتي توقعها؟

>> اللي يخاف من العفريت يطلع له 🥲😅

/

و نجمة للرائعة السديم🌟

لأنها توقعت طلب الجد انتقال بنته لبيته و طلبه رجوع رياض ليمنى

/

و نجمة للجميلة جوجو🌟

لأنها توقعت التضيحة اللي بيجبر عليها عمار بسبب اتمام المشروع


...و مازالت عندنا نجمات باقية لوقتها .. نعطيها لأصحابها


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 10:10 PM   #637

jojo
 
الصورة الرمزية jojo

? العضوٌ??? » 439658
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,588
?  نُقآطِيْ » jojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond reputejojo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغاني الشتاء.. مشاهدة المشاركة

يا روح أغاني أنتم😘💜🙏🏻

الأربعاء والله جماله كله زاد بنقاشاتكم الحلوة😍❤️

اليوم كان عندي عزلة ممتعة بقراءتها

رائعين و ممتعين لأبعد حد😘💋

أبد والله بس اضحك مع نفسي على تهديداتكم و تعليقاتكم الجميلة🤣😂

نقاشاتكم و تحدياتكم و تحليلاتكم أحلى فاصل

آخذه بين مراجعة الجزء و التعديل عليه😌

>> هههه و الألقاب اللي طلعتوها للشخصيات شي ثاني🤩👏🏻

:

ممتنة جداً لكم.. و أتمنى يكون الجزء رد جميل لعطائكم الرائع💞🎁

<< ولو! لو! كان فيه أي حاجة ماعجبتكم بهالجزء

ههههه ترى أبوغالب السبب مو أنا🙄

حطوا حيلكم فيه و انسوا أغاني 🙃

:

قراءة ممتعة ي أحبة💋💜

و نوزّع🌟🌟🌟 الكثيييييييرة

نهاية الجزء<< لاتغشون و تشوفونها قبل🤐


أهلاً اهلاً يا حلوو طلتك الجميله اغاني نورتِ 🤍
الله يعطيك العافيه و تسلم اناملك شكرًا 🤍🤩


jojo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 10:12 PM   #638

خيريةة

? العضوٌ??? » 486633
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,057
?  نُقآطِيْ » خيريةة is on a distinguished road
افتراضي





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 61 ( الأعضاء 24 والزوار 37)
‏خيريةة, ‏عبَق الخُزامى, ‏فوق السحاب مستواي, ‏Qhoa, ‏sarah72, ‏ارض اللبان, ‏منـال مختار, ‏jojo, ‏ward77, ‏نانا, ‏موكاااا, ‏Maha bint saad, ‏السدين, ‏وجدان1417, ‏مُزدانَة, ‏مِسك, ‏الياسمين14, ‏جنون امراه, ‏مترفه بالسعاده, ‏احب القراءه, ‏(ميرال), ‏ترانيم الزمان, ‏فديت الشامة, ‏أجياد.





خيريةة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 10:21 PM   #639

فوق السحاب مستواي
 
الصورة الرمزية فوق السحاب مستواي

? العضوٌ??? » 488203
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 196
?  نُقآطِيْ » فوق السحاب مستواي is on a distinguished road
افتراضي

متى ينزل الفصل بالله

فوق السحاب مستواي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 10:43 PM   #640

مِسك
 
الصورة الرمزية مِسك

? العضوٌ??? » 479747
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,146
?  نُقآطِيْ » مِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond reputeمِسك has a reputation beyond repute
افتراضي


الله يعطيك العافيه اغاني ،
فصل يجنن يجنن 🥺🤎🤎🤎 ..
مبارك لكل الفائزات بالنجوم ، فالكم نجوم اكثر ⭐ ..

رغم اني زعلانه على حزبنا اللي طار في مهب الرياح
الا انه الحمدلله لنا حزب اضافي فاتح لنا ابوابه 🤎😂😂 ..

النمر الاسود طلعنا ظالمينه والله 😢 ، وطلع زي ماتوقعت ابو رتيل مقتول ،
والقاتل شكله ابو يُمنى ، واكيد اهل رياض طالبوا بقصاص راضي وتم القصاص
لهالسبب حصلت القطاعه بين العائلتين ..

أوجعت قلبي رتـيل 😭 ، وحبييت مره خوف رياض وحنيّته عليها ،
اما مروان ، لـعلي بدأت اتقبلهم مع بعض 🙈💔 ..

لي عوده بتعليق عالفصل بإذن الله ..
دمتم بخير وسعاده 🌿🤍 ..


مِسك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.