آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لا..للخضوع لك! (66) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثالث من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          عروس راميريز(34)للكاتبة:Emma Darcy(الجزء الأول من سلسلة عرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زواج عاصف (33) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء الثاني من سلسلة طفل دراكوس) *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          صدمة الحمل(32)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء الأول من سلسلة طفل دراكوس) *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          305 - المحب العدواني - فيوليت وينسبير - روايات احلامي (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          عروس من الخيال (75) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 2 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس رغماً عنها (76) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 3 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          354 - نشوة الانتقام - مادلين كير - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree43004Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-23, 06:15 PM   #5801

منى العويدين
 
الصورة الرمزية منى العويدين

? العضوٌ??? » 475590
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » منى العويدين is on a distinguished road
افتراضي


مساء الخيرات
اتمنى من المشرفات تنزيل روابط الفصول الاخيرة بصفحة الاولى لان اتعب والله وانا ادور فصول بين صفحات الكثييييرة مره 😞


منى العويدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 07:29 PM   #5802

Qhoa

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Qhoa

? العضوٌ??? » 436349
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,312
?  نُقآطِيْ » Qhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغاني الشتاء.. مشاهدة المشاركة

💛💐
مرحباً ي أحبة القلب و الروح

:

موعدنا اليوم الساعة الثامنة مساءً..💙

كونوا بالقُرب..😘💖
جاهزين وبالانتظار❤️💚🧡


Qhoa غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وإنّي وجدتُ في القراءة حياة????"
رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 07:34 PM   #5803

منـال مختار
 
الصورة الرمزية منـال مختار

? العضوٌ??? » 477586
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,066
?  مُ?إني » المملكة العربيه السعودية
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » منـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond repute
افتراضي



مساء الخير على الجميع💗

واخيراً فتح المنتدى معي مادري وش فيه؟😭💔
وتسجيل دخووول 🤍🤍🤍.


منـال مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 08:04 PM   #5804

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26


[..الجـــزء الـواحــد و الـعـشـــرون..]
_الفصل الثاني_


*
*
*
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه
*
*
*


دخل إلى المنزل بإحساس ترقب غريب .. شيءٌ مفتقد طوال عمره يشعر أنه اهتدى إليه هذا الصباح ..
يرى أشعة الشمس لأول مرة تعبر النوافذ .. لتنعم الأرضية بوهج نورها الدافيء ..
تنبعث من جدران البيت أُلفة منسية .. ليغمره سكون شاسع .. راح يمتد في أروقة روحه بطمأنينته .. و ضياءه .. و دفئه ..
تُرحب به تلك النسائم الهانئة .. لتركن أوجاعه خامدةً في أقصى قلبه .. و تستكين سنوات القهر في روحه ..
جلس حين شعر بخدرٍ في قدميه .. يتنفس إتساعاً لم يعرفه يوماً بصدره الضائق .. ينعم بسكون تلك العواصف التي طالما كانت تهيج بعقله .. و صدره ..

لكن .. ليس هذا هو المشهد فقط !!
يشعر أن هذا كله كان طريق ل ليصل إلى غاية ما ..
فنبضات الإنتظار التي كانت تخفق بقلبه بلا إدراك لسنوات طوال .. بدأت تُعلن صداها المرتقب ..
حتى أدرك أخيراً ماذا كان يفتقد؟
ماذا كان ينتظر؟

حين رآها ..!!

خرجت من غرفتها لتتفاجأ بوجوده .. و ارتسمت بعينيها دهشة التوقيت فقط ..
كانت عيناها لأول مرة لا تحمل ذعرها السرمدي منه.. لا يظللها إنكسار الندم .. و ذابت أخيراً دموع الخطايا منها ..
فك قيد الذبول ملامحها الشاحبة .. حتى بدت ملامحها قادمة من العهد البعيد معها .. متألقة .. مؤثرة .. كلذة ذاك اللقاء الأول معها ..
ابتسمت .. إبتسامتها فقط أعادته سنوات للوراء .. لأيام الحب الي شحّت أن تكون له .. و نفت من عينيه سنين القهر .. و اللوم .. و الخيبات ..
فستانها الذي كان بلون المشمش .. زاد من رقة نحول جسدها .. لتصرخ محاني صدره .. أنيناً .. و حنيناً لإحتضانها ..
حتى تعفو عنه ذكرى إنكسارها .. التي تتناثر منذ سنوات داخل صدره .. تجرح أي أمل له بالعفو أو النسيان ..

تقدمت منه كسراب عذب .. تتحدث بصوت عجز أن يصل إلى سمعه ..
فقط يصله الإحساس بحرير صوتها .. يلف روحه .. لكن لا تُترجم الكلمات إلى ذهنه الغارق بوهج صورتها الفاتنة ..
اقتربت منه وهو لايزال يجلس شارداً بها .. وضعت أصابعها الرقيقة على كتفه .. لتنحني بإتجاه وجهه .. تسابق لهفتها .. خصلات شعرها التي تبعثرت على وجهه .. لتطبع قبلة خفيفة على خده .. ليتساقط عطرها مطراً .. و زهراً .. على أراضي جدبت من بعدها ..
قبلة بسيطة .. بدت عفوية كأنما كانت تفعلها منذ أعوام .. كعادة عتيقة لا تزال تحمل دفء شغفها .. فترسم له خيالات هائمة لحياة لم يعشها يوماً معها ..


:
:

صحى من إغفاءته .. ليترنح عقله للحظات طوال .. بين الحقيقة و هذا الحلم ..
ليظل للحظات طويلة .. غارقاً بذاك الإحساس العذب الذي استفاق منه ..
ليشعر بالغُربة وهو لا يصحو على أوجاعه المعتادة ..
نعم! يفتقد ثقل ذاك الجرح الذي ينزف بروحه !
يفتقد أوجاعه التي يتخذها حاجزاً منيعاً لنبض الذكريات المنسية ..
تلمس صدره الذي بدى له خاوياً من قلبه ..
أين كتلة الضيق التي طالما انعقدت من أنفاسه الشحيحة ؟؟
أين تصلب شرايينه؟ التي بدأ يشعر بتراخي الود فيها ؟
و كيف لرقتها المهشمة أن تطيح بقلبه الصلد .. القاسي ..من جديد!

.
.
.

خرج من غرفته .. كاد أن يبتسم حين رآها مصدقاً أن حلمه كان حقيقة .. لتعاد له أوجاع العمر معها لحظةً بلحظة ..
ليدرك مرارة الحقيقة .. أحبها .. لكنها لم تحبه يوماً .. كم يتمنى أنه لم يعرفها أبداً .. فلم يعرف بعدها إلا الأوجاع التي يدفعها بعمره .. بلا أي ثمن ..

كانت تستند على الأرض بركبتيها .. كي تحاول أن توازي وتين بالطول .. و صوتها يصله تحايلها أن تلبس ذاك الجاكيت الثقيل .. حتى لا تبرد ..
ظلت تعطيه ظهرها .. ليتقدم منهما وهو عاقد حاجبيه بإستغراب منبهر من منظر وتين .. التي بدت كفراشة .. بفستانها الملون .. و زينة وجهها .. و طوقها الذي كان يرفرف بأذنين لامعتين ..
: وش رايك بابا حلوة؟

كان يبتسم للطافة مظهرها الذي يُسكب كالشهد على قلبه .. قبل أن تبهت تلك الإبتسامة ..
حين التفتت له الأخرى بإرتباك .. لا تدري بأي طريقة تخفي عنه ملامح وجهها .. التي عبثت بها وتين بمرح .. و هي تلبسها طوقاً بأذني أرنب .. و تضع لها كرستالات ملونة حول عينيها .. و ترسم على خدها قلباً أبيضاً كبيراً .. كالذي رسمته لها .. و تضع على شفتيها لوناً وردياً لا معاً ..

لو أن لنظرته الحارقة لهيباً قد يصل إليها لكانت قد احترقت الآن .. حتى لمح بعينيها رغبتها بالفرار .. ليستبقيها سؤاله الذي فلت منه .. يتوارى بإستنكاره .. عن سبب رغبته ببقائها أمامه أكثر ..
: كيف بتروح مدرستها كذا؟
أجابته بتوتر .. و هي تنزع من رأسها ذاك الطوق الذي كان هدفاً لنظراته ..
: لأنها من الطالبات المتميزات..مسوين لهم حفلة و سامحين لهم يكشخون

مالذي يفعله؟
أي الدروب بدأ قلبه يسوقه إليها من جديد ؟!
إنها درب لا يملك وجهة صحيحة .. فيجب عليه كف الخطى قبل أن تتمادى بروحه ..
كفاه ظمأ السنوات التي جفت بها أوردة قلبه ..
كفاه تعثر السهر في عينيه في ليالي عمره الحالكة .. وحدة .. و قهر .. و ندم ..
كفاه هدراً لمشاعر ترهقه و لم تصل إلى قلبها يوماً .. حين دهستها بخطى خداعها تنوي الرحيل عنه .. غير آبهة بفوضى المشاعر .. و الحياة التي تركته بها ..



~*~*~*~



كانت تدور في المكان بقلق .. في حين جلست أسماء تراقبها بصمت و إستغراب .. و هما تنتظرانها حتى تنهي مكالمتها معه ..
فلقد اتصل بها قبل نصف ساعة .. و أخبرها أنه قبل أن يذهب للقاء أبوثامر يريد التحدث مع سلمى .. بالطبع فهو لن يثق أبداً بما أخبرته به .. هي على لسان سلمى ..
كادت أن تفز حين تحدثت أسماء ساخرة ..
: يا أختي روحي اجلسي عندها مع أمي...و ارحميني من الروحة و الجية لفيتي راسي معك
زفرت بضيق ..
: لا...مابي أسمع وش بتقول له سلمى...و لا أبي أعرف وش بينصحها هو فيه! لأن وقتها ما أظمن كيف بأتدخل_أكملت و كأنها تحاول أن تقنع نفسها_و أنا مابي اتدخل
ابتسمت أسماء بتفّهم ..
: ربي يتمم عليك هالعقل و السكينة
اقتربت لتجلس بجانبها .. تسألها بتوجس ..
: و أنا مداومة جلستي مع سلمى...قالت لك شيء عنه؟ لو يعني....
أكملت جملتها التي خشيت حتى إكمالها..
: تفكر ترجع له؟
انتفضت بإشمئزاز .. و ذعر ..
: ماودي حتى اتخيل هالشيء
أخبرتها مطمئنة بصدق .. الأمر الذي بدى واضحاً للجميع .. لكن روح سماح التي اعتادت على الفزع تأبى تصديقه ..
: لا تطمني...سلمى ما تفكر بهالشيء أبداً...حتى اليوم و هي تكلم عيالها كانت تبي تفهمهم هالشيء و كيف بتكون حياتهم بعده
تنهدت براحة .. و سألت بعد صمت ..
: وش ردة فعلهم؟
أجابت بضيق و هي تتذكر حال سلمى ..
: كلهم بعد ما اسمعوها متقبلين اللي صار...بس ثامر رفض يتكلم معهم ...فض حتى يسمعها و قال انه بيطلع و تهاوشت معه...و دخل و قفل على نفسه الغرفة و للحين ما طلع
قطبت ملامحها بضيق .. تشاركها القلق ..
: الله يعيننا عليه هالولد

انقطع حديثهما .. حين دخلت سلمى مع والدتها .. لتجلسان بصمت .. فيما هما تحدقان بملامح سلمى المستكينة بإنتظار .. و ترقب ..
التفتت عليها أسماء لترمقها بإستغراب من صمتها .. و حين بدى لها أنها تخشى أن تسأل سألت هي عما تحدثا به ..
: خير سلمى؟ طولتوا إن شاءالله ما فيه تعقيدات؟
لم تخبرها عن حالها .. و لا عما كانت تريد .. و لم تذكر أبو ثامر ككل .. و هي تتحدث فقط عن ليث بإنبهار .. و إعجاب .. و إطمئنان ..
: ماشاءالله عليه الله يحفظه و يسلّم يمين ربته...أخووو والله العظيم إنه أخو...الكلام معه راحة نفسية ربي يطمن قلبه مثل ما طمني و ريحني...

أكملت حديثها عنه .. و لكنها لم تعد تسمع شيئاً ..
فقد بدأ قلبها يخفق بعنف .. و هي ترى كل يوم كفته ترجح بين أهلها أكثر ..
لا تدري لما .. تشعر أنها سترتاح .. حين يساير النماذج التي عرفتها طوال حياتها .. و كانت تنتظر هذا منه في كل لقاء ..
لأن التعامل معه بجفاء .. تحديه .. التصدي له .. كرهه .. الحقد عليه .. كل هذه الأمور يسيره على قلبها .. اعتادتها فأصبحت تفعلها بلا أن يرف لها جفن ..
لكن أن تتقبل هذا الوجه الطيب له .. تعترف بصدق إهتمامه .. فتُجبر على أن تخطو نحو حياة حقيقية معه .. يفزعها هذا الشيء بشدة ..
لا لايمكنها القبول .. التورط به .. و إستيعاب كل ما سيأتي معه .. من حياة منسية في روحها منذ أعوام طوال ..
ستظل تعاكس تياره .. حتى تمل آماله .. و تنحسر أحلامه بها .. أليس من الأفضل لهما أن يرحل لحياة تشبهه لن يجدها أبدا معها ..

:
:

راقبت شرودها .. و عيناها الفزعة التي ترف بقلق .. و إمتناعها عن أي حديث يتعلق به ..لتشعر بالضيق .. و الأسف عليها ..
كيف تكون هذه الحياة بين يديها .. و تنفضها بقسوة ؟؟ لتظل تعاتب أطياف الراحلين .. و تلوم الأيام التي مضت معهم !!
بالكاد كانت تبتلع ألف حديث تريد أن تلقيه على عقل هذه الفتاة العنيدة .. لكن حديثها مع أسماء .. جعلها تتذكر أي ردة فعل ستتخذها سماح .. لو ألقت تلك الأحاديث فوق رأسها دفعة واحدة ..
فهي حين تخبرها أن تسير في طريق .. تعلم أن جميع تحفزاتها ستكشر عن أنيابها .. لتخالفها لطريق آخر ..
.. فهذا حالها حين تفزع .. أفضل حل ستجده داخل روحها الفارغة .. هو الهروب ..

لكن هي وحدها من تألف تلك الطرق المعوجة التي تسير فيها أفكارها .. و وحدها من تعرف كيف ستقودها إلى الدرب الصحيح ..
أنعم الله عليها بحياة .. لا تشبه حياتهما .. لن تدعها ترفضها فقط لأنها ترى خيالات الخذلان تملأهما .. فتُسقطها قسراً على حياتها هي أيضاً ..
لذا أنهت هذا الحديث الذي أفزعها .. لتخبرهم بحماس ..
: ايه صح...أم حمد جارتي اللي قلت لكم عنها...اتصلت علي تسأل عننا يوم فقدتنا...و قلت لها إني تطلقت و قالت بتجي تتطمن علي العصر
لم يبدو ردة فعل على أحد غير والدتها ..
: حياها الله
لتلتفت لهما ..
: و المزهريتين اللي هنا سمعتوا؟
ضحكت أسماء لتسألها مازحة ..
: لو ما سمعنا بتسمعينا غصب...يله قولي وش طلباتك؟ أسوي كيك..حلى؟
صفقت لها بإعجاب ..
: ماشاءالله عليك من يومك أسنع وحدة فينا...تسلم يدينك مقدماً_لتلتفت عليها_و أنتي سماح؟
نظرت لها بعدم فهم ..
: وش تبين؟ الشغالة تسوي قهوة وشاي أحسن مني
أجابتها بتهديد ..
: لا مانبي شي منك كثر الله خيرك...أنتي خليك بنفسك لا يكون بتطلعين له كذا!
ردت عليها ببساطة ..
: و ليه أطلع لها من الأساس! جايه عشانك أو عشاني؟
لتؤكد لها محذرة ..
: لا بتطلعين لها على خير هذي اعتبروها أخت رابعة لنا...لولا الله سخرها لي يمكن انجنيت من زمان...هي عارفتكم كلكم و بتسأل عنكم
أجابتها بملل ..
: إن شاءالله
و لكنها لم تكن لترضى بهذا الحد فقط .. الكل يهاب وجهها البارد هذا .. لكن سلمى لم تهتم له يوماً ..
: قومي...قومي دام أسماء تسوي كيكتها خليني أطلع الأنوثة المهدورة فيك
زفرت بإعتراض .. و عجز ..
: يالله يا سلمى تكفين خليني بحالي...مو المهم أطلع لها والله بأطلع
لكنها كانت قد وقفت فوق رأسها بالفعل .. لتلتقط يدها تجرها معها .. و هي تهدد ..
: لا والله ما اترككم إلا و أنتم كل وحده كنها عروس حتى أمي بأسوي لها ميك أب...خلاص حامت كبدي من الضيق و الحزن



~*~*~*~



لم يتصل بها بعد إنقطاع تلك الأيام .. بل أخبرها في رسالة .. أنه سيمر بها ليحادثها بموضوع مهم .. فلا يعطيها فرصة للتخلص من هذا اللقاء .. وهو يخبرها أن والدها أعلمه بوجودها تعمل وحدها في معملها ..
ليصل إلى ذات الدرب الأسطوري لها .. فتتدافع الأسئلة في عقله ..كيف ستكون ؟
كيف سيتخذ شكل اللقاء معها؟
إلى أي حد ستتملك هذه الفاتنة عقله و قلبه أكثر؟

لم تكن في معملها .. وجدها تعمل في الخارج .. فرشت على الأرض الترابية.. قطعةً ممتدة من الفينيل مخططة بالأزرق و الأبيض .. الذي غطت أغلب مساحاتها بقع الألوان المتناثرة فوقها .. و وقفت هي بجانب قطع الخشب المصفوفة بترتيب بجانبها .. و هي تضع على تلك الطاولة الحمراء الحديدية العتيقة .. كرسياُ صغيراً ذا تصميم غريب تقوم بصبغه .. بألوان زاهية .. من علب الطلاءات الصغيرة المفتوحة بجانبها ..

كانت إطلالتها و هي مستغرقة في عملها اليدوي .. مغايرة جداً عما ألفه معها .. لتعطي البساطة رونقاً ذا تأثير أعمق على فتنة ملامحها ..
و هي ترتدي (جمبسوت) من الجينز الفاتح .. مع بلوفراً كركمي اللون .. برقبة مرتفعة .. و أكمام طويلة رفعت أطرافها ..
خصلات شعرها المتمردة دوماً .. تأسرهما في ضفيرتين تبدآن من منتصف شعرها .. تنسدلان بطولهما فوق صدرها .. و لا تترك ثغرة للجمال تفوتها .. و هي تغرس فيهما .. زهراً صغيراً أبيضاً .. بينما تركت خصلاً خفيفة قصيرة مموجة .. تحيط وجهها .. و عنقها الطويل ..

لتُكمل لها الفتنة التي لا تتخلى عنها .. تلك السماء التي بدأ يلونها الغروب .. ليعبث سحر ألوان الأصيل مع ملامحها الشامخة بحسنها .. في نبض قلبه أكثر ..

اقترب منها فتنبهت لوجوده .. ليمد لها يده مصافحاً .. فرفعت حاجبيها بإستنكار .. و هي ترفع له كفها المكسو بقفاز ملطّخ بلون أرجواني .. و نظرتها تقول له (ماذا؟؟ ألا ترى!!)
ليصل إلى هدفه حين رآها لم تتكلف نزع قفازها لتصافحه .. وهو يبتسم لها بإستدراك .. معتذراً .. لكن كفه لم تتراجع بل امتدت من خلال ذراعها التي كانت ترفعها في وجهه .. لتستريح على ظهرها .. وهو يُدنيها بلحظة منه .. ليطبع قبلة طويلة على خدها .. لاثماً رقة زهر التوت الذي انساب إلى أنفاسه بلطف .. ليصيب حواسه بالخدر و الضعف ..

ليبعدها عنه قليلاً .. و يده لا تزال تستند على ظهرها .. يطيل النظر هائماً بملامح وجهها من هذا القرب الآسر لقلبه ..
لم تبتعد ظلت يداها مرفوعة كما هي .. و هي تحدق به عن قرب و كأنما تستوعب فعلته .. أو الأصعب من ذلك تكتشف ردة فعلها هي على مشاعره ..

ما هي أبجديتك في العشق .. هيا تحدثي لأعرف ؟
عيناك تكاد تخبرني بأشياء .. قبل أن تأسرها عذوبة شفتيك ..
من تكونين ?? لو نزلتي من أبراج صمتك التي تختالين بها !
ها أنا غادرت الإتزان .. و هاجرت الأمان .. لأصل لأوطان البن في عينيك ..
أتيتك أُنكّس راياتي .. و أهشّم أوسمة برودي ..
تابعاً قلبي الذي اشعلته فتنتك .. غير آبه لتلك التحذيرات التي يتجمهر بها عقلي .. و رزانتي أمامه ..
أتيت أرهن ليالي العمر .. على ضفاف أهدابك الغادرة ..
أتيتك أُقيد الشرايين حطباً .. لعلّ دفء مشاعرها يتحدى جليد قلبك .. و أسواره ..

كيف استوطن قلبك ؟ حتى أُلقي بنفسي على دفء رمالك ..
أتيتك مستنزفٌ أنا من الصمت عن رهبة جمالك .. عن إمتطاء صهوة عشقك .. و الجموح لأقصى نبض بك ..
لم يعد لدي صبرٌ مقنع .. يأسر أكثر وله يديّ عن ضمّك .. و يطفيء كلمات العشق من شفتيّ ..

أخيراً وصله صوتها المستنكر .. بنغمٍ لا يفقد تأثيره على قلبه .. و هي ترتد خطوة آمنة للوراء .. عيناها الذاهلة .. تحبس دفق المشاعر التي لوّنتها ..
و هي تهرب مما رأته في عينيه تنظر إلى كتفه .. و تلك البقعة التي تركتها ذكرى على قلبه .. لبداية نقض عهد .. لم يعدها به ..
: لطختك! فيه لون على جاكيتك
خرجت حروفه تكاد تنصهر بذاك العشق الذي يقيد بشرايين قلبه .. و أوردته ..
: فدوة لبوستك

ابتعدت أكثر عنه .. تلتقط فرشاتها من جديد .. رغم أنها لم تكمل عملها .. فقط ظلت تتمسك بها و كأنها درعاً حامياً تشغل نفسها به .. و هي تجيب عن أسئلته الإعتيادية عن حالها .. بهدؤها الأنيق ..
و لكن ليس المعتاد .. فهي لم تستطع العودة لثباتها الحازم بعد قُبلته .. حروفها بدت مُهتزة قليلاً .. و نظراتها المتكبّرة لا تجرؤ أن تستقر في عينيه لحظةً واحدة .. وهو يقف بجانبها ..

:
:

كانت أسئلته .. و صوته .. تعصف بنبضات قلبها أكثر فلا تجعلها تهدأ للحظة .. و هي لاتزال تعلق في نقطة البداية ..
ما هذا؟! لما قفز هذه القفزة الهائلة بعلاقتهما !!
أين حربهما الطويلة .. الباردة ؟؟ من أذن له أن ينهيها بهذه السرعة ؟!

تغيرت نبرة صوته الباردة .. ليسأل بإهتمام .. وهو يقترب منها أكثر ليقف حائلاً بينها و بين طاولتها العزيزة التي كانت تتخذها حصناً آمناً تتشاغل بها عنه ..
فترتد خطوة للوراء .. و تُجبر على أن ترفع عينيها لوجهه .. فلا يوجد أمامها ما تشغل به نفسها سواه .. لتجد التسلية بالكاد تُخفيها عينيه ..
: تكفيك المعلومات اللي اخذتيها من غزلان؟ أو تبين تسأليني عن شيء؟

ذاك البريق الأسود بعينيه .. أربك إتزانها .. ( عيناه!! رُحماك ياربي بقلبي من عيناه .. إنه لا يترك عرقاً في قلبي .. ناجياً .. دون أن يمسّه )

أجابت بكبرياء فطري .. لا يتخلى عنها حتى و هي تتخلى عنه : أجمع معلومات! مو لهالدرجة...كانت مجرد سوالف بنات و جيت أنت من ضمن الأحاديث

هل ترتجف؟
هل سيلاحظ إرتجافها! و هي تتصفح بوجل هذه المشاعر التي تسبر أغوار عينيه ..
لمن هذه النبضات الصاخبة ؟ لقلبها ! أم لقلبه؟
إلى متى سيقف قريباً منها هكذا؟! و هي لماذا لا تدعوه ليجلسان بأي مكان كي تبتعد عنه على الأقل؟

قاطع شرودها .. بعد أن تأمل ملامحها طويلاً بلا سبب ..
نعم فهي لن تبحث عن أسبابه .. و لن تسأل حتى كيف هي ملامحها أمامه ..
: دام انتهينا من سوالف البنات...أبي اتكلم معك بموضوع مهم
حاولت التمسك بثقتها .. رغم توجساتها من كل شيء سيصدر منه ..
: تفضل
تحدث و عيناه تغرق في ملامحها بعمق ..
: تكلمت مع عمي أبوعلي و رايه من رأيي...بقى توافقين أنتي
لم تطمئن لذكر والدها في حديثٍ عنها معه .. لترجوه ببرود متقن ..
: عمار ممكن تتكلم بدون مقدمات
أجابها بعد تنهيدة .. و عيناه لا تغادرها للحظة ..
: أبغى نقدم زواجنا
كادت أن تصرخ من إستنكارها .. لكنها تمالكت نفسها .. رغم حدة صوتها و هي تجيبه بتنبيه .. و تأكيد .. جعل ملامحها كلها تحتد معها ..
: لا طبعاً مو قبل الست شهور اللي اتفقنا عليها
غامت ملامحه .. و نظراته يعلوها الكدر و التفكير بأسباب هذا الرفض.. ليعترض ..
: ما تشوفين هالمدة طويلة...و حنا......
قاطعته قبل أن يكمل حتى ..
: هذا شرطي من الملكة و أنت وافقت!
أجابها بصوت أجش .. مفتوناً ..
: وافقت قبل أعرف غريمتي في هالحرب مين!

فاجأها بشيء لم يكن في خيالاتها أبداً .. لتنثر كل الأسباب التي تهمها و التي لا تهمها بعشوائية مرتبكة أمامه ..
: لااااا انسى...صعب...لا مو بس صعب إلا مستحيل...ما أقدر اشغل نفسي بتجهيزات العرس اللحين...يبغالها اتفرغ قبلها على الأقل ثلاث شهور...و الحجوزات الي عندي لازم أشرف عليها...و العقود اللي ملتزمة فيها ما ينفع أسلمها لأحد...أنا لسى بابدأ بمشروع جديد لتصميم أثاث و ألعاب للأطفال و يبغى له......

و لم تكن لتصمت تلك الكلمات التي كانت تتخبط بإرتباك على شفتيها .. إلاّ حين اقترب منها .. ليهبط بكفيه الدافئتين على كتفيها ..
لترخي عن وجهه أهدابها .. فقلبها الثائر بحيرته .. يحتاج أن يسترد عافيته قليلاً .. بعد كل تلك القفزات السريعة .. التي تخطاها ليتلمّس صدق مشاعرها ..
لتدرك أن خطواته .. حين سارت بكل هذه الثقة إليها .. لن يعود بها خطوةً واحدة إلى الخلف ..
و كفيه تنسدل من كتفيها .. ليمسك بذراعيها .. ينتزع منها .. تلك القفازات الملطخة .. يرميها أرضاً .. و حين حاولت الإبتعاد قبض بكفيه على معصميها .. اللذان يتزينان بأساور ملونة من الصوف .. و الخرز الملون ....
قبل أن يحيطها بذراعيه .. لترتاح إحداهما على ظهرها .. و الأخرى تعبر عنقها الطويل ليدنيها من دفئه الآسر .. وهو يحتضن بعثرة حديثها .. و إرتجاف روحها .. بإتساع صدره ..

غمرخوفها و تزعزعها بدفئه .. حتى عجزت عن مقاومته .. فقط وقفت بإستسلام .. تنسدل يديها بجانبها بذهول منه .. و من تلك المشاعر التي راحت تنجرف بإنهيار منه نحوها .. لتغرقها في دوامة لا تقوى على الخروج منها ..

ظل يحتضنها صامتاً .. بلطف .. و سكون .. و خدها ينام على صخب نبض قلبه ..
قبل أن تعود أحاسيسها تثور وهو يُحني رأسه إليها .. يهمس بأذنها ..

: أنا انتظرك مو ست شهور انتظرك سنين...بس لا تبعدين يا غاية و لا تبعديني عنك...لأن ما فيه أي شيء راح يبعدني عنك...حتى لو ما قدرتي تفتحين لي قلبك اللحين...على الأقل دخليني بحياتك...صارحيني بمشاعرك...قولي وش خايفه منه و أنا بأطمنك...خلينا نواجه كل شيء مع بعض...لا تتخبين عني...لا تحطين حواجز بيننا...خوذي كل الوقت اللي تبينه...بس و أنتي جنبي مو بعيد


:
:


كان خده يلتصق بحرير خدها و عبقه المزهر .. تداعب أنفاسه خصلات شعرها التي تتناثر مع حديثه بخفة .. و رقة .. وهو يهمس أخيراً ببعض مشاعره لها ..
كم أراد احتضانها هكذا طوال المساء .. لكنه خشي على أوردته التي فاض بها عبق زهرها .. أن تثمل أكثر ..

و قبل أن يدفن نفسه شهيداً بين شفتيها .. يتنفس معها طعماً آخراً للهيام يتوق إليه ..
و قبل أن يعترف لها بعشقه الثائر .. و تنهال عليها قصائد أحاسيسه المطوّلة .. التي تشطر أوردته من أول نبض حتى آخر نبض لها ..
ابتعد عنها .. ليرى التيه .. سحراً في تلك النظرة التي باغتها تُريده بقدر ما تبعده عنها !

كان ضعفها هذه اللحظة أرضاً مشرّعة لأي إستعمار سيغزو به غفلتها .. و إستسلامها له ..
لكنه كان يدرك أنه أتى كثيراً جداً عليها هذا المساء .. و رأفة بلحظة ضعف ألقت بأسلحتها بعيداً عن تماسكها .. تراجع مرغماً ..
من أجل أن لا يكسر عزتها أمامه .. فسيادتها في قلبه .. عرشٌ حصين .. لن يهزمه حتى هو ..

ليأسر قلبه بقيدٍ عتيد .. حفاظاً على عهد جنابها و حقوقه .. وهو يقبّل جبينها بلباقة كان ينوي مغادرتها بها .. فتخونه رفّة أهدابها التي تنشر السحر على قلبه ..
ليقترب من جديد و يُطيل قبلة أخرى غادرة على خدها .. انحرفت حتى كادت تصل إلى منبع الشهد في شفتيها ..
لينتشل نفسه بقسوة .. و قوة .. مسخراً كل صلابة بقيت له بقربها .. وهو يتركها .. و يرحل ..

و ابتعد عن وقته الفريد معها ..
لثواني لا تسير بعدها ..
لليالي غدت قفار بلا صوتها ..
لبشرٍ يجد خيالها دوما حائلاً بينه و بينهم ..

:
:

وقفت بعد رحيله وقتاً طويلاً .. تحاول أن تنجو بقلبها من ذاك الطوفان الذي أغرقها به .. حتى وصلت إلى المرفأ الذي تعلم أنها ستغادره عنده ..
و تلويحات الوداع التي اعتادتها .. تعود لتعبر سمعها من جديد ..

[أنا آسف يا غاية ما أقدر نكمل مع بعض... و أنتي بعد ما تبين تجيبين عيال يعيشون اللي أنتي عشتيه...لا تلوميني أنتم ما كنتم صريحين و خبيتم من البداية...إذا تراهنين بجمالك أكيد بتدخلين القلب بسرعة..لكن اعترف إني جبان و خسارتك بعد ما اتعود عليك شي صعب إني أكمل و أنا أعرف إني بأعيشه]

[أكيد ما عندك مانع يكون لي زوجة ثانية...أنتي تحبين شغلك و غرقانة فيه بس أنا أبغى تكون لي حياة طبيعية]

نفضت عن قلبها كل المشاعر الرقيقة التي نثرها في عمقه ..
لتوبخ نفسها التي هامت به .. لا لن تبني آمالاً .. فوق سراب حياتها الكاذبة معه ..
الجميع قبله رحل .. فمالذي سيبقيه هو إن كشفت له ما تخفيه ؟!!

كان هو رهان الخداع الأخير .. بينها و بين والدها .. فإن رحل .. لا مكان .. و لازمان لغيره ..
لذا يجب عليه أن لا يكسر القاعدة حتى و إن كان لا يعرف عنها شيئاً ..
يجب أن لا يدع مشاعره معها تتخطى الحد الذي يجب أن تقف عنده ..
ينبهر مقبول .. لكن أن يعشقها .. هذا لن يجلب الخير له ..
لا تريد أن تؤذيه .. هو بالذات لم يكن يستحق ذلك ..
تتمنى فقط أن أن يرتب الفوضى التي احدثتها في أروقة قلبه ..أن يتجاوزها .. بحثاً عن قلب دائم له ..



~*~*~*~



كانت تجلس على تلك السجادة الفارسية ذات النقوش الزرقاء .. و الحمراء القانية .. التي وضعتها في زاوية غرفتهما .. مع جلسة أرضية شرقية .. ذات تعريجات خشبية .. مذهبة .. بجانبها صندوقها الأخضر الكبير ترتب بعض الأغراض فيه .. و يعبق منه رائحة دهن العود المعتق الكلاسيكية .. لتمتلأ غرفتها برائحتها المعهودة .. رائحة لم و لن ينساها .. و مازالت قادرة على العودة به إلى طفولته البعيدة .. تلك الرائحة الخشبية .. الترابية .. الحارة..

كان يستلقي بكل أريحية على سريرها .. مائلاً بجنبه وهو يستند بمرفقه ليراقبها ..
كثيراً ماكان يستلقي لوقت طويل في غرفتها .. حتى لو لم يتحدثان .. كان يحب الجلوس معها .. و تحب هي وجوده معها ..

نهض أخيراً ليجلس بجانبها .. يرمقها بأمل و إعتذار .. لأنها وسيلته الوحيدة التي سيستخدمها لموافقة تلك الطفلة ..
متأكد هو بنسبة تسعة و تسعون من رفضها .. لذا سييثقل ذاك الواحد المتبقي .. بكل الوسائل التي تتاح لديه ..
ففي الحب .. و الحرب .. كل الأسلحة مباحة .. و لا بأس في إستخدام جدته مادامت غايتهما واحدة ..

أقفلت صندوقها .. و التفتت تتأمله بإبتسامتها الدافئة التي زادت التجاعيد حول عينيها ..
: كنّ عندك سالفة يمه !
ابتسم وهو يتخيل ردة فعلها .. حينما تسمع أحلامها به تتحقق .. ليخبرها بلا مقدمات ..
: يمه...أبيك تخطبين لي
قطبت جبينها .. و نظرة عينيها تتقلب بحيرة بين العتب و الأمل ..
: عزام! لا تمزح معي بشي خاطري فيه..ترى والله ما تصبح إلا و أنا خاطبتلك صدق
زادت إبتسامته .. ليكمل بجدية .. و ثقة ..
: قول و فعل يا اللولو..ترى حق عليك ما يصبح الصبح إلا و أنتي خاطبتها لي
بدأت نظراتها تتمعن في وجهه ..
: أنت من صدقك تبي أخطب لك!
ليجيبها مؤكداً .. رغم إرتفاع حاجبه مازحاً .. مشاكساً ..
: ايه و قبل الصبح...لا تنسين
كم تريد أن تصدق أنه قد يكون جاداً .. و لكن حديثه عن وقت خطبته يجعل كلامه يبدو كمزحة .. لترد عليه بغيض من أملٍ ترغب بتصديقه ..
: من وين بنطلع لك بنت تالي هالليل !!
تنهد بهيام من ذكراها ..
: أنا طلعتها و خلصت_ليغمز لها وهو يكمل_أبغى البنت اللي في بالي أو نكنسل السالفة كلها
بدأت تتوجس .. هل كان فقط يخبرها عن زواجه الذي سبق وخطط له .. سألته ..
: أمك تعرفها؟
بدأت إجاباته تُربكها .. لكن أملاً أكبر بات يسكن حنايا القلب التي طالما كانت تفتقده .. حينما قال لها ..
: لا...أنتي تعرفينها
لم تجد في فكرها .. إلا أمنيتها العتيدة لهما .. لتهتف بفرح ..
: رتيل!
عقد حاجبيه بإستنكار .. لا يدري كيف جمعتهما معاً ..
: هههه لا...فديت القلب اللي مجبر هالمرة ما امشي على شوره
لتصحح له بعتب ..
:هالمرة! إنت آخر مرة مشيت على شوري يومك بالابتدائي_سألته بقلق عن هوية تلك الفتاة التي بدأت تقلق منها_يعني مو من بنات عمك!
أجابها مطمئناً .. لتتسع في ملامحه إبتسامة حالمة ..
: لا من بنات عمتي
اتسعت عيناها بعدم تصديق ..
: بنات عمتك صغار!!
ثقلت نظراته بتلك المشاعر التي يحملها لها .. ليجيبها شاكياً ..
: آه يمه هالصغيرة ما حلى لها تكبر إلا بقلبي
و كأنها مازالت لا تستوعب ..
: تبي سحاب!!
هز رأسه بالإيجاب .. لتُمعن النظر بإستغراب بكل تلك المشاعر التي بددت ملامحه المسترخية .. الواثقة دوماً .. لتسأل رغبة أن تعرف كيف قفزت هي بالذات إلى عقله ..
: والله ماكنت اظن إنك تعرف مزن من سحاب!
ضحك .. و أجابها شارداً ..
: لا تطمني اعرفها أكثر منكم
لتسأله بشك .. و إستغراب ..
: و أنت من وين تعرفها؟؟
ليعترف لها ببساطته .. و جرأته المعهودة ..
: أحبها يمه مو بس أعرفها
لازالت لا تقتنع .. و كل حديث منه يملأها بألف سؤال .. و كيف يرتبط هو بالذات بتلك الطفلة ..
: وش هالحب و أنت ما عمرك شفتها الا دقيقتين!
مال إليها مؤنباً .. شاكياً ..
: دقيقتين! أنا كل الليل سهران معها...ما أنام لحد ما حضرة جنابها تنام
يالحديث هذا الرجل المليء بألغاز لا تستوعبها ..حذرته بغضب ..
: عزام!! وش هالكلام!
ليجيبها رافعاً كتفيه بإستسلام ..
: والله الكلام كان من شوركم.. سكنتوها فوق راسي كل الليل وهي تركض بقلبي
بدأت تتخيل الأمر .. و تستوعبه ..و هي تتذكر أي صوت صاخب لتلك الفتاة ..
: يمه لا تتكلم بهالصراحة عند أحد..الناس بتفسر كلامك على خاطرها
جاراها مشاكساً بعناد ..
والله ياللي بخاطري لها ما يخطر ببالهم..و إلا تزوجوني اياها اللحين
نهرته بغضب ..
: عزام
مال إليها ليقبل رأسها معتذراً ..
: لا تخافين...أنا ما أقول اللي بقلبي إلا لك


بدأ ذهولها من إختياره يتبدد .. لتستوعب شيئاً فشيئاً .. إتساع تلك الفرحة .. التي غمر ضياءها .. محاني الروح التي ما عرفت معه إلا أنين الشوق كل حين ..
سيغيب لكن سيعود .. لن يفزعها بعد الآن رحيله ..
سيبقى هنا في أرضه .. في بيت والده و بيته .. ستترسخ جذوره بينهم .. لينشئون أطفاله بين يديها .. يسكنون القلب قبل المكان .. فيملأون الأيام بهجةً .. و ضياء ..

كانت تحس أن كل العالم يشعر بسعادتها .. تنتظر أن تخرج فقط لتزف الفرح الذي بقلبها للجميع ..
و لا يطرأ في خيالها أبداً أي عائق .. قد يرد أنهار السعادة التي بدأت تجري بروحها ..



~*~*~*~


سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك و أتوب إليك


^
^
^

إلى هنا سأقف .. في إنتظاركم ...~

5maha, nmnooomh, dalia22 and 28 others like this.

أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 08:05 PM   #5805

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Elk


..

مساكم ود و مسرّة 💖💐

:

اتمنى يعجبكم الفصل ..💝🫰🏻

:

باقي لنا الاعتراف الثالث .. و الموقفين

و ثلاث نجوم للجميلات اللي توقعوا الأحداث اللي بتكون بالفصل الثالث💕


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 08:45 PM   #5806

روان الفهد

? العضوٌ??? » 511160
?  التسِجيلٌ » Mar 2023
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » روان الفهد is on a distinguished road
افتراضي

راااااائعه جددددا

روان الفهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 08:55 PM   #5807

Qhoa

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Qhoa

? العضوٌ??? » 436349
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,312
?  نُقآطِيْ » Qhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond repute
افتراضي

ابدعتي...🧡💚❤️💜💞

Qhoa غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وإنّي وجدتُ في القراءة حياة????"
رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 11:15 PM   #5808

ضلالة الامل

? العضوٌ??? » 482212
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 143
?  نُقآطِيْ » ضلالة الامل is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

ضلالة الامل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 11:44 PM   #5809

لافارينا

? العضوٌ??? » 511045
?  التسِجيلٌ » Feb 2023
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » لافارينا is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغاني الشتاء.. مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
رواية رائعة وقلم مبدع جداً بانتظار الاجزاء القادمة

لطيفة.م likes this.

لافارينا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-23, 11:52 PM   #5810

بب11

? العضوٌ??? » 449191
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 134
?  نُقآطِيْ » بب11 is on a distinguished road
افتراضي

واخيرا عزام تلحلح وسوا شييي 😭😭😭😭 صار لي شهور انتظظظظر هاللحظظظظظظة
لطيفة.م likes this.

بب11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.