09-03-22, 04:05 PM | #1071 | ||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الخيرات والمسرات 🤍 ياجميلات الاحرف والكلمات ✩ عجزت اوصف جمال كلماتج أغـــــــاني الشــــــــتاء الفصلين الاخيرين كنت ئأجل بقراءته يوم بعد يوم وكنت اريد اتفرغ بالكامل له لكن سبحان الله البارح بالليل اتفقدت المنتدى رغم انشغالي وبوسط اعمال مامنتهية منها وفضولي سيطر علي وقريت اول اسطر الفصل القبل الاخير ونسيت نفسي ودخلت بعالم ثاني شعور الحزن والفقد وصل بكل حرف صعب صعب الفقد اياً كان الشخص واذا به الاب السند، الصدر الحنون، درع الامان، عمود البيت، الخيمة الي انعيش بظلها لكل من سحاب ومُزن ويُمنى .. ليرحم الله من مات منهم ويحفظ لنا اباء مازالوا ينيرون حياتنا والفقد الثاني للزوجة لرفيق الدرب وشريك الحياة لم يواجهان احداث ومواقف الحياة معاً .. بعد هالمشاعر اي وصلتني من الكلمات والاحاسيس والمشاعر ماقدرت اكبت بعدها دموعي وكنت محتاجه لهذا الشيء .. بعدها ركزت على "دانيـــة وغــــالب" واتذكرت كلام امي قبل سنين لما قالت "يابنتي لتبنين بمخيلتج حياة وردية رومانسية واتحطين صورة معينة لحياتج لان اياً كانت الحياة المكتوبة الج ماراح ترضين بي ولا راح اتحاولين اتصححين حياتج لانج اتوقعتي شي والحقيقة شيء ثاني ولا راح اتقدرين هالحياة" ودانية نفس الشيء صح غالب له شخصية لكن دانية ماشدت الحبل بالمنتصف لا بالبداية كل الحب وبعدها الجفاء يمكن لو درست شخصيته واهتماماته ممكن مشت حياتهم مااقول فقط دانية تتحمل المسؤولية ايضاً غالب خطأ التعامل منه .. "ســـماح" الشخصية الي انتقدتها بداخلي وما عجبتني لكن الان لها كل الحق ماترضى بليث كيف تضمن لنفسها انه هو مختلف عن ابوها او اخوها او حتى ازواج اخواتها لان الي متأذي من اشخاص عدة وبالأخص القريب منهم كيف تثق بالغريب البعيد؟ قصة المطر وطالباتها عندي العكس ايصير المطر والطالبات متركزين بمقاعدهم 🤗 مااعرف هل هو البرد ويه المطر يجينا ولا اختلاف التفكير عند المجتمعات ؟؟🧐🤔 "يُمنـــــى و رتيـــــل" كان عندي احساس قليل انو في ماضي مرتبط بيهم حتى ولو غير مباشر لان الشخصيتن رغم اختلافهم لكن متألقات بالرواية يُمنى بحزنها وهالة الوحدة الي اتعيشها ورتيل بأحتوائها للكل والمشاعر الي تعطيها دون مقابل قويات رغم الحياة الي يعيشوها لكن عدم ذكر الاخرى للثانية بأي مناسبة حيرتي وبينهم عوامل مشتركة واهمها شخصية كسحاب "سحــــــاب" لطافتها وخفتها على القلب بحضورها ماحبيت اتكون مع حاتم مو علمود شي بس بداخلي مااحبذ الفارق العمري الكبير حتى لو كملت الرواية وخلصت بإجتماعهم قلبي يكون بي نقطة توجعني من الثنائي المعين 🥲 هذا رأيي ومالي اي حق أثر او افرض على أحد "ريــــــاض" شخصية من توصفين ياأغاني ملامحة وطريقة كلامه وعصبيته تقهر واتوجع وكمية الهم الي بداخله اتعب ومثل ماقالوا حبيبات قلبي ياترى لقائه ببنته كيف حيكون؟ شخصية نسائية جميلة ولطفية زادت علينا فالرواية "ميـــــس" دخلت قلبي من اول ظهور "عــــــزام" من اسمه اتذكرت معلمة العلوم من حفظتنا اسامي الكواكب الشمسية الحرف الاول من كل كوكب مجتمعه في (عزام مزانب)😅 حرت معه ولا افكر مع من راح يكون اذا ميس فهي مناسبة له واذا غيرها فهذا يؤدي الي مئات علامات الاستفهام ؟؟؟ روبن هود الحارة على قولت صبا 😍 "مــــــــروان" هل هو الثنائي مع رتيل؟ لو هذا كله ويصير ارتباطه مع غيرها بالرغم اني اشوف انو مناسبين ويقدر يحتويها لان رتيل بينت له بعض من دواخلها ... اما باقي الشخصيات للفصول القادمة إن شاء الله اعتذر على التأخير بس وقتي ماكان يسمحلي بقراءة الفصول وقريته من دون تخطيط او تحضير جو ملائم ويمكن كلامي قالوا هواية من البنات واعتذر على التكرار بالكلمات والجُمل شكراً أغاني لأنك اتعيشيني بعالم ثاني عالم صدك محتاجته هالفترة عالم مختلف بنكهات متعددة عالم يجذبك كلمة بعد كلمة عالم راقي مميز ✩ تحياتي حبيباتي 🤍 | ||||
09-03-22, 04:10 PM | #1072 | |||||
| اقتباس:
شكراً جزيلاً على الكلمات الرائعة 🤍✨ بإنتظـــــــــارك إن شاء الله | |||||
09-03-22, 05:00 PM | #1075 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 11 والزوار 8) مِسك, أغاني الشتاء.., ward77, S-6, زمردانكا, zaina94+, وعدي الابدي, Qhoa, الملكه الجميله, ديم الدجى, جنون امراه هلا والله اغاني ، حيّ هالطلّه 🤎 .. | ||||
09-03-22, 05:02 PM | #1076 | ||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| [..الجــزء الـثـــامـن..] * * * * * * * ,, حينمـا نُخـذل ~ . تُصبح الطُرق إلى قلوبهم غير سالكة للعبور .. تأخُذنا المنعطفات .. فنبتعد بخرائط ظنوننا .. و سُبل غضبنا .. لنتوه عن بدايتنا السعيدة معهم ! تُصبح صورهم في ذاكرتنا غير صالحة للإسترجاع .. و أصواتهم آيلة للسقوط .. و تذهب عبثـاً كُل محاولاتنا للترميم !! ♥ ♥ تشعر بروح أخرى تسكن جسدها .. روح غير تلك التي غادرتها مع والدها .. كم يبدو شعورها غريباً .. و سكونها أغرب .. تُمثل .. و يوماً عن يوم .. تتقن هذا التمثيل أكثر .. ليصبح لها حياة .. حتى أخاها .. و أختها .. و والدتها .. بدى و كأنهم يسايرونها في هذا التمثيل ..و الكل يدّعي أنه قادر على مواصلة الحياة بعده بشكل طبيعي .. الفقد الذي راح يتسرب من مسام ذاكرتها .. جعل قلبها تجف تفاصيله .. و هي تتذكر أن هذه الليالي الشحيحة المتبقية .. ستطوي عهدهم في هذا البيت .. رحل ذاك العمر .. رحل ذاك الحبيب .. رحل معه الكثير من أيام السعادة و الأمان .. ليشاركونه بعد الغد في رحيل ما تبقى من تلك الحياة التي تلاشت معه .. جلست على سريرها .. راحت عيناها تعبر كل تفاصيل طفولتها .. بين جدران هذه الغرفة .. جمعت منها ضحكاتها .. و أمانيها .. و أحلامها .. لتدثّر بها قلبها .. و طوت ذكرياتها قبل ملابسها في تلك الحقائب .. رتبتها في أروقة الروح .. لتتصفحها حين يغلبها الحنين .. كادت أن تفز .. لدخول مُزن العاصف .. و هي تتقدم لتجلس أمامها على السرير .. فجأة .. لتهتف بلا مقدمات .. و يبدو أنها للآن لا تستوعب كل تلك الأحداث التي مروا بها خلال هذا الأسبوع .. بالأخص ذاك الحديث الذي صدموا به بالأمس .. و كلما يقترب عهد تحقيقه .. يبدو لهم و كأنه ضرباً من الخيال .. : للحين مو قادرة أصدق! مو راضي يدخل مخي ! زواج يمنى و خالي بعد بكره !! ليه وافقت والله ما كان ودي توافق! و كيف هو وافق؟؟ تنهدت بضيق .. فرحيلهم هَم .. و حال يمنى هم آخر .. فهي منذ موافقتها .. انقطعت عن الحديث معهم نهائياً .. و باتت كأنها صماء .. فقدت الكلام .. و الروح .. : أكيد وافقت عشان وتين...مافيه سبب يخليها توافق غيرها هزت رأسها بعدم إقتناع .. لا تتخيل حياة قد تجمع ذاك البركان الثائر .. بتلك الرقة .. المهشمة الروح .. لتسأل بشك .. : و خالنا البعبع على قولة صبا...كيف فكر فيها و تذكر بنته بعد هالسنين!! ملأ صوتها الفقد .. و الحرمان .. و هي تهمس بوجع .. : لأنه يعرف إن بنته اللحين ما عاد باقي لها أحد غيره...و يعرف إن يمنى ماراح تدخل لبيتهم معنا و هي غريبة عنهم زفرت بضيق .. و عجز .. يشابه ما تحمله بقلبها .. : معورني قلبي على يمنى...أمي توها طالعة من عندها.. تقول اتكلم معها و اتكلم..تهز راسها و لا ترد...كلميها سحاب يمكن تفتح قلبها لك إنها جراح .. فوق مدى الحديث يا مُزن .. قد تلتهب بالبوح .. قد تتقيح بالأنين .. دعيها تواري الحرمان .. لن نسلبها حقها بالكتمان .. لن نعبث بعمق الجرح بأيادي تنكشه .. و هي لا تملك تخدير .. و لا دواء .. و لا حتى طبُ بديل .. إننا نجرفها معنا رغماً عنا .. في درب يقودها للهلاك ..لكنها تعلم أن لا سبيل لها غيره .. ~*~*~*~ كان كل شيء معها يفعله مجبراً .. و هذا مالم يعتاده أبداً .. و لا يظن أن طبعه المترفع سيعتاده يوماً .. و اليوم أتاها للمرة الأولى من نفسه .. هو حتى لا يعرف مالذي يريده منها .. يتعارك في عقله ألف ذئب .. و نهاية تلوح أمام ناظريه .. تخبره أن يخرج منتصراً أياً كانت الخسائر .. حين علم أن جده سيخرج اليوم من المستشفى .. استغل الفرصة ليراها قبل وصوله .. فأتى إلى منزله صباحاً .. ليضمن خروج الكل لدراسته .. أو عمله .. كي يجد فرصة ليتحدث معها .. ليحاربها بالسلاح الذي سيضعفها .. بدون أي عيون فضولية .. و لا أحاديث ناصحة لن يتحملها .. وقف خارجاً .. يتكيء على طرابزين الدكة الحجرية .. ليخرج هاتفه و يرسل لها رسالة .. يبلغها أنه ينتظرها هنا .. في تلك الشهور التي هجرته فيها .. التقى فيها مرة واحدة فقط .. حين طلب رؤيتها في الغد بعد تلك الليلة التي اختفت فيها في بيت أهلها كعادتها دون سابق إنذار .. كان غاضباً جداً بعد محادثته مع جده .. و كانت هي ما تزال تنوح على نسيانه لها .. لينتهي ذاك اللقاء بلا فائدة .. و حوارهما كالعادة كلاً منهما يسلك فيه طريقاً .. و معنى .. بعيداً عن الآخر .. ليجد أن الحديث معها بلا جدوى ! و حين خرج منها يائساً .. زاد به يأسه حين تحدث معهم عنها .. الكل كان يطالبه أن يداري صاحبة القلب المرهف .. أن يهتم بها أكثر .. و كأنه لا يهتم !! بالطبع .. فشخصيته حكمت عليه أمامهم .. ليبدو بدون سبب هو المذنب .. و هي بتلك الشخصية .. الباكية .. نصبوها ضحية له .. بدون أدلة .. ليرحل بعيداً عنهم .. و عنها .. قاطعاً أي مجال آخر للوصل .. و الكل يهاب أن يتدخل في موضوعهما أكثر .... خشية أن ينهي هذا الزواج بلحظة غضب .. و بالطبع لا أحد يقوى أن يجبر تلك المرهفة .. المدللة .. أن تغصب نفسها لتعود إليه .. رغم تفاهة أسباب الفراق .. المرة الأخرى .. كانت بعد أن مضى على خلافهما شهر كامل .. حين غلبه الشوق ليتصل بها .. ليحاول أن يتحدث تلك المرة معها .. بعقل يبدو أنها لا تعيه .. ليجدها مازالت تتمسك بتلك الأحلام الخيالية .. التي لم يصل إلى مستواها يوماً .. كمية الحب الذي يرى نفسه زاخراً بها .. جاء شحيحاً على تلك المترفة التي تحلم بالمزيد .. المشاعر التي بالكاد وجدت أرضاً خصبة في صحراءه الممتدة .. كانت أقل من أن ترضي تلك التي تنتظر أن يملأها بساتيناً من ورد .. فمن أين يأتي لها بمطر أكثر؟ وهو ما عرف إلا هجيراً في سماء عمره! : : كانت تجلس في غرفتها .. بجانب النافذة التي فتحتها كاملة .. لتراقب تلك الغيوم التي تتكثف حيناً .. و تغلبها أشعة الشمس حيناً آخر لتفترق .. و هي تركز في تلك الشاشة أمامها .. لتنسق تصميم ذاك الإعلان .. الذي تعمل عليه .. بشخصيتها الضعيفة هذه .. التي لا تحتمل شيئاً .. كان والدها يرفض أن تعمل .. رغم تخرجها من تخصص الحاسب الآلي .. منذ خمسة سنوات .. و أثبت أن معه حق .. و هي تترك تلك الوظيفة التي أصرت عليها .. رغم إعتراضه .. بعد شهر حين اختلفت مع إحدى الموظفات .. و لم تحتمل ظلمها لها .. لتترك العمل سريعاً .. لذا وجدت في إقتراح حاتم .. أن تنشيء لها حساباً خاصاً .. لأعمال التصميم و المشروعات .. عملاً يشغلها .. لتعود تمارس هوايتها .. و تخصصها .. بعيداً عن تلك العوالم الرومانسية التي كانت تغرق نفسها بها .. منذ تخرجها .. و التي تحطمت كلها في الحياة التي عاشتها معه ! تعيش من بعد فراقه .. نوعاً غريباً من السكون .. تعاني خيباتها بصمت .. ليستنزفها حزن خامد في قلبها .. لا يثور و لا يختفي .. تفتقده .. تفتقده جداً .. تفتقد حتى تلك الحياة التي ما رضيت بها يوماً معه .. بالكاد تحكم خطوات قلبها .. كي لا تركض إليه .. فقد مشت نحوه بألف شعور .. وهو لم يمشي لها خطوةً واحدة .. لا يزال شامخاً ببعده .. بجبروت لا يتزحزح .. تحتاج فقط إلتفاتة .. و تعلم أنها ستقطع من أجله ملايين المسافات لتصله .. تحتاج أن لا يجبرها على تغيير لون قلبها .. أن لا تتنكر لملامحها التي تشي بإحساسها معه .. تحتاج حقاً واضحاً لها في حياته .. في ملامحه .. في وجع قلبه .. في إفتقاده و إشتياقه .. اهتز هاتفها بجانبها .. لترفعه بشرود .. قبل أن يخفق قلبها بشدة ..حين رأت ذاك الإسم !!! لتتلاشى بعقلها كل خطط البعد ! و هي ترى سبيلاً له تتوق إليه .. سطر رسالة قصير جداً .. كلمات جافة كقلبه .. عبثت بها .. ليملأ صوته الذي تشتاقه صدى سمعها .. تسمح لعيناها رسم صورته من جديد .. تعبرها بلحظة .. ذكرياته .. سكناته .. شوارده .. و عطره .. كم تفتقد عطره .. الذي بقي عالقاً بها .. لأيام من بعد فراقه .. أكثر من كلماته الناضبة دوماً معها .. لا يهون في قلبها .. مهما يفعل إنه لا يهون عليها أبداً .. : : فتحت باب المدخل بعد ربع ساعة من الإنتظار لتخرج .. ترتدي فستاناً خريفياً أزرقاً .. بتصميم ريفي بنقوش الزهر .. و ترفع شعرها بشريطة من الدانتيل .. لا تكاد تضع مكياجاً .. فقط تتلون شفتيها بلون توتي شاحب .. أتت تنافس الشمس بإشراقتها .. و دفئها .. تضيء عيناها في دروب قلبه المعتمة .. كنجمتين بريقها لا يخفت .. يالهذه الملامح التي تملكها !! كيف يلومهم على دفاعهم عنها .. وهو حين يراها يشعر حتى هو .. و كأنه يظلمها حقاً !! : : بالتأكيد قلبها سيخفق بجنون حين تراه .. فمع كل تلك الخيبات التي يزرعها في صدر أيامها .. عجزت أن تحرمه الحق في العبث بدقات قلبها كما يشاء .. و مازال تأثير وجوده يزعزع ثباتها .. و ثقتها .. لكن ليس قلبها من ارتبك فقط هذه المرة .. فعيناها اتسعت بعدم تصديق و هي ترى باقة الورد الخلابة التي يحملها بين يديها .. ليطير قلبها مرفرفاً بسماء حب تراه لأول مرة يحلق معها فيها .. هل هو هنا أخيراً لإسترضائها .. و ليس لإنتقادها كما يفعل دوماً ؟؟ هل حقاً فراقها أثر به .. ليغير شيئاً في تفكيره .. ليوافق أخيراُ أحلامها .. و آمالها به .. هل فكر بها كثيراً .. حتى يقرر بنفسه أن يفعل شيئاً كهذا من أجلها ؟ تقدمت منه بخطوات بدأت ترتبك كلما دنت منه أكثر .. و يداها ترتجف توتراً .. و ترقباً .. تسمو آمالها التي ما عرفت اليأس معه .. للحديث الذي ستسمعه منه .. فمنذ وصلتها رسالته .. و هي تستعد لمجابهة ذاك الجبل الراسخ في أفكاره العنيدة .. و لم تكن تتخيل أبداً هذه النظرة التي تسكن عينيه .. و هذه المبادرة الخاصة منه .. لتصل إليه تبتسم بعذوبة .. و خجل .. و هي تنطق بصوت هائم .. : صباح الخير : : كان لايبعد عينيه عنها للحظة منذ خروجها .. يتأمل ملامحها بإشتياق يتسرب لقلبه رغماً عنه .. و كم كان يكسر غروره حاجته لها ! لذا بدأ شعور غادر في عقله .. يبدد ذهول قلبه حولها .. وهو ينتبه أن نظرة العتب .. الكسيرة .. التي تحملها دوماً بعينيها إتجاهه اختفت .. بلا أي كلمة منه .. ساير ذاك التغيير الهائل بمشاعرها ..و أجابها بنبرة وله مبالغ بها .. خرجت منه مليئة بإستنكاره .. لكنها لقيت درباً سهلاً لإبتسامتها .. لم تجده كل لقاءته السابقة بها .. و مشاعره الحقيقية .. : صباح النور حبيبتي و حياتي اللي مخليتني و هي عارفه إني مو عايش بدونها حين أراد التلاعب بها .. كان متأكد من نجاح خطته معها .. لكن ردة فعله هو على هذا النجاح .. هي التي كانت غير متوقعة أبداً !! لذا حين مد لها تلك الباقة .. و احتضنتها عيناها قبل يديها بلهفة .. لتتغير حتى نبرة حديثها معه .. و تُنهي بلحظة عمر الخصام الذي امتد .. : ذوقك حلو..تسلم لم تكن راه! لم تنتبه حتى للتغير الذي طرأ على نبرته! .. و هي تطير في عالمها الرومنسي الذي حققته باقة ورد!! : عاجبتك لهالدرجة! تنهدت برضا .. بإبتسامة عذبة .. و هي تجيبه بتواضع لم يصل إلى قلبه .. : وش أبغى أكثر من كذا ! صباح و لقاء و السماء غيم و باقة ورد و كلامك الحلو : : كانت حقاً تسكن عالماً بدى مثالياً لها .. يحقق أبسط أمانيها بحياة تحلم بها معه منذ سنوات .. لم تفكر حتى إن كان صادقاً أم لا .. لأنها اشتاقت إليه وتعبت من هذا الفراق الذي أصبحت لاتعلم كيف تنهيه .. لذا حين بادرها بشيء بسيط .. لم تنبش أسبابه .. كانت مستعدة أن تأتي بقلبها .. و كلها .. إليه .. المهم أنه يحاول .. و هي ستقبل محاولاته من أجله .. المهم أن تعود إليه و قد أحدثت بقلبه تغييراً بسيطاً ..يطمئنها على مكانتها لديه .. لتكمل هي المسير إلى قلبه .. لكن حتى الرضا البسيط .. هاهو يرى أن لا حق لها فيه معه .. و هو ينزلها من ذاك الغمام الذي رفع آمالها فيه بلحظة .. لتتهشم مشاعرها .. و تتكسر تحت قسوة كلماته .. عجرفة ملأت نبراته .. حين وصلها صوته المستخف .. الغاضب ..!! : غيم! و باقة ورد! و كلام حلو! يعني تاركة البيت و تاركتني شهور عشان هالخرابيط! و مصدقة إني ممكن أسويها كأنك ما تعرفيني! دانية أنتِ بس راسمة في بالك نوعية حياة و نوعية مشاعر و مصرّة تطبقينها على حياتنا سواء نحس فيها أو لا...المهم تتحقق لك و بس! الكلام اللي يطلع من قلبي ما تصدقينه .. و وصفة الغزل السامجة هذي دخلت قلبك على طول! يعني أنا تقبلت فيك كل اللي مو على مزاجي...و أنتي ماتبين ينقص فيني من أحلامك و لاشي بسيط وتافه زي هالورد اللي كبرني بعينك_أكمل حديثه وهو يضرب بظاهر كفه تلك الباقة التي تحملها بين يديها لتتهاوى على الأرض_غالب قبل كم يوم ما تقدرين تعيشين معه! و بعد هالوردتين صار فارس أحلامك المطلوب! واضح إنك مو شايفتني أبداً و لا عمرك حاولتي تفهمين تصرفاتي أو تتقبلينها تركها غاضباً و غادر دون أن يلتفت لحظة .. لحطامها .. الذي خطى عليه بحديثه .. و بعثره برحيله أحال دفء قلبها الذي غمرته اللهفة برؤيته إلى صقيع قارس .. و تلك النظرات التي امتلأت بريقاً برؤيته اطفأها دمع الخيبة و الإنكسار .. لتقف مذهولة بصدمة لا تعرف كيف تفوق منها .. إنه تمثالٌ حجري .. يستحيل أن كتلة الصخر هذا .. يحمل قلباً قد ينبض يوماً بإحساسٍ لها !! ~*~*~*~ عاد من النادي منذ ساعة .. ليرتدي مع ملابسه الأنيقة .. وجهاً آخراً له .. ليواجه به حياته الأخرى .. و قراره المتسرع .. حالما ظهرت نتائج الفحص .. اتصل به والدها .. منذ الصباح .. ليخبره أنه سيتم عقد قرانهما غداً في المحكمة .. لتصبح تلك الفكرة الطارئة .. التي نطقها بلا وعي منذ أيام .. واقعاً يجب أن يعيشه .. و يتعامل معه .. نفض تلك الأفكار من رأسه .. ليبعدها عن تفكيره .. كما كان يفعل طوال الأسبوع الماضي .. وهو يحبس فكرة إرتباطه المجهول .. بمعزل عن أفكاره المتسائلة .. و أحاسيه المبهمة حولها .. ليدخل إلى غرفة الطعام .. و يجدها وحدها كعادتها .. تتناول إفطارها بهدؤ على تلك الطاولة الممتدة .. و عيناها تتابع بإستغراق شارد شيء ما في هاتفها .. ليقف قريباً منها .. يلقي عليها التحية .. متكهناً بردة فعلها .. : صباح الخير فأجابته ببرود .. لازالت تعامله به منذ خبر خطبته الذي صدمها .. : صباح النور لذا أراد فتح حوار معها بعيداً عما تعتب عليه به .. : وين أمي؟ لكن ما يهرب منه .. وجده معلناً في جوابها الساخر .. : يوم عرفت إنك من صدقك بتمّلك بكرة...حست بالخطر...و راحت تجمع معلومات عن العروسة اللي اخذتها على العمياني تجاهل كلمتها الأخير .. مدعياً عدم إنتباهه لنظرة عينيها التي تلومه على إنهزامه .. و رضوخه .. فهي لا تعلم لأي سبب كان .. ليراقب تقدم والدته منهما .. بنظرة متفحصة .. ليدرك أنها هي أيضاً لم تروق لها فكرة زواجه المفاجيء .. من عروس مجهولة .. لكن مباركة والده لهذا الزواج .. و فخره فيه .. خنق أي إعتراض في كلماتها .. لتجاهد في جعل هذا الزواج .. يبدو سعيداً .. و طبيعياً بالنسبة لهم .. لذا هتفت براحة و هي تقف بجانبه .. تدعي الفرح .. : زين للحين ما طلعت.. سألت أم سلطان طلعت تعرف وحدة تعرف أم علي...تقول عندها بنتين وحده أول سنة في الجامعة هذي صغيرة ماظنيت هي اللي بيزوجونها و الثانية متخرجة من سنتين صيدلانية...تمدحهم لأم سلطان تقول جمال و علم و مال .. حتى أمهم ما شاء الله أخوانها كلهم دكاترة من عيال الــ..... أكملت صف جُملاً ماعادت تصل إلى ذهنه الشارد .. و برودٌ يلتحف إحساسه .. و تلك الإنسانة تبدو في حياته حقيقة أكثر .. فأكثر .. جمودٌ اعتاده قلبه لا يتركه .. يجعله عاجزاً عن تخيل دخول امرأة لحياته من جديد .. وهو لا زال يهرب مما خلّفته سابقتها من بعثرة .. و إنهزام في حياته .. حتى أفاق من أفكاره التي أخذته بعيداً على صوت مجادلتها مع غزلان الذي فاض أخيراً غضباً تجاهد بكتمه .. : وين عايشين أنتم!! المفروض نروح نخطبها أول! يشوفها الشوفة الشرعية عشان يرتاح على الأقل..بعدين نحدد الملكة...مو خبط لزق بكره ملكة في المحكمة و أخبارها تجينا على حسب ذوق فلانة و علانة! والدتها ترد عليها .. و في عينيها نظرة تحذير .. : البنت أبوها صار شريك أبوك و يعرفه زين و أكيد سأل عنه...ما يحتاج حتى نسأل ضحكت بإستخفاف .. على تلك القواعد الواهية التي يرتكز عليها تفكير والدتها .. ما إن يمس الحديث والدها .. : سأل عنه! عن شغله! عن فلوسه!_لتكمل بحنق_ وش دخل كل هذا في بنته اللي حتى مو عارفين وش اسمها ! لتنهرها والدتها كعادتها حين تضعف حجتها .. : غزلان الأمر ما يخصك عشان تتكلمين فيه...إذا عمار و أبوك راضين أنتي تسكتين : : زفرت بغيض و هي ترى والدتها تغادرهما منهية النقاش .. طبعاً فسكوتها دوماً مطلوب حين لا يوافق رأيها رأي والدتها .. التفتت ترى ملامح عمار الغامضة التي لا تشي بما يدور في عقله .. لكن نظرة عينيه القاتمة .. ملامحه التي ازدادت حدة .. أخبرتها أنه بعيد كل البعد عن الرضا أو اللهفة لهذه الزوجة المجهولة .. لتعاتبه بقهر .. و خذلان .. : ليه عمار؟ هذي حياتك..بتكملها كلها على خاطر أبوي! هالشيء بالذات المفروض ما توافقه عليه! أكّد لها ببرود .. : أنا اللي خطبتها...أبوي ماله دخل شخرت ساخرة .. لا ترى أي فرق في حديثه .. : أنت أو أبوي...السبب واضح بملامح وجهك..ببرودك..هالزواج مصلحة و بس ! أجابها بلا إكتراث .. : وش الفرق؟ أنا بأتزوج كذا أو كذا خلينا نستفيد...بعدين ما سمعتي أمي؟ البنت ما فيها عيب تركته .. بعد أن ألقت جملتها المتهكمة .. : المهم تكون سمعتها أنت؟! غادرته تلملم أذيال خيبتها به .. تعود إلى غرفتها التي أصبحت تقضي فيها معظم يومها .. بعد تخرجها قبل شهر .. طالت الأيام أكثر .. و ساعات الملل .. و أفكارها و مخاوفها تتقاذفها في إتجاهات صائبة .. و خاطئة .. رمت بنفسها فوق سريرها بضيق .. لا ترى خيراً في ما يحدث معه .. لا تريد التصديق أنه حقاً من قام بخطبتها .. لأن هذا يدل على أنه بدأ يتحول .. ليصبح نسخة أخرى من والدها .. يرهن حياته و مشاعره من أجل المال .. و المصالح .. و إن كان أُجبر على هذا الزواج رغماً عنه .. فالحال لا يبدو أيضاً أفضل ..لا له و لا لها .. فإن كان عمار لم يستطع الوقوف في وجه والدها .. كيف ستقف هي في وجهه حين يأتي الدور عليها .. لتشعر أنها بدأت تفقده بعد هذا الإرتباط .. فقدت الركيزة التي كانت تعلق أوهام أمانها عليها !! و يجب أن تبحث عن بديل آمن لها ؟؟ . . . خرج من المنزل .. لينطلق بسيارته .. صارفاً ذاك الضيق الذي يشعر به .. عبر تلك السرعة المتهورة التي يقود بها .. و كلما ضاقت أفكاره أكثر .. كلما تمادى بسرعته أكثر .. لا يعرف أين سيصل بها .. كان شارداً لا يعي إلا أفكاره المشتتة .. بين تلك الزوجة المجهولة .. و التغيرات الهائلة التي تحدث في شركتهم .. حتى كاد أن يفقد تركيزه في ذاك الطريق أمامه .. قبل أن يبطيء من سرعته الهائلة بإنتباه .. حين قطع هواجسه رنين هاتفه .. ليزفر نفساً كان يختنق بصدره وهو يعود لوعيه .. و تعبر ملامحه الباردة .. إبتسامة مودة .. وهو يرى اسمه يلوح على شاشة هاتفه .. و كأنه أحس بإنفلاته من نفسه .. ليتصل ويعود به إلى طريق الثبات .. صديق المكالمات الطويلة .. صديق المسافات .. و البعد .. ليرد عليه ممازحاً .. : هلا سندباد...عمرك طويل كنت بأتصل عليك أتاه صوت ذاك البعيد دوماً...ليسأله .. : هلا فيك..وش أخباركم؟ ليطمأنه .. : الحمدلله كلنا بخير لكن و إن خدع الجميع .. لن يمر قناع اللامبلاة التي يدعيها .. على هذا المتحاذق دوماً .. : مو باين الخير بصوتك!_ليستدرك بقلق_أبوي حماد فيه شيء؟ أكد له .. : لا تطمن قلت لك بيطلعونه اليوم...و هذا أنا رايح له..ما قدرت تجي؟ أجاب بأسف .. : لاوالله..الإجازة اللي اخذتها عشان اروح لأمي..ضغطت جدولي غير مجرى الحديث فجأة .. ليرمي عليه تلك القنبلة التي يضيق بها .. : يله دامك اتصلت...أبشرك قبل أبوي حماد..ترى بأملك بكره ليجيب مستفهماً .. بسخرية .. : نعم! أنت؟ و بكره! لا والله بدري تعلمني! برر له ببرود .. : الموضوع تم على السريع..ما كمّل أسبوع للحين و طيحة أبوي حماد نستني حتى أقولك و أنا اكلمك لكنه بدأ ينبش التفاصيل .. بأسئلته الملتفّة .. : لا واضح إنك ناسي! أنت من الحماس متمم السالفة بأسبوع !! ليعترف له سريعاً .. : اعتبرها مصلحة و صارت نسب ليستفهم منه .. سبب ذاك البرود و الضيق الذي أثقل صوته .. : آها طيب! وش الوضع؟ نفرح ؟ نزعل؟ نسوي نفسنا ما سمعنا شيء! تلاعب كي لا يجيبه .. : تسوي مثلي و تتزوج و تقضب أرضك ليفهم عدم رغبته بالإجابة .. فيغير مجرى الحديث مازحاً .. : ههههه يعني عشانك تدبست تبغى تجرني معك! لا بعيد عنك ادخل القفص الذهبي لحالك..و أنا خلني بسماي أبرك ليسأله بجدية .. : يعني مو ناوي؟ ليجيب كعادته بتلاعب .. : والله أنا انخطبت بس مادري أوافق أو لا ؟ ابتسم وهو يتوقع سماع مغامرةً جديدة .. : أنت دايم تنخطب وش معنى هالمرة ناوي تفكر؟ تنهد بثقل وهو يجيبه .. : هالمرة الأوامر من جهة عليا ليسأل بإستغراب .. : أمك؟! أجابه بالتأكيد .. : ايه ليسأل بإستغراب .. هوية تلك العروس المفترضة .. : لا يكون بنت خالك! أجابه و صوته غارق في ذكريات طفولته الوحيدة .. : ايه شفت كيف..ما اخطبت لي إلا البنت الوحيدة اللي طول هالسنين اعتبرها أختي ها هو يبحث كعادته عن أسباب للرفض .. ليبقى على عزلته الغالية .. فعلاقات حبه السابقة .. تبؤ بالفشل سريعاً .. و لا يعلم إن كانت حقاً لا تصل للنجاح معه .. أم هو من يتصنّع الأسباب .. ليعلن الإنسحاب في كل مرة .. : عزام اترك عنك هالسوالف أنت عارف إنها مو أختك...فليه ما تخلينا نفرح فيك أجابه بغرور .. : أنا فرحان بنفسي دبروا حالكم أنتم يأس أن يأخذ هذا الحديث يوماً بجديّة .. لذا أنهى الإتصال مؤكداً عليه بشدّة .. : المهم ملكتي آخر هالأسبوع..مالي شغل بجدولك المضغوط..رتب نفسك الجمعة تكون هنا ~*~*~*~ مضت ساعة و هما يتشاركان ثقل المكان بصمت .. وهو لا يقوى أن يحدد سبباً لهذا الإختناق الذي يتزايد بصدره .. هل هو من سحب الدخان التي لا يهدأ رياض للحظة في نفثها منذ ساعة ؟ أم من خيبته بها .. و بنفسه أكثر التي استفزتها ليُفسد بنفسه ما كان يخطط له ؟ لقد أغضبته .. كانت لها القدرة على إغضابه حتى أفقدته السيطرة على نفسه .. ليعجز عقله أن يستسيغ هذا النجاح حين أدرك أسبابه .. إنها لم تراه يوماً .. بقدر ماكانت ترى أحلامها به .. لم تهتم بمعرفته .. فهمه .. بقدر إنتظارها لنتيجة كل ما تصرفه عليه من مشاعر مصطنعة .. مخزنة بعقلها منذ سنوات .. حتى لو كانت لم تناسبهما .. تعشقه بجنون .. و لكنه يشعر أنها تعشق شخصاً آخر .. غير هذا الذي هو عليه .. تحاول جاهدة لتخلق فيه فتى الأحلام الذي تتمناه .. فإن انخفض درجةً واحدة عن تلك المرتبة التي تخيلها .. لا تتقبل منه أي طبع ! ليدرك بأسى .. إنها لن تحبه يوماً حين تعرف حقيقته .. التي ما إن تظهر لها .. حتى ترتعب و ترحل .. إنها شيء جميل عبر حياته .. لكنها بدأت تؤذيه .. لذا سيتخلى عنها .. ويجب أن لا تهمه أكثر ! و لن يهمه أحد .. لن يجرؤ أحداً حتى على لومه .. بعد أن أعطتهم أكثر من مرة برهاناً علنياً أنها .. غير مسؤولة .. أنها غير قادرة على الحفاظ على زوجها .. و بيتها .. و إن لم يقتنعوا .. إن كانوا لا يزالون يكفون أبصارهم عن عيوبها .. فلن يهتم حتى بهم .. فليحيطونها هم بدلالهم .. و إهتمامهم .. فليغلفوا قلبها المدلل .. المرهف .. و يحفظوها لديهم آمنة من الكسر .. فهذه الحياة التي اعتادتها .. لن تجدها يوماً معه .. : : بجانبه قلب آخر كان يشتعل .. لعكس السبب .. فما يحرقه هو إعادة عهد القهر من جديد .. في روحه .. لم يتخيل أبداً أن يجمعه هذا العمر معها مرةً أخرى .. يكره أن يتذكر أحدهم بعودتها من جديد تلك .. الأيام .. و أن يعاد أمام خيالهم الجرم الذي قام به .. حين انكسرت روحه .. و انكسرت صورته بأعين الجميع .. مضت سنوات عاشها بكبد حتى استطاع أن يقوى على رفع عيناه بوجه أصغرهم .. كم يكرهها .. يكره ما حدته عليه .. يكره فعلته بها .. و لا يقوى على إيجاد سبب يجعلها قادرة على العودة إليه ! حتى بدأت أفكاره السوداء .. تستهدفها .. كي يفرغ فيها قهراً راح يلتهم روحه كالهشيم .. نعم ضاقت روحه من كل ماحملها طوال تلك السنوات ..فلتأتي لتشاركه هي بذات العذاب الذي كانت سببه .. سيتزوجها .. سيحشر أنفاسها بشبرين يكونان قيدها طوال العمر .. لتبقى بعيدة عن الكل .. أسيرة زلتها كما هو.. لن يهتم أحد غيره .. بإبعادها عن رتيل حتى لا تلمح لها أي وجود حولها .. . . . وقف بتردد كبير .. يراقبهما من مسافة بعيدة .. و هما يعزلان نفسهما منذ وقت طويل في هذا السطح .. ملامحمها المنعقدة بشدة .. لا تشجعه أبداً على الحديث معهما .. فكيف سيخبرهما بما فعله ذاك العميل الأرعن .. حقاً .. لو كانت مشكلة بسيطة لحلها على الفور من تلقاء نفسه .. دون المخاطرة .. بالعبث بمزاجهما الأسود .. أخيراً امتلك الشجاعة ليتقدم منهما .. و تقتنصه كالرصاص نظراتهما المستنكرة وجوده .. و تدينه .. قبل أن ينطق حتى .. : المعذرة طال عمركم...بس...بس...فيه مشكلة صارت و..و.. صرخ به رياض الذي كانت أعصابه المحترقة .. لا تحتمل تعتعته .. و تردد حروفه .. : وش صار اخلص؟! أكمل بوجل .. : عميلنا أبو حمد رايح اليوم المشروع و تهاوش مع المهندس خالد عشان النقص اللي صار بالمادة العازلة.... قاطعه غالب بإنتقاد .. و ملل .. : يعني المهندس خالد مو قادر يتفاهم مع هالـ........... أخيراً وصل إلى لب الموضوع .. : حاول يحل الموضووع ..بس .. بس..اختلفوا مع بعض...و أبوحمد اعتدى عليه بالضرب و ....... ثارت ثائرة رياض .. الذي كان يبحث عن سبب للإنفجار .. : خيييير وين عايش هالآدمي!_التفت يصرخ بغالب_ قلت لك هالوجه مارتحت له من يوم شفته...بس أنا اللي بأربيه من جديد غالب بالكاد يوقفه .. وهو يخطو مبتعداً حتى لا يعطيه مجالاً للجدال .. : خلّك أنا بأتفاهم معه...أنت لو رحت له ماراح تتحمله بتذبحه بساعته..خله لي جاء بوقته أنا عندي مزاج ألعب فيه لحد ما يحرق نفسه بنفسه ~*~*~*~ | ||||
09-03-22, 05:04 PM | #1077 | ||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| تشعر أن روحها المتعبة باتت تغادرها شيئاً فشيئاً .. تحاصرها الظنون .. تقتلها التوجسات .. التي اخذت تمتد متسللة بذعرٍ صامت لمسافات طوال في أوردتها .. لتقبض على قلبها بقوة .. حتى تكاد تقضي عليه في أي لحظة .. حين بدأت ملامحه التي بالكاد تذكرها تطل عليها كخيالات مرعبة بين نفسٍ .. و آخر .. يداها تكادان تفقدان القدرة على مواصلة صف تلك الأغراض التي بدأت لا تعيها حتى .. و هي تحشرها واجمة داخل هذه الشنط الكبيرة .. و هل يهم حقاً ما تضع فيها ؟؟ هي تشعر أنها فقط تصف ذكريات المرار المزمن بينهما .. تملأ حقائبها بظلم السنوات .. لتستوعب مع دنو اللقاء .. فداحة الخطأ في كلمة نعم التي وافقت بها على العودة إليه .. أحقاً تجرؤ أن تعود إليه .. تعود إليه هو !! إليهم !!! لا تتخيل حتى شكلاً لحياة تقوى أن تعيشها هناك! زفرت نفساً ثقيلاً بإختناق .. من هذا القلب الذي راح يستهلك كل جهده .. ليخفق بقوة .. و قسوة .. لتتسائل ؟ هل حقاً ستقوى على المواصلة .. لبلوغ ذاك اليوم المرير الذي ستلتقيه فيه !!! هل حقاً ستتزوجه .. أو تعود إليه .. لا تعلم ما الأصح أن يقال ..لكنها تيقن جيداً أن لا خير في كلاهما .. انتفضت برعب حين وصلها صوت وتين .. بعيداً بأعوام بفرحته .. و حماسته .. عن سنين القهر و الندم التي تبتلع روحها .. : ماما خلاص يعني بكره بكره اشوف بابا و نصير نعيش مع بابا دايم ردت عليها بصوت مخنوق .. : ايه لتكمل رشق فرحتها .. على جروحها التي لا تندمل .. و لا تطيب .. :ماما اذا شافني يعرفني؟ يعرف شكلي؟ أو مثلي ما عندي و لا صورة له! تساؤلاتها بدأت تؤكد الحقيقة التي ترعبها أكثر .. ليبدو لقائه المفزع حقيقة أكثر .. فأكثر .. لذا أجابتها بعصبية .. : يعرفك..بيعرفك لكن استرسالها بات يصبح فوق احتمال .. تلك الأعصاب المهشمة التي تحتمي جاهدة خلفها .. : يعني أنتي ارسلتي له صورتي؟ ليه ما قلتي له يرسل لي صورته..أنتي كنتي تقولين ما يقدر يكلمني...... بالكاد خنقت صوتها .. قبل أن تصرخ بها .. لأنها إن تحدثت سينفجر الكثير مع إنكسارها .. و قهرها .. لذا تركتها وسط نظراتها المستعجبة ..و ركضت إلى الباب لتفتحه .. و تقف تنادي بصوت عالي .. :سحااااااب...سحاااااااب لحظات و أتت إليها تركض بقلق .. لأنها لأول مرة تسمع هذه النبرة العالية .. العصبية.. في صوتها ..و وقفت تراقب ملامحها الذابلة بخوف .. و قهر .. : خير يا قلبي وش فيك؟ أمسكت يدها تدخلها إلى الغرفة .. و نظرات عينيها تذوب رجاء .. : تكفين خوذي وتين عندك..قولي لها اللي تبي تسمعه ابتسمت بضيق لها مطمئنة .. لكن عينيها المهتمة امتلأتا دمعاً .. راح يوازي ذاك الدمع الذي يهدد بإنهماره بأي لحظة من عينيها .. لتطمئنها كاذبة أنها بخير .. و هي تشد على يدها .. حتى اخرجتهما بعيداً .. و حالما خرجتا لم تستطع الجلوس أكثر أمام تلك الحقائب التي راحت تعلن إقتراب إعدامها .. أحست بإختناق كبير .. يتكوم في صدرها .. حتى كاد يقضي على أنفاسها الرثة .. فركضت خارج غرفتها .. تصعد الدرجات إلى السطح .. لتخرج .. تريد فضاءً واسعاً يستوعب تلك الأوجاع و الإحتجاجات التي بدأت تنفذ منها أبخرة حارقة .. خانقة .. لتبدأ تدور و تدور في المكان المظلم .. البارد .. وحدها .. لا تشعر حتى بتلك الرياح التي جمدت أصابعها .. و ملامح وجهها .. كل ما تشعر به هو نار المرار التي تنبع من روحها .. و لا وجود لأملٍ ضئيل في إطفائها .. غاضبة هي بشدة .. تريد أن تصرخ بوجهه .. و وجه الجميع أنها لاتحتاجه .. حتى طفلتها .. تُنكر قسراً كل لهفتها التي تقتلها عليه ..لتؤكد لنفسها بأسى بأنها لاتحتاجه .. لا تحتاج لذاك الأب الذي أنجبها عنوة !! ليرمي بها .. و بمن تحملها خلف حياته .. و يمضي لاعناً كل ما يربطه بهما .. لحد نفيهما و الإنكار !! تأبى كرامتها الكسيرة على الخضوع .. يأبى خوفها .. و حقدها .. على الرجوع إليه .. تستطيع اللجؤ إلى سقف أي غريب .. لكن ليس سقفه ..تستطيع تحمل أي ذل إلا ذله .. تجاور أياً كان سواه .. و لكــن ؟؟!! تساقطت أخيراً دمعاتها .. وابلاً ساخناً من عينين امتلأتا طويلاً بغمام الحزن .. و الوحدة .. و هي تسأل نفسها بإنكسار .. و خذلان .. هل حقاً سيسعها أن تمضي بأنانيتها .. و ترفضه ؟؟ هل المهم هنا مشاعرها هي ! كرامتها هي ! خوفها هي ! و ابنتها ..؟؟ آه على ابنتها ! تلك التي يتساقط من يهمهم أمرها من حولها كأوراق شجرٍ عاجز .. حين تسقط هي أيضاً .. حين تذبل .. و هي التي لم يتبقى بها إلا القليل....لمن تودِعها ..؟؟ لتمتلئ روحها مراراً .. و هي تعترف .. إنه أباها .. شائت أم أبت .. تناست أو أنكرت بكل قواها .. يبقى أباها رغماً عنه .. و عنها .. حرمها كرهه و قسوته كل تلك السنوات منه .. ليتركها طفلة يتيمة .. خائفة .. مترددة .. فهل تكمل ظلمه اليوم بظلمها .. و تحرمها إياه أيضاً ؟ لتعيش ما تبقى طفولتها بلا كلمة (بابا) ! تعيش شبابها بدون ظهر .. لطالما اتكأت هي على مثله .. و رمت به مخاوف دنياها ! حين تخاف لأي صدر حامي تلتجيء ؟ حين تخطب من سيخبر ذاك الرجل أنه سيحضى بدرة غالية .. و يوصيه بها ؟ حين تزف إلى زوجها بيد من سترتجف يدها الصغيرة الخجولة ؟ بدأت تتهالك أفكارها التي تمشي لدربٍ مسدود .. و ارتجفت خطاها المرهقة .. اليائسة .. بعد أن تشبع جسدها برداً .. و حزن .. و الهواء البارد جعل رئتيها متصلبتين .. حتى باتت بالكاد تقوى على أخذ أنفاسها .. بين زخم تلك الدموع التي تجمدت على ملامحها .. لتعود بإستسلام جسدي .. و نفسي .. إلى الباب .. و تدخل .. لتغلقه و تتهالك قدماها المرتجفتين لتسقط تحته .. تتكور على نفسها .. ليعبرها بعض من دفء شحيح ..أسندت رأسها على ركبتيها .. منهكة .. متعبة .. مثقلة بالكثير .. لتدرك بأسى .. أن روحها ما عادت تحتمل المزيد .. تريد أن تنزوي في ركن ما .. فتطويها الأيام بالنسيان .. و لن يعتقها أحد سواه .. سوى من لا يحتمل رؤيتها .. حقاً لن تجد وحدة ترجوها سوى تحت سقفه .. :: :: كانت لاتزال ترتعد .. ترتعد بكل قوة .. مفجوعة .. غير قادرة على ذرف الدمع بعد.. حين تركها فوق ذاك السرير مجردة من كل شيء .. إلا الوجع ! جردها كرامتها .. أنوثتها .. صباها .. و أحلامها السمااااوية .. رأت كل العمر الباقي يتناثر مع صفعاته .. و الفرح يختنق من حياتها .. ليتلاشى كالعدم .. بدأت تلملم ملابسها التي مزقها بغضب .. و خدها الملتهب يأن للآن .. من صفعته التي دوت على وجهها .. للآن تحس بخطواته الغاضبة .. تبتعد و تدنو منها .. للآن جسدها يصرخ مما أذاقه .. تضغط بيديها المرتجفتين على أذنيها بكل ما تبقى لها من قوة تتخيلها تملكها .. لكي تختفي زمجرة صوته الغاضب .. تلك التحقيقات .. و الأجوبة التي اغتصبها منها .. ليصحح لها كل جواب خاطيء بنظرة ويل و غضب و تشكيك .. تنشر الرعب بأوردتها منه أكثر .. لم يكن يتركها إلا حين تصبح غير قادرة حتى على الأنين .. منتهية من الألم .. و الصراخ .. و الرجاء .. : : فتحت عينيها الملتهبتين .. تكاد لا ترى مما حولها شيء .. و هي تشعر بتوّرم أهدابها التي لم تجف من الدمع للحظة .. لترتعب و هي تدرك أنها مازالت في نفس المكان .. لتغمضهما من جديد .. تريد أن تضم بأجفانها صورة والدها .. ليتسرب إليها طيف إطمئنان من ملامحه الغالية .. يومان .. مرّا عليها معه .. تستشعرهما بفزع لحظةً بلحظة ! يومان .. مرّا و هي تنام على وجع .. و تصحو على وجع .. ليمرها الموت بين كل نفس ! يومان .. بديا لها بلا نهاية .. بلا إنقضاء .. بعيداً عن أمنٍ تئن وجعاً للرجوع إليه ! يومان .. و هي غير قادرة على النهوض من مكانها .. لا تتحرك من مكانها تخشى رؤية ملامحها .. تخشى رؤية ما حفره بقلبها ! يومان .. كافية لتحولها لإنسانة باهتة .. مسلوبة من كل شيء ..لتكبر بعدهما سنوات .. و سنوات .. و هي مازالت بنفس العمر ! باتت ساكنة في ذاك القبر الذي دفنت كل روحها فيه .. كالأموات .. تتنفس العدم فلا هواء يمكنه يحييها .. لتتسائل .. هل ستحيا بعد ذاك! أو تراها الآن ميته ؟؟ هل ستضحك من جديد؟؟ هل ستمشي ؟؟ هل ستتكلم ؟؟ كيف لها أن تعود من ضمن الأحياء .. بعد كل ما خنقه وجودها هنا .. بيده ..؟؟ :: :: كانت تظن أن تلك الليالي هي لحظات العمر الأخيرة ! و ليتها كانت .. و لم تعش ما عاشت بعدها .. لتذكُرها أعواماً تتلو بأساها أعوام ..! لم تعش لترى أباها عاجزاً من أفعالها ..! لترى علاقات .. وصلات رحم قطعت بسبب هفوتها ..! لتربي صغيرتها على اليتم .. و الفقد .. و الحزن .. و النكران! هل يعلم أنه سلب حياتها كلها تلك الليلة ؟؟ هل تمر عليه يوماً تلك الكوابيس المفزعة التي حرمتها لذة النوم لسنوات .. و مازالت تفعل ؟؟ هل يعلم أنها بعده ترسم الضحكة على وجهها إكراماً لمن حولها فقط ..! فروحها المهشمة ما عادت تحيا بفرح .. ما عاد يوجعها حزن .!. أنها تنادي الأحزان كي تهدر ماتكدس بالقلب من وجع ألحقه بها .. حتى ينقضي .. حتى تنتهي من هذا العمر الذي ما عرفت فيه الفرح يوماً ؟! ~*~*~*~ عاد إلى المنزل في وقت متأخر من المساء .. و حين ركن سيارته في المواقف .. القريبة من السور الخارجي .. نزل منها وهو يتوجه إلى السائق .. الذي ينتظر في سيارته .. ليسأله بإستغراب .. : رافي...وين تروح هالوقت؟ أجابه مبرراً .. : رتيل تقول جهز سيارة تروح بيت خالي قطب جبينه و ملامحه تركن للوجوم .. هو يستنكر خروجها في هذا الوقت المتأخر !! ليزفر نفساً ضائقاً حين أدرك سببه .. إذن لقد تلاشى تماسكها الآن .. حين اطمأنت على جدها .. و لفّقت لهم الصورة أنها بخير .. ليصدقوا ما يرغبون بتصديقه .. فيلتهي قلقهم بعيداً عنها .. لم يصدق ابداً تقبلها للأمر .. بذاك السكون .. و ملامح الصمت التي أدمنتها ! كان يتسائل إلى متى سيطول تظاهرها ؟؟ يتسائل كم من الصراعات تخوضها داخلها لتبدو بهذا الخير الذي تدّعيه من أجلهم ؟ و هاهي بعد أنه وثّقت سلامة قلبها أمامهم ..تبتعد كعادتها تجبر رضوض قلبها وحدها .. لكي لا يصل لإدراكهم عزف نايها الحزين الذي لا ينقطع .. خطى متمهلاً .. شارداً .. يروح و يجيء .. يحوم بقلقه عليها في ذات المكان .. غير قادر على الإبتعاد قبل أن يراها .. حتى وقف بأسى إنتظاره الطويل .. نظراته التي تغادره ساهمة .. تعلقت على ذاك الدرب في إنتظارها .. تنهد بثقل الأسرار التي تملأ صدره .. بحكايا تنسجها أوهامه و آماله بعيداً عن واقع أيامه .. وهو يراهما في كل الأماكن حوله .. تشهد له سنين هذه الدروب بإلتصاقه فيها كل حين .. يتردد صدى ضحكاتهما .. و معاهدتهما .. و إتحادهما .. بين مساحات هذه الباحات .. التي عاشت معهما كل عمر و ذكرى .. طفولةً .. و صبا .. و نضج .. حتى لا تكاد تخلو بقعة في كل هذه الأماكن .. و الأزمان .. من ذكرى تشهدها لهم .. منذ اتخذته لها .. الأخ الأصغر الذي طالما حلمت به .. و كانت هي له .. القوة التي احتمى بها من نبذهم .. :: :: زواج والده السري من والدته .. أحدث زعزعة في جدران هذا البيت .. و في قلوب أهله التي استنكرت فعلته بزوجته .. و إبنة عمته اليتيمة .. كان قد عاش سنوات طفولته السبع الأولى كإبن مخفي .. ليبدأ بعدها عيشه المحضور في هذا المنزل .. كثمن لعقاب يجب أن تدفعه والدته و والده لزواج دام في السر لمدة ثماني سنوات ..فشارك والدته لأيام كثيرة النبذ من جديه .. و زوجة أبيه .. و إخوته .. فمنذ اليوم الأول لم يتقبله أحد سواها .. فكانت له البيت .. و الأمان .. و الأهل .. و الإخوة .. كان يجلس كعادته في الأيام القليلة .. الماضية .. في ظل شجرة السدر الكبيرة .. خلف المطبخ الخارجي .. حين يترك المنزل الذي سأم الشجار فيه طوال الوقت .. بين والده و والدته .. و بين والدته و جدته أو زوجة أبيه ..حين قطع صمته للمرة الأولى صوت ما .. : مروان..ليه جالس هنا لحالك؟ أجاب على السؤال الذي سمعه .. قبل أن يرفع رأسه .. لا يدري حتى لمن يتحدث .. فقط .. سعيد أن هناك من افتقده ؟ أن هناك من يهتم ليسأل؟ ليشكو بلا تحفظ .. : أمي بس تتهاوش معهم..كلهم يصرخون على بعض ...و دانية و حاتم كل ما تكلمت كل ما سويت شي يهاوشوني دايم يطردوني يقولون أنت موب أخونا كان ينتظر أن تتركه و ترحل .. لكنه رفع نظراته لها حين أحس بها تقترب منه .. لتتسع عينيه بإستغراب وهو يراها تتعلق على غصن الشجرة الغليظ المرتفع .. و تصعد فوقه لتجلس و هي تأرجح رجليها .. تنظر له مبتسمة .. الإبتسامة الأولى التي تقابله في هذا المنزل الذي فُرض فيه وجوده .. رغماً عن الجميع .. تأمل تلك الفتاة ذات السنوات العشر بذهول .. و إعجاب .. كانت كزهرة نبتت في قلبه .. بفستانها البنفسجي الواسع .. و شعرها الأسود الحريري القصير .. الذي يكاد يصل لطول شعره .. خصلاتها القصيرة جداً .. تتأرجح حول وجهها الصغير .. تحجب عنه عينها اليسرى .. و تنام أطرافها الناعمة على عنقها الأبيض الطويل .. تحدثت برقة و ود لم يعتاده من أخوته .. أو أولاد عمه .. و هي تعده بثقة برقت في عينيها العذبتين .. الصادقتين .. : ما عليك منهم...بأخليك أخوي أنا جذبته كلماتها الصادقة .. الواثقة .. بلحظة .. و بحماس وقف ليقترب منها .. يؤكد لها بسعادة .. : ايه أبيك أنتي أختي..أنتي أحلى من دانية لتؤكد له بثقة .. و إعتداد عالي بنفسها .. : و أقوى منها بعد كان يحدق فيها بفرح .. و إطمئنان .. : وش اسمك؟ : رتيل بس لا تناديني رتيل .. لأني أبي أصير أميرة بس للحين ماقررت أبي أكون أميرة ايش؟ أجابها بحماس طفولي .. : أميرة العالم كله..بأساعدك..بأخليك تتحكمين فيهم كلهم ابتسمت بحماس .. يساير حماسه .. سعيدة بإمتلاك شيء خاص بها .. لا أحد يرغب فيه .. : خلاص أنت الحارس حقي..لازم دايم تكون معي...و تطيع كلامي أنا بس...و تسوي كل اللي أقوله لك...و لا تعلم أحد باللي نخطط عليه أجاب بلا تردد .. : موااافق و كانت كما قالت .. أميرة لأيام عمره .. تزهر في سنين قلبه ذكريات .. و حنين .. مضى العمر فرحاً معها .. مضت بإشراقاتها أيامه .. ملأت دروب الروح بعطر ضحكاتها .. وحنانها .. و إهتمامها .. أميرته .. التي أنهت اللعبة في ذاك يوم .. وهو مازال لسنوات لا يستطيع الخروج من ذاك الدور الذي أعطته إياه !! :: :: لطالما كانا يسيران معاً .. بودٍ و أمان و سعادة .. على ذات الخطى .. ذات الأفكار .. ذات المشاعر المتقاربة بينهما .. لكنّ شيئاً في عكس الإتجاه الذي اعتاده .. بات يكبر في داخله .. بعيداً عن كل مسميات الأخوة التي يدثره إهتمامها به ! شعورٌ قوي بقلبه .. أخذ ينجرف نحوها بشدة .. حتى بات لا يذكر لحظة إنهزامه من أخوتها .. لعشقها !! غرامها تفشى فيه كالإدمان .. أعطب عقله .. و قلبه .. و فرحة أيامه .. و أكّد كل الحقائق التي جاهد طويلاً ليثبت برائته منه .. حين أصبح اللقاء مع أهداب عينيها ..عالم عشق أثير .. يتوه به في دوامات خطرة .. بعيداً عن تلك المحبة الصافية التي طالما سكنت روحه إتجاهها .. صوتها ما عاد آمناً .. وهو يعبر عبق رجولته .. لينتهك في قلبه .. ذاك الوعد الذي عاهدته به أن يكونا أخوين طوال العمر .. كلماتها .. المسطرة داخل روحه .. بلحنٍ آسر .. عصية على النسيان .. وهو يعزفها كل ليلة أغنيةً عتيقة علق لحنها بذاكرة الحنين.. ملامحها التي تسرقها له الصدفة .. لا يسعها داخل فكره حدود .. سماء تمتد بروحه .. يهيم بها .. كأفلاك راسخة .. تحفظ دورتها طوال تلك السنوات في قلبه .. إنها هاجسه .. الذي لا يقوى على البوح به .. غراماً لا يتصفحه إلا حين يغفو الناس من حوله .. و يغفو قبلهم عقله .. نعم يحبها .. و لا يعرف لحياته بعيداً عنها أي معنى ! يحبها بكل ما في قلبه من غباء .. و جنون .. و وفاء ! تمكنت منه منذ سنوات ماعاد يعرف لها بداية .. منذ زمن طويل فقد الوجهة الصحيحة للعودة .. وهو يتبع قلباً متيماً لا يرغب أبداً بالعودة .. : : ستبقين طريقاً حائراً بين فرحتي .. و الحزن.. ستبقين أمنية زرعتها في صدري .. أبت أن تُثمر .. و أبى قلبي منها أن يجدب .. صباحات طفولتي .. و مساءات صباكِ .. وجعك .. و يداي العاجزتين .. ذكرى كتفي .. و دمعك .. ستبقين غصة في حلقي .. لا تنطق .. و تشي بها الأنفاس .. و أغني .. ( حتى صوتي و ضحكتي لك فيها شيء ) .. و تجهلين !! : : ابتسم حين رآها تقترب .. لتقف قريباً منه .. تُلبس نظراتها ثقةً مزيفة .. ليقتبس من زيف مشاعرها .. التي تدعي الصبر و هي تهرب بأساها لتأن جروحها بعيداً عنهم .. و يأسر قلقه عليها .. بعيداً .. يرسم من أجلها ملامح الأخ الذي ترتاح له .. الأخ الذي تظن أن لا قلب له .. و لا هم .. و كم تجهل .. و ستجهل دوماً .. أنها وجع قلبه .. وهمه الأكبر .. ليبادرها بغضبٍ متصنع .. : وين سارية آخر الليل؟ أجابته تدعي عدم الإهتمام .. : تو الوقت...أنت وش مرجعك بدري؟ مو عادتك ! : ماذا أفعل ؟ إنه القلب الذي يمتلك قدرة على رصد شوارد حياتك قبل يقضاتك .. ممتلئ بك .. حتى بات يتفقد غيابك قبل حدوثه .. ليواري دمعاتك بإبتسامته .. لتعبرك بعضاً من فرحة هو سببها .. : لم يرد على سؤالها .. وهو يفتح مجبراً لها باب الرحيل .. لا يملك حقاً بمسّ تلك الجروح .. أو نبش أسبابها .. : سلمي على خالك أبوغدير و قولي له مقولة أبوي حماد الأثيرة...بكرة إذا تزوجت غدير بتحس بقلبنا و أنت كل يومين سارق بنتنا عندك ابتسمت و هي تشاكسه .. : وش رايك أخطب لك هالغدير تجيبها عندنا و تنتقم لأبوي من خالي اتسعت عيناه بإهتمام .. يواري ما يواريه بقلبه .. ليجيب متبجحاً بمزاحه .. : حلوة غدير؟ تروي مثل اسمها؟ وريني صورتها ! نعم لقد وصل إلى هذا الحد من تقمص مشاعر لا تمس حقيقة روحه بشيء .. لكي لا تلمح شيئاً من تلك الحياة السرمدية التي تعيشها معه داخل قلبه .. ردت عليه ساخرة .. مستعجبة .. : ماشاء الله متحمس للعرس...وين أمي اللولو تفرح فيك! _لتستدرك بتحذير_بس معليش القاعدة التي تمشي على البنات عند أبوي تمشي عليك....ما فيه زواج لحد ما تخلص دراستك..يلا شد حيلك نعم .. كنت متأكد أنك لن تفرطي بي بهذه البساطة .. حتى لو لم تحبيني .. شيء عميق داخلك يخبرك أنك تملكيني .. تملكين حقاً ثابتاً في عمري لايزول ... و لا يتبدد .. إنها قناعات راسخة بيننا .. حتى لو كنتِ لا تعينها .. أو تملكين مئات القواميس لتبحثي لها عن ألف معنى يُسميها .. و لا يعنيها .. و لا أعلم إن كانت يوماً .. ستصحى مشاعرك .. لتنتبه .. و تبحث بصدق .. عن مسمى لذاك العمر الذي هدرنا عطره .. و امتدت بساتينه بيننا .. أن تبحثي عن عنوان لذاك البيت الذي أحمله بقلبي لك في كل زمان .. و أن يتصفح إدراكك سبب ملكيتك له .. أن يأتي يوماً و تدركين .. الحدود التي تتخطينها معي بلا إدراك .. هل تقوى قدماك على إحكام الخطوة ؟ و لا تتعداها أبداً بتلك الاريحية و اللامبالاة التي تتمشين فيها بين أوردتي ؟؟ غير سائلة أبداً عن أثر تلك الخطوات المتمادية على قلبي .. أن تعين يوماً حداً تهوين عدم رؤيته أو التفكير به !! . . . تركته مبتسمة كعادة تحتاجها .. لتخثير جراحها النازفة .. لا تجدها إلا معه .. ولو أن البسمة رحلت مع ملامحه ما إن ابتعدت عنه .. لتعود تغرق في تلك الدوامات التي تسحبها كل مرة للقاع .. ها هي لم تجد حلاً سوى تصنع أسباب للهروب .. بعد أن بدأت تعاني من تقيح الجرح الذي قطبته سريعاً .. بلا علاج .. اعتادت أن ترمم جروحها معهم على عجل .. خشية أن تعطي الجرح حقه من إحساسها .. خشيةً أن تعترف بوجعه .. فلا يعد ينفع معه دواء .. تسأل الله الإتزان لروحها .. أن تبقى كما كانت معهم .. متأرجحة بين عفوٍ .. و عقاب .. لا تريد أن تميل كفتها للثانية فتخسرهم .. و تأبى روحها منذ سنوات أن تركن برضى للأولى .. فقط .. تريد أن تظل عالقة في نفس الجرح الذي اعتادته .. لا تريد أن تتتعلم من جديد .. كيف تتلقى جرحٌ غيره .. فهي تعرف هذه الروح المتعبة التي تسكنها لسنوات .. تدل كل محطات الإنتظار التي تخدر أوجاعها .. لتقوى على إكمال المسير .. بهم .. و من أجلهم .. ~*~*~*~ مضى الليل .. يكاد يصل إلى منتصفه .. و هي مازالت تتمدد على كنبة الصالة .. لا نية للنوم بزيارة أجفانها الشاخصة .. بدأت المشاكل تتوالى .. على حياتها التي اعتادت ركونها .. و بلادة أيامها .. بعد وفاة والدها و شقيقها .. طلاق أسماء .. و بقاءها مع أبناءها هنا .. و المشاكل التي تأتي كل حين من طليقها .. أحدثت زعزة في عيشها الراكد .. هذا لا شيء يذكر .. أمام مطامع سلمى و زوجها .. ماذا !! أصبح هو الرجل الوحيد من حولهم ؟! من هو لينصب نفسه مسؤولاً عنهم! متعللاً بذلك أنه ابن عمٍ لهن .. ذاك العم الذي لم ينفعهم يوماً بحياته .. ليأتي هذا الإبن بعد وفاته يطالب بحق القرابة الهالكة من سنوات .. ليتمادى بوقاحته .. و إستهانته بهم .. متخيلاً أن والدتها قد تمنحه تلك الوكالة التي يحلم بها .. وهو يبدأ سريعاً بالتصريح عن أفكاره الخبيثة .. بأن هذا سيسهل عليه الإهتمام بأمورهم .. و هدفه بالتأكيد .. ذاك الxxxx الوحيد الذي تركه لهم والدها بإسم والدتها .. و يعيشون الآن من عوائد إيجارات تلك الشقق الأربعة التي يحويها .. والدتها لم تستسغ الفكرة .. و تجاهلت تلميحاته .. لكن نظرات سلمى بدت و كأنها تنوي شن حملة إقناع عليها .. موصاة بها منه .. لكنها بالطبع لن تتحدث أمامها هي .. و هذا ما يؤرق نومها منذ أسبوع .. ماذا لو تجاهلت والدتها تحذيراتها .. و رضخت لهم !! حقيقة ما عادت تثق بتماسك والدتها .. التي ما اعتادت تتحمل مسؤولية ذاك الxxxx .. و هي تجاهد كل مرة بطلبات المؤجرين .. و مشاكلهم .. و شكاويهم .. و تتخيل لو أصبح الأمر بين يدي زوج سلمى .. فستضطر للتدخل هي كي لا يضيع منهم كل شيء ..و لا تتخيل كيف ستتعامل هي معه .. تأففت بقهر .. و كدر .. من أين تأتي هذه المشاكل التي لا تجد لها حلاً ؟؟ لتصل جميع أفكارها معها إلى طريق مسدود .. و مازالت تلك الفكرة الخيالية .. الغريبة .. تقفز أمامها كل لحظة .. رغم تجاهلها لها .. رغم رفضها .. و إستنكارها التام أن تطرأ في بالها حتى .. لكنها منذ الصباح .. بدأت تتسرب بقوة إلى عقلها .. لتجبرها أن تقارن .. و تزن الربح و الخسارة في كل جانب .. لكي تعترف يائسة بالهزيمة أخيراً !! أن لا حل لتلك الدوامات المزعجة التي ستتوه بها .. سوى تلك الفكرة التي قد تكون أخف إزعاجاً .. نهضت تمشي كالمخدرة .. و هي حتى لا تعلم إن كانت حقاً قادرة على النطق بها جهراً .. و هي التي كانت تواريها طوال اليوم عن إدراكها .. لكنها إن لم تفعلها هذه اللحظة .. لو فكرت أكثر قليلاً .. لن تفعلها أبداً .. ستتصل .. ستتصل به !! بأصابع مرتجفة .. التقطت هاتف والدتها .. لتبحث في جهات الإتصال الشحيحة .. لتلمح تلك الحروف المكونة لإسمه .. ليخفق قلبها بعنف .. تأملته بعينين غاضبتين .. هي من أقسمت أنها لن تتصل به يوماً .. أنها لاتحتاجه .. و لن تحتاجه .. ها هي تتصل به .. ترجوه شيئاً .. و أسئلة كثيرة بمشاعر متضاربة .. تتضخم داخلها حتى باتت تخنقها .. (وش بيقول ؟ بيوافق؟؟ بيرفض ويحط شروط؟؟) كانت تغرق بشتاتها .. حين وصلها صوته الهاديء .. بتلك البحة التي تميزه .. : هـلا والله التوى شيء بمعدتها .. حين انساب صوته الدافيء لمسامعها .. ليخرج صوتها بارداً .. جافاً .. كعادتها.. : السلام عليكم لحظة صمت .. أخبرتها بصدمته .. بالتأكيد كان يظنها والدتها .. : و عليكم السلام_و بنبرة قلق_خير إن شاء الله خالتي أم سلمان فيها شي؟؟ زفرت نفساً قوياً .. : لا ما فيها شيء...بسسس أنا...كنت...... بين عدم إستيعابه هذا الإتصال .. و نبض لا يرتبك إلا لها .. بدأ يستحثها على الكلام .. : آمري تبين شي؟ لحظة صمت طويلة جداً .. جعلته يتسائل لو أنها ماتزال على الطرف الآخر .. لكن تلك الأنفاس الثقيلة .. المتهدجة ..تنبؤه بأنها تغالب ترددها .. ليتنهد بحيرة و توتر .. من سبب هذا الإتصال .. بهذا الوقت .. و هذا التردد .. : تكلمي...قولي اللي تبين...يا سماح اعتبريني أخوك واللي تبينه ماراح اقصر فيه لا تعلم هل نطقه لإسمها بتلك النبرة .. أم بسبب كلمة_أخوك_لكن قلبها الصلد .. بات يرفرف بشدة لم تعهدها .. حتى كاد يطير من صدرها .. بالله عليها!! بماذا كانت تفكر حين صدقت تلك الفكرة الغبية التي احتلتها ؟! : قولي يا سماح اللي تبين! أغمضت عينيها بعجز .. و غضب .. و قبضتها تشتد على الهاتف حتى ابيضت مفاصلها .. (بأتكلم بس أنت اسكت...اسكت...لا تنطق اسمـي) شعرت أنه سيضيق ذرعاً بها .. و بصمتها الطويل الذي ضاقت هي به .. و سيغلق بأي لحظة .. و لكم كانت تتمناه يفعل هذا الشيء .. لكنه لم يفعل .. بطول صمتها .. كان صبره على إنتظارها أطول .. لترمي أخيراً بفكرتها بلا مقدمات .. : أنت للحين عندك إستعداد تتزوجني؟؟ صفعته بتلك الكلمات مرة واحدة .. بالكاد استوعب ما كانت تقوله .. ليأتي دوره بصمت مطول .. مصدوم بما سمعه .. صمته أعطاها الفرصه كي تشرح .. و هي تكمل بنبرة إيضاح لا شك فيها .. : زواج على الورق و بس...عشان أكون لك محرم تدخل و تطلع البيت قدام الناس براحتك...و..و عشان تكون أنت مسؤول عننا قدام أي أحد...لكنك مو ملزوم فيني بأي شي و تقدر تنهي الوضع متى ما حبيت...فكر و رد علي كانت تتكلم بسرعة .. مختنقة .. و ترغب بإنهاء هذا الإتصال الغريب .. أياً كان رده لاحقاً .. لكنه صدمها بجوابه السريع .. : أنا موافق...بكره أجي أنا و الشيخ بعد صلاة العصر توقف الزمن بها للحظة .. لا تستوعب إتصالها للآن .. حتى تقوى على إستيعاب موافقته !! لتغلق الهاتف بدون أن ترد حتى عليه ... و هي ما زالت مصدومة مما قالته .. و مما وافق عليه .. لتردد بصدمة تحادث نفسها بفزع .. : واآآآفق! وآآآآآآفق!! وش اسووي؟؟ لم تتخيل قبوله بهكذا شيء .. فكيف يقبل بهذه السرعة ؟ كيف تعود بالزمن للوراء لتمحي من عقله ما سمع ؟ هل تعود و تتصل لتخبره أنها تراجعت ؟؟ هي حتى فكرت أن ترفضه غداً ؟؟ و تنكر إتصالها به!! .. (لا وش هالغباء؟؟ صح أمي .. أمي مستحيل توافق على هالشيء..صح أمي ماراح توافق) ~*~*~*~ ^ ^ ^ إلى هنا سأقف .. في إنتظاركم ...~ | ||||
09-03-22, 05:05 PM | #1078 | ||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| نجومنا الغالية لمبدعاتنا اللّماحات الأغلى💜🌠 : 🌟نجمة لـ أبها أول من تسائلت لو مروان يحمل مشاعر لرتيل : 🌟نجمة لـ خيرية توقعت ان عمار فيه وحدة غدرت فيه : 🌟نجمة لـ ward77 توقعت سابقاً ان الخطأ كان من يمنى : 🌟نجمة لـ مسك خمنت مساعدة يمنى بالخيانة ✨ و لك نجمة ثانية باقية لوقتها🤩 : 🌟 نجمة للمبدعة عبق الخزامى وصفت مشاعر عزام الأخوية لميس بإبداع😍👌🏻 | ||||
09-03-22, 05:54 PM | #1079 | |||||
| اقتباس:
الله يعطيك العافيه اغاني ، وشكراً على نجومك الغاليه 🥺 ، غلّا هالنجوم بقلبي من غلّاك والله 🤎 .. ومبارك لكل اللي فازوا بالنجوم وعقبال البقيّه .. اما بالنسبه للفصل ، فـ هو تبارك الله اجمل من الجمال رائع لدرجه اعجز عن وصفه ، احتاج اقرأه مره ثانيه واركز على مابين السطور ، وانزل تعليق مطوّل بإذن الله .. | |||||
09-03-22, 05:57 PM | #1080 | ||||
| فصل جميل .. ننتظر ما نوع الهفوة او الخيانة اللي وقعت من يمنى..؟! هل هي الشريك الخائن في مكتب غالب و رياض او شخص آخر..؟ لكن انتقام رياض و اغتصابها .. أمر أسوء مما فعلته..! و خطفها لمدة يومين .. يا مجرم!! | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|