16-08-21, 05:05 AM | #91 | ||||
| حبيبتي الفصل تحفة تسلم ايدك ♥️ بحب روايتك خفيفة وقريبة للقلب جدا ♥️ جيان جميلة اوي بتحاول تدافع عن اخوها و بتعمل اي حاجة عشان تخرجه من السجن وحاسة انها هتقبل عرض جاسر وتوافق تشتغل عنده 🥺 بس ممكن قرارها ده يكون في خير ويبقى بداية لقصة حب لطيفة 😂❤❤❤ عيطت لما نور الحسن قص شعر نبع حسيت ان شعري انا اللي اتقص والله صعبت عليا جدا 🥺🥺💔 رخم نور الحسن طفل معقد والله 🥺🥺 نفسي اعرف نبع لما تقابله بعد كده هتعمل ايه وهتنتقم منه ازاي ؟ 🤭 وازاي هيخليها تسامحه ؟ ❤ واخيرا ابراهيم .. ابراهيم عارف ان بنته عايشة في بيت خالها هي وامها كل ده ومع ذلك مهتمش واتجوز في السر وخلف بنت وولد كمان 💔 ياترة ايه اسبابه ؟ وازاي غصن هتقدر تسامحه وتعيش معاه عادي ؟ بس كل اللي اعرفه ان غصن هتحب نبع ومبسوطة انهم طلعوا اخوات ❤ متشوقة جدا للاحداث الجاية تسلم ايدك حبيبتي ❤ | ||||
16-08-21, 09:52 AM | #92 | ||||
قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. اختلاف متشابه ... المقدمة والفصول 1/2/3/4 بداية مشوقة جميلة باسلوب حلو .. واضح أن مشهد المقدمة كان بين غصن وأيهم .. البطلة الرئيسية على ما أعتقد هي غصن إبنة إبراهيم والد نبع .. والذي تزوج في السر وانجب غصن واضح انه كانت هناك سبب للزواج على والدة محمد ونبع دفعه للزواج ثم بعد ذلك ترك والدة غصن التي ايضا واضح انها كانت تعلم سبب تخليه عنها وابنتها ورفضت ان تقول لغصن منذ طفولتها .. واعتقد الان بعد ان علمت ان كل تلك السنوات ووالدها قاب قوسين منها ويعلم عنها وتركها في بيت خالعا تعاني الحاجة والعوز الى جانب الذل والمهانة من خالها وزوجته سيكون أمام ابراهيم مشوار طويل مع غصن ليبرر لها سببا قويا دفعه لتركها وعدم السؤال عنها أو حتى يوفر لها ولوالدتها بيت ويدفع نفقاتهم دون الحاحة للعمل والتذلل هنا وهناك .. . أما نبع ونور الحسن .. ايضا بعد ما فعله في طفولته ومراهقته وتسبب لها بالعرج ثم قص شعرها تاج الفتاة وعنوان جمالها وانوثتها سيكون له مشوار طوييييل جدا معها لا تكفي كلمة آسف سامحيني نبع الريحان .. وان كان هناك مبرر وهو معاملة الاهل الذي تسببت في زرع الغيرة والحقد بسبب مقارنته دئماا مع نبع ومفاضله والده لوالده الذي توفي محملا له مسؤولية موته فذلك عزز في نفسه انه منبوذومهما فعل لن يستطيع كسب محبة والده فكان ذلك دافع ليكون عنيفا مع نبع وقاسيا نتسببا لها بشرخ كبير في نفسها لن تسامحه بسهولة على ما فعل .. أما جيان .. الجميلة الطيبة والتي تحملت مسؤولية عائلتها على عاتقها وتحارب وتنحت في الصخر لتوفر حياة لائقة بأخيها مهدي ... واضح انه اخيها لم يسرق بشهادة العم سجاد الذي مدح في اخلاقه لكنه لبس تهمة السرقة .. وجاسر لايستمع لراي أحد وقرر معاقبته .. جيان رفضت از يهدم مستقبل شقيقها ولاجله ستكون خادخة في بيت جاسر لوالدته .. أما رفل .. الطالبة الجامعية الصغيرة تعيش قصة حب تعتقد انها من طرف واحد اتجاه يوسف السائق الذي خصصه شقيقها ايهم ليوصلها من والى الجامعة .. يوسف يحبس حزنه ووجعه داخله يؤنب نفسه على موت شقيقته وجنينها ويحمل نفسه مسؤولية موتها .. قصته غامضة لم تتوضح بعد .. لكنه منتبه جدا لرفل وحركاتها وسكناتها لكن هناك ما يمنعه من التباسط في الحديث معها .. خاصة انه شاب جامعي وكغيره من كثير من الشباب الذي لا يعمل بشهادته بسبب المحسوبيات وعدم تواجد فرصة عمل تليق بالخريج ... احببت جدا الاحداث والشخصيات ..اسلوب جميل وممتع لا يمل .. تسلم ايدك وكل التوفيق والنجاح لعملك ان شاء الله❤ | ||||
16-08-21, 12:09 PM | #93 | |||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
اي جيان مجبورة توافق لخاطر اخوها .... كلهم معقدين نبع عقدها نور الحسن .... نورالحسن عقده ابوه .... غصن معقده من ظروف والديها .... جيان و جاسر هناك فارق طبقي بينهم بالاضافة لظروف اخرى .... يوسف معقد بسبب تحمله لذنب اخته .... ورفل وحبها المستحيل .... طبعا والد غصن له اسباب حسب رأئيي الشخصي اسبابه جدا مقنعة ... ان شاءالله القادم اجمل ثنكيو على التعليق الجميل | |||||||||
16-08-21, 12:21 PM | #94 | |||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
واو تعليق مميز انت فهمتي احداث القصة وفصلتيها بشكل مدهش احسنت ... طبعا والد غصن له اسباب وجيه ومقنعة جدا بعدم تواصله مع ابنته بس غصن بالبداية صعب تتقبل والدها الى هو حسب ظنها قاسي واناني لتركها هي ووالدتها بتلك الظروف المؤلمة .... اي طبعا نور الحسن آذى نبع كثير وسبب لها عاهة مستديمة وقص شعرها المجنون هذا كله راح يخليها صعب تسامحه وتنسى افعاله حتى لو كانت مراهق طائش .... يوسف لسه قصته راح تتوضح خلال الفصول القادمة ان شاءلله .... جيان وجاسر الاثنين راح يمرون بمطبات كثيرة تثبت من خلالها مدى تمسكهما وثقتهما ببعضهما البعض خاصة جاسر .... ثنكيووو ثنيكوووووو من القلب لهذا التعليق الرائع تسلم ايدك وعيونك | |||||||||
20-08-21, 10:02 PM | #97 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| السلام عليكم ..... اليكم الفصل الجديد ... ارجو التفاعل والتعليق بالسلب او الايجاب الفصل الخامس ........ بعد ان فجر والدها تلك القنبلة الموقوتة في وجههم خرج من المنزل مسرعا وكأنه يتهرب من مواجهتم أو الإجابة على أسئلتهم .... فيما وقفت والدتها وهي تمسد شعرها بارتباك وهي تتجنب النظر إليها قبل ان تذهب الى غرفتها .... نظرت نبع لشقيقها الذي بادلها النظرات بملل ثم رفع كتفه وكأنه يقول لا يهمني ثم حمله الآيباد وغادر الصالة .... حسنا هي تعذر شقيقها فهو صغير بالكاد في الأول المتوسط لو كان أكبر سنا وعقلا ربما لناقش وسأل واستفسر عن أختهم المجهولة التي ظهرت من العدم .... لقد ذكر والدها غصن عدة مرات في أوقات متباعدة وفي كل مرة كان يقول اختكم الميته .... كان يتألم بصدق لفقدانها ... عندما يذكرها كانت عيناه تصبح حمراء وملامح الحسرة تكسو وجهه .... كيف عادت الى قيد الحياة مرة أخرى ؟ واين كانت ؟ ولماذا لم تتواصل معهم ؟!!!! تنهدت ثم حثت خطاها الى غرفة والديها .... طرقت الباب وانتظرت قليلا قبل ان تسمع صوت والدتها المرتجف وهي تقول : - ت.. تفضل ... دلفت لتجدها تجلس على طرف الفراش وهي منحنية الظهر وكأنها تحمل ثقلا هائلا فوق اكتافها ..... عند دخولها رفعت رأسها ومسحت دموعها وادرت وجهها الى الجهه الاخرى .... تقدمت و سارعت بخطواتها البطيئة للجلوس جانبها احتضنت يدها هامسة بقلق : - أمي هل أنت بخير !!!!! هزت والدتها رأسها و أجابت بصوت مختنق : - أنا بخير ...يا نبع ... تفحصت نبع وجهها الذي احمر من البكاء ... هي لن تنكر بأنها فعلا حزينة من أجل والدتها لكنها بنفس الوقت سعيدة بظهور أختها .... اختها الصغيرة .... كيف لا تكون سعيدة بحق الله ؟ لقد كانت تحلم منذ زمن طويل بأخت تكون قريبة منها يتشاركان الهموم والأسرار .... أخت تكون لها الصديقة وأقرب الناس إليها لقد تمنت سرا أن تنجب والدتها طفلة صغيرة حتى وأن قامت هي بتربيتها لكن كان الآوان قد فات ... وقد حقق الله أمنيتها أخيرا ..... بكل تأكيد لاختفاء غصن من حياتهم لا بد وأن له سببا ... لماذا كذبوا عليهم وأدعو موتها .... هي لن تحمل اختها ذنب اخفائها للحقيقة ... كيف تُحمل تلك المسكينة وزر أبائهم وما فعلوه ؟؟؟؟ غصن لا ذنب لها ابدا ....سألتها نبع بأهتمام : - اذن لماذا هذه الدموع ؟ هل أجبرك والدي على استقبالها في المنزل ؟!! هزت والدتها رأسها بلا ثم تنهدت بعمق وقالت : - لا يا ابنتي هو لم يجبرني . تنفست نبع الصعداء وارتخت بجلستها المتشنجة وقالت - اذن ماذا هناك امي ؟!!!!!! همست والدتها بحزن وهي تخفض عينيها - فقط عاد بي الوقت لذلك اليوم الذي اكتشفت به ان والدك متزوج من امرأة أخرى . ضغطت نبع على يد والدتها الأخيرة التي فتحت ذراعها لتحث ابنتها بصمت للأقتراب منها .... انحنت نبع ووضعت رأسها على صدر والدتها واحتضنت خصرها بذراعيها وكأنها طفلة صغيرة بينما احاطتها والدتها بحنان وهي تريح وجنتها على قمة رأس ابنتها ... هامسة بنبرة مكتئبة : - انا لم أخبرك سبب زواجه اليس كذلك ؟!! هزت نبع رأسها نفيا لتبتسم والدتها من بين دموعها قائلة - كنت ابنة صديق جدك رحمه الله ... هو من اقترح على والدي فكرة زواجي من ابنه .... كان زواجنا تقليديا جدا .... لم يكن هناك فترة تعارف ... او خطوبة طويلة المدى ... أو حتى حديث بيننا في الهاتف آنذاك .... في البداية كانت المشاكل كثيرة بيننا .... نتشاجر على أصغر سبب واتفهه ...حجم المسافة بيننا كانت بعيدة جدا رغم إننا نتشارك الغرفة نفسها .... هو يعيش بعالمه وأنا ايضا ... اعترف بأني لم أحاول كسب قلبه ... لم احاول ان اقترب منه .... حياتنا كزوجين متفاهمين كانت اشبه بواجب علينا تاديته أمام الناس .... حتى عندما ولدت انت ... ايضا كنا نتشاجر وان اصبحت مشاجراتنا قليلة .... ثم فجأة وبعد ثلاث سنوات شعرت بان والدك ابتعد عني أكثر وأكثر ... واصبح هادئا ... وللأمانه اعجبني هذا الوضع ... اصبح كل همه العمل يقضي اغلب الوقت هناك ... وأنا وجهت كل اهتمامي بك وبالمنزل .... الى ان ..... شددت نبع من احتضان والدتها وحثتها بفضول - الى أن ماذا ؟!!! تنهدت والدتها بحسرة وأكملت - الى أن علمت بالصدفة أنه متزوج ..... سألتها نبع بهمس وشفقة فمها يكن مدى الخلافات والبرود بين الزوجين تبقى الزوجة تشعر بالنبذ والحزن عندما تكتشف بان زوجها قد فضل امرأة أخرى عليها : - وماذا فعلت حينها ؟ مسدت والدتها على ذراع ابنتها صعودا وهبوطا وهي تقول بشرود : - فعلت ما تفعله اغلب النساء .... حزنت وبكيت وصرخت وتألمت ... حتى وأن لم يكن زواجنا عن حب أو أعجاب هذا لا يعني اني ممكن ان اوافق على زواجه بأخرى .... كنت مخلصة له راضية ببروده وتباعده عني فلماذا لا يعاملني بالمثل ؟؟؟ لماذا يرد على حسن نيتي بالخيانة !!! لم تعرف نبع ماذا تقول ! هل تلمس العذر لوالدها ! أم تدافع وتقف بصف والدتها ؟!! وهي تحب كلاهما ويعز عليها ان تفضل أحدهما على الأخر !!! سحبت نفسا عميقا واردفت : - على اية حال ... ذهبت غضبانة الى منزل خالك لان والدي كان قد توفي في تلك الفترة ....ثم أخي بدوره اتصل بجدك وتشاجر معه وقال له " أهذه هي الأمانه التي أمنها لكم والدي والذي اقسمتم بالحفاظ عليها ؟! " همست نبع بخفوت - ثم ماذا حدث ؟؟ أكملت والدتها سرد قصتها وقالت - مما عرفته من أخي أن جدك تشاجر مع والدك مشاجره قوية وأجبره جبرا على طلاق المرأة الأخرى .... ثم بعد مرور عدة أسابيع عرف بأنها حامل ثم بعد ولادتها بفترة قصيرة قال بأنها توفيت !! ابتلعت نبع ريقها و سألتها بخفوت - هل غفرتي له خيانته لك ؟ تنهدت والدتها وقالت : - في البداية لا .... لكن جدك جاء بنفسه ليرجعني اليه ومن أجل خاطره فقط عدت ... قالت نبع وهي تشعر بفضولها يكبر ويتسع مع كل كلمة تنطقها والدتها : - و كيف اصبحت حياتك معه بعدها ؟ صمتت والدتها لعدة دقائق بدت وكأنها تفكر بما تريد قوله لتجيب بالنهاية بهدوء : - لم يكن سهلا لكن الكثير من الأقارب والاصحاب نصحوني بالنسيان والغفران له وان اعطيه فرصة أخرى من أجلك ومن أجل تماسك اسرتنا الصغيرة ... كما أن أخي حذرني ان الطلاق غير وارد في عائلتنا مطلقا ... وأني مهما بقيت في منزله غاضبه فأن مردي سيكون لوالدك ولمنزله .... وأنا فكرت بكلامه .... خاصة بعدما تغير والدك واصبح اكثر هدوءا واتزانا كما ان معاملته الباردة تغيرت معي نسبيا .... كان يأتي باستمرار يحاول إعادة المياه لمجاريها .... وهكذا فعلت ما تفعله اغلب النساء العربيات ... سامحت وصبرت وفتحت معه صفحة جديدة كما انه وعدني بالاخلاص لي وعدم تكرار اخطاء الماضي ...وأن عذره الوحيد بأنه كان طائشا وصغير السن .. رفعت نبع رأسها وقالت - وصدقتيه ؟!!!! اومات والدتها مبتسمة - في البداية كنت لا ازال اشك بتصرفاته واراقبه باستمرار .... وسنة بعد أخرى هدات الأمور ... فكرت مع نفسي ان لم يكن هناك طلاق فلأحاول بجدية أنجاح زواجنا وافتح صفحة جديدة معه كما قال ..... أزادت الثقه والتقارب بيننا ومع ولادة أخيك محمد اصبحنا اكثر استقرارا وتفاهما بحياتنا حتى وان كان الحب ضئيلا بيننا ... لكن الأحترام والثقة كانت موجودة ... وهذا كان المهم عندي . قطبت نبع وقالت بأنزعاج طفيف : - انت لا تحبين ابي ؟ مسحت والدتها الدموع العالقة على وجنتيها وقالت بصدق : - احببته بعد الزواج ... خاصة في السنوات الاخيرة .... لكن ما جمع بيننا وقربنا أكثر كما أخبرتك هو التفاهم والثقة الصامته خاصة وأن والدك اثبت لي صدقه وجديته بأنجاح زواجنا . اعتدلت نبع وسألت والدتها بهدوء : - أمي .... اجيبني بصراحة .... ماهو رأيك بمجيء غصن للعيش هنا ؟؟؟ اجابت بصراحة وهي تسدل أهدابها : - انا لن انكر بأني لن ولم أنسى خيانة والدك حتى لو مر مليون عام ... وأني تألمت لمعرفة انه قرر احضار الفتاة التي انجبها من زواجه القصير هنا .... لكن يا ابنتي انا لست زوجة الاب الشريرة ... فانا لن احكم على البنت بسبب والدتها .... الفتاة لا ذنب لها ... ثم انا لم اعد صغيرة في السن لكي اغار وافتعل المشاكل .... لقد كبرت على هذا الكلام .... ثم اتعرفين ما هو المهم عندي ؟!! سألتها نبع بفضول : - ما هو يا أمي ؟؟ سحبت والدتها نفسا عميقا وقالت بصدق : - المهم عندي ان تتأقلم هي على العيش معنا | ||||||||
20-08-21, 10:04 PM | #98 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| - ارجع هاتفي المحمول ايها اللص القذر !! وقف يوسف متجمدا في مكانه كتمثال من الشمع يستقبل هجومها بهدوء ....لص ؟! الآن اصبح لص ؟وكأن وزره الذي يحمله لم يكفيه .... أهذا عقاب أخر يعاقبه الله به ؟!!! وهو يستحق !! لقد كان يمثل كل شيء سيء في هذا العالم القبيح ؟!! لكن السرقة !! لم يفعلها ابدا بحياته لا قبلا ولا الآن رغم ضنك الحياة التي يعيشها .... تدخلت رفل وهي تدير رأسها يمينا ويسارا لتتأكد بأن لا أحد من الطلاب اللذين كانو يتدفقون الى الجامعة خاصة في هذا الوقت من الصباح ... يستمع لحديثهم قبل ان تتقدم وتمسك ذراع سارة قائلة بهمس - عيب ما تقوليه يا سارة ؟ قالت تلك المدعوة سارة والتي لم يرها ابدا بحياته إلا البارحة عندما طلبت منه رفل ان يوصلها معها الى الجامعة فسيارتها معطلة .... وهو من اجل رفل مستعد ان يفعل اي شيء .... اي شيء على الأطلاق .. - عيب ؟!!! هل توجهين كلامك لي أنا يا رفل ؟ هذا بدلا من أن تنصحية بأن يتقي الشر ويخرج الهاتف من أجل مصلحته !!! انحرفت منه نظرة الى رفل التي كانت تقف جانبها .... تحاول ان تهدء صديقتها الخبيثة وهي تنظر له بين الحين والأخر ... كان يتوقع ان يرى بنظراتها الأزدراء او النفور او حتى الشك .... لكن نظراتها كانت مختلفة ... كانت تعتذر له بعينيها الصافيتان .... يا الله كم بدت بريئة ولطيفة .... الرياح الباردة تعبث بطرف فستانها الزيتوني الذي أخذ يرفرف عند طرف كاحلها .... وحجابها ذو اللون الكريمي يلتف حول وجهها الناعم .... في الحقيقة تفاجئ بدفاع رفل عنه .... رغم انه لم يكن يهمه الدفاع عن نفسه ... فلم يعد هناك ما يهم ... الا انه اراد ان يثبت لها برائته وأن ثقتها فيه هي بمحلها ...لذلك قال بهدوء وصلابة : - لم أخذ هاتفك لاعيده لك يا انسة !!!! هتفت سارة بقوة ووقاحة لا تليق بفتاة جامعية : - كاذب ومخادع ... قد تستطيع خداع رفل الساذجة لكنك لن تخدعني .... استطيع ان ارى الكذب بعينيك ايها الوغد ... سحبت رفل ذراع صديقتها الى الخلف وقالت بحدة - اخبرك بأنه لم يأخذه لا داعي لهذا الكلام الوقح ...ابحثي عنه جيدا يا سارة قبل ان تتهمي الناس ظلما ! التفتت سارة لتنظر الى رفل بحقد وهي تقول - أها !!! هل اصبح الأمر هكذا يا رفل ؟ تدافعين عن الغريب وتصدقة بينما تكذبين صديقتك المقربة ؟! اجابت رفل بهدوء - انا لا اكذبك يا سارة انا فقط اتكلم بالعقل والمنطق كتفت سارة ذراعيها على صدرها وقالت بأستخفاف : - والعقل والمنطق يقولان انه بريء ؟!!!! نظرت رفل ليوسف قبل ان تنقل نظراتها لساره وهي تجيبها بجدية - يقولان اذهبي وابحثي جيدا فلربما نسيته في الجامعة او في مكان ما... قبل ان تقذفي اتهاماتك جزافا . أومأت سارة وقالت بصوت يقطر كرها - حسنا رفل ... حسنا ... لكن اعلمي ان لم اجد هاتفي فسأرسل اخي يتصرف معه ... وقبل ان تجيبها رفل انطلقت سارة من أمامهم بسرعة البرق .... التفت يوسف لينظر لتلك الوقحة وهو لا يفهم حقا كيف لفتاة لطيفة ورقيقة مثل رفل ان تصادق افعى طويلة اللسان مثل سارة ؟!!!! تنهد قائلا بحرج وهو يعاود النظر لرفل التي كانت تقف تراقب ابتعاد صديقتها وهي تعقد حاجبيها الرقيقان : - انا آسف لقد سببت مشكله بينك وبين صديقتك ! هزت رفل راسها وقالت بهدوء وهي تنظر له بتلك العيون البنية الجميلة : - لا تعتذر يا يوسف انت لم تفعل شيئا ... الخطأ كان منها هي ... سارة دائما مندفعه ومتهورة ... وأنا متأكدة بأنها ستجد هاتفها بالنهاية . ابتلع يوسف ريقه وقال بصوت مبحوح وهو يتجنب النظر اليها : - شكرا لك على ثقتك ودفاعك عني . لم تحتاج رفل الى التفكير مرتين لتعرف بأن يوسف بريء ... خلال تلك الفترة القصيرة التي كان يعمل عندهم استطاعت ان تكتشف بأن يوسف رجل نزيه وصادق .... ليس لأنه فقير الحال يعطي سارة الحق بأتهامه ظلما ... هناك أشخاص يمكن التعرف على معدنهم منذ النظرة الأولى وهذا بالضبط ما حصل معها ما أن وضعت عينيها عليه .... هزت رأسها وقالت بلطف : - لم افعل الا ما يمليه علي ضميري يا يوسف ... ثم ابتسمت واردفت بثقة تامة : - وأنا متأكدة بأنها ستجد هاتفها .... وعندما يحصل ذلك يجب عليها الأعتذار لك ... كان سيقول بانه غير مهتم بأعتذارها له بقدر أهتمامه بثقتها وتصديقها لبرائته إلا أنه صمت كالعادة ... مذكرا نفسه بالفرق الشاسع بينهما ليس من الناحية الطبقية فقط بل هو مذنب ... ذنبه يلتف حول رقبته كطوق ضيق من الشوك الحاد .... هل يحق للمذنب ان يحب ويحلم بحياة سعيدة ؟!!!!!!! | ||||||||
20-08-21, 10:05 PM | #99 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| كانت غصن تمسك اطار الباب ... تغرس اظافرها في خشبها الهش بقوة ... لقد جاء ... والدها الذي لم تره حتى في الصورة جاء وهاهو يجلس في غرفة المعيشة .... على بعد مسافة قصيرة منها ..... معدتها كانت تتأرجح ... شعرت بالغثيان والرغبة بأفراغ ما في جوفها الفاغ .... لم تستطع ان تفكر بما ستقوله ما ان تراه سنوات طويلة عندما كانت طفلة غبية كانت تتوق لرؤيته .... تتخيل شكله .... كيف سيكون تعامله معها لو أنهم كانو أسرة طبيعية تتكون من الأب والأم والأطفال .... لربما كانت لتكون حياتها مختلفة ...الكثير من الحديث كانت تخزنه له لكنها الآن نسيت كل شيء ... لا ... لم تنسى لكنه لا يستحق ... لم يتبقى داخلها سوى الغضب والحقد والكره العميق .... همست بضعف وعينان غائمتان " يا الله انا لست جاهزة على رؤيته ! لماذا ظهر الآن ؟ لماذا ؟ّ!! " كانت ستلوذ بالفرار وتجلس في غرفتها وتغلق الباب بلمفتاح لكن ابنة عمها جاءت مرة أخرى واستعجلتها قائلة : - والدي يقول تعالي بسرعة والا سيغضب ... بخطوات مهتزة وضعيفة توجهت الى غرفة المعيشة ... لم تهتم بملابسها ولا بشكلها .... فهي لن تتأنق و ترتب نفسها من أجله .... هو ليس والدها .... لن تنطق كلمة ابي ابدا ... ابدا .... هذه الكلمة شرف لن يناله منها ....... وقفت عند الباب وأجبرت عينها على النظر اليه .... ليس لشيء بل هو الفضول ... فقط تريد ان تراه ... تراه وتكتشف ما أحبته به والدتها ...... تلاشى كل شيء من حولها ... حدقت بالرجل الذي هب واقفا ما أن رأها .... لم تتحرك ... لم تنطق بحرف .... فقط اخذت تنظر اليه بجمود .... كانت تريد ان تفعل وتقول اشياء كثيرة معظمها قاسية واتهامية ..... لكنها تجمدت .... ببساطة ماتت الكلمات بجوفها قبل ان تصل الى لسانها ....كانت هناك صرخات وصرخات وصخب يدور حولها لكن بصمت .... صمت لم تجرء على كسره ابدا ...بادلها النظرات بذهول مخلوط بشوق وحنين ..... فقط بعض الوقت وسيرحل ...ذكرت نفسها بذلك مرة أخرى ... بعد مرور عدة دقائق بدت وكأنها ساعات طويلة لا نهاية لها كان هو من قطع اتصال العيون الصامت و جاء اليها بخطوتين واسعتين ليحتضنها بقوة ... قوة شديدة ظنت بأنه يمكن ان يكسر عظامها ... بدى سعيدا برؤيتها ... ابعدها قليلا و عيناه معلقة على وجهها اعتصر كتفيها وكأنه يريد ان يصدق بأنها واقفه امامه حقا وأنها ليست حلما أو خيالا ثم احتضن وجهها من الجهتين وقال بعينين تلمعان بالدموع - هل اخبرك احدهم بأنك تشبهين عمتك مريم ؟!!! يا الله كم تشبيها وكأنك نسخة منها ... لم ترد عليه بحرف بل انسلت من احضانه بعد أن زالت عنها صدمة اللقاء .... وجلست على الاريكة المقابلة له بجمود وتصلب ... هكذا وبكل بساطة ... في الحقيقة لم تشعر بأي عاطفة تجاه هذا الغريب الذي ظهر من العدم .. حدقت بوجهه البرونزي وشعره الأسود الذي تخلله الشعيرات الفضية بغزارة ... عينيه بلون بني داكن كانت تنظران اليها بحنان وطيبة خطوط دقيقة تحيط بهما ... ثم حاجبيه الكثيفان ... وملامحه الوسيمة .... يبدو اصغر مما تخيلته ... كأنه في بداية الخمسينات من عمره .... من كان يظن بانها ستلتقي به ؟ قبل بضعة أشهر كانت تعيش دون اب ... لم تكن تعلم مكان وجوده في هذا الكون الواسع .... لتكتشف بأنه موجود .... ويعيش في نفس العاصمة !!!!!!! لقد لمحت المفاجأة في وجهه عندما تصرفت ببرود ... ياللسخرية !!! ماذا كان يتوقع منها ؟!!! ان ترتمي بين أحضانه وتقول ابي الحبيب لا اصدق بأني قد التقيت بك اخيرا !!! لقد أخبرتني أمي الكثير عنك !! لا لن تفعلها مطلقا .... ولن تكذب لابمشاعرها ولا بأخباره بأن والدتها كانت تتحدث عنه باستمرار ... لقد كانت ذكراه تسبب التعاسة لوالدتها الراحلة .... ما كان يسبب الحزن لها لن تهتم به ... هو لا يستحق ....ذكرت نفسها بذلك للمرة الآلف .. لقد بحثت داخلها عن اي بادرة تعاطف او حتى قبول له لكنها لم تجد !! هذا الرجل البريء الملامح كان هو المسئول عن موت والدتها ... أجل .... هو المسئول .... لقد تركهم ... نبذهم بكل بساطة من حياته ... تركهم يعانون مختلف انواع الذل ...والجوع ... والاهمال ... عدم القيمة والقدر بين الناس ... تكرهه ... فقط تكرهه وتكره وجوده وعائلته وحياته ... تكره عيناه الحنونتان ..وابتسامته الطيبة ... تكره وجهه البشوش ... وتكره كونها ابنته .... وقد خلقت منه رغما عنها .... وقف خالها الذي كان يراقب المشهد أمامه وكأنه يشاهد برنامجا ترفيهيا في التلفاز وقال مستاذنا بطيبة مزيفه : - اترككما لتتحدثا براحة ساعود بعد قليل . سمعت صوت باب غرفة المعيشة وهو ينغلق بهدوء .. انخفظت نظراتها لتحدق بيدها المعقودتين بقوة على حجرها ... كانت متشنجه .. تشعر بالاختناق ... وكأن الهواء قد انسحب من الغرفة .... الصمت المطبق التف حولها كجدار سميك ... مالمفروض ان تقوله لهذا الرجل الذي يرتدي بدلة رجالية ثمينة ربما ثمنها يعادل ضعف راتبها ؟ ناهيك عن احذيته المصنوعة من الجلد الخالص ! أوليس من المضحك بأن ما يتبادر لذهنها هو اسعار الملابس التي يرتدها ؟؟؟؟ أها .... بما أنها تحب تحليل الأشخاص من ملابسهم فهي تكاد تجزم بأن والدها ينتمي للنوع الأول .... غني ويهتم بمظهره ... يعرف ما يرتدي ويختار ملابسه بأناقه وحرص دون ان يهمه بالثمن .... يا لسخرية القدر ... هو يعيش بترف وعز وزجته وابنته تعيشان بفقر مدقع !! صوت حركة والدها انتشلها من لجة افكارها حين تنهد بقوة ونهض من مكانه ليتقدم ويجلس جانبها ... بغريزة طبيعية ودفاعية ابتعد عنه قليلا ... امسك يدها وضغط عليها برفق وهو يقول بهمس مؤلم - أعلم ان كل هذا الذي يجري هو غريب عليك ... لا يحدث الا في الافلام والحكايا .... حتى انا للان لا اصدق انك موجودة وجالسة امامي بصحة وعافية .... صمت قليلا وكأنه ينتظر منها ان تقول شيئا لكنه ظلت صامته بعناد وكره ترفض حتى ان ترفع وجهها لتنظر اليه ... اردف قائلا وهو يدور ابهامه على بشرتها - هناك الكثير من الكلام الذي اريد ان اقوله لك .. تنهد بعمق وأكمل - اعرف بأن الوقت الان ليس مناسبا ... لكني اريدك ان تعرفي شيئا واحدا ومهما .... تفاجأت بأصابعه وهي ترفع ذقنها ليجبرها على النظر لقناع الحمل الوديع الذي تزين تفاصيل وجهه الذئبي الحقيقي ليكمل بهدوء : - هو انني لم اتوقف عن التفكير بك طوال الواحد والعشرين عاما الماضية ... كنت دائما ببالي وقلبي يا ابنتي .... انزل يده وقال مبتسما بحنان لولا انها تعرف حقيقة هذا الرجل المخادع لظنت بأن حنانه حقيقي - أتعلمين شيئا ؟!!! انا من اسميتك غصن !!!! هل أخبرتك والدتك بذلك ؟!! انتظرها لتعقب على كلامه لكنها كانت لاتزال مصممة على الصمت وعدم التجاوب ماذا يظن ؟ أهكذا وببساطة شديدة وببضع كلمات لينة وحنونة سيستطيع خداعها واكتساب حبها وعطفها عليه ؟ السنوات الطويلة المنهكة من الجوع والذل ستنمحي بسهولة ؟!!!! ما بينها وبين والدها ثأر .... ثأر طويل لن ينمحي ابدا وهي مصممة على أخذ ثأر والدتها وثأرها منه ... كيف لا تعرف لكنها ستأخذه حتما ستفعل ... سألها بلطف - ألن تقولي شيئا ؟ ألن تسمعيني صوتك يا بنيتي ؟!! رفعت عينيها الجليديه وقالت بجمود أول شيء خطر ببالها وانساب بسلاسة على لسانها - لقد ماتت والدتي .. اتسعت عينيه ورجع رأسه الى الوراء قليلا بدى وكأنه قد تلقى صفعة مدوية على وجنته ... ابتلع ريقه بصوت مسموع ... ترهلت اكتافه ... وانسدلت جفونه ببطئ وهو يجيبها قائلا بضعف وصوت هامس - أعلم ... لقد أخبرني خالك ... أنا أسف يا غصن ... البقية في حياتك يا ابنتي .... حدقت به مليا ... كانت تدرس ردة فعله وقد بدى وكأنه يهتم !! وكأنه حزين بالفعل !!! لكن لا ... لن تدعه يخدعها ببرائته المزيفة ... انتظرت ان يفصح عما يدور في رأسه لكن صمت لعدة دقائق ثم قال بهدوء وجدية - عندما نعود لمنزلنا وتستقرين هناك سأشرح لك لاحقا كل شيء ... أعدك .. أعدك يا ابنتي .... شعرت بالقرف كلما اعاد كلمة ابنتي ! أرادت ان تصرخ بقوة : " لا تقل ابنتي ... أنا لست ابنتك ولن أكون ابدا " لكنها صمتت ...مجبرة على كبح جماح لسانها ...كانت تحتاج للتفكير ... للتحدث لشخص ما .... ولم تجد سوى شخص واحد في هذا الكون ممكن ان تثق به وتتكلم معه براحتها .. .......... يتبع | ||||||||
20-08-21, 10:06 PM | #100 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| عصر اليوم التالي تجلس على المصطبة الرخامية تحدق في النهر بشرود في اليوم التالي بعد انتهائها من عملها كان أول عمل قامت به هو الاتصال بجيان ... كانت بحاجة الى التحدث معها ... مع صديقتها الوحيدة ... الأخيرة التي اخبرتها بأنها هي ايضا تحتاج الى التحدث والفضفضة لها ... اندفع الهواء البارد ليداعب وجهها ويدحرج خصلات شعرها الجامح .... شدت معطفها القديم الاسود حولها بقوة واحتضنت خصرها بذراعيها .... من المفترض ان يأتي والدها مساء غد لكي يأخذها ... للأن لم تقم بحزم امتعتها .. حسنا حزم الامتعة لن ياخذ اكثر من نصف ساعة فقط ... فهي لا متلك الكثير من الملابس ... سيشعر بالعار منها ... أجل كيف لا وقد ظهرت ابنته الفقيرة التي تربت في احدى افقر الاحياء في العاصمة ... وبطبيعة الحال فهي لم تكن تملك اسلوبهم المترف في العيش ولا لباقتهم وترفعهم ... سيندم على ادخالها لعالمه المثالي ... ابتسمت بسخرية ... هي من ستجعله يندم .. التفتت لتنظر الى جيان التي وصلت أخيرا وهي تحمل كوبين كبيرين يخرج منهما البخار ... اقتربت منها ثم جلست جانبها وناولتها احد الكوبين وهي تقول - خذي اشتريت شراب الحمص الجو بارد جدا سيساعدنا على التدفئة ... تناولت غصن الكوب منها واحتضنته بكلتا يديها سرى دفئ بين راحتيها .... همست بامتنان - امممم رائحة شهية .... شكرا لك يا جيان انت ملاك فعلا حركت جيان الملعقة البلاستيكية وقالت - على الرحب والسعة . جلستا تحتسيان الشراب الدافئ بصمت ... كل واحد منهما تسافر بعيدا عبر أفكارها المتلاطمة ... رائحة الشتاء التي حملتها الرياح كانت تلتف حولهم كدوامات بطئية ... والضجيج البعيد يدوي كخلية نحل نشطة ... بعد مرور بضعة دقائق قطعته غصن حين قالت بهدوء وبلهجة باردة لم تحمل اي عاطفة او تأثر في صوتها - لقد جاء ابي البارحة .... التفتت جيان تنظر لها بدهشة وبعينين متسعتين ... فتحت فمها واغلقته كالسمكه وكأنها لاتجد ما تقوله او ماهو الكلام الذي من المفترض ان يخرج منها ؟ اتسألها عن ذلك الوالد الذي ومنذ ان تعرفت على صديقتها الوحيدة غصن لم تسمع به مطلقا وهي لم تسأل احتراما لمشاعر صديقتها ام تظل صامته تنظر منا اكمال حديثها ؟!!! حدقت بجانب وجه غصن التي ابقت نظراتها مثبته على النهر بجمود ... وانتظرت لعدة ثوان قبل ان تقول ضاحكه بارتباك وتوتر - يا الهي ... غصن ... هذا .. هذا ... قاطعتها غصن بسخرية وهي تلتفت وتنظر لها : - خبر صادم اليس كذلك ؟!!! هزت جيان رأسها بالنفي وقالت وهي تراقبها بحذر : - لا ... كنت سأقول خبر مفاجأ ورائع !!!! رددت غصن بتعجب واستنكار : - رائع !!!!!!! مالرائع فيه بالله عليك يا جيان !!!! ابتسمت جيان وقالت بلطف - الرائع ان يكون لك أب تستندين عليه وربما .... قاطعتها غصن مرة أخرى وقالت بقوة واشمئزاز : - استند عليه !!! هل تقولين استند عليه ! لتجيب الأخيرة بتعجب حقيقي فهي لم تتخيل ان تكون ردة فعل غصن باردة ولا مبالية لهذه الدرجة فمهما يكن تبقى غريزة حب الوالدين التي زرعها الله في القلوب هي الغالبة على اي حقد وكره - اجل ولما لا ؟!!! هزت غصن رأسها مستنكرة ما قالته صدقتها : - اين كان !!!! لماذا لم يأتي ليسأل عنيييييي ! اتعرفين ما كان يرتدي يا جيان ! نظرت لها جيان بحزن وشفقة لتكمل كلامها بوجع يدمي القلوب : - لقد كان يرتدي ملابس فخمة ! بدلة رجالية ربما ثمنها يساوي ثلاث اضعاف راتبي الشهري ... وسيارته !!!! يا الله كانت سيارة فارهة تشبه السيارات التي يملكها الاغنياء اللذين اشاهدهم في الشوارع !!!! رفعت يدها ولوحت بها بلامبالاة وقالت والحزن والأسى يقطر من كل كلمة تخرج من جوفها - هو وعائلته يعيشون حياتهم مترفين وبطونهم مليئة بالطعام ... دافئين ... آمنين ... وانا وأمي عشنا بفقر مدقع ... ذل ... وتهديد بالطرد كل يوم من قبل زوجة خالي .... طوال تلك السنوات البائسة لم نرى يوما ... مجرد يوم واحد فيه راحة ...وهو السيد المحترم ... الأب المبجل الحنون ... لم يفكر حتى بمجرد السؤال عني ... عن ابنته التي هي من لحمه ودمه ... أنا ... أنا ... بترت جملتها وهزت رأسها وعينها تلمع بدموع القهر والحسره .. اقتربت منها جيان ولفت ذراعها حول كتفي غصن وقالت بمواساه - لا بأس يا غصن ..لابأس ... سيكون كل شيء على مايرام . اراحت رأسها على كتف جيان وهي تكتم شهقاتها وترفع يدها لتمسح دموعها بقوة ألمت وجنتيها ... بعد لحظات من الصمت التي ملأه صوت بكاء غصن الخافت ..... همست جيان بتأثر - ألم يخبرك اين كان طوال تلك السنوات ؟!! ابتعدت غصن عنها واستنشقت الهواء وقالت بضعف - لا ... لم يخبرني ... فقط كل ما قاله بأنه سيأتي مساء غد ليأخذني رددت جيان بتساؤل وفضول : - يأخذك ؟!!!!! أومأت غصن وقالت باستهزاء وسخرية : - اجل قال بأنه سأخذني لكي اعيش معهم ...مع عائلته سألتها جيان وهي تحدق بوجه غصن العابس : - وخالك ما كان رايه ؟! صدرت عن غصن ضحكه صغيرة لا روح فيها وقالت بجمود : - خالي هو من اتصل به وطلب منه ذلك ! لو تعرفين ما قالته لي زوجته ! همست جيان وهي حزينة على صديقتها المسكينة والتي شهدت على كل مآسيها وحياتها التعيسة التي عاشتها تحت كنف خالها القاسي : - ماذا قالت ! ابتلعت غصن ريقها وأجابت بكآبة - لقد طردتني حرفيا من منزلهم .... قالت بأني وجه الشوؤم عليهم وانهم تعبوا مني ومن وجودي الغير مرغوب فيه . هزت جيان راسها وقالت بأشمئزاز وقرف : - رباه كم هي لئيمة وقاسية !!! - أجل ... أجل .... معك حقك ... لكن انا .... أنا حثتها جيان بفضول - انت ماذا عزيزتي ؟! لترد غصن وهي تفتح قلبها وتقول بصراحة تامة : - انا لو كان لي مكان اخر اذهب اليه لما وطئت عتبة باب ذاك الرجل الغريب ... الذي لا اعرف عنه وعن عائلته شيئا . تنهدت جيان وقالت بتفهم وهدوء - غصن .... انت تعرفين بأن بيتي مفتوح لك في اي وقت تريدينه .... كما ان أمي تحبك جدا .... لكن اسمحي لي بالقول بأنك غبية اذا لم تذهبي لتعيشي مع والدك ! نظرت لها غصن بغضب وقاطعتها قائلة - لا تقولي والدك لوحت جيان بيدها وقالت - حسنا حسنا اي كان اسمه المهم انت غبية ان لم تذهبي معه عقدت غصن حاجبيها وردت عابسة : - لماذا ؟!! استدارت جيان واعتدلت بجلستها وقالت بهدوء : - عزيزتي ... البنت تحتاج الى السند ... الى جدار صلب تتكأ عليه ... وهذا الرجل مهما كان ما فعله ومهما كان رأيك فيك فهذا لا يغير من حقيقة انه هو الدك ... اقرب الناس لك .... خالك لا يمكن الإتمان به وبزوجته .... الدنيا اصبحت قاسية يا غصن ...قاسية جدا صدقيني .... صمتت لبرهة واردفت - اوتعلمين ما حصل في حينا قبل بضعة ايام ؟! نظرت لها غصن بتساؤل صامت لتردف جيان متنهدة بحزن : - رجل شاب ... لا ليس رجلا بل ذكر عديم الرجولة ..... في منتصف العشرينات من عمره طرد والدته من المنزل ارضاءا لزوجته ! تصوري ؟؟؟ رمى ملابسها واغراضها في الشارع !!!! همست غصن برهبة وقد لفت انتباهها ماقالته : - يا الهي هذا فضيع ! كيف استطاع ان يفعل ذلك بوالدته ! هزت جيان رأسها بأسى وحزن وهي تقول - ليس هذا فحسب ! حثتها غصن قائلة : - ماذا ايضا ؟ لتكمل جيان كلامها بخيبة أمل واضحة : - عندما حاول الجيران الاصلاح بينهما قال صارخا وبكل وقاحة وقلة حياء ....الجنة التي تاتي من تحت قدميها لا اريدها فقط فلتتركني وشأني وترحل من منزلي !!!!!! همست غصن بتأثر شديد وهي لا إراديا تتذكر والدتها : - يا الله لا اعرف ماعلي قوله لكني اتمنى لو ان امي لا تزال على قيد الحياة والله لكنت حملتها على اكتافي طوال العمر دون ان اشعر بالممل والتعب منها ! زفرت جيان نفسا عميقا واستطرقت - وهكذا انتهى المطاف بالمرأة المسكينة بأن تذهب للعيش في دار رعاية المسنين !!! هذه عينيه فقط حصلت امام اعيننا فمابالك بما يحصل لكثير من الاشخاص ! خاصة في هذا الزمن المخيف ! لذلك يا غصن اذهبي لتعيشي مع والدك .... ولا تتذمري . تمتمت غصن بغضب مكبوت وهي تحاول التقاط انفاسها - انا ليس لي اب يا جيان ... اصبح بنظري رجلا ميتا عندما كبرت وفهمت وايقنت بأنه تركنا فريسة للفقر والجوع والمرض !! قالت جيان برفض واستنكار - رباه غصن لا تقولي مثل هذا الكلام ! بالتأكيد لك أب ... وهاهو قد جاء اخيرا ليأخذك ... ينتشلك من الحياة المزرية التي تعيشينها في منزل خالك ... اي كانت الحياة التي ستنتظرك مع عائلة والدك فهي بكل تأكيد ستكون افضل من حياتك مع خالك وزوجته .....اذهبي وشقي طريقك ياغصن .... انسي وسامحي ... همت غصن بالاعتراض الا ان جيان اوقفتها قائلة بسرعة وكانها قرأت افكارها : - اعلم ما تحاولين قوله لكن اصبري قليلا ... اسمعي منه .... اعطه الفرصة لكي يتحدث لربما هناك تفسير منطقي لغيابه الطويل هذا !! بل انا متأكدة من ذلك !!!! لم ترد عليها غصن بحرف واحد ...الأب ...تلك الكلمة التي تمنت وحلمت بنطقها والتي همستها في احلامها مرارا وتكرارا عندما كانت صغيرة وساذجة .... الأب هو الحاجة الوحيدة التي ظلت تقف بطريقها كحجر كبير لا تستطيع تجاوزه او حتى الالتفاف حوله لتكمل حياتها العادية ...كانت دائما وابدا تنظر لاقرانها بحسرة وغيرة .... الى ان قررت بأن تتخيله ميت وكان ذلك افضل لها . ظاهريا كانت تبدو وكأنها توافقها الرئي لكن داخلها كانت على يقين مطلق بأنها ومهما كانت اسبابه الوهمية التي سيدعيها ... لن تصدقه ... ولن تسامحه مدى الحياة ....... بعد صمت دام لعدة دقائق قالت جيان بهدوء وهي تركز نظراتها على النهر : - لقد ذهبت اليه ! التفتت غصن لتنظر اليها متسائلة - ذهبت الى من ؟!! ادارت جيان رأسها وبادلت غصن النظرات وقالت - صاحب الدعوة التي رفعت على أخي . انحنت غصن وأمسكت ذراع جيان وهي تقول بلهجة معتذرة - يا الهي !! لقد نسيت أن أسألك !! ظهور والدي مع كل الدراما التي دارت حوله جعلت تفكيري مشوشا ... سامحيني يا جيان . هزت جيان رأسها وقالت بابتسامة صغيرة ومتفهمة : - لا بأس يا غصن لو كنت مكانك لربما اصبت بخيط من الجنون فما حصل معك يكاد أن يكون خياليا .. قطبت غصن حاجبيها وسألت بفضول وهي تحدق بوجه صديقتها الشاحب - أخبريني ماذا فعلت ؟ هل وصلت الى حل معه ؟!!!! سحبت جيان نفسا عميقا ثم بدأت بسرد كل ما حصل معها في لقائها مع جاسر ... بينما جلست غصن تنصت اليها بصبر وهي عابسة الوجه وما أن أكملت جيان حديثها حتى قالت غصن بعدم أقتناع : - خادمة ؟!!!!! وافقت على العمل خادمة في منزله ؟!!!!!! أجننت ؟!!! هزت جيان رأسها برفض وقالت - من فضلك يا غصن لا تعترضي انت الأخرى يكفي تقريع والدتي !!! كتفت غصن ذراعيها على صدرها وقالت - اذن فوالدتك ايضا رافضة ؟!! أومأت جيان وأجابت بتعب : - أجل رفضت الفكرة في البداية لكني اقنعتها عندما أخبرتها بأني سأخذ معي شقيقي منتظر في اليوم الأول لكي أطمئن واتأكد من صحة ما أخبرني به ... اقصد وجود والدته في المنزل . قالت غصن وعلامات الرفض تلوح على معالمها - لكن ... خادمة ؟ هذا مهين جدا انت .... قاطعتها جيان بسرعة وجدية لا تعرف هل كانت تحاول اقناع غصن أم تحاول اقناع كبريائها - مادام عملا شريفا اذا لما لا ؟ غصن انا مستعدة لأن افعل اي شيء من أجل خروج أخي ... الذنب يكاد يحرقني .... افكر بأخي ليلا ونهارا .... لا استطيع ان اضع رأسي على الوسادة وانا اتخيله في الحبس مع المجرمين والمنحرفيين ... هزت رأسها بعنف واغمضت عينيها لبرهة قبل ان تفتحهما هامسة بجنون - يا الله .... غصن انت لا تعلمين ما سمعته عما يدور خلف جدران السجون .... في حال اذا تم تحويل اوراقه للقاضي وصدور الحكم عليه فأن مهدي سيضيع لا محالة . نظرت لها غصن بفضول ممزوج بالشفقة وقالت - ماذا تقصدين يا جيان ؟!! ماذا سمعتِ ؟!! التفتت جيان حولها بخوف ثم انحنت وقالت وعينيها تلمع بالدموع - يقولون أنهم يغتصبون الصبيان الصغار كما أن المساجيين الأغنياء هناك يشترونهم ليكونوا لهم كالعبيد ... يفرغون شهواتهم المريضة من خلالهم .... أتفهمين ما معنى هذا !!!!! وتريدين ان اعرف كل هذه المعلومات واصمت !!!! لا والف مستعدة ان امسح واقبل تحت قدميه اذا كان ثمن ذلك هو خروج أخي ..... همست غصن بموازرة وهي تحتضن كفي صديقتها الباردين - حسنا ..... حسنا يا جيان ... انا فهمك الأآن وانت معك كل الحق لكن أرجوك عديني بشيء واحد . مسحت جيان دموعها وقالت - ماذا ؟!! تنهدت غصن واجابتها بهدوء وجدية لا تعرف هل كانت النصيحة والطلب موجهان لجيان أم لنفسها ؟ - عديني بان تنتبهي لنفسك جيدا وأن تكوني حذرة ولا تعطي ثقتك لأاحد منهم ابدا .... ابدا . أمأت جيان بالموافقة بينما عقلها كان شاردا بما سيحدث لها بعد غد عندما تذهب لتكتشف منزل جاسر ... وهل سيكون صادقا ويخرج شقيقها من السجن دون عواقب وفضائح ؟!!! ................... يتبع التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 21-08-21 الساعة 12:34 AM | ||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
رواية ، عراقية ، رومانسية،فرصة ثانية, رواية ، عراقية ، رومانسية،فرصة ثانية ، نور الحسن ، نبع ، ايهم ، غصن |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|