آخر 10 مشاركات |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-09-20, 11:25 PM | #1 | ||||
| سارق قلوب العذارى - قلوب خيالية زائرة - للكاتبة::هدير مجدي*كاملة* نحن جميعًا مختلون جميعنا مقيدون بعقدة تكبل أرواحنا نعتقد أن كل شيء قد مضى إلى غير رجعة!! لا.. لنكن صبورين ونترك الزمن يأخذ مجراه فمهما بعد الزمان واندثرت أيامه يبقى له طابعه الخاص وبصمته في القلب كزهرة مجففة تُركت بين صفحات كتاب قديم! أو زجاجة عطر فوّاح لم تحتفظ بداخلها سوى بالذكريات! كتابة وتأليف::هدير مجدي تدقيق ومراجعة لغوية::هدير مجدي تصميم الغلاف والفواصل::هدى خورشيد في المشاركة التالية قريباً إن شاء الله التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 26-11-20 الساعة 06:56 PM | ||||
26-11-20, 06:37 PM | #2 | ||||
مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام
| نحن جميعًا مختلون جميعنا مقيدون بعقدة تكبل أرواحنا نعتقد أن كل شيء قد مضى إلى غير رجعة!! لا.. لنكن صبورين ونترك الزمن يأخذ مجراه فمهما بعد الزمان واندثرت أيامه يبقى له طابعه الخاص وبصمته في القلب كزهرة مجففة تُركت بين صفحات كتاب قديم! أو زجاجة عطر فوّاح لم تحتفظ بداخلها سوى بالذكريات! لنكن أذكياء ونتعلم أن القدر يتقلب كثيرًا قبل أن يصل إلى وجهته وحساب القدر يكون على قدر قوتك في المواجهة! لنجد أنفسنا على مفترق طرق.. إما أن نظل مكبلين بالماضي لآخر المدى ننحني أمام صفعات القدر أو نحارب القيود لنتحرر للأبد. | ||||
26-11-20, 06:37 PM | #3 | ||||
مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام
| التوقيت تخطى منتصف الليل. لكن المحيط العام في ذلك المكان كأنه في وَضح النهار.. اكتظاظ الناس خلف الحواجز الحديدية في أعينهم الحسرة والصدمة لما يروه أمامهم يتزامن مع همساتهم عن السبب الذي أدى لذلك!! ليلة شتوية تلبد السماء فيها بالغيوم ، البدر مختفيًا خلفها لكن أضواء سيارات الشرطة وأصواتها تكسر حدة الظلام والصمت. عناصر الشرطة متراصة أمام الناس حتى لا يعدو أحد للداخل ، وكبيرهم يتلقى الاتصالات من المسئولين يتابع معهم ما حدث ينبئه بآخر الأنباء. ساد الصمت عندما ظهرت سيارة سوداء أفسح الجميع لها الطريق توقفت بجانب سيارات الشرطة وهبط منها شاب ليس بالطويل ولا القصير يرتدي بنطال أسود وكنزة صوفية رمادية فوقها معطف طويل أسود ، خصلاته ممشطة من الأمام إلى الجانب قليلًا يرتدي عوينات طبية يظهر منهما حجرين فحميين وسط فضاء عينيه الأبيض. اقترب منه رجل الشرطة يصافحه بجدية : - أهلًا وسهلًا بك دكتور قيس ، أنا ممتن لحضورك في أسرع وقت" شدد على قبضته وقال برسمية : - هذا عملي سيد هشام فلا داعِ لشكري.." لاحت منه نظرة على ذلك الجسد المسجى على الأرض يغطيه غطاء أسود في صمت وأعين تجول على الخط الأبيض المحيط به بفم مذموم بتفكير ، ثم أعاد انتباهه إلى الرجل قائلًا بتقرير : - تكررت الحادثة مرة أخرى ، أليس كذلك؟" أومأ هشام بصمت ليبادله نفس الإماءة كتأكيد على الحديث وانحنى يدلف إلى مسرح الجريمة من أسفل الشريط الأصفر المحيط بها واقترب منها بخطوات متريثة حتى جلس القرفصاء بجانبها ، يستند على ركبته بساعده ، يميل برأسه للجانب قليلًا يحك ذقنه النامية بيده الأخرى قبل أن تمتد تزيح الغطاء عنها ليتأملها..!! وجه شاحب يعلو خصلات تنافس سواد الليل مبللة بسائلها الأحمر اللزج ، يتوسطه عينان جاحظتان وفاه مفتوح بشفتين زرقاوتين.. هبط بنظراته الجامدة التي لاقت أكثر من هذه المناظر بشاعة إلى جسدها المستور بكنزة سوداء..! من يتأمل ملامحها يظن أنها لقت حتفها بسبب جرعة مخدرات زائدة ، أو مادة سامة!! لكنه يعلم أن الأمر ليس هكذا!! أخرج من جيب معطفه قفازًا طبيًا يرتديه ثم مد يده يحرر الأزرار من معقلها فظهر ما فطنه بالفعل!! الفجوة التي أصبح يراها كشيء معتاد في الآونة الأخيرة في سلسلة الحوادث التي أصبح مسئول عن تحليلها!! دائرية في منتصف الصدر تميل نحو اليسار فوق القلب مباشرة ، حافتها تفصح أنها صُنعت بواسطة آلة حادة ثم كُويَت بالنار تخترق الأضلاع والرئة اليسرى ، لكن...!! القلب غير موجود!! ضم شفتيه بغموض وتفكير يستمع لشهقات الجمع خلفه المصدوم مما رآه والأسئلة تصله بذهول.. هل هناك من هو بهذه الوحشية؟! ما الذي يدفع شخص أن يفعل هذا بفتاة مثلها؟! ما حجم الجُرم الذي يصل بأحدهم أن ينتقم هكذا؟! صوت هشام من خلفه آتاه يائسًا : - حقًا أصبح الأمر زائدًا عن الطبيعي قيس ، هذه ليست أول فتاة تُقتل بتلك البشاعة" بصوت هادئ يملأه البرود اكتسبه من خلال طيلة مدة عمله ، عيناه تتفصح الجرح بإمعان يصب كل تركيزه عليه أجابه : - نحن أمام شبح غامض ، لا نعلم هويته لكن هو يعلم جيدًا ما يفعله" - والحل؟! رئيس الشرطة يريد عقد مؤتمرًا صحفيًا يحذر الناس مما يحدث ، فماذا سيقول لهم؟!" لقاه الصمت في بادئ الأمر قبل أن يستقيم ينزع جواربه التي التقطت قطرات من الدماء يقذفها بداخل سلة قمامة كبيرة بجانب الطريق وقال : - سيخبرهم الحقيقة هشام ، أننا أمام شخص مجهول الهوية سواء اسمه ، عمره ، من هو بشكل عام!! أو سواء هل هو ذو سلوك طبيعي أم مختل؟" عقد هشام حاجبيه باستنكار وعيناه تلوح نحو جسد الفتاة ، يهز رأسه بتعجب يشير لها : - هل تريد إقناعي أن من يفعل ذلك شخصًا طبيعي؟!" وضع قيس كفيه في جيبي معطفه يستدعي الدفء ، ورفع كتفيه ببرود قائلًا : - ربما..! كما أخبرتك هو مازال مجهول الهوية لا يمكن تلقيبه بمختل طالما لم نعرف سلوكه النفسي وما دفعه لذلك" ★★★★★ | ||||
26-11-20, 06:38 PM | #4 | ||||
مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام
| " نحن نواجه المجهول ، شخصًا لا نعرف له هوية.. تكرار الحوادث من هذا النوع يجعلنا نشدد من حالة الطوارئ العامة ، فعلى الجميع أخذ الحذر من أي شيء يثير الريبة وإعلامنا بالأمر" شيء من الخوف تفشى في ذرات الفضاء من حولها جعل قلبها ينقبض وتتشابك غيومه مصدرة دويّ شديد بين أضلعها سمعت صداه في أذنها ، فأمطرت وابل من التوتر والاضطراب من القادم!! تضم قدميها إلى صدرها تحيطهما بذراعيها مستندة بذقنها على ركبتيها تلف جسدها بشال صوفي مع لفحات الدفء التي تصلها من نيران المدفأة تحميها من برد الشتاء القارص.. إلى أن صوت أنثوى صدح من بعيد قاطعًا تركيزها الشديد في متابعة ما يقوله رئيس الشرطة بسخرية : - اغلقي هذا الشيء ساندرا ، لا أعلم ولعك في متابعة مثل تلك الأخبار؟!" زفرت الأخرى بيأس من والدتها ، فوضعت جهاز التحكم عن بعد بعنف على الطاولة الزجاجية أمامها وحررت ساقيها من أسفلها مندفعة إلى المطبخ حيث والدتها تطهو بلامبالاة ، وهتفت بغيظ : - وأنا لا أعلم سر ولعك بقطع تركيزي عما أريد متابعته أمي!!" لم تتلقَ منها رد سوى نظرة جانبية ساخرة قبل أن تضع بعض من الخل فوق قطع اللحم والبصل صانعة سحابة من الدخان ذا الرائحة التي تثير اللعاب ، وأكملت طهوها دون اكتراث لابنتها التي اقتربت منها تستند على الطاولة الخشبية في منتصف المطبخ ، تكتف ذراعيها أمام صدرها وعلامات من الحيرة والتساؤل لاحت في نظراتها : - أمي.. تلك الحادثة عن قتل هذه الفتاة بهذا الشكل أثارت خوفي مع حيرتي!! ما الذي يدفع شخصًا لارتكاب مثل هذه الجريمة؟" تذوقت والدتها بعض حبيبات من الأرز كي تحدد مدى نضجه لتبتسم بفخر لطبخها ولاحت نظرات السعادة المعتادة في عينها قبل أن تعيد تغطيته وغلق اللهب أسفله ، واقتربت من الحوض تُجلي ما استخدمته وتجيب على ابنتها : - هذا الشخص إما مجنون ويحتاج لمصح نفسي يعالج به قبل محاكمته ، أو أن تلك الفتاة فعلت شيئًا عويصًا تستحق ما فعله بها" اتسعت حدقتي ساندرا بذهول مما تسمعه واعتدلت في وقفتها هاتفة باستنكار : - ماذا تقولين أمي؟! أي جُرم يُمكن أن يحدث يتلقى عليه فاعله هذا العقاب؟ لقد نزع قلبها بلا رحمة من موضعه أمي هل تتخيلين المشهد؟" تركت الأم ما بيدها يسقط في الحوض ونظرت إلى الفراغ تضغط على شفتيها بغيظ من ابنتها وانشغالها بتلك الأشياء لتثير بداخلها القلق أكثر وأكثر وهي لا تحتمل!! أمسكت السكين والتفتت لها تشهره في وجهها هامسة بفحيح مخيف اتسعت له حدقتي ساندرا برعب : - مثل ذلك الجُرم الذي سأفعله إن لم تكفين عن الحديث في هذه الأشياء التي تشبهك.. قسمًا بالله ساندرا إن لم تختفي من أمامي في الحال سأنتزع قلبك أضعه في صينية اللحم تلك" ثم صرخت بها صرخة جعلتها تنتفض في مكانها ثم ركضت بخوف : - هيا من هنا ، ايقظي والدك حتى يصلي قبل موعد الغداء" في لحظات لم تكن ساندرا أمامها ولا في محيطها بأكمله ، راقبت ركضها على الدرج في اتجاه غرفة أبيها تنفذ ما قالته ، فأغمضت عينها بقلق أم يقرع برعب كلما سمعت عن حادثة بهذا الشكل ، تدعو أن يحفظ الله ابنتها من كل شر. ★★★★★ أتظنون أن وجعًا غرسه أحدٌ بك ، وعبارات قيلت وقتلت داخلك فأصاب قلبك الانهيار وصمتت أركانك حتى عجز لسانك عن النطق ونفسك عن الأخذ بحقها.. سيمضي سُدى؟! قطعًا لا فكل شيء ينتظر وقته.. البذرة لا تنبت قبل وقتها الشمس تنتظر موعد الشروق لإرسال دفئها للأرض وأيضًا الحساب ينتظر حتى يأتي أوانه!! صوت سيمفونية الصمت لبيتهوفن يتردد صداها في الأرجاء من حوله ويتسلل إلى مسامعه يملأه بالشغف ، يدندن معها بحسيس خافت!! صوت النشيج من خلفه والأنين المكتوم يزيده نشوة ومتعة ويداه ممسكة بحقنة طبية تسحب سائلًا أبيض بعد أن قام بغليه والتفتت يقترب من الفراش الحديدي بمنتصف الغرفة الذي يشبه ذلك الموجود في المشرحة. وضع الحقنة خلفه وانحنى يتأمل الفتاة المثبتة بأحزمة جلدية حول خصرها ، قدمها ، كتفيها ، ورسغيها في الفراش! بأعين يملأها الهوس والنشوة ، نشوة بعيدة عن نشوة رجل تجاه امرأة ، قريبة من ذلك الهوس بالمغزى وراء وجودها هنا. يراقب خوفها ودموعها الهابطة على وجنتيها في صمت بسبب تلك اللاصقة على فمها تمنعها من اصدار أي صوت!! ابتسامة جانبية تثير رعبها فتغمض عينها بقوة!! أنفاسه قريبة منها فينفر جسدها خوفًا واشمئزازًا!! يرفع أنامله يتحسس وجنتيها هبوطًا إلى عنقها فكتفها ومازال مستمرًا في الدندنة بذلك اللحن!! قطع دندنته يمد يده إلى ذقنها يديرها إليه هامسًا بحزم : - لا تغلقِ عينيكِ ، أريد أن أرى بماذا ستشعرين؟! أريد أن أرى ذلك الشعور بالخوف والرعب يتمكنان منك بقسوة!!" يشعر بانتفاضة جسدها من البكاء ، تهز رأسها برفض مما يطلبه فابتسم بشر وانحنى أكثر يمسح بأرنبة أنفه على وجنتها هامسًا في أذنها : - حسنًا سأجعلك تفتحينهما بإرادتي" التقط الحقنة من موضعها وضرب على وريدها مرتين قبل أن يوخزها به ليسير سائلها الساخن بأريحية في أوردتها فبدأ مفعوله في التو.. شعرت بجسدها يتخدر شيئًا فشيئًا حتى أصابه الشلل ، لكن الغريب هو جحوظ عينيها بشدة!! لا شيء يتحرك بها سوى حدقتيها!! استند بكفيه على الفراش ومال برأسه للجانب قليلًا يضيق عيناه متأملًا التغيير الذي يحدث بها بابتسامة منتشية مرعبة ، يراقب التساؤل والتعجب في نظراتها فقرر إجابة صمتها : - ذلك السائل يصيب جسدك بالشلل الكامل ، يجعلك لا تشعرين بشيء لكنك تَعي جيدًا لما يحدث وتريه" هبط بوجهه أمام وجهها الذي يزداد شحوبًا ينزع اللاصقة عن فمها يجعدها ثم بدأ يفك رباط تلك الأحزمة عن جسدها حتى حررها كلها. وضع كفه فوق قلبها الذي تنخفض سرعاته وتتباطأ ، فابتسم ورفع حاجبه بانتصار وقال : - سأجعلكِ تعرفين لأول مرة كيف يُنزع القلب من مكانه!! وليس أي قلب.. بل هو قلبك" تريد الصراخ لكن لا صوت!! تريد الهروب لكن شلل جسدها يمنعها!! لا شيء أمامها سوى القبول بالأمر الواقع!! مرهقة هي لحظات الاستسلام والقبول بالواقع ، مُخدرة لا تقوى على فعل شيء. منجرفة مع التيار غير آبهة بما سيحدث. وجدت نفسها عالقة في حالة لا تعلم ما هي؟ قابعة في حالة من الانفصام.. من جهة تريد أن تقاتل وتصارع الحياة ومن جهة أخرى لا حل أمامها سوى ترك نفسها لتيارها. تراقب حركاته ، تسمع دندنته ، ترى ابتسامته واقترابه بصندوق معدني صغير ، يرتدي معطفًا أبيضًا و قفازًا طبيًا ، يأخذ مقصًا صغيرًا يشق كنزتها كاشفًا عن جسدها المستور بحمالة صدر سوداء كان لها النصيب من التقاء ذراعي المقص من منتصفها. صارت عارية الجزء العلوي أمامه ، فالتفتت يلتقط قلمًا يرسم دائرة زرقاء فوق قلبها الذي يرتعش من الرعب مباشرة قائلًا باستمتاع وهوس : - عليكِ أن تكوني سعيدة ، فقليل هم من يحضرون عملية جراحية خاصة بهم في كامل وعيهم." اقترب منها ينظر لحدقتيها بنظرات سوداء تقدح شذرًا وغموضًا ، مكملًا بصوت صادر من بئر قلبه الأسود : - لكن تلك ليست عملية جراحية ، بل عملية انتقام!! انتقام وُلد من رحم أفعالك السوداء ، أمثالك يستحقون تلك النهاية" التقط مشرط صغير يضعه على اللهب حتى احمرت حوافه وغرسه في الخط الأزرق على صدرها اشتدت له شعيراتها الدموية في حدقتيها البيضاء حتى كادت أن تنفجر من ضغط الدم ، جحظت عيناها تعبر عن شدة الألم والوجع الذي عصف بها ، فزاده هذا متعة ونشوة وعاد لدندنته مرة أخرى والمشرط يسير بسلاسة في جلدها يسمع صوت مروره في عظام أضلعها متعته تساوي متعة سيمفونية بيتهوفن الصادحة!! نزع ذلك الجزء فظهر قلبها ينبض لتتسع ابتسامته أكثر ورفع نظراته إليها يخبرها : - ها قد وصلنا لأهم جزء في الليلة وهو انتزاعه لأنه لا يستحق ذلك النبض السائر فيه.. تتساءلين ماذا جنيتِ حتى يُفعل بكِ هذا صحيح؟! لكن تكملة عقابك يكمن في عدم معرفتك السبب!! تموتين بنزع قلبك وحيرته أفضل من نزعه وطمأنينته" التقط المقص ثانيةً يقص الشرايين والأوردة المتصلة به ثم أخرجه في يده يأخذ حجم كفه يرفعه أمام عينه وخطوط من الدماء تتسرب من بين أصابعه نزولًا على ظاهر كفه تتساقط قطراته على الأرض. يراقب نبضه المستمر حتى بعد نزعه بابتسامته الجانبية وشعور الراحة والسعادة يتسرب بداخله : - قلبك في ظاهره طبيعي كأي قلبك أحمر مليء بالدماء يأخذ حجم الكف.. لكن في باطنه أسود ، سيء ، يستحق فقط القسوة والحقد" اقترب من علبة زجاجية مليئة بسائل الفور مالين ووضع بها القلب ، مغلقًا عليه بإحكام شديد ثم التقط قلم يدون عليها رقم " 19 " ووضعه على الرف الزجاجي بجانب الأخريات كل واحدة منهما بها قلب ومدونة بأرقام من واحد إلى ثمانية عشرة. عاد خطوة للخلف يكتف ذراعيه أمام صدره ينظر إلى السطر الذي كتبه أسفل الرقم براحة وانتصار .. " زوجة أبي " . ★★★★★ | ||||
26-11-20, 06:39 PM | #5 | ||||
مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام
| جميل أن تتعلم من دروس الحياة ألا تحتفظ إلا بالذكريات الجميلة أن تتعلم العفوية والسذاجة إن شئت مع الوجوه الجديدة لكن احذر!! احذر أن تكون عُرضة للخداع الذي يوقعك في هاوية الطريق ، حينها سيتحول الجمال إلى قبح و العفوية إلى كتمان يخفي وراءه بركان خامد ينتظر ثوران حممة فتحرق الأخضر واليابس. تجلس على طاولة لفردين بمفردها في آخر المقهى بجانب الحائط الزجاجي ، تتأمل الطقس الغائم بالخارج وقطرات المطر الرقيقة تحتضن الزجاج والأرض. الناس بثيابهم الشتوية يحملون مظلاتهم ، منهم من يركض قبل اشتداد المطر ، وآخرون يتهادون في سيرهم مستمتعين بهذا الطقس الجميل. تنهدت بعمق تنظر إلى كوب قهوتها تحتضنه بين كفيها تستمد من حرارته ما ينزع برد الشتاء الذي يفلحها. الشتاء بالنسبة لها حكاية من الأساطير ، قصة انتعاش يرويها البرد ويترجمها المطر ، وتأنس بها الأرض والبشر!! لكن هذا الشتاء كئيب ، أسود من ظلمة بئر عميق ، كسر دفئه وحلاوته ما يحدث في الآونة الأخيرة. لم تفطن لمن يتأمل حركاتها منذ أن دلفت بمعطفها الأخضر يهبط باتساع أسفله حذاء ذو رقبة عالية ، وقبعة صوفية تحمي رأسها وأذنها من البرد.. صمتها ، تأملاتها للخارج ، طريقة نظرها لكوب قهوتها كأنها نظرات عشاق ممزوجة بالحياء في لقائهما الأول ، ارتباكها وتوتر نظراتها كأنها خائفة ويظن أنه يعلم السبب. رفع كوبه واقترب منها بابتسامة عذبة قائلًا بلباقة : - هل يمكنني مشاركتك باحتساء القهوة؟" رفعت أنظارها إليه بحاجبين معقودين بتعجب سيطرت عليه سريعًا وأشارت للمقعد المقابل بترحاب : - بالطبع تفضل" ما إن جلس حتى أشهر كفه أمامها بتعريف عن نفسه : - دعينا نتعرف.. أنا قيس النجار ، طبيب" شعرت بسلاسته وروحه المرحة فابتسمت قليلًا تبادله التحية واضعة كفها الصغير في منتصف راحته قائلة بخفوت خجل: - وأنا ساندرا.. ساندرا القاضي ، لا أعمل" رفع كوبه يرتشف القليل متلذذًا بحلاوته ، ثم رفع حاجبه بلمحة إعجاب : - أعشق هذا المكان ، قهوته لا مثيل لها" ضحكتها الخافتة لم تصل لعينيها أظهرت قلقها منه ، وأخفضت نظراتها إلى كوبها ورفعته تتذوق حلاوتها بعد ثنائه عليها ، فأومأت بموافقة على رأيه دون حديث. مال يستند بمرفقيه على الطاولة مشبكًا أنامله ، ضاقت عيناه خلف عويناته الشفافة وقال فجأة : - أرى القلق في عينك ، جسدك يصدر الكثير من الطاقة السلبية التي ملأت ذرات الهواء من حولك ، وأظن أعلم السبب!!" رفعت حاجبها الأيسر بتعجب مشوب بالسخرية تضع كوبها مكتفة ذراعيها على سطح الطاولة تبتسم ابتسامة جانبية تتشح بالبرود تخبره : وما هو السبب من وجهة نظرك أيها الطبيب؟"" اقترب بجسده منها يكتف ذراعيه مثلها يبتسم بثقة لاحت في نظراته السوداء من خلف عويناته هامسًا : " السبب الذي بث الرعب في المدينة هذه الأيام.. السبب الذي سرق النوم من أعين الجميع ليصبحوا كالذئاب ينامون بعين مغلقة والأخرى مفتوحة.." صمت قليلًا يناظرها بنظرات ثعلبية ، يرفع حاجبه بتحدي أن تعارض حديثه ، رصد انتفاضة جسدها في جلستها بالرغم أنها لم تتحرك قيد أنملة لكن عينه التقطتها!! لم تجبه لكن نظراتها إليه المليئة بالتوتر ، الخوف ، التعجب من قرائتها أخبرته أنه حاز على تفكيرها وانتباهها بالكامل ليكمل حديثه : "تلك الحوادث المنتشرة في المدينة صحيح؟!" ابتلعت ريقها بصعوبة تتململ في جلستها قبل أن ترفع نظراتها إليه وقالت بنبرة بدت قوتها مصطنعة : "وهل تظن أنه سبب يُدعى للخوف والقلق أم إننا نبالغ في ردة فعلنا؟" ابتسم بمرح ورفع سبابته يعدل من وضع نظراتها أعلى أنفه ورفع كوب قهوته يرتشف منه آخر قطراته التي تحتوي على عصارة حبيباتها وأجابها بدبلوماسية : "بل إن لم تخافي فستكونين حتمًا مريضة!! الجميع يعلم من بشاعة الحوادث التي تحدث أن مرتكبها فاق الخطورة بعدة مراحل" ابتسم ينظر لها بطمأنينة ثم أكمل : "لكن إن تركنا الخوف يتملك منا فسنكون كالأحياء الأموات.. نعم هو لا مفر منه يتوجب علينا تقبله لكن لا يمكن السماح له أن يستحوذ علينا ويقودنا ساندرا ، فالخشية من حدوث أمر سيء، يوقعنا في شر ما هو أسوأ" حركت رأسها باعتراض ترمقه بتعجب ودهشة لمغزى حديثه.. يطالبها بعدم الخوف والعيش كما لم يحدث شيئًا!! بأي عقل هذا والغموض يلفح الجميع من ضمنهم هي؟! كيف يضمن لها أنها ليست الضحية القادمة لذلك المجهول؟ الخوف يخرج من رحم الجهل!! بنبرة مليئة بالإحباط قالت : "ذلك الذي تطالبني أن أكفّ عنه ما هو إلا ألم نابع من توقع ما هو الآتي من ذلك الطريق المظلم المطعم بالغموض!! لقد سقطت تسعة عشرة ضحية سيد قيس ، وجميع من تم قتلهن نساء!! أليس هذا مثير للشك؟!" قهقهة ساخرة صدرت منها وهي تلتفت برأسها تطالع السماء التي تكاثرت بها السحب وتساقطت زخات المطر ، تشعر أن عباراتها وتفكيرها تضيع بين تلك القطرات ، فيتوحد الحال في انسجام مطلق بين قسوة البرد الذي بدأ ينتشر في الأفق وبين ظلام المجهول.. وقالت : "سفاح النساء كما يقولون!!" أعادت عينها للصامت المتأمل لحركاتها ، نظراتها ، يرصد كل خلجة من خلجاتها فتعطيه نظرة أشمل عن تلك الجالسة والذي فرض نفسه على قوقعتها ، فقالت بسخرية واضحة للعلن تشهر كفها أمامه : "هل يمكنك أن تضمن لي أنني لن أكون ضحيته القادمة؟ حينها أعدك أنني لن ألقي للموضوع بالًا وسأمضي في حياتي سعيدة ، مرحة" انتفضت بقوة واضحة للعيان عندما أمسك بكفها بين راحته يضغط عليه برفق ومال بجسده للأمام أكثر يقرب رأسه منها ، نظر لها مجبرًا حدقتيها للخضوع تحت سطوة نظراته ، وبنبرة خشنة واثقة يلحفها نوع من الغموض لم تفهمه قال : "لا يخاف إلا الجبان ، الخاطئ الهارب من خطيئته.. إن كنتِ ساندرا واثقة تمام الثقة أنك لم تفعلي ما يقودك للخوف والهرب فلا داعٍ لكل تلك الدراما التي تعيشين بها" شعرت أن نبرته تحولت فازداد توجسها منه خاصةً عندما قال : "في حياة كل إنسان منا أمور لا يتحدث عنها ولكنها تؤثّر في نمط معيشته ، في مواقفه ، وفي آرائه.. منها ما هو صحيح ومنها ما يظل طوال حياته يندم عليه" جذبت يدها من دفء راحته تضعها في أحضانها تفركها بتوتر لاح في حركة حدقتيها المتذبذبة بين حدقتيه وابتلعت ريقها بصعوبة وهي ترفع يدها تجذب القبعة أكثر على أذنها قائلة بخفوت وصوت يكاد يسمع : "ماذا تقصد أنا لا أفهمك؟" ضحك بمرح وعاد بظهره للخلف يمسك حافة الكرسي بكف والآخر يتلاعب بكوبه الفارغ ، يغمز لها بتسلية : "أقصد أنني أكثر من سعيد أنني التقيت بكِ ساندرا ، حقًا كنت بحاجة لمقابلة شخص جديد لا يوجد بيننا سابق معرفة كحاجتك تمامًا.. أحيانًا الجلوس مع الغرباء يعطيك الكثير من الراحة للتحدث عما يجيش بداخلك دون قلق أو تردد ، ذلك الذي لا تستطيع التحدث به مع الأقربين" صمتت تناظره بسكون غريب ونظرات موافقة على حديثه ، بالفعل كمن كانت بانتظار تلك المحادثة وهذا اللقاء ، كانت تريد الافصاح عن خوفها ، وقلقها بعيدًا عمن تعرفهم!! انتبهت لبقية حديثه يقول : "ولا تقلقي أيتها الجميلة ، أظن أنه لن يقترب منكِ فرقتك تلك وجمالك لا يمكن أن يكون صدر منه أي خطأ تعاقبين عليه ، كما أنه عما قريب ستتخلص المدينة من هذا القاتل للأبد" رفعت عيناها له عندما وقف يجذب هاتفه ومفاتيح سيارته يهم بالانصراف بعد أن رفع إصبعيه على جبهته مشيرًا لها بـ "إلى اللقاء" بابتسامة صغيرة. عقدت حاجبيها بدهشة من حديثه ترجمها سؤالها الذي هتفت به من مجلسها أوقفته به : "كيف لك أن تكون بهذه الثقة؟" التفتت لها برأسه يميل بها قليلًا على كتفه ، فغمز لها بتلاعب ماكر وقال مكملًا التعريف عن نفسه قبل أن يتركها في دهشتها التي غمرتها بأكملها بعد جملته : "لأنني الطبيب المشارك في التحقيق في هذه الحوادث وعما قريب سآتي به إلى العدالة حلوتي" ★★★★★★★ تنهمر الأمطار بغزارة ارتبكت الشوارع أُقفلت المتاجر عم الصمت وبقى فقط صوت الماء الكل يسرع باحثًا عمّا يحميه من المطر ، وها هم الأطفال هاربين لبيوتهم احتماءً من مائه ، فأغلقت الأمهات الأبواب وأحكمن إغلاق النوافذ. وقف خلف نافذته يضع كفيه في جيبي بنطاله الأسود ، عارِ الجذع كأنه يتحدى برد الشتاء القارص أن يقترب منه ، يرفع رأسه للسماء البارقة تكسر ظلامها الدامس .. يشعر بها ساخطة على ما يفعله فيقابلها ببسمة ساخرة لا يهمه رأيها ، يغريه سخطها بشدة ليكمل في طريقه!! ضوء نيران المدفأة الحجرية من خلفه ينعكس على ظهره يخفي وجهه فأحاطته هالة من الغموض الشديدة. التفتت يرفع علبة سجائره السوداء يأخذ إحداها ويقترب يجلس القرفصاء أمام الحطب المشتعل ، يمد يده بالسيجارة يشعلها من لهبه ، يضعها بين شفتيه يتنفس دخانها يملأ به رئتيه ثم نفثه أمامه ليختلط مع الدخان المتصاعد من المدفأة. نهض يقترب من الحائط المعلق عليه لوحة خشبية مربعة تأخذ مساحة لا بأس بها يلتصق بها عشرون صورة لفتيات لكل منهم بصمتها في حياته ، متناثرات بطريقة عشوائية وبطريقة مائلة على فراغ اللوحة ، تسعة عشرة منها عليها علامة "x" يذكر نفسه أن عمله انتهى معهن ولم يتبقَ سوى تلك الفتاة التي تتوسط الصور ببسمتها المشرقة البريئة التي وقف يتأملها بأعين ضيقة ونظرات مريبة غامضة ، ثغره يرسم بسمة في ظاهرها ساخرة لكنها تخفي الكثير لا يعلمه غيره! رفع سيجارته يملأ رئتيه بالنيكوتين ثم نفثه عليها مكونًا سحابة أمامه كانت كالحاجز بينها وبينه يهمس لنفسه بإقرار : "اقترب اللقاء عزيزتي ، لا تعلمين كم أنا مشتاق لرؤيتك التي جعلتني قطعت كل هذا من أجلك.. فقط من أجلك" | ||||
26-11-20, 06:40 PM | #6 | ||||
مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام
| وعلى بعد عدة كيلو مترات.. موسيقى هادئة كلاسيكية تتسلل بسلاسة إلى مسامع الجالسين في هذا المقهى الذي أصبح ملتقاهم في الفترة الأخيرة ، لقائهما هنا منذ ثلاثة أشهر مضت تقلصت المسافة بينهما فأصبحا أصدقاء. لكن اليوم تشعر أن المشاعر بينهما بعيدة عن الصداقة كثيرًا الأصدقاء لا يخرجون في هذه الأماكن الهادئة لا يجلسون في أجواء رومانسية لا يرتدون حُلة رسمية في اللقاء لا يستغرقون الساعات أمام المرآة يتأنقون لا يفعل ذلك إلا الأحبة!! لكن هل تكفي بضعة أشهر كي تزرع بذور الحب والثقة في القلوب؟ هل تكفي كي تجعل الغريب قريب؟ هي لا تعلم..!! لا تعلم إجابة كل تلك الأسئلة والاندهاشات ، كل ما تعلمه أنها تجلس أمامه بردائها الأسود الذي يصل إلى ركبتيها ، ترفع خصلاتها لأعلى برقة تاركة غرتها تغطي جبهتها بحرية. يغلفها الخجل ، التوتر ، هاربة من نظراته التي لا ترحمها ، تتبعها في كل حركة ، يراقب خجلها بهدوء يزيده تعلقًا بها ، جالسًا أمامها وقد تخلى عن سترته وبقى بقميصه الأسود محررًا أولى أزراره كاشفًا عن عنقه الأسمر المشدود. اقترب بجسده إلى الطاولة يقترب من وجهها تستند على ظاهر كفيها يفصل بينهما شمعة موضوعة في كأس زجاجي ينعكس ضوؤها عليهما فتبرق بركتي القهوة في مقلتيها أمام سواد حدقتيه اللامع ، فهمس قائلًا : -"أشعر بقلقك ساندرا ، لماذا كل هذا التوتر؟ هل أنتِ غير راضية عن هذا اللقاء؟" ابتسمت بخجل وهزت رأسها نفيًا ، ترفع أناملها تعيد خصلة شاردة خلف أذنها تجيبه بصوت محشرج : -"لا قيس الأمر ليس هكذا ، كل ما في الأمر أشعر أن تلك الليلة مختلفة عن كل مرة تقابلنا بها ، ليست كالمرات السابقة" صمتت متنهدة تمسح على جبينها قبل أن تضع ذراعيها فوق بعضهما على الطاولة تكمل بقلة حيلة : -"لا أعلم كيف أشرح لك!!" جابهها بنظراته ، هالته المحيطة به.. صدمها بكلمات تُعبر عن كل ما تود قوله : -"هذا لأن ما بيننا خرج عن طور الصداقة ليبدأ طور جديد ، طور له لذة خاصة ومشاعره المميزة له وحده ، طور لا يمت للصداقة بـِصلة ساندرا" فركت كفيها بتوتر ، تهز قدمها بحركات انفعالية وقلبها تكاد تقسم أنه يسمع دَويه من مجلسه.. أخرجت حبوبها المهدئة تأخذ بعضها برشفة ماء كي تقلل حجم التوتر الذي تملك منها ، ثم التفتت تنظر إلى الثنائيات الراقصة بعشق تشعر بذبذباته حولهما. انتفضت على ملمس أنامله تتحرك على ساعدها يبتسم ابتسامة في نظرها لم تفهمها ، فعقدت حاجبيها بتساؤل أجاب عنه : -"ما رأيك أن نكمل السهرة في مكان آخر؟! مكان خاص.. خاص جدًا" رمشت أهدابها أكثر من مرة بتوتر خاصةً عندما نهض يحمل سترته يرتديها ووقف أمامها يشهر كفه لها بانتظار إجابتها!! لحظات لا تعرف كيف مضت!! لا تعرف بماذا أجابت!! كل ما تفكر به أنها الآن بجانبه ، في سيارته ، يتجهان إلى حيث لا تدري!! وقفت السيارة فالتفتت تتأمل المكان من حولها.. فيلا صغيرة يحفها الظلام من كل الجهات ، لا يوجد ما يكسره غير مصباحين ضوئهما خافت للغاية ، بثت الخوف والقلق في أعماقها وصوت يخبرها ألا تخطو لها مهما كلفها الأمر!! شيء ينبئها أن الأسوأ قادم!! لا تنخدع بالمظاهر فهي خدّاعة!! التفتت له تهز رأسها بعدم فهم تسأله : -"ما الذي نفعله هنا قيس؟" ارتعدت من نظراته في تلك اللحظة ، غامضة.. سوداء.. مرعبة!! ابتسامته التي اسقطتها عاشقة ، اسقطتها رعبًا هذه المرة!! دقات قلبها تردد صداها في رأسها يكاد يخرج من صدرها من قوتها عندما اقترب من وجهها يهمس بأنفاس ساخنة : -"هنا سأخبرك مسمى ما وصلنا له حلوتي ، أخبرتك أنه مكان خاص جدًا والآن سأعرفك عليه" تسمرت مكانها لا تعي ما يقول!! لا تفهم ماذا يعني بحديثه تشعر به يخفي أمرًا لا تتوقعه!! رفع أنامله يعيد خصلة خلف أذنها ، ثم تسلل يتلمس خلف عنقها يقربها منه ببطء مميت زاد من وتيرة أنفاسها الخائفة ، فازدادت بالمقابل ابتسامته المستمتعة يتلمس وجنتها الحارة بشفتيه حتى اقترب من أذنها ، هنا شعرت بيده تقسو على عنقها لكن لم ترَ عينيه التي وازت الجحيم ظلامًا ورعبًا وهمس : -"دعيني أكمل تعريف نفسي لكِ.. تعرفين قيس النجار الطبيب المسئول عن التحقيق في الحوادث الواقعة في المدينة!! فدعيني أعرفك على قيس الطبيب المرتكب لهذه الجرائم يا صغيرة" شهقتها وصلت لجوفها ولم تخرج للعنان لسقوطها مغشيًا عليها على صدره جراء ضغطه على منطقة ما في عنقها ، لتتسع ابتسامته أكثر يحملها ويدلف بها إلى مصيرها الذي سطره بيده لها. لم تعد ترى للكون أي ألوان!! لا تسمع أصواتًا سوى نبضات قلبها المتسارعة التي تهمس باسمه في كل دقة ليس حبًا بل رعبًا ورغبةً في الخلاص!! نائمة تراه هناك ينتظرها لكن ليس ببسمته البشوشة التي عشقتها بل أخرى غامضة.. ساخرة.. تسقط قلبها أرضًا!! فتحت عيناها لتجده أمامها واقف يوليها ظهره وقد استحال قميصه الأسود إلى آخر أبيض ، تستمع له يعبث بأشياء لا ترى ماهيتها!! أنين خافت صدر منها تحرك رأسها ببطء بعدما فاقت من إغمائها ، ملامحها منكمشة تحاول العودة لكامل وعيها ، تشعر بالدوار فكادت أن ترفع أناملها تدلك رأسها لكن لا تستطيع تحريكها!! حاولت وحاولت لكن لا تستطيع!! عقدت حاجبيها وقد بدأ ما حدث يتدفق رويدًا رويدًا إلى عقلها تتذكر أنها الآن واقعة بين براثين المجرم الذي اشتكت خوفها منه له!! انتفضت مكانها لكنها لم تقف فانتبهت لحالها لتشهق مما هي فيه! جالسة مقيدة على كرسي حديدي ، يدها وقدمها مقيدون بالحبال!! حاولت الحركة برعب وانفعال فتحرك الكرسي من موضعه وصرير احتكاكه بالأرض الخرسانية جذب انتباهه فصدح صوته دون الالتفات لها : -"نومًا هنيئًا عزيزتي!" اتسعت ابتسامته عندما سمع شهقتها الخائفة ، وضع ما بيده والتفت لها يستند على الطاولة خلفه يكتف ذراعيه أمام صدره يتأملها ، خوفها ينشيه.. دموعها تغسله.. حالها لا يجذب ترفقه قيد أنملة!! تهتز أمامه بعنف وشراسة ، نظراتها تحول بين يدها تحاول فك قيدهما ، تتشبث بآخر نفس في الحرية والمقاومة تهمس بجنون : -"أيها المختل.. ما الذي تفعله؟ ماذا تريد مني؟" -"قلبك..!!" سكنت تطالعه بصدمة لما نطق به بنبرة باردة ، يريد قلبها!! لو كان نطق بها قبل ساعة من هذه اللحظة لكانت قدمته له على طبق من ذهب ، لكن الآن هي أمام مجرم ، مرتكب تلك الجرائم البشعة التي آرقت نومها أيام.. هزت رأسها برفض لك هذا وازدادت وتيرة اهتزازها حتى كادت تسقط هاتفة بهستيرية : -"أنت مختل.. مجنون.. شيطان لم تترقَ حتى لقيمة إنسان ، فلا يوجد إنسان يفعل ما تفعله" توقفت فجأة عندما وجدته أمامها كالشبح لم تعِ لتحركه نحوها يقبض على رسغيها بقوة وجبهته تكاد تلامس خاصتها ، حدقتيه تحول بين عينيها بهوس خافت منه أكثر هامسًا : -"ومتى أخبرتك أنني إنسانًا؟ نعم أنا شيطان ، شيطان متعطش لقلوبكن أنتن ليس حبًا بل انتقامًا ، أخذ حق مما فعلتموه بي" -"أيها المعتوه ماذا فعلت لك؟! كانت المرة الأولى التي أراك فيها في ذلك اليوم المشئوم في المقهى" تقلبت معدتها اشمئزازًا من ضحكته وأنفاسه التي صفعتها هامسًا : -"ومن أخبركِ عزيزتي أنها المرة الأولى!! يبدو أن ذاكرتك كالسمك تنسين سريعًا ، لكنني أبدًا لا أنسى من مروا في حياتي يومًا!!" صرخت فجأة بصدمة عندما أدار الكرسي غفلةً لتجد أمامها ستار أبيض يغطي شيئًا ما خلفه ، انتفضت عندما قبض على كتفيها من خلفها هامسًا بسخرية : -"من سبقوكِ لم يعرفن السبب الذي أعاقبهن عليه ، لكن سأجعلكِ استثناء عنهن بما أنكِ الأخيرة" تركها واقترب يزيح الستار عن الأرفف الحاملة للعلب الزجاجية الحافظة للقلوب ، ووقف يستند على حافتها بكتفه يكتف ذراعيه ويعكس قدمه أمام الأخرى ، بابتسامته الجانبية يراقب صدمتها وشحوب وجهها ، نظراتها الغير مستوعبة لما تراه..!! أشار للعلبة الأولى تحمل اسم "منى معلمة اللغة العربية" وقال بأعين سوداء ونبرة ساخرة : -"دعيني أعرفك على مربية الأجيال والفضيلة!! من يجب أن تزرع الأخلاق والقيم في النفس ، كانت لا تحمل من معانيهم شيئًا.. من تأخذ الضرب والسب والإهانة وسيلة من وجهة نظرها للتعلم ، غافلة أن اللين والرحمة أسهل وأسرع سبيل" هتفت بهوس من جنونه : -"أهذا سبب يستحق أن تقتلها من أجله؟" -"نعم.. من تُفقد طفلًا ثقته في نفسه ، تجعله قابع في خوف من الجميع ، مقيد في تحركاته مرتعبًا من العقاب!! نعم تستحق ، تستحق أن تعيش السادية والخوف كما كانت تملأ قلوبنا به" هزت رأسها بعدم وعي لما يقوله ، دموعها تهبط شلالات على وجنتيها حتى أصبح لا يكاد يرى حدقتيها ، فلم يهتم وأشار لعلبة أخرى تحمل رقم سبعة تحمل اسم "لين جارته" قائلًا : -"وتلك التي أردت الزواج بها ، لكنها هربت قبل الزفاف بعدة أيام مع آخر" ضحك بسخرية والتفت لها يطالع تسارع أنفاسها وانتفاضة جسدها بخوف مكملًا : -"لكن قبل زفافها منه تركها من أجل أخرى لتعود إليّ نادمة على ما ارتكبته" -"لقد أخذت عقابها أضعافًا ، تركها من تركتك من أجله ، لم يكن من الداعي قتلها ، تركها كان عقاب وافِ" صرخت برعب وأنفاسها سُجنت في حلقها لم تستطع إخراجها عندما جذب خصلاتها للخلف ، رمقته من الجانب تطالع عيناه الجاحظة مع ابتسامته الواسعة فكان كالمجنون الذي تلبسه مارد ، كاد قلبها ينخلع من بين أضلعها من شدة الخوف ليصرخ بها : "لا.. ليس بالعقاب الوافي ، الخيانة عقابها الموت ، لا تستحق الخائنة العيش! أتعلمين لو أنها أخبرتني أنها لا تريد تلك الزيجة كنت تركتها ، فلا رجل يقبل على نفسه الزواج من امرأة لا تحبه" أغمضت عينيها بقوة لا تريد رؤية وجهه ، لا تريد الشعور بأنفاسه وقربه ، تتمنى أن يزهق الله روحها الآن قبل أن يفعل بها مثلهن! وقف خلفها يمد كفه ويضعه أسفل ذقنها يرفعه نحو العلب ، وهمس في أذنها بفحيح خافت ونبرة ساخرة : "لا تبكي عزيزتي ، أعدك أنني لن أؤلمك.." صمت للحظات وعيناه تقع على العلبة الحاملة لقلب زوجة أبيه يرمقها بحقد دفين كأنه لم يكتفِ بما فعله بها : -"لأخبرك بقصة العلبة الأخيرة للزوجة العظيمة وزوجة الأب الحنونة السيدة " انتصار" ، من ضحت بشبابها كي لا تقع فريسة لألسنة المجتمع تحت مسمى العانس ، تزوجت برجل عمره ضعف عمرها مرتين" سألته بتيه وقد بدأ العالم من حولها يدور من كثرة البكاء وضربات قلبها السريعة : "لا أفهم وما الخطأ في ذلك؟ هل كانت تعاملك بعنف واضطهاد كحال زوجات الأب في كثير من الأوقات؟" كم من عبرةٍ في الروح لا تعلم بها الأهداب!! كم من جروح في القلب لا يشعر بها الثغر المبتسم دائمًا!! قهقهة خافتة ساخرة تسللت من فمه إلى أذنها الملتصقة بها ، فانكمشت بعيدًا عنه برأسها لكن يده الممسكة بذقنها لم تعطها الفرصة فشدد ضغطه عليها قائلًا : "لا.. بل تزوجت الأب كي تصل إلى الابن ، تزوجت أبي عندما علمت عدم قدرته على إتمام العلاقة الزوجية في هذه السن فكانت هي الرابحة الوحيدة.." تركها واقترب من الرف يلتقط العلبة يهز بها القلب بلامبالاة ، منتشيًا بما فعله كلما نظر إليه.. لا يعلم لماذا يراه أسود!! هل هو تأثير فراغه من الدماء أم هذا لونه الأصلي؟! اقترب يدور حولها يقف خلفها كما كان بعد أن وضع القلب على قدمها فانتفض جسدها وارتعش رعبًا كمن مسّها جان ، فاكمل لم يعرْ لخوفها اهتمامًا بل استمتع بقوة به : -"تتزوج الرجل فتظل كما هي عذراء ، لتظن بهذا أنها فرصة لتقترب من الابن ، فأجدها في كثير من الليالي تدلف إلى غرفتي بثياب لا تترك للمخيلة شيئًا ، تتحرش وتتمسح بي كالقطة وكنت أرفضها في كل مرة" صمت قليلًا وقبضته تشتد على فكها يجبرها على النظر إلى القلب تقسم أنه سيخرج في يده ، تهز رأسها كي تتحرر منه لكن لا فائدة.. شعرت به يتركها فجأة للحظات كانت كالجحيم لها ويبتعد عنها ليكمل بصوت بعيد حاقد : "لم يكن الحظ يومًا حليفي ، ليأتي أبي في يوم ويجدها في غرفتي بهذا الشكل فتسمر في مكانه ، حينها أخرجت ثعابينها السامة وأظهرت نفسها مظلومة وأنا من أراودها عن نفسها في غيابه ، كما أنها ليست المرة الأولى فكان مصيري الطرد من بيته والتبري من أبوته لي.. لهذا كان عليها الموت هي أيضًا ، دخلت حياتنا دمرتها وعاثت فيها فسادًا ، فلا تستحق العيش" نطق آخر كلماته بجنون تلبسه ، ومع كل كلمة كان صوته يعلو فيعلو معه رعبها وشهقاتها الباكية.. اهتزت في جلستها ، تحرك يديها بحركات دائرية عسى الحبال تنزلق فتتحرر ، تصرخ بهستيريا وجنون اشتعل برأسها كأنها أخذت العدوى منه : "أيها المعتوه لم أرَ في جنونك أحدًا من قبل ، لم تفكر في عائلاتهن ولا أطفالهن لتنتقم بهذه الطريقة التي تشبهك!!" ضحكات عالية أتت من خلفها أثارت ريبتها ورعبها فاق حدود السماء ، تكاد تقسم أنها ستصاب بجلطة دماغية بسبب قوة النبض الصادح به الذي ازداد وهي تشعر بخطواته تقترب منها من جديد حتى وقف أمامها يجلس القرفصاء يناظرها بأعين ناعسة ، غامضة.. يعقد حاجبيه بتفكير مصطنع قائلًا : -"المثير في الأمر أن جميع هؤلاء لم يتزوجن ، لا أعلم أقرر القدر أخيرًا أن يحذو في صفي!! لا يهم فأنا شاكر له هذا الأمر فقد ساعدني في تحقيق انتقامي" اتسعت حدقتيها بقوة حتى كادت أن تخرج من محجريها عندما رفع أمامها المحقن المعبأ بذلك السائل الأبيض المعتاد ، يبتسم بسعادة ونشوة فها قد جاء الجزء المفضل هذه الليلة!! ازدادت وتيرة اهتزاز جسدها كأنها تصعق بكهرباء ، تريد معجزة من السماء تحررها أو صاعقة تُلقى فوق رأسه تنقذها منه.. لكن لم يحدث كل هذا!! قطع كم فستانها وبسلاسة لم يعر لحالتها اهتمامًا حقن السائل في وريدها ليتسرب بهدوء داخله وما هي إلا دقائق حتى يسري في سائر جسدها يعطيه متعته الخاصة التي تُنشيه!! خوفها يمتعه.. نظراتها ورعبها كالمسكّر لقلبه يعطيه نشوة خاصة وحالة من الهيام كي يتوصل لما يريده!! انتبه على سؤالها بين التيه والوعي ، خرجت الكلمات من فمها ثقيلة فعلم أن المفعول بدأ الآن فابتسم واستمع لها : -''ما ذنبي أنا قيس؟! أقسم أنني لم أعرفك من قبل!!" رأت شبح ابتسامة ساخرة وهو ينهض يفك وثاقها ، يحرر جسدها من القيود وحملها بخفة يسير بها نحو الفراش الحديدي لتبدأ مهمته ومددها عليه بخفة.. استند بكفيه إلى جانب رأسها يشرف عليها من علوّ يراقب حركة عينها الوحيدة برجاء له بالرحمة ليبتسم بتهكم : -"بل تعرفيني ساندرا.. تعرفين الرجل الذي رفضتيه عندما اعترف لكِ بحبه!! لا تعرفين قيس النجار ، لكن أظنك تعرفين جيدًا ساجد الوكيل!!" ارتفعت وتيرة أنفاسها بقوة والاسم لكمها بقوة كصفعة حامية أشعلت النار في قلبها ، لم يرحمها عندما أكمل : -"الرجل الذي وقفتِ أمامه تنعتينه بالفقير ، الخسيس ، الذي لم ولن يرتقي لمكانة الأغنياء!! أمرتيه بالابتعاد عنك لأنه لن يرقى لكِ ، لن يستطيع إسعادك ولا الانفاق عليك ، فمرتبه الشهري لا يكفي يومًا واحدًا من أيام معيشتك!!" اتسعت عيناها تدقق النظر جيدًا في ملامحه ، وذكرى اللقاء منذ عشرة سنوات تتدفق كالشلال في عقلها وملامح ذلك الشاب هناك تختلف عنه كليًا.. عينه كانت رمادية ، خصلاته قصيرة ، جسده نحيف غير مليء بالعضلات كما هو الآن!! قرأ عدم الفهم في نظراتها ، فضحك بسخرية ويده تمتد لنزع العدسات اللاصقة التي أصبحت ترافقه منذ سنوات ، تظهر رمادية عيناه كالسماء في صباح أكثر أيام الشتاء برودة ، فتحولت الدهشة والتساؤل إلى فزع ورهبة ، تشعر بالشلل في جميع أجزاء جسدها لا تقدر على الحركة خاصةً عندما أكمل : -"أخبرتني أن أذهب وأجد واحدة من نفس المستوى كي تتقبلني.. أتتذكرين كل هذا يا ابنة الأكابر؟! نظراتك تتساءل كيف لم تتعرفي عليّ.. صحيح؟!" اللهفة التي رآها في نظراتها رفعت من وتيرة ضحكاته المجنونة : -"في ذلك اليوم تعرضت لحادث شنيع شوه صفحة وجهي بالكامل فاضطررت إلى الخضوع لعمليات تجميل مكثفة لتتحول حياتي حينها بالكامل إلى النقيض" قرأ الرفض والصدمة جليًا في نظراتها فقد أبدع في قراءة النظرات وتفصيلها ، ليضع كفه فوق خصلاتها يلتمسها بحنان مزيف بعيد كل البعد عن نظرة الانتقام والكره الذي يرمقها بها ، واقترب بوجهها منها حتى صارت تتنفس أنفاسه المطعمة برائحة السجائر وهمس : "أخبرتك أنه اقترب موعد الانتهاء من كل تلك الحوادث ، لكنني لم أخبرك كيف!! ستنتهي بكِ أنتِ عزيزتي ، بموتك سأكون حققت وعدي لنفسي وانتقمت مِن كل مَن قام بأذيتي ، ستبرد نيران قلبي وأعود لأعيش حياتي من جديد كأن شيء لم يكن" هز رأسه بنفي مبهم لم تفهمه ، تشعر بضربات قلبها صارت أبطأ من السلحفاة وأنفاسها المتسارعة أصبحت بالكاد تلتقطها تسمعه يكمل : -"لا كل التغيير الذي سيحدث هو أن المدينة ستتخلص من أمثالكن ، سيُرحم أُناس كُثُر من حقد قلوبكن وسوادها" شرع يفعل ما يُبرع فيه ، يده تمسك بالمشرط الصغير تعرف طريقها جيدًا وسط صدرها كمن سبقوها ، عيناها تجمعت بها كل تعبيرات الألم العاصف ، لا تجد شيء آخر تعبر به عما تشعر به!! لا تعلم هل شعور الألم من مرور النصل في جلدها!! أم شعور بالندم على خطأ فعلته في فترة مراهقتها لم تكن تعي فيها شيئًا تدفع ثمنه الآن!! أم شعور بالقهر والحسرة أن قدرها العسر أوقعها مع مريض نفسي ، مجنون لا يرحم!! تيبست نظراتها واحتدت ، جحظت حدقتيها بقوة عندما سمعت تكسير في عظام صدرها.. حينها أغمضت عينيها ونامت في سلام تاركة مجنون يبتسم ابتسامته الواسعة المهووسة وقد ظهر قلبها أمامه..!! وضعه في علبته ودون رقمها فوقه.. الضحية العشرون!! مر الكثير من الوقت كان قد تخلص من جثتها كالسابقات بأن ألقى بها في مكان خالٍ ، والآن يقف أمام صورتها المعلقة يبتسم بانتصار وراحة فقد اكتمل انتقامه.. بردت نيران قلبه.. وصل إلى هدفه.. أمسك سكين صغير يجرح به راحته وبسبابة اليد الأخرى أخذ دمه وطبع فوقها علامته المعتادة "x" أمسك علبة سجائره يشعل واحدة واقترب من النافذة في تلك الليلة الشتوية الهادئة!! يشعر الآن أن الحياة مازالت مستمرة أنه عاد كما السابق!! يتابع تلك القطرات تنهمر وتطرق نافذته بلطف يتأملها عن قرب واقفًا أمام النافذة يراقب جمال المطر فيرسم بسمة غامضة منتصرة!! يشعر بالحنين إلى كل شيء إلى طفولته وإلى تلك السنوات التي مَضت مِن عمره..!! يحن إلى قلوب افتقدها وأحاسيس نسيّها..!! أغمض عينه يسترجع شريط أحلامه الضائعة..!! يتنفس الهواء المحمل برائحة الطمي يملأ رئتيه بالراحة والسكون الباحث عنهما طوال العشرة سنوات الماضية وأخيرًا وجدها. انتبه على صوت الهاتف فابتسم يعلم المتصل من قبل أن يراه ، فكان هشام. قَبٍل الاتصال يستمع له جملته المعتادة بعد إلقاء السلام : -"نريدك الآن قيس ، فقد وقعت جريمة أخرى كاللاتي سبقوها" ابتسم بسخرية وشر ، عيناه ضاقت بغموض يضع كفه بجيب بنطاله يرفع رأسه للسماء التي انقلع ماؤها وابتعدت سحُبها ليظهر القمر بدرًا من خلفهن ، فأجابه بثقته المعتادة : -"أرسل لي العنوان وسأوافيك إلى هناك على الفور" | ||||
26-11-20, 06:41 PM | #7 | ||||
مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام
| "توقف سلسلة الجرائم الغامضة التي انتشرت في الآونة الأخيرة ، راح ضحيتها عشرون فتاة عذراء.." سطر صغير ظهر على شاشة التلفاز تحت كلمتي "خبر عاجل" تناول جهاز التحكم عن بعد وأغلق التلفاز ، لتصدع ضحكاته القوية تردد صداها في منزله بالكامل تسارع لحنه المفضل لسيمفونية الصمت لبيتهوفن الصادحة من جهاز "الجرامافون" القديم براحة قلب انتهت ببسمة جانبية خافتة لا تحمل للدنيا همًا. ـ تـــــمـــت بحمد الله ـ | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|