أغمض عينيه وهو يحدق برقم سعد الذي يتراقص على شاشته قبل الفجر بقليل ....أي خبر غير سار قد يحمله له ...
هذه الفكرة جعلت أصابعه تتلكأ بتلقي المكالمة ...حتى أنقضت مدة الرنين وأنقطع الأتصال ...
مضت عدة دقائق ...مازال الهاتف بيده وعقله عالق بتلك الفكرة السيئة ..
حتى وصله رنين نغمة محادثات الواتساب ...
تحرك أبهامه على الشاشة بتلقائية يفتح القفل ويتوجه للبرنامج حتى حين فتحه وجد أول محادثة من سعد ....
ومن الخارج بأمكانه فهم أن الرسالة تحتوي على فيديو ...
بتردد فتح الفيديو ... فبالتأكيد لن ينقل له سعد الخبر السيء صوت وصورة ...
حتى حين ظهرت صورتها وهي تحمل الطفل الصغير ...
اغلق الهاتف سريعاً وهو يضع يده على رأسه ويشكر الله بأمتنان صادر من أعماق قلبه ...
لايصدق أنه سيرى هذا المشهد أخيراً ...
والأهم أنه بصحتها وعافيتها وليس كما وسوس له الشيطان أنها بحالة سيئة ...
أحتاج أن يهدأ نفسه كثيراً ..قبل أن يتواصل معها فتوجه لليتوضأ ويصلي ...
قبل أن يجري مكالمة معها ...
حين أستفاقت من البنج كانت غير مدركة لما حولها ولكن مركزة جداً على جسدها الخاوي من الطفل الذي أحتضنته أحشائها الشهور السابقة ..من جاور قلبها بأيامه الأخيرة ...
كانت لاتستطيع الأستلقاء للنوم بسبب وضعيته وضغطه على جزئها العلوي ...
واليوم أنتشل منهااا .. لاتشعر فيه ..
ذعر حل بها قبل أن تدخل الممرضة وتتحدث معها قليلاً فتطمئن على وضع صغيرها ...
الذي وصل أخيراً للحياة ... كم أنتظرته 13 سنة عمر أنتظارها له ...من اليوم الأول الذي تزوجت فيه سلطان وهي تنتظر هذه اللحضة ...
أن تحمل أبنها بين كفيها ..كانت فرحتها لاتضاهيها فرحة ..
زال كل الكرب والظنون السيئة وحل بها فرج الله وكرمه ...
وأخيراً طفلها سليم حقيقي يتنفس قربها ويصيح بصوته العذب لأذنها ليثبت لها أنه حقيقة وليس من خيالها أو هلوستها ..
وبسعادة اللحضة ولذة الفرح بحثت عن هاتفها قربها ولم تجده ...
فتحت الدرج قرب سريرها لتجد هاتف كالذي لديها ولكن ليس لها ...
حين فتحته وجدته لسعد ...
ستحذره لاحقاً من كلمة السر الضعيفة التي وضعها لهاتفه ...
لاتعلم لما ترك لها هاتفه وأخذ هاتفها ...
ولكن رسالة واردة من فاطمة هي أول ماوصلها حين فتحت الهاتف المتروك بوضع الطيران ...
كانت من هاتف فاطمة ولكن المرسل سعد يخبرها أنه حين أراد المغادرة أكتشف أنهم قدر تركوها بدون هاتف وفاطمة التي سبقته للمنزل قد أخذت هاتف غادة معها فترك لها هو هاتفه ...
جل أهتمامها أن رقم سلطان سيكون هنا ولايهم أي أمر آخر ...
اتصلت فيه ولكنه لم يرد ...فنظرت للساعة لتكتشف أن الوقت متأخر جداً فأذان الفجر على وشك أن يرفع ..
شعور السعادة الذي يحركها دعاها لتصور فيديو مع صغيرها وترسلها له ...
لم تستطيع إلا مشاركته هذه اللحضة ...
بعد فترة بسيطة من أرسالها الفيديو وصلها أتصال منه ...
كان مازال يعتقد أنها سعد فحين سمع صوتها ...
سألها بسعادة :غادة ماشاءالله وشلونتس بشريني عنتس ...
غادة وهي تقبل جبين الصغير الذي يرتاح على ذراعها الأيمن :بخير الحمدلله وبأسعد لحضات حياتي عاد قلت أشارك اللحضة ...مع أنك ماأتصلت ولا سألت ...
كان يستمع بصمت ومازال بداخله لايصدق أنهما بخير ...
عادت تنادية بأستفهام :سلطان تسمعني ...
رد بتنهيدة :ايه معك ... أنا ياغادة ماني مصدق هو حقيقة ولاخيال يارب لك الحمد بداية هاليوم نكد لكن نهايته بسماع صوتك وبشوفة صورة المزيون ...
غادة تقاطعه :صورة ايش أصلاً ماوضح وجهه عشان تجي تشوفه ..وأكملت بدلال :قلت يمكن ماتجي عشاني تتشوق تجي عشان ولدك ...
كان رده بلجهة عتب :ماأجي عشانتس والله لو أنتي بأخر الدنيا لاأعطل كل شيء وأجي لعيونتس ...
ولايهون الشيخ عقاب ...
غادة التي خرجت من روح التلاعب للبهجة :آه سلطان لو تشوفه ماني مصدقة وأخيراً شفته وصرت أم ...
رغم أنها تتحدث بسعادة وتعبر عن سرورها ..
لكن غصة ندم خنقته لينهي المكالمة سريعاً حتى لايشعرها بشيء ...والندم يأكل داخله ويقتات على جروح الماضي التي ماأن تندمل حتى تنفتح من جديد وتسهره أوجاعهااا ...
وألف لو تدور بعقله ...لو لم يطلق أول مره من اجل سبب تافه والمرة الثانية لفقدانه أعصابه لم كانت النتيجة الطلاق الثالث وخروجها من عصمته للأبد
لم أحتاجا كل هذا الزمان حتى تقر أعينهم برؤية طفلهما المشترك ...
××الحسايف ما ترد اللي يفوت والحياة بكل مافيها عبر مكسرك لاقلت من قل البخوت يمكن انها من فضل ربي جبر××
*****
كان ظهيرة اليوم التالي للقصيدة التي نشرها حين أكتشفت وجودها في أثناء عبثها المعتاد في هاتف والدتها التي تحظى بقيلولتهااا المعتادة..
في البداية أستمتعت بماتقرأ ...
كانت تشعر بالأنتصار أنها أوصلته لمرحلة فضح مشاعرة على الملء بهذة الطريقة وهو من كان يبخل عليها بالأعتذار بحدود عائلته أصبح يطلبها الآن على الملء ...
ولكن فرحتها ونشوتها بالأنتصار لم تدم ...
أولاً مع بعض الردود التي قرأتها من أشخاص يدعونه لتقدم لقريباتهم وأنهم يشترون رجل كما يقولون .....
والصاعقة التي وجدتها بدايركت حساب والدتها ..
التي لحسن الحظ لم تطلع عليهااا ...
فهو قد دل عدوتها على طريق جديد لهااا ...
((شفت مثل ماشاف غيري خطبته لك بس حبيت أوضحلك أنا حامل ...)
أهتزت حدقتيها أمام العبارة وتشوش بصرها ...ولكنها نفضت دموعها ..وعادت تركز على المحادثة ...
صورة لسونار ...
وتحتها لمحادثه تستطيع تلفيقها ولكن من الأسلوب تعي جيداً أن الطرف الآخر فياض ويعلم جيداً أنها حامل ...
أبتلعت العبرة التي كشوكة جرحت حنجرتهااا ...
وعادت للمحادثة تقرأ وتعيد بتمعن الحروف ..
لتجد نفسها تكتب لها :تصدقين كان عرضه مرفوض بالنسبة لي ... بس اللحين شكلي بوافق .. امممم بخرب بيتك مثل ماخربتي بيتي من قبل ... أعجبني الوضع وكيف أنقلبت الأدوار ...
حذفت المحادثة حتى لاتجدها والدتها وخرجت من التطبيق ...
ودخلت على حسابه دايركت وكتبت
تخطبني وغيري على ذمتك وحامل بعد أوقح من كذا ماشفت ...وتقول بحط شرط ماأتزوج غيرك ..لو قلت ماأتزوج غيرك وغيرها .. ياحرام خانك ذكائك هالمرة ..بس نبهتني عشان لجيت أتزوج أحط من ضمن الشروط مايكون على ذمته يوم يتزوجني حرمه )
كان تتأمل بردها ولم تعتقد أنه أطلع عليه بهذة السرعة حتى يرن الهاتف بيدها بطريقها أرعبتها فكرة أن تلقيه بعيداً لكن نغمة والدتها المرتفعه مع هدوء المنزل فالجميع يأخذ قيلولته ماعداها فهي لم تصحو إلا قرب الظهيرة ...أجبرها على الرد سريعاً حتى تنهي صوت الرنين المزعج ..
كان يراقب حسابه طوال النهار .. فحين وصل ردها قرأه مباشرة ...
حين تمعن بعبارتها تذكر شكوتها السابقة لأسماء والذي لم يهتم فيها وقتها من جهتها ...
ولم يفكر بكيف يكون الضرر عليها ...
وكل تفكيره بأنه فضح لأسرارة الخاصة ..
ولكن اليوم يتخيل فعلا ً شعورها بعد كل وعوده السابقة ووصول الخبر لها بهذة الطريقة ...
ولكنها لاترد ...لاتساعده بشرح الموضوع لها ...
أغمض عينيه حين فتح الخط على الطرف الآخر ...
كان يتلعثم حرفياً وهو يقول بشك :خزام ..؟؟؟
مازالت تحت تأثير رسالة أشواق فردت بأسلوب وقح :تبغى أمي يعني أناديها لك !!!!
فياض بمرارة من يريد قول الكثير ولكن لايستطيع فحواجز الشرع تمنعه:ليه ماتردين على جوالك ...
خزام بتشفي عبارات تسقي فيها غضبها عليه :ماعندي جوال ولو عندي مارديت عليك ايش تبغى ...؟؟ اللي بينا أنتهى وماعندي رغبه أرجع لك ... ماأعتقد فيه حاجة ثانية بينا تستدعي تتصل فيه أو تتواصل معاي ...
وهل تسأليني ماذا أريد منذ معرفتك لم أرد سواك ..
أخذ يسأل نفسه ... أين لسانك الطليق أين حذاقتك بالرد ...وأنت المتكلم المخضرم من لايضاهيك بالردود أحد ..ولايعيقك سؤال فأنت تتقن الأجابات الملتوية ... مالذي يربط لسانك الآن... أنها خزام الفتاة التي لم تظهر على الدنيا إلا منذ عدة أعوام ...
إلا تستطيع سحرها بمنطقك ... سرقة قلبها ببراعة غزلك ..
مالذي يجعلها عصية عليك ..
نطق أخيراً :تهدديني بالزواج من غيري ...بتلقين اللي يحبتس أكثر من روحه مثلي ...كانتس لقيتيه ..مبروك عليتس ...
ضحكت قليلاً ..حتى لمسعمه لم تكن ضحكة مرح أو سرور ...بل تحمل الكثير من الوجع بين طياتهااا ..فقط ضحكة بسيطة وصمتت ...ضحكة عن ألف رد ...
حاول أجلاء حنجرته من الغصة الكبيرة التي تسدها قبل أن يقول :والله والله والله أني أحبتس حب ماحبه مخلوق لمخلوق ...
قاطعته سريعاً بأنفعال والتشنج واضح بصوتها :اوووه فياض كلام كلام كلام .. كلنا ندري أنك شاطر بالكلام .. ماجبت شيء جديد ..أحبك ..حبيتك ...كلها أفعال ماضية ماتفيدني اليوم ولاتفيدك شوف حياتك مع مرتك وولدك ...
قاطعها :ماهي مرتي طلقتهاااا ...وتزوجتها فزعة ...
صاحت فيه وكأنها صمتت كثيراً وحان الأنفجار: تزوجتهاااا علللي تزوجت الحثالة عللللي ... وجاي اليوم تبرر ..بايش فزعة ...خلاص أبقى على فزعتك ...وطلعني من عالمك ...
ماأبيك ..أكرررهك ..أمقتك ...
هذه العبارات توحي له أنها نهاية المكالمة ...
وهو لايريد لهذة المكالمة أن تنتهي يتشبث فيها وكأنها اللحضة الأخيرة التي تجمعهما ...
من المفترض بعد عبارتها الأخيرة أن تغلق المكالمة تنهيها فقط تضغط الزر الأحمر هناك وينتهي كل شيء ...
ولكن لما مازالت تستمع لأنفاسه على الطرف الآخر ...
تريد أن تشعر بأنه مازال هناك يستمع لهااا ..يسمع الوجع الذي وسمها به ...
يطول الصمت ... ويبدو الوضع غريباً من جهتها ...ماذا تنتظر عليها أنهاء المكالمة ..
ولكنها سألته ومشاعرها تتحول من الأنفعال إلى الأنحدار والوقع بفخ أوجاعها من جديد :باقي وش تبغى تسمع ...؟؟؟؟
ماشبعت ماأكتفيت من العذاب اللي تعيشني أياه ...
بدى وكأنه يبتلع غصته حين قال :أنا أعذبتس !!! ...أنا لو بيدي شريت الوجع منتس ... أنا لو أقدر قسمت لتس من صحتي وعطيتس !!! عمري ماتعمدت الوجع لتس ...!!
بقهر الخيبات السابقة :حلو كلامك والله لو ماأعرفك صدقتك ... ليتك كذبت علي كذا وأنا معك ...
قاطعها هذه المره :أنا ماأكذب هذي حقيقة شعوري لتس ...صح فاشل بالتعبير ...بس هذا مايخليتس تكذبين مشاعري ..
بتهكم أصبحت تجيده فهي تلميذته النجيبة :آه صح عندك مشاعر وأحاسيس رقيقة ...خلتك تتزوج علي وأنا مريضة ...
سمعت تنهيدته التي لو بوضع آخر غرد بعدها بقول(رجعنا على طير ياللي ) ..
ولكنها لم تعطه الفرصة لقول شيء :وش فيك متضايق أنت تضايقت وأنا أذكر بأفعالك .... تتوقع شعوري أنا ايش بيكون ..والضرر وقع علي ...
صمت للحضه تبتلع عبرتها قبل أن تكمل :للحضه أتذكر أول مكالمة سمعتها بينكم ...
كان يقود سيارته وحين يتحول صوتها للوجع ... يحثه شيطانه على أن يدير سيارته لأقرب عامود كهرباء ...
وينهي هذا الشعور المقيت الذي أصبح يتلبسه ...اليأس ...
يشعر أنه من المستحيل أن تغفر له ...
كان صامت ذهنه مشغول بأفكاره السوداوية وهي على الطرف الآخر تكمل معتقده أنه يستمع بأنصات :تذكر لما رجعتني من المستشفى كيف تمسكت فيك ... ذيك الليلة ماقدرت أنام كل لحضه أفزع من نومي أتأكد أنك موجود ومارحت عندهااا ....من ليلتها لليوم وأنا كل مادعيت أدعي الله يذوقك هالشعور ....يحرق قلبك مثل ماحرقت قلبي ...
وأنهت المكالمة ...
كان ترتجف والدموع قد غطت وجهها ...
سألتها رضا التي وصلت منذ صياحها السابق عليه :هاتي الجوال المره هذي مشيتها لك ...مرا ثانيه ماتتكلمي مع رجال مايحل لك بهالمواضيع الخايبة ....
رفعت عينها المليئة بالأسى لوالدتها غير مصدقة ماتهتم به ...
لتهز رضا كتفيها :خلاص كل شي أنتهى وأندفن مايحق لك تعاتبي رجال ماهو محرم لك ...
بعدين ليه كل هالدموع والبكاء ... خلاص كل واحد في طريقة ...
جلست وهي تعبث بالهاتف :اللي يسمعك يقول كفر الرجال ...تدعي على يهودي مو على مسلم ...واذا الله أستجاب دعوتك وتأذى هالمسكين ... وش بيكون حال أهله ...
خزام غير مصدقة :امممممي ...
رضا:بلا أمي بلاهم ... وانا أحسبك عاقله قال ايش ينحرق قلبك وتعيش اللي أنا عشته ..ليه أن شاءالله مسوي حرام ...ماهو كله في الحلال حتى الرسول كان عنده تسع زوجات ....
خزام بصدمة :أمي أنتي جنيتي ولا ايش حرام عليك ...
رضا :آه كنت زمان نذرت أول ماتعور أمين لو قام بالسلامه ومشى على رجليه أجوزه أجمل البنات ... بس الله أخذ امانته وهو على حاله ...
تحوقل غير مهتمة بحديث أمها التي لاتعلم هل تحاول تسهيل الأمر عليها ...أم تحجيم وجعها وكأنها معوقة المشاعر ...
وقفت لتتوجه للحمام لتغسل وجهها وتبتعد عن والدتها التي قالت :تعالي شوفي ايش رسلك ...
ألتفتت بحدة غير مصدقة لتهز رضا كتفيها بلامبالاة :يعني حيرسلي أنا ايش يبغى فيه ..
عادت لتأخذ الهاتف منها ولكن رضا لم تفلته مباشرة :اسمعي وحطيني على بالك كويس لو عندك نية ترجعين له أسمحلك تكلمية تعاتبين تتغلي والذي منه ...ماعندك نية أحذفي الرسالة ولاعاد تفتحي له مجال يتواصل معاك ونرد عليه الرد الأخير ....
كان نظرات والدتها حادة كعادتها وحروفها قاطعة منهيه أي تخبط بأفكارها ..لتترك لها الهاتف فينساب بسهولة بيدها ...
وكأنه أنحسم الموقف بهذة الطريقة ...
ترددت قبل أن تفتح الرسالة وهي تتذكر تحذير والدتها ...
التواصل معه يعني أنها لديها رغبة بأدخاله لحياتها من جديد ...
فتحت الرسالة سريعاً وهي تتجاهل حديث والدتها السابق ...
كانت رسالة صوتيه لم تتأنى قبل أن تفتحها : وهو عندي قلب ماأنحرق ...آآه ..كنتي وردة وكلامتس مثل النسمة وش اللي خلاتس قاسية تسذا ...
لم تتأني بتسجيل الرد :قلبك أنحرق ..ايش اللي حرقه ياروحي .. خلاص بطل كذب هذي أختيارك محد أجبرك عليهاااا ..واذا كنت ناسي أفكرك أخر مره وأنت تطلقني جالسه تهددني أنك ماتنظر للوراء ...ليش ماألتزمت بتهديدك وكملت طريقك بدون ماتنظر للوراء ...
أرسلت الرسالة ولم يصلها أي رد رغم أنها وصلته وأستمع لها كما يتضح من علامات تطبيق المراسلة ...
ربما ردها كان ملجم جداً ولم يجد له رد متلاعب كعادته ..
أو قد يكون أنتهى من السعي ورائها ...
××أنت وصالك ذنب و مفارقك موت وأنا ما بين الذنب والموت واقف××
****
حين خرج غاضباً من عندها ...أنتظرته لساعة ثم أخرى ...
وبعدها فضلت الخلود للنوم .. هو رجل كبير حتى يتوه أو يحدث له أمر سيء لأنه خرج ليلاً ...
حين أستيقظت منتصف الصباح ..
كانت الغرفة تمتلء بنور الشمس ...
وهو يجلس على أحد المقعدين قرب النافذة ...كانت الشمس قادمه من خلفه ...فبدت بشرته وعينيه مشعتان للغاية مقارنه بشعره حالك السواد ...
بدى منغمس بأفكاره ... فكان جذاب بالنسبة لها ...
أطالت النظر إليه حتى لفتت أنتباهه ...
فرك ذقنه ليقول :جهزي أغراضك بنمشــي ..وين تبغين أنزلك فالرياض عند جدي ...ولا بالدمام عند أهلك ..
سألته بعدم أستيعاب هل تخلى بهذة السرعة :مافهمت ...
وقف يلتقط أغراضه ويبدأ بترتيب شنطته التي بعثرها حين غير ملابسه بعد عودته قرب الفجر :واضح كلامي ببدأ أدوام ...
بأقصى الشمال ماأنتي رايحة معي مايحتاج نلعب على بعض فأنا أخيرك وين تفضلين تبقين ...
حتى لو أخترتي أهلك مايمديني أوصلك ... يسفرك أبوي بالطيارة لأهلك ...
بدى شخص غير مستعد لنقاش ...هو يعطي الرأي الأخير ويقطع الأمر النافذ ... تصرفت كما توقع منها جهزت حاجياتها أرتدت عبائتها ...
وحين أعتقدت أنه غافل عنها بالكلية وجدته يقول معلقاً على مظهر الحنا بكفيها :وهذا متى بيروح أن شاءالله ... الله لايجزاتس خير يافزة أنتي وشورتس ...
شهقة بأستنكار :لاتدعي عليها حرام ....
رد بتعنته المعتاد :أختي وأنا كيفي أدعي عيلها لها مالتس شغل ...يالله دخلي يدينتس داخل العباية لايطلع حتى أظفرتس ...مصدقة نفسها متنقشة ...
ياسمين التي لم تفكر بتنفيذ رأيه بعد أسلوبه الوقح :ايوه مصدق نفسي ليش ناقصني حاجة حتى ماأتنقش ..!!!
هجرس بفظاظة :ايه ناقصتس أنتس عروس كذبية ...
فتحت فمها عدة مرات لترد ولكنها عادت وأغلقته ...
مالفائدة من الرد لأستفزازه ...
لاحقاً بالسيارة أخبرته بمالايحمل الجدال :ترى كل أرائك ماأعجبتني ولا عندي نية لاأرجع لأهلي ولا أروح بيت جدي أنت زوجي وملزوم فيني ...خذني معك ..
ألتفت بأستنكار فهو قد أعتقد أنها أستحسنت رأيه حين لم تعلق سابقاً :وين أخذتس أنتي مهبولة ...
ليست حمقاء لتعود وتكون موضع سخريه :والله ماأرجع لأهلي ...أنا تزوجتك عشان أفتك وأنت بترجعني لهم ...خذني للصحراء القاحلة ان شاءالله ماني راجعة لهم ...
ولو أعتقدت رد مباشر فهو لم يصلها ...
حين أخذ وقته بالتفكير حسب أعتقادها عاد يقول :أنا ماني تاركتس بس وين أخذتس له ماني مستعد أنا ماأدري وش هالمكان اللي أنا رايح له ...
ياسمين التي تعرف ماتريد جيداً :والله ...اللحين فهمت الوضع وش ذنبي ماني راجعة وش تقول الناس عني ...
أنا تزوجتك على أساس أروح معاك وين ماتروح ...
مالي شغل فيك لو شفتني ورطة وماطلعت مثل ماتتخيل ...
هجرس يضرب بيده على المقود من عبارتها التي ترميها جزافاً دون تفكير حسب رأيه :اللحين ليه تقوليني كلام ماقلته ... شوفي لو روحتي معي هالساعة مافيه رجعة قريبة يمكن شهور قبل ماتجيني أجازة وأقدر أنزلتس لأهلتس لاتندمين ...
ياسمين تكتف مكانه بثقة :لاتخاف أنا عارفة وش أبغى مو مثل غيري ...
نظر لها بسخط ولكن لم يرد وأنشغل بالطريق وعمله الجديد الذي سيباشرة لأول مرة ... وهو يشغل الكثير من تفكيره ..فالألتزام ليس من صفاته وهذا العمل ينطوي عليه الألتزام والأرادة ..لكن ربما وجود ياسمين الواثقة كما تبدو حتى لمواجهة المجهول سيساعدة على الصمود ...
××تختبر صبري معك و إلا تغلى طالت الغيبة وأنا عفت الغنايم كم خفوقٍ بالهوى رحّب و هلّا لا العمر باقي ولا التاريخ دايم××
****
أول مافكر فيه حين وجد نفسه بمسرح الجريمة وهو المتهم الأول فيها ... العدالة الألهية ...الجريمة الكاملة التي صنعها سابقاً ولم يتم الأمساك به ...حيكت لأجله هذه المره وهو المتهم الأول ...
كان يقيد وتملء عليه حقوقه وعلى شفاه أبتسامة ...من يراها يعتقد أنها أبتسامة أجرام ولكن بالحقيقه يعيد جملتها التي دأبت تقولها له :يالحكم ياويلك من حوبة الضعوف ...
نام مظلوم ولاتنام ظالم ...
الجريمة تلبسته كما لو أنها حيكت من أجله ...
خلال أرتداد جفن عين مقيده الذي كان واثق فيه ...
ضربه بقبضة يديه على عنقه ...
وقفز على السيارة القادمه ....
كانوا ثلاثه ..أحدهما أصبح طريح بعد مهاجمته له ...
والثاني ركض من خلفه وتوقف قلقاً على نفسه من السيارات ولكنه كان يراقبه ورآى أصطدام السيارة فيه وتحطم الزجاج الذي أنتشر من حولها وتعطل السير وأصطدام بعض السيارات ببعضها
الثالث كان يبلغ عن مهاجمة المتهم لهم وماحدث بعد ذالك من فرار وأصطدام ....
حتى حين توقف السير أخيراً ...وقلبوا جسده المضجر بالدماء ...
معتقدين أنهم قد أصيب أو ربما مات حتى ...ليتفاجئوا بملامح شخص مجهول بالنسبة لهم ...
قال مقيده والذي تعرض للأعتداء ويديه على رأسه :هذا أكيد صاحب السيارة ...
الثاني :كيفف كنت وراه ...ووو
قاطعه :رمى نفسه على مقدمة السيارة عشان يخترق نافذته ويدخل وأثناء تصادم السيارات الثانية ... تخلص من السائق وأنت ركزت عيونك على الجسد اللي على الأرض وهو أختفى بهالأثناء ...
لديه رضة قوية بجانبه ...ولكن يضغط على نفسه حتى يبتعد عن مسرح الجريمة التي أحدثها فراره ...
لايعلم لما فعلها بلحضة واحدة وبدون تخطيط مسبق وجد نفسه يرتكب فعلته ...
وكأنه لو دخل هناك لن يخرج ..
من حركته مشاعره وليس عقله وفراسته ...
لأنه لو فكر بعقله لوجد أنه يثبت التهمة على نفسه بفراره ...
الجريمة الذي وجد نفسه متهم فيها لانجاة منها ..
يعلم أنه سيصل للقصاص فيها ..
ولكن هو لم ينتهي من هذه الدنيا بعد ..
لدية قصة مفتوحة عليه أن يختمها قبل رحيلة ...
ولو وقع بقبضتهم لن يستطيع أنهاء تلك القصة ..
××أنتِ اختياري الحلو ، و ذنبي الطاهر
أنتِ أوجاعي الحلوه و غلطتي الصح××
****
كان والدها متواجد على وجبة الغداء في قسم والدتها ...
والفرص لاتأتي كل مره وكلما طال الأمد أصبح الخلاص مستحيل
وحين فرغ من طعامه أخبرته :يبه أبغى أتكلم معك بموضوع خاص ..
ألتفت عقاب حوله لم يكن هناك إلا فزاع والحسن ووالدتها :تكلمي وش الخاص اللي بتدسينه عن أمتس وأخوانتس ...
ليلى وهي تفرك يديها بتوتر فهي تخشاه هو ...وتنزعج من وجود فزاع الذي سينقل الخبر لزوجته كما تعتقد :أمم أنا ماني مرتاحة من يوم تملكت يعني ودي أنفصل ...
عقاب وهو يضرب بعصاه الأرض :وش هو ....
شعاع تضع يدها على راسها بأنزعاج :آه ياراسي ماهي هاجده وفاكتني بتبتليني لين أخر عمري ...
فزاع بحدة :بتفضحينا أنتي أهجدي لأهجدتس بطريقتي ...
عقاب بصيحة أنزعاج :بس بس أنا الللي أتكلم هنااا محد له كلمة على بنااااتي ...
الحسن المتوتر من صيحة والدة الغير جيدة لوضعه الصحي :يبه لاتصارخ الصراخ ماهو زين لك ...
عقاب الذي استفزه موضوعها حتى أرتجفت أطرافة :ليه وش شفتي من الرجال حتى تنفصلين عنه ...
كانت متوترة طوال اليوم تفكر كيف تطرح الموضوع وبعد أنفعال الجميع ...اصبحت أكثر تشتت وغير قادرة على تجميع أفكارها فأخطأت بقولها :يكفي أنه يبغى يروح لباكستان أنا ماأبي أروح معه ...
كان يستمع لها ولطريقة طرحها للموضوع الأنفة في تعبيرها وعلى ملامح وجهها تخبره كما أخطأ في تربيتها وكيف دللها حتى وصلت لهذة الدرجة من التكبر ...
هي أبنته لايريد لها إلا أفضل الرجال وأجود العائلات ...
وهو رأى ذالك بحفيد خلف ...
لقد رآه رجل كامل يستحق أبنته ... ولكنها لاتستطيع أن ترى مارآه ولن تفهم حتى لو وضح لهااا ...
لذا أخبرها بما لايحمل الجدال :كلمة زيادة ودق عليتس ياخذتس بعباتس الليلة ....
فتحت عينيها بعدم تصديق كان سترد ولكن الجدية على ملامح والدها ردت ...كانت تحاول أخذ أنفاسها فقط قبل أن يكتم عليها بقوله :أسبوع واحد وتروحين معه حتى العرس مايحتاج ...
ولكن صيحات الأعتراض هذه المره جائت من فزاع والحسن الذي يحاولان أقناعه بخطأ رأيه ...
ليلى بأنفعال :ليه وش سويت حرام عليك ياأبوي مو لهدرجة
ترخصني ....
فزاع بجنون :اقطعي كلمة زيادة ماتردينها ولاقطعت لسانتس .....
كان الجميع بصالة الجانبية التي يتناولن في الشاي بعد الغداء
فتح الباب بكل هدوء حين سمع الأصوات المرتفعة ...
كان والده جالس متقدم بمقعدة يتكيء على عصائة بيديه الأثنتين ...
وليلى وفزاع يقفان متواجهين كل منهما يصيح بوجه الآخر ...
موقف غير معتاد ولم يكن ليحدث سابقاً ...
بتال وهو يغلق الباب الزجاجي خلفه :عسى ماشر وش فيها أصواتكم طالعه ...
أستغلت ليلى فرصة دخوله لتنسحب ... فالجميع ضدها وتشعر أنها ستنهار من شدة الغضب ...
بعد خروجها خرج أيضاً فزاع والحسن ...
ليربت هو على فخذ والده وقد جلس جواره :وش فيك يبه ...
شعاع هي من تحدثت :ياوليدي أختك أنهبلت علينا ورجعت لعلومها الردية وتقول ماتبي العرس ..
بتال بنظرة جانبيه تأمل ملامح والدها المتوتره :وبس هذا اللي قالب حالكم أزهلوها ... ولاتشيلون هم هالموضوع أنا أتصرف معها ...
بتنهيدة أسى قالت :أبوك قالها بنعطيتس له بعباتس وماقدر عليهااا وش اللي بتقدر عليه ...
بتال :افا ياخاله يعني ماعندتس ثقه فيني أقولتس أزهليها ولا وش رايك يابو سلطان ...
عقاب بتنهيدة أرهاق من الموقف هو لايحب أن يقسو على أحد من أبنائه فكيف لو كانت بنت :عندك وأنا أبوك عندك ....
بتال :اجل لايتكدر لكم خاطر بتجوز وباليوم اللي تبونه وهي تضحك بعد ....
خرج من عندهم مودعاً ليصعد لجناحه ...
كان يفتح أزرة بدلته حين دخلت عليه قادمة من غرفة خيال ...
جوزاء :أجهز الغداء ...
بتال :لاتغديت بنام العصر صحيني على وقت الصلاة وجهزي القهوة وأعزمي ليلى عندنا أبيها بسالفة ...
هزت رأسها بتفهم وخرجت وتركته ...
هكذا هو أحياناً يبدو لايهمه من الدنيا سواها وأحيان يأتي بضجره من العمل ليسيطر عليه باقي اليوم ...
كانت تفتح أحد التطبيقات لتطلب الحلا الذي ستقدمه مع القهوة حتى لاتسقط بلسان ليلى ...
لتجد رسالة منه قبل ثواني :
ليه تزعل ريّح أعصابك وهدي في محياك الزعل ما هو بلايق
أبتسم يا عين أبوي وعين جدي والله انك لا تضايقت اتضايق.
قرأتها وتغضن وجهها أيهما الغاضب الآن ...
أعدت ماطلب منها سابقاً وأيقظته على الوقت ...
وحين حضرت ليلى وتواجها الأخوين تمنت لو فهمت سابقاً سبب الدعوة حتى لاتكون بهذا الموقف المحرج من جديد ...
كما حدث مع ياسمين ...
كان يفرك سبحته بين يديه :شوفي لاتزودينها علي تراي قايم روحي بطرف خشمي ... وش فيه الرجال تعيبينه ...وإذا على الديرة اللي بيروح لهااا ترى ماهو مستقر فيها كلها سنه أو أقل يخلص بعثته ويرجع ...
ليلى التي ستجن ولكن لاتستطيع أظهار مشاعرها أمامه :ماأبغاه ... وش فيها لو أنفصلنا هذي هي أسماء تطلقت ومعها ولد ماضرها ليش أنا كل شيء حرام علي ...
بتال وهو يكز على أسنانه :وهي موضه كلتسن بتمشن عليها .. بعدين أستحي على وجهتس ياسمين ام 18 سنه راحت مع جوزها وتوها عروس لأقصى الشمال ماقالت أقوالتس ...
تقف وتعود وتجلس بمقعدها من شدة الحنق :وأنا وش دخلني بياسمين ...لاهي أنا ولا أنا هي كل وحدة حره في روحهااا ...
بتال :انا أرد عليتس بمبدأتس يوم تقارنين روحتس بأسماء ... وعشان ماطولها عليتس ... طلاق مافيه ...
وتدرين وش شوري على أبوي واللي المفروض يسويه لو عندتي وفضحتينا بالرجال ...يقول بنتنا وعندنا بس هاك ويلبس بشته ويروح معه يخطب له من أحسن البناات ويتكفل بعرسه وشهر العسل ... وأنتي تجلسين هاللون لمتجوزه ولامطلقة ....
من أحترقت مكانها هي وليست ليلى ..أنه طاغية حين يريد أن يحكم بفرعنة ...يجيد ذالك ..
وجدت نفسها تقول لليلى التي تكاد تتصاعد منها الأبخرة لشدة غليانها :ليلى حبيبتي يمديك تقدمين قضية خلع وأنتي فالبيت ...
حين صاح بها أرتعبت فعلاً ...
بتال بصيحة أستهجان :جوزاء ..وحين أنتفضت مكانها :ماهوو وقتس أدخلي عند ورعتس ....
تغضنت ملامح وجهها ووقفت رغم أنزعاجها ولكن قالت بثقة :أسمه خيال وش ورعك هذي ..
كان يراقبها بنفاذ صبر حتى أغلقت الباب خلفها ..
لتقول ليلى التي بردت بعد غليانها :ليه معصب لاتخاف ماني سامعه شورها حتى لو أرخصتوني ماراح أسوي هالحركااات ..هذي تحسب كل الناس مثلها ماوراها أحد ...
وأبتلعت كلمتها الأخيرة وهي ترى الغضب على وجهه ...
قالت مبررة :يعني قصدي أبوها الله يرحمه وووو
ولم تستطيع التبرير فقالت لتهرب منه :خلاص طيب بتزوج بتزوج بس فكني من شرك ... ولو ماتوفقت بدعي عليك ...
كانت تخرج بخسارتها ...لم يكن عليها قبول هذه الدعوة الملغمة من البداية ..
××ان غبت خلوني على راحتي شوي احس في بعدي عن الناس خيره.××
****
ماأن خرجت ليلى حتى ألتقط هاتفه وحاجياته وخرج من خلفها ... رفع هاتفه ليتصل بذاك مباشرة :وينك ...أي بيت ..طيب ..طيب جايك ...
ركب سيارته وتوجه لمنزل فياض ..أوقفها بالداخل فبوابة الكراج مفتوحة ...وباب المنزل ايضاً مفتوح ...
حين دخل وجده بصالة المنزل التي يعمها الفوضى وهو مستلقي ويده فوق رأسه :عسى ماشر وش فيك ؟؟؟
فياض يعتدل بجلسته :وش فيني ؟؟؟؟ وهي بقى فيها وش فيني ..ماألوم عمتي فهدة يوم تقول آه ياراسي ...
أنا وش أسوي بروحي أطق وأخليكم ...
بتال المنزعج بشدة من خبر الحكم :هذي أبتلائات والمسلم يتقبلها ..
فياض بأنفعال وهو يحرك يديه بعشوائية :الأبتلاء يجيكم أنتم بس أنا اللي أتورط ...أخوك خلاص أنتهى عليه العوض ومنه العوض ...
وهو يأشر بأصابعه :مجرم ..وهربان ..
صمت قليلاً قبل أن يقول :لييه ودي أفهم بس ليييه وش ناقصه ....
لقد سأل نفسه ألف مره منذ سمع الخبر ...لماذا ...الحكم كان الشخص الأكثر مثالية بينهم ...لقد قبض على المنذر ...أخيه من شدة نظاميته وأحترامه للقانون ...
كيف أصبح مجرم وفار من العدالة ..شيء لايصدقه العقل ...
عاد ليستلقي وهو يئن :قس ضغطي... ضغطي بالعالي فوووق فوووق ماراح ينزل ...ولاتدري لاتقيس ضغطي قم سولي كركدية ...
بتال وهو يتوجه للمطبخ :طيب كلنا محتاجين كركدية ...
لم يرهق نفسه بالبحث فقد وجد عبوة الكركدية أمامه مباشرة جوار الغلاية يبدو أن فياض يستخدمه كثيراً ...
أخرج كوبين من السراميك وضع أكياس الكركدية وسكب الماء المغلي وتوجه بهما للخارج ...
وكل منهما يشرب من كوبه لاحظ شيء ما في الكوب الذي يشرب منه فياض دعاه ليقول :اخص يافياض ماأنت هين رومانسي تشرب بكوب عليه صورتك ....
فياض الذي لم يفهم مقصده رفع الكوب أمام عينيه لينتبه بهذه اللحضة أنه فعلاً هناك صورة له على الكوب ...
وبالمقابل نظر للآخر ونفس الفكرة جائت بعقل بتال كان الأثنين ينظران لصورة على الكوب الآخر ...شرق بتال مابين ضحكة ودهشه ..ولأنه توقع ردة فعل فياض أبعده سريعه عنه فعلاً كان فياض يمد يده ليوقع الكوب ...
ثم يعود ويلتقطه بعد أن أنسكب محتواه على الأرضية مفسداً السجادة ...
ليعيدة للمطبخ بصمت ...
حين عودته أخبر بتال :شف وش سويت ...بعدين ليه مخلي البيت كذا ..غبار وشمس والأثاث بيفسد ...
قاطعه فياض :خلك من الهرج الفاضي ... نحتاج محامي ..والمحامي يعني فلوس ..وبماأن بنتصرف بدون علم أبوي وسلطان فالكورة بملعبك أدعمنا بفلوس ...
بتال بعد تفكير بسيط :أنا بعد ماعندي ذيك الفلوس ..بس فيه السيارة اللي أهداها سلطان لخيال ..ببيعها وعسى تكفي فلوس المحامي ...
فياض بتشاؤم :أبشرك بتضيع فلوسك على الفاضي وبتقول ...
قاطعه بتال :فالك ماهو مقبول وماني بقايل ماهي خسارة بأخوي ..والله لو قابلتك أكثر ياذابح يامذبوح أنا أروح أسج بالصحاري أبركلي ولك ...
وغادر تحت مطالبات فياض ببقائه ...
ليقول بتنهيدة من بعده :آآآه كلاً صدره ضيق ...
على طاري ضيقة الصدر ...وفتح هاتفه بحثاً عن آخر رسالة تلقاها منها قبل أن يصله خبر الحكم ...أعاد الأستماع لها وزفر من جديد ..قبل أن يقول محدثاً نفسه :هذي كيف تذكر كل كلمة تطلع مني والله لو أنها تسجل لي ...
عاد للمطبخ ليتلقط الكوب الذي عليها صورتها ...
حين بردت محتوياته عاد للونه الداكن لايظهر أي شيء ...
غسله جيداً ..ووضع به كيس جديد من الكركدية وسكب الماء المغلي عليه :يالله نرفع الضغط من جهة وننزلة من جهة ..
كان يجلس بسكينه ويرتشف محتواه ليجد نفسه يلتقط صوره وهو يرفعه لشفتيه وصورتها واضحة عليها ويبعثها من جديد على هاتف والدتهااا ...
فتحت الصورة ولم تعلق ..
بدأ يكتب :ايه نكمل سواليفنا اللي الظهر وقفنا عند ياروحي ..!!!
كان يظهر بالأعلى أنها تكتب ثم يختفي ...ثم تعاود الكتابة ...
يبدو أن عبارته أستفزتها وبنفس الوقت لاتريد الحديث معه ...
لقد وجدها كيف يفلتها بسهولة مالذي يضمن له أنها ستتحدث معه بالغد ...
لذالك كان مصر على أستفزازها لترد :تخيلي أني أهدم بيتكم بكبره عشان مايذكرني فيتس وأرجع لبيتي وألقى صورتس على الكوب اللي أشرب منه ...
ردت سريعاً :وليه تهدم البيت عشان تنساني ...روح سوي مسح لذاكرتك أحسن ...
أبتسم بتلاعب حين ردة عليه لقد بدأ يعرف كيف يستفزها لتجاريه بالحديث :هذاك أول يومي محسود وماني بعقلي بس اللحين أنا أبيتس حاضر وماضي ...وش قلتي ؟؟؟
كشرت حين قرأت جملته :وأنا ماأبيك أنا اللي أحتاج مسح ذاكرة عشان أرتاح من ذكريات الماضي معك ...
حوقل بصوت مسموع حين قرأ ردها عليه :هذي والله العنيدة ..
أغلق هاتفه وتركه جانباً ... حادثة الحكم تزعجه وتضيق على مشاعره فلايجد فسحة لتعامل معها بطولة بال ..
صوت رسالة جديدة على الهاتف تلف أنتباهه رفعه فقد تكون من المحامي ..
ليجدها منها ..هو لم يرد على عبارتها السابقة فماذا ستقول ...
وجد نفسه يفتحها بمشاعر محبطة لكن سرعان ماتحولت ملامحه وهو يقهقه بأنتصار ...
على عبارتها :امي تقول لاعاد تتكلمي مع رجال مايحل لك فلو سمحت لاعاد تتواصل معي لاتحرجني مع أهلي ...
قد تبدو جملة عادية ...لكن من خزام هي تعني ...
أزل الحواجز التي بيننا ...
عاد يرسل لها :أبشري متى تبين العقد عشان أكون أحل لك ...وعادي نتواصل مع بعض ...
على الطرف الآخر شهقت حين قرأت رده ...
:مين قالك أني راضية فيك ...
:سخيف أصلاً مانسيت حمل زوجتك بالسر ...
:أقول فارق بس ولاعاد تتواصل معي ...
هذه الردود التي من المفترض أن تصله منها ...
ولكنها ردت :
لاتفرح كثير بعدك
ماسمعت شروطي ..!!!
××وأن جيتك لا تعطيني الوجه الثقيل أما تغانم هالوصل . . ولا أقطعه××
****
حين دخلوا المنطقة التي تم تعينه فيها ...كان قد توقف لتعبئة خزان السيارة بالوقود حين عاد لها وهو يفرك يديه ...
هجرس يلف شماغه حول رأسه بحرص:فله يالقشرى ..تدرين وش يقولون العمال ...اليوم بتجي عاصفة ثلجية ...اييييه ياحظتس الأقشر ...
ياسمين المتضايقة من المسافة الطويلة التي قطعاها بالسيارة حتى أصبحت تشعر أنها جزء منها :والله ليه حظي الأقشر دايم كان حظي حلو الله العالم ليه صاير هالأسبوعين أقشر ....
هجرس متجاهلاً موشحها :أقول ... مريولتس معتس ...
ياسمين بثقة :كل شيء معي تحسب بتعجزني ...
هجرس :طيب ياشاطرة أفتحي جوالتس أبحثي لنا عن شقة ايه ولاتطنخين بحدود الميتين ثلاث مية ...
فتحت هاتفها ثم التطبيق المعتاد لتنظر له :مايطلع أي شيء متأكد ديرتك هذي موجودة على الخريطة ...
هجرس :طيب نرجع للطريقة القديمة ندوج بهالحواري لين نلقى مطلبنااا ...
أستمر على هذا الحال يبحث حتى وجد شيء من المفترض أن يكون مناسب ...
ولكن حين أستقرا فيه أكتشفت أنه غير مقبول نهائياً ...
كانت تراه يرتب فراش الرحلات المتنقل الذي يستخدمه في تنقلاته ...
وبقي لها هي السرير الذي لم يبدو نظيف أبداً ...
ومهما طلبت تغييره جيء لها بألحفة أسوأ من ناحية النظافة ...
تقف متكتفة بعد أن أستحمت وأرتدت منامة دافئة جداً وعينيها تتنقل مابين فراشه الذي يبدو دافيء ونظيف ..ولم يستخدمه سواه...
وبين ألحفة السرير التي نام عليها قبلها أعداد لاتحصى ...
لتقول أخيراً بلعبة أنثوية لم يستهلكها الزمان بعد :لو تحبني عطني فراشك ...
هجرس وهو يستلقي بفراشه :ياقدمتس أنتي ولو تحبني حقتس ..أنا ماأحب إلا نفسي ...
صمت قليلاً حتى أعتقدت أنه نام فعلاً فعينيه مغمضة ليفتح عينيه ويديرها لها :بس عشانتس غاليه بسمحلتس تشاركيني فيه ...
لتكشر بوجهها :ياقدمك أنت وعشانك غالية حقتك ...
ماأبغى أشارك شيء ...وبنام هنا حتى لو فيه براغيث وحشرات الدنيااا ...
أرتدت روب الحمام فوق ملابسها ونامت على هذه الهيئة ...كان نوم سيء أستيقظت خلاله كثيراً تخشى أن يلامس جسدها أي شيء ...
حتى حين أيقظها بعد الفجر بقليل ...
جلست سريعاً لتسأله بتوجس :وش فيه ؟؟؟
هجرس :أنا خلاص بطلع صكي الباب وراي ..
ياسمين بأستنكار :بتطلع وين وتتركني هنااا ..
هجرس :أنتي خبله من أمس وش قايلتس بداوم ماتفهمين ...
ياسمين :بتداوم كذا ...
هجرس :بدلتي بالسيارة بكويها بالمغسلة وألبسهااا ...سلام صكي الباب وراي ..
أغلقت الباب خلفه وهي متوجسه ...ماذا لو حدث لها شيء سيء أثناء غيابه ...
تمطت وقلبت عينيها بالمكان ...قبل أن ترتفع وجنتيها بأبتسامة أنتصار ...وتلقي نفسها بفراشه ...
وأخيراً ستتنعم بالراحة ....
بعد أنا قضى يومه الأول السيء في العمل وبمعنوياته المحبطة عاد وهو يحمل كيس طعامه ...طرق الباب ...
وأتصل بها كثيراً ولكن لم تستجيب ...
كان يتوعدهاا لو فتحت الباب سيفعل ويرتكب ...
لكن لايعلم لما تبخرت كل تلك التهديدات حين فتحت الباب بوجهها المتورم من طول النوم ...
دفع الباب متظاهراً بالسخط وحتى يهرب بعينيه عن تأملهااا الفاضح :ساعة ساعة وش هالنوم وش هالربااادة ...
ياليتني ماجبتس معي مسوي نفسي متجوز وعندي مرة سنعة ...
ياسمين التي شعرت بالذنب قليلاً ولكن أسلوبه السيء جعلها ترد بسخط :يوه أنت وأسلوبك الكهفي ...حتى جدي عقاب ماأتوقع بزمنه سواهااا ...
وكان يخرج صحن من أدراج المطبخ ..قبل أن يفرغ محتويات الطعام فيه ..
ليرد ببرود :غسلي وجهتس وتعالي تغدي ...
كان تتأكل تصرفه بملامح مشمئزة :أنت تدري كم أنسان أكل بهالصحن أو كم له متخزن ...
هجرس وهو يضع الطبق على السفرة الأرضيه :قولي ماأبي أكل وخلصنا..
جلس على طرف الأريكة التي تأملت أنها الأنظف بالصالة الصغيرة المفتوحة على المطبخ :بنطلع اليوم من هنا ونشوف مكان ثاني !!!
رفع رأسه عن طعامه :خليني أقيل وأريح راسي لاصحيت المغرب نتفاهم ..ايه ومن اللحين أقولتس بصحي روحي بطرف خشمي لاتنكدين علي ترى ماأضمن ردات فعلي ...
لم تنتبه أنا نبرتها كانت بصيغة الأمر :اجل احسن لاتنام وخلص وأطلع دور لنا شقة ..
توقف عن الطعام ...جمع السفرة وحملها للمطبخ وضعها جانباً وغسل يديه ...
توترت بمكانها بعد ردها الأخير نظر إليها بشراسة ...هي لاتخطيء النظرة لاتعلم أين أخطأت حتى يتحول بهذة الطريقة ...
أقترب بكل هدوء أنحنى عليها بطريقة أفزعتها .. ضغطت نفسها على ظهر مقعدها ..سألها بنبرة مستفزه :وش أمرتي ؟؟؟؟
ياسمين شهقت لتتنفس بعد أن حبست أنفاسها :ماقلت شيء خلاص روح فسخ بدلتك ونام ...حتى ماراح أزعجك ...لو تنام لفجر بكرة ...
قهقه بلؤم :ماعاد ينفع الترقيع يابنت عمتي ... سحبها مع يدها لتقف وتواجهه ولكن مازال منحني عليها فهو يفوقها طولاً :والبدلة أنتي بتفسخينهااا بنفسك ...
سحبت نفسها منه وهي تقول بتوتر :هجرس بليز بلا سخافه ...بعدين أنت وعدتني ...
عاد يلفها لتواجهه :خلينا مانتكلم عن الوعود لأني سمعت منتس ألف وعد ماشفت منها شيء تحقق ...
أنسي كل شيء وعدتس فيه ..حنا أثنين متزوجين وكل المهل اللي عطيتس أنتهت ..
شدت على عينيها المغمضة وعضت شفهاها ..
قبل أن تعود وتفتح عينيها وتربت على صدره :هجرس حبيبي هدي رووق لاتعطي ردة فعل سلبية عشان مزاجك السيء بعدين تندم ..
يصفر بوقاحة وهو يضع يده من فوق يدها ليضغطها على صدره :والله تطور اللحين صرت حبيبي وروق وهدي ... ودي أماطل أكثر عشان أخليتس تطلعين كل مواهبتس المدفونة بس صبري قليل ماني من اللي يحب ياأكل عشاه بارد ...
سحبت يدها وملامحها تتحول للغضب :خلاص طيب أوف بس ماهو وقته ..خلها بالستر الليل ...
فتح أزرار بدلته وهو يبتعد عنها :الليل الليل مع أنها أعجبتني فكرة أنتس تفسخين بدلتي ...
ياسمين تصيح بحنق :بس خلاص بلا قلة أدب ...
أغلق الباب بينهما وأخر ماسمعته :لاتخليني أرجع أعلمتس قلة الأدب ...
شدت طرف منامتها بحنق :ياليتني مت ياغبائي أنا ليه تزوجت ...
صفعت خديها وهي ترتجف مكانها من القلق :ياليتني مت ياررب أمووووت ...
أول من أستنجدت فيه يارا التي أغلقت الهاتف في وجهها حين فهمت سبب أتصالها ..
الثانية والدتها ووبختها بشدة أنها غير جديرة بالزواج وليتها لم تزوجهاا ...
فكان خيارها الثالث عمتها غادة ...التي قالت :اللحين أنتي ماأتصلتي تباركين لي على ولدي وسلامتي متصلة لقلة الأدب ...
ياسمين :ياعمة تكفين أنتي أكثر أنسانة عندها كيد من اللي أعرفهم ... عطيني حل أجل هالموضوع ..
أنقطع صوتها قليلاً قبل أن تعود لتحدثها :أنتي ماتعرفين متى تتصلين كانوا عندي ضيوف ... ايه وش قلتي تبين ...؟؟
ياسمين :ياعمة لاتحرجيني كل ثانية تسألين أستحي أعيد ...
غادة :تستحين وليه ماأستحيتي من البداية ... بعدين فهميني ليه متزوجة أنتي ..وش ذنبة ذا المسكين متزوج يعف نفسه عن الحرام وانتي تماطلين فيه ...ماأنتي قد الزواج ومسئولياته قولي ماأبي أتزوج ...كان خليتيه يشوف حظه مع بنت خالته ماأدري وش تقرب له ...
وحين سمعت صيحة الأستهجان منها أصمتتها بعصبية :اسمعي وأنتي ساكته .. أعقلي وخل هبال المراهقات عنك ..ماشاءالله عقلك يوزن بلد ... وتفهمين اللي ماينفهم ....
ياتعيشينه معه زي الأوادم ياتقولين رجعني لأهلي لين أكبر وأعقل وأنت روح تزوج غيري مثل ماكنت ناوي ...
ياسمين :يعني أنتي ماعندك حل وسط ..معليش أنا ماأتحمل أخليه يتزوج وحدة ثانية ...
غادة بتلاعب :ليه ياروحي أنتي مغصوبة عليه وماتشوفينه يستاهل تعطينه حقه الشرعي حتى ... ليه ماتتحملين يتزوج غيرك ...
بتأفف :يعني مايصير نحب بعض ونعيش مع بعض بدون هالشيء ...
غادة بسخرية :لاياروحي مايصير وين عايشة أنتي زمن الحب العذري ولااا .. أنتي متزوجته مو حبيبك ...
شهقة من مجرد الكلمة :عمة وش فيك معطينك دواء مضروب ..وش هالخرابيط هذي ..خلاص مع السلامة أنا الغلطانة أسأل أمهات ...
لتودعها غادة على الطرف الآخر وهي تقول :مع السلامة يابنت سعد الوعد لاتقابلناااا ...
زفرت بضيق حين سدت بوجهها جميع الطرق :مالي إلا ربي أدعيه ..يارب خلصني ...
××مابيك بالقوه ولا ابيك بالطيب ابيك من كيفك تحس وتجيني .××
****
كان تستعد لزيارة عائلته بالخرج ولديها شك بصحة مرافقة فياض الصغير لهم ... تشعر أنه من غير المقبول ..
تواجد معهم وأن عائلته لن ترتاح لوجوده ...
ولكن أحمد أصر على مرافقته لهم ..
لاحقاً بالسيارة هما الأثنان بالأمام ...والصغير بمقعده الخاص بالخلف وأمامه لعبة مناسبة للسيارة يلعب فيها ومنسجم جداً معها ...
صرحت بشعورها :أحمد أعتقد أن فياض وجوده معنا حركة ماهي حلوة ...
أحمد المركز على الطريق يلتفت إليها قليلاً قبل أن يعاود تركيزه للأمام :انا ماأقول ناأخذه كل مازرناهم بس لابد مايقابلهم نبدأ من اللحين أحسن من التأجيل على الفاضي ...
وحتى لو أحد أتضايق من جودوه مع الوقت بيتعود ...
في منزلهم كما توقعت والده ووالدته لم يحبا الضيف الصغير ...
راما هي فقط من سعدت بوجوده ولتلطيف الأجواء أخذته لغرفتها بقصد اللهو معه وبالحقيقة لأبعاده عن الجو المتوتر ...
وبمجرد أختفائه عاد الحديث بشكل طبيعي وروتيني ...
كان عبدالله والد أحمد يسألها عن حاله والدها وأنه ينوي زيارته بنهاية الأسبوع فالمرة الماضيه التي زاره فيها كان تحت تأثير المرض ولم يستطيب له الحديث معه ..
وختم الموضوع :ماكويتوه ... خلف أبو ذيب نسيبكم الجديد تراهم يمدحون كيه ...
أحمد هو من رد :يبه الله يطول بعمرك ترى عمي عقاب طيب وماعليه ومع تمرينات الطبيعية حتى يده بدأ يحركها ..
هو بس الكلام اللي يتعبه شوي ..ولا أموره الباقية طيبه ...
عبدالله :ماشاءالله ماشاءالله الله يتمم عليه الصحة والعافية ...
وأستئذن ليخرج لكن عند الباب عاد ينادي على أحمد ليخرجا معاً ...لتبقى هي وحماتهااا ..
أم أحمد :صبي لنا من الشاي ياأسماء ماراح تخليني أصبلك وأنا عمتك !!!!
أهلاً بدأ كيد الحموات ...
قامت لتصب لوالدة زوجها ولنفسها ..
وبعد ذالك بدأ مشوار جديد من الحديث عن الفتيات وبنات أخواتهااا ...
أم أحمد بأسلوب لاتفهم هل هو صريح لحد الوقاحة ..أم وقح من الأساس :والله كنت باغية له أحد من بنات أخواتي ...لكن مارضي فيهم ولاحتى عبدالله عشان أخذين من قبايل ثانية ...
صمتت للحضات :بس أكيد دامه أخذك نصيبة كان أحسن ...
ماذا هل خشيت أن تشتكيها عند عائلتها ... لما أحسنت الحديث بالنهاية ...
أسماء بكل برود :الله يسلمك ياخاله .. إلا وش القبايل اللي أخذين منها خواتك ....
لاتعلم لما طرحت هذا السؤال هل تلبستها شخصية والدتها فجأة ... البرود الذي أستحل ملامح أم أحمد ..جعلها تتوقع الأجابة ...فالعوائل التي ذكرتهم رداً على سؤالها لم تكن تنتمي لأي قبائل من الأساس ...
ولأنها تحب زوجها ولاتريد المشاكل من الأساس وربما أسلوب والدته كان لرؤية أبنها قالت :ماشاءالله والنعم إذا تجمعوا عندك ياخاله اعزميني ودي أتعرف عليهم ...
أستكانت ملامح أم احمد المتجهمة وأخذت الموضوع لمكان آخر بعيد عن الأصل وهذا النوع من التوتر من الحديث ...
بعد خروجهم من منزل عائلته وفي السيارة كان الظلام قد حل .. وأذاع أغنية رومانسية وفياض الصغير يغط بعمق في مقعدة بالخلف ....
كانت قد لاحظت شيء وأرادت الأستفسار عنه :لما سكنا مع أهلك ماكان فيه خدم لكن اليوم لاحظت أن فيه عاملتين ..
يعني حرام كانت أمك متعذبه بأعمال البيت ودوامها ..
خفض صوت الأغنية حتى أصبح لايكاد يسمع ...
وقال بصوت فاتر :أهلي جابو العاملات لأني طلعت من البيت ..!!!أنا السبب أنه ماكان فيه عاملات ...
سألت بعدم فهم :طيب ليه ..؟؟
أحمد بصبر على ذكر الماضي المرير :أنا وش قلت لك عند موضوعي معك ..وش سبب نفوري من العلاقة ...
كانت تركز هذه اللحضة بكافة حواسها بعد أن كان الحديث روتيني لامعنى له إلا أضاعة الوقت أصبح هناك شيء جاد...
أحمد يكمل رغم صعوبة التقدم بالحديث:كان عمري بالطعشات بمرحلة المتوسط يوم بدت عاملة أهلي تتحرش فيني ...
شهقت بأستنكار :ايش عفواً ... أقصد...وصمتت
حين لم تجد طريقة سليمة لأبداء صدمتهااا ...
فهي فعلياً لم تستطيع التوصل لمعنى حديثه السابق ...
وأعتقدت أنه ربما أمر بسيط وفي عمر أصغر
لكن العمر الذي ذكره كافي ليكون يفهم ويحدث عقدة بنفسه ...
أكمل دون أن ينتظر تعليق منهاا :عشان كذا أنا ماأفضل العاملات بالبيت ولاأرى فيهن إلا لضرورة القصوى ...
ولو تواجدن لتنظيف فقط ومو لتعامل مع أهل المنزل ولاتربية الأطفال ...
وصمت وعينه تركز على الطريق ظاهرياً ...وبالحقيقة هو يرى الماضي ويتلبسه شعور المراهق الخائف المهتزة ثقتها بنفسه بعد ماتعرض له ... والشعور بالذنب ورهبة المعصية كابوسان سيطرا عليه لسنوات ...
مازال يعاني فليس كل الليالي ناجحه بالنسبه لهما ...كثير ماتعاوده أعراض الماضي ويتقيء على أثر تلك المشاعر ...
ربما أراد منها مراعاة أكثر ...فرغم خارجة الصلب وثقته اللا منتهية بذاته ....هناك جرح غائر بداخله ...
يحتاج لتطبيبها والأشارة لموضع الجرح هي بداية العلاج ...
يدها تحسس كفه المستقر قربها قبل أن تهمس الكلام التي أعتقدت أنه يحتاجه :أحبك واللي مرريت فيه ..ماهو ذنبك ...أنت ضحية ...
صمتت للحضات ترتب مشاعرها من الصعب فهم الموقف وبنفس الوقت المواساة دون تكلف أو أزعاج الآخر بتزيف المشاعر :أحس .. يعني .. الماضي صنع منك شخصية جميلة ...وو ...
توقفت عن الكلام .. هل من المقبول ماتتحدث عنه ...
ضحكة بسيطة صدرت منه فاجئتها ولاتعلم هل هي ضحكة سخرية وتندر أم أعجاب وهناك مايسليه فعلاً في حديثها ...
أحمد :تدرين وأنتي تكلمين بثقة تعجبيني بس وأنتي متورطة آآه غرامي ...مغروم باأسماء اللي تخاف تقول شيء خطأ وينحسب عليها ...
رفع كفها التي على كفه وقبلها :لاتخافين وأنتي تتكلمين معي وتدققين على كلامك لأن اللي بيطلع من قلبك بيوصل لقلبي ...
××ضمُني بـ أغفى على صدرك وأقول جابك الله .. لي هديه مِن السما×× إنتهى