12-04-20, 01:35 PM | #1 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| أحبيه قارئا... * مميزة * احلي منتدي ... منتدي القمم وربنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وحشتوني جدااااااااا النهاردة جاية وجايبةقصة صغننة كده بعنوان " أحبيه قارئا" ان شاء الله هنزل نصها النهاردة وبكرة في نفس الميعاد هنزل الجزء المتبقي ياااااارب تعجبكم ❤❤❤ سلام حاااار للمشرفات اللي تعبينهم معانا وبوسة حايرة طايرة لحبيبتنا أم سوسو اللي مش بشوفها غير ع المنتدي رابط التحميل بدور انا فتاة طيبة لذا نزلت السلم بلا ادني صوت... كفتاة طيبة... كي لا ازعج الجيران ومشيت في شارعنا الشعبي بخطوات قصيرة سريعة كالبطريق.... كفتاة طيبة.... كي لا يهتز.... احم احم... جسدي. حتي وصلت لقرب ورشته... تسارعت خطواتي... كي لا يلمحني ولا ألمحه...لاني فتاة طيبة... ولذلك اخشاه ارجو ان لا يساء فهمي. ..انا لا اخشاه لملامحه الحادة او سجله الاجرامي لا اخشاه لصوته الذي يفزع الطيور في اعشاشها اخشاه لاني.. فتاة طيبة " يونس" نداء من داخل ورشته بصوت اخي واسمه اوقفني للحظة ولثانيتين كنت ما بين خيارين.... . أستجيب لنداء اخي وادخل لورشته واواجه.... المخيف! او اتجاهله.... وقد اغضب اخي الحبيب! “ يونس" نداءا اخرا حسم الجدال الداخلي. .ومرغمة ألتفت بجسدي لكي اتجه لورشة المخيف ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) لا... بالطبع لن اوجه سلاما خاصا للمخيف... تكفيني تحية الاسلام (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...نورت ورشتي المتواضعة) تمتمت شيئا انا نفسي لم افهمه.... كيف افهم ما اقول وعقلي يدور بسرعة وجسدي اقشعر لسماع صوته.. يا الهي كم اخشاه. ( رايحة علي فين يا بدور! ) سؤال يونس الهادئ اخرجني من تلك الحالة المؤسفة المتنازعة ما بين دقات القلب السريعة ودوران العقل المخيف (رايحة لعم خضر) ابتسم يونس وهو يهز رأسه لي بالسماح قبل ان يستطرد ( روحي اختي...و اما صابر يصلح كاوتش العربية هعدي أخدك عشان نروح علي الدار) درت علي عقباي سريعا... احمد الله ان عيناي لطول تلك الدقيقة لم تقابل ملامحه... والاهم عينيه ولكن قبل ان ابتعد... اوقفني صوته... تلك النبرة التي اثارت رعبي لسبب لم افهمه... كفتاة طيبة... وهو يوجه حديثه لاخي ولكنني شعرت كلماته لي.. انا (لسه بتشوف عز في الدار! ) تجمدت للحظة. ..لما شعرت يقينا ان صابر يعرف... يعرف بشأن مشاعري السخيفة تجاه عز... وللحظة واتتني شجاعة زائفة كي ألتفت وأري ملامحه... هل تدل فعلا علي معرفته؟ فألتفت... ولولا قصر قامتي وثباتي علي الارض... لكانت عواصف نظرته تطيحني فأبتعدت مسرعة... اكاد اجري ولازلت أتسأل هل ما بعينيه هذا غضب! غيرة! لا يابدور توقفي عن حماقاتك..... آن له ان يعرف! وحتي وان عرف... لما قد يغضب او يغار! ولكن كفتاة طيبة رميت كل هذا خلف ظهري... فالفتاة الطيبة لاتفكر طويلا بشاب... خاصة ان كان ذاك الشاب... كصابر وصلت لمكتبة عم خضر... مرتبكة... متوترة.... مرعوووبة ولكن إيماءته الطيبة ونظراته الحانية من خلف نظاراته... بثت بي بعض اطمئنان... خاصة وهو يهتف بصوت سبعيني متحمس ( تعالي يا بدر شارعنا المنير.... الكتاب اللي طلبتيه مني وصل) سحبت الكتاب... لأمرر يدي علي عنوانه بحماس “احبيه قارئا" وبحماس لم يفتر يوما للقرآة.. فتحت الكتاب بحماس فتاة ستقابل بعد لحظات عاشقها... ولم اكن ادر وقتها كم اصبت... الا وقطعة ورق صغيرة تسقط في حجري من بين اوراق الكتاب وكم ضاعت نبضات قلبي الطيب بين السطور “ يقولون ان العرب اخترعوا اسم بدور للتعبير عن المبالغة في الحسن.. هذا فقط لانهم لم يروك... لانهم ان كانوا قد فعلوا... لعرفوا ان لا مبالغة ابدا في التعبير عن حسنك.. بل هناك فقط عدم الايفاء بحقك... ملحوظة صغيرة... لاتسألي عني العم خضر لانه لا يعرف اني استغللت طيبته لاوصل لك رسالتي ملحوظة اخري... رسالتي القادمة ستجدينها في الجزء الثاني من الكتاب... ملحوظة اخيرة... ابحثي بين الصفحات عن الكلمات المظللة" بأصابع مرتعشة بحثت بكل تركيز يتيحه لي عقلي الموشك علي التوقف عن العمل... لاري الكلمات المتناثرة “ لا تثيري غيرتي فتلك لعبة يا سيدتي غير مضمونة النتائج" شهقت واغلقت الكتاب سريعا واسما واحدا يطرق عقلي... ولكن صاحب الاسم لايجيد القرأة والكتابة سامر Intervention حسنا ماذا تعني تلك الكلمة باللغة العربية..... دعوني ابسطها تعني... تدخل احبتك واجتماعهم عليك... كي يخبروك بنبرة لطيفة محبة “ انت هالك لامحالة... نحن هنا كي نبكي ونرجوك كي تنقذ نفسك البائسة” صدقوني لا اعرف معناها فقط لتعليمي الرفيع.. او لاسفاري الكثيرة... ولكن لانها بداية كل حكاية هنا... في ذاك المكان الذي تحددت فيه اقامتي منذ ثلاثة اشهر اين انا! انا هنا علي سفح جبال سويسرا في مركز اعادة تأهيل كيف وصلت هنا! كان هذا حين وصل وزني -انا الرجل البالغ من العمر خمسة وثلاثين عاما وطولي يصل للمئة وثمانين سنتيمترا- للخمسة واربعين كيلو جراما حينها سقطت في غيبوبة لذيذة... لم اتمن للحظة العودة منها... ولكنهم اعادوني مرغما... لاجد الكل حولي امي وابي... جدتي الاميرة وابنا عمي.... وفي ركن بعيد... معاذ تعلقت عيناي به... سأكون جاحدا ولكن لم تلتقط اذناي بكاء امي وجدتي المرير... غضب ابي المبرر... او مواساة ولدي عمي... كل ما ألتقطه كان وجوده... لماذا هو هنا! اشارت له امي كي يقترب.. ففعل ليقف علي بعد خطوة من سريري ويتحدث لاول مرة " توقف عن رثائك المزري لذاتك. .تمالك نفسك توقف عن كونك اناني لا يفكر سوي بنفسه وفكر... بإبنتك قليلا" كلماته كانت قاسية... استجلبت شهقات وصيحات الغضب... لكني وحدي من رأي القلق الحقيقي بعينيه... وحدي من فهمت سبب قسوته كان معاذ يحاول فقط حفظ ماء وجهي... كي لا يزيد من احساسي بالدونية.. ولكن خمن ماذا ياصديقي؟ محاولاتك.... كما كل شئ لطيف يمر بحياتي.... استجلبت شعورا بالغثيان جعلني افرغ محتويات معدتي الفارغة اصلا ولكن في النهاية ها انا ذا... هنا في مركز اعادة تأهيل لكل اصناف المتخاذلين.. مدمني الكحول... مدمني المخدرات... مدمني الجنس... وكثير من التصنيفات... من بينها تصنيفي... مدمني ايذاء النفس لم نكن علي اتصال دائم ويومي بالمجموعات الاخري... ولكن هناك ذاك اللقاء الاسبوعي الذي يضم كافة المجموعات لكي يخبرنا كل عن قصته جلست في نهاية الغرفة مسترخيا بيدي كتابا اقرأه. .وبين الحين والاخر ارفع رأسي فقط كي... حسنا انا لست بقديس... كي اتفحص زميلاتي. اعتدلت حين دخلت الفتاة الايطالية انطونيا.... تلك الوحيدة التي جذبت انظاري... بالرغم من ان تلك التي تلتها تملك شعرا طويلا جدا مجنونا جدا... لكن شعرها الاشقر وعينيها الرماديتين لم يجذباني... فأنا عاشق للسمروات ذوات الشعر الاسود. جلست انطونيا في الصف الاول... ليس قبل ان تغمز لي بتدلل... وجورها الشقراء بادلتها الغمزة بأخري مع... نظرة اعجاب صريحة يبدو ان نظراتنا كانت واضحة جدا... حتي ان الشقراء ألتفتت لتري وجهة نظرات صديقتها... فوقعت عيناها علي.. ثم ألتفتت بعدم اهتمام مهلا... هل عيني الشقراء... بندقية! نعم ليست رمادية كما كانت في المرات السابقة عدت لكتابي اثناء خطبة محاضرنا المملة.... قبل ان يعلن ان " چيا" اول المتحدثين رفعت عيني لاجدها الشقراء وقفت للحظة صامتة... ثم “ مرحبا اسمي چيا.... ولقد قتلت شابا " هل ماسمعته اذناي صحيح! وحدي من اعتدلت في مقعدي مصدوما... والكل حولي لازالت علامات عدم الفهم علي وجهه... فقط حين هتف محاضرنا " بالانجليزية چيا رجاءا" اكتشفت ان وحدي من فهمت لانها كانت تتحدث... بالعربية. الكتاب الأول صابر أخيرا وبعد يوم عمل طويل ...جلس صابر امام ورشته وفي يده ملقط الفحم يعدل من وضعية الفحم المشتعل ليحصل علي افضل نتيجة... ثم اخذ نفسا من الشيشة واطلقه بإستمتاع وهو يحيي الرايح والغادي.. فلا رجل ولا امرأة يمرون به الا ويلقون التحية في ود واحترام لم يكن هذا هو الوضع نفسه منذ اربع سنوات حين أتي للمنطقة الشعبية... بل توجس الكل منه خيفة وتجنبوه ...وخاصة مع الشائعات التي انتشرت عنه كإنتشار النار في الهشيم " هربان من بلده بسبب التار" " كان متجوز وعنده تلات عيال وهربان منهم عشان ميدفعش نفقة" ولكن اكثر مايفضل كانت "رد سجون ..اتسجن خمستاشر سنة في قضية قتل ومخدرات" غير مبال مطلق الشائعة ان عمر صابر حين اتي للمنطقة لم يكن قد تعدي الأربع وعشرين... مايعني انه سجن حين كان في التاسعة من عمره... ناهيك عن ان كل قضية من الاثنتين لها عقوبة لاتقل عن المؤبد. اما لما اكتسب احترام الجميع ومحبتهم... فلسببين أولهما ... كونه عامل الله في جيرته واهل منطقته.. ومن يعامل الله يحبب الله فيه خلقه والسبب الاخر هو... الأستاذ حين اختار المنطقة ...لم يكن لأي سبب سوي انه لايام مكث في لوكاندة شعبية يبحث في المناطق المحيطة عن ورشة يستأجرها ...حتي وجد تلك وما ان استقر حتي انتشرت الشائعات... لذا لأيام لم يخطو عتبة ورشته مخلوق والكل يتطلع فيه من مسافة آمنة كما لو كان زومبي سينقض عليهم يعضهم...كما يري في الأفلام حتي آتي اليوم الذي وقف امامه الأستاذ يونس ببشاشته محييا (السلام عليكم يا اخ صابر... كاوتش عربيتي اتخرم تقريبا... ممكن تصلحه ولا مشغول؟) كاد صابر ان يضحك ساخرا علي كلمة الأستاذ الأخيرة وهو يتطلع حوله في الورشة الفارغة...ولكنه لم يفعل..بل بادل الرجل الوقور التحية وبدأ فورا بالعمل علي كاوتش سيارته...ولكن الصمت لم يدم وصابر يبوح بالسؤال الذي دار بخلده منذ خطي يونس ورشته (غريبة ان حضرتك قررت التعامل معايا ...مش قلقان من الاشاعات اللي طالعة عليا ولا مسمعتهاش؟) ابتسم يونس ابتسامته المريحة لنفسية من امامه (لا سمعتها وعجبني خيال جيرانا الواسع...مع اني ضحكت علي إشاعة انك قتلت حد وانت عندك سبع سنين ...واتوسمت فيك شهامة متخليش إشاعة النفقة حقيقية) مع كلماته وابتسامته التي لم تفارق شفتيه...شعر صابر ان يونس قد تغلغل لقلبه لذا حين استطرد الأخير سائلا (لكن نصيحتي لو وراك فعلا تار او غيره عرفنا...مش عشان نقولك امشي من هنا مالكش قاعدة وسطنا...لكن عشان يوم اما تقع ...تلاقي مية ايد بتتمد تشدك) سارع صابر نافيا وفجأة اصبح ذلك الرجل مهما عنده حتي انه لا يريد لصورته امامه ان تهتز او تشوبها شائبة ( لا والله ولا تار ولا غيره... انا راجل وحيد ...كنت عايش مع ابويا وامي في بلد عربي ابويا الله يرحمه اشتغل فيها مدرس اكتر من عشرين سنة... امي الله يرحمها صحتها كانت علي ادها ماجبتش غيري واتوفت وانا سبع سنين... ابويا رباني ودلعني اخر دلع...دلع من اللي بيفسد...فلا نجحت في تعليم ولا مدارس...واما اتوفي ضيعت شقي عمره في مشاريع تافهة... بس الحمدلله دعواته ليا فوقتني علي اخر وقت... سيبت البلد اللي كنا عايشين فيها وجيت علي هنا ...كان الله يرحمه شاريلي شقة في منطقة من المناطق الجديدة بمبلغ محترم...بيعتها وجيت اخدت الورشة والباقي شايله في البنك) سأله يونس بإهتمام صادق (طب ليه طالما معاك مش بتأجر شقة بدل نومتك في الورشة زي ما سمعت؟) حك صابر رأسه بخجل مبتسما لمنطقه الغير منطقي (اصل انا متأثر اوي بقصة عبد الغفور البرعي ولن أعيش في جلباب ابي...بس النزاهة طبع ..مقدرتش اشتري جلبية زرقا مقطعة زي جلبيته) ضحك يونس وشاركه صابر الضحك قبل ان يربت الأول علي كتفه قائلا برزانة اخ كبير ينصح اخا اصغرا (علي عيني وراسي الفنان نور الشريف وابداعاته...بس احنا عايزين صورتك في المنطقة تبقي حلوة...انا هاشوفلك شقة ايجار كويسة مؤقتا عشان متحطش كل اللي معاك في تمليك... واما تقف علي رجلك نبقي نشوف حاجة ملك بإذن الله) زفر صابر بهم (لكن منين هأقف علي رجلي ومحدش بيجي ولا يتعامل معايا ...) عاد يونس لربتاته المطمئنة علي كتف صابر مؤكدا (خليها علي الله) وقد توكل صابر علي الله ..لذا بفضل الله ثم الأستاذ ...في خلال اربع سنوات من العمل الجاد أصبحت الورشة والشقة ملكه..خاصة بعدما دفع يونس كل من يعرفه دفعا لكي يتعامل مع صابر (ولكن ياتري ياصابر لو عرف الأستاذ باللي في قلبك ودماغك هيفضل يبصلك علي انك اخ وصديق ولا نظرته ليك هتتغير) فدون ان يحسب لها حساب ...انهزم صابر مع اول طلة بهية للبدر (السلام عليكم يا عم صابر) قاطع استرساله في أفكاره وصول احمد احد أطفال الحي (عليكم السلام يا احمد... عامل ايه! عايز تظبط عجلتك!) أحمر وجه الطفل الذي قد بدت عليه بوادر نمو في الطول تناسب سنواته الاحدي عشر..وبالرغم من نظافة ملابسه..لكن ذلك لم يمنع صابر من ملاحظة عدم تناسبها مع حجمه وقد بدت صغيرة عليه بعض الشئ (لا..) تلجلج أحمد وهو يضع عينيه في الأرض ( لا انا بدور علي شغل واقنعت ابويا بالعافية ..بس قالي مش هيقبل اني اشتغل الا معاك.. عشان انت الوحيد اللي بيأمن له) اجابه صابر بحقيقة مقرة (لكن يا احمد انت عارف انا مش بشغل معايا حد اقل من ستاشر سنة... مسئولية كبيرة) سارع احمد بنضوج لا يليق بطفل مثله (متخافش يا اسطا والله انا هنتبه علي نفسي ومش هتقلق مني خالص) تعجب صابر لإلحاح الصبي علي العمل فسأله وهو ينفث دخان شيشته في الاتجاه الاخر بعيدا عن وجه الصبي (انت عايز تشتغل اوي كده ليه؟ عايز تشتري عجلة جديدة ولا كورة ميسي؟) أجاب احمد بحماس نافيا (لا يا اسطا ولا ده ولا ده...امي زي ما انت عارف حامل وهتولد كمان اربع شهور ...وانا كان نفسي اجيبلها هدية حلوة علي الولادة ...في حاجات كتير نفسها فيها عشان حامل في بنت وانا...) وكأن الصبي خسر نضوجه في ثوان ليعود لعجز الطفل ان صوغ الكلمات...فلاحقه صابر يحمي كبرياء بِكر من ان يهدر (خلاص علي بركة الله طالما ابوك موافق ...تعالي بكرة الساعة تمانية واوعي تتأخر) تقافز احمد بسعادة هاتفا (سبعة ونص هاكون قدام الورشة يا اسطي ) ارتسمت علي شفتي صابر ابتسامة وهو يري أحمد ينطلق ركضا لوجهة بيته بفرحة وحماس وكأن الله أراد ان يجازيه لما فعله مع أحمد...رأي صابر سيارة يونس تهدئ من سرعتها قرب ورشته ولأنه يحفظ أي تفصيلة قد تتيح له رؤية البدر..تسارعت دقات قلبه وتعرقت كفاه... لادراكه انها مع يونس في السيارة عائدة من الدار (السلام عليكم يا صابر) رد صابر السلام وهو يرمي هانيا بسلام مهذب فترده وحدها... والاخري في المقعد الخلفي لم ترفع عينيها للحظة عن هاتفها أوقف يونس السيارة ليقول لصابر ( هاوصل الجماعة واجي اقعد معاك شوية... متخلصش الحجرين.. سيبلي نفس) فهم ابتسامة يونس المتوقعة مع انطلاق هانيا كمدفع (نعم نعم! نفس ايه وحجر ايه!) ثم لفت لصابرترفع سبابتها محذرة (طب وعلي الله يا صابر والا هيكون حسابك مع الحاجة مش معايا) رفع صابر كفه لصدره ولازالت عينيه في الأرض ( لا يا أستاذة متقلقيش احنا اهم حاجة عندنا صحة الأستاذ) زمور عال انطلق مع اعلان يونس انه (الحاج منصور وعز) ونارا... نارا نشبت في صدر صابر وهو يري البدر الذي بخل عليه بشعاع نور يتيم يؤنس وحدته... تلف بكليتها لتتطلع الي الڤان خلفهم بترقب ود صابر لو انه لها عليها سلطان.... أي سلطان ... فيمسك وجهها كاملا بين كفيه ويلفه بقسوة شديدة كي لاتنظر الا له لا …لن تكون قسوة شديدة...ربنا قسوة حنونة ... فهو لا يملك في قلبه ذرة قسوة تجاهها لذا ربما سيلف وجهها بحنان بالغ...لتنظر اليه .. فيميل ويطبع علي جفنيها قبلتين يمسح صورة غيره (انت اتجننت يا صابر؟ بتفكر في اخت الأستاذ الأفكار دي) قبل ان يضع عينيه في الأرض ... ألتقت بأخري فهاله مارأي... رأي في عين هانيا... خليط من التفاجئ... والفهم... والتعاطف تحرك يونس بسيارته كي يفسح الطريق لغريم صابر هو ليس غريما حقيقيا لعدة أسباب... أولا لانه لا يعرف ان صابر يحب بدور ولا حتي ان بدور تحبه... بل ومما سمع انه سيتزوج قريبا من اخري اختارها قلبه ثانيا لانه من الصعب ان تعتبر شخصا غريما لك وهو كلما يراك... (صابر وراضي عاللي ناسيني وروحي فيه..ازيك يا صابر وراضي) نعم فعز لم يدع حتي الفرصة لصابر كي يكرهه... وكم يكرهه لذلك سامر "كم مرة !" "تلك هي الرابعة" يتحدثون عنه بعملية مغيظة...وكأنه مجرد مجموعة معلومات علي حاسوب... ولكن مهلا...أليس هذا هو وضعه الحقيقي! هو هنا مجرد حالة...مثله مثل أي حالة اخري طرقات مختلفة علي باب الحمام ...قاطعت نوبة حديدة من نوبات التقيؤ (اخرج يا سامر من فضلك) الوحيدة التي تتحدث العربية...بالرغم من ارهاقه الشديد والاعياء الملم به بعدما قضي الصباح كاملا يتقيأ فراغا في معدته...ابتسم ابتسامة واهنة جدا وهو يسمع صوت الطبيبة المسئولة عن حالته .. دكتورة فايث غسل وجهه وتسند علي الحوض حتي استقام ليفتح الباب ويقابلها بإبتسامته الواهنة (صباح الخير دكتورة ايمان) هزت رأسها بغيظ مفتعل (قلتلك ميت مرة فايث...بس لو عايزني ايمان معنديش مانع لأي حاجة النهاردة) الدكتورة فايث بشير...دكتورة نفسية من أصول سعودية وسر اجادتها للعربية هو ابويها وحبها للدراما المصرية هز رأسه...فأستدعت تلك الحركة البسيطة المزيد من الغثيان..ولكن صوتها اخرجه وهي تسأل بلهجة حيادية (عيد ميلاد سچي النهاردة؟ صح؟) صمت للحظات وعلي شفتيه ترتسم ابتسامة حزينة ( العيلة كلها في مصر حاليا...وراحوا اخدوها وعملولها عيد ميلاد وبعتولي الصور) ضحك ضحكة رائقة وهو يستطرد (مامي جابتلها حصان...تخيلي رد فعل معاذ لما شاف الحصان؟ ) غامت ملامحه قبل ان يدلك جبينه بإعياء (بابا ونانا بيقولوا انها طفلة سعيدة ..صحتها الجسدية والنفسية والعاطفية كله كله تمام) كعادتها معه تصمت طويلا..ثم تسأل سؤالا ينكأ الف جرح (وانت شايف ان معاذ السبب في ده؟ شايف انه واخد مكان مش من حقه..) قاطعها بصلابة لم تتأثر بحالته الصحية (لا...هو في مكانه الصح والوضع كده هو الوضع الصح... انا حاولت اسرق منه حقوقه لكن دلوقتي كله رجعله) لم تضغط فايث عليه اكثر وهي تري شحوب وجهه... 'ولكنها اكثر من مدركة ان تلك هي علة سامر حرب ضروس لاتتوقف بين احساسه بالاشتياق لسچي ولدوره كأبيها...واحساسه المتأصل ان سچي ليست من حقه وانما من حق معاذ بعد حمام طويل وكورس دواء كي يتحكم في معدته فلا يفرغها من زجاجة ماء وفنجان قهوة ...كان كل ما تناوله لذلك اليوم...خرج سامر للقاعة الرئيسية بعد عدة تشجيعات من فايث والعاملين... لان احد الكتاب سيحضر لحفل توقيع ومناقشة كتابه لم يكن مهتم كثيرا بالامر برمته ولكن رأها فرصة كي يغازل انطونيا قليلا كعادته اما صاحبتها چيا فقد اقتنع ان ماسمعه منها منذ عشرة أيام ...كانت محض هلاوس تصيبه بسبب سوء التغذية حين وصل للقاعة ..كان اغلب المقيمين ملتفين حول الكاتب الشهير يناقشونه بحماس ...حتي انطونيا التي ما ان لمحته حتي اشارت له بحماس قبل ان تغمز له بدلال وتطالبه ان ينتظرها تحرك سامر في القاعة الخالية يبحث عن نقطة مريحة للجلوس كي يستكمل قراءة كتابه...حين لمحها تراجع اللون الأشقر من شعرها تماما حتي اصبح في الأطراف فقط..اما الجنون المتمثل في تجعيداته الغير قابلة للسيطرة..فلازالت علي حالها شيئا فيها شده...سيرجعه للكتاب الذي تقرءه ...فقط لانه لايجد تفسيرا اخرا " هاري بوتر وكأس النار" (هل انت من هواة هاري بوتر!علي فكرة انا كذلك) حدثها بالانجليزية...فرفعت رأسها ليتأكد ان عينيها بندقيتين وليستا كما اعتقد من قبل...ولكنها حين لم ترد ألح في السؤال وتلك المرة بالفرنسية (ألاتتحدثين الإنجليزية؟ الفرنسية؟ الاسبانية؟) وفي كل مرة كان يغير اللغة مستعرضا بعضا من التسع لغات التي يتحدث وقبل ان يسأل بالايطالية.. (اللهم طولك ياروح...ايه شغل الدبانة الزنانة ده...امشي ياعم انت من هنا) اتسعت عينا سامر حتي كادا ان يسقطا من محجريهما..وكاد ان يشهق لولا العيبة (ايه ده انت مش بس بتتكلمي عربي؟ ده انتي بتتكلمي مصري بلهجة ردح مميزة) خبطت الكتاب علي الطاولة ولم يبد عليها المفاجأة انه يتحدث العربية .. فتأكد انها علي علم بأصوله (اه بعرف وبعرف اردح بالقاهري وبالاسكندراني ... ولو ما مشتش من هنا هافرشلك الملاية) رفع ساخر كفيه مستسلما وهو يبتعد ( لا لا وعلي ايه بعترة الكرامة وقلة القيمة... انا ماشي) ولكنه عاد الخطوتين في خطوة واقترب منها هامسا (علي فكرة سيدريك ديجوي هيموت في اخر الجزء ) وابتعد متشفيا لنظرة الغيظ علي وجهها لكن حين خرج توقف مسمرا في مكانه وهو يتمتم (احيه...انا نسيت اسألها عن القتيل) الكتاب الثاني بدور " الادب فضلوه عن العلم...وبنتي تربية وعلم واهم من كده وكده دين" "بدور الله اكبر عليها...لا عمرها جات قالتلي يا ماما بحب ده ولا يا ماما معجبة بده" " بدور بتمشي في الشارع ... ألف كده...عسكري" كلمات أمها تتردد في اذنيها كلحن سقيم... كلمات كانت في الماضي تسعدها وتملئها فخرا... اما الان فشئ داخلها اختلف شيء اسمه... دعنا من اسمه ولنعود لكلمات أمها كلمات أمها الان تمنعها من الاكل والشرب والنوم... فبين اصابعها وريقة...لاتدري ما هي فاعلة بها بدور المهذبة العاقلة تهتف عليها...اعطيها لأمك او لأخيك واعترفي ولكن بما ستعترف؟ فذلك الذي كتب لها الرسالة ...مجهول لها (بس انتي شاكة في صابر! خليكي صريحة مع نفسك) قرصت بدور ذراعها بغل (انتي مجنونة ...صابر مين يا بنتي اللي هيقرأ احبيه قارئا وكمان هيكتبلك كلام حلو كده؟ ده رد سجون ومش بيعرف يفك حتي الخط) حاولت تخيل ...فقط تخيل ان عز هو من كتب لها تلك الكلمات لكنها كفتاة مهذبة طيبة...امتعضت من الفكرة وصرفتها بسرعة بعدما تأكدت ان عز ليس لها ورغما عنها عاد خيالها لصابر... دوما تدفعها افكارها عنده عند ملامحه المتجهمة...ابتسامته الشحيحة..عينيه القاسية... كل تلك السمات التي تأتي امامها وتتبدل فتلمح في ذلك التجهم شوق وفي تلك العينين رغبة اقشعر بدنها وهي تتذكر ما لمحته في انعكاس صورته في زجاج سيارة اخيها اليوم...وكأن أفكاره كانت مسموعة لها ...فسمعتها +18 عادت تقرص بدور ذراعها (انتي بقيتي قليلة الادب ووقحة) (لا وضيفي عليهم مجنونة او ملبوسة) شهقت بدور وهي تلف لهانيا الواقفة عند الباب هاتفة بفزع (اخص عليكي يا هانيا ...وقفتي قلبي) شهقت هانيا تقلدها بميوعة (معلش يا بدور يا اوختي لما سمعتك بتكلمي نفسك...مقدرتش اسكت علي الحالة) تخضب وجه بدور وقلبها يكاد يقفز من حلقها وهي تسأل (سمعتي ايه بالظبط) هزت هانيا كتفيها بلؤم (لا انا مسمعتش كويس... فإنتي هتقوليلي بدل ما تكلمي نفسك وتتجنني) حمدت بدور الله في قلبها قبل ان تقول بعند (مفيش حاجة...انتي اللي حبك لخويا جننك) رفعت هانيا كفيها باستسلام مصطنع قبل ان تردد بميوعة بصوتها الاخاذ وتمايل خصرها حبيبي يا اسطى وعنيك حبايبي حبك قافشني ومغمي قلبي يا برنس جيلك انا دايبة فيك مش بجمع قدام عينيك دة انا عايزة اقولك انا عايشة ليك حتى في منامي مشغولة بيك زينة الرجال سالك ودغري مقدرش اسيبك ده العرض مغري لاستغراقها في الاغنية ... لم تشعر هانيا بيونس وهو يقف خلفها يحاول السيطرة علي كم استمتاعه بما تفعله زوجته قبل ان يفضحه ذلك الاستمتاع امام اخته ولكن ذلك لم يمنعه من ان يلف ذراعيه حولها...ويسحبها من الغرفة لشقتهما ضحكت بدور علي اخيها وعلي نظرة الهيام التي تبادلها مع زوجته قبل ان يغلقها الباب خلفها وداخلها هاجس مزعج (هل عنت هانيا تلك الاغنية ) أخيرا خلت بنفسها بعد نوم أمها ويوسف ...فتحت كتابها " احبيه قارئا" وجمعت الكلمات المظللة في ورقة خارجية لتقطب مردده إياها اغار من الهوى وثوبك واغار تخيل من اهلك وانا ظلي وهو ظلي اغار ان قرب من ظلك حسك تبتسم حسك او تتلفت لغيري انته ملكي لوحدي بكيفي وهذا تفكيري ،،،، اصابت رجفة وهي تفرد كفها علي قلبها تهدأ ذلك المجنون داخلها الكلمات كانت متملكة بطريقة مثيرة ...وهي لم تجرب يوما ذلك الشعور...شعور ان تكون مرغوبة حد التملك...ان يغار عليها رجل حد الجنون (بس ممكن يكون فعلا صابر بيعرف يقرأ وهو اللي بعتلي الجواب وظلل الكلمات...؟ طب لو مش هو ..يبقي مين؟) برغم عدم تصديقها انه صابر ... الا انها ظلت تتخيل المعجب السري انه... هو في الصباح...لم تكن نامت سوي سويعات ولكنها أصرت علي يونس ان تنزل لدقائق عند العم خضر تستبدل الكتاب بالجزء التاني... وبدور العاقلة تكاد تجري في حيهم تسابق الخطوات لتري هل من جواب جديد! حمدت الله وهي تري ورشة صابر مغلقة... فهي لاتحتاج نظرة جديدة تزيد من ارتباكها وتخبطها...لذا سارعت الخطي وهي تهتف بحماس طفولي ما إن دخلت المكتبة المتهالكة (صباح الجمال علي عيونك ونضارتك يا عم خضر..) وقفت كتمثال مسمرة في مكانها امام الطاولة الصغيرة الموضوع فوقها إفطارا غنيا كاملا.. وحولها عم خضر ...وصابر اجابها العجوز بلطفه المعتاد ورقيه الذي لاتشي به حالة مكتبته (صباح الجمال علي البدر في تمامه...تعالي حماتك بتحبك) رفع صابر كفيه عن الطعام ووضعهما امام وجهه بخشوع ...لايمنع من ابتسامة ماكرة تختبئ علي شفتيه (الله يرحمها...الفاتحة علي روحها) وقبل ان تسأل او تستفهم ...كان العم خضر رفع كفيه هو الاخر ليقرأ الفاتحة...فلم تجد بدا الا ان تمتثل وتتلو الفاتحة هي الأخرى بحرج وارتباك آمن صابر وخلفه العم خضر الذي سأل بإبتسامة متلاعبة (كانت طيبة يا صابر الله يرحمها مش كده؟) فأجاب صابر وقد تجاهلاها كلاهما وتجاهلا شرح ما يدور لها (كانت طيبة اوي يا عم خضر والله وكانت هتفرح بيها اوي ...طول عمرها كان نفسها في بنت حلوة كده..لا ومش حلوة بس...وبنت ناس وطيبة) اغتاظت لتجاهلهم لها..ولانها لم تعد متأكدة ان من يمدح فيها صابر هي بدور نفسها...فأشتعلت شعلة غيرة صغيرة داخلها ...لذا هتفت بصوت ثائر (انا مش فاهمة حاجة...انتوا بتتكلموا عن مين؟) ليمعن في غيظها...نظر لها صابر مصطنعا التفاجؤ (ايه ...انسة بدور... اهلا وسهلا ...اتفضلي افطري معانا..حماتك كانت هتحبك) عجزت عن ان تجد إجابة...لذا صمتت وهي تجز علي اسنانها ولكنها تمالكت نفسها لتسأل عم خضر متجاهلة الاخر (الكتاب التاني موجود يا عم خضر؟) هز العجوز رأسه وهو يعد ساندويتشا من الفول (موجود يا غالية...) ثم ألتفت لصابر مشيرا (روح يا صابر مع بدور للرف رقم 14...انت عارف الرفوف قديمة وخايف حاجة تقع عليها) لم يكن العم خضر مجرد هاوي...بل كان أمين مكتبة كلية اداب جامعة القاهرة قبل ان يخرج معاش..لذا فمكتبته برغم من قدمها الا انها مرتبة بحرفية سار صابر امامها فتمتمت بغيظ (صحيح محدش بقي يفهم في الاتيكيت...ladies first) وقف فجأة امامها ليلتفت اليها بنظرة حارقة جعلتها تنكمش قليلا (والله انا اهلي مربونيش علي ladies first..ربوني علي ان نبينا موسي عليه السلام قال لبنت نبينا شعيب (امشي خلفي، ودلّيني على الطّريق إن أخطأت)) لم تشعر بدور بالحرج كما شعرت في تلك اللحظة ..حتي انها وضعت وجهها في الأرض ولم تقو علي رفعها الا حين سمعت صوته القوي آمرا (رف 14...شوفي كتابك يا أبلة) ستجن... حتما ستجن ان لم تسأل ...لذا استجمعت شجاعتها ورمت ما يؤرقها (انت بتعرف تقرا وتكتب ياسطا؟) لقد اكد لها يوسف ألف مرة انه هو من يعمل علي سجلات الورشة لان صابر لا يجيد ذلك... ولكن ارادت ان تسمع منه هو (علي ادي يا ابلة..) لكن ابتسامته وملامحه التي تنطق مشاغبة لم ترها عليه من قبل ملامح لن تنكر انها تزورها في منامها كثيرا... ولكنها فتاة مهذبة وعليها محاربة تلك الملامح وتلك الاحلام وتلك الرغبات لم تدرك بدور انها في غمرة افكارها ..كانت تتمتم لنفسها وتلكم بقبضتها كفها لتشجع نفسها علي التماسك كتم صابر ضحكة نادرة ولكن رؤيتها في تلك الحالة ...كانت قاسية جدا علي قلب ظمأن كقلبه رغما عنه اخذ خطوة...فأصبح الفاصل بينهما ذلك الرف القصير (براحة علي نفسك يا ابلة.... ايدك متستحملش) بردار الفتاة المهذبة... عرفت ان وقفتها معه لاتصح...وقلبها المصاب بالجنون بين اضلعها لا يصح... لذا غادرت مسرعةدون ان تأخد الكتاب تطاردها ضحكته التي غادرت خلفها...تطاردها وتخبرها ان حلاوة ضحكة اسطي صابر لاتقارن بغيره ولاحتي عز چيا "": كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ"" لازالت چيا تذكر اول مرة زلزلتها تلك الآية الكريمة كان صوت المذياع ينطلق عاليا ...والغرفة يعمها الصمت...بينما ثلاثة من النساء يُغّسلوُن جدتها وهي وبنات عمومتها وحتي عمتيها...يقفن بلا حول ولا قوة لعدم إلمامهم بتلك العملية المقدسة جدتها...الوزيرة المخضرمة ...التي كان يهابها الكبير والصغير...تلك التي لم تكن لتسير في الشارع سوي بموكب هي الان مجرد جسد بلا روح...لا يملك حتي ان يحك نفسه وهل اتعظت چيا؟ نعم..فهي ليست صنما ولكن اتعاظها كان لفترة قصيرة...قرأت خلالها القراءن الكريم وابتعدت عن رفقة السوء...حتي عادت بالتدريج ...او بمعني اصح ابتعدت بالتدريج لتلهيها الدنيا والحفلات وكل ما يأتي مع حياة فتاة مثلها لم تكن فاسدة الخلق ...وقلبها كان سليما لذا ظلت تلك الهوة السحيقة في روحها تزداد اتساعا...هوة لاتملئها الملابس المصممة ولا الحفلات الصاخبة ولا حتي السيارات اللامعة فلجأت لمضادات الاكتئاب ...والحبوب المنومة وفي يوم تعس...خلطت كلاهما معا وركبت سيارتها خيل لها ان سيارتها هلام...يديها حول المقود هلام...وحتي المقود والطريق...وذلك الشاب في السيارة المجاورة يشير لها ان تتوقف...ولكنها لم تطع ...لان حتي المكابح وقدميها عليها كانوا هلاما اغمضت عينيها للحظة...لحظة واحدة...وفتحتها لتري الشاب يطير حرفيا (علي فكرة البطل هيموت في الاخر بردو) استفاقت علي صوت اللزج الذي عرفت ان اسمه سامر.. حسنا ستعترف چيا انه ليس لزجا تماما...ربما لانه يتحدث لغتها في بلد غريب...او لوسامته الشديدة بعينين رماديتين ...او لنحوله الذي اخبرها عن سبب وجوده هنا...اعترفت چيا انه ليس لزجا تماما ولكنه ابتسمت له بسخافة (ظريف اوي بس انا قريت الكتاب قبل كده وعارفة ان مفيش بطل هيموت) لقد دأب الأيام الماضية علي مشاغبتها من بعيد لانه كان يلمح فيها الاستهجان...لذا جاء ردها كأشارة طيبة شجعته لان يسحب كرسي ويجلس امامها في حديقة المركز سبل سامر عينيه وهو يضع كله سحره المركون من فترة علي الرف في جملته ( علي فكرة شعرك لونه الطبيعي احلي كتير من الأشقر ...لو عايزة رأيي) عادت تبتسم بسخافة وان كانت تحاول بها المداراة علي ابتسامة شبه حقيقية (لا والله مش عايزة رأيك) وضع كفيه ذوي العروق البارزة بسبب الضعف الشديد الذي لم يغب عن چيا..فوق قلبه مدعيا الجرح ( آي..جرحت مشاعري بس ملعوبة) ثم صمت للحظة قبل ان يقرب رأسه من رأسها وعينيه مثبتتان عليها بجدية (انتي هنا ليه يا چيا) أخذت نفسا عميقا ...لفت انتباه سامر رغما عن تهذبه الي قوامها العربي الجامح... طول متوسط وصدر ناهد وجسد يمتلئ في مناطق.. (علي فكرة انا وشي فوق...هتركز فيه ولا تقوم من هنا...ولا اقولك غمض عينك احسن!) اطاع سامر بسرعة حتي لاتتركه اوتعود لحالة الاستهجان...لذا اغلق عينيه وانتظر (انت الوحيد غير طقم الدكاترة اللي عارف السبب الحقيقي) أجاب بصدق دون ان يفتح عينيه...فربما اغماضه لهما هو سبب قدرتها علي الحديث (انا سمعت اللي قولتيه يومها..بس ما فهمتش..لو زي ما قلتي انتي ليه هنا ومش في سجن؟) سمع لهجتها الساخرة تقطر مرارا ( انا من عيلة****. فطبعا والدي سيادة الوزير مسبنيش اتسجن وهربني بعد اللي حصل بساعة) كان قد فتح عينيه بصدمة وهو يسمع اسم عائلتها التي يعرف ان أربعة افراد علي الأقل منها في مناصب وزارية لذا بارتباك رجولي بحت وهو يراها تضع يدها علي صدرها معرفة بينما تمد الأخرى لتصافحه بدلال مصطنع من وجهة نظرها لائق بها من وجهة نظره ( وعشان كده يا فندم انا قدامك اهو...بعد ما هربني من البلد ... بدأت في إيذاء نفسي عشان اتخلص من الإحساس بالذنب...ففهمني غلط علي اني ناوية انتحر... وبكده انتهي حالي هنا) لم يكن من النادر ان يتشارك نزلاء مركز التأهيل علتهم بتلك البساطة فكما يقول المثل" كلهم في الهوا سوا" ..لكن ما صدمه هو بساطة اعترافها انها تؤذي نفسها ...وكأن حياتها ودمائها في نظرها بلا ثمن (بس بردو مش فاهم...انتي قتلتيه عمدا ولا دفعا عن النفس؟) لم يقصد ان يجرحها بكلماته ولكنه ما ان سمعها تخرج من فمه حتي شعر بقسوتها...فلم يكن رد فعلها مفاجئا وهي تقف وتهم بالابتعاد معلنة (انا مليت من القعدة معاك وهاروح المكتبة) مد كفه بسرعة متمسكا بكفها يمنعها من الرحيل...وفي عينيه نظرة ترجي تهتف" لاتتركيني لوحدتي اكثر" (طب مش عايزة تعرفي انا هنا ليه!) جلست والسبب بعيدا كل البعد عن الفضول..السبب انها لم تستطع رد رجاء العينين ( انا ياستي...)صمت للحظة يعبث بكم قميصه بإهتمام مبالغ كي لا يواجه عينيها وهو يعترف (خنت صاحبي الوحيد واتجوزت خطيبته بعد ما زغللت عينها بالقصر والسفر والمجوهرات...وبعد ما اتجوزتها اتحولت معاها...لوحش ما يشبهنيش) لم تسأله والاجابة مرسومة علي ملامحه المشمئزة من نفسه وقد شحب وجهه وعرفت انه ربما موشك علي التقيؤ لذا وبعلو صوتها غنت بصوت نشاز مزعج ( انا عايش ومش عايش ومش قادر علي بعدك) كان لما فعلت الأثر المطلوب ...حيث نسي سامر للحظات ما كانا يتحدثا عنه وحدق فيها مفزوعا ثم تلفت حوله لزملائهم المشاهدين لهما في استنكار وأطمأنت هي انها شتته ولو للحظات سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 30-07-20 الساعة 11:40 AM | ||||
12-04-20, 01:45 PM | #3 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0) um soso, shymaa abou bakr+ انا وانتي ولا حد ثالثنا دزيت صباح الخير بالقبلات والقلوب بسرعه حتى اكون اول تعليق واضح ان الحضر مأثر على الكل وصار الليل نهار والنهار ليل بس اني وحكومتي على نفس البرنامج ماكو تغيير الا افرمت الحكومه بس ضاع سيدي الفرمته وهو نظام قديم وماكو بعد منه | |||||||
12-04-20, 01:55 PM | #4 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
والله احسن نظام. احنا لسه محافظين ع الروتين بس الساعة عندنا 9 بالليل | |||||
12-04-20, 02:34 PM | #5 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| ياسلام فعلا الدنيا صغيره اوووووي مايجمع سامر وجيا اكثر من مصحه نفسيه مايجمعهما عائلة منصور جميله وعزالدين جميلة التي تزوجها سامر وخطفها من معاذ وعزالدين الذي ضنت جيا انها قتلته بدور وصابر وحكايه لاتحتاج سوى الصراحه او الابسط من هذا كله تدخل من هانيا وينتهي الموضوع والله احس الحكايه تحتاج اكثر ن فصلين | |||||||
12-04-20, 03:04 PM | #6 | ||||
| سامر وصل لمرحلة من رثاء الذات لدرجة تم وضعه بمركز تأهيل و هناك تعرف على جيا اللي تقريباً شبهه اللي بعتقد انها بتقصد عز الشاب اللي قتلته و احساسها بالذنب وصلها لتأذي نفسها فكان مصيرها مركز التأهيل بظن صداقتهم هتساعدهم لتنين ليخرجوا من ازمتهم🤭 صابر اللي صابر و صابر على البدر و ماشي معها الهوينا بكلمات كانت لها اثر عليها و هي مش عارفة اذا هو او لا بس مصير تفكيرها بالاخر بوصلها لصابر❤❤ بانتظار الحزء الثاني يا شيمو 😘😘 تسلم ايديكي روعة😘😘 | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|