|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-02-09, 09:22 PM | #1 | ||||
| 5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) 5-الرجل السراب جانيت ديلي الملخص كانت تعرفه صوتا بغيظا متسلطا عبر الهاتف .وها هى الأن تراه مختلفا كل الاختلاف . على كل حال ؛ظروف لقائهما كانت غريبة.فقد وجدا نفسيهما وحيدين تحت سقف واحد،ولا رفيق الا أمواج البحر. كان هذا وضعآ خطيرآ بالنسبة لسارة بالرغم من قوانين ((اللاعواطف))التى وضعاها ،فوارن كينكايد رجل لا يعترف الا بقانونه الخاص،حتى أنه استغلها ضد خطيبته الفاتنة السابقة . سارة اكتشفت أنها تعيش مع سراب كلما حاولت الامساك به ابتعد عنها،ولم يبق لها الا الرحيل مع حطام قلبها فهل يداوى البعاد القلوب الجريحة ؟ روابط الرواية ككتاب وورد txt التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 29-09-14 الساعة 11:54 PM | ||||
19-02-09, 11:12 PM | #2 | ||||
| 1_الرجل العاصفة رنين الهاتف أوقف الخطوة التى كانت تهم بها سارة لا تغلى للابتعاد عن طاولتها .والضوء الأحمر راح يغمز على الخط الداخلى للمكتب. فنقلت كومة الملفات الى ذراعها اليسرى ،ثم مدت يدها لتجيب: -سارة تتكلم -لديك مكالمة من فيولا شردان على الخط الثالث ارتفع حاجبا سارة الأدكنان تعجبآ عند سماعها اسم ابنة عمها. -شكرآ نانسى. ضغطت على زر الخط الثالث ،متسائلة بسخرية خفيفة عن سبب اتصال فيولا بها. -مرحبآ فيولا. جاء الصزت الغنائى الجميل خاليا من اعتذار حقيقي. -أسفة لأننى اتصلت بك فى عملك ياسارة ،فلست أنوى التسبب لك بمشاكل مع رئيسك.ولكننى لم أستطع الانتظار حتى المساء لأتكلم معك.-أنت لن تسببى لى المشاكل.فلا قانون يمنعنى من تلقى المخابرات الشخصية .ماذا تريدين بهذه الصورة الطارئة -أردت أن تعرفى أننى وفريدى مسافران فى الغد الى اسكتلندا لمقابلة أهله، سنقوم بعد ذلك برحلة بحرية نحو المتوسط. -هذا رائع! ما من شيء قد يجبر سارة على اظهار ولو شيء من الحسد. أردفت فيولا بسعادة :-أليس الأمرمثيرآ حقآ؟ لقد حدث كل شيء بسرعة .ذكرت عرضيآأمامه كم ستكون رحلة من هذا النوع رائعة ،وأنت تعرفينه ،لو أردت القمر لاشتراه لى .ياللرجل المسكين...ودت سارة لو أن يتعلم فريدى قول كلمة (لا)قبل أن تبذر فيولا ماله كله.ففيولا تحب فريدى حقأ،ولكنها لن تنضج لأنها على ما يبدو ستبقى طفلة.وتابعت فيولا:-جربت كالمجنونة منذ أن أبلغنى عن الرحلة لأننصف ثيابى الصيفية أصبح قديما وسيصيبنى الحرج اذا ارتديتها.اوه يا سارة أود لو ترين هذا الثوب الرائع الذى اشتريته!انه جرىءالى حد أن يمنعنى فريدى من ارتدائه اذا ما رآه.ثم هذه البيجاما الساتان ذات اللون الأزرق التى ... -فيولا.أحب أن أسمع كل شيء عن ثيابك الجديدة لكننى مشغولة جدآ لذا من الأفضل أن تتصلى بى الليلة . -لكننى اتصلت بك الآن لأننى وفريدى مدعوان الى حفلة عشاء الليلة.بدا من صوتها ريبة لأنها لم تفهم مقصد فيولا .ابتسمت بسخرية وهى تنظر الى السماعة :-حسنا ...سعيدة أنا لأنك أعلمتنى بخبر سفرك.ماذا باستطاعتها أن تقول غير هذا؟ -أوه...ولكن هذا ليس سبب اتصالى ...أظننى أخبرتك عن الأمر الآن. تمكنت من تصور وجه فيولا وعينيها المتسعتين دهشة. -لا يا فيولا...لم تخبرينى شيئا.لماذا اتصلت بى تحديدآ؟- لقد التقيت بآريل ماترز يوم أمس صدفة عندما كنت أهم بوضع حمل من المشتريات فى سيارتى.جلست سارة على حافة الحاولة حائرة فما علاقة اريل بهذه المكالمة ؟ستعرف بالتاكيد لكن عليها الصبر حتى تحصل على رد من فيولا وتابعت فيولا: -توقفت لاقول لها ((مرحبا))فمن موضوع الى اخر وصلنا الى الحديث عنك.-حقا؟-ليس بالشراو اى شيء من هذا القبيل .لقد ذكرت اريل انك ستاخذين اجازة الاسبوع القادم مدة اسبوعين ،لكنها ليست واثقة من انك تخططين لامر ما. اليس هذا صحيحا؟ردت سارة بضجر فرحلاتها الصغيرة لا تقارن بالرحلة التى ستقوم بها فيولا:-اجل... -الن تسافرى الى مكان ؟-لقد فكرت فى قضاء بعض الوقت مع العائلة ،اما الوقت الباقى فساخلد فيه الى الراحة والاسترخاء. هذا عظيم! لم تكن سارة تظن ان الامر يستحق كل هذا الحماس ،لكن لا ريب فى ان فيولا لم تفكر كثيرا عندما قالت ذلك .والحقيقة المرة ان سارة لن تستطيع تحمل تكاليف السفر الى الخارج. فامامها مصاريف اولية مختلفة اولاها تصليح سيارتها التى انضبت حساب توفيرها الى درجة الجفاف تقريبا.لكن عزتها تابى عليها الاعتراف بذلك امام ابنة عمها لذا حاولت دفع فيولا الى النقطة المطلوبة:- لماذا تسالين -قلقت بشان منزلنا الملىء بالاشياء الثمينة الواقع فى عزلة على الشاطىء بعيدا عن الجيرانالذى قد يتعرض للسرقة خاصة وان السياح ستيوافدون الى البلد منذ الان.فقد يقتحم احد المنزل حينما يلاحظ ان المنزل فارغ .ولست ادرى ما افعل ،فانت تعرفين الاشياء الجميلة الثمينة التى نملكها يا سارة .-اجل. -فيما كنت افكر بما سيصيب المنزل اثناء سفرنا تذكرت قول اريل عن اجازتك،عندها علمت اننى وصلت الى الحل المثالى ...ما رايك بالعناية بالمنزل اثناء غيابنا!ترددت سارة قليلا:-اعتقد ...اننى استطيع . اثناء اجابتها تلك جالتالفكرة فى خلدها فاستنسبتها فليس اروع من قضاء الاجازة فى منزل ضخم يرتع عند اعتابه الشاطىء وهذا المنزل لن تقدر على مصاريفه لو اردت استئجاره . صاحت فيولا:كنت اعلم انك ستساعديننى!ردت سارة بصدق وهى تتصور أيام الاسترخاء تحت اشعة الشمس :-سيكون هذا من دواعى سرورى .-ثمة امر اخر فنحن كما ذكرت منذ قليل مسافران غدا وهذا يعنى ان المنزل سيبقى فارغا وانا اخشى عليه فراغ ساعة فكيف بيومين او اكثر .فهل لك السكن فيه ابتداء من ليلة غد؟ اخذت سارة نفسا عميقا فليت ابنة عمها تعرف ان ما تطلبه يفرض عليها النهوض مع طلوع الشمس لتستطيع الذهاب الى لندن قبل ازدحام السير الخانق .لكنها فكرت بما ان الغد هو نهار الخميس وان السبت عطلة فلا باس بالقيام بهذه الرحلة .فوافقت بعد تفكير :-بالطبع ...سأوضب حقائبى وأسافر بالسيارة بعد انتهاء العمل غدا. سأدين لك بالشكر طوال عمرى .فى المنزل أطعمة كثيرة وكل ما تحتاجينه من أدوات ،سأترك مفتاح الباب فى وعاء الزهور قرب الباب. -حسنا.-وداعا. سمعت سارة فورا صوت الخط الذى قطع قبل ان تجيب حتى ،وهذه هى عادة فيولا التى ما ان تحصل على ما تريد ،حتى تفقد اهتمامها بالحديث.لكن الشكر لها لانها جعلت اسبوعى الاجازة عطلة تتوق اليها بفارغ الصبر.عليها طبعا ان تكلم رب عملها ،ديرك ارميتاج ،عن صباح السبت.استوت واقفة عن الطاولة ثم تقدمت من خزانتين معدنيتين فوضعت عليها الملفات ثم فتحت درجا وشرعت فى وضعها مرتبة فيه .فى هذه الاثناء دخل ديرك ارميتاج احد شركاء مكتب المحاماة ملقيا التحية:-مرحبا سارة.تقدم من طاولتها ليراجع كومة رسائل .مررت سارة يدها على احد جانبى شعرها البنى ثم التفتت اليه تتامله.ديرك ارميتاج فى أواخر الثلاثينات من عمره،غزا الشيب شعره الاسود لكنه الى الان لم يتزوج فهو الاعزب الدائم كما يدعى.كانت سارة تعلم ،رغم خبرتها المحدودة ،انه سيصعب ايجاد رئيس مثله فهو مرح يسهل التعامل معه.كانا قد تواعدا عدة مرات فى الاشهر الاخيرة لكن لم يحاول اى منهما نشر الخبر امام الاخرين فى المكتب .قالت له سارة بنظرة عطف من عينيها البنيتين:-من خلال ما اراه على وجهك اعتقد ان لا داعى الى السؤال عن الاجتماع. اشتدت زوايتا فمه الى الاسفل :-ارجوك لا تسألى .لقد اصابنى الاحباط اثناء الشرح للرؤساء الكبار اسباب خسارتنا قضية الدكتور ايفاريز .ليت هؤلاء الرؤساء يخربون من مكاتبهم الى العمل لفهموا طبيعة ما نواجه. -اقتراح عليهم ذلك .ابتسمت له،فتنفس بحدة.-لا ...هذا ليس من صميم عملهم.وهم لا يودون سماع الاعذار بل يريدون الحلول،على البدء بدراسة القضية من جديد للنقض والاستئناف .اه من المشاكل!-بما اننا نتحدث عن المشاكل فهل لى ان اذكرك باجازتى المقبلة .-لا تذكرينى بهذا فأنا لا اريد ذكر الامر قبل صباح الاثنين.- اسفة .لكنى املت ان تمنحنى اجازة صباح السبت . لمعت أسنانها البيضاء وهى تبتسم له،فقطب حاجبيه ثم ظهر الارتباك فى عينيه اللوزيتين:-لكنك كما ذكرت لى انك لن تقصدى مكانا معينا اثناء اجازتك.- تغيرت خطتى قليلا.ذلك ان ابنة عمى اتصلت بى طالبة منى السكن فى منزلها على شاطىء هايستنغز اثناء قيامها وزوجها برحلة بحرية غدا مما يقتضينى ذلك المكوث فى منزلهما ابتداء من ليلة غد حيث سأضطر الى السفر الجمعة ،ذهابا وايابا ولن أقدر على اجتياز هذه المسافة يوم السبت .فهل تعطينى الاذان؟ هز كتفيه:-ولماذا لا؟-شكرا لك.سأعمل حتى وقت متأخر يوم الجمعة لأعوض يوم السبت .- الافضل أن تخرجى من بيت المجانين هذا فى الخامسة مساء الجمعة قبل ان اغير رايى فأوجل لك اجازتك .عندها ستضطر ابنة عمك ان تجد لها من يحرس المنزل بدلآعنك.على فكرة من ستحل محلك هنا ؟-جيني. لمعت عيناه عند سماع الاسم الذى تلفظت به سارة فقال بلهجة جافة :-الافضل ان تتركى عنوانك ورقم هاتف ابنة عمك مع نانسى .فى حال خلطت ((جينى البلهاء))الامور او اكتشفت انها اضاعت شيئا .اين قلت العنوان ؟شاطىء هايستنغز؟ -اجل...المنزل على شاطىء القناة الانكليزية تماما و...لم تكمل سارة ،اذ شهق ديرك وقال:-على الشاطىء؟قلت على الشاطىء؟اللعنة...قد آخذ اجازتى وانضم اليك.يبدو هذا وكأنهالجنة ...منتجعات هايستنغز مكان للعشاق كما تقول المنشورات السياحية ،ماذا لو أثبتنا صحة هذا الكلام؟- ان لم تشأالعمل نهار الاحد فاتبعنى؟-عظيم .رن جرس الهاتف الداخلى ،فتقدمت سارة لتجيب فطالعها صوت نانسى عاملة الهاتف:-الم اشاهد السيد ارميتاج يدخل منذ قليل يا سارة؟-أجل.-جيد،السيد كينكايد على الخط رقم واحد. لقد اتصل ست مرات اليوم.ولم تضف شيئا فالسيد كينكايد رجل غير صبور اطلاقا.-شكرا نانسى... التفتت الى ديرك:-السيد كينكايد على الخط رقم واحد.شد على أسنانه غيظا:-ألن أنتهى من الشرح والتفسير اليوم ؟استخدمى سحر صوتك الدافىء لتأجيل المكالمة فترة .جلست على كرسيها ثم رفعت السماعة لتضغط على الخط رقم واحد :-مكتب السيد ارميتاج،هل لى بمساعدتك؟ جاءها الصوت الأجش:- أجل ...اريد مكالمة السيد ارميتاج.كان امرا لا طلبا ما قاله،لكنها مع ذلك ردت باصرار:-اسفة جدا...انه مشغول على الخط الثانى ...هل أوصل له رسالة ؟ -حقا ؟انه على الخط الثانى؟ أحست برده الساخر،فقالت بثبات:-اجل ...هل اطلب منه الاتصال بك عندما ينتهى ؟-لا ...فأنا لا اشك فى انه يقف قربك الان ليتاكد من نجاحك فى ابعادى.أجفلتها قليلا هذه النبرة الجافة -اؤكد لك يا انسة انك لن تنجحى . لم تدر ما اذا كانت لهجته المتعجرفة ام ردة فعلها الغاضبة على اتهامه هو الذى دفعها للتخلى عن لطفها لتلجأالى الاسلوب الساخر الذى كان البادىء فيه:-اؤكد لك سيد كينكايد ،ان السيد ارميتاج مشغول على الخط الاخر لكن بما انك تبدو على عجلة شديدة من امرك تجعلك فظا الى هذا الحد فسأرى ان كان بامكانى مقاطعته،أرجوك ابق على الخط. دون ان تعطيه فرصة الرد ضغطت على زر الانتظار .فقال ديرك فورا:انا اسف يا سارة ...سأكلمه من مكتبى.-ليتك تطلب منه القفز الى بحيرة قاحلة.-صدقينى ،قد افعل ذلك .لكننا نعمل فى وقته وماله وهذا ما خسرته بخسرانى تلك القضية .أعتقد ان له الحق فى معرفة ما جرى.-انما لا حق له فى ان يكون فظا الى هذا الحد انه...- احذرى ...فالسيدات لا يستخدمن الكلمة التى تفكرين فيها!تمتمت سارة وهى تنظر الى الضوء الذى يضىء طورا وينطفىء تارة اشارة منه الى الانتظار:لا اشعر الان اننى سيدة. فكرى فى الاسبوعين اللذين ستقضيهما بعيدا عن كل هذا . تلاشى غضبها بالسرعة التى اشتعل فيها لتحل محلها ابتسامة مشرقة:-سأحس لحظة او لحظتين بالأسى عليك لما تقاسيه فى هذا المكتب بينما اتمرغ انا فوق الرمال. ـــــــــــــــــــــــــ ـــ يتبع | ||||
20-02-09, 12:45 AM | #4 | ||||
| حملت حقيبة زينتها واحدى الحقائب الصغيرة من مؤخرة السيارة ثم انطلقت باتجاه باب المنزل الآمامى .بسبب انهماكها فى البحث عن وعاء الزهور الذى قالت فيولا انها ستضع المفتاح فيه لم تنتبه لما تحت قدميها .اذ علق طرف حذائها بممسحة الآرجلامام الباب ،فتعثرت الى الأمامحيث طارت حقيبة الزينة من يدها ،فوقع منها كل ما فيها من أغراض على الأرض الصلبة.واستطاعت سارة استعادة توازنها لحظة واحدة قبل ان تلحق حقيبتها الى الارض،صاحت تؤنب نفسها:-لماذا لا تنتبيهن لموضع قدمك يا سارة؟بينما كانت تلملم أغراضها المبعثرة عن الارض لاح لها وميض شيء معدنى.التقطته فاذا به مفتاح ،وضعته فى قفل الباب فانفتح. تمتمت(يا لفيولا الغريبة)).تركت الباب مفتوحا لتعيد الاغراض الى الحقيبة ثم تمتمت مردفة:نسيت المكان الذى عليها ان تضع المفتاح فيه،فاختارت ابسط الأمكنة. ولجت الباب الى المنزل الذى زارته قبل الآن المؤلف من طابقين :الطابق الأرضى يحوى المكتبة وغرفة استقبال.وما تبقى يحتله المرآب.القسم الرئيسى من المنزل هو فى الطابق الأعلى الى يسارها .نظرت الى السلم ،فأعجبتهاالخزائن الطويلة المبنية فى الحائط ابتداء من فسحة السلم حتى السقف،والنقش الذى زين خشبها الأبيض المطعم بالأزرق اللماع من خلال زجاجها المقطع فى الأبواب الطويلة ،وبدت مزهريات جميلة من البورسلين الابيض والازرق تتوزع فيم بين الكتب .كان كل شيء حولها صامت لا يسمع فى ارجاء المنزل الا صدى نعلى حذائها على الارض الخشبية وقد أزعجها صوتهما ودت السير على اطراف اصابعها. غرفة الجلوس كانت عالما ازرق قائما بذاته ،فيها مقاعد زرقاء وبيضاء تلائم الوان الغرفة عليها وسائد زرقاء كأنها ذنب الطاووس وسجادة زرقاء كبيرة تقبع فى وسط الغرفة ،امام مدفأة ذات حجارة بيضاء.وفيها أيضا تماثيل وصور ذات الوان زرقاء ،يزيد من ابراز لونها النباتات الخضراء المعلقة والمنتشرة فى الغرفة.كانت غرفة الطعام والمطبخ امتدادا غرفة الجلوس التى لا جدران تفصل بينهما.فيها اثاث ابيض مطعم يغلب عليه اللون الاخضر بفعل النباتات الخضراءالتى فيها.وضعت حقيبتها من يدها ،ثم تقدمت من نوافذ كبيرة مواجهة للبحر.ذات ستائر زرقاء مفتوحة تكشف عن منظر البحر الرائع ورمال الشاطىء المغرية.لم تمكث كثيرا امام هذا المنظر لان لديها وقتا طويلا تستطيع خلاله تامل الخارج.اما الان فعليها توضيب ملابسها وتجهيزها.تفرعت غرف النوم من الردهة الى يسار غرفة الجلوس قد خصص للضيوف غرفتان هما اصغر من الغرفتين الاخريين الرئيستين،ومع ذلك واسعتان تبعثان الراحة الى القلب.اختارت احداهما وهى غرفة مطلة على البحر لها حمام مشترك مدخله من الردهة .بعد ساعة من وصولها ،اتمت ادخال كل حقائبها واشيائها ووضعتها فى خزانة فيها بعض ثياب فيولا الشتوية،ثم ركنت السيارة فى المراب.بعد ذلك اتجهت الى المطبخ،فحضرت صحنا من الجبن واللحم البارد والفاكهة.عشائها تناولته وحيدة على المائدة،فى مواجهة البحر.ما ان غسلت صحونها وبعض الصحون التى تركتها فيولا على ما يبدوانتقلت افكارها الى الرمال الممتدة امامها،الفاتحة لها ذراعيها عبر النوافذ.الشمس المائلة الى المغيب مزجت الرمال بلونها الذهبى الذائب اثناء عودتها الى المنزل حيث كانت اثار قدميها تخط خلفها خطا.بالانتعاش من جراء الهواء المالحالذى يهب عليها.حالما استحمت،تكورت فى الفراش،لتغرق فى نوم عميق.استيقضت خلال الليل هنيهة عرفتها الى المكان الذى هى فيه ثانية لتغط فى نوم لم تستفيق منه الا على صوت جرس المنبه فتاوهت:احمدالله لاننى ساقوم بهذه الرحلة مرة واحدة فقط!اعدت قهوتها بسرعة ثم حملت الفنجان متثائة باتجاه شرفة غرفة الطعام.كان النسيم الذى يهب من البحر منعشا خفيفا هو ما تحتاجه تماما لطرد النعاس عن راسها.انحنت فوق سياج الشرفة،تراقب المد المتقدم،مذهولة بحركات الأمواج المتسارعة الواحدة تلو الأخرى نحو الشاطىء.توقف الزمن عند هذا الجمال الذى غرقت فيه وهى تحتسي قهوتها.صوت سيارةكسر السحر الذى حولها،فاستدارت عابسة.وقد وجدت ان هواءالبحر جعلها عاجزة عن تحديد المكان الذى صدر منه الصوت،لكنها كانت على يقين من انه قريب جدا وقد يكون صاحبه صيادا انطلق باكرا الى صيده.ازرحام السير الصباحى على الطريق الرئيسية باتجاه لندن كان كثيفا كما توقعت مما حداها الى المكوث وقتا طويلا على الجسور فى مداخل لندن فكان ان تاخرت فى الوصول الى المكتب عشرين دقيقة جعلتها تمضى معظم فترة الصباح محاولة تعويضها.بعد عودتها من فرصة الغداء،توقفت عند عاملة الهاتف،التى دل التعبير المرتسم على وجهها ان اقاويل المكتب العادية هى اخر ما يجول فى فكرها:-كنت قد طلبت من السيد كينكايد،الذى اتصل مجددا،معاودة الاتصال عند الواحدة والنصف معتقدة ان السيد ارميتاج سيعود فى هذا الوقت،لكنه اتصل منذ قليل ليقول انه مرتبط بعمل فى الخارج،وسيغضب السيد كينكايد عندما يعلم بغيابه.اول ما ارادت قوله فى هذه اللحظة ((ماذا اذا غضب؟))ولكنها تذكرت لذع لسان السيد كينكايد الفولاذى وعلمت ان نانسى تخشى من اتصاله فقالت:دعينى اكلمه لاشرح له الوضع.لم تكد تجلس الى مكتبها،وتضع حقيبتها فى الدرج السفلى حتى رن جرس الهاتف.وقالت نانسى ان السيد كينكايد على الخط الثانى.صرت سارة على اسنانها،ثم شجعت نفسها قائلة:لا تفقدى سيطرتك على اعصابك،ابقى هادئة ولطيفة بغض النظر عما يقول واياك وزيادة الزيت الى نار ديرك.كانت النصيحة خيرا لها،ولكنها قبل ان تلتقطالمكالمة،مدت لسانها للهاتف المضيء.تعبيرا عما يجيش فى قلبها .كم شعرت بالسرور فى هذه اللحظة لانها ستبتعد عن كل هذا مدة اسبوعين:عندما تكلمت كان هناك ما يكفى من كسل فى صوتها: -مكتب السيد ارميتاج. -صلينى به فورا. -اسفة هو غير موجود ولن يعود قبل وقت متاخر.هل لى بمساعدتك؟ رد بغضب بارد: لقد قيل لى... -اجا ...اعرف ما قيل لك سيد كينكايد.كنا نتوقع وصوله عند الواحدة والنصف لكنه عاد فأعلمنا باضطرارهالى التاخر بعض الوقت.جاء الرد الصارم: -اذا انت تدعين انه غير موجود؟ -انا لا ادعى بل اقول لك الحقيقة. لست ادرى ما يشغل ارميتاج لكننى اؤكد لك يا انسة...-انسة لانغلى.-يا انسة لانغلى،انه ليس مشغولا بقضيتى.يوم امس وعدنى بتقديم تقرير كامل وها انا انتظر انسة لانغلى. كان صوته المنخفض شريرا مفعما بالغضب عندما اردف قائلا:-اعلميه حينما يعود بأننى اتوقع اتصاله بى. لو ان ما يشغل ديرك امرا عاجلا اضطراريا كما قالت نانسى،فهذا يعنى انه سيعود فى مزاج عكر يحول بينه وبين الاتصال بهذا المتعجرف.تنشقت بعض الهواء ثم تابعت رسالة الرحمة،فهذااقل ما يمكن ان تفعله لديريك تعويضا له عن غيابها صباح السبت: -سيد كينكايد انا اعرف تفاصيل قضيتك والظروف المحيطة بها وبناء على ذلك قد افيدك فى شرح بعض الامور. -أنت؟ لم يكن توبيخه سخرية بقدر ما هو ازدراء واحتقار لكنها رفضت ان تلتقط الطعم،لذا ردت بكل لطف:-اجل سيد كينكايد...انا اعرف تماما ما يجرى فى مختلف القضايا التى يعالجها السيد ارميتاج،بما فيها قضيتك. -وما يجرى فيها:لا شيء. -لذلك سبب سيد كينكايد. -حسن جدا...اخبرينى لماذا لم تعين جلسة القضية بعد؟ -لن تعين الجلسة قبل جلسة الاستماع الاولى وجلسة الاجتماع مع محامى الخصم.الذين الى الان لم يحضروا اوراقهم...ارايت سيد كينكايد،الامر يجرى فى حلقة مفرغة. -هذا ليس بجديد على انسة لانغلى.لقد سمعتها مرارا من ارميتاج،الذى وعدنى بالسعى لحث المحامين الاخرين،لكنه كان يفشل دائما. -عندما وعدك كان مؤمنا بان الامر سينتهى،لكن الذنب ليس ذنبه ذلك انه بالامس ادعى احد المحامين فقده بعض الاوراق،لكن دير...السيد ارميتاج اكتشفصباح اليوم ان الامر غير صحيح.اؤكد لك انه يأسف للتاخير أسفك انت له.-الا اوراق اساسية فى المحكمة؟ -لابد من هذا سيد كينكايد. -لماذا لا يلجأون اليها للحصول على اوراقهم المزعومة.بدأتتحس باحمرار وجهها:-لست ادرى سيد كينكايد. -اتعرفين من يلاحق هذا الامر من المكتب؟ -لا ...لا اعرف. -هل قام ارميتاج بملاحقة الامر شخصيا. -انا واثقة انه ينوى ... -حقا انسة لانغلى .يبدو لى انه اذا تمكنت ارادة البشر واصرارهم من ايصالهم الى القمر ،فما الاولى ان يتمكن هؤلاء من ايجاد اوراق ضائعة...الا تظنين هذا؟-اجل بالطبع... -اذن هل لى ان اقترح اقتراحا،فبما انك سكرتيرة ارميتاج فعليك استغلال وقتك فى التفتيش عما هو مفقود والابلاغ عنه! انقطع الخط...هذا ما كان يجب ان يتم منذ بضعة ايام ولكن انشغال ديرك بالقضية التى خسرها مؤخرا جعل الفكرة تبتعد عن ذهنه. والتقطت سارة الهاتف،وبدأت اول خطوة لاصلاح الخطأ. ـــــــــــــ يتبع | ||||
20-02-09, 02:38 AM | #6 | ||||
| 2_ غدا ترحلين يبدو كل هذا جنونا. تمطت سارة بكسل كقطة كسول وهى تنظر الى النوافذالمفتوحة فى هذه الليلة الصيفية فيما النيران تشتعل فى المدفأة.لكن هذا كله لاءم مزاجها.فهواء البحر المشبع برائحة الملح الاذعة وتكسر الامواج على رمال الشاطىء والسنة اللهب المتراقصة على انغام الموسيقى المنبعثة من ((الستريو))تركت فى نفسها هدوءا بعد نهار مضن فى المكتب ،كان سببهمكالمة كينكايد ابمتلفة انهارت سارة فور وصولها ليلة الجمعة لتنام حتى ظهر اليوم التالى .اضافة الى طبخ عشاء ايطالى ملىء بالحراريات لذلك المساء. والان...بعد ان تسللت اشعة القمر فحولت البحر الى كتلة فضية وبعد ان اضاء اللهب الاصفر زوايا المدفأة،تملكتها رغبة فى الجلوس على الاريكة التماسا للقراءة وهذا ما فعلته حقل. بدت البيجاما الرقيقة وهى تمد ساقيها قصيرة حتما،لكنها هزت كتفيها اذ ليس حولها جيران ،وان اراد احد التلصص فيجب ان يكون عملاقا كى يتمكن من الوصول الى امستوى الطابق العلوى ونوافذه،فهنا،على الشاطىء الرملى الممتد على كتف مضيق دوفر فوق مياه القناة ليس هناك اى كثبان او تلال رملية او حبل.سرعان ما بدا راسها يميل...وكتابها ينزلق من يدها حالما داعب النوم اجفانها.ايقظها شيء ما بعد ساعة ،ظنته للوهلة الاولى حسيس خشبة تحترق،اغلقت الكتاب ثم وضعته على الرف الابيض قرب مصباح سارعت الى اشعاله.كان التعب الذى يجتاح جسمها يدعوها الى الايواء الى السرير لكنها كانت هانئة سعيدة هنا قرب النار،فأغرقت رأسها عميقا بين الوسائد واخذ تتأمل اللهب الاصفر الذى يعلق الحطب المتفسخ تقريبا فى المدفأة. من الاسفل،سمعت مسكة الباب تتحرك فطار من عينيها كل نعاس وصرخ فيها كل عصب حذرا...لص يقتحم المنزل!وهى وحدها اذ لا جيران حولها ليسمعوا استغاثتها. لم تصدر قدماها الحافيتان صوتا فوق السجادة اثناء اقترابها من الهاتف الواقع فى الجانب الاخر من الاريكة لكنها وجدت الخط مقطوعا عندما رفعت السماعة ...تصاعد الذعر الرهيب فى عروقها . فات اوان الهرب لان الباب قد فتح والخطوات الهادئة راحت ترتقى السلم.دفعتها بديهيتها الى المدفأة،فتصاعد صوت المعدن فوق المعدن وهى تمسك بمحرك النار المعدنى من مكانه. توقف وقع الاقدام لحظة جمدت حينها قرب المدفأة،تتمسك بكلتا يديها بمحرك النار،ترفعه كما يرفع لاعب البايسبول مضربه امامه. تحرك الطيف باتجاه الضوء القاتم المنبعث من نار المدفأة.كان الطيف يرتدى سروالا اسود يعلوه قميص فاتح.لم يبد من وجه الرجل سوى زوايا ومسطحات تتخللها نيران تنعكس عليه من المدفأة دون ان تكشف الا ملامحا قاسية اوحت اليها بانه ينظر اليها بفضول،ان لم نقل بدهشة تقدم خطوة الى الامام.فقفز قلبها الى حلقها مانعا الكلمات من الخروج.تلاشت الظلال...لتجد نفسها تحدق فى عينين زرقاوين راحتا تتجولان ببطء واهتمام فوق جسدها،بدءا من اطراف عنقها الطويل نزولا الى ثنايا صدرها فرقة خصرها ووركيها،ثم انحدارا على مدى ساقيها العاريتين وصولا الى اطراف اصابع قدميها،ثم صعودا من جديد بالاتجاه المعاكس. لم تكن سارة تدرك،ان نور اللهب وراءها يجعل بيجامتها الرقيقة اكثر شفافية ذلك ان حواسها كلها كانت منصبة على عينيه اللتين بدتا تخرقان جسدها،فلم تع مدى الاثارة التى يبرزها رداؤها الشفاف. عندما عادت العينان الزرقاوان الكسولتان الى وجهها تطوفان فى تقاطيعه الرقيقة الناعمة وفى تسريحة شعرها القصيرة الجميلة،اخذت سارة ترتجف،فاشتدت قبضة يديها على القضيب الحديدى حتى ابيضت مفاصل اصابعها...فاجأها الغريب بصوت مشبع بمعانى خفية. -قال فريدى اننى سأجدكل شيء أريده فى هذا البيت،لكنى لم أفهم أنه عنى كل شيء اطلاقا.حركت سارة محرك النار وقالت بصوت خرج منها كالهمس: -اخرج من هنا؟ سمعت ضحكته العميقة،فأرادت الهرب لكن قدميها المرتجفتين لم تعيناها على ذلك. لم يحدث ان خافت يوما كما هى خائفة الان اذ قد يصيبها مكروه كبير تحاول بائسة ان لا تتصوره.عادت للتحذير -الافضل ان تخرج من هنا او سأستدعى الشرطة.نظرت الى الهاتف،ثم اقتربت منه.انها تعلم ان الخط مقطوع،ولكنها كانت تحاول اخافته.سمعت الضحك فى لهجة صوته: -اسف،ولكن الهاتف مقطوع مؤقتا. اثناء زفيرها المتهدج من السرعة والياس،صدرت عنها انة رعب جعلت شدقيه ينحرفان بابتسامة بدت لطيفة بشكل غريب مع انها ممزوجة بالتهكم: -لماذا لا تقولين لى من انت وماذا تفعلين هنا؟ صدمها سؤاله حتى عجزت عن الرد.اذ بدا لها ان وجودها لن يقنعه بالذهاب وعليها ان تفكر بشيء اخر.فقالت كاذبة: -يجب ان تعرف اننى لست هنا وحدى،لقد ذهب زوجى الى المخزن ليشترى شيئا وسيعود حالا لذا الخير لك ان تغادر المكان قبل ان يعود.فابتسم الدخيل: -حقا؟هذا رائع.ربما عندما يعود ستضعين قضيب النار من يدك لتشرحى بعض الامور. خطا خطوة الى الامام،فرفعت سارة القضيب الى اعلى استعدادا للضرب.قلبها كان يخفق فى ضلوعها،ومعدتها بدات تتقلص من الخوف.قالت تهدد مرتجفة: -لا تقترب اكثر،او ساحطم راسك.توقف،لن البسمة الكسولة بقيت على شفتيه.وقفته المسترخية لم تخدع سارة فهذا الرجل النحيل المفتول العضلات،المتناسق التقاسيم قلدر على الانقضاض بسرعة حيوان مفترس قال لها وفى صوته تلميح الى انها لن تساويه قوة: -اعتقد انك قد تفعلين هذا.فجأةوقعت قطعة حطب فى المدفأة مصدرة صوتآمرتفعا خلفها جعلها تظن ان هناك من يهاجمها من الخلف.وقبل ان تدرك ان الصوت كان لحطبة محترقة،احست بفكى كماشة تطبق على معصمها بينما تولت يد لخرى مسؤولية الامساك بالقضيب الحديدى.خرجت صرخة((لا!))من حنجرتها عندما خلت يدها من السلاح.اندفعت افرازات الغضب فى شرايينها،فراحت يداها وقدماها تضربان دون وعى ودون ان تصيبا شيئا.فى البداية اكتفى الرجل بامساك ذراعها والابتعاد عن ضرباتها،ولكن بعد ان وصلت ضرباتها اليه،اتخذ اسلوبا اخر لان جسدها فجأة هوى الى الاريكة فتصاعد حذر بدائى فى قلبها المرتجف عندما احست بثقل جسده يضغطها فوق الوسائد. من خلال انفاسها المرعوبة المتقطعة حاولت التخلص منه دون جدوى ...فرجولته ايقظت مشاعر الخوف والحذر فيها وزادت جنونها ووحشيتها.لكن اصابعه القاسية كانت تثبت كتفيها الى الاريكة حاجبة ضربات قبضتيها عن الوصول الى هدفهما،تاركة اياها اسيرة بين ذراعيه. عندما ضاعفت جهدها اضعافا مضاعفة،احست بان حمالة البيجاما،تتمزق تحت اصابعه عن غير عمد،ولكن لمسة اصابعه على لحمها الذى اصبح الان عاريا جعل دمها يجمد فى عروقها من الخوف.حرارة جسده كانت قد اثرت عليها الان.سمعته يشتم قليلآ،عندما اطلقت تنهيدة خوف وغرزت أسنانها فى شفتها.فصاح بها بخشونة امرآ: -هلا توقفت عن هذا؟لا اريد اذيتك. دخلت كلماته الى ذهنها فتذكرت فورا شيئا سمعته او قراته عن نصيحةتقضى بعد دفع المهاجم ايا كان الى المزيد من العنف.توقفت تدريجيا عن القتال،مع ان كل عضلاتها بقيت متوترة تأهبا لحركته المقبلة متحينة فرصة للهرب. حينما اصبح تنفسها اكثرانتظاما وعمقا قال: -هذا افضل.انتقل الى جانبها،منحيا جسده عنها لا قبضته وكأنه عرف انها ستهرب عند اول فرصة سانحة.قالت له بصوت جاف:-اتركنى! كانت تعلم انه لن يتركها لكنها كانت بحاجة لهذا الطلب كى يعلم انها لم تستسلم كليا...فأجاب- ليس بعد. فى النور المعتم قليلا ،شاهدت لمعان اسنانه لكنه انه يبتسم.عندئذ تألمت لأنها عاجزة عن مواجهة قوته الطاغية. اخذ يدنو منها،فأغرقت راسها فى الوسائد،لكنه مد ذراعه فوقها ليضيء المصباح الواقع على جانب الأريكة الآخر. -والآن الى ببعض الايضاحات ... ماذا تفعلين هنا؟ قطبت سارة بارتباك:-انا اسكن هنا.بدت فى نظرته سخرية ممزوجة بالشك: -هل تملكين هذا المنزل؟-حسنا...ليس بالضبط.تعجبت لما تشعرها اسئلته بعدم الاطمئنان،فلها الحق القانونى المطلق فى ان تكون هنا.رفعت يدها اليسرى المتحررة لتمسح خصلة من شعرها البنى عن عينيها.لاحقت نظاته حركتها عندها كان يكرر جملتها: -ليس بالضبط...ماذا عن زوجك؟لقد قلت انه عائد بعد قليل.ومع ذلك فليس هناك خاتم فى يدك اليسرى،ولا اثر لارتدائك الخاتم فيها. علمت انها علقت فى فخ كذبتها فندمت: -من الواضح انك لا تنتظرين زوجا رغم ملابسك المغرية هذه. عادت عيناه الى البيجاما الرقيقة القصيرة التى لا تغطى الى القليل من اجزاء جسدها وقد زاد الطين بلة الرباط الممزق المتدلى الى صدرها.احست بالمرارة تتصاعد حالما تذكرن ان ما ترتديه يكشف اكثر مما يخفى.أردف: -لا اظن قطعا انك تتوقعين وصول احد.-لن تكون واثقا من هذا. -الن استطيع؟النساء عادة يتبرجن ويتعطرن فى نقاط محددة عندما ينتظرن حبيبهن ووجهك نظيف و....رفع ذراعها الى انفه،ليشم رائحة الصابون الصرف بدل العطر.فابتسم وتابع: -كما انك لا تستخدمينعطر شانيل((5)). انتزعت سارة يدها منه:-وماذا فى ذلك؟هذا ليس من شأنك أضف الى اننى لست مضطرة الى تفسير الامورلك.فأنت من اقتحم المنزل وهاجمنى...انت...توقفت عن الكلام،عندما تذكرت ان عليها ان لا تذكره بسبب دخوله،او بأنها تستطيع بسهولة وصفه للشرطة. اللمعان القاسى،اكد لها وجهة نظرها.قال مكررآبقساوة باردة:-اقتحمت المنزل؟بارعة انت فى اختلاق الاقاصيص. -اختلاق الاقاصيص... -اجل الاقاصيص.تحركت يده،ثم اظهر لها مفتاحا.-لقد استخدمت المفتاح لأدخل.انت من اقتحمت المكان. حدقت سارة الى المفتاح فاغرة الفاه.-هذا مستحيل!اذا اريتنى مفتاحا يعنى ذلك انه مفتاح المنزل؟ -صدقينى انه كذلك.لذلك حان وقت التوقف عن تمثيل دور البريئة؟-تمثيل؟ تجاهل سخطها:امامك خياران،فاما ان ترتدى ثيابك وتغادرى المكان...واعتقد ان لديك ثيابا اخرى غير هذه...او اذا كنت بحاجة ملحة للمكان لتنامى الليلة،أنصحك بمشاركتى فراشى. مرر اصبعه على كتفها العارية باعثا رعدة مختلفة فى جسدها._فى الليلتين الماضيتين وجدت الفراش مريحا لكنه فارغ. -الليلتين الماضيتين؟فقال ضاحكا بسخرية: -انت تتهمنىبتلفيق الاقاصيص!ويبدو انك انت المتفوق فى هذا المضمار...انت لست سوى كاذب!تحاول دفعى الى التفكير فى ان لك الحق فى البقاء هنا...حسنا...لقد علقت فى الفخ الذى نصبته لنفسك. ـــــــــــــــــ يتبع.. | ||||
20-02-09, 06:38 PM | #8 | ||||
| عليك ان تعرف اننى كنت انام فى هذا المنزل منذ ليلتين ...وانا بالتاكيد لم أشاهدك. -الا تستسلمين يا هذه؟طوح قدميه ليقف،فصاحت به سارة:-لا...انا لا استسلم...وبما انك تركت لى الخيار بأن أبقى فسأغادر! -عظيم!اخبرى اصدقاءك الذين يحسبون هذا المنزل فارغا يستطيعون فيه قضاء ليال مجانية بأنهم مخطئون فى اعتقادهم!كانت سارة قد وصلت الى منتصف الطريق نحو غرفتها عندما أنهى كلامه.فتوقفت والتفتت اليه من فوق كتفها: -سأخبرهم...حالما ارتدى ملابسى،سأصعد فى سيارتى قاصدة الشرطة رأسآ. استدارت لتتابع طريقها قائلة : -لقد كانت فيولا محقة بشأن ترك هذا المكان فارغا اثناء سفرها. خطواته السريعة اجتازت المسافة التى بينهما بسرعة هائلة.أما قبضته التى امسكت ذراعها الناعمة فكادت تسحقها حينما أدارها نحوه.امسكت اطراف بيجامتها لئلا تنزلق ثم واجهته متحدية...فسالها: -ماذا قلت منذ قليل؟ -قلت سأقصد الشرطة رأسا. -ليس هذا...بل الجزء الأخير الذى تمتمته. بشأن فيولا؟ -من هى؟ -انها صاحبة المنزل بالطبع.الا تعرف هذا؟ -طبعا اعرف،لكن كيف عرفت انت؟أعتقد انك كنت تتجولين فى المنزل.عدت سارة الى العشرة بسرعة ثم قالت: -فيولا شيردان هى ابنة عمى.رد عليها والريبة واضحة على وجهه:-حقا؟ فردت بسخرية:-اجل...حقا... -واين هى الان اذا؟" -لقد سافرت وزوجها الى اسكتلندافى زيارة الى اهله يعقبها رحلة بحرية يقومان بها الى المتوسط.وما انا هنا الا لاحمى البيت اثناء غيابهما.ارايت انك المتسلل هنا لا انا! -هل طلبت منك فيولا السكن هنا؟ بعد ان ترك ذراعها ارجع راسه الى الوراء ليتاملها. -اجل -وزوجها فريدى طلب منى السكن هنا. -ماذا؟وهل تتوقع ان اصدقك؟ -صدقت ام لا...فهذه هى الحقيقة. مد يده الى جيب قميصه ليخرج علبة سكائر،اشعل منها واحدة بهدوء بينما نظرت سارة اليه بريبة: -انا لا اعرف ابنة عمك فيولا جيدا.لكن عائلة فريدى وعائلتى على علاقة حميمة منذ سنوات. -ايمكنك اثبات ما تقول؟فريدى الان مع عائلته فلم لا تتصل به؟ -سبق واخبرتك ان الهاتف معطل وذلك بناء على طلبى فلولا تعطيل الهاتف لما وافقت على السكن هنا...لاننى اريد الابتعاد عن الهاتف. فردت سارة بسخرية وارتياب:-اذن لن تتمكن من اثبات معرفتك بفريدى. حدجها بنظراته من خلال دخان سيكارته:-اتعرفين اين ذهبا لقضاء شهر عسلهما؟ -اجل...وهل تعرف انت؟ -لقد ذهبا الى اليونان...حيث امضى فريدى يومه كله تحت اشعة الشمس مما سبب له ذلك قضاء يومين فى المستشفى. -ما تقوله صحيح.اذن هو من طلب منك السكن. -هذا ما كنت اقوله لك.قطبت حاجبيها وهى تساله:-ادعيت مكوثك فى المنزل منذ ليلة الخميس؟ -لم ادع...لاننى كنت هنا...فى غرفة نوم الضيوف. -ولكن كذلك انا...اوه...مررت اصابعها فى شعرها الكث القصير ...حل الاحجية بدأيظهر لها ((اوه))لقد اتضح كل شيء...((اوه يا الهى))التفتت لتنظر اليه. -هل اعطاك فريدى المفتاح شخصيا؟ -لا...لقد تركه هنا. اين؟اين قال انه سيتركه تحديدا؟ -لقد قال انه سيتركه تحت الممسحة لكننى ... -لكنك وجدته فى وعاء الزهور...صحيح؟ -اجل كيف عرفت؟ -لانه المكان الذى قالت فيولا انها ستترك فيه لى المفتاح،الا اننى تعثرت بالممسحة ووجدت المفتاح تحتها. ثمة شيء اخر يثبت ادعاءه...وقالت: -لقد كانت تلك سيارتك التى سمعتها صباح الجمعة اذن؟ -لقد رحلت ما بين السادسة والنصف والسابعة الا ربع. -وكانت تلك صحونك التى غسلتها وانا اظنها لفيولا . -كنت قد تاخرت...لكننى لم ارك هنا. -كنت فى الشرفة اتناول قهوة الصباح...الامر كله لا يصدق! عادت دون وعى لتغرق فى الاريكة وهى تردف قائلة: -ذهبت الى النوم باكرا ليلتين متواليتين نمت فيهما وكأننى قطعة حطب. -لم اعد فى هاتين الليلتين قبل منتصف الليل.فضحكت: -وعندما عدت الليلة ظننتك لصا. -وظننتك فتاة مدرسة تنامين فى اول منزل ترينه فارغا امامك. هزت سارة راسها: -يا لهذه المغالطات!اتساءل...عما اذا اكتشف فريدى وفيولا ما فعلاه بعد؟ -اشك فى هذا... فتنهدت مبتسمة بمرح بعد فهمهما للموقف: -اعتقد ان الامر لم يعد يهم.انهما الان بعيدان،لن يستطيعا فعل شيء لاصلاح الموقف.والامر غدا بين ايدينا لنصلحه. التقط قضيب النار ثم اعاده الى المدفأة قائلا: -الوقت متأخر لفعل اى شيء.فى الغد سيكون لك وقتا وفيرا لجمع ثيابك. فصاحت بدهشة: -من...أنا؟ | ||||
21-02-09, 09:06 PM | #10 | ||||
| 3_أنت هبة من الله بالطبع سترحلين.بدت الدهشة على وجهها لانها غير موافقة...فقالت متحدية:-لماذا((بالطبع انا)) -لو كنت لصآ،فماذا كنت ستفعلين؟لا جار قريب يسمع صراخك.قالت باصرار وعنا:-لست اهتم.انا فى اجازة.وهذه بقعة مناسبة لى وانا لن اذهب. -انت تريدين عطلة على شاطىء البحر فاذهبى وفتشى عن فندق.-اوتحسب سأجد مكانا فى مثل هذا الوقت من السنة وان وجدت فأنا لا اقدر على تحمل نفقة اقامة اسبوعين فى فندق.لذا سأبقى انا هنا،على ان تذهب من هنا. فرد بعناد:-لن اذهب...وشكرا لشخص غير كفوء...قطع جملته قبل ان يتمها،ثم ألحقها بجملة اخرى:-مطالب العمل لا تسمح لى باجازة فخمة،وكل ما احلم به الهرب بضع ساعات من وقت لاخر حيث لا يمكن لأحد الوصول الى هاتفيا...وهذا خير مكان مناسب لى. لاحت على ثغره ابتسامة حين اردف:-اننى الى الان لا اعرف اسمك!-لانغلى...سارة لانغلى.لمعت فى عينيه ضحكة خبيثة:-هل انت الانسة لانغلى الشهيرة؟ -عفوا؟رفعت راسها،تحدق فيه بارتباكتام،لماذا سألها هذا السؤال بهذه الطريقة؟؟-اين تسكنين؟-لدى شقة فى احدى ضواحى لندن...لماذا تسأل؟-واين تعملين؟ وما شأن كل هذا بكل شيء؟لكنها أجابت على امل ان يقوم هو ايضا بارضاء فضولها.-انا سكرتيرة فى مكتب محاماة فى لندن. أصبحت النظرة الخبيثة أوضح،واذ بصوته يرتفع دون توقع بقول هادىء:-أنا لا ادعى ان السيد ارميتاج غير موجود...بل انا اقول الحقيقة.فغرت سارة فمها ثم اقفلته...قالت بأنفاس متقطعة: -ألست انت...انت...السيد كينكايد؟-وارن كينكايد...واخيرا تقابلنا وجهآ لوجه بدل التخاطب عبر الهاتف.حدقت سارة مذهولة فى الرجل الطويل العريض المنكبين الواقف امام المدفأة ذى القسمات القوية المنحوتة نحتآ التى تحمل بصماترجل اعتاد التسلط على الاخرين.عبر الهاتف كان يبدو مثيرآ للاعصاب وكأنه قد من صخر. لم تكن الصورة التى رسمتها له فى ذهنها تماثل هذا الرجل الخطير الذى يفرض ارادته بالقوة.قال ساخرآ:-ألا اشبه تصورك؟ قالت متلعثمة:-قلما تشبه الصورة التى فى خيالى. -وماذا كنت تتوقعين؟غول بثلاث رؤوس...لا تخافى لقد تركت الرأسين الآخرين فى المكتب.بدأت سارة بغضب تصف الرجل الذى تعرفه على انه وارن كينكايد:-انت اكثر الرجال فظاظة... -لو كانت تلك الكمية من المال لك ولو كنت تعانين من التأخير الذى أعانيه فى جلبة لصحت فى وجه الجميع كما أصيح بهم.لم يكن فى صوته،رغم المقاطعة،اثرا للاعتذار.فقالت ساخطة:-أهذ هو عذرك؟ -لا...هذا لا يعذر تصرفاتى يا سارة... استخدم وارن كينكايد اسمها الاول بكل سهولة وعفوية،ثم تابع:-لكنه يشرح لك سبب حاجتى البائسة الى بعض الهدوء والسكينة قبل ان يستحيل على العيش مع ذاتى...على فكرة هل وجدتم تلك الأوراق؟ -لم اجدها فى الأمكنة التى أعرفها.ولكن هناك من يلاحق الأمر.تراءت ابتسامة على طرفى ثغرها لكنها رفضت أن تسمح لها بالبروز فهى لم تسامحه بعد على فظاظته:-لابد اننا سنحصل على رد محدد بعد ظهر الاثنين. -لكنك فى اجازة...وهذا يعيدنا الى المأزق الحالى.ارتفع ذقنها بشموخ الى الامام استعدادا للمعركة،ثم قالت - من يذهب ومن يبقى؟لاحظ وارن هذا فأسند مرفقه الى رف المدفأة...حركته هذه دلت على تصميمه على ما يريد. -بما اننا عنيدان فأظن ان الحل فى بقائنا معا هنا.رفعت سارة حاجبيها دهشة لا معترضة من اقتراحه هذا بينما كان يردف:-على كل،لقد امضينا فعلا ليلتين معآ تحت سقف واحد.كان عليها الاستفسار عن امر قبل التفكير باقتراحه.سألته بصراحة: -هل انت تعيد من جديد دعوتك اياى الى مشاركتك الفراش؟-أنت تلمحين الى التعليق الذى اطلقته حينما بدوت لى اشد سذاجة ورعبا وكأنك تلميذة.ذلك الاقتراح بدا لى اسرع طريقة تدفعك الى الهرب.هز راسه بسرعة ثم قال: -لست مهتما بالجنس الآخر.فأنا هنا للحصول على الهدوء والسكينة.أجال نظره على جسدها الصغير غير المكسو،ثم اضاف بمكر وسخرية:-ومع ذلك،فان كانت عادتك التجول فى هذا الوضع المغرى،فقد اغير رايي.أرسل تلميحه الى انوثتها رعدة غريبة فى أوصالها،جعلتها ترفع طرفى ياقة بيجامتها وتضع الرباط الممزق تحت ذراعيها،لكن ما تقوم به الآن لايسمح لثوبها بستر ما هو ظاهر منها ولا يغطى ساقبها المكشوفتين للعيان.مدافعة عن نفسها: -سبب ما انا فيه الان هو انت.-كان ذلك صدفة...حسنا ما رايك؟-لكنك تريد الهدوء والسكينة فلماذا تريدنى ان ابقى؟-ان مواجهتى لك جعلتنى افهمك بعض الشيء.فلو اصريت على ذهابك لقاتلتنى بضراوة وانا لا اريد قتالا او جدالا فكفانى ما عندى.اضيفى الى هذا اننى متعب. لاحظت سارة اثار الضغط العصبى على وجهه.-لذلك افضل التوصل الى اتفاق مقبول يناسبنا معآ.فنحن راشدان،أأنت راشدة؟علمت انه يهزأبها فأجابت باصرار:-انا فى الرابعة والعشرين من عمرى.نظر اليها مرة أخرى بتعال:-تبدين اكبر. -شكرا لك!امتزج فى صوتها الغضب والدهشة.هى معتادة على قول العكس اى على انها اصغر سنا.تنفس بتعب:-اقصد بقولى انك تبدين مغرية جدا وانت جالسة فى هذا الوضع المثير.احمرت وجنتاها فتمتمت:-سأحضر الروب تعثرت فى وقوفها عن الاريكة لأنها كانت تقبض على البيجاما بيدها.فتحرك وارن ليسد طريقها وليقول بنفاذ صبر:-ىتزعجى نفسك، ما اعنيه هو...وضع يديه على كتفيها عفويا،ثم ارجعها بسرعة الى جانبيه:-ان وافقت على هذا الحل،فليس هناك من سبب يحول بيننا وبين النوم...فى غرفتين منفصلتين. -انا...ترددت،لقد احست فجأة بأن لرجولته جاذبية قوية،واذا كان يحس بها كما تحس به.فهل سيكون بقاؤهما معآتحت سقف واحد ناجحآ؟قال لها بهدوء:-اعرف بما تفكرين.قد تتطورالعلاقة بيننا اذا تركناها تنمو.قد اكون سىء الطباع فى بعض الأحيان،لكننى استطيع السيطرة على طباعى واعتقد أنك قادرة أيضا على ضبط طباعك. الغريب انها صدقت قوله لذا ارتسمت ابتسامة على شفتيها بعد ان وجدت روح النكتة فى ارتباكها.انهما فعلا راشدان،لن يحدث بينهما ما يثير الا اذا سمحا بذلك.تراقصت الضحكة فى عينيها:-هل تعنى هذه الابتسامة((نعم))يا زميلة؟-نعم... -عظيم...ما قولك اذن فى انهاء هذا النقاش كى اتمكن من النوم؟-حسنا ...عمت مساء.تنحت مبتعدة عنه قاصدة غرفة نومها.بعد ثلاثة ارباع الساعة،كانت مستلقية فى سريرها،مرهقة كل الارهاق لكنها رغم ذلك عاجزة عن النوم.كافحت للبقاء حيث هى مستلقية دون حراك ،لكنها كانت تستمر بالتقلب والتلوى بسبب أرقها.مضى وقت طويل، قبل ان تستطيع تجاهل وجوده فى الغرفة المجاورة وتغفو،ولهذا كان قد حل الضحى قبل ان تستيقظ.احست بالقلق من نومها الطويل هذا لذا سارعت الى التقاط روبها القطنى من الردهة وقفت وجها لوجه امام وارن المغشى البصر المشعت الشعر القاصد هو الآخر الحمام،وطافت عيناه الزرقاوان بسرعة فيها فأحست بالراحة لأنها غيرت بيجامتها القصيرة بأخرى طويلة الساقين.لن يتهمها الآن بأنها شبه عارية! لوى فمه بسخرية وهو يومىء الى باب الحمام.-السيدات اولآ...عاد أدراجه الى غرفة نوم الضيوم الأخرى.دخلت سارة الى الحمام مشتعلة الوجنتين كمراهقة صغيرة.كانت المياه الباردة اكثر تأثيرا عليها من الكلمات التى انبت فيها نفسها.غسلت وجهها،نظفت أسنانها،وضعت زينة خفيفة،ثم خرجت من الحمام. نظرة سريعة الى غرفة وارن اعلمتها انه جالس على حافة سريره،ورأسه الأسود متكىء الى مرفقيه.فقالت له:-لقد انتهيت.انه دورك الآن...سأصنع بعض القهوة.فتنفس الصعداء وفرك وجهه بيديه قبل ان يقف:-جيد... بينما كان صوت الماء يصل مسمعيها من الحمام ملأت ابريق القهوة،ووضعت بعض البن فيه.امامها وقت طويل لترتدى ثيابها قبل ان ينتهى وارن من الاستحمام،صبت كوب عصير برتقال،وجلست على الكرسى المرتفع قرب الطاولة الثابتة فى الحائط تحتسيه.عندما انتهت من شرب العصير،سمعت الماء يتوقف،فتنهدت،وانزلقت عن الكرسى المرتفع وسارت نحو غرفتها لكنها سمعت وهى فى منتصف الطريق جرس الباب يرن،فغيرت اتجاهها لتفتح الباب اذ لا بد انه شخص جاء يزور فيولا وفريدى.فتحت الباب قليلا وهى تبتسم بأدب:-نعم؟ وجدت نفسها تواجه امرأة ورجلا غريبين عنها.للمرأة شعرا أشقر طويل بلون الحنطة ووجه مزين خير زينة بطريقة تنسجم مع ملامح وجهها الخلابة.بدت الصدمة والدهشة واضحة فى هاتين العينين الخضراوين وهما تنظران الى سارة. كان الرجل اطول منها،ذا شعر اشقر بلون رمال البحر.بدا هو ايضا دهشا برؤية سارة.فتحت سارة فمها لتقول ان فريدى وفيولا غائبان لكن المرأة تكلمت أولآ.بصوت بارد،وهى توشك على الذهاب لو لم يمسك الرجل ذراعها:-لابد اننا أخطأنا بالعنوان يا تيد.أما الشاب فوجه نظره الى سارة دون ان يلتفت الى الشقراء. -نحن نبحث عن وارن كينكايد.هل هو هنا؟اجفلت سارة،لما ادركت ما سيسببه وجودها وحيدة مع وارن فى المنزل من احراج اليهما...لكن لم الاحراج ما دامت لم ترتكب ما يعيب؟-انه هنا .اتبعانى... فتحت الباب لهما ثم راحت ترتقى الدرج فى صمت مطبق ولده هذان الغريبان خلفها.فى هذا الوقت لامت نفسها على ما ترتديه.فليتها ارتدت ملابسها قبل ان تشرب العصير لكن ما حصل قد حصل .اثناء اجتيازهم الردهة،سألت الشقراء الجذابة بطريقة متكبرة:-هل انت مدبرة المنزل؟ قد تجيب سارة عن اى سؤال بأدب شارحة ملابسات وجودها اما عن هذا السؤال الفظ فلا.التفتت سارة الى المرأة ثم وضعت يدها على خصرها ورمقت المرأة بنظرة متعالية عمدآ:- هل ابدو لك مدبرة منزل؟دون ان تنتظر الرد عادت ترتقى الدرج وهى تشعر بسخط الشقراء يتصاعد وكأنه الريح الشمالية العاصفة.سمعت الرجل يتمتم بصوت منخفض ساخر: -كنت حقا تبحثين عن المتاعب بسؤالك هذا يا كاثى.سمعت ردها الهامس:اصمت!فى غرفة الجلوس،توقفت سارة قرب الأريكة لتدعوهما الى الجلوس حتى يتسنى لها بعد ذلك اعلام وارن بقدومهما،لكنها قبل ان تتفوه بكلمة سمعت صوت باب الحمام ينفتح: -سارة!كان فى صوته رنة وحشية وهو يناديها باسمها.استدار رأسها نحو الصوت الذى تسارعت خطوات صاحبه باتجاه غرفة الجلوس وهو يقول بغضب:-هل استخدمت شفرة حلاقتى؟تسمر فى مكانه عندما رأى الوجوه الثلاثة تحدق فيه. كانت منشفته بيضاء تلتف حول خصره،وأخرى أصغر منها ملقاة على عنقه.اما شعره فكان يلمع من جراء الماء ووجهه يغطيه معجون الحلاقة من كل الجهات الا فى جزء صغير كان قد جرحه عندما مرر شفرة الحلاقة على ما يبدو.رغم مجيئه المفاجىء الا انه لم يبد متأثرا او منزعجا من الموقف الذى هو فيه الآن بل الغريب ان نظرة عينيه ضاقت قليلا وهى تنتقل من الشقراء الى الرجل الى سارة، بانتظاررد سارة عن سؤاله الأول...فأجابته:-اذا استخدمت الشفرة التى فوق الرف فهى لى.أما شفرتك فهى فى الخزانة.يبدو أن رد سارة قد قطع الخيط الرفيع الذى كانت تتمسك الشقراء به لتسيطر على اعصابها.فقالت بصوت مرتجف عنيف:-وارن...اريد ان اعرف من هى هذه المرأة،وماذا تفعل هنا؟ رد وارن ساخرا:-صباح الخير لك ايضا يا كاثى.رفع المنشفة عن عنقه ليمسح بها الصابون الآخذ بالجفاف...فقالت سارة:-ارجو ان تعذرونى.ادركت ان ما تراه على وجه الشقراء الميالة الى العنف ليس سوى اولى بوادر الثورة...لكن وارن سألها ببرود: -هل صنعت القهوة؟انا بحاجة لفنجان.-أظن هذا.قطع عليها بسؤاله هذا السبيل الى الانصراف فقد ظنته يريد فرصة ليفسر على انفراد سبب وجودها هناك،لكن الواضح انه يريد.وجه وارن كلامه بكل هدوء الى الرجل بينما كانت سارة تتوجه الى المطبخ:-مرحباتيد...كيف حالك؟ -بخير...وارن...لكن سارة لاحظت الضحك الخفى فى طيات لهجة الرجل.لم تكن تعرف ماهى العلاقة بين الشقراء ومرافقها الذى كائنا من تكون معرفة ما يجرى من خلال وارن الذى لا تدرى ان كان متزوجا ام اعزب.ياالهى!...ماذا لو كانت المرأةزوجته؟كاد وعاء القهوة يقع من يدها،والدم راح ينحسر عن وجهها. سمعت المرأة تقول بغضب بارد:-انت لم تجب عن سؤالى يا وارن.كان رده بصوت منخفض بغيض:-ما ظننتك تريدين حقا ردا.لأنكدون ريب قد فسرت الأمر كما يحلو لك.ارتجف الفنجان وصحنه فى يد سارة،وشحب وجهها شحوبا تاما.كان الثلاثة واقفين.وارن وكاثى يحدقان الى بعضهما بعضا بعدائية ظاهرة وسارة تتقدم من وارن لتعطيه فنجان القهوة الذى توقف عن الارتجاف حين امسكه ووضعه بسرعة على اقرب طاولة. قال تيد الاشقر وهو ينظر الى سارة متفحصا:-الن تعرفنا بالانسة يا وارن؟التفت يده القوية بتملك حول خصر سارة،فأجفلتها لمسته.وارتفع نظرها اليه لتلقى بعينيه اللتين غدتا اقتم زرقة.بينما أنفاس الشقراء سمعت كهرير قطة،وعيناها برقتا بكره شديد كان يؤججه وارن عمدا بخداعه المرأة بدل السعى الى شرح ملابسات المسألة. -انتما لم تقابلا زميلتى فى السكن رسميا؟اشتدت قبضة ذراعه على خصرها بعد ان حاولت الابتعاد...لقد اشار الى انها زميلة سكنه عندما كان يمازحها ليلة امس،ولكن استخدامه هذه الكلمة فى هذا الوقت بالذات كان مثيرا او باعثا الى الغضب.جرها بضع خطوات الى الامام: -سارة اريدك ان تلتقى كاثلين ارثربورى وشقيقها تيد ارثربورى.قدمهما اسميا دون ان يعقب قوله بتفسير يوضح علاقتهما به:-وهذه سارة لانغلى.نظرة كاثى نظرة كره خضراء الى سارة،لكن شقيقها مد يده ليصافحها متمتما:-انه لمن دواعى سرورى لقاؤك يا سارة. ابقى يدها اكثر من المفروض فى يده ووجه اليها نظرة اشعرتها بانها ترتدى ثوبا اسود مغريا يفضح مفاتنها لا هذه البيجاما القطنية المسترة بروب المنزل.قال وارن بصوت متوعد:-توقف عن هذا يا تيد. عندها ترك يدها بسرعة ونقل نظراته الساخرة الى وارن. -لقد فهمت أهى أملاك خاصة يمنع الدخول اليها؟رد وارن باختصار صارم:-هذا صحيح.فقالت سارة بغضب:-الا تظن ان عليك توضيح الوقائع لاصدقائك وارن؟نظر اليها،وقد لاحظ غضبها: -لا اظن ان كاثى بحاجة الى شرح قضية وصولك وملابساتها ذلك انها رأت بأم عينيها ما رأته ففهمت الأمر بالطريقة التى تريد.-اخبرها الحقيقة اذن.وجه بصره الى كاثى قائلا بطريقة غير مبالية:-ان كل ما ترينه لا يدل على ما تفكرين فيه،لاننى نمت فى الواقع فى غرفة وسارة فى اخرى. -فصاحت كاثى -قبل ام بعد؟نظر وارن الى سارة وكأنه يقول:الم اقل لك.عندها اقرت سارة بهزة راس صامتة بأن كاثى غير مستعدة لتفهم حقيقة الموقف والملام على ذلك وارن الذى ظهرت ملامح التحدى على فكيه عندماأعاد كلامه الى كاثى:-لكنك لم تذكرى سبب وجودك هنا. -ردت عليه بسخرية:-حئنا ندعوك للعشاء ولاقامة حفلة عفوية على الشاطىء بعد الظهر.لكننى حسبتك وحدك ليس لديك ما تفعله طوال النهار.رد وارن بابتسامة لطيفة مصطنعة:-ها انت مخطئة تماما. اشتدت ذراعيه اكثر على خصر سارة فشدها اليه اكثر قبل ان تتمكن من منعه حينئذاحتجت هامسة بغضب(لا تفعل هذا؟))لكن ما ان تراخت يده قليلا عنها،حتى كانت كاثى قد استدارت على عقبيها،وشعرها الاشقر الطويل يلوح فوق كتفيها. -هيا نذهب يا تيد.-اراك لاحقا يا وارن.لكنه كان ينظر الى سارة قبل ان يستدير ويلحق بشقيقته.-كاثرين...اتذكرين ما قلته لك ذلك اليوم؟صوت وارن اوقف كاثى فى منتصف السلم،قسمات وجهها الجذابة تلمع بالكبرياء...تابع وارن: -لقد قلت لك:لاتتصلى بى...سأتصل انا بك!واظنك الان فهمت ما عنيت عندما قلت ما قلت.لمعت عيناها الخضروان وهما تحدجا سارة ببغض،ثم تابعت نزول السلم يتبعها تيد مبتسما.اما وارن وسارة فبقيا جامدين الى ان اغلق الباب الامامى خلف الزائرين.عندئذ قالت سارة بسرعة:-كان عليك... لكن الضحكة العميقة الحادة التى انطلقت من حنجرته اذهلتها.استعادت يده الملتفة على خصرها القوة لتلفها فى مواجهة ثم قال ضاحكا:-انت هبة من الله يا سارة!ضمها الى صدره بقوة كادت تزهق انفاسها وعندما ارجع راسه الى الوراء لينظر اليها،بدت مشوشة الذهن كل التشويش. مللأت رائحة الصابون وكريم الحلاقة انفها،وراح قلبها يلتف حول نفسه،غير قادر على ايجاد ضرباته الصلية،وفوق هذا كله،اعتراها الارتباك وعدم الفهم من تحوله المفاجىء من السخرية والبرودة مع كاثى الى هذه السعادة الدافئة المشرقة.عقد يديه خلف ظهرها الصغير،فى حين بقيت اناملها موضوعة فوق صدره باحتجاج صارخ وهى تحس بقوة جسده.حدقت عيناه اللامعتان بمكر فى عمق عينيها فبانت التجعدات حول عينيه اللتين لاحظتا ارتباكها واشتداد اسوداد عينيها البنينين.قال شارحا:-كنت احاول جاهدا تنحية هذا الغراب الجذاب عن ظهرى منذ عدة شهور...وها هو وجودك قد افادنى مبعدا تلك الفتاة عن الى الابد.انا الان مدين لك بعرفان الجميل الى الابد. -من هى؟-هى من جعلتها منذ سنتين وبغباء وجهل خطيبتى لكن سرعان ما ندمت على ما فعلت...وبما ان كاثى لا تستسلم للرفض ابدا فقد استمرت فى ملاحقتى لتقنعنى بتغيير رأيي منذ فسخت خطوبتنا.كان وجهه الذى حجبت قسماته لحيته النامية خلال الليل قد دنا منها كثيرا. فقالت سارة بلهجة اتهام:-اذن لهذا تركتها عامدا تعتقد اننا امضينا الليل معا...-بالضبط...على كل ما كانت لتصدقنى وان حاولت اقناعها بالعكس.ولو وجدت كاميرا خفية صورت كلشيء حدث بيننا لما صدقت،لأننى أفهم تماما الطريقة التى يعمل فيها عقلها فهى ستحسبنى من اختلق الفيلم وأعده. وافلتت سارة من بين يديه لانها وجدت قربه منها باعثا على التوتر والاضطراب خاصة وهو شبه عار.ابتعدت عنه بضع خطوات،فأضاف:-لكننى آسف على وضعك فى هذا الموقف الحرج وانت بريئة من كل اتهام.عمقت بسمته الفجوة فوق خده وهو يتابع: -اتمنى الا تعترضى على وصفك ظلما انك امرأة حمراء.فهزت كتفيها -لا اعتقد ان ما حدث بيننا يعتبر فى هذه الايام وصمة لفتاة ما. اعلم أننى قلقت عند رؤيتها لاننى حسبتها زوجتك ولأننى شككت فى أنك ستستغلنى من أجل دعوى الطلاق. فغمز لها ساخرا:-أرجوك لا تذكرينى كم كنت قريبا من الزواج منها،اذ لا يرغب الرجل فى معرفة شدة غبائه.-لكنها جميلة جدا. -هى تملك جمال الجسد فقط.بالمناسبة هل تجيدين الطهو.مضت لحظات قبل ان تستطيع سارة متابعة الحديث الذى بدله بسرعة مذهلة.-لست بارعة فى ذلك...لماذا؟ -أنا جائع،وكلى ثقة بأننى سأقنعك بتحضير الفطور.ابتسم...فردت:-سأرتدى ملابسى أولآ...قبل ان يهبط علينا زائر اخر.مرر وارن يده على لحيته:-وانا احتاج الى الحلاقة.هل قلت ان شفرتى فى الخزانة؟ فهزت رأسها:-لقد شاهدتها هناك هذا الصباح.لحقت به على بعد خطوة،عندما توقف امام باب الحمام تابعتمسيرها نحو غرفة نومها.لكنه مد يده ليوقفها. -عندما اقترحت عليك ليلة امس ان نبقى هنا،لم أكن انوى مطلقا استغلال وجودك ضد كاثى.-اصدق هذا...لم اعتقد انك تستغل الوضع.-اتمنى ذلك.صمت لحظة مترددآ،وتابع: -لو عرفت مسبقا بمجيئها،لاصريت على مغادرتك المنزل بدل تعريضك لريبتها.لم ترد سارة ان تطيل الحديث عن ريبة كاثى:-لابأس...لم يعد الأمر يهم.هل تريد اللحم المجفف ام النقانق مع البيض؟ -اللحم...احبه مقليا جيدا واضيفى ثلاث بيضات وقطعة من الخبز المحمص.فتنهدت ساخرة:-سالتك عما تفضل لا عما تطلب. ازدادت ابتسامته اتساعا قبل ان يستدير قاصدا الحمام. ان وارن كينكايد هذا يختلف كل الاختلاف عن ذاك المتحدث النزق الفظ هاتفيا.أما وارن هذا فيعجبها لا كذاك الذى تمقته. ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|