آخر 10 مشاركات
ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          للحب سجناء (الكاتـب : طيف الاحباب - )           »          جراح يشفيها الحب (169) للكاتبة Jennie Lucas .. الفصل العاشر (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )           »          233 - الإغراء الخطر - سارة هولندا - مكتبة مدبولي (الكاتـب : dalia cool - )           »          [تحميل]كبير بحقك النسيان يادقة قلبي الأولى،للكاتبة/ rwaya_roz (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي ثنائي جذبتكم قصته أكثر ؟؟
نديم و بريهان 23 34.33%
آصف و نادية 44 65.67%
أكرم و إيثار 10 14.93%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 67. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree407Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-20, 03:07 AM   #1491

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,982
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


الفصل السادس و الثلاثون



يجلسان إلى طاولة غرفة الطعام الأثرية ، يتناولان عشاءهما في صمت لوّنه الوجوم .
واصل آصف المضغ بشرود و رفع عينيه يطوف بهما في المكان حوله ثم توقفت نظراته على ملامح والدته الممتقعة ، كانت تسند خدها على كفها و تتنهد أكثر مما تأكل .
منذ غادرت نادية و هو لم يعد يجد أمه فيها و هي بدا بوضوح أنها كفت عن البحث عن ابنها فيه .
كلما تصادمت نظراته بنظراتها لم يعد يرى انعكاسه داخل حدقتيها الشاردتين القاتمتين، صار يرى صورة أخرى له ، صورة للراحل الذي رفض الرحيل .
الراحل الذي اتخذ من هيأته جسدا و سكنه و احتله لينعكس أمامها لوحة لا تتغير من القهر الأسود و العجز المر .
البيت حولهما صار واسعا و تكثر به الفراغات بشكل تنقبض له القلوب كأنما تزاحمهما فيه أرواح أخرى ، لا تريح و لا تستريح .
الزمن فيه اندثر كأن ابتلعهما ثقب أسود حزين و سقطت كل الحدود التي شيدوها بينهما و بين ذلك الزمان من لبنة صبر مع لبنة نسيان و بان من ورائها الماضي شائها ، يقضا واقفا لهما مستعدا قاهرا مغرورا .
عواصف من الجراح حولهما يكاد يسمعها تئن داخل أوردته .
وضع آصف طرف الملعقة على جانب طبقه فرن صوتها حادا ككلمة لوم لاسعة وسط سكونهما المسكون .
رفع عينيه متنهدا فالتقى حدقتي أمه الجامدتين ، راعه شحوبها الشديد و سحقت قلبه تلك النظرة في عينيها . نظرة لوم مقهور ، تصِم كالوشم لا تختفي و لا تزول .
عاد ليطرق برأسه فعلا صوتها كموجة صقيع :
- متى ستطلقها ؟

لم يرفع آصف رأسه ، سمعها لكنه تظاهر بأنه لم يسمعها ، أمامها و أمام قلبها تظاهر .
- عندما أسألك ترد علي يا ولد

رفع إليها عينيه الغائرتين و تمتم بخواء :
- إذن لا تسأليني أسئلة لا أملك لها إجابات
- تريدها أن تخلعك ؟

نظرتها كانت قاسية هائجة كإعصار بلا رحمة .
- لن تفعل أبدا ، تمتم و هو يرفع المنديل و يمسح شفتيه .
- تعتمد على أنها بنت أصول و لن تتقدم بأي شيء ضدك لتضعها أمام الأمر الواقع
- لا أعتمد على شيء حاجة ، تنهد بتعب ثقيل ، لكني واثق لو أن نادية تحبني ربع الحب الذي أحمله داخل قلبي لها لن تقدر على فراقي .

ازدادت القسوة سوادا في عمق حدقتيها و قالت ببرود :
- أحببت والدك أكثر من حبه لي لكني قدرت على فراقه .
- نادية مختلفة عنك حاجة و أنا لست الحاج ثروت .

القسوة في خطوط وجهها لم تلن لكن خدشها شيء من خذلان و قالت و هي تصيبه بسهم نظراتها قبل كلماتها :
- ربما أنت ابن رحمي لكنها هي ابنة ألمي ، صوتها نضح مرارة و هي تكمل ، هي شعرت بي كما لم تشعر بي يوما يا ... ابني لدرجة تجعلني أتساءل هل فيك شيء مني يا ابني ؟
أم بصمة غدره هي دائما الراجحة و الرابحة .

رغم مواصلته ارتدا ء وجهه الجامد لكن قلبه كان بركانا يتفجر بداخله ، بنبرات مسخت ملامة و عتابا تمتم دون رفع نظراته :
- لماذا هذا الكلام حاجة ؟
الحاج ثروت توفي إلى رحمة الله فلماذا الكلام بالسوء عنه الآن ؟
- مات لكن فعله أثره باق في قلبي ، باق في قلبك ، ارتجفت يدها بشدة فوقعت الملعقة من بين أصابعها ، و أنت ورثت منه كل شيء حتى انعدام الضمير .
- أشكرك حاجة ، تمتم و هو يغمض عينيه بقوة ،
أشكرك عني و نيابة عنه
- اشكر نفسك و اشكر بنت نازك نيابة عني ، بنت نازك التي ستتركها تخرب عليك بيتك و حياتك ، بنت نازك التي تسوي بينها و بين نادية بنت الأصول .

هزت رأسها كأنها تنفض عن قلبها كل آمالها فيه و قالت بانهزام مرير :
- كيف يطاوعك قلبك على أن تضعهما في نفس المنزلة
- متى حاجة متى وضعت نادية معها في نفس الكفة ؟
هل دخلت قلبي حاجة ؟

ردت بتهكم و هي تواصل حصاره بنظراتها :
- لا أحتاج لدخول قلبك فكلماتك تكفي ، ألم تقل لي أنني سحبت روحك منك مرتين ؟

مرارتها القاتمة غزلت شبيهة لها داخل جوفه فتنهد مغمغما :
- لم أكن أقصد غنوة حاجة
غنوة تركتها ترحل برغبتي ، ثبت عينين قاتمين على حدقتيها المليئتين شكا ، قصدتك أنت حاجة
حين قلت لي يوما بأنني لم أعد ابنك و كنت تقصدينها .

عاد الصمت يرفرف فوقهما كغراب كئيب .
- لماذا لم تصري على الطلاق من الحاج ؟ قال فجأة و عيناه ترتفعان تمسحان بإشفاق تجاعيد تعبها ، لماذا اخترت أن تظلي على ذمته ؟

واجهت حدقتيه بمقلتين منطفئتين فواصل بلطف حان :
- أنا ابنك أيضا حاجة ، أكثر مما تتصورين .
أنا مثلك لا أقدر على مقابلة الغدر بغدر .
- لا يا ابني أنت مثله ، مثله ، مثله ، تمتمت بصوت تهاوت نبراته و هي تقوم ببطء ، غدرك لا يصيب سوى بنات الأصول .

وقع خطواتها المبتعدة هطل على أراضي قلبه كمطر حزين .
ما إن اختفت من الباب حتى وضع وجهه بين كفيه و أخذ يتمتم مرارا :
- سامحك الله يا حاج
سامحك الله و غفر لك .

*******

بعد قليل ، كان بالخارج ، يدق بخطواته على الرصيف فيملأ بقاع الصمت الداكن لشارع حيهم الواسع الطويل ، يتنقل دون مبالاة من جوف العتمة إلى ارتجافات النور المنبعث من الأعمدة الكهربائية على جانبي الطريق.
صدره مفرود من الخارج بحكم العادة ، خاويا من الداخل بحكم المرارة .
من اتهم الليل بأنه صديق العشاق ؟
مع تراكم طبقات الظلام امتدت من مكان ما قبضة قاسية و أخذت بخناقه .
تلفت حوله بعين شاردة حوله يتنفس بعمق فازدادت شدة أصابع الوهم حول عنقه .
محبوس هو و ضائع بين زمنين ، بين قلبين ، بين امرأتين
تتصارعان داخل قلبه
تتقلبان فوق أسرة أضلعه
كليل و نهار
كثلج و نار
و هو بينهما كبحار تقطعت أشرعته
يرتدي حيرته و تمزقه عواصف عاطفته فأي مرفأ لقلبه و ضميره ؟
يشتاق نادية حد الموت ، حد العجز
يشتاق لطقوس الحب معها ، ليدها و هي تغفو داخل يده ، لأنفاسها ترقص بنعومة في حضن أنفاسه ، لجفنيها هلالان ينامان يتغطيان بقوسي حاجبيها .
و أنثاه الأولى أيضا يشتاقها أو ربما يشتاق شوقه لها ، يتلهف للهفته عليها ، لذلك الشعور بالانتفاض حيا بعد الاحتضار غرقا .
هكذا كان في عشقه لها فهل مازال ؟
الحق أنها لم تعد المعضلة
الآن بعد رحيل من ظنها أبدا لن ترحل اتضح له أن من لن ينجح أبدا في سبر أغوارها هي نادية
كانت واضحة إلى درجة الغموض
عشقها لم يكن ليلا مدمهلا مليئا بالأركان الغامضة
عشقها نهار دافئ يبدو واضحا ، بلا غيوم في آفاقه أو وعد بعاصفة
لكن كل نهار ينتهي إذا ما أنت أغمضت عينك عنه و إذا طالت الغفوة ستجد نفسك غارقا في ليلك من جديد .
فهل هذا ما يريده ؟
توقف عن السير و حرك قدمه يدفع حصوات صغيرة لتتدحرج و تأخذ مكانها على جانب الرصيف ثم أخرج سيجارة من العلبة في جيب بنطلونه و وضعها ببطء بين شفتيه .
اتكأ على سور البيت الأقرب إليه و بدأ ينفخ دخانه و يشاهد من خلال ضبابه المسود مشهد أمها بالأمس حين ذهب إلى بيت أهلها صباحا ليقابلها بعد ليلة كواه فيها الشوق .
" نادية ما زالت نائمة بني ، ترددت بعتب محرج ثم أضافت ، و الأفضل لها أن لا تكلمها هذه الفترة "
لم تكن أبدا بحاجة لمزيد من الشرح لأنه لم يلح فمشهد آخر وقف حجرا في حلقه .
رأى نفسه يقف عريض الصدر و الأكتاف عند بداية سلم منزلهم يواجه والده يمنعه بنظراته الحادة من الصعود للأعلى حيث تقبع أمه تعتزلهما هما و العالم .
" من فضلك حاج لا تصعد لها ، لو كانت تريد مقابلتك كانت نزلت إليك "
لم يرد عليه والده فقط اكتفى بوضع كفه الثقيلة على كتفه و إزاحته عن طريقه و لم يعترض هو وقتها بإمكانيات جسده ، ترك له المجال ليصعد درجتين ثم نطق كلماته التي أجاد اختيارها .
" من فضلك حاج اتركها بسلام ، اترك لي ما تبقى من أمي "
و تراجع والده بصمت مكسور و ملامح سكنها القنوت تماما كما فعل هو البارحة .
ربما هو ابن أبيه بعد كل شيء .
رمى السيجارة بعيدا ثم زفر بعمق يهب صدره الملوث بأدخنة الذكرى بعضا من أنسام الليل الندي .
أعاد علبة سجائره و مد يده داخل جيبه الآخر ليخرج هاتفه .
بأصابع قلص أوتارها التوتر كون رقمها ثم تنفس براحة و هو يسمع تردد الرنين فطوال الأيام السابقة لم يصادف هاتفها مفتوحا و لو مرة .
قطب جبينه حين مات الرنين دون أن ترد ، كرر الاتصال عدة مرات و تجاعيد عبوسه تزداد عمقا فوق صفحة جبينه .
تنهد و هو يهز رأسه عدة مرات ثم تحركت أصابعه العريضة تكتب لها رسالة سريعة .
( أريد سماع صوتك نادية حتى أقدر على النوم
قولي أي شيء
لوميني اشتميني لكن لا تحرميني من صوتك )
ترك بعض ثوان حارقة تمر ثم أعاد الاتصال منتظرا بأنفاس تلهب الجو حوله .
فتحت المكالمة فكأنما أشرقت الشمس فوق قلبه المظلم .
- نادية ؟ تمتم بلهفة لكن لم يصله سوى صمت عار حتي من أنفاسها .
نادية ، حبيبتي ، أريد أن أسمع صوتك .

سمع حسا صغيرا بدا كتنهد خافت قبل أن تصله كلماتها في شكل سؤال ضج بصخب رغم خفوت نبراتها :
- تقابلها آصف ؟

لفحته حرارة الوجع داخل صوتها فانصهر وعيه لحظات فرت خلالها فيها كل الكلمات و حين فتح شفتيه سمعها تتعجل بالقول المرتجف :
- كلا لا أريد أن أعرف .
دعه يكن سؤالا بلا جواب .

ثم كما فتحت أقفلت فغرب الدفء عنه .

***********


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-20, 03:08 AM   #1492

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,982
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


( لو الحب حرب عيون فليكن رمشا برمش
و لو كان سجال شفاه فليكن همسا بهمس )

توقفت يد إيثار فجأة في الهواء .
أي حب
أي عشق
أي غرام
أي هيام
و لأي نوع من الرجال
كلهم واحد
ملوثون بقطران أكاذيبهم ، تتمرغ بين دمائهم جراثيم الخيانة .
ملاعين ملعونين و المفروض أن يكون مصيرهم كمصابي الجرب و ينبذوا بعيدا عن مرمى الألم .
رمت القلم من يدها المرتجفة و هجمت على الورقة تمزقها بعنف يقطر غضبا ثم جن الشعور بين أصابعها فاختطفت ورقة أخرى و بدأت بشخبطة كارهة عمياء ترسم بها حقدها الأسود المجنون على كل أفراد هذا الجنس .
جمدت أصابعها فجأة و كذلك النظرة القاتمة داخل عينيها و هي تتذكر لقاءها الأخير بنادية قبل أن تغادر شقتها الزوجية وتعود إلى شقة أسرتها .
كانت تجلس معها في الصالون تتكلم معها بصوت خافت لكن مصر ، تنصحها بالرحيل قبل فوات الأوان ، تقول لها أن تستيقظ من دور الزومبي الذي لا يناسبها لأن صدمة الأمر حين يحدث ستكون زلزال ألم لن تتحمله جدران قلبها .
و في خضم حديثهما دخل زوج نادية ، ذلك الآصف ثم رحب بها و مد يده يصافحها و هو يبتسم لها بكل دفء و كم شعرت بقبضته أبوية حتى أنها للحظة خجلت أمام نظراته الصريحة بينما تتمشى داخل ذهنها كمية الشتائم التي أطلقتها عليه أمام نادية و بريهان و الأخرى الأقذع التي احتفظت بها لنفسها .
لم يكن يبدو أو يتصرف كرجل يشعر بأنه مخطئ ، حسنا أمام المجتمع أو فلنقل نصفه الذكوري هو لم يخطىء ، لم يخض علاقة محرمة و غير مشروعة و حتى مقارنة بعدة رجال آخرين عذره أكثر قبولا و أقل ألما ، على الأقل هو سيعيد طليقته ليس مثل من يتزوج على زوجته بكرا أصغر منها و أجمل و أفضل في كل شيء .
ما الذي يحدث معك إيثار ؟ تساءلت بثورة داخلية حينها ، هل نومك بنظرة واحدة ؟ إذن لا لوم على نادية التي تبدو كالمغيبة .
أغمضت إيثار عينيها و هي تتذكر كيف وقفت نادية و سارت إليه فتلقاها هو بترحاب عفوي داخل صدره ثم أحاط كتفيها بذراعه و ضمها إليه ، قبل جبينها ثم كلا خديها و من نظرته إلى شفتيها علمت إيثار أنه لولا وجودها هي بينهما لكانتا تذوبان بين شفتيه .
منظرهما أمام عينيها وقتها عصر قلبها بكثير من الألم ، كم بدت رقيقة جدا بجانبه ، منتمية جدا كأنها منه و له .
أصابعه تتجول على خدها الشاحب فينطق دماء و حمرة كأنها لا تحيا سوى بقربه
لماذا يفعل بها هذا لو كان فعلا يحبها كما كان يبدو بوضوح عليه تلك اللحظة ؟
لأنه رجل إيثار ، تمتمت بصوت مسموع بينما تتأمل ما كتبته بحروف قهرها .

( لا حب داخل قلب الذكر
بل تخمة جسد و قضاء وطر
ثم وجع لأنثى و ألم
ثم دمع و دم حتى العدم )
أكرهكم ، أكرهكم ، صرخت و هي تصر بحقد على أسنانها و تخبط بكل قوتها فوق سطح مكتبها الخشبي .
تكرههم جميعهم دن استثناء فلا عنصرية في هذا الكره ، كلهم لديها سواء .
بخفقة قلب ثائرة انتقلت بأفكارها و كرهها إليه ، أكرم ، ذلك المعقد المعتوه المخبول الذي شوه الشك وجه عاطفته .
في البداية أحبت غيرته عليها ، رأتها دخانا لا يصدر سوى عن لهيب حب لكنها الآن تبصرها بعين عقلها كما هي دون تزييف ليلكي اللون سعيد .
الآن تراها شكا ، تراها عدم ثقة فيها و في قراراتها و عدم احترام لرغباتها و هذا ما عانت منه طوال حياتها .
أطلقت زئيرا ساخطا عاليا ثم ربعت ذراعيها على سطح مكتبها و أحنت رقبتها تريح رأسها فوقهما .
فعلا كما يقول المثل قليل البخت يجد العظم في ذلك الشيء الذي لا يؤكل .
و هي ظل حظها صغيرا قصير المدى مثلها و مثلما كانت طفلة و تصرخ أمها في وجهها لأن ملابس عمرها أكبر دائما من مقاسها
ظلت حتى اللحظة مبتلاة بما هو أكبر من مقاسها
حتى الأحلام .

******


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-20, 03:16 AM   #1493

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,982
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

******

هذه الأيام الأخيرة صار يعيش تمزقا مضاعفا ، يرى علاقته بإيثار بعد صبر منه و انتظار و تماسك و مرونة تفشل كل يوم أكثر ، لم يعودا قادرين على الوصول لبعضهما ، على صنع أي نقطة التقاء .
حتى العاطفة هجرت لقاءاتهما
كل هذا و أكثر يحصل معه بينما الأخرى الفاجرة بامتياز التي شوهت حياته تسير حياتها بكل سلاسة .
جالسا داخل سيارته ، أصابعه متقلصة فوق المقود دون وعي منه ، نظراته تلتهب غضبا و حقدا و هو ينظر إلى موكب زفافها يمر في الشارع الذي يوصل إلى حيه و حيها .
أسطول السيارات يواصل المرور مغلقا أمامه المجال للتقدم و السيارات وراءه أصحابها يطلقون نفيرهم بضيق يزيد من خنق أنفاسه .
هي تمر و تعرقل عليه طريقه ، هي تعيش و تعرقل عليه حياته .
- أستغفر الله العظيم يا رب

نطقها بين زفراته و هو يواصل حبسه الجبري داخل سيارته غاضبا حتى الجنون ، مستمرا في مشاهدة زفتها إلى الآخر الأبله .
أفسدت حياته ، دمرت نقاء قلبه ثم تنعم هي بمستقبل مغسول من خطاياها بينما هو يتقلب الآن في مستنقع شك و غيرة ، يحرك قدما فتعلق الأخرى .
و إيثار أتعبته ، ظنها ستكون لينة ، قادرة على الاحتواء لكنها متمردة ، مشروع أنثى متوقدة تتعب القلب و تنهك العقل .
و هو تعب عمرا قبلها و ظن أنها ستكون راحته و واحته لكنها بطريقة ما هي الأخرى خانته
خانت معظم توقعاته عنها و أتعبته
أرهقت صبره و أزهقت طولة باله
و في الوقت الذي اشتاقت أصابعه لليونة خصرها تعب رأسه من الاصطدام برأسها اليابس
احتار كيف يصل إليها ، كيف يَفهمها و كيف يُفهمها أن الزواج شراكة ليس انسحاق ذات تحت ذات
لكن عقلها مليء بتلك الضوضاء الملوثة
ب"دع لي مساحتي الخاصة ، اترك لي ركني الشخصي "
ترددها بغباء كببغاء ينطق ما لا يفهم
تجعله يشعر بأنهما لن يكونا زوجا و زوجة يتشاركان دفء الفراش بل سيكونان زميلي حياة ، مجبران على التعايش و ربما التكاثر
لكن الزواج ليس بهذا التصور العصري السيامي التكوين
الزواج تزاوج و التحام
احتواء و اقتحام
تكون هي بعضه حتى يكون كله لها
ليس انزواء
ليس دع لي مساحتي و مسافاتي و حدود محيطاتي .
أحيانا في لحظات الصفاء ما بين عناق و قبلة تكسو حمرة الهوى خديها و تزين حلاوة الغزل نظراتها تتعرى من تمردها فتبدو له كأنثى مثالية يرى فيها كل نساء العالم لكن ما إن يدخل الجد بينهما حتى تتلبسها روح شيطانية يسمونها كذبا المرأة المعاصرة .
زفر بحدة و هو يراقب آخر سيارات الأسطول تختفي من أمامه فأطلق نفيرا عاليا ينبه السيارة المتوقفة أمامه .
أدار المقود ليأخذ طريقا جانبيا أطول لكن أقل زحاما فهو لن يطيق اكتظاظا آخر يكفيه عجيج أفكاره . احتدت زوايا وجهه و هو يتذكر لقاءتهما الأخيرة .
عنوان للخيبة و الإحباط بالخط الأحمر العريض.
لم تعد هناك قبلات بدل ذلك صارا يجلسان يتبادلان الاتهامات .
تنهد و هو يتذكر موعدهما الأخير حين لم يشأ أن يتكلم معها في أي موضوع لأنه كان اشتاق جدا لنوم قلبه بين شفتيها .
و حين مال عليها و قبلها كانت كعروس من السكر ، حلوة جدا لكن باردة بلا روح .
وصل شقة أسرته فدخل مغلقا الباب خلفه بقوة كأنه يضعه بينه و بين سيل الذكريات ، نظر بجمود لأمه التي خرجت بنصف جسدها من المطبخ ترفع نحوه وجها متسائلا ثم ألقى عليها تحية مختصرة و دخل غرفته مقفلا أي باب للحوار .
خبط حقيبته على الفراش ثم دار قليلا داخل غرفته متوسطة الحجم يحوم وسط زوبعة أفكاره ، تعمق تقطيب جبينه و هو يحاول تذكر ما كان ينوي فعله ما إن يدخل غرفته .
وقع نظره على هاتفه فانقشع ضباب النسيان و مد يده إليه فورا يتصل بها .
رن الهاتف طويلا كما البارحة ليلا فأخذ قلبه يتململ بين قلق و غضب قبل أن تنهي هي تأرجح مشاعره و تفتح المكالمة فيزفر بقوة .
- أنت بخير ؟
- الحمد لله ، جاءه صوتها خافتا متعبا .

تراخت قسماته قليلا و هو يسير نحو النافذة لكن تذكر ليلة البارحة فعاد غضبه المستكين ليلمع داخل عينيه .
- لماذا لم تردي على مكالماتي لك البارحة ؟

ساد صمت بسيط ثم وصلته كلماتها الحائرة :
- أخبرتك هذا الصباح أني كنت عند نادية و لم يكن هاتفي معي .

أومأ برأسه بنفاذ صبر ثم قال بملل :
- أنا أقصد ليلا عندما عدت من عندها لماذا لم تعيدي الاتصال بي .

هذه المرة كان الصمت أطول و أشد عمقا حتى كاد يشعر به يغمره كله ، شيء من التوجس سكن فكره بينما موجة استيعاب متأخر تضرب عقله .
- إيثار ؟ همس بصوت خفيض يحمل تهديدا جليا ، لا تقولي أنك أمضيت الليلة في بيت أسرة صديقتك تلك ؟
- أنا ، أنا

قاطع تأتأها المرتبكة بغلظة :
- أمضيت الليلة خارج بيت أسرتك دون أن تستشريييييني ؟

استقبل سمعه أنفاسها المتهدجة فزاد لهيب أنفاسه مهاجما سماعة الهاتف ثم تكلمت بصوتها الذي رققه الاضطراب :
- أنا استشرت بابا و هو وافق و حاولت الاتصال بك كثيرا لكن هاتفك كان خارج الخدمة .

بحركة عنيفة فتح النافدة على مصراعيها و وقف لحظات صامتا عابسا تاركا وجهه الملتهب عرضة للنسمات الباردة ثم قال بخفوت منذر :
- و كلمة والدك كانت طبعا أعلى لديك من كلمتي عليك .
- أنا لا أفكر على هذا النحو .
- كيف تفكرين إذا ؟ فح من بين أسنانه و هدير غضبه يعلو و يتعالى .
- بالنسبة لي كلاكما لديه نفس السلطة علي و موافقة بابا أو موافقتك لها نفس القيمة عندي ، صمتت لحظة ثم أضافت بتردد ، ثم أن نادية و أمها صديقتان للأسرة منذ صغري .
- أليس لديها أخ صديقتك تلك ؟

طريقة نطقه لتلك و كم القرف الذي وضعه فيها نفخا روح التمرد داخل عروق إيثار .
كانت دائما تجعل فرق السن بينهما على طرف لسانها قبل أي كلام لكن مرة عن مرة أسلوبه يزداد استفزازا و هي بالتأكيد لن تسكت أكثر خاصة و هجومه تجاوزها ليطول شخص نادية كذلك .
- لديها أخ بالفعل ، قالت بمنتهى الهدوء .
- صديق للأسرة هو الآخر كما أتصور ؟ تمتم بتهكم لاسع .
- نوعا ما ، نعم .
- و كم يبلغ من العمر أخو صديقتك ؟ نظراته اسودت بشكل خطير على عكس نبراته التي حملت هدوءًا مقنّعا .
- في الحادية و الثلاثين ، أجابته بكل حيادية .
- يعني في نفس عمري ، هز رأسه ببطء ثم سأل مجددا ، و طبعا ستقولين أنك تعتبرينه كأخيك .
- أنا لا أعتبر كأخي سوى أخي نفسه ، صوتها صار كقالب ثلج .
- إذن كيف سيادتك تفكرين فيه ؟
- ككيان .
- كيان ، كررها ببطء ، كيان ، أعاد قولها باشمئزاز .

و بصوت التوت مخارجه تحقيرا عاد ليسألها :
- و ماذا عن والدها ترينه كيانا كذلك ؟

تكهربت إيثار في جلستها و معنى كلماته الأخيرة يصل سمعها و يصدم كل تصوراتها عنه .
- ماذا تقصد أكرم ؟ ضيقت عينيها بشدة ثم نطقت دون سيطرة على كلماتها ، أن تشك بوجود شيء بيني و بين نادر فهمناها لكن أن تشك بأني أنظر إلى السيد سليمان بتلك الطريقة ؟
- ما هذا التخلف ؟

أبعد أكرم الهاتف مذهولا ، مشلول القدرة على التصديق لما وصفته به لتوها ثم فورا و دون لجام لغضبه أخذ يترجم صعقة قلبه على شكل كلمات اندفعت عنيفة صارخة
- أنا متخلف ؟ !!
أتعرفين ما التخلف يا مستهترة ، يا متشردة ؟
التخلف الحقيقي هو التخلف عن الدين و الأخلاق ، هذا هو التخلف ، هذه هي الرجعية
متخلف لأني أطلب ممن تحمل اسمي أن تستشيرني قبل أن تبيت في بيت فيه رجلان غريبان عنها ؟
تفعلين ذلك متعمدة و أنت تعرفين ما الذي مررت به و تأثيره علي ؟
تصرفاتك كلها تستفز شكي و تحرض نيتي السيئة ثم تصفينني بالتخلف يا عديمة التربية .
- أنا لا ، أنا لم ، من الجهة الأخرى كانت إيثار تحاول أن تقول ، أن تبرر فتمزق صرخاته أطراف جملها .

كان يطرق الجدار بجوار النافذة عدة مرات و يواصل تعنيفها بخشونة صوته و كلماته .
- عديمة تربية ، عديمة أخلاق ، أنا متخلف ؟ أنا ؟

كإعصار اشتد أزره انتفضت إيثار دون سابق إنذار و بصراخ فاق صراخه أخذت تقول دون أن تمرر كلماتها على الفلتر المعتاد :
- و أنت معقد ، غير طبيعي و غير متزن .
لا أريدك أنت تجعلني تعيسة
طلقني طلقني طلقني

تقلصت أصابع أكرم على الهاتف و تصلب فكه بينما أنفاسه أخذت تنتفض داخل صدره .
- إيثار ، احترمي نفسك قبل أن أعلمك الاحترام ، قال و التحذير ينز بين نبراته .

لكنها واصلت بنفس الغضب المندفع :
- هذه هي حياتي ، هذه هي أنا ، من يريدني يقبلني كما أنا و لا يفرض علي أن أكون على مقاس أحلامه
- يقبلك بغبائك ، بتصرفاتك الغير موزونة
- نعم يقبلني حتى لو كنت مجنونة

سكت الكلام الصارخ فجأة و حل بدله صمت لاهث ، تنهد أكرم و أرسل عينيه إلى السماء العابسة الأفق ثم قال ببرود و نظره يتحول لانعكاسه على زجاج النافذة :
- إيثار هذه ثالث مرة تطلبين مني فيها الطلاق خلال الأسبوعين الأخيرين
و تعرفين ما يقال : الثالثة ثابتة
- إذن طبق المثل أكرم ، تحدته باستفزاز ،
أنا
لم
أعد
أريدك .

أغمض أكرم عينيه مخفيا نظرته الليلية المربدة ثم بصوت متخل قال :
- لك ما أردت آنسة إيثار
أنت

قبل أن يقتلها ببقية اليمين رمت إيثار الهاتف من يدها كأنه ثعبان سام .

*********


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-20, 03:22 AM   #1494

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,982
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

منذ ساعات تستلقي على فراشها عاجزة حتى عن تغيير وضعها مع أنه غير مريح .
سمعت صوتا يناديها من خارج حجرتها لكنها لم تلتفت .
من جهة هي لا تهتم و من جهة أخرى هي لم تعد تصدق حواسها و لا جميع جسدها فقلبها الآن يدق لماذا تشعر إذن أنها ميتة ؟
استمرت تنظر إلى السقف ، تحدق في لونه الشاحب العتيق .
كم هو جميل هذا البياض
كم هو سطحي سهل مريح دون أي تعقيدات فلا عمق دون سواد .
كانت لتظل هكذا للأبد لكن المشكلة أن كل بضع لحظات يجرح نقاء اللون الأبيض الرائق طرف حاد من شظايا ذكرياتها المكسورة معه فتعود دموعها لتسيل دون توقف .
رن الهاتف بالنغمة الخاصة به فدفعته بطرف أصابعها حتى وقع من فوق السرير .
منذ دقائق قليلة كلمتها والدته ، اختلف حديثها عن الأيام الأولى حيث كان أغلب كلامها أسفا و اعتذارا ، اليوم شعرت بها مختلفة كأنها تمهد لطريق هي نفسها غير واثقة من رغبتها في السير فيه .
قالت لها بعد الكلام العادي المعتاد :
- آصف يحبك كما لم يحبها أبدا من قبل يا ابنتي .

هل تظن أنها تواسيها بهكذا قول ؟
بل فقط تدفعها لمزيد من الخبال .
- ماما ميرفت ، توسلتها بإرهاق ، لي رجاء عندك ، هل يمكن أن لا نتكلم عن آصف بعد الآن ؟

لم ترد حقا أن تعذب نفسها بالمزيد من الحديث عن حياة لا تخصها و قلب لا يخصها و لم يخصها يوما .
طرق الباب فزاد تحديقها للسقف ، أكيد أمها تريد التأكد من أنها لا تحتاج إلى شيء مع أنها ظنت أنهم فهموا الآن أن كل ما تحتاجه الآن من الآخرين هو أن لا يحتاجوها .
*
*
دخل نادر بعد ثلاث طرقات كان جوابها الصمت .
تقدم نحو السرير و هو ينظر إلى جسد نادية المفروش فوقه جامدا ساكنا .
لم تكن تبدو كأنها نائمة فوق السرير
كانت تبدو كأنها سقطت فوقه من الأعلى .
انقبض قلبه بغضب و هو ينظر إلى عينيها الشاخصتين إلى الأعلى .
- انظري إلي نادية و أخبريني ما الذي ترينه الآن أمامك ؟ تكلم أخيرا بصوت مكتوم .

رفعت نادية عينيها إليه تتأمل ملامحه التي بللتها دموعها .
- ترين أمامك رجلا فاشلا قتله اليأس و قسوة الظروف .

مد يده نحو وجهها يمسح بطرف إصبعه دموعها ثم قال بصوت أجش :
- صدقيني إن لم تكفي عن البكاء من أجله فسأجعل نفسي مفيدا في شيء و سأدخل السجن فيه .

جلس بلطف على طرف السرير عند قدميها ثم واصل يقول و نظراته تتجول بحنان بين خطوط وجهها الحزين :
- تعرفين لماذا لم أفكر في الزواج لحد الآن
هل تظنين أني لا أحتاج لامرأة في حياتي ؟

حولت نادية عينيها رغما عنها تجاه حدقتيه الفاتحتين لونا ، المعتمتين مرارة فلأول مرة يتكلم شقيقها عن وضعه .
- لأني أحمل عبئا ثقيلا و لا أريد أن أدخل على بنت الناس بهمومي .
ليس مثل سي السيد خاصتك الذي دخل عليك و في قلبه ضرة لك .

رأى الانكسار يلمع داخل نظرتها الشاحبة إليه لكنه ضغط على قلبه و واصل :
- لو كان رجلا لكان أقفل دفاتره القديمة قبل أن يورطك معه ، فتحت شفتها فرفع يده فورا ، ولا تدافعي عنه و تقولي لم يكن يعرف .
بل كان يعرف في أعماقه أنها يوم تعود له يعود هو لها حتى لو أتمت زواجها من غيره .


أشاحت بوجهها في صمت متأوه لكنه مع ذلك استمر في رغبة منه لمداواتها من كل أوهامها :
- لا يؤلمه ضميره من أجلها إلا لأنه يحبها نادية
تأكدي من ذلك ، تمتم و هو يضغط على أصابعها بيده ، أنا رجل مثله و أفهمه
لو كان حبها انتهى من قلبه لكان وجد لنفسه آلاف الأعذار لكنه يحبها لذلك يجد الأعذار لها هي .
- أعلم نادر .

قالتها باختصار بسيط كلحظة الموت .
- إذن ما الذي تنتظرينه ؟

تقلبت على الفراش تعطيه ظهرها ثم تمتمت بصوت خافت متلاش :
- أنتظر فقط خطوته القادمة .

**********

تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-20, 03:31 AM   #1495

أميرةالدموع

? العضوٌ??? » 441578
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 372
?  نُقآطِيْ » أميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على الرغم من قلة تعليقاتي الا اني ارفع القبعة لنادى
أثلج صدري بكلامه خاصة أنه طرف ذكور
فليس هناك من يفهم الرجل الا رجل مثله
هناك الكثير لاقوله ولكن قلمك بصفة خاصة قلم عميق
من تألق التألق عزيزتي
أميرةالدموع


أميرةالدموع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-20, 03:42 AM   #1496

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,982
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 88 ( الأعضاء 32 والزوار 56)
‏نغم, ‏زهرورة+, ‏NH_1927+, ‏طاولة2, ‏ام معتوق, ‏الفجر الخجول, ‏hayeksousou, ‏noor.al.shams, ‏Nora.10, ‏amana 98, ‏marwa15, ‏مونمونة, ‏Diego Sando, ‏Hya ssin, ‏beeboo_050, ‏EbtihalAS, ‏Roro adam, ‏وجدان1417, ‏تاتا26071978, ‏bobosty2005, ‏Lolo rabah, ‏Hopeoun, ‏bouchra soyon+, ‏ريان الريان, ‏جلاديوس, ‏فتاة طيبة, ‏Ho.pe, ‏Manar saif, ‏houda4, ‏طيف فراشة, ‏عزيز الروح, ‏صمت الهجير

شكرا تاني على حضوركم و انتظاركم للفصل
تصبحوا على خير و تقبل الله منكم كل أعمالكم


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-20, 03:58 AM   #1497

ريان الريان

? العضوٌ??? » 410985
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 358
?  نُقآطِيْ » ريان الريان is on a distinguished road
افتراضي

مميزة كعادتك حبيبتي
آصف يا آصف انت حتى لاتدري ماتريد من غنوة وهل تحبها ام لا ومع ذلك مصر على قراراك ولكن جيد أنك اكتشفت ان من راهنت عليها ليست بيدك كما ظننت
نادية وجع والم ولكن ستنهض اكثر قوة
كارم وايثار. عقد وعقد متراكمة كثير من عنده وكثير منها كيف سيتجاوزانها...
نادر ماهي الهموم التي في قلبك ؟ كلامك جميل هي سألتك قبل زواجها وانت اجبت الآن المهم ان تكون في صفها.
حبيبتي دمتي مبدعة ورمضان كريم


ريان الريان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-20, 04:30 AM   #1498

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رمضان مبارك 🌙🌹وكل عام وانتي بخير وجمعة مباركة للجميع💞💞 ..الفصل ده اصف صعب عليا لانه فعلا بيحب امه وحاسس بجرحها ومشهده مع والده كان مؤثر وحزين😞 وهو الان بيتخبط في مشاعرة حاسة انه هو نفسه مش عارف عاوز ايه بالضبط يعني هو راهن على حب نادية على ايه على انه يتجوز عليها وهي تقوله ماشي ياحبيبي المهم متسيبنيش يرقى هو معرفش نادية حتى لو فعلا كلامه صحيح انه بيحب نادية اكثر هو فاكر التانية مش حتحس ومش حتنغص عيشته ونادية حتستفيد ايه غير انها تعيش في قلق وغيرة ..يابني ارحمنا من الغباء الي انت فيه فكك من حكاية الذنب الي انا للان مش مستوعباها وانت عارف ان بنت عمك مش سهلة وحية ..كلام نادر انه محسش بالذنب الا لانه بيحبها ممكن ولا هو مصر ليه انا الي واجعني نادية بحسها لسة مغيبه😭😭 وفي عالم تاني مش مصدقة الي حصل لها هي مستنيةيعمل ايه بالضبط يتجوز التانية وتطلب الطلاق ولا يبطل وترجعله بس حتى لو بطل ياترى حترجع نادية القديمة مااظنش الي انكسر عمره مايتصلح وهو كسر قلبها 😢..ايثار واكرم والله الاتنين دول مجانين يعني تطلب منه الطلاق ولما يجي يطلق ترمي الموبايل طيب معرفتش طلق ولا لا 🤔هما الاتنين غلطانين ومحتاجين واحد يجي ويخبط روسهم في بعض 😂😂 ..نغم بجد مش قادرة اوصف رووعة الفصل ووصفك للمشاعر بحس بكل الابطال حتى الاشرار 😂😂أصف ربنا يبارك لك ويوفقك بجد انتي كاتبة مميزة وقلمك مبدع ودمتي بخير ياقمر💕💕

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-20, 03:57 PM   #1499

nesrine la alegria

? العضوٌ??? » 454775
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 239
?  نُقآطِيْ » nesrine la alegria is on a distinguished road
افتراضي

ابداع الفصل و اكثر من العاده ❤❤❤

nesrine la alegria متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-20, 03:57 PM   #1500

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

منذ غادرت نادية و هو
لم يعد يجد أمه فيها و هي بدا بوضوح أنها كفت عن البحث عن ابنها فيه

لم يعد يرى انعكاسه داخل حدقتيها الشاردتين القاتمتين

، صار يرى صورة أخرى له

، صورة للراحل الذي رفض الرحيل .
الراحل الذي اتخذ من هيأته جسدا و سكنه و احتله

لينعكس أمامها لوحة لا تتغير من القهر الأسود و العجز المر .


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.