|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي ثنائي جذبتكم قصته أكثر ؟؟ | |||
نديم و بريهان | 23 | 34.33% | |
آصف و نادية | 44 | 65.67% | |
أكرم و إيثار | 10 | 14.93% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 67. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-10-19, 01:42 AM | #342 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حبايب ربنا يبارك فيكو يا رب شكرا على دعواتكو و احساسكو الجميل إن شاء الله بكره أرد على كل التعليقات قبل تنزيل الفصل خمستاشر آسفه تاني على التأخير أسيبكم مع سؤال من الفصل *** " هل ترضى الزواج بامرأة بلا قلب ؟ أقصد بلا قلب تقدمه لك ، لأني من أجلس أمامك كيان خاو ، قلبي أخذه مالكه معه عندما رحل عني و عن هذه الدنيا " ** هل يرضى ؟ هنشوف مع بعض الفصل الجاي إن شاء الله تصبحوا على رضا و سعاده | |||||||
11-10-19, 05:26 PM | #349 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل السادس عشر - ما هو الحب يا بنات ؟ قالت نادية ثم تنهدت بينما ساقيها تتململان بتوتر تحت طاولة المقهى الذي تركت اختياره هذه المرة لإيثار . لم يكن سؤالا ، كان رجاءًا متوسلا . كان نداء استغاثة لمشاعرها المتخبطة داخل تيار لم تجرب أبدا السباحة فيه . احتشد إنذار بالدموع في سماء عيني بريهان ، أسدلت جفونها و بصوت خافت قالت : - الحب هو عينان خضراوان في وجه مبتسم كأنه شمس صباح ، صاحبه يطل علي من بين أغصان متشابكة و يمد يده لي بتفاحة حمراء كنت للتو أفكر فيها . - توارد أفكار ؟ تمتمت نادية بشرود . - توارد أرواح ، همست بريهان بشجن . - متى كان هذا ؟ تساءلت إيثار . - في الماضي ، في بيتنا القديم . - و أنت إيثار ، غمغمت نادية و هي تستدير نحوها ، كيف ترين الحب ؟ تأملت إيثار المشهد الموسيقي حولها كأنما تستمد منه وحيها ، تناولت هاتفها ، أضاءت شاشته ثم بدأت ترسم عليه ما ينبعث من بين شفتيها : - الحب كيف أراه ؟ أراه ضدا بين ضدين ، فاصلا بين معنيين الحب هو ما ترتكب روحنا حين ترتبك الحب هو حين نَتَسَمّر بدل أن نَسْتَمِر الحب هو حين نريد أن نُقْلِع أبكر فنعلق أكثر الحب جوع و وجع ، الحب وعد الحب ورد الحب نار يعقبها برد ساد صمت قصير بينهن ، يتوه بين حيرة قلوبهن حتى همست بريهان بينما نظراتها تبتعد و تضيع . - جميل ، جميل ، رائع وصفك ، رقيق مثلك حبيبتي . تنهدت نادية ثانية ، ذاكرتها عالقة في تلك النظرة القاتمة التي خالطتها لمعة لم تخطئ معناها ، بريق حنين . بعقل ساهم و قلب حيران تمتمت : - الحب هو حين نتمنى أن نرتاح فنحتار و نحتار ثم نحتار . مدت بريهان يدها تعانق بها أصابع نادية المتراخية حول كوب قهوتها الذي لم تمسه تقريبا . - ما بك حبيبتي ؟ شاردة و تائهة جدا على غير عادتك . - آصف ، حركت الملعقة داخل القهوة التي لن تشربها و تمتمت ، آصف لغز كبير ، كبير . - ما الذي حدث ثانية ؟ هزت نادية كتفيها وحدقت في الأفق البعيد : - حتى اللحظة لم يحدث شيء ، صمتت و أضافت بتعاسة ، و لكن هذا لا يعني أنه لن يحدث في المستقبل . كلماتها أطلقت تنهيدة جماعية من ثلاثتهن ، رفعت إيثار وجهها عن قهوتها و أرسلت نظرها يلاحق بعض الغيوم الراحلة ، تتمتم في الأثناء : - كنت سأقول لك انسيه و ابدئي مع غيره لكن الأولى أن أنصح بذلك نفسي . - مازلت موهومة بدكتورك الجلف ؟ تساءلت نادية و هي تخرج من شرودها . - مازلت و مازلت . - على ذكر كلمة دكتور ، وضعت نادية يدها على خدها ، ما أخبار دكتورك المسكين بيري ، مازال مختفيا ؟ بتعاسة واضحة أومأت الأخيرة برأسها دون كلام . تنهدت إيثار ، تثاءبت ثم قالت بخواء : - هو مسكين و هذه الجلسة مسكينة و نحن أمهات الكآبة دون منازع . * * في نفس المساء ، وقفت بريهان وراء نافذتها المطلة على مدخل العمارة تتأمل الشمس التي أخذت تغيب بأناقة و ترسل بصرها كل ثانيتين نحو بوابة الدخول . ارتجف جسدها لا إراديا و الهواء يصير أَقَرب للبرودة ، قامت بإغلاق النافذة ثم كما تعودت كل هذه الأيام الأخيرة اتجهت نحو حقيبتها ، فتحتها و أخرجت تلك القصاصة التي تركها عندها و ترك كل شيء بعدها . لم تره ثانية من لحظتها . بأصابع مترددة فتحت القصاصة فأتاها على الفور مشهد رجفة الألم فوق شفتيه ، نظرة الهم الكبير داخل عينيه و الخواء المر الذي عاد ليلبس ملامحه قبل أن يغادر . تأملت القصاصة و لم تقدر على عدم قراءتها مع أن كلماتها تنغز نغزا في نسيج روحها ، تفتق غرزا لجرح عاد طازجا طريا . بين دموعها وليدة أحزان الماضي و الحاضر تراءت لها الكلمات : " صحت مدينة نصر هذا الصباح على فاجعة مؤلمة تمثلت في وفاة ثلاثة أشخاص اختناقا من دخان حريق شب داخل شقتهم . الحريق نشب خلال نوم الأسرة ، حيث اشتعلت النيران في صالة الشقة ، ومنها امتدت لباقي الغرف، اكتشف الواقعة الأب الذي كان عائدا متأخرا من نوبة عمله كطبيب في المستشفى ، حاول إنقاذهم و ساعده الجيران الذين هرعوا لإنقاذ الأسرة ما إن علموا بالأمر ، وفور دخولهم اكتشفوا وفاة الأم و الطفل الأصغر و قاموا جميعا بنقل الطفل الأكبر للمستشفى لكن تشاء الأقدار أن يتوفى في الطريق " ********************* | |||||||
11-10-19, 05:28 PM | #350 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| صحا نديم فجأة على وقع صداع عنيف يفتك بصدغيه ، مد أصابعه الطويلة يدلكهما بتعب و هو ينظر حوله متسائلا كيف نام في هذا الوضع ، جالسا على كرسي بلا ظهر ؟ دار بنظره في أرجاء المكان ، لا بد أن الوقت آخر العصر الآن . الغرفة غارقة في العتمة سوى من شعاع نور خفيف استقبلته الموجودات حوله ماعدا قلبه الذي ظل على ظلامه . أطلق تأوها خافتا و هو يرتكز على قدمه يحاول الوقوف شاعرا بعظامه تكاد تتفكك من مفاصلها . بمشاعر على حافة الانْهيار ، سار متثاقلا ، متباطئا ، مضطرا لتلبية نداء الطبيعة . في الحمام ، وقف أمام المرآة يتأمل شبحه المنعكس على سطحها ، مد يده ببطء يحك لحيته التي أطلقها منذ أكثر من أسبوعين ، رتب قليلا خصلاته التي طالت عن المعتاد ثم بتعاسة توقف . مضى إلى المطبخ يتحسس طريقه بين أمواج الظلام المتعالية ، اصطدم بكرسيين و جانب الطاولة العريضة و دون أن يتأفف واصل طريقه حيث توجد آلة القهوة ، وضع كيس بُنّ داخلها و انتظر في سكون خال من الإحساس . جال بعينيه داخل المطبخ حتى توقفت عيناه على الثلاجة ، حدق بها لحظة سريعة ثم أشاح بوجهه ، لا يشعر بأي جوع أو رغبة في فتح فمه حتى ، منذ أسبوع تقريبا و هو على هذه الحال ، لا ينام ، لا يأكل ، يعيش تقريبا على الهواء . شرد في أفكاره فسكب القهوة الساخنة على يده ، لم يتأوه و لم يبد أي رد فعل . بالعكس ، نوعا ما رحب فأحيانا يحتاج إلى الوجع كي يتأكد أنه مازال يحيى . استند بجسده على طرف الطاولة ، يرتشف فنجانه ببطء ، يفكر في الأثناء عن سبب عودته لتلك اللحظة كأنه لم يعش بعدها يوما . ربما سر تهاويه الأخير هو رد فعل عن المجهود النفسي و العصبي الذي بذله الأيام و الليالي التي سبقت كشفه لمأساته أمامها . بعدها مباشرة شعر بروحه تعود لتنطفئ و نفس الجفاف القديم عاد ليهجم عليه ثانية ، عاد ليجعل من قلبه أرضا صلبة متشققة . مع أنه مل هو من الحزن و لكن يبدو أن الأخير لا يمل منه . متى ؟ فقط متى يهجره الأسى ؟ متى ينساه و يسقط عنه . وضع الفنجان داخل الحوض مع سابقيه ثم عاد بخطى ميتة نحو غرفة الاستقبال داخل شقة صديقه راجي . أمام عينيه المعذبتين بالذكرى شقت أشباح الماضي الطريق أمامه تسبقه و تنتظره ، تَعِدُ ليله القادم بالمزيد من السواد . عاد إلى جلسته السابقة ، يضع رأسه بين يديه ، يستند بمرفقيه على ركبتيه و ينظر في الظلمة الفارغة حوله . شعر بحركة خفيفة فرفع رأسا ثقيلا بوزن صخرة . كان صوت تكة المفتاح داخل القفل ، ميزه رغم نبض صدغه الصارخ . بدأ يقوم حين فاجأه النور الساطع ، أغمض عينيه دون إرادة و هو يشعر كأن مئات الدبابيس الصغيرة تغرس فيهما . فتحهما ببطء و بين الضباب الذي غام به بصره تشكلت حدود جسد مألوف ، أغمض عينيه و فتحهما ثانية ليرى شوكت واقفا أمامه بطوله المتوسط و نظاراته ذات الإطار الفضي ، يداه في جيبي سترته بينما يراقبه باهتمام واجم . تنهد دون كلام و أخفض رأسه يراقب طرف حذاء شوكت و هو يقترب منه . - أنت بخير ؟ اكتفى بإيماءة مبهمة فنبرات صوته عاجزة و قلبه و عقله أعجز . جال شوكت بناظريه في الغرفة الحديثة الديكور ، اختار كرسيا آخر بلا ظهر و قربه من مكان نديم . جلس مواجها له ثم بدأ يقول : - تغلق هاتفك ، تترك عيادتك ، شقتك ، حياتك .. - منذ وقت طويل لم تعد لي حياة ، قاطعه بفتور . - تترك الجميع ، واصل شوكت كأنه لم يسمعه ، حتى ابنك و تعطي ظهرك لكل شيء . تنهد نديم و أغرق وجهه داخل كفيه أكثر ، تحركت رحمة كبيرة على حاله داخل قلب شوكت لكن صوته خلا من أية رحمة و هو يقول : - أنت تنهار كل فترة لأنك تهرب ، لا تواجه ، تتظاهر أنك بخير ، قلها صراحة لنفسك أنت لست بخير . - أقولها طوال الوقت ، تمتم بصوت ثقيل كأنه يجذبه من كهوف روحه ، لا تمضي لحظة دون أن أقولها . - كلا نديم ، الإنسان الذي يعترف أنه ليس بخير لا يكتفي بقولها بل يلجأ للمساعدة ، للتخلص مما يؤلمه . لكن أنت في أعماقك تظن أنك قادر على النجاة لوحدك و يؤسفني أن أعلمك أنك عاجز تماما و أنك للأسف لم تتقدم و لم تتجاوز . أطلق نديم تنهيدة قوية أخرى و تململ في جلسته دون أن يرفع رأسه في علامة صريحة لكرهه هذا الحوار . - قم نديم و غير ملابسك . تعالى صوت شوكت الحازم دون أن تتحرك ذرة واحدة في نديم . - انهض نديم سنخرج الآن حالا . دون كلام زفر نديم و تململ بشكل أقوى . - نديم إن لم تخرج معي أقسم لك أني سأدعو الشلة القديمة كلها هنا و أنت تعرف جيدا أني سأفعل . تحمل بغلا واحدا أفضل لك من تحمل قطيع منهم . * * بعد ربع ساعة ، كانا يسيران جنبا إلى جنب وسط أمواج الخلق المتدافعة داخل المجمع التجاري الضخم . - انظر إلى الدنيا نديم و أخبرني كيف تراها . - أراها مكانا لاشيء لي فيه و لا معنى لاستمراري به . بعطف صامت عاجز نظر شوكت نحوه ، كتم تنهده الآسي ثم استمر يقول : - انظر إلى الناس نديم . انظر إلى الوجوه حولك ، أتظن أنهم جميعا سعداء ؟ كل هذه الوجوه تداري ، لست الوحيد صدقني . - هل ذلك من المفروض أن يجعلني أحسن ؟ تهكم نديم بمرارة ، أكره أن أخيب أملك لكني لا أشعر بأي تحسن . بصراحة لا أهتم و أزيدك في الشعر بيتا لو حانت الساعة الآن و رأيتهم جميعا موتى أمامي لن أهتز . - حتى لو رأيت أوس ابنك بينهم ؟ هز نديم كتفيه و هو يحك ذقنه الخشنة : - سيكون الأمر قاسيا قليلا و لكني تعودت . - لا أحد يتعود على الفقد نديم ، اسأل الله النجاة . كور نديم أصابعه بعنف يحاولَ أن يُخْفي الرَّجفة التي باغتَته لكن شوكت الْتَقَطها بِعَين الصديق قبل الطبيب . - تعال نديم ، لنجلس في مكان ما و نشرب شيئا ما . * * داخل المقهى الواسع الذي يحتل شمال المجمع ، جلسا حول طاولة في طرف القاعة ، يرتشفان قهوتهما الساخنة ، أحدهما مركز في فنجانه و الثاني اهتمامه مع الغارق داخل أحزانه . - ما الذي حصل نديم ؟ تكلم شوكت أخيرا يقتل الصمت الكئيب بينهما . - الذي حصل أني أصبحت متعبا شوكت ، أنا متعب جدا و لا أدري كيف أتصرف . لم أعد أعرف نفسي . أصبحت أقوم بأشياء و أقول أشياء لا تعبر عني . هل من الطبيعي أن أتكلم عن خصوصياتي إلى شخص لا أكاد أعرفه . - هذا يعتمد على أي نوع من الخصوصيات و أي نوع من الأشخاص . الخواء و الوجوم كانا الرد الوحيد عليه . - نديم بما أنك حدثت شخصا بالكاد تعرفه ما رأيك أن تحدث شخصا عرفته حتى مللت منه و الذي أقصد به بكل تواضع نفسي . التتمة هنا 👇🏼👇🏼👇🏼 https://www.rewity.com/forum/t456040-36.html التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 12-10-19 الساعة 08:00 AM | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|