|
27-06-19, 01:18 PM | #1 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| صخر صخر 💤✨💤✨ صوت هادر كالرعد زلزل المكان من حولهم و شرر يقدح من العيون و غضب عارم يجتاح الصدور أمرا بقسوة غير تارك مجالا لرفض التنفيذ أو التلكيء أو حتى التفكير في المماطلة أو التساؤل عم يفعلون .. " أحضراه لي ، أريده هنا في سرعة البرق أبحثا في كل مكان في السماء و تحت الأرض أريده مسلسلا بسلاسل من نار " أختفي الجميع من أمامه فجلس و هو يزمجر كالرعد " كودن ، كودن ، كودن الويل لك من قبضتي " ************** نظرت هبة بملل للرجل الجالس أمامها على المكتب المقابل لها كان يعمل بانهماك دون الالتفات إليها و لو لثانية ، كانت تفضل فتاة معها لتثرثران سويا وقت فراغهم من العمل و لكن هذا الرجل لا يتوقف عن العمل منذ يأتي في الصباح حتى يرحل ، و لا يأخذ فترة راحة كالجميع ، لا يتناول الطعام ، لا يذهب إلى المرحاض ، لا يتناول كوب ماء حتى ، نظرت لملامحه كم هو وسيم و قوي البنية يستطيع أن يعمل نجم سينما ببنيته القوية كالمصارعين ، صخر ، صخر ياله من اسم لهذا الجسد ، يذكرني بالصخرة المصارع الشهير The Rock ، تنهدت هبة بحزن لم كل من تقابله لا يلتفت إليها ، هل هى غير مرئية لهذا الحد أليست جميلة ، أخرجت مرآتها الصغيرة من حقيبتها لتنظر إليها تمعنت في النظر بتعجب عيناها السوداء شفتيها الصغيرة و أنفها الشامخ بشرتها الناعمة شعرها الأسود الطويل ، لوت شفتيها ، أنا جميلة حقاً لم لا ينظر إلي أحد ، أعادت المرآة لحقيبتها و تمتمت بخفوت " لأنهم عميانا هوبا ماذا تظنين، أنهم أغبياء فقط يا جميلة لا يقدرون الجمال و خفة الظل و الروح المرحة " لم تلاحظ بسمة صخر الذي دفن رأسه أكثر في عمله حتى لا ينفجر ضاحكا.. عادت للعمل بحماسة لعل الوقت يمضي و يأتي موعد الطعام فتحصل على وقت للثرثرة مع صديقتها رشا ، مضى الوقت سريعاً و جاء موعد الغداء، رفعت رأسها تنظر للصخرة أمامها لعله اليوم قرر تلبية نداء الطبيعة أي نداء من نداءتها الكثيرة و لكنه لم يتحرك من خلف مكتبه، قالت له باهتمام و هى تستعد للذهاب " أحضر لك بعض الطعام معي أستاذ صخر" رفع صخر رأسه ينظر إليها باسما و أجاب بصوت هادئ " شكراً لك آنسة هبة لست جائع" تسمرت هبة تنظر لعيناه التي تلمع زرقتها كعين قط في الظلام مسلط عليه ضوء مصباح سيارة. كادت تشهق هاتفة به ما أجملها من عينان.. توتر صخر تحت نظراتها و قال" هبة أذهبي " آفاقت هبة بخجل و قالت بتوتر " أسفة لقد شردت قليلاً" تحركت و تركته لتذهب فتنهد صخر براحة قائلا " تثير أعصابي تلك الفتاة بأفكارها الغريبة" يتذكر أول يوم له في العمل عندما سألته " هل تؤمن بالأشباح" بدلا من سؤاله عن حياته و أين كان يعمل من قبل تسأله عن الأشباح لم هل تريد أن تخيفه إذا كان يفعل و يخاف.. أبتسم صخر بمرح قبل ينحيها عن عقله و يعود للعمل.. لو تعلم ما يخفيه لخافت هى !!! *************** كانت تنتظرها كما تعودا أن يلتقيا في الطاولة الأخيرة في كافتيريا الشركة، كانت تعطيها ظهرها و تفتح علبة الطعام أنتظارا لها، تقدمت هبة بخفة حتى لا تشعر بها و وضعت راحتيها على كتفيها بقوة قائلة بقوة " هووووه أنا العفريت " أنتفضت رشا بقوة مرددة و هى تضع راحتها على قلبها الخافق بعنف (أعوذ بالله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض ، وشر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن) ضحكت هبة بمرح قائلة " أيتها الجبانة نحن نهارا لم الخوف يا ذكية " قالت رشا بحدة أيتها الغبية ظهورهم ليس له علاقة بليل أو نهار هما بالأصل بيننا الآن و يرون أفعالك يتلبسون هيئتنا أو ربما قطة في الطريق أتمنى أن تقابلي أحدهم ليؤدبك على سخريتك منهم " قالت هبة ساخرة" يا مامي أخفتني ، هل تصدقين هذا الهراء حقا أنهم يستطيعون فعل شيء لنا أو حتى الظهور في عالمنا هم لهم عالمهم الخاص بهم لا تصدقي أنهم يستطيعون الاختفاء في هيأتنا أو كالقطط كما تقولين " قالت رشا ساخرة" سأدعوا عليك لتقابلي أحدهم " جلست هبة لتناول الطعام قائلة بسخرية" عندما يأتي سأجلبه معي ليراك و سأطلب منه أن يعلقك في سقف الغرفة بدلا من المصباح " صمتت رشا و مطت شفتيها ساخرة و بدأت تتناول الطعام بدورها فالحديث معها لن يجدي نفعا.. عادت كل واحدة منهم لعملها عندما دلفت هبة للغرفة وجدت صخر على حاله فزمت شفتيها بحنق ليته يفعل شيء أخر أو يغير وضعه على الأقل لقد مللت رؤيته هكذا.. قالت ببرود" أستاذ صخر ألم تتعب من العمل" نهض صخر بطوله الفارع و حرك جسده المعضل و ذراعيه ليطرد تيبس جسده من طول الجلوس خلف المكتب و قال باسما بسخرية " هل تصدقين لقد شعرت بالتعب فور نطقك بالكلمة، سأذهب لتناول بعض الماء و الطعام" نظرت إليه هبة بخيبة " لم لم تقل فقط !! لجلبت لك البعض منه هنا و تناولته و أنت تتحدث معي قليلاً فاليوم أشعر بملل فظيع هنا لا أعرف لم " قال صخر بغموض " ربما تحتاجين لمغامرة تغير من روتين حياتك" قالت هبة ساخرة " اها كأن أقابل عفريت و يأخذني على جناحه للسماء السبع و يعيدني للأرض في لمح البصر " سألها باهتمام" هل هذه المغامرة التي تريدينها " صمتت هبة بتعجب، هل صدقها الأحمق، من يريد أن يرى عفريتا أجابت بلامبالاة" لا بالطبع، لا أريد مثل هذه مغامرة مرعبة" سألها صخر بهدوء" أنت لم تخبريني هل تؤمنين بالأشباح " قالت هبة مستنكرة" بالطبع لا، ليس هناك شيء اسمه أشباح" صمت صخر و نظر إليها بتعجب لا تؤمن بها، لم سألته إن كان يفعل هو، سألها" و لكن تؤمنين بالجان أليس كذلك " صمتت هبة قليلاً مفكرة قبل أن تقول" الجان خلق من مخلوقات الله كما ذكر في القرآن و لكني لا أظن أنهم يعيشون معنا في نفس الكوكب أو العالم و لا يملكون علينا شيء " رفع صخر حاجبه الكث الأسود مما جعلها تسمر عيناها على حدقتيه الزرقاء اللامعة بافتتان لم يغيب عن عينيه المحدقة بها بدوره .. قال صخر بجدية" و لكن القرآن ذكر أنهم يرونكم و أنتم لا ترونهم ألا تعلمين أنهم يمسون بعض البشر أو يتلبسونهم و أن البعض منكم يستخدمونهم في أعمال السحر ليؤذوا أشخاص أخرين و منهم المسلم و الكافر و الطيب و الشرير " تعجبت هبة من كونه لم يقول و نحن لا نراهم و لم يعد نفسه من البشر في حديثه و لكنها أجابت بلامبالاة" ربما و لكني لا أصدق أمور السحر هذه و واثقة أنهم لهم عالمهم الخاص بهم و ليسوا معنا في نفس الكوكب و لا أظن أن هناك بشري على علاقة بأحدهم هذا ضرب من الجنون و المستحيل " قال صخر بسخرية و هو ينظر إليها بتفحص " أنا أثق في شيء واحد بالفعل أنهم لهم عالمهم الخاص بالفعل " قالت هبة بارتباك" ألن تذهب لتأكل " أجاب صخر و عاد لمكتبه" لا .. لقد شبعت بعد الحديث معك " سألته هبة بتعجب" ماذا " قال صخر مبررا" ألم تسمعي عن غذاء العقل، هذا ما حدث معي بعد الحديث الشيق معك" هزت هبة رأسها بحيرة و عادت بدورها لمكتبها و تعادو العمل متسألة عن كينونة هذا الصخر.. ***************** كانت هبة تسير للمنزل ..فبعد يومها في العمل خرجت في الخامسة لتذهب على بيت شقيقتها هناء مكثت معها قليلاً و لاعبت الأولاد و أحضرت لهم الحلوي و ثرثرت كعادتها مع شقيقتها عن والدتها و أبيها و كيف أحوالهم و الموضوع الأثير الذي لابد من ذكره كلما رأت وجهها متى ستتزوجين.. كان الظلام قد أسدل ستاره و لا شيء يؤنس وحدتها في الطريق غير ضوء سيارة مسرعة من وقت لأخر ليختفي و يترك الظلام حولها إلا من أعمدة الإنارة القليلة على الطريق، ليتها استقلت سيارة أجرة و لكنها شعرت بالملل و أنها تريد السير قليلاً.. هبطت من على الرصيف المرصوف ببلاطاته البارزة على شكل سداسي مما ألم قدميها بكعب حذائها العالي، سارت على الطريق المرصوف و هى تتنهد براحة فألم قدمها قد خف، فكرت بزميلها في العمل ذلك الصخر متعجبة من حديثهم اليوم كان يتحدث و كأنه ليس من البشر، ابتسمت بمرح لذكر الحديث الذي دار و سببه لتبتسم قائلة بمرح " عفريت، جان أشباح يا له من هراء، من الأحمق الذي يؤمن بهذه الأشياء" ما أن أنهت عبارتها حتى شعرت بشيء يمر من أمامها بسرعة الصوت لم تتبين هيئته و لم تشعر بغير ريح تشعث خصلاتها المرتبة تسمرت مكانها مصعوقة و تلفتت حولها بصدمة تبحث عن المتسبب في الريح ، ابتلعت غصة تسد حلقها قبل أن تعاود الحركة لتسير مسرعة نحو منزلها و هى تحاول تذكر ذلك الدعاء الذي كانت تذكره رشا في الكافتيريا اليوم.. سمعت همس في أذنها دون أن ترى أحدا يقول.. (أعوذ بالله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض ، وشر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن) صرخت هبة بفزع و لم تشعر إلا و قدميها تقرعان على الأرض بكعبي حذائها تسابق الريح كمان يقولون من شدة خوفها، سمعت صوت يناديها بتعجب قائلا " آنسة هبة، أنتظري" تنفست براحة ما أن سمعت صوت صخر فتوقفت و نظرت خلفها تنتظر مجيئه إليها ركض بخفة و وقف أمامها متسائلا و هو يلهث " لم تركضين هكذا، هل ضايقك أحد" قالت هبة بتقطع و وجهها شاحب بقوة " لا.. لقد.. ظننت.. أني ..." قاطعها صخر باهتمام " أهدئي فقط و أخبريني لم أنت متوترة" قالت هبة بعصبية " لقد سمعت صوت عفريت يتحدث في أذني هل تصدق ذلك، لقد كان يقول دعاء كنت أفكر به، كيف.. كيف علم فيما أفكر... " كانت تتحدث بصدمة غير مصدقة لم تقول، عندما قاطعها صخر مرة أخرى قائلا" هذه أفكار مختزنة في عقلك الباطن بعد حديثنا اليوم، لا شيء مثل هذا يمكن أن يحدث نسيت هم لهم عالمهم الخاص بهم بعيدا عنا ، هل رأيته " قالت هبة بعصبية" لقد سمعته، سمعته تحدث في أذني " قال صخر باسما " لا بأس عليك آنسة هبة أنت بخير الأن، أسمحي لي أن أوصلك لمنزلك " أشار صخر للطريق فسارت هبة جواره بصمت مذهول، بعد قليل وقف أمام منزلها و قال بهدوء" أراك غدا في العمل، تصبحين على خير " تركها و رحل فظلت عيناها مسمرة عليه و هو يسير بخفة كأنه لا يلمس الأرض.. نظرت للبناية التي تقيم بها و تمتمت بحيرة" من أين يعلم مكان مسكني" تحركت لتدخل البناية و الحيرة تتملكها أكثر و أكثر من هذا الغريب.. **************** كانت هبة تنظر إليه بشرود و هو يعمل فمنذ ذلك اليوم و عادت الأمور طبيعية كما من قبل هو لصمته و هى لتعجبها و تفكيرها بكل ما يبدر عنه عشرات الأسئلة التي تدور في عقلها حوله، هل هو متزوج هل هو مرتبط بفتاة، هل لديه عائلة كعائلتها لم هو يثير فضولها منذ ذلك اليوم الذي أوصلها به لمنزلها دون أن يسألها أين تسكن فقط أوصلها و رحل .. عندما أخبرت رشا عن ما حدث معها ظلت تضحك حتى دمعت عيناها ناعته إياها بالجنون، غضبت هبة من سخريتها و لكنها لم تهتم بتصديقها فهى نفسها تشك بالأمر رفع صخر رأسه من على الأوراق أمامه و كأنه شعر بنظراتها و حيرتها بشأنه، ارتبكت هبة و نظراته الزرقاء تجذبها و تمنعها من أن تحيد عنها، قال بصوته الرخيم " آنسة هبة، كنت أفكر، هل تقبلين دعوتي على العشاء اليوم" اتسعت عيناها بدهشة، دعوة على العشاء، كيف ذلك من يظنها تذهب هكذا مع رجل غريب في موعد بالطبع لا يظن أنها ستوافق قالت هبة بصوت خجل " موافقة، يمكنك المرور و أخذي من المنزل سأخبر أبي و أمي بالطبع" ما أن صمتت حتى فغرت فاه لموافقتها هكذا بسرعة لا و ستخبر والديها أيضاً، لقد جنت بالفعل، يا إلهي كيف ستخبره أنها لو أخبرت أبيها ربما ألقاها من الشرفة لتصل إليه أسرع من الدرج.. قال صخر بصوت واثق" لا تخبري أبيك سأتي إليه بنفسي لأخذ الأذن منه " لا تعرف هل ما تسمعه حقيقي أم تحلم، أم جنت فقط و تهلوس.. قالت هبة موافقة " حسنا سأنتظرك" نهضت هبة بحيرة و قالت متعجبة من تصرفاتها " سأذهب إلى المرحاض بعد إذنك" ابتسم صخر بمرح " هذه الفتاة غريبة حقا تفكر في شيء و تقول شيء" فجأة تصلب جسده و أغمض عيناه بقوة و مال رأسه على جانبه ليرتاح على كتفه ، كان يقف في اللا مكان و الكثير من الدخان حوله و هناك تقف امرأة كبيرة تتطلع عليه بحنان قائلة " كودن، كيف حالك بني" اقترب منها يريد ضمها و لكنه لم يستطع خوفاً من أن يفقدها " بخير أمي اشتقت لك ، كيف حال لافندر " قالت أمه باسمة" تشتاق لوالدها" ارتسم الحزن على وجه كودن و سأل " مازال يبحث عني أليس كذلك" قالت بتنهيدة " لن يتوقف إلي أن يقتلك ما لم تعد و تحادثه " قال كودن بغضب جعل الدخان حولهم يتطاير و يخفي وجيهما عن بعضهما " لقد كان يعلم بأفعالها أيضاً لقد خدعاني كلاهما " سمع صوت والدته الحزين يقول" لا لم يكن يعلم و لذلك هو غاضب عد و أخبره بما رأيته و أنا سأكون بجانبك من أجل لافندر يجب أن تنهي الأمر" قال كودن بحزم " لا، بل سأعود لأخذ لافندر و أختفي، لن يرى حفيدته مرة أخرى عندما أخذها " قالت والدته برجاء" كودن بني أرجوك لا أنتظر كودن...." هزته هبة بقلق قائلة" صخر ما بك، هل فقدت وعيك " فتح صخر عيناه بقوة لينظر إليها فشهقت هبة و تراجعت للخلف فعيناه كانت تقدح شررا.. لاحظ خوفها فستعاد طبيعته بسرعة قائلا بارتباك" يا إلهي هل غفوت و أنا جالس، أعتذر منك هبة لم أعي نداءك " ابتسمت بتوتر و عادت لمكتبها قائلة " لا بأس صخر لم يحدث شيء و لكن أخبرني هل مرضت حرارتك كانت مرتفعة شعرت بها تحت ملابسك " قال صخر بلامبالاة " لا أنا بخير الجو حار و أنا أرتدي الكثير من الملابس" رمقته بحيرة فابتسم صخر و نهض قائلا " سأرطب وجهي ببعض الماء البارد" خرج من المكتب و تنفس الصعداء أنها تزيد من توتره، نعت نفسه بالغباء لطلبه الخروج معها اليوم... ****************** قال والد هبة باسما عندما جلس صخر على المقعد أمامه" عندما أخبرتني هبة برغبتك في مقابلتي لطلب شيء فوراً خمنت ما هو، لقد أشادت بأخلاقك كثيرا و أنا لا أمانع بني لقد أنتظرت ذلك منذ وقت طويل و لكن النصيب لتكون لك أنت.. و لكن لم لم تجلب والديك معك ألم يكن هذا أفضل من طلبها وحدك" نظر إليه صخر بعدم فهم لطلب والديه معه لموعد عشاء و لكنه أجاب بهدوء " الحقيقة ليس لدي والدين أنا أعيش وحيدا " رمقه والد هبة بشفقة و قال بجدية " أسف لذلك بني جيد أنك لن تكون وحيدا بعد الأن، هيا إذن لا داعي للتأخير لنقرأ الفاتحة بني و بعدها نتحدث في طلباتنا فلن نختلف لا تقلق هبة هى صغيرتنا و كل طلباتها مجابة " حاول صخر أن يصفي عقله ليفهم في ما يتحدث عنه الرجل، هل سيقرأ الفاتحة لأخذها لموعد عشاء، دخلت هبة الغرفة تحمل كوب عصير و بعض الكيك و والدتها خلفها تبتسم بفرح، قال والدها باسما" تعالي حبيبتي للتو كنا سنقرأ الفاتحة تعالي لنقرأها معا " كانت هبة تمد كوب العصير لصخر عند نطق والدها حديثه لتخرج شهقة دهشة و كادت تسقط الكوب لولا سرعة صخر في أمساكه قبل أن يسقط على ملابسه.. قالت بدهشة " فاتحة لماذا" قال والدها بتعجب " فاتحتك أنت و صخر، لقد طلبك للتو حبيبتي" كاد يصيب صخر أزمة قلبية متى طلبها من الرجل هل تحدث بلغة غير مفهومة أم هو الذي يتحدث بدون وعي منه و يتفوه بأشياء غريبة كالزواج.. أحمرت هبة خجلا و قالت بارتباك " أنت لم تخبرني بذلك عندما دعوتني " جاء دوره هو ليشهق هو هذه المرة و قال بدهشة" أخبرك، لقد أخبرتك عن" قال والدها مقاطعا بفرح " أحيانا الفتيات تخجل فلا تنتبه للحديث و الأن لنقرأ الفاتحة" جلست هبة بجانب صخر على الأريكة و قالت بخجل " حسنا" نظر لهم صخر بذهول و تمني أن يختفي من جانبهم الأن ليكون في مكان أخر غير هذا.. رفع يده بتلقائية مقلدا إياهم و فعل مثلما يفعلون و هو يقرأ الفاتحة بجمود... ****************** بعد شهرين 🌷🌷🌷 ممسكة بيده يسيران جنبا إلي جنب يشاهدان المارة بصمت، فبعد ذلك اليوم استسلم صخر لقدره و علم أن هبة هى هذا القدر كان يتقرب منها يوما بعد يوم و شعور جميل يجتاحه لقربها هذا شعور افتقده منذ زمن طويل و شعور أخر بالذنب لخوفه مما يمكنه أن يحدث إذا علم مكانه.. كان صخر يفكر في جدية أن يخبرها بحقيقته و لكنه خشى أن تتركه فاثر الصمت مكتفيا بقربها هذا، التفت إليها و سألها باهتمام " حبيبتي، متى سنتزوج، لقد مر شهرين على خطبتنا" قالت هبة ضاحكة " شهرين وقت طويل من أين أنت" كانت هبة قد تعلقت به كثيرا فهو كما كانت تحلم دوما بفارس أحلامها، فهو حنون و مراعي لها و دوما ما يفاجأها بشيء يسعدها كذلك الخاتم الذي وجدته مقيد في ساق زهرة حمراء بشريط حريري و ذلك اليوم عندما أخذها في رحلة بحرية و أصر أن يعلمها كيف تصطاد ليقضوا الوقت و هم منتظرون أن تلتقط السمكة الطعم، و عندما أهتزت سنارتها شدتها و هى تشعر بالحماسة، كانت تخلص السمكة من السنارة عندما رأت ذلك الشيء اللامع الذي يخرج من فم السمكة لتشده و تجده سلسال من الذهب به حرفيهم ملتفين على بعضهما كأنهم يحضنون بعضهما نظرت لصخر وقتها و علمت أنه فعل ذلك ليفاجئها، كم تعب حتى يرتب لهذه المفاجأة، وقتها تعلقت بعنقه شاكرة فضمها إليها بقوة و هو يخبرها أنه وقع في هواها صريعا.. قال صخر بجدية " و لم تقولين هذا عزيزتي ألست فرحة كوني أريدك بجانبي" وقفت هبة أمامه و قالت بجدية و هى تمسك بيديه الاثنان " بالطبع أريد و لكن نحن للتو خطبنا لم أنت متعجل لنستمتع بخطبتنا أولا" استسلم صخر و أجاب " حسنا كما تريدين" سألته هبة بعد فترة صمت و هم يكملان سيرهما" صخر، أنت لم تخبرني شيء عن عائلتك " أجاب بارتباك" لا شيء هام لقد توفي والدي منذ زمن و أنا أعيش وحيدا" عقدت حاجبيها بضيق لم هو غامض معظم الوقت، كلما سألته عن شيء يخصه يجيب إجابات مبهمة لا توضح شيء عنه بل تزيد من غموضه أكثر، وصلا للمنزل فوقف أمام الباب قائلا بحزم" سأذهب الآن، أراك غدا في العمل" سألته برجاء" أجلس معي قليلا قبل أن تذهب لمنزلك " قال صخر متذمرا " أنت هى من يريد أن يبعدني هبة كلما طلبت منك أن نتزوج ترفضين كيف تريدين أن أظل في منزلكم في أوقات غير مناسبة أنا مازالت غريباً عنك" قالت هبة بحزن " لم تقول هذا الكلام، كيف أنت غريب، ألسنا خطيبين" قال صخر بحزم" خطيبين لا رابط بينهما يمكنهم أن يتركا بعضهما أي وقت أما إذا تزوجنا... " قالت هبة موافقة" حسنا لنفعل، لنتزوج " ******************* " كيف تفعل هذا كودن كيف " قالت والدته بغضب أجاب كودن بصدق " أحبها أمي، هى ليست كجورية " صرخت والدته فشعر بموجات غضبها تجتاح جسده كمن دفعه في صدره بقوة" هل جننت نسيت من أنت، هل صدقت أنك من تدعي" قال كودن بحدة " لم لا، لم لا أظل هكذا ، أنا سعيد هنا معها أمي " سألته بغضب" و لافندر ماذا عنها" صمت كودن بحزن مغمضا عيناه بقوة قبل أن يقول بحزم" سأتي و أخذها، هى لن تبتعد عني كثيرا" قالت والدته برجاء " عد كودن و أترك ما أنت بصدده يجب أن تعود و تصحح كل مفاهيمهم الخاطئة عنك " قال دكون بعصبية" أسف أمي اليوم زواجي ، لم يعد يهمني ما يصدقونه عني " كان يبتعد و نداءها يطارده " انتظر كودن عد هنا بني لا تفعل لا تتزوجها سيقتلونك " و لكن كودن كان قد أختفي تماما.. التفتت لتجد ذلك الغاضب ينظر إليها.... فماذا سيفعل؟؟ **************** لم تصدق هبة أن اليوم عرسها على صخر، كانت تنظر لمرآتها باسمة و هى تنظر لثوبها الأبيض العاري الكتفين بفرح منتظرة مجيئه بلهفة ليبدأن حياتهما معا كما كانت تحلم دوما منذ عرفته.. دلفت شقيقتها للغرفة لتراها فصخر لم يوافق على ذهابها لمصفف الشعر و فضل أن يحضر لها واحدة في المنزل، قالت هناء باسمة ما أن رأتها " لم أظن أنك ستكونين جميلة لهذا الحد هوبا" سألت هبة بخجل و عيناها تلمع فرحا " هل تقولين أني جميلة و صخر سيحب مظهري" رفعت هناء حاجبها بستنكار قائلة " بالطبع أنظري لنفسك لا أظن أنه سيجد من هى أجمل منك" سألتها هبة و بسمتها تتسع فرحا " هل جاء صخر في الخارج " أجابت هناء بمكر" متعجلة لمجيئه " ارتبكت هبة و قالت " كفاك سماجة، هل جاءت رشا في الخارج " قالت هناء باهتمام" أجل لقد جاءت مع والدتها و هى تجلس مع أمي لا أعرف لم لم تقيما الزفاف في فندق بدلا من المنزل هنا المكان في الخارج مزدحم و والدك يتذمر " قالت هبة بضيق " لقد صخر على عدم إقامة زفاف كبير بما أنه ليس لديه عائلة " سألتها هناء بتعجب" غريب أنه ليس هناك أحد من عائلته مازال حيا، لا أخوال و لا أعمام و لا حتى ابن قريب بعيد " قالت هبة بحيرة" معك حق، كلما سألته يخبرني أن المتبقي من عائلته ليست في البلاد" قالت هناء بجدية " حسنا فلتسأليه فيما بعد فأنتم لم تعرفا بعض منذ وقت طويل " وقفت هبا بثوبها الكبير قائلة بضيق " لم تأخر كل هذا الوقت لقد مللت من الجلوس هنا وحدي " قالت هناء بمكر " حسنا فهمت , سأذهب و أخبر أبي أن يهاتفه ليسرع " خرجت هناء و تركت هبة التي عادت للجلوس و تساؤلات حائرة تدور في خلدها عن حقيقة من سيصبح زوجها .. ********************* قال بصوت هادر " كنت تعرفين مكانه منذ ذلك الحين أيتها الخائنة " قالت والدة كودن برجاء " لقد خدعوك بشأن ما حدث , هل كنت تنتظر أن أسلمه لك أنه ابني الوحيد هل نسيت لافندر أنه والدها و تحتاجه فلم يتبق لها غيره " أجابها و موجات غضبه تزلزل كيانها " هل نسيت أنت أيضا والدتها أنها ابنتي أيضا .. هل تتخيلين حقا أن أشفع عن قاتلها، لقد قتل ابنتي قتلها " قالت بغضب مماثل " لم يفعل . كم مرة أخبرتك لم يفعلها، أنت لم تعرف حقيقة جورية و لكنها ليست كما تبدوا .. ابنتك لم تكن ملاك كما كانت تدعي أمامك " اقترب منها بغضب و أمسك بعنقها يعتصره و هو يسألها بصوت جليدي " سأتغاضى عن حديثك عن ابنتي الميتة و أعفو عنك و أتركك تعيشين لأنك زوجتي و لأنك جدة لافندر و ستحتاج إليك بعد موت والدها.. أين هو؟؟ . أخبريني عن مكانه و أعدك من أجل لافندر أتركه ليتحدث قبل أن أقتله " كانت تختنق و تصدر صوتا غريبا كمن ينازع قبل موته و أصرارها يزداد بعدم اخباره عن مكان كودن.. لتخرج صرخة تحذيرية من حلقها باسم ابنها" كوووودن " ******************* جاء صخر و دلف لغرفتها استعدادا لعقد قرانهم .. كانت تنتظر علي مقعدها أمام المرآة عندما أنحنى صخر واضعا راحتيه علي كتفيها قائلا بهمس " أنا لا أصدق ,أنت ستصبحين زوجتي حقا " نظرت إليه في المرآة بعيون لامعة و قالت بخجل " لم لا تصدق اليوم عقد قراننا " استدار ليقف أمامها و أمسك براحتيها ليوقفها و نظر في عيناها بحب قبل أن يهمس بشغف " أحبك " أنحنى ليخطف قبلة من شفتيها الوردية و قبل أن يفعل كان جسده يتصلب و صرخة داخله تحذره .. أنتفض جسده بعنف و مال على هبة يدفعها بغتة وعيناه على شيء وهمي جانبها كانت نظراته مخيفة مما جعلها ترتعد و هى تسأله بذعر بعد أن تمالكت نفسها من الصدمة " ماذا ... ماذا هناك صخر " بدلا من جوابها صرخ صخر بقوة أرعبتها " لا.. هى لا، ليست هى و إلا ستكون حربا بيننا و هذا شرطي " لم تفهم عم يتحدث و مع من يتحدث فسألته بصوت مرتعش " صخر مع من تتحدث" قال صخر غاضبا متجاهلا جوابها و مازال يتحدث مع اللا أحد " ستأتي معي، أنا لا أثق بك " فتح ذراعيه و احتواها بقوة و شعرت و كأنها كانت تهوي من فوق جبل و قلبها أصبح في قدميها دوما ما كانت تسمع هذه العبارة من رشا صديقتها عندما تخيفها و الأن هي تعلم معنى هذه العبارة جيدا .. لم تعلم أنها كانت مغمضة العينين إلا عندما أمرها صخر قائلا " أنت في أمان الأن .. أفتحى عيناك حبيبتي " لحظة !!!! .. ماذا حدث؟؟؟ و عن أي أمان يتحدث .. ماذا حدث و أين هم .. فتحت عيناها لتنظر حولها بصدمة و كاد قلبها أن يتوقف و هى تنظر حولها بعيون زائغة كانت تقف في !! كيف تصفه؟؟ لا مكان لا شيء فقط ضوء ساطع يغمرهم في كل مكان حولهم , لا أرض , لا شيء سوى بخار ماء أو دخان ربما هم في غرفة للساونا و لكنها كبيرة .. هل يقال على اللا نهائي كبير فهى ليس لها بداية أو نهاية .. أين باب الغرفة؟؟ ليخرجني أحد .. أنتشلها صخر من جنون أفكارها و قال بجمود " أهدئي و سأفهمك " نظرت إليه بغرابة لفترة ليست بالطويلة قبل أن تسأله بهمس " من أنت " سقطت هبة بعد تساؤلها المصدوم ليتلقفها صخر قبل أن تسقط .. ******************* هدا ليس سرير . فكرت هبة و هى تستيقظ بعد اغمائتها و يدها تمر على ذلك الشيء المستلقية عليه كانت تشعر به يهتز كأنها غافية على سطح الماء سمعت صوت صخر يقول " أنه كذلك بالفعل، أنه فراش مائي أنه مريح أكثر من فراشكم " التفتت لمصدر الصوت بعيون زائغة و قالت " فراشكم ، من أنت" تنهد صخر بتعب و قد استسلم لقدره و يبدوا أن قدره هو عدم امتلاك تلك المستلقية أمامه " كودن" سألته هبة بخشونة " هل هذا اسم و من هو و أين أنا بالضبط هل مازالنا في الأرض " رد صخر بضيق" أجل مازالنا على الأرض بالطبع و لكن فيما بينها و بين السماء" قالت هبة بصدمة" هل تمزح معي" قال لها بسخرية مريرة " ألم تخبريني أنك تريدين مغامرة في السماء السبع " أرتجف جسدها لتذكرها هذه العبارة و لكنها ناقصة عما نطقته.. اقترب صخر و قال بجمود " لم لا تعترفين بهويتي التي تعلمينها جيدا بينك و بين نفسك منذ جئنا هناو تماطلين لتخبرينها لنفسك " قالت هبة بصوت مرتعش" أي حقيقة هذه التي تتحدث عنها " قال صخر بهدوء" أني لست أنسيا " اهتز جسدها من الصدمة و سألته بخفوت " و من أنت إذ لم تكن" نظر إليها صخر بشفقة و هو يرى شحوب وجهها فسألته بحدة" من أنت " لجم لسانه و أراد أن يصرخ فهو سيخبرها بما سيفرق بينهم.. قال بحزن " أنا كما تفكرين " ترنح رأسها و شعرت بالدوار و عقلها يخبرها عن ما يقصده.. أنه، أنه.. تمتم صخر بحزم " عفريت من الجان" سقط رأسها مرة أخرى لتذهب في تلك الهوة هربا من تلك الحقيقة.. مط صخر شفتيه بضيق و تركها و خرج من الغرفة، وجد والدته تجلس في الخارج تنتظر مع فتاة صغيرة في الخامسة كانت تبدوا جميلة بيضاء بشعر بلون العسل و عيون كالقطة سألته والدته " كيف حالها " أجاب كودن بسخرية " أظن أنها ستجن إن لم تكن قد جنت بالفعل" قالت والدته باهتمام " هل لهذا جعلتنا نتلبس بهيأتهم حتى لا ترتعب من مظهرنا" أجابها بحزن " بالطبع من الذي يحب أن يرانا بهيئتنا الحقيقة" قالت والدته بشفقة " لم تكن لك بني" أجاب كودن بمرارة" أعلم أمي، أنا سأذهب للقاءه كما أخبرته فور أن تفيق " أجابت والدته بشفقة " بل الأن و نحن سنظل معها لحين تأتي " اقترب من الصغيرة و حملها و نظر في عينيها قائلا" تعلمين أني أحبك صحيح، و أني لا أفعل بأمك ما سمعته أنت تصدقيني لافندر" أومأت الصغيرة برأسها فضمها كودن قائلا بحزن" ربما لا أعود و لا يصدقني جدك عزيل " قالت والدته بقوة " بل ستعود، لقد وعدني أن يتركك تتحدث قبلها، أريه ما أريتني إياه" قال كودن بمرارة " لم يعد يهم أمي، أريدك فقط أن تعيدي هبة لمنزلها و إن لا تتعرض للأذى " قالت والدته بحزم " بل أنت من ستعيدها، هيا أذهب و عد سريعاً " **************** مكان يشبه ذلك المتواجدة به هبة مكان واسع يشع بالضوء الأبيض و مقاعد كأنها من الحجر الجيري مصطافة بجانب بعضها على كلا الجانبين يجلس عليها رجال من الجن على شاكلة عزيل يراقبون ما سيحدث بين الاثنان.. كان يقف أمامه بقوة منتصبا ينظر إليه بتحدي و هو على هيئته البشرية. قال له عزيل بقسوة" ألن تستعيد هيئتك الحقيقية أم أن الانسية جعلتك تتمرد على مظهرك البشع الحقيقي " أجاب كودن ببرود" نحن لسنا هنا لنتحدث عن الانسية " هدر به عزيل بغضب" بل لنتحدث عن موت ابنتي، ابنتي التي قتلتها" قال كودن بحدة " بل ابنتك خائنة خانتني مع ذلك الفاجر غريم" هدر به عزيل جعل جسده يرتج من شدة غضبه" كوووودن " توتر الجميع حولهم و سارت الهمهمات المتوترة لتعلن عن بدأ نشوب حرب بين هذين الاثنين.. و لكن لم يحدث شيء و نظرات التحدي هى المسيطرة بين كلاهما.. صرخ به كودن بقوة" أنها الحقيقية، و لست من فعلها بل هو ليخفي علاقته بها لأنه يعلم أنك ستقتله ما أن أخبرك عنهم " اقترب منه كودن و وضع راحته على قلب عزيل و ذكرى ذلك اليوم و ما حدث به تتنقل من عقل كودن لعقل عزيل الذي تصاعدت حرارة جسده تحت يد كودن الذي كاد يحترق من شدة حرارته بهيئته البشرية.. ابتعد كودن و فتح عزيل عيناه و قال بصوت هادر" غررررريم ليحضره أحد لي " قال كودن و هو يرى الجميع يتفرق تنفيذا لأمره " لن تجده لقد أختفي منذ ذلك اليوم فور رؤيتي لهم و بعد ما دار بيننا .. لقد بحثت عنه بدوري و لم أجده " قال عزيل بغضب " ليس من شأنك هذا شأني و هى ابنتي من قتلها" أجاب كودن بحدة " و هى زوجتي " قال عزيل بمرارة " و خانتك و بحكم العشيرة لك الحق في قتلها لو كانت ما زالت حية " أجاب كودن مصححا" لم أكن سأفعل أنها والدة لافندر، كنت سأخبرك و أسألك الصفح عنها و كنت سأتركها فقط" عاد عزيل للجلوس بتهالك مما جعل كودن يشفق عليه فصدمته في ابنته كبيرة.. قال بتوتر " أريد أن أكيد هبة لمنزلها مع وعد بعدم تعرضها للأذى منكم " نظر إليه عزيل مليا قبل أن يقول " ماذا ستفعل " قال كودن بحزن" سأعود و أظل مع لافندر " قال عزيل بأمر" ستتزوج من بدرة" صرخ كودن بقوة " لا، تلك المتوحشة لا يمكن أن تقترب من ابنتي" رغم الحزن و الغضب المسيطر ابتسم عزيل بمكر فهو يعلم أن بدرة تحبه قبل أن يتزوج من جورية و لكنه كان كالمغيب لم يري حبها هذا أمام فتنة شقيقتها الكبري.. و منذ ذلك الوقت و هى تبدلت و لم تعد تلك المطيعة و أصبحت صاحبة المشاكل، قال يؤكد" بل ستتزوجها هى أفضل من يعتني بلافندر و الأن أذهب لتعيد الانسية لعالمها " سأله كودن بتحدي " و وعدك لي" أجاب عزيل مشيحا بيده " لك ذلك أذهب" تركته كودن و عاد لوالدته التي سألته بلهفة " ماذا حدث" قال بضيق " أنتهي كل شيء .. هل فاقت هبة" قالت والدته باسمة" نعم أفاقت بالداخل لقد رأت لافندر و من وقتها و هى تصرخ " قال كودن بتذمر" أمي لم فعلت ذلك لم جعلتها تراها هكذا" ضحكت والدته " أنا لم أفعل، بل ابنتك تظن أنك ستتركها و تذهب معها لذلك أرادت أن تخفيها" تحرك كودن غاضبا ليدخل لهبة التي كانت منكمشة على الفراش المائي و ما أن رأته حتى ظلت تردد بتقطع" (أعوذ بالله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض ، وشر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن) قال صخر بملل " هبة أنا مسلم هذا لن يفيد معي" صرخت هبة و قالت مشيحة " ماذا تريد مني، هل ستقتلني، هل ستحرقني، أخبرني" أجاب صخر بحزن " بل سأعيدك لمنزلك و لن تريني مجدداً، فقط أرت أن أقول أني حقا أحببتك" كانت ترتجف بقوة و شفتيها ترتعشان و سألته " هل تشبه تلك الصغيرة التي كانت هنا منذ قليل " أجاب صخر بحزن " نعم بشع أعلم ذلك " سألت بصدمة" ماذا سأقول لأبي، أنك... " قال بضيق " لا تقولي شيء فقط أخبريهم أني رجل مجنون قمت بخطفك و تهديدك لرفضي الزواج بك و أعدتك بعد أن وعدتني أن لا تأتي على سيرتي مرة أخرى " هزت رأسها بقوة موافقة و هى غير مصدقة أنها حقا كانت ستتزوج عفريت.." موافقة، لن أفتح فمي بكلمة و لكن فقط أعدني لمنزلي و عائلتي مؤكد سيموتون قلقا على الأن " قال بحزن" حسنا سأعيدك، سامحيني هبة لم أكن أود أن أؤذيك هكذا " قالت هبة بتوتر بعد أن أطمئنت أنه لن يؤذيها حقا " لا بأس بذلك و لكن هل لك أن تؤدي لي خدمة واحدة قبل أن تختفي من حياتي " **************** عادت لحياتها المملة من جديد تذهب إلى العمل و تظل تنظر للمكتب الخالي أمامها بحزن و شوق، مر شهرين على عودتها و سؤال عائلتها عما حدث و تقبلهم أجوبتها الغامضة و فشل زواجها لم يضغط عليها أحد بسبب حالتها الحزينة، دلف مديرها للغرفة فوقفت هبة عندما قال بجدية " هبة أعرفك على زميلك في الغرفة الأستاذ محمد سيعمل بدلا من صخر" نظرت هبة للرجل الواقف أمامها بجانب المدير بذهول جسده وجهه عيناه، هل يهيئ لها أنه يشبه صخر، لا لا مستحيل قالت هبة بصوت مرتجف قبل أن تهوى " عيناك زرقاء" أسرع الرجل يتلقفها بين ذراعيه و هو يسأل المدير بدهشة" ماذا بها " قال الرجل بتعجب" كيف رأت عيناك زرقاء و ليست خضراء" سأل بحيرة " و لم تراها هكذا" أجاب الرجل بحزن " أنها لون عين صخر خطيبها الذي تركها و أختفي" تفهم الرجل و ساعد هبة على الجلوس على المقعد و منع سقوطها .. ربت على وجنتها برفق قائلا " آنسة هبة أفيقي " أمسك بكوب الماء على المكتب و سكبه على وجهها، شهقت هبة بقوة و قالت منتفضة" ماذا، ماذا حدث" كان محمد مازال يمسك بها و وجهه القريب من وجهها يجيب بحزم " لا شيء أنت بخير" نظرت لملامح الرجل القريبة لتجدها تبدلت تماما و لا يشبه صخر نظرت لعيناه بتفحص، فلاحظ الرجل ذلك قائلا " أنها خضراء و ليست زرقاء، أنسي اللون الأزرق تماما و لا تفكري في غير الأخضر و أحبيه" أضاف بهمس سألته هبة بخفوت " لديك عائلة" أجاب الرجل بجدية " بالطبع لدي عائلة تحبي أن تتعرفي عليهم" سألته بهمس " لديك فتاة صغيرة تدعي لافندر، هل تزوجت من قبل" ابتسم محمد و تفحص وجهها البريء و هى تلقي عليه الأسئلة ببراءة أجاب بنفي" لا " سألت بتوتر" هل تؤمن بالاشباح" رفع حاجبه بتعجب و أجاب" لا، و لا أخافها إذا كانت حقيقة " سألته بخجل" هل ستظل ممسك بي هكذا" ابتسم محمد و قال بمكر" للأبد إذا أردت " قال المدير الواقف خلفهم بتعجب " بما تتهامسان" اعتدل محمد مبتعدا عن هبة و قال باسما " كنت أقول أني سعيد بالعمل لديكم سيدي و مع الآنسة هبة" ****************** لا تصدق أن اليوم خطبتها و عقد قرانها حقا، فبعد ذلك اليوم وجدت محمد يتقرب منها و يسألها عن حياتها و كل ما يتعلق بها حتى صخر علم كل شيء بالطبع ما يعرفه الجميع و ليس هى.. جاءت هناء و قالت باسمة " هيا لقد جاء محمد و عائلته في الخارج و ينتظرونك " نهضت و نظرت لنفسها للمرة الأخيرة قبل أن تستعد لتخرج مع شقيقتها لبدا حياة جديدة، نظرت خلفها باسمة فهى كانت تحتاج أن تتأكد من كونه لن يعود بشكل أو بأخر لحياتها، و رغم الحزن الظاهر على ملامحه إلا أن ابتسامة صادقة زينت شفتيه.. سألتها هناء بتعجب" لمن تنظرين " قالت هبة باسمة " للماضي ، أنظر إليه النظرة الأخيرة قبل التطلع على المستقبل" قالت هناء باسمة بحيرة " حسنا هيا فمحمد ينتظر" قالت هبة باسمة بمرح " أتية يا محمد يا ابن ماما سهير" ضحكت هناء " ألم تعلمي ماذا كانت تدعي والدة صخر" قالت هبة بمرح" ربما مرجانة، كهرمانة أو أي شيء غير سهير أنا متأكدة " خرجت مع شقيقتها ليستقبلها الجميع بفرح نهض محمد و أمسك بيدها لتجلس جواره، همس بشغف " أنت جميلة اليوم" ردت هبة بخجل" و أنت أيضاً تبدوا وسيما اليوم" أضافت هامسة" و أصبحت أحب اللون الأخضر" أشرقت ملامحه و قال براحة" و أنا أحب كل من يحب اللون الأخضر " قاطعتهم رشا قائلة بحزم " هل لي أن أقول كلمة لهبة أستاذ محمد" نهضت هبة من مكانها و ابتعدت قليلاً عن الجميع سألة " ماذا يا مملة " أخرجت رشا الهاتف و أرتها الصورة قائلة برجاء" أحلفك بكل عزيز متي التقطتها و كيف و لم لم أشعر بشيء و ما السر خلف خطبتك الماضية و أختفاء صخر" قالت هبة بلامبالاة" لا أعرف ربما هى خدعة لقد التقت لك الصورة و أنت نائمة و قومت بهذه الخدعة هل صدقت أنك كنت معلقة في سقف الغرفة حقا بجوار المصباح" جاءت هناء و أعادت هبة بجوار محمد معتذرة من رشا قائلة" هذا وقت عقد القران أحكي معها وقت آخر " عادت هبة جوار خطيبها الذي بعد قليل سيصبح زوجها ابتسمت براحة و قالت بخفوت" لا بأس به بمحمد ابن طنط سهير أفضل من الجني على ايه حال " سألها محمد بتعجب" ماذا تقولين حبيبتي" لمعت عيناها بفرح قائلة " أقول أني أحبك يا قدري " ابتسم محمد و أمسك بيدها يقبلها قائلا " و قدرك يعشقك هبة الله لي" كانت نظرات والديها مطمئنة أنها ستكون بخير أخيراً 🌬 ************ نظر إليها بغضب" لم جئت خلفي " قالت بدرة بحدة " أنت ستصبح زوجي كودن و من حقي أعرف أين تذهب" كتف ذراعيه ببرود و أجاب" هل تعرفين معني اسمك" لوت شفتيها بضيق " و إذا " قال كودن ببرود" لا علاقة له بمن أرى" لمست وجهه و ملست على شعره قائلة " هل تصدق أنك صخر حقا" تنهد كودن ببرود" و إن يكن لن أتزوجك" قالت بدرة بتحدي" أعدك أن تأتي أنت و ترجوني أن أتزوجك و أنا من سأرفض حينها" أجاب ببرود" سنرى ذلك حينها اما الآن أحلمي بذلك " قالت بدرة بتحدى" بالطبع سنرى، سنرى زحفك خلفي لأوافق" تركته شامخة و عادت من حيث أتت و تركته يشعر بالتعجب من ثقتها هذه، فهل حقا ستقدر على تنفيذ تحديها هذا... ✨💤✨💤✨💤✨💤✨💤✨💤✨💤✨💤✨💤 كودن و صخر هما اسمي نفس عفريت النبي سليمان الذي عرض عليه أن يأتي له بعرش بلقيس و لكن من روايات أخرى بمعني هناك من قال اسمه كودن و من قال اسمه ذكوان و من قال أنه صخر مش هنختلف على اسم العفريت احنا أكبر من كده 😂😂😂 من أتي بعرش بلقيس إنسان و هو آصف بن برخيا و كان يعلم اسم الله الأعظم بدرة و هو مؤنث بدر و معناه تمام القمر | ||||||||
27-06-19, 02:47 PM | #2 | ||||
| - صابرين أستمتعت بقراءة القصة بغض النظر عن عالم الجن والحقائق المتعلقه به الا انهم بيننا فعلاً وارتبطوا بعلاقات عاطفيه مع الانسيين احببت رده فعل هبه .. حيث تماسكت واستطاعت ان تتجاوز تجربتها كما احببت ثقه بدره شكراً لكِ | ||||
27-06-19, 03:25 PM | #3 | |||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
| |||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|