آخر 10 مشاركات
محاصرة مع المليونير الجزء الأول من سلسلة عائلة المافيا للكاتبة Jules Bennett..كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          العروس الهاربة (30) للكاتبة:christine rimmer ×كـــامله× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أحفاد الصائغ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          رماد العنقاء-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          [تحميل]تبا لك ايها القلب،للكاتبة/ الصمت اجابة بارعة،مصرية(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          انّي ابتُلِيت هوَاه (1) .. سلسلة ويشهد قلبي *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : زمردة عابد - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ابرياء حتى تثبت ادانتهم ، للكاتبة الرائعة حلم يعانق السماء ، عراقيـة (مميزة) (مكتملة) (الكاتـب : *انفاس المطر* - )           »          241 - البحيرة السوداء - شارلوت لامب (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام غربية

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-19, 03:24 AM   #2861

L0ve 2o09

نجم روايتي و أميرة حزب روايتى للفكر الحر

 
الصورة الرمزية L0ve 2o09

? العضوٌ??? » 76410
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,490
?  نُقآطِيْ » L0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond repute
افتراضي


صصصباح الخير
مب قادرة اطلع من مود الفصل ابداً
كل شوي اتخيل مشهد روبي و سيزار وأحس قلبي يعورني و انا حاسه وش بيصير بعدين و اسمع أغنية منك لله حق شيرين وأتخيل وش راح يصير اول حاجة متعبه !!!




L0ve 2o09 غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 09:31 AM   #2862

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,444
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة L0ve 2o09 مشاهدة المشاركة
صصصباح الخير
مب قادرة اطلع من مود الفصل ابداً
كل شوي اتخيل مشهد روبي و سيزار وأحس قلبي يعورني و انا حاسه وش بيصير بعدين و اسمع أغنية منك لله حق شيرين وأتخيل وش راح يصير اول حاجة متعبه !!!
أهلين يا قمري، الكل متخيل أكيد انه الرواية قريب تنتهي لأنه الكل عايش مع بعض و سعيدن و الله تمهيد فقط روبي قصته راح تكون قاسية جدا لن أقول اكثر، نهاية الطموح ممكن تدمر حيا الانسان لازم يكون هناك توازن في كل شيء


أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 12:27 PM   #2863

ام الحلوات 2
 
الصورة الرمزية ام الحلوات 2

? العضوٌ??? » 383530
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

عندي سؤال راح أضعه قبل انسى ... في الواقع تسائل ،، ماعرف ليه موضوع بريانا حاسه انه فيه طرف ثالث مو بس ديميتريوس،،، الأموال محوله من سويسرا وبعدها المصدر اليونان ، طيب ديميتريوس على اساس فقير ؟ مش فاهمه بصراحه .. anyway واضح الروايه باقي علبها فق تفاصيل كثيره ونهايات لبدايات كثيره لسى ماوصلنا لها

ام الحلوات 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 02:18 PM   #2864

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,106
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

يسعد أيامكن بس رقم الفصل 32 موونازل ضمن الفصول ونزل امبارح وقريتو بس هلأ ما عم يتحمل ليش

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 03:05 PM   #2865

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي







الفصل الثاني و الثلاثون



عشيقة رجل مهم...









{ ... كنت أعيش في عالم صغير، محاطة بعائلتي و بضع اصدقاء و محملة بالطموح و الاحلام الصغيرة، و ذات أزمة تغير كل شيئ!!! ، دخلت لعالم مواز لا يمث للواقع بصلة حيث الرفاهية المبالغة في أقل التفاصيل التافهة، و ما اسمعه باهث تماما عما رأيته...عالم مهلوس، برّاق، مروع !!! ...صرت بين ليلة وضحاها عنصر منه و ليس فيه، يظن البعض أن عصر الرقيق قد ول، لكننا نعيش فيه للان، و فيما يخصني ...فقد صرت في سلة المهملات الشرفيه...}
* * *
" تفعلين ماذا؟"
صوت ديامانتي المليئ بالدهشة دفع تكشيرة الى وجه روبي التي الصقت الموبابيل بين كتفها و ادنها و مسحت بأصابعها الأنثوية الرقيقة على ثنورة فستانها العاجي و الذي يلتصق بجسدها بشكل بهي، كانت انيق بشكل يخطف الأنفاس.. هذا الفستان يجعلها عروس حقيقية رغما عن أنفها، ليست بحاجة لفستان زفاف ضخم و الحلى الماسية، عموما يديها عارية الا من خاتم الخطوبة الذي سبق و اعادته الى سيزار في البريد ليعود و يلبسها اياه مجددا، هذه الذكرى بدت لها بعيدة، ابتسمت بينما تتذكر الجملة البديئة التي رافقت خاتمها آنذاك.
" سوف اتزوج رجل حياتي اليوم... و انا أموت من الرعب"
ربما قبولها أخرق، مجنون، لكن سيزار هو كل حياتها و هذه هي الحقيقة الوحيدة في حياتها، مشاعرها أكثر شيء شفاف و حقيقي و صلب صلابة الصخور و الجبال، ربما ورقة بينهما ستعزز اكثر روابطهما العميقة، يريد ضمانات و هي مستعدة لمنحه ما يريد كي تشتري هناء روحها، حولت الهاتف الى أدنها الاخرى و القت نظرة دائرية على الجناح الشاسع الذي حجزه سيزار في اجمل فنادق فيغاس، زاد الضغط في صدرها ، ومنعها من التنفس بشكل طبيعي، عادت تقنع نفسها بأن كل شي سيكون على ما يرام، لن يستغل سيزار زواجهما ليضغط عليها بترك أحلامها و العودة الى ايطاليا.
" أنت مغرمة بذلك الرجل..."
هزت روبي عينيها الى السماء:
" ليست مسألة قلب و أحاسيس... لدي اعاقة حقيقية ازاء الموضوع برمته، مشاعري نحو سيزار لن يختلف عليها اثنين ... أخاف فحسب أن تدفعه السيطرة للتمرد علي"
تسلل صوت توأمها ناعما مثل عادته:
" لا يمكنك معرفة ما يخبئه القدر لك... و بالنسبة لي، أنت تبالغين في الخوف من مُجرّد ورقة، لسيما انكما لا تملكان أطفالا كي يقوم بإستغلالهم للضغط أو التأثير عليك..."
أقطبت روبي، الصوت المرير في الكلمات الأخيرة لم تغب عنها، تبدو متألمة و تعسة.
" لديك مشاكل مع نيوس؟"
" لقد أعلن الحرب على أمير الخراب {داركو فالكوني}... في مشروع ضخم جدا يشمل سيزار و روكو ايميليانو... أخبرتني فلورانس بأن الوضع سيتأزم ان لم أحاول وضع حد له..."
تمتمت روبي بإستنكار:
"روكو ايميليانو؟؟ العرّاب؟ لا أحد يعلن الحرب على ذلك الرجل لا أحد يجابهه، لا أحد يتحداه لا أحد يضع نفسه في طريقه، لا أحد يثقل كفة الميزان مثله انه أخطر من الشيطان و من داركو نفسه... نيوس يلعب بالنار، لا يعي اي جحيم يدخله... "
" و كأنني لا أعرف العرّاب، سبق و التقينا في عدة مناسبات انه بارد كالجليد و متكثم مثل اليم، لكن نيوس تحول الى الة حقد و يتعمد و ضع مسافة و البقاء بعيدا؛ لم يعود الى اليونان كي نتحذث بالموضوع، كما أنني أخشى من ردة فعل العجوز سبيروس ان أخبرته بما يحذث... منذ اتصال فلورانس لا أنام و لم تعد حياتي طبيعية... أحيانا تتملكني الرغبة بأخد ابني و الرحيل بعيدا، لكنني أعرف نيوس، سيجدني و ينتزعه مني و يحرمني من كل شيء حتى برؤيته مجددا"
شعرت بغضب هائل يغلي بداخل ديامانتي. غضب أعمى. حتى في أسوأ المراحل مع داركو، لا تظنها كانت في قبضة مثل هذا المزيج من الغضب والعجز.
" لو لم يكن آريوس... هل كنت لتهجريه؟" سألتها روبي بحذر.
عم الصمت في الجانب الأخر.. فجأة سمعتها توشوش:
" أنا غاضبة منه..."
" هذا ما فهمته..."علقت روبي برقة.
" و أحبه بنفس الوقت... "
أحست روبي بوجود عريسها قبل أن تلمحه، كاستدارت نحوه وسقطت انف معه، كان في حلة أنيقة تقطع الأنفاس، شعرت بأنها نسيت تماما محور الحوار المهم الذي تتناوله مع توأمها التعسة و المفقودة، علقت عيناها على الرجل الذي لا يتوانى عن سحرها في كل لحظة...رباه... هل حقا تملك من الحظ ما يدفع هذا الوسيم لقلب السماء و الارض لتقبل الزواج به؟ انها اشد النساء حظا.
" علينا الذهاب" دنى منها و قبل رأسها بعمق"لقد حان الوقت ياعمري..."
يبدو ان ديامانتي سمعت كلام سيزار فإستطردت بلطف:
" تهانينا روبي... بلغي تحياتي و تهاني القلبية لسيزار، كنت أتمنى مشاركتكما هذا اليوم..."
توسلتها بحرقة:
" تعالي اذن الى لوس انجلس ..."
قاطعتها ديامانتي:
" لن يقبل نيوس..."
" أنت لست سجينته بل زوجته بحق الشيطان ديام... تعالي الى لوس انجلس و ابقي اسبوع و لما لا اسبوعين، من حقك عطلة عائلية فهو بنفسه لا يمضي وقته معك لأنه خارج الجزيرة كل الوقت... أعرف بأنه يكرهني، لكنك توأمي و لا أمل له بوضع المسافة بيننا ... ذلك الرجل وحش الأنانين، و هذه المحاذثة سنتممها لاحقا و سأدعك تفكرين بعرضي بكل روية..."
عندما اغلقت الهاتف و تبثت سيزار بعينيها الفيروزيتين شعرت بأنها ستنفجر من القهر...انبته بجفاف:
" لما لم تخبرني بما فعله نيوس ليونيداس؟؟"
" استغل وقتي الضيق معك لا لأتكلم عن الاعمال بل لأشبع منك" أخدها بين ذراعيه " صدقيني لا أريد أن أكون مكانه، فالعرّاب و ضعه نصب عينيه و هو لا يرحم من يتحداه، لعبته لن تدوم طويلا، نيوس لم يحسب جيدا حساباته..."
" أو ربما حسبها جيدا بالعكس... هذا المشروع يهمك أنت أيضا بنفس القدر أعرف.." قاطعها برقة و هو يمسح على تسريحتها الأنيقة:
" ما يهمني هي أنت... اي مشروع تتكلمين عنه بينما كل مشاريعي تتعلق بإسعادك أنت لما تبقى من عمري؟"
شعرت بعواطفها تتأجج بذاخلها، انه رائع معها، مطلقا لم تكون يوما سعيدة كما هي معه، و اليوم يُفترض أن يكون أجمل أيام حياتها، ستتزوج الرجل الذي تحبه، الرجل الذي فعل كل ما بإستطاعته ليجرها الى لاس فيغاس في زواج سريع، فجاة قلقت بشكل هنذامها... بشأن كل ما يحذث:
" انا متوثرة... قلبي ينبض بسرعة"ضمها اليه اكثر وقبل صدغها: "الا تظن بأننا نستعجل الأمور؟... بأنه علينا الانتظار؟.. بــأننا نقوم بحماقة؟"
امسك بدقنها بين أصابعه، رباه... هل يدرك التأثير المدمر لابتسامته على النساء؟ انه يعرف... و يستغل سحره، يستغل ضعفها نحوه، يستغل روع هذه النظرات الرصاصيه اللعوبة و الكسولة و الساحرة التي تذيبها مثل الزبدة، انه يملك قوة تقريبا شيطانية عليها ، صوته اتخذ لهجة عميقة ، مخملية:
" خلال دقائق ستصبحين السيدة ' سيزار سيلفانو كوستانسو'...و كل شيء سيكون على مايرام أعدك... لن أخيب ظنك بي يوما حبيبتي..."
دون أن يترك لها الفرصة للتردد، كان قد التقط شفاهها في قبلة انستها كل اعتراضها.
* * *
من كثرة ما تهلك نفسها في العمل لتبرهن كفائتها أمام أليساندرو، لم تكن قادرة حتى على عيش حياتها بطبيعية، نهايات الاسبوع تفضل امضائها في الشقة التي تتقاسمها مع الفتاتتين اللتين عكسها، يقدران على السهر ايام السبت حتى ساعة متأخرة، لكن لا يبدو أن رئيسها يقدر تضحياتها، لم يكن يشعر بوجودها حتى، منذ عروجهما على فرنسا، قرر وضعها تحت الاختبار، انها فحسب مساعدة سكرتيرته التي تعترف دانيلا بأنها تحت ضغط كبير و بأنها جديرة بالمكان الذي تحتله، اليساندرو رئيس صعب.
" دانيلا..."
صوت 'سما' السكرتيرة انتزعها من الملف الذي يفترض تجهيزه لإجتماع الادارة..
" ارسلي ورود بيضاء الى هذا العنوان..."
أقطبت دانيلا ودنت من مكتب السكرتيرة التي زركشت بخطها الانيق العنوان المطلوب، جينفر كاسبا.. شعرت بالجفاف في حلقها، عارضة الازياء السابقة تعرضت لحاذث مروع، ربما هذا ما يجعل اليساندرو منغلق على نفسه مثل الجحيم، منذ عودتهما الى نيويورك وهو تعس و هذا يعذب بشدة قلبها.
" لماذا بيضاء؟" سالتها بصوت جاف.
" لأنه طلب السيد..." ردت 'سما' دون ان ترفع عينيها نحوها.
" هل هناك معنى لهذه الألوان المحددة؟ مثلا...يرسلها وردية لعشيقات ليلة واحدة؟ حمراء لإمرأة تهمه حقا؟ زرقاء لأخرى تثير قرفه..."
هزت 'سما' نظراتها اليها أخيرا و رمقتها بنظرات جليدية، لم تروقها سخريتها بالتأكيد:
" اهتمي بما يُطلب منك دون ان تحشري أنفك كثيرا في ما لا يعنيك..."
لايعنيها؟ لا يوجد من يعنيها أكثر من حياة اليساندرو ايميليانو التي تبقى غامضة بالنسبة اليها مهما حاولت التوغل فيها، صده يؤلمها بشدة، انها لا تهمه من قريب أو من بعيد، يرى من خلالها و كأنها شفافة، يبدو أن رئيسها ما يزال مجنون بحب تلك المرأة التي تدير الرؤوس أينما تمر.
لكن بعد ساعة، عندما طلبت منها السكرتيرة حجز مقعدين في الأوبرا لشخصين لم تعد قادرة على كبث فضولها و لا غيرتها، سعيدة الحظ التي سترافق السيد الليلة لا تملك شهرة واسعة، لم تجد اثر لإسمها في أي مكان، 'ليندا فوو'، مغامرة ليلة أم بداية علاقة جدية؟ سما ليست متعاونة لتعري لها أكثر أسرار رئيسها، انها مخلصة له بشكل مثير للاعجاب و ايضا للاعصاب.
بدأت تتسائل ان كانت فكرة جيدة العمل مباشرة مع اليساندرو و الدخول لحميميته، في قسم المحاسبة لم تكن تعرف بمواعيده الخاصة و لا مغامراته، كل ها يستبب لها بألم لا يطاق، حجزت بسرعة مقعدين في الاوبرا و عادت الى ملفاتها قبل أن يظهر فجأة رئيسها على عتبة باب مكتبه، برزت بدلته ذات اللون الرمادي الداكن كتفيه العريضة و وركيه الضيقتين ، شعرت بأن هرموناتها تتفاعل بكثافة مدهشة لمظهره الأنيق، وبدا وكأنه خرج من عرض أزياء نيويوركي.لقد كان مثيرًا بشكل رهيب و كأن العالم عند قدميه ... كان صوته دافئًا وعميقًا ، مثل صوت القطط عندما بادرها:
" تعالي الى مكتبي"
استجابت فورا، ما ان مرت امامه حتى أغلق الباب خلفهما و أشار لها بالجلوس، الشيء الذي لا يفعله عادة:
" خوسيه لا يحبذ فكرة سكنك مع شلة موظفات... عليك ايجاد مسكن آخر قريب من هنا"
أقطبت دانيلا، توقعت ان يكلمها على الملف الذي استعجلها بإنهائه.
" هل اتصل بك؟"
" انه على اتصال دائم بي..."
كانت لتتفاجئ أكثر لو أخبرها العكس، تعرف بأن كل خطواتها مراقبة، خوسيه في كل خطوة تخطوها، في كل نفس تتنفسه، في كل بيتزا لعينة تطلبها من الخارج، لكنها على الأقل بعيدة عدة أميال عنه و هذا يريحها...متى ستصل السن القانوني ليتركها و شأنها أخيرا؟
" راتبي لا يسمح لي بشقة في مانهاتن..."
هز اليساندرو حاجبيه:
" لا تنقصك الأموال دانيلا أم يجب أن أدكرك بمن تكونين حقا؟"
" لا أنوي أخد فلس واحد من خوسيه اذا كان هذا ما تقصده... ان اعتمدت على مساعدته فلا قيمة أو أهمية لحريتي" ثم غادرت المقعد الذي لم تجلس عليه اكثر من ثوان " سوف أنهي هذا الكلام مع المعني بالأمر، أرفض أن تخبره بإستمرار بكل خطواتي"
"خوسيه ليس بحاجتي كي يعرف بتفاصل تحركاتك، انه وصييك، اي مسؤول عليك حتى عمر الرابعة و العشرين، كما أنني أعرف بأنك لا تملكين حياة مثيرة كي يقلق بشأنها، حتى أنك لا تخرجين نهايات الأسبوع و لا تملكين حبيبا..."
من فم اليساندرو بدت كلماته كإهانة حقيقية وحياتها فارغة و تافهة ، شعرت بخديها تشتعلان من الاحراج و الاهانة، طالما حلمت بالتحرر من خوسيه، وصييها الذي خنقها بحرصه الشديد و سيطرته، تحقق حلمها بفضل تفهم اليساندرو، لماذا اذن لاتعيش ما بحتث عنه طويلا وتترك مشاعرها الغبية اتجاه رئيسها جانبا, لما لا تنساه و تمر لشيء أهم، تتعرف على شباب في عمرها و تعيش تجارب حقيقية؟ لا يمكنها ببساطة... لأن كل رجل تراه تقارنه بأليساندرو... و للاسف لا أحد مثله...تمتمت في لهجة عدوانية قليلا جعلتها تستحى:
" من أخبرك بأنني لا أملك حبيبا؟"
رأته يهز حاجبيه متسائلا:
" هل تملكين واحدا؟"
ترددت قليلا، ربما اثارت اهتمام بعض الذكور في المؤسسة، لكن عينيها مع رئيسها فحسب، كم كانت غبية لتظن بأنه ربما يهتم لأمرها.
" لا... لكن الوضع لن يستمر طويلا"
بصيص من التسلية لمع في عينيه الزرقاوين"جيد...أعتقد أنك بحاجة إلى المضي قدمًا"
هو نفسه من بحاجة للمضي قدّما و قلب صفحته اللعينة مع امراة اعادت بناء حياتها لكنه يستمر بإرسال الورود البيضاء اليها، كادت أن تقذفه بما تفكر به حقا، لم تعاني يوما من وحدتها كما الحال اليوم بسببه هو فقط، صحيح انه لم يشجعها يوما، لم يخبرها بأنها تعجبه، أو حتى ستايله، ان قارنت نفسها بجينفر كاسبا فلا علاقة بينهما، العارضة ببشرة شاحبة جدا و عينان خياليتين، بينما هي نقيضها، سمراء و شعرها حالك السواد، لم تعاني يوما من عدم اهتمام الرجال بها، بل كانت تثير الانتباه اينما مرت، لكن من تريد حقا و اثارت اهتمامه هو اليساندرو، و هذا الأخير.... لا يهتم مطلقا لأمرها.
* * *
في موعدها تماما وصلت آيا للفندق، الملياردير الاسباني ليس بحاجة للتمنق أو ابراز أهميته !! انه يتجاوز حدود المنطق أو أي توقعات، انه حقا رجل دو كاريزيما خيالية و خارقه للغاية، يحمل هالة الأثرياء و الارستقراطيين، تعترف أنه ليس نوعها و لا تميل اليه مطلقا لكنها تعترف بأن مجرد النظر اليه يحبس أنفاسها، القت اللوم على نفسها بسبب قلة السيطرة عليها، ما تبقى لها أن تأمل في أن تعتاد على جاذبيته الفريدة من نوعها، لم يكن هناك شك في أنها تسخر من نفسها من تأثيره عليها و من سخافة الوضع برمته. كل ما كان عليها فعله هو إقناع نفسها بأن لا شيء يسعدها في هذا الاسباني المظلم والمثير. لا كاريزميته و لا هيئته الطويلة ، ولا العضلات البارزة من البولو الازرق الذي يرتديه هذا الصباح، ولا مظهره الانيق جدا ، ولا صوته الحسي. و لا فمه المحدد بخطوط بارزة التي تجعله أكثر رجولية... انها تكره كل مميزاته، و عليها الا تنسى أنها هنا لأنه أوقع بها بكل بساطة، أتت مسلحة بالكثير من الحذر، أمضت ليلتها مع فؤاذها المنكسر، تطبطب على جراحها، و تعود دموعها للنزول كلما فكرت في اليخاندرو، لغبائها ظنت أنه ربما يعاود الاتصال بها، الشيء الذي لم يحذث مطلقا... لقد تحطم قلبها الى أجزاء، و لا تعرف ان كانت قادرة يوم ما ما على لملمته، لكنها ما هي متأكدة منه أن خوسيه مارتينيز لن يأخدها بهذه السهولة دون أن تضع بالمقابل شروطها، اذا كان لا يترك لها أي خيار للرفض فتستطيع على الاقل استغلال الوضع للحصول على أكبر الامتيازات أيضا.
" ماهذا؟!!"
سألته بينما يعطيها ورقة مطبوعة بأناقة على واجهة حريرية الملمس.. هذه الورقة تشير الى مكانة الرجل أمامها الاجتماعية و اهمية رصيده البنكي ايضا:
" تعهد بالسرية التامة... ان خرج من شفاهك الجميلة أدنى تفصيل يخص حياتي الخاصة فستتورطين عدليا"
بلعت ريقها بصعوبة و التقطت منه القلم الذهبي لتحط توقيعها قبل أن تعيد اليه الورقة:
" ليس من عادتي التكلم في اسرار الأخرين..!!"
أخد منها الورقة و ابتسم ابتسامة خالية من الدفئ:
" أنا رجل ذو مكانة عالية و اسم مرموق، و الصحافة قادرة على اغراء فتاة صغيرة مثلك، لذا، لا أترك شيء للصدفة"
ارتجف صوتها بينما تقول ببرود:
" بالتأكيد فعالم الأثرياء مختلف و يملك قواعد مناقضة لما سبق و عشته، استطيع تماما ان أفضحك و اخبرهم عن الابتزاز الذي تقوم به لأبيعك نفسي؟! ففي النهاية، لن أملأ الصحف بالأكاذيب و أنت لن تجبرني على خططك "
جلس مقابلا لها على الأريكة التي بدت صغيرة تحته:
" لو كان بنيتك بيع معلوماتك لما قدمت لي اليوم... أعترف بأنني مستغرب من عدم تدخل اليخاندرو أيضا... الم تتصلي به طالبة النجدة؟!!!"
لقد وصلت الى قاع الاذلال معه، فهل ستزيده اسباب للسخرية منها بالتعرية عما حذث امس مع اليخاندرو؟؟ لا... كرامتها أصبحت عبارة عن سجاد عتبة الباب، لقد اكتفت حقا.
"لأني فكرت مليا و اعترف بأن عرضك يهمني اذا وافقت على شروطي ايضا"
كان يملك نظرة ذئب حذر و جائع بالوقت نفسه، رأت نظراته تتجول فيها و كأنه يعيد حساباته ان كانت حقا تستحق العناء.
" ماهي هذه الشروط؟"
استمدت الشجاعة من الأسباب التي رأتها عادلة، طيلة الليلة قلبت الوضع في رأسها و خرجت بنتيجة واحدة، الحياة التي توقعت منها الكثير تدير لها ظهرها، في الماضي لم يكن هناك شيء أكثر أهمية من الحب...الفقاعات الملونة... الرومانسية...الورود الوردية ، القلاع و القلوب الحمراء.. عاشت في عالم منقطع النظير إلى حد ما، كانت تفخر بعذريتها في سنها بينما رفيقاتها كلهن مررن بتجارب جنسية ساخنة و فقدن برائتهن منذ سن مبكرة، كانت في انتظار الشخص الذي تنتمي إليه مدى الحياة و يحصل على مباركة والديها الذان تعشقهما من قلبها، مرض {ايفو} جعل منها الرخيصة التي أصبحت عليها اليوم!، و بما أن الحياة أرادتها أن تلغي احلامها فما عليها سوى استعمال المنطق في الصفقة التي يعرضها عليها خوسيه مارتينيز، لن تبقى في حكمة علوها على أمل أن يخرج اليخاندرو فجأة من العدم ليحررها من المصيدةو يحميها من خوسيه، أو أن يعترف لها بمشاعره التي لن تكون لها يوما ما في حياتها، اليخاندرو جسّد كل ما حلمت به ذات يوم، كان الرجل المناسب لها، فارس الأحلام الذي تمنت حقا الزواج به،كانت ستعطي نفسها له ، تحبه حقًا. و في يوم زفافها ، ستكون بيضاء بالكامل وتفقد براءتها في شهر العسل...لم تقوى على العيش في الواقع، القصص الخرافية كانت الأنسب دوما... كان والدها ليسعد بصهر مثله، لكن هذه الامتيازات أخدتها اميرة ايطالية دفعه حبها لحفر اسمها في صدره، الخيبة و الغيرة عادا ليسحقا قلبها... متى ستنساه و تتخلص من هذا العذاب الذي يسحقها بلا رحمة؟!.
" أريد تأمين مستقبل والداي و ايفو أيضا..."
ارتسمت السخرية في نظراته:
" هل تظنين أنك تساوين كل هذا؟!!"
" لا شيء أخسره سيدي... فالعملية تمت بأموال اليخاندرو، و أنت تنوي الحصول علي مجانا و أظن بأنه من حقي الرفض و ارسالك للجحيم و أنا مستعدة لبيع قصتي ان كان هذا سيخلصني منك"
" و تتسببين بفضيحة لوالديك الذين يأملان الكثير من التربية الصارمة التي منحاها اليك؟؟"
" لا أحد منا يرغب بالفضيحة... لذا فلنعقد الصفقة كما يجب أن تكون عليه حقا، أمي مريضة و لن تتمكن يوما من العمل، و ايفو قد يتعرض لأي مضاعفات..."
مع بنطاله الأسود الضيق و البولو الأزرق، كان له منظر مثالي يستحق نسبه المرموق. يمكن للأثرياء أمثاله وعائلته حل معظم مشاكلهم بأموالهم الوفيرة، تعرف بأن ما تطلبه منه هو قطرة مياه في المحيط، خوسيه مارتينيز فاحش الثراء، يملك الكثير من المشاريع المنتشرة في العالم بأسره و في ايطاليا خاصة، حيث ولائه لأصدقائه الأربع لا تشوبه شائبة و لا تزعزعه رياح:
" أظن أن الثمن مرتفع لثلاثة اسابيع من الترفيه!... "
خوسيه كان متزوج من ارستقراطية اسبانية تحمل دماء ملكية، لم تكن فائقة الجمال، وجدت بضع صور قديمة في محرك البحث، يبدو ان الاسباني يكره أن يُلتقط له الصور، إختار امرأة شابة محجوزة ومرنة في الإرادة. لمدة ثماني سنوات ، أنجزت مهمتها كرفيقة سهلة الانقياد و ماتت مثل غريبة... هذا الرجل مثل أسماك القرش ، يفترض بهم السباحة أو الموت، الزوجة ماتت بسرطان دون أن تمنح زوجها أطفال، لايبدو ان فراقها قد احزنه، بعد فترة طويلة شوهد مع امرأة، ثم أخرى، ثم تعددت الجنسيات و الأشكال و الألوان و الأعمار أيضا، يعامل النساء كما لو كانوا ملعبه الشخصي، أنها أمام انسان متجرد تماما من الرحمة، لن يتركها و شأنها و من الأفضل أخد ما تريده مقابل ما يريده منها قبل أن يرميها مثل خرقة بالية، هزت دقنها بتحد:
" أنا مستعدة لكل الاقتراحات" رباه هل هي من يتكلم بكل هذه الجرأة؟ كانت بحاجة لمسح صوتها قبل المتابعة" أريد تغطية حقيقية لكل احتياجات عائلتي، مقابل ما تريد"
" تملكين حس التفاوض و الأعمال "
" أنت معلم جيد..."
انفجر فجأة في الضحك، انه يتسلى بينما هي تموت من الاحراج و الخوف و القلق... حياتها لن تكون كما تريدها، لا بأس... استحقت كل ما يحصل، الرب بصدد تعليمها درسا.
" سأوقع عقدا أتكفل به بكل علاجات شقيقك مقابل ثلاثة اسابيع... ان طلبت أكثر، فسأضطر لوضع شروط اضافية أخرى..."
مالذي يمكنه أن يطلبه أكثر من وضعها في سريره؟
" أريد المصنع لوالدي، و امحاء كل ديونه بالمقابل علاجات أخي و أمي..."
لمعت عيناه وهو يستوي في جلسته و يتطلع اليها بنظرة سمرّتها مكانها:
" موافق... بالإضافة الى علاوة سخية و شهرية أبدية لوالديك... و ثروة صغيرة في حسابك... "
شعرت بأنفاسها تحبس في صدرها، و انتظرت طلباته لهذه الرفاهية التي يضعها تحت قدميها:
" هل ترغب بأكثر من ثلاث أسابيع؟"
قهقه :
" سبق و أخبرتك بأنني أسئم بسرعة، لا يمكنني تجاوز الثلاث أسابيع مع نفس المرأة..."
بدأت الأمور تتشابك في عقلها، مالذي يريده اذن؟
" زوجتي الراحلة لم تتمكن من جعلي أبا أريد طفل بأي ثمن ترغبينه أنت... امنحيني وريثا... و أمنحك ما ترغبين.. "
شعرت بالدم ينسحب من وجهها، يريد استعمالها للحصول على طفل قبل أن يريميها من حياته؟؟ هزت رأسها دون أن تفكر حتى في جنون الفكرة:
" لا أستطيع..."
" شروط اخرى لقبول عرضي؟؟"
شعرت بالغضب لتجاوزاته:
" هل تفهم معنى ما تتلفظ به؟ أن تضعني في سريرك شيء، و أن أتخلى لك عن طفلي شيء آخر"
" المال يشتري كل شيء، فكري في الموضوع، ستربحين ثروة تضعك بجانب كل احتياجاتك و لن تقدمي جسدك للبيع مرة أخرى!!"
الاهانة لونت وجنتيها:
" لا... لن أمنحك وريث و لا أكثر من ثلاث أسابيعك اللعينة... "
هزّ كتفيه ببعض الحسرة، و كأن الموضوع برمته يشبه عدم التوافق على سيارة أعجبته و لن يحصل عليها و ليس بيع طفلها.
" اذن فلن أمنحك أكثر مما وعدتك به في البداية، ساتكفل بديون والدك "
" لا... هذا لا يكفي"
" وضعت شروطك و انا شروطي و لم نتوافق، سأعطيك فقط ثمن الثلاثة اسابيع بعدها سأخرج من حياتك تماما كما وعدتك..."
" اليخاندرو من دفع عملية ايفو..."
" اليخاندرو استرد أمواله... ان رغبت ببرهان فسأريه لك فورا، بالاضافة لثمن العملية فسأمحي ديون التكاليف السابقة لعلاجات ايفو... أظن بأن عذريتك لا تساوي اكثر من هذا، أدفع أكثر مما تراهن به الجميع في ذلك الملهى...أكثر مما دفعه اليخاندرو فلا تبالغي... لا تملكين عذرية من ذهب عزيزتي..."
احترقت وجنتيها بشدة، هذه المغامرة ستتعقبها طيلة حياتها، أغمضت عينيها بعجز تحاول التفكير بسرعة فيما يمكنها الحصول عليه ايضا ازاء الثلاث اسابيع، لكن عندما عادت تفتحهما تبين من ملامح وجهه الحازمة و الجليدية انه لا ينوي اضافة امتياز آخر:
" أخبرتني بأنني سأحصل على النقود لبدء حياة جديدة"
" نعم و أنا عند كلمتي... هل يمكننا توقيع العقود الأن؟؟"
لكنها لا تنوي التراجع:
" كم ستعطيني؟؟"
رأته يكشر بإشمئزاز و يقف من مقعده ليتوجه نحو الأوراق المكومة على طاولة المكتب في الركن المنزوي و يعود لها بعقد سبق و تم طباعته:
" اقرئي..."
بعد دقائق أعادت له العقد ممضي، تعترف بأنه سخي جدا معها، بهذه الأموال يمكنها نسيان هذه المغامرة المريبة و عيش حلمها بفتح وكالتها الخاصة بعد تخرجها، فجأة دخلت ممرضة الى الجناح بحوزتها حقيبة جلدية، نظرت اليه بإستغراب فسبقها للشرح:
" ستقوم الممرضة بأخد دمك لبعض التحاليل الضرورية ..."
" مثل جرو أتيت على شرائه و تتأكد من عدم اصابته بفايروس مميت أو داء الكلب؟"
تجاهل سخريتها:
" الوقاية خير من العلاج... طبيبة نسائية ستقوم بفحصك و حقنك أيضا بما يلزم لتفادي عواقب لهذه المغامرة الصغيرة... فما فهمته لا ترغبين بالحمل..."
لقد كان متأكد من موافقتها، لذا قرر سلفا أخد مواعيده فيما يخصها، و تعترف بأن امكاني السقوط حامل لم تداعب فكرها، لا... لاتريد ثمرة ما لهذه المغامرة المذلة، انقبض قلبها بينما ترى عُدّة الممرضة التي أبعدت أكمام كنزتها لتبحث عن الشريان البارز في ذراعيها بعد أن عقّمت يديها، يبدو أن خوسيه انتبه لذعرها:
" ما الأمر؟"
" أخاف من الإبر.."
" انه مجرد وخز صغير... " سخر منها و هو يحمل فجأة سترته و كأنه يتأهب للرحيل " كلما عرقلك شيء فكري فيما ستجنيه في نهاية المطاف... "
كشرت بألم عندما وخزتها الأبرة، الممرضة تبدو حقا منغمسة في عملها، و حوارهما يدور بالاسبانية فلا يمكنها فهم شيء منه.
" أتحرق شوقا لنهاية كل هذا الكابوس و الاختفاء من حياتك..." كان رأسها يدور قليلا، يبدو أن الممرضة بصدد سرقة كل دمها " ما تعلمته من عالمكم أنكم أناس غريبوا الأطوار، بدون أي موانع أو حدود، تقيسون كل شي بالمال و النفوذ... أظنك تعس جدا كي تبحث عن التسلية بهذه الطريقة..."
اتسعت ابتسامته لكنه تجاهل الرد على تعليقها:
" ستقيمين في هذا الجناح،'برافيا فين' ستتكفل بك، و ستنظم لك بضع مواعيد مهمة... أتمنى لك يوما طيبا ... "
"لكن..."
دون أن ينتظر استفساراتها غادر المكان و تركها مع الباعوضة التي مصّت كل دمها. بمجرد أن أغلق الباب خلفه ، أسقطت رأسها الى الوراء بعد أن استعادت ذراعها أخيرا وحاولت التنفس بهدوء لتهدئة الضرب المحموم لقلبها.
* * *
" روكو.. الا تظن بأنك تبالغ؟؟! لست بحاجة لطاقم حراسة أشعر بانني أختنق"
حاولت بريانا تجاهل دراسة هذا النموذج الرفيع من الرجولة أمامها، في كل مرة تشعر بنفسها عاجزة على الاستمرار في الغضب منه لسيما عندما يحط نظراته القاتمة عليها، لديه طريقة خاصة في دفعها لبلع اعتراضها، زفرت بينما يقطع الخطوة بينهما و يضع يده الكبيرة على وجنتها، عندما قررت تجاوز الحدود مع هذا الرجل أبرمت الاتفاقية مع الشيطان ، الآن عليها ايجاد طريقة للخروج من مأزق دخل علاقة غرامية مع اشد الرجال خطورة في صقلية... الغريب أن لا رغبة لها بانقاذ نفسها من الحب الذي أغرقها فيه.. تريد أن يبقيها الى جانبه و ان يتوحدّان الى أن يشكلان جسد و روح واحدة.
" لا أبالغ في كل ما يتعلق بسلامتك.." انزلقت أصابعه على دقنها فإراجفت تلقائيا تحت لمته و غرقت نظراته فيها أكثر" أنت تهمينني بريانا"
أجمل الاعترافات التي سمعتها طول عمرها، غرزت أسنانها في في شفتها السفلى و تسائلت عن نوع السحر الذي يمارسه عليها لتخسر كل مقاومتها واحتياطها عندما يلمسها؟ لم تفعل هذا من قبل ، انها تحب كل ثانية معه... هل يشعر روكو ايضا بما يحذث بينهما؟ هل تصرف بهذه الطريقة مع نساء قبلها ا ام أنها حقا استشناية بالنسبة اليه كما تشعر في تعاملاته؟...
" أرجوك... لن أتحمل هذا الضغط"
لم تكن تعرف ان كانت تقصد الحراس أم مشاعرا الحساسة نحوه:
"هذا مؤقت ..."
تلاشت صلابته و جديته، وأصبحت نظرته إليها أقل حدة. كان عليها أن تتذكر أن تتنفس، تطلعت الى شفاهه التي حطت على كل جزء من جسدها ليلة أمس، نجح بمحي كل اثر للهجوم و خنق رعبها و خوفها، أخدها بعيدا حيث اعتبرت المستقبل أفق مُشرق، جعلها الإعجاب به تذوب مثل الثلج في الشمس، تنهذت مستسلمه و قابلت عينيه ورأت حاجة ، رغبة. ماذا أيضا؟ لم تستطع الحصول على تحليل دقيق، لكنه كان هنا ، في أعماق العيون القاتمة الرفيعة، شيء يشبه زوبعة المشاعر و الرغبة.
" مؤقت الى متى؟..."
لم تكن ترغب في أن تكون متعجرفة ، وخجلت تحت نظرته المخترقة، انه يفعل كل شي لحمايتها و تتصرف مثل طفلة مدللة و فاقدة السيطرة، انها تكره أن يتم تقيد حريتها، تملك الكثير من الأعمال العالقة، بالاضافة لا يمكنها استعمال شقتها بسبب الفوضى و انعدام الأمان أيضا.عليها إلقاء الضوء على الأحداث الأخيرة واتخاذ القرارات، ان قرر روكو تشديد الحراسة فلأنه الوحيد الذي يمكنها الثقة بحدسه، اتهمها معظم رجال صقلية بلعب دور ملكة الثلج منذ مجيئها. لم يزعجها ذلك لأنها عملت دائمًا على تنمية سمعتها كامرأة بعيدة المنال، الصقلي الوحيد الذي يمكنها حقا الوثوق فيه هو نفسه الرجل الذي لم تكن لتختاره عشيقا لها و لو بعد عمر طويل، بسطت راحتيها على صدره و هزت وجهها نحوه:
" الى أن يهدأ الوضع!!.."
" أنت أيضا مهم بالنسبة لي... لا أريد أن يصيبك مكروه، عدني أن تكون متيقظا و متنبها"
الدرع الجليدي الذي أقامته حولها بدقة لمواجهة هذا الوضع. إلا أن مع هذا الرجل الأمور انقلبت حالها بدا درعها معيب ... غير مرئي... منعدم. لم يكن هناك أدنى شك في أن روكو كائنًا مثيرًا وخطيرًا للغاية وقادرًا على دفعها إلى أقصى الحدود التي لا علم لها بها وهي.. لا... تخشاه.
" سأكون بخير ما دمتي أنت بخير... "
كيف تبقى غير حساسة لهذا النهج الساحر؟! ، شفتيه مرسومة بحسية رجولية طاغية، هذا التعبير المؤذي في عينيه يتلألأ بالإثارة؟ و هذه الكلمات المحمّلة بوعود رجل يخشى حقا على سلامتها.
" من المستحيل ان يصيبني مكروه مع دزينة حراسك، لكن لا بأس، صرت اعرفك جيدا كي لا اناقشك قراراتك، عليك ان تعرف بأنني قررت زيارة سابرينا بعد الدوام، ترغب برؤيتي و قد تركت لي رسالة... سأذهب للمستشفى فكما يبدو لا تغادر غرفة صوفي"
الوميض الذي اشتعل قبل هنيهه انطفأ و اصبح جليديا، موضوع سابرينا يسيئ مزاجه بحدة.
" سأعلم حراسي بذلك..." ثم أمال وجهه نحوها ووضع شفاهه على وجنتها" هل أوصلك للمكتب في طريقي؟؟"
هزت رأسها بالموافقة:
" سيكون ذلك رائعا..."
قبل أن يتركها نجحت بإمساك وجهه و التطلع الى عينيه:
" لن تتجاهل والدتك كل العمر روكو، عليك مكالمتها ذات يوم..."
" لم تعد تهمني... و التكلم بهذا الموضوع آخر اهتماماتي بالمقابل..."
لم تردعها نبرته القاسية، و حاولت الشرح بهدوء:
" سابرينا تتمزق بسبب قطيعتك، انها تعشقك"
أطل التهكم فجأة من عينيه و هو يحرر وجهه من قبضتها:
" هل أنت من يسدي لي النصح بريانا؟ لقد قطعت الصلة مع والديك منذ ثلاث سنوات.... أظنك في المكان المناسب لتفهمي ما اشعر به، سابرينا خرجت نهائيا من حياتي"
* * *
فيلندا كانت وجهة خوسيه بعد المجر، اخبرها بأن البرتغال رحلتهما القادمة، سبق و زارت هذا البلد المتميز ببحيراته و سهوله الانتهية، لكن مطلقا لم تنزل في فنادقها الباذخة الثمن، كانت تقتصر على ما يليق بما في جيبها، و لم تحضى بكل هذا الاهتمام الذي تحضى به اليوم، المرأة التي تبنت مظهرها و هنذامها و تحولها تحصل في اليوم على ما تجنيه هي في شهر، خوسيه مارتينيز أنيق حتى أظافره و لا يبدو أن بساطة مظهرها تروقه... يريدها أخرى... متفجرّة أناقة لحد الوهم ، تعليماته كانت محددة وواضحة، الا فيما يخص شعرها... يريده كما هو.
بعد أن وضعها بين يدي الخبيرة اختفى ليومين كاملين، هي تُعتبر أزمة من أزمات طفل مدلل ثري لا أكثر و لا أقل... بعد توقيعها على عقد السرية التامة أهملها تماما و انشغل بأعماله، العالم الذي دخلت اليه برّاق لدرجة أنه يؤلم بصيرتها البسيطة، كانت تملك الكثير من وقت الفراغ، و رغبت بإستغلاله في التجوال في الشوارع، لكن ليس بطاقم يزن ثروة و لا حذاء من توقيع أشهر المصممين الايطالين، تحتاج لحذاء رياضي و جينز و كنزة مريحه...وجدت ملابسها القديمة في خزانة الغرفة المستقلة عن جناح خوسيه، ما فهمته أنها لن تقيم معه بنفس المكان، و هذا يناسبها تماما، أليس الحاضر أعجوبة ، هدية تقبل ، تعتز بها ، لإطالة أمدها؟ستدع الوقت يهرب في السعادة التي تقع عليها. لن تسأل عن المزيد الآن! تتمنى أن تملأها هذه اللحظة ولاحقًا بنعمة الله... ستنسى لما هي هنا و تستغل وقتها دون التفكير فيما سيعقب لاحقا.
لكن ما ان قررت استغلال وقتها و الخروج بدون التفكير في لقائها القادم و الحتمي مع خوسيه حتى دخلت 'برافيا فين'، المتخصصة الشهيرة التي حولتها الى نجمة حقيقية.
" السيد يريدك جاهزة للسفر خلال ساعتين... "
" هل عاد الى فيلندا؟.."
هزّت رأسها بالنفي بينما تخرج فستان سهرة رائع من الحرير و تضعه على السرير:
" ستساعدك 'نورا' على الاستحمام كي تتأكد بأنك تستعملين كل المستحضرات بالشكل الصحيح، عليك الا تنسي كل ما علمتك اياه ، السيد يحب الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، مهمتي ستنتهي اليوم و سأترك لك ارشادات اساسية كي تعتمدي عليها في الأيام القادمة.... ستطيرين الى النرويج في طائرة السيد الخاصة حيث حفل استقبال أهم عملائه و شركائه، و سيقودك السائق الى العنوان حيث هناك من ينتظرك ليقودك اليه مباشرة"
مثل طرد بريدي، فكرت بسخرية، لكن سرعان ما نسيت اشمئزازها و تركت نفسها بين الايادي الخبيرة، تستغل الاهتمام الذي لم تحلم به يوما طيلة حياتها، متى كان في خدمتها مصففين و مدلكين و مزينين؟ تشعر بنفسها ساندريلا و لكن ليس الجنية اللطيفة من تحولها كي تلقي فارس أحلامها، لكنه خوسيه مارتينيز... الرجل الذي لا يشبه شيئا فارس الاحلام الذي حلمت به، و يبدو أن هذا الأخير قرر الليلة أخد ما يعود اليه، هذه الفكرة جعلتها متوثرة و متصلبة كل الوقت، خلال اليومين الأخيرين تمنت لو أنه غيّر رأيه، لو يترك لها رسالة مع موظفته ليلغي اتفاقهما، الخوف و القلق يوقظاها ليلا، ثم تعود صورة اليخاندرو اليها مما يدفعها تلقائيا بالبحث عن صورته في محرك البحثو الغرق في نحيبها، لم يعرها التفاتة منذ أن أغلق الخط في وجهها و أمرها بالخروج من حياته..
عندما واجهت 'آيا' نفسها في المرآة بعد أن تركتها أخيرا الأيادي الخبيرة لم تمنع نفسها من التأوه من شدة الصدمة، النتيجة أرعبتها... هكذا يريدها خوسيه؟ انها لا تشبه مطلقا نفسها، تبدو و كأنها خرجت رأسها من مجلة فوغ... لا يمكن كيف أن النقود تغير شكل الانسان و تجعله أعلى شئنا في لحظة.
...
بعض الأمور من المستحيل تغيرها، و منها شعوره الشديد بالملل لأي شيء روتيني، هذا ما دمّر زواجه، و هذا ما يجعل دوما زياراته قصيرة ايضا لهذا النوع من الحفلات، لو لم يكن {روجيه فورتين } صديق و شريك مميز لما قبل حضور هذه السهرة التي بدأت حقا بالضرب على كل وثر حساس فيه، نظر الى ساعة يده، أنه يكره الدنيوية من جميع الأنواع، خاصة عندما يكون هو نفسه النجم و كل الأعين منتصبة عليه، لن تتأخر 'آيا' بالوصول، منذ يومين وهو يتفقد أموره في النرويج، لكنه فضل ترك بعض الوقت لها كي تتأقلم مع الوضع، كما أنه يخشى أن يسئمها خلال يومين، فما يدفعه لكل هذا الجنون هو الانجذاب النادر الذي يجذبه اليها، منذ سنوات لم يشعر بهذا... منذ اينورا.... كل سلالات جسده تشنجت ، وكل ما دفنه لسنوات عديدة في أعماق أحشائه يحاول الهرب منه و الافلاث. {تنفس بعمق خوسيه و انساها...}... كرر لنفسه عقليا بينما الأفكار تتسارع في رأسه، كيف يمكنه أن يعيش الجحيم حتى اليوم رغم مرور سنوات طويلة على أسوأ أيام حياته... إينورا وفت بوعدها ووضعت حدا لحياتها و اتعسته معها، فأصبح يقارنها مع اي امرأة يلتقيها، من المستحيل أن يجدها في اي منهن... اينورا لن يكررها التاريخ.
" خوسيه مارتينيز... المثال الحي للرجل الإسباني الناجح"
استقام خوسيه في وقفته ليواجه صاحبة الصوت المخملي التي كانت تلتهمه بنظراتها عليه منذ بداية السهرة، تساءل كيف يمكن أن يكون مثالاً لأشخاص آخرين؟! لقد كان غنيًا جدا نعم لكن مسيطرا و صاحب طباع فاسدة لا يتحملها سوى أصدقائه الأربعة ... كانت صفاته غير واضحة في الأساس لأغلبهم ، كان هذا مثالاً فقط لدونالد ترامب في السلطة و ربما لهيتلر في الخطط الاجرامية.
شرب رشفة من الويسكي بينما عيناه تتجولان على الجميلة التي تثبته بنظرات امرأة تعرف تماما ما تريد، كانت تملك كل ما يثيره في امرأة، صدر مرتفع، خصر رقيق ووركين مبالغ فيهما و قد يكون هذا الابداع من يدي اختصاصي، كل هذا ملفوف في قطعة سهرة صغيرة،ر غما عنه استيقظت غريزة الصيد لديه، يشعر و كأنه مفترس أمام فريسته ، و التي...على مرأى من نظراتها الفاتنة ، لن تقاومه ان رغب بوضعها في سريره في نهاية السهرة، بدل ذلك و لدهشته سمع نفسه يقول:
" لستُ مهتما..."
بدت المرأة مندهشة لهذا الرفض المباشر الجاف و الوقح:
" عفوا؟"
" اختفي من أمامي..."
أعاد الكأس الى شفتيه ليشرب منه و تابع ببرود تحوّل ملامح سيدة المجتمع الراقية التي ترى خططها بشأنه تتبخر في ثانية.
" لقد حذروني من أنك مجرد سافل..."
" و..؟؟" استعجلها؛ يريد ان يفهم اين تنوي الوصول بكلامها.
" و..؟ ألن تنفي.؟ تدافع عن نفسك؟ الن تنكر؟.."
" أنا سافل... لما يجب ان انكر هذا؟ و للتنويه... أكره السيليكون، احب النساء الطبيعيات.... "
وقاحته هذه المرة دفعت المراة للاختفاء فورا من أمامه؛ ولكن في اللحظة التي تحررت الرؤية من أمامه و سقطت عيناه عليها، نسي خوسيه كل شيء. مرأة السيليكون ، الحشود ... هويته الخاصة. بدا العالم وكأنه يتبلور حول هذا الظهور الأثيري؛ شبه ملائكي؛ لم تكن تشبه كل النساء اللاتي قابلهن حتى الآن...لقد توقع تغيرا في مظهرها لكن... ليس هذا التحول الذي دفع كل الحشود بالتركيز فحسب على القادمة الجديدة، قامتها ربحت عدة سنتمترات بكعبها العالي، جسدها الرائع متفجر حسية وسط فستان متألق من ابداع أشهر المصممين الفرنسين، شعرها- الذي كان لونه أكثر ما اثار انتباهه في ذلك الملهى حيث القدر ضرب لهما موعدا- في تسريحة أنيقة عززت لمعانه و لونه العسلي المائل للنحاسي، ركزت عليه فجأة حدقات رمادية - زرقاء كبيرة تركته بلا صوت، هناك صلة غير عقلانية إلى حد بعيد ناهيك عن كونها خارقة للطبيعة ، تم نسجها فورًا في المكان، بقوة حثت خوسيه على طردها فورا،.لم يتصرف قط في يوم بطريقة غير عقلانية.... لا يعرف حتى معنى ذلك... 'آيا' هي مشروع سريري بحث، لا يجب عليه نسيان هذا، لن تكون أكثر من المرأة التي ستمنحه النشوة و لفترة قصيرة... اذن مالذي يحذث بحق الشيطان؟ ماهو التفسير أو المصطلح الآخر على الأمواج الحسية - المفاجئة مثل ما هي هائمة - يمر بها كلما تواجد معها في نفس المكان؟
بطريقة غريزية للغاية ، مجرد وجود هذه المرأة في المكان يجعله يشعر بالأسوأ. 'آيا' تملك خصائص العنصر المثير للقلق الذي لم يكن ليقلق بشأنه في ظروف أخرى... 'آيا' تنجح بإشعال النار التي خمدت منذ سنوات و دُفنت مع إينورا... هل هذا هو السبب الذي دفعه لتجاهلها يومين كاملين؟ لأنه مرتعب مما سيعقب بعد أن يأخد مكانه الحصري بين فخديها؟ هز رأه ليبعد هذه الأفكار و يركز على الملاك السماوي على بعد خطوات منه.
تركها تأتي اليه، مشيتها مشية امرأة آلفت الأمسيات الدنيوية، آلفت الابتسام للجموع الثرية و الرؤوس النبيلة، يبدو أن موظفته قامت بعمل ممتاز، و 'آيا' بالتأكيد تلميذة استثنائية و ذكية كي تتعلم بسرعة، من المستحيل مقارنتها بالفتاة التي تركها تحت يدي الممرضة في الفندق بالمجر، عندما وصلت اليه انحبست أنفاسه رغما عنه، اينورا فقط من كانت تخطف أنفاسه.
" مساء الخير خوسيه..."
من حظه أن 'آيا' تتكلم سبع لغات بطلاقة، و اذا اشار هذا لشيء فلذكائها بلا أدنى شك، تتكلم لغته بكل طلاق، استرد سيطرته على نفسه و هنأ نفسه بعد أن أتى صوته طبيعيا.
" أتمنى أن سفرك كان مريحا..." أمسك باليد التي تحاول الحفاظ عليها بعيدا و قرّبها من شفاهه:" أنت رائعة 'كوراسون'... "
ابتسمت له ابتسامة امرأة تم الدفع لها لتقوم بالدور، امرأة باردة جدا و لا تحمل له سوى اهتمام الارقام التي ستحصل عليها بعد انتهاء كل شيء، فجأة شعر بأنه يحتاج لبعض الحرارة، لا يريدها دمية تم برمجتها لتكرير نفس الكلام و الحركات طيلة النهار، يريدها امراة بمشاعر حقيقية... كيف سيجبرها بينما يدفع لها لجسمها لا أكثر؟ ثم لما يهتم فجأة لمشاعرها نحوه؟
* * *
عندما دفع داركو باب مشغل زوجته، رآى هذه الأخيرة منحنية على طاولة الكروكيهات حيث انتشرت عدة اوراق مخططة لموديلات مختلفة، كانت منغمسة في افكارها لدرجة انها لم تنتبه لوجوده، تماطل في مكانه بينما يترك عينيه تنزلق على الجسد المتناسق للجميلة أمامه، كانت اشعة الشمس المتدفقة بكل سخاء من النوافذ الكبيرة تسقط عليها و تمنحها مظهر خيالي، بالرغم من ان هنذامها اقتصر فحسب على جينز ضيق ازرق و كنزة بلا أكمام، و خصلاتها التي يعشق دلف انفه بينها مجموعة بصرامة في تسريحة فوق رأسها الا أنها تبدو جذابة بشكل يثير كل غرائزه، من المستحيل عليه التركيز في مكتبه بينما كل أحاسيسه في هذا المكان ... في الدور الاول من مؤسسته، لن تتقدم اعماله ان بقي منشغل الافكار، متلهف مثل مراهق للتسلل الى المصعد و النزول حيث الاثارة تضرب له موعدا، دنى منها و انتبه الى انها تتطلع الى صور رجل على اللوحة الاليكترونية، من هذا الذي يأخد كل اهتمامها و يجعلها جادة الى هذه الدرجة؟ شعر فجأة بالغيرة لأنها لم تحس بقدومه حتى و كل تركيزها مع الرجل على الصور..
" من هو؟؟"
قفزت من مكانها، و استدارت نحوه، عيناها متسعتين من الدهشة و شيء من الخوف:
" لقد أفزعتني..."
" كنت غارقة في سحر هذا الرجل و لم تلاحظي وصولي... عادة لا تفلثين فرصة العثور علي حتى ببعد امثار"
رأى وجهها يشع و ابتسامتها تتسع لدرجة أن ترتسم على كل أنش من وجهها:
" اذن أنت على دراية برداراتي؟"
" نعم فأنا أملك مثلها تماما... إذن من هذا الذي يسرقك مني؟! "
استعجلها بصبر أقل، ان بدأ بالتعبير عما يختلجه نحوها أو حساسيته اتجاه سحرها فلن يتوقف،هي إلى حد بعيد المرأة الأكثر إثارة للإهتمام التي قابلها على الإطلاق ،ناهيك عن نقاط قوتها... الجسدية، حيوية عقلها و رجاحتها بالنسبة له عنصرا أساسيا. كان داركو دائمًا ما ينجذب إلى النساء الذكيات ، لكن مع زوجته اتخذ هذا الجانب منعطفًا آخر... أكثر حسية... أكثر إثارة...يحب أيضًا حقيقة أنها تملك شخصية قوية جدا و لا تتأخر برمي حقيقته في وجهه.. تتحداه باستمرار.. و تستسلم له بقوة لم يعرفها مع امرأة غيرها... لا تتوقف مطلقا عن مفاجئته.
" فلانتينو لو غران... زبوني الفرنسي الجديد... و هو لا يسرقني منك بل ما يثير اهتمامي هو المبلغ المرتفع الذي وضعه تحت رهن اشارتي للحصول على تصاميم حصرية لحبيبته..."
شعر ببعض الراحة، الزبون الجديد يملك حبيبة و ليس وجهه الوسيم ما يثير اهتمام زوجته، غرق في نظراتها الخضراء المشعة و شعر بالجوع الشديد اليها، هذا سخيف... بدأ بالتصرف مثل مراهق حقيقي، لا يكاد السيطرة عن انجذابه نحوها.
" هل حان موعد الغداء؟؟.." سألته و هي تبحث بعينيها عن الساعة.
" لم ينتصف النهار بعد... ظننت أن دعوتك ما تزال قائمة بشأن لقاء حميمي بين اجتماعين!!...."
شعر بالسعادة بينما الرغبة تثقل نظراتها الخضراء التي اشتدت لونها، صار يعرف هذه الاشارات، اندفعت أصابعه الى شعرها و حرره بسرعة لينزل مثل شلال الحرير على كتفيها :" هكذا أفضل ..." وشوش قرب شفاهها "انا في حالة افتقار تام...و انت... تدفعيني للجنون"
احمرت وجنتيها قبل ان تدنو منه أكثر و تحملق مباشرة في عينيه، رؤية بصيص الرغبة التي اشتعلت على الفور في عينيها. أما بالنسبة لابتسامتها ... فقد كانت وعدًا ملتهبًا بكل الملذات التي يمكن أن تقدمها له:
" شراهتك تعدت حدود المنطق أيها الأمير..."
" أظنها فكرة سيئة وضع مشغلك في نفس البناية... أنا عاجز على التركيز.. لا أتوقف عن التفكير بك"
"أنا تحت أوامر رغباتك دون فالكوني... لعلمك لو لم تنزل بإرادتك كنت التحقت بك فوق... فكرت بالتغيير هذه المرة و استعمال قاعة الاجتماع، كي تفكر بي كلما عقدت اجتماعاتك..."
هذه الفكرة اشعلت حواسه أكثر، مع دعم لعبة الإغواء و الاثارة بينهما يشعر بحواسه تلتهب دوما، يسبيه هذا التواطئ بينهما، و يعشق زعزعتها لسيطرته و تمكنها من دفعه للجنون، يعرف بأنه قاطع ابداعها، سبق و تعرض لهجوم شرس عندما وضع نفسه بينها و بين انغماسها في ابتكار جديد، انها تكره مقاطعتها، يرتدي نجوم هوليوود جواهرها المصممة وكثيراً ما تظهر في مجلات الموضة و تحتاج لكل تركيزها، لكن شوقه لها بلا أي حدود... يشعر بالنار في كل أطرافه، ان لم يحصل عليها فورا فسيتحول الى أشلاء.
عندما وضع شفاهه على شفاهها سمحت له فورا بالتوغل فيها و تجاوبت معه بنفس العفوية التي تقطع انفاسهما معا، بدأت تطالبه بجشع، بإصرار شفاهها المغرية، جريئة و لحوحة. هزها نحوه فلفت خصره بساقيها قبل أن تحيط وجهه بيديها و تتطلع اليه بعينين مشعتين بشكل مبهر، كانت تتقدد شغفا مثله تماما، مددها على الطاولة، لا صبر له بأخدها الى غرفة النوم، لقد تم عزلهما في واحة كانت فيها هي الملكة واختفى العالم المحيط بهما فور تحرير ساقيها الرائعتين من سجنهما الجنزي.
* * *
كيف يمكنها تحمل هذا الضغط الشديد و الابتسام كل الوقت و تأبط ذراع رجل مثل خوسيه الذي يبدو تأثيره مدمرا على من حولهما، لن تشعر بالفخر لنظرات الغيرة النسائية التي تلاحقهما، فهي أدرى بموقعها العاطفي و الجغرافي في حياته، انها تجربته الجنسية لثلاثة أسابيع، بينما يتركها اخيرا لينسحب مع روجيه و رجال آخرين الى المكتب أحست بالراحة العارمة في التقاط انفاسها بحرية، لا تشعر برجليها بسبب الصندال العالي الكعبين، ترغب بالتخلص منه و دلف قدميها في مياه مملحة و دعكهما طويلا الى أن تسترخي عضلاتهما المتصلبة.
" مساء الخير..."
استدارت نحو مصدر الصوت الدكوري، الرجل يبدو أكثر شبابا ممن سبق و تعرفت عليهم في هذه السهرة المملة.
" ادعى كزافييه فورتين..."
ابتسمت آيا ابتسامة حقيقية منذ دخولها الى هذا المكان الشاسع.
" قريب روجيه فورتين؟"
" أنا ابنه..." اللكنة الفرنسية للشاب لذيذة، كان نبيلا من رأسه الى أغمص قدميه كبقية الحضور في هذا المكان :" هل يمكنني أن أقدم لك شرابا؟"
لما لا؟؟ ففي النهاية هي هنا لتتسلى، ما ان تنقضى الثلاث أسابيع حتى تتحول البجعة الى الفأرة الوضيعة التي كانتها.
" بكل سرور..."
قدم لها ذراعه مثل جنثلمان حقيقي فتأبطتها بلا تردد.
" اذن انت قريبة خوسيه؟؟ هو وصيك اليس كذلك؟؟..."
أقطبت 'آيا'، لا بد أن الشاب يخلط بينها و بين فتاة أخرى، هناك فارق سني بينهما نعم لكنه ليس صادما، قبلت الشامبانيا التي قدّمها اليها و استرخت تحت النظرات الزرقاء التي يحطها عليها.
" أنا رفيقته ..."
لم يخفي دهشته:
" تبدين صغيرة على رجل مثل خوسيه، نسائه عادة مختلفات..."
" لا بد أنه غيّر أذواقه أخيرا" قالت مبتسمة.
بعد ربع ساعة كانت قد انسجمت كليا مع الشاب الذي لم يتردد بمغازلتها و لا اقتراح رقمه عليها في حالة سئمها من خوسيه، شعرت بالسخرية من الوضع، ستغير عشيقها الحالي بآخر أكثر شبابا، غنيا و سيقترح عليها ثروة اكبر لقضاء شهر، بعده ربما تجد من يقترح اكثر، و من هنا تكون حياتها قد اتخدت الطريق الى الإنحراف الكلي، شعرت بلإشمئزاز من نفسها... وربما اقتراح كزافييه لا يحمل ورائه أي سوء نية، لكنها لا تنوي اخد رقمه و لا رؤيته بعد خوسيه.
عندما عاد خوسيه برفقة روجيه لم يتردد كزافييه برمي ملاحظته:
" انها صغيرة جدا ، ظننتها ابنتك بالمعمودية..."
ابتسم خوسيه، متلقي ضربته ببراعة:
" لا تكن غيورا كزافييه... لست بعد رجلا حقيقيا كي تثير اهتمام امرأة مثل 'آيا'... النساء تفضل الرجال الأكثر خبرة و فحولة "
هرعت اليه ما ان مد يده نحوها متجاهلة النظر الى كزافييه الذي لمع الغضب في عينيه، لم يخفي عنها انجذابه الشديد و لا بد انه آمل وضعها في سريره قريبا:
" هل انت مرهقة 'كوراسون'؟ ترغبين بالرحيل؟"
وهل يمكنها الرفض و الهرب من الجحيم الذي ينتظرها؟ هزت راسها بالموافقة و ماهي الا دقائق حتى كانا في السيارة بالسائق التي تقودهما الى وجهة تجهلها، مزاجه تغير فور وجودهما معا، التفت نحوها:
" خلال فترة تواجدك معي،احترمي العقد بيننا، رؤيتك مرة ثانية مع رجل آخر سأفسخ فورا الاتفاق و ستعودين الى المجر بدون فلس واحد... هل أنا واضح؟؟"
لقد كان غاضبا... كان يتقدد غضبا، عيناه تتطايران شرا بينما شفاهه مزمومة بشكل خطر:
" كزافييه هو من..."
قاطعها بصوت جليدي:
" كل الرجال... بلا أدنى استثناء..."
ثم عمّ الصمت، أدارت وجهها نحو نافدة السيارة تراقب المناظر الليلية التي يمران بها، هل سيمضيان الليلة في النرويج أم يأخدان طائرته الخاصة التي أتت بها هذا المساء من فلندا؟ قفزت من مكانها عندما تسللت يد خوسيه ليدها، أدارت وجهها نحوه بينما أسرع قلبها في خفقان مجنون، كان يحملق اليها و كأنه يجس نبضها، نظرت الى اليد التي تشدها بشكل متملك، ترغب بشدة بنزعها منه و الهروب فورا من هذا المكان اذ ان الهواء المثقل بحضوره يخنق على انفاسهاهذه الملامسة كانت مشحونة بالكهرباء وغير مدفوعة الأجر لتكون فقط احترافية تمامًا و دور من الادوار التي يجب أن تلعبها، رغما عنها يؤثر خوسيه على هرموناتها الأنثوي، لبست معطف الجليد و بقيت مسمرة مكانها مثل قطعة خشب.
" قبليني..." سمعته يقول بينما عيناه تتبثان شفاهها:" بنفس الطريقة التي قبلتني فيها ذلك المساء"
شعرت بالجفاف في حلقها، لقد هيأت نفسها طويلا لهذا، و لا يبدو بأنها قادرة على الاستسلام و غض النظر على مشاعرها، عقلها في غليان تام سعت لإيجاد اجابة جارحة:
" ذلك المساء ظننتك اليخاندرو.." أظلمت عيناه كما توقعت ،بللت حنجرتها، و تمتمت بلهجة أرادت أن تكون أكثر حزماً:" لا تطلب مني مشاعر خوسيه..."
" لا أريد مشاعرك... و لا وقاحتك بالمقابل... لست بحاجة لقلبك كي تنصهري بين ذراعي 'آيا'... سوف أضاجعك و لن امارس الحب معك فهناك فرق بين الاثنين... "
لم ترد... أبعدت يدها عن يده، لا تعرف ان كرهت في حياتها كلها انسان كما تكره هذا الرجل.
توقفت السيارة أمام مدخل بهي للفندق، كما توقعت مستخدمها يحتجز أفخم الأجنحة، لا مزاج لها بالانبهار مجددا بفخامة ما يحيط بها، خلال اليومين الاخيرين اعتادت قليلا على ما يشد الانفاس و يبهر العين، كانت متصلبة تماما بينما يتعمد التأخر و رائها كل الوقت، في المصعد كان الجو بينهما مشحون بشدة لدرجو عجزت عن التنفس و شعرت بالاختناقن أغمضت عينيها و عادت تفتحهما في محاولة يائسة للتحكم في أنفاسها، عندما استدارت لتواجهه كان خلفها تماما، وجهه جامد و بدون أي تعبير، من المستحيل القراءة في أفكاره، شعرت بالخطر... تريد الهرب، لا يمكنها استحمال نظراته أكثر.
" سـ... سأستحم..."
لم يرد عليها، بقي يثبتها بنظرة عميقة أشعلت النار في وجهها، تشعر بأنه سيغمى عليها من العصبية، مد فجأة يديه الى شعرها ليحرره، الكثلة الثقيلة انزلقت فورا على كتفيها، لامعة، ناعمة و مغرية للمس.
"أحتفظت بهذا للحظة أكثر حميمية و ... في ظروف أخرى مثل الآن"
تسللت أصابعه الى خصرها كي يلصقها فجأة بجسده الرياضي المختفي تحت بدلته السموكن الكحلية، خوسيه لم يرغب بالإنتظار لتستعيد توازنها، أمال رأسه وأخذ فمها في قبلة مندفعة و مليئة بالعاطفة لدرجة أنها فقدت توازنها المتبقي، ليأسها شعرت بالنار تشتعل ببطئ في جميع أنحاء جسمها ، والتي تتوقع أن يكون اخمادها مستحيلا، حريق مدمر ، بلا حدود ،في كل خلاياها العصبية، تفاجئت بنفسها تتجاوب معه، فجأة تركها كما أخدها و تطلع الى عينيها :
" سوف أنسيكي اليخاندرو..."
وشوش في أدنها بينما يحرر سحاب فستانها الذي تكوم فورا تحت قدميها، وضعت ذراعيها فوق صدرها لتستر نفسها و حاولت الابتعاد بعينيها لكنه أمرها بصوت جليدي:
" لا تغلقي عينيك أو تبتعدي برأسك... أريدك أن تنظري الي حتى النهاية" و ضع يديه على ذراعيها ليبعدهما عنها :" استحمي و ارتدي قميص النوم الذي على السرير، فقد اخترته لك بنفسي ..." عادت نظراته تقيم ما تراه، مطلقا لم تشعر في كل حياتها بإحراج و خجل مماثل:" انتظريني... لن أتأخر عنك"
* * *
" روبي سيفيرانو هل تقبلين بسيزار سيلفانو كوستانسو زوجا لك؟"
فتحت روبي عينيها و رمشت بقوة كي تعتاد على الظلمة الطفيفة من حولها؛ الأضواء الجانبية الناعمة للغرفة ساهمت في استعادتها ذكريات ليلة امس، نظرت بحذر قربها، سيزار ينام بجانبها، ذراعه على خصرها، شعرت بثقل غريب على اصابع يدها اليسرى، ببطئ سحبت يدها نحو وجهها و خفق قلبها بجنون بينما محبس الزواج الذهبي و خاتم الخطوبة يلمعان بألف ضوء تحت الأنوار الضئيلة و يؤكدان بأن احلام ليلتها حقيقية و ليست هذيان، لقد تزوجا بالفعل... اصبحت السيدة كوستانسو منذ يومين... و كل ليلة تكرر نفس الاحلام التي تحمل معها شكوك للمستقبل، أمسكت بيد سيزار لتبعدها عن خصرها، الفجر لوّن سماء لوس انجلس و ترغب بفنجان قهوة و الابتعاد عن محيط زوجها الذي يشوش أفكارها رغم عدم ادراكه، ارتدت روبها الزهري و أغلقت حزامه على بطنها ببعض العصبية قبل ان تغادر غرفة النوم بهدوء.
عصبيتها لا علاقة لها بالزواج، عموما لا تشعر حقا بأي فرق في علاقتهما، مازال سيزار يغدقها بكل الحب و الحنان، مازال الرجل الذي كانه قبل الزواج، مازال محبا و رقيقا و مهتما، تنهذت ووضعت ابريق القهوة الايطالي على النار بعد ان حشته بالمياه و القهوة، رغم كل آلات القهوة العصرية الا انها تفضل دوما الطريقة القديمة لتحضيرها، و سيزار يحبها بالمقابل.. جمعت شعرها فوق رأسها و تبثته بمشبك قبل أن تضم ذراعيها اليها تراقب الابريق النحاسي بنظرات تائهة، لقد اعتادت وجوده و مساندته و اليوم سيعود أذراجه الى صقلية... تشعر بأنها ستموت بمجرد التفكير بذلك.
بعد مراسيم زفافهما التي لم تتعدى الثلاثون دقيقة قررا المكوث ليومين في لاس فيغاس قبل أن يعودا الى لوس أنجلس حيث العديد من المواعيد بإنتظارها، سيزار اجل موعد سفره الى ايطاليا، ورافقها في كل مواعيدها المهنية، اللقاءات مع {جوردان غراي} كانت باردة و جليدية و لا يبدو أن سيزار ينوي تغيير طريقته مع النجم الأسترالي كما ان هذا الأخير يركز اكثر عليها، حتى أنه أخد أمر زواجها السريع بتسلية قبل أن يمر لشيء آخر أكثر أهمية، الأمور تسير بالرتابة التي طالما حلمت بها، انها تزاول المهنة التي طالما شغفتها و تعيش قصة الحب الكبيرة مع أشد الرجال استثنائية و كل هذا الدلال يهدد بالاختفاء بينما يحين موعد رحيل سيزار... منذ البداية كانت تعرف بأن مكوثه لن يدوم، و بأنه سيعود لأعماله، و بأنه من السخف حقا أن تستهجن بعده و تتصرف بأنانية بينما مدد اقامته حصريا بعد زواجهما... شهر العسل سريع جدا لكنه سيبصم حياتها كلها...كلما مرت الأيام ، كلما زادت مشاعرها له. عندما لا يكونا معا ، تفكر به ، ابتسامته ، جسده ، الطريقة التي أندمج بها في حياتها ، بلطف... بسلاسة... لياليهما حارة.. يتقاسمان الحب، يضحكان، يتحدثان قبل ان يتقاسمان الحب مرة أخرى. كيف ستعيش بعيدا عن وجوده؟ تنام الليل وحيدة بعيدا عن دفئه؟
صفر ابريق القهوة مما اعادها للواقع، التقطت كوب فارغ لتفرغ فيه السائل الحار و تقربه من شفاهها،غثيان مفاجئ منعها من المضي قدمًا، ابعدت فورا الكوب عنها و وضعت يدها على فمها، مالذي يحذث لها؟ تسمم غذائي ؟ انفلونزا المعدة ؟ جعّدت أنفها، علامة على انزعاجها العميق، شعرت ببشرتها تتبلل بشدة بالرغم من ان الحرارة لطيفة من حولها، حاولت اقناع نفسها بأن معدتها ستتحمل السائل اللذيذ الحار مرة اخرى، اخطئت التقدير، ما ان بلعت جرعة حتى ذهبت إلى الحمام فورا لتفرغ ما في جوفها، سعيدة للأنها لم توقظ سيزار جلست على الارض الرخامية ووضعت يدها على معدتها، لا تريد ان تمرض في آخر يوم لهما هي و زوجها، بعد ان اخدت دوش بسرعة لتبعد عنها حالة الاعياء و التنمل ، عادت إلى المطبخ.
أثناء التحقق من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بها ، صبّت لنفسها كوبًا من عصير البرتقال الطازج الذي جعلها تشعر بحالة جيدة، يبدو أن القهوة ستسحبها من قائمة المشروبات المفضلة لها، عندما راجعت بعض التواريخ في مذكراتها ، بدأ إحساسها السادس في العمل. لقد مرت أسابيع منذ أن بدأت علاقتهما هي و سيزار، و خلال كل هذه الفترة... لم تحيض... شعرت بالدم ينسحب من وجهها، لم يقربها سيزار مرة دون عوازل طبية، لا يمكن ان يكون ما تفكر به صحيحا، القت نظرة سريعة على الساعة الحائطية، مازال الوقت مبكر لكنها تستطيع ايجاد صيدلية في مكان ما، ارتدت على عجل بنطال و تي شيرت رياضي و أخدت مفاتيح السيارة قبل أن تخرج بهدوء من المنزل، استغرق الأمر خمسة عشر دقيقة لشراء اختبار الحمل و دخول حمام نسائي في احد المقاهي، ترفض ان تتأكد من شكوكها في محيط سيزار، اتبعت التعليمات بأمانة، استنزفت طاقة جسمها فجأة ، وشعرت بأنها يمكن أن تفقد الوعي في أي لحظة بينما ركبتيها خانتاها وانزلقت على أرضية الحمام ، العصا الزرقاء والبيضاء في يدها، عادت قراءة النتيجة في ورقة التعليمات ثم تفحصت بذعر العلامة الزرقاء... لا يوجد أدنى شك، طفل ينمو في رحمها.
" انت غبية روبي... غبية، غبية"
الذعر ترك مكانه لغضب أسود، قذفت بالعصا الطبية الصغيرة في سلة المهملات قبل أن تتوجه الى المجلى و تضع يديها تحت حنفية المياه لتبلل وجهها... من المستحيل أن تحتفظ بهذا الحمل، عملية سرية ستخلصها من هذه الورطة، لا يجب أن يعرف سيزار بالموضوع فإن فعل... ستقول وداعا الى كل أحلامها و سيعيدها رغما عن أنفها الى صقلية.
* * *
ابتسمت فلور لإبنة زوجها المتألقة بإبتسامة عاطفية تفضح مشاعرها، كانت بيانكا قلقة بشأن حفل عيد الميلاد الذي تنوي مفاجأة اليخاندرو به لكنها لا تعرف من أين تبدأ و لا ما تختاره كهدية:
" لم تطلبين النصح من داركو؟؟"
برطمت بيانكا و هزّت عينيها الى السماء:
" سيخبرني بأنني أعرف اليخاندرو أكثر مما يعرفه هو نفسه و لن استفيد منه سوى سخريته الناعمة..."
أعادت فلور أقلامها فوق ورقة التصميمات الخاصة بــ {فلانتينو لو غران}، انها سعيدة جدا بالتقدم الذي تحرزه في تصميماتها، منذ وصول موظفيها من نيويورك و هي منغمسة حتى العظم في أعمالها، موعد رحيل بيانكا الى لندن يقترب، و يبدو أنها تريد تجهيز حفلة لتوديع الجميع مستغلة عيد ميلاد اليخاندرو.
" فكرت بتصميم فريد من نوعه للزرّين أكمام تحمل اسمه..."
هزت فلور حاجبيها:
" تريدن مني ان أصممها لصديقك و أصنعها في مدة قصيرة؟؟' كارا ' انت تطلبين المستحيل..."
لكن لا يبدو ان بيانكا ترغب بالاستسلام لملامحها الجادة، ستنتقل و زوجها قريبا للعيش في بيتهما الجديد و أمضت جل وقتها مؤخرا في تحويل الموبيليا و ما لم يرقها من الديكورات، و مايزال هناك الكثير لتفعله ايضا بهذا الشأن بالاضافة لطلبية رجل الأعمال المستعجلة، و دعوة نيويورك للأمسية السنوية لمبدعين العالم، حتى أنها لم تأخد بعد رأي داركو بالموضوع، تخشى أن ينفجر في وجهها و يتلاشى الانسجام الأخير بينهما.
" أرجوك فلورانس... أنت أملي الوحيد..."
مند وقت قصير رحل مساعديها اّذ أنهما أنهيا دوامهما، داركو لن يتأخر بالمجيئ ليأخدها في طريقه، و هي مرهقة حقا لتعاند النظرات الرائعة لبيانكا و الشبيهة جدا برجل حياتها، جلست على حافة مكتبها و عقدت ذراعيها فوق صدرها.
" ماكل هذا الإهتمام المفاجئ بأليخاندرو؟"
ابتسامة بيانكا تلاشت ببطئ بينما الحمرة غزت خديها:
" نحن صديقين... طالما كنا كذلك"
تصديقها لهذه الكلمات المترددة تشبه تصديقها وجود سانتا كلوز، لكنها لن تصر، يؤلمها أن دافيد صار حقا من الماضي، شقيقها الذي رحل الى لندن قبل يومين و هو يقيم عند خالتها كاثرين و يتلقى كل الرعاية التامة... يؤسفها الا ترى أقرب شخصين لحياتها يرممان حياتهما بعيدا عن بعضهما... كم تمنت عودتهما لبعضهما.
" ماهي ميولاته، أذواقه، الوانه المفضلة..."
اتسعت حدقات بيانكا من الدهشة قبل أن تنفجر السعادة على وجهها، رباه؟؟؟ هذه النظرات، و هذه السعادة لأمرأة هائمة حقا برجل، امرأة مغرمة من الشريان الى الشريان.. لا أمل لدافيد، بيانكا مغرمة بأليخاندرو.
" هذا يعني أنك توافقين؟؟ آه فلورانس..."ارتمت بين أحضانها و ضمتها الى صدرها بقوة: "لن أنس لك هذا... أنت مبدعة و انا أعشق عملك..."
لا يمكنها رفض طلبها، منذ زمن لم ترها سعيدة و متوهجة، كيفن اخطأ التقدير عندما ظن بأنها قطعت خطوبتهما بسبب دافيد، يبدو ان المكسيكي تمكن من اثارة انتباهها اخيرا.
" ما كل هذه العناقات؟؟ الا يحق لي بالقليل ايضا؟"
ابتعدت بيانكا عنها و توجهت رأسا الى والدها الذي اقتحم المكان و كأنه في بيته، اعتادت على هذا النوع من الاقتحامات السرية، لا يعرف الاستئذان أبدا، رأتها تعانقه قبل ان تطبع قبلة ناعمة على وجنته:
" ستصمم فلورانس هدية ميلاد اليخاندرو"
شعّت نظرات داركو بسخرية:
" لم يعر اهتماما يوما لتاريخ ميلاده... أنت تضيعين وقتك "
" عليك ان تعرف يا والدي بأن ذلك الرجل الاستثنائي سيفتتح قريبا اضخم مشروع خيري في المكسيك، سينقد الالف من الأرواح البريئة و أقل ما يمكنني فعله هو اسعاده بأمر لا يأخده حقا على محمل الجد... أريد اسعاده كما سيسعد اليتامى و الأطفال المُتخلى عنهم"
راقبت فلور زوجها بحذر، هل انتبه هو ايضا للحماسة المبالغ بها لبيانكا؟ مالذي سيحذث ان عرف بشأن مشاعر صديقه لها؟ مجرد التفكير بالموضوع يُخيفها... منذ أن التقت اليخاندرو للمرة الأولى سقطت تحت سحر رقته و نظراته الرمادية الشبيهة بنظرات الأطفال، انه يذكرها كثيرا بمارك أنطونيو، التواطئ معه كان فوريا، لكنها امرأة... انتبهت أيضا للنظرات التي يحطها على بيانكا، و فقهت فورا الى مشاعره نحوها، اذن كيف يُعقل الا ينتبه داركو -رغم كل ذكاء الثعلب الماكر الذي يتمتع به- الى ميول صديقه لإبنته؟ لكن هذا لم يمنعها من التعليق:
" أحترم الناس الذين ينفقون أموالهم في اشياء تعود بالنفع عمن تجردوا من كل الامتيازات... اليخاندرو انسان رائع..."
" انه كذلك..." رد داركو قبل أن يركز بإهتمامه عليها و يغوص في نظراتها الى أن شعرت بالدم يغلي في شرايينها، انها تعرف هذه النظرات، لو لم تكن ابنته هنا لجرّها الى الغرفة الجانبية" و أنت الن تقبّليني؟"
لمعت عينيها بسخرية، منذ أن بدأ موظفيها بالعمل لديها توقفت اللقاءات الحميمية المفاجئة، أحيانا يطلبها في مكتبه لأمر عاجل، ما ان تدخل اليه حتى يهجم عليها مثل حيوان جائع، عندما دنى منها بعيدا عن ذراعي بيانكا تمتمت له بصوت منخفض:
" كم أنت مثالي..."
اتسعت ابتسامته و هو يأخدها بين ذراعيه:
"لم أكن يوما عفيفًا"
اجمل الأماكن في الدنيا هو بين ذراعيه، و ضغط شفاهه عليها، قبلتهما كانت وجيزة، لكنها تحمل من الشغف ما ترك أنفاسها لاهثة،تركتها مخففة لكتل من الهرمونات الأنثوية، ابتعدت عنه لتتطلع الى نظراته السوداء المشتعلة و التي أسرتها مثل المعتاد، شعرت بنفسها منومة مثل الأرنب أمام أضواء سيارة، أو فراشة حول اللهب.
" صرت حريصاً على إضافة مقاييس جديدة ..."
غمز لها بينما تتمطى مثل قطة مدللة بين ذراعيه:
" متى ستطلعني عليها ؟"
" ان كنت مطيعة جدا فربما هذا المساء..." قبّل أنفها قبل ان يحررها.
" كم انتما لذيذان..."
و التقطت لهما صورة بهاتفها قبل أن يهز والدها عينيه للسماء ويستدير نحو ابنته التي كانت تتطلع اليهما بنفس الإشراق الذي يطل من عينيها كلما تكلمت عن اليخاندرو:
"من الرائع رؤيتك سعيد أخيرا أيها الأمير" كادت ان تعض فلور على لسانها بينما ترى وجه داركو يتصلب" هيا... مشاعركما واضحة و ضوح الشمس لما تثبتني بهذه النظرات الغريبة ؟"
" أنت الغريبة الأطوار مؤخرا أيتها الأميرة الصغيرة... بالنسبة لفلورانس فلا تخفي عليها محبتي ..."
شعرت بقلبها ينفجر في صدرها الذي تضخم بالأمل والفرح، اندفعت في القول قبل أن تخونها جشاعتها:
" هل هذا اعتراف بالحب؟"
هز حاجبيه و أطلت التسلية في عينيه متصنعا الدهشة:
" هل أنت بحاجة لإعترافات ووعود أبدية؟ ظننتك اكثر منطقية و لست شاعرية مثل بيانكا التي تمضي وقتها في التطلع الى أفلام درامية و ذرف دموع الجسد"
بالكاد نطق بهذه الكلمات حتى صرخت بيانكا مدافعة عن نفسها:
" لا تتخذني كذريعة داركو... لا أحب الأفلام العاطفية، احتكاكي بك علّمني ان أكون واقعية..."
" الانتقاض الأول.. " علّق داركو وهو يدلف يديه في جيوب بنطاله" انه يوم الاعترافات... ماذا تملكين أيضا لتخبريني به؟".
" لما لا تكون رومانسيا أكثر؟..." تمتمت بصوت معسول وهي تتقدم منه لتمسح على سترته الكحلية:" مثلا أن تبدأ بإذخال بعض الألوان للباسك كي تدخل الى حياتك، سبق و اخبرتك بأن هذا اللون يذكرني بمرضي و أرغب بأن توقف حدادك فورا..."
أطرق برأسه الى اليمين:
" أحب الأسود... سأنتزعه عندما تبدأ ابنتي بالوثوق بي و تخبرني بكل شيء..."
رنّة داركو أصبحت جديّة فجأة، أدركت فلور بأنها تفوث حلقة من سلسلة الكلام المتطرفة التي استرسلت أمامها، داركو تملص بمهارة من فخ ابنته التي دفعته بذكاء للتعرية عن مشاعره، انهما يعرفان جيدا بعضهما، كل منهما نقطة ضعف الاخر و من الرائع هذا التواطئ بينهما و التفاهم، شجاراتهما عنيفة كما يكون اتفاقهما، رأتهما فجأة يتواجهان بتحد، بشرة بيانكا شحبت فجأة و ارتدت الى الوراء في الوقت نفسه انفجرت الحقيقة في عقل فلور... رباه.... انه يعرف... داركو على علم بكل شيء:
" أجهل لما تلمح..." سمعت صوت بيانكا ينفجر في الصمت الثقيل مثل الديناميت:" تعرف بأنك حبيبي الأول و الذي اثق به ايضا و أرغب بسعادته قبل أي شيء آخر في الدنيا..."
كلمات بيانكا ناعمة مثلها، لكنها حذرة أيضا، تعشق رؤيتهما يتبادلان الطابات المحملة بالمعاني و يحاول أحدهما التغلب على الأخر.
" ما رأيك أن أتكفل بنيكولاي و تأخد فلورانس في نهاية الأسبوع الى أي مكان رومانسي كي تخبرها كم تحبها قبل أن يسبقك رجل آخر؟..."
ابتسمت فلور، عادت بيانكا لتقحم مجددا والدها في موضوع يرغب بشدة الانزلاق منه بدون عواقب، فجأة رأته يستدير نحوها و يهز حاجبيه متصنعا القلق:
" هل يجب حقا أن أشعر بالخطر ؟"
انفجرت في الضحك لتخفي ارتباكها :" يمكنك أن تخبرني كم تحبني على أضواء الشموع في المنزل بالمقابل..."و هزت كتفيها مضيفة:" أقبل الإعترافات السريعة أيضا... في الظروف الراهنة... ما يعني... فورا"
رأته يعود اليها بخطوات بطيئة، عيناه مشتعلة مثل المصابيح و سط ملامح وجهه المرسومة ببهاء، تحب هذا الرجل. تحب شغفه ، تحب تأثيره عليها، تحب تمسكه بها، تحب عندما ترتجف اطرافها بشدة في قربه و كأنه نوع من انواع المخدرات القوية التي يطالب بها جسدها بكل يأس، تحب اخطائه كلها و مميزاته، تحب ان يكون قاسيا سافلا متجردا من الرحمة و ان يقبلها بنفس الوقت بكل رقة العالم متناقض تماما مع ايحاءاته الشرسة، اخدت انفاسها ...انها على يقين بأنه يسمع بوضوح ضربات قلبها:
" اذا انت تحبينني فلورانس؟"
ياله من محتال.
" اعتقد نعم..."
رأته يقطب، صارت نظراته جدية للغاية:
" هذه ليست اجابة..."
أخدت نفسا عميقا، كم مرّة قالت هذه الكلمة؟ العديد من المرات، مع عشاقها السابقين كان الموضوع سهلا، لما الوضع مختلف و معقد معه؟ لما لا تقدر النطق بها بكل بساطة؟ لأنها و للمرة الأولى تقصدها و تعنيها حقا..لأن مشاعرها اقوى و اشد عنف مما سبق و شعرته في كل حياتها.
" نعم... أحبك..." وشوشت له " ليست المرة الاولى التي اخبرك بهذا... فذلك المساء... في مزرعة والدي اتهمتني بأنني لم أكن في حالتي الطبيعية "
بدى عليه التفكير قليلا، غرست أضافرها في راحة يدها تنتظر ردة فعله ازاء اعترافها، طالما دفعتهما بيانكا نحو بعضهما و اطفئت الكثير من النيران بينهما لأن امرهما معا يهمها، لكن دفع والدها للاعتراف بحبه لأنها تعرف بلا ادنى شك بأنه لن يفعل ذلك في حياته يشعرها الان بالانزعاج.
" تمنيت ان تكوني صادقة حينها..." سمعته يقول وهو يمسك بدقنها" كما كنت أنا صادقا عندما طرحت علي السؤال ذلك المساء و اخبرتك بأنني مجنون بك"
اتسعت حدقاتها، المساء الذي عاد فيه ثملا و استغلت هشاشته لتنتزع منه اعترافا يداوي شكوكها الانثوية، احست بوجهها يحمر من الخجل، رغم ذلك لم تبتعد عن نظراته العميقة:
" منذ متى؟"
" منذ البداية فلورانس... منذ اللحظة الأولى"
السعادة التي انفجرت فيها دفعتها الى ذراعيه تلقائيا، منذ البداية... منذ اللحظة الأولى... يالها من كلمات قوية، رائعة، مقدسة، تجمع كل آيات الإخلاص في كل بقاع قلبها،... هكذا... بكل بساطة، بكل تعقيد، وهي مدينة لهذا الى امرأة واحدة... عندما هزت نظراتها الى بيانكا من فوق كتفه لتمنحها ابتسامة مشرقة اكتشفت مكانها خاليا...و بأنهما بمفردهما منذ بعض الوقت ايضا!.. بيانكا... ملاكها الحارس.
* * *
كانت صامتة، ببشرة صفراء مثل الليمون و شفاه مزمومة، هذه الملامح تذكره بفيرجن، ذلك اليوم عندما اكتشفت بأن حارسها الشخصي ليس الا الرجل الذي ترفض الزواج منه، عندما استيقظ و لم يجدها في سريره اصيب بالقلق بينما يكتشف بأنها ليست في المنزل أيضا و السيارة غير موجودة، لكنها عادت بعد ذلك، و دفعته يعتقد بأنها تريضت قليلا، لكنه لا يصدق كلمة، حتى أنها لم تلمس طعامها، و لا يبدو أنها تسمع كل الكلام الذي يقوله لها، مد يده نحوها ليمسك بيدها، هزت نحوه نظرات فيروزية خالية من الحياة.
" ما الأمر؟ هل أنت مريضة عزيزتي هل أتصل بالطبيب؟؟"
راقبها تتراجع ببعض الذعر، تحاول الابتسام و التكلم برنة خفيفة:
" سيزر كوستانسو أنت حقا أعمى كي لا تلاحظ بأن رحيلك اليوم يوجعني.."
شعر بقلبه يتمزق لهذه الكلمات، هو نفسه يتوجع لعودته الى الواقع و الى صقلية، لكنه أطال اقامته هنا بالرغم من أعماله الواقفة، لا يمكنه البقاء أكثر.
" سوف أعود في أول فرصة"عادت نظراته تتفحص وجهها الشاحب بشكل مقلق" يمكنني البقاء حتى الغد ان كان..."
"لا..." قاطعته بحرقة و هي تعصر على يده " سوف أتجاوز المحنة فلا تقلق، لا أريد أن أكون أنانية فقد منحتني أكثر مما تمنيته و كنت سعيدة جدا مؤخرا... كما أنني أصبحت السيدة كوستانسو... "
و وضعت يدها اليسرى قرب وجهها ليلمع خاتم خطوبتها و زواجها معا، الماس الاجاصي الشكل و الذي اختاره بعناية، رمزا للحب الأبدي، روبي تحاول جاهذه الظهور بمظهر سعيد و متسلي، لكنه يعرف بأن هناك ما يعذبها بشدة، و لا علاقة لرحيله به، هل هي مريضة و لا تريد اقلاقه؟
" لم تلمسي طعامك..." لا حظ ببعض الحزم.
" لست جائعة..." ثم لامست خاتم زواجه الذهبي بأصابعها " لا يمكنك الظهور بدبلة الزواج في ايطاليا ..."
يمزقه انتزاع رمز اتحاده بها، انها كيانه و حياته من دونها لا تعني شيئا، لكنه شرطها قبل أن تقبل الزواج به، وهي محقة، ستقوم الصحافة بقتله و عائلته قبلهم ان ظهر فجأة بخاتم الزواج، ثم زوجته ستتعرض لضغط ترفضه حاليا، همها الكبير النجاح في مهنتها و التركيز عليها و هو يوافقها بلا أدنى شك، انه مدين لها بذلك.
" أمامي الكثير من ساعات الطيران، سأحتفظ به الى آخر لحظة... أحتاجه للشعور بك معي"
رآى عينيها تمتلئان بالدموع، التعاسة على وجهها لا تمث للحب بصلة، رباه... روبي تتعذب بشدة، كم يتمنى الدخول الى رأسها لمعرفة ما يحذث بالضبط... عندما فتح ذراعيه أتت لتستقر بين أحضانه بسرعة، شعر بثقلها لذيذ على ركبتيه، ببشرتها دافئة فوق صدره، احس بقلبه يذوب عشقا بها.
" أحبك سيزار..."
" و أنا أيضا أحبك..." قبّل شعرها و استنشق عبيرها .
بقيا للحظات طويلة على هذا الوضع، بدأ يفكر جديا بتأجيل سفره للغد، روبي بحاجته، لم يرها محطمة و لا تعسة قبل اليوم.
" أعدك أن نعلن زواجنا السنة المقبلة و ان نتزوج الزواج الديني بين أهلنا..." كلماتها الرقيقة اخترقته برقة" لن يكون مبالغا فيه مثل زفاف الأميرين فالكوني... "
ابتسم سيزار بين خصلات شعرها، و ضمها اليه أكثر يستمتع لكلامها، مأخود بنغمتها الرقيقة التي تثير دوما عواطفه:
" بعدها سنرزق بأطفال آخرين..."
أقطب سيزار:
" أطفال آخرين؟ تتكلمين و كأننا فقدنا واحدا..."
ابتعدت عنه لتتطلع اليه بنظراتها الفيروزية المشبعة بالحزن:
" أسأت التعبير فحسب..."
تبدو مهزومة و مهمومة،وضع راحته على خدها، كانت بشرتها محمومة و ناعمة جدا، فجأة ، غمره طوفان من العواطف التي تداخل فيها الفرح والإثارة والحمى و القلق، روبي أصبحت زوجته، و بالكاد يصدق هذا الواقع الرائع، من واجبه معرفة ما يجعل هذه النظرات التي وقع تحت سحرها مثقلة بالعذاب:
" آه سيزار... أنا خائفة جدا"
وهو الذي ظن بأنه منحها من الأمان ما سيكفيها طول العمر،من الآن فصاعدا لن تخاف من الفشل. لأنها معه... إلى جانبه ، أصبح المجهول عالما مثيرا ولم يعد يدعو للقلق، ثقته الجديدة تزداد صلابة ، لا تفسح المجال أمام أي شك غادر:
" حبيبتي أنظري الي...يجب أن أخبرك بشيء مهم جدا" أحاط وجهها بين يديه ليغرق في روعة ملامحها المشدودة "قبلك روبي، كنت تائه، هائم على وجهي، حياتي بلا أي دفئ أو معنى، أعيش لشركاتي و أعمالي و أعطي كل جهوذي لها، بينما كما تعرفين من سمعتي السابقة ليس النساء ما نقص سريري، كنت أستبدلهن كما استبدل قمصاني... و ذات يوم قرر جدّي اتخاذ أجمل قرار في حياتي... أثار انتباهي لإبنة إثنا التي يتغنى المجتمع الايطالي بتمردها و أطلقوا عليها هذا اللقب بسبب طباعها النارية، رؤيتك في باريس كانت أشبه بالصاعقة، لقد أغرمت بك فورا علمتني أن أثق بإمرأة فلا أخفيكي طالما كانت لدي مشكلة مع الثقة بسبب أمي و شقيقاتي... ثم تركتي يديك في يدي حتى نتمكن من تحقيق قفزة كبيرة في الحياة و نؤسس أسرتنا الخاصة ... صدقيني، مقابل كل أموال الدنيا لن أغير شيء من حياتي اليوم.. انا سعيد جدا كما لم أكن يوما"
بدل ان يعزيها هذا الكلام رآها تنفجر فجأة في البكاء، منذ معرفته بها مطلقا لم يراها تبكي بهذه الحرارة و الحرقة، رآها تبتعد عنه و تضع بينهما مسافة، الحيرة مثل الضباب في عقله تمنع عنه التفكير بوضوح علاوة على ألمه بسبب رؤيتها تبكي بهذه الطريقة الفاقدة السيطرة.
" هذا يكفي روبي... هل من الممكن أن تخبريني مابك؟..."
لم تجبه، ترك لها بعض الحرية لتلتقط أنفاسها، عندما عادت لتواجهه كانت عيناها الجميلتين عبارة عن بقعتي دم حمراء، و وجهها متورّم:
" تضعني أعلى شانا و مستوى من كل النساء بينما تعرف بأنني أضع مهنتي و نجاحي قبل كل شيء... وضعتها قبل علاقتنا أيضا... أنا لست ملاكا سيزار لست ملاكا..."
" أريدك أن تنجحي أيضا روبي... لو حقا وضعتني في المرتبة الثانية لما تزوجتي بي... انت ملاكي و اراك بالطريقة التي تروقني فلا تملي علي ايضا طرقي برؤية الأشياء...أعرف بأنك تحبينني و متشبثة بي"
" بالطبع أحبك..." زمجرت وهي تمسح دموعها في التي شرت الذي ترتديه كي تترك بقعة مالحة عليه:" أنت الوحيد الذي أحببته كل عمري و سأحبه ما حييت... معك أؤمن ربما بالنهايات السعيدة سيزار... لكنني لست ملاك، لدي أخطائي، و من ضمنها هوسي بالنجاح... لا أريد ان يعرقل مسيرتي شيء ... لا شيء... الجميع يرتكب الأخطاء ليصل الى أهذافه اليس كذلك؟"
اليس كذلك ماذا؟؟ يعترف بأنه لا يفهم شيء، و كأنها تكلمه بالصينية أو لغة الكواكب و المجرّات...دنت منه و أمسكت بيده قبل أن تقربها من شفاهها لتقبل دبلة زواجه:
" مهما يحصل سيزار... اعلم بأنني لست وحشا... بأنني أريد فحسب النجاح و اثبات ذاتي، و في الوقت نفسه، أرفض قطعا فقدانك... سأموت ان فقدتك..."
تجاهل كلامها الأخير و ركز فحسب عما أطلق صفارة الانذار في عقله:
" طرق التضحيات للوصول الى النجاح متعددة و أنا اضع العالم تحت قدميك لتصلي الى ما ترغبينه، اي نوع من التضحيات تقصدينها روبي؟؟ هل أغراك جوردان كينغ؟هل أخطأت معه؟"
الدهشة على وجهها جعلته يفقه فورا الى خطأه:
" لما يجب ان يغريني؟"
" لأنه متيم بك و يحوم مثل النمر على فريسة ينتظر فحسب الوقت للانقظاظ و الهجوم، و بما أنه هو من يتولى كل أمورك المهنية فسيستغل اي فرصة لاغوائك مقابل خدماته ..."
صارت ملامحها أقل انقباضا و لمح شبح ابتسامة في شفاهها:
" أنت مجنون ان ظننت بأنني أخونك أو استعمل هذه الطرق للوصول، كما أنني أعرف بأنك تغار منه.."
" جدا... لا أعرف كيف اسيطر على نفسي كلما جمعنا مكان واحد، لا يعمل مجهوذا ليخفي هيامه بك"
تنهذت بسئم:
" أتوسل اليك انسى موضوع جوردان لأنه ليس مهما في حياتي... انه رجل نساء و مزهو بنفسه و يظن بأنه يثير اهتمام كل اناث الأرض، ربما أنا تحدي بالنسبة اليه لأنني لا أهتم لأمره، لكن صدقني... من غير العمل لا نناقش شيئا يخص حياتي... يعرف بأنني مجنونة بك"
امتدت اصابعه ليمسح خديها من أثار دموعها:
"و أنا أيضا مجنون بك و لن اتخلى عنك يوما روبي أعدك... لن تفقديني لأنه لا نية لي بفقدانك"
" مهما حذث؟" سألته بصوت يفتقد للثقة.
" مهما حذث..." أكد لها قبل أن يقربها منه أكثر و يضمها اليه، شعر بها تسترخي أخيرا بين ذراعيه، ماذا كانت حياته مقارنة بهذه المرأة النادرة؟ لا شيء يمكن أن يحل محل حبه لها.





التعديل الأخير تم بواسطة أميرة الحب ; 11-09-19 الساعة 09:57 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 03:06 PM   #2866

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 03:06 PM   #2867

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 03:07 PM   #2868

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 03:07 PM   #2869

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-19, 03:08 PM   #2870

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.