09-05-19, 10:09 PM | #1741 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| | ||||||||||
09-05-19, 10:10 PM | #1742 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| انتهى الفصل يا حلويات القلوب ميروووووووووووووووووووووو وووووو احلى كلام والله امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووه | ||||||||||
09-05-19, 10:32 PM | #1743 | |||||||||||||
مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة
| الفصل التاسع عشر لا تسألني عن العذاب... التقطتها فلور في مجالها البصري ما ان أغلقت الباب خلفها، قطعت الخط بسرعة و هرولت بأعقابها خارجا، تسارعت ضربات قلبها بينما تتأكد حقا من وجودها.. آه سُحقا... سُحقا. " بيانكا.. انتظري عزيزتي" لكنها تجاهلتها و استمرت بالمشي في الرواق المكسو بالسجاد الأحمر الياقوتي الذي يخنق تماما صوت خطواتها الهائجة، تمكنت من امساكها قبل أن تنزل الدرج، شعرت بقلبها يهبط في صدرها بينما ترى عيناها ممتلئتين بالدموع: " ليس الأمر كما تظنين..." " سمعت كفاية فلورانس... شكرا لأنك جعلت مني أضحوكة " قالت بلهجة قوية... في هذه اللحظة نظراتها مطابقة تماما لداركو، لكنها لن تسمح لشيء بتحطيم علاقتهما الرائعة... تواطئهما،عليها شرح سوء الفهم... لم تقصد الأدى من تصرفها، انها تعشقها و تريد سعادتها فحسب... وضعت يديها على كتفيها و ترجتها: " عزيزتي تعالي الى الغرفة كي اشرح لك..." بان التردد على وجهها، بدت لوهلة و كأنها سترفض طلبها، كانت مجروحة و مصدومة و هي السبب وراء هذه الحالة المريعة، ارتاحت عندما اذعنت الفتاة و تبعتها لغرفتها. فقدت شجاعتها بينما ترى الفتاة تقف وسط الغرفة و تكثف ذراعيها فوق صدرها، مطلقا لم ترمقها بيانكا بهذه الطريقة من قبل... تشعر فجأة و كأنها تكرهها. " كيف تجرأتي فلورانس؟" " دافيد مجنون بك بيانكا... " رأت الدم ينسحب من وجهها لكنها قررت الاستمرار حتى النهاية.." رأيت كيف ينظر اليك و كلامه عنك معي لكنه ... لكنه لم يعي بعد ما يحصل له .. لا يفهم بأنه مغرم و بأنك كل..." " توقفي" صرخت بها بجفاف. " عليك سماعي لأنك الاخرى معمية بالحقد مثلما كنت أنا مع والدك..." حاولت وضع يديها على كتفيها لكنها رفضت ملامستها و ابتعدت الى الوراء" نعم هو أخطأ و كان حقيرا جدا، اقسم لك بأنه دفع الثمن و مازال يدفعه لأنه تعس بيانكا... لقد ترك خطيبته الاسبوع السابق" عادت تُقاطعها بإزدراء: " لأن خطتكما أنت و كيفن نجحت؟ أنت تثيرين قرفي ..." " كيفن لم يكن يمثل عليك للاسف، انه حقا معجب بك... بل مجنون بك" " أي منهما تدعمين الآن فلورانس؟؟" سألتها بينما عيناها تتطايران شرا " كيف استطعت اذلالي بهذه الطريقة؟ لا أفهم دوافعك حقا أو مع من تقفين... في البداية تنصحين بنسيان الماضي وعيش حياتي، و تضعين كيفن في طريقي و بعدها تنحينه جانبا لتضعي مكانه دافيد... لكن هل فكرتي في مشاعري من كل هذا؟ أنا لست دمية... و لي الحق في الاختيار و الرد ..." " بيانكا" اعترضت بغصّة. " لا تلمسيني... " ارتدت مجددا الى الوراء " طلبت مني سماعك ففعلت و لا شيء اقنعني مما قلته، حان الوقت لتسمعيني... دافيد خرج من حياتي و ان كان قد اكتشف متأخرا مشاعره نحوي فهذه مشكلته و ان فسخ خطبته آملا بعودتي باكية الى احضانه فهو يضيع وقته... بالنسبة لكيفن فلم يهني جديا... انه كامل للغاية و رائع جدا كي اطمع به يوما، و في المرة القادمة لا تخططي وراء ظهري و اكون شاكرة ان بقيتي بعيدة عن حياتي العاطفية.." دارت على عقبيها و توجهت نحو الباب: " الى اين تذهبين؟" " لا تخافي لن أخبر داركو و أفسد زفافك الأسطوري.. " ردت من وراء ظهرها بلكنة مشبعة بالغضب و السخرية. تنهذت فلور ببعض العجز: " لم أقصد هذا و أنت تعرفين.." أجابت بجفاف وهي تضع يدها على مقبض الباب دون ان تستدير لمواجهتها، تستطيع تخيل الدموع التي تغمر وجهها في هذه اللحظة... لما قامت بإفساد كل شيء بينما كان من السهل الوصول الى مبتغاها بكل بساطة؟ لكن كان على كيفن ان يعترف لها بحبه... و ان ينقلب كل شيء. " أحتاج للهواء و ربما أمضي الليل عند والدتي" امتلأت عيناها بالدموع، منذ مجيئها الى صقلية لم تفارقها بيانكا لحظة واحدة و لم تذكر والدتها أمامها يوما، لقد قامت بخذلانها... جرحتها بغباء.. شعرت بالغصة تكبر في حلقها بينما تهمس لها برقة: " فعلت هذا لأني أحبك جدا بيانكا" لكنها لم ترد، دفعت الباب و خرجت مثل العاصفة في نفس الوقت الذي دخل فيه 'أوما' و 'غابرييل' اللذان لم يُخفيا مفاجأتهما. " ما بها الأميرة؟؟" " أتيت على كسر ثقتها بكل بساطة.." انهارت بثقلها على الكنبة، رأسها بين يديها، لن تستعيد عافيتها بعد الذي حصل، بيانكا حساسة جدا و هشة، بسبب معاناتها العاطفية ظنت بأنه يمكنها دفعهما نحو بعضهما، دافيد مفقود في مشاعره، تعرف بأنه يُحبها كثيرا... لكن رؤيته ما تزال مضببة، بالنسبة لبيانكا هل أخطأت التقدير؟؟ هل حقا قلبت صفحة الماضي؟؟ لما تشعر بأنها ما تزال متعلقة به و تتأثر لسماع اسمه؟ هل شفيت من هشاشتها العاطفية المزمنة؟؟ قفزت على فرصة اعجاب بيانكا بالممثل المشهور الذي يُصادف أنه صديق طفولتها، هذا الاخير قبل فورا أخد بيانكا تحت جناحه، لكنه اعترف في الهاتف أن الأمور خرجت عن السيطرة ، بأنها تمكنت بسحره برقتها و براءتها... بأنه اليوم ضد دافيد و ليس مؤيده... ( لم أكذب بشأن انجذابي لها و اذا كان شقيقك من الحماقة بحيث تركها تفر من بين أصابعه فهذه مشكلته) ( لا تستطيع ان تُعشمها بحبك ) ( من أخبرك بأنني أعشمها؟؟ تلك الفتاة تُعجبني ولا أريد أن أزيد في تاريخ طعناتها العاطفية بل أن أكون منقذها... انها فاثنة و أميرة و تناسبني لن أجد أفضل منها ...) " ما لأمر 'دارلين'؟؟ تبدين و كأن عمارة من حديد سقطت على رأسك الجميل.."سألها 'أوما' بينما يجلس بالقرب منها و يضع ذراعه حول كتفيها" هل بيانكا غضبت مما قلناه بشأن اعجاب اليخاندرو بها؟؟ " أبعدت فلور رأسها من بين يديها و تطلعت الى 'أوما' متنهذة: " لاحظتما ذلك أيضا؟؟" " حتى الأعمى يلاحظ" تدخلت غابرييل و هي تجلس عن يسارها :" من الغريب أن الأمير اليقظ جدا لم ينتبه بدوره... " " او ربما يتعامى" لاحظ 'أوما' مما دفع فلور لهز حاجبيها... انهما يبالغان. " لا تثيرا هذا الموضوع أمام أحد، وزن اليخاندرو ميندوزا ثقيل جدا و مكانته مهمة في حياة داركو و بقية أصدقائه المقربين... انتبهت لإنجذابه أول ما رأيتهما معا، لذا فعلت ما استطعت لتقريب دافيد منها كي لا يفقدها بعد أن يحط اليخاندرو يده عليها..." " ماذا لديك ضد المكسيكي؟" سألتها 'غابرييل' بإهتمام. " أحبه و أحترمه و لا شيء لدي ضده بالعكس... لكنني أنانية جدا و أريد رؤية أقرب الناس الى قلبي معا... دافيد و بيانكا خُلقا ليكونا معا" " أنت سافلة 'دارلين'..." علّق 'أوما' " كيفن غراي تعلق حقا بغاليتك الصغيرة... الم تحسبي لهذا الاحتمال أي حُسبان؟؟ و لا أظن أن ريتشي أو غراي يحبانها بصدق و عمق المثير جدا ميندوزا... الرجل مفثون بها" سمعا طرقة خفيفة على الباب ليظهر فجأة جسد الستة أقدام متشح بالسواد، منذ قبلة هذا الصباح لم تره لبقية النهار، كان وجهه مشدودا جدا، و نظراته جليدية... رباه.. هل سارعت بيانكا بإخباره كل شيئ؟ " هناك أمر طارئ قد حذث و قد أتأخر كثيرا الليلة 'كارا'.." آه... ليس موضوع بيانكا اذن، أقطبت وهي تقف من مكانها لتقترب منه و تتطلع الى نظراته القاتمة: " ما الأمر ' أموري ميو'؟.." " العمل... " أمسك بوجهها بين يديه و قبّلها بسرعة: " لست وحدك فعائلتك و اصدقائك معك الأن .. تستطيعين الاتصال بي متى تشائين" قلقت أكثر بينما تتذكر الكلام الذي دار بينهم اللحظة بشأن اليخاندرو و بيانكا، هل سمع الأمير اي شيئ كما افتضح أمرها قبل قليل أمام ابنته؟؟... لا ... لو كان الأمر كذلك لطالب بتفسير بدون اي تردد، و ما كان ليلمسها و يقبلها.. يبدو حقا مستعجلا للذهاب و قلقا. " سأنتظر اتصالك لتُطمئنني" " لا يوجد شيء يخصك 'برنسيبيسا'..." همس لها و هو يدفع خصلة خلف أدنها، أطرقت برأسها كي يحضن كفه خدها .. موجة من العاطفة اعترتها بينما تغرق في نظراته القاتمة فهمست له برقة. " ما يخصك يخصني.. أيها الأمير.." " أعرف 'كارا'..." ابتسم لها قبل أن يطبع قبلة أخرى على شفاهها و يلقي التحية على رفيقيها: " القصر قصركما و الكل تحت امرتكما... شكرا لأنكما اتيتما اليوم وقبلتما دعوتي" عندما غادر لم تستطع 'غابرييل' منع نفسها من التعليق : " بالكاد اصدق أن هذا المُهول هو فعلا خطيبك و ستتزوجينه بعد غد..." " بالكاد أصدق أنا نفسي... انه حب حياتي" تمتمت فلور بصوت ساهم. " حزت بالجائزة الكبرى 'دارلين'..." تدخل 'أوما' مبتسما " لما يرتدي دوما اللون الأسود؟؟" " لزيادة غموضه.." علقت غابرييل ضاحكة. " بل لأنه أعظم أب على الإطلاق" أمام الفضول الذي كسى وجهيهما قررت الا تفضح مطلقا السر الذي يجمع الأب بإبنته و ابتسمت " داركو يملك أجمل 'ثلاسو' سترونه في حياتكما .. هذا لأن حميمته لا تُصدق.. سيعجبكما، هيئا نفسيكما و نلتقي بعد عشر دقائق، سيصل فريق متمرس و محترف خلال نصف ساعة بطلب فرجينيا بحيث سيقومون بتدليل اجسادنا" ستترك لبيانكا الوقت لتبلع صدمتها بعدها عليهما الكلام طويلا. * * * لمحها سيزار ما ان دفع باب الغرفة الطبية، لوهلة ظن بأنه ضحية سراب لكن الرؤية حقيقية، و الحورية النائمة على يد العجوز سيفيرانو هي فعلا روبي... عندما اتصل به داركو قبل قليل و طلب منه اللقاء فورا في المستشفى قرر القاء نظرة سريعة على العجوز كما الف من فينة لأخرى، لم يفهم جيدا كلام قريبه الذي يطلب منه فحسب انتظاره دون زيادة الشرح او فك الغموض. انشقت روحه عن جسده لوهلة بينما يقترب من السرير بخطوات بطيئة ليتطلع الى جمالها الأسر، رباه كم افتقدها... الشوق في قلبه مؤلم و ينخره بقسوة، لا يريد ان يرمش فيكتشف بأن ما امامه مجرد سراب.. لا يريدها ان تختفي بمجرد فتح عينيه. اذن حبيبته عادت ما ان سمعت بغيبوبة جدّها...؟ يعترف بأنه لم يتوقع عودتها بهذه السهولة و لا هذه البساطة، أخطأ التقدير... روبي متعلقة جدا بجدّها و عائلتها، مكانها كان ليقطع كل صلة مع هذه العائلة بعد سر مريع مماثل... نمت ابتسامة متعاطفة في زاوية شفته و مد يده الى شعرها قبل أن يتوقف على بعد ضئيل جدا منها، رغم كل صلابتها الا أن حوريته الجميلة متقددة بالعاطفة، استعاد يده و انحنى نحوها ليستنشق عبيرها المألوف... المألوف بشكل مؤلم. ذكريات من 'فيرجن' عادت ساحقة الى عقله، روبي مبتسمة، متنهذة بين يديه، روبي وسط البيكيني و تتراشق مياه البحر معه، روبي رومانسية، مُحبة، متفجرة بالسعادة... روبي الفنانة التي عزفت له فقط معزوفة 'زواج سعيد' و التي أصبحت اليوم رنة هاتفه... لا... لا يريد الانشقاق عنها، هذه الحورية هي خلاياه الجذعية و القلب الذي ينبض بقوة في صدره في هذه اللحظة... و ان لم يتوقف عن الاهتزاز فسينتهي به الأمر لإيقاظها من نومها... أقطب بينما يتطلع للشحوب الذي يغزو وجنتيها وقاوم مرة ثانية ملامسة هذا الوجه الذي زاره كثيرا في أحلامه... تبدو مرهقة جدا. شعر باهتزاز هاتفهه في جيبه، لابد أنه 'داركو' و قد وصل الى المستشفى، رغما عنه عليه وضع نهاية لهذا اللقاء الذي حلم به منذ اسابيع، اقترب من شعرها ليستنشق عبيره مرة أخيرة قبل أن يلمح بطانية صغيرة على الكنبة و يلتقطها ليضعها على كتفيها. " سوف أعود... أعدك" أغلق الباب خلفه الباب بكياسة و حذر و يقين عميق بذاخله يشير أن قلبه تركه مع المرأة النائمة فوق يد جدّها، الخواء في صدره مريع، لكن السعادة و السرور أيضا هنا... موجودان، رؤيتها مرة ثانية تعيد له حياته... لقد عادت... عليه فقط العمل على الا تغادر صقلية مرة ثانية. أعاد الاتصال بداركو الذي أجاب في أول رنة: " انا في العناية المركّزة..." " مالذي حصل بحق الجحيم؟؟ هل هي بيانكا؟؟" سأل سيزار بقلق بينما يضغط على أزرار المصعد. " لا ... ابنتي بخير... تعالى الى الطابق -6 ..." ربما صوت داركو قلق لكنه يشعر بكثمه غضب اسود، و يستطيع حبك كل السيناريوهات الممكنه الا ان قريبه دوما يخبئ الأسوء، وجوده في هذا المستشفى ليس طبيعي، لسيما مع حمى تحضيرات زفافه، القصر يعج بعائلة زوجته و أقاربه... لن يترك الكل و يأتي الى هنا اذا لم نكن مسألة حياة أو موت. أخيرا وجده ، لم يكن بمفرده، برفقته الوفي جدا 'فرانكو'، تطلع الى وجه المسود، عندما يرى تلك النظرة المريبة يعرف بأن هناك مصيبة حقيقية في الجوار. " مالذي يحصل؟" " ديل ماريا حاولت وضع حد لحياتها في شقتي... " تمتم داركو ببرود وهو يقترب منه " الشرطة بدأت تحقيقاتها في الموضوع.." اه تلك البائسة... هذا حقا ما ينقص في الظروف الراهنة... داركو بغنى عن فضائح مماثلة. " و ماذا كانت تصنع في شقتك؟؟" " سؤال جيد..." رد داركو، صوته يرتعد من الغضب:" كانت في سريري عارية و فاقدة الوعي لو لم تجدها الخادمة في الوقت المناسب لكانت في عداد الأموات الأن..." " كان ليكون افضل..." تمتم سيزار. " لا تقل هذا" نهره داركو. " لكن افتح عينيك داركو، انها تقوم بإبتزازك تلك الساقطة، تعرف بأنني لا أتحملها لسيما بعد محاولتها قتل ديامانتي في الماضي، عليك الحذر بدل العطف عليها، ستدمر زواجك بلا أدنى شك" كز قريبه اسنانه لكنه لم يُعلّق، اذا كان للعنة شكل فهي بالتأكيد فكتوريا، ولا يظنها ستتوقف عند هذا الحد، بالنسبة لها داركو ملكها و لا يحل لغيرها، انها متميزة و استثناية جدا في شرّها و مناوراتها الكثيرة، لا أحد يتفوق عليها، و هي من اقرب صديقات والدته و شقيقاته، أمامهن 'لوسيا' ظل تجربة، و مسكينة، هذه الأخيرة اختفت بعد تهديداته، أخبره المحامي بأنها وافقت على موعد أولي معه بعد أن يصل الحمل الى الثلاثة اشهر ليتم اختبار الحمض النووي، و ما يجعلها صبورة و قنوعة فهي الثروة التي ستبدأ بتلقيها منذ الأن الى آخر يوم في حياتها ... بلا أدنى شك، سيكون من السهل أخد ابنه منها مقابل المال. " أريد أخدها الى بيتك في'بانتيليريا' الى أن تتعافى... هذه الفضيحة ليست من مصلحة أحد لا هي و لا أنا، لقد أفرغوا معدتها من الأدوية و هي الأن مع الشرطة يتم استجاوبها، لا أنوي تركها هنا عليها ان تختفي من صقلية الى أن تُشفى..." هز سيزار عيناه للسماء، آخر مرة ذهب الى 'بانتيليريا ' كان مع الشهية جدا روبي، بالنسبة للفضيحة فهو محق، و تلك البائسة الحسابية ستكون سعيدة جدا بإثارة اهتمامه أخيرا. " لا تفعل ايها الأمير ... لا تفسح لها هذا المجال.." " هل تسمح بأخدها الى هناك نعم أم لا؟؟؟" علا صوته قليلا، نعم هو ليس بحاجة لأنتقاض أكبر، انه على شفير الانفجار كقنبلة موقوتة" اذا رفضت فسأجد مكان أخر يملكه اليخاندرو أو روكو و لما لا خوسيه؟". " لا تشعر بالذنب نحوها..." " حاولت قتل نفسها بسببي... أقل ما يمكنني فعله من أجلها هو بعض الدعم و الا لن يكون هناك زفاف ان تسرب هذا الخبر" تلك المرأة مرض معد، مرض عضال، تنهذ سيزار ببعض الضيق، لا المكان و لا الوقت مناسب لمناقشة جدية مماثلة، ان كان يعتقد بأن تلك الباسة ستتركه يتزوج بهناء فهو واهم، أو ربما من مصلحته فعلا تهدئة الموضوع و دعمها ريثما يجد طريقة مثالية للتخلص منها: " بالتأكيد تستطيع أخدها الى'بانتيليريا' ..." بان الارتياح على وجهه: " الهلوكبتر بانتظارنا في سقف البناية، سنأخد الجيت و فريق طبي من هنا وسيبقى معها فرانكو مع بضع حراس شخصيين آخرين... لا أثق بها مطلقا" لمح سيزار الامتعاض على وجه 'فرانكو' الذي تدخل: " أرفض تركك أيها الأمير، سأحرص على ايجاد أفضل الحراس لحمايتها و مراقبتها لكن زفافك بعد غد و اريد أن أكون موجودا..." " لا تناقشني فرانكو" " انه محق..." قريبه أصبح معمي و لا يرى الأمور بوضوح" انتم بحاجة للحماية أكثر يوم زفافك لكن بحق الجحيم هل تعرف بأن حماك استأجر الجزيرة برمتها لمدعويه؟؟؟ سيكون جمهور غفير من الناس و تحتاج خبرة فرانكو و حنكته لترأس فريق الحراسة، و من الأفضل أن تأخد أيضا حماية من الأمن لمنع الفضوليين و الأعداء " " سبق و اتفقنا مع الشرطة الحرة لهذا الغرض... سنتوفر على فريق ضخم و سيأتون من روما لتعزيز الحماية، لذا أيها الأمير أتركني بجانبك، لا يمكنني البقاء مع تلك المرأة بينما أنت الأكثر حاجة لي" تلك المرأة... ضغط فرانكو على الكلمة و كأنه يقتص منها،لا أحد يحب تلك الحرباء، حتى فئران هذه الجزيرة تتفادها، لكن الأمير تأخر بإبعادها كليا عن حياته، فلورانس ليست ديامانتي، ستعثي في حياته دمارا ان اكتشفت ما يحذث وراء ظهرها.... لذا فلورانس طباع نارية و لن تكون متساهلة و لا متفهمة. التحق بهما رجلين تعرّف عليهما سيزار فورا، متحريين من شرطة المدينة، ضغطا على يده بحرارة قبل أن يتكلم أحدهما للأمير: " تريد رؤيتك..." عقد داركو حاجبيه: " هذا كل شيء؟؟ الم تقل مالذي كانت تفعله في شقتي؟؟" " لقد كنتما حبيبين و مازالت تحتفظ بنسخ المفاتيح، تعفيك من كل اتهامات و تقول بأن تصرفاتها صادرة من قرارتها فقط... من الأفضل أن تجد طريقة لإقناعها برؤية طبيب نفسي... تلك المرأة خطر على نفسها و عمن حولها" " السرية المحظة ايها القائد" تدخل سيزار " بالطبع لورد كوستانسو مصالح الأمير فوق اي اعتبار" اجاب المتحري بإبتسامة عريضة. داركو لم يعد يسمع ما يدور حوله بينما يبتعد قريبه و مساعده مع المتحريين، قصد غرفة فكتوريا بخطوات مصممة، لديه خطته و عليه التخلص فورا من هذه العقبة قبل أن يتعقد الوضع، اذا ظن سيزار بأنه غبي و لا يفهم أهذاف عشيقته السابقة فهو لا يعرفه جيدا... انه متمرس... متمرس جدا مع النساء يعرفهن كما يعرف كف يده، لكن الدوقة تمادت و حاولت وضع حد لحياتها في شقته كي تدنس سمعته... كي تشار الأصابع له و تتركه في ورطة. دفع باب غرفتها، وجهها بنفس لون الشراشف البيضاء التي تغطيها، المرأة تبدو شبيهة بالزومبي، عيناها جاحضتين وسط وجه مصفّر و شفاه فقدت كل لون، أمامه شبح امرأة لا يعرفها، مستحيل أن تكون 'ديل ماريا' التي يعرفها، مالذي فعله بها بحق الجحيم؟ .. اعتصر قلبه بينما يراها تعتدل في جلستها ما ان رأته و تحاول ترتيب شعرها الأسود المنتشر حولها: " ابقي مكانك ولا تتحركي" اشار لها بنفس الوقت الذي يدنو فيه من السرير و يجلس على حافته بجانبها، التقط يدها في يده " كيف تشعرين الأن؟؟" " بخير لأنك معي 'أموري ميو'..." ضغطت على يده و قربتها من شفاهها لتقبلها بكل رقة: " لا تفعلي هذا..." " أحبك داركو..." تمتمت بغصّة " هذا الحب يدمرّني..." " أعرف أنني خيبت أملك فكتوريا..." ودفع يده ليبعد خصلاتها عن وجهها الشاحب شحوب الأموات" لا أريدك أن تُفكري في هذا ركزي فحسب في صحتك..." " لا معنى لصحتي من دونك..." أكدت له بحرقة. هز رأسه يرفض كليا هذه السخافات: " اسمعيني..." " أنت اسمعني..." قاطعته بعذاب " لن أتوقف عند هذا الحد هل تفهم؟لا معنى للوجود من دونك لذا اتركني ارحل بسلام ان كنت تنوي اخراجي من حياتك... " " توقفي عن تهديدي فكتوريا..."تمتم من بين أسنانه. " لا أهددك... " دافعت عن نفسها بقوة. " اسمعيني... لقد جهزّت لك كل شيء، سوف أنقلك الى مكان تستريحين فيه ريثما تستردين قواك بعدها، أعدك أن نتكلم مطولا" " بعدها سيكون الوقت قد فات... سوف تتزوجها بعد غد" " أنا متزوج منها منذ شهر... الزفاف هو تشهير لما سبق توثيقه عدليا " لهجته هادئة لكن صارمة. تحلل وجهها إلى نقطة اعتقد انها على وشك البكاء تبدو تعسة للغاية، بدت و كأن كلماته اخترقت قلبها مثل الكثير من الأسهم الحادة. على الرغم من ألمه بسبب ما وصلت اليه بسببه و بالرغم من غضبه الأسود ، فقد حاول أن يظل عاطفيًا ، وأن يخفي عنها مدى قوة الهيجان العظيم في داخله. " من المستحيل أن نفترق" همست بصعوبة. "لقد افترقنا منذ سنوات و فقدنا بعضنا فكتوريا..." نبهها بجفاف" أنت من يرفض رؤية الأمور من زاويتها الصحيحة" " منحتك فقط الحرية التي رغبتها بشدة، بعد طلاقك من زوجتك السابقة انتظرتك داركو... انتظرتك كما فعلت طول حياتي" بدأت ترتعش كما لو كانت في قبضة ارتجاج عنيف، ضغطت بكل قوتها على أصابعه التي ماتزال تحتفظ بها بين يديها، عينيها غارقتين في الدموع: " اتركها زوجتك على الورق و عد لي حبيبي اتوسل اليك... انا اتمزق و أشعر بأنني أموت في كل لحظة بعيدا عنك... أرجوك أرجوك أرجوك لا تتركني... استحلفك ببيانكا أعرف كم تعشقها... أتوسل اليك ان ترحمني داركو... لا تتركني..." و ارتمت في أحضانه منتحبة، بقي من رخام، يواجه فحسب بقايا حطامها، يعشق بتناواب تدمير من حوله بلا أدنى شك، و يعرف بأنها مناورة و متلاعبة كبيرة لكنها تتعذب بصدق، السبيل الوحيد حاليا لتهدئة الموضوع هو اقناعها بموافقة خططه بإبعادها الى حين استعادتها عافيتها، بعدها... عليه ايجاد حل لوضع حد لهذا الهوس. " هل ستأتي معي للمكان الذي تأخدني اليه؟؟" سألته بهمس بينما تضغط بوجنتها على صدره. " نعم..." " هل ستبقى معي؟.." سألته بأمل. " سوف أرافقك فكتوريا و سأبقى معك الى أن تستقري و أعود بعدها..." كان يُكلمها كما يكلم طفل صغير، فكتوريا تنتظر وعودا وهو ليس مستعدا لمنحها أي أمل، فلورانس تُهمه بشدة، ابنه و ابنته يُهمانه و الحياة التي بصدد دخولها أيضا، يبقى العلاج الأولى لهذا الوضع الصبر،... طالما وجد حلا للمسائل الشائكة، و بلا أدنى شك سيجد مخرجا اليس كذلك؟.. انفتح الباب و دخل 'فرانكو' ملامح وجهه مشدودة و نظراته جليدية، يعرف بأنه لا يتحمل الدوقة، ابتعدت عنه لتمسح دموعها بينما يسترسل هذ الأخير في كلمات مهنية محددة: " سيدي سيصل خلال دقيقة الممرضين لتجهيز الأنسة و نقلها للمروحية..." " جيد جدا..." و عاد ينظر اليها و يبعد شعرها عن وجهها يحاول جعل نظراته اشد لطفا " كل شيء سيكون على مايرام، سأعلم أهلك بأنك في عطلة فلا أحد منا يرغب بفضيحة اليس كذلك؟؟" هزت رأسها موافقة، و قف من السرير عندما دخل الممرضين بسرير بديل... تركها بين ايديهم ليخرج من المكان، كان بحاجة ماسة للهواء النقي... بحاجة للتحذث الى فلورانس... زوجته. * * * كانت تمطر بشدة في الخارج عندما استجاب اليخاندرو لجرس الباب، ظن لوهلة أنه المتحري الذي اتصل به ليخبره عن حصوله بالمعلومات المطلوبة، لكنه لم يمنع نفسه من الدهشة بينما يرى بيانكا أمام الباب، مبللة حتى العظم. " أيتها المجنونة" التقط ذراعها كي يجرها الى الداخل، بسرعة تكونت بركة مياه صغيرة تحت قدميها، فستانها التحم بها بينما شعرها ملتصق بكتفيها ووجهها، مد يده و ابعد خصلاتها المبللة عن وجهها بينما تتطلع اليه بعينيها الكبيرتين: " ما الأمر حبيبتي؟ لما لم تتصلي بي كي آتي اليك؟" " لانني كنت بحاجة للتمشي قليلا و التفكير ... بعدها فاجئني المطر" اسنانها تصطك بقوة و بالكاد كلامها واضح، رباه ...تبدو متجمدة و تعسة أيضا، الالاف من الاسئلة تزاحمت على شفاهه، مالذي يحصل لها؟ لم يتوقعها امام بابه بينما يتركها في قصر فالكوني سعيدة و متوهجة برفقة اصدقاء زوجة ابيها... وضع قلقه و اسئلته جانبا و أمسك بيدها ليأخدها الى الحمام، بعد قليل كان يفرك شعرها ووجهها بفوطة كبيرة مثل طفل صغير قبل أن يضعها على كتفيها... لا يريدها ان تصاب بالرشح و تمضي اياما في سريرها، تهورها يغضبه بشدة لكنه علق بهدوء: " انتظري لحظة سأجلب لك بعض الثياب الجافة" كان بصدد تحضير كأس كبير من الشكولا الساخن عندما عادت الى الصالون، كانت قد ارتدت التي شرت الفضفاض الذي تركه لها، بينما تحمل ملابسها المبللة بين يديها... أجبر نفسه بالتركيز على الشراب الذي يحضره بدل التهام ساقيها الرائعتين بعينيه، سبق و رآها بملابس أقل... بالبيكيني على البحر، وفي كل مرة الرغبة تلتهم احشائه مثل النار...وضعه أصبح حقا ميؤسا منه و مثير للشفقة. " أجلب معي المتاعب دوما " " توقفي عن ترديد الحماقات و اذهبي الى الكنبة بالقرب من المدفأة بينما انهي تحضير كوبك" ارتاح بينما يراها تلف نفسها بالبطانية التي تركها لها متعمدا، شكرته بينما يعطيها كوب الشكولا الفوار و يهتم بملابسها المبللة قبل أن يجلس بالقرب منها و يتأمل تقاطيع وجهها الرائعة، كانت تركز نظراتها على السنة اللهب المتلاعبة في قلب المدفئة، شعرها الاسود مازال مبللا، منظرها يشبه قطة صغيرة محتاجة للحماية. " ما الأمر 'بونيتا'..؟" " لطالما كان احساسك في مكانه بالنسبة لكيفن غراي..." لم تبعد اهتمامها على النار وهي تتابع بحزن " اهتم لأمري لأن فلورانس طلبت منه ذلك" بعض الراحة اعترته بأنانية، من العار الشعور بهذا الاحساس بينما يراها متألمة بجانبه، دنى منها و أحاط كتفيها بذراعه، وضعت رأسها على صدره... الشعور بدفئها أجمل احساس في الكون. " طلبت منه لعب دور لإثارة غيرة دافيد.. بنظرها نحن مناسبين لبعضنا و علينا تجاوز هذه المحنة... تقول بأنه فسخ خطبته بسببي... يريد استعادتي" لا يعرف ان سمعت بيانكا صوت قلبه يهوي بين ظلوعه و ينكسر بعنف، هذا ما كان يسبب له الارق منذ اشهر طويلة... منذ تلك المغامرة السريعة مع دافيد ريتشي، اسوأ كوابيسه هو ان يعود هذا الاخير ليستغل عواطفها نحوه و يسلبه اياها..أن يفقه لخطئه و يكتشف قيمة ما فقده. " هل فلورانس محقة؟.." لم تجبه، أبقت رأسها على كتفه و بدت تفكر حقا بسؤاله، فجأة لم يعد يرغب ابدا بسماع الجواب، مل هذا التمزق في كيانه كلما رآها تعاني مع قلبها بسبب ذلك السافل ريتشي. " لا ..." " لم تكوني متأكدة هكذا قبل أيام" ذكرها بهدوء. " انت محق... ربما بدأت أطمح لأمور أخرى" تطمح لأمور أخرى؟ أقطب جبينه بينما اصابعه تتشنج على كتفها، رائحة شعرها المألوفة تتسرب لخياشيمه بكل لدة.. الغريب انه لا يريد الاستفسار ايضا بشأن طموحاتها... يرفض أن يسمع اعترافاتها بحب وليد لرجل آخر... لكيفن غراي مثلا. " انت مشتثة 'بونيتا' و لا تعرفين ما تريدين حقا..." قهقهت بمرارة و ضمت البطانية اليها أكثر. " لست متطلبة في الحب صدقني و لا أنوي البكاء على أطلال دافيد و لا تعزيز خيبة أملي بكيفن لأنني و بكل بساطة لم أتعلق به جديا...أرفض عيش عذاب القطيعة بقية عمري" شربت من الشكولا الفوار قبل أن تتابع " أحيانا أغار من داركو... عواطفه في الماضي لديامانتي جياشة، كان له اتجاهها بعض الهوس، ظننت أن بُعدها سيدمره، فتفاجئت برجل نسيها بنفس السرعة التي اعجب بها، أدار الصفحة و بعدها صفحات نساء أخريات..." " عندما نحب حقا لا ننسى بسهولة..." تدخل اليخاندرو. " أبي له قدرة خارقة على النسيان ... انه موهوب حقا في تجاهل من يؤذيه و استرداد حقه بسهولة دون الشعور بالذنب... لم ارث صلابته و لا قوته المذهلة" " لهذا أنت بيانكا بشخصيتها المُستقلة و الاستثنائية المتميزة و قلبها الرائع و الحنون" أبعدت رأسها عن صدره و تبثته بعينيها الكبيرتين، نظراتها الرائعة سدت الهواء في حلقه، عاد قلبه للخفقان بسرعة، ظلال رموشها الطويلة انعكست على و جنتيها بفضل ظلال النار أمامهما، الحرارة نجحت بجعل خدودها أكثر توردا، شفاهها الممتلئة و المغرية منفرجة قليلا، بدت و كأنها تتنفس من خلالهما في هذه اللحظة، لقد ملأت قلبه عشقا لدرجة أنه زهد في كل شيئ عداها: " كما أخبرتك اليخاندرو، أنا لست متطلبة في الحب... حلمي أن يراني رجل حياتي بنفس الطريقة التي تراني بها أنت... أن تكون عواطفه نحوي بنفس الصدق و نفس الولاء..." كان صوتها منخفضا و ساخنا ومغريا وينبض في قلبه بعنف.." كلماتك تجعلني الأثرى بين النساء... الأكثر ثقة.. الأجمل" مالذي يمكن الرد به على هذه الكلمات المذهلة و التي يسمعها منها للمرة الاولى؟ انه يملك مؤونة خمس سنوات من الصداقة و الاعجاب و ثلاث سنوات من العشق الامنتهي و الشغوف، هل من الممكن انها تشعر به اخيرا و تراه من زاوية اخرى لما آلفت منذ سنوات؟ كل شيء تغير فيها... كلماتها.. نظراتها... تنظر اليه كما تنظر امرأة لرجل يعجبها ... كيف يمكنه فك لغز هذا التغيير المفاجئ؟ ام انه يتوهم؟ دوى جرس الهاتف مما اسقط الحرارة التي علت بينهما في الجو، سمح لنفسه بالتنفس بحرية بينما يهجر مكانه بقربها و ذراعه دفئ كتفيها، ادلف اصابعه في خصلات شعره يحاول استعادة رباطة جأشه و هدوئه قبل أن يفتح الباب، كان قد نسي تماما امر المتحري الذي وجد نفسه انفا بأنف معه. " 'دون ميندوزا.." " لحظة فقط" لحسن الحظ ان المطر توقف، القى نظرة نحو بيانكا التي تتطلع اليه بفضول قبل أن يلتقط سترته و يقول لها برقة: " سوف أعود 'بونيتا' تصرفي و كأنك في بيتك" بعد أن أصبحت وحدها القت البطانية جانبا ووثبت واقفة، تشعر بالحر الشديد بعد ان كانت ترتجف قبل قليل، تخللت اصابعها شعرها بينما الندم يكتسحها، الندم من الضعف الذي شعرته بينما تعري فجأة عن رغباتها، هل أخطأت بصراحتها معه؟ تركت نفسها تتأثر بكلام 'أوما' و 'غابرييال' و ايضا بمشاعرها الغريبة نحوه منذ بعض الوقت، ماذا ان كان كل شيء وهما و ان الحقيقة هي عدم شعور اليخاندرو نحوها سوى بالتقدير و العطف؟ توجهت الى المطبخ لتبحث عن قنينة المياه، النار الغريبة المتقددة في ذاخلها ستلتهمها حية، غرابة ردود أفعالها تحيرها بشدة، فتحت القنينة بعصبية بعد أن أخرجتها من البرّاد و أفرغتها في جوفها تطمح لاطفاء الحرائق العالية، لا تملك التجربة الكافية لتفهم رجل من العيار الثقيل مثل اليخاندرو، رجل دو تجربة واسعة، رجل عظيم و قيادي لكنه يضعها فوق اي اعتبار و يضع دوما راحتها قبل أي شيء... تركت المطبخ بخطوات بطيئة متوجهة فجأة نحو الممر الذي يضم غرف أخرى من المنزل، لا تتجول مطلقا بحرية في هذه الجنة الصغيرة و الحميمة التي تخص فحسب اليخاندرو، رغم صغر هذا المكان الا انها تجده أكثر جمالا من كل قصور العالم، تشعر هنا بأنها في بيتها... هذا المكان ملاذها. دفعت باب غرفة و اكتشفت بأنها غرفة نومه، ترددت قليلا بينما تستقبلها رائحته المألوفة جدا، عادت الحرارة تتدفق في شرايينها و تغزو خدودها، محتوى الغرفة بسيط بساطة شديدة، سرير متوسط الحجم بشراشف رمادية من الستان شبيهة بالستائر المزاحة جانبا، طاولتي الشوفيه عليها أباجورتين، تقدمت لتلامس الوسائد الغير مرتبة قبل أن تتوجه الى الحمام الجانبي و تكتشف عدة حلاقته و عطره، التقطته لتضعه تحت أنفها و تبتسم لنفسها... ستشتريه لاحقا فهي مجنونة حقا بهذه الرائحة. اليخاندرو طلب منها التصرف كأنها في بيتها... حسنا... ستتصرف كما طلب... و لأول مرة في حياتها فضولها يقض و حاد بشأنه، تبحث عنه في الزوايا بغرض فهم نفسها قبل فهمه... فجأة تذكرت الفتاة التي أخبرها عنها ... هل سبق و أتت الى هنا و تقاسمت معه هذا السرير؟... تركت الحمام لتتوجه الى خزانة ملابسه... المكان الوحيد الذي لا يمث للبساطة بشيء، كانت الخزانة شاهقة جدا، ممتلئة الى آخرها بآخر صيحات الموضة الرجالية... تجولت داخلها و لامست نعومة الأقمشة دون أن يتوقف رأسها عن تخيل وجه المرأة الذي يُفترض أنها سرقت قلب صديقها... أخبرها بأنها تعرفها معرفة وطيدة. توقفت فجأة بينما تشعر بقلبها و كأنه ينفجر في صدرها... نعم بالتأكيد... لما لم تفهم تلميحاته من قبل؟؟؟ انها صوفي ايميليانو... هي الوحيدة القريبة جدا من اليخاندرو و التي تكلم عليها بكل ذلك الولاء في آخر مرة عندما تعمدّت جرحها. شعرت بالحرج والغباء بينما عقلها يرفض قطعا هذا الاحتمال، دنت من احد القمصان و استنشقت عبيره وبطنها معقود بمزيج غريب من الخوف والإثارة والرغبة... الرغبة؟؟تساءل الجزء المنطقي من ضميرها، هزت عينيها الى السماء بينما تهجر الخزانة، هذا الهوس الجديد بحياة صديقها بدأ يأخد حقا مساحة كبيرة في أفكارها... فضولها فحسب من يسبب لها هذه الاضطرابات.. ما ان يعود حتى تجبره على كشف هوية حبيبته... هو مدين لها بذلك... * * * 'اليساندرو ايميليانو' مهووس نظام، مهووس سيطرة، مهووس نجاح بلا أدنى شك، مالك سكاي... عملاقة التكنولوجيا الفائقة عالميا، الرئيس التنفيذي الاستبدادي و الوسيم غير راض كل الوقت على عمل من يحيطونه، 'سكاي' برج متكون من ثلاثون طابق مصنوع من زجاج و فولاذ، النجاح الباهر للاخ الصغير لروكو ايميليانو الذي ظنته في السابق أسهل انقيادا من شقيقه... الفرق الوحيد الذي تجده حاليا دانيلا بينهما هو لون العيون... لم يخطئ رئيسها عندما نبهها بأنه أسوأ من العرّاب و وصييها. تركها عند رئيس قسم الحسابات ليعلمها طريقة عملهم و نسي أمرها كليا،بعد استظافته لها ليلة واحدة في شقته الفاخرة المطلة على 'سانترال بارك' وجدت نفسها تتقاسم بعدها شقة صغيرة مع موظفتين من نفس الشركة، 'سيلينا' مهندسة شبكة تعمل منذ خمس سنوات لدى 'سكاي' و هيلين موظفة استقبال، لم تجرؤ حتى على كشف حقيقة علاقتها بالرجل الذي اغرقهما حبا و هياما. لكنه يطلبها اليوم الى مكتبه بعد ان تحاشاها طيلة الأسبوع، فأرة الحسابات الصغيرة و المفقودة بين الموظفين الكثيرين مضطرة لعرض هويتها على صدرها كي تتمكن من الصعود الى الطابق الرئاسي، اليساندرو كان على الهاتف عندما سمحت لها سكرتيرته الشقراء الرائعة بالدخول. اشار لها بالانتظار و الجلوس قبل ان يليها ظهره و يواجه السحب التي يخترقها الطابق الثلاثون، شدّت على أنفاسها رغم شعورها بالارتياح باللهروب من شدة نظرته الزرقاء الشفافة، فجأة اعتراها القلق لهذا الاستدعاء، هل أخطأت في شيء؟؟ رئيسها لا يتوقف عن التدمر بسبب شدة لكنتها الاسبانية في انجليزيتها لكنه على الأقل لا يُناقض مطلقا عملها، لقد أعطت كل ما استطاعت كي لا تخيب ظن اليساندرو منها. عصرت اصابعها بعصبية بينما تراه يُنهي المكالمة و يستدير نحوها، استجمعت هدوئها و رسمت ابتسامة واسعة: " مرحبا اليساندرو" " نحن في العمل.. ممنوع قطعا مناداتي بإسمي" لم يكن يمزح... نظراته الشفافة تخترقها مثل الاسهم. انها امام غريب... هزت رأسها بينما تلاشت ابتسامتها رويدا، لهذا كان خوسيه موافقا على اقتراح اليساندرو بشأنها اعتقدت بأنه سيرفض و يضع العراقيل لكنه اكتفى بتمنى الحظ الموفق لها و البقاء على اتصال معها... أخبرها بأن العمل في'سكاي' سيفتح لها الكثير من الافاق بعد عودتها الى اسبانيا...هذا ان عادت ذات يوم... لكن الشك يتخللها تحت هذه النظرات، ربما ستهرب قريبا من هذا الضغط... ربما خوسيه تكهن سلفا المستقبل لدا تكلم عن اسبانيا. " بالتأكيد سيدي" " جيد.." دار حول مكتبه، لم تتعود على طريقته و لا على بذلاته الرسمية التي حلت محل الجينز، هذا المظهر المفترس يلغي كليا الشاب المبتسم و الرائع الذي انجد صوفيا من عقاب روكو ذلك المساء. " رأيت انجازاتك و اعترف بأنني منبهر..." كان يظن بأنها منعدمة الكفاءة لذا وضعها في ذلك الحجر البعيد و المفقودة و المظلم في الطابق الارضي بقسم الحسابات ؟ لم تمنع نفسها من الشعور بالراحة و الاكتفاء لهذا التعقيب.. " رئيسك فخور بك..." " غريب... لا يتوقف عن انتقاضي بسبب عمري الصغير ولا لكنتي القوية" اقطب رئيسها الوسيم: " ما يهم 'سكاي' هو عمل موضفيها و خبرتهم و انجازاتهم... هل تشيرين الى ان 'روبينسون' عنصري؟" " لا" اعترضت بقوة بينما يشحب وجهها و تتلعثم " اظن بأنه لا يفهم احيانا ما اقوله... طلبت منه ان يمنحني بعض الوقت كي امرن اكثر لغتي" استرخت ملامحه وقد فهم مقصودها، عموما هذا اليوم هو بداية الوكاند و غدا سترتاح قليلا من الضغط الذي عاشت فيه كي تثبت كفاءاتها. " هل تحتاجين الى دعم لغوي؟" " انا اتكلم الانجليزية أفضل منك اليساندرو و لا احتاج دعما" توقفت بينما تراه يقطب مجددا الا ان التسلية مرت في نظراته الزرقاء، اضطرابها يسليه و لا تعرف ان كانت ستنجح بمواجهته في العمل دون ان تتوقف عن مناداته بإسمه. " ماهي مشاريعك لنهاية الاسبوع؟" سؤاله باغثها، لم تتوقع ان يكلمها بشيء غير العمل. " لا مشاريع" " يجب ان يكون لديك واحدة... اربطي صداقات و اخرجي و اكتشفي المدينة ربما الاحتكاك بالاخرين سيفيدك كثيرا" شعرت بالخيبة، ظنت لوهلة بأنه سيقترح خروجهما معا، لكنه يدفعها نحو الاخرين ليكون لها حياة اجتماعية غنية، عموما هو محق، شريكاتها في الشقة اقترحن الخروج غدا الى النادي، ستوافق ما ان تعود اليوم و ستعمل على ان ترى هذا الايطالي الجذاب كرئيس حقيقي ل'سكاي' و لها و ليس الشاب الذي رأته وسط شورت قصير في البحر و دست ملابسه المبللة بالعرق تحت فستانها كي يقبل توظيفها عنده. " تستطيعين العودة لعملك" بالنسبة له اللقاء منتهي، كان قد عاد لعمله و نسي امرها تماما، رأته يأخد مكانه وراء المكتب و يغرق في الحاسوب بينما هي توجهت الى الباب و اغلقته و رائها بكل هدوء... شعور سخيف جدا بالهجران و الخيبة يسحق قلبها. * * * مارك انطونيو و جوشوا عرجا عليها في المستشفى، لم تجد روبي تصرفا ارق من هذا، في خضم هذه الظروف القاسية جدا تشعر بأنها ليست بمفردها، لكن لزيارة مارك سبب آخر... ديامانتي. في كافتيريا المستشفى ابقت رأسها منحني بينما اصابعها متجمدة على فنجان شايها الفوار، المطر يطرق بقوة زجاج الكافتريا العملاق، منذ وصولها الى هذا المكان اليوم لم تغادره و لا تنوي مغادرته، لن يغمض لها جفن في قصر السيفيرانو لأنه يذكرها بحقيقة من تكون، أخدت غرفة في فندق قريب و سيكون من السهل البقاء بجانب جدها الشبه ميت على سريره في هذه المستشفى. " مالذي غيّر رأي ذلك المسخ ليونيداس؟" سألت مارك وهي تهز نحوه عيناها الممتلئتين بالدموع، العذاب الذي تشعره في قلبها بهذه اللحظة قوي جدا:" كان واضحا في آخر مرة... لا يريد اي تواصل حالي مع توأمي و يرغب بشراء حصتي من الجزيرة" " لتصرفات نيوس اسباب تكون احيانا سخيفة" اعترف مارك بلطف و هو يمد يده ليلامس وجنتها " شعر بالتهديد أمامك... لقد عانى مطولا قبل أن يتزوج 'ديام' و ضهورك المفاجئ أربكه بشدة و أشعره بالغيرة " هزت عيناها الى السماء و رأسها بإزدراء: " انه أبغض انسان التقيته في حياتي... بعد 'سيزار كوستانسو' بالتأكيد" هذا التعقيب اراحها، سيزار من يوثر اعصابها و ليس نيوس، حذث شيء غريب جدا بعد الظهر، شعرت بوجوده في غرفة جدها، رائحته كانت عالقة في الهواء بينما تستيقظ و تجد عليها بطانية لا تتذكر انها وضعتها على كتفيها، فطامها صعب جدا ... و تشعر بنفسها عاطفية على غير عادتها و بأنها مستعدة للبكاء على اقل ملاحظة و لأقل الاسباب فتعاستها كبيرة بعودتها الى الوطن و تنفس الهواء الذي يتنفسه حبيبها في هذه اللحظة. " نيوس ليس شريرا سوف تعرفينه مع الوقت" علق مارك. " لكنه اناني" أكدت متنهذة و هي تشرب من فنجانها " أناني مغرور و متملك... لقد حرمت من شقيقتي طول عمري، شرائه بُعدي في لندن جرحني لكنني رفضت كل مناورات محاميه للحصول على عقد البيع... تلك الجزيرة تحمل ذكرى امرأة تم ظلمها في الماضي و انتزاع ابنتها منها و دفعها للانتحار... انا جزء من تلك المرأة و اريد الاحتفاظ بشيء منها... لا املك المال الكافي للعيش بنفس المستوى في لوس انجلس لكنني واثقة من امكانياتي و سأنجح" " سبق و اخبرتك بأن المال ليس مشكلة" تدخل جوشوا بلطف " تستطيعين الاعتماد علي" " و الاعتماد علي ايضا..." صرح مارك برقة. كانت فرصتها لدرف الدموع... رباه اصبحت عاطفية و سخيفة و مقرفة... وضعت يديها على جهها لتخفي دموعها، انها مرعوبة من لقائها توأمها، و مشتتثة الذهن و الافكار منذ ان طلب منها مارك ايجاد وقت مناسب لتحديد اللقاء و ايضا اخد موافقتها باعطاء رقمها الخاص لمحاذتها، تحدت نيوس مؤخرا و غضبت من سبيروس بسبب مماطلته لكن قريبيها هنا لهذا الغرض... حان وقت اللقاء فهل هي مستعدة؟؟. " حبيبتي لا تبكي" و ابتسمت من خلال دموعها بينما يبعد مارك يديها عن وجهها و يتطلع اليها بنظراته الزرقاء بعطف و قلق.. هذه النظرات ذكرتها بجوزيف... خمس سنوات من الفراق جوزيف... و ها أنت تعود في هيئة هذين الرجلين الذان يغدقان عليها بكل عطف العالم، قرب كرسيه منها و اخدها بين ذراعيه رأسها على صدره و يده الكبيرة بين خصلات شعرها " ديامانتي قلقة مثلك.. أخبرني نيوس بأنها لا تنام و لا تأكل منذ ان عرفت بشأنك ..." " انها ظروف صعبة للغاية لكلتيكما لكن و كما اخبرتك في لندن 'كارا'.. ستتقدمين في حياتك بعيدا عن كل هذا الغموض... " كلام جوشوا صحيح، ابتسمت له ممتنة و قبلت منه منديلا كي تجفف وجهها المبلل، ربما القدر أخد منها جوزيف لكن على الأقل معهما تغير مصيرها كليا، انها تحبهما كثيرا... لن تنسى ابدا ما فعلاه من أجلها، تنهذت مفكرة... اذن ديامانتي تنتظر فقط الضوء الاخضر للمجيئ الى كاتانيا و رؤية الجد الذي انكر وجودها كل حياتها؟..من الممكن جدا ان تراها غدا ان ارادت ذلك.... بعد غد... هذا المساء. " حبيبك هنا" سمعت جوشوا يقول فجأة وهو ينظر خلفها في الوقت نفسه الذي شمت رائحته مجددا و شعرت بوجوده، ابتعدت من صدر مارك و استدارت بينما قلبها ينفجر بقوة في صدرها. كم افتقدت هذا المظهر المفترس ، و هذه النظرات الرصاصية التي تثبت 'مارك' و كأنها على وشك ابتلاعه حيا، كم افتقدت هذا السافل ... عاد قلبها ينفجر للمرة الثانية في صدرها لكن من السرور هذه المرة... سيزار غيور من قريبها بلا ادنى شك، رباه كيف تمكنت من الابتعاد عنه كل هذه المدة بينما تشعر بحمى و هذيان روحها؟ تشعر بأنها عادت للحياة بمجرد رؤيته مجددا، دنى من الطاولة و وقف الشابين في نفس الوقت الذي تركت فيه كرسيها مستعدة للقائه. شعرت بيد مارك على اسفل ظهرها و كأنه ينبؤها بوجوده بجانبها و يطمئنها، لكنها ليست بحاجة لحماية احد امام اللورد الفاثن بقدر ما هي بحاجة لحماية من نفسها المغرمة. " روبي.." " سيزار.." تمتمت قبل أن تهز رأسها نحوه مارك " اقدم لك مارك انطونيو ريتشي و بلا ادنى شك تعرف جوشوا ديكاتريس" " سبق و التقينا " قال جوشوا و هو يلتقط اليد الذي مدها له سيزار. " مع قريبي داركو قبل اسابيع نعم .." ثم اهتم بمارك"سعيد بالتعرف عليك دون ريتشي... أنت ابن عم فلورانس" سأل سيزار. كان من السهل القول بأنه ابن عمتها ايضا لكنها اكتفت بالصمت، مرحبة بزوبعة الغيرة التي تقرأها في نظراته و في طيات كلماته، و يبدو ان قريبها لم يرغب ايضا بكشف هذا السر الصغير، اكتفى بمصافحته و الاقرار على كلامه. " هل نستطيع التحذث قليلا؟؟" وجه كلامه لها . " عموما كنا بصدد الرحيل" تدخل جوشوا و هو يثبت مارك بعينيه " اليس كذلك أخي؟؟" " لا... لم أكن راحلا فلم أنهي كلامي مع روبي" عكس ما توقعت، كادت ان تختنق في أنفاسها، رأت السخرية في نظرات جوشوا بينما مارك يبادله تلك النظرة المتسلية أيضا... بحق الجحيم مالذي يحذث هنا؟؟ " سأنتظرك ريثما تنهي حذيثك مع خطيبك السابق" فغر فاهها و هي تتطلع الى قريبها الذي يبدو حقا جادا، كاد ان يسقط فكها من وجهها و لم تجرؤ على التطلع الى سيزار الذي يبدو في قمة انفعالاته اللحظة، خطيبها السابق... آه سُحقا. " لا بأس اذن..." تدخل سيزار وهو يجبر نفسه على الابتسام بطبيعية " سأعود لرؤيتك لاحق لأن حذيثنا سيطول..." " غدا ربما..." عاد مارك للتدخل مما دفع الغضب للنظرات الرصاصية " لدينا برنامج لهذا المساء..." و أحاط كتفيها بذراعه وخاطبها بلهجة معسولة " رالف بإنتظارنا أم أنك نسيت أمره؟؟" كادت أن تنفجر في الضحك، فقط لو يعرف سيزار أن 'رالف' هذا في الثامنة من عمره، من الجميل رؤية هذه التمثيلية المسلية من قبل المتزن جدا ، العاقل و اللطيف مارك انطونيو، لا يبدو بأنه يحب سيزار، و لا ان هذا الاخير يحبه بالمقابل،لكن عليه ان يفهم بأنها كبيرة كفاية للدفاع عن نفسها و ليست بحاجة له، وضعت يدها على ذراعه: " هل من الممكن تأجيل حذيثنا للغد عزيزي؟؟ سأتصل برالف و أعتذر منه.." " هل أنت متأكدة؟..." سألها و هو يمسح على وجنتها التي ما تزال تحمل آثار دموعها، يبدو حقا قلقا. " أحتاج لهذه المحاذثة لذا ... لا تقلق" هزت نفسها نحوه لتقبل وجنته و تهمس له بإمتنان : " شكرا لك" " تستطيعين الاتصال بي في اي وقت..." تابع بلهجة جليدية و هو يرمق سيزار بنظرات خالية تماما من الدفئ" تشرفت بمعرفتك 'لورد كوستانسو'..." " كل الشرف لي 'دون ريتشي'..." رد سيزار بنفس اللهجة. " سأراك في الزفاف عزيزتي..." قال جوشوا و هو يقبل وجنتها بالمقابل" ان احتجتني سأكون موجودا...أتمنى الشفاء العاجل لجدك و أمسية سعيدة..." شلالات من الحنان تدفقت أمام سيزار كوستانسو الذي فقه بلا أدنى شك بأنها لم تعد وحدها ليستأسد عليها، عندما اصبحا بمفردهما ضمت الشال حول نفسها و هزت دقنها متبنية أكثر الوجوه هدوءا بينما مشاعرها متلاطمة داخل صدرها، الرجل الذي حلمت به كل ليلة منذ فريجن هنا، أمامها بكل بهائه و وسامته و كاريزميته الامحدودة،كانت عيونه الرمادية عليها ، ابتسامة قاتمة تعبت بشفتيه... الشفاه الجميلة التي قبلت كل انش من جسدها، كل ليلة منذ لقائهما الأول - ولكن فقط في أحلامها المحمومة، حتى في فيرجن علاقتهما بقيت أفلاطونية، لأنه هو كان شهما جدا و رفض دعوتها...صلت كي لا يخون وجهها شيئًا من أفكارها الغير لائقة، فلا الوقت و لا المكان مناسبين ليسيل لعابها على هذا المخلوق الذي اعادت له خاتمه بريديا و سبته بكل وقاحة. " انا سعيد بعودتك... جدك بحاجتك فقد كان تعسا بعد رحيلك" صوته الذكوري ، جاد وعميق ، يلامس جلدها بنهم كي يرسل رعشات عميقة في جسدها، تسعى جاهدة لتجاهل القلق الذي اجتاحها هزت دقنها تتحداه بنظراتها الفيروزية: " هل هي طريقتك لتحسيسي بالذنب لورد كوستانسو؟" بينهما كان كل شيء نصف متعة نصف ألم، السعادة التي عاشتها في فيرجن معه كانت قصيرة لدرجة تتسائل ان عاشتها حقا، اطلالها ما تزال عالقة هنا، في شرايين هذا القلب الذي يخفق بجنون في هذه اللحظة. " لقد شكلت رأيًا ، دون أن تعرفي شيئًا" قطع الخطوة بينهما ليتطلع بعمق في عينيها " انا مدين لك بالاعتدار روبي... كنت غير عادل معك.." " تقصد سافل و متشبع بالأنانية و الغرور؟؟" رباه لما لا تتوقف عن مهاجمته بينما هو يحتفظ بهدوئه و جديته؟.. حلقها ضيق من قبل نوع من الترقب المحموم، دمها ينبض كالزجاج في عروقها.. بدأت حقا تلهث من الرغبة و ليس من غضبها، هذا الضعف نحوه سيُفقدها كل امكانياتها. " لست هنا للتشاجر معك.."شعرت أن بشرتها تتفاعل مع عناق هذا الصوت الموسيقي" لقد انتظرتك" كيف يمكن لحفنة من الحروف أن يكون لها مثل هذا التأثير المدمر؟ تفاعل جسدها على الفور مع هذه الكلمة البسيطة التي تستحضر اللحظات الحارة ، حيث تنقش جلدها بالقشعريرة...انتظرها.. انتظرها..وهي التي ظنت أنه نسي أمرها اذ لم يُحاول مطلقا التواصل معها، فجأة وجدت نفسها سخيفة بالتصرف بطريقة الطفلة المدللة بينما هو يحاول الحصول على حوار سلمي، تذكرت حذيثها مع والدتها ووجدت أنها مدينة له بالشكر لوقوفه بجانب عائلتها رغم كل شيء: " ما فعلته لعائلتي شهم... " أجبرت نفسها على رسم ابتسامة متوترة على شفتيها" ظننت بأنك ستقوم بتدمير الشركة بعد الفضيحة.." " في البداية نعم فكرت في تدمير السيفيرانو " اعترف مما فاجآها " كما اقسمت على قتلك فور ايجادك.." نعم تستطيع تخيل الغضب الاسود الذي تملكه حينها، و تحترم صراحته اللحظة، رجل مثله لا يقوم مطلقا باعترافات مماثلة، غروره تأدى منها لكنه بدل الانتقام انتظرها بكل بساطة.. لكن لماذا؟ " لكنني فطنت بأنها ليست الطريقة الصحيحة لإستعادتك.. لأني.. لأني لم أكن سعيدا كل حياتي كما كنت معك في 'فيرجن' روبي..." ماذا؟ هل سمعت جيدا؟ مجموعة أحاسيس نارية تصارعت في صدرها بينما عيناها تتسابقان على ملامحه و كأنها تشكك في صحة هذا الاعتراف... نظراته اللحظة شبيهة بسيزار الذي لاعبها على رمال 'فيرجن'، الذي قبلها بشغف بين الأموراج و ضمها طويلا اليه و كأنها أغلى مخلوقة على وجه الأرض، دنى منها أكثر لدرجة رأت انعكاسها المشدوه في قعر عيناه الرصاصية، شعرت بشعر قفاها يقف بحدة بينما ظهر يده يلامس خدها، في نفس المكان الذي لامسها فيه مارك أنطونيو قبل قليل ... و كأنه يبعد كل ذكرى لذلك التواصل العفوي: " أنا تغيرت روبي... و مستعد للتغير اكثر في سبيلك" تدرك أن أدنى خطأ يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، لكن كيف يمكنها مقاومة نظراته الحارقة و كلماته المعسولة التي تطهر الحقد بداخلها و تطفئ نار الشوق؟ مطلقا لم تتوقع مواجهة مماثلة، اعتقدت ان اللقاء سيتحول الى مجزرة، رأته سلفا يزأر مثل الأسد الغاضب، و رأت نفسها تتمرد للدفاع عن نفسها، أغمضت عيناها لتتلذذ بهذه اللمسة الهادفة، عندما عادت لتفتحهما كان مايزال أمامها، بملامحه الجادة. " هل تعشيتي؟؟" " لا..." " دعيني أهتم بك حسنا؟؟ أنت تجتازين مرحلة صعبة و أريد أن أكون بجانبك..." أبعدت خدها عن ملمسه المخملي، و وشوشت ببعض الوجع: " لما الأن؟؟ لما لم تهتم لأمري بينما أسّر لك بمواجعي في 'فيرجن'؟ لما خذلتني و كذبت علي؟؟" تنهذ و اشتعلت عيناه الرصاصية الى أن صارت رمادية شفافة: " لن تفهمي موقفي مهما شرحت... لا أنوي فقدانك مجددا روبي... أريد نسيان كل ما حصل في الماضي و بدأ صفحة جديدة... " بدأ صفحة جديدة؟؟ سيزار كوستانسو المتعجرف و الذي يعتبر نفسه هبة الله على نساء الأرض من يتفوه بكلام مماثل؟؟ بعد الفضيحة بدل قتلها و تدمير السيفيرانو يقف هنا فحسب و يتطلع لها بنظرات قط صغير و مفزوع من هجران أمه له؟.. ما يرعبها ان كلمة نعم واقفة في حلقها و تتقاتل كي تتجاوز حدود شفاهها، هل هو بصدد القيام بتمثيلية للسيطرة عليها بعد ذلك أم أنه صادق؟؟.. وهل ترغب حقا بمنحه فرصة أخرى؟ ماذا عن أحلامها و مخططات فرجينيا بشأن مجدها القادم. " لا..." أقطب جبينه: " لا؟" "لا... انا و انت سيزار لن نتفاهم و لو بعد مئات السنين... و الأن اعذرني " لكنه التقط ذراعها قبل أن تتجاوزه، مجرد الشعور بأصابعه على ذراعها يُفقدها السيطرة على قوتها المتبقية، انزلقت نظراتها على شفاهه بينما يقربها منها: " في هذه الحالة ، اسمحي لي أن أغير رأيك.. يمكن أن أكون مقنعا للغاية" من الصعب عدم الاقتناع عندما ينظر إليها بمثل هذه الطريقة، هذه النظرات أعادتها الى 'فيرجن' بينما تقع في هواه و عشقه دون أن تجد القاع له، جابت شوارع ذكرياتهما منذ ذلك الوقت و عانت الوضع أكثر منه بالتأكيد، في البداية ظنها سهلة المنال و تضرر كبريائه لرفضها، وها هو هنا فقط ليثبت لنفسه بأنه لم يخلق بعد من ترفضه. " لدي أحلامي سيزار... خططي المستقبلية بعيدة عنك" " أريد أن أكون جزء منها و لن نتزوج ان كان هذا ما يُبعدك... أنا مستعد لكل شيء روبي كل شيء... " بقلب نابض و ركبتين من قطن حاولت عدم التأثر بهذه الوعود الرائعة و استعادت رشدها، هو يعرف بأنها تملك ضعفا نحوه، يعرف بإنجذابها منذ عطلتهما الرومانسية معا، يعرف بأن قلبه من ينبض في صدرها، لكنها تعرف بأن رجل مثله لن يتغير لسيما من أجل امرأة. " لا أثق في الوعود..." " لا بأس... فقد استحقيت بجذراة حذرك مني... اذن لنبدأ من البداية... أرجوك حاولي نسيان شهرتي و فكري فحسب في الرجل الذي أمضيت معه أسبوعا كاملا في 'فيرجن' و أخبرته بأنه يهمك... أنا ذلك الشخص روبي... و ليس سيزار كوستانسو الذي يرعبك و تحذرين منه..." رباه... كلامه يضرب كل نقط الضعف الموجودة فيها... أغمضت عينيها و استنسقت الهواء بعمق... " أريد دعوتك فحسب للعشاء..." " الست خائفا مما سيقوله الناس ان رأونا معا؟" سألته ببطئ. " ما سيقوله الناس أهون من فقدانك حبيبتي..." فتحت عينيها، فجأة كل ضعفها انفجر و خارت قواها تماما، انها تعشق هذا الرجل من كل قلبها و تريد تصديقه و الايمان به، البعد عنه كان مثل الجحيم، زمت شفتها تمنع نفسها بقوة من النحيب أمامه، لم يكن فحسب كلامه ما يثير عواطفها لكن كل ما تعيشه يفوق طاقتها للتحمل. " تعالي الى هنا..." أخدها بين ذراعيه و تركت نفسها له، يريدها فقط للعشاء و يطلب تركه بجانبها خلال هذه الظروف العصيبة و لا يهمه ما سيقوله الناس لأنها الأهم بنظره، لكن هل كانت ستقاومه أكثر؟ كما انه لا يرغب بالزواج و هذا يريحها... ان كان قد تغير حقا و يحمل لها بعض المشاعر فتملك كل الوقت لتجربته. " هل أنت جائعة.؟" سمعته يسألها بحنو و هو يقبل شعرها. " كثيرا.." ابتسمت في صدره بينما تسمع خططه لملئ بطنها، يعود للتخطيط دون استشارتها و يقرر مكانها، لكنه خطأ المبتدئين وهي مستعدة لمساعدته في فهمها أكثر... لا تريد فقدانه هي الأخرى. * * * تأمل اليخاندرو الحورية النائمة على كنبته، انه شبه ثمل بحق الجحيم ولا يبدو بأنه يحلم بوجودها في هذا المكان كما آلف.. لقد نسي أمرها تماما بينما يدخل الجحيم من ابوابه مع المتحري الذي انتظر لقائه بشغف... انه بحاجة للقهوة كي يستفيق من خموله، نقطة ضعفه الوحيدة هي الكحول و لا ينوي غرس همومه فيه ككل مرة، جلس القرفصاء قرب الكنبة و عدل الغطاء على حوريته الجميلة قبل أن يلامس جبينها بقبلة و يلتحق بالمطبخ بعدها. عالمه انهار الليلة... بعد بحث مضني لعشر سنوات خافيير من وجده و ليس هو من وجد خافيير... رسالته واضحة مع المتحري... لا يريد اي علاقة به. أعمت الدموع عينيه بينما يبحث عن البن لصنع القهوة، كل آمالاه تتكسر أمامه، لسيما بعد أن أخبره المتحري بأن لا شيئ تبقى من خافيير سوى الدماء التي يحملانها... حتى اسمه تجرد منه. ( كدت أموت من الرعب عندما تم اختطافي ووضع عصبة على عيني...) كان قد أخبره المتحري ( لكن خافيير يراقبك بإستمرار و يعرف تماما كل ما تفعله... غير أنه يفضل ابقاء مكان وجوده سرا ، أخبرني بأنه كان يعرف بشأني منذ عشر سنوات، لكنه مل هذه اللعبة و فضل رؤيتي لأوصل لك الرسالة الأتية... 'لا تبحث عني لأنني دفنت الماضي مع خافيير') ( كل هذا لا معنى له) كان قد علق يرفض قطعا هذا الرفض من طرف الشخص الوحيد الذي يعتبره الأقدس و الأقرب في الوجود. ( لقد مرت سنوات و ذلك الطفل الذي عرفته لم يتبقى له أي وجود... انه أشد قطاع الطرق شهرة في العالم، و لم يعد اسمه خافيير بل 'بلاك ايغل' انه يحكم دولة كاملة من قطاع الطرق كما يحكم الملك شعبه، أصبح رجل خطر و من ضمن المحرّمات الاقتراب منه، أنصحك ان تنسى هذه القصة و تبدأ حياتك بطبيعية...) ( لا أستطيع بدأ حياتي بطبيعية...) ( هو يعرف تماما أين تعيش و ما هي اعمالك و من هم اصدقائك اهتماماتك كل تفاصيل حياتك الدقيقة) ( بينما هو لا يريدني ان اعرف شيئ عنه ولا يملك من الجرأة ما يدفعه للقاء ) هز المتحري كتفيه: ( أظن أنه يحبك لدرجة أنه لا يرغب بأي لقاء لحمايتك) انسال السائل الاسود في الفنجان بينما اندفعت اصابعه لتمسح الدمعة المتسربة من زاوية عينه، الى متى سيستمر بالعذاب بشأن هذه القصة اللعينة؟؟؟ كان يُفترض ان يكون سعيدا بنجاة خافيير فقد اعتقده ميتا لسنوات طويلة، الكوابيس السوداء لاحقته طيلة حياته و عذبته بلا توقف، حياته كانت عبارة عن سلسلة معانات، و عندما استطاع الوصول اليه اكتشف بأن هذا الأخير يعرف مكانه لكنه لم يرغب بأي تواصل و بكل بساطة. "اليخاندرو؟" استدار نحو مصدر الصوت، بيانكا تبدو خيالية أكثر منها حقيقية، تبدو هشة وسط قميصه ، شعرها أشعت حولها بينما ملامح وجهها نعسانة...عليه أخدها فورا لبيتها، قربها منه بهذا المنظر و هذا الشكل خطر جدا... سيفقد السيطرة. " لقد تأخرت..." قالت وهي تفرك عينيها و تدنو منه " اتصلت بك مرتين و لم تجبني و قلقت بشدة" دنت منه أكثر لتحملق اليه ببعض الفضول و القلق، خاف على هشاشتها منه، ان دنت أكثر فستحترق، لقد أمضى نحو جحيم حتى نظراتها الرائعة لا تستطيع فعل شيء لإنقاذه، يريد البقاء بمفرده... " لقد تأخر الوقت و عليك الرحيل..." نبهها " ما الأمر؟؟ لا تبدو طبيعيا..." أدار لها ظهره ليلتقط القهوة، لا يريد النظر في عينيها و لا الاستسلام لهذا الوحش بداخله الذي يستيقظ كلما حطت عيناه عليها، بيانكا نقطة ضعفه... حبه لها سيقوده الى التهلكة بلا أدنى شك. تشنج بينما يشعر بيدها على كتفه. " اليخاندرو... هل شربت؟" " أملك مشاكلي مثلي مثل بقية البشر، توقفي عن رؤيتي و كأنني الاله لاأملك العيوب و لا نقط ضعف" رد بجفاف. " و بالتأكيد لا تنوي تقاسمي بها..." أمسك فنجانه و افرغه في جوفه قبل أن يضعه في المجلى و يستدير لمواجهتها: " لا..." أقطبت بينما شحب وجهها الجميل: " هل هذا بسبب تلك المرأة التي تحبها ولا تبادلك الحب؟" مسح وجهه بيديه و هز رأسه و كأنه ينتظر معجزة الهية: " اسمعي ... أريد حقا البقاء بمفردي... عليك العودة الى قصر والدك سأستدعي سيارة أجرة لأنه ليس بمقدوري القيادة" " لن أغادر" شعرت بيانكا بأنها تتمزق في داخلها، كانت المرة الأولى التى تراه فيها محطما، اليخاندرو المتزن و المبتسم دوما متجرد تماما من السيطرة، هناك شيء خطير يحذث و لا ترغب تركه بهذه الحال بينما كان دوما بجانبها في أصعب ظروف حياتها. " أريد البقاء معك..." وشوشت له برقة و هي تمسك بيده بين يديها " أحبك كثيرا كي أتركك بهذه الحال بمفردك" لانت نظراته الرمادية، كيف استطاعت مقارنته بوالدها و البقية؟؟ اليخاندرو طفل حساس و ضائع، أحاسيسها نحوه و منذ الأزل فوق المشاعر نفسها، لها من الولاء نحوه ما لم تشعر به حتى لدافيد ريتشي هذا الرجل شيء آخر...تمكن من امتلاك ثقتها الكلية بفضل خصاله التي لا تشبه خصال آحد غيره، تشعر بالغربة من دونه، انه ملاذها الوحيد بعد 'داركو'... لكن مقامهما مختلف في قلبها. دون مقدمات... دون شروحات و لا توضيحات تقدمت منه و ضمته اليها، كما فعل معها المئات من المرات، عندما عانت آلالام مرضها المزمن، و عندما فقدت عذريتها مع الرجل الذي خان ثقتها و سخر منها، أغمضت عينيها بينما يرفض الاسترخاء بين ذراعيها: " لم أقاومك يوما اليخاندرو... " " من الأفضل ان تبتعدي عني..." صدمتها نبرته، ابتعدت عن صدره و تطلعت اليه، عيناه لامعتين بشدة و كأنه على وشك البكاء... حبا بالله... مالذي يحذث؟؟ " أرجوك بيانكا... غادري فورا هذا المكان، فلن أكون مسؤولا عما قد يحذث" نظرت اليه بحيرة: " لن تؤذيني أنا أعرف" ابتعد عنها و ادلف اصابعه في خصلات شعره بعصبية شديدة قبل أن يغادر المطبخ بإتجاه الكنبة التي كانت تنام عليها قبل قليل، المدفئة الحجرية ما تزال نارها متقددة، راقبته بعجز، من السهل أن تسرّ له بمكنونات قلبها، لكنها كيف ستدفه للاعتراف؟؟ يبدو بأنه يتعذب بشدة، دنت بدورها من كثلة الغضب و الحزن الجالسة على الكنبه، انها خالية من التجربة تماما... لا تعرف كيف تدرب فرس بري مثله و لا دفعه للهدوء و الفضفضة، لكن ما تحسه نحوه في هذه اللحظة بعيد تماما عن مشاعر صداقة ... منظره المدمر كليا يخلق نوعا من العواطف المجهولة المصدر... لا تفهم حقا ما يحصل... لكن حاله يغتالها. جلست بجانبه و لم تلمسه، رأته يتكأ بقفاه على الكنبة و يغمض عينيه و كأنه يرفض رؤيتها بجانبه، هل وجودها يزعجه لهذه الدرجة؟؟ لكن مالذي فعلته لتوقظ غضبه؟... " اليخاندرو..." " خافيير لا يرغب برؤيتي..." تمتم فجأة بصوت مشبع بالعذاب لدرجة أنها سمعت قلبها ينفجر بوضوح في صدرها... من هو خافيير؟ " منذ عمر السادسة و أنا هائم على وجهي... متغرب المشاعر، آراه في كل مكان... أحتاجه في كل لحظة، أحلم بلقائه و عندما تحققت المعجزة... يرفض هو أي تواصل" لا تعرف ان كان بإمكانها الاستفسار أكثر لفهم هذا اللغز، خافت من كسر هذه اللحظة التي قرر فيها البحو بما يعذبه، نظرت الى وجهه المشدود، كان يضغط على فكه و كأنه ينوي تحطيمه الى الف جزء: " هل يوجد غدر أجمل من هذا؟" السخرية المريرة أثقلت الكلمات بشكل تعس. " من هو خافيير؟؟" سألته برقة متمنية الا يوقف سؤالها تسلسل فضفضته. فتح عينيه و ادار وجهه نحوها، ينظر اليها بشدة و عمق أربكاها، أغدقتها روحها بمشاعر أخرى تركتها متقطعة الأنفاس، شيئ يحذث بينهما وهي تشعر به، شيئ يشبه النار... يشبه حده السيف... يشبه الحمم. " هل تشعرين بهذا؟" سألها فجأة. اذن ليست الوحيدة ضحية الكهرباء العالية في الجو، بقلب نابض بشدة هزت رأسها بالايجاب. " نعم..." " لهذا أريدك ان تغادري... لن أقاومك أكثر بيانكا" كلامه صدمها لدرجة شعرت بدموع الرعب تعمي بصيرتها، مستحيل أن تكون منجذبة جنسيا لصديق والدها، من المستحيل ان تكون المشاعر الجياشة نحوه هي الرغبة التي لم تشعرها قط في حياتها حتى و هي مع اشد الرجال اغراءا في الباهاماس... حتى و هي تبكي وجع فراق دافيد و تتمزق أحشائها لذلك... هل أتى على افهامها أنه يرغب بها كما يرغب الرحل بإمرأة..؟؟ تراجعت الى الوراء بينما الدم ينسحب من وجهها، طريقته مباشرة في افهامها مشاعرها التي حيرتها مؤخرا... رأت العذاب في نظراته الرمادية و كأنه مثلها في هذه اللحظة يكتشف بأنهما يدفنان صداقة الثمان سنوات و يحل محلها شيء محرم تماما و غير مقبول... " أنا المرأة... المرأة التي كلمتني عنها..." لم تتعرف على صوتها الأجش و لم تصدق جرئتها بطرح هذا السؤال الغير عادل، فالاجابة واضحة دون اي تأكيد بحق الجحيم. " و لن يكون غيرك " أجابها بصوت شبه مسموع..." لكنك ابنة صديقي... " لا بد أنها تعيش كابوس، لا يمكن لهذه الكلمات أن تتجاوز شفاهه و تؤكد فظاعة ما تشعره نحوه... انها خجلة من نفسها، تشعر بالعار من مشاعرها، وقفت من مكانها تشعر فجأة بأنها عارية امامه وسط هذا القميص الذي لا يخفي شيء من انوثتها، التقطت ملابسها التي صارت جافة: " اطلب لي سيارة أجرة من فضلك" و هربت نحو الحمام...تريد فحسب الرحيل من هنا... هذا المكان الذي طالما اعتبرته ملاذها أصبح مثل الجحيم. * * * اذا كان للفخامة صورة فهو بالتأكيد داركو فالكوني، واذا كان للرقي اسم فهو هذا الزفاف الذي تهاتفت عليه أشهر القنوات التلفزيونية في العالم، لقد كان روكو شديد التواضع بينما يكلمها عما ينتظرها اليوم في هذا القصر الشاهق و الذي دفن وراء الالف من الأضواء المبهجة و ستائر من الورود التي لا حدود لها، الملكية تهيمن على المكان، الديكور مستوحى من أرقى ما يمكن للمرأ تخيله...اليوم عقد قران عائلتين من أرقى العائلات الاروبية و أغناها و اشدها سلطة، اللونين الذهبي و الياقوتي و الشامبانيا منتشرين في كل مكان، من زين هذا المكان يستحق جائزة الابداع بكل جدارة... كانت تتأبط ذراع روكو الذي يشق طريقه بكل ثقة بين المدعوين في الباحة الشاسعة للقصر، كل فرد من هذا الحشذ الكبير يتنفس الرقي و الشهرة، و في العديد من الأوقات رأت مشاهير هووليود، ولما لا؟؟ فرجينيا ديكاتريس هي والدة سعيدة الحظ التي سيتم أخدها بعد قليل الى الكتدرائية العتيقة لكاتانيا... كل الشوارع مغلقة اليوم، الحراسة مشددة بشكل خانق. ابتسم لهما الأمير ما ان لمحهما و اعتذر من رجلين كانا معه، مثل المعتاد... لا يوجد استثنائيات لهذا الرجل القوي جدا و صاحب السلطة الالمحدودة، كان أنيق جدا في بدلة الزفاف القاتمة... كله قاتم مثل المعتاد، عدا الوردة البيضاء في جيب سترته الملكية التصميم. " و صل اشبيني..." " الاشبين رقم ثلاثة..." سخر روكو. " كان يجب أن تكون معي خلال تجهيزاتي..." أنبّه بجفاف. " الم يكن سيزار و اليخاندرو كافيين؟؟ " سأله روكو بنفس اللكنة. " لا أعرف لما تقوم بهذا ..." " لأنك طلبت مني و أصريت..." التقت نظراتهما و شعرت بخديها تحرقانها بشدة، الأمير وسيم و مُهيمن بشدة، أشد وسامة من الصور بالتأكيد، كان يتفحصها بفضول قبل أن تتسع ابتسامته و يمدلها يده: " لا بد أنك بريانا..." لم تتوقع أن يرفع يدها الى شفاهه و يحط قبلة على أصابعها، المثير هو رؤية الامتعاظ على وجه روكو، منذ أن وضع خاتمه في أصبعها يتصرف و كأن ما بينهما حقيقي، تعترف بأن كل الأبواب فتحت في وجهها منذ انتشار الخبر الذي اهتمت سابرينا ايميليانو بإشاعته شخصيا، كل الجزيرة اصبحت ودودة معها و بشكل يثير استيائها في أغلب الأوقات، حماتها المزيفة مثالية في تصرفاتها، حتى أنها اصرت على تقديمها خياطتها الشخصية و اختيار ما راق لها من أثواب الكوكتيل، عندما اتى هذا الصباح روكو لمرافقتها فرحت جدا برؤية الاعجاب في عينيه، لقد كانت راضية جدا على ثوبها الأزرق الطويل و الذي ضم جسدها و خصرها بكل أناقة، بإصرار شديد من حماتها استعملت حلي عائلة ايميليانو، أخبرتها أن اليوم مهم جدا لتقديمها و عليها أن تكون في قمة الأناقة. " تشرفت بمعرفتك أيها الأمير... تهانينا... " " شكرا لك..." و ترك يدها " روكو لم يعطيك حقك... أنت فاثنة 'كارا'... لهذا أخفاك عنا كل هذه المدة..." " الا تظن بأن الوقت قد حان لنذهب الى الكتدرائية؟؟.. " تدخل روكو بجفاف. " كنت أنتظر جلالتك..." قال الأمير وهو يعدمه بنظراته " لقد سبقنا سيزار و خوسيه و اليخاندرو... وكأنك أنت العريس فلنرى اذا كنت دقيق يوم زفافك" " انت من يؤخرنا الأن بثرثرته... هيا فلنمضي اذن" " أبي..." صوت أنثوي مخملي استوقفهما، هزت بريانا نظراتها اتجاه السمراء الهيفاء الرائعة الجمال و سط فستان ياقوتي من الحرير بقصة مبهرة، شعرها الأسود في تسريحة أنيقة على رأسها، بيانكا فالكوني تتلألأ بهاءا و كأنها مصنوعة من الماس...الأميرة من ضمن نساء ايطاليا الرائعات و الأشد تأثيرا في المجتمع. " سوف تغادر العروس خلال عشردقائق مالذي تفعله هنا بحق السماء؟؟" رأتها تتفقد بعناية هندامه و تلامس ربطة عنقه بأصابعها الانيقة و الطويلة: " أنت رائع ايها الأمير... ستكون فلورانس مصدر حسد كل النساء" أمسك وجهها بين يديه و قبل وجنتها بحنان: " و انت رائعة ايتها الأميرة الصغيرة... دكريني أن أجازيكي على كل مجهودك الأخير معي.... كنت موجودة بشدة و أنا مدين لك... شكرا لك صغيرتي" " لا تدفعني للبكاء..." سمعتها تعلق بغصّة. " لا أريدك ان تبكي... سوف أتزوج و هذا كان حلمك اليس كذلك؟؟" " حلمي رؤيتك سعيدا و مستقرا... شكرا لأنك أعظم أب في الدنيا..." وضمته اليها. ابتسمت بريانا لما يحذث أمام عينيها، هل سبق و كانت لها نفس العلاقة مع والدها؟؟ أم أن فارق السن الصغير بين الإثنين يجعلهما بهذا التقارب و هذا التواطئ؟ الاثنين يعشقان بعضهما، و كم تحسد بيانكا على هذا الامتياز. " أحبك" وشوش لها الامير قبل أن يحررها أخيرا. احمرت وجنتيها من السرور، لكن الابتسامة لم تصل مطلقا الى عينيها اللتين هزتهما نحوها فجأة، التعاسة في عمقهما تُخالف تماما الابتسامة المتكلفة على شفاهها الرائعة، مدت يدها اليها: " لابد انك بريانا خطيبة 'روكو'..." " و أنت بيانكا" وشدت بدفئ على يدها..." سيكون لنا كل السهرة للتعرف على بعضنا..." " أنت رائعة صغيرتي" سمعت روكو يعلق و هو يقبلها على وجنتيها. " و انت أيضا روكو... تنقصك فحسب الابتسامة... سترعب المدعوين ان احتفظت بهذه الملامح الجدية..." " تعتقدين؟؟" تسائل بجدية. " فلورانس جعلت من أبي انسانا مرحا" علقت بيانكا موجهة كلامها لها " يجب أن تصنعي المعجزة مع هذا الألي المتجرد من الأحاسيس... لكنني أعشقه من قلبي" وقبلته من وجنته مجددا بكل رقة " أحبك روكو... ابتسم لأن ابتسامتك رائعة" هذه الفتاة تحقق حقا المعجزات، استرخت ملامح روكو و بدى شبه بشري. رافقتهم بيانكا الى الليموزين التي انطلقت في رحلتها القصيرة الى الكدترائية كما بدأ يفعل أغلب المدعوين، أمسكت بديل فستانها بينما كعب حدائها يضرب على الممر الحجري وصعدت الدرجات الحجرية المؤدية إلى مدخل القصر بعصبيه، أمضت هذا الصباح بتفادي رجلين... اليخاندرو و دافيد... اما فيما يخص كيفن فقد تأخر بالوصول و هذا يريحها.. لا تريد تفادي و الهرب من ثلاثة رجال. تعترف بأن كيفن لا يمثل أدنى خطر بالعكس، بالأمس كان لها حذيث طويل مع فلور التي تعرف كيفية اقتناء كلماتها و تخفيف من حدة المشكل، بالنسبة اليها كانت تعي بإنجذابها للممثل و فكرت في أفضل طريقة للاستفادة من الوضع لكنها لم تحسب حساب أن ينقلب الوضع و يحمل كيفن مشاعر حقيقية لها... انقلب السحر على الساحر... وهي معجبة نعم بكيفن و امضت معه وقتا رائعا لكنها لا تحبه و لن تحبه في حياتها... وفي وضعها هذا لم تعد تعرف من تحب و من تكره و من ترغب. " بيانكا" آه كلا... كلا... كلا. لم ترغب بالتوقف لكن يده منعتها من أخد الدرج، بعد أقل من ثانية كانت وحدها معه في غرفة القصر الاسطورية حيث تم رسم خطط في الحروب الصقلية الماضية، أغلق الباب خلفه، اساسا و في الوقت العادي تتفادى الدخول الى هذه المكتبة العتيقة حيث انتشرت صور أسلافها الا من صورة زيتية لداركو... هذا الأخير لا يرغب بوضع وجهه بجانب سيليو. " مالذي تريده دافيد..." " توقفي عن تحاشي لقائي فالأمر اصبح سخيفا برأئي..." هزت عينيها نحوه، كانت أنفاسه ثائرة تماما مثل أنفاسها في هذ اللحظة، دافيد اخد كل شيء من الريتشي، وسامتهم و بهائهم لكنه لم يأخد طيبة و لا رقة مارك انطونيو ولا مرح اليكس... لقد أحبته قبل سنة و نص بكل كينونتها، اعتقدته الها ووضعت له تمثالا و بايعته نبيا، كل أحلام مراهقتها وضعتها فيه... ثم ذات صدمة... بدأ عذابها و انتهت أحلامها. " لا اتحاشاك ... أنا فقط لا أراك" " أنت كاذبة" و دنى منها لكنها لم تتراجع، بقيت نظراتها عالقة به لقد كان رجلاً ذكيًا وجذابًا ومثيرًا - لا شك أنه كان رائع في السرير لكنها لم تعد تريده... شخص محرم عليها اخد مكانه" الا اذا كنت قد تصنعت كل ذلك الحب في الماضي" فقط لو أن الأمر كان بهذه البساطة ..فقط لو لم يحرق كيانها ندما على سذاجتها و على عذريتها التي أقسمت في مراهقتها ان تمنحها فقط لرجل حياتها. " تجربتي معك من أرخص ما عشته دافيد" " و من أجمل ما عشته" مد يده الى وجهها، تركته يتحسسها و فجأة صعقتها الحقيقة. لا تشعر بشيء نحو هذا الرجل المتشبع بالغرور و الغطرسة، طفل مدلل كبير عاد للعبته القديمة بعد أن رأى أاهتمام آخر بها. رائحة اليخاندرو وحدها تؤثر بها أكثر من هذه اللمسة على وجنتها، وهي بين نارين... لن تكون يوما لدافيد لأن ما بينهما صفحة مطوية من الماضي، و لا ترغب اطلاقا تصديق تلك الاعترافات الهادفة لأليخاندرو الذي كان بحال مزرية ذلك المساء و قلب موازين حياتها و هنائه، كلاهما يعرف بأن صداقتهما انتهت للابد و بأن اي نوع من العلاقات الاخرى مستحيل، داركو بينهما و صداقة سنوات ايضا... " ربما لست طبيبة لكنني اشخص لديك نرجسية غير اعتيادية... " " بل الثقة أيتها الأميرة" " انت اشد بئسا من' نركسوس' لكن قصته تبقى فحسب أسطورة، أما حالتك فميئوس منها 'دافيد ريتشي' عليك رؤية طبيب نفسي" " أنت تعشقينني..." التمع التحدي في عينيه الزرقاوين، كان من الصعب عليه بالتأكيد تقبل هذه الحقيقة" أتذكر جيدا كل كلمة... كل قبلة و لمسة... أتذكر كم أحببتني بيانكا و كم جُننتي بي" قبل أن تفقه لنواياه كان قد أمسك بوجهها و أغرقها في قبلة مفاجئة، هل يرغب بهذا الهجوم اثبات صحة كلامه؟؟ بقيت من رخام، هذا الدرس مفيد لها، مفيد لكل عاشقة تظن بأن القلب لا يغير أحواله، هو آلمها، و ذلك الحب الكبير أثمر فحسب مع تجربتها الأولى، لم يكن يوما مثاليا و قد انقلب عليه قلبها... و لهذا سمي بالقلب... فلأنه متقلب... الحب الحقيقي بالنسبة اليها هو المعاملة الطيبة و الود و الولاء... وهو كان سافل و بلا أخلاق... لكل امرأة رؤيتها الخاصة و هي لها رؤيتها. رمقته بنظرات جليدية بينما يبتعد عنها و يحملق لها بعدم فهم... هل أتى أخيرا على اكتشاف أنها لم تكذب بشأن حقيقة مشاعرها؟ " لن تكوني لغيري..." " هذا ما سنراه أيها السافل" تمتمت من بين أسنانها وهي تدفعه عنها و تخرج كالعاصفة. * * * تسائل سيزار ان كانت 'كاتانيا' قد ضمت في كل تاريخها هذا العدد الهائل من مشاهير هووليود، الصحافة جن جنونها و لحسن الحظ ان فرانكو الوفي جدا يقوم بعمل رائع في الحماية، بفضل هذا الجمع المذهل للمشاهير ستنتشر شعبية المدينة و ستجلب اكثر عدد من السياح هو متأكد. " انت رائع و أنيق حبيبي" ابتسم لوالدته التي تأبطت ذراعه و لامست خده بظهر يدها " اتمنى رؤيتك عريسا المرة القادمة و ليس فقط اشبينا" القى نظرة من حوله، شقيقاته في مجموعة من آل ريتشي، بالتأكيد.. دوما على اهبة الاصطياد و ربط الصداقات مع اكبر عدد ممكن من الاثرياء و المعروفين، اليخاندرو يقف مع خوسيه و جوشوا ديكاتريس ، روكو مع خطيبته اليونانية ووالدته و صوفي بالاظافة الى ضيوف اتوا من اليونان و ما افهمه اليخاندرو انه صديق قديم و شريك الامير، الكونت و الكونتيسة ديكاتريس مع مشاهير هووليود، باحة الكتدرائية مزدحمة، الدخول الى هذا المكان سيكون ضرب من المستحيلات على الفضوليين.... مازالت السيارات تجلب المدعويين و في كل مرة يرتفع صراخ الجمهور عندما تظهر شخصية جديدة مثيرة للاهتمام. " 'داركو' محظوظ جدا بهذا الزواج... اتمنى ان تجد أنت الأخر امرأة بوزن 'فلورانس ديكاتريس' " وصلت ليموزين جديدة، كان بإنتظارها... كان بإنتظار رؤيتها و ها هي تنزل من السيارة بإطلالة باهرة، انتفخ صدره بالفخر، يحترم شجاعتها، ظهورها العلني هكذا امام العالم بعد الفضيحة قد يُعرضها للانتقاظ الشديد ، لكن لا يبدو بأنها تهتم، ولا شيء يهزهز هذه الثقة العالية المرتسمة على وجهها المتوحش الجمال، من الواضح أن ولائها لا محدود للديكاتريس وهذا سبب وجودها، انتبهت والدته الى شروذه و يبدو أنها رأتها بدورها، نزل من السيارة الدوق و الدوقة سيفيرانو، تأبطت المرأتين ذراع الدوق و رسمت روبي أجمل ابتساماتها بينما الكامرات تنهال على الثلاثي بفلاشات غير منتهية. " كيف تجرؤ على المجيئ..." سمع والدته تعلق بصوت مبحوح من الغضب و الاستياء. " السيفيرانو مدعوين أيضا لزفاف الأمير أم نسيت مكانتهم الاجتماعية؟..." رد بجفاف على تعليقها. " نعم ربما الدوق و الدوقة سيفيرانو لكن ليس هذه المرأة..." ابتسم تلقائيا بينما تلتقي نظراتهما أخيرا، من المستحيل أن تتواجد على هذه الأرض امرأة بروعة و شقاوة و لدّة روبي، جمال طاغ , بشرة نقية , وجنتتان بارزتان , عينان فيروزيتين شاسعتين وشعر أسود كدجى الليل , تناغم رائع وتناقض صارخ يجمع الألوان فى سينفونية موسيقية رائعة ليس لسحره حدود. كانت تتنفس الاغراء في كل ابتسامة و كل حركة، فستانها جريئ مقارنة بالبقية ، تشبه ممثلات هوليوود في الخمسينات، روبي موهوبة جدا في اختيار اطلالاتها الاستثنائية، كانت تجسدالاغراء، فرجة ديل الفستان تصل الى فخدها و تبرز ساق تغزل في روعتها طويلا بفيرجن... روبي هنا ليس للاختباء، بل لإثارة الانتباه و تحدي كل من يحاول التقليل منها... أي قوة شخصية و قوة ارادة، هذه المرأة بلا حدود... بلا مناوع. " تعرض نفسها هكذا لإصطياد أحد..." " لقد اصطادتني من زمن و الأن اعذريني" لكنها لم تتركه بل شدت على ذراعه. " لا تذهب اليها فتذل نفسك أمام الكل... لن تجرؤ سيزار" استدار الى والدته و حملق الى هذا الجمال الذي سلب عقل الايطاليين في شبابها، لقد كان لها مجدا كبيرا مما وضعها محط حسد كل النساء، لكنها حسابية جدا... و ذكية بشكل لا يصدق، والده لم يكن له وجود يوما أمامها، كان يفعل كل ما تريده زوجته الجميلة، تحت رغبات بناته المتطلبات، كان خاضعا و عاشقا الى أخر نفسا، حتى و هو يعيش لحظاته الأخيرة، لقد مات مسموما... و ظن الجميع أن زوجته من قتلته لكن لم يتم الحصول على اي دليل ضدها، أقسم الا تسيطر عليه امرأة كما سيطرت امه على والده، لكن روبي ليست والدته... روبي لم تطلب منه شيئا و لا تريد حتى الزواج منه، تفضل حريتها و أحلامها عليه، و هو يريدها بأحلامها و فنها و جنونها و جرئتها... يحبها كما لم يحب يوما في حياته... لقد وافقت على العشاء معه ذلك المساء، و كانت السهرة لطيفة لطافة لحظاتهما الحميمية في فيرجن، استعاد حبيبته بإبتسامتها، بعفويتها، لم تعده بشيئ، لكنه أحس بأنها مستعدة لإنطلاقة جديدة... بعد تلك السهرة التي فاقت كل توقعاته... ترك لها حريتها في الغد و انشغل بالمسائل العالقة بالشركتين قبل زفاف قريبه، لكن رؤيتها مجددا هو النجاح بعينه... في كل مرة تسقط عيناه عليها يزداد شغفا بها. "الحب يعمي أشد العيون تبصرا" وشوشت والدته بينما روبي تسلب اهتمام كل من حولها " الحب ليس اكثر من قصة خرافية يستعملها الاقوياء لاستغلال الضعفاء" " كما استغليتي والدي؟ لا أمي... روبي لا تشبهك بتاتا" " تلك المرأة خطرة... تعرف تماما ما تفعله و قد سقطت في شركها مثل الغبي" هذه المرة تخلص منها و مشى نحو المرأة التي تهمه حقا، حكم والدته الغير عادل لا يربك هذا الاحساس بالاكتفاء كلما تطلع الى شمس حياته، لقد قطع وعدا أن يستردها و لا تهمه عواقب قراراته، أخبرها بأن رأي الناس آخر ما يهمه و سيثبت لها حسن نيته. * * * الهتاف و التصفير الذي مزق المكان أندر اليخاندرو أن الواصل اللحظة شخصية أخرى مهمة و بالتأكيد ليس من ايطاليا، ركز على الرجل الذي تسبب بكل هذه الجلبة، و كأن الشعب الكاتاني أصيب بالجنون فجأة، اسم غراي ارتفع في ادنيه مما دفع الابتسامة للانسحاب من وجهه، من المستحيل ان يكون هذا المكان مكان استقبال عروس بل استقبال و فود لا منتهية من مشاهير هوليوود، تحول المكان الى مهرجان 'كان' الفني و لا يعرف متى ستصل العروس و ينتهي هذا الكابوس. المجاهير الغفيرة الواقفة وراء السياج الفولاذي تمد ايديها نحو نجم السينما الذي استجاب بالطبع مع حفنة حراسه الشخصيين، شعر بالغيرة تسحق قلبه، تمنى الا يأتي فقد أخبرته بيانكا بأنه لم يؤكد مجيئه، لكنه هنا... وسيم وسامة فاضحة و ساطع مثل الشمس و يقوم أيضا بالتوقيعات و كأنه في مهرجان سينمائي. " هذا هو حبيب بيانكا اذن... يالحظها" علقت صوفي و هي تتأبط ذراعه "انه فاثن الا تظن اليخاندرو؟". الكلمة لا تكفيه حقه نعم صرح في داخله، ويملك كل ما يسيل لعاب النساء و يبدو موهوبا أيضا بدفعهن للجنون كما يلاحظ اللحظة، كيفن واثق تماما من تأثيره على من حوله، واثق من سحره بلا ادنى شك، كيف استطاعت بيانكا مقاومته خلال اقامتها الوجيزة في البهاماس؟ الا اذا كانت عواطفها قوية جدا لدافيد ريتشي وولائها اقوى. النجم الوسيم استمر بالتوقيعات قبل أن يلتحق بالبقية على التصفيق الحار، فرجينيا ريتشي من أخدته بين أحضانها قبل أن تبدأ بتعريفه على بعض أفراد العائلة، مثل ما هو متوقع شقيقات سيزار توجهن فورا نحوه، لكن هذا الأخير بدى و كأنه يبحث عن شخص... يبحث عن بيانكا بلا أدنى شك.. حبيبته هو. منذ ذلك المساء لا ترد هذه الأخيرة على اتصالاته، يشعر بأن قلبه المعذب يزداد في السقوط نحو المنحذر العميق لليأس، لقد خانها و خان ثقثها، مازال يتذكر الاشمئزاز الذي ارتسم على وجهها بينما يعترف لها بميوله لها، لكن مالذي توقعه في النهاية؟ أن تفتح له ذراعيها و تخبره بأنها هي أيضا مغرمة به منذ سنوات مضت؟؟ لكنه على يقين من شيئ واحد... الكيميائية الموجودة بينهما قوية جدا، و هي ايضا شعرت بها، و ربما قوة ما يجذبها أرعبتها لذا سيمنحها بعض الوقت، و اذا قررت قطع كليا صلتها به فسيحترم قرارها أيضا. " اشعر بالدوار لكل هذا الكم الهائل من المشاهير... يوجد بعض افراد العائلة الملكية أيضا... " علقت صوفي. " الكونت اندريس له وزن و شأن كبير جدا في بريطانيا من الطبيعي وجودهم" رد اليخاندرو. " لا يبدو ان كل هذه الفخامة و هذا الترف يستهويك عزيزي..." حط نظراته عليها، كانت رائعة مثل المعتاد، مشعة في فستان كوكتيل أزرق تناغم تماما مع نظراتها الزرقاء... " سأتزوج المرأة التي أحب في حميمية العائلة و الاصدقاء المقربين..." صرّح بصدق. " و من هي المرأة التي تُحبها...؟" سألته برقة. المرأة التي يُحبها يسوقها القدر بعيدا عنه كما كانت دوما، بعيدة المنال مثل القمر و النجوم، و كم أن هذا البعد يمزق أحشائه، لقد عاش أتعس ايامه منذ أن تركت بيته ذلك المساء و قطعت اي اتصال معه، لابد أنها تراه مثل الوحش... مثل المسخ. لم يرد على سؤال صوفي، وصلت سيارة الوصيفات تعلن بلا أدنى شك وصول قريب للعروس، حان الوقت ليقف بجانب 'داركو' في مذبح الكتدرائية، لكنه كان بإنتظارها كل هذا الوقت و لا يريد مطلقا تفويت فرصة رؤية بهائها، آنجلا ريتشي من نزلت أولا بعد 'ميا' ريتشي و 'غابرييل' بعدها خرجت هي... شعر بأن أنفاسه تتوقف في صدره.. ان استمر قلبه بالخفقان بهذه الطريقة فسيُغمى عليه. ( أحبك بيانكا...لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونك) و كأنها سمعت هذا النداء الصامت، هزت نظراتها اليه فجأة، تحرشت به العواطف لحد الهوس بينما يرى تاريخ حياته كله منسوف تحت قدمي هذه النظرات القاتمة، انه يستحق الدفاع عن نفسه... يستحق ان تمنحه فرصة شرح الموضوع لها، فلم ينوي خيانتها و لا خيانة والدها بهذه المشاعر التي كبرت وحدها بدون اذنه و تمردت عليه مع الوقت، لم يكن الحب رحوما معه و لم يترك له اي خيار، أصبحت بقيمة الهواء بدون اي تخطيط منه. رآى وجنتيها تغمرهما الحمرة و تهرب من عينيه ، ردت على شيء قالته لها 'ميا' ريتشي في ادنها و رأتها تلتقط باقة أزهار العروس قبل أن تمنحه ظهرها و تتجاهله كليا كما فعلت مؤخرا... يقسم أنه في هذه اللحظة اذا وضع يده على صدره فسيلوثها دم قلبه الذي ينزف بشدة. لا يبدو بأنه الوحيد الذي انتبه لوصولها، كيفن غراي اسرع لإستقبالها، مثل فلم مقدم بالعرض البطيئ رآه يدنو منها و يضع ذراعه حول خصرها بتملك، استدارت بيانكا نحوه متفاجئة و رآى وجهها يشرق للتعرّف عليه، العرض لم يتوقف عند هذا الحد، كيفن غراي آلف ادواره في هوليوود، لم يترك المجال لأدنى شك عن علاقته بالأميرة الصغيرة، غرق معها في قبلة محتدمة متناسي تماما أنهم تحت المراقبة الشديدة للصحفيين و الجمهور الايطالي... المشهد مريع لدرجة انه أصبح مجرد كومة رماد مثناثرة بعد الحرائق التي الهبت كل خلية من جسده. " اليسا رائعين؟؟" سألت صوفي. " اعذريني.." تمتم و هو يتملص منها للدخول الى الكتدرائية، ان لم يهرب فسيقتل 'غراي'... لقد اكتفى مما رآه و يراه العالم بأسره في هذه اللحظة. " اليخاندرو.." لم يرد على سيزار الذي كان على أعقابه، مالذي يريده منه بحق الشيطان؟؟ الم يكن اللحظة مع روبي سيفيرانو؟؟ اسرع نحو المذبح، كان داركو مع ادواردو ريتشي و يبدوان غارقين في حذيث محتدم، و بدل التوقف حيث يجب أن يكون قصد الباب الجانبي المختفي تماما وراء ستائر من الورود الامنتهية، الغرفة مخصصة للعروس و لا يوجد فيها سوى حيطان من المرايا عكست بوضوح مظهره البائس... رباه... يبدو شبيها بثنين يخرج النار من أنفه و فمه... يشبه رجل بائس أتى على رؤية حب حياته بين ذراعي رجل اشد شأنا منه. " اليخاندرو"و كان سيزار الذي اغلق الباب خلفهما. " اريد البقاء بمفردي لدقيقة لو سمحت..." لكنه لم يعد بإستطاعته منع هذا العذاب الذي يتآكله و يحرقه بشدة... دموع الغضب تجاوزت حدود الجفون التي انتفخت بشدة من شدة الضغط و السخط و العذاب و كل أنواع التعاسة التي ملأت القلوب و الكتب و المجلدات و القاموسات... يريد فقط الموت في هذه اللحظة. " توقف عن العذاب..." " كتب العذاب بجانب اسمي في شهادة الميلاد ..." توقف فورا و جلس على الكرسي الخشبي أمام طاولة الزينة قبل أن يلتقط رأسه بين يديه: "فلا تسألني عن العذاب" تنهذ سيزار ودنى منه ليحط يده على كتفه: " لما لا تصارحها و بكل بساطة؟؟ سأساعدك بشأن داركو..." قاطعه اليخاندرو وهو يهز عيناه المحمرتين: " لقد صارحتها... فألغتني من حياتها ... " وهز كتفيه " كل من اتعلق به و أحبه يقطع صلته به... أولا خافيير و الأن بيانكا..." أقطب سيزار بعدم فهم: " من هو خافيير؟؟" التقط اليخاندرو نفسا عميقا و تمتم بتعاسة: " توأمي" | |||||||||||||
09-05-19, 10:36 PM | #1744 | |||||||||||||
مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة
| شكرا حبيبتي على التعب و التنزيل و قراءة ممتعة يا بنات و بانتظار ردودكم على الفصل | |||||||||||||
09-05-19, 11:05 PM | #1745 | |||||||||||||
مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 59 ( الأعضاء 29 والزوار 30) أميرة الحب, ميمو كوكي, دوسة 93, Amanl, خير جليس في الزمان, nale, الزنبقة الجميلة, الحرف العتيد, business student, loloclavreul, cab123, ملكة حمادة, مامون الشرع, سراج النور, luz del sol, mishena la, rajouna, Berro_87, ملكة الذكريات, next.tonever, حياة زوجية, أم الريان, Leens, الاف مكة, كوكا الحلوة+, ammarfa, wala.karakra, ام الور | |||||||||||||
09-05-19, 11:42 PM | #1747 | ||||||||||||||
مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة
| اقتباس:
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 61 ( الأعضاء 31 والزوار 30) أميرة الحب, mishena la, غموض الليل, Amanl, المهندسه سحر, k_meri, nale, rajouna, ملكة حمادة, loloclavreul, مامون الشرع, خير جليس في الزمان, cab123, جوجوهانم, pooh10, الحرف العتيد, ميمو كوكي, دوسة 93, الزنبقة الجميلة, business student, سراج النور, luz del sol, Berro_87, ملكة الذكريات, next.tonever, حياة زوجية, أم الريان, Leens, الاف مكة, كوكا الحلوة+ | ||||||||||||||
10-05-19, 02:14 AM | #1750 | |||||||||
| اهلا امورة كيف حالك مع الصيام و رمضان فصل رائع عزيزي دراكو يتزوج اخيرا ارجو ان يتم كل شيء بخير لكن اصبح في قلبي شخصية اخرى اليخاندرو المسكين لا تتركي معاناته تطول فبيانكا تستحق الفرح سيزار وروبي دويتو جميل يجب على روبي ان تعذب سيزار قليلا كما يجب على ديامانتي ان تفعل مع نيوس قفد اصبح يغضبني بافعاله معها قليل من عدم الاهتمام يننفع بعض الاحيان روكو يعيش الدور كأنه حقيقي في الحقيقة هاته المجموعة متكبرة يجب على نسائهم ان يكن قويات و اندندا لهم برافو و في الانتظار دائما | |||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|