آخر 10 مشاركات
اغفرلي فِصامي (الكاتـب : آيات العزيبي - )           »          [تحميل] هن لباسٌ لكم بقلم ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ رواية أعادت معنى التميز ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          الشباك الذهبية _ ريبيكا ستراتون _ روايات غادة (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          قلبي الرافض - بينى جوردان (الكاتـب : pink moon - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة *مكتملة* (الكاتـب : كلبهار - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          ذكرى الإبنة المفقودة لكيم إدواردز ..حصرياً (الكاتـب : Dalyia - )           »          رقصة الـعقـرب - آن ماثر - ع.ج** (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree24Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-18, 12:25 AM   #11

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile11


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية سيمو مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أول مرة أقرأ عمل ليكي يا جوجو بس حقيقي عجبتني الرواية فوق ما تتصوري لدرجة اني سهرت معاها للفجر عشان أخلصها يعني تقريبا 10 ساعات متواصلة وانا مركزة في كل مشهد وكل لحظة منها تسلب الأنفاس، حسيت بمشاعر كل شخصية منهم حورية ،سليم لي حبيت اضربه في الاول بعدين غيرت رأيي، حتى هشام وعقده ...
انبسطت حقيقي بتصميم الغلاف لي كان يلعب بمخيلتي حتى خلصته وابسطت اكثر بقراية الرواية ويارب مش اخر عمل اقراه ليكي
موفقة دائما
حبيبتي شرفتيني بمتابعتك و معرفتك جداا و الغلاف فعلا كان اقرب للروايه مما تخيلت تسلم ايدك ألف مره 😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘




Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-18, 12:27 AM   #12

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الف مبارك نزول خارج اطار الحب
مقدمة وفصل تحفة
عرفنا وجهة نظر البطلة وماحدث لها
البطلة حورية العائدة بعد موت زوجها ورحيلها هى وابنها لوطنها
وظهور سليم التى لم تتوقف قلب حورية عن الخفقان له
يسلموووووو وبانتظار القادم
متابعة
و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته
الله يبارك فيكي حبيبتي تسلمي على رأيك الغالي و أن شاء الله باقي الرواية تعجبك 💓💓💓💓💓💓💓💓


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-18, 02:54 AM   #13

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروووك ياقمر موفقة ان شاء الله 😘😘❤❤

Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-18, 04:17 PM   #14

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي





الفصل الثاني


وصلت أخيراً إلى منطقتي و كم كنت مرهقاً و مستنزفاً !! .. لكني سعيد .. لقد ربحنا المباراة النهائية بفضل الله و قد أحرزت هدفين في مرمى الفريق المنافس .
نزلت من سيارتي لتقابلني كل مظاهر البساطة التي تمثل منطقة سكني فرغم أن مستواي المادي قد تحسن كثيرا ً إلا أن والدتي رفضت و بشده ترك منزلها فلم يكن لدي حل سوى أن ارضخ لما تريد .
لمحت طفلين يتشاكسان فاتسعت ابتسامتي لا اراديا ً و انا اري الماضي يمتثل أمامي من جديد!!
طفله تشاكس طفل..
حوريه تشاكس سليم ..
حوريه .. اغبى قرارتي !!!
حوريه .. اعز صديقه كانت لدي يوماً !!
و هل كانت صديقه حقاً؟!!!
حوريه لم تخضع يوماً لوصف .. لم تتبلور في مكانه
انها فقط كانت ... كانت نسيم ايامي الحارة ..
كانت تقبع في عمق كينونتي دون أن ادري .. اتخبط هنا وهناك و هي ثابته مكانها لا تتحرك انشاً واحداً .. في داخلي .. قطعه من روحي
الى أن صفعتني حتى استفيق و أدرك جيداً انها لم تكن يوماً أمراً مسلماً به!!!
صفعتها كانت قويه لدرجة أنني حتى الآن ما زلت انزف على إثرها...
آه .. كم تبدو ذكراكِ الان حيه... و بعيده! .. كبعدك عني بالضبط!!
ابتلعت مرارتي لأتحرك بعدها إلى البناية اصعد درجاتها بهدوء بارد لتعود ذكريات الماضي تنغز قلبي و انا اتذكر كل مره ركضنا فيها على الدرجات و كم مره سقط فيها أحدنا لننال نصيبنا من التوبيخ سوياً ثم نعيد الكره في اليوم التالي بلا كلل .
وصلت أخيراً إلى باب شقتنا و لكن قبل أن افتحه وصلني صوت امي الضاحك يأتي من شقة الخالة سميره ففتحت الباب و وضعت حقيبتي ثم طرقت باب الشقة المقابلة لتفتح امي الباب لي و هي تحمل طفلاً صغيراً يبدو وسيماً بعيون زرقاء و يرتدي ملابس تدل على ثراء عائلته!!!
اتسعت عينا امي بسعادة حين رأتني أمامها اقف مبتسماً لرؤيتها لتنزل الطفل أرضا ً ثم تعانقني بكل قوتها وهي تضحك لعودتي بينما تبثني اشتياقها و استيائها المتكرر من غيابي عنها
اغمضت عيني استمتع بعناقها ثم فتحتها لأجد من كانت تحتل أفكاري منذ لحظات تقف أمامي تحدق فيّ بصدمه تماثل صدمتي و يمكن أكثر!!
هل هذه حوريه؟!!!
رباااااه !! .. كيف يمكن لخمس سنوات أن تطمس مشاعر الإنسان لتحولها بكل عنفوان لشيء آخر لم يتخيله يوماً !!!
حوريه البحر ذات العيون الحزينة التي تقف أمامي تختلف عن تلك التي تركتني في ليلةٍ ما و اختفت تماما ً من حياتي و كأنها لم تكن يوماً...
احساسي بها الآن يختلف شكلاً و تفصيلاً عما كان من قبل!!
" حوريه !! "
لم اعلم أن همستي الغير مصدقه قد تخطت حدود شفتي الا حين رأيت تشنج جسدها الطفيف و لمحة الألم التي زادت من نحيب عينيها الذي رأيته منذ أن وقعت عيناي عليها
" ماذا بكما؟!! .. لما تسمرتم هكذا و كأنكما تحولتما لتماثيل شمعيه؟!! "
كلمات امي الساخرة و ضحكات الخالة سميره جعلتني ازحزح عيوني عنها " مرغماً "
كم كبرتِ حوريه !!!!
ابتسمت لأمي بهدوء كاذب ثم قلت :
" لقد تفاجأت بوجودها "
ثم نظرت إليها و أكملت بلؤم مقصود:
" فنحن لم نراها منذ أكثر من خمسة أعوام "
إن كنت اطمع برد فعل أتوقعه منها فقد خاب أملي ، فكل ما حصلت عليه ابتسامه بارده تناقض تماماً الحمم التي تقذفها عينيها نحوي ليأتيني صوتها بنبره جديده باهته لم اسمعها منها يوماً حين قالت:
" مرحبا ً .. كيف حالك ؟!! "
ابتسمت لها بهدوء كاذب لأجيبها بتحدٍ لا اعرف لماذا أطلقته بوجهها:
" مرحباً بك ِ .. انا كعادتي بأفضل حال ، كيف حالك انتي؟!! .. ابنك يبدو وسيماً للغاية "
التمع الدفيء بعينيها للحظه لتبتسم وهي تنظر إلى طفلها بينما تقول:
" هو فعلا كذلك "
و كأن الوضع ينقصه توتر إذ ظهر لنا من تحت الارض صوت ميسون و هي تلقي السلام لتُفاجئ هي الأخرى بوجود حوريه فتضع طفلتها أرضا ً ثم تهرول ناحيتها لتعانقها بحراره بينما ما زلت انا على وقفتي الغبيه و رغماً عني اشعر بالحسد و النقمة بينما يصور لي عقلي عناق مشابه!!!
.............
و قد كانت منقذتي كعادتها .. ميسون!!!
أختي العاقلة ، الذكية ، طبيبة العائلة و .... سر سليم الذي كان يظن أن لا أحد يعلمه !!!!
الهيت نفسي بعناق ميسون ثم تعرفت إلى طفلتيها " سوزي " و " ريماس" و قد كانتا جميلتان مثل امهن بالضبط ثم حاولت تقريب عدي منهن ليلعبوا معاً حتى اساعده على التأقلم مع المكان أكثر
" البقاء لله "
قالها سليم بود كاذب قرأته بوضوح فوق صفحة وجهه لأهز له رأسي بفتور دون أن أجيب بشيء و رغماً عني تقتلني جلسة ميسون بيننا ، فأمي و الخالة نعمه اتفقن أن نتناول جميعاً غدائنا معاً كالأيام الخوالي لكن شتان بين ما مر و بين ما اعيشه الان
ابتسمت بسري وانا أذكر كم مره طلبت من أمي بشكل غير مباشر أن تدعوه للغداء معنا ... أما الآن فأكاد اعد اللحظات حتى تنتهي تلك الجلسة المتعبة لأعصابي خاصة ً و هو يجلس هكذا يحدق بوجهي بكل وقاحه و كأنه يستكشفه لتظهر لي همسة " لعنتي " من العدم و كأنه يقرأ حنيني الى الآخر :
" تدورين و تدورين .. لكن مطافك يبدأ و ينتهي هنا بين ذراعي هشام "
تباً .. ألن تنتهي تلك المعاناة ؟!!!
اغمضت عيني احاول طرد شبح هشام من حولي ثم فتحتها من جديد لأجد عيناه و قد اتقد جمرها حين رأى جرح وجهي فيسألني بلحظة تهور:
" ماذا حدث لوجهك حوريه ؟؟! "
انتبهت ميسون لتبعد شعري و تمعن النظر لوجهي فأجبت بصوت أردته ثابتاً و انا اتهرب من عينيه:
"لا شيء .. هذا اثر حادث بسيط ، لقد سقطت من فوق الدرج "
" حقا ً ؟!!! "
قالها بعنف متهكم مما جعلني انهض قائله ببرود:
" انا سأساعد امي "
بعد لحظات سمعته يقول لميسون بصوت ما زال يسيطر عليه العنف:
" اخبري امي اني سأعود بعد قليل "
ثم خرج صافقاً الباب خلفه !!!!
" حوريه "
التفتت الى ميسون التي أشارت لي لنجلس سويا في غرفتنا القديمة ثم بدأت حديثها :
" هل انتي بخير اختي؟!!! "
ابتسمت لها بهدوء لأجيبها برتابة:
" أجل ميسون .. انا بخير "
" هل هشام من فعل بكِ هذا ؟!!! "
رباااااه ألن ينتهي هذا الأمر؟!!!!!
" أجل ميسون .. هشام من اهداني هذه العلامة المميزة قبل موته بساعات"
نظرات ميسون الثابتة تشتتني لتقول بعدها بصوت فاتر:
" أكره قول هذا لكِ ... لكني حذرتك من البداية لكن لا اعلم ماذا حدث لكِ بتلك الفترة جعلك تفقدين عقلك و تقبلين بذلك المختل !! "
ابتسمت بمراره لأجيبها:
" نصيبي "
" هيا يا فتيات لقد انتهينا من اعداد الطعام "
صوت الخالة نعمه أنهى تلك المحادثة العقيمة قبل بدأها فخرجنا لهن لتتساءل الخالة نعمه بحيره:
" اين ذهب سليم ؟!! "
تولت ميسون الإجابة:
" لقد خرج و قال أنه سيعود مجدداً .. لا اعلم الى اين ذهب "
جلسنا جميعاً حول المائدة لتمر بضعة دقائق ثم يدق سليم الباب مجدداً ليدخل و قد غير ثيابه و لف كفه.... بضماد!!!
" ماذا حدث لك بني ؟!!! "
" لا شيء اماه .. لقد أغلق باب الخزانة على كفي لا اكثر "
هل يتحاشى الان النظر لي؟!!!!
عجيب !! .. ألم يكن منذ لحظات لا يترك لمحه في وجهي دون أن ينظر إليها ؟؟!
بدأنا تناول الوجبة في حذر لأتشاغل انا بإطعام عدي هاربةً باستماته من الإجابة على أي تساؤل حول حياتي مع هشام!!!!!
" الحمد لله سلمت يداكِ خاله سميره "
في العادة لا تترك الخالة نعمه تلك الجملة تمر دون أن تمزح بأنها أفضل من أمي في إعداد الطعام لكن نهوض سليم و كأنه في سباق للرحيل من هنا جعلها تصمت ليقف هو مقبلا رأس امي كعادته ثم ألقي تحيةً جوفاء و رحل إلى شقته أمام نظرات الجميع المتعجبة من تغير أحواله!!!!!
................
لم اكن استطيع البقاء أكثر من هذا!!!
لا اتحمل الجلوس دون النظر إليها و في نفس الوقت لا استطيع تحمل رؤية ذاك الجرح البشع الذي يتحدى نظراتي بكل قوه و كأني ارى سببه حياً هنا بيننا !!!
فقط كيف اروض رغبتي بإخراج ميت من قبره ثم قتله من جديد مراراً و مراراً حتى يشفي غليلي مما أرى ؟؟!
نزعت ملابسي و رميتها بعنف يستفحل في عروقي ثم دخلت باحثاً عن راحتي تحت المياه الباردة لتهاجمني و تطرق رأسي بلا رحمه إحدى ذكرياتنا معاً ....
كل شيء بدأ منذ نجاح اول عرض لها دون أن ادري فبعد أن انتهى اصررت على اصطحابها هي و ميسون للاحتفال
" حسناً .. ماذا ستطلبن آنساتي؟!! "
حدقت ميسون بقائمة الطعام تختار ما تريد بينما شاكستني حوريه كعادتها حتى وإن كانت مجهده:
" كم مستوي ميزانيتك حتى اطلب على أساسه؟!! .. فأنا لا اقوى على غسل اطباق المطعم ثمناً لما سآكله "
هزت ميسون رأسها يأساً من اختها بينما اقتربت انا منها قائلاً بخفوت مهدد:
" إن لم تحافظي على نظافة لسانك حتى نهاية السهرة سأغسله انا لكِ بالماء و صابون الأطباق "
ضحكت لي غامزه فالتفت بعدها إلى من كنت اعتقد انها فتاة احلامي فيغلب قلبي لساني و تتحول نبرتي كلياً إلى أخرى حنونه :
" ماذا ستطلبين ميسون؟!! .. أياً كان ما ستطلبينه انا اريد مثله "
ضحكت ميسون برقه ثم قالت بعدها:
" حسنا لقد اخترت السمك "
ابتسمت لها عيناي و لكنها كعادتها كانت بوادي اخر فقالت بعدها حوريه تدعي الحنق :
" لما لم تسألني انا أيضاً عما اريد ؟!!! "
نظرت لتلك المزعجة قائلاً من بين اسناني:
" لأنك ستمسكين بالقائمة تقرئين كل ما فيها من أنواع ثم تتساءلين عن كل نوع و بعدها تسخرين من بعض الأطعمة وفي النهاية ستختارين المعكرونة باللحم "
ابتسمت لي بعينيها لتقول بعدها مازحه:
" عجباً ...!! .. لقد حضرت دكتوراه في سلوكي دون أن ادري "
نظرت لها بطرف عيني دون أن اجيبها بشيء ثم استقرينا بعدها على ما سنتناوله ليمر بعض الوقت بين أكل و مزاح لتظهر لنا بعدها فتاه رشيقة تبدو أكبر من حوريه ببضعة أعوام طويلة القامه جذابة الملامح بعيون يطفو منها الغضب و بذراع مجبر :
" مرحباً حوريه .. ارى انكِ تحتفلين بنجاح العرض "
امتعض وجه حوريه لكنها ابتسمت بسماجه لترد على الفتاه :
" مرحباً نرمين .. ما شاء قوية الملاحظة كعادتك "
و كأنهن يتبادلن حديث ودي إذ قالت نرمين بابتسامه صفراء :
" استمتعي الان كما تشائين لأنه بعد أن يشفي ذراعي سأعود لأكون الراقصة الاولى من جديد و تعودين انتي الى الصفوف الخلفية حيث تنتمين"
حسنا .. هذا يكفي .......
قاطعتهن محاولاً لعب دور العاقل:
" حسناً آنساتي انتن بحاجه لبعض الوقت المستقطع قبل أن تكملن تلك المحادثة الشيقة "
التفتت بعدها لتلك الـ " نرمين " لأقول بكياسه كاذبه:
" تفضلي انستي شاركينا العشاء "
التفتت لي " و ليتها لم تفعل " ثم ابتسمت بلطف وجدته مريباً بعض الشيء بعد أن كانت تتشاجر بخفوت مع حوريه ثم همست:
" شكراً لك .. انا ايضا ً لدي رفقه سأعود لها "
ابتسمت لها بهدوء ليظهر صوت حوريه من جديد حين قالت مغيظه إياها:
" أجل عودي الي رفقتك حتي نعود نحن أيضاً و نكمل ما كنا نفعله قبل هذا الفاصل اللطيف "
التمعت عين نرمين بالبغض لترحل بعدها بينما جذبت ميسون ذراع حوريه تجلسها من جديد بينما تهمس بتأنيب خافت:
" كفى حوريه .. ما الذي تفعلينه؟!! .. بعض النضج لن يضرك في شيء "
و كعادتها الأزلية وقت الغضب رفعت حوريه حاجبها لميسون لترد بخفوت مماثل:
" و ماذا فعلت أنا؟!! .. ألم تلاحظي انها هي من اقتحمت جلستنا بكل صفاقه و بدأت بحرق أعصابي؟!! .. هل كنتِ سأصمت لها ؟!! "
" حاشى "
قلتها ضاحكاً بخفه لتنظر لي حوريه شزراً بينما قالت ميسون بهدوء و هي تعود لتناول وجبتها :
" حوريه يجب أن تتعلمي التحكم في اعصابك اكثر من ذلك كما يجب أن الا تدعي الفرصة لأحد ليستفزك و يجعلك تخطئين معه في الحديث كما كاد أن يحدث منذ دقائق "
زفرت حوريه بملل فهي أكثر ما تكرهه هو أن ينصحها أحدهم بأي شيء لتقول بعدها بوجوم:
" حسنا ان كنتم انتهيتم من تناول طعامكم انا اريد العودة للمنزل .. انا مرهقه "
( اللعنة على حماقتك حوريه ستجعلينني اخسر فرصتي الذهبية بالخروج مع ميسون .. سأقتلك فور أن نعود )
تمتمت بها في سري و انا ارى الحمقاء تعقد العزم على العودة الى المنزل من بداية السهرة ثم أصابني الإحباط بحق حين قالت ميسون بموافقه :
" سيكون أفضل .. من الأساس انا لدي اختبار بعد يومين "
لم استطع الصمت فقلت متهكما ً:
" هل هذا هو مفهوم الاحتفال لديكن ؟!! .. تتناولن الطعام ثم تعودن الى المنزل للنوم أو المذاكرة !! "
اجابتني حوريه برتابة جعلتني أرغب في صفعها حقاً :
" اخبرتك من البداية اني متعبه .. انت و ميسون من اصررتم لذا لا تلقي علّي اللوم "
ظللت صامتاً للحظات ثم قلت بمحاوله اخيره:
" حسناً إن كنتِ متعبه عودي انتي الى المنزل و سأكمل السهرة انا و ميسون "
نظرت لي بتعجب مما اقول لتجيبني ميسون :
" لا .. ليس اليوم ، دعونا نعود إلى المنزل حتى احضر نفسي للاختبار "
كتمت تأففي من طبع ميسون العاشق للعلم ثم نهضنا بعدها و في طريقنا لخارج المطعم مررنا بطاولة نرمين التي هتفت بمكر :
" الى لقاء قريب يا حوريه "
لكن حوريه لم تبالي بها من الأساس فنظرت لي بعدها و أكملت دون حرج:
" الى اللقاء .. اتمنى رؤيتكم من جديد ..... يا وسيم"
رفعت حاجبي مذهولا منها لتضحك ميسون بخفوت على هيئتي ثم خرجنا بعدها فقلت دون أن تفارق الصدمة نبرتي:
" لقد غازلتني علناً "
ضحكت ميسون بصوت مرتفع بينما قالت حوريه وهي تنظر لي من بين اهدابها الطويلة :
" لا تتعجب نرمين تغازل كل من تراه ، لقد سمعت انها كانت من عشاق درس ( جمع المذكر السالم ) ايام الدراسة "
تعالت ضحكة ميسون أكثر و أكثر ثم شاركتها حوريه الضحك بينما أنا تائه بابتسامه بلهاء في ضحكة غامضتي عاشقة الكتب .
" سليــــــــم !! ... بني هل انت بخير؟!! "
صوت امي القلق اعادني لحاضري من جديد فأغلقت المياه قائلاً بصوت لم يفارقه الحنين:
" بخير امي بخير .. سأخرج حالاً غاليتي "
خرجت بعد عدة دقائق لأجدها تنتظرني لتسألني بغتةً :
" ماذا حدث لك ؟!! .. منذ أن رأيت حوريه تبدل حالك !! "
حاولت قدر الإمكان أن أكون ثابتاً ثم اجبتها متقنا ً دور المتفاجئ :
" و ما دخل حوريه يا امي؟!! .. كل ما في الأمر اني مرهق من الرحلة "
واجهت نظراتها المتفحصة بثبات اُحسد عليه لتتنهد هي بقنوط فيما تقول:
" انت مثل ابيك لن استطيع الوصول معك لحق أو باطل إن أردت الصمت، انا لن اتعب نفسي معك "
ابتسمت لها مطمئناً إياها ثم قبلت رأسها قائلاً بمشاكسه:
" امممم مثل ابيك !!!! ... هذا بالتأكيد مدح لأخلاقي "
ضحكت لتجيبني:
" ابيك لا مثيل له .. انت فقط تشبهه من بعيد .. رحمة الله عليه كان سيد الرجال"
قبلت كتفها ثم تركتها و دخلت الى غرفتي محاولاً اخذ قسط من الراحة بعد تلك التطورات التي حدثت اليوم لتضربني الحقيقة من جديد
لقد عادت حوريه .. و عادت روحي معها .
.................................
" سأرتب ملابسك في الخزانة "
قالتها امي بإقرار و هي تنهض الى غرفتي القديمة فحاولت اثنائها :
" اتركيها امي انا سأرتبها قبل النوم .. لا داعي لتعبك "
هزت رأسها فيما تقول بإصرار:
" لا والله لن يرتبها غيري ، انتي لا تعلمين كم تمنيت عودتك حوريه "
ابتسمت لها بدفيء لتذهب هي و تختفي داخل غرفتي القديمة بينما مكثت انا مع عدي الذي كان يغلبه النعاس بعد تلك المسافة الطويلة التي قطعناها
(في الغرفة )
ارتب ملابسها و داخلي يغلي على حالها و ما آل إليه ....
ابنتي .. فرحتي و قرة عيني .. عاصفة منزلي المحببة تختفي عن عيني أعوام ثم تعود بهيئة اخرى لا تمت لما كانت عليه بصله!!!!
عيناها تستنجد بصمت ، اشعر بنزيف قلبها يمزقني رغم ابتسامتها الهادئة التي ترسلها لي كل لحظه وهي تظن بكل حماقه انها تطمئن قلبي عليها
ترى ماذا فعلوا بكِ صغيرتي؟!!!
ما الذي اضطررت ِ الى مواجهته هناك بمفردك؟!!!
لعنة الله على العجز
صوت سقوط شيء بالأرض جعلني استغفر الله ثم نظرت لأجد دفتراً صغيراً اسود اللون رفعته لتسقط منه ورقه مطويه فغلبني فضولي و فتحتها :
" قبل أن تُلقي باللوم علي اسألي نفسك أولاً .. هل احببتني يوماً ام كنت فقط الإنسان المناسب في الوقت المناسب؟!! .. لستِ ملاك فلا ترفعي راية الطهر بوجهي ، كلانا مخطئان لكن خطأك انتي لا يُغتفر، انا لعين و أكره نفسي كل يوم على ما اسببه لكِ من ألم لكن أقسم لكِ أنه في كل مره مسستك فيها بسوء جلدني قلبي الف مره لأجلك ، في كل مره حاولت فيها كرهك غافلني قلبي اللعين و تعلق بكِ أكثر بينما قلبك انتي لم يحن لي ولو بنبضه واحده فمن منا الظالم؟!!!
اجل كنتِ تريدين بدأ حياة جديدة معي لكن رغماً عنكِ وعني كان هناك ما يبعدك .. حاولتِ أجل ، لكنك حاربت ِ دائما ً حقيقة ملكيتك لي
كان يجب أن احظى بهذا القلب حتى وإن ذبحته كل يوم ألف مره .. لا يهم و لن يهم يوماً .. عذابك انتي اهون من جحيمي
أتعلمين .. هناك لحظه لن اغفرها لكِ يوماً مهما حدث ....
حين جعلتني اغضب منك و صفعتك ثم رمقتيني بعدها بتلك النظرة الكارهة ... لن انساها لكِ حوريتي .. في عُرفي اي شيء يهون الا الكره
اتعبتك و أهلكتِ قلبي و برغم كل ما مر ابلغي قلبك مني السلام ... هشام "
تعجبت مما أقرأ .. هل حقاً هذا هشام الفخور حد التباهي ؟!!
اكاد ارى توسله لحبها بين حروفه !!!
ترى ما الذي حدث بينكما لتصلا الى ما وصلتما إليه؟!!!
عدت بنظري لذلك الدفتر الأسود ثم فتحت اول صفحاته
" اشعر انني سخيفة للغاية .. لم أتخيل أن أكتب مذكراتي يوما !!! "
هذا هو .......
منبع اسرارك يكمن بين يدي حوريه .. سأفهم ، ويجب أن أفهم كيف عدتِ معطوبة بهذا الشكل و كيف جعلتي هشام الخشاب بجلالة قدره يتوسل الحب منكِ !!
......................
بعد شهر....
و اخيرا ً ازلت الضمادات اليوم عن جرح وجهي و عاد لطبيعته السابقة نوعاً ما عدا بعض العلامات البيضاء الطفيفة لكن الطبيب اخبرني انه مع الوقت ستزول وقتها اخفيت ضحكتي الساخرة بمعجزه و كدت ان أخبره أن بعض الندوب غير قابله للشفاء و منهم ندب وجهي ، فحتى إن اختفي عن مرأى عيني سيظل قابعاً أراه في كل مره انظر فيها لمرآتي
" اصبحتِ جميله من جديد امي "
ضحكت لعدي ثم بدأت بالركض خلفه في مدخل بنايتنا اقوم بالهاء نفسي حتى لا اعود لجحيم أفكاري من جديد !!
و في نفس الوقت كان سليم يهبط من الدرج متجهاً نحو الخارج ليفاجئني عدي الذي جرى نحوه و قد استطاع سليم اكتساب صداقته في وقت قياسي لينحني سليم ضاحكاً و يحمله فيما يحدثه كرجل ناضج:
" كيف حالك اليوم يا بطل؟!! "
عدي الذي كان منطوياً و حذراً في التعامل في قلب بيته كان يقبع بين ذراعي سليم منطلقاً ضاحكاً فيما يتكلم بنبرته الطفوليه:
" بخير .. أتعلم لقد شاهدت صورتك البارحة على موقع التواصل كما شاهدت هدفك الأخير "
ضحك سليم بينما أنا انظر لهما متعجبة من ارتباط عدي السريع به رغم أنهما لم يلتقيا سوى عن قريب .....جدا
" كيف حالك اليوم؟!! .. ارى وجهك قد عاد لسابق عهده "
السخرية المستترة أصبحت عادته معي في الحديث .. حسناً ....
تجاهلت الشطر الثاني من جملته فيما أقول ببرود مجيبه على سؤاله الاول:
" الحمد لله انا بخير "
أنزل عدي ارضاً فركض صاعداً الى جدته التي بات متعلقاً بها بينما وقفت انا أمامه لا أدري ماذا يجب أن أفعل !!!
فمنذ عودتي و لم اسمح لأي فرصه أن تجعلنا ننفرد لأكثر من دقيقتين ، تحركت بعدها محاولةً تخطيه ليتحرك هو بعفويه كاذبه فيسد طريقي بينما يتحدث بطريقه مفتعله جعلت التوتر يزداد بيننا:
" هل رتبتِ امورك كلها هنا ؟!! .. ان احتجتِ لمساعده لا تترددي في اللجوء إلى ّ "
تنهدت بملل من أسلوبه المستفز دون أن اعلم الى اين يريد أن يصل:
" شكراً لك سليم .. بعد اذنك "
ضحكه خافته منه اوقفتني لأسمعه بعدها يقول هازئاً :
" اول مره تنطقين فيها اسمي منذ عودتك .. الحمد لله لقد ظننت للحظه انكِ قمتِ بمسحه من ذاكرتك كما فعلتِ مع الجميع "
التفتت إليه من جديد فيما أقول بأعصاب على الحافه:
" الى اين تريد أن تصل بأسلوبك هذا ؟!! .. ماذا تريد ؟!! "
لا اعلم كيف لكن في لحظه خاطفه اختفت السخرية ليحل محلها غضب ..
غضب من نار لأجده بعدها يقترب مني خطوتين و في عينيه نظره كفيله بدفني وانا على قيد الحياه فيما يهمس من بين أسنانه:
" اريدك ان تعترفي "
قطبت بعدم فهم و داخلي قلق مما اراه منه و كأن روحاً أخرى قد تلبست جسده :
" أعترف بماذا ؟!! "
لا اعلم إن كنت نطقتها حقاً ام ان السؤال لم يغادر عقلي لكن إجابته القاتلة اكدت لي اني ما زلت املك القدرة على الحديث :
" اعترفي انكِ مثل غيرك حوريه .. غبيه ، تسلّمين نفسك لمن يضحك عليكِ بكلمتين غزل و يا حبذا لو كان غنياً "
اكاد لا أصدق نظراته التي تتجلى فيها الاحتقار فأنظر إليه بلا فهم لما يقول :
" انت تهذي .. ما هذا الهراء؟!! "
ابتسامه بشعه ارتسمت فوق ملامحه بينما يستطرد مفسراً ما يراه صحيح:
" كنتِ لا تطيقين سيرته ، تبغضين التصاقه بكِ كالعلكة كما كنتِ تصفين ، مات أبيه ليرث هو و فجأة تبدل الحال ووافقت حوريه على الزواج ممن كانت تنفر منه .. لا تحاولي الإنكار فأنا قد اعتصرت عقلي عل وعسى اصل الى سبب واحد جعلك تقبلين به لم اجد .. لم اجد غير هذا ، اتخذتِ حديثي معك وقتها حجه حتى تصلين لمبتغاكِ .. أليس كذلك؟!! .. اخبرتك أن تتريثي لكنك كنت كالمغيبة لا ترين ولا تسمعين شيئاً و ذهبتِ إليه بقدميكِ "
هل يموت الانسان حقاً لمره واحده في هذه الحياه ؟!!
اذا كانت الإجابة " نعم " فدنيانا ليست بعادلة أبداً لأن هذه مرتي الخامسة مع الموت لكن الغريب أن موتي دائماً متعلق به !!!!
الاولى .. حين اكتشفت حبه لميسون ..
الثانية .. حين سخر من مشاعري دون حتى أن يتأكد من وجودها !!
الثالثة .. يوم تزوجت هشام يأساً منه ..
الرابعة .. حين ضربني هشام حتى كدت أموت بين يديه..
أما الخامسة فهي الان على يديه هو و بكل تعمد!!!!
كيف تراني هكذا؟!!
" ماذا حوريه ؟!! .. هل أكلت القطه لسانك ؟!! .. فقط اعترفي انكِ لا تختلفين عن البقيه ! "
" من البقيه ؟!!! "
سألته و انا اشعر بسكين يذبح حنجرتي وانا اجاهد لأخمد بركان قلبي فلا ينفجر أمامه فيهز هو كتفيه قائلاً بعنف :
" الكثيرات .. ميسون مثلاً وافقت على زواجها من زميلها المتخرج حديثاً لأنها تعلم جيدا ً مكانة عائلته ، و هناك أيضاً صديقتك القديمة .. نرمين .. ذهبت و لفت حبائلها حول رجل أعمال فأوقعته كأبله و تزوجت به ، واجهي الأمر حوريه جميعكن سوااااااااااء "
لا اعلم من اين ظهرت ضحكتي في موقف كهذا فأجد نفسي دون إرادةً مني اضحك بلا توقف حتي دمعت عيناي فيتعجب هو و يسألني بخشونة واضحه:
" على ماذا تضحكين أنتِ ؟!!!! "
استمريت اضحك على مرار قلبي الذي اتجرعه على يد ذلك الغبي الذي يضعني دون أن يدري في نفس الكفة مع حبيبتيه السابقتين لتهدأ ضحكاتي بعدها بينما اقول وانا أتراجع نحو الدرج لا ارغب في المزيد من الذل و الألم :
" انا سأصعد "
أمسك بمرفقي يحدق في عيني بقوه لا اعلم بما يتهمني فيما يهدر بخفوت:
" تهربين من جديد!!! "
أبعدت يده بحده لينفجر بركان قلبي أخيراً فيحرقني بلهيبه قبل أن يحرقه بينما اخرج ما كبته دائما ً :
" هل تحاسبني سليم على اخطائك انت ؟!! .. هل تبحث عن من تحمله ذنوبك ؟!! "
دون أن ادري وجدت نفسي اقف امامه لا يفصل بيني و بينه الكثير فيما أقول بلؤم مقصود وانا اركز على كل كلمه :
" انت احببت ميسون لكن ميسون و للأسف الشديد لم تحبك و أحبت فؤاد فماذا فعلت انت ؟!! .. تغافلت عن حقيقة ان قلبها مال لغيرك و بحثت عن سبب تعلق عليه فشلك و وقع اختيارك على مكانة عائلته .. ثم ذهبت بعدها نحو فتاه انت تعلم جيداً انها لا تحبك كما تعرف تاريخها الحافل و رغم كل شيء اعطيتها ثقتك .. إذاً لا تأتي الآن و تبكي لي خساراتك بل و تعطيني درس في الأخلاق لأنني لست بحاجه لحمل هم اخر مع همي ، أما بالنسبة لي فسواء إن كنت احببت هشام ام لم احبه أمر يخصني انا و انا فقط و لا يمت لك من قريب أو بعيد "
وكأني ازلت جبلاً من فوق كاهلي ..
الحقيقة موجعه لكن المها لا يطول كألم الوهم
استغليت ذهوله مما أعلمه عنه لأتركه و اذهب خلف ابني ليوقفني صوته المتحشرج وكأنه يوشك على الاختناق حين همس و كأنه يُحدث نفسه بينما يلكم الحائط أمامه مفرغا فيه غضبه:
" لم اُحب أياً منهن ... لم يكن حباً .. لم أحب يا حوريه"

(نهاية الفصل الثاني)




قراءة ممتعة للجميع لاتنسوا هاجر الغالية من تعليفاتكم و أرائكم..
دمتم بحفظ الله ورعايته...








الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-18, 04:26 PM   #15

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hager Haleem مشاهدة المشاركة
الله يبارك فيكي حبيبتي انا فعلا مبسوطه جدا أن اتعرفت عليكي و على باقي البنات و أن شاء الله الرواية تعجبكم 💓💓💓
دوما السعادة لا تفارقك جميلتي هاجر ونحن أيضا سعيدين بعرفتك...
ومتأكد أنها ستعجب الجميع كما أعجبتنا جميعا...
تحياتي وودي وقبلاتي لك ....


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 14-08-18, 06:09 PM   #16

هبه عزيز

? العضوٌ??? » 421566
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » هبه عزيز is on a distinguished road
افتراضي

شكرا جزيلا من القلب للمنتدى الرائع و الكاتبة الجميلة

هبه عزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-18, 08:35 PM   #17

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khawla s مشاهدة المشاركة
مبروووك ياقمر موفقة ان شاء الله 😘😘❤❤
الله يبارك فيكي يا خوخه تسلميلي حبيبتي 😘😘😘


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-18, 08:36 PM   #18

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه عزيز مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا من القلب للمنتدى الرائع و الكاتبة الجميلة
تسلميلي يا جميله ربنا يخليكي 💓💓💓💓


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-18, 06:04 PM   #19

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل الثالث

" قلبي يحتضر بين الضلوع
يخشي الحديث وسط الجموع
يتفتت ألما ً كل ليله بلا صوت مسموع
يهوى ببطيء نحو هلاكه
لكن حتى في عقلي البوح امرُ ممنوع
رأيت حلمي بين يدي غيري
فتنهدت عجزاً و نظرت إلى السماء بخشوع
أ يا الله .. داوي بترياقك انين قلبي فقد بات حزنه شديد السطوع"


أغلقت دفتري الجديد الذي انتهزت فرصة خروج امي لزيارة ميسون هي و عدي لأكتب به بعد أن فقدت الاخر بطريقه غامضه و اكاد أشعر أنه يقبع بين يدي أمي لكني لم اتطرق للأمر معها و مع ذلك انا مطمئنه .. فأنا لم اذكر سليم بحرف واحد في تلك الأوراق لأنني لم أكن اكتب مواقف بل كنت اخط كل ما اشعر به يوميا ً دون توضيح تجنباً لأي صدام مع المجنون الذي كنت اعيش معه ، فإن كنت تهورت و كتبت عن سليم كنت سأستحق أن يقتلني بدم بارد .. فأي امراءه محترمة تلك التي تكتب عن رجل غريب بعد زواجها ؟!!!!
أعلم ان امي ستحزن على ما ستقرأه ففي النهاية ذلك الدفتر الاسود القديم احتوى على انهيارات قد مررت بها و رغم أنني لم افسرها بحرف لكني وصفت كل ما شعرت به دون أن اسهو عن لفتة ألم واحده .. و حتى الآن ما زلت اذكر اول ما كتبته عن هشام فقد كان قد مر يومين على إعلان موافقتي للزواج منه و قد كنت اعيش على الحافه اتأرجح بين لهفته العجيبة و غموضه الاكثر عجباً في بعض الأحيان و بين شعوري بالذنب ناحيته ، كنت اعلم أنني أخطأت حين قبلت بهشام زوجاً وانا قلبي مُعلقاً بغيره لكني على الأقل كنت قد أخبرته بنصف الحقيقة:
" هشام هناك أمرا ً اريدك ان تعرفه قبل أن نأخذ اي خطوه جديه و صدقني سأتفهمك ان تراجعت "
عينيه الزرقاء لا تترك لمحه مني دون أن تسجلها !!!
اهتز بين خوفي من هوسه الواضح و بين فخر أنثوي رد لي بعضاً من كرامتي المراقة
" لم يعد هناك أي مجال للتراجع حوريتي العنيدة .. لقد انتهى الأمر ، انتي لي و انتهينا "
نظراتي القلقة من أسلوبه جعلته يهادني قليلا ً ليسألني بنصف اهتمام بينما النصف الاخر ينصب على الإلمام بكل خلجاتي :
" مع ذلك اريد ان اعرف من باب الفضول .. ما هو المانع العظيم ؟!!! "
تلجلجت قليلاً و داخلي خوف مما انا مقدمه عليه لأشجع نفسي قليلاً ثم قلت مره واحده بنبره منفعلة :
" انا لا احبك "
صمته جعلني انتبه لفظاظتي فحاولت تجميل الجملة:
" اقصد .. لم اراك من قبل أكثر من ابن خالي .. يعني .. اقصد اننا لم نكن يوماً....."
اجفلت على ضحكته العالية التي قاطعت هذياني لينظر هو لي بعدها قائلاً بهدوء ُمقلق :
" هل هذا هو المانع العظيم الذي تظنين بعقلك الكبير أنه سيسرقك من بين يدي ؟!!! "
يسرقك من بين يدي!!!!!!!!
الجملة كانت بتأثير قصف المدافع في قلبي تدب فيه الرعب حتى أوشكت على التراجع عن الأمر برمته ليفاجئني هو أكثر حين اقترب قائلاً بصوت خافت :
" انا أعلم انكِ لا تحبينني حوريه و اعلم أيضاً أن موافقتك جاءت اثر ضغطي عليكِ لكن كل هذا لا يهمني بمقدار ذره لا تضعيه بعقلك ولا تفكرين به "
اقترب بعدها اكثر أمام عينّي المترقبتين:
" ستضعين بعقلك شيئاً واحداً .. حوريه لهشام مهما طال الزمن ، أما عن بقية الأمور فلا تقلقي انا سأنسفها بمعرفتي و لن ترى عينيك ِ الخلابتين غيري "
ابتسم لي بعدها فبادلته الابتسامة بتردد ليتنهد هو بعنف فيما يقول بمرح غريب :
" إذاً الحورية لم تحب فارسها بعد !! .... حسناً سأستغل فرصة اجازتي و أعمل على تصحيح ذلك الأمر و سنبدأ من اليوم .. اذهبي و اخبري عمتي أننا سنذهب للعشاء سوياً احتفالا بموافقتك "
نظرت له و هممت بالرفض المهذب فيقاطعني بصوته الواثق (اكثر من اللازم) :
" هيا حوريتي لا تضيعي من وقتنا أكثر "
و قد كان له ما أراد .....
ارتديت أحد اثوابي و خرجت له لتبرق عيناه بنظرته التي ترعبني و كأنه يتفحص كل انشاً مني ليبتسم بعدها قائلاً بافتتان واضح و مخيف:
" تبدين ........ تبدينـ....."
صمت و كأنه لا يجد وصفاً ثم همس بعدها مستطردا ً بصوت مبحوح:
" حوريه "
ابتسمت له بخفوت فقال بينما يتوجه إلى باب الشقة يفتحه:
" هيا بنا .... حوريتي "
تحركت الى الخارج معه و انا افكر أن ياء الملكية خاصته أصبحت ترهبني ككل ما فيه وقد طغت دوامة أفكاري على تركيزي مما جعلني لا أنتبه أثناء تحركي بجواره حتى كدت أقع لتدعم يداه ظهري بعفويه تحولت بعدها إلى شيء آخر لم افهمه فقد شعرت أن أصابعه تكاد تحفر جلد ظهري !!!
" مساء الخير "
صوت سليم الفاتر كان كمفرقعات العيد بالنسبة لي في تلك اللحظة فنظرت له مجفلة ارتعش و كأني ُضبطت بفعل فاضح !!!!!
" مرحبا سليم ... لم اراك منذ فتره .. كيف احوالك؟!!! "
كان هشام يتحدث بكل اريحيه دون أن تغادر كفه ظهري مما زاد من توتري لأنتبه أخيرا ً حين ضحك هشام على شيئاً ما قائلاً:
" كنت اود ذلك كثيراً لكني مرتبط الان بموعد مع حوريتي حتى احتفل بها بعد أن وافقت أخيراً على الزواج "
اتسعت عينا سليم بغير تصديق و كأن أمر خطبتي لم يكن وارداً من الأساس لينظر لي بعدها و كأنه يراني لأول مره ثم همس بنبرة لم افهمها من كثرة ما تحويه بالنسبة لي من سخريه .. استنكار .. تفاجئ و ... خيبه:
" مبارك حوريه .. سعدت لأجلك صديقتي "
توقف عقلي للحظه فهذه المرة الأولى التي يحدد فيها مكانتي في حياته بكل وضوح و صراحه !!!
" صديقتي " .. هذه انا !!!!
لا ... لا و ألف لا!!!!!
سأدهس قلبي بحذائي و اعبر فوقه سليم
" صديقتي !!!!! "
انا مجرد صديقه بينما انت كنت الاب والاخ والابن والحبيب و كل علاقاتي !!!!
انانية انا بكل ما يخصك وانت اليوم ضربت انانيتي فيك بمقتل بصداقتك اللعينة ....
حسناً سليم سأضعك في مكانك الصحيح من اليوم و ستظل علاقتي بك دائما ً (إن وجدت ) خارج إطار الحب
صمتهما أثار انتباهي لتحديقي في سليم فتورد وجهي ثم قلت بهدوء يخالف البركان الذي فجره الغبي بكلمته الاغبى منه :
" شكراً لك "
ثم تحركت باستسلام غريب تماماً عن طباعي تاركه لكف هشام التي ما زالت تفرض هيمنتها على ظهري القيادة فأركب معه سيارته و بينما كان هو يتجه إلى الباب الاخر ليصعد بجواري كانت لقلبي الغلبة من جديد فارتفعت عيني الخائنة تراقب وقفة سليم المنهزمة و كأنه تلقي طعنه جديده بزواجي من هشام ليرفع لي عينيه في لحظه خاطفه ثم يبتسم بألم رافعاً يده لي بتحية هادئة ليتحرك هو بعدها مختفياً عن ناظري .
لا اعلم من اين ظهرت لي جملة هشام المفضلة التي كان يلقيها فوق مسامعي صباحاً و مساء لكنها كانت كفيلة بإيقاظي مما غوصت فيه مجدداً:
" تدورين و تدورين كما اعتدتِ برقصاتك لكن نهاية مطافك تكمن هنا بين ذراعي فلا تتعبِ عقلك الصغير بخيالات أخرى حوريتي "
تأففت بنزق من عجزي عن النسيان لأهمس فجأة بتحدي و كأني أراه :
" سأدور و أدور و لكن هذه المرة نهاية مطافي لن تكون بين ذراعيك "
ثم نهضت لأنفذ ما بزغ بعقلي و كأني بهذا اخذ ثأري القديم منه !!
ازحت بعض الأثاث ثم قمت بتشغيل موسيقي قديمة لطالما عشقتها و تركت لنفسي المجال
ارقص كما تمنيت ان أفعل دوماً منذ أن حرمني من ممارسة متعتي الوحيدة حتى في المنزل !!
ادور و أدور و نهاية مطافي...... انا
انا فقط !!!
أنظر .. انظر كيف أحيا بعد أن حاولت انت بكل طاقتك أن تقتل الحياة بي؟!!!
أنظر لي ... لم أعد ملكاً لك !!!
لقد انقطع لجام النار من حول عنقي و سأركض الى حريتي .. ألف و ادور دون أن تحجّم انت تحركاتي .. دون أن تحسب لي أنفاسي!!
لم يعد لي مالك .. لم اعد حورية أحد
" تدورين و تدورين كما اعتدتِ برقصاتك لكن نهاية مطافك تكمن هنا بين ذراعي فلا تتعبِ عقلك الصغير بخيالات أخرى حوريتي "
كفي .. كفي .. كفي
الدنيا تدور بي و عينيه تطوف حولي بزرقتها المرعبة ، اكاد أقسم أنه تجسد حولي يلمسني و أنه حي يرزق فأخرج نفسي بالقوة من هاويته و اصرخ بعلو صوتي و كأني اقحم الكلمات بعقلي:
" لم اعد ملكه .. انتهت حكايتي معه "
الدنيا تدور و صوته يعلو يصم اذني:
" نهاية مطافك بين ذراعي "
" ارحمني .. ارحمني .. ارحمني "
لم اعي لنفسي الا بعد أن سقطت أرضا ً لأدرك أنه و كما العادة قد تغلب على ّ من جديد فبكيت بحرقه وانا اعترف لنفسي بما كنت أنكره دوماً :
" بين ذراعيه .. انتهيت بين ذراعيه "
........
اراقبها من نافذة غرفتي تجلس في صالة منزلها لا تلقي بالاً لشيء غير دفترها تخط فيه ما يثير فضولي كما العادة ، فلطالما رأيتها تكتب لكني لم اسألها ولو لمره واحده لسبب بسيط وهو انني كنت شبه متأكد من انها اعتبرتني دائماً دفترها الاخر تأتيني و تقص علّي كل ما مر بيومها دون كلل ، لكنها الآن تبدو ...... حزينة ذات سحر خاص و كأنها تستلقي في عالم اخر بمفردها و ليس المنزل .
بعد وقت طويل نهضت و تحركت قليلاً تبعد بعض قطع الأثاث لتزيد من المساحة الفارغة حولها لتنساب بعدها الأنغام تزيد من هالة السحر حولها و ما تلى ذلك كان الجنون بعينه .....
خصرها يتمايل... لا بل هي بكلها تتمايل و قلبي يتمايل معها
تدور و تدور حول نفسها و تُدير عالمي حولها
تفرد شعرها الذي استطال عما قبل فتكاد تتوسل أصابعي للمسه
ثوبها القطني محتشم .. لكنها في عيني أيقونة اغراء تتهادى برقه
لكن مهلا !!!!!
دموعها ايضا تشاركها رقصتها .. انها تبكي ، بل تنتحب
تدور و تدور وتدور و نحيبها يزداد يكاد يصم اذني رغم اني لا أسمعه حقاً لتصرخ بعدها بما لم افهمه بسبب صوت الموسيقى المرتفع
ثم تسقط أرضا ً أمام عيني فجأة و يسقط قلبي معها ليتعالى نحيبها هذه المرة بحق ، تستند بكفيها أرضا ً بأكتاف منهزمة و جسدها يهتز مع شهقاتها التي لا تتوقف
توقفي .. توقفي .. توقفي
اهمسها لها علها تسمع ، علها تشعر بوجودي حولها من جديد دون فائدة
قلبها يتمزق و قلبي يموت لأجلها الف مره ، شعرت بألم في كفي لأدرك بأنني أمسكت بمقبض النافذة الحديدي و اضغط عليه بكل قوتي فتركته في لحظه وانا اندفع إليها لا ترى عيني غير دموعها دون أن أبالي حتي بصوت امي المنادي !!!
خرجت ووقفت أمام بابها وقبل أن اطرقه انتابتني لحظه من التعقل
ماذا سأقول لها؟!!!
اللعنة .. اللعنة ، قد اكون انا سبب بكائها بعد سيل القذارة الذي القيته في وجهها منذ يومين ...
عاندت نفسي و طرقت الباب انتظر بصبر لا املكه في الحقيقة حتى ظهرت لي بعينيها الحمراوتين لتُفاجئ بوجودي أمامها فأبادرها انا قائلاً بعنف يشع من قلبي :
" لماذا تبكين ؟!!! "
ترد على سؤالي بسؤال وهي تهدأ من أنفاسها:
" ماذا تريد ؟!!! "
( اريد حوريه )
احتفظت برد قلبي لنفسي ليأتيني صوتها من جديد تقول بفتور:
" لماذا انت هنا سليم ؟!! ... ماذا تريد؟!!! "
أرغمت نفسي على الهدوء حتى لا ادفعها بين يدي اذيب كل اوجاعها فوق صدري دون حتى أن ادري سببها ثم قلت بهدوء كاذب لأقصى حد:
" اردت الاعتذار منكِ على ما قلته المرة الماضية "
نظرت لي دون أي رد فعل فهمست من جديد :
" انا آسف حوريه "
وجهها الجامد كان يخفي بركاناً انا وحدي من اراه لتصب علّي من حممه بينما تسألني بنبره جليديه :
" هل انتهيت ؟!! "
قطبت بعدم فهم ثم هززت رأسي لأجدها تتراجع و تكاد تغلق بابها في وجهي !!!
لم اتمالك نفسي حين وضعت قدمي حاجزاً للباب ثم دفعته قليلا ً لتتسع عيناها بصدمه وهي تراني اتقدم منها و ادخل عنوه الى شقتها فتقول بجنون:
" ما الذي دهاك ؟!! .. اخرج الان "
نظرت لها اكبت انفعالي ثم قلت بصرامه علها تفيق من غبائها المستحكم:
" لا تغلقي بابك بوجهي من جديد حوريه "
ثم اقتربت منها أكثر هامساً بخفوت:
" اياك ان تكرريها مجددا ً .. لن اسمح لكِ "
هتفت من بين أسنانها :
" قلت اخرج من هنا .. اخرج "
و كأن روحاً أخرى تلبسني و تحركني كيفما تشاء إذ وجدت نفسي اغلق الباب ثم التفتت لها اسألها من جديد وكأني لم اسمعها تطردني من بيتها منذ لحظات:
" و الان .. لماذا تبكين؟!! "
كانت تنظر لي و كأني مختل عقليا لتحاول فتح الباب فتكن يدي لها بالمرصاد بينما اهمس لها وكأني اهادن صغيرتي " وهي كذلك بالفعل" :
" اخبريني بما يبكيكِ و اعدك أن أذهب فوراً ... فقط تكلمي معي ، انظري لي ، فقط ..... كوني حوريه "
رفعت لي عينيها تهمس بشراسه :
" اقسم بالله إن لم تخرج الان سليم سوفـ..."
" لا داعي للتهديد اخبرتك اني سأذهب فور أن أعرف"
صرخت بجنون تكاد تشد شعرها :
" و ما دخلك انت؟!!! ... ابكي ، احترق ، اموت لا يخصك امري في شيء "
صرختها اججت نار غريبه بعروقي فأجد نفسي اكاد اصفعها بغضب و كأنها .... و كأنها خانتني حين تركتني ، و كأنها آذتني حين لم تفهم ما حاولت اقحامه في رأسها و في رأسي من قبلها ...
اقتربت منها الهث بجنون يساوي جنونها و كأننا خصمين في حلبه و من يجعل الاخر ينزف اكثر يكون فائزاً في نزال سنخرج منه جثتين لا محالة فأصرخ فيها و دموع عينيها تكويني:
" لا تصرخي .. لا تصرخي .. انتي.... انتي تخصيني "
وعيت لما قلت فقط حين عم الصمت بيننا بينما عيونها المتسعة تدينني فأهمس من جديد لا اعلم إن كان لها ام لنفسي:
" تخصيني .. خاصتي انا "
نظراتها الميته كان كخنجر يطعن صدري بينما همست هي بخفوت كدت لا أسمعه :
" اخرج من بيتي "
اكاد اتوسل إليها حتي تنطق بما يجيش بقلبها و يؤذيها بهذه الطريقة:
" حوريه .. فقط اخبريني .. ماذا بكِ؟!! ... بل ماذا فعل بكِ هذا الحقير؟!!"
دمعت عيناها من جديد فهممت بالضغط عليها اكثر علها تنطق لكنها تكلمت في اللحظة الأخيرة بسخريه :
" لقد تحققت نبوءتك "
لأفهم وقتها فقط معني ما يُقال عنه " توقف الوقت "
ظللنا نحدق في أعين بعضنا البعض دون أن ينطق أياً مننا حرفاً زائداً لتتحرك هي في النهاية تفتح الباب من جديد في دعوه صريحه لأنهاء تلك اللحظات الموجعة بيننا ووجدت انا خطواتي تقودني بعيداً عنها لكن ظل صدى حروفها يثقل كاهلي :
" لقد تحققت نبوءتك "
و كأنه شريط سينمائي قديم و صوتي الخافت يشق صمت أفكاري:
" سيقتلك حيه "
" لقد تحققت نبوءتك "
لقد قتلها ......
هشام قتل حوريه بكل دم بارد وانا.... انا شاركت في قتلها دون أن ادري!!!!
..........
أغلقت بابي كما أغلقت كل ابواب عقلي و قلبي عما قال منذ لحظات
خاصته!!! .. و كأنه يهزأ بي
تباً .. ألم استطيع تمالك نفسي قليلاً فلا ابدو أمامه بمثل هذا الانكسار؟!!
اللعنة سليم لقد كنت محقاً ...
ما زال ذلك اليوم يطرق ذاكرتي بلا رحمه حين كنت عائده من الجامعة فوجدته ينتظرني عند مدخل البناية و بيده ..... دعوة زفافي !!
شددت هامتي و تحركت نحوه بهدوء ظاهري حتى توقفت امامه ليبادرني هو قائلاً بعنف مكبوت وهو يلوح في وجهي ببطاقة الدعوة :
" إذاً الأمر حقيقي و ليس مجرد نوبة غباء ستمر مع الوقت !! "
نظرت له احاول أن ابدو ساكنه أمام نظراته المستنكرة بذهول مما يحدث :
" اجيبِ حوريه لا تقفِ مثل الصنم هكذا "
زفرت بقنوط لأهمس له برتابة:
" الا يمكننا التحدث في الداخل بدلاً من هذا العرض المباشر؟!! "
كتم هو ما يعتمر في نفسه لنتحرك بعدها إلى الداخل فيعيد صياغة سؤاله من جديد:
" لما تفعلين ذلك؟!! .. فقط اخبريني ما الذي تحاولين الوصول إليه ؟!! "
تحكمت في دموعي التي تستحلفني بالتحرر ثم همست بضعف لم يكن يوماً من طبعي:
" لما تهول الأمر ؟!! .. هشام يحبني بجنون "
باغتني سائلاً بتحدي:
" وهل تحبينه انتي ؟!! .. هل استيقظتِ فجاه من نومك و وجدتي نفسك غارقه في غرامه لدرجة الزواج ؟!! .. بحق الله لقد كنتِ تكادين تصرخين حنقاً في كل مره حاصرك فيها بمشاعره !!! .. لما الآن ؟!!! "
كدت اصرخ واقول:
( لأنني سأمت منك و من حبي لك )
لكني قاومت من اجل كرامتي فلا اريد ان ابدو له وكأني أتوسل الحب فقلت بغباء:
" لأني آمنت بحبه لي .. هشام لا يري غيري و هذا يكفيني "
لعنت نفسي ألف مره وانا ارى عينيه المستوعبتين لما قلت فهو أكثر من يفهم ما بين سطوري !!
تراجع خطوتين للخلف و كأني سأحرقه ثم همس مستنتجاً :
" انتي تحبيني !! "
غلفت ملامح وجهي بعلامات الاستنكار مما يقول و كدت اكذبه لكنه اكمل دون أن يهتم بما اريد :
" وقعتِ في حبي لهذا تنتقمين مما سمعتيه في ذلك اليوم "
رفعت له عيناي بصدمه فأبتسم هو ساخراً وهو يهز رأسه مجيباً على سؤالي الغير منطوق:
" أجل رأيتك بعد أن قلت ما قلت و أردت اللحاق بكِ لأفهمك مقصدي لكنك اختفيتِ بعدها تماماً .. جئت لبيتك اطلب رؤيتك و رفضتي لتظهري بعدها بإعلانك الغبي انتي والمهووس الذي ستتزوجين به .. لو كنتِ اعطيتني فرصه واحده كنتِ ستفهمين اني كنت احميكِ من تلك الحقيرة التي تُدعى نرمين "
هززت رأسي أنفي ما يقول ليقترب هو من جديد هادراً بجنون :
" لما رفضتِ مواجهتي ؟!! .. لما تضحين بنفسك من أجل رجل لم يبادلك نفس شعورك ؟!! "
كنت اهمس له بأنفاس منقطعة وانا أسمعه يعلن بكل صراحه أنه لم يحبني :
" كفى .. كفى .. ارجوك "
وجدت كفيه تمسكان بمرفقي يهزني قائلاً بجنون:
" لما فعلتِ ذلك بنفسك ؟!! .. تباً لكِ و لغبائك يا حوريه "
" ابتعد عني "
همست بها و قد نزلت دموعي تنعي حبي و كرامتي وقد اكتشف سليم سري فيصب هو غضبه عليّ فيما يستطرد بتوبيخ و كأنني طفله و أخطأت في لحظة طيش :
" ايتها الغبيه نرمين تلك لا تبدو طبيعية على الاطلاق فيما يخصك ، تبدو متأكدة تماماً من انكِ ستسرقين كل ما يخصها كما سرقتِ منها مكانتها في الفرقة لهذا تنوي لكِ على الشر و لهذا أيضاً اضطررت أن اسخر منكِ بتلك الطريقة حتى تصدق هي اني لا اهتم بك حتى اضمن ولائها و اتمكن من حمايتك "
نظرت له بلا تصديق فيعيد هو ما قاله في تلك الليلة اللعينة وهو يحدق في عيني:
" انا احب حوريه ؟!! .. ما هذا الهراء لقد أضحكتني حقاً !! .. حوريه طفله حمقاء و إن كانت تحبني كما تتوهمين فهذه مشكلتها و ليست مشكلتي انا "
دمعت عيناي من جديد فيقترب هو أكثر حتى بات على بعد خطوه واحده مني ثم همس برفق:
" حوريه .. افهمي ارجوك ِ .. انا لم اُخلق للحب ، نحن لسنا بحاجة لتعقيد ما بيننا ، من الممكن أن لا تفهمين مقصدي الان لكن مع ذلك سأحاول .. علاقتنا ببعضنا لا هوية لها و هذا ما يبقيها مميزه ، علاقتنا لا تخضع لتعقيدات بقية العلاقات .. انا احبك .. أجل احبك لكن بطريقه مختلفة ، لا اريد ان اراكِ أكثر من صديقتي الصغيرة المدللة التي كنت احملها فوق ظهري اينما ذهبت في طفولتنا ، يا حوريه انتي ما زلتِ في الواحدة و العشرون من عمرك، ما زالت الدنيا امامك ستسعدين و تتألمين و تخوضين المزيد من التجارب التي ستجعلك تفهمين انني لا اصلح لك ، انا احبك لذلك لا استطيع ان اغير من شكل علاقتي بكِ لأني أعلم جيداً اني وقتها سأؤذيكِ ..سأؤذيكِ بحق صغيرتي و هذا ما لن يستطيع أياً منا تحمله .. إن اذيتك انتي بالأخص اموت يا غبيه "
خطبه طويله !!!
هل ينتظر مني التصفيق له الان بعد أن ذبح قلبي بكل كلمه فيها ؟!!
كم اشتهي أن اصفق على وجهه الان !!
الاحمق تغاطي تماماً عن حقيقة اني أعرفه اكثر من نفسه و اعرف جيدا ً متى يكذب كما الان !!!
كل الهراء الذي امطرني به الان كذب ... عيناه بنظراتها المشتتة ، صوته المهتز ... حتى لغة جسده تخبرني بكل وضوح عن وجود سبب آخر و لكن هل يهم ؟!!
لقد أوضح موقفه مهما كان السبب و انتهي الأمر
ابتلعت غصتي ثم رفعت له نظراتي من جديد ابتسم بهدوء فيما أقول:
" هل كنت جائع للحديث؟!! .. أتعلم انك انت الاحمق ؟!! .. افترضت انني احبك و بنيت قصه وهميه لا طائل منها ، انا غضبت من سخريتك مني في ذلك اليوم لا اكثر ولا اقل .. امري معك لم ينوط أبداً بالمشاعر لأني ارى الأمر كما تراه انت بالضبط .. خارج إطار الحب ، علاقتي معك مميزه سليم فأنت حللت محل كل علاقه افتقدتها في حياتي فكنت ابي رغم صغر سنك و اخي الذي لم تجلبه امي و صديقي الوحيد المسموح به من الجنس الآخر لذلك هل تعتقد اني سأفرط بكل هذا من أجل علاقة حب اجد مجرد التفكير بها محض سخافة ؟!! "
نظر لي مشككاً فأتقنت دوري اكثر بينما استطرد:
" و هل تعتقد انني بكل ذلك الغباء فأرمي نفسي بين ذراعي هشام دون أن اكن له أي مشاعر فأظلمه و اظلم نفسي لمجرد أن انتقم منك ؟!!! "
صمت قليلاً ثم سألني مره اخرى محاولاً سبر اغواري :
" اذاً لما تفعلين ذلك؟!! .. لما وافقتِ على الزواج منه ؟!! "
ابتسمت له لأجيبه بتمهل وانا اضيف لمحة خجل لنبرة صوتي حتى يصدق:
" لان هشام ... ماذا اقول؟!! .. هشام يجعلني أشعر أنني اجمل فتاه على الأرض وانا يعجبني هذا الشعور كثيراً ، دائماً موجود حولي .. قد يسافر و يعود في نفس اليوم فقط من أجل أن يقضي بعض الوقت معي ، يغار بجنون و يجعلني أشعر أنني اخصه "
قال مكذباً إياي:
" كنتِ لا تطيقينه ولا تطيقين رفقته !!! "
ضحكت بخفوت لأكمل دوري :
" عندما فكرت في الأمر وجدت أن سعادتي تكمن معه .. انا متأكدة أنه سيراعيني و يهتم بي كما لم يفعل أحدا ً من قبل "
تنهد ثم همس لي غاضباً بعد أن يأس من اقناعي وقد أكدت له كلماتي الغير مقنعه صدق حديثه الاول :
" ترين النار بعينك ومع ذلك تلقين بنفسك بها بلا ذرة تفكير !! .. اذاً اهنئي باختيارك حوريه ، لكن تذكري جيداً سيأتي يوماً تبحثين فيه عما تبقي منكِ و لن تجديه لأن و بكل بساطه هشام سيقتلك حيه .. هل تصغين جيداً؟!!! .. سيقتلك حـيـه "
ليدفعني بعدها بفظاظة و يتحرك مغادراً البناية بأكملها .
................
( في شقة ميسون )
" ميسون .. هل انتي بخير ؟!! "
اجبت برتابة أصبحت من طبعي:
" أجل اماه .. بأفضل حال "
لوت امي شفتيها فيما تعلق:
" أرى ذلك "
نظرت لها ثم حاولت تغيير دفة الحديث فسألتها:
" كيف حالك انتي امي؟!! .. هل تأخذين ادويتك في موعدها ام تهملين صحتك كالعادة ؟!! .. ارجوكِ امي انتي تعلمين أن لا مزاح في هذا الأمر"
اجابتني وهي تلوح بكفها بملل كطفله صغيره ترفض طعم الدواء:
" اخذه .. أخذه ، أصبحت لا استطيع التحرك دون العلاج "
تنهدت بهدوء ثم علقت:
" ادامك الله لنا امي لكني لم افهم لماذا رفضتِ اخبار حوريه عن حالتك؟!!"
تلون وجه امي بالحزن ثم اخفضت صوتها حتى لا يسمع عدي أو الفتيات لتقول بعدها:
" حوريه تعاني ما يكفيها ولا ينقصها حمل همي انا أيضاً .. انظري فقط لوجهها و سترين معاناتها ترتسم فوقه بكل وضوح ، لعنة الله على من فعل بها ذلك .. كما أن حالتي ليست بهذا السوء و انتي قلتي بنفسك أن نتائج اخر الفحوصات كانت جيدة للغاية "
صمتت قليلاً ثم قالت من جديد:
" لكن ما سيفقدني عقلي حقاً هو أنني لا اعلم ما الذي تعرضت له بالضبط ، لقد وجدت دفتر مذكراتها و كنت اعتقد اني وجدت إجابة كل تساؤلاتي لكن يا فرحه ما تمت ، لم تكتب الا موقفاً واحداً مما تعرضت له .. والبقية خواطر وكلمات منمقة لم افهم منها شيئاً لكنها تُقبض قلبي حين ألمس فيها مدي وجعها من هول ما رأت "
سألت امي بترقب:
" و ماذا كان ذلك الموقف ؟!! "
دمعت عينا امي ثم أخرجت الدفتر الاسود من حقيبتها فيما تقول:
" بت أخبئه دائما ً حتى لا تجده حورية وتعلم أنه كان معي منذ أول يوم "
تصفحت امي قليلاً في الدفتر ثم ناولته لي لأقرأ :
" اليوم سأكتب شيئاً آخر.. لن اخط خواطر ، لن اكتب نثر .. لن احزن في الخفاء لأنه وبكل بساطة من كنت اخاف رؤيته لعالمي الآخر قد مات منذ بضع ساعات !!!
كيف اشعر ؟!! ... اقسم بالله لا أعلم
وكيف لي أن أعلم و جسدي ما زال يئن وجعاً مما طاله منه ؟!!
لا اشعر بالحزن ولا حتى بالسعادة ... بل اشعر بالتحطم بعد أن جلدني و شوه وجهي !!
عيناي لا تنفك تطير الى المرآه التي حطمها بالأمس قاصداً ثم أخذ منها إحدى الشظايا ليجرح بها وجنتي .. لم يؤثر به صراخي الذي كتمه بكفه الآخر و لا توسلي وهو يصنع شقاً من أسفل عيني اليمنى الى نهاية وجنتي و مبرره الوحيد هو أن رجلاً غريب لمس تلك الوجنة !!!
اقسمت له آلاف المرات رغم أنه كان موجودا ً في ذلك الحفل اللعين أن ذلك الرجل فعلها بغتةً دون أي مقدمات لكن حديثي لم يشفع لي و كون الرجل فرنسي الجنسية ولا يفهم بعاداتنا شيء لم يشفع لي ..
سحبني عنوه الى المنزل لينهال على جسدي بحزامه دون رحمة بينما يصرخ بعلو صوته و ينعتني بالعاهرة ثم أضاء هاتفه فتنبه له و امسكه ليقذفه ناحية المرآه و يهشمها ليفعل بعدها ما فعل !!!
أراد قتلي بين ذراعيه و افتعل فضيحه علنيه دون ذنب لي ثم خرج بعدها كالمجنون و دمائي تزين يديه لتمر بضعة ساعات لم اتحرك فيهم من موضعي ثم أتانا بعد ذلك خبر اصطدام سيارته بحافلة و انفجارها !!
هل مات حقاً ؟!! ... هل اختفت تلك الدوامة التي بعثرت كياني ولم تبقي مني شيئاً ؟!! .. هل رحل من هشمني كما تلك المرآة أمامي ؟!!
هل مات ام انا من مت ؟!!
اشعر بالخواء ... بالسكون .. بالظلمةِ تلف كياني بصمت مطبق فتبتلعني دون رحمة ...
اين انا ؟!! .. أو بالأحرى من أنا ؟!! "
أغلقت الدفتر و قد نزلت دموعي بوفرة على حال اختي الصغيرة التي كانت تبدو كإعصار ضاحك في المنزل دائماً لتقترب مني امي تربت على كتفي ثم تباغتني من جديد و تسأل وهي تسمع شهقاتي الملتاعة لسبب آخر:
" يا ميسون لا تبدين بخير كما تزعمين .. هيا افضي قليلاً لأمك .. لا توجعي قلبي عليكِ انتي أيضاً "
صمتت وانا اتظاهر بمشاهدة مشاكسات عدي مع ريماس و سوزان بينما امسك عبراتي لتسأل امي بإلحاح :
" اخبريني ابنتي ماذا حدث من جديد ؟!! "
تنهدت بملل لأجيبها بصدق:
" لا شيء امي .. و هذه هي المشكلة "
عقدت حاجبيها لتسأل مستفهمه:
" لا افهم .. ماذا تقصدين؟! "
صمتت قليلا ً احاول ان اجمع كلماتي ثم قلت بتعب:
" لقد مللت من حياتي يا امي .. كل شيء يتكرر يومياً حتى اقل التفاصيل.. استيقظ صباحاً قبل الجميع احضر الفطور ثم اوقظ الفتيات للروضة و أبدأ بتجهيزهن ثم اوقظ فؤاد و بعدها نذهب الى العمل الذي أصبح كفيلم سخيف يعاد يومياً و بعدها اعود و أبدأ بتسخين الغذاء الذي أحضره ليلاً و إما تناوله فؤاد معنا او تناول وجبته في الخارج بعدها أبدأ اساعد الفتيات في دروسهن و اقضي مشاغل المنزل التي لا تنتهي فأحضر بعدها طعام العشاء و انيمهن ثم اركض انا الأخرى لسريري بعد أن يكون قد نال مني الإرهاق ما ناله "
نظرت لي امي بتعاطف ثم قالت بينما تربت على فخذي :
" هذه سُنة الحياه ابنتي .. كل الامهات هكذا خاصةً العاملات "
دمعت عيناي مجدداً و انا افضي لها :
" لكني تعبت و فؤاد إما في المستشفى أو بالعيادة اكاد لا أراه الا في نهاية اليوم يأتي هو الآخر مرهقاً لينال قسطا ً من الراحة .. حياتنا أصبحت فاترة للغاية امي ، حياتنا أصبحت و كأننا في سباق .. نركض و نركض من اجل ماذا؟!! .. لا شيء "
ضحكت امي بخفه لتواسيني بينما تقول وهي تشير للفتيات:
" لا شيء !! .. لديكم فتاتين يحسدكم عليهن الجميع و اصبح لديكم منزلاً رائع و اسم كبير بسبب نجاحكم في عملكم ، كل هذا و تقولين انكِ لم تكسبِ شيء !! .. احمدي ربك على نعمته ابنتي "
تنهدت بضغط و صمتت ، فأمي أيضا ً لا تفهمني ... حسناً سأحاول التحدث مع فؤاد الليلة لنأخذ عطله مثلا حتي نرفه عن أنفسنا قليلا بدلاً من هذا الضغط و الروتين القاتل الذي نحيا به .
و بالفعل بعد عدة ساعات دخل فؤاد بوجه مرهق ككل ليله فنهضت اساعده في خلع معطفه فيما أقول بلطف:
" الحمد لله على سلامتك ، لقد تأخرت الليلة "
أجابني برتابة و اختصار دون أن يلتفت لي :
" لقد كانت العيادة مزدحمة اليوم .. انا جائع "
هززت رأسي متفهمه ثم قلت من جديد محاولة ً كسر حاجز الصمت بيننا:
" ادخل واحصل علي حمام دافئ يرخي عضلاتك وانا سأحضر لك العشاء في الحال "
التفت لي متعجباً ثم قال:
" ماذا بكِ ؟!! .. تبدين .... مهتمة !! "
ابتسمت له ثم أجبته بخفوت وبعض العتب:
" انا دائما ً مهتمة يا فؤاد ، انت فقط من لا تملك الوقت لترى اهتمامي "
التوت شفتيه بابتسامه عابثه كقوله بينما يشير لدورة المياه:
" هل نؤجل الحمام الدافئ لوقت آخر؟!!! "
ضحكت له بخجل ثم هززت رأسي فيما أقول:
" لا .. ستتناول العشاء معي أولاً "
ضحك لي برزانه فيما يتحرك ناحية الحمام بينما يقول:
" حسنا كما تريدين "
ثم اختفى بعدها خلف الباب و ذهبت انا وبدأت بتحضير الطعام بهمه و انا ادعو الله ان يوافق فؤاد على اقتراحي رغم أني لست متفائلة ، ففؤاد عاشق لمهنته بجنون و كأنه الطبيب الوحيد في المدينة بل و كأن الله لم يخلق طبيباً غيره ، دقائق و دخل فؤاد بملامح محايده لا أثر للهفه أو توق فيها..
كم افتقد لهفته إليّ التي بهتت بمرور الزمن بيننا فأصبحت كل جميل عادي!!
نحيت أفكاري السلبية جانباً ثم جلست جواره و بعد أن بدأنا بتناول طعامنا قلت محاولة ً جذب تركيزه :
" فؤاد .. كنت اريد ان اطلب شيئا ً "
ضحك بخفه فيما يقول بينما ينظر لي بطرف عينه:
" كنت أعلم ... هذا الدلال يجب أن يكون خلفه شيئا ً ما "
قطبت فيما أقول بينما اتدلل عليه:
" لا والله .. انا اردت فقط أن نحظى بأمسيه مختلفة "
تلفت حوله بقصد ثم علق ساخراً:
" اختلاف جذري بالفعل "
لم ارد بشيء و قد بدأ حماسي يفتر فقال بعد لحظات:
" حسنا .. ماذا تريدين ؟!! "
نظرت له باستجداء فيما اهمس :
" ما رأيك أن نسافر لبضعة أيام ؟!! "
قطب مستغرباً :
" الى اين ؟!! "
لوحت بكفي و أجبته بحماس عاد يسطع من حدقتي مجددا ً:
" اي مكان ... انا بحاجه الى عطله .. لا ، نحن الاثنين بحاجه الى عطله نقضي فيها بعض الوقت سوياً "
عاد بتركيزه الى طبقه ثم قال متحججاً :
" انا لدي عمل ، أجلي الأمر قليلاً ميسون "
" متى ؟!! "
رفع كتفيه بلا مبالاة قائلاً :
" لا اعلم "
تنهدت بألم احاول معه لمره اخيره:
" ارجوك فؤاد .. انا اموت من الملل و الروتين الذي نحيا به .. دعنا نـ...."
قاطعني بضجر وهو ينهض من مكانه :
" انتهينا ميسون .. قلت لكِ انني لست متفرغاً لدلالك الآن .. تصبحي على خير "
تركني لينام فهمست لطيفه المغادر وانا اشعر بالضغط الشديد:
" و متى تفرغت لي يا فؤاد ؟!! "
.......................
اجلس فوق فراشي و قد حل منتصف الليل و كالعادة لم تظهر علامات النعاس بعد ، فأمسكت بدفتري و لثاني مره اكتب موقفاً محدداً قد مر ، لا اعلم لما اليوم بالأخص تذكرت ما تلى ذلك اليوم الذي خُطبت فيه ميسون و صدمة سليم التي كانت جليه فوق معالم وجهه حيث وجدته يجلس وحيداً في الحديقة الخلفية لبنايتنا فاقتربت منه اخبئ وجعي منه و عليه فيما أقول ممازحة :
" مرحباً بالسيد غامض الذي اختفي تماما ً لأكثر من أسبوعين "
التفت لي متفاجئاً ثم ابتسم بخواء و قال ممازحاً :
" اشتقت لك ِ يا روحيه "
نظرت له شزراً و انا اجلس جواره كلانا نمثل على بعضنا ثم قلت :
" سأمرر لك اسم روحيه هذه المرة حتى تخبرني عن سبب اختفائك "
أدار لي وجهه ثم قال مبتسماً بسخريه كسرت ما تبقي مني :
" اصبح لي معجبه سريه و قد كنت اتحرى عن الامر "
عقدت حاجبي بصدمه و قد باغتني على حين غره و قد اتيت حتى اجعله يرى اني انا من احبه بصدق وان حبه لميسون مجرد اعجاب زائل فقط لأنها لا تهتم به ولا تعيره انتباهاً من الأساس:
" ألن تعلقي على الأمر؟!!! "
نبرته التي تفوح منها السخرية المريرة جعلتني أسأله دون أن احيد عن عينه للحظه :
" هل تمزح ؟!!! "
هز رأسه نافياً فسألته بخفوت و قلبي يكاد يخرج من صدري ليلكمه بنفسه على ما يفعله به :
" من تكون ؟!!! "
نظر لي ثم قال بخفوت مماثل:
" نرمين "
قطبت بعدم استيعاب ليواصل هو ذبحي ببطيء :
" نرمين زميلتك في الفرقة "
اتسعت عيناي بصدمه ثم هتفت :
" مستحيل "
ضحك لي ثم قال دون أن ينظر إلى وجهي :
" لماذا مستحيل؟!! .. انها اكثر فتاه تلائمني ، نحن نشبه بعضنا إلى حد كبير .. انا عابث لا أصلح للحب و هي كذلك أيضاً .. انا لا آخذ الأمور بجديه و هي أيضاً كذلك ، إذاً نحن خلقنا لبعضنا "
وقفت اهتف فيه بجنون و قد افقدني منطقه كل تعقلي :
" هل انت مدرك لما تقول ؟!! .. أتعرف اي نوع من الفتيات تكون نرمين؟!! ... انها... انها... متلاعبه ، انها ...."
لم استطع ان اكمل فأكمل هو بدلا مني :
" انها تشبهني .. تلائمني "
همست بصدمه:
" انا لا اصدقك "
فضحك دون أن يعلق بشيء تاركا ً إياي اغلي من حنقي منه و من أفعاله ليخرجني من أفكاري طرقات عنيفة على الباب يصاحبها صوت الخالة نعمه الصارخ فركضت لأفتح لها و ما أن رأتني أمامها حتى صرخت بصوت محترق:
" انجديني يا حوريه .. سليم تعرض لحادث "


نهاية الفصل الثالث...

قراءة ممتعة للجميع ولا تنسوا جميلتنا هاجر من تعليقاتكم و أرائكم...
دمتم بحفظ الله ورعايته...





الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-18, 03:36 PM   #20

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قفلة شريرة
سليم تعرض لحادث
فهل سيكون بخير اتمنى ذلك
حورية وذكرياتها المؤلمة مع هشام الذى دمرها نفسيا
يسلموووووو على الفصلين
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.