04-02-19, 09:16 PM | #511 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية
| مساء الخير بعرف إنه في ريفيوهات ما رديت عليها لحد الآن لذا حبيت أعتذر منكم الموضوع مش أهمال أو تجاهل مني بس في ظرف مفاجئ صار عنا بالبيت لهيك أحتمال ما أنزل هاي الفترة فصول جديدة بعرف تكررت أعتذاراتي كثير بس مش بأيدي للأسف💔 بتمنى تدعولي وآسفة مرة ثانية *يا ريت لو أي مشرفة تغلق الرواية لحين عودتي وحتى الكل يشوف الإعتذار | |||||||
27-08-19, 04:36 PM | #512 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعون رواية ذات ليل عدت إليكم بكل شوق لمتابعة تنزيل الرواية وأتمنى أن أجد التفاعل الذي يسرني موعد تنزيل الجزء الثاني من الفصل السابع عشر سيكون يوم الخميس الساعة التاسعة مساءً.. وهذا الموعد سيكون دائم لنهاية الرواية كل الحب ❤️ | |||||||
29-08-19, 09:46 PM | #513 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية
| الجزء الثاني من الفصل السابع عشر من بعيد رأى الأب ابنته سناء قادمة ناحيته وهي تحمل بيدها كوبين ورقيين... وقفت أمامه ومدت له بواحد قائلة بخفوت : " طعمه ليس لذيذًا كفاية... لكن لا بأس به..." ارتشف من الشاي الساخن رشفة بسيطة ثم احتضن الكوب بكفيه وهو ينظر أمامه بصمت كما دأب يفعل منذ نصف ساعة مضت... صامت.. مصدوم... حائر.... وعقله يدور وبدور في سلسلة من التشابكات التي لم يستطع فك أي منها.... إنه فقط يحاول ربط وجود ذلك الشاب مع شمس... ما الذي دفعه ليختطفها... وما السبب الذي جعله يقتل نفسه بالنهاية! لقد كانت عائلة أخيه بسيطة جدًا.. ومحبة جدًا.. وقد كان على دارية بصداقتها مع الأسرة المجاورة لها بالبيت... لكن لم يكن يعلم التفاصيل... كل ما كان يعرفه عنهم أن الزوجة توفت بعد أن أنجبت ولدها ثم بعدها بسنة تزوج الأب حتى يجد من تساعده بتربية ابنه... هذا كل ما كان يعرفه عن العائلة وقد التفاهم مرات معدودة ببيت أخيه... ثم حصل الحريق الذي أودى بالعائلتين وأختفى الابن وهو لم يبذل مجهودًا كبيرًا للبحث عنه...كان وقتها ملكوم على أخيه وزوجته وانشغل بشمس والتفكير بحمايتها وايوائها عنده... كل هذا دفعه لأن ينسى ذلك المراهق.... ثم مرت الشهور والسنين وظن أن كذبته التي اخترعها بهدف تهوين الأمر على شمس الصغيرة قد استمرت ولا شيء قد يكشفها... لكن فجأة كل شيء انقلب.... ما رآه بعيني شمس جعله يخاف... ماذا بالضبط فعل بها ذاك الشاب... وماذا قال لها... " أبي.." التفت ببعض الاجفال لسناء وقال بعدم تركيز : " ها... نعم ابنتي..." سألت ووجهها قلق : " بمٓ تفكر..." تطلع لها بحيرة وعجز... بمَ يفكر!... يفكر بالكثير والكثير... ولا يدري أي تفكير سيوصله للحقيقة وللحل المناسب... وضع الكوب بجانبه ومسح على وجهه قائلًا بخفوت : " أين والدتك..؟.." توسعت عينيها وهي تطالعه بتساؤل ثم أجابت ببطء : " لقد أخبرتك... ذهبت لتغفو قليلًا في مصلى النساء الملحق بالمشفى... كانت متعبة جدًا..." هز رأسه موافقًا فأردفت سناء وقد عاودها القلق : " أبي.. هل تظن بأن أمرًا سيئًا حصل لشمس... وضعها يبدو سيء... لكن لحد الآن لم تتكلم عن شيء..." شحب وجهه قليلًا وهو يدعي بداخله بأن تخيب ظنون ابنته... وظنونه... وقبل أن يرد عليها... فُتح الباب وخرج منه معاوية... بوجهه المتعب وهيئته الذابلة... بصمت رمى جسده على الكرسي أمامهما وأعاد رأسه للخلف وهو يغمض عيناه.... نظر لابنه بحنان وحزن ثم قال بهدوء : " بني... كيف أصبحت شمس الآن..." هز معاوية رأسه دون أن ينظر لهما هامسًا : " بخير.. لقد نامت للتو..." تنهد بهم وشفقة على ولده... معاوية لا يستحق كل ما حصل...لا يستحق هذا التعب النفسي الذي وُضع فيه... لطالما كان طفلًا ومراهقًا وشابًا رقيق الشعور.. وطيب القلب... يعرف ماذا سيحصل بعد وعن ماذا سيسأله معاوية ويستفسر منه... ولم يكذب خبر.. فمعاوية رفع رأسه ونظر له مباشرة بصلابة قائلًا بجدية : " أبي..." استدار الأب لابنته ورمقها بنظرة ذات معنى فتنحنحت ووقفت قائلة بهدوء : " سأذهب لأرى أمي..." راقبها وهي تبتعد بينما صوت معاوية يأتيه بتصميم لا يخلو من الارتعاش : " أريد أن أفهم... كيف وصل لها... ولماذا خطفها... هل يمكن أن أعرف... هل يمكن أبي..." رفع رأسه لولده وقال بخفوت وهو يحرك أصابعه على مسبحته العتيدة : " هل ستصدقني إن أخبرتك بأنني لا أجد أي جواب لأسئلتك..." هم معاوية ليعترض فرفع كفه ليمنعه وتابع بنفس عجزه : " كل ما أعرفه... أن أخي وزوجته كانا ذات يوم بزيارة لمنزل جيرانهما ووقتها اشتعل الحريق بالمنزل... حريق كبير التهم كل شيء....الشرطة أخبرتني وقتها بشكها إن كان ابن الرجل وزوجته قد مات أو لا... لأنهم لم يعثروا على جثته... لكنهم وضعوا شك آخر بأنه ربما جثته تفحمت وتحولت لرماد.... لهنا وتوقفت عن المتابعة معهم... كنت مشغولًا بأمور الجنازة... عدا عن صدمتي بوفاة أخي وزوجته... وحائرًا ماذا أقول لابنته الصغيرة... وقتها قررت أن أكذب.. لم أكن أستطيع أن أخبرها بأن والديها توفيا بحريق... الأمر مروع لتفهمه وتتقبله طفلة صغيرة... صدقني بني.. لا أعرف كيف ظهر ذلك الولد فجأة... وما دوافعه لاختطافها... الشخص الوحيد الذي يملك إجابة هي.. شمس " كان معاوية ينصت له باهتمام تحول إلى غضب طفيف ليقول بعدها وهو يضرب فخده بكفه ببعض القوة : " شمس.. شمس تخبرني!... ألم ترى حالها... إنها منهارة وبالكاد تفتح تتكلم " نهض الأب وجلس بجانبه يربت على كتفه ويواسيه : " أعلم ذلك.. لا تقلق بني... كل شيء سيكون بخير.. هي فقط بحاجة لتتعافى وتفيق من صدمتها... سيطول ذلك لكن كونك بجانبها ستكون أفضل معين... لا تقلق بني... " ضمه ولده لصدره يتركه يريح همومه على كتفه... ولده مجروح... ولن يطبب جراحه إلا هي.. ********************* " حسنًا... سيتم النظر بملفك بإذن الله... يمكنك مراجعتنا بعد ثلاثة أيام" الرجل العجوز الذي يجلس أمامها يبدو عليه التعب والاجهاد لكن ينظر له بشموخ وكبرياء ...أخذ منها الورقة ثم وقف قائلًا بهدوء بصوته الخشن : " إن شاء الله.. شكرًا يا ابنتي..." راقبت ذهابه ببسمة صغيرة ثم اتكأت على المكتب بذراعها قبل أن تختفي بسمتها شيئًا فشيئًا وتزفر بتوتر.... رفعت ساعتها لتجد أن الوقت قد حان.... فوقفت تتجلد بأقصى ما تملكه من قوة وهدوء... وتحركت خارج القسم... ركبت المصعد.. وأصبعها يأخذ طريقه ليضغط على آخر طابق... السطح... كانت نظراتها لا تفارق ساعة يدها... كل دقيقة تمر تقترب من الموعد المنشود... وتقترب من قرارها الذي اتخذته بعد ليالٍ من التفكير المزمن.... وسؤالها المستمر بهل تستحق أم لا... لتبرز الإجابة أخيرًا... وهذه المرة كانت بوضوح الشمس... وبقوة الأرض... بحيث لا يمكن أن تهتز أو تتغير " أفنان..." انتفضت قليلًا وهي تتعرف على صوته... لتغمض عينيها وتتنفس بهدوء قبل أن تلتفت له بابتسامة أنيقة قائلة : " مرحبا.. سيد عامر..." لم يكن يبتسم بل كان ينظر لها بتدقيق شديد وما أن انتهت من جملتها حتى عقد حاجبيه بتساؤل غير منطوق... تقدمت منه تردف بنبرة متلبسة بالقوة : " أرجو ألا أكون قد عطلتك..." هز رأسه وقال باعتراض : " أبدًا... لقد كنت أنتظر هذا الوقت بلهفة" اهتزت ابتسامتها وهي تحدق بالأرض ببعض الارتعاش قبل أن ترفع رأسها على سؤاله المباشر : " ما هي إجابتك أفنان..." ابتلعت ريقها وهي غير قادرة على أن تهرب من حصار عينيه... عينيه اللتين تخبرانها بأنهما لن يتركاها وشأنها.... ولن تنساهما حتى لو حاولت... فتحت فمها وقالت بهدوء رغم كل الأعاصير التي تدور بداخلها : " لا...لست موافقة" صمت مريع مرعب ساد على رأسيهما.... وتلكما العينان تتوسعان بصدمة ما لبثت أن تحولت إلى ألم اختفى بسرعة... همس بجمود : " ماذا..." وجدت نفسها تقول بانفعال ويديها تهتزان وهما تتمسكان بملابسها : " لقد أخبرتك سيد عامر... لقد أخبرتك... أنا لست بحالة ووضع يسمح لي بالزواج.... لدي كثير من الأشياء التي يجب أن أفعلها... ومن الأخطاء التي يجب أن أصححها... وصدقني أنت لست مجبرًا لتخوض كل هذا معي... أنا فقط لا أريدك أن تندم يومًا ما.." قاطعها بنفس النبرة الباردة الصقيعية : " هل ترفضينني... " أشاحت بيدها بسرعة وردت بقوة : " لا.. لا... أنت شاب مناسب لكثير من البنات... وأنا لا أرفضك بل أرفض الزواج.... " هدأت أنفاسها وهي تحدق بوجهه بضعف وتستطرد : " أنا لا أستحقك.. وسيأتي يوم وتدرك ذلك " ابتسمت بحزن عندما لم يجيب بشيء بل بقي ينظر أمامه بصمت... مدت كفها بتردد لتسلم عليه لكن أرجعتها وهي تقبض عليها بكفها الأخرى وقالت بخفوت : " أنا آسفة سيد عامر... آسفة جدًا.. و..وداعًا." تجاوزته مبتعدة بسرعة لتتوجع من قبضة قوية منه على ذراعها أعادتها عدة خطوات للخلف بينما هو يهتف بغضب وكأنه قد فاق من صدمته أخيرًا : " وأنا أيضًا أتذكر جيدًا أنني أخبرتك برفضي التام لأي إجابة لا تخرج من قلبك... وما قلتيه لتوك كان أتفه شيء سمعته بحياتي...." رفعت عينيها اللامعتين وقالت بمرارة : " إجابتي خرجت من عقلي... وهو خير من سيسيرني" حاولت أن تفك ذراعها من قبضته الحديدية هامسة بصوت خفيض : " اترك ذراعي سيد عامر... رجاءً لا تعقد الأمر.. " كان ممسكًا بها بثبات... متشبثًا بها برجاء خفي... يشعر بأن الحروف الكلمات قد ضاعت منه.... أين كل ما جهزه من إقناع إن رفضت هي... لقد حاول أن يكيف نفسه على سماع كلمة لا... لكنه عندما سمعها كان وقعها قوي ومزلزل... وكأنها تحمل رسالة عنيفة تخبره بها بأن يحب أفنان... يحبها حب صادق بريء لم يجربه في حياته قط... ولم يشعر به حتى! فلت ذراعها على حين غرة فنظرت له نظرة أخيرة مبهمة وابتعدت وصوت كعبها يطرق على قلبه.... أنزل ذراعاه بجانبه بتخاذل ثم تحرك مبتعدًا عن المكان الذي جمعهما ذات يوم... لكنه بنفس الوقت كان شاهدًا على ابتعادها... في مكتبه كان قد رمى جسده على الكرسي بعد أن شبه صرخ على سكرتيرته وهو الذي لم يفعلها بحياته... ثم دخل وأغلق الباب خلفه بالمفتاح... مد كفه وفتح الجارور الخشبي ثم أخرج منه علبة كرتونية صغيرة مستطيلة الشكل.... حدق بها برغبة بأن يتمرد... لقد مضت فترة طويلة جدًا على تركه للتدخين... لكنه كان يحتفظ بعلبة السجائر حتى ينظر لها كل مرة تعاوده الرغبة في استنشاق ذلك الدخان المسمم لكن الآن!... الآن لا... لن يخبر نفسه بأي شيء.... ضم شفتيه بتشنج وأخرج عود سيجارة ليولعها ثم يضعها بفمه.... ثم أعاد رأسه للخلف مغلقًا عينيه.... لم يعد يهم شيئًا... ضحك بخفوت وهو يهمس لنفسه : " ماذا كنت أظن..." ********************* يتبع... | |||||||
29-08-19, 09:49 PM | #514 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية
| " إلى أين سنذهب اليوم..." همس فراس بصوته الخفيض وهو يمسك بيدها ويقفز بحماس... ابتسم وليد بحنان ونظر لماريا المبتسمة أيضًا.... ابتسامة واسعة بها رضا أراحه وجعل قلبه يرقص سعادة... فأن تشعر ماريا بالراحة معه سواء كان بسببه أو لا يعد خطوة جيدة جدًا للأمام... تفحص وجهها باهتمام ليعبس عند إدراكه بأنها لا ترتدي إلا ملابس قاتمة اللون... لكنه لم يرغب أن يعكرها بسؤاله عن هذه النقطة الآن وفضل أن يؤجل الموضوع... تقدم منها وأمسك بكفها الآخر هامسًا عند إذنها : " إلى أين تحبين أن نذهب..." ردت بارتباك خجول وهي تستشعر ضغط كفه الدافئ على يدها : " أينما تريد.." " سنذهب لنأكل في مطعم... فأنا أتضور جوعًا... هيا بنا..." اومأت برأسه وهموا أن يتحركوا باتجاه السيارة لكن صوت والدتها ظهر من خلفهم كغيمة سوداء وهي تقول بنبرتها الارستقراطية : " وليد هنا!... لمَ لم تدخل..." تنهد وليد وهو ينظر لوجه ماريا المتصلب ببعض الإحباط وقال ببرود : " سنذهب للتو.. لن نتأخر... " نظرت علياء لابنتها نظرة قاسية وهي تقول بنعومة : " غريب... لم تخبرني ماريا بأنها خارجة..." ابتسمت ماريا وقالت بنبرة متهكمة : " ومتى كنت أخبرك!... هيا لنذهب..." لم تدع لها فرصة للحديث واستدارت تمشي بعيدًا عنها يلحقها وليد بعد أن ألقى تحية سريعة... فهو أيضًا لم يكن يريد أن يتعكر مزاج ماريا أكثر بسبب هذه المرأة... أركب ابنه السيارة وتأكد من أمانه وهو يهديه قبلة صغيرة ثم ركب مكانه في الأمام وقبل أن يتحرك أمسك بيدها وقبلها قبلة صغيرة دون أي كلمة... لكنه لم يكن يلاحظ بسمتها الخفيفة... في المطعم وبعد أن تناولوا طعامهم.. اقترح أن يجلسوا في الحديقة الملحقة للمطعم.... ترك ابنه يلعب مع الأطفال بالألعاب المتناثرة هنا وهناك... ثم جلس بجانب ماريا وسمعها تقول بهدوء : " فراس لديه طاقات كبيرة ألا تظن ذلك..." وافق على كلامها وهو ينظر لطفله قائلًا بنبرة ذنب : " نعم...وللأسف أعرف أنه لا يجد من يفرغ هذه الطاقات... أنا دائمًا ما أكون مشغول وأحاول بكل طاقتي أن أفرغ له وقتًا يقضيه معي حتى لا يشعر بأي نقص..." " أعلم ذلك..لكن هل هذا كافيًا .. " أجفلته بكلامها فهمس بتردد : " ماذا..." رفعت رأسه تجاهه قائلة وكأنها تحدث شخصًا آخر غيره: " الطفل بحاجة لأكثر من ساعة أو ساعتين تقضيهما بجانبه... هو بحاجة لأن يشعر بأنك تبديه على أي عمل دنيوي.. وبأنه رقم واحد في حياتك... وإلا سيبقى إهمالك ندبة في داخله طوال حياته..." مجددًا تصدمه بهذه الاتهامات ليدافع عن نفسه بانفعال : " أنا لا أهمله ماريا... بالعكس.. ربما.. ربما لن تصدقيني إن أخبرتك أن فراس كان هو الداعم لي منذ أن رأيته بالمهد... وهو من جعلني أقف على قدمي من جديد... مجرد وجوده كان محفز كبير لي... " همست بحنان: " أصدقك..." أكمل بأسف : " كان يجب علي أن استمر بالعمل.. مضت ليال وأيام صعبة علي لكن كل هذا بسبيل ألا أحتاج لأحد بحياتي... أعلم أن فراس لم يأخذ حقه كباقي الأطفال... لكن كنت مضطرًا.. كنت... " قاطعته وهي تمسك كفه وتقول باستنكار : " هل تظن بأنني ألومك... بالعكس... أنا أشكرك...." تابعت بمرارة : " أشكرك لأنك فعلت كل ما قلته قبل قليل... بأنك لم تنسى طفلك وسط انغماسك بالعمل... وبأنك بقيت كما أنت... أب " فغر فمه بذهول قبل أن يحاوط كتفيها ويضمها لصدره هامسًا بحرقة : " ماريا..." ربتت على ظهره ثم قالت بضحكة خفيفة : " هذه الأيام ينتابني شعور بأنك تشبه أبي...هذا غريب " أبعدها قليلًا وقال بارتباك : " كـ..كيف! " رفعت كفها أمامها تقول بحيرة : " لا أدري لكن.... بت أحلم كثيرًا بوجه أبي.. مع أنني نسيت تفاصيل وجهه مع مرور الوقت...وأشعر بإحساس قوي بأنه يشبهك.... حتى ولو لم أرك " ضحكت مجددًا ضحكة خجولة فمسح على وجهها برقة وهمس : " حدثيني عن والدك" اختفت ضحكتها وشردت بحزن فظن أنها لن تجيب لكنها قالت بحنين : " أبي.. ربما هو أرق مخلوق عرفته... طيب جدًا وقلبه أبيض... كان يتعامل معنا جميعًا بحنان... يضمنا عند عودته من العمل.. يصطحبنا بنفسه إلى الألعاب.... يلبي كل رغباتنا.... لكن.." صمتت والغضب بان على وجهها لتتابع : " لكن رغم كل هذا... كان بجانب أمي لا وجود له... ومع مرور الوقت أصبحت تتدخل حتى بتعامله معنا بحجة رغبتها بتربيتنا بطريقتها الخاصة بعيدًا عن الدلال .... وأصبحت اللحظات الحلوة التي أقضيها معه لا وجود لها... " ضمها مجددًا دون أن يعلق قائلًا بوعد : "لكن أنا هنا...بجانبك... " وبين طيات قميصه وعلى صدره همست بهمسة مترجية لم يسمعها أحد إلاها : " وليتك تبقى... " ************************* اليوم ستخرج شمس من المستشفى... وسينتقلوا جميعًا ليقيموا في شقة مستأجرة بشكل مؤقت.. لم يكن يريد أن تخرج الآن بل رغب بمزيد من الاطمئنان.. لكن شمس أصرت بعناد فلم يشأ أن يضغط عليها وخصوصًا مع حالتها النفسية التي تزداد سوءًا..... كانت تمشي بجانبه تستند على عكازتين رغم إنه عرض عليها مساعدته.... لكن وكحالها المعتاد ترفض أي مساعدة بحدة فاكتفى بأن مشى بجانبها خطواته توازي خطواتها مستعدًا أن يتلقفها ما أن تتعثر وسيبقى يفعل ذلك حتى نهاية حياته... " هل تشعرين بالراحة..." سألها بهمس وهو يربت على كفها عندما دخلت السيارة فأومأت بصمت... تعابير وجهها منغلقة وجامدة... ولم تنظر بوجه أي أحد حتى وجهه مما أوجع قلبه... لكنه تحامل على نفسه... لا بأس بهذا الألم ما دامت هي بخير... في الطريق... تفاجئ بها تلتفت له وتقول بهدوء : " أريد أن أجلس عند البحر قليلًا.... أرجوك..." طلب من أباه بأن يوقف السيارة ثم نزل يرافقها رغم تساؤل والديه وسناء.... أجلسها عند رمال البحر وجلس بجانبها يقول بابتسامة مفتعلة : " الجو جميل.. أليس كذلك..." لم ترد فنظر لوجهها ووجده كما هو... متباعد بارد بشكل لم يعتاده على شمس قلبه..... همس بحزن : " شمس..." أمسك بذراعها يقول بتوسل : " ألا يمكنك أن تنظري بوجهي.. ولو لثانية" لم تأتي بأي حركة فمسح وجهه لا يريد أن يضعف... يجب أن يكون قوي من أجلها... " معاوية.." رفع رأسه فورًا ليجدها تنظر له... فور أن تلاقت أنظارهما.... أنفجرت باكية بانهيار.... ضمها لصدره بقوة هاتفًا : " لا بأس يا عمري... لا بأس كل شيء سيكون بخير... " تمدد على الرمل وهو يحتضنها بين حنايا صدره... يسمح دموعها.. ويستبدلها بدمعة تنزل على وجنته دون أن يشعر.... بينما صدى شهقاتها يضرب قلبه كالهرباء... نظر للسماء المغيمة..... يطلب العون من الله.... " يا الله... ساعدني " انتهى الفصل | |||||||
29-08-19, 09:54 PM | #516 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 3 والزوار 4) Siaa*, Hayette Bjd, ميثاني | |||||||
29-08-19, 10:11 PM | #517 | ||||
| عودا حميدا 🌸🌸 أفنان ابنة خالة ماريا رفضت عرض الزواج المقدم من عامر رغم انجذابها له بحجة انها لاتريد الارتباط .. اكيد راح تندم عليه 💔 شمس بعد انقاذها من خاطفها غسان وهو لقى حتفه خرجت بنفس محطمة لمعرفتها سبب وفاة عائلتها .. وعمها اللي لسه مو عارف اذا كانت عرفت او لا وخوفهم عليها.. معاوية اكيد راح يكون معاها ويساندها لترجع مثل قبل واحسن😁 ماريا كأني بتذكر انها سمعت امها و وليد بيحكو ان والدتها هي اللي عرضت عليه زواجه من ماريا .. هي الان تتقرب من فراس وترتاح لوليد ومستمرة معاه لكن يبدو ليس لفترة طويله .. الله يستر من افكارها ونواياها💔 اشتقنا للرواية كتير مسرورة بعودتك😘😘😘😍 | ||||
29-08-19, 10:51 PM | #518 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 8 والزوار 9) Siaa*, جلاديوس, هديرخلف علي, نورالشهري, Arjoana, shammaf, seham26, ميثاني | |||||||
30-08-19, 11:08 AM | #519 | ||||
نجم روايتي
| شمس تتألم ...فما حدث معها ليس سهل ابدا هى بحاجة للوقت وللحب والاهتمام لكى تتعافى ... اما أفنان ف رفضت طلب عامر للزواج منها بالرغم من حبها لة وهو غاضب و حزين ولكنة لن يستسلم بسهولة... ماريا علاقتها ب وليد أصبحت اقوي من السابق لقد حدثتة عن والدها الرجل الطيب ..والمحب واخبرتة انة يشبة والدها... تسلم ايدك على الفصل ❤❤❤ | ||||
30-08-19, 11:47 AM | #520 | ||||
عضو ذهبي
| حمدا لله على سلامتك سيا ومبروگ فتح الرواية من جديد افنان رفضت عامر وهو كان متوقع رفضها لكن رفضها صدمه هى وضحت له ان رفضها مش لشخصه لكن للزواج بحد ذاته. ولمشاكل خاصة بها عامر لازم يستوعب ان افنان محتاج وقت تحل مشاكلها والمفروض يكون بجوراها ويساعدها ولو معنويا لو متمسك بها. *********** ماريا ووليد علاقتهم اصبحت اقوى وماريا بدات تثق بوليد اكثر ياريت يتزوجوا ويبعدوا عن والدتها اكيد ماريا هتكون اسعد ببيت واسرة خاصة بها . وممكن تعود الصداقة بينها وبين افنان كمان. ********** شمس محتاج دعم معاوية لتجتاز التجربة الاليمة اللى مرت بها | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|