20-07-18, 10:57 PM | #131 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| اقتباس:
أما كاسر .. فهو الوجع .. الذكريات تقتل و تستنزف فيه زعما مرام تقدر تنسيه في نورس؟؟ حبوبتي شكرا بزاف على رأيك الجميل | ||||||||||
20-07-18, 11:13 PM | #133 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| قبل الفصل أود أن أقول بضع كلمات يشهد الله عن الروف التي أقف وسطها و عن مدى تعبي نفسيا و بدنيا كنت أفكر بتأجيل الرواية إلى أجل غير مسمى ، و لم أبدأ بتنزيلها إلا لأنني لم أرد أن أخلف بوعدي ، إضافة للطلبات المتكررة ممن قرأوا الجزء الأول يعلم الله أنني لم أشعر بالاحباط كما فعلت بعد تنزيلي للمقدمة و الفصل الأول فأرجو منكم التفهم الــوجـــه الــثــانــي بعد يومين الثكنة العسكرية " الوجع .. أن تحيا و كلك ميت " ذلك كان وصف لحالة كاسر الذي ينظر ليده المجروحة دون أن يشعر بذرة ألم ، فجروح القلب تعددت و اختلفت و ما عاد يفرق بين وجع و آخر فرحيل نورس عن شواطئ قلبه أرداه موحشا و باردا ، لا يهتم إن عاش اليوم أو الغد فصار يشعر بالوحدة وسط جموع الناس ، يشعر بالحزن في أسعد أيامه و غايته الوحيدة أن يجد موطئا للراحة ، كتفا يستند عليه ، شخصا يحتاجه فيجعله يتمسك بالحياة حياته صارت مملة و روتينية ، يستيقظ لينام لا عائلة ، لا حبيبة ، لا أطفال ، الوجع فحسب التقط مجموعة من المحارم الورقية و وضعها على جرحه ثم غادر نحو ما يفترض أن يكون عيادة مؤقتة ، عند عتبة الباب المفتوح كان يرى مرام التي تتحرك وسط الحجرة ترتبت الأغراض و تحادث نفسها قائلة : - يجب أن تتصرفي بهدوء ، الرجل يكرهك ، ليس و كأنك تطيقينه أنت الأخرى لكن احرصي على تجنبه ، ابقي مكانك و لن تقابلي خياله . تنحنح كاسر بصوت مرتفع جعل الطبيبة تنتفض و تستدير نحوه متسعة العينين ، حتى أنها حاولت تجميع الحروف في نسق صحيح فلم تستطع من توترها المبالغ فيه قال يدعي الجهل : - من هذا الذي أزعجك إلى هذا الحد ؟ . هزت رأسها نافية و لم ينقذها من الموقف سوى انتباهها للدماء التي تخطي يد كاسر و معصمه فسارعت نحوه و هي تردد : - يدك تنزف ، اجلس حضرة الرائد . استجاب لطلبها فشرعت في تنظيف جرحه و تفقده دون أن تتوقف عن الكلام ، فتارة تمنحه موعظة تحسيسية في ضرورة الانتباه و أنه لولا حظه لأصاب شريانا ما ، و تارة أخرى تردد عليه ما يجب أن يفعله كي ينظف الجرح ، ما يزعجه ليس ثرثرتها فحسب بل طريقة كلامها ، فتبدو كأنها تعاتبه مع أنها تتصرف بعفوية - ها قد انتهينا ، احرص على غلق النافذة بلطف أكثر حضرة الرائد فالزجاج خطير . - سآخذ نصائحك بعين الاعتبار حضرة المرشدة الاجتماعية اشتعلت ملامح مرام غيظا و هي تراقب الرائد المغرور يتحرك من مكانه ليغادر غير أنه توقف فجأة و استدار نحوها قائلا : - إن انتهى عملك باكرا فلا داعي لبقائك هنا طويلا ، و إن أزعجك أحدهم فلا تترددي في إخباري . لم يكن ما أثار عجبها هو قوله و إنما ابتسامته الصغيرة التي منحها إياها قبل مغادرته و التي جعلتها تقف مكانها تناظر ظهره العريض بحيرة أتراه بخير ؟ فكيف انقلب حاله من النقيض إلى الآخر في ظرف ثوان خاصة بعدما سمع حديثها مع نفسها و اعترافها الصريح بكرهه عليها فقط تحمله لبضعة أسابيع و بعدها لن تضطر لرؤية وجهه البشع لا ليس بشعا فمن هي لتكذب الرجل وسيم هزت رأسها برفض تعنف نفسها قائلة : - سحقا له ما دخلي أنا ، فليتركني و شأني فحسب . * * * بين الجبال بين الأحراش و الأشجار الكثيفة استقرت المجموعة الإرهابية ، منذ يومين و حيان يتنقل معهم من مكان إلى آخر ، يتخذون من المغارات و الكهوف ملاجئا حفظ أماكنها جيدا حتى الطرق التي يستغلونها القائد الميداني الملقب بالهمام وضع خريطة كبيرة للطريق على الأرض و أخذ يشرح لهم مراحل تنفيذ الكمين ، ما يثير غضبه هو المعلومات الدقيقة التي يحصلون عليها ، عدد السيارات و مسارها ، عدد الأفراد بل ساعة الانطلاق و الوصول مكث إلى جانبهم لنصف ساعة كاملة ، صامتا ، هادئا كأنه لن يطلق الرصاص على رجال وطنه ربما لن يقتل منهم أحدا إلا أنه لا يملك لهم غير الدعاء فإن قتلوا فلن يحرك ساكنا لأن مهمته تقضي بجلب أكبر عدد من المعلومات و القتل لن يتخذه إلا في الوقت المناسب و ذاك الوقت لا يملك تقديرا أو تعريفا عدديا و إنما عليه أن يدركه لوحده و ما زال حتى هذه اللحظة ينتظر أخذ القائد يوزع أفراد المجموعة على المنطقة ، كانوا من الجبن أن يهاجموا من مسافات بعيدة ، يتحصنون خلف الأحجار و الأشجار و من النذالة أن يستغلوا آيات قرآنية ليؤولوها حسب أهوائهم فما كانوا يقولون سوى بهتانا فويل لهم مما يفترون . كان يرى بوضوح اقتراب ثلاث سيارات رباعية الدفع تابعة لقوات الدرك الوطني ، الرصاصة الأولى انطلقت تلاها وابل من الرصاص و السيارات تخرج عن مسارها و الجنود يترجلون ثم يتوزعون و يبدأ الاشتباك الحمقى الذين يستقر وسطهم يهتفون بالشتائم و القول الشنيع و صراخهم لا يتوقف في حين اكتفى هو بإطلاق الرصاص على بدن السيارة أو الطريق على مقربة شديدة من رجال للدرك دون أن يظهر تردده و بين كل طلقة و أخرى يردد "رب سدد رميي و لا تجعلني قاتلا لروح بريئة " صرخ داخله و التهبت مواجعه و ثلاث جنود يسقطون أرضا و مع السياسة التي ينتهجها الإرهابيون "أطلق النار حتى ينفذ رصاصك " إضافة إلى الغلبة في العدد فقد بات يرى أن الوضع سيزداد تأزما سمع الرجل الذي خلفه يصرخ به : - لا تطلق النار دون فائدة ، أنت لم تصب أيا من أولائك المرتدين !! ..أيها المرتد الخائن !! . منحه حيان نظرة من طرف عينه و عقد العزم على تنفيذ ما يخطط له ، ثبت سلاح الكلاشنكوف جيدا على كتفه و ركز تماما على هدفه ، تمتم في سره بالدعاء ثم ضغط على الزناد فسقط جندي آخر و حينها فقط شعر بالاطمئنان على استمرارية مهمته بينما القلق الأعظم كان ينتابه حول الرجل الذي أصابه ، قد استهدف ذراعه و يتمنى فقط أن يصل الدعم قريبا و إلا فإنه في ورطة عظيمة استمر الاشتباك لنصف ساعة أخرى و قد أخذ القلق يعبث بدواخل حيان ، خاصة و التعب قد أنهك الجنود و في اللحظة التي ذبلت فيها ملامحه و ارتدت ثوب اليأس و الأسى أطل الأمل بظهور أربع شاحنات للجيش الوطني الشعبي و انهال عليهم الرجال البواسل بوابل من الرصاص جعل الإرهابيين يقررون الانسحاب يجرون أذيالهم خلفهم من جبنهم من المواجهة المباشرة . و لأنهم دوما خاسرون و خائبون يغذيهم زيفهم و افتراؤهم قوتهم في كثرتهم ، لا وطن و لا علم لهم أما جنود الوطن فهم الأصدق و الأثبت ، يملكون هدفا أقوم ، و وطنا بحجم الدنيا و علما مات و سيموت من أجله الرجال و الحق دوما ينتصر . كان يسير معهم و داخله يردد " نحن حماة العلم المنصور و حراس الميثاق والدستور نفديك بالعيون والصدور يا وطن الليوث والصقور" يتبع ... | |||||||||
20-07-18, 11:15 PM | #134 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| منتصف النهار الثكنة العسكرية كانت غزلان تنحني بينما تقوم بتمزيق قطعة اللحم إلى قطع صغيرة فتمنحها لخمسة هريرات يتناولنها بنهم ، وقفت و أخذت تراقبهن مبتسمة و على بعد خطوات منها لم تنتبه لطلحة الذي يراقبها ، بعبارة أصح لم يتوقف عن مراقبتها منذ التحقت بهم ، بها شيء غريب يثير عجبه ، نظراتها ، خلجاتها ، انزواؤها بل إنها بمجملها مثيرة للفضول اقترب منها قائلا : - القطط أكثر الحيوانات جشعا ، إن أطعمتها مرة فستعتبرك عبدا لها و عليك إطعامها دوما . التفتت إليه تناظره بعينيها العسليتين دون أن تبدو بينة الملامح ، و مجددا تمنحه نظرات غريبة كأنها كانت تبحث عنه و وجدته أجابت :- تقول هذا لأنك ترى الموضوع من وجهة نظرك القاصرة . وجهة نظره القاصرة ؟ حسنا فليكن صادقا فهو لم يتوقع منها هجوما مبطنا فسأل ساخرا :- عذرا منك فأنا لا أتقن لغة المواء كي أفهم ما تفكر به القطط ، فهل تفعلين؟ نظراتها انحرفت نحو الهريرات لتعود و تحطها عليه و تقول : - إنهن لا يجدن ما يأكلنه ، فإن منحتهن طعاما سيتمسكن بي كأنني أملهن ، إن جربت يوما الشعور بالجوع دون أن تجد الطعام ستتفهمهن . كاد يسألها " أجربته أنتِ؟" ، و ما منعه سوى عدم رغبته بإحراجها ، لأنه أكثر من واثق بأن إجابة سؤاله ستكون الإيجاب المرأة التي أمامه واضحة المحيا ، و تنطق بما يخفيه قلبها ، تبدو واضحة بطريقة غامضة عجيبة تفاجأ بها تتابع :- حتى القطة الكبيرة التي تأتي إليك طلبا للطعام فربما تكون تريده لأطفالها ، أرأيت يوما كيف تصير القطة حينما تفقد صغارها ؟ ستبقى تموء و تموء و تبحث عنهم في كل موضع ليوم و يومين و ثلاث حتى تيأس ..و من رحمة الله عليها أنها تنسى و تعيش لكن الإنسان لا ينسى . الانسان لا ينسى ! لم يفهم ما مقصدها من قولها ذاك ! خطفت انتباهه ابتسامتها الجميلة حينما قالت بمرح : - و مع ذلك فأنا أتفق معك من ناحية جشع القطط . شعور داخله أخذ يهمس له بأن يبتعد عن هذه المرأة فهي خطر عليه و على قلبه لم يمض يومين منذ رآها و هو يراقبها و يدرس خلجاتها و كل ما فيها والآن زادت عليه ابتسامتها تلك و هو من عاش طوال عمره لصغيرته ميمي دون أن تتمكن امرأة من سرق انتباهه بالطريقة الغريبة التي فعلتها الوافدة الجديدة - بالمناسبة ، كيف حال ابنة شقيقك ؟ - بخير ، أنتِ الوحيدة التي لم تقل الجملة الشهيرة " ظننتها ابنتك " . منحته ابتسامة ساخرة أتبعتها بتهكم : - واضح جدا بأنها ليست ابنتك ، لأنها لا تشبهك على الإطلاق و جميلة جدا . ضحك طلحة رافعا حاجبيه باستغراب و قال : - أتلمحين بأنني بشع ؟ اكتفت بهز كتفها و هي تقول : - أنت من قال و ليس أنا . أخذ يضحك و يهز رأسه بعدم تصديق بينما هي تلوح بيدها له و تغادر قائلة :- سررت بالتحدث إليك حضرة المساعد . - و أنا كذلك بينما لسان حاله يردد " لا أظنني كذلك " فداخلي يخبرني أنك مصيبة حلت على رأسي * * * لندن ...ليلا أخذت أصابعه تنكت سطح المكتب بينما أفكاره تسبح في بحر آخر ، فأخذ يتأرجح بين خانتي المواجهة أو الصمت و الانتظار يدرك تماما أن ما يربطه بنورس رغم كونه رباطا غليظا يبقى هشا من طرفها قد صبر انتظر تفهم كل ما بدر منها ، حيرتها ، شرودها ، هروبها أحيانا إلا أنه في هذه اللحظة يشعر بأبواب الأمل انغلقت في وجهه فما يعرف للحل سبيلا ، يخشى أن يجرحها دون أن يقصد، أو تجرحه دون أن تقصد هو و نورس واجها الكثير معا و انتصرا إلا في معركة واحدة ..الحب لا هو منتصر و لا هو خاسر حينما انفتح الباب و أطلت نورس من خلفه مبتسمة فتح لها ذراعيه لتقترب و تجلس في حجره ، وجودها بين أحضانه دوما ما خفف عنه سوداوية أفكاره و دحض مخاوفه مد يده يزيح شعرها خلف أذنها و يقول : - أنتِ لا تدخلين عليّ مكتبي دون سبب ، قولي ما عندك . ابتسمت نورس و قالت بينما تلامس أناملها شعيرات لحيته الخفيفة : - مسرورة لأنك تفهمني ، أنا مضطرة للسفر إلى الجزائر ، أسبوع فقط أطمئن على سيرورة الأعمال و أعود . عبوسه كان ظاهرا ،بل لم يحاول إخفاءه ، فزوجته تعرف حق المعرفة حقيقة شعوره اتجاه زياراتها المتكررة لوطنها ، هو لا يمنعها بل يحثها على التقليل فحسب ؛ و من حظه السيئ أنه قرر فتح موضوع آخر فقال : - نونو ، كم مضى على زواجنا ؟ :- سنة و ثمانية أشهر ،لماذا تسأل ؟ :- ألا تظنين أننا انتظرنا بما يكفي ؟ شعر بتصلب جسدها و كل ملامحها كردة فعل اعتادها منها كلما أتى على ذكر قصة "الحمل" الذي يرغبه كلاهما ،إلا أنه استجاب لرغبتها في الانتظار ردت نورس بارتباك : - حينما يكتب الله لنا سيحدث الحمل . فمنحها إحدى نظراته القاسية قائلا : - لا تكذبي ، فأنتِ ما زلت تداومين على الحبوب . :- لقد توقفت لفترة و عندما لم يحدث الحمل عدت ، خاصة مع انشغالي هذه الفترة بأعمال جدي إلى جانب عملي في الجزائر . كان عليه أن ينسحب كان عليه أن يصمت إلا أنه استمر و خاصة و شعوره أن يد القلق تهز سرير سلامه فتحشر علامات للاستفهام بين كل لحظاته السعيدة التي عاشها مع نورس ؛ زوجته التي كانت تطعمه كأس الحب المترقرق ، تلتصق على حوافه قطرات من سم الزعاف تصرفها أوجعه ، و مع ذلك كان يداري وجعه بغيم من الأوهام و الآمال الزائفة فقال ببعض الحدة : - لمَ فعلتِ ذلك؟ كان يمكنك أن تقوليها صريحة في وجهي بأنك لا تريدين طفلا مني . ابتعدت نورس عن أحضانه ،تعلو وجهها ملامح الصدمة كأنه قد صفعها بما قد قاله ربما لو فعل كان ليكون أهون عليها من اتهامه الصريح و الموجع قد تكون تمنحه القليل ، إلا أنه هو من عبر عن رضاه كان وعده أن يمنحها الحرية المطلقة ، المساحة التي تحتاجها أختلفت الموازين؟ أم أن قليلها ما عاد يكفيه ؟ :- أخبرني يا عامر ، لمَ ترفض ذهابي إلى الجزائر ؟ لم يتردد للحظة و هي يجيبها دون مراوغة : - لأنني لا أريد أن يجمعك به هواء واحد فكيف بأرض ؟ بان الألم جليا على صفحة وجهها ، وفي مقلتيها ظل لدمعات يهدهدها الحزن و اليأس و صوتها بنبرته المجروحة يسأل : - ألا تثق بي ؟ و مجددا ينتفض داخلها بوجع و مخالب كلماته المسننة تجرحها : - أثق بك ، إنما لا أثق في قلبك ، قد يحن ، قد يشتاق للذكريات ، قد... :- اصمت !! ،كيف تقول هذا ؟ ، كيف ؟!! كان يوجع نفسه أضعاف ما يوجع نفسها . يعمق جراح قلبه و يجرح قلبها و ذلك لا يبلغ مثقال ذرة من وجع المخاوف و الشكوك التي يتوسد صدرها كل ليلة فينام عليها و يستيقظ بها راقب اشتعال نظراتها الغاضبة وهي تهتف بانفعال : - أتعلم ما جعلنا نعود إلى نقطة البداية ؟ إنه استسلامك ، إنه تركك للأمور تحت قيادتي ، لو أنك أتيت إلي و حادثتني قائلا " يا نورس ألا ترين أننا نحتاج طفلا " ،لا تقول " نورس أتريدين طفلا" .. كنت أريد منك أن تقودني لا تتركني لوحدي ، كنت و مازلت خائفة . :- ألا تشعرين بالأمان معي؟ :- بل لا أشعر بالأمان مع نفسي ، أخشى الفشل ، أخشى الكسر ، أخشى خيبة أمل أخرى . اقترب بخطواته منها فابتعدت للخلف بينما تمد يدها تصده عنها قائلة : - لا ، على كل منا أن يفكر مليا ، و ربما سفري جاء في الوقت المناسب يتبع ... | |||||||||
20-07-18, 11:18 PM | #135 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| بعد يومين بين الجبال اليوم كان عليها أن تساعد في التنظيف ، و تنفيذا لنصيحة "مختطفها الغريب" ـ الذي لم يحضر منذ أيام ـ فإنها لا تنزع النقاب عن وجهها و لا يسمع لها صوت ، وتكتفي بالإنصات لكل ما يقال ، في كل مرة تحادثها إحداهن كان قلبها يقرع داخل صدرها بشكل مؤلم و تشعر بالدموع تتعلق على طرفي جفنيها أحيانا تتمنى لو أنها تفتح عينيها فتجد نفسها في غرفتها و على رأسها والدها بوجهه السمح يوقظها بعدما تتأخر تتمنى لو أنها لم تذهب ذلك اليوم إلى بيت العم وحيد كي تساعده و تعتني بزوجته المريضة لو أن الوضع مختلف ، لكانت تزاول دراستها في الجامعة ما يثير عجبها في كل ما يحيطها هو أن المكان يبدو للناظر كقرية صغيرة مسالمة جدا بمنازل على شكل أكواخ من الطوب إلا أنها من الداخل لا يمكن أن توصف إلا "بوكر الشيطان " تنهدت ترفع النقاب عن وجهها و تلتقط بضعة أنفاس عميقة فتُفاجأ بصوت أحدهم يقول : - أخيرا استطعنا الاستفراد بك . فزعت تعيد تغطية وجهها و الخوف يضمها إلى صدره فيشل كل أطرافها ، و مع دبيب خطوات الرجل المقتربة منها كان رعبها يبلغ أوجه حتى يكاد يغشى عليها ، استدارت بجسدها لترى تلك النظرة في عيني الرجل ، نظرة سوداء مقيتة كان يقترب منها بينما تتراجع للخلف و تمتد يدها لتمسك بمزهرية صغيرة الحجم ، وما أن مد يده نحو غطاء وجهها كانت تضرب رأسه بها بكل قوة فتتناثر قطع الزجاج في كل مكان ، فاستغلت سدن ترنح الرجل و صدمته لتدفعه بعيدا ثم تركض إلى الخارج نحو كوخها و ما أن بلغت وجهتها و أغلقت الباب خلفها حتى صرخت بفزع و حيان يظهر أمامها بجسده الضخم لم تتمالك نفسها فجلست أرضا تنتحب و تردد من بين عبراتها : - أنت السبب ..أنت من أحضرني إلى هنا .. عسى أن ينتقم الله منك أيها المختطف البائس .. بسببك رغم عدم فهمه لما أصابها ، جلس مقابلا لها ناصبا إحدى ركبتيه و فاردا الأخرى و انتظرها بصبر حتى هدأت تماما و خفتت شهقاتها فسأل : - ما الذي حصل ؟ مسحت سدن دموعها بكفيها و إجابتها تمثلت في نظرات قاتلة يملؤها الغضب فعاد ليسأل : - هل تعرض لك أحدهم ؟ أومأت فقال :- هل أذاكي ؟ هزت رأسها نفيا ، ثم بعد صمت وجيز أجابت : - لقد ضربته بمزهرية و هربت .. أنا خائفة .. لا أريد أن أموت هنا ..وسط هؤلاء القتلة و الوحوش . عادت جيوش أدمعها تحتشد حول مقلتيها الكبيرتين و الكلمات التي تنوي قولها له تفر من طرف لسانها ، تريد ضربه ، تريد أن تدعو عليه حتى يغمى عليها من التعب و مع ذلك فإنها ما أن تنظر في عينيه حتى تتملكها الرهبة منه رنت إليه بنظراتها الدامعة و سألت بخفوت : - لقد سمعتهم يقولون بأنك جندي .. هل هذا صحيح ؟ أومأ مجيبا :- صحيح . إن كانت توقعت منه شرحا مستفيضا فقد أخطأت ، وإن كان ظنها ستتوقف عند هذا الحد فقد أخطأ أيضا لذا قبل أن تستمر بإمطاره بأسئلتها فقد سبقها بقوله : - كم عمرك ؟ - سأبلغ العشرين بعد خمسة أشهر - عائلتك ؟ - أعيش مع أبي فحسب ، أمي توفيت قبل ثلاث سنوات . شعوره بالذنب نحوها تعاظم أكثر ،فالفتاة صغيرة جدا على إقحامها في مسألة خطيرة ، و لم يبق سوى أن يدعو الله لعله يسعفه في إيجاد حل لإنقاذها قال :- ذلك المنشاق الذي تستخدمينه ، هل أنت مصابة بالربو ؟ ردت :- لا ،أنا مصابة بالتليف الكيسي ، مرض جيني قاتل ( تابعت ساخرة) إن لم يقتلني هؤلاء سيقتلني مرضي. مال بجسده قليلا كي يركز النظر في عينيها و قال بتأكيد : - سأخرجك من هنا ، فاطمئني . حينما وقف و أولاها ظهره قالت باستغراب : - من أنت حقا .. لا يمكنني أن أصدق بأنك تخون الوطن لأجل هؤلاء .. ثم ما اسمك ؟ عاد ليلتفت إليها و على شفتيه ابتسامة صغيرة أثارت تعجبها ، كانت كشمس أضاءت وسط الظلام ، كانت أملا و ليته يعلم كم أنها اشتاقت لرؤية ملامح مبتسمة و مسترخية بدل العبوس و التجهم أرادت أن تشعر بأن الأمور ستكون بخير رغم كل الألم ، رغم كل اليأس - بعض الأسئلة ليس لها أجوبة ، أما اسمي فلا يهم حاليا ،فقط ثقي بي . * * * بعد أسبوع مكتب الرائد كاسر إبراهيم و كعادته كل يوم يزور طلحة مكتب صديقه كي يقنعه بحضوره لينضم إليه على العشاء في محاولة منه لفك عزلته و عدم إبقاءه وحيدا ومحاطا بالذكريات وسط جدران منزله الكبير ربما كاسر يظهر للناظر كرجل ثابت كالأوتاد إلا أن داخله هش داخله يكمن رجل هزته المواجع بخساراته المتتالية - يا رجل، ميمي تريدك معنا ، ثم ما فائدة أن تتناول عشاءك لوحدك ؟ ما المتعة في ذلك ؟ فيرد الآخر :- ينقص فقط أن تدعوني لأقيم معك و عمتك ، إن كان لا يعجبك حالي تعال لتقيم معي بدل أن تبقى في شقة مستأجرة . ابتسم طلحة قائلا : - فلنقل بأنني وافقت ، ماذا سيحدث لو تزوجت ؟ ندم فورا على ما قاله ما أن عبست ملامح كاسر و اكتست ببعض الحزن فيهز رأسه بلا معنى و يقول : -اطمئن لن أتزوج . و كان ذلك أكثر ما يثير جنونه ، ثلاث سنوات مرت على طلاقه ، و المرأة ذهبت في طريقها و تزوجت و لربما تملك بدل الطفل اثنين و الآخر ما يزال متشبثا بالماضي و لا يريد تركه - ألا يمكنك أن تنساها ؟ فيرد عليه كاسر بعد صمت قصير : - إن نسيتها تنساني الحياة . فقال طلحة بإصرار : - يا رجل ألا يمكنك أن تتمنى غيرها ؟ .. حاول أن تسأل الله العون و سيجيبك ، حتما ستجد من هي أفضل منها . - كل الأماني التي تراودني تكون هي موضوعها ، كل الجمال الذي تراه عيناي هو جمالها ،إنني لا أبصر سواها ، إنها خلفي ، أمامي، حولي و في كل مكان ؛لا أملك قلبي كي أتحكم به ، أنا أعشقها يا رجل ،أعشقها حتى و هي بعيدة عني . أخذ طلحة يطالعه بذهول كأنه قد ابتلي بالجنون : - ما هذا الذي تقوله ؟ فابتسم كاسر قائلا : - خرف العاشقين فرد الآخر باستسلام : - تبا يا رجل ! إنك حالة ميئوس منها رسميا ضحك كاسر ثم وقف يغادر المكتب و خلفه طلحة الذي يتبعه في صمت تام من كليهما ،نظرات الأخير حطت على "الوافدة الجديدة " و التي تقف تحادث النقيب أيمن الذي لا يفارقها تقريبا و يستغل كل فرصة صغيرة أم كبيرة ليحادثها تفاجأ بها تدير رأسها باتجاهه و تبادله النظرات ثم تبتسم له ! بل ترفع يدها و تلوح له! هذا إن تغاضى عن استغلالها لكل فرصة كي تحادثه بل و تظهر في طريقه أينما اتجه ليس و كأنه يهتم و إنما يشعر بالغرابة و الفضول فحسب أو هكذا يكذب على نفسه اكتفى بإيماءة بسيطة من رأسه ثم تابع سيره و ما أن رفع نظره نحو كاسر حتى وجده يناظره عاقدا حاجبيه و على حافتي شفتيه تستقر ابتسامة ساخرة فسأله : - ماذا ؟ .. ما بك ترمقني بهذه الطريقة ؟ - ما قصتك مع الملازم الأول ؟ علامات الضيق بدت واضحة على طلحة و هو يجيب : - لا شيء ..فقط زميلة تبادلنا الحديث لمرات معدودة فيقول كاسر بغير تصديق : - لمرات معدودة ! و وصلتما لمرحلة النظرات الابتسامات من بعيد و التلويح ؟ .. تطور ملحوظ . لوح طلحة بيده و قال يتجاوز كاسر الذي أخذ يضحك : - تبا لك يا ، واطمئن لن يحدث ما تلمح له استمر كاسر في طريقه لوحده و شعور داخله ينبئه بأن صديقه الذي لطالما تغنى بأنه محصن اتجاه الحب سيقع فيه حتى أذنيه و ويحه مما ينتظره فتلك المسماة غزلان لا تبدو سهلة على الإطلاق توقفت خطواته قريبا من المكان المخصص كعيادة مؤقتة و على الباب كانت تقف مرام تتلفت حولها بارتباك وتبدو خائفة من شيء ما فاقترب منها حتى إذ وقف بجانبها قال : - هل هناك خطب ما ؟ انتفضت بفزع تضع يدها على صدرها و تردد بصوت شبه مرتفع : - بسم الله الرحمن الرحيم .. ثم رنت إليه بنظراتها و الانزعاج باد عليها و مع ذلك فقد اكتفت بالصمت رغم أنه يكاد يجزم بكونها تشتمه في سرها - هل كل شيء بخير ، دكتورة مرام ؟ - اطمئن ، كل شيء بخير حضرة الرائد - متأكدة ؟ - كل التأكيد . أومأ برأسه ثم استدار عنها ليغادرها و ما أن سار بضع خطوات حتى أوقفه صوتها الرقيق المتردد : - حضرة الرائد ؟ .. اممم ..أنا .. رفع حاجبيه ما أن لاحظ رداء الخجل الذي التحفت به ملامحها و أخذ يحثها على المتابعة فقالت بحرج : - هناك قطة في الداخل ..و أنا .. أقصد أخاف القطط .. أعني .. ذلك الارتفاع المستفز في طرف شفتيه دفعها إلى الندم ، ها قد حصل على سبب مقنع ليستفزها به و جميل على عنقها ستحمله له دائما سحقا لك يا مرام ها قد وقعت بالفخ راقبته يدخل العيادة ثم يبحث عن القطة حتى وجدها و خرج حاملا إياها بابتسامته الساخرة التي ظهرت كالشمس الساطعة في كبد السماء و حتما لم يكن ليفوت فرصة كهذه ليسخر بها منها فقال : - أهذه أخافتك ؟ .. - أتمنى أنك لن تذلني بها . فابتسم يهز رأسه نفيا : - كلا ،لكن عليك أن تقلقي على نفسك إذن عندما تنتقلين إلى مجموعة الدرك الوطني ، لديهم كلاب بحجم الدببة . فسألت بفزع :- حقا ؟ .. و يتركون الكلاب طليقة ؟ - نعم ، تتجول كيفما تشاء . أخذت تتمتم بخوف : - يا ربي ما الذي فعلته بنفسي ؟ ثم نظرت إلى كاسر بامتنان بينما تداعب أصابعه رأس القطة الصغيرة ، بدت ملامحه الخشنة في أتم استرخاءها بل و أنها للغرابة لم تكن تشعر اتجاهه بنفس النفور الذي كان ملازما لها قبلا - شكرا لك حضرة الرائد . - العفو .. طاب يومك . عيناها لم تفارقاه وهو يبتعد و قطعا لم تلاحظ الابتسامة البلهاء التي تطفو على شفتيها ابتسامة لم تكن أول خطوة نحو الحب بل أول شبر نحو الوجع . يتبع ... | |||||||||
20-07-18, 11:22 PM | #136 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| بين الجبال .. مقر الاجتماعات قال أحد القادة لأمير المجموعة : - هل تثق به حد أن تبقيه معنا ؟ أصابع الأمير كانت تنكت سطح المكتب الذي غطته الصور و بعض الملفات ، لم يكن من الغباء بحيث يمنح حيان الثقة المطلقة ، الرجل كان ضابطا في جيش المرتدين و لن يكون من السهل إعلانه للانشقاق عن بني جلدته نعم ، قد يكونون تخلو عنه ، و تركوه للموت قد يكون منحهم بعض المعلومات منها ما كان مهما جدا لكن يبقى شعوره نحو به بعض الريبة و الحذر سببه شيء ما في نظراته تصرفه بأن جلب تلك الفتاة و اتخذها كزوجة صمته و هدوءه المريبين و هو لم يكن يوما رجلا تسيره الاحتمالات ، لذلك فقد وضع خطة يضرب بها عصفورين بحجر واحد قال :- العملية التي خططنا لها قد تم وضع أساساتها ، سنسدد ضربة قوية للحكومة ، حتى أن حلفاءنا ينتظرون نصرنا . فيرد الآخر :- هل أفهم من كلامك أنك سترسل ذلك الجندي العفن مع المنفذين ؟ - بالضبط ، هو و زوجته تلك ، فلنرى مدى إخلاصه لنا . - ماذا إن غدر بنا ؟ كان قد وضع هكذا احتمال في رأسه ما جعله يتخذ احتياطاته - لا تقلق ، هو لن ينال منا أي معلومات ، و لن نمنحه المجال حتى ليتنفس ، علاوة على ذلك سيكون محاصرا برجالنا ..هي بضعة أيام و سننتهي منه . انتهى الفصل الثاني إلى لقاء آخر مع فصل جديد عــن ألــــف وجـــــه للـــوجــــــع حـكـايــة الــوجــع و الحــب .. و الــــوطــــن | |||||||||
21-07-18, 12:23 AM | #137 | ||||
نجم روايتي
| مساء الخير فصل مليء بالأحداث المشوقة حيان و سدن فى خطر مستمر بوجودهم مع الارهابين وأي خطأ صغير سوف يقتلوهم. كاسر ما زال يعيش على ذكريات الماضي ولا يريد أن يرتبط منةجديد لأن قلبة ما زال ملك ل نورس فقط . طلحة يشعر بالفضول ناحية غزلان وهى تتقرب منة لهدف تسعى آلية أعتقد سوف يقع بفخها بكل سهولة . تسلم ايدك على الفصل الرائع 💖💖💖💖💖💖💖 | ||||
21-07-18, 12:25 AM | #138 | ||||||||||
نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات
| حيان عايز يتخلص منهم و يخلص سدن ... و هما مش واثقين فيه عايزين يتخلصوا منه .... العملية الجاية ايه اللي هيحصل .... الكاسر عايش على الوجع .... مرام ... " ابتسامة لم تكن أول خطوة نحو الحب بل أول شبر نحو الوجع " يا ترى اي وجع مستنيها .... عامر ونورس .... ناوية تعملي فيهم ايه ؟؟؟🤔 غزلان بتقرب فعلا من طلحة ؟؟؟ و ايه السبب ؟؟ تسلم ايديك على الفصل في انتظاار الجااي ..🌷🤗 | ||||||||||
21-07-18, 12:26 AM | #139 | ||||||||||
نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات
| لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 16 والزوار 10) Gigi.E Omar, Dndn1992, روجا جيجي, amana 98, زهرة الغردينيا, wild flower, Booo7, dorra24, صابرة عابرة, Fay~, yanayana, نورالله, وردة شقى, bella snow, ريما حرب, redrose2014 | ||||||||||
21-07-18, 01:30 AM | #140 | ||||
| فصل رائع بيلو تسلم ايدك 😘😘 كاسر ولله بحزن علية مسكين 😭😭 طلحة بشك بمرام وانها ليست سهلة وهي بدها تنتقم من طلحة ولا كاسر حيان وعد سدن يحميها والواطين عم بخططو لقتله يخرب بيتهم شو حقيرين نورسين عودتها لجزائر جاي وراها بلاوي | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|