14-07-18, 01:15 PM | #881 | |||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
أهلا Bobosty أنا مبسوطة أنه الرواية شدتك ويارب الفصول القادمة تبقى على مستوى التوقعات نتقابل بكرة ان شاء الله في فصل جديد تحياتي يا قمر | |||||||
14-07-18, 01:24 PM | #883 | |||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
اهلا خوخة اسعدني مرورك واعجابك بالرواية ومبسوطة ان الاغنية مأثرة معاكي انا بصراحة المشهد دة والاغنية دي بين سيد واية في دماغي من 5 سنين من أول ما فكرت بالرواية واحداثها يعني دة مشهد اصيل في الرواية والاغنية نفسها الي اوحتلي بالمشهد تخيلي ! وحتى الان كل ما اسمع الاغنية دي بالذات اتخيلهم مع بعض واتخيل آية بتشد سيد من الكرافتة وهو مش شايف غيرها قدامه في الاول كان في المشهد اية بترقص رقص بلدي لكن وانا بكتب لاسباب كتيرة غيرت المشهد لرقصة المطاوي بس هو هو نفس الاحساس بينهم ومن وقت للتاني بحن للاغنية واسمعها وانا بستعيد المشهد انطباعك عن الرواية غمرني بالسعادة | |||||||
15-07-18, 01:33 AM | #885 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الرابع والعشرين الفصل الرابع والعشرون انتبهت ماجدة لرسالة على هاتفها من رقم مجهول فقرأتها " ماجي .. لا تعذبيني .. أنت لا تعرفين ماذا تحملت من أجل أن أعود وأنا أملك من الثروة ما سيرد إلينا كرامتنا التي أهدورها ونحن صغارا لأننا فقراء العائلة .. أنا عدت من أجلك .. ومن أجل أحلامنا سويا .. دعينا نتحدث قليلا .. " حدقت في الرسالة طويلا بجمود .. ثم مسحتها وهي تغمغم " كم رقما على أن أغيره .. لأتخلص من هذا السخف " دخلت التوأمتين من الباب بملابس رياضية يحملن حقائب ظهر من القماش ويبدو على ميري الانهاك بينما أنجيل تبدو منزعجة .. سألت ماجدة باهتمام " ما بك يا أنجيل ؟" ردت أنجيل بوجه مقلوب " لا شيء " تدخلت ميري تقول " إنها منزعجة لأن الفتيات بالمدرسة يسخرون منها بأن من تلعب رياضة التايكوندو لا تحمل مظاهر أنثوية .. والحقيقة لا أفهم هذه التفاهة فعلا .. سواء من ابنتك أو منهن .. ما دخل هذا بذاك ! " صاحت انجيل بحنق " لا تقولي تفاهة .. هل لأني أريد أن أمارس أنوثتي أصبحت تافهة في نظرك " ردت ميري بهدوء " هذه الأمور التي تتعجلين عليها سترتدينها عاجلا أم آجلا .. لكن إحراز الألقاب والميداليات سيكون لفترة من حياتك بعدها ستضطرين للإعتزال .. ولكن وأنت فخورة بنفسك وما حققتيه " هتفت أنجيل بوجه باك " فالتفخري أنت بمدالياتك وألقابك أنا لم أعد مهتمة " تدخلت ماجدة بعصبية " لماذا يا أنجيل ؟.. أنت تهدرين موهبتك في التايكوندو " ردت أنجيل بحنق " لست مهتمة يا أمي ومللت من التمارين المتكرر تعبت .. أريد أن أخرج مع صديقاتي كما يفعلن ..أريد أن ألبس كالبنات وليس ملابس رياضية طوال الوقت " صاحت ماجدة بحدة " تلك الأمور التي تستعجلين عليها ستجعلك تافهة ليس لك قيمة .. عليك أن تكوني قوية .. عليك تحقيق ذاتك يا أنجيل .. دراستك واعتمادك على نفسك وقوتك هي أهم شيء .. ودعي تلك الأمور عن الثياب والاصحاب وما إلى ذلك إن تبقى لك وقت .. " صاحت أنجيل باكية " تعبت .. قلت لكم تعبت يا أمي .. من التمارين والاجهاد والشد العضلي والضغط العصبي .. والمنافسات " همت ماجدة بتوبيخها لكن صوت الباب يفتح ودخول وائل أخرسها فجأة . سأل وائل بقلق" لماذا صوتك يصل لبوابة العمارة يا أنجيل ؟!" اقتربت أنجيل منه تلف ذارعيها حول جزعه وانفجرت في البكاء. سأل وائل بجزع " ما بها؟.. من أبكاها " وقفت ماجدة صامتة بينما تدخلت ميري ببعض الدبلوماسية " لا شيء يا أبي أنت تعلم أن أنجيل تتدلل لا أكثر " صاحت فيها أنجيل من بين دموعها " أنا لا اتدلل!!!!" ربت عليها وائل برقة ثم سألها بهدوء " أخبريني أنت يا بابا لم تبكين؟ " ردت من بين دموعها " سئمت من التدريب والتمارين " تفاجأ وائل لكنه قال " ألا تريدين التمرن من أجل الحصول على فرصة تمثيل بلدنا في الأوليمبياد .. كما فهمت من عمرو أنت وانجيل مرشحتين بقوة" ردت أنجيل من بين دموعها " الموضوع يتطلب الكثير من الجهد والتحمل .. وأنا لست قادرة على هذا ولست مهتمة بالأمر إلى هذا الحد " سكت وائل قليلا ثم قال " إذن توقفي عن التدريب .. أين المشكلة ؟" احتقن وجه ماجدة بينما صاحت أنجيل في عدم تصديق " حقا يا أبي !! .. هل من الممكن ألا أتدرب بعد الأن ؟" رد وائل ببساطة " بالطبع.. إن كان الأمر لا يثير شغفك لتفعلينه فلا تتعذبي من أجله " أحاطت بذراعيها حول جزعه تتمتم في فرح باك "أحبك يا أبي ..أحبك " ربت عليها وائل وتمتم في سره "من شابه أباه في عدم التحمل المصاعب فما ظلم " نطقت ماجدة تقول بغيظ مكتوم " لكن يا وائل .. إنها تهدر سنينا طويلة من التدريب والتعب من أجل قرار تتخذه في لحظة طيش قد تندم عليه لاحقا " رد عليها بحزم " فالتفعل ما تريده أتركيها تنعم بحياتها دون ضغط.. ما فائدة الألقاب إن لم تكن سعيدة بها " زفرت ماجدة في عصبية وانسحبت إلى المطبخ بوجه محتقن .. بينما حدجت ميري أختها بغيظ ..فسألها وائل " وأنت يا ميري ماذا تريدين ؟" ردت بثقة " سأحصل على الميداليات الذهبية في الأوليمبياد هذا العام إن شاء الله " ابتسم يقول " حسنا .. وأنا أثق بك وأدعمك .. وسأكون وقتها فخورا بك فخرا لم يشعر به أب من قبل " ابتسمت له فازدادت شُقرتها حلاوة وسألته بتأثر "هل ستكون معي هناك وأنا أتسلم الجائزة يا أبي؟" ردت عليها مؤكدا " طبعا ركزي الآن أن يتم اختيارك من بين من سيمثلون البلاد في الأوليمبياد .. وإذا تم أختيارك أعدك أن أرافقك في تلك الرحلة " أبتسمت ميري بسعادة ثم تركتهم لتلحق بأمها في المطبخ ووقفت بجانبها تتطلع إلى صمتها وجمودها بقلق . ربما يظنون أن أمها صموتة جامدة .. لكن لا يعلمون أنها تكتم الأنات بحزم فيبدو وجهها جامدا .. متخشبا من الألم . مسدت ميرى على ظهر أمها وقالت بحنان "دعك من هذه المدللة يا أمي فأنا أؤيدك فيما تقولين " ردت ماجدة بهدوء" أنا لا أريدها أن تنجح بحياتها من أجلي .. فلن تفيدني بشيء .. أنا أبحث عن مصلحتها " ردت ميري بتفهم " أعلم ذلك يا أمي .. عموما أنت نصحتيها وعليها أن تتحمل تابعات هذا القرار " أومأت ماجدة برأسها في استسلام فراقبتها ميري بصمت .. لتسألتها ماجدة فجأة " هل من الممكن أن أمنع رقما من أن يتصل بي أو يرسل لي رسائل دون الحاجة لتغيير رقم هاتفي " ردت ميري بسرعة " طبعا يمكنك عمل حظر للرقم .. لماذا ؟" قالت ماجدة بسرعة " لا شيء .. جارتي سألتني إن كنت أعرف كيف نفعل هذا الحظر لأن هناك رقما يرسل لها نكات بذيئة " ردت ميري بهدوء " سأعلمك كيف تفعلها .. لكن من الممكن أن يرسل لها هذا القذر من أرقاما أخرى " شعرت ماجدة بالإحباط لكنها قالت " لا بأس علميني كيف تحظر الرقم وسأخبرها بذلك " *** فتحت إلهام الباب فوجدت عمرو يقف في حرج .. استقبلته بترحاب وبعض التحفظ الذي لم يخف عليه فقال في حرج " لقد استأذنت الحاج سماحة لأمر عليكم قليلا " ردت بارتباك " تفضل يا ولدي لا تحتاج للاستئذان هذا بيتك " ثم علا صوتها "عمرو هنا يا أروى " قبل أن تتحرك لتقدم له الضيافة سألها بهدوء "هل أنت معترضة على شخصي يا خالتي؟ " تحرجت إلهام قليلا لكنها أشارت له بالجلوس على أحد مقاعد منضدة الطعام وهي تقول" إجلس يا ولدي " صمتت قليلا ترتب كلامها ثم قالت " أنت تعرفني صريحة لذا تقبل ما سأقول .. أنت عندي كأحمد وسيد .. كما أنك كعمرو بسم الله ما شاء الله نسب يشرف ويكفي أنت ابن الشيخ رحمه الله .. ولو كانت أروى بكامل صحتها لكنت الأن أقف في الشرفة لا أتوقف عن الزغردة .. لكني أعرف عفاف تمام المعرفة ... إننا من بلدة واحدة وتربينا سويا وأعلم أن ظروفها التي عاشتها هي وأخيها كأيتام جعلتها شديدة التمسك بوالدك الشيخ رحمه الله حين تزوجها .. وحين انجبتك واستأصلت الرحم وهي لم تزل شابة صغيرة .. كل هذه الظروف جعلتها تضع فيك كل أمالها وهذا حقها.. وأدعو الله ألا يحرمك منها ولا يحرمها منك .. لهذا أنا أعلم أنها وافقت على مضض على زواجك من أروى و هذا يقلقني .. لا أقصد شيئا لكن من حقي أن أتأكد أن ابنتي ستعيش في جو سليم وعائلة ترحب بها وهذا ما أشك به .. ولن أتحمل أن تسمع ابنتي كلمة تحزنها لذا أنا قلقة .. قلقة جدا ليس منك .. ولكن على ابنتي " رد بجدية متفهما "أنا أعلم مخاوفك جيدا يا خالتي وأجدها في محلها .. كل ما أستطيع أن أعدك به أني سأحافظ على أروى وسأجعلها سعيدة .. وأمي سأحاول أن أتعامل معها ولا أقصر تجاهها .. صدقيني يا خالتي جزء من تأخري في طلب أروى للزواج هو خوفي عليها من ظروفي التي لا تتلاءم مع ظروفها .. لكني أصبحت غير قادر على الارتباط بفتاة غيرها .. وأعدك أني سأحافظ عليها ولن أجعلها حزينة أبدا " أطرقت إلهام في حيرة ثم قالت في حنق " لا أتوقع أن أروى ستكون بكامل حريتها مع والدتك في نفس الشقة " رد بهدوء "ومن قال أني أنوي الزواج في شقة والدي ؟!!.. أروى من حقها شقة تخصها .. صحيح أني سأكون قلقا أن تتواجد بمفردها .. لكني سأدبر الأمر وأبحث عن فتاة ترافقها أثناء النهار لا تقلقي بهذا الشأن " طالعته إلهام باهتمام و سألته " هل تنوي حقا الزواج في شقة منفصلة عن والدتك ؟" أكد لها "أنا بالفعل حجزت شقة في نفس العمارة في الدور الثالث .. وبدأت في دفع الاقساط والشقة جاهزة لن تحتاج سوي لبعض التعديلات " شعرت الهام ببعض الراحة وإن كانت لم تتخلى عن قلقها تماما .. قلبها غير مطمئن لعفاف أبدا فتمتمت باستلام "يفعل الله ما يريد يا ولدي .. وأرجوا لا تغضب من كلامي " ابتسم لها عمرو بمودة وتمتم "أطال الله في عمرك يا خالتي " تنحنحت أروى تقترب بكرسيها فإحمرت أذنيه واستقام بتهذيب رجولي يستقبلها بينما قالت إلهام بلهجة ذات مغزى " سأحضر لك شيئا لتشربه " وتركتهم مسرعة إلى هاتفها واتصلت بانة . كانت بانة في شقتها.. فقد تأخرت في الاستيقاظ اليوم لظروفها الشهرية التي جاءتها بأعراض مؤلمة هذا الشهر فلم تستطع النوم طول الليل .. حتى عندما خرج أحمد هذا الصباح لم تخرج إليه ولكن أخبرته من خلف باب غرفتها المغلق دائما أنها تحتاج للمزيد من النوم . وبالرغم من تفهمه لكنه لم يتوقف عن الاتصال بها كل ساعة في إلحاح لمحاولة لفهم سبب حالتها وبالطبع خجلت من إخباره .. لكنه لم يرحمها من الاستجوابات عبر الهاتف وهو بالورشة .. هل لديها انفلوانزا ؟ هل ضايقها أحد ؟ .. هل تفوهت آية بشئ سخيف كعادتها؟.. ما زاد من توترها وتقلصاتها . .. وعندما حضر منذ نصف ساعة ردت عليه أيضا من سريرها دون أن تفتح له الباب بأن لديها مغص عادي وتريد المزيد من الراحة .. ولم يخف عليها أنه يذهب ويجيئ أمام غرفتها بتوتر طيلة النصف ساعة الماضية . حين أتصلت إلهام ردت عليها بوهن فسألتها بتوتر " هل عاد أحمد ؟؟؟ " فردت بانة " أجل من نصف ساعة تقريبا لكنه لا يريد الصعود ليأكل " ردت إلهام بسرعة "لا لا ... عطليه عندك قليلا يا بانة " تعجب بانة وسألت " هل حدث شيء يا أمي ؟!!" قالت إلهام بهمس " عمرو هنا وأريده أن يتحدث قليلا مع أروى لنعرف رأيها لنهائي وأنت تعرفين أحمد وغيرته وفظاظته لن يتركهما في حالهما " قالت بانة بإرهاق " تمام سأحاول تعطيله قليلا " اغلقت الهاتف وحاولت التفكير كيف ستعطله تلكأت قليلا تحاول دفع نفسها للنهوض وفتحت الخزانة تبحث عن ملابس ترتديها .. ثم أجلت ذلك و دخلت الحمام أولا . حين خرجت من الحمام سمعت أحمد يقول عبر الباب "سأصعد لاحضر الطعام لنا ونأكل سويا مادمت لا تريدين الصعود " جحظت عيناها ونادت عليه "أحمد انتظر " سمعت باب الشقة يفتح فأسرعت تخرج من غرفتها في رعب وهي تصيح " إنتظر يا أحمد أريد أن أخبرك شيئا مهما " استدار ليسألها عما تريد لكنه تسمر مكانه متسع العينين وفغر شفتيه بشكل مبهور يثير الشفقة. لقد كانت من الاعياء وعدم التركيز فلم تلحظ أنها خرجت دون أن تبدل منامتها القصيرة .. القصيرة جدا .. أغلق الباب بظهره بهدوء ووقف يستند عليه بعد أن إنهارت أعصابه وتوهجت عينيه مشدوها يتأمل منامتها الحريرية السوداء ذات الحمالات الرفيعة تحدد الجزء العلوي جيدا ثم تنسدل متسعة قليلا تكاد تلمس الخصر وشورتا قصيرا.. جدا .. اللون الاسود الحريري مع بشرتها البيضاء وشعرها الذي يتناثر حولها بفوضى عسلية ناعمة أصابته بصعوبة في التنفس وهو يكبح جماح وحوش جائعة انطلقت تعوي وتعربد بداخله . وقفت أمامه في حالة من التشويش تسند يد على خصرها بينما الأخرى تحك جبينها بارتباك تحاول التركيز في سبب لتعطيله بينما عيناه ترسمانها وتجريان على خطوطها وتفاصيلها بكل جرأة وعشق ويده تقبض على مقبض الباب بقوة حتى يلجم نفسه . قالت بعد ثواني" كنت أريدك أن تحضر لي حبوبا مسكنة للألم من الصيدلية " صمت قليلا يحاول استيعاب ما قالته وسط كم الانفعالات التي يصارعها بداخله ثم خرج صوته مبحوحا يقول "ألم تخبريني منذ قليل أنك بالفعل أخذتي حبة مسكن؟!" ردت بارتباك " بالفعل أخذت واحدة لكني أريد نوعا أقوى فهذا النوع لم يفعل شيئا " أدرك أنها لم تكتشف الأمر بعد.. وود أن يماطلها للأبد لتبقى أمامه بهذه الهيئة المذهلة الحارقة .. لكنه لم يستطع التحكم في أعصابه أكثر من ذلك وأوشك أن ينفجر كقنبلة موقوتة لا يعرف بعدها كيف يلملم شظاياه . فخرج صوته المبحوح يقول بإستنكار " هل تنامين بهذه الهيئة كل ليلة يا بانة ..وأنا ملقى في الغرفة الأخرى كجوال من الدقيق ؟!!" نظرت إليه في عدم فهم وذهنها مستمر في التفكير في خطة محكمة لتعطيله . فصاح فيها بصرامة" هل تنتظرنا ليلة ساخنة أم ماذا يا بنت الناس ؟؟" انقشع التشويش من ذهنها تدريجيا فشقهت وأطلقت صرخة مرتعبة لتسرع نحو غرفتها وهي تغطي صدر المنامة بكفيها . لكنها سمعت صوت مقبض الباب فتحركت خطوتين عائدة إليه تصيح " انتظر يا أحمد لا تذهب الآن أرجوك " رد بعصبية " لابد أن أخرج فورا ..وأرسلي اسم الدواء على الواتساب " ارتبكت أكثر لا تعرف ماذا تفعل .. فتشجعت وجرت إليه تعطله عن الخروج غيرعابئة بمنظرها .. راقب قدميها الحافيتين على السجادة آتيتان نحوه وبمجرد أن اقتربت أمسكها من وسطها يلصقها بالحائط بعنف .. وقد تحرك طرف بلوزتها قليلا لتصبح يديه على خصرها العاري.. فهدر فيها بغضب وهو يغرز أصابعه بقوة في لحم خصرها مقاوما جحيم اشتعال أعصابه " بانة .. هل تدركين حجم العذاب الذي أعانيه في هذه اللحظة؟؟؟؟" كسى الألم وجهها.. ألم معنوي بسببه وألم جسدي لأصابعه التي يغرزها في لحمها وتقلصات بطنها التي اشتدت عليها فرددت بهمس متألم" قليلا " رد عليها بلهجة عتاب " وهل هذا القليل ليس بكافي لأن تشفقي على حالي وتدركي أنه مهما كان حجم الكارثة التي تتعمدين تعطيلي بسببها والتي هي غالبا تتعلق بإحدى الفتاتين لا تستحق أن تعذبيني بدم بارد بهذه الطريقة !!" أطرقت تقاوم رغبة ملحة في البكاء وتمتمت "آسفة جدا " ملامحها المتألمه عذبته. . واعتذارها مزق قلبه.. فانحنى يسند جبينه على كتفها وتمتم بعذاب " قلنا لا تعتذري يا بانة أرجوك " استمر على وقفته جيبنه مسندا على كتفها لثوان ثم سحب نفسا عميقا يحاول السيطرة على أعصابه وعلى وحوشه التي تلعب به ..واستحضر في ذهنه منظرها في اللوحة المؤلمة التي رسمها تلك الليلة وقال بخفوت " سأعد وعند ثلاثة سأرفع يدي وستنطلقين فورا نحو الغرفة دون ان تنظري خلفك " عند ثلاثة رفع يده وأسرعت منفذة ما طلبه بينما خرج هو وأغلق الباب بعنف . على السلم توقف قليلا وأسند جبينه على الحائط يحاول لملمت أعصابه وهو يشجع نفسه بهمس "أحسنت يا كونت .. لن تكون أقل منها قوة في مواجهت اللحظات الصعبة .. ولن تؤذيها كما وعدت نفسك . " مارس قليلا من تمارين التنفس وهو يتمتم " العون من عندك يا الله ". يتبع | ||||||
15-07-18, 01:34 AM | #886 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 2 قبل قليل في شقة العائلة : طالعها عمرو قليلا بملئ عينيه قبل أن يجبر نفسه على كسر نظره لتكون نظرة طبيعية يوجهها بأدب لكل النساء . قال ببعض المرح يداري إحراجه ولا يعلم أن أذنيه تفضحانه كالعادة " كيف حالك آنسة أروى؟" ردت أروى بابتسامة تداري إرتباكها هي الأخرى " بخير باشمهندس عمرو تفضل " أشارت نحو الأريكة في الصالة وسبقته إليها.. فتبعها لكنه كان من التوتر بالقدر الذي لم يستطع الجلوس باسترخاء .. فسند على يد إحدى الأرائك يحاول إيجاد الكلمات التي عادة تهرب منه في حضرتها .. ولم يغفل عنه خاتمه الذي مازالت ترتديت في إصبعها الوسطى .. فانتفخت أوداجه في غرور ذكوري منتشي . قال بهدوء" تبدين مجهدة .. هل القرار صعب الى هذه الدرجة ؟" ردت بابتسامة محرجة " لا تطاوعني نفسي لتحميلك فوق طاقتك " قال ببعض السخرية "ومن أين تعلمين حجم طاقتي يا أنسة أروى لتقرري أنه فوق إحتمالي؟!" صمتت تقبض على قماش عباءتها في خجل فتمتم بعد قليل" يبدو أنه قدري .. وعلي أن أتقبله" رفعت إليه عينيها البندقيتين في استفهام فقال هامسا بلؤم "أن تبالغ النساء في حياتي في حبي وحمايتي" اشاحت بوجهها تتحكم في ابتسامة خجلة .. وهي تعترف لنفسها أنه يبدو فاتنا أكثر من قدرتها على التحمل حين يتخلى عن قناع التحفظ ويفك عقدة حاجبيه فتسترخي ملامحه. جاءها صوت ضحكته الصبيانية خافتة تعزف على أوتار قلبها فعادت تتأمله وهي تفكر هل شعوره نحوها بهذا العمق الذي يجعله يسقط أمامها قناعه المتحفظ؟! .. إنها تعلم جيدا أنه يداري خجله الفطري خلف الوجه المتجهم ليظهر بمظهر خشن ورجولي اكثر . قاطع شرودها حين لاطفها يقول " أخشى أن نرزق بأنثى .. وقتها ماذا سأفعل مع ثلاث إناث في حياتي ؟" اشتعلت وجنتيها من نطقه للجملة الأخيرة بصيغة الجمع وتمتمت بسخرية لتداري خجلها "أرى غرورا ذكوريا يلوح في الأفق " كان دوره هذه المره ليشيح بوجهه عنها يداري ابتسامه محرجة ويقول" حقي أن أغتر.. أنت لا تدركين كيف أهدتني السماء بما لم أتوقع أن أحظى به يوما " تنحنح بعدها في حرج والحرارة تدب في جسده وقال بعد أن إرتدى قناع التحفظ مجددا "أروى .. أسرعي قليلا في قرارك .. فهذا التباسط بيننا في الحديث غير سليم دون ارتباط رسمي " قالت بصوت متأثر" شكرا على الورد والشيكولاته والبطاقة كانوا مذهلين " فأشاح بنظره قليلا يحك أرنبة أنفه وغمغم " نبذل قصارى جهدنا لإسعادك آنسة أروى فقط لنحظى بالرضا" "ما الذي يحدث هنا !!!!! " أفزعهم صوت أحمد الذي دخل من باب الشقة فجأة يطالعهم ببرود ويديه في جيبه . رد عمرو بنفس البرود " جئت للحديث مع أروى" قال أحمد باستهجان " هكذا... دون استئذاني !!" رد عمرو باستخفاف " استأذنت عمي الحاج سماحة " زفر أحمد وجلس على الأريكة واضعا ساقا فوق الأخرى في عنجهية يحدق فيهما في صمت . استغفر عمرو الله بغيظ فدخلت بانة مسرعة ترتدي عباءة وحجابا.. ليتوتر أحمد قليلا ويتساءل في سره هل من الممكن أن تكون قد ارتدت هذه العباءة فوق تلك المنامة السوداء المؤذية ؟!!!!. ألقت السلام ثم نظرت لأحمد الذي طالعها بنظرات غاضبة آلمتها وقالت " أحمد تعال من فضلك أريدك قليلا " حدجها بنظرة باردة وقال " سنتحدث لاحقا لدينا ضيوف ومن غير اللائق تركهم بمفردهم " دخلت إلهام بصينية فوقها كأسين من العصير وبعض الحلويات فاستقام عمرو بأدب يأخذ منها الصينية ويتمتم بالشكر بينما قالت وهي تنظر لأحمد بغيظ "اتركيه يا بانة لله الامر من قبل ومن بعد " رد أحمد وهو يستقيم ويأخذ واحدا من كأسي العصير " سلمت يدك يا غالية " نظرت إليه أمه شذرا .. ثم عادت إلى الداخل وتبعتها بانة التي اشتد عليها الألم أكثر . عم الصمت وتطلعت أروى لأحمد تبتسم لصبيانيته فأهداها نظرة دافئة ولم يخفى عليه السعادة التي تتراقص في عينيها .. ثم قال بعد قليل بلهجة مستفزة "أرى أن الحديث متوقف " رد عمرو بغيظ " نسيت ما كنت أرغب في قوله للأسف " فاستقام أحمد وهو يقول" إذن ما دمت قد انتهيت من الحديث دعني أرافقك حتى باب الشقة " افلتت ضحكة مكتومة من أروى دغدغت مشاعر عمرو المتخفي خلف قناعه المتحفظ لكن صاحبه الذي يحفظه عن ظهر قلب ألتقط تأثيرها عليه بسهولة فمط شفتيه في امتعاض . هتف أحمد فجأة وقد تذكر شيئا " كدت أنسى .. انتظر قليلا " واتجه ناحية باب الشقة ثم استدار يقول بلهجة تحذير "لا تتحدثا حتى أعود " بعد أن اختفى قال عمرو بغيظ " أنت السبب يا أروى فيما يفعله بنا هذا المتعجرف " أهدته ابتسامتها المليحة ثم سألته فجأة" وما هو رأي والدتك ؟" توترت ملامحه قليلا ورد باقتضاب " أعطني موافقتها " فأكملت أروى " لكن على مضض أليس كذلك ؟" قال عمرو بتأثر" ألا أستحق منك أن تتحملي هذا الأمر من أجلي يا أروى ؟" دخل أحمد مرة أخرى فلم تستطع أروى الرد عليه ليناول عمرو كيسا.. ففتحه الأخير في تساؤل وأخرج منه شيئا ثم جحظت عيناه في هلع . كان بالكيس سترة عمرو التي أعطاها لأروى ليلة زفاف أحمد لكنها كانت ممزقة لشرائط طولية متساوية وكل شريط بلون فبدت كسترة بهلوان كثيرة الالوان ومضحكة. اشتعل الغضب في عيني عمرو وأمسك في تلابيب أحمد الذي يطالعه بنظرة تشفي وقال من بين أسنانه "هل تعلم ثمن هذه السترة التي تلهو بها ؟؟؟.. من الواضح أني سأفقد صبري معك ." فجأة انسحبت أروى بكرسيها نحو الداخل فإنتبها وتبادلا النظرات بتساؤل .. نادى عليها أحمد فلم ترد .. فلحقها قبل أن تصل لغرفتها بينما وقف عمرو في الصالة بقلق يشاهد من بعيد وود لو يستطيع أن يذهب وراءها . جلس أحمد القرفصاء أمامها وهي مولية ظهرها لعمرو يسألها عما حدث فأشارت له بيدها تقاوم البكاء غير أن الدموع تدفقت رغما عنها فغمغمت بإحراج " دعني أذهب يا أحمد أبدو تافهة وفي حالة مزرية " قال يلاطفها متصنعا السخرية " لا تخافي عمرو منا.. وعليه أن يدرك حقيقتك دون غش " استمرت الدموع تتدفق من عينها وهي تشعر بالحرج الشديد .. فأخذ أحمد برأسها في صدره قليلا لتهدأ وهو يقول " هل أغضبتك بما فعتله في السترة ؟" جاء صوت عمرو الملتزم بوقفته البعيدة يطمئنها بصوت متأثر " إنه مزاحا خشنا ليس إلا يا أروى .. وأنا سأنتقم منه أشد انتقام وسيدفع ثمنها مضاعفا حتى ينضج .. ويرحمنا من جنونه." همهمت تقول " أعلم أنكما تمزحان لكن منظر السترة ممزقة أزعجني لا أعرف لماذا ".. تمتم أحمد بتأثر " أنا أسف أنا لم أحسب حسابك وأنا أفعل ذلك .. يبدو أن علي أن أنتبه منذ الآن للأمور التي ستكونين طرفا ثالثا فيها " مسحت دموعها وتمتمت بحرج شديد " أنا أسفة لا أعرف ماذا حدث لي أعرف أنكما تمزحان صدقني " صاح أحمد ساخرا" أحضر لنا سترة أخرى تخصك يا شيخ عمرو .. لدينا حالة انسانية هنا " ضربته أروى في صدره بحرج فإرتد للخلف قليلا لتتحرك نحو غرفتها بينما أحاط عمرو فمه بكفيه ليصلها صوته وهتف بصوت تسكوه الفرحة " طلباتها أوامر الست أروى سأحضرها حينما آتي مع والدتي في زيارة رسمية إن شاء الله ." *** تحكم سيد في انفعالاته وهو يدخل الفيلا المدججة بالحرس الذين منعوه من الدخول .. قبضته تلح عليه لأن يشهرها في وجوههم .. ويسحقهم في مجزرة ستكون وليمة ملائمة لمشاعر الغضب التي تحرقه حاليا لكنه.. بات يلجم الشخص الهمجي الذي يسكنه ليكون أكثر تعقلا بعد أن بدأ يصنع لنفسه كيانا مستقلا .. خاصة أن المجال الذي يعمل به .. كثير الشائعات واقتناص الهفوات وتضخيمها .. وظلت نصيحة أصحابه ترن في أذنه حين أبلغهم بما سمعه من بسمة ألا يتهور أو يفقد أعصابه مع خليل حتى لا يخسر ما كسبه خلال العامين الماضيين . هدر في الحارس بقوة وهو يأمره بفتح البوابة لكن الحارس رفض وأخبره أن خليل ليس موجودا واستعرض صدره .. فرمقه سيد بنظرة مخيفة واستعرض صدره هو الأخر يحاول تخويفه .. في لغة يفهمونها فيما بينهم . حين أصر الحراس على أن خليل ليس موجودا طلب أن يقابل شربات .. وبعد بعض من التردد تكلم الحارس في الانتركم يبلغهم برغبه سيد .. بعدها فتحت البوابة ودخل سيد.. ولم يغفل عن ذلك الشعور الخانق الذي انتابه بمجرد أن دلف من بواية فيللا خليل صبرة . في الداخل تحركت شربات تعدل من ثيابها أمام المرآة والبنطال الملتصق بتفاصيلها المتكتلة وتلك البلوزة القصيرة جدا ذات فتحة الصدر الكبيرة .. ألقت نظرة سريعة على لون شعرها الجديد وقصته العصرية وتأكدت أن العدسات اللاصقة ذات اللون الفيروزي تضفي عليها كما اعتقدت مظهرا أقل عمرا .. وخرجت متبخترة .. في الممر فتح خليل باب مكتبه وهمس لها بغيظ "ماذا تفعلين يا امرأة .. لماذا ستقابليه ؟؟!!" حركت شربات كتفيها بلا مبالاة وقالت " ولما أنكر نفسي منه أنا لا أخشاه مثلك .. كما أنه طلب أن يقابلني " قال خليل باستنكار بعد عن جز على أسنانه المعدنية" أنا لا أخشاه !!! " أطلقت شربات ضحكة رقيعة ساخرة وقالت "فعلا لا تخشاه .. كلما حضر تتحجج بعدم وجودك وتختبئ كالفأر في ركن .. ولا تمشي بدون الحرس أبدا .. ومنذ أن هربت تلك الفتاة شددت الحراسة من حولك بكل جبن تحسبا لأن يأتي فيزهق روحك .. بدلا من أن تبحث عنها " قال لها بقرف "ومن مسئول عن هرب الفتاة ؟ ألم تهرب من معاملتك السيئة لها ومعاملتها كخادمة؟!" تخصرت شربات فترجرجت تكتلاتها في ملابسها الضيقة وردت تقارعه" البنت كانت مطيعة ولم تفتح فمها ما دمنا تركناها تدرس .. وكانت توفر علي تدلل الخادمات ومشاكلهن .. لكنها هربت بسببك لأنها علمت بخطتك في تزويجها لشريكك المتصابي الذي يكبرها بأكثر من أربعين عاما .. لن تتوب أبدا عن الدناءة .. اتمنى أن يتهور ويخلصنا منك" اشتغل الغضب في عينيه الصغيرتين الحادتين وأمسك ذراعها يلويه وهو يهددها " إياك أن تخبريه سأقطع رقبتك " خلصت ذراعها منه بعنف وقالت بقرف" حسنا يا جبان لن أخبره حتى لا يأكلك حيا وأنت لم يبق فيك إلا نفخة " تركته وتحركت نحو السلم المؤدي للبهو فعلا صوته خلفها يقول "حسنا يا شربات سنتحاسب فيما بعد " ثم استدرك في رعب وكتم فمه خوفا من أن يعلم سيد بوجوده .. فوصله ردها بليغا حين قذفته بضحكة مائعة ساخرة .. ليتحرك بعدها إلى غرفته ويغلق الباب جيدا ثم يتصل بالحرس أن يخبروه عندنا يخرج من البوابة.. ويشدد عليهم ألا يسمحوا له بالدخول للفيلا مهما حصل . خرجت شربات إليه ووقفت متخصرة تمط شفتيها المطليتين كمنقار بطة .. فحجدها سيد بنظرة مستنكرة .. ولولا ذلك الإحساس بالقرف الذي ينتابه لا شعوريا كلما رآها ربما لم يكن ليعرفها بهذا المنظر الذي زادها قماءة . قال لها ساخرا " بدأت الأموال التي تقتنصيها من ذلك البخيل تظهر عليك يا زوجة خليل " ردت عليه ترفع حاجبا يتلاعب مع كلامها " ما هذا الأدب .. طيلة عمرك كنت متوحشا و تصر أن تناديني بـ ( شربات ) فقط " ضحك ضحكة باردة خشنة ثم رد عليها بملامح جادة " أحاول هذه الأيام أن أكون مهذبا مع ما هن فوق الستين .. حتى لو كن لا تستحقين الأدب " ضحكت ضحكة قميئة وقالت "وماذا كنا استفدنا من وقاحتك لنستفيد من أدبك الآن .. أم أنك تتواقح مع ما يدخل مزاجك فقط " ما كان ينويه من عدم استخدام العنف تبخر وأنفلتت أعصابه ليمسك بشعرها بقوة ..فأطلقت صرخة قصيرة ونظرت إليه بتحدي ممزوجة باستمتاع غامض .. بينما هدر فيها بعينان تشتعلان بالغضب "كنت أحدث نفسي أن الرجل لا يضرب إمرأة مهما كانت مستفزة.. لكن يبدو أنك ستكونين استثناء لهذه القاعدة .. اسمعيني جيدا .. الكلام القذر الذي ملأت به رأس زوجتي عن آية سماحة لو تكرر قسما بالله سأجعلك تندمين أن عرفتي يوما شخص أسمه سيد .. فكلانا يعلم جيدا من تشمله القذارة من رأسه حتى أخمص قدميه .. .. أكرر كلامي.. لو نطقت باسم آية سماحة حتى في سرك لن يخلصك مني أحد .. وإياك والتحدث مع بسمة مجددا .. هل فهمت " لمعت عينيها بغموض وقالت وهي تلمس صدره "ها عدت خشنا وقحا عنيفا كما أنت دائما " هب فيها بصوت أيقظ الطيور النائمة فوق اشجار الحديقة فأوقف قلبها من الرعب وهو يترك شعرها ويزيح يدها بعنف " أنزلي يدك يا شربات وإياك ولمسي مرة أخرى " طالعته برعب فشملها بنظرة متقززة وتركها ليغادر .. فدلكت شعرها المتألم ولحقته بصوتها تقول " لم تسألني عن الفتاة التي هربت " رد بقرف دون أن يستدير إليها " لن أهدر وقتي معك .. أعلم أنك لن تمنحيني شيئا مفيدا عنها " كسى وجهها ملامح غامضة وهي تراقب ضخامته المبتعدة.. ثم ضحكت ضحكة ساخرة مستمتعة. بمجرد أن وصل لسيارتك الواقفة خارج البوابة سمع بعض الهسهسة فتطلع لمصدرها ليجد فتاة صغيرة تميل للبدانة تشير له من فوق سور الفيلا. رفع حاجبا متعجبا وسألها بخشونة "ماذا تريدين؟" ردت باستخفاف " ماذا تعتقد؟ .. أريد الكلام معك طبعا .. هل تعتقد أني أجلس فوق السور اصطاد سمك مثلا !" ضيق عينيه وتكتف يقول " اذكرك أنت ذات اللسان الطويل ... وردة " ردت باستخفاف " زهرة يا خفيف .. كيف تكون أخي ولا تعرف اسمي !!!" ردد سيد باستنكار " خفيف !!" ثم تخصر وقال بحزم " بنت .. تأدبي .. كم أصبح عمرك ؟" اعتدلت على السور ووضعت ساقا فوق الأخرى فظهرت ركبتيها السمينتين من تحت فستانها القصير وردت "بكبرياء ثمانية أعوام " قال بامتعاض " ألا ترين أن فارق سبعة وعشرين عاما بيننا كافية لأن تدعيني يا ( أبيه ) وليس يا ( خفيف ).. يا (أبنة خليل وشربات ) !" حدجته بنظرة ممتعضة وردت بسخرية " أنت حقا تافه .. وتدقق على أمور ليست مهمة .. يا أبيه الخفيف ." اتسعت عيناه ورد بحزم رغم أنها لامست قلبه "أحفظي لسانك يا زهرة الفجل أنت .. وأحترمي أخاك الكبير " ردت بامتعاض "جميل تذكر إذن ما كنت تناديني به أخر مرة كنتها هنا منذ عامين " سألها بتشكك " هل كنت أناديك بزهرة الفجل وقتها أيضا ؟!" نظرت زهرة إليه شذرا وأومأت بامتعاض .. فابتسم سيد وقد رق قلبه لها.. فقال يشاكسها " غريب !.. رغم أني لا أذكرك أصلا ! " هدرت فيه موبخة فارتد للخلف متصنعا الدهشة حين قالت " هل ستبهرنا الليل بطوله بظرافتك ؟.. خلصني هذه الجلسة على السور تؤلم مؤخرتي " اتسعت عيناه وكتم ضحكة ملحة ثم اقترب من السور يقول "إذن إنزلي من على السور قبل أن تدق عنقك يا زهرة اليقطين أنت " وقبل أن تعترض كان يحملها من تحت إبطيها بسهولة ليجلسها على مقدمة سيارته . سوت فستانها القصير ثم سألته بفضول " ما هو اليقطين ؟ هل هو شيء جميل ؟؟." تطلع إليها مستمتعا ثم رد بإغاظة " توصلي لتلك الإجابة بنفسك " قالت بجدية " لا بأس سأبحث أنا عن هذا اليقطين المهم .." ثم كسى وجهها الحزن وأكملت " هل ستبحث عن رحمة؟ .. أم ستفعل مثلهم ؟ .. الكل هنا غير مهتم برحيلها.. والحقيقة أنا لا أستوعب .. فإن كانت أمي لم تهتم لأنها ليست ابنتها وأبي أيضا كعادته لم تهتز له شعرة ..فأخواتي البنات كل منهن في عالمها ولا تهتم .. اشعر بالقلق الشديد يا ابيه الخفيف .. " سألها سيد بتأثر "هل عانت في بيت خليل ؟" ردت زهرة بامتعاض" ومن لا يعاني عندنا .. لكن المسكينة تعذبت كثيرا أمي كانت تعاملها كخادمة وهي كانت مطيعة جدا ومتحملة رغم كل شيء من أجل استكمال دراستها .. لكن حين علمت أن خليل ينوي تزويجها من الجد عطية شريكه هربت " جز سيد على اسنانه وشتم في سره ثم ماله على زهرة وقال" هل تستطيعي التخمين أين من الممكن أن أجدها ؟ أنا رابطت أمام كليتها اليوم منذ الصباح لم ألمحها ؟" حركت زهرة كتفيها وردت " لا أعرف يا أبيه الخفيف " هدر بحزم " بنت! .. اسمي أبيه سيد " نظرت له بامتعاض وقالت " ألم أقل لك أنك تتمسك بأشياء تافهة .. حسنا يا ابيه سيد (الخفيف) " أشهر قبضه أمامها .. فزمت شفتيها .. لينزلها بعد ذلك من فوق مقدمة السيارة ويطلب منها أن تدخل الفيلا وهو يوصيها أن تخبره إذا ما تذكرت أي شيئ عن رحمة يمكن أن يستدل به عن مكانها . فأخرجت زهرة هاتفا من جيبا .. ليرفع سيد حاجبه باندهاش .. فقالت " سجل لي رقمك أذن لأحدثك " تكتف ورد " سجليه أنت " .. وأخبرها بالرقم طلبت الرقم فرن في جيب سيد فقالت " وهذا رقمي .. خذ اكتب اسمك بجانب الرقم " سألها بسخرية " ولماذا اكتب لك اسمي الا تستطيعين كتابته بنفسه " تنحنحت قليلا ثم ردت بمراوغة " لا أرى في الظلام " فشك في أنها لا تعرف الكتابة .. فأخذ منها الهاتف وكتب إسمه .. قبل أن يركب سيارته نادى عليها فالتفتت إليه ليشير لها أن تقترب .. ثم مال بجزعه ينظر بعينيها يقول بحزم شديد " إياك ولبس فستانا قصيرا كهذا مرة أخرى .. وأذا اضطررت لذلك فارتدي تلك البناطيل الخفيفة التي ترتديها الفتياة تحت ملابسهن .. هل تفهمين يا زهرة اليقطين ؟ .. إذا وجدتك يوما بملابس قصيرة سأصنع منك مروحة للسقف " وقفت أمامه تحدق فيه بكبرياء.. فزمجر ببعض الحزم .. لتمط شفتيها وتقول وهي مغادرة " أعدك .. أن أفكر في الأمر " يتبع | ||||||
15-07-18, 01:36 AM | #887 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 3 بعد أن غادر عمرو دخل أحمد ليسأل والدته " أين بانة ؟ .. كنت أعتقد أنها هنا في المطبخ أو معك في غرفتك " ردت إلهام "إنها تستريح قليلا في غرفتك " سألها بقلق" ما بها يا أمي أخبريني إنها ترفض الذهاب للطبيب " ابتسمت وربتت على صدره "لا تقلق يا حبيبي انها الظروف الشهرية تبدو شديدة هذه المرة " لاح عليه علامات الفهم أخيرا ثم قال بقلق" ألا يجب أن نعرضها على الطبيب مادامت متعبة إلى هذا الحد " قالت إلهام مطمئنة " أخذت مسكن قوي من أروى وبمجرد أن تنام قليلا ستتتحسن.. يبدو أنها مشدودة الأعصاب لهذا آلامها تشتد " أطرق برأسه في قلق وحزن .. بينما صبت إلهام كوبا من الاعشاب وناولته وهي تقول " إذهب إليها يا حبيبي هذا سيساعدها إن شاء الله وأنت عليك باقي المهمة " رفع حاجبه بتسلي وسأل " كيف؟" ضحكت بحرج وقالت " في هذه الأوقات تحتاج المرأة لكثير من الاحتواء والعاطفة والتدليل" لمعت عيناه باهتمام ثم قال بشقاوة وهو يأخذ منها الكوب بحماس " حقا ! .. وأنا لن أرفض لك طلبا يا ست الحبايب يا غالية " ثم أسرع إلى غرفته بينما إلهام تكتم ضحكتها ثم رفعت عيناها للسماء تتمتم " يارب " دخل أحمد على بانة المتكومة على جنبها والتي استقامت تقول " أسفة أتعبتك يا أم... " بترت عبارتها عندما وجدت أحمد الذي اقترب منها يقول بشقاوة " أمي تقول إشربي هذا .. وطلبت مني أن أقبلك كثيرا حتى يضيع الوجع " صمتت قليلا تنظر إليه ثم .. انفجرت في البكاء .. وضع الكوب وأسرع إليها يقول في هلع " بانة ماذا حدث !!.. أنا كنت أمزح " ردت من بين دموعها وهي تشهق بتقطع "حسبتك تخاصمني " . ثم عادت للبكاء مجددا . أحاط بكتفيها واحتضن رأسها في صدره وهو يشعر بالغرابة من هذا المزاج المتوتر وقال بصوت حنون " لماذا يا بانة سأخاصمك؟!!" تشبثت بملابسه وقالت وهي تدفن بوجهها في صدره " لأني أعذبك كثيرا بدلا من أن أسعدك" قبل أن يرد وضعت يدها على بطنها في موجة ألم أخرى ..فقال بقلق "تسطحي يا بانة واسترخي قليلا وكفي عن التشنج " تكومت على جنبها توليه ظهرها في ألم وقد لاحظ منذ دخوله أنها خلعت العباءة التي حضرت بها وترتدي ملابس بيتية مريحة .. بنطالا قطنيا وبلوزة فضفاضة .. فلم يعرف هل عليه أن يشعر بالراحة أم بالاحباط لتبديلها المنامة السوداء المعذبة. أضاء المصباح الجانبي وأطفأ ضوء الغرفة وهو يقول بصوت خافت "إهدئي يا بانة ولا تشدي على أعصابك " تحرك ليحضر غطاء خفيفا من الخزانة وعاد يفرده عليها حتى تسترخي دون خجل ثم استلقى خلفها على السرير يمسح على شعرها قليلا . بعد دقائق مد كفه تحت الغطاء يضعها على بطنها فشعر بها تتشنج للحظة ثم عادت للاسترخاء مرة أخرى فأسعده ذلك كثيرا . أخذ يمسد على بطنها برفق وهو يهمس" أنا لا أخاصمك يا بانة .. أنا غضبت قليلا وانتهى الأمر" قالت وهي مغمضة العينين وتشهق شهقات متقطعة " بل أنا أسوأ زوجة.. وأسوأ حبيبة .. وأسوأ إبنة " أطلق ضحكة خافتة واحتضنها من الخلف ثم قال " ما شاء الله ! .. مزاج سوداوي بامتياز كفيل بحرق البشرية جمعاء " مسح على شعرها يبعده عن جبينها ثم حاول أن يستفزها لتتخلى عن هذا المزاج" هل تعتقدي أن أسوأ الكوارث الإنسانية التي حدثت في التاريخ كانت بسبب إمرأة مشحونة بالعواطف السلبية اثناء ظروفها الشهرية ؟" ردت وهي مغمضة العين وقد بدت على وشك النوم " بل بسبب رجل قاسي مختل عقليا لا يعرف الإنسانية أصلا .. نحن نكتم مشاعرنا للداخل فتدمرنا وأنتم تخرجونها فتدمرون من حولكم . " رنت ضحكته الخافتة بجوار أذنها فساعدتها أكثر على الاسترخاء وهي تحلق في رائحة عطره .. وهمس بجوار أذنها " كان معكم بانة الخازن في برنامج ( الرجل أصل الشرور والأثام على وجه البسيطة) " .. لاحت إبتسامة ضعيفة على وجهها وارتعشت في خدر حين شعرت بشفتيه تطبعان قبلة متأنية على رقبتها ومتزامنة مع شعور آخر بالدفء سرى بداخلها للمساته الرقيقة على بطنها وذراعها وشعرها .. فاستسلمت بعد قليل للنوم العميق . حين انتظم نفسها واسترخت تماما تأكد أنها نامت أخير لكنه لم يقو على الحركة .. كيف و الفرصة قد أتت أخيرا ليأنس ببعض من دفئها وتستنشق أنفه رائحتها المُسكِرة !!. طبع قبلة أخرى أعمق على رقبتها ثم سحب الطوق المطاط الذي تعقد به شعرها برفق لتنسدل تدفقات العسل أمامه .. ثم شدد من ذراعه حولها يلصق ظهرها بصدره ويدفن وجهه في خصلات شعرها ويذوب في رائحتها. *** في الخن قال سيد وهو يغلق الهاتف " أحمد لا يرد " رد عمرو " اخبرني أنه سيسهر معنا الليلة " ثم اكمل ما كان يقوله قبل قليل " إذن أنت بحثت في المدينة التي تربت فيها قبل أن تأتي إلى هنا؟ " رد سيد بوجوم " أجل هذا أول ما فعلته حين علمت أنها هربت .. ذهبت لعنوانها القديم ولم أتوصل لشيء .. شقة زوج والدتها باعها الورثة .. وتركت رقم هاتفي مع أكثر من شخص هناك إذا ما ظهرت " لاح التعاطف على وجه وائل وتمتم " لدينا بانة أخرى .. لكن ترى هل ستصمد مثل بانتنا حتى نجدها أم لا " فرك سيد قبضته في قلق .. على الرغم من أنه قد لا يشعر تجاهها حاليا بأي عاطفة سوى عاطفة انسانية بحتة هي ما تحركه للبحث عنها بالإضافة لشعور بالمسئولية الفطرية كونه أخاها الأكبر .. إلا أنه يعترف أنه يشعر بالقلق والشفقة عليها . تمتم عمرو بتركيز وهو يكتب على هاتفه " دعنا نمارس عصفا ذهنيا ونسجل كل التخمينات عن مكانها ونقسم المهام .. ونبدأ من الغد وبإذن الله سنجدها " تطلع إليه سيد ممتنا وبدأوا التفكير في أماكن قد تكون ذهبت إليها . رن جرس هاتفه فوجد رقم زهرة التي بادرت بمجرد أن فتح الخط تسأل بعفوية " هل أنت أبيه سيد الخفيف ؟" جز على أسنانه ورد " بل أبيه سيد العنيف الذي سيصنع منك مضربا للذباب " سألته ببرود " حيرتني .. ستصنع مني مروحة سقف أم مضربا للذباب ؟" قال بعصبية تكلمي" يا زهرة بما تريدين وكفى استظرافا " ردت بهدوء " أرأيت .. أنت تدقق على أشياء تافهة " نظر سيد للسقف وتمتم " الصبر من عندك يا رب" علت الابتسامة وجهي صاحبيه بينما قال سيد بغيظ " لماذا أتصلت يا زهرة في هذا الوقت ؟" ردت ببرود " لا تنفعل سأتكلم .. تذكرت أن لها صديقة تدعى هيام تعمل في مصنع قريب من هنا للتعبئة والتغليف وقد سمعتها في الفترة الأخيرة تتحدث معها عن العمل والمرتبات وأشياء أخرى لم أفهمها " سألها سيد باهتمام " وهل تعرفين اسم أبا هيام تلك أو كنيتها " ردت بحنق" هل تعتقد أني سأستطيع من خلال دقيقتين سمعت فيهما المكالمة بالصدفة وأنا أخبئ في غرفتها الشيكولاتة التي اسرقها من البنات عن اسم وسن الفتاة التي تتحدث معها وعنوانها وما إلى ذلك ؟!!!" تحكم سيد في ابتسامة ملحة ثم سألها بحزم "هل كنت تسرقين الشيكولاتة وتخبيئنها في غرفة المسكينة ؟!!!" ردت ببرود " أرأيت أنك تدقق على الأشياء التافهة ؟؟" زفر وقال باستسلام " حسنا يا صاحبة اللسان الطويل الذي سيسعدني قصه .. هل هناك أشياء أخرى تذكرينها ؟" صمتت قليلا ثم أجابت بلا . فقال سيد ينهي المكالمة " شكرا لك زهرة على هذه المعلومة أتمنى أن توصلنا لشيء " فقالت له بسرعة قبل أن يغلق الخط " هل ستخبرني إذن ما هو اليقطين ؟" رد بتسللي قبل أن يغلق الخط " قلت لك عليك معرفة الإجابة بنفسك" وسرعان ما تلاشت ابتسامته وهو يبحث في ذاكرته عن مصنع للتغليف والتعبئة قريبا من المنطقة . *** بعد منتصف الليل فتحت بانة عينيها بإرهاق ثم وبدأت تستوعب رائحته المسكرة .. قبل أن تنتبه لذراعه الثقيلة التي تحيط بخصرها ولدفء جسده خلفها . اشتعلت وجنتاها وحاولت رفع ذراعه بهدوء حتى لا يستيقظ . تسللت من السرير بخفة واستدارت تتأمله وهو غارق في النوم بملامحه منحوته بوسامة . ذهبت إلى الحمام ثم توجهت نحو الثلاجة في حالة جوع شديد وقامت بعمل عددا من الساندوتشات وافترشت الأرض في المطبخ تأكل بنهم واستمتاع.. بعد دقائق دخلت آية في حالة فوضوية ترتدي شورتا وبلوزة فضفاضة بفتحة رقبة واسعة تسقط على أحد كتفيها فتكشفه . أما شعرها الملفوف فبدى مختلفا تماما .. أصبح بنيا مفرودا باستقامة أبرزت نعومته وطوله أكثر .. تمشي برتابة وبطء كالمصابين بمرض (السير أثناء النوم ) مطرقة الرأس كالأشباح فتدلى شعرها ليغطي وجهها . تأملتها بانة باندهاش وهي تدخل بهذا الشكل بينما فتحت آية الثلاجة وحدقت فيها طويلا دون حركة .. ثم لاحظت فجأة قدما بشرية بجوار الثلاجة فشهقت وهي ترتد للخلف بعنف ليتكشف وجهها بدموع سوداء تلطخ وجهها فشهقت بانة هي الأخرى مرتعبة من منظرها . صاحت بانة " لما وجهك بهذا الشكل ؟!.. هل كنت تبكين؟ .. وهل تتركين مساحيق التجميل على وجهك حتى وقت متأخر ؟" . مسحت آية دموعها السوداء من أثر الكحل فتلطخ وجهها أكثر وردت بغيظ " ماذا تفعلين هنا بهذه الجلسة البائسة ؟ ألم تشاهدي أكلا في حياتك لتجلسين بجوار الثلاجة بهذا المنظر ؟!! " جزت بانة على ضروسها بغيظ ثم قالت لها تلعب حاجبيها باستفزاز طفولي " كما تعرفين لقد أمنت المأوى والمأكل .. فلماذا لا استمتع بهما كما يروق لي؟! " رفعت آية شفتها بامتعاض ثم نظرت للطبق الملئ بالسندوتشات الموضوع على الأرض فانقضت عليه تقول بإهتمام "ماذا تأكلين ؟" مدت يدها وخطفت ساندوتشا وقضمت منه ثم تمتمت بامتعاض " لا بأس " وافترشت الأرض هي الأخرى تجلس في مواجهة بانة تستند للحائط وتأكل في صمت . رفعت بانة حاجبها باستنكار و تعجبت من الهيئة التي تبدو عليها فتسلل إليها شعورا بالشفقة نحوها دون سبب .. فما لاحظته أنها كتومة منغلقة على ذاتها .. ليس لها صديقا في هذا البيت تسر معه .. صحيح أنها تتدلل على الجميع .. وتحصل على ما تريد بجرأة .. فلا تنتظر أن يمنحها أحد ولكن تبادر بالمطالبة بما تريد .. وفي المقابل لا يتأخر عليها أحد .. لكنها لا تشعر أنها ترتبط ارتباطا قويا بشخص في هذا البيت بالشكل الذي تتحدث إليه أو تستشيره .. رغم حبهم الأكيد لها .. فالحب شيء والاحتواء شيء آخر .. إحساسها يخبرها أن آية حاليا ضائعة تبحث عن ميناء لترسو عليه . سألتها بانة بفضول " لماذا غيرت لون شعرك وفردتيه؟؟ " نظرت إليها آية ببرود ثم قالت بكبرياء " قررت أن أغير لونه كل فترة.. أشعر بالممل .. كما أني وجدت أن فرد شعري وهذا اللون يليقان بي أكثر" ثم أكملت بلهجة ذات مغزى" أنت تعلمين أن ليس كل ألوان الشعر تليق على صاحبتها حتى لو كان لون شعرها الحقيقي " تحكمت بانة في ابتسامتها ثم تمتمت بتسللي " أنت حقا لازلت طفلة " حدجتها آية بنظرة صقيعية فأكملت بانة" هل تعلمين أنك شديدة الشبه بأحمد بشكل عجيب؟ " لاح الاهتمام على وجه آية برغم أنها حاولت التظاهر بعكس ذلك .. بينما أكملت بانة" شخصيتك تشبهه كثيرا مع بعض الفوارق ربما لاختلاف النوع أو ظروف النشأة لا أعلم لكني أراك شبيه جدا به .. لكن كل منكما له طريقته في التعبير " ردت آية بكبرياء "أعلم ذلك " ابتسمت بانة " ثم سألتها لماذا كنت تبكين ؟" ردت آية ببرود " هذا ليس من شأنك " ثم استطردت بعد قليل تسألها بتردد " كيف تأكدت أن أحمد يحبك ؟.. أقصد هل كونه قالها صراحة جعلك تصدقين؟ أم أنك استشعرت ذلك في تصرفاته؟ .. أم ماذا ؟" تفاجأت بانة بالسؤال لكنها شعرت بجديتها فتنهدت ولم تعرف بماذا تجيبها فقالت " أنا وضعي مختلف قليلا وبالتالي لم يكن ابدا في تفكيري أمور الحب والغرام .. وأنا صغيرة كنت عاقلة جدا .. ربما لأني فقدت أمي في عمر العاشرة وبدأت أتولى مسئولية البيت كست البيت فنضجت بسرعة .. أنا أؤمن أن تحمل المسئوليات يسرع في النضوج .. وبالتالي لم أمر بفترات مراهقة وحب وهذه الأمور.. ولم أضع لنفسي شكلا معينا لفارس الأحلام .. ولم أرسم قلوبا حمراء في مفكراتي .. ولم أتتبع نجما شهيرا في هيام وألصق صوره بحجرتي .. لم أمر بهذه المرحلة .. أو ربما هي طبيعتي لا أعرف " ردت آية مدافعة " ما المشكلة في وضع شكل لفارس الأحلام ورسم قلوبا حمراء في المفكرات؟؟!!.. من يفعلن ذلك لسن بالضرورة تافهات بالمناسبة " ضحكت بانة ثم أوضحت " ألم أقل لك أنك نسخة أحمد الأنثوية ..أنا لم أقصد أي استخفاف بتلك الأمور .. إنها مرحلة طبيعية لأي مراهق .. ما أقصده أني لم أمر بها.. وعندما أتيت إلى هنا لم يكن أبدا ببالي أمور الحب أو بمعنى أدق لم يكن لدي من الرفاهية النفسية للتفكير في هذا الأمر .. ففي وضع صعب كالذي عايشته البقاء على قيد الحياة والشعور بالأمان وتدبير قوت اليوم بيومه يكون أقصى طموحاتك .. وبالتالي حين قابلت أحمد أخذت وقتا طويلا لأفهم مشاعري نحوه وأحللها .. وحين كنت أراه يعاملني بطريقة مختلفة وخاصة جدا كنت أرتبك .. لكني لم أضع أبدا في خيالي أنه قد يحمل لي مشاعرا خاصة وأنا بالهيئة التي كنت عليها فبالتأكيد لم أتخيل أبدا .. كل ما كنت قد توصلت إليه هي مشاعري تجاهه .. وحين أعترف لي استرجعت مواقفا سابقة ربطها بهذا الاعتراف وفهمت كل شيئ .. أقصد أن الأفعال صدقت الأقوال ." صمتت آية تفكر ثم قالت تستفزها " أتفق معك فيما قلتيه .. عدا أنك لم تبحثي عن الحب فنيتك كانت واضحة منذ أن أتيت هنا في شكل رجل مائع " علت ضحكت بانة ثم قالت " حيرتيني معك هل جئت باحثة عن الحب ؟ أم عن المأوي؟! فالاثنين صعب التركيز فيهما في نفس الوقت " انعقد لسان آية وحدجتها بنظرة باردة .. فسألتها بانة بإصرار " لماذا كنت تبكين؟ ولما هذا المنظر الذي تبدين عليه ؟.. على الرغم من تغييرك لمظهر شعرك فالمفروض أن تكوني سعيدة " ردت آية ببرود " قلت أن هذا ليس من شأنك " ثم مدت يدها تأخذ سندوتشا آخر .. فضربت بانة على يدها وشدت الطبق إلى حضنها بينما زمجرت الأخرى باعتراض وصاحت فيها "ستأكين كل هذا !!" ردت بانة تغيظها " ألا تعلمي أن المشردين ومن ليس لهم مأوى يأكلون كثيرا حينما يوفر لهم الطعام " ضيقت آية عينيها في غيظ وانقضت عليها لتأخذ سندوتشا فاستقامت الأخرى وقالت لتغيظها "بالمناسبة أمي هي من صنعت لي هذه السندوتشات لأنها تعلم أني لم آكل طوال اليوم " هبت آية واقفة في غضب طفولي وهجمت على الطبق فحشرت بانة السندوتش الذي في يدها في فمها وخلصت الطبق من يد آية وخرجت من المطبخ وهي تقول بصوت مكتوم " افعلي لنفسك يا كسولة " يتبع | ||||||
15-07-18, 02:06 AM | #888 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 4 حين خرجت بانة من المطبخ لاحظت أن غرفة أروى مضاءة فطرقت على الباب ودخلت فاستقبلتها أروى ضاحكة من منظرها وهي تأكل بنهم فتمتمت بانة ببؤس " استيقظت وأنا أشعر أن وحوشا تعوي في معدتي " ضحكت أروى وهي مستلقية على السرير وقد بدى عليها بعض الإرهاق وردت" تزداد شهيتنا في تلك الفترة من الشهر فعلا .. أنا أيضا تنتابني حالت نهم " رفعت بانة حاجبيها باندهاش وقالت ساخرة " هل تنتابك حالة نهم فعلا !.. كيف؟ .. بدلا من معلقتين تأكلين أربعة مثلا ! .. يا لك من شرهة وتحتاجين لعلاج ! " ثم أكملت بتوبيخ " أمنيتي يا أروى أن أراك تأكلين كالبشر .. أنا أشعر بجانبك أنني غول يأكل .. أحيانا لا أحب أن أتواجد معك على مائدة واحدة في حضور أحمد .. لأني أخشى أن يقارن بين أكل العصافير الذي تأكلينه وأكلي ويشعر أنه تزوج من خرتيت " قهقهت أروى برقة ثم قالت " لكني لا أراك تأكلين بكميات كبيرة .. أنت تأكلين كأي شخص عادي " ردت بانة بغيظ " لكن بجانبك تشعريني بذلك " ضحكت أروى مرة أخرى ثم قالت " لا تقلقي أنا متأكدة أن أحمد يحبك في كل حالاتك " عند سيرة أحمد توقفت بانة عن الأكل وتنهدت فسألتها أروى" كيف حال تقلصاتك ؟" رددت بانة "الحمد لله الأن أفضل " قالت أروى وهي تغمز بعينها " دخلت الغرفة لأطمئن عليك ولم أكن أعلم أن أحمد معك فرأيت مشهدا رومانسيا فانسحبت بهدوء " تركت بانة الطبق بجانب السرير بوجه يكسوه الألم ثم قالت " أنا أتعذب يا أروى من أجله .. أشعر بذنب فظيع .. إنه يستحق كل السعادة .. وأنا غير قادرة على منحه ما يسعده " ردت أروى بهدوء " بالتأكيد كان يعلم حين وعدك بأن الأمر سيكون صعبا عليه .. لكنه سعيد لوجودك في حياته أنا متأكدة من ذلك . " تمتمت بانة بتأثر " وأنا أيضا .. سعيدة بوجودي معه ومعكم .. وأشعر أني عدت لطبيعتي .. لشخصيتي الحقيقية في بيت أبي ..وبت أتخلى عن التحفظ شيئا فشئيا .. فقط هذا الأمر يؤرقني .. كنت أظن قبل الزواج أنه أمرا بسيطا لكني تيقنت مؤخرا أنها تضحية كبيرة منه " رفعت أروى حاجبها بمكر وسألت " وكيف تيقنت من ذلك؟ " احمرت وجنتي بانة وفركت جبينها في حرج تقول " إنفلتت أعصابه قليلا في أول ليلة لنا معا " اتسعت عينا أروى بحماس ثم قالت بلهفة " ثم " ردت بانة بإحساس بالذنب " بالطبع انهرت أنا وصدم المسكين .. وشعر بالذنب تجاهي .. وكان الأمر قاسيا على كلينا " زمت أروى شفتيها بأسف ثم سألتها " أخبريني فيم تفكرين " أطرقت بانة برأسها قليلا ثم أوضحت " قبل الزفاف كنت أحمل شعورين بداخلي .. الشعور الأول لاحظه أحمد قبل أن أدركه أنا .. وهو القلق أو الرهاب من التلامس مع الناس وخاصة مع الرجال .. وأعتقد أنه بدأ مع بداية أحداث الحرب" فسألتها أروى بفضول " وكيف حاله معك الآن " تنهدت بانة وقالت" ما زال موجودا لا أستطيع الإنكار .. لكني أشعر أن تلك الرهبة أو النفور من التلامس قد انكسر قليلا بشكل استثنائي مع أحمد " ابتسمت أروى .. فأكملت بانة في حرج " لم أعد أشعر بالرعب من الفكرة .. أنت تعلمين أن أخيك له سحر خاص .. صحيح مازلت أشعر بالرهبة لكن الأمر ليس بالقدر الذي كنت أظنه قبل الزواج." هتفت أروى بحماس " رائع " أسرعت بانة تقول " لا تتسرعي في حماسك يا أروى الأمر ليس مبشرا بالخير للأسف " تغيرت ملامح أروى للقلق فأكملت بانة " لا تنس الشعور الثاني .. يعذبني مؤخرا شعور غير منطقي استفحل واستوحش بداخلي .. بالتحديد منذ أول قبلة " اتسعت عينا أروى بمفاجئة وقالت " قبلة !! .. لا لا انتظري .. قبل الشعور الغير منطقي الذي استوحش .. أخبريني عن .. القبلة " تحكمت بانة في ابتسامة محرجة ثم تمتمت بخجل " ليس هناك ما يمكن أن يقال " حدجتها أروى باندهاش ثم هتفت بجزع " ليس هناك ما يقال !!!... أكانت بهذا السوء !!! .. لا ..لا.. لا يا بانة أرجوك .. أنا أنتظرت ثلاثين عاماً .. لأحصل عليها من شخص معين فلا تصدميني بهذا الوصف المحبط.. وإلا سأتصل به حالا وألغي موافقتي ويكفيني أن أحبه من هذا البعد .. فإن كانت القبلة بهذا السوء فلم سأتزوجه إذن؟!!!" غطت بانة فمها بحرج وقد اشتعلت وجنتيها وقالت " لم أقصد ما فهمتيه .. قصدت أن الشعور لا يمكن وصفه .. إنه من الروعة و السحر ما لن تستطيعي أن توصفيه بالكلمات .. لا تتعجلي ستجربيه قريبا إن شاء الله ." وضعت أروى يدها على قلبها تهدئ من جنونه وتمتمت بانفاس متقطعة " لا أصدق أن عمرو قد يقبلني يوما ما .. أخشى أن تصيبني نوبة قلبية بين ذراعيه " غطت بانة فمها وقد علت ضحكتها بينما نفضت أروى رأسها بعنف تقاوم مشاعر المراهقة التي تحفزت بداخلها واستعادت رزانتها لتقول بجدية "إذن لنكمل .. ماهو الشعور الغريب المريب الذي بات يؤرقك مؤخرا تفضلي أحبطيني " تنهدت تنهيدة قوية وألقت في وجه أروى شعورها المؤلم " أشعر بأني سأرتكب خطيئة .. إذا ما فرطت في نفسي سأكون عديمة الأدب ووقحة ..حتى لو كان ذلك مع أحمد الذي هو حبيب روحي " جحظت عينا أروى وهتفت بعدم استيعاب " بانة إنه زوجك .. يا مختلة !!" أسرعت بانة بالرد وقد لاح العذاب على وجهها "أعرف يا أروى أعرف كل ما ستقولينه .. أنا أناقش نفسي كثيرا..وتناطحني الأفكار .. ولو سمعت هذا الكلام من فتاة أخرى كنت سأوبخها وأتهمها بالجنون .. لكنه فعلا مستوحش بداخلي يعذبني .." ساد الصمت قليلا وأروى تحدق فيها بصدمة ثم سألتها في محاولة لتحليل الأمر طهل الموضوع متعلق بزواجك بدون وجود أهلك ؟" تنهدت بانة وردت " أعتقد .. لكن أحداث الحرب بكل تفاصيلها وبشاعتها التي تختزن كوشم صعب الإزالة بداخلي.. وصلت مشاعري لهذا الشكل الغير منطقي .. فأنا لست قادرة على نسيان اللحظات الصعبة التي مررت بها يا أروى .. ولا القصص الكثيرة التي شاهدتها أو سمعت عنها .. ولا مشاعر الخوف من الانتهاك أو التعرض له في أي وقت .. ولست قادرة على نسيان نظرة أخوتي وهم يترجونني حتى أهرب قبل أتعرض للإهانة .. ولست قادرة على التعامل مع حقيقة أنهم فضلوا التضحية بحياتهم حتى لا أتعرض للاغتصاب .. ولست قادرة يا أروى على نسيان الأيام التي عشتها وحدي في الشارع .. وقتها لم أخف من جوع ولا عطش بقدر الخوف من هذا الأمر بالذات .... " مسحت بانة الدموع التي انسابت على وجنتيها وأكملت بعذاب " سأخبرك سرا .. أنا لا زالت أرى كوابيسا أتعرض فيها للاغتصاب .. لا أنكر أنها أقل من ذي قبل بكثير لكنها لم تختفي و ما زالت تزورني من وقت لآخر " عم صمت مؤلم ثقيل .. ولم تجد أروى ما تقوله سوى الشفقة عليها وعلى أحمد .. فالأمر يحتاج لوقت طويل للنسيان أو مساعدة نفسية فقالت بأسف " من الواضح فعلا أن شعورك هذا بالرعب من التعرض للانتهاك .. بالإضافة لزواجك بدون وجود أهلك يشعرك بأنك تفعلين شيئا عيبا أو وقحا .. وأرى أنك قد تحتاجين لمساعدة نفسية من متخصص ربنا أسرع ذلك من فرص الشفاء . أطرقت بانة برأسها وغمغمت " لم أحدد بعد ماذا سأفعل .. ويحزنني أن يعرف أحمد بتفاصيل المشاعر التي تعذبني .. أخشى أن أقتل الأمل بداخله .. والله لا يستحق ذلك لا يستحق أبدا " تنهدت أروى في حزن وانعقد لسانها ولم تعرف بما تجيب . فتحت أية الباب فجأة وتطلعت إليهم قائلا " ماهذا التجمع بدوني فيم تتحدثا " ابتسمت لها أروى بينما أشاحت بانة بوجهها بعيدا تمسح بقايا دموع وتنفض عنها الكآبة .. أما آية فخطفت السندوتشات من جانب السرير بانتصار وبدأت في الأكل وهي ترفع حاجبيها لبانة بإغاظة ..فمطت الأخيرة شفتيها بامتعاض . أشارت أروى لآية أن تقترب ثم مسدت على شعرها في هيئته الجديدة وقالت بإعجاب " شكلك مختلف .. كنت أحب شعرك الأسود بلفائفه كانت لك طلة متفردة وليست شائعة لكني أحببت هذا المظهر أيضا .. الحقيقة أروع مما توقعت ما شاء الله " تنهدت آية بخيلاء متعمدة وجلست على كرسي أروى الموضوع بجوار السرير وهي تضع ساقا فوق الأخرى مستمرة في الأكل . بعد لحظات سألت بانة بمرح متعمد لنفض ذرات الكآبة من الهواء حولهم " وأنت يا عروس كيف تشعرين ؟" ردت أروى بجدية " أنا صدقا مرتعبة .. ولم أتغلب على أعراض الصدمة بعد .. أن عمرو يحبني ويرغب في الزواج مني !!.. يحدثني .. وأسمع صوته .. وأراه !!.. أحيانا أشك أنني أهلوس " صمتت قليلا ثم أكملت " ولا أريد أن أبدو متشائمة .. لكني .. لا أصدق أني قد أحظى بيوم واحد معه وحدنا " أشفقت عليها بانة فتمتمت بحب " سيأتي هذا اليوم يا أروى إن شاء الله .. وستسعدين به و معه .. وستعوضين كل ما مررت به .. أشعر أنك دفعت كل تعاستك مقدما .. لتحصلين على كل السعادة إن شاء الله في الأيام القادمة " ابتسمت أروى برغم أن التشاؤم مازال يخيم على قلبها .. بينما توقفت آية عن الأكل وشردت قليلا ثم قالت " لم أتخيل يوما أنك عاشقة يا أروى .. كنتِ دائما أمامي صلبة ومتكيفة .. لكني لم أتخيل أنك تضمرين عشقا بداخلك .. ربما لأنك سجينة في هذا الكرسي منذ سنوات.. فتخيلت أن الفرصة لم تتاح لك لأن تقابلي رجلا وتحبينه .. لكني سعيدة لأجلك الآن .. وسعيدة أيضا لأني لم أعرف الأمر من قبل .. كنت سأتألم من أجلك كثيرا لو كنتِ تتعذبين في الحب .. إنه شعور صعب .. يوجع القلب .. يحول أيامك ولياليك لجحيم متواصل .. تشعرين أنك ظل لظل من تحبين .. أسيرة لاحتلاله لكيانك .. لا أنت قادرة على الاقتراب .. ولا قادرة على الابتعاد .. حالك كله عذاب مستمر " اتسعت عينا أروى بصدمة وقد ألمها الوصف كثيرا فقالت "متى كبرت لتعرفي هذا الشعور؟!!! " حدجتها آية بغضب وهمت بالرد لكن بانة سبقتها تصيح في لهجة غاضبة تقلد صوت آية وتعبيرات وجهها فبدت قريبة جدا منها " أنا كبيرة يا أروى .. المشكلة فيكم أنتم .. لم تستوعبوا ذلك حتى الأن " تطلعت آية إليها بصدمة بينما انفجرت أروى في الضحك وهي تتمتم " يا إلهي أنت تقلدينها فعلا " تحكمت آية في ابتسامة ملحة بينما ابتسمت بانة تغيظها ثم استقامت وفردت شعرها ونكشته قليلا تلقيه كله إلى جانب واحد من رأسها .. و تطلعت بخيلاء إلى أروى وأعادت الجملة بصيغة أكثر إتقانا . انفجرت أروى مجددا في هيستيريا ضحك بينما أية تتحكم بصعوبة في نفسها ألا تضحك ثم قالت باستخفاف " تزدادين ظُرفا مع الوقت هل تعلمين ذلك ؟" شاكستها بانة بإغاظة" أمنت المأكل والمأوى فأصبح عندي وقتا كبيرا للاستظراف " تنبيه على الهاتف جعل أروى تفتحه لتجد عمرو يرسل لها رابطا على الواتساب فاحمرت وجنتيها في خجل وسعادة .. فبادرت بانة بلهجة ذات مغزي " حان وقت النوم لنترك عصفوري الحب يغردان قليلا لبعضهما " تحركت نحو الباب لكن آية لم تتحرك فحدجتها بانة بغيظ فطالعتها الأخرى ببرود .. فرفعت بانة نظرها للسماء بيأس وخرجت .. ابتسمت أروى لكن أية لم تمكث كثيرا بل قامت مغادرة بعد دقيقة وهي تتمتم بعمت مساء . دخلت بانة الغرفة مجددا فوجدته على نفس الوضع الذي تركته عليه .. يبدو مستغرقا في النوم ومرهقا . وقفت مترددة قليلا تتساءل هل تعود للاستلقاء بجانبه ؟ أم تنام على الأرض على المرتبة الرفيعة التي يستخدمها حين يبيت بجانب أروى ؟ أم ماذا؟ لكنها أشفقت عليه أن يستيقظ فيراها نائمة على الأرض بالتأكيد ستكون فظة جدا ووقحة إن فعلت ذلك .. اقتربت من السرير بخفة وتسطحت على طرفه تتطلع للسقف وتسيطر على ضربات قلبها المتسارعة دون سبب .. بعد قليل تقلبت على جانبها تتأمله .. وألحت عليها رغبة في لمس ملامحه .. واعترفت لنفسها أنه جذاب وأنيق حتى وهو نائم فتمتمت في سرها "السيد الأنيق وهو نائم" وسحبت هاتفها من جانب السرير وغيرته اسمه لهذا اللقب الجديد وهي تبتسم . بعد دقائق فكرت أنه ليس من اللائق أيضا أن يجدها تنام عند طرف السرير مؤكد ستبدو فظة معه .. فاقتربت منه قليلا وهي تتمتم لنفسها "سأكون بالمنتصف لا بعيدة ولا قريبة ".. لكنها لم تدري أنها تقترب أكثر وأكثر ...إلا عندما تمتمل في نومه من حركتها الكثيرة .. فكتمت أنفاسها بترقب.. لتجده يمحو المسافة بينهما ويحكم ذراعه حولها ويشدها لتلتصق رأسها بصدره بينما استقرت ساقه فوقها بتملك وهو يغمغم بهمهمات غير واضح منها سوى اسمها . جحظت عيناها قليلا في توتر .. ثم سرت رعشة في جسدها تتزامن مع شعورها بالالتصاق به .. بعدها هدأت قليلا ورائحته الذكورية تتغلغل في خلاياها تصيبها بالخدر وتنشر الدفء في كيانها كله .. استسلمت بانة لحضنه الآمن .. دون مقاومة وغطت في نوم عميق مليئا بالأحلام والقلوب الحمراء . *** في أخر غرفة في الممر كانت آية تتطلع لنفسها مجددا في المرآة .. أتخذت الكثير من الوضعيات وصورت نفسها .. طالعت الصور ورغبة حارقة تلح عليها في أن يراها في شكلها الجديد .. لا تفهم ما المشكلة في أن تبعث له بصورتها ! .. حتى استجداء نظرات الاعجاب من عينيه محرما!!!.. ترددت كثيرا قبل أن تضغط على زر الارسال .. ثم تراجعت .. سيغضب منها .. سيغضب كثيرا . ألقت بالهاتف بجانبها بعصبية وارتمت على السرير تحدق في السقف يجافيها النوم كالعادة .. بعد قليل تنبيه على الهاتف جعلها تفتحه في لهفة لتجد سيد قد كتب منشورا على الفيسبوك بجملة غنائية لفيروز كتبها عنترة ابن شداد : ولقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهلُ مني وبيضُ الهندِ تقطًر من دمي فوددتُ تقبيل السيوفِ .. لأنها لمعت كبارقِ ثغركِ المتبسمِ كالعادة كانت أول من يبدي إعجابه بالمنشور بقلب احمر كبير ... ثم أخرجت مفكرتها ودونتها بخط كوفي مزخرف .. ثم كتبت تحتها بنفس الزخرفة لفيروز أيضا : بشتاقلك لا بقدر أشوفك ولا بقدر أحكيك بندهلك خلف الطرقات وخلف الشبابيك بجرب إني إنسى .. تسرق النسيان وبفتكر لاقيتك .. رجعلي الي كان وتضيع مني كل ما لا قيتك .. أعادت المفكرة ثم دفنت رأسها تحت الوسائد الكثيرة علها تستطيع الاختباء من جحيم المشاعر والأفكار . *** استمعت أروى بقلب محروم للمقطع الغنائي لأم كلثوم الذي أرسله عمرو: من بريق الوجد في عينيك أشعلت حنيني وعلى دربك أنى رحت أرسلت عيوني الرؤى حولي غامت بين شكي ويقيني والمنى ترقص في قلبي على لحن شجوني كتبت له على الواتساب "أمازلت مستيقظا ؟" رد بسرعة " نمت قليلا ثم استيقظت .. هناك أميرة سمراء تلهو بأفكاري .. وأصارع نفسي بقوة لأقلل من حجم الذنوب التي تزداد فوق كاهلي " أرسلت وجها يختبئ في كفيه خجلا .. ثم كتبت : "عمرو .. أحقيقة أنت أم أهلوس !! " رد عليها : " أروى .. أحقيقة أنتِ أم أهلوس !! " ابتسمت وصمتا قليلا ثملان بالمشاعر .. حين رُفع آذان الفجر كتب لها : " سأقوم للصلاة .. وأترقب يوما تقفي فيه بجانبي أمام رب العالمين وأنت زوجتي يا أروى .. أطمع في ركعات كثيرة نصليها سويا ". وضعت يدها على قلبها تهدئ جنونه ثم كتبت : "عمرو.. إن كنت تعتقد أنك لا تعرف كيف تصيغ كلمات لتعبر عن مشاعرك .. فاعلم أنك لم تعد بحاجة لذلك بعد الآن .. فما قلته للتو هو أروع ما يمكن أن يقال في الحب .. بُحت بكل شيئ بجملة واحدة " صمت قليلا ثم كتب : " لا يا أروى .. مهما قلت أو إقتبست من الكتب و الأغاني .. لن يعبر عما أشعر به تجاهك أبدا ... لكني أعدك أن تلك باتت مهمتي حتى آخر عمري ." غلبتها الدموع فكتبت بتوسل: " عمرو .. ترفق بي .. أنا أبكي الآن ." صمت قليلا فتوقعت أنه قد ذهب ليصلي .. تحركت تتحامل على دعامات السرير حتى وصلت لكرسيها وذهبت لتتوضأ ودموعها لم تتوقف حتى وهي تصلي . حين عادت للسرير وجدته قد كتب : " سأمتنع عن الرد بما يليق بجملتك لأنه حتى هذه اللحظة .. رد لا يليق .. في شوق لذلك اليوم البعيد الذي سيصبح فيه ردي لائقا .. هيا نامي ولا تستسلمي للأفكار .. تصبحين على خير" يتبع | ||||||
15-07-18, 02:38 AM | #889 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 5 في صباح اليوم التالي : فتحت بانة عيناها تحاول الاستيعاب .. لتكتشف أنها مازالت بحضنه بل و تلف ذراعها حول جزعه . سحبت ذراعها بخفة وحاولت التحرر من ذراعه المحكمة حولها .. فرفعته برفق وتحركت تزحف على ظهرها نحو طرف السرير . تحرك فجأة وأحكم ذراعه حولها مرة أخرى فأجفلت وأطلقت صرخة صغيرة من المفاجأة بينما أطلق هو ضحكة عابثة ثم قال بصوت أجش من أثر النوم " لماذا تتسحبين كالصوص؟؟؟" رد بتأتأة " أنا لم .. لم أتسحب أنا خفت أن أوقظك" رد عليها " أمم فهمت .. وها قد علمتِ أني مستيقظ ماذا ستفعلين ؟" ردت بإرتباك " لا شيء .. سأطلب منك أن ترفع .. ذراعك .. عني .. لأقوم " رد ببرود " وأنا لن أوافق " تحركت مقلتيها هنا وهناك بعيدا عنه ثم سألته ببراءة " لماذا ؟" رد بهمس أجش " لأني أريدك في حضني للأبد" نظرت للسقف تسيطر على قصف قلبها في صدرها ولم تفهم هل بسبب الخوف أم الإحراج أم ماذا؟؟!! .. صمت هو الآخر يتأملها من هذا القرب وأنفاسه تلفح بشرتها .. يمارس قدرا هائلا من السيطرة على أعصابه التي توشك على الانفلات .. طوال الليل .. مستسلم لشذا عطرها .. غارق في رائحتها .. في ذلك الطيب الذي استفز رجولته من أول يوم إلتقاها .. أخبرها في أحلامه عن كل شيء.. عن حبه .. عن أشواقه .. عن حرمانه .. عنها ... واستجداها كمتسول .. فأغدقت عليه بما يرويه . وحين استيقظ لم يعرف .. هل يبتئس لأنه لم يكن سوى حلما .. أم يفرح لأنها بين ذراعيه تتشبث به دون أن تعي .. حين طال الصمت نظرت إليه فتلاقت النظرات .. ولمحت الاستجداء بعينيه قبل أن يخفيه بمجرد أن أدارت وجهها إليه .. قالت بتوسل "أرجوك يا أحمد أريد أن أنهض .. أمي ستحتاجني اليوم من أجل .. من أجل تلك العزومة لوالدة عمرو " تملكه الحزن وتمتم في سره " لست بحاجة للتوسل لتبتعدي يا قلب أحمد.. فما أفعل باقترابك إذا لم تريديه" رفع ذراعه عنها في استسلام صامت .. فنهضت تلملم شعرها الجميل في عقدة فوق رأسها بينما يرسمها بعينيه في استرخاء . تركت السرير في حرج فسألها "كيف حال بطنك الآن؟ " تمتمت بحرج " أنا أفضل الحمد لله " قال بهدوء " اخبريني عن نوع المسكن القوي وسأحضره لك .. وأي مستلزمات أخرى " رد بحياء متخضبة بالحمرة " شكرا .. لن أحتاج إن شاء الله .. قد .. قد استطيع الصلاة هذا مساء " أومأ برأسه وهو يشاهدها تتحرك نحو الباب وتقول بارتباك " سأذهب لأرى أمي .. ألن تنهض ؟" رد وهو يوليها ظهره ويعود للغوص بين الوسائد يغرق في رائحتها من جديد " سأنهض لأخذ حماما بعد قليل " توجهت نحو الباب لكنها عادت وهي تشعر بالتقصير نحوه فقالت " هل أحضِّر لك الحمام؟ " فتح عينيه يستوعب ثم استدار ينظر إليها بمسكنه لم يستطيع إخفائها و أومأ برأسه بنعم .. فأطرقت برأسها في خجل وخرجت بسرعة تغلق الباب وراءها . ليضرب برأسه عدة مرات في الوسائد يحاول التغلب على إحباطه ومشاعره المكبوتة . *** إلحاح متواصل على الهاتف أيقظ آية .. فأجابت بحشرجة" نعم ريان " صمت قليلا ثم قال " هل كنت نائمة؟ أنا آسف " ردت وهي تتقلب على ظهرها " ليس عندي محاضرات صباحية اليوم.. كم الساعة الان ؟" رد بصوت بدا مهموما "العاشرة تقريبا " فسألته بعينين مغمضتين " صوتك لا يبدو بخير " رد عليها بحزن " روي مريض" ردت وعينيها مازالت مغلقة " وتحتاجني لأذهب معك للطبيب .. وأنا سأصدقك وأذهب معك فأكتشف أنه لم يكن مريضا ولكنك كذبت لتقابلني" فرد عليها بجدية " وأضع لك شيئا أصفر اللون في كوب العصير وتستيقظين فتجدينني تحولت لعادل أدهم " جلست على السرير تفرك وجهها قليلا ثم قالت وهي تتثاءب " لا تلائمك شخصية عادل أدهم " فرد عليها ساخرا "جزاك الله خيرا والله !!" فأكملت بهدوء " بل ستشكي لي عذابك في الحب وأنت تشرب الخمر .. فتسكر وتهجم على شخصي المسكين " قال ريان بحنق "إذن مصرة على نفس المصير " ردت بهدوء " طبعا شرف الفتاة مثل عود الكبريت يشتعل مرة واحدة " فسألها ساخرا " ثم ماذا يا ست إحسان ؟." صمتت قليلا ثم ردت " أنا كنت أقصد زينب في فيلم الهاربة لشادية .. وليس احسان في فيلم موعد مع السعادة لفاتن " قال باستخفاف " المصير واحد للبطلتين .. لكن لا بأس إن كان في النهاية سنرزق بطفل .. وإن كنت أفضل فيلم موعد مع السعادة لأني طبيب مثل عماد حمدي .. وأرغب في إبنة تشبهك وتقبلني وهي تقول كاك كاك كاك .. مارأيك؟" حركت رقبتها يمينا ويسارا تتمطى ثم سألته "وهل لديك خاتما مثل عماد حمدي حتى أريه لوالدتك فلا تصدقني وتطردني من فيللاتكم ؟" رد عليها بسرعة " أستطيع أن أشتري وحدا حالا عليه أسمي ..ورقمي القومي لا توجد مشكلة .. لكني لا أعرف لما كل هذا المشوار الطويل يا بنت الحلال .. أستطيع أن أحضر أهلي والمأذون وتصبحين زوجتي الليلة .." ثم صمت قليلا واستدرك " لا لن أستطيع الليلة .. عندي مناوبة سهر بالمستشفى .. فلنؤجلها للغد وسأرشو كل زملائي ليأخذوا عني المناوبات القادمة لمدة أسبوع .. لحظة أرتب أمور الرشوة .. ماذا ستحتاج يا ريان ؟؟؟" أخذ يفكر مسموع " سجائر .. مقاطع فديو ساخنة .. قطعة حشيش .. دفتر ملاحظاتي وتدويناتي من المراجع ..صحيح بذلت فيه مجهودا خارقا لكن لا بأس أن أعيره من أجلك لبعض الكسالى الذين أعلم أنهم سيطلبوه في المقابل .. بعض المشاوير لدفع الفواتير المتأخرة أعرف شخصا مستفزا سيطلبي مني هذا الطلب .. ها ما رأيك هل أحضر أبي وأمي والمأذون غدا .. السابعة مساء مناسب ؟ .. لن استطيع قبل السابعة لأني لأحتاج لأن أذهب للحلاق .. وأشتري ورد وأغلى طبق شيكولاتة حتى أدخل عليك محملا بالهدايا فتتفاخرى بي أمام أهلك .. ها إتفقنا ؟" عم الصمت بينهما قليلا ثم انفحرت آية ضاحكة . فتمتم ريان بصوت أجش " أشرقت الأنوار يا فندم .. صباحنا كاللبن الحليب بإذن الله " تمتمت آية "أنت مجنون يا ريان هل تعلم ذلك؟" رد بحنق " كله بسببك .. عامين وأنت تعذبينني لقد ابيض شعري في انتظار كلمة واحدة منك " ردت بتعاطف" أنا أخبرتك كثيرا أني لست مستعدة لأي علاقة عاطفية لفترة طويلة لا يعلمها إلا الله " سألها فجأة " آية أرجو أن أكون شخصا ذا ثقة عندك وتصارحيني .. هل هناك رجلا في حياتك؟" تجاهلت سؤاله بسؤال آخر " هل روي مريض فعلا ؟ " رد عليها في استسلام قبل أن ينهي المكالمة "أجل مريض جدا . وأشعر بالقلق عليه.. التقط فيروس .. أتمنى أن يتحسن قريبا " بعد قليل خرجت آية إلى الصالة تتدلل على أبيها كعادتها .. وقفت أمامه متخصرة بخيلاء في وقفة عارضات الأزياء .. فتطلع إلى شعرها بهيئته الجديدة وقال " جميل يا بابا " سألته بحماس " حقا يا حجوج ؟ " رد بتأكيد " طبعا يويا تبدين مختلفة وناضجة.." ثم أكمل بلهجة مندهشة " لكني مازلت غير مستوعب للمبلغ الذي دفعتيه .. كثير جدا يويا " ردت أية بانفعال " صدقني يا أبي هذه الاسعار باتت عادية .. كما أن شعري طويل " أطرق الحاج مستسلما في بؤس.. فضحكت آية واقتربت تحيط رقبته بذراعيها في دلال وطبعت قبلة على خده وهي تقول " وهل عندك أهم مني يا حجوج " تأمل نظرة عينيها المستعطفة كقطة ماكرة ثم قال "ومن أهم منك يا محتالة !" رنت ضحكتها في دلال .. فتدخلت إلهام بامتعاض "هذا الدلال سيفسدها يا ابراهيم .. ليس لدرجة أن تدفع كل هذا المبلغ من أجل شعرها " ثم وجهت الكلام لبانة تقول " والله يا بنتي كنا نحضر الصبغة في البيت ونسهر نحن البنات ونصبغه بانفسنا .. والنتائج رائعة .. لا أفهم تقاليع هذا الجيل " ابتسمت بانة في تعاطف فصرخت آية باعتراض "أمي .. ألم تخبريني أمس أني كالقمر حينما رأيتي شعري ؟!!!!" ردت إلهام معترفة " لا أنكر ومازلت عند رأيي لكن حينما علمت بالمبلغ الذي دفعتيه فارت الدماء في رأسي " ردت آية بدلال " المهم أني قمر " كتمت بانة ضحكتها تشاكسها .. فحدجتها آية بغيظ وصاحت بطفولية " أمي إنها تسخر مني " ردت بانة ببراءة مصطنعة " ماذا فعلت أنا !!.. هل الضحك حرام عندكم ؟!!" تكتفت آية وأولتها ظهرها .. فبدأت بانة بالغناء وهي تعد المائدة . خرج أحمد من الحمام يجفف شعره بالمنشفة فسمع بانة في الصالة تغني فاتسعت عيناه ووقف يراقبها" قمرة يا قمرة .. لا تطلعي ع الشجرة والشجرة عالية .. وانتي بعديكي صغيرة يا اااا قمرة قفزت آية من الغيظ واحمرت ثم أسرعت نحوها كالطلقة .. فصرخت بانة ضاحكة .. وجرت تختبئ خلف الحاج الذي كان يراقب المشهد سعيدا تدخل الحاج يكتم ضحكته " إهدئي يا آية ماذا فعلت رامز ؟ " صاحت في حنق " ألم ترى يا أبي .. إنها تسخر مني " ضحك الحاج وفرد ذراعه يفصل بينهما "إنها أختك الكبيرة ..وتمازحك " صاحت باستنكار " هذه كبيرة !!! ... إنها طفلة أنظر يا أبي تغيظني .. تلعب حاجبيها " راقب أحمد المشهد بقلب يقفز من السعادة .. لم يرى بانة من قبل بهذا الانطلاق .. شيئا فشيئا ترمم مشاعرها المهشمة .. وتستعيد طبيعتها التي يعرف عنها القليل .. فما مرت به جعلها جادة متحفظة تقتل العفوية بداخلها ... لكن حمدا لله أن رآها أخيرا تتعامل دون خجل أو حواجز .. لحظتها تأكد أن قراره كان صحيحا وفي مصلحتها .. حين قرر الزواج منها بشروطها حتى يتيح لها الفرصة للعيش وسط أهله الذين تحبهم أكثر من أي شيئ .. وها هي في ظرف اسبوعين من زواجهما قد انطلقت دون تحفظ تشاكس دون حرج.. واثقة في نفسها وفي قدرها في قلوبهم . إنه فخور .. فخور بها .. وفخور بأنها حبيبته و زوجته .. معجب بإيجابيتها وبثقتها في نفسها.. فتاة أخرى بظروفها وبما مرت به .. قد تستسلم للكآبة والبوس و تتقمص دور الشهيدة.. لو بيده.. لما ربطها بالزواج منه وهي غير مستعده لذلك .. لو كان هناك وسيلة أخرى لإخراجها من بيت غنيم فتأتي وتعيش في بيته عائلته دون أن يضرها ذلك كفتاة في مجتمع شرقي لفعل ذلك .. لو لم تهرب منذ عام لما أضطر للضغط على أعصابها بالزواج منه .. فهو غير غافل عما تعانيه من صراعات داخلية . تمتم في سره " لو أملك أن أمحو لك ذكرياتك المؤلمة يا بانة لفعلت .. حتى لو كان الثمن حياتي" أفاق من شروده عندما قفزت بانة فوق الأريكة حافية القدمين تهرب من آية التي توشك على عضها.. كانت تصيح من بين ضحكاتها وصراخها " هل الغناء عندكم حرام ؟؟!! كنت أغني يا .. قمرة اقصد يا آية " هجمت عليها آية تزمجر .. فقفزت بانة من على الأريكة لاهثة لتختبئ خلف أحمد هذه المرة .. وتقبض على ملابسه من الخلف وهي تصرخ ضاحكة "أحمد " تمتم في سره يتحكم في وقاره الذي يوشك أن يفقده بسببها "يا قلب أحمد وروحه ! " وقفت آية مختصرة بتحفز تقول بغيرة " هل ستنصر زوجتك على أختك ؟!! " حرك مقلتيه في تفكير وقد شعر بأنه في موقف صعب ثم نظر لأروى التي خرجت تشاهد الموقف ثم قال " لم أبدي إعجابي بمظهرك الجديد بعد " احمرت آية بخجل ثم سألت بتردد "هل تقول ذلك لتخلص زوجتك من يدي ؟" شعر ببانة تترك ملابسه وقد استشعرت أنه يحاول ملاطفة آية .. فتحرك نحوالأخيرة وأحاط خصرها بذراعه وهو يتأملها بعينين لامعتين وقال "أنت فعلا رائعة في هذه الهيئة وهذا اللون عليه جميل جدا " لاح التأثر عليها فسألته بخفوت متشكك "أتقول الصدق ؟.. هل أنا حقا جميلة ؟" تفاجأ بسؤالها فسألها باندهاش" ألا تدركين أنك جميلة يا آية !! " ردت بثقة مهزوزة " لست متأكدة " تطلع في صدمة لأروى وبانة التي شعرت أن الحديث يتجه نحو الجدية فآثرت الابتعاد من المشهد .. لإدراكها تحسس آية من وجودها بينما رد أحمد بهدوء " بل أنت جميلة بالفعل يا يويا .. هذه حقيقة مؤكدة .. ولهذا أنا دائم القلق عليك " ثم توجه بالحديث لأبيه الذي كان يطالع الجريدة "أليس كذلك يا أبي ؟" رفع الحاج وجهه وتطلع إليها بنظرة حانية وقال "وهل هناك من هي أجمل من مدللة أبيها المحتالة" ابتسمت آية ثم سألت بتردد " هل أنا جميلة من قبل تغيير مظهري أم بعده؟" رد بهدوء " في الحالتين أنت جميلة الملامح يا يويا .. لكني شخصيا أحب شعرك بالمظهر الجديد" أطرقت تنظر في كفها في سعادة خجلة .. فحانت إلتفاتة من أحمد لأروى وتبادلا نظرات صامتة مندهشين من ثقتها في نفسها المهزوزة وهي التي تتباهى بخيلاء طوال الوقت !. أضاف أحمد بلهجة ذات مغزى " لكني أخبرك من وجهة نظر رجل .. أن من يلتفت لشكلك فقط فلا يستحق منك أي التفاتة" تطلعت إليه باهتمام فأكمل " الرجل حينما يحب بصدق يرى حبيبته بقلبه قبل عينيه .. " قالت بلهجة غامضة " لكن الرجال يبحثون عن الجمال أهم شئ " مد يده ليرفع خصلات ناعمة انسدلت على وجهها ورد بجدية " إن أراد مرافقة الفتاة فقط أو التفاخر بها ليداري في نفسه نقصا أو الزواج بغرضه الحسي البحت .. سيبحث عن الشكل أولا وبعض الأمور الأساسية الأخرى.. لكن إذا أحب فأؤكد لك أنه سيراها أجمل إمرأة فالكون في أي هيئة وفي كل حالاتها .. لذا حين تتجملين .. كوني جميلة من أجلك أنت .. من أجل شعورك أنت بالرضا عن نفسك .. لا من أجل أن ترضي أحد." ردت آية بلهجة ساخرة " الحقيقة أن ما تقوله يتماشى مع النظرة المراهقة للحب بداخلي .. لكني أصبحت أعد نفسي لمواجهة حقائق الواقع القاسية حتى تكون الصدمة أخف " نغزه قلبه دون سبب واضح فمازحها يقول " أنظري حولك ..أروى مثلا ليست جميلة ومع هذا الشيخ أبا قردان قد جُن ومصر على الزواج منها.. وانظري إلي سحنته أعوذ بالله .. ومع هذا الوحيد الذي وافقت على الزواج به .. وأنظري إليّ مثال حي أمامك حين أحببت بانة نظرت إليها بقلبي .. أحببتها بشعر قصير كالرجال ووجه مليئ بالبثور وحروق الشمس .. وملابس ذكورية .. وحين تزوجتها .. " أدار وجهه ناحية بانة التي كانت تقف مستغرقة في الحديث مع أمه وقد رفعت نظراتها تتطلع إليه متخضبة بالحمرة .. فابتلع ريقه وأكمل "وجدتها بشعة " ابتسمت بانة في حياء فأشاح بعينه ليعود لأية ويكمل "ومع هذا أنا راضي بنصيبي " ضحكت آية ثم قالت وهي تلعب حاجبيها لبانة "سبحان الله نفس رأيي فيها " همت آية بالانسحاب إلى غرفتها تقول "سأستعد للذهاب للجامعة عندي محاضرة مهمة " قالت أروى بإحباط "هل ستتأخرين اليوم ؟" رد آية " سأحضر محاضرة واحدة فقط وسأترك باقي محاضرات اليوم لأعود لك يا عروس هل تريدين شيئا أحضره معي ؟" رد أروى " أجل أريد بعض الأشياء في طريقك " بعد قليل قال أحمد لأروى" ماذا يحدث مع آية ؟!" ردت أروى بهدوء " لا أعلم.. لكنها ليست على ما يرام منذ مدة .. وأشعر أن كلينا مشغولا عنها بمشاكله " رد أحمد " انتهي من موضوعك مع أمير موناكو ثم أركز معها " ثم نظر لبانة ووالدته المستغرقتان في الحديث منذ مدة وسأل في فضول " وماذا يحدث هناك ؟" ردت أروى ضاحكة " إنه أجتماع على مستوى الشيفات لتقرير قائمة طعام الليلة .. أمك التي كانت لا تدخل أحد معها المطبخ لم تعد تستغني عن زوجتك " ابتسم وهو يتطلع لبانة وتمتم " إنها فعلا موهوبة في الطهي " ثم أكمل بامتعاض " وحين كانت عند آل غنيم علمها التوأمان بعض الأمور الاحترافية في المطبخ " ضحكت أروى وقالت " لما أنت ممتعض هكذا؟" رد عليها في قرف " لأني كلما أتخيل أن كامل هذا كان يقف يشرح لها ويدربها ويتطلع فيها تغلي الدماء في عروقي وتهمز لي شياطيني أن أذهب وأشوه وجه وأقتلع له عينيه " ثم تحرك إليهما يقول "أمي لا ترهقيها أعتقد مازالت مجهدة " تطلعت إليه بانة بامتنان بينما ردت إلهام بسرعة "لا تقلق يا بني أنا في العزومات أحضر أم شهد وابنتها لتساعداني أنسيت .. أنا وبانة فقط سنشرف عليهما " رد أحمد وهو يتجول في وجه بانة "أنا سأنزل لأرتدي ملابسي عندي اجتماع مع عميل اليوم سلام " ودعته بعينيها ثم عادت لإلهام تستكمل الحديث "ألا ترين يا أمي أننا سنصنع الكثير من أطباق اللحوم والدواجن " ردت إلهام معترفة" أعلم يا بنتي لكنها عادات وفي مسائل الزواج بالذات لن نستطيع أن نتبع أي تقليعة جديدة قد تؤخذ علينا .. هل عندكم يفعلون شيئا مختلفا " ردت بانة بتفهم " لا نفس الشئ أعتقد " ثم أكملت " إذن اتفقنا على الحادق أما الحلويات أتركيها علي " ابتسمت إلهام وقالت " أكرمك الله بنيتي ورزقك بالذرية الصالحة " ثم أغلقت فمها بسرعة في حرج فخجلت بانة منها .. أتشعر هذه المرأة الطيبة بالحرج منها!!!.. بينما المفروض كأي حماة تقليدية .. أن تؤنبها وترميها بالهمز واللمز كأقل تقدير !!.. ابتسمت بانة بألم ومالت تطبع على وجنتها قبلة حانية وهي تمتم " جزيت الجنة يا أمي ." نهاية الفصل الرابع والعشرين قراءة سعيدة | ||||||
15-07-18, 02:44 AM | #890 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| صباح الخير النهاردة نزلت الفصل بدري شوية عشان عندي اجتماع الصبح بدري اظن قفلة كيوت خالص وبنت ناس خالص عشان تعرفوا اني طيبة اتمنى الفصل يكون عجبكم اكيد هحب أعرف الانطباعات وأحلى المشاهد واظرف المشاهد ايه الجديد بالنسبة لكم في الفصل دة واي توقعاتكم للفصل القادم بتسعدني ردودكم ولايكاتكم اول يستنى بكرة أو بعده هحاول أنزل صور للابطال وتحليل لشخصياتهم خالص تحياتي لكل المتابعين الجدد والقدامى مستنية أعرف رأيكم في الفصل على نار تصبحوا على خير التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 31-07-18 الساعة 03:34 AM | ||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
رومانسية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|