01-07-18, 12:08 AM | #661 | |||||
| اقتباس:
لهالكره ده الراجل ده مش طبيعى بيخلف البنات ديه كلها ورامهم فى الشارع بجد سيد صعب عليا اوووى وهو بيفتكر حال وكمان دلوقتى بيشتغل اجير فى ملكه منك لله يا خليل بانه والهرمونات والا بتعمله فيها الغيرة يا عينى عمتها | |||||
01-07-18, 12:30 AM | #663 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل العشرون 1 الفصل العشرون حين عاد أحمد آخر السهرة منتشيا بالسعادة .. دخل على أروى يبشرها ويحكي لها ما تم خلال اللقاء .. فوجدها في حال لم يعجبه .. وهي تخفي آثار البكاء عن وجهها . سألها وهو يقترب منها " ماذا بك ؟ .. منذ فترة وأنت لست على مايرام .. هل أنت مريضة ؟.. هل آلام ظهرك غير محتملة؟ .. أريد تفسيرا يا أروى " ردت بهدوء " كنت أود أن أنتظر لبعد زفافك حتى لا تتأثر بما سأقول لكني غير قادرة على إخفاء الأمر عنك أكثر من ذلك .. أنا .. ميمين .. المرأة التي يحدثها عمرو على الأنترنت " تجهم وجهه وقال " لم أفهم !" قالت باضطراب " ألا يتحدث عمرو مع إمرأة على الإنترنت؟" ضيق عينيه وسأل باستغراب " كيف عرفتِ؟ .. هل أخبرك ؟ " قالت بارتعاش " أنا أعرف وحدي .. لأن هذه المرأة هي .. أنا " بدأ الخطر يظهر على وجهه وقال بهدوء مرعب " أعيدي مجددا لأني لم أفهم شيئا .. أنت تعرفين أن عمرو يتحدث مع إمرأة على الانترنت .. وتعرفين هوية هذه المرأة ....إنها ؟ .. ..... " وصمت ينتظر ردها فقالت وهي تفرك كفيها باحراج "أنا.. " جحظت عيناه في عدم تصديق فأسرعت تقول "الأمر كله كان صدفة بحتة .. ثم وجدته جميلا أن.. أن نتحدث دون هويات أو إلتزامات .. لم أحسبه سيتملكه الفضول لمعرفة تفاصيل عني " سأل باستنكار وهو لم يزل في مرحلة عدم استيعاب الأمر " كيف لم يعرفك ؟؟!!!!" ردت بهدوء " كنت أحدثه من حسابي القديم " حدق فيها مجددا بعدم تصديق وقال بتردد " Mi Min !" أومأت برأسها بنعم وهي ما زالت تراقب رد فعله. هدر فيها بذهول " المرأة التي يتحدث معها عمرو منذ ما يقرب من عامين .. هي أروى سماحة!!!!!!" ردت باضطراب " قلت لك حدث الامر صدفة " تأجج الغضب في عينيه وهدر فيها " ولماذا تخبريني الآن؟ .. بعد عامين !!!!" قالت بعصبية " لأنه لم يعد سري الصغير الذي أخفيه في قلبي .. فعمرو قد علم أنها أنا " ازداد جحوظ عينيه وشحب وجهه وهو يسترجع حال عمرو مؤخرا فسألها "أنت من أتصلت به على الهاتف منذ مدة ؟!!!!" ردت بلهجة نادمة " أجل ولم يتعرف على صوتي أول الأمر " فأكمل لها وهو يستوعب الصورة الكاملة "واكتشف هوية صاحبة الرقم عن طريق شركة الإتصالات ؟!" فردت بسرعة " يبدو ذلك لأني كنت أتحدث من رقم جديد كانت آية قد أشترته لي" استعر الغضب أكثر في عينيه وردد " آية!! .. وآية أيضا تعرف بالأمر؟؟؟؟؟؟ " قالت مصححة بسرعة " لا لا .. لا أحد يعرف بهذا الأمر إلا عمرو .. وأنت " اقترب منها يحدق فيها بغضب وقال بفحيح مرعب " من يبحث عنها عمرو هي أروى سماحة ! .. أروى سماحة هي المرأة التي يحادثها عمرو ! .. أختي أنا .. تتسلى مع صاحبي متخفية!" ردت مدافعة " الأمر لم يكن بهذا الشكل صدقني ... الأمر .. .." لطمها على وجهها بعنف وهو يهدر فيها بصوت ارتجت له جدران الغرفة " هل فقدت قواك العقلية يا أروى !!! .." أغمضت عينيها تداري إحساسها بالإهانة من لطمته .. وتتحاشى ذلك الألم الذي لاح بعينيه فأمسكها من كتفيها يهزها بعنف وهو يقول "أخبريني يا أروى أن ما قلته منذ قليل كان مزاحا .. لو كانت آية من فعلتها لكان الأمر قابلا للتصديق .. لكن .. أنت ! .. أنت يا أروى !!" تركها وأخذ يتحرك أمامها بعصبية ويفرك رأسه بكفيه ويتمتم " لا أصدق . لا أصدق !" بعد لحظات هجم عليها من جديد وغرز أصابعه في لحم ذراعها بعنف " لماذا؟ .. أخبريني لماذا يا أروى ... لا أصدق أنك كنت تتسلي .. مهما وصل بك الجنون لن تفعليها لهذا السبب " انفجرت فيه بعصبية " قلت أردت الحديث معه .. أنا لم أطلب الكثير .. ولا أجرؤ على تمني أكثر من ذلك منه.. منذ سنين طويلة و انا متقبلة قدري .. ولا أحملكم همّا.. ولا أفتعل المشاكل .. ألأني تمنيت شيئا بسيطا تنقلب الدنيا هكذا وتنصب لي المحاكمات .. إرحموني " شعر أحمد بالصدمة مما قالت .. وسقط قلبه في قدميه من النظرة التي لمحها في عينيها قبل أن تدفن وجهها في كفيها بانهيار . انحنى نحوها أكثر يحاول ابعاد كفيها عن وجهها وهو يقول بإصرار " أخبريني لماذا هو بالذات .. إرفعي رأسك وأخبريني " رفع رأسها بنفسه وثبت ذقنها عاليا فأسبلت جفونها تتحاشى النظر إليه وهو يقول بإصرار "إنظري في عيني يا أروى .. أخبريني " رفعت إليه ناظريها تحدق في عينيه في صمت لكن ما قرأه فيهما كان صادما له .. صادما جدا .. ترك ذقنها وهو يبتعد عنها ويتمتم بذهول "عمرو! .. عمرو القاضي !!!! " دفنت وجهها في كفيها مجددا في إحراج فسألها بنفس الذهول " منذ متى ؟" ردت بخفوت" منذ سنين طويلة تعبت من عدها .. من قبل الحادث" . صمت قليلا وهو يتأمها بعينين جاحظة ذاهلة وهي مطرقة الرأس تفرك يديها في حجرها ... بعد قليل من الصمت قال بهمس متألم عاتب "هل أنا أخا سيئا لهذه الدرجة لتحتفظين بهذا الأمر في قلبك دون أن تخبريني كل هذه السنوات ؟!!! " هتفت في بجزع " ليس الأمر كذلك " ضيق عينيه ثم قال " وهل هو يعرف أنك تكنين له مشاعرا ؟" أسرعت ترد في رعب "لا لا .. عمرو لا يعرف شيئا عن ذلك .. هو يعتقد أني كنت أتسلى " أطرق أحمد يتمتم " إذن هو يعرف هوية صاحبة الرقم منذ شهرين تقريبا .. ولم يخبرني " انهمرت دموعها وقالت " أحمد أنا آسفة لم أتخيل أن تتحول الأمور إلى هذا الحد أقسم بالله " هدر فيها مجدد بعصبية وهو يحاول أستيعاب كل هذه الأمور التي كانت مخفية عنه " أصمتي يا أروى .. أصمتي " فُتح باب الغرفة ووقف الحاج سماحة غاضبا يقول " لماذا يعلو صوتك هكذا !" ثم نظر لأروى التي أشاحت بوجهها بعيدا تمسح دموعها وقال بغضب " لماذا تزعجها ؟.. إنزل لشقتك ولا يعلو صوتك في وجهها مجددا " تحرك أحمد في صمت خارجا من الغرفة وهو يطحن أسنانه .. ثم سُمع باب الشقة يغلق في عنف. أقترب منها الحاج سماحة يربت عليها في حنان فابتسمت بعينيها الحمراوين تطمئنه .. فقال لها "هل أضربه ؟" اتسعت ابتسامتها وقالت " لا تضربه .. انا الذي أزعجته هذه المرة .." قبل رأسها فسحبت يده تلثمها و رفعت ناظريها إليه تقول " لا تقلق علي يا أبي " بعد قليل تركها الحاج وخرج من الغرفة فرفعت يدها تلمس موضع لطمة أحمد على وجهها وتبكي بحرقة. يتبع | ||||||
01-07-18, 12:34 AM | #664 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 2 خرج عمرو من مصعد العمارة ليقابل أحمد الذي أصر عليه أن ينزل فورا ليقابله .. طالعه عمرو ببعض القلق وخاصة لأنه كان يعلم أنه سيزور بانة اليوم مع أهله للاتفاق على تفاصيل الزواج . بادره أحمد بلهجة هادئة ببعض الحرج " لماذا لم تخبرني ؟" سأله عمرو بهدوء " بماذا ؟" رد أحمد وهو يجز على أسنانه " بأمر أروى " رفع عمرو حاجبه في كبرياء وقال " ما بها أروى؟" هدر أحمد بعصبية " تبا .. لا تتحاذق .. لقد أخبرتي أروى بكل شيء منذ قليل " طالعه عمرو ببرود " هذا شأنكما معا " اشتغل الغضب في عيني أحمد وقال " لماذا لم تخبرني أنها أروى سماحة؟؟؟؟؟ " وضع عمرو يديه في جيبه وقال ببرود" لأن الأمر بيني وبين أروى سماحة ولا دخل لك به " هدر أحمد فيه بعصبية " لا دخل لي ! .. إنها أختي !!! " طالعه عمرو بعينين باردتين فاستدرك أحمد بضيق وحرج " أنا أسف يا عمرو .. أنا .. أنا لا أعرف ماذا أقول " رد عمرو بنفس البرود " إذهب لبيتك يا أحمد " ثم استدار يدخل بوابة العمارة في هدوء قاتل . يتبع | ||||||
01-07-18, 01:11 AM | #665 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 3 حين عاد أحمد للبيت مجددا لم يستطع النوم فصعد للسطح يمارس بعضا من الملاكمة ينفس فيها مشاعره بعد الاكتشافات الصادمة له في الساعات الماضية .. مشاعره كانت مزيجا من الغضب والإحباط والدهشة .. والوجع على أروى .. والإحراج من عمرو .. لكن أكثر ما أوجعه أن تخفي عنه أروى أمرا جوهريا كهذا . عند نسمات الفجر أخذ حماما وخرج ليصلي الفجر في المسجد .. تعمد أن يذهب لمسجد أخر غير الذي يصلي في عمرو.. يتحاشى الالتقاء به مؤقتا حتى يلملم مشاعره ويحدد كيف سيتصرف في الأمر.. لأول مرة يقام حاجزا بينه وبين عمرو .. لأول مرة يتواجد أمرا يتحاشى الحديث فيه معه .. وكان ذلك شعورا خانقا مرعبا بالنسبة له . بعد أن فرغ من الصلاة ركب سيارته ودون إرادة منه وجد نفسه أمام فيلا آل غنيم . خرجت إليه بانة أمام البوابة مذعورة ترتدي عباءة ووشاحا على رأسها .. طالعت وجهه المتجهم في قلق فمد يده واحتضن كفها في صمت وسحبها ليعبر الطريق نحو الرصيف المقابل للفيلا فيجلسا على أريكة رخامية وهي مستسلمة تتطلع إليه في توجس .. بعد قليل راقبت جزعه المائل للأمام يسند بمرفقيه على فخذيه شاردا في وجوم بعد أن لخص لها ما حدث. بالطبع تفاجأت بخبر مشاعر أروى لعمرو وأشفقت عليها جدا .. بعد فترة من الصمت أجلت صوتها وقالت " حين أنظر لظروف أروى لا أجد ما فعلته أمرا مشينا .. هي أرادت بعضا من الدفء في حياتها الباردة الوحيدة .. من الرجل الذي تحبه .. وأيضا رغبتها بأن تتعامل معه دون قيود أو تفاصيل أجد أن عندها بعضا من الحق أيضا .. أم أنك تستنكر أن تبادر هي بالحديث مع الرجل الذي تحبه ؟.. لو كانت رجلا لما استنكرت عليها ذلك !" حدجها أحمد بنظر جانبية ساخرة ثم قال " حان الأن موعد فقرة ( نون النسوة ) لبانة الخازن " عضت علي شفتها السفلي في غيظ وقالت "مازلت غليظا كما أنت " فرد عليها باستهزاء " ومازلتِ متفزلكة كما أنت " صمت قليلا ثم قال موضحا " لا أنكر أني غضبت في أول الأمر لكن حينما صدمت بمشاعرها نحو عمرو أشفقت عليها جدا.. بالإضافة لإنزعاجي من أمرين.. الأول .. ألمي من أنها لم تخبرني طيلة هذه السنين .. كنت أتخيل أن ما بيننا ليس مجرد علاقة عادية بين أخ وأخته .. وعلى الرغم من غيرتي الشديدة عليها إلا أني كنت أعد نفسي لليوم الذي ستخبرني فيه أنها عاشقة لرجل ما ".. صمت قليلا ثم استدرك بغيظ " حتى أذهب وأضربه طبعا " ابتسمت بانة ثم سألته" والأمر الآخر؟ " رد أحمد " الأمر الآخر أني محرج من عمرو جدا .. ولم أتوقع أن يأتي يوما يقام حاجز بيننا وأكون أمامه مكسور النفس .. أنت ربما عاصرت بعضا من أحداثنا .. الفتاة قلبت حال عمرو .. والأمر لم يكن أبدا مجرد علاقة على الانترنت .. كما أني أخشى على أروى من عمرو إن غضبه سيئ جدا .. وخاصة لو تعلق الأمر بكبرياؤه .. غضبه يكون باردا حادا كنصل سيف مسموم .. وإذا آذى أروى لن أرحمه وستكون القطيعة بيني وبينه للأبد " أدركت بانة ما يخشاه جيدا .. إنه يخشى أن يفقد صديقه . ردت بهدوء " بالنسبة للأمر الأول ربما خجلت أن تخبرك " حدجها بنظرة باردة وقال " ليس بيني وبين أروى هذا الخجل " ابتسمت لغروره ثم قالت " مهما وصلت علاقتكما سيظل هناك شعره رفيعة من الخجل من جانبها إنها فطرة الانثى " تأملها قليلا ثم أشاح بوجهه وهو يمط شفتيه بامتعاض فابتسمت للتعابير الصبيانية التي تعلو وجهه .. ما لاحظته أن أروى دوما تستفز وترا طفوليا بداخل أحمد . فأكملت تقول " بالنسبة للأمر الثاني .. أنت قلت أن فتاة الانترنت قلبت كيان عمرو وأنه فاجأكم ببعض الأمور الغريبة عن شخصيته بسبب هذا الموضوع .. فلماذا تفترض أنه سيؤذي أروى أنا لا أتخيل عمرو يفعل ذلك .. ليس بعد العلاقة التي تربط بينك وبينه .. وليس بعد العشرة الطويلة .. وليس بعد علاقته بأروى نفسها ومكانتها كإبنة الحاج سماحة لا أتوقع ذلك " قال عمرو مدافعا " أنا لا أقصد أنه سيفعل ذلك متعمدا .. أنا أخشى أن يعميه غضبه ويخل بتوازنه النفسي .. ومن ناحية أخرى لو تحكم بغضبه سيكون من أجل الاعتبارات التي قلتيها وهذا سيؤلمني عليه أن يكبت الأمر بداخله وسيبقى حاجزا نفسيا بيني وبينه.." اشفقت بانة عليه من هذا العبء النفسي فمسدت على ذراعه في حنان تقول " أنت تستبق الأحداث .. انتظر لنرى تابعات الموضوع ووقتها تفكر في حلول .. وأعتقد أن صنع أوضاعا مثالية في حياتنا أمرا صعبا لابد أن نتخلى آسفين عن جانبا مهما من أجل جانب آخر أهم .. هذه هي الحياة وعلينا أن نتقبلها " سرت الكهرباء في جسده من كفها الذي يمسد ذراعه من فوق السترة.. فسحب كفها وانحنى رأسه يقبل باطنه الطري الذي كان يستفزه يوما ما .. ثم قبله قبلة أخرى ثانية وثالثة .. همست بانة باسمه في اعتراض والقشعريرة والصهد يشعان من جسدها .. لكنه لم يلتفت لاعتراضها ووضع يدها على صدره يطبق عليه بكفه و تطلع أمامه شاردا . رن هاتفه فسحبت يدها بسرعه وقد اشتعلت وجنتيها . كان المتصل عمرو فضيق أحمد عينيه ثم رد .. جاءه صوت عمرو ثائرا " لماذا لا ترد أروى على اتصالاتي ؟.. ماذا فعلت بها؟ .. إياك أن تكون آذيتها سأقتلك " انفجر أحمد بعصبية وقال " ما شأنك أنت ماذا فعلت معها؟!! .. ولماذا تتصل بها أصلا ..؟؟!! " قال عمرو بغضب بارد " قلت لك لا تتدخل بيننا" هدر أحمد بصوت تردد صداه في الشارع الهادئ وعروق رقبته قد انتفخت بعصبية " هل أنت مجنون !!!!!.. أنظر يا عمرو أنا أحذرك أن تقترب أروى .. أروى خط أحمر " رد عليه عمرو ببرود صقيعي " لماذا تبالغ في حمايتها هي ليست طفلة .. إذهب الآن .. أروى تتصل .. سلام " اشتعل الغضب أكثر في وجه أحمد فقلقت عليه بانة وحاولت تهدئته .. سحبها من يدها فجأة يعبر بها الطريق .. وأوقفها عند بوابة الفيلا وتمتم بالوداع متجها إلى سيارته.. لحقت به في بسرعة تنادي عليه .. حين استدار إليها اقتربت منه ورفعت إليه رأسها وهي تسحب كفه الكبيرة بين كفيها فتفاجأ .. نظر لكفيها ثم طالع وجهها الذي لم يتخلص من أثار النوم بعد . قالت وهي تمسد كفه " لا تبالغ في حماية أروى ..قد يجرحها ذلك .. أروى أراها شجاعة حتى حين تخطئ .. لو أردت نصيحتي راقب أمرهم من بعيد واتركهما يتعاملان .. وتدخل عند اللحظة المناسبة " مط شفتيه في امتعاض ثم سحب كفه وركب السيارة ... ودعته وقلبها قلق من عصبيته المفرطة في التعامل مع الأمر .. *** أغلق عمرو الهاتف مع أحمد وقد إدعى أن أروى تتصل به وهذا لم يحدث .. أعاد الاتصال بها مجددا .. إنه يحاول منذ منتصف ليلة أمس بعد أن جاءه أحمد أن يتصل بها ولا ترد .. ويقلقه أن يكون أحمد قد فقد أعصابه وآذاها . في السابعة صباحا جاءه صوتها أخيرا غارقا في النوم فاغتاظ وهتف بحقد " أنت تنامين وأنا أظل طيلة الليل مستيقظا لأطمئن أن أحمد لم يفقد أعصابه معك !" ردت بصوت متحشرج من النوم والبكاء "أضطررت للجوء لحبة مهدئ " نغزه قلبه فقال بغضب " لماذا يا أروى .. لماذا أخبرتيه؟؟؟ " قالت بجدية " عليه أن يعرف ما فعلت تحسبا لأي تغير في علاقتكما " رد عليها عمرو باستنكار " هل أنت مجنونة ! .. هل تظنين أن هناك أمرا قد يغير علاقتي مع أخيك ! .. ثم الأمر بيني وبينك وهو خارج القصة أصلا " تمتمت " اتمنى ذلك " ردد عمرو بضيق " أخطأتِ يا أروى بإخباره .. هذه الأمور تمر ثقيلة على نفوس الرجال " ردت بعناد " لم أكن لأشعر بالراحة إلا إذا اخبرته .. برغم أنه غاضبا مني لكني اشعر أني رفعت هما كبيرا عن كاهلي .. المهم أن نتفق أنا وأنت أن ننهي هذه المسألة بالشكل الذي يرضيك " رد بكبرياء " هذا الأمر سأقرره أنا .. سلام" *** بعد قليل طالعت أروى المنظر المطل على الأفق البعيد من شرفتها في هذا الوقت المبكر من الصباح تحدق في اللاشئ ... كما أخبرت عمرو على الهاتف مهما أصبح الوضع سيئا .. لكن إخبارها لأحمد أزاح بعضاً من الحِمل عن كاهلها.. ويبقى الحِمل الأكبر .. إرضاء كبرياء عاقد الحاجبين ودفعه لأن يستمر في حياته ويستقر .. سرت رعشة خوف في جسدها من الآتي فمسدت ذراعيها تحاول شحن طاقتها الذاتية .. سمعت بباب الغرفة يفتح وصوت خطواته ميزتها.. دخل عليها أحمد ووقف بجانبها في الشرفة يطالعها في صمت ويديه في جيبه.. قلبه يتألم بسببها ألم عظيم .. لا تزال المفاجئة تعقد لسانه كلما استرجع الحقائق التي انفجرت في وجهه منذ ساعات.. رفعت وجهاً يحمل بقايا دموع صامتة وقالت بمسكنة " هل ممكن أن تعطيني سيجارة؟ " تحرك بوجه واجم وأخرج علبة السجائر من جيب سترته الداخلي واعطاها واحدة .. فأخذتها بلهفة ثم أنحنى يشعلها لها .. سحبت نفسا في اشتياق واخرجته من فمها .. فلاح شبح ابتسامة على وجهه وهو يفكر في أنها تدخنها كهاوية .. تسحب الدخان وتنفسه من فمها وليس من أنفها وكأنها تلعب بالدخان .. أو ترتاح لرؤيته يخرج من فمها .. وكأنها الهموم السوداء تنفسها خارج صدرها ... سألته بصوت يبدو مجهداً من كثرة البكاء " هل عدت للتدخين؟! .. كنتَ قد أقلعت لسنوات إلا في المناسبات " رد عليها وهو يسحب كرسياً ويجلس بجوارها "عدت إليه أسوأ من ذي قبل منذ اختفاء بانة .. لكني أنوي الاقلاع مجددا إن شاء الله ". طالعت دخان السيجارة في هيام كعادتها ثم قالت بمزاح " حسنا .. كما أفعل دائما أبحث عن شيئا ايجابيا في أسوأ المواقف .. فالشئ الإيجابي هنا أنك اشفقت عليّ ومنحتني سيجارة أخيرا " . اشتد الألم في قلبه فمد ذراعه حول كتفيها وسحبها نحوه فمالت برأسها تدفنها في صدره وأجهشت بالبكاء مجددا .. بينما هو يطبع قبلة مواسية طويلة متألمة على رأسها. رفعت أليه وجهها الباكي تغمغم "أنا آسفة " فشملها بنظرة حانية " بل أنا من عليه أن يتأسف .. المفاجئة أفقدتني أعصابي " ثم رفع خصله ناعمة من شعرها الاسود وقال معاتبا " ولكني مازلت متألما وأشعر بخيانتك لأنك لم تخبريني بمشاعرك من قبل " كسى الاحمرار والخجل وجهها ودفنت رأسها في صدره مجددا فابتسم ابتسامة دافئة من خجلها . سحب السيجارة من يدها وسحب منها نفسا هو الآخر ثم قال ساخراً يشاكسها " حتى الآن لا اصدق .. عم أمين الآلي !!!!! .. لا حول ولا قوة الا بالله .. ما هذا المزاج المقرف ! " رفعت إليه وجها يحمل شبح ابتسامة وقالت "أخبرتك من قبل الحب قدر.. ونحن لا نختار من نحب " شدد من ذراعه حولها كتفيها وحدق في عينيها وهو يقول بجدية " حسنا يا أروى سماحة.. مضطر آسفاً أن اعترف لك.. أن ذوقك في الرجال فوق الممتاز" إنفجرت مرة أخرى في البكاء ودفنت وجهها مجددا في صدره فتمتم وهو يمسد على شعرها "لو أخبرتيني قبل أن يتعقد الأمر لأتيت لك بهذا الجلف مكبلا تحت قدميك " انتفضت تتحرر من ذراعه وتقول بهلع "لا يا أحمد إياك .. إياك أن تفعلها .. لن أتحمل نظرة شفقة واحدة منه نحوي .. ولن أتحمل أن يجاملك في أنا.. أقسم بالله سأموت حينها " .. ثم دفنت وجهها مجدد في صدره تبكي بحرقة فتألم قلبه واحترق عليها .. وهو يتساءل في سره ما شكل هذا الحب الذي يستمر كل هذه السنوات يحرق قلبك في صمت يا أروى ويجعلك مستعدة لكل هذه التضحيات ؟. بعد قليل بعد أن هدأ نشيجها تمتم بغيظ "عموما هناك شيئا آخر إيجابيا في هذا الموقف المأساوي" فرفعت له رأسها في ترقب فقال " أني أخيرا علمت هوية هذا الذي خطف قلبك والذي سأتلذذ بكل متعة في تعذيبه من الآن فصاعدا " *** يتبع | ||||||
01-07-18, 01:23 AM | #666 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 4 هتف وائل بدهشة " أروى سماحة !" قال عمرو بهدوء " إثبت ستجرح نفسك " كان عمرو يمسك بميكنة الحلاقة الآلية ويقوم بحلق شعر وائل الذي خف وسقط أغلبه بسبب جلسات الكيماوي . تمتم وائل باندهاش حقيقي " مفاجئة فعلا ! " رد عليه بسخرية باردة " سأتركك مع المفاجئة وأثبت قليلا لننتهي من حلق رأسك .. بعدها سأكمل لك " بعد قليل كان عمرو قد فرغ من حلاقة رأس وائل تماما ولحيته وناوله مرآة صغيرة ليرى هيئته فأبعد الأخير المرآة يقول " لا أريد أن أرى شيئا خبرني عن الموضوع كله " بعد أن اخبره عمرو بكل شيئ وهو يستند للحائط مطأطأ الرأس سأله وائل في هدوء " وأنت كيف ترى الأمر ؟" رد عمرو بحيرة " أنا مرتبك جدا ولا أنام من التفكير.. هناك أمورا لازلت لا أستوعبها " سأله مجدداً " هل لازلت تشعر بالإهانة مما حدث؟" أطرق يفكر ثم قال " في البداية كدت أُجن .. بعد ذلك هدأت قليلا.. وخاصة أني ألتمس الصدق منها .. لكن هذا لا يعني أني تقبلت الأمر تماما مازلت أشعر بعدم راحة مما حدث " تأمله وائل قليلا ثم قال " خبرني عن رأيك في أروى سماحة " إحمرت أذني عمرو وغمغم "لا أعرف ماذا أقول في وصفها .. أنا لا أجيد التعبيرعما بداخلي .. خاصة وأن هناك أمورا غير مفهومة بشأنها" أصر وائل " حاول أن تصف كيف تراها كإمرأة" صمت عمرو قليلا يفكر ثم قال " إنها .. إنها ملكة نساء الدنيا كلها ".. ابتسم وائل في سعادة .. فحدجه عمرو بنظرة جليدية وسأل في إحراج " لماذا تبتسم ! " رد وائل بحاجبين يلعبان " سعيد " .. أطرق عمرو أرضا مجددا فسأله وائل " مادمت تراها هكذا وتحمر أذنيك على سيرتها .. لماذا لم تفكر فيها يوما كزوجة .. هل بسبب حالتها الصحية ؟" رد عمرو بسرعة " لا دخل لحالتها الصحية بالموضوع إطلاقا ...بالعكس أنا قلبي يؤلمني على حالها وهذا ربما ما يجعلني أتعمد الحفاظ على مسافة بيننا.. لأني .. لأني لا أعرف كيف أخفف عنها .. ولا أريدها أن تشعر أني أشفق عليها.. إنها أكبر من أن يشفق عليها من أحد .. و ... و أخشى إذا ما اقتربت أن أؤلمها ولو بنظرة عين .. فأنا كما تعرف قد اتصرف بدون لباقة أحيانا" سكت قليلا يحدق في الفراغ وكأنه يستحضر مشاعره ليوصفها ثم أضاف وهو يمرر أصابعه في شعره الاسود " هذا بالإضافة لأنها .. نجمة عالية في السماء .. يمنعني كبريائي من النظر إليها" ضيق وائل عينيه وسأل في هدوء "لماذا؟" رد بانفعال " لأنني حتما سأكون في أخر الصف فلما أجرح كبريائي بالمحاولة أصلا " ضيق وائل عينيه وقال بعدم فهم " عمرو ما أنا متأكد منه أنك شخص شديد الثقة بنفسه .. فكيف ترى أنك ستكون بآخر الصف !!!" أطرق عمرو برأسه مجددا بحرج وتمتم " معها يكون الأمر مختلفا .. إنها .. إنها شخص استثنائي" نظر إليه وائل بذهول ثم قال " لا أصدق .. ربما تمنيت أنا قديما أن تجتمعا سويا .. لكني لم اتوقع أبدا أن تحبس بداخلك كل هذه المشاعر تجاهها .. أنا متفاجئ فعلا " تمتم ببعض الحرج " لم أدرك الصورة كاملة إلا بعد ما أكتشفت أنها ميمين " ابتسم وائل وقال " لكن يبدو أن (ملكة نساء الدنيا كلها ) قامت باختيارك من بين كل الشباب فلما لا تلبي نداءها " رد عمرو بحزن " ماذا لو كنت واهما.. وأن مافهمته من جانبها في آخر لقاء كان جهلا مني في فهم مشاعرها .. أنا لا أفهم في هذه الأمور .. سيتحطم كبريائي وقتها يا وائل .. يكفني الصدمة التي تلقيتها على يديها " صمت عمرو قليلا ثم سأل وائل " وأنت كيف ترى الأمر ؟ " رد وائل بجدية " أنا أعتقد أنها تحمل لك شعوراً خاصا .. لا أظن أبدا أن أروى ستفعل كل ذلك لمدة عامين من أجل أن تتحدث معك كشخص عادي من الممكن إستبدالك بأي شخص آخر .. وحجتها بأنها تريد أن تتحرر وتنطلق في الحوار غير منطقية الا اذا كان هناك شعورا خفيا تريد أن تداريه .. لو كان الأمر مجرد حوار دون شعور كانت ستتحدث معك بشخصيتها الحقيقية كأي صديق عادي دون أن تخاف المجاملات .. الخوف يحضر حين يكون لدنيا مشاعر .. أنا أرى أن تسألها مباشرة " أطرق عمرو أرضا وقال " لا أعلم يا وائل .. وتدخل أحمد في الموضوع عقد الأمر وأربكه أكتر " رد وائل " أعتقد أن أي أنثى تحتاج أن تشعر بأن رَجُلها يتحمل الصعاب من أجلها " هتف عمرو بمرارة " هذا لو كانت تراني رجلها فعلا .. إن استشعرت أن هناك ولو فرصة ضعيفة معها مستعد لأفعل المستحيل من أجلها " تأمله وائل واتسعت ابتسامته فأطرق عمرو رأسه واحمرت أذنيه ووجهه كله . *** رفعت أروى الهاتف على أذنها وقد أستعادت بعضا من طاقتها وردت "نعم يا عروس " ابتسمت بانة وقالت بتعاطف " كيف حالك يا أروى ؟ .. كنت أريد أن أزورك .. لكني آثرت سؤالك أولا .. لأرى إذا كنت مستعدة لإستقبال زوار " ابتسمت أروى بمحبة وقالت ساخرة" أحمد أخبرك بمغامراتي أليس كذلك؟ " أسرعت بانة بالتبرير " الحقيقة كان مصدوما فلم يستطع كتمان الأمر فاضطر أن يحكي " ردت بهدوء " لا بأس أعتقد أن وجودك بجانبه ساعده على التكيف سريعا مع الأمر " سألت بانة " هل أمر عليك ؟" ردت أروى بجدية " لم أتوازن بعد يا بانة.. وأشعر بالحرج في مواجهة من يعرف بالأمر.. فامنحيني مزيدا من الوقت .. أرجو ألا تغضبي مني " اسرعت بانة بالقول " لا لا أنا أتفهم جيدا لهذا اتصلت بك أسالك أولا " صمتت قليلا ثم أضافك " أروى هل أخبرك بشئ؟ .. أنت شجاعة ..وأنا احترمك جدا .. ولا أرى عيبا فيما فعلت .. لو كنت مكانك وبظروفك لكنت فعلت نفس الشيء مع من أحب " . ابتسمت أروى بتأثر ثم غيرت الموضوع لتقول "حسنا يا عروس كيف هي الأمور ؟" تنهدت بانة و قالت " مشاعري مختلطة ما بين ترقب ولهفة لأن أعود لحي سماحة خوفي من عقبات علاقتي بأحمد .. وخوفي أن أؤلمه .. واحراجي من بيت غنيم ليس ذنبهم أن يعدوني لعريسي ويتكفلوا ببعض النفقات الخاصة بزواجي .. فذلك يجرح كرامتي.. وأشعر أني أصبحت فظة وأنا أكرر رفضي لكثير من كرمهم .. بالاضافة لتحرجي موضوع كامل .." قاطعتها أروى تستفهم " إبنهم الذي قلتي لي أنه يريدك للزواج ؟" ردت بانة " أجل أنا حقا محرجة من الأسرة كلها ومن أسرتك ومن أحمد ومن كل شيئ.. ومرتعبة من هذه الخطوة .. هذا بالاضافة لعدد لا نهائي من الكوابيس في نومي .. عن أهلي أراهم غاضبون مني " تنهدت أروى وقالت بتعاطف " بالنسبة لمخاوفك فكلها في محلها.. لكن عليك تقبل الأمر برمته.. حتى إحراجك مما يحدث معك لماذا تأخذينه على كرامتك ؟ .. لماذا لا تستقبليه كهدية وتدبير من الله لك " ردت بانة بألم" صدقيني يا أروى أنا ممتنة لرب العالمين .. وأقارن وضعي من أربع أعوام و وضعي الآن أرى اختلافا كبيرا وفضلا أكبر .. لكني مجروحة ولا اشعر بفخر العروس " ردت أروى بتعاطف " أفهم شعورك ولا أرى مخرجا سوى تقبل الواقع .. والتضحية بكرامتك قليلا حتى تستمر الحياة .. واتمنى يوما ما تستطيعين رد ما تشعرين أنه فضائل عليك .. أما موضوع الكوابيس .. فأعتقد أنها ترجمة لإحساسك بالذنب .. وأخشى أن يتضخم هذا الاحساس مع الوقت ويصبح عقبة أمام تقدمك للأمام ". تمتمت بانة في حيرة " لا أعرف يا أروى أتمنى أن تسير الأمور بلطف على نفسيتي " ردت أروى بدفء " إن شاء الله يا حبيبتي لا تقلقي ... أنا أترقب اليوم الذي ستعودين فيه للبيت" ردت بانة بحبور " وأنا أيضا يا أروى " ثم قالت بمرح " أستعدي لأن أرسل لك سيلا من الصور على هاتفك من الفساتين المرشحة من قبل الخالة سوسو ليوم عقد القران .. فساعديني في إجتياز هذه المهمة الصعبة " يتبع | ||||||
01-07-18, 01:46 AM | #667 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 5 بعد يومين : دخل عمرو بوابة بيت سماحة بتعجل .. يرتدي حلة رسمية تبرز قوامه العضلي النحيف ورابطة عنق يفكها وهو يصعد السلم نحو شقة بيت سماحة. .. رن الجرس وهو يدعو ألا يكون أحمد موجودا .. رغبة حارقة بداخله تدفعه لأن يذهب إليها ويرى رد فعلها وهو يرتدي الحلة ويستعد لزيارة أهل الفتاة التي رشحتها أمه للزواج . هل هي رغبة مازالت مستعرة بداخله للانتقام ؟.. أم هو التشفي ؟.. أم البحث عن أجوبة لأستفهامات ملحة بداخله ؟ فتحت إلهام الباب تقابله ببشاشتها وهي تقول "بسم الله ما شاء الله ما هذه الاناقة ؟" رد بهدوء "أنا ذاهب لزيارة عروس" هتفت بمحبة " ماشاء الله .. ربي يسعدك يا بني " ابتسم لها في إرتباك فقالت وكأنها تذكرت شيئا "أحمد ليس هنا.. كان يتحدث مع بانة على الهاتف منذ قليل وخرج " قال عمرو وهو يبحث بعينيه عنها " خسارة كنت أريده أن يعقد لي رابطة العنق .. عادة ما أفشل في عقدها جيدا " ضحكت إلهام وقالت " أنا للأسف لا اضبطها أيضا .. إنتظر لأنادي أروى " إنتظر بأعصاب تحترق بضع دقائق قبل أن تطل على كرسيها عليها اسدال الصلاة وذلك الجورب القصير الذي يستفزه .. ويكسو وجهها الجدية . طالعته بالحلة الرائعة التي تزيد من بهاء حضوره فارتج قلبها بعنف ... وهي تسأل نفسها هل عليها أن تبتهج لرؤيته أم تتألم لما جاء من أجله . حين أخبرتها والدتها لماذا حضر أدركت أنه مازال يعاني من جرح كرامته وأنه جاء لينتقم . لم يدري أنها ستفرح له اذا ما استقر .. ستفرح له حين يتزوج ويجد فتاة تسعده .. ستفرح له اذا نسي ما فعلت وينتبه لحياته.. ستفرح حتما حتى لو كانت تحترق داخليا كما تشعر الآن .. حتى لو نزف قلبها وهو يقتلها بسكين بارد .. حاولت إخفاء عذابها تحت القناع الجليدي تجيده واقتربت تقول بصوت جاهدت ليخرج عاديا "مرحبا عمرو.. أمي تقول أنك تحتاج للمساعدة إقترب أنا ماهرة في عقدها " طالعها مرتبك بقلب يرتجف.. فقد خيل إليه أن ملامحها متجمدة من الألم .. شعر بالندم لوهلة لاندفاعه ورعونة بمجيئه بهذا الشكل .. لكن بسبب كبرياؤه اللعين لم يجد مفرا من الاستمرار فيما جاء من أجله . إنحى أمامها على ركبتيه معقود اللسان .. مبهوتا بعظمة حضورها الملوكي وهو يطالعها من هذه المسافة القريبة ... مدت يدها في صمت تعدل الرابطة حول عنقه ثم تعقدها .. وتعدل من ياقة قميصه بجفون مسبلة .. تقاوم النظر إليه .. تأمل تفاصيلها في إنبهار .. رائحتها المسكرة التي خدرت أعصابه .. ورطبت مساحات قاحلة بوجدانه .. تدغدغ رجولته . أنفها الجميل وجفنيها الواسعين .. كانا رائعين من هذا القرب .. أما شفتيها الممتلئتين ويديها اللتان تلمسانه فقد أشعلا حمما سائلة في شرايينه لم يختبرها من قبل .. فتسارعت أنفاسه وهو يلجم رغبات انفجرت بداخله فجأة دون سابق انذار .. بينما قلبه كان على وشك أن يحطم ضلوعه ليقفز في حجرها . حين انتهت تمتمت بصوت مرتجف " من أين هذا الغبار الذي على كتفك ؟!!.. " امسكت بطرف كمها ومسحت على كتفه بتركيز بينما هو يتجول في وجهها .. حين انتبه لما تفعله وللقشعريرة الخطرة التي سرت في جسده .. استقام بسرعة يلملم شتات نفسه يحدق فيها في خرس . رفعت إليه عينيها تقول في جدية بصوتها الرخيم " حين تجلس مع الناس فك حاجبيك قليلا .. حتى لا تتهم بالعبوس .. وراقب حركة ساقك فأحيانا تهزها باستمرار حين تكون متوترا .." صمتت قليلا ثم أضافت بنفس الهدوء " حاول أن تتناقش مع الفتاة بدون أسئلة مباشرة .. ستكون فظا .. وفي الوقت نفسه قد تتلقى إجابات مستهلكة " استمر في التحديق فيها بنفس الصمت.. وحين لم يرد بشئ تصنعت ابتسامة ضعيفة ثم حركت الكرسي نحو غرفتها وهي تقول "بالتوفيق باذن الله .. بعد إذنك" شيعها بناظريه حتى اختفت وهو ينهت من سعار مشاعره .. ثم تحرك ببطء مطأطأ الرأس وخرج.. بمجرد ان اجتازت عتبة غرفتها أغلقت بابها جيدا ثم رفعت يدها تمسح عبرة صامتة خانت كبريائها ونزلت .. و تحسست كفيها اللذين لمساه منذ دقائق.. تمتمت لنفسها بابتسامة مرتعشة " ابتهجي يا فتاة هذا ما أردتيه .. فلا تكوني جشعة " .. *** في نفس الوقت كان أحمد بشقته يتحدث مع بانة في الهاتف مسترخي الأعصاب يستند على سور الشرفة .. عندما لمح عمرو يخرج من بوابة بيتهم .. فجحظت عينيه في قلق .. وأسرع بأنهاء المكالمة ثم صعد نحو شقة عائلته في تحفز يسأل أمه عما إذا كان عمرو جاء منذ قليل .. فأخبرته بما حدث. استشاط غضبا وحاول الإطمئنان على أروى التي طمئنته لكنها رفضت دخوله وهي تطلب منه بعض الوقت بمفردها . انطلق كالسهم خارجا من الشقة يبحث عن عمرو في غضب مشتعل .. في الشارع اسند عمرو رأسه على الحائط بجوار بوابة بيت سماحة يلملم شتات نفسه واعصابه .. ما كان يخشاه طيلة عمره قد حدث .. كان يتحاشى النظر للنجمة العالية متعمدا حتى لا يقع في سحر بريقها اللامع وها قد وقع ما كان يخشاه وأنتهى أمره .. عليه أن يعترف بذلك .. لقد أنتهى أمره .. فليودع ذلك الكبرياء الذي إحتمى به كثيرا . اندفع أحمد من البوابة فوجده مازال واقفا في الشارع .. فهجم عليه في غضب وهو يهدر " ماذا كنت تفعل عندنا ؟؟؟؟؟" اجفل عمرو للحظة لكنه رد بجرأة " كنت أتحدث مع أروى " استشاط أحمد أكثر وهو يدفعه بعنف نحو الحائط ثم أمسك بتلابيبه وهو يقول من بين أسنانه " قلت لك أروى خط أحمر .. ألا تفهم .. إن كنت غاضبا مما حدث خذ حقك مني أنا " .. ثم ابتعد عنه وفرد ذراعيه يقول " ها أنا ذا أمامك خذ حقك حتى ترضى " صاح عمرو بغضب مقابل " لا تتدخل بيني وبينها" هجم عليه أحمد من جديد يقول " هل أنت مجنون!!!.. هل فقدت عقلك يا عمرو !!! " دفعه عمرو بعيدا عنه بعنف وهو يقول بغضب بارد " قلت لك أن الموضوع بيني وبينها فاتركنا نسويه أنا وهي " انتفخت عروق أحمد في جنون وهجم عليه فأوقعه أرضا وركب فوقه بينما عمرو يمسك بساعدي أحمد يمنعه من أن يسدد له أي ضربات .. وكلامهما يحدق في عين الآخر بعروق منتفخة بتحدي يرغب في صرع صاحبه . هدر صوت سيد بحزم وهو يخرج من المقهى بسرعة بعد أن أخبره طأطأ " ماذا يحدث معكما .. توقفا حالا .. قلت توقفا فورا " جذب أحمد ليقف على قدميه ثم صاح في الناس الذين تجمعوا فورا حول المشهد أغلبهم من رواد المقهى .. ليعود كلا منهم لمكانه مرعوبا . سأل سيد الاثنين المتحفزين أمامه "ماذا يحدث؟".. لم يرد عليه أحدا وهما مازالا يحدقان في بعضهما بغضب وتحدي .. رفع أحمد سبابته مهدداَ " أمامك حل من اثنين إما أن تأخذ حقك مني أنا بالطريقة التي تريدها .. أو تخرس وتنسى الأمر .. غير ذلك والله مستعد أن أخسرك لو اضطررت لذلك .. إلا أروى " قال سيد باستغراب " ما بها أروى ؟!!!!" قال عمرو بغيظ موجها الكلام لأحمد " لماذا تبالغ في حمايتها .. هي لا تحتاج لتلك الحماية أنها قادرة على التعامل بكل شجاعة ونضج .. بل لماذا تحميها أصلا وتمنعها من التعامل مع الموقف إن كان الموضوع عاديا كما تدعي هي " ثم ضيق عينيه في شك يقول " إلا إذا كان هناك أمرا لا أعلمه يجعلك ترفض احتكاكها بي " رد أحمد من بين أسنانه " أنت تعمدت تظهر أمامها قبل ذهابك لزيارة العروس .. أي أخلاق لديك ! .. هل تتشفى فيها " جحظت عينا عمرو وشعر أنه قد أقترب مما يريد أن يعرفه فقال بسرعة " وماذا إن رأتني قبل ذهابي مباشرة .. وما دخل أخلاقي في الأمر !! .. أخبرني أنت إن كنت تعرف شيئا لا أعرفه " راوغ أحمد يقول مهاجما " أنت الذي عليك أنت تبرر سبب زيارتك في هذا التوقيت بالذات بهذه الحجة التي أنا وأنت نعرف جيدا أنها كاذبة " هدر سيد بعنف وقلة صبر " سألت ما بها أروى ؟؟!!!" رد عمرو بسرعة " لا شأن لك بها " قال أحمد وهو يحدق في عيني عمرو بتحدي "أروى سماحة هي المرأة التي كانت تتحدث مع عمرو على الانترنت.. كانت متخفية بحساب قديم لها على الفيسبوك.. وأكتشفنا ذلك مؤخرا .. هل إرتحت الآن يا عمرو؟ .. سأخبر وائل أيضا .. هل هذه الفضيحة كافية وترد إعتبارك ؟" شحب وجه سيد وحدق فيهما بذهول يستوعب الأمر بينما هجم عمرو على أحمد مجددا يقول "لماذا أخبرته .. لماذا ؟؟؟" اعتصر الحزن قلب سيد وآلمه الاحساس بالذنب لكنه نفض عنه الذهول وتحرك يفض اشتباك صاحبيه من جديد بحزم ووقف بينهما يقول بحزن " وجعي عليك يا أروى لو لم أكن خسيسا .. لكنت اهتممت بك ولما احتجت أبدا لشغل فراغك بأحاديث على الفيسبوك " حدق عمرو فيه بذهول بينما قال أحمد محذرا "أحفظ لسانك يا سيد .. ليست أروى سماحة من تتدلل على الزواج وأنت تعلم ذلك جيدا " رد سيد بألم حقيقي " لم أقصد أي معنى سيئ .. هي غالية عندي جدا وكان من واجبي أن .... " قطع سيد كلامه عندما تلقي ركله مفاجئة من قدم عمرو في صدره أرجعته للخلف يصطدم بالحائط مذهولا من المفاجئة .. أنزل عمرو ساقه أرضا وهجم عليه يضغط بساعده على رقبته بقوة ويصيح في جنون " إياك أن تعيد هذا الكلام مرة أخرى .. ليست أروى سماحة من تحتاجك لتمارس دور الشهامة " رد سيد مدافعا بصوت مختنق " لم أقصد هذا المعنى أقسم بالله .. أحمد يفهم ما أقصد جيدا .. أروى هي .." ضغط عمرو بساعده أكثر فبتر سيد عبارته يحدق فيه بذهول من عنفه الغير مبرر بينما عمرو يصيح فيه بغضب " لا تتحدث عنها مجددا .. لا تنطق باسمها .. ليس لك شأن معها لا من قريب ولا من بعيد .. وإلا ستلقى مني مالا يرضيك " حرك سيد عينيه الذاهلتين بعيدا عنه يطلب تدخل أحمد الذي يقف متخصرا يراقب المشهد في ذهول هو الأخر .. نفض أحمد عنه الذهول وقد استشعر أن سيد يكاد يختنق ويمتنع عن المقاومة حتى لا يؤذي عمرو الذي يشتعل في غضب مخيف في حالة نادرا ما تحدث له . طوق أحمد ذراعيه حوله من الخلف وحين لم يستجيب سحبه بعنف بعيدا عن سيد الذي أخذ يسعل ويتنفس بقوة . أدرك أحمد أن عمرو ليس في حالة عصبية سليمة فآثر عدم تطور الأمر فدفعه بعنف قليلا يقول "هيا إذهب لموعدك وسنتحدث لاحقا .. هيا ستتأخر على الناس ألم يكن موعدك في السابعة .. الساعة الثامنة الآن يا غبي " كان عمرو مازال يحدق في سيد بتهديد لكنه ما أن سمع ما قاله أحمد حتى استدار نحوه يقول بعصبية وهو يخلع سرته ويرميها أرضا ثم رابطة عنقه " لن أذهب إلى أي مكان " حدقا فيه كلاهما باندهاش بينما تحرك هو نحو سيد مرة أخرى وكأنه لم ينتهي منه بعد وأكمل "من الآن فصاعدا .. لا مزيد من اللزوجة مع أروى .. ولا التباسط في الحديث " نظر سيد بعينين متسعة لأحمد وهو يشير لنفسه ويردد بهمس "أنا .. لزج !!!!!" ضيق أحمد عينيه و تخصر يراقب المشهد بذهول ومحاولة للاستيعاب .. بينما كشر سيد وقال مدافعا " أنا أدللها مثل أختي" جحظت عينا سيد وانكمش في الحائط بجسده الضخم حين اقترب عمرو منه يصيح في وجهه بغضب مستعر " هل تتحدث العربية يا سيد ؟؟؟.. قلت لا شأنك لك بها .. ولا مزيد من الهدايا .. ولا مزيد من الشكولاتة .. ولا مزيد من دبابيس الشعر" اتسعت عينا سيد وردد باندهاش " دبابيس شعر!!!!!" رن هاتف عمرو بإلحاح فأخرجه من جيبه ورد بعبوس " السلام عليكم ... أنا أسف .. أنا أسف لن أستطيع الحضور الليلة .. حدث ظرف طارئ ولم أجد فرصة للاعتذار .. انا أسف .. أنا أسف " تحرك أحمد نحو سيد يمسكه من ياقة قميصه ويسأل في نبرة خطرة " هل تهدي أختي دبابيس شعر ؟؟!!!!! " انكمش سيد في ذهول وقال بسرعة " لم أفعل أقسم بالله .. صاحبك قد جُن " اغمض عمرو عينيه في استياء فعلى ما يبدو الطرف الآخر قد أغلق الخط في وجهه . فسأله سيد ببطء وكأنه يستجوب مجنونا في عنبر الخطرين " أنا .. أهديت أروى .. دبايس شعر؟!!!!" زمجر عمرو في جنون و اقترب منه أكثر فانكمش سيد للخلف أكثر وهو يطالع حالة صاحبه الخطرة بتوجس ويسمعه يرد من بين أسنانه " أنا لست أهلوس " أومأ سيد برأسه بموافقة يتحاشى اشعال جنونه أكثر . رن هاتف عمرو مرة أخرى فرد بعصبية بينما تبادل سيد النظرات المتوجسه مع أحمد وهما يسمعان عمرو يقول " نعم يا أمي .. أجل أعتذرت عن الموعد .. غيرت رأيي .. لماذا البكاء يا أمي .. لا حول ولا قوة إلا بالله !.. حسنا أنا قادم إليك حالا فكفي عن البكاء .. سلام " تراجع عمرو يستعد للمغادرة وهو يلتقط ملابسه من على الأرض ويشير بتهديد لصاحبيه اللذان يحدقان فيه " أنت التزم بما قلته بشأن أروى بالحرف وإلا سأوذيك و ستخسرني للأبد .. وأنت لنا حديث آخر لأرى ماذا تخبئ عني " ثم تحرك مغادرا في عجلة . عم فترة من الصمت يحدقان في عمرو الذي يبتعد حتى دخل العمارة التي يقن فيها ثم قال سيد بنفس الذهول " لا أصدق ما يحدث .. عمرو يحب أروى !!!" نظر إليه أحمد باندهاش وقال " ما الذي تهذيه ؟! .. إنه ينتقم بغباء كعادته " استدار إليه سيد يقول بحماس " أنت غبي وستظل جاهل في فهم مشاعر الأخرين .. ما حدث منذ قليل كان جنون الغيرة .. يغار عليها .. إنه يحفظ تفاصيل علاقتي بها وكل ما أزعجه مني .. لا أصدق أن عم أمين الآلي عاشق .. ولمن! .. لأميرة البنات !" تطلع إليه أحمد بعدم تصديق وقال باستهجان "أنت أصبحت تتقمص دور الموسيقار وتفسر كل الأمور برومانسية .. عموما لن أسمح له بالإقتراب من أروى .. سلام يا سيد كازانوفا " تحرك أحمد للداخل وأغلق البوابة في عنف بينما تمتم سيد " لا أصدق فعلا .. عمرو عاشق .. إنه أغرب من خبر رامز الذي أصبح بانة " ثم صفق بيديه في فرح وهو يردد " حبيبي يا عم أمين " *** خرجت أروى من غرفتها حين سمعت صوت أحمد تسأله بقلق " هل كنت تتشاجر مع عمرو في الشارع " رد أحمد بامتعاض " أجل وسأقطع رأسه إذا اقترب منك مجددا " قالت بتأثر " ترفق به يا أحمد أرجوك إنه لم يستعيد توازنه بعد " رد بسخرية " أي توازن.. لقد جن الفتى وسنسلمه لمستشفى المجاذيب قريبا .. قضيت عليه يا بنت سماحة " أطرقت أروى في حزن فشعر بالندم من اندفاعه فسأل مغيرا للموضوع " هل أهداك سيد دبابيس شعر من قبل ؟" نظرت إليه باندهاش وقالت " لا لم يحدث .. لا اذكر شئيا كهذا " تمتم أحمد بشفقة " كنت متأكد .. لقد ذهب عقل عمرو.. وانتهى أمره " ثم زفر في حزن وتركها ينزل لشقته ... بينما أروى تحدق فيه باندهاش . رن هاتفها فتحركت نحو غرفتها والتقطت الهاتف لترد على عمرو بترقب فبادرها بالقول بعصبية " وأنت .. إياك ولبس هذا الجورب القصير المستفز خارج البيت أو في وجود أغراب ..إياك .. أنا لن أضمن رد فعلي بعد الآن " جحظت عينيها في اندهاش ثم قالت ببرود " وما دخلك أنت ماذا ألبس !!!!!!" رد بجنون " دخلي الكثير .. سنتحدث فيه لاحقا حين أراك .. احذرك مرة أخرى يا أروى إياك وهذا الجورب القصير.. سلام " أجفلت من إغلاقه للخط فجأة وتسمرت تحدق في الهاتف . يتبع | ||||||
01-07-18, 02:09 AM | #669 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 6 بعد أيام : ردت بانة على الهاتف فبادرها أحمد بالقول "صباح الخير يا بون بون " ابتسمت بخجل وتمتمت برد الصباح .. في كل ليلة تقضيها مع الأفكار أو الكوابيس .. يشرق عليها الصباح وهي مرتعبة من القرار الذي اقتربت من تنفيذه حتى يأتي صوت أحمد صباحا ليطمئنها مجددا ألا تقلق . قال بسخرية " أطمئن فقط على اخبار الكوابيس والأرق " ردت بمزاح " مستمرون صامدون قلقون متكوبسون " سألها بهدوء " هل تريدين التراجع ؟" ردت بمشاكسة " وهل لو قررت التراجع ستوافق؟" رد ببرود " بالطبع لا .. أنا فقط أوهمك بأنك صاحبة القرار " رنت ضحكتها فتراقص قلبه في صدره.. ثم سمعها تقول بهمس " عموما أنا أتغلب على مخاوفي بطريقتك السحرية استحضر حقيقة وجودك فتخف مخاوفي" صمت قليلا ثم قال " بانة لماذا أنت شريرة هكذا؟" هتفت باستغراب " أنا !! " رد بغيظ " أجل أنت .. تتعمدين قول الكلام الذي يدغدغ رجولتي في الهاتف .. وحين أراك تتخشبين مثل العسكري أثناء الخدمة " ضيقت عينيها وردت باستنكار " أنا عسكري يا أحمد !! .. أنا فقط أرتبك وأخجل حين أراك " ردد بهمس حار " جبانة " التهبت وجنتيها من نبرته الحارة فقالت مغيرة للموضوع " ما زال عمرو لم يتصل بك بعد ؟ " زفر في حزن وأختفت لهجته المازحة ليقول باقتضاب " لا " قالت بلهجة متعاطفة " فلتبادر أنت بالإتصال به " رد بعند " لا .. " حاولت إقناعه " لا أعتقد ان بينكم هذه الأمور .. من عليه أن يبدأ " رد بنبرة مختنقة بالحزن " هذه المرة مختلفة يا بانة .. للأسف .. الأمر يتعلق بأروى .. ولن أستطيع التنازل في هذا الأمر .. لهذا أنا دائما ضد فكرة المصاهرة مع أصحابي .. لأن العلاقات العاطفية غير مضمونة قد تؤثر على صداقة عمرها ثلاثين عاما .. " قالت بثقة " لا أتوقع ابدا أن هناك شيئا قد يفرقكم يا أحمد .. أنتم تخطيتم الكثير حتى وصلتم لهذه العلاقة النادرة بينكم .. فلا أتوقع أن تهون الأمور بسهولة بينكم .. حتى لو دخلت فيها علاقة مصاهرة كما تقول وفشلت لا قدر الله .. أنا واثقة أنكم أنضج من تخلطوا بين العلاقتين " قال بهدوء " الأمر لن يتعلق وقتها بالنضوج يا بانة .. سيتعلق بقلوب متألمة مكسورة " رددت بتشجيع " لا تقلق .. وتفاءل بالخير " قال فجأة بلهجة استعراضية منهيا المكالمة " حسنا يا بانة الخازن ألقاك بعد ساعات قليلة .. في المحكمة لتوقعي قسيمة زواجك مني وتدخلي التاريخ من اوسع الأبواب " أنهت المكالمة والابتسامة تعلو وجهها على الرغم من رعبها من هذه الخطوة .. تحركت تخرج من باب الفيلا في هذا الوقت من الصباح متجهة للمطعم .. بعد أن علمت من الخادمة الأفريقية أن العم غنيم هناك .. بالطبع لم تسأل عن كامل لأنها تعلم أنه قد سافر مع اصدقاءه في رحلة لأحد المنتجعات السياحية متنجنبا أجواء المنزل التي تتحضر لزفاف عروس .. بينما بقى شامل للإعداد لعزومة العائلة الليلة لآل سماحة أحتفالا بعقد القران الذي سيتم في المحكمة بعد ساعات قلائل .. وقد حاولت كثيرا إثناءهم عن إقامة هذا الحفل في حرج لكن العم غنيم والخالة سوسو أصرا عليه بسعادة أخجلتها كثيرا . دخلت المطعم فاستقبلها عبد الكريم يخبرها أن العم غنيم في الغرفة الداخلية .. ثم اقترب منها بارتباك يقول وهو يعدل نظارته الطبية " إذن عقد القران سيكون اليوم .. من هذا المتعجرف الذي جاء منذ فترة ؟" ردت بانة باستنكار " لا تقل عليه متعجرفا يا عبد الكريم عيب .. أجل اليوم عقد قراني على المتعجرف " قال عبد الكريم بارتباك " ها أنت أعترفت أنه متعجرف " رفعت حاجبها وقالت بابتسامة مليحة " أنا أقول لكن لا أسمح لأحد غيري بذلك " حدق فيها قليلا وهو يتعرق ثم قال " عموما مبارك لك وأتمنى لك كل الخير " ردت بسعادة " شكرا يا عبد الكريم " قبل أن تتحرك سألها " ألم تتذكري بعد أين إلتقينا من قبل ؟" أشاحت بنظرها عنه بتسلية وقالت " عبد الكريم أنت من عليه أن يتذكر فأنت الذي يصر أننا تقابلنا من قبل " ثم تحركت من أمامه نحو الغرفة الداخلية وهي تكتم ضحكتها... بينما بعد الكريم يشيعها بنظرات حزينة .. ثم فرك جبينه يغمغم في تركيز " أين من الممكن أن تكون قد رأيتها يا عبد الكريم ؟!! .. الصفات التشريحية لوجهها مميزة ومتأكد اني رأيتها من قبل " دخلت بانة على العم غنيم الذي يتفحص بعض المواد الخاصة بالمطعم ويسجلها بكشف فاستقبلها بفرح يقول " أهلا بالعروسة الجميلة " اقتربت في إحراج وقالت ما تود أن تقوله منذ مدة وتشعر بثقل الكلام على لسانها " عمي أنا أريد أن أقول لك أني لا أعرف كيف سأرد لكم هذا الكرم الذي شمتلتوني به " رد العم غنيم بعتاب " ماهذا الكلام يا بنيتي ! " فركت ذراعها في حرج وقالت " هذه حقيقة لا أستطيع إخفائها .. أكرمتموني بمكان أسكن فيه وبعمل.. وكنتم خير عائلة.. وانتم الأن تزوجوني على الرغم من أن .. من أن .. كامل كان له رغبة في .. " اختنق صوتها بالبكاء لكنها أكملت " ومع هذا تقبلتم قراري بل وتصرون على أن أخرج من بيتكم مرفوعة الرأس .. " قاطعها العم غنيم بحزم وقال " كفى يا بانة .. لا أريد ان أسمع المزيد .. لا أنكر أني كنت أفضل أن تكوني كنة هذا البيت .. ولا أنكر أني متألم على ألم ولدي .. لكن في أمور الزواج بالذات لا يمكن أن يتم إلا بإقتناع كل طرف بالأخر .. أما ما تسميه بالفضائل فوالله لا تقارن بفضائل أبيك ولا جدك على كل من حولهم .. كما أني أخبرتك من قبل أنا أعتبرك ابنتي وأشعر أني أزوج أبنتي فعلا .. حتى سوسو طيلة عمرها كانت ترغب في إبنة تدللها وانفرجت هذه العقدة في هذا العام الذي قضيتيه معنا.. إنها متحمسة لموضوع زواجك لدرجة أني أشك أنها ..لا تتعاطعف مع كامل أصلا .. أنت لا تدركين حجم الهوس بالأمر .. إنها توقظني من عز النوم ليلا لتسألني هل عليها أن ترتدي من تصميم المصمم العالمي ( ... ) أن المصمم العالمي (.....) في زفافك .. ماذا ستقدم للضيوف؟ .. من أي ماركة ستختار قمصان نومك ؟.. أصبحت مزعجة جدا حتى أني بعد أن كنت غير راض على تعجل هذا المتعجرف لأتمام الزواج .. الآن أريد هذا الزواج أن يتم حتى تهدأ سوسو وترحمني من هوسها " مسحت بانة دموعها وشعرت بإحراجها أكثر وأكثر بعد هذا الفيض من المشاعر النبيلة التي تحيطها ثم قالت بابتسامة " أشعر أنك لا تستلطف أحمد " مط شفتيه بامتعاض وقال " إنه متعجرف ومستفز .. لكني أثق به .. وأشعر أنه يحبك فعلا ومستعد لأي شيء ليرضيك .. ولم أكن لأقبل به إلا بعد أن تأكدت من سمعته وسمعة عائلته وأي أناس سنناسبهم .. كما أن ما فعلوه من أجلك من قبل يؤكد أنك في أيد أمينة.. وسيجعلني راضيا وأنا أقابل أبيك يوما ما سواء في الدنيا أو في الأخرة " قاومت بانة نوبة أخرى من البكاء وقالت " كنت أود أن يكون أبي حاضرا وفارس ورامز يزفونني لأحمد .. أعلم أنه حلم غير منطقي فهم في أرض وأنا في أرض أخرى لكني على ما يبدو أصبحت جشعة في أمنياتي " تمتم العم غنيم بحنان " كلنا بنيتي نتمنى أن نعيش لحظة كاملة لا ينقصها شيء ولا ينغص علينا شيئ .. لكنها الحياة تأخذ من ناحية وتعوض من ناحية .. فلا تفسدي عليك ليلة العمر .. وأنا متأكد سواء كانو أحياء أو أموات .. فإن دعواتهم لك بالسعادة والأمان هي ما أوصلتك لكل من عرفتيهم هنا في هذا البلد " سألته بانة بيأس " ألا توجد أي أخبار عنهم .. أحياء أم أموات .. أريد أن أعرف .. إحساس صعب ألا تعرف إن كان أهلك أحياء أم واراهم الثرى " زفر العم غنيم وقال " صدقيني مازلت أبحث وأستخدم علاقاتي لمعرفة أي أخبار عنهم .. أتمنى أن نصل لأي معلومة قريبا " صمتت بانة تضم قبضتها على قلبها تحاول تخفيف هذا الألم الذي يعصتر قلبها . قطع الصمت الخالة سوسو التي دخلت في حالة توتر تهتف ببانة " أنت هنا وأنا أبحث عنك في كل مكان .. الوقت ضيق أمامنا علينا أن نبدأ في تزيينك يا عروس " عضت بانة على شفتها السفلى وهي تنظر للعم غنيم الذي كتم ضحكته ثم قالت " خالتي سوسو الأمر لن يأخذ أكثر من نصف ساعة أرتدي الفستان وأضع بعض المساحيق .. انه عقد قران وليس زفافا .. كما أني لا أميل لزينة الوجه كثيرا" هتفت الخالة سوسو بحماس " بل سنحتاج لكثير من الوقت حتى تكوني على أكمل وجه ولا تخافي انا أعلم ماذا تفضلين .. " ابتسمت بانة للعم غنيم وانسحبت في حرج تتبع الخالة سوسو في استسلام . *** بعد العصر : زفر أحمد في توتر وهو يحاول الاتصال ببانة والتي لا ترد على هاتفها .. كان يقف في قاعة المحكمة ينتظر وصولها مع العم غنيم .. استدار يتأمل الحاضرين معه تلك اللحظة المرتقبة .. بالطبع أبيه الحاج سماحة وأمه التي أصر على حضورها بالرغم من عدم حضور البنات لتوقعه أن بانة ستحتاجها في لحظة كهذه .. كما حضر بالطبع سيد ووائل .. أما عمرو فلم يظهر بعد .. تلقي إتصالا من أروى فرد بلهفة " هل ردت عليك يا أروى ؟" جاءه صوت أروى هادئا " لا لم ترد لكنها لم تتأخر كثيرا يا أحمد لماذا كل هذا التوتر ؟" زفر في عصبية " أنا قلق جدا يا أروى ولن أهدأ حتى أستلم نسخة من قسيمة زواجنا معي " قالت بحنان " إن شاء الله يا حبيبي لا تقلق " ثم سألت بتردد " من حضر غير أبي وأمي من جانبنا ؟" رد عليها بامتعاض " لم يصل السيد المحترم .. وصدقيني لا أعرف ماذا سأفعل معه إذا لم يحضر هذا الجلف عديم الاحساس " جاءه صوت عمرو من وراؤه " وصل عديم الاحساس فكف عن العواء وارحمنا " استدار إليه يحدجه بنظرة جليدية ثم استدار يقول " سأغلق الأن يا أروى سلام " تصنع التجاهل وتوجه لأبيه يسأله عن العم غنيم فرد أبيه في هدوء " لم يرد هو الآخر " فرك أحمد جبينه في عصبية ونظر لساعته للمرة العاشرة خلال العشر دقائق الأخيرة . حيا عمرو الشباب بعبوس فاستقبله سيد بابتسامة حارة استفزت عمرو فحدجه بنظرة مهددة .. علا صوت سيد يغني بتسلي " مادام تحب بنتكر ليه .. ليه .. دالي يحب يبان في عنيه .. دالي يحب يبان في عنيه .. يا وائل " قهقه وائل وهو يطالع عمرو بنظرة جانبية فقال سيد بتسللي " هل تعلم يا وائل .. لقد اكتشفت أمس أني حارق لبعض الناس .. يغارون مني لأني وسيم وظريف .. وأجيد التعامل برقة مع النساء .. بينما هم أجلاف .. عديمي الاحساس " قهقه وائل مجددا بينما طحن عمرو اسنانه وقال "هل تخطط لأفساد الحدث اليوم أم أنك تشتاق لقبضتي " أحاط سيد كتفي وائل بذراعه وقال لعمرو " أعرفك بنا .. سيد صبرة ووائل موريس .. عشاق مخضرمون .. استشاريين في الأمور العاطفية .. متخصصون في جلب الحبيب و فك عقدة اللسان .. وشفاء الحمورية العاطفية .. وتفريج الكبت الذي يؤدي للانفجار .. والذي يحول العشاق لمجانين .. مجانين .. يحطمون كل شيء حولهم .. احتفظ بأرقام هواتفنا معك قد تحتاجنا قريبا " تحكم عمرو في إبتسام تريد أن تشق وجهه وهم بالرد لكن أحمد هدر فيهم بعصبية " هل توقفتم عن الاستظراف والسخف بالله عليكم " عم الصمت بينهما فدخلت بانة فجأة يرافقها العم غنيم والخالة سوسو . حين تأملها كتم أنفاسه بينما أطلق كلا من سيد ووائل صفارات الإعجاب . كانت ترتدي فستانا من اللون الوردي الشاحب من القماش الناعم يبرز قوامها الطويل الممتلئ قليلا برشاقة .. يحيط بخصرها حزاما من القماش بنفس لون الفستان ينتهي بشريطين طويلين يتدليان وحجاب بنفس اللون بدرجة أفتح .. مع طوق من الفل الأبيض كتاج يحيط برأسها .. وتمسك باقة من الفل الأبيض في يدها . اطلقت إلهام زغرودة عالية أجفلت أحمد الذي كان يحدق في بانة بانبهار .. اقترب منها ثم همس من بين أسنانه "لماذا لم تردي يا بانة على الهاتف ؟" قالت ببراءة " ربما ضبطته على الوضع الصامت" ضيق عينيه وقال " هل كنت تتعمدين إرعابي ؟ " عضت على شفتيها بشقاوة فجز على أسنانه وقال " بالاتفاق مع أروى ؟" تأمل عينيها الجميلتين المكحلتين ثم تنحنح قليلا وتصنع الجدية يداري شعورا بالسعادة لأنها تتعامل شيئا فشيئا على طبيعتها دون تصلب او رهبة الغريب وقال بتوعد هامس " سأرد عليك بعد قليل هيا تأخرنا " بدأت مراسم الزواج .. حين جلس أحمد أمام العم غنيم شعر برهبة الموقف .. فتطلع لأصحابه يطمئن أنهم بجانبه .. فأرسلوا إليه نظرات مطمئنة . وحين طلب منه أن يردد وراء القاضي نطق بالكلمات وعينيه مسمرتين على بانة التي تقف أمامه تحدق فيه متوترة وقبضتها تفرك بعصبية في قماش فستانها . وحين طلبوا منها توقيع الأوراق كانت ترتجف بوضوح وبذلت مجهودا لتثبت القلم .. بعدها علت زغاريد أم أحمد بسعادة فجحظت عينيها تتجول بأنظارها فيهم ثم نظرت لأحمد الذي تسمر مكانه يحدق فيها بصمت تسأله " هل هذا كل شيء؟" .. أومأ رأسه بنعم وقال بهمس استطاعت قراءته "مبارك زوجتي العزيزة " ارتجفت قليلا وعلت ضربات قلبها حتى كادت أن تحطم صدرها .. بحثت بعينيها عن ام أحمد ثم هرولت تنحني إليها وتدفن وجهها في صدرها وانفجرت في البكاء .. بينما أم أحمد تواصل الزغردة والتربيت عليها في نفس الوقت . ظلت بانة منكبة على صدر أم أحمد ومنكمشة غير قادرة على السيطرة على حالة البكاء في منظر أضحك من بالقاعة . تناوب الجميع تهنئة أحمد ثم اقترب منه عمرو يحدق في عينيه بجدية مليئة بالمشاعر الصادقة جدا .. اندفع كل منهما يحضن الأخر في تأثر كبير ومقاومة لدموع رجولية تفرض نفسها على اللحظة .. وسط بعض التعليقات المازحة الوقحة من وائل وسيد على حالتهما . بعد قليل خرجت بانة من الحمام بعد أن هدأت قليلا .. حاولت بقدر المستطاع تعديل زينة وجهها من أجل الخالة سوسو التي بدت محبطة مما فعلته بوجهها بسبب البكاء . لكن بقى أحمرار وجهها الأبيض وأنفها فلم تستطع السيطرة على ذلك . شعر أحمد برهبتها وتأكد ان الأمر معها ليس عاديا وإنما قد يكون رد فعل نفسي لما عاصرته وحدها .. وقد آلمه ذلك وأشفق عليها .. فعلى الرغم من كل هذه القلوب حولها .. على مايبدو أنها لم تستطع مقاومة شعورها باليتم .. او افتقاد خوض هذه اللحظة مع أهلها .. دعا الله أن تكون أكثر تماسكا في حفل الزفاف الأسبوع القادم . حاول المزاح قليلا فقال ويديه في جيبه في زهو "أعلم أنك لا تصدقين نفسك .. فهذا أمرا ليس عاديا .. أن تصبحي زوجة أحمد سماحة لهو حلم صعب المنال حققته لك بكل تواضع " ابتسمت في في خجل وسألت أين الباقين فلم يكن موجودا سوى الشباب الثلاث .. فوضح أحمد " سبقونا لفيلا العم غنيم .. كما أخبروني يعدون عزومة بمناسبة عقد القران .. أما نحن فسنمر على البنات في البيت أولا نحضرهم ونلحق بهم " خرجت بانة معهم من المحكمة وحاول أحمد إلتزام الحدود قليلا وعدم التهور بلمسها حتى تستعيد هدوءها .. على الرغم من اشتغال الحمم السائلة في أعصابه بعد إدراكه فكرة أن بانة أصبحت حلاله . عند باب المحكمة رن هاتف أحمد فرد وبدى على وجهه بعض القلق .. وبعد أن انتهى من المكالمة توجه للشباب يقول " صاحب المطعم المقابل للكوبري الذي أوصيته على برقوق يقول أن سيارة الشرطة قد سحبته منذ ساعتين بعد أن تعارك معهما " تطلعت فيهم بانة لا تفهم بينما نظر أحمد لسيد يطلب المشورة فقال سيد بسرعة " إذهب أنت لحفلك وأنا سأكلف أحدا بالبحث عنه .. وحين نحدد في أي قسم شرطة هو سأتكفل بالأمر " رن هاتف أحمد مجددا فرد " نعم أنا أحمد سماحة .. من ؟ .. أجل أعرفه .. أي قسم شرطة .. الآن؟!!! .. حاضر " اغلق الخط وقال " برقوق في قسم شرطة (... ) وقد أعطاهم اسمي ويريدون مني الحضور لاستلامه " رفع سيد حاجبا وقال " وماذا ستفعل الآن ؟" فكر أحمد قليلا ثم زفر في استسلام وقال " مضطر أن اذهب الآن .. فهو مستفز وقد يؤذوه " سألت بانة بقلق " من برقوق هذا ؟" رد أحمد بسرعة " شخص ما مستفز يصيبني بالحكة " اتسعت عينيها في اندهاش بينما تحير أحمد قليلا ثم قال " اذهبي من أحد الشباب لبيت سماحة انتظريني مع البنات وسأنهي الأمر وألحقك " هتفت بانة بجزع " كلا لن أتركك تذهب لقسم الشرطة وحدك " تطلع إليها قليلا ثم نظر في ساعته ليسحبها بعد ذلك من مرفقها بتعجل لتركب في سيارته بينما تحركت وراؤه سيارات الشباب إلى قسم الشرطة. بعد قليل كانت بانة جالسة في سيارة أحمد أمام قسم الشرطة تفرك كفيها في قلق .. بينما أختفى أحمد منذ ساعة بالداخل ومعه سيد .. خرجت من السيارة لتسأل وائل وعمرو اللذان يقفان بجوار السيارات ينتظران معها فطمئنها وائل ألا تقلق .. مازالت لاتشعر بالراحة بجوار أقسام الشرطة وكأنها مطلوبة للعدالة . خرج أحمد متخصرا ممتعض الوجه ووراؤه سيد يسلم على بعض أفراد الشرطة بابتسامة بلاستيكية .. ثم ظهر برقوق يسرع الخطى للحاق بأحمد . استدار إليه أحمد " أسمك نبيل الحسيني ها ! " اهداه برقوق ابتسامه بنية سمجة فقال أحمد يوبخ العجوز " لا أصدق أنك اشتبكت مع الشرطة لأنهم يبعدونك من تحت الكوبري " رد برقوق بانفعال " أدافع عن أملاكي " جز أحمد على أسنانه وقال " أي أملاك يا مخرف هذه ملك الحكومة " رد برقوق بانفعال " بل أملاكي بوضع اليد منذ ألف عام " ضغط أحمد على شفتيه وأغمض عينيه قليلا يتماسك ثم سأله " من أين حصلت على بياناتي ؟" اتسعت ابتسامة برقوق البنية في بشاشة ثم انحنى وخلع قدمه المتعفنة من حذاؤه المهترئ وأخرج بطاقة عمل أحمد مهترئة متعجنة وأطلعه عليها . اتسعت عينا أحمد في صدمة وتطلع لحال بطاقته وبدأ في حك ساعديه بحركة تلقائية .. بينما كتم سيد ضحته وهو يراقب ابن سماحة وهو يوشك على الإصابة بنوبة قلبية . قال برقوق بابتسامة متفاخرة " أنت أعطيتها لي عندنا كنت تبحث عن السارقة في حال ما إذا رأيتها أتصل بك " رد أحمد بغيظ " ووقتها مثلت دور المخرف الذي لا يفهم شيئا وها أنت ذا احتفظت بها " ثم جز على اسنانه يقول " ولماذا اخبرتهم أني أبنك !! " ابتسم برقوق ابتسامته البنية في سماجة وهو يحك لحيته الطويلة فحك أحمد ساعده وهو ينهره " قلت لا تحك جسمك أماااامي " اقتربت بانة منهم مع وائل وعمرو تتطلع للعجوز القذر الهيئة كمجاذيب الشوارع ثم هتفت تشير إليه بسبابتها في مفاجئة " أنت !!!!" استدار العجوز وهتف هو الأخر " أنتِ !" قالت بانة بغيظ " أنت من هاجمني وطردني من تحت الكوبري ودعوتني بالسارقة " رد عليها بانفعال " لانك جئت تسرقين مكاني " ردت عليه بنفس الإنفعال " هذا ليس مكانك .. ولمعلوماتك أنا كنت هناك قبلك " احمر برقوق ورد " إنه ملكي أنا هناك منذ ألف عام " هدر أحمد فيهما " كفى !!! " ثم استدار لبانة يقول بذهول " بانة هل جننت ماذا تقولين !!!! واي كوبري تتعاركين عليه مع هذا الشئ !!!!.." تحرجت من سخافتها واندفاعها في مجادلة المجذوب وتمتمت " ألا ترى الطريقة التي يتحدث بها " رد أحمد يوبخها " بانة إن لديه ظروفا خاصة فلا تدققي على كلامه هكذا " تكتف برقوق وردد بسماجة " أجل لدي ظروفا خاصة " استدار إليه أحمد ووبخه " أخرس !" ثم سألها بتوجس "هل أذاك هذا المخرف ؟" تطلعت للعجوز قليلا ثم ردت بحرج " لا .. أنا فقط كنت أريد أن أقف قليلا تحت الكوبري .. كنت أعاني وقتا صعبا بدونكم .. و.. هو منعني وظل يردد ( السارقة السارقة ) ويصيح بالشارع (استدعوا الشرطة ) فخفت وابتعدت بسرعة " قال بهدوء " حسنا يا حبيبتي اسبقيني للسيارة وأنا سآتي فورا " تحركت بانة نحو السيارة باستسلام بينما برقوق يحدجها بنظرة باردة . استدار أحمد لسيد يستشيره ماذا سيفعلون بهذا البرقوق فرد سيد بهدوء " سيذهب معنا لشارع سماحة للمكان الذي أعددناه له من قبل " جاء صوت عمرو يقول " علينا أن نسرع لقد تأخرنا كثيرا " اقترب برقوق من أحمد الذي ابتعد خطوتين للوراء في المقابل وقال " ماذا تفعل مع السارقة الجميلة ألن تسلمها للشرطة " رد عليه أحمد بهدوء " أنها زوجتي " رفع العجوز حاجبيه باندهاش وقال " كيف تتزوج السارقة ؟!!!!!" رد عليه أحمد بسخرية " لأبقى بجانب ما سرقته مني لأنه أصبح ملكها وليس ملكي " وتركه وتحرك نحو سيارته فتمتم برقوق " يتزوج ممن سرقته !!! .. استراتيجية جديدة في التعامل مع الأعداء !" ثم تبع أحمد فقال له الأخير محذرا " إياك أن تلمس سيارتي .. إركب مع أحد منهم " حدجه برقوق بنظرة باردة بينما قال له عمرو برفق تعال "معي أنا ووائل بسيارتي " تطلع برقوق للسيارتين أمامه سيارة عمرو سيارة سيد ثم قال بامتعاض " بل سأركب سيارة هذا الضخم لأنها ماركة أحدث " تبادل الشباب الابتسامات وركبوا السيارات إلى شارع سماحة . في السيارة تطلع أحمد لبانة وقال بسخرية " ما رأيك؟ أول لحظة في زوجنا ذهبت بك لقسم الشرطة " تطلعت إليه بابتسامة حلوة .. ها هي عادت من جديد للشعور بالأمان .. شعورا لم تشعر به أبدا في هذا البلد إلا مع أحمد .. حتى وجودها مع آل غنيم وشعورها بالدعم الوطني .. ومع كل كرمهم لم تستطع الاحساس بهذا الشعور المطمئن وكأنها تعرفه من ملايين السنين .. ومن حياوات أخرى .. حتى عيوبه وطباعه الشخصية تتعامل معها بتقبل غريب .. صحيح فكرة الزواج ترعبها لكنها لم تكن لتفعلها أبدا لولم تكن مع أحمد . مد يده وسحب كفها في رقه فتحفزت و هو يلمس بشفتيه باطن كفها يقبله برقه حارة ويرميها بنظره سريعة قبل أن يعود للتركيز بالطريق .. جعلت قلبها يتقافز بصدرها كالكرة الصغيرة . وضع كفها على فخذه واطبق عليه بكفه فتشنجت حين شعرت بعضلات ساقه . حاولت سحب يدها فقال " ماذا ! هذه ليست ملامسة .. إن كانت هذه فكرتك عن التلامس يا بانة.. فاسمحي لي فكرتك خاطئة تماما .. وسأكون في غاية السعادة أن أصحح لك هذه الفكرة وقتما تشائين " غمز لها فاحمرت واستدارت تتطلع للطريق في صمت إلا من دقات قلبيهما الصاخبة . بعد ساعة كان أحمد يقف بسيارته في ساحة فيلا آل غنيم تتبعها سيارتي عمرو وسيد . استدار أحمد لبانة التي أصرت الجلوس بجوار أروى بالمقعد الخلفي بينما آية تجلس بجواره بسعادة وقال " ألم تكن مجرد عزومة عائلية بمناسبة عقد القران .. أبي يقول أن الفيلا ممتلئة بالضيوف من جاليتكم " قالت بانة وهي تنفض عنها المفاجئة التي علمتها منذ دقائق " أنا أيضا كنت أظنها عائلية " تدخلت أروى بحزم " هيا أسرعا .. أنزلني فقط على الكرسي واذهب أنت للداخل " بعد أن استقرت أروى على كرسيها قالت " هيا لا تضع نسائبك في موقف محرج مع ضيوفهم .. أنا معي آية والشباب " تحرك أحمد يسحب ذراع بانة بسرعة .. وعند باب الفيلا توقف قليلا يقول في عصبية " لا أحب التجمعات ولا المجاملات " ردت بانة وهي تسحب نفسا عميقا تهدئ توترها "ولا أنا لكن دعنا نفعلها من أجل القلوب الدافئة التي تشملنا بحبها " أشار لها بمرفقه فتأبطت ذراعه تتطلع إليه في إمتنان فقال لها بهمس حار " بل من أجلك أنت فقط بانة الخازن " نهاية الفصل العشرون قراءة سعيدة وشكرا للمتابعة | ||||||
01-07-18, 02:18 AM | #670 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| خلص الفصل العشرين على خير ولقد جُن عم أمين الآلي أنا النهاردة حاولت انفذ اقتراح بأني ما أحطش كل مشهد في مشاركة حاولت ادمج أكتر من مشهد في مشاركة واحدة مش عارفة كدة أفضل ولا أعملهم كلهم في مشاركة واحدة بس مش متخيلة فصل من 50 او 60 ورقة ممكن يتحطوا في مشاركة واحدة قولولي رأيكم عايزين كل مشهد في مشاركة واحدة زي الأول ولا عايزين كام مشهد على بع في مشاركة ولا عايزين كل الفصل في مشركة واحدة ايه المناسب ليكم عشان الاندماج .. نرجع للفصل بتاعنا ايه الاخبار والانطباعات حاسة انه من الفصول الي هتحبوا تقروها كذا مرة ايه رأيكم في انفجار عم أمين الآلي؟ وفي رد فعل أحمد مع بانة ومع عمرو.؟ ايه ابرز المشاهد الي عجبتكم ؟ .. ياريت اعرف انطباعتكم عن الفصل وان شاء الله يوم الاربعاء القادم معادنا مع فصل جديد تقبلوا تحياتي وامتناني لتشجيعكم تصبحو على خير | ||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
رومانسية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|