آخر 10 مشاركات
عطر الخيانة -ج3 من سلسلة عشق من نار-قلوب زائرة- للكاتبة :داليا الكومى(كاملة & الرابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          ومنك اكتفيت -ج2 من سلسلة عشق من نار-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          طائف في رحلة أبدية *متميزه ومكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          آنا (54) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الخامس من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )           »          ناثانيل...كايتي (110) للكاتبة: Sarah Morgan (ج1 من سلسلة دماء سيئة) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          223 - أشياء لاتباع - مارغريت مايو (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          كاليب وايلد (119) للكاتبة: Sandra Marton (الجزء 2 من الأخوة وايلد) *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-18, 10:51 PM   #1451

اميمة كامل

? العضوٌ??? » 416579
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 219
?  نُقآطِيْ » اميمة كامل is on a distinguished road
افتراضي


اعتقد ماجدة لحد الان بالنسبة لي قد اقول تستاهل كل خير و المفروض يعاملها جوزها كويس بس مش حب لانه ع حسب الروايات انه الحب لشخص واحد بس حتى لو كانت ماجدة تستاهل يعطيها قلبه بس قلبه المفروض ما يكون معه اصلا ليتحكم فيه وبالتالي ما بيقدر اصلا يخضعه للمنطق بحبه لماجدة التي قد تستحق ذالك
و كمان ليش يتخيل ان مريم تحب عمرو يعني لانها ماتت خلاص ينتهي الحب و نصل لنقطه نتحجج باي شيء لنتخلص من الحب لانه صاحبه مات ...و كيف اصلا يرضخ لاهله بالزواج بسرعة ان كان يحب فعلا سيقنع الكل كما فعل عمرو مع امه ..
بانه صرت ما احبها و دورها تنكد علي الحلقة بس احاول اقتنع انها ليست الشخصية الخيالية التي مستحيل يوجد ما يمثلها بالواقع..
اما الشخصية النارية فحبيت اعترافها بالحب لسيد كثير لدرجة بكيت تقريبا في كل موقف هي حبست فيها الدموع بس اتمنى انه يكون في مخرج من بسمة من غير ما حد يظلمها او تتنازل عن حقها


اميمة كامل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-18, 11:06 PM   #1452

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام منو مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .





اهلا بك ام منو منورة


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة catymagi مشاهدة المشاركة
رائعةجدا جدا ايه الجمال وروعة السرد فعلا مميزة اتشوق لمعرفة النهاية وبالتوفيق دايما ايتها الكاتبة المميزة جدا

كاتي ماجي



اشكرك جدا على كلامك الرقيق

تحياتي لذوقك يا جميلة


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوزان محمد احمد مشاهدة المشاركة
الفصول ديه رهيبة اوووي
😭😭😭😭😭😭😭
من كمية المشاعر الا فيها
من سيد واية الا عرفوا بمشاعر بعض

وطلب سيد انها تقويه وتبعد عنه
بصراحة مش لاقي كلام اقوله
😭😭😭😭😭😭😭😭😭😌
المواجهات كلها رهيبة في مشاعرها
رحمة وسيد وموقفها من بسمة
عمرو وسيد ومواجته بذنبوه والتوبة عنها
وائل ومريم وماجدة ومش عارفة اخرتهم ايه
واضح انه ابتدأ يتاثر شوية بماجدة
احمد واية ومحاولة لتعويض بعد عنها والتخفيف من وجعها
احمد وبانة ومشاعر كتير بينهم كل ما بيقربوا خطوة
بيحصل حاجة تكهرب الدنيا
😥😥😥😥😥😥😥😥😥
ونهاية الفصل مع سر رسالة كامل غنيم
الا بعتها لبانة
يعني مش كفاية الا احمد فيه
😵😵😱😱😱😱😱😱😱😱





معلش يا سوزي نستحمل شوية نكد وان شاء الله هيجي الفرح
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Enas Elmogheer مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



وعليكم السلام يا ايناس منورة




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلافة الهاشمى مشاهدة المشاركة
اولا السلام عليكم

ثانيا انا أول مرة أعلق ع رواية انا دايما متابعة ف صمت

ثالثا بقى ودا الأهم كلماتك ووصفك واحساسك بالابطال واللى بيوصلنا بسهولة عبر اسلوبك الجميل هو اللى استفز الكائن اللى بيرغى مع نفسه ع طول بس ساكت مع الناس أنه يطلع ويعلق ع كلماتك الجميلة

روايتك فعلا جميلة وصلنى احساس الصداقة واحساس الحب الصادق اللى بدون مقابل وصلتنى صدق عواطفهم حتى غضبهم حسيت نفسي منهم

بجد أبدعتى شابووووه ليكى

دمتى مبدعة ومتألقة



سلافة

كلامك وسام على صدري والله العظيم

ربنا يفرك قلبك ويسعدك يارب



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Essonew مشاهدة المشاركة
اخيرا خلصت كل الفصول فعلا مبسوطه جدا اني تابعت معاكي الروايه فعلا جميله جداا اسلوبك رائع والاحداث ماشيه حلو ومفيهاش مط ولا تطويل فيها تطور ملحوظ
الشخصيات مختلفه ومتنوعه بالنسبالي كلها شخصيات مهمه وكل شخصيه وليها حدوتتها
العلاقات الانسانيه هايله علاقه الصداقه وعلاقات الاخوات والحب كلها علاقات متينه مؤثره
احيكي علي روايتك وشرفني جداا اني هتابع معاكي



اهلا بيكي Essonew



انا كمان مبسوطة انك قرأتي كل الفصول



ويشرفتي تتابعي معايا أول بأول

تحياتي يا قمر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مييييج مشاهدة المشاركة
متى البارت ؟ ♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥





بينزل يوم الاحد يا ميج الساعة 12 ظهرا

بس هحاول انزله بعد ساعتين لو قدرت



تحياتي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميمة كامل مشاهدة المشاركة
اعتقد ماجدة لحد الان بالنسبة لي قد اقول تستاهل كل خير و المفروض يعاملها جوزها كويس بس مش حب لانه ع حسب الروايات انه الحب لشخص واحد بس حتى لو كانت ماجدة تستاهل يعطيها قلبه بس قلبه المفروض ما يكون معه اصلا ليتحكم فيه وبالتالي ما بيقدر اصلا يخضعه للمنطق بحبه لماجدة التي قد تستحق ذالك
و كمان ليش يتخيل ان مريم تحب عمرو يعني لانها ماتت خلاص ينتهي الحب و نصل لنقطه نتحجج باي شيء لنتخلص من الحب لانه صاحبه مات ...و كيف اصلا يرضخ لاهله بالزواج بسرعة ان كان يحب فعلا سيقنع الكل كما فعل عمرو مع امه ..
بانه صرت ما احبها و دورها تنكد علي الحلقة بس احاول اقتنع انها ليست الشخصية الخيالية التي مستحيل يوجد ما يمثلها بالواقع..
اما الشخصية النارية فحبيت اعترافها بالحب لسيد كثير لدرجة بكيت تقريبا في كل موقف هي حبست فيها الدموع بس اتمنى انه يكون في مخرج من بسمة من غير ما حد يظلمها او تتنازل عن حقها



اهلا اميمة

سعيدة بتفاعلك مع الرواية

يسلملي مرورك يا عسل


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-08-18, 11:20 PM   #1453

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله



نلتقي بعد ساعتين من الآن





مع الجزء الأول

من

الفصل الحادي والثلاثين



من رواية قلبك وطني







على أن يتم تنزيل الجزء الثاني

يوم الأربعاء المقبل بإذن الله تعالى







أرجو أنه يكون خبر مفرح







كل عام وانتم بخير









Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-08-18, 11:40 PM   #1454

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Shammosah مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله



نلتقي بعد ساعتين من الآن





مع الجزء الأول

من

الفصل الحادي والثلاثين



من رواية قلبك وطني







على أن يتم تنزيل الجزء الثاني

يوم الأربعاء المقبل بإذن الله تعالى







أرجو أنه يكون خبر مفرح







كل عام وانتم بخير







بالانتظار بشوق .....


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-08-18, 12:17 AM   #1455

UmAliHamza

? العضوٌ??? » 428267
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » UmAliHamza is on a distinguished road
افتراضي

الروايه جدا جميله ومشوقه وممتعه

UmAliHamza غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-18, 12:27 AM   #1456

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

أكيد عزيزتى خبر مفرح جدا😘 ربنا يجعل ايامنا كلها اعياد 🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗 بإنتظارك

bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-18, 12:54 AM   #1457

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الجزء الأول من الفصل الحادي والثلاثين

الفصل الحادي والثلاثين




تنويه

الفصل الحادي والثلاثين سينزل على جزئين

الجزء الأول
اليوم



والجزء الثاني

يوم الاربعاء القادم باذن الله تعالى





وكالعادة ينتهي الجزء اليوم عند عبارة نهاية الجزء الاول





الجزء الأول



أطلقت أروى ضحكتها بجوار أذن عمرو ثم صاحت " أنت فاشل يا عمرو فلا تحاول "


رد عليها ببرود " أنا ذكي جدا في التعلم وسترين"


ردت عليه وهي تحكم ذراعيها حول عنقه " ها قد رأيت .. مجرد استخدام المكنسة الكهربائية لا تتقنه .. نحن ننظف نفس السجادة منذ نصف ساعة ولم تتقن حتى أن توجهها للأركان ... قلت لك أتركني لأفعلها ولا تتدخل في عملي "


رد عليها بلهجة ذات مغزى "ربما أتلكأ حتى أظل أحملك فوق ظهري "


تخضبت بالحمرة وشددت من ذراعيها حول عنقه بينما هو يحملها على ظهره وذراعه اليسار يسندها من خلف ظهره .. والذراع الأخر يمسك به يد المكنسة الكهربائية فتمتمت بحرج " يكفي هذا الحِمل على ظهرك.. انزلني "


رد متهكما "أي حِمل أروى هانم .. أنت في وزن فتاه في العاشرة "




قهقهت برقة وردت" ليس إلى هذه الدرجة (ثم عادت لتسأل بقلق ) هل أنا نحيفة إلى هذه الدرجة المزعجة ؟"


أدرك إلى ما ترمي إليه فتحرك يضعها برفق على الأريكة ثم قال " أروى أنا اتحدث من أجل صحتك .. أنت لا تأكلين أكل إمرأة ناضجة وهذا غير صحي "


ردت بإصرار" وأنا أتساءل من بشأن أمر أخر "


لاحت ابتسامة خبيثة على جانب فمه ثم سأل بتسللي" لم أفهم "


ردت بحنق " عمرو لا تراوغ أنت تفهم ماذا أقصد "


قال بعند" لا أفهم ماذا تقصدين "


لاحت ابتسمامة خجلة على شفتيها وقالت" أقصد أنا كأنثى معك"



حرك مقلتيه قليلا يدعي التفكير ثم قال " من الواضح أني كزوج لم أوصل إجابة هذا السؤال لك جيدا .. لهذا تسألين .. عموما لا بأس .. سيسعدني جدا بذل المزيد والمزيد من الجهد والوقت والابداع للرد على سؤالك بشكل عملي أروى هانم .. ( ثم مال عليها يقول بهمس ) المهم خلصينا من هذه الظروف الشهرية التي ستزهق روحي قبل أن تنتهي "



ضربت على صدره موبخة بهمس " قلت لك الأمر كله خمسة أيام مر منهم ثلاثة فقط وأنت لا تكف عن التململ كالأطفل "


رد بحنق طفولي" كثير يا أروى هذا كثير"


قهقهت برقة وهي تمسد على لحيته الأنيقة وجبينه تفك من عبوس الأطفال الذي على وجهه فقال بجدية " أنا أتحدث بجدية يا أروى .. سأعرضك على طبيب تغذية ليضع لك برنامجا غذائيا "


ردت تقول" طبيب العظام حذرني من زيادة الوزن .. خاصة وأني أجلس طوال الوقت على الكرسي "


قال عمرو" لكن ليس لهذه الدرجة يا أروى بالتأكيد بضع كيلوات أخرى سيتحملها ظهرك.. خاصة وأنك تخضعين لعلاج طبيعي مكثف هذه الأيام .. أي أنك لست جالسة طوال الوقت دون مجهود .. عموما سأناقش أنا طبيبك بنفسي المرة القادمة لابد أن نذهب إليه قريبا "


قالت أروى مازحة ببعض الحرج " أعتقد أنه من ضمن أسباب عزوفي عن الأكل هو رغبتي أن أكون سهلة (الحمل والطي ) للآخرين "


آلمه قلبه بشدة لعبارتها .. فقرب وجهه منها يقبل بين عينيها بحنان ثم احتضن جانب وجهها بكفه ورد هامسا " أنا مستعد لأن أحملك فوق ظهري حتى آخر العمر يا أروى .. مهما كان وزنك ( صمت قليلا يفكر ثم قال ) سأعقد معك اتفاقا كل كيلو جرام ستزيدينه من وزنك سأحمله وزنا في رفع الأثقال وهذا تحدي .. وسأبدأ في صالة الألعاب الرياضية منذ الغد ما رأيك "


غامت عيناها تأثرا وأصقت جبينها بجيبنه تحدق في عينيه وهي تهمس بكلمات أغنيتها المفضلة " ومضيت شراعا يحملني كقصيدة شمس بحرية "


فقرب شفتيه منها ليقبلها فوضعت أصبعها تمنعه ليهتف باستنكار طفولي " ماذا !! .. هل سأحرم من تقبيلك أيضا "


ضحكت وقالت " أتركني لأسخن طعام الغداء في الميكرويف ولا تعطلني"


رجع برأسه للخلف قليلا عاقدا حاجبيه ثم قال" ألن نتناول الغداء عند والدتي اليوم؟"


ضيقت أروى عيناها بتساؤل فقال بحرج هامس "لم أخبرك أمس ؟؟!!" حركت رأسها بلا فقال "آسف نسيت "


رددت بلا بأس هادئة تداري شعورا بالتوتر بدأ يتسلل إليها .


***



قطرات الماء تتساقط من شعره وجسده بعد أن حصل على حمام سريع ليوقف فوران الدماء إلى رأسه ..


جلس بالصالة يحلل الأمر ويضع الاحتمالات التي كان أقواها مايتعلق بالعودة لوطنها .. ينتظر خروجها من حمام غرفتها بعد أن تنتهي من وصلة البكاء .. وينتظر أن يهدأ قليلا .. يشعر بنفسه في حالة خطرة من الغضب .. ومنع نفسه أكثر من مرة من اقتحام الحمام عليها ..لكن جزء من إدراكه كان مستيقظا ينبه أنه سيؤذيها حتما .



بعد قليل خرجت تبحث عنه وقد أجفلها عدم وجوده بالسرير .. وحين طالعت منظره في الصالة في حالة جمود يجلس على الكرسي يستند بمرفقيه على فخذيه وشعره منتكش ظنت أنه غاضب بسبب بكائها ..



فاقتربت منه في حرج لا تعرف ماذا تقول ولم تريده أن يتألم .. فتحدثت موضحة " أحمد لا تظن أني لا أكون معك بكليتي.. صدقني هذا غير صحيح .. لكني حين استفيق تحاصرني تلك المشاعر التي تعلمها .. هلا تحملتني قليلا ".


رفع إليها عينان خطرتان تشتعلان بالغضب وحدق فيها قليلا .. ثم اشار بيده لهاتفها المحمول وهو يقول بفحيح مرعب " من كامل الذي يريد أن يعلم بقرارك ؟.. وماذا يقصد؟.. وكيف تتواصلين مع رجل غريب دون علمي أيتها الزوجة الفاضلة ؟!!"


تجمدت الدماء في عروقها واتسعت عيناها من المفاجئة .. فلم تكن قد قررت بعد ماذا ستقول له بهذا الشأن .. وكيف ستصيغ الأمر فابتلعت ريقها بصعوبة تحاول البحث عن كلمات وخاصة مع الملامح المرعبة التي تلوح على وجهه .


هدر بعنف ارتجت له الجدران " من كامل يا بانة الذي يحدثك ؟؟؟!!!!"


حاولت كسب بعض الثواني لترتيب أفكارها وهي تعرض الامر فقالت مهاجمة " كيف تتطلع لهاتفي دون أن آذن لك !!"


رد بصوت مخيف وهو ينتفض واقفا " واطلع على أنفاسك قبل أن تدخل صدرك واتحكم فيها أيضا "



ردت بكبرياء " ماذا هذا الاسلوب ؟!!"


هدر يقول" سمه كما تشائين .. فلن يغير من الأمر شيئ .. ولن يعطيك وقتا للمراوغة "



ثم انقض عليها يغرز أصابعه في لحم ذراعها وقال من بين اسنانه وعيناه المشتعلتان من الغضب ترعبانها " تكلمي يا بانة مَن كامل .. هل هو كامل غنيم .. تكلمي قبل أن أتصل بالرقم ويكون شكلي وشكلك سخيف ؟"


توجعت من قبضته وردت مستسلمة " نعم هو"



سألها بفحيح مرعب " ماذا يريد منك وأي قرار يريده ؟؟؟؟؟"


حدقت في عينيه دون رد.. فركز في عينيها قليلا يحاول فهم الامر بالضبط.. ثم عقد حاجبيه يقول بتساؤل " هل كنت تفكرين في تركي والسفر للبحث عن اهلك ؟؟؟"


صمتت تحدق فيه .. فهدر بعنف" انطقي يا بانة .. اقسم بالله انا اقوم بمجهود جبار حتى لا أوذيك "


قالت متألمة " اترك ذراعي أولا أنت تؤلمني يا أحمد "


قبل شهر :


دخلت بانة إلى حديقة فيلا العم غنيم .. فقابلها كامل بابتسامة دافئة وقال بلهجة فشل في أن تكون عادية " كيف حالك يا بانة مر وقتا لم نراك "


ردت بلهجة عملية متعجلة " الحمد لله يا كامل .. أخبرني ماذا تريد وما هو الشئ العاجل الذي تريد مقابلتي بشأنه واصريت الا أخبر أحمد به قبل أن أعرفه "



قال كامل بعتاب " لم انت متعجلة هكذا"



ردت بجدية " يتملكني القلق أريد أن اعرف الموضوع العاجل "


تطلع لوجهها الصبوح قليلا ثم قال " ألن نجلس حتى هل سنتكلم واقفين؟"



نظرت لمقاعد الحديقة بجوارها وردت " لا شكرا أخبرني ما الامر حتى ادخل بعدها لاطمئن على خالتي سوسو و أعود مبكرا قبل عودة أحمد"


طحن أسنانه حين ذكرت إسم أحمد ثم قال بغيظ " حسنا كما تشائين .. أردت أن أخبرك أني قد وردني أخبارا بأن النازحين من بلدة والدك قد عادوا من الحدود .. كل من استطاع الفرار من المجزرة عاد الآن الى البلدة "


تسارعت ضربات قلبها وقالت بعينين متسعتين "وهل تعرف إن كان أحدا من أهلي معهم أم لا ؟"


رد بهدوء " ليس بعد.. أنت تعرفين أن هناك مشكلة كبيرة في التواصل مع المدن البعيدة عن العاصمة بعد أن دُمرت البنية التحتية وشبكات الاتصال بالكامل .. فأصبح وصول المعلومة الواحدة يحتاج لوقت طويل وكأننا في العصور القديمة .. هذا إن وجدت أحدا يذهب هناك ويأتينا بالمعلومة .. والذي وصلني أن عائلة الخازن بها أفرادا قد عادوا للبلدة .. لكني لم اصل بعد مَن مِن العائلة بالضبط "


شعرت بأن الارض تميد بها فهتف كامل "بانة هل انت بخير ؟؟"


استندت على الكرسي بجانبها فقال بشفقة "إجلسي يا بانة إستريحي "


جلست على الكرسي ودفنت وجهه في كفيها تحاول ان تستجمع شجاعتها ثم رفعت إليه وجها متوسلا تقول " ألا توجد طريقة للتواصل مع احد منهم ؟"


تكلم كامل يقول" للاسف حاولت لكن الموضوع يتم بصعوبة .. حتى أني تواصلت مع سفارة بلدنا هنا .. لا يعلمون بالضبط اسماء العائدين .. انت تعلمين الامور مازالت يعمها الفوضى .. الحل أن يسافر أحد للتأكد بالضبط مَن عائلة الخازن على قيد الحياة .. فأنا أعلم أن عمامك كثيرون .. فلا أعلم إن كنت تريدين القيام بأمر كهذا أم تفضلين الانتظار "
ردت بسرعة " بالطبع أريد .. منذ أن هدأت الحرب واستطاعت الحكومة السيطرة على معظم انحاء الدولة .. وأنا لي رغبة في العودة لكني لا أعلم كيف سأذهب "


سألها كامل " وهل سيوافق زوجك ؟"


جخظت عيناها ولاحت أمامها حقيقة وجود احمد في حياتها .. ثم ظهرت أمامها سيناريوهات متعددة لرد فعله .. فأطرقت برأسها في صمت دون رد.




تدخل كامل يقول " سأتركك قليلا تفكرين ولو وصلت لاي معلومة جديدة سأخبرك بالتأكيد" .





هدر أحمد مستنكرا بعد أن فرغت من الحديث "وتتحدثين مع كامل هذا منذ شهر دون علمي ودون أن تفكري في إخباري عما وصلك من أخبار ؟!!"


ردت موضحة " كنت قلقة جدا من إخبارك يا أحمد"



ردد بعدم تصديق " شهر كامل تحتفظين بالمعلومة لنفسك !!!"


صاحت باكية " أنت كنت تعيش فترة صعبة وتتراكم عليك .. "


هدر مقاطعا باستنكار " وفضلت مناقشة الموضوع مع كامل !!!"


قالت باستعطاف باك " أحمد دعني أشرح لك دون أن تنفعل"



هدر بعنف " أنفعل !!!.. أتعتقدين أن هذا الموضوع سيتوقف عند حد الانفعال ؟!!"



تحرك جيئة وذهابا في الغرفة يحاول التحكم في وحوشه .. ثم ركل بقدمه المنضدة الخشبية الجانبية بصرخة عصبية .. بعدها وقف متخصرا يطالعها بغضب وهو ينهت .


ضربات قلبها كادت من عنفها أن تخترق عظامها ليخرج قلبها يستعطفه حتى يهدأ ولا يسئ فهم الأمر .. وحاولت التحكم في رغبة في البكاء وقالت بصوت هارب منها " كامل كان يحاول المساعدة"



هتف باستنكار " المساعدة !! حسنا لا تقلقي سأقدم له شكرا يليق بمساعدته "


تكلمت باستجداء " أحمد أرجوك دعنا نتكلم كالعقلاء "


هدر كالمجنون " أي عقل تتحدثين عنه؟!!.. أي عقل !!.. وهل تركتِ لي ذرة عقل؟!!... ( وفرك رأسه بأصابعه بشدة ثم قال ) أنا لا أعلم ماذا أفعل معك أكثر من ذلك ؟؟.. أخبريني ... ما الذي لم افعله معك؟ .. بماذا قصرت معك ؟"



صاحت فيه باكية " أحمد أرجوك إفهمني .. أنا لم أخبرك لأني كنت أفكر كيف سأقولها لك .. وكيف سيكون رد فعلك"



رد ساخرا" والآن ماذا تتخيلين عن رد فعلي ؟ .. بعد أن أضيف لذلك الخبر .. إخفاء خبر هام كهذا لمدة ( وضغط على الكلمة ) شهر .. و التواصل مع رجل غريب دون علم زوجك .. وبل مقابلته يا بنت الاصول"





انفجرت في البكاء .. أعصابها لم تتحمل المزيد من المقاومة ..
حالته النارية الغاضبة .. وإحساسها بأنها أخطأت في حقه .. وعذاباتها الخاصة ورأسها الذي أوشك على الانفجار من التفكير ..
كل هذا كثير .


جسلت القرفصاء ودفنت وجهها في كفيها .. شعرها الندي يغطي وجهها .. فبدت أمامه بصورة مزقت قلبه ونشيجها العالي آلمه لكنه لم يكن في حالة تسمح بأن يحتويها بل ازدات عصبيته وجن جنونه ..


فصرخ باستنكار وهو يندفع نحوها ويقاوم شفقة قلبه عليها " أتبكين !! .. أتتوقعين أنك ستؤثرين علي عندما تبكين يا بانة !!!"


انكمشت في رعب من اندفاعه .. فتنبه عقله لما يوشك أن يفعله .. ليتحكم في أعصابه مجددا ويعود للخلف .. ونظر حوله يبحث عما ينفث فيه دخان غضبه فأمسك ما وجده أمامه يحطمه .. وهو يخور كثور هائج ..



ركل .. وحطم .... في حالة هياج وهو يردد بهيستريا " أتبكين ! .. أمازلت تبكين ! .. ألديك القدرة على البكاء بعدما فعلت هذا من ورائي لمدة شهر وكأنك زوجة لذكر بط !!.. ( واستمر في التحطيم وهي تحمي رأسها بذراعيها ) كفى بكاء .. كفى بكاء .."



وقف أمامها ينهت بعنف.. ثم يركل من جديد .. متجاهلا الطرق العنيف على الباب وصوت والديه بالخارج.. ولم يتحرك لفتحه..


بعد دقائق كان الحاج سماحة يفتح الباب بالمفتاح الاضافي لديهم.. ثم انطلقت إلهام مسرعة إلى بانة التي تجلس القرفصاء تدفن وجهه في كفيها وهي تمتم بجزع " ماذا يحدث يا اولاد ؟ .. هل حسدناكم"


بينما أبيه يحاول دفعه خارج الشقة بالقوة حتى يهدأ .. وآية متسمرة لا تدري ماذا تفعل .


أفلت أحمد من والده ليتقدم نحوها في موجة غضب جديدة .. فاندفعت آية تقف أمام بانة التي مازالت على وضعها ودفعته بديها لتمنعه من التهور .. بينما يقول أحمد بتوعد" لا تتحركي من مكانك.. ولا تخرجي من باب هذه الشقة .. وحتى الصعود لشقة العائلة ممنوع " .



أمسك الحاج به مجددا ودفعه للخارج وهو يهدر فيه بعنف ليتوقف عن الصراخ ويكف عن الفضائح .



فوقف على السلم قليلا ووالده يوبخه أن يهدأ ليصيح أحمد بصوت عالي " أعطني يا آية مفاتيحي وحافظة نقودي وهاتفي من عندك .. أنا سأخلصكم مني جميعا ومن جنوني ".




يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-08-18, 12:55 AM   #1458

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



بعد حوالي ساعة كان أحمد يدخل مندفعا لحديقة فيلا غنيم ويطلب من أحد العاملين اخبار كامل بوجوده مهددا باقتحام المطعم وضربه وسط الزبائن إن لم يأتي إليه .. فأسرع العامل البسيط يبلغ الرسالة متحاشيا ذلك الرجل العصبي الذي يصارع ذباب وجهه .


دخل كامل متحفزا ويبدو عليه تخمين سبب زيارة إبن سماحة .. الذي كان يقف متخصرا في شرود يحدق الأرض .. لم ينبهه سوى لصوت كامل الذي سأل ببرود " اي خدمة ؟"



انتبه أحمد على الفور ورد ساخرا " أهلا .. جئت فقط لأقدم لك الشكر على مساعدة زوجتي من خلف ظهري "



وعاجله بلكمة في أنفه الكبير جعلته يرتد للخلف قليلا قبل أن يزمجر ويرد على أحمد بلكمة استطاع أن يتفاداها وتبعها عدة محاولات من كامل نجح أحمد في تفاديها وهو ينظر إليه بتحدي وكامل يزداد زمجرة .. إلى أن فشل أحمد في تفادي لكمة انفجرت بجانب عينه ليرتد ويرتطم جسده بسيارته .


لكنه استقام بسرعة ووقف أمامه وبدأ التناوش من جديد.. وأحمد يهدده بغضب "سأعلمك جيدا ما لم تتعلمه في بلدك من احترام حرمات البيوت "


زمجر كامل شاعرا بالإهانة " نحن أحرص على حرمات البيوت من أي أحد فاحفظ كلامك يابن سماحة "


ضربه أحمد أسفل خصره في موضع آلمه كثيرا وهو يقول " الأفعال أهم من الأقوال "



انتفض كامل مطلقا زمجرة عالية أعقبها الهجوم بكل جسده على أحمد ليلف عنقه بذراعه الضخم يلويه بقوة .. فتحامل أحمد على الألم الرهيب .. فهو يعلم جيدا أن كامل أكثر منه قوة .. لكن هذا لم يكن ليثنيه عن الانتقام منه .. وحاول تسديد له ضربات خلفيه موجعه ليفرج عن رقبته ..ويتخلص من ذلك الألم الرهيب لكنه لم يفلح حتى فوجئ بكامل يُجبر على ترك رقبته فجأة فاستدار ليعاجله بلكمة لكنه تسمر حين وجد سيد صبرة يقبض على رقبة كامل بنفس الطريقة وعلى ملامحه الغضب الشديد ويحني ظهر كامل للخلف .



وقف أحمد يسترد أنفاسه قليلا ثم قال " أتركه يا سيد حسابه معي أنا "


رد عليه سيد وهو يشدد على ذراعه " أخبرني ماذا فعل ولا تشغل بالك .. لم أستعمل عضلاتي منذ مدة .. وكنت أشعر أني أوشك على تغيير إسمي من سيد لسوسن إن لم أضرب أحدهم "


زمجر كامل بقوة كخوار الثور ينفض سيد عنه بغضب وهو يهدر " من الذي ستضربه !! دعنا نرى من منا سيتحول لسوسن اليوم "


وقف الأثنان يناظران بعضهما كدبين شرسين يتحركان على محيط دائرة .. كل منهما يبحث عن فرصة للانقضاض على الآخر .. بينما أحمد يحاول إثناء سيد عن ذلك " سيد أتركه لي فأنا اريد أن أخذ حقي منه بيدي "


رد سيد وهو يحدق في عين كامل .. وكأن كل منهما يصارع الأخر بعينيه مستمرا في الحركة حول دائرة وهمية في الأرض " ما يخصك يخصني أنسيت شعارنا القديم أنت تفكر وأنا أضرب "


هدر فيهم كامل بغضب" بل أروني أنتما الإثنان مدى قوتكما.. ولا تمثلا عليّ دور الفرسان بألا يهاجمني سوى شخص واحد في المرة .. إدخلا علي سويا .. وسأجعل منكما الاختين سوسن "


هدر أحمد يهجم عليه" أنت حقا وقح وسأرسلك لبلدك في تابوت خشبي"



ابتلعت بسمة ريقها وهي تقف على بوابة فيلا غنيم من منظر الثلاثة المتحفزين أمامها .. ولم تجلس في السيارة تنتظر سيد كما طلب منها منذ قليل بعد أن تلقى مكالمة من الحاج سماحة .. كان منظر الثلاثة مخيفا وبدى أن هناك معركة طاحة قادمة ..



لكن قطع ذهولها رجلا عجوزا يدخل الفيلا على عجل يتبعه شخصا ضخما آخر نسخة طبق الأصل من الشخص الذي يتعارك مع سيد وأحمد سماحة.. فاتسعت عيناها تتابع بإهتمام.


هدر العم غنيم في الشباب بقوة رغم صوته الضعيف .. لكن لم ينتبه أحد منهم لأول ولهلة .. فاندفع شامل بحمائية يقف أمام كامل ويقول " نهدأ من فضلكم يا شباب وكل شيء يحل "..


انتبه الجميع للعم غنيم الذي أمرهم مرة أخرى بعدم الاشتباك .. ثم توجه لأحمد وسيد يقول "ما الأمر لما أتيتما تهجمان على ممتلكاتي .. أستطيع أن أقدم بلاغا للشرطة حالا "


فرد أحمد بغضب" إفعل ما تريد .. لكن انتظر لتحدد صيغة التهمة هل ستكون اقتحام منزلا والتسبب في عاهة لأبنك أم قتله"



رفع غنيم عصاه التي يتوكأ عليها وأشار بها نحو أحمد ويقول " إخرس يا ولد .. وفهمني ماذا حدث"


رد أحمد بغضب " إبنك المحترم سمح لنفسه بالتواصل مع زوجتي دون علمي .. ويقابلها دون علمي .. ويتناقش معها ويخطط كيف ستصل لأهلها دون علمي "


رد كامل بصوت جهوري " لم أتعمد ذلك .. لكنها صاحبة الشأن كان علي إخبارها وهي من تقرر "


صاح غنيم في إبنه " هل أخبرتها ؟؟ ألم انهك عن إخبارها حتى نحصل على معلومات تفصيلية؟!!"



قال أحمد موجها الكلام للعم غنيم " أكنت تعرف بشأن الأخبار عن عائلتها يا عماه ولم تخبرني كما اتفقنا من قبل "



حاول غنيم السيطرة على غضبه واشاح بوجهه عن إبنه وقال لأحمد بهدوء " أردت أن أحصل على مزيد من التفاصيل أولا .. فما عندنا معلومة واحدة فقط .. ولم أحب أن أربك حياتكم دون فائدة"


رد أحمد ساخرا "ابنك قام بالواجب وتواصل مع زوجتي دون علمي .. وأعاشها شهرا كاملا في جحيم ترتعب من إخباري .. بل ويضغط عليها بكل وقاحة أن تسرع في القرار"



زمجر كامل وهم بالهجوم عليه وهو يردد "أنا لست وقحا "فامسك به شامل يمنعه بينما استعرض سيد الصامت يراقب المشهد صدره أمام كامل بتهديد .


فهدر العم غنيم " كفى "



ثم رفع عصاه ونغز بها إبنه بحركة عنيفه في صدره وهو يقول " أنت تخرس ولا تجادل في الخطأ .. مافعلته عيبا على رجولتك .. ولن أمرر لك كسر كلمتي "


نفض كامل توأمه بعيدا عنه .. قبل ان يخرج مندفعا خارج الفيلا .. جاعلا بسمة التي تشاهدهم بقلب مرتجف تنكش في رعب بجانب البوابة .. حتى ركب سيارته واختفى .. بينما تكلم شامل بحرج " اعتذر بالنيابة عنا جميعا لما بدر من كامل "


قال أحمد للعم غنيم " ألم نتفق يا عمي أن تخبرني بأي اخبار تصلك عن أهل بانة؟"


رد غنيم" قلت لك كنت منتظرا أن احصل على معلومات اكثر تفصيلا من عائلة الخازن عاد فالعائلة كبيرة وأعمام بانة عددهم كبير"



سأله احمد باهتمام "وهل وصلت لشيء ؟"


زفر غنيم واتكأ على عصاه ورد" للاسف لا .. جميع الاتصالات مقطوعة مع البلدة ولا يوجد حل سوى أن يسافر أحد "


بعد قليل كان أحمد يودع سيد عند السيارة بعد أن سأله " كيف أتيت إلى هنا؟"



فأخبره باقتضاب " أبي سماحة اتصل بي وأخبرني "


وقف أحمد يديه في جيب بنطاله ورد ساخرا " نأسف على إقحامك في مشاكلنا سيادة الموسيقار .. المرة القادمة حين يتصل بك أبي لتنقذني من أفعالي الطائشة تظاهر بالطاعة ثم تجاهل الأمر"



تطلع إليه سيد لدقيقة .. ثم اقترب منه وربت على فكه بعض التهديد وهو يقول " اقتلاعي من عائلة سماحة أمر ليس بيدك .. وإنما بيد الحاج والحاجة .. فلا تحسب نفسك مهما وتستطيع فعلها "



رد عليه أحمد يستفزه معترفا لنفسه أنه افتقده الفترة الماضية " ربما أكون غير مهم.. لكني لا أخاصم وأصدر فما ملويا كالنساء "


ابتسم سيد بسخرية ومال على أذنه وألقى فيها شتيمة وقحة .. ثم تركه وتوجه نحو سيارته وبسمة بداخلها تراقب الحديث بينهما باهتمام .. بينما وقف أحمد يراقب مغادرة سيارة سيد وهو يفكر في أمر بانة .. وسؤال مرعب يلح عليه هل كانت تخطط للسفر دون علمه !!!




***





بعد ساعة كان أحمد يبحث عن بانة في شقتهما وحين لم يجدها استشاط غضبا وصعد لشقة العائلة متوعدا .. فدخل يقول بغضب " ألم أمنعها من الخروج من باب الشقة .. كيف سمحتم لها بالصعود إلى هنا؟"



ضربت إلهام على صدرها تقول برعب " أتعني أن بانة ليست بالشقة ؟؟ لقد ترتكها نائمة منذ قليل"


قبل ساعتين :
ربتت إلهام على بانة المنهارة في البكاء واسندتها لتجلس على الأريكة تحاول تهدئتها فدفنت رأسها في حضن إلهام ..
بعد عدة محاولات من إلهام هدأت بانة وجلست شاردة تشهق بوجه مرقط بالأحمر من البكاء فبادرت إلهام بالقول" ماذا حدث يا بنيتي ؟"


لم تدري بانة ماذا تقول وكيف ستخبرها خاصة وأنها تشعر بالحرج من كونها كانت تتواصل مع كامل .. لكنها لم تكن تقصد إهانة أحمد ..فصمتت ولم ترد لتقول إلهام بلهجة أمومية " إسمعي يا بانة .. أنت تعلمين أني احبك وأني أعاملك كأروى وآية .. وكنت أريد أن أتحدث معك في موضوع لكني كنت أؤجله كثيرا وأعطيك مزيدا من الوقت .. ربما تغلبت على نفسك خشية أن تفهمي كلامي أني أضغط عليك .. يا بنيتي العلاقة الحميمية بالنسبة للرجال أمر مهم جدا لهم .. وكون شاب كأحمد بكامل صحته يعيش معك تحت سقف واحد كل هذه الفترة ويتحكم بنفسه من أجلك صديقني هذا أمر صعب .. ويجعل الرجل عصبيا غير مرتاح .. (وأكملت بنبرة أهدأ ) أنا لا أريدك أن تشعري أني أضغط عليك .. لكن قلبي يؤلمني على إبني أن يعيش محروما من الفتاة التي يحبها .. كما أني أنصحك لأني أحبك وأخشى من فقدانك .. ( ربتت على فخذها ) استعيدي من الشيطان الرجيم يا بنتي وجربي الحديث مع طبيب نفسي ربما وجدت عنده الحل .. وهذا الكلام كنت سأقوله لأروى أو آية لو كانت إحداهما مكانك "


أومأت بانة برأسها بينما دخلت آية تنظر إليها متكتفة لا تدري ماذا تقول لكنها دارت شعورها بالشفقة عليها وعلى احمد رغم انها لم تفهم ماذا يحدث بينهما ..


تحركت إلهام تقول "سأعد لك كوبا من عصير الليمون "


بمجرد أن تركت إلهام المكان قالت بانة " آية أرجوك أبلغي أبي أن أحمد قد يذهب إلى كامل "


سألتها آية باستفهام "كامل من ؟"


رد بانة وقد هاجمتها نوبة بكاء أخرى " كامل ابن العم غنيم .. سبب مشكلتنا أنني كنت أتواصل معه وأخشى أن يذهب ليضربه "


جزت آية على أسنانها وقالت بعصبية " ألم أقل لك أن مصدرا للبلايا "


ثم تحركت مسرعة لتخبر والدها بينما دفنت بانة وجهها في كفيها وانفجرت في البكاء ...
والتشتت .. والانهيار .. وعدم التوازن ..
وحوشا تنهشها دون هوادة .


***



طالعته وهو يقود السيارة بصمت أضحى ملازما له منذ مدة ليست بالقليلة .. حتى قبل أن يتواجها وقبل أن تخبره بقرارها بالاستمرار معه لكنه بات أكثر صمتا منذ أن خرج من المستشفى

..
الوضع كله بعد خروجه من المسشفى أضحى مختلفا .. لقد سارع بشراء بيتا في بلدتها بل خرج من المستشفى عليه بعد أن تولى أهلها تأثيثه ببعض الضروريات .. ثم عاد للعاصمة منذ شهر تقريبا ليغرق نفسه في أعماله .. غير رقم هاتفه ولم يعد يبحث فيه كثيرا كالسابق

..
خصص لها أوقاتا اسبوعية يخرج معها تارة تلف المحلات تشتري ما تحتاجه وتارة يتناولون الطعام في أحد المطاعم حتى أنه أخذها ذات مرة لتجمع يضم بعض الفنانين يعرفهم عليها كزوجته

.
لكنها لا تشعر بالسعادة ..
ولا تشعر به سعيدا أبدا

..
على الرغم من أنه بطبيعته حنونا رقيق القلب مع الاناث عموما بما يتعارض مع هيئته .. وعلى الرغم من أنه يحاول ملاطفتها من حين لآخر وفتح بعض الاحاديث معها وسؤالها عن بعض الاشياء التي تخصها

..
لكنها تشعر به فاتراً تجاهها .. متكلفا كمن يجاملها .. كمن يتصنع المرح في وجودها .. كمن يتصنع ابتسامة لا تمس قلبه أبدا

..
كل هذا يحزنها .. يبكيها داخليا ..



لم تعد تشعر بأي شيء مما يهديه لها ..



لم تعد تشعر بلذة الخروج للتجول في العاصمة كما كانت تحب ..



حتى علاقة الفراش والتي وصتها والدتها حين أخبرتها بما حدث بينهما .. وقد منعتها وتوسلتها وقتها ألا تفكر في مسألة الطلاق خشية من الفضيحة .. أن تركز على علاقة الفراش بحجة أن هذه الأمر مفتاح الرجال.. وأن عليها تتفنن فيه لتكسبه من جديد .. أصبح ثقيلا جدا عليها .. بل أصبحت تشعر بالإهانة في كل مرة يلتقيان .. رغم لطفه ومجاملته لها أثناء اللقاء.. لكنه كإنسان الآلي فاقدا للروح .. رغم انتظامه في هذا الأمر أكثر من ذي قبل كمن يضع جدولا ويسير عليه

..
وكأن تعرية الحقيقة لم يعطي مجالا لهما أكثر للإدعاء والتظاهر .. فأصبحا غريبين يلتقيان في الفراش لمتعة لحظية يتبعها شعورا بالإهانة من جانبها وبجرح في الروح

..
تذكرت حين أخبرتها إحدى صديقاتها في البلدة حين اشتكت لها فتوره ناحيتها أول زواجهما أن أشارت عليها بشراء بدلة رقص !! .. واستنكرت الأمر جدا بل وشعرت بالإهانة أن تكون بسمة التي لهث وراءها شباب بلدتها والقرى والمجاورة وتقوم بأمر كهذا من أجل أن تميل قلب زوجها !!




كل هذا جعلها هذا الأسبوع ترفض لقاء الفراش مدعية أي عذر .. ولم يبدي هو أي اعتراض من جانبه .


وكالعادة حين تذهب في النوم ينسحب من جانبها لينام على الأريكة في غرفة المعيشة متخذا عدم رغبته في جرحها إذا ما تكلم وهو نائم بما قد يجرحها عذرا.


سألها سيد بلطف بات يغيظها " هل تفضلين المطعم الذي ذهبنا له آخر مرة أم نجرب واحدا جديدا ؟"


تجاهلت سؤاله وقالت ببرود " لا أفهم لمَ يتصل بك الحاج سماحة لتحل له مشكلة إبنه ..هل تعمل لديهم حارسا شخصيا "



انقلب وجهه الهادئ فجأة ليهدر بصوت ارتج في جنبات السيارة " ماذا حدث لك يا بسمة ؟؟ لم تكوني أبدا بهذا الشكل !! .. وما هذا الجنون الذي تتشدقين به ؟؟ .. ألا تعلمين من هو الحاج سماحة وإبنه بالنسبة لي!!"


ارتعب قلبها وانفجرت في البكاء ليأخذ نفسا عميقا يحاول التماسك والتحكم في غضبه ويستغفر الله ثم تكلم بصوت هادئ على قدر ما استطاع رغم أن في داخله يتمنى لو يستمر في الصراخ عله ينفس عن بعض الضغط الذي يضغطه على أعصابه " من فضلك يا بسمة اتفقنا أن آل سماحة خط أحمر .. وأنت تعلمين ماذا يمثلون بالنسبة لي .. ولا أرى أن هذا يجرح كرامتك بأي شيء أن يطلب مني الرجل الذي رباني أن امنع الشخص الذي أعتبره أكثر من أخي من أن يتهور ويعرض نفسه للأذى .. كما أن كامل هذا وأخيه يفوقانه قوة خاصة مع مشكلة ركبته .. فأرجوك ألا تتدخلي في موضوع آل سماحة مرة أخرى "


مسحت دموعها واشاحت بوجهها للنافذة فسحب نفسا عميقا يذكر نفسه بالصبر ثم وضع سماعة الهاتف في أذنيه يستمع لأغنية من الأغاني التي تستمع إليها آية مؤخرا..


صحيح أنه لم يعد يتواصل معها أبدا منذ ذلك الوداع الذي عاد منه بلا روح .. ولم يعد يكتب إليها على الفيسبوك .. ولا يعرف عنها أخبارا سوى ما يلملمه من هنا وهناك ويعتمد فيه على وائل وعمرو وأحيانا أروى ..


لكنه يتابع ما تستمع إليه من أغاني على تطبيق الساوند كلاود .. كلما استمعت لأغنية يستمع إليها هو أيضا .. ويضع هو الأخر أغان على صفحته آملا أن تسمعها في المقابل .. محاولا التعامل مع ذلك الشعور الحارق في صدره .. ويشعره وكأنه معاقا فقد جزءا من جسده ..


داعبت كلمات الأغنية التي شاركتها على صفحتها أمس أذنه ومزقت قلبه :


استشف الوجد في صوتك ..آهات دفينة ..
تتوارى بين أنفاسك .. كي لا استبينه
لست أدري أهو الحب .. الذي خِفت شجونه ؟!.!
أم تخوفت من اللوم .. فآثرت السكينة!!


الألم ليس كأي ألم مر به من قبل وهو الذي إختبر الكثير منه .. ولا يعتقد أن كل من يقعون في الحب يشعرون بهذه الآلام المبرحة .. لكنه وعد نفس بأن يتحمل .. آملا في الفرج .. عمرو قال له (ما ضاقت إلا فرجت ) وأن ثقته في الله هي الطريق الوحيد نحو الخلاص .. وهو صدقا يريد الخلاص .. يريد الراحة التي هو أبعد ما يكون عنها .


ركز في الطريق أمامه وتذكر تلك الليلة التي دخل فيها المسجد بعد طول غياب.


منذ شهر :
عند إقتراب آذان الفجر وقف أمام المسجد الكبير في حي سماحة يلتصق بسيارته مترددا .. إنها الليلة الأولى له في العاصمة بعد أن عاد من بلدة بسمة بعد قضاء فترة نقاهة فيها.. حاول خلالها الصلاة في المنزل أكثر من مرة لكنه كان يشعر بالارتباك والرهبة.


فأجل الأمر رغم إلحاحه عليه حتى يعود للعاصمة وأراد أن تكون أول صلاة له في مسجد الحي ربما لأن أول صلاة صلاها في حياته كانت مع الحاج سماحة الذي حاول كثيرا في إلزامه بها لكنه بمجرد أن استقل بعيدا عن جلبابه تكاسل عنها.


لمحه عمرو في تلك الليلة فإقترب منه يسلم عليه بعد مدة لم يره وحين سأله عن سبب وقوفه لم يجيب لكنه ظل متسمرا يحدق في المصلين الذين يدخلون المسجد بعد رفع الأذان ..



سأله عمرو متفاجئ" هل ستصلي معنا اليوم؟ "..
ابتلع ريقه ولم يرد .. سحبه عمرو فاستجابه له .. لكنه توقف



عند باب المسجد يقول لعمرو بتوتر "سأنتظر قليلا "..


فضيق عمرو عينيه في تساؤل ليقول سيد " إذهب وسألحق بك " لكن صاحبه رد عليه بإصرار " بل سأبقى حتى تدخل معي ".


حين تشخصت هيئة الحاج سماحة من بعيد بدأ يشعر بالإطمئنان .. وحين اقترب منه وابتسم له تملكته رغبة غريبة في البكاء تحكم فيها بصعوبة.


ربت الحاج على كتفه بمحبة يقول " كيف حالك يا سيد أخيرا رأيناك بعد أن ذهبت بعيدا عند نسائبك .. اشتقت لك يا بني "


فابتسم سيد وقبل كتفه ولم يعلق.. كان غير قادرا على الحديث .. فقال الحاج وعلامات البشرى تنير وجهه " هل ستصلي الفجر بجانبي اليوم ؟""


أومأ سيد برأسه .. فلاحت علامات الفرح على وجه الحاج وسبقه للداخل ..


بمجرد أن خطت قدماه للداخل سقط عنه ذلك التوتر الذي كان يربكه.. وتسللت إلى نفسه السكينة والهدوء .. شجعه عمرو وأرشده فوقف بجانب الحاج سماحة كتفته في كتف ذلك الرجل الذي رباه بينما أحمد كان يقف على الجانب الآخر من أبيه .. فتذكر وقت أن كان يصلي بجانب الحاج كان ضخما عملاقا بالنسبة له كسيد المراهق .. أما الآن فيجد نفسه اطول وأضخم من الحاج الذي أوهنه العجز .. لكنه لم يشعر بالتفوق .. بل شعر بالخزي من نفسه .. أن وصل لهذه الضخامة ولم يدخل المسجد الا الآن.. بعد هذا الغياب الطويل ... الطويل جدا ...


أين كان كل هذا!!
لم كان ضائعا؟ .. ومالذي كان يمنعه ؟
بل إن وهن الحاج سماحة اشعره أن الدنيا زائلة .. أن قوته هذه ستزول يوما فماذا فعلت للغد يا سيد؟


أول سجود له بعد غيبة طويلة ناجى ربه بما في صدره طالبا منه الهداية والصبر معترفا بكل ذنوبه ..


ومنذ تلك الليلة انتظم في الصلاة ..


وكلما مرت الأيام شعر بإمتلاء ذلك الفراغ الأبدي في تجويف روحه شيئا فشيئا... لكنه مازال يتألم وكأن الألم أضحى جزءا منه.. ومازال يشتاقها وكأن الحرمان كتب عليه للأبد ..


عادت كلمات الأغنية تهمس له بوجعه :


فرشت لي درب الهوى بهجة ..
كالنور .. في جنة صبح ندى.
وكنت إن أحسست بي شِقوة ..
تبكي كطفل خائف مجهد..
وبعد ما أغريتني لم أجد..
إلا سرابا عالقا في يدي..
لم أجن منهُ غير طيفٍ ..
سرىوغاب عن عيني
ولم أَهتَدِ


لاحظ شرود بسمة فوغزه الشعور بالذنب مجددا فربت على يدها برفق أغاظها منه واغاظها من نفسها .. وسألت نفسها .. ماذا تريدين بالضبط يا بسمة .. لن يعود ابدا كالسابق بل لم يكن أبدا هناك سابق .. هي تعلم أنه ليس بكليته معها منذ ان تزوجا .. ومؤخرا أصبح بلباقته ولطفه معها يعصبها وغضبه منها يحزنها..


حين انتهى مقطع الأغنية التالي :
لا تقل أين ليالينا .. وقد كانت عذابا
لا تسلني عن أمانينا.. وقد كانت سرابا
إنني أسدلت فوق الأمس.. سترا وحجابا
فتحمل مُر هجرانك .. واستبق العتابا


حاول تشتيت الصمت الذي يغيم على الأجواء والتغلب على ذلك الوجع الذي لقي صداه في صدره بسبب ما ترشقه الصغيرة في قلبه من سهام حارقة .. فقال ببعض المرح " تذكرت الآن مطعما رائعا لم آخذك إليه "




قبل أن تجيب رن هاتفه فأجاب " نعم أبي الحاج.. لا تقلق على أحمد كنت معه منذ قليل .. ماذا .. أين ذهبت بانة وماذا حدث !!"




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-08-18, 12:56 AM   #1459

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

نظرت لإبنها الذي لم يرفع عينيه عنها منذ أن دخلا .. صحيح يأتي يلاطفها من وقت لآخر لكنها لا تشعر بالراحة وهو يولي جل انتباهه لزوجته ..


باتت تكتشف فيه جوانبا لم تلحظها من قبل .. لم تراه أبدا مهتما بفتاة .. ولم يمر بمرحلة مراهقة كالشباب من قبل.. ولم يبدي أي اهتمام أمامها بأي أنثى حتى حين حاولت في السنين الأخيرة إقناعه بالزواج من سماح لم تشعر به مهتما بالفكرة .. وحين قررت عدم الضغط عليه متحسرة على ضياع ابنة أخيها التي تراها تناسبه جدا وبدأت في عرض بعض الفتيات الأخريات عليه لم يبدي إهتماما .. حتى أنها خشيت أن تؤثر نشأته الملتزمة المستقيمة على علاقته بزوجته المستقبلية .



لكن ما تراه منذ أن قرر الزواج من إبنة إلهام والذي لم تفهم حتى الآن لمَ ظهر فجأة دون سابق إنذار .. فالفتاة يعرفها منذ أن ولدت ولم يظهر عليه أي اهتمام بها .. يشعرها أحيانا أن هناك أمرا غريبا .. وتستعيذ من الشيطان الرجيم حين تتذكر كلمات سلوى زوجة أخيها أن ربما قامت إلهام بسحر معين لتفك عنوسة إبنتها الكسيحة .. وتقاوم الاقتناع بتلك الفكرة رغم أن السحر مذكور في القرآن .


هذا الوله الذي في عينيه تجاه هذه الـ أروى يغيظها .. وبرودها ودلالها عليه يستفزها .. ربما لم تكن لتشعر بذلك لو لم يكن مهتما بها إلى هذا الحد المتطرف .. وكأنه لم يرى أنثى غيرها في حياته ..



زفرت عفاف وهي تهمس في سرها أن كل الدلائل تؤيد كلام سلوى .



إقترب منها يقول بلطف " أتعبناكي يا أمي لم نكن نريد أن نتعبك "


استدارت إليه تقول" ليس هناك تعب لقد طلبت وجبة سمك من المطعم وقمت أنا بعمل بعض الأرز بجانبه "


قبل يدها يقول" كنتِ طلبت الأرز مع السمك لترتاحي "..


ردت بتهكم " لو كانت زوجتك تستطيع الطهي لما اجهدت نفسي "


غامت عيناه بالحزن .. وربت على كتفها قائلا بلهجة محبطة لم يستطع إخفائها " هل تريدين أن اساعدك في شيء يا أم عمرو ؟".



شعرت بالندم أن إندفعت في حديثها فردت بسرعة " شكرا يا حبيبي .. سيكون الأكل جاهز بعد قليل"


على مائدة الطعام بعد قليل لاحظ عمرو أن أروى تلهو بالملعقة في طبقها كالعادة فقال هامسا بسخرية " كنا نتحدث أننا سنأكل مثل الناس الطبيعيين "


ردت بحنق هامس" أنا آكل يا عمرو "


قال هامسا " السمكة أمامك لم تمس (وعقد حاجبيه قليلا ثم أكمل ) لا تقولي لي أنك لا تأكلين السمك لقد أكلتيه في كوريا "


زمت شفتيها كالأطفال قليلا ثم تكلمت بهمس محرج " هذا النوع كثير الشوك وأمي كانت تنزعه لي "


انعقد لسانه للحظة ثم همس باستنكار " لا تعرفين كيف تنزعين الشوك !!! ( واخفي عينيه بكفه قليلا يتصنع الصدمة ثم أكمل ) تزوجت إمرأة لا تعرف كيف تنزع الشوك من السمك !!"


زمت شفتيها كالأطفال ثم ردت " لا يوجد لدي صبر لذلك وحين أنتهي من المهمة أشعر بالشبع ولا آكل "


رفع حاجبه ثم قال بصوت خافت وقد بدأ في فتح السمكة واستخراج الشوك منها" تتدللين أروى هانم وهذا سيثقل دينك عندي "


فنظرت إليه بنظرة ذات مغزى كأنها تنفخ في الجمرات فيتنحنح متحكما في ملامحه الوقورة ..



راقبته عفاف وهو يزيل الشوك من السمك لأروى فمصمصت شفتيها ثم قالت " لم تأكل يا مرمورة حتى الآن "


نظر إليها عمرو نظرة عتاب.. وإن كان أقل حرجا من ذي قبل بينما كتمت أروى ضحكتها فقال لوالدته " هيبتي أمامها يا أم عمرو .. كيف تدلليني أمام زوجتي "



فتدخلت أروى تقول ضاحكة " أنا أيضا سأناديك مرمورة " فحشر السمك في فمها بغيظ وهو يرميها بنظرة متوعدة .



حين فرغ من الطعام ودخل عمرو ليصلي حاولت أروى الانضمام إلى عفاف في المطبخ تجاذبها اطراف الحديث لكن الأخيرة كانت مصمتة تماما وترد باقتضاب .. فانسحبت مستسلمة نحو غرفة المعيشة مجددا .. لتلحق عفاف بإبنها وانتظرته يختم الصلاة ثم سألته في لهفة " هل ذهبتم للطبيبة النسائية ؟"


زفر عمرو وقال " أمي نحن لم نتعدى ثلاثة أشهر متزوجين وهذه المرة الثالثة التي تسأليني فيها عن هذا الموضوع "
ردت عفاف بعصبية " أنا أريد أن أطمئن على أنها تستطيع الإنجاب "



تغير وجه عمرو وقال بصرامة " أمي هل سنفتح هذه الحديث مجددا ؟!!"



غامت عيناها بالدموع وقالت " أنا مشتاقة لأن أحمل أبنك يا عمرو أنت تعرف أني أحب الأطفال وتمنيت أن يكون عندي الكثير منهم "



اشفق عليها .. وتحير هل يخبرها أنهما قد قرر تأجيل هذا الأمر أم لا .. فحاول تفادي قلقها قائلا " لقد ذهبنا بالفعل و الطبيبة أخبرتنا أن كل شيء طبيعي وعلى مايرام .. أتركي الأمر يا أمي كل شيء مقدر ومكتوب .. ونحن مازلنا عروسين .. ولا نريد أن نستعجل الانجاب "



قالت بمسكنة " أتمنى أن أحمل أولادك قبل أن أموت "



قبل رأسها ودعى لها بطول العمر حين جاءه اتصالا يخبره أنهم يبحثون عن بانة .. ليتنزل إليهم مسرعا ..


***


وقف أحمد متوترا أمام بوابة البيت يحاول الاتصال بها لا ترد ولم يستطيع التخمين أين ذهبت .. أتصل بآل غنيم فلم يراها أحد .. وهاتفها مرارا وتكرارا ..



يشعر أن عضلة قلبه ستتوقف .. ولم يدري ماذا يفعل .. إنها لم تأخذ معها سوى هاتفها بينما أمه تقف خلفه في صمت في الشارع تقبض على قلبها في قلق وعمرو والحاج يتحدثان .


سأله وائل بتوتر "هل تشاجرتما؟" .. فأومأ أحمد برأسه وهو يرفع الهاتف على أذنه يتصل بها مجددا .


ظهرت آية من خلف أمها تقول" لا أعتقد أنها قد غضبت مني حين قلت لها في لحظة غضب أنها سبب كل البلايا "


طحن أحمد ضروسه ونظرلها نظرة عتاب آلمتها .. رغم أنها مجرد نظرة لكنها تألمت أن أغضبته وتعجبت من ذلك الشعور فهتفت بغيظ " نحن لسنا في روضة أطفال يا أحمد .. كيف تجعلها جملة كهذه تترك المنزل .. أنا أرى أنها عاقلة بما يكفي لأن تدرك أنها جملة عارضة في لحظة إنفعال ".



تدخلت إلهام تقول وهي تضرب على صدرها بقلق "ربما أكون أنا السبب هذه المرة .. أين ذهبت إبنتي يا إبراهيم .. تركتها نائمة في شقتها .. أين ذهبت المسكينة "


اقترب برقوق يتهادى يديه في جيب بنطاله وقال " أنا رأيتها تخرج من البيت .. وسارت حتى آخر الشارع ثم أوقفت سيارة أجرة ( ثم مط شفتيه وأكمل ممتعضا ) حتى أنها لم تلق علي السلام وكأنها لم تقابلني يوما"



فسأله أحمد بلهفة "هل كانت تحمل أي شيء أو تتحدث مع أحد على الهاتف ؟"


فرد برقوق " لا.. فقط حقيبة يدها"



تحرك أحمد نحو سيارته منطلقا يبحث عنها .. فحاول عمرو اللحاق به حين لمح في الناحية المقابلة أروى تحرك كرسيها في الشارع فهرول إليها يقول بجزع " لما خرجت وكيف تنزلين الشارع يا أروى بدون مرافق "


ردت عليه بقلق " بالمصعد نزلت والحمد لله الجانب المنزلق الذي صببته بالأسمنت على السلمتين عند بوابة العمارة ممتاز جدا ساعدني على النزول .. هل علمتم أين بانة ؟"


جز على اسنانه وحدجها بنظرة خطرة فهتفت" هل ستترك كل شيء لتتشاجر معي الآن ؟!! أوصلني عند أمي واذهب مع أحمد "


طالعها بنظرة متوعدة ثم حملها ليصعد بها عند بيت عائلتها .. بينما ركن سيد سيارته بجانب المقهى ليخرج منها بسرعة.. لكنه لم يخرج منها وحده بل خرجت بسمة التي أصرت ألا يعيدها للبيت أولا وأن تذهب معه .. وهو لم يكن لديه طاقة للصبر خاصة مع رغبته في اللحاق بالمجموعة .
قال لها بلباقة " انتظريني في الخن .. أرشدها للمكان يا طأطأ "



ردت بسمة " سأسلم على خالتي إلهام أولا"


جز على أسنانه يشيح بوجهه بعيدا عنها وعن صغيرته التي تقف عند البوابة .. فهي أول من لمحه وقت أن اقترب بالسيارة .. تلك القزمة التي ترتدي بنطالا من الجينز وبلوزة طويلة باللون السكري حتى ركبتيها وحجابا بلون البنطال ..
راقبته بسمة يشيح بوجهه للناحية الاخرى ويتصل بهاتفه .. فلم تدري أعليها أن تحزن لأنها في حضرة غريمتها أم تفرح لأنه يحتفظ بكلمته لها بألا يجرحها ..


تفرح !! ..



يالعجب.. هل وصل بها الحال أن تفرح لأن زوجها أوفى بوعده لها بألا يجرح مشاعرها !!..



شعرت به مرتبكاً.. وشعرت بنفسها لأول مرة في حياتها ضئيلة لا تملأ الحيز المفروض عليها مِلئه ..



مالذي فعلته لتكون سيئة الحظ هكذا؟.. لقد أضحت بسمة اخرى منذ ان حضرت للعاصمة فتذكرت المثل القائل (من خرج من داره قل مقداره)



بسمة الوديدي ..بعد حياة (السفيرة عزيزة ) في بلدها .. تحولت للاشيئ منذ أن تزوجت سيد وحضرت إلى العاصمة ..


أكانت تعتمد على جمالها فقط طيلة حياتها وعندما لم يهتم سيد بهذا الجمال بل واكتشفت بغرامه لشابة تصغره بكثير ..



أدركت أن ما كانت ترتكز عليه كأهم ما يميزها كبسمة لم يعد له قيمة فأصبحت ( مجرد إنسان ) !!


أما آية فتحركت مسرعة للداخل بمجرد أن خرجت زوجته بصحبته .. لم تكن تهرب من المواجهة بل كانت تخشى من تهورها ..



تخشى أن تضعف ..



تخشى أن تخونها أعصابها فتجري عليه تتعلق برقبته تطلب عناقا يروي ذلك الشوق الذي يضنيها ..وتطمئن على صحته وهي تراه ضعيفا واهنا ..



وحين سمعت أمها تصر على أن تصعد بسمة للمنزل بدلا من أن تنتظره في الخن هربت إلى سطح البيت ..

ووقفت تراقبه من فوق يرفع الهاتف على أذنه فخمنت أنه يتصل بصبيانه في الحي يسألهم إن لمح أحدهم بانة ..



بعد قليل لمحته يرفع أنظاره نحو السطح وطالعها من ذلك البعد بنظرة طويلة .. فتورات بعيدا واختفت خشية أن تضعف ..



وقضت الساعات التي تلت فوق البيت الخشبي تتطلع للشارع الخلفي وتتصل بأحمد كل فترة لتعرف الجديد.


***


دلفت إلى الغرفة المتهالكة فوجدت أعمامها الثمانية يتحلقون حول سرير.. بينما عمتها تمسد على شخص مستلقي على السرير ..اقتربت لتجد والدها .. فجرت إليه في فرح تهتف " أبي أبي "


فتح عينيه التي اغرورقت بالدموع حين رآها فنهض يضمها وهو يبكي.. فبكت هي الأخرى فقال " اشتقت إليك ابنتي ..اشتقت إليك يا بانة كنت انتظرك "



ردت " وأنا كنت ابحث عنك يا أبي "



أخفت رأسها في صدر أبيها وبكت .. بكت كثيرا ليأتي صوت أحمد من خلفها يسحبها من برفق ويقول" هيا يا بانة لابد أن نعود "


فصرخت " لا أريد .. أريد أن أبقى مع أبي يا أحمد "


أطرق أحمد رأسه بحزن .. ثم أخرج من جيبه إسوارة ألبسها إياها ورحل ..


صرخت تجري وراؤه" أحمد .. أحمد .. أحمد "


" استيقظي يا أختاه استيقظي " فتحت عيناها تنادي باسمه ثم تنبهت أنها كانت تحلم ودموعها تغرق وجهها .



تكلمت المرأة التي أمامها " هل أنت بخير ؟ .. لقد كنت تبكين أثناء غفوتك وتنادين على أحدهم "


تنبهت بانة وتطلعت حولها تتساءل هل نامت في المسجد؟؟!!.
نظرت للشبابيك فلم تجد نور النهار فسألت المرأة بجزع " كم الساعة؟"



ردت المرأة "الثامنة والثلث "


جحظت عيناها .. لقد نامت حوالي 5 ساعات فاسرعت تخرج هاتفها من حقيبتها التي كانت تتوسدها أثناء النوم وارتعبت من عدد الاتصالات الفائتة التي لم ترد عليها وبالطبع النصيب الأكبر كان من أحمد ..



ازدادت ضربات قلبها في عنف .. ولم تعلم ماذا تفعل .. أحمد لن يتوانى عن قتلها هذه المرة .


من بين الاتصالات وجدت أن الحاج سماحة اتصل بها عدة مرات هو الآخر فاتصلت به أولا..



كان الحاج وقفا في الشارع منذ العصر وحوله الشباب الأربعة ومنهم أحمد الذي عاد لنقطة الصفر دون أن يجد شيئا .. في حالة عصبية سيئة أقلقت الجميع عليه .


حين رن هاتفه ووجد اسمها تجمد الدم في عروقه لا يعلم كيف ستكون المكالمة.. خاصة بعد أن أنتحى أحمد به جانبا منذ قليل وأطلعه على سبب الشجار بينهما.. فطلب منه ألا يخبر إلهام حتى لا تشعر بالقلق .


نظر إليهم فشحب وجه أحمد وأمسك بذراع وائل وتعلقت أنظار الجميع بالحاج وقد علموا هوية المتصل .


رد الحاج متصنعا الهدوء " السلام عليكم أين أنت يا بانة "
تكلمت بانة بارتباك " أبي لا تقلقوا أنا في مسجد ( .... ) شعرت بحاجتي الماسة لزيارته وغفوت لا أدري كيف ولم أستيقظ الا الآن .. حتى الهاتف كان على الوضع الصامت .. هل أحمد بخير أنا أخشى الاتصال به ."


اشار لهم الحاج بيده يطمئنهم ثم قال "انتظري مكانك وسنأتي لنأخذك حالا "


أغلق الخط ..وقبل أن يسأله أحمد عن مكانها متلهفا قال للشباب" أرى أن أذهب أنا وأحد الشباب لإحضارها .. وينتظرنا أحمد هنا "



هدر أحمد باعتراض " بل أنا من سيعيدها يا أبي أرجوك أخبرني أين هي .. لن أتحمل الانتظار "



شعر الحاج بحالة إبنه واشفق عليه " حسنا سآتي معك وإياك والتهور الفتاة غفت في المسجد ولم تشعر بشيء ".


بعد حوالي نصف ساعة كان أحمد يقف بسيارته في منتصف الشارع أمام أحد اضخم مساجد العاصمة ليترجل في عجلة ويتجه نحو بانة التي كانت تقف على الرصيف ..





رأته يخرج من السيارة مندفعا تاركها في وسط الشارع فعلمت أنه ليس في وعيه وتوقعت رد فعل قوي لحماقتها .. فوقفت منكمشة يضرب قلبها في صدرها بقوة.. لينقض عليها يقبض على ذراعها في عنف .. فلم تتكلم وهي تسمعه يقول من بين أسنانه بهيئة مخيفة لم تراه عليها من قبل " يبدو أن كلامي لم يعد له أهمية عندك وأنك تعتبرين نفسك لست متزوجة "


همست في توسل " أحمد أرجوك .. سأشرح لك .. أنت تؤلم ذراعي "



تدخل الحاج سماحة بسرعة يخلصها من يد إبنه ويحيط ذراعه حول كتفيها وقد استشعر الرعب البادي عليها .. فهدر أحمد في الشارع وقد جن جنونه " أتركني يا أبي .. أتركي ولا تتدخل أرجوك .. إنها لا توليني أي اعتبار في حياتها "


شدها الحاج من يده ليخلصها من عصبيته وأجلسها في السيارة في المقعد المجاور للسائق ثم استدار يجلس هو أمام المقود وقال وهو يحرك السيارة بينما أحمد لا يفهم ماذا يحدث " سنتحدث في كل ما تقوله لاحقا حين تهدأ .. أتبعنا بسيارة أجرة أو سيرا على الاقدام "


ثم تحرك بسرعة واحمد ينادي عليه باستنكار .. استدارت بانة تشاهد صورة أحمد الذي يصارع ذباب وجهه تبتعد وقالت من بين دموعها " أبي أخشى أن يتسبب في مشكلة "



رد وهو يركز على الطريق " إبعادك عن ناظريه الأن حتى يهدأ هو أفضل حل "


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-08-18, 01:09 AM   #1460

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

صرخ سيد في الهاتف" قلت انزلي يا بسمة .. بانة وجدوها وعلينا أن نرحل "..


شعرت بالحرج واستقامت تمسك بحقيبتها وهي تتمتم " سأنزل يا سيد لا داعي للصراخ "



قالت إلهام بحزم "قولي له أن يصعد أنا أريده "


تمتمت بسمة بارتباك " خالتي تريدك أن تصعد "


سمعته يستغفر ويحوقل في عصبية قبل أن يغلق الخط ..



وشعرت بالاختناق .. منذ أن دخلت وهي تنتظر خروج آية تريد أن تتفحص غريمتها عن قرب هذه المرة.. لترى ما بها أفضل منها لكنها لم تظهر .. هل تتجاهلها ؟ .


بينما أروى تعاملت معها ببعض الرسمية والبرود لم يكن موجودا من قبل .. فما هو سبب ذلك التغير في معاملتها ؟.



راودتها نفسها لأن تخبر الخالة إلهام عن وضعها مع سيد ودور آية في الموضوع لتهد المعبد فوق رأس الجميع لكنها خشيت من رد فعل سيد .. إنه مرعبا حين يغضب .



نادى سيد من على السلم لا يرغب من الصعود أكثر .. ورائحة البيت تتسلل إلى رئتيه لترد له روحه وكأنه يشم رائحة آية .



خرجت إليه إلهام تقول " طمئني عليك يا حبيبي بسمة تقول أنك كنت بالمستشفى .. هل إبراهيم كان يعرف .. كيف لا يخبرني أحد يا أولاد "



حدج سيد بسمة الواقفة خلفها عند باب الشقة بنظرة غاضبة ثم قال وهو يلثم يد إلهام " أنا بخير يا أمي لا تقلقي كان ارتفاعا مفاجئا في الضغط وانتهى على خير "



ردت عليه إلهام " لكنها تقول أنك مكثت في المستشفى عدة أيام .. صدقني وقتها ظللت أقول لهم قلبي مقبوض ولم يخبرني أحد "



رد سيد بلطف "كان أمرا بسيطا صدقيني يا أمي"


قالت إلهام " افتقدك يا سيد واشعر أنك لست على مايرام يا بني .. تغيب أياما كثيرة دون أن أراك وتكتفي بمهاتفتي .. "


لثم يدها مجددا يقول " وأنا اشتاق لجلستك يا غالية .. إدعي كثيرا يا امي فأنا بحاجة لدعائك وأعدك أن أعزمك أنت وأبي الحاج عندي قريبا ونجلس ونتحدث وتشبعين مني "



رددت إلهام وهي تودعه " ربنا ييسر لك كل عسير .. ويسعدك يا سيد وينير طريقك يا ولدي "



***


ألقت بانة بنفسها في حضن إلهام باكية تقول " أقسم بالله يا أمي لا أدري كيف اتخذت قراري بالذهاب للمسجد دون أخبار أحد .. كنت أريد أن أشعر بالراحة واشتقت للمسجد والصلاة فيه فوجدت نفسي أرتدي ملابسي وأضع نفسي في سيارة أجرة .. وهناك صليت وغفوت دون أن أشعر "



ضمتها إلهام بحنان تقول " الحمد لله أعتقدت أن كلامي ضايقك "



ردت بانة" انا أعلم أني عندك كأروى وآية وما قلتيه كنت محقة فيه تماما ".


صوت محاولة فتح الباب من الخارج لكنه كان مغلقا من الداخل ثم ضربات عنيفة عليه أخبرتهم أن أحمد قد وصل قبل أن يصيح " إفتحوا الباب .. لابد أن أتحدث معها الآن وفورا "



قالت إلهام "سيكسر الباب يا إبراهيم .. وإغلاقنا للباب سيزيد من عصبيته .. أخشى أن يحدث له مكروها بسبب تلك العصبية .. قلبي عليك يا ولدي صوته أصبح مبحوحا من الصراخ "


فتح الحاج الباب ووقف يسد الطريق قائلا " هل ستدفعني لتدخل أم ماذا ؟"


قال أحمد وهو يضرب الحائط بقبضته " أريدها أن تخرج حالا .. اريد زوجتي يا أبي حالا ..ولن أمشي حتى آخذها معي .. الآن.. وفورا "


هدر الحاج فيه " هل تهددني يا ولد !!"


ضرب أحمد مجدد بقبضته يصيح " لن أوذيها يا أبي أعدك .. سأكون هادئا .. لو كنت أنوي أذيتها كنت فعلتها منذ مدة وهي تعلم جيدا ماذا فعلت من أجلها ولم تقدره أبدا "


هم الحاج بالرد عندما خرجت بانة من جانبه تقول بهدوء ووجه منتفخ من البكاء "سأذهب معه يا أبي لا تقلق علي "


رد أحمد ساخرا " جميل .. بدأت تدرك أخيرا أن لها زوجا عليها طاعته .. يبدو أن أسلوب الهمجية يؤتي بثماره معها "


ابتعلت الإهانة مع ريقها ووقفت صامتة فشدها فجأة يكاد يخلع ذراعها بينما صاح الحاج وراءه" لا تترك للعصبية فرصة لتفقدك حكمتك يا أحمد .. وأنتِ يا بانة إذا أردت منا التدخل فقط نادي علينا "



تمتمت إلهام تقول بجزع " أخشى أن يؤذيها يا إبراهيم "



رد عليها بذهن مشغول " إن شاء الله لن يفعل .. أراه أهدأ قليلا وواعي لتصرفاته رغم صوته العالي .. ومع هذا سأنتظر أي إشارة للتدخل "



***


دفعها للداخل بعنف وأغلق الباب .. فوقفت تمسد ذراعها تنتظر الآتي وتشفق عليه من الحالة التي يبدو عليها .. واقفا أمامها متخصرا ينكس رأسها يحاول التحكم في أعصابه..


بادرت بالقول توضح بصوت هارب منها وهي تفك حجابها وتلقيه على منضدة السفرة بجانبها " أنا أعرف أني تصرف بشكل غير مسئول .. لكني أعتقد أن أعصابي مضغوطة منذ مدة فيصدر مني أفعالا ليست تشبهني .. (رفع ناظريه إليها يطالعها من نفس الوقفة فأكملت ) شعرت أني بحاجة لتسكين بعض الأوجاع النفسية بداخلي ولم أدري إلا وأنا في سيارة أجرة أطلب من السائق الذهاب للمسجد .. وهناك غفوت ولم أدري إلا بعد ساعات .. بالنسبة لموضوع كامل أنا قابلته مرة واحدة ( استشعرت الخطر في عينيه فقالت بسرعة ) كانت في حديقة فيلا العم غنيم أخبرني بالمعلومات التي وصلته وأخبرني أن الحل الأمثل أن يسافر أحد للتأكد من المعلومة .. بعدها تبادلنا بعض المكالمات الهاتفية كلها تخص الموضوع ولم أخبرك وقتها لأن الأمور كانت تحكم خناقها حولك وخشيت من رد فعلك .. وأردت أعطي لنفسي فرصة لأخذ القرار .. ( استمر في التحديق فيها منتظرا أن تكمل فقالت ) كامل أخبرني أكثر من مرة ضرورة أن أخبرك بالأمر .. "


قاطعها يقول بسخرية " وبالطبع كان يعرض خدماته بالسفر معك "



ردت بسرعة " لم نتطرق لهذا الأمر كان منتظرا مني قرار .. ماذا سأفعل .. لابد أن أذهب بنفسي يا أحمد .. لن أنتظر أن أرسل أحدا بالنيابة عني ليتأكد إن كان أهلى موجودين أم لا "



إنقض عليها يغرز أصابعه في لحم ذراعها ويقول بفحيح مرعب "هل كان من ضمن سيناريوهاتك أن ترحلي دون علمي ؟؟؟"


ردت متألمة تقول براوغة " أنا أشفقت عليك مما تعيشه ولم أريد أن أزيد عليك "


هدر فيها بصوت مبحوح من أثر صياح سابق " هل كان من ضمن إختياراتك أن تذهبي دون علمي يا بانة تاركة ورائك خطاب شكر لذلك الرجل الساذج الذي أحبك .. واثقة في أنه سيتحمل تلك الطعنة منك ؟"


ردت وقد عادت للبكاء " لوكنت ذلك الرجل الساذج .. ولو كان القرار سهلا لما أخذت كل هذا الوقت أبحث عن حل "


قاطعها هادرا بصوت مبحوح " هل كان هروبك من ضمن الاختيارات التي كنت تفكرين فيها يا بانة؟"


أومأت برأسها غير قادرة على النطق ..
فصفعها بقوة ..
وهدر ببحة " تتركيني وتهربي !! "



وضعت يدها على أثر يده الحارق على خدها فدفعها بغيظ مكبوت من كتفيها فارتطمت بالحائط بعنف متألمة وهو يقول " تتركيني يا بانة هكذا ببساطة "



ثم اندفع نحوها كالطوفان من جديد فعلمت أنه سيؤذيها فنكمشت في رعب .. لتفاجأ به يميل بجزعه ويدفن رأسه في حضنها وهو يضرب الحائط وراءها بكفه ويقول بغضب متألم مكتوم في صدرها " إلى هذا الحد أنا حِلية زائدة في حياتك يا بانة "


لفت ذراعيها حول رأسه تدفنه أكثر في ضلوعها وهي تتمتم بهمس باكي " ياليتك كنت كذلك .. لكانت حياتي أسهل "


ضرب على الحائط بغضب وقال بصوت مكتوم "أنا اصعِّب حياتك يا بانة ؟"


مسدت على ظهره تتحسس عضلاته ومالت برأسها عليه تهمس " بل أنت تسهلها لدرجة تقتلني بمشاعر الذنب .. أنت تهون علي كل شيء فأتعذب "


ضرب على الحائط مجددا وقال متألما " ولهذا استحق منك أن تهجريني "


ردت بصوت متأثر " كان مجرد تفكير ساذج لم أكن لأقدر على تنفيذه "


رفع رأسه التي كان يضغط بها على قلبها واستقام يحيط وجهها بكفيه .. وبدون سابق إنذار أطبق على شفتيها يخرسها وهو يدفعها بجسده كله ليسحقها في الحائط بغضب .. وحين أطلق سراحها قالت من بين أنفاسها اللاهثة" هل تعتقد أني أستطيع أن أفعل بك أمرا كهذا ؟ "


انقض علي شفتيها مرة أخرى بشكل أعنف لم تدري إن كان عقابا أم مواساة حارة لكنها أحاطت جزعه بذراعيها ..
بعد قليل أطلق سراح شفتيها من جديد يلفحها بأنفاسه اللاهثة فواصلت بهمس " لهذا أنا أتوسل إليك أن تمنحني موافقتك أن أذهب لأعرف مَن مِن عائلتي مازال على قيد الحياة .. سأفعلها وأعود يا أحمد صدقا"



فكرة رحيلها تخلع قلبه من صدره .. وما اختبره من مشاعر مرعبة اليوم وهو يتخيلها قد رحلت يشعره بالغيظ منها فقال بهمس صارم " أبدا لن أسمح لك أبدا أن تتركيني .. ( ومال يطبع قُبَل محمومة على رقبتها ثم أكمل ووجهه في رقبتها ) لن أسمح لك أن تعرضي نفسك للخطر ..انت زوجتي .. شئت أم أبيت زوجتي ( وبدأ في التعامل مع أزرار بلوزتها وهو يهمس ) أتعتقدين أني سأتركك تذهبين للمجهول باحثة عن أهلك؟!!"



ألقى ببلوزتها بعيدا بعنف وبدأ يتعامل مع باقي ملابسها فهمست بتوسل وقد بدأت أعصابها ترتخي بفعل لمساته التي تخدرها " أحمد ارجوك دعني أسافر"



وزع بعض من قبلاته المحمومة الغاضبة على جزعها ثم وجدت نفسها تستلقي على الأريكة القريبة وقال وهو يتخلص مما يرتديه " ستترجيني يا بانة .. تأكدي أنك ستترجينني كثيرا .. فما فعلتيه اليوم قضى على باقي صبري معك"



ومال عليها يخبرها بالكثير مما عانى منه اليوم وما عاناه منها سابقا .. بالطريقة التي يتقن البوح بها وتحب سماعها منه ..

فالتقيا في حديث متأجج ..

غاضبا عنيفا من ناحيته متوسلا معتذرا من ناحيتها..
عنّفها وترجته ..
عاتبها وصالحته ..
أشعلها وأطفأته ..



أفضى إليها بالكثير ومنحته الأكثر ..




بعد مرور بعض الوقت كانت تبكي كالعادة شاعرة بذلك الذنب الذي تقترفه بإغتراف السعادة في أحضان إبن سماحة لكنها كانت تبكي هذه المرة بين ذراعيه .. فلم يسمح لها بالأبتعاد مستلقيا بجانبها على الأريكة وهو يقول " إبك كما تشاءين هنا على صدري فكما تشاركنا العشق منذ قليل ستنشارك أوجاعنا وحين تنتهين أبلغيني لأنام .. فأنا في حاجة ماسة للنوم بين ذراعيك ."



رفعت إليه وجهها المنتفخ من البكاء وقالت هامسة " ألن تسمح لي أبدا "



رد بهمس صارم " لا .. ولن أغلق عليك الباب أيضا يا بانة ولن أحبسك .. وسأرى مدى حبك لي"


انفجرت في البكاء في صدره وهي تضم جزعه إليها بقوة.. فشدد من ضمها هو الآخر مشفقا عليها لكنه لن يستطيع أن يسمح لها بالذهاب ..


لن يستطيع ..


***


بعد عدة أسابيع


جلست تحدق في كأس المثلجات بشرود وتتذكر أياما كان يأتي معها إلى هنا لتتناول المثلجات ويشرب هو قهوته مع سيجارة .. كانت تتلذ بإضحاكه ومراقبة هيبته من ذلك القرب بقلب لين أخضر يرتجف من طوفان عشق لهذا الرجل .. وكان يطالعها بروح طفل صغير ضاحك يطل من عينيه ويسكن ذلك الجسد الضخم .. ليتها تتكرر تلك الأيام ولو مرة كل عام ..



حنت لتلك الجلسة فجاءت تتلمس ذكراه منذ الصباح.. أو ربما هي متوترة للمقابلة التي ستقوم بها عصر اليوم في إحدى المحطات الإذاعية .. على الاقل تحقق ولو حلما واحدا مما حلمت به يوما ..



على الرغم من أنها تقضي وقتا كبيرا مؤخرا في العمل على اللوحات الديكورية في الورشة مع أحمد .. وعلى الرغم من ذلك الشوط الكبير الذي قطعته معه في بناء وتقوية العلاقة بينهما .. وأنه كان يفضل أن تركز فقط على عملها في تلك الرسوم الذي تصممها هي وينفذها هو بإتقان مبهر على الخشب .. ويقضيان وقتا كبيرا مأخوذان بعالم التصميم وقد ينسيا الوقت حولهما أحيانا مما يثير غيرة بانة التي كانت تفاجئهم كثيرا بالورشة دون موعد وخاصة بعد أن علمت بتردد رشا التي لا تطيقها هي الاخرى على الورشة .. إلا أنها أصرت على التقدم لامتحان الاذاعة لتصبح مذيعة بالراديو وبالتحديد في إذاعة الأغاني . . واليوم ستذهب للمقابلة وتجرب حظها ..



رن هاتفها وبرغم انقطاع الأمل لكنها مازالت تنظر لشاشته في ترقب ربما أخطأ يوما وهاتفها دون قصد ..



الأيام طويلة بدونه .. موجعة .. وقاتلة للروح .. ولا تدري أين كانت المشكلة في السابقة وهي تلتقيه من وقت لآخر ويتحدثا قليلا فقط لا غير .. من كانت تؤذي بلقائهما وهي الوحيدة المتضررة.. تقترب منه طالبة مداوة لجراحها عائدة بعدها بجروح جديدة ؟!.


ردت على الهاتف " نعم أحمد "


سألها بعصبية "أين الكونتيسة ؟"



رد باستفزاز وإن كان مشاكسا هذه المرة " الكونتسية تأكل بعض المثلجات "


رد بسخرية لاذعة " وهل الكونتيسة تعيش في حظيرة للبهائم ليس لها صاحب فلا تخبره قبل أن تتحرك لاي مكان "


استدارت تنظر للشارع عبر الزجاج المجاور لمنضدتها وردت " الكونتسية أخذت من صاحب الحظيرة الحاج سماحة إذنا .. أنها ستمارس بعضا من حقوقها في التحرك في الشارع كأي فرد طبيعي يشتهي بعضا من المثلجات "



صمت قليلا ثم قال " إذن علي الحديث مع صاحب المزرعة ليعدل القوانين ويكون إمضاء الكونت ابن صاحب المزرعة أمرا حتميا للموافقة على عبور أيا من الكونتيسات لخارج الحظيرة "


ردت وابتسامة صغيرة تحلي زاوية فمها الجميل " وأنا سأطالب السيد الدوق صاحب الحظيرة بعزل ولي العهد لسوء استخدام السلطة وتسفيه الإناث"


تكلم بلهجة ممطوطة يتصنع التفكير " امم .. سوء استخدام السلطة في تسفيه الاناث.. حسنا .. مادمت بهذا الشكل سألغى المفاجأة التي كنت ارتبها لك اليوم بعد المقابلة الاذاعية "



حركت عيناها بطفولية وسألته بفضول " ما المفاجأة ؟"


قال بغموض "سترينها بعد المقابلة .. اخبريني أين محل المثلجات لأمر عليك "


سألته باندهاش" لماذا "


رد باستخفاف "لأذهب معك للمقابلة "


شعرت بالفرح أنه يتذكر المقابلة والتي حدد تاريخها من شهر مضي لكنها تمتمت "لا داعي"



رد ببرود" أنا من يحدد وجود الداعي من عدمه أعطيني العنوان وسأمر عليك لآخذك بالسيارة ".


أغلق معها الهاتف وخرج ليجد بانة في المطبخ فقال في عجلة " لن أفطر علي أن ألحق بالمجنونة لنذهب لتلك المقابلة في الإذاعة "


ابتسمت له لكنه لم يغفل عن عيناها المتورمتان من البكاء .


منذ تلك الليلة لم يتطرقا لموضوع سفرها .. والعلاقة بينهما هادئة لم تتغير عن الوضع القديم كل منهما في غرفته .. فهو يعلم جيدا أنه بقراره عدم سفرها يؤلمها .. لكنه غير قادر على تركها لترحل خصوصا مع ظروف بلدها.. ويحاول ترتيب أموره لتنفيذ فكرة متهورة بالسفر معها لكنه لم يخبرها بعد .. لديه الكثير من العقبات هنا في الوطن أولها أقناع والده بالموضوع ..



أما العلاقة الحميمة فمازالت كالسابق .. فقد آثر عدم الضغط على أعصابها وهو يعلم ما تعانيه لكنه يصبر ويصبر حتى يصل لنقطة لا يستطيع الصبر بعدها.. فلا يتركها إلا وقد أفضى بكل مكنونات قلبه المحروم .. ومازالت تبكي على صدره بعد كل لقاء بكاء حارقا يمزق قلبه وهو ما يجعله يتحمل البعد عنها لعدة أيام أو اسابيع حتى يفيض به الشوق من جديد فلا يجد مفرا من البوح لها باشواقه من جديد وهكذا .


طالع تلك المنامة ذات الشخصيات الكرتونية التي ترتديها وشعر أن الجمر يزداد اشتعالا وأنه سيضعف قريبا ..



فاقترب يطبع قبلة على خدها وهو يلمس خصرها بأصابعه ويقول بمشاكسة حميمية " أريد قبلة " وصدر لها خده



فاحمرت وأطرقت برأسها كمراهقة خجول فأضاف " متهكما ألا توجد لديك بعضا من مشاعر قلة الحياء تعطيني بها قبلة صغيرة على خدي "


غطت فمها بقبضتها فقلدها وفعل مثلها وهو يسألها متهكما" لا يوجد ؟"


استطالت وطبعت قبلة سريعة على خده فاستدار ليلفحها بانفاسه ويغرق قليلا في رائحتها ثم أغمض عينيه يقول بصوت مسموع " امسك نفسك يا كونت .. ولا تجعل تلك الوجبة الشهية التي أمامك تفقدك حياءك وتلتهمها بدون حياء ( سمع وقع ضحكتها المكتومة الخجولة فأكمل ) وتذكر أنك أخ كبير لأنثى مجنونة لديها مقابلة مهمة اليوم ولابد لك من دعمها في هذه اللحظة كما قالت اختك الأخرى زوجة أبا قردان فاترك ما تفكر به حاليا من قلة حياء والحق بالمجنونة بسرعة ( ثم فتح عيناه وقال بسرعة وهو يغادر ) السلام عليكم "


ردت السلام وهي تودعه .. وسقطت الابتسامة عنها ولاح الحزن الذي تداريه عنه حتى لا يتألم .. واتجهت تقرأ قليلا من القرآن علها تجد السكينة أو حتى فرصة النسيان .


***


قبل أن ينزل للشارع آتاه صوت سيد الجهوري يصيح بغضب فتعجب لكونه موجودا في هذا الوقت المبكر خاصة وأنه أصبح قليل الزيارات للمقهى ويتابعه من بعيد .. كما أنه مازال يعامله باقتضاب ولم يجتمع أربعتهم منذ مدة فإما سيد مع عمرو ووائل أو هو معهما .. وهذا الأمر يؤلمه ويشعره أن ما يخشاه قد حدث وفرقت آية بينهما .


أسرع على السلم ليخرج للشارع فوجد سيد آتيا عليه يقول بهدوء وبعض الندم" إذهب إليه "


فسأله " من؟"



فرد سيد " برقوق "


فسأل باستغراب " ماذا حدث "




نهاية الجزء الأول من الفصل الحادي والثلاثين

نلتقي الأربعاء القادم مع الجزء الثاني



قراءة ممتعة


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.