آخر 10 مشاركات
لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          أدمنتك(نوفيلا تابعة لسلسلة لعنات العشق)-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          شموخ لا ينحني -قلوب شرقي(خليجي)-للمبدعة: منى الليلي(أم حمدة) *مكتملة & الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          خمسة أسرار - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة:: هدى خورشيد*كاملة &الرابط* (الكاتـب : هدى خورشيد - )           »          عودة من الجحيم - ج2 ندبات الشيطان - قلوب زائرة - للكاتبة::سارة عاصم *كاملة & الرابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          حطام أنثى-قلوب زائرة- للكاتبة المبدعة*منة الله مجدي**مكتملة & الروابط* (الكاتـب : منة مجدي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          بين العشق والدم -شرقية - ج1 من قلوب أدماها العشق للرائعة:basma mahmoudكاملة & الروابط (الكاتـب : basma mahmoud - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree982Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-18, 09:09 PM   #4471

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


مسا الخير
سيتم تنزيل الفصل الثامن خلال دقائق
رجاء التوقف عن التعليق كي لا تتم مقاطعة الفصل


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 11-04-18, 09:10 PM   #4472

ميريزااد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ميريزااد

? العضوٌ??? » 341336
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,005
?  نُقآطِيْ » ميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 357 ( الأعضاء 249 والزوار 108)
‏ميريزااد*, ‏EkRaM-KH, ‏Alice laith, ‏thebluestar, ‏abeerbader, ‏Mat, ‏lolo ahmed, ‏ماري الشام, ‏ابتسام عبدالله, ‏Dndn1992, ‏celinenodahend, ‏أماني 99, ‏ايمان حمادة, ‏Raghad3060, ‏zainab atta, ‏Hopeoun, ‏منالب, ‏زالاتان, ‏nada mohamed96, ‏الشوق والحب, ‏الاوهام, ‏siham safi 22, ‏وفيقة2003, ‏baher mohammed, ‏00nofa00, ‏um-she, ‏Roro adam, ‏marwaadel, ‏dodo284, ‏kholod1, ‏مسره الجوريه, ‏اسماء مسعد, ‏توت 96, ‏mayna123+, ‏randa duidar, ‏همس قلم, ‏Israa Ehab, ‏فله45, ‏fati88, ‏مجد22, ‏Gigi.E Omar, ‏Hams3, ‏غرام العيون, ‏Gogo01, ‏angela11, ‏mnmhsth, ‏روضة أبوزيد, ‏لولو لولي, ‏Esraasami, ‏هبه رمضان, ‏dodo elbadry, ‏Samarreda, ‏Gouda, ‏mazaj, ‏c-moon, ‏shorty, ‏Ouseima, ‏meme7, ‏هبه غالى, ‏امل لا ينتهي, ‏د/عين الحياة, ‏نوف بنت ابوها, ‏lamiaar, ‏dekaelanteka, ‏mays_12, ‏مالي عزا من دونك, ‏لولولول, ‏امانى منجى, ‏زهرة الأخوة, ‏Hendalaa, ‏ديم الجنوب, ‏صافي.., ‏زينب زيزي, ‏Flowerikram, ‏نداء1, ‏طوطه, ‏نجاح جنا, ‏Koko meral, ‏نورالخاقاني+, ‏2Amoli, ‏escape, ‏sarascara, ‏darinemounamaria, ‏Reanh, ‏بنفسج ~, ‏noran assal, ‏DEE92, ‏noof11, ‏emily yong, ‏القدس عروسة, ‏bella snow, ‏versetto, ‏امولتي, ‏هبة النورى, ‏نجمة مساء, ‏ميرووو ميرووو, ‏نهيل نونا, ‏زهرورة, ‏نيورو, ‏tahreer, ‏نجدي 21, ‏أروى1986, ‏Maaha, ‏sasad, ‏Rinalka78, ‏leila21, ‏القبلان, ‏Berro_87, ‏مشاعل 1991, ‏سوزورا, ‏هبوش 2000, ‏سودوكو, ‏modyblue+, ‏مريم المقدسيه, ‏AyOyaT, ‏شانتو, ‏cadbury chocolate, ‏Lolita ,,, ‏يارا حسن, ‏سوسو740, ‏ام احمدوايادواسر, ‏imene88, ‏وحيده بدنيتي, ‏رنا الخطيب, ‏توسل, ‏monmon12, ‏fattima2020, ‏اسراء المصري, ‏نتآلي, ‏dina naguib, ‏Raheeek, ‏نور الجنة*, ‏desert-rose, ‏nur vattar, ‏rosemary.e, ‏shammaf, ‏طلسومه, ‏برومالي, ‏n0on11, ‏ريناد السيد, ‏سوسة العراقية, ‏sara abdelwahhab, ‏شانزيليزيه, ‏أسيل الشام, ‏neno 90, ‏شوقا, ‏ليال الود, ‏همسات حب, ‏Bnboon, ‏انجوانا, ‏yasmyna, ‏Ellaaf, ‏ست عمها, ‏AROOJ, ‏mansou, ‏هامة المجد, ‏sweet123, ‏عشق القلم, ‏jassminflower73, ‏روجا جيجي, ‏ouertaniradhia, ‏رانيا صلاح, ‏حوار مع النفس, ‏بنفسجه, ‏almoucha, ‏tamtam 24, ‏Queen of mercy, ‏omnia khmis, ‏Alzeer78, ‏نورهان كيمو, ‏*strawberry*, ‏زينب12, ‏جاسيكابرايد, ‏دعاء الرحمن, ‏sofiasalamanca, ‏hedoq, ‏aml, ‏bas bas, ‏ميهاف, ‏ALana, ‏jayano, ‏ارفق بأحبابك, ‏ذهب, ‏هوتوهوري, ‏سامية الروح, ‏محمد عبدالرازق عبده, ‏Esraa98, ‏Zaaed, ‏najla1982, ‏طيور الجنة, ‏صابرة عابرة, ‏نور محمد, ‏rawa21, ‏hind 444, ‏gerrytom, ‏Dove86, ‏hamida alasd, ‏Sonaezz, ‏منيتي رضاك, ‏شوشو العالم, ‏أم فيصل 26, ‏Qamar Sy, ‏لجين عمر, ‏نهى حسام, ‏مون شدو1, ‏موني منيرة, ‏ميمونة-, ‏حنان ياسمين, ‏Sarah.44, ‏نداء الحق, ‏bobosty2005, ‏jojo123456, ‏hatoon_, ‏نويفة, ‏rose.rose, ‏soha2014, ‏rasha emade, ‏ستيتش, ‏Layal8, ‏انسه ريلاكس, ‏من هم, ‏وفاء فافاتي, ‏princess of romance, ‏shegidy, ‏Majd_f, ‏Lara swif, ‏ررورو رورو, ‏ام منو, ‏انجى على, ‏بسومةع, ‏roema, ‏أسيرةالزمان, ‏مسحة فرح, ‏Basma m ebrahim, ‏مانوش, ‏ayaoya, ‏بيجو, ‏روحي حرة, ‏nmh1149, ‏سومه اسراء, ‏Mojosy

Elbayaa likes this.

ميريزااد غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-04-18, 09:11 PM   #4473

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 711
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

تسجيل حضور ان شاء الله

رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-18, 09:12 PM   #4474

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 711
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 368 ( الأعضاء 258 والزوار 110)
‏رانيا صلاح, ‏زينب12, ‏Agadeer, ‏ابتسام عبدالله, ‏bella snow, ‏marwaadel, ‏Raghad3060, ‏ghadah2014, ‏mnmhsth, ‏مالي عزا من دونك, ‏prue, ‏NoOooUr, ‏celinenodahend, ‏نوف بنت ابوها, ‏الشوق والحب, ‏mays_12, ‏امولتي, ‏Flowerikram, ‏Ellaaf, ‏Jojo90, ‏baher mohammed, ‏Dona ashraf, ‏هبه هلال, ‏فله45, ‏غروب الامل, ‏mayna123, ‏بلاكو, ‏وفيقة2003, ‏Hendalaa, ‏طوطه, ‏مريم المقدسيه, ‏EkRaM-KH, ‏لولو لولي, ‏hatoon_, ‏ايمان حمادة, ‏zainab atta, ‏dodo elbadry, ‏ريمان نجد, ‏غرام العيون, ‏Jute, ‏Dndn1992, ‏ghanyarji, ‏القدس عروسة, ‏jojo123456, ‏مينى10, ‏دعاء 99, ‏Hams3, ‏abeerbader, ‏زهرورة, ‏Gigi.E Omar, ‏د/عين الحياة, ‏00nofa00, ‏ريبكا, ‏nada mohamed96, ‏beetto, ‏bobosty2005, ‏rontii, ‏بنفسج ~, ‏um-she, ‏همس قلم, ‏lolo ahmed, ‏sosoangle, ‏whiterose99, ‏Alice laith, ‏thebluestar, ‏Mat, ‏أماني 99, ‏Hopeoun, ‏زالاتان, ‏الاوهام, ‏siham safi 22, ‏Roro adam, ‏kholod1, ‏مسره الجوريه, ‏توت 96, ‏randa duidar, ‏Israa Ehab, ‏fati88, ‏مجد22, ‏Gogo01, ‏Esraasami, ‏هبه رمضان, ‏Samarreda, ‏Gouda, ‏mazaj, ‏c-moon, ‏shorty, ‏Ouseima, ‏meme7, ‏هبه غالى, ‏امل لا ينتهي, ‏lamiaar, ‏dekaelanteka, ‏لولولول, ‏امانى منجى, ‏زهرة الأخوة, ‏ديم الجنوب, ‏صافي.., ‏زينب زيزي, ‏نداء1, ‏نجاح جنا, ‏Koko meral, ‏نورالخاقاني, ‏2Amoli, ‏escape, ‏sarascara, ‏darinemounamaria, ‏Reanh, ‏noran assal, ‏DEE92, ‏noof11, ‏emily yong, ‏versetto, ‏هبة النورى, ‏نجمة مساء, ‏ميرووو ميرووو, ‏نهيل نونا, ‏نيورو, ‏tahreer, ‏نجدي 21, ‏أروى1986, ‏Maaha, ‏sasad, ‏Rinalka78, ‏leila21, ‏القبلان, ‏Berro_87, ‏مشاعل 1991, ‏سوزورا, ‏هبوش 2000, ‏سودوكو, ‏modyblue, ‏AyOyaT, ‏شانتو, ‏cadbury chocolate, ‏Lolita ,,, ‏يارا حسن, ‏سوسو740, ‏ام احمدوايادواسر, ‏imene88, ‏وحيده بدنيتي, ‏رنا الخطيب, ‏توسل, ‏monmon12, ‏fattima2020, ‏اسراء المصري, ‏نتآلي, ‏dina naguib, ‏Raheeek, ‏نور الجنة*, ‏desert-rose, ‏nur vattar, ‏rosemary.e, ‏shammaf, ‏طلسومه, ‏برومالي, ‏n0on11, ‏ريناد السيد, ‏سوسة العراقية, ‏sara abdelwahhab, ‏شانزيليزيه, ‏أسيل الشام, ‏neno 90, ‏شوقا, ‏ليال الود, ‏همسات حب, ‏Bnboon, ‏انجوانا, ‏yasmyna, ‏ست عمها, ‏AROOJ, ‏mansou, ‏هامة المجد, ‏sweet123, ‏عشق القلم, ‏jassminflower73, ‏روجا جيجي, ‏ouertaniradhia, ‏حوار مع النفس, ‏بنفسجه, ‏almoucha, ‏tamtam 24, ‏Queen of mercy, ‏omnia khmis, ‏Alzeer78, ‏نورهان كيمو, ‏*strawberry*, ‏جاسيكابرايد, ‏دعاء الرحمن, ‏sofiasalamanca, ‏hedoq, ‏aml, ‏bas bas, ‏ميهاف, ‏ALana, ‏jayano, ‏ارفق بأحبابك, ‏ذهب, ‏هوتوهوري, ‏سامية الروح, ‏محمد عبدالرازق عبده, ‏Esraa98, ‏Zaaed, ‏najla1982, ‏طيور الجنة, ‏صابرة عابرة, ‏نور محمد, ‏rawa21, ‏hind 444, ‏gerrytom, ‏Dove86, ‏hamida alasd, ‏Sonaezz, ‏منيتي رضاك, ‏شوشو العالم, ‏أم فيصل 26, ‏Qamar Sy, ‏لجين عمر, ‏نهى حسام, ‏مون شدو1, ‏موني منيرة, ‏ميمونة-, ‏حنان ياسمين, ‏Sarah.44, ‏نداء الحق, ‏نويفة, ‏rose.rose, ‏soha2014, ‏rasha emade, ‏ستيتش, ‏Layal8, ‏انسه ريلاكس, ‏من هم, ‏وفاء فافاتي, ‏princess of romance, ‏shegidy, ‏Majd_f, ‏Lara swif, ‏ررورو رورو, ‏ام منو, ‏انجى على, ‏بسومةع, ‏roema, ‏أسيرةالزمان, ‏Basma m ebrahim, ‏مانوش, ‏ayaoya, ‏بيجو, ‏روحي حرة

Elbayaa likes this.

رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-18, 09:13 PM   #4475

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

صبايا حنزل الفصل
رجااااااااااااااااااااااا اااااء التوقف عن التعليق لخمس دقائق
وبعدها علقوا من هنا للصبح


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 11-04-18, 09:15 PM   #4476

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل الثامن


كان على قمر أن تعرف .. منذ رأته في المرة الثانية داخل الشركة وميزت شعره الأشقر وعينيه الزرقاوين كما لم تفعل لحظة وبخها بسبب فظاظتها مع الطفلة التي امتلكت الألوان نفسها ...
كان عليها أن تعرف بأنه ما كان ليتعب نفسه بتوبيخ امرأة غريبة لأجل فتاة لا يعرفها أو لا تعني له الكثير ..
بالتأكيد هي ابنته ... وبالتأكيد هذا يفسر معاملته الفظة لها وتجاهله إياها منذ لقائهما مجددا في مكتب السيد عبد القادر .. وبالتأكيد هو لا يمكن أن يتسامح مع إساءتها لابنته التي على الأرجح تعاني من توابع ما بعد طلاق والديها ..
رباه .... قمر .... هل يمكن لك أن تكرهي نفسك أكثر ؟؟؟
عند وصولهما إلى السيارة ... عبست الطفلة عندما فتح باب السيارة الخلفي داعيا إياها بكلمات لطيفة كي تعتلي المقعد .. للحظة .. وبينما هو يدور حول السيارة كي يعود إلى مقعده خلف المقود .. لم تجرؤ قمر على الاستدارة نحو الفتاة و النظر إليها .. حتى توقف قبل فتحه الباب مباشرة عندما أوقفه أحدهم وبدأ بالتحدث إليه .. جاعلا من تأخيرها مواجهة الفتاة أمرا غير مقبول ..
التفتت نحو الفتاة التي بدت صغيرة الحجم للغاية إلى حد جعل قمر تتساءل إن كانت في عمر مناسب للذهاب إلى المدرسة أصلا ... عيناها الزرقاوان الواسعتان والمماثلتان لعيني أبيها تنظران إليها بنوع من الحذر .. أتراها تذكرتها ؟؟؟ أم هو رد فعل تلقائي اتجاه أي شخص غريب تقابله للمرة الأولى ؟؟
أرغمت قمر نفسها على رسم ابتسامة على شفتيها وهي تقول :- مرحبا ... كيف حالك ؟؟؟ أنا اسمي قمر ..
الفتاة لم تتعب نفسها بقول كلمة وهي تتابع التحديق نحو قمر وكأنها تنتظر منها الهجوم عليها في أي لحظة والتهامها .. فتنهدت قمر وهي تقول :- أنت تذكرينني صحيح ؟؟؟
هزت الفتاة رأسها إيجابا في تأكيد لشكوك قمر ... التي قالت :- أنا آسفة لأنني كنت .... كنت فظة معك ذلك المساء في الحفلة ... أنا لم أقصد دفعك .. أو التحدث إليك بتلك القسوة .. أنا كنت منزعجة لأجل شيء آخر .. في حين لم يكن لك أنت ذنب على الإطلاق ..
ظهر التفكير على الفتاة بينما فتح عمران الباب دالفا إلى السيارة .. وجهه يبدو غير مقروء وكأن فحوى حديثه مع الرجل الذي أوقفه لم يعجبه .. ليشعر فجأة بتوتر الجو في السيارة .. عبس بشيء من الحذر وهو ينقل بصره بين قمر الجالسة في المقعد الأمامي .. وابنته الجالسة على المقعد الخلفي .. ردت الفتاة أخيرا:- أنا لم أقصد الاصطدام بك ..
الذنب الذي كانت قمر تشعر به أصلا تضاعف فجأة لمئة مرة وهي ترى القلق يرتسم على وجه الطفلة الصغيرة .. فقالت على الفور :- أنا من اصطدم بك يا حبيبتي ... هذا ما أردت أن أقوله لك .. أنني آسفة لأنني سببت لك الحزن ذلك المساء ... فهل تسامحينني ؟؟؟
عاد الطفلة تتفكر بكلمات قمر .. بينما استرخت عضلات والدها وكأنه كان يتوقع الأسوأ .. وهو يدير المحرك وينطلق بالسيارة .. ثم قالت :- أنت تجلسين مكاني ..
:- ماذا ؟؟؟
أطلق عمران صوتا مكتوما لم تفهمه قمر قبل أن يقول :- حلا ...
نظرات الفتاة الزرقاء كانت بريئة تماما وهي تقول :- الأميرات يجلسن دائما في المقدمة .. وأنا أميرة بابا .. وأنت تجلسين مكاني ..
مزيج من التسلية والحرج اجتاح قمر وهي تلتفت نحو عمران الذي قال باعتذار غير مألوف :- آسف .. حلا معتادة بالفعل على أن تجلس دائما إلى جانبي .. أعرف بأنه مخالف للقوانين .. إلا أن ..
صمت ... فلم تنتظر قمر منه تفسيرا .. عادت تنظر إلى الفتاة وهي تقول مبتسمة :- سنطلب من بابا أن يتوقف عند أول محطة كي نتبادل الأماكن .. ما رأيك ؟؟
:- لا ...
قبل أن تستوعب قمر الرفض التلقائي من الفتاة .. صدمت بها تهب من مكانها .. وتقفز خلال لحظة فتصبح فوق حجر قمر .. صاح عمران :- حلا ... ما الذي تفعلينه ؟؟ هذا خطر للغاية .. عودي إلى مكانك فورا ..
مجفلة قمر .. وصادمة إياها ... أحاطت حلا عنقها بذراعيها رافضة التحرك من مكانها .. مرغمة قمر على أن تمسك بها خشية أن تصطدم بشيء ما مع حركة السيارة المستمرة خلال قيادة عمران لها .. والذي ألقى نظرة نحو وجه قمر الشاحب وهو يقول :- أنا آسف .. سأوصل حلا إلى البيت في طريقنا قبل أن نعود إلى الشركة .. عادة يوصلها صديق لي مع أولاده من وإلى المدرسة .. إلا أنه سافر بالأمس برفقة عائلته في رحلة لمدة أسبوع ..
كانت قمر قادرة على أن تشعر بحرارة جسد الفتاة الصغيرة ... برائحتها العطرة .. رائحة لا يمكن لها أن تجد مثيلا لها في محلات العطور الغالية الثمن .. رائحة الطفولة البريئة .. مزيج بين شامبو الأطفال الطبيعي الرائحة .. وأثار واهية لرائحة حليب ربما شربته صباحا .. رباه .. هذا الألم ... هذا القهر .. هذا الشوق ..
هتفت الطفلة وهي ترفض التخفيف من قبضتها حول قمر :- لا أريد العودة إلى البيت ... أريد الذهاب معك إلى العمل ..
قال بصبر وهو يركز عينيه على الطريق :- ستقلق عمتك إن لم تعودي إلى البيت ... وستشعر بالوحدة إن لم تكوني معها حتى عودتي من عملي ..
:- عمتي حبيبة سترغمني على أن أرتب غرفتي ..
:- حسنا ... في النهاية هي ليست مرغمة على ترتيب سريرك وألعابك ..
لدقائق ... استمر النقاش بين الأب وابنته حتى ظنت قمر أنهما لن يصلا أبدا إلى حل نهائي .. حتى أنهى عمران الشجار برشوة متمثلة بكمية كبيرة من الحلوى إن هي أطاعت عمتها ورتبت غرفتها .. أوقف سيارته أمام مبنى لطيف المظهر .. في منطقة هادئة وهو يقول معتذرا :- سأغيب للحظات قليلة لا أكثر ..
ثم تناول حلا منها .. وغاب عبر مدخل المبنى .. عندما عاد بعد لحظات بالفعل .. كانت قمر ما تزال ساهمة .. تحدق أمامها دون أي تعبير .. أدار المحرك قائلا :- آسف لوضعك في طريق حلا بدون مقدمات .. أنا أعرف مسبقا بأنك لا تحبين التعامل مع الأطفال .. وأن ...
صمت فجأة وهو يلاحظ جمود ملامحها ... قبل أن يعاود التركيز في القيادة قائلا :- لقد كذبت ذلك المساء .... صحيح ؟؟؟ أنت لا تنفرين من الأطفال كما تدعين ..
عندما لم تجب ... تنهد وهو يقول :- اسمعي ... أنا أعتذر مجددا عن فظاظتي في حفل بشرى وعامر .. ما كان علي أن أكرر ما سمعت زوجك السابق يقوله لحظة طلقك في حفل الزفاف ..
قالت بفتور :- لا تعتذر .. أنا استحققت فظاظتك آنذاك على الطريقة التي عاملت بها حلا ..
:- ومع هذا .. أنت اعتذرت منها الآن .. مما يدفعني للظن بأن ردة فعلك الوقحة آنذاك لم تكن إلا وليد الموقف .. وربما نتيجة لتهجمي عليك ..
نظرت إليه عابسة وهي تقول :- حسنا ... ما الذي ترمي به من وراء هذا اللطف المفاجئ ؟؟ حدسي يخبرني بأنك لست من النوع الذي يعتذر بسهولة ..
أدار عينيه وهو يقول :- أنا لست لطيفا على الإطلاق .. ولا ... أنا لست من النوع الذي يعتذر بسهولة .. وكلامي هذا لا يعني أنك بت تعجبينني فجأة .. أنا ما زلت أظن بأنك مغرورة .. متكبرة .. ومتعجرفة .. وأنا شخصيا أحب المرأة أكثر أنوثة وسلاسة في التعامل مع الآخرين ..
كزت على أسنانها وهي تمنع نفسها من الرد عليه بطريقة قد تؤدي إلى خسارتها عملها .. في حين تابع حديثه وهو ينعطف بالسيارة نحو الطريق المؤدي إلى الشركة .. وكأنه لم يلاحظ ردة فعلها على الإطلاق :- وأنا أعرف بأنك لا تحبينني أيضا ... إلا أن هذا يجب ألا يقف في طريق تفاهمنا في العمل .. لأجل الصالح العام ولأجل عمي عبد القادر .. ألا توافقينني الرأي؟
هزت رأسها موافقة رغما عنها .. إذ أن عملها يهمها .. تبا .. عملها هو كل ما تبقى لها الآن بعد طلاقها من خالد .. رباه .. كيف لكل هذه المواقف المتتالية أن تنسيها لقائها العابر مع خالد ؟؟ إلا أنها بطريقة ما .. وهي ما تزال تشعر بحرارة الطفلة التي كانت متشبثة بها قبل دقائق فقط .. كانت تشعر بأنها قوية بما يكفي كي تواجه أي مخاوف تنتظرها .. سواء كانت مرتبطة بشوقها الغير محدود لدفء طفل ينتمي إليها .. أو بخالد أديب نفسه ..





يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-18, 09:16 PM   #4477

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

انتفضت السيدة فخر مجفلة عندما سمعت صوت باب المنزل يطبق بقوة ... يتبعه صوت خطوات سريعة وغاضبة تقطع بهو المنزل .. تركت المجلة من يدها ونهضت متتبعة إياه .. وكادت تصطدم بخالد وهو يتجاوزها نحو الدرج صاعدا إياه دون أن يلقي أي نظرة نحو ناهد التي كانت ما تزال تقف في منتصف البهو .. شهقات بكائها كانت ترفض أن تختبئ تماما وراء يدها التي كتمت فمها .. بينما تدفقت الدموع من عينيها بغزارة .. هتفت السيدة فخر بقلق :- ما الأمر ؟؟؟ ما الذي حدث يا ناهد ؟؟ هل تشاجرتما ؟؟؟ من المفترض بهذا الغداء أن يكون ترفيهيا لك بعيدا عن ماجد ..
عندما أزاحت ناهد يدها كي تتكلم ... عجزت عن النطق بأي حرف وقد علقت الكلمات بين شهقاتها .. أمسكت السيدة فخر بيدها وسحبتها إلى غرفة الجلوس مغلقة الباب ورائهما وهي تقول بنفاذ صبر :- ناهد ... ما الذي حدث ؟؟
أخيرا ... تمكنت ناهد من السيطرة على نفسها وهي تقول بألم :- لقد رآها ... كل شيء كان كاملا حتى رآها .. دائما تظهر من العدم لتفسد كل شيء ...
:- من هي ... من تلك التي رآها خالد ؟؟
هتفت بانهيار :- ومن تراها تكون ؟؟؟ قمر بالطبع ... دائما قمر ..
حدقت فيها السيدة فخر بتشوش للحظات وهي تردد :- هل رأيتما قمر ؟؟؟ أين ؟؟
:- في المطعم ... حيث كنا نتناول الغداء .. من بين كل الأماكن لم تجد سوى المكان الذي قرر خالد أخيرا أن يأخذني إليه في إحدى المرات النادرة التي يقبل فيها الخروج معي ..
هزت فخر رأسها محاولة إخفاء قلقها وهي تقول :- حسنا ... هذه ليست المرة الأولى التي يقابل فيها خالد قمر منذ طلاقهما ... وأنت تعرفين هذا ..
:- حسنا ... لقد رآها برفقة رجل آخر ... ففقد عقله تماما .. لقد أفرغ غضبه وإحباطه بي طوال الطريق .. لقد قال لي أشياء ... رباه ... عمتي .. لماذا كان عليها أن تعود فتفسد كل شيء ..
حافظت السيدة فخر على هدوءها وهي تقول :- حسنا .... خالد لم يكذب عليك أبدا يا ناهد ... وعندما قبلت الزواج منه .. قمر كانت دائما ضمن المعادلة ... هو لم يكن قد طلقها .. ولم يكن ينوي طلاقها .. حتى الآن وهي امرأة حرة .. خالد لم ينكر قط رغبته في عودتها إليه ... أو يخفي محاولاته التي لا تنتهي في إقناعها بهذا ...
تلاحقت أنفاس ناهد وأعصابها تقف علة حافة الهاوية ... منذ زواجها بخالد .. وطبيعتها الهادئة تضمحل شيئا فشيئا مع مرور الوقت .. وقارها ورزانتها كانا يضيعان مع جنونها كلما أيقنت بأنها أبدا لن تنال خالد كاملا كما ظنت .. ربما هو زوجها الآن ... ربما قمر خرجت من الصورة حقا ... إلا أن الكل يعرف بأن ناهد كانت لتكون أهنأ بالا لو أن قمر قررت البقاء في عصمة خالد .. من تحملها مزاجه العكر وقلبه المكسور .. وشوقه الذي لا يحاول إخفاؤه لامرأة أخرى ..
هتفت ناهد بثورة أخافت فخر من تأثيرها على صغيرها الذي ما يزال يستقي حليبه من صدر والدته :- إلا أنها رحلت ... رحلت و تركته يا عمتي وهو لي وحدي الآن ... ليس لها الحق في مشاركتي إياه .
لم ترغب فخر من زيادة الطين بلة ... إلا ناهد يجب أن تمحي أحلامها وتخيلاتها البعيدة عن الواقع عن رأسها إن أرادت أن تعيش مع خالد بسلام ...
قالت بهدوء :- ربما قمر رحلت .... إلا أنها ما تزال موجودة بينكما يا ناهد .. خالد ما يزال يحب قمر .. وأنت عليك أن تتذكري بأنه قد تخلى عنك مرة لأجلها ... ويمكنه أن يفعلها فيتخلى عنك لأجلها مرة أخرى لو اضطر لذلك ..
شحب وجه ناهد وقسوة عمتها تصفعها في الصميم ... قالت فخر متابعة دون أن تمنحها فرصة الرد :- لو كنت تعرفين صالحك يا ناهد ... فأنت لن تلاحقي خالد وتطالبيه بنسيان قمر ... إذ أنه شيء لا يمكن له أن يفعله إلا من تلقاء نفسه ... عندما ييأس تماما من عودتها إليه ..
قالت ناهد بحقد :- أو عندما تتزوج برجل آخر ... وإن كانت ظنوني صحيحة وفقا لرؤيتي إياها برفقة ذلك الرجل الغريب اليوم .. فهذا اليوم لن يكون بعيدا على الإطلاق ...
ثم تجاوزت فخر مغادرة الغرفة ... تاركة إياها تحدق في إثرها مصدومة من الفكرة التي لم تخطر قط على بالها أو بال خالد كما هو واضح من ردة فعله العنيفة اليوم من رؤيتها برفقة رجل آخر ... قمر ... تتزوج برجل آخر !! كيف ... كيف ؟؟؟ وماذا عن خالد ؟؟ رباه .. ما الذي سيحدث له لو أن قمر قررت حقا أن تتابع حياتها فترتبط برجل آخر ؟؟؟





يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-18, 09:16 PM   #4478

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

اقتحام كنان للمكتبة في وقت ما من الصباح دافعا الباب بقوة وكأن العالم كله يطارده ... لم يكن غريبا على الإطلاق عن ريان ... إلا أنه عرف منذ رفع نفسه عن دفتر الحسابات حيث كان يعمل لينظر إلى وجه أخيه .. بأن الأمر هذه المرة مختلف ..
هتف كنان بدون مقدمات ودون أن ينتظر من ريان استفسارا :- أظنني سأغادر المنزل .. إلى الأبد هذه المرة ..
أدار ريان عينيه إذ كان كنان يقول هذا في كل مرة يلجأ فيها إلى ريان بعد شجار جديد مع أحد والديه .. وهو يقول :- ما الذي حدث هذه المرة ؟؟؟
تهكم ريان لم يخف عن كنان الذي توقف قائلا باستنكار :- أنا جاد ... أنا حقا سأغادر البيت هذه المرة دون رجعة ... لن أسمح أبدا لهما بالسيطرة على حياتي مجددا ..
حسنا .. غضب كنان هذه المرة لم يكن مفتعلا على ما يبدو ... كما لم يكن نوبة دلال أخرى من شاب اعتاد دائما على الحصول على ما يريد ..
قال باهتمام وهو يترك ما بين يديه تماما :- ما الأمر ؟؟؟
:- والدك وزوجته ... ينويان تزويجي ..
بصعوبة ... وبإرادة من حديد .. منع نفسه من الانفجار ضحكا .. مدركا مدى إحباط أخيه نصف الشقيق .. حافظ على رزانة ملامحه وهو يقول :- حقا !
:- وكأنني طفل صغير لا إرادة له .. وكأنني لا أستطيع التفكير بمفردي .. وكأنني لا أستطيع اختيار شريـ ...
توقف عن الكلام عندما أدرك فجأة بأنه وريان لم يكونا الشخصين الوحيدين في المكتبة .. رفع رأسه عندما سمع صوتا مكتوما قادما من الأعلى .. لينظر مباشرة إلى عيني وردة التي كانت تعتلي السلم الخشبي الذي كان ريان يحتفظ فيه في الغرفة الجانبية ليخرجه عند الحاجة إليه .. حيث كانت منهمكة في نفض الأغبرة عن بعض الرفوف العلوية ..
أحس كنان بالدماء تتصاعد إلى أذنيه وهو يتذكر لقاءهما الأخير في المستشفى .. وشهادتها أكبر لحظات ضعفه .. ثم يدرك سماعها لما كان يقوله لريان .. وجد نفسه يهتف بها غاضبا :- هل كنت تتنصتين إلى كلامي ؟؟
بدا الاستهزاء على وجهها وهي تقول :- بحق الله .. وكأنني أهتم لأي شيء تريد أن تقوله ..
بهدوء وبطء مستفز .. ترجلت وردة عن السلم .. وسارت نحو الباب وهي تقول لريان متجاهلة كنان تماما وكأنه غير موجود :- سأخرج لأستنشق بعض الهواء النقي ..
عينا كنان اللتان كانتا تقدحان شررا كانتا تتابعانها حتى خرجت تماما من المكتبة .. ليعود ريان فيجتذب اهتمامه قائلا بضيق :- هلا توقفت عن التحديق بها بنظراتك هذه وكأنك تنوي قتلها ؟؟؟ أنا لا أحب هذه السلبية بينكما يا كنان ... أنت أخي وهي صديقتي ... ويجب أن تجدا طريقة ما يتقبل كل منكما الآخر من خلالها ..
كرر كنان بشيء من السخرية :- صديقة !!
لم يعد هناك أي أثر للفكاهة على وجه ريان وهو يقول :- صديقة يا كنان ... أحذرك بأنني لن أتهاون إطلاقا مع أي قلة احترام من قبلك نحو وردة .. أتسمعني ؟؟؟ أنت تعرف جيدا ما أدين لها به ..
حياته ... يعرف كنان هذا جيدا .. إنما يبقى تساؤله بدون إجابة .. هل الامتنان وحده ما يحمله ريان اتجاه وردة .. أم شيء آخر ؟؟
لوح بيده وهو يقول باستخفاف :- آه ... أرجوك .. ومن تكون وردة؟ ... كل ما كان يضايقني هو استماعها لحديث شخصي بيني وبينك ما كنت لأفتحه في وجودها ..
عاد التفكه ليعتلي وجه ريان وهو يقول :- ما ألطف العريس حين يتعرض للإحراج !
كز كنان على أسنانه وهو يقول :- أنا لست عريسا ... ولن أكون كذلك قبل ..... قبل فترة طويلة جدا جدا ..
هز كنان كتفيه وهو ينهض تلقائيا نحو الغرفة الجانبية الصغيرة التي اختفى بابها عن العيان ليعد كوبين من القهوة السريعة التحضير له ولأخيه :- حسنا .. أنت لست شابا صغيرا .. أي أنك قادر تماما على أن تتزوج وتنشئ أسرة ..
احتقن وجه كنان وهو يقول :- أنا أصغر منك بسنة .. أي أن الأولى بأبي أن يسعى لتزويجك أنت أولا ..
قال ريان ببساطة :- لقد حاول بالفعل في العام الماضي ..
حدق كنان بظهره الذي كان ظاهرا له بشكل جزئي عبر الباب من المفتوح من حيث كان يجلس .. هل حاول والده حقا أن يزوج ريان العام الماضي ؟؟ ولماذا لن يعرف هو بهذا ؟؟؟
تابع ريان بهدوء :- طبعا ... ما حدث بعد ذلك .. منعه من متابعة الأمر .. أظنه يراني الآن أكثر عطبا من أن أكون زوجا جيدا لأي فتاة طبيعية .. ربما هو يخاف أن أحرجه مع أي من أصدقائه الذين يمتلكون بنات تنفعن كزوجات مناسبات لأبناء عائلة الطويل .. إلا أن الحقيقة هي أنني قلت لا آنذاك ومنذ البداية دون أن أسمح له بأن يصر أكثر .. لقد كان ذلك السبب الحقيقي لتركي العمل لديه ..
هذه المعلومات أيضا كانت جديدة على كنان ... رغم تحفظه على وصف ريان نفسه بالعطب ...كنان يجد بأن أخيه النصف شقيق أفضل من أن تستحقه امرأة عادية ... ربما هو معطوب .. ومن من أبناء عائلة الطويل لا يمتلك عقدا تميزه عن غيره ... حسنا ... عقد ريان أكثر صعوبة من غيره .. وربما يحتاج التعافي منها بعض الوقت .. إلا أن كنان لم يعرف في حياته شخصية أكثر ارتياحا مع نفسه من ريان ..
ريان لم يسمح قط لكونه من آل طويل أن يحدد هويته ... ريان لم يسمح لأي من مشاكل العائلة أن تمنعه من أن يكون نفسه .. لقد كان شخصا مميزا بكل تفاصيله .. وكل ما يتمناه كنان هو أن يتمكن يوما من الوصول إلى هذا القدر من التصالح مع النفس ..
قال كنان :- أنا لا أعمل معه ... وإن اضطرني الأمر لترك البيت والإقامة وحدي فسأفعل .. إن استطعت أنت من الخلاص من تزويج والدنا المرتب .. فأنا أيضا أستطيع ..
عاد ريان حاملا قدحي القهوة وهو يقول باسما :- الأمر ليس بهذه البساطة .. آنذاك أنا ... حسنا .. كنت أمتلك سببا قويا يدفعني للاعتراض ..
عندما جلس مقابلا لكنان .. تذكر الأخير ذلك الشعور الغامض الذي اجتاحه من قبل حول وجود جانب حزين لا يعرف أحد في حيات أخيه .. جانب يتعلق بامرأة .. امرأة حتما ليست وردة .. أو لم تكن وردة بعد ..
قال في حاجة منه للمعرفة :- هل كانت امرأة ؟؟؟
لوى ريان فمه في ابتسامة باهتة وهو يقول :- كانت ... وما عادت ... ظننت الأمر بيننا آنذاك كبيرا إلى حد يستحق معه القتال لأجله .. إلا أنني كنت مخطئا ..
ثم رفع رأسه إلى كنان قائلا :- هل هناك امرأة في حياتك تمنعك من الاستجابة لمطلب أبينا يا كنان ؟؟
ظهر الامتعاض فورا على وجه كنان وهو يقول :- أعععع ... وكأن أي امرأة أعرفها تستحق أن أقيد حياتي لأجلها ..
:- هذا يعني عدم وجود سبب حقيقي يمنعك من التفكير بالأمر جديا .. وأنا لو كنت مكانك .. وأعاني مثلك من الافتقار لسبب يدفعني للإنجاز في حياتي .. لفكرت في الخوض في الأمر أملا في أن أملأ الفراغ في حياتي أخيرا ...
هتف كنان بغضب :- تبا يا ريان .. هل تحاول إقناعي بالزواج من امرأة بالكاد أعرفها فقط لأنني لا أمتلك شيئا أفضل لأفعله ؟؟؟ رباه .. الفتاة حتى لا تعجبني .. هل تحسب أنني أقبل حقا بأن أتزوج فقط كي أنجب لأمي الحفيد الذي تريد ؟؟؟ هي حتى لم تفكر باحتمال أن أنجب بنتا لا تعتبرها حفيدا حقيقيا كما لا تعتبر ابنة أكرم الأولى ... وكأنني أقبل أصلا بأن أحضر جمان أخرى إلى عائلة لا تعرف معنى للحب العائلي أو الاهتمام الحقيقي ..
عند ذكر جمان ... ارتسم التعاطف التام على وجه ريان وهو يقول :- أنا لا أقنعك بأن تتزوج يا كنان ... أنا أعرف فقط بأن أبانا لن يتوقف حتى يحصل على ما يريد .. خاصة لو كانت والدتك هي من وراء الفكرة في المقام الأول .. وأنت تعرفها أكثر مني ..
تبا .... ريان محق .. إن لم يجد كنان طريقة يتخلص بها من إلحاح والدته فإنها لن تتوقف حتى ترغمه على فعل ما تريده بالضبط ..
صوت الباب وهو يفتح منعه من متابعة الحديث فاستدار ساخطا .. ومستعدا لإسماع وردة ما تستحقه من التعليقات المتذمرة لمقاطعتها إياهما .. لينظر إلى شخص آخر مختلف تماما عن وردة ..
لقد كانت تلك الفتاة نفسها .. قصيرة القامة .. ذات الوجه المنمش والوشاح المستفز والمحلى بالأزهار .. عيناها البنيتان كانتا دفاعيتان وهما تنظران إلى كنان ... وجهها شاحب وكأنها لم تتوقع أن تجده هنا .. ما الذي جاءت تفعله هنا إذن ... الفتاة الوقحة والـ .... الكاذبة ...
هتف بها لفظاظة :- ما الذي تريدينه ؟؟؟ هل تتعقبينني ؟؟
احتقن وجهها ... وبدا الحنق عليها وهي تفتح فمها تكاد تقول شيئا لو لم يسبقها ريان فيقول بهدوء :- أنا أظن الآنسة قد جاءت إلى هنا كي تعتذر إليك يا كنان ؟؟
نظر كنان إلى أخيه مستنكرا .. ثم إلى الفتاة ليجد حمرة حرج تعتلي وجهها الآن وهي تتحاشى النظر إلى كليهما بينما تهز رأسها في موافقة على افتراض ريان .. كنان كان أكثر دهشة من أن يقول شيئا وهو يراقب الفتاة تنقل ثقلها بين ساقيها المغطاتين بسروال فضفاض محتشم .. وجهها يزداد احتقانا وهي تقول :- أنا ... أنا آسفة ..
نظرت إلى ريان بطرف عينها ... تبدو عليها قلة الثقة .. قبل أن تقول وكأن شيئا في ملامحه قد منحها الدافع الذي تريد :- لم يكن علي خداعك بتلك الطريقة ... أنا أيضا آسفة لأنني ... مممم ... كنت فظة ذلك المساء في المقهى ..
أخفضت رأسها وهي تحيط نفسها بذراعيها .. بينما ظلت مكانها قريبة من الباب .. وكأنها تستعد للهرب عند أي لحظة .. قال ريان مستغلا صدمة كنان من الموقف الذي لم ينتظره إطلاقا ... أن يأتي شخص أساء إليه فيعتذر دون أن يكون بحاجة حقا لأن يعتذر ... تبا .. كنان كان هو من طلب من الفتاة أن تساعده على الغش في الامتحان في حين لم يمتلك الحق في هذا :- أنا متأكد بأن كنان أيضا آسف على سوء تصرفه آنذاك .. هذه شجاعة منك أن تأتي إلى هنا لتعتذري إليه .. صحيح كنان ؟؟
حسنا ... اعتذارها لم يكن متوقعا .. إلا أن هذا لا يعني أنه سيسامح الفتاة على جعلها منه أضحوكة .. سوف يفـ ...
يد ريان التي ربتت على كتفه قاطعت أفكاره المتمردة كالعادة بينما كان يقول :- لم لا نتحدث لاحقا هذا المساء ؟ ربما تكون قد وصلت إلى حل مناسب لمعضلتك حتى ذلك الحين .
هل يصرفه ريان لسبب ما ؟؟؟ الفتاة كانت تحدق بقدميها .. ما تزال واقفة وكأنها تنتظر شيئا ... كلمة تسامح منه ربما ... رباه ... ربما عليه فعلا أن يخرج ..
همهم بكلمات غير مفهومة ودع بها أخيه .. قبل أن يتجاوز الفتاة مغادرا دون أن يقول أي كلمة ... وقبل أن يغير ريان رأيه فيوقفه لأي سبب كان ...
عندما خرج أخيرا إلى الرصيف حيث كان هواء الشتاء منعشا في ذلك الوقت من الظهيرة .. وجد وردة واقفة على بعد أمتار من المكتبة ... تعقد ساعديها أمام صدرها ... وتنتظره ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-18, 09:18 PM   #4479

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لدقيقة كاملة ... ساد الصمت داخل المكتبة في حين ظلت الفتاة واقفة .. صامتة .. تحدق في الأرض بإصرار .. سامحة لريان بأن ينظر إليها مليا .. ويدرك هشاشتها رغم كونها على الأرجح لا تصغره بكثير ..
في الواقع .. هو لم يتوقع أبدا أن تعود ... أن تعتذر لكنان على الأقل .. هو أصلا لا يعرف السبب الذي دفعه لوضع ذلك الشرط في المقام الأول عليها كي تعود إلى مكتبته .. ربما لأن كذبها على كنان .. وخداعها له .. قد مسا جزءا كامنا منه لم يحسب أنه ما يزال موجودا داخله ..جزءا ظن أنه قد تخلص منه مع مرور الوقت .. و وشوك عام على الانتهاء منذ ... منذ حادث كامل ..
ذلك الجزء الذي ما عاد يمنح ثقته للآخرين بسهولة .. مهما كان قادرا على الابتسام ومنح الآخرين الدعم الذي يحتاجون إليه .. هو يستطيع الحصول على ثقة غيره .. إلا أنه على ما يبدو ما يزال عاجزا عن منح ثقته سوى لؤلاءك المقربين منه وهم قلائل ..
كذب هذه الفتاة وبالبساطة التي وصفها كنان .. ذكره بالبساطة التي كان كامل قادرا فيها على الكذب عليه .. وعلى إيهاب من قبله في ادعائه صداقته لهما ... بقدرة هبة على الكذب عليه .. فتخفي عنه هوية قاتل إيهاب .. ولأجل ماذا ؟؟ لأنها كانت أكثر جبنا من أن تقول الحقيقة فتمنحه القوة كي يتمكن من الانتقام للرجل الذي كان له طوال حياته الأخ والصديق ..
ريان لم يدرك هذا حتى غادرت مكتبته في المرة الأخيرة مباشرة بعد أن تحداها بالعودة واضعا لها الشروط التي يعرف بأن فتاة فخورة مثلها لن تقبل بها ... وكأنه يطالبها صراحة بعدم العودة .. صدمته لفعلته تلك .. جعلته يدرك بأسف بأنه فعلا كما وصف نفسه لكنان .. ما يزال معطوبا إلى حد يمنعه من أن يعيش خارج نطاق القفص الي بناه لنفسه .. قفص حدوده هذه المكتبة .. وعالمه الذي بات صغيرا للغاية .. أصغر مما أراد يوما ..
إلى متى سيسمح لكامل بالسيطرة على حياته .. حتى وهو حبيس سجنه الأبدي ؟؟
قال بهدوء :- أنا لم أعرف اسمك بعد .. أظن بأن علي أن أعرفه بما أنك زبونة دائمة لدي ..
نظرت إليه بعدم ثقة ... قبل أن تقول مفاجئة إياه بتلاشي الروح القتالية التي كانت تفوح منها في زيارتها السابقة .. وكأن كل ما كانت تنشده ... هو ترحيبه المكتوم والمختصر بها .. أتهمها المكتبة إلى هذا الحد ؟
:- جنى ... اسمي جنى ..
ابتسم وهو يقول :- سأكون صادقا وأقول بأنني لم أتوقع حقا أن تعودي فتعتذري من كنان .. أنت أكثر شجاعة مما ظننت ..
قالت بصوت مكتوم :- أو ربما أكثر شجاعة مما أردت ..
اختفت ابتسامته .. وهو يدرك بأن نواياه لم تكن خفية حقا عن الفتاة التي قالت :- أنا جئت لأعتذر منه .. لا لأنك وضعت اعتذاري شرطا لعودتي إلى المكتبة .. بل لأنني أعرف بأن ما فعلته ليس صائبا .. كما .. كما أنني جئت لأعيد هذا ..
وضعت الرواية التي اشترتها في المرة الماضية رغم كل تحذيراته منها فوق المنضدة الخشبية .. إلى جانب قدحي القهوة الذي أعدهما له ولكنان دون أن يمسه أحدهما ..
الكتاب كان وكأنه لم يمس .. في الواقع ريان متأكد بأن الفتاة لم تمس الكتاب أو تقرأه .. إذ أنه لابد سيتمكن من تمييز كتاب مستعمل من آخر لم يفتح قط بعد أشهر من العمل إلى جانب الكتب ..
:- لم أرغب بشرائه حقا ... لقد أخذته نكاية بك ... لأنني لا أحب أن يفرض علي أحد ما أفعله .. إلا أنني أعدك بأنني لن أعود مجددا .. ربما هي مكتبتي المفضلة .. إلا أنها حتما ليست الوحيدة في المنطقة .. في الواقع .. هناك مكتبة أكبر حجما وأكثر تنوعا في الكتب على بعد بضعة شوارع .. أنا متأكدة بأنها ستعجبني ..
هكذا وبكل بساطة .. التفتت الفتاة لتغادر المكتبة دون حتى أن تنتظر أن يعيد إليها مالها .. فلم يملك سوى أن يتنهد مناديا إياها :- جنى ... انتظري ..
توقفت عند الباب دون أن تنظر إليه .. فقال :- حسنا .. أنا لا أريد خسارة إحدى أهم زبائني لصالح منافسي .. ربما هو يمتلك مكتبة أكبر .. إلا أنك لن تجدي الكتب التي تفضلينها لديه .. ثقي بي .. أنا أعرف نمط كتبه ..
التفتت إليه عابسة .. إنما مترددة .. لا تعرف إن كان عليها أن تمنحه فرصة ثانية أم لا ... في الواقع هي لم تدرك مقصده على الإطلاق حتى البارحة .. بعد موقف آخر من تلك المواقف الشبه صامتة بينها وبين زوجة أبيها .. تلك التي كانت صاخبة بكل ما لا يقال .. زوجة أبيها لم تسئ معاملتها على الإطلاق خلال الاثني عشر سنة الأخيرة .. لم توبخها ... لم ترهبها .. لم توجه نحوها أي كلمة مزعجة ... هي فقط تعلن بصمتها وبجلاء رفضها لها ... هذا الرفض الذي ذكرها على الفور برفض ريان .. ووضعه شروطا يعرف أنها لن تقوم بها كي تعود ..
إدراكها لهذا صدمها ... وجعلها تصمم على أن ترمي له باعتذارها ثم تغادر مكتبته بلا رجعة .. إذ أنها لا تحتاج إلى أي أحد ... لا تحتاج لمن يشعرها بالانتماء ... هي تنتمي لنفسها فقط ... ومنذ كانت في العاشرة من عمرها ..
وكأنه قد لاحظ ترددها عند الباب .. لوح بالكتاب الذي لم يمس .. وقال :- سأبدله لك بكتاب أعرف بأنك ستحبينه ... كل ما عليك فعله هو الانتظار لدقيقة فقط كي أخرجه من المخزن إذ أنه ضمن مجموعة جديدة وصلت هذا الصباح ولم أجد الفرصة بعد كي أفرغها وأرتبها مكانها .. ما رأيك ؟؟
ثم ابتسم لها ... تلك الابتسامة الجميلة العفوية التي كانت تذهب عقلها في كل مرة ... لتتحرك دون أن تفكر ... وتبتعد عن الباب عائدة إلى داخل المكتبة ..






يتبع ..
رابط تتمة الفصل في الصفحة التالية
https://www.rewity.com/forum/t405484...l#post13241197


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-18, 09:18 PM   #4480

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

أدرك كنان بأنها تنتظره ... بنظرة عينيها القاتمة والباردة ... وبفمها المزموم بغضب .. وساعديها المعقودين أمام صدرها ... أدار عينيه وهو يقول :- هلا تحركت قليلا ؟؟؟ أنت تقفين في طريقي وأنا في عجلة من أمري ..
:- أنت تعرف بأنني أقصد التحدث إليك ..
هز رأسه متظاهرا بالجهل :- ولماذا قد أرغب بالاستماع إلى أي شيء تقولينه ؟؟؟
هست قائلة بصوت كانت حريصة على ألا يسمعه أي مار عابر :- لا تتظاهر بالغباء ... أنت تعرف بأنني أريد التحدث إليك عن المال الذي دفعته للمستشفى مقابل علاج أبي ...
أشار إلى صدره باستنكار قائلا :- أنا ؟؟؟؟؟ ... ولماذا قد أفعل هذا ؟؟؟ أنا حتى لا تعجبينني ..
هتفت بغضب :- أعرف هذا وهو ما يثير جنوني .. أنت من صادفني ذلك اليوم بينما كنت أهم بدفع التكاليف .. أنت رأيتني أيضا وأنا أخرج من مكتب المحاسبة .. أنت الوحيد الذي تعرف بأنني قد اضطررت لنقله إلى المستشفى ... أنا حتى لم أخبر ريان كي لا يرغمني على تقبل مساعدته ..
صمت وهو ينظر إليها للحظات متفكرا بكلماتها .. متذكرا بأنه ظنها دائما تسعى نحو تعاطف ريان وماله ..
قال باستهزاء :- ردة فعلك غير منطقية على الإطلاق كونك لم تتمكني من دفع أكثر من ربع التكاليف ..
ثم ابتسم ساخرا وهو يقول :- في الواقع .. يجب أن تكوني ممتنة جدا جدا لي لأنني منعت المستشفى من طرد والدك خارجا في حالته السيئة تلك .. ممتنة إلى حد ... مممم .. ربما يدفعك لمحاولة إرضائي على الأقل بدلا من محاولاتك المستمرة لإزعاجي كلما قابلتني .. أو الشجار معي كما تفعلين الآن
هتفت به ساخطة :- لماذا فعلت هذا ؟؟؟ ظننتك تكرهني .. ظننتك ستكون مسرورا لو أنهم طردوا شخصا لا يساوي شيئا كأبي من مكان مرموق كالمستشفى الذي تمكث فيه شقيقتك ..
حسنا .... كلامها منطقي ... وهو فعلا لا يهتم بأمر والدها .. وربما كان ليشمت بالفعل لو أنهم رموه في الشارع .. إلا أن رؤيته لجمان بعد كل هذا الوقت ... والبؤس الذي شعر به وهو يراها على تلك الحالة .. وإدراكه للاحتمالات الضعيفة لشفائها رغم كل جهود عائلته وتوفيرها أفضل عناية طبية ممكنة وأكثرها تكلفة .. جعل معرفته بأن أشخاصا كوالد وردة .. ربما يجد طريقة لتحسين صحته لو أنه امتلك ما يكفي من المال .. حملا ثقيلا على كاهله ... ربما هو تأثير رؤيته لجمان .. إلا أنه لم يفكر وهو يدلف إلى مكتب المحاسبة ويدفع تكاليف علاج والد وردة من ماله الخاص .. ذاك الذي بات يكسبه أخيرا بمفرده منذ أشهر ..
قال محاولا منعها من إدراك الحقيقة :- ربما أنا أحاول أن أرد لك شيئا من المرات العديدة التي أزعجتني فيها وأثرت أعصابي بتدخلك بيني وبين أخي .. أو ربما أنا أحاول العثور على طريقة أبعدك فيها عنه وعن مخالبك التي لا تتوقفين عن محاولة غرزها فيه ..
هتفت بغضب :- أنا وريان صديقان وأنت لا علاقة لك بما يربط بيننا .. وإن ظننت بأنك امتلكت شيئا ضدي بفعلتك هذه فأنت مخطئ ... أنا سأرد لك مالك لو استغرق الأمر مني عمري بأكمله ..
قال باستهزاء :- آه .... أنت ستظلين مدينة لي لفترة طويلة جدا جدا اذن ... هذا جيد
احتقن وجهها الشاحب عادة .. وتألقت عيناها بنار غضب جعلته يتوقف للحظة بانزعاج وهو يدرك بأنها مليحة الشكل وراء هذا المظهر الصبياني ... وأن أخاه ريان قد لا يكون حصينا ضد فتاة مثلها .. ستكون أمه أكثر من مسرورة لو أنه لوث اسم العائلة وارتبط بها وأسقط نفسه من قائمة المفضلين لدى والده ... بعكس ردة فعلها لو أنه هو من ارتبط بفتاة كوردة ... رباه .. كانت لتقتله حينها .. كانت لـ ....
( هل هناك امرأة في حياتك تمنعك من الاستجابة لمطلب أبينا يا كنان ؟؟)
جمد كنان تماما وهو يحدق بوردة التي كانت ما تزال ترتجف غضبا وإحراجا ... والفكرة تتكون داخل رأسه فجأة ومن العدم ... أهذا ممكن ؟؟؟ أيمكنه حقا منع والديه من التحكم بحياته بهذه الطريقة ؟؟
هتفت به فاقدة أعصابها :- لماذا تحدق بي بهذه الطريقة ؟؟ أنا أخبرتك بأنني سأرد مالك لو اضطررت للقيام بأي عمل وكل عمل يتاح لي ..
قال بلهجة غريبة :- هل أنت متأكدة ؟؟
عبست وهي تتراجع فجأة .. يفوح منها الوجل رغم محاولتها إخفاءه :- ماذا تقصد ؟؟؟
:- أقصد أنني امتلك طريقة تستطيعين من خلالها رد دينك لي وبفترة قصيرة جدا ... لن تكوني بعدها مضطرة على الإطلاق للتعامل معي او تحمل ابتزازي المحتمل لك ..
وقد ظن وجهها لا يمكن له أن يزيد احمرارا .. تراجعت خطوة إلى الوراء وعيناها تتسعان للحظة .. ثم ترميان شررا وهي تهتف به :- أقسم بالله يا كنان .. لو أنك أهنتني ولو بكلمة .. لو أنك ..
:- بحق الله .... أنت تطرين نفسك كثيرا .. أنا لن أفكر بك بتلك الطريقة لو أنك كنت المرأة الوحيدة على وجه الأرض .. رباه .. أنا حتى لا أفكر بك كامرأة ..
تلاشى توترها ليعود الغضب فيحل محله .. غامرا إياه بارتياح أجفله .. إذ أن فكرة خوفها منه .. للحظة ما أزعجته وبشدة .. أن تكرهه كما يكرهها ... أن تكون غاضبة منه شيء .. أن تخافه بتلك الطريقة شيء آخر .. قالت كازة على أسنانها :- ما الذي تريده مني إذن ؟؟
فكر بطريقة دبلوماسية كي يخبرها ما يريد فلم يجد .. التوى فمه بابتسامة ماكرة وهو يقول :- ما أريده بسيط جدا ... تعالي معي إلى الحفل الذي تقيمه عائلتي .. وتظاهري أمامهم بأنك صديقتي وخطيبتي .. وسأعتبرك دفعت ديني عليك كاملا ...





يتبع ...

Elbayaa and سامو احمد like this.

blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.