26-09-18, 11:35 PM | #11433 | ||||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1196 ( الأعضاء 688 والزوار 508) rihab91, مريومير, AyotSha, hebaa, wiamrima, kulod Ali, amar_nirmen, s.m..ssous.m.s, بلاكو, عشق القراءة, ثمرو, Hager Haleem, مها سلام, kagomi, الترياق, لؤلؤة الحزن, ياسمين نور, nahe24, ياسمينة الماضي, كادىياسين, زهرة الكاميلي, مسره الجوريه, EMMO, سما ممدوح, حروف ضائعة, butterfly.z, الود 3, jennifer sankroft, Maro na, Qamar Sy, الأسيرة بأفكارها, intissar2, توقه, soe, mesfa, عشق الهوى, walaaqasim, fati88, امولتي, هانا مهدى, sou ma, موضى و راكان, شطح نطح, ninaa, seham26, lamia57, om yassine, منالب, Koko meral, yasser20, beso55, Raheeek, الشوق والحب, عين تبحث, Dodyum, ربروبة, safiato966, olfak, نور الامال, monefade, NoOooUr, نوت2009, نجاة فاروق, hend98, عربيه90, عطر الوردة, totyyy, SheRen 88, مجد صالح, وداد الجزائر, Moon roro, ابتسامتي دليلي, الماسيه, مارينا جمال, M.MK, Bnboon, نوف كرسبي, mariamhariri, BASMA DYAB, MS_1993, احلام العمر, noor ahmad27, folla09000, mo'aa, رازبيري, sarry, مجد بانا, أم نسيم, hind 444, kamsed, الطاف ام ملك, modyblue, هديل الحياة, Rosell_ksa1, ons_ons, Rand issa, ام ايلوو, drm, Sanamero, كوكا..., هدير خلف, بلسم جروح, amira bacha, alyaa elsaid, yasmeen jaber, احساس 1982, souheyr, ليان عزو, ayaammar, نون وهاء, مريم المقدسيه, dorra24, monmon12, عراقيــه, mima love, طائره النمنمه, fofolamia, فاطمة علوش, bas bas, nanash, ali.saad, mnmhsth, مايا82, amana 98, noorvay, OM MOSTAFA, سمواحساس, سوزورا, أم الشيخ, sarascara, ياسمين على احمد, الياسمين 99, marwa2010, Selinn, عبير الجنه, hhanen, Sarali, NoOoShy, dodoalbdol, eman elsaid, طيبةتوتو, Fatmaahmed, zerozero, مجد22, rosemary.e, سرى النجود, Ele, مريم1396, Ollaa, بعثرة مشاعر, مريمة علي, amira 70, madamimen, مها العالي, donia dody, Hendalaa, الاوهام, غنوة خالد, sara8639, سماح الطيبة, لولولول, سوسو ١٥٦, أسماء بدر, الشيماءعمر, لين الورد 25, Um Ghaeth, شانزيليزيه, وفاء خطاب, karima seghiri, hadger, 1000douniazad, عبير سعد ام احمد, Hadaldal, b3sh0, Hiba mohamed, امال ابراهيم ابوخليل, Anine, بيون نانا, شوشو 1234, Miss.ladon, سبقني الدمع, باحثة عن السعادة, lolo75, sara sarita, سامو احمد, Dlshaa, أم أيوب1, غيداء هلال, ريمين, doaa eladawy, yasmin ashrf, Roro adam, جبن, المشاغبة, ندى سلام, Hanan anz, ريهان احمد, Janne, ستيتش, Soso sos, ندى المطر, Lulu99, حليب فانيلا, Alanoud., بينار يلمز, مروة صادق, لولو73, 2lana12, رىرى45, markunda, مرمر1, اليمامه الزرقاء, saad92, rainfall, عاشقة الحرف, Rania.osman, صمت الهجير, أحلام الوادي, esraa soka, Sekasaso, صمت الصحراء, fatma ahmad, sareta jwad, Shadwa.Dy, رانيا خالد, Raghad3060, Hopeoun, Rima Nayef, Anabeth 21, ToOoOmy, حمبصيصة, انسيآب..!, Time Out, Queen of mercy, Ouseima, نداء1, Mamdouh mamdouh, thebluestar, نور67, belladone, kiti, rose.rose, نجاح جنا, Rasha.r.h, سمسمونة, بسومةع, Alzeer78, Asmadz, Arch dodda, hedoq, nermien, موريتآآنية, Nunamalako, دات العشرون, Emy-warda, Mns, فراشة الرماد, Angle.M.H, حسناء_, eman hamid, maysah, Popolh, ارض اللبان, Noha24, نبع حنان, باسم محمد ابراهيم, emily yong, نيرة محمود, بيجو, Sara,, Nariman e, Reem55025, NMH1999, بنت سعاد38, asmati, الحب الموجع, رواء بلال, sosa mahdy, i_maysoon37, Tulip tota, Eilaf, ندى طيبة, م/رنوش, ward 1, Karaoki, وجع قلبي 2, lele89, ندي خطاب, سماح معيوف, !!!Atheer, تالا الاموره, عطر عطر, سما السيد, يمنى اياد, princess of love, جنة محمود, ام البنات1989, pretty dede+, buthaina8, قمر الزمان حياتي, جهاد175, Alaakhmh, summer cloud, رنيم سرميني, manar.m.j, zahraa2020, rosetears, wafaa hk, روضة أبوزيد, يمامه جدا, Mena walid, bnk7, دودي الخليفي, m7s, أسـتـر, نجمة الفجرر, JAA, Renad omar, nmn, Ghada R, Gomana omar, هند حمزة, ستغبتو, HYUNAEXOGIRLL, zainab atta, Fatema tork, Rbarebo, omangirl5, هبوش 2000, داااانه, Yara717, n0on, أنثى متمردة, ليل زاهي, Nona^^~, هيا علي, Cawsan432, yassminaa, سما مصر, next.tonever, nona.a, nothing 2 say, noha 3, fattima2020, يسورة93, عفة وحياء, فاطمة باشا, طوطه, dr kareem, mona_90, سوووما العسولة, gawgaw, داليا فريد, الجميلة النائمه, nouhailanouha, Wafaa elmasry, الدانه1988, umryum, ام الور, امانى منجى, sa.ze, اويكو, Immortal love, lolo.khalili, lolololy909, خريف عمري, الدمعة الحائرة, Toottaa, نوف بنت ابوها, mayna123, Aya youo, Candy eye, احلام عادل, la princesse * malak, oushy, {سحــ الثلج ـر}, shorty, Arij elyasmine, كلي جنون, amira hkeem, تي كيونغ, M2h2, hajir lou, emee-, نووورا, بحر الوالى, براءة رامي, توتى على, sofi bm, Roro2005, amiraabo, سهم الغدر, مزونيي, دلال الدلال, Eman Dahab, جلاديوس, DrWalaa, jiada seleem, lina Aryam, تشاندريكا, فديت الشامة, omom, وردة لولو, مينى10, menatallah_2000, nur vattar, Gogo abd, EMANSALAMA, اسوية, بيبووووو, راجية رضا ربها, غزيلة, Rehab m, عروب 55, منتهى الوجود, ميمي الحالمة, مهرة..!, rere87, sweethoney, يافا, Roubafd, هبه صلاح, شوقا, Rima08, HAFFA, sasad, nayino, ghanyarji, رهف احمد90, Lo Na, Sultankie, yousra 05, zazarim, كريستنا, القمر المضئ, Alexandra Ness, snowwhite roro, توسل, جنى حراحشه, norakamel, samah.z, Marmar94, Sokha, شيمو العاقلة, ام يونس1, um ghazal, لحن الاوركيدا, Gogo01, afnan25, selwa, shimaahoseny, k_meri, miss baio2, Dona ashraf, Shaima111, Sohailaahmed, درر و ياقوت, dalia22, السنا, الحب غالي, Dohaaf, كحيلة العيون, Shaar, WAFAS, bobosty2005, لؤلؤة سوداء, ريبكا, imene88, تحسينات, rasha moner, joujou ha, جويريا, SidSid, Johara310, حنان ياسمين, نهاوند16, دوسة 93, عيوني تذبح, atmin, desert-rose, ghadah2014, بنت السيوف, ذهب, مكاوية و الخطوة ملكية, كنزى دخميسي, simsemah, fofa ali, Alice laith, ديانة, فرح العباسي, Berro_87, سنديان, كيلوباترااا, اسرار313, بنفسجه, Fatma20, ملكانة, ساره يزيد, مهيف ..., لوففففففففففففففو, سفيرة الأدب, forbescaroline, almoucha, نور محمود ابراهيم, أم الريان, قمر الليالى44, Nada Abd Reda, salwa habiba, هبة النورى, sokoon allayl, انستزيا, dodo elbadry, نهال نونو, منار إب, Rokaya mf, najla1982, shymo.rose, مي درويش, sabine algerian, تفاحة ذهبية, Basms, ام هنا, ساره عماد, Mony 97, Maha zedan, nnn-nn, Gülbeşeker, camela, أحلام وردة, حنين مريم, whiterose99, يونشية, Noor Alzahraa, فالريا, نونا لبنان, نجمة مساء, shimaa saad, البيلسان ام, سحرمجدي, دعاء 99, knight, القبلان, manal66, دان76, مرمرية قلب, روروه, MennaMH, Hala_Morsi, Monaesmat27, جـيجي, ايمان حمادة, Manal_oman, Monnosh28, باذنج, shereen.kasem, موجة هادئة, Marmarjomaa, بيااان, حلم رواية, Hams3, Mmer, غنى محمد, Abeer236, زينب عبد الوهاب, weaam93, تالا صلاح, OOhood, hidra, ام معتوق, shimaagber, angela11, ouertaniradhia, fouziafouz, RazanB, Abcdfg, Ghost girl, عيوشة.رجب, أمل 1, زهور ساكورا, تتعب معاي, lelly, willoucha, نروس12, منه قمر, ناي محمد, نولا ٢٠٠٠, نجــد, معروووف, إسراء فضل الله, Shaima Esam, Lolo abed, Khaledya, ام اليم, Rag.a, مزوووووون, زهرة الحزن, لا تطفىء الشمس, حور الجنان, جميلة الجميلات, سارة فؤاد, Habibahala, Heyam Raslan, Rehamq, Saprina, الوية احمد علي, dr.menna12345 78890, ايا صوفيا, halimayhalima, zezeabedanaby, ساندراا, Eman rabeah, شيماء الزواوى, randa duidar, سمو الرواد, Rona moham, Shazeema, mahy15, أمة الله 33, نوال11, ذات جديده, Mosheira, koka 88, AAsol, اشراقه حسين, c-moon, killlover, zsa89, غـــزلــ, Chisa, Wejdan1385, نور ضياء, Rivan mohammad, Amaalxba, شموخى انا 19, Electron, lolo 9, آية يوسف, hope 21, Bashayerrr, غرام العيون, Dentistoidissh, Benan, ريمان نجد, han0, Sara199, جرحي العاري, logiiina, ابن الشام2, sfsf_al3mr, Pamuk prenses, مرمرية, Nermeen saad, * ملاك الصمت *1995, غدیر, Vardia AL-shater, غيم الشتاء, Ogah, حيرانه, همس-فتاة, NAMOSA, Tuta Al3fifi, بينكـ, وعد بالخير, monica g, امم حور, رولا احمد, MEELLOO, widad82, sonia rbii, سامية الروح, وفاء فافاتي, kozmo, انثيالات مطر, ALana, eng miroo, نور نورسين, إسراء خالد | ||||||
26-09-18, 11:38 PM | #11436 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| الفصل الواحد والثلاثون :- لقد كنت أعرف بأن تلك المرأة مجنونة ... إلا أنني لم أتخيل أن يصل جنونها حقا إلى حد محاولتها قتلك .. قالت نورا ردا على كلمات شمس :- لقد حاولت قتلها بالفعل في الماضي .. لا أفهم كيف لم يتمكن أحد من التفكير بأنها قد تفعلها مجددا .. تمتمت قمر التي كانت تجلس مكومة حول نفسها فوق الأريكة .. صورة خالد وهو ينزف بين يديها عقب إصابته بالطلقة المقدرة لها .. تأبى أن تغادر عقلها :- محاولتها دهسي بسيارتها كانت في نظر الجميع عملا حدث دون تفكير منها .. كرد فعل تلقائي وغير واعي على جدالي آنذاك معها .. قالت شمس بفظاظة :- لم لا تسمي الأشياء بأسمائها ؟؟ هي كانت فتاة ثرية ابنة عائلة معروفة .. كان الكل ليلتمس لها الأعذار .. ووالدها كان ليقلب الأرض وما فيها كي يثبت بأنها غير مذنبة .. في حين كنت أنت فتاة يتيمة وفقيرة .. حبك لخالد كان ما قيدك ومنعك من السعي لأخذ حقوقك .. هو من طلب منك آنذاك أن تتنازلي عن القضية حماية لابنة خالته .. أمانها كان أكثر أهمية لديه من أمانك .. فلنواجه الحقيقة .. رفعت قمر رأسها قائلة بغضب :- هذا غير صحيح .. رفعت شمس رأسها لتقول بتحدي :- ما الذي فعله خالد قط لحمايتك ؟؟ قالت قمر بخفوت :- هذا هو خطأي منذ البداية ... أنني انتظرت منه أن يحميني .. لقد سمحت لعلاقتنا أن تكون اتكالية تماما .. تخليت عن عملي .. أصدقائي .. وقامت حياتي كلها عليه ..و هذا كان أكثر ما دمرني عندما تزوج بناهد .. هو خطأي أنا .. لا هو .. هو حاول أن يحميني بقدر ما يستطيع .. كما حاول أن يحمي ناهد .. في النهاية هو من تخلى عنها قبل سبع سنوات لأجلي .. لا العكس .. وأنا لا أملك أن ألومه على نبله هذا معها .. فلنقل أنه كان من الأسباب التي دفعتني لأن أحبه أكثر .. :- هه ... وانظري إلى أين جرك حبك هذا .. هتفت قمر بصوت أجش :- الرجل كاد يموت قبل أيام دفاعا عني ... كيف تتحدثين عنه بهذه الطريقة ؟ قالت شمس بقسوة :- دفاعا عنك ضد هجوم كان هو سببا له .. استمعي إلي جيدا يا قمر ... أنا لا أحاول تحريضك ضده .. أنا أحاول حمايتك .. أنت الآن تقفين في مفترق طرق .. هناك قرار عليك اتخاذه .. ويجب ألا تسمحي لذلك الحادث بأن يؤثر على اختيارك .. شحب وجه قمر وهي تتذكر طلب عمران يدها للزواج ... خفق قلبها وهي تتذكر حلا . بوجهها لبريء وشقاوتها الذكية .. اغرورقت عيناها بالدموع والشوق الى شيء تعرف بأنها لن تناله أبدا يحرق فؤادها .. قبل أن تتمكن من أن تقول أي شيء ... ارتفع رنين جرس الباب ... فقفزت شمس تفتحه وهي تقول :- أظنه أكرم .. لقد قال بأنه سيمر ليأخذني إلى البيت .. إلا أنها لم تجد أكرم عندما فتحت الباب ... إذ أن الشخص الذي كان واقفا أمامها ... كان بحر يتبع.. التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-09-18 الساعة 12:39 AM | |||||||||
26-09-18, 11:39 PM | #11437 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| تشعر وكأنها سمكة خارج الماء .. تململت وردة فوق مقعدها وهي تحدق حولها بتوتر .. تراقب كنان وهو يملي على النادل طلباتهما للعشاء بكل أريحية .. وقد بدا واضحا أنه أحد الرواد الدائمين لهذا المكان الذي يعد أحد أكثر مطاعم المدينة رقيا وتكلفة .. مررت كفها فوق تنورتها السوداء المستقيمة وهي تشعر بنفسها قليلة الأناقة وقد تلقاها كنان فور خروجها من عملها جارا إياها إلى هنا دون حتى أن يسألها ... أحست بأنها تبدو كفتاة قروية إلى جانب باقي الرواد المتأنقين من حولها .. فور أن ابتعد النادل ... التفت كنان نحوها ليلاحظ الغيظ في ملامحها .. فقال متسليا :- من الأسهل لك لو توقفت عن القتال واستمتعت باللحظة .. كشرت وهي تقول :- لقد تعمدت إحضاري إلى هنا كي تحرجني .. صحيح ؟؟؟ :- بالـتأكيد ... أعرف بأنك لا تحبين لفت الأنظار .. وكونك في هذه اللحظة أجمل امرأة في المطعم .. لابد وأنه يحرجك بشدة .. احتقن وجهها وهي تقول :- هل تسخر مني ؟؟؟ قال بدهشة :- هل أبدو وكأنني أسخر ؟؟ قالت من بين أسنانها :- أنت تعرف بأنني لست جميلة على الإطلاق .. نظر إليها مليا ... النظرة في عينيه السوداوين جعلت حس القتال لديها يموت فجأة وقد أخافها المعنى الغامض فيها .. الذبذبات الغريبة التي أحستها تنبع منه ... تلاشت فجأة وهو يبتسم قائلا بعبث :- هذا جيد ... إن ظللت تشعرين بالنقص بهذا الشكل .. أمنت من استجابتك لنظرات الرجال الآخرين التي تكاد تلتهمك .. أنا متملك للغاية إن كنت لا تعلمين .. بالرغم من تورد وجنتيها ... أدارت عينيها وهي تقول :- أنت لا تطاق ... ابتسم دون أن يقول شيئا ... وهو يراقبها تعود لتنظر حولها بنفس التوتر الذي لم يفارقها منذ أوقف سيارته أمام المطعم الذي يمتلكه أحد أصدقاء العائلة .. أي فتاة أخرى .. كانت لتسعد وتفخر بأخذه إياها إلى مكان راقي كهذا .. لكانت بذلت جهدا كبيرا في إقناعه بأنها تنتمي لهذا المكان مثله بالضبط .. إلا أن وجل وردة وإحساسها بالضياع .. كانا يبثان لديه رغبة عارمة في أن يتمكن يوما من إزالتها تماما عنها ... يوما ما ... وردة لن تشعر أبدا بأنها أقل من غيرها ... بل ستدرك بأنها أفضل بكثير من أي امرأة أخرى عرفها في حياته ... عندما حضر الطعام ... تناولاه وهما يتبادلان الحديث بطريقتهما المعتادة نفسها والقائمة على الشجار .. في كل مرة كانا يتجادلان فيها كان الأمر ينتهي بهما ضاحكين حول أمر ما .. مما كان يثير حيرة وردة وقلقها وهي تدرك إلى أي حد كانا يتناغمان كلما التقيا .. لقد كان هناك نوع من الكيمياء التي لم تعرفها قط في حياتها حتى برفقة أقرب الناس إليها .. وقد أحست طوال حياتها بأنها غريبة حتى عن أفراد عائلتها .. بعد أن أنهيا العشاء ... فوجئت به يطلب الحلوى التي تفضلها دون حتى أن يسألها .. التعامل مع كنان المغرور والوقح كان شيئا .. والتعامل مع هذا الشاب الذي كان يفاجئها بلطفه وتفهمه شيء آخر ... التفت نحوها وهو يقول :- كيف حال ريان ؟ عبست قائلة :- ألا تزوره في المكتبة ؟؟؟ لا .... وقد أجفلته هذه الحقيقة .. منذ توقفت وردة عن أن تكون هناك .. هو لم يعد يذهب إطلاقا إلى المكتبة لرؤية ريان ... هل كان يذهب ليراها هي دون أن يدرك هذا ؟؟؟ تمتم :- أنا مشغول هذه الأيام ... كما أنه هو الآخر يبدو مهموما .. عندما رأيته في المرة الأخيرة كان شارد الذهن طوال الوقت .. :- هذا صحيح ... شيء ما يشغل باله .. أتساءل إن كان تركي العمل في المكتبة كان خطأ أم لا .. أظنه يحتاج إلي أكثر مما تحتاجني آمال الطويل .. على الفور أظلم وجهه وهو يقول بشيء من الجفاف :- لا .... مهما كانت حاجة ريان إليك كبيرة .. فمستقبلك المهني أهم .. عملك في شركة آمال الطويل هو الأفضل لأجلك .. يكفيه أنها تعود كل مساء إلى منزل ريان .. من الحماقة أن يشعر بالغيرة وقد عرف بأن ريان لا يرى وردة على الإطلاق إلا كصديقة مميزة ... إلا أنها هي ... هو ليس متأكدا على الإطلاق من مشاعرها .. إن كانت ما تزال مغرمة بريان .. أم أن ذلك الحب الوهمي قد استحال مع مرور الوقت إلى شيء آخر .. أن تعود لتقضي نهارها كله إلى جانب شقيقه الأكثر منه وسامة ورقة ورومانسية .. قد يقضي على كل تعقله .. وهو حقا لا يريد أن يخسر ريان إن أدرك بأنه يقف في طريقه .. إذ .. كيف لكنان أن ينافس شقيقه الأكبر الشبيه بممثلي السينما ؟؟ عقدت حاجبيها وهي تقول :- أنت تعرف بأن هذا القرار يعود إلي ... صحيح ؟؟؟ :- نعم ... إن لم يعجبك العمل لدى آمال الطويل .. فأنا أستطيع مساعدتك في البحث عن عمل في مكان آخر .. إنما أنا لن أسمح لك أبدا بالعودة للعمل لدى ريان .. شحب وجهها وهي تتذكر اتهاماته السابقة لها بملاحقة ريان .. أتراه ما يزال يظن بأنها تنتظر فرصة تتمكن من خلالها من نشب مخالبها في شقيقه الأكبر ؟؟؟ تذكرت المساء الماطر الذي علقا فيه في مكتبه .. عندما قبلها ... عندما استجابت له كالنبتة الذابلة التي تنال قطرة ماء منعشة بعد عطش أيام .. كالزهرة حيت تميل بجشع نحو ضوء الشمس .. كيف .. كيف يظن بأنها قد تمنح رجلا كما منحته ذلك المساء .. وتظل تفكر بالطريقة نفسها برجل آخر .. يدها التي بدأت ترتجف فوق الطاولة ... انسحبت لتختبئ فوق حجرها إنما متأخرة إذ أسرع يمسك بها وعينيه تنظران مباشرة إلى عينيها التين فاضتا بألم صدمها بحدته .. وقال بصوت أجش :- لا أحب أن أضطر لضرب أخي الأكبر خلال إحدى نوبات غيرتي الجديدة جدا علي .. أنا الشخص الوحيد المسموح له بأن يقضي وقتا منفردا معك بعيدا عن الأنظار .. رمشت بعينيها وهي تنظر إليه مجفلة ... عادت تحاول سحب يدها بدون فائدة إذ اشتدت أصابعه حولها وهو يقول بإصرار :- استمعي إلي يا وردة ... ما الذي يرغب بأن يقوله ؟؟؟ وهل ترغب حقا بأن تسمعه ؟؟؟ قلبها كان يخفق بشدة ... الخوف يزحف فوق جلدها ليقشعر كله تحفزا .. أنفاسها علقت في حنجرتها وهي تسمعه يقول :- الناس جميعا يظنون بأننا خطيبين .. قالت بصوت أجش :- لا ... ليس كلهم .. :- ريان ليس غريبا ... كادت تذكر عمر ... إلا أنها توقفت في آخر لحظة ... إذ لم ترغب بأن تثير المزيد من النار المتقدة بينه وبين شريك عمله غريب الأطوار .. :- أنا أظن بأننا يجب ألا نخيب آمال الجميع .. ما رأيك ؟؟ حدقت به مشوشة الذهن وهي تردد :- نخيب آمالهم ! :- توقفي عن ترداد كل كلمة أقولها وإلا ظننت بأنك تعانين من مشكلة .. مزاحه لم ينجح إطلاقا في جعل تشنجها يخف ... صدرها كان يعلو ويهبط وهي تراقبه يخرج من جيبه شيئا صغيرا لم تستطع سوى أن ترى بريقه الذهبي من بين أصابعه ... حتى دفعه فجأة ليحيط ببنصرها الأيمن .. ذاهلة ... حدقت بالحلقة الذهبية التي رصعها صف رقيق من الأحجار الكريمة .. والذي برق تحت الإضاءة المكثفة للمطعم ... ثم رفعت رأسها إليه لترى الجدية التامة في ملامحه وهو يقول بصوت عميق :- وردة .... هل تتزوجينني ؟ يتبع .. التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-09-18 الساعة 12:43 AM | |||||||||
26-09-18, 11:40 PM | #11438 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| في غرفة قمر الصغيرة .... انفردت كل منها هي وبحر وقد تركها الجميع وحدهما ... بعد صحوتهم من زيارة بحر التي لم تكن متوقعة .. قالت قمر باسمة :- شكرا لك يا بحر لقدومك لرؤيتي ... وجودك هنا يعني الكثير لخالتي ... صدقي أو لا تصدقي .. رغم كل شيء .. هي تحبك .. وتتمنى لك كل خير .. وترغب فقط بأن تراك سعيدة .. تمتمت بحر :- أعرف ... تأملت قمر بحر بتمعن ... جميلة ... باردة .. متباعدة .. أنيقة .. لقد كانت تبدو مختلفة تماما عن بحر القديمة .. بحر الصغيرة والمضطربة .. بحر التي كانت تأتي لتزورهم فتاة يافعة فلا تجرؤ على إظهار شعورها بالراحة لدخولها منزلهم الذي كان يمثل لها الأمان حينها من بطش عمها .. وكأنها كانت تخشى أن تضع الكثير من الآمال فيهم .. وقد كانت محقة في النهاية ... بحر ... تعلمت دائما ألا تمنح كلها ... أن تبقي جزءا من ذاتها لنفسها .. أترى لقمان يتمكن من دفعها لفتح أبوابها له ؟؟ قالت بحر بهدوء :- لقد أردت أن أراك وأطمئن عليك بعد أن عرفت بما حدث لخالد ... كيف هو الآن ؟ أشاحت بوجهها .. وقالت بخفوت :- أخبرني أكرم بأنه بخير .. هو أفضل حالا الآن ويتوقع السماح له بمغادرة المستشفى قريبا ... رقت ملامح بحر وهي تقول :- وماذا عنك أنت ؟؟؟ أطلقت قمر ضحكة مريرة وهي تقول :- وماذا عني أنا ؟؟؟ أنا أتعرض للخطر بسببه للمرة ..... رباه ... أنا لا أذكر حتى عدد المرات التي أكاد أصاب بأذى بسببه ولأجله ... عندما منحته قطعة من جسدي .. عندما كادت ناهد تدهسني بسيارتها .. والآن .. إلى متى ؟؟ إلى متى سأظل أمنح دون أن أجد مقابلا ؟؟ صمتت بحر للحظات ... ثم سألتها متمعنة :- إن أخبروك الآن بأنه في خطر ... وأنه يحتاج إلى مساعدتك من جديد .. أتهرعين إليه ؟؟ أم تراك تعلنين بأنك قد اكتفيت ؟ رفعت قمر رأسها تنظر إلى بحر ... ثم تقول بخشونة :- لا تقارني بيني وبينك يا بحر .... أنا لا أمتلك قدرتك على نسيان كل شيء .. على التظاهر بأنه لم يؤذني لمجرد أنه كان ... صمتت .. فتابعت بحر بهدوء :- لمجرد أنه كان سيموت .... أليس هذا ما كنت ستقولينه ؟؟؟ لم تجب قمر التي أشاحت بوجهها ... فقالت بحر :- أنت محقة .... أنا لا أستطيع أن أقارن بيني وبينك ... تاريخك مع خالد ... قديم للغاية ... مازلت أذكر المرة الأولى التي وقعت فيها في حبه .. كيف حاربت الدنيا وما فيها كي تكوني معه .. أنت امتلكت خيار الرحيل عندما رحلت ... كما امتلكت خيار العودة عندما لم تفعلي .. قالت قمر بقلق :- هل ... هل تقولين بأنك تعودين للقمان مرغمة ؟ بأنك لست مخيرة ؟؟ قالت بحر بصوت أجش :- الحب لم يكن يوما خيارا يا قمر ... لا ... أنا لم أختر البقاء .. لأن خيار الرحيل لم يكن موجودا في المقام الأول ... بدت الحيرة على قمر وهي تقول :- كيف ... كيف تستطيعين أن تنسي كل شيء ؟ بدا على بحر التأمل للحظات .. إلا أن قمر كانت قادرة على رؤية الحزن في عينيها وهي تقول :- من قال بأنني نسيت ... أشارت إلى قلبها وهي تقول :- ما فعله بي لقمان .... محفور هنا ... يوسم فؤادي كما توسم هذه الندبة وجهي ... علامة سأحملها حتى أموت ... ولكن ... قمر ... هو أيضا يحمل الكثير مما يوسم قلبه ... إن لم أقف أنا إلى جانبه ... إن لم أتفهمه .. إن لم أساعده على شفاء جروحه ... أنا .. المرأة التي تحبه ... فمن تراه يفعل ؟ تابعت بصوت أجش :- ما من إنسان لا يستحق الحب يا قمر ... ملاك كان أو شيطان .... قديس أو خاطئ .. كل شخص يمتلك الحق في أن يعرف الحب ولو لمرة .. ردة فعله عندما يفعل .. تتفاوت من شخص إلى آخر .. هناك أشخاص ... يستوعبونه ... يعتنقونه ... ينتظرونه منذ الأزل .. كما فعلت أنت عندما قابلت خالد قبل سبع سنوات .. فكنت مستعدة لفعل كل شيء لأجل الاحتفاظ به ... أشخاص آخرون ... كلقمان ... يخافون منه .. ويحاربونه وكأنه الطاعون .. لأنه شيء لم يؤمنوا بأنهم يستحقون وجوده في حياتهم .. تمتمت قمر :- وماذا عن الأشخاص مثلك ؟ ابتسمت بحر بحزن وهي تقول :- هناك أشخاص يسمون موقفي ضعفا ... بقائي معه ... قتالي لأجله .. إيماني به رغم كل شيء .. ولكن ... قمر ... كيف نسمي المحارب الذي يأبى أن يترك أرض المعركة فيهرب .... ضعيفا ؟ هي قوية بما يكفي كي تقاتل لأجل الرجل الذي تحبه .... تمتمت بحر :- الاستسلام ..... لا يكون دائما ضعفا يا قمر ... لا ... أحيانا يكون شجاعة ... وقوة ... أن يبقى الإنسان ويختار أن يكافح لأجل ما يريد ... سألتها بحر من جديد :- أنت لم تجيبي عن سؤالي ... هل كنت لتلبي نداءه لو احتاجك من جديد ؟ أرادت أن تجيب بلا ... إلا أنها لم تستطع .. هي أيضا لم تستطع أن تمنح بحر الإجابة الحقيقية .. فقالت بقهر :- هو لم يقاتل لأجلي ... هو لم يمنحني قط كما منحته .. هو أخذ وأخذ .. وظل يأخذ منذ تزوجنا فظن بأن الأخذ حقه .. :- حسنا .... الانسان يتعلم أيضا بألا يعطي دائما بدون حدود ... دائما يجب أن نحتفظ بجزء منا لأنفسنا .. لكن يا قمر ... هل منحته الفرصة قط كي يمنحك كما منحته ؟؟ نظرت إليها قمر مستنكرة .. فتابعت بحر برفق :- لقد سبق وضحيت لأجله عندما منحته جزءا من جسدك .. هل منحته الفرصة نفسها عندما أراد أن يضحي برغبته بالأطفال لأجلك ؟؟ رمشت قمر بعينيها .. وقالت بصوت متقطع :- من حقه أن يكون أبا ... أنا ما كنت لأسمح له .. أنا .. ثم صمتت .. دون أن تتمكن من إتمام عبارتها .. عيناها واسعتان بشيء من الذهول .. في حين تنهدت بحر وهي تقول :- قمر .. إن كنت قد توقفت عن حبه ... إن كنت ما عدت ترغبين به حقا .. فما حدث هو فرصتك الوحيدة لقطع كل علاقاتك به إلى الأبد .. أنا متأكدة بأنه لن يجرؤ مجددا على أن يزعجك أو يحاول الاتصال بك .. كل ما عليك فعله .. هو أن ترسلي له رسالة مع والدته تطلبين فيها منه أن ينسى كل شيء عنك تماما .. ثم وقفت وهي تقول :- المهم هو سعادتك يا قمر .. وهي شيء لا يعرف الطريق إليه سواك .. لا أحد يستطيع أن يساعدك في العثور عليه .. نهضت قمر بتثاقل وهي تقول :- حضورك لرؤيتي يعني لي الكثير .. ابتسامة بحر كانت متشنجة وهي تقول :- هل كنت تظنين بأنني لن آتي لرؤيتك في هذه الظروف ؟ تنهدت قمر وهي تقول :- أنا فقط لم أظن أنك ستسامحين خالتي بهذه السهولة .. لم تقل بحر شيئا ... قبلت وجنتي قمر .. ثم تركتها وحدها في الغرفة الصغرة .. تدرك بأن القرار الذي توشك على اتخاذه .. سيرسم ما تبقى من حياتها .. إما بلون السعادة ... وإما بلون الشقاء .. يتبع .. https://www.rewity.com/forum/t405484-1145.html التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-09-18 الساعة 12:45 AM | |||||||||
26-09-18, 11:41 PM | #11439 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| خارج المبنى ... كان لقمان ينتظرها في المقعد الخلفي من سيارته ... توقفت للحظة فوق الرصيف .. الهواء البارد يعبث بخصلات شعرها الناعمة .. معطفها البني يتراقص بلطف حولها .. من خلال نافذة السيارة المفتوحة ... التقت نظراتهما .. فارتجف قلبها بضعف ككل مرة كان يسحب فيها كل قوتها بنظرة ... سارت نحوه ... واعتلت المقعد الخلفي إلى جانبه .. وانتظرت حتى تحركت السيارة ثم تمتمت :- لم تكن مضطرا لانتظاري ... :- أنا من أقنعك بالمجيء .... لن أتركك تنهين لقائك بخالتك دون أن أكون موجودا لأجلك .. رفعت رأسها إليه .. تتذكر الطريقة التي ضمتها فيها خالتها إليها وهي تبكي قبل مغادرتها .. ثم انتزعت منها وعدا بأن تأتي دائما للزيارة ... ربما هي تمنعت عندما طرح عليها الأمر .. ما يزال نسيان تخلي عائلتها عنها يترك أثرا مريرا في فمها كلما تذكرته .. إلا أنها الآن .. تشعر وكأن ثقلا عظيما قد انزاح عن كتفيها .. :- كيف كان الأمر ؟ تمتمت :- جيدا .. نظرت إلى عينيه هامسة :- شكرا لك .. سحبها كي تلتصق به ... غير عابئ بالسائق الذي كان يوجه كل اهتمامه نحو قيادته .. دفن وجهه في شعرها العطر .. وتمتم :- لم أدرك حتى وجدت نفسي في موقف لم أعرف إن كنت سأخرج منه حيا أم لا ... أنني أرفض أن أكون ملجأك الوحيد .. إن حصل لي مكروه في يوم من الأيام فأنت لن تكوني وحيدة أبدا .. لم تقل بحر شيئا ... إذ لم ترغب بأن تجادله .. إلا أنها أبدا .. أبدا لن تسمح له بأن يغادر جانبها .. وأبدا لن تسمح لمكروه بأن يصيبه .. رؤية قمر .. في اضطرابها وتعاستها .. جعلها تدرك بأنها اتخذت القرار الصحيح .. لقمان يعرف بأن جزءا منها لن يسامحه قط على ما فعله بها .. إلا أنها أيضا تعرف بأنه لن يسامح نفسه قط .. ولن يتوقف أبدا عن تعويضها عن كل ما عانت منه بسببه ... وبحر ... إن فكرت يوما بتركه والرحيل .. فهي تنتقم من نفسها أيضا قبل أن تنتقم منه ... ما الفائدة .... ما الفائدة من الرحيل .. إن كان قلبها دائما وأبدا ... سيبقى بحوزته ؟؟؟ يتبع .. | |||||||||
26-09-18, 11:42 PM | #11440 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| كان ريان غارقا في أفكاره بينما كان يتناول عشاءه برفقة والدته عندما قاطعته وهي تسأله :- هل تظن كنان يتزوج وردة حقا ؟؟ رفع رأسه نحوها مجفلا وهو يتوقف عن العبث بطعامه كما كان يفعل منذ دقائق دون أن يأكل شيئا وهو يقول :- ماذا ؟؟ قالت متفكرة :- وردة لم تعد بعد ... وأنا أخمن بأنها برفقته .. أعرف بأنه أعلن خطبته لها .. وأن الاحتفال بالأمر بشكل رسمي هو أمر صعب بسبب مشاكل وردة مع عائلتها .. ولكن ... هل ينوي حقا أن يتزوج بها في النهاية .. عبس ريان غاضبا وهو يقول :- ماذا تقصدين يا أمي ؟ :- أقصد بأن إيناس لن تقبل بأن يتزوج ابنها فتاة مثلها على الإطلاق ... وسكوتها عن الأمر مثير للريبة .. أنا أظن الخطبة مزيفة تماما .. وأن زوجة أبيك تتظاهر بأنها تصدقها خوفا من أن يستجيب كنان لجينات أبيك التي تجري بين عروقه فيتزوجها حقا نكاية بها .. وبالتالي هي تقنعه باستسلامها حتى تجد طريقة أخرى تحقق من خلالها مآربها .. ذكاء والدته وشرحها المفصل للواقع الذي لا يعرفه سوى كل من كنان ووردة وريان جعله يقول بتوتر :- وما هي مآربها بالضبط ؟؟ :- الأمر ليس سرا ... هي تخطط لأن تزوج ابنها لفتاة ثرية ومن عائلة معروفة .. أنت تعرف كيف يتصرف الأشخاص الذين يمتلكون عقدة نقص يرغبون بإخفائها بأي طريقة .. ريان لم يكن قط من المعجبين بزوجة أبيه ... خاصة وهو يعرف بمعاملتها السيئة لكل من كنان و جمان .. إلا أنه لم يتمكن من منع نفسه من الرد على والدته :- هل سبب رفضك لعلاقة أكرم وشمس في الماضي ... أيضا نابعة عن نقص ما يا أمي ؟؟؟ جمد وجهها تماما وقد أخذها سؤال ريان على حين غرة ... قبل أن يتابع :- وماذا عن دورك في تدمير علاقة كل من لقمان وبحر يا أمي ؟؟؟ هل ترضين نفسك بالبحث عن دوافعك كلما تذكرت بأن لقمان ما كان ليعاملها تلك المعاملة السيئة لو أنك لم تتدخلي في المقام الأول مشوهة صورتها لديه .. وأنه ما كان ليسقط مريضا لو لم تدفعيها أنت بشكل غير مباشر للرحيل ؟؟ هنا ... امتقع وجه والدته تماما فاقدا ألوانه مما جعله يندم على انفجاره بها ... خاصة وهو يدرك مدى قسوة تأثير جفاء لقمان نحوها عليها .. همست :- لماذا تكلمني بهذه الطريقة يا ريان ؟؟ لقد سبق واعتذرت لكل من أكرم وشمس .. كما أنني ... كما أنني أحاول أن أكفر عن أخطائي مع لقمان و ... وبحر .. زفر بقوة وهو يقول :- أنا آسف .... لم يكن من حقي التهجم عليك يا أمي .. أنا فقط أفكر بما تراك تفعلينه لو أنني أنا من جاءك يوما وأخبرك بأنه يرغب بالزواج بوردة .. صمتت للحظة وتعابيرها تخبره بأنها قط فكرت بالأمر بالفعل من قبل ... ثم تمتمت :- في الماضي ... ربما كنت لأفعل كما تفعل إيناس بالضبط ... لا ... أظنني كنت لأفعل ما هو أكثر بشاعة .. أما الآن ... هزت رأسها وهي تقول :- أنا وشمس نتقبل بعضها بما يكفي الآن ... إلا أننا أبدا لن نكون صديقتين ... أعرف بأن اكرم يمتلك ما يكفي من الرقة والحنان كي لا يسمح لهذا التوتر بأن يؤثر على علاقته بي .. إنما .. أنا بالفعل أشعر بأنني خسرته جزئيا .. ولقمان .. أشاحت بوجهها وكأنها تحاول منعه من أن يرى الدموع التي أغرقت عينيها وهي تقول :- لقمان لا يثق بسهولة ... وهو أبدا لن يثق بي مجددا .. حتى لو سامحني وسمح لي بأن أدخل بيته من جديد .. عادت تنظر إليه وتقول بصوت أجش :- هل تظن بأنني أجازف بخسارتك أنت أيضا ؟؟ تزوج بمن تشاء ... كن مع من تشاء .. ما أريده هو أن تكون سعيدا .. وأن تظل إلى جانبي ... مد يده يمسك على الفور بكف والدته ... يواسيها نادما على تذكيرها بأنها بالفعل لا تمتلك سواه الآن .. وهمس :- أنا آسف يا أمي ... آسف .. لا تحزني أرجوك .. أنا ما كنت أبدا لأترك جانبك .. ثم أطلت من عينيه وهو يزيحهما عنها للحظة ... تلك النظرة التي نبهت حواسها كلها ... سألته بقلق :- ما الأمر يا ريان ... ما الذي يشغلك ؟؟ :- ممم .... لا شيء .. :- هناك شيء بالتأكيد ... أنت لم تكن بارعا قط في إخفاء همومك .. ثم ارتسم الذعر على وجهها وهي تقول :- لا تقل بأنك مغرم بوردة أنت الآخر ... بأنك وأخاك تحبان الفتاة نفسها .. :- رباه .. أمي .. هل لخيالك هذا حدود ؟ :- ما الأمر إذن ؟ ما الذي يشغلك ؟ أهي ... أهي فتاة ؟؟ خفق قلبها وهي ترى التعبير الذي ارتسم على وجهه ... لقد كان مزيجا من التشوش .. والحيرة .. والتعاسة .. رباه .. لقد كانت فتاة بالفعل . بدلا من أن تشعر بالغيرة ... وبالتهديد لأن امرأة غريبة قد تخطف منها آخر أبنائها ... طفلها المدلل الذي كان من أفرغت فيه كل وحدتها وجوعها العاطفي بعد طلاقها من نعمان .. انتابها إحساس آخر .. إحساس صدمها بالوجل ... بالفرحة ... بالفخر ... حاولت كبح الدموع التي كانت تحرق عينيها .. وسألته :- هل تحبها ؟ نظر إليها حائرا ... وكأن السؤال لم يخطر على باله أبدا ... قال بصوت أجش :- لا أعرف ... أنا لا أعرف .. الأمر حدث بسرعة .. أنا لم ادرك حتى متى دخلت حياتي وتركت هذا الأثر .. الآن أنا أشعر وكأن البساط قد سحب من تحت قدمي قبل حتى أن أدرك بأنني أقف عليه .. قالت برفق :- لا بأس ... من الطبيعي أن تربكك مشاعرك ... مع الوقت ... أنت ستعرف بالضبط كيف تشعر نحوها .. :- هذه هي المشكلة ... أنا لا أمتلك الوقت .. أشعر بالعجز والضياع .. ولا أعرف ما علي فعله .. قالت بقلق :- لماذا تقول هذا ؟؟ رفع عينيه الخضراوين نحوها وهو يقول تائها :- ستتزوج ... هذا ما أخبرتني به صديقتها ... بأن عائلتها تضغط عليها كي تتزوج رجلا لا تريده ... قالت والدته مترددة :- هل ... هل أنت متأكد ؟؟؟ أعني ... أعني أن الفتيات يقمن بهذه الخدعة كثيرا عندما يرغبن بجذب اهتمام شاب يعجبهن هز رأسه قائلا :- لقد ارتكبت خطأ كبيرا ... لقد ... لقد جرحتها في لقائنا الأخير فخرجت بدون عودة ... تبا .. أنا لا أعرف عنها شيئا ... هي لم تمنحني رقم هاتفها حتى ... لقد أخبرتني بأنني أعجبها بحق الله ... ليس من المنطقي أن تختفي وتقرر الزواج من رجل آخر فقط لأنني كنت أحمقا مرة ... نظرت إليه والدته مليا قبل أن تقول :- هل أظهرت لها اهتمامك مرة ؟ :- ل ... لا ... تنهدت ... ثم قالت :- نحن النساء ... نسمح أحيانا لكبريائنا المجروح .. ويأسنا بأن يحكما تصرفاتنا .. أنا لا أعرف إن كان اختفائها مجرد لعبة منها تحاول من خلالها جذبك إليها ... أو إن كانت حقا يائسة من أن تبادلها اهتمامها يوما .. إلا أنني اعرف بأنك إن كنت تهتم لأمرها حقا ... فأنت لن تكسب بوقوفك متفرجا بينما هي تختفي من حياتك سوى الندم .. والتساؤل لما تبقى من حياتك ... ماذا لو أنني تصرفت بشكل مختلف ؟ لم يعرف ريان لماذا أحس بأن الحديث بينه وبين والدته ... لم يكن يدور حوله هو فقط .. نظر إليها مليا ... ثم قال :- ماذا إن كنت غير واثق من مشاعري ؟ أنا لا اعرفها بما يكفي ... أنا لا أعرف حتى إن كنت أحبها أم لا ... أنا ... أنا أعرف فقط بأنني لست مستعدا على الإطلاق لأن تخرج من حياتي إلى الأبد .. قالت بهدوء :- هناك أشياء ... لا نعرفها إلا أن خلال التجربة ... وما الحياة إلا تجارب يا ريان .. لا يتعلم المرء أو يعرف أولوياته الحقيقية إلا عندما يخسر .. ستسألني ... لماذا يخاطر إذن بالخسارة في المقام الأول ؟؟ سأخبرك بأن الحياة لا معنى لها على الإطلاق ... إن لم تغامر ... و تجرؤ .. وتجرب .. فإما تكسب في النهاية .. وإما تخسر ... ثم تنهدت قائلة :- أنت الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يتخذ هذا القرار يا ريان ... لا أحد آخر .. :- هل ... هل تقفين إلى جانبي مهما كان قراري هذا ؟؟ ابتسمت بحنان وهي تقول :- لقد سبق وأخبرتك ... أنا لن أخسرك أنت أيضا .. مهما كان قرارك .. أنا لن أتخلى عنك أبدا .. بدون تردد .... رفع كفها نحو فمه يقبلها بحب وامتنان وهو يقول بصوت أجش بينما عقله يرتب بالفعل خطواته التالية :- أشكرك يا أمي .. أشكرك .. يتبع .. | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|