29-04-18, 10:17 PM | #1081 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| جلست علي طرف السرير بسكون... قد يحسبه الناظر اطمئنان او راحة... لكن الله وحده يعلم... بأنها في عاصفة.... عاصفة داخلية تقتلعها من جذورها... لتعبث بها يمينا ويسارا “ تماسكي عشق... ارجوك لاجلي ولاجل الفتيات تماسكي... شوق مسكينة ضعيفة لن تتحمل كل تلك التغيرات وحدها... ولن تكون ذات تأثير في شدوي او غرام... لذا احتاجك قوية" تلك الطعنات توالت علي قلبها الجريح وهي تضع كفها المرتعش علي مقبض باب غرفة اختها... فأبتعدت شوق عائدة لغرفتها تلملم بقايا كرامة لم تكن تملكها يوما... في جلستها وحيدة كانت تهمس لنفسها ( الكل يراك ضعيفة.... مسكينة... وانت كذلك بلاجدال ياشوق! ولكن ألا يعرفون ان ضعفك وقلة حيلتك... كانتا دوما منقذتيك الامينتين) واستعادت اولي ادراكاتها ان ضعفها هو ما يبقيها حية في ذلك العالم البغيض... كانت في الخامسة ولكن الصورة محفورة بين جفونها... الرائحة لازالت عالقة بأنفها... والاصوات... ( يا الله!!) وضعت كلتا كفيها تضغط علي اذنيها بكل ما اوتيت من قوة ( يا رب... اسكت تلك الاصوات في رأسي) صوت امها تصرخ... وابيها... طلال... ابوها البيولوجي... يضربها بكل ما أوتي من قوة وهو لايتوقف عن السباب كانت شوق الطفلة هناك... في ركن الغرفة منكمشة ترتعش ولاتملك حتي حق البكاء... خوفها ان يحين دورها... يجعلها جامدة كصنم صمتها وضعفها جعله لايراها... هكذا اعتقدت ..فلم يتوقف عن ضرب امها.. وانما استمر وهو يسبها بالخائنة... حتي اقتحم الجيران البيت وخلصوها من بين يديه.... لترحل امها مع الجيران وتنساها.... وهناك ظلت... وقد نسي امرها الجميع... زحفت بضعف تحت السرير لتختبئ هناك... لاتتذكر بذاكرتها المنهكة.. كم بقت اسفل ذاك السرير.. ربما يوم.. او اسبوع.. او عمر.... لاتذكر.... حتي استفاقت يوما علي اقتحام جديد لبيت ابيها... ليكون المضروب تلك المرة... لم تخرج من تحت السرير... بل طار السرير من فوقها... لتجد رجلا يشرف عليها بطوله... يلتقطها بين ذراعيه بحنان تذوقته لاول مرة... وهو يهمس لها مطمئنا ( لا تخافي... سأوصلك لامك الان... انتهي كل شئ) كان الوحيد الذي جربت معه شعور. .اقرب ما يكون للابوة.. لم تفهم وقتها او تسأل من هو... لتكتشف بعد قليل من كلمات امها المتولهة ( شوق ...ناديه بابا احمد) صدمها عنف ذكراها الثانية ليخبرها ان ضعفها... هو المنقذ يوم ولدت عشق... اختها الصغيرة رائعة الجمال بشعرها الذهبي وعينيها الزرقاء.. ..وبدلا من ان يعم بيتهم الفرح لازالت تذكر هجوم عائلة ابيها احمد علي بيتهم.... وصراخهم عليه وعلي امها.... وكلماتهم السوداء ( ابنة سفاح... ولدت بعد ستة اشهر فقط) لكن احدا منهم لم يراها وهي تسارع لتختبئ داخل الخزانة اخرجت من ذكرياتها عنوة علي صوت اقتراب غرام وشدوي من غرفتها... لتتمتم لنفسها بوجع ( يلقبونك بالضعيفة.... لاتبال شوق... لاتبالي.... يوما ما ستجدين قوتك) استقبالا يليق بأقارب من الدرجة الاولي... استقبالا دافئا محتفلا حقيقي. هكذا كان استقبال بيت منصور ونساءه لبنات شادية. .في زيارتهم بعد ظهيرة ذلك اليوم كل اناث الاسرة بداية من الحاجة هزيمة نفسها...للصغيرة سچي... كن هناك في انتظارهن بكل ود ومحبة... بتوصية خاصة من الحاج منصور..والذي جلس معهن لبعض الوقت في صدر البهو العتيق... يستمع بفخر واستمتاع لهانيا لاتتوقف لثوان عن الحديث للفتيات عن الدار وعما يحتاجه منهن... تؤمن علي ماتقوله مهيرة ونغم بحماس... ولكن لم يثلج صدره اكثر من تدخل هجران المتردد وهي تعلن بخجل ( اعتقد اننا بحاجة لتوسعات في اقرب وقت لتستوعب كم الزيادة في اعداد الخالات العجائز والاطفال!) فرد منصور بابتسامة رائقة فخور ( بالتأكيد... حين يصل الشباب سنتناقش في التفاصيل) رنين الجرس جعل هانيا تنهض لتفتح بحماس معلنة ( بالتأكيد تلك هوينا وفؤادة) غرقت الجالسات في صمت مع دخول ملهم للبيت.... في حالة من الارهاق والتعب التي لايخطئها اعمي... وكدمة زرقاء تذكر فاطمة بما فعلت غير نادمة فبعد ان اوصل حمدي ملهم صباحا للبيت خلف امه وابنه.... لم يحاول ملهم الدخول... وانما فضل الهرب من المواجهة حتي المساء بعد عودته ما ان اصبح في منتصف البهو فألقي التحية.... لترد عليه النساء والفتيات باصوات متفاوتة... الا امه التي لفت وجهها ولم ترد وقف منصور وهو يعلن ( البيت بيتكن.... ولن تنصرفن قبل الغداء) وتوجه لمجلسه القريب... فسار ملهم خلفه يحمل علي كتفيه احمالا من الهموم.... هموما ارتسمت جلية علي وجهه ككدماته... فلفتت انتباه وتعاطف شوق. (جدي... انا) حاول ملهم التحدث ولكن فاطمة التي دخلت في اثرهما لم تدعه وهي تصيح فيه ( انت ماذا! انت عديم القلب والرحمة.... ابنك المسكين لم يغادر الفراش منذ ساعات.... كيف تفعل هذا بابنك... كيف تفعل هذا بيتيم!) كانت امه تزيد من الضغط علي جروحه ومشاعره ه الملتهبة باحساس الذنب الشنيع فهتف بصوت مشروخ ( ارجوك يا امي يكفيني وجع روحي لاجله... لكن الشيطان سيطر علي وانا اسمع المعلم يخبرني ان ابني يقضي اغلب حصصه في حمام المدرسة... يدخن) اتسعت عينا منصور مصدوما مع شهقة فاطمة وهي تضرب صدرها زاعقة ( فراس! يدخن! انه في الحادية عشر) ( نعم. .ابني يدخن! فراس الذي ظننته عاقل بالغ... ظننته اقل همومي.... لاكتشف اني...) لم يكمل جملته... بل رفع عينين مهمومتين لجده وامه ( انا ضائع) (انا عاجز تماما.... عاجز عن لملمة اشلاء حياتي.... من انس الذي لا يمكنني السيطرة علي شيطنته....لفراس الذي يبدو انه مدمنا علي التدخين وانا اخر من يعلم... لا اعرف كيف اربي اولادي او اسيطر عليهم... والحل عند الجميع جاهز.. تزوج يا ملهم!!! لنغض النظر عن تلك التي دفنتها منذ اشهر ولم املك من الوقت حتي مايكفي لرثائها. . تلك التي اخذتها لغربة افقدتها حياتها هل اضمن ان اجد زوجة لتكون لاولادي اما! هل سأجد دلال جديدة... منتهي جديدة! ام سأتزوج من امراءة تجعل حياة اولادي جحيما مستعرا! ناهيك اني لا املك مالا يكفي لكي اعد شقة صالحة لسكني انا واولادي... ) واجه جده بنظراته التي امتلئت دمعا لايسيل ( ها انا ياجدي.... امامك... اكبر احفادك واكثرهم تخبطا... متعب بعدما قضيت اكثر من سنتين راكضا من مستشفي لاخري لعلاج المرحومة مفلس بعد ان صرفت اموالي واموال ارثي... بل واستدنت لكي لا اقصر في حقها لاخر لحظة.. مشرد... بلا منزل لائق... ببقايا كبرياء ارفض معها... ان اعيش عالة عليك او علي امي... او علي زوج اختي) اقتربت فاطمة من ملهم تحتضنه باكية... ولكن لم تكن وحدها ااباكية فهناك... علي الناحية الاخري من المجلس... ومنذ نطقه لكلمة " انا ضائع" التي اخترقت صدرها اختراقا كانت شوق... التي كانت كلمات ملهم تصلها كما تصل للباقيات... تسمع تلك الكلمات التي تشرح باستفاضة محرقة اوجاعها وهواجسها... فتجعلها تشهق باكية تواسيها احضان المحيطات وهي تردد همسا ( انا ضائعة متعبة مفلسة مشردة وحتي بقايا كبرياء... لا املك!) سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك | ||||
29-04-18, 10:59 PM | #1083 | ||||||||||
| الله يسامحك يا شيماء احنا ناقصين وجع قلب والله المشهد وجع قلبي جدااااا وحسيت بقهرة ملهم علي حاله وحال اولاده بعد ما مراته توفيت ... وعلي شوق وغرام وعشق وكل البهدلة اللي هما فيها برضوا بسبب امهم .. سبحان الله الذي جعل من الام نعمة ونقمة ... | ||||||||||
29-04-18, 11:05 PM | #1085 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|