|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-02-18, 02:22 AM | #151 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| الفصل الحادي والعشرون والاخير من اوراق الياسمين الجزء الثاني وقفت أمام باب المنزل وهي تنظر إلى هشام من وقت لآخر كأنها تخاف أن يتركها في أي لحظة ويهرب!، تخاف أن تهبط من أعلى الأعالي إلى أسفل السافلين!، أن يكون كل ما عاشته مجرد حلم والآن ستفيق منه على وخزة في خاصرتها من أبيها أو عريس عمره عشر أضعاف عمرها!... وهو لم يجد بُدّا من أن يمسك يدها ويرفعها كي تحط شفتيه عليها برقة بينما يبتسم لعينيها: "مش ماشي والله" ابتسمت، ثم فُتح الباب وطلّت فتاة من خلفه، وبنبرة مترددة سألتهم: "تؤمروا بـحاجة؟" قطّبت حاجبيها ونظرت لـهشام، فضغط على يدها وابتسم بأدب: "ناديلنا الحاج من جوا... قوليله هشام" تنحنح قائلًا بهدوء: "مارضيتش اقولك قبل ما نيجي بس مينفعش تدخلي من غير ما تعرفي" ظلت تنظر له بتساؤل، ليكمل: "أبوكي اتجوز من شهرين يا زهرة" نطقت بصدمة: "اتجوز!..." ثم نظرت للباب مرة أخرى وكأنها تريد التأكد أن من فتحته هي نفسها زوجة أبيها، بينما في الحقيقة هي لا تكبر زهرة إلا بقليل القليل! ليطل والدها هذه المرة وحالته يُرثى لها، عيناه محمرّتان ووجهه قرُب لونه للأسود. ضحك بسماجة وهو يرحب بهم: "يادوبك افتكرتي ان ليكي أب!" تنظر له ولا تحيد عيناها عنه، ورغم ذلك لم تجد القدرة على الكلام... تدخل هشام يحيّيه: "إزيك يا عمي؟، صحتك عاملة ايه؟" ضحك بسخرية: "أحسن منك ومنها" ثم بترنّح تنحّى جانبًا مفسحًا لهم الطريق: "ادخلوا..." وبصوت عالٍ وحروف ثقيلة: "بت يا هدير" فأتت زوجته على عجل وهي تمسح يديها في جلبابها كي تتخلص من بقايا قطرات الماء العالقة بهما: "أيوه يا حاج، اؤمرني" "اعمليلنا كوبايتين شاي" أومأت برأسها وهي تشير لكلتا عينيها: "من عنيا يابويا (يا أبي) حاضر " ثم اختفت من أمامهم بينما يغلق والد زهرة الباب. اقترب يمشي بجانبها، ليرفع يده فتفاجأ هي من حركته وتظن أنه على وشك ضربها، وكرد فعلٍ لاإرادي التصقت بجذع هشام وأخفضت رأسها قليلًا في محاولة منها للتخفيف من وطأة ضربته، ليقربها منه أكثر ويحيط جذعها بذراعه... لكن والدها لم يعِ أيًا من هذا وهو يربت بقوة على كتفها قائلًا: "ولّا زمان يا بت، ولا حد بيشوفك... إيه؟ نسيتي ابوكي بعد ما اتستتّي ف بيت جوزك ولا اعتبرتيني ميت؟" رد هشام عنها: "بِعد الشر يا حاج ماتقولش كده، انت على راسنا من فوق" جلسا، لكن تفكيرها ذهب مع القابعة بالمطبخ... مالت على هشام واستأذنته في بضع دقائق ثم ذهبت إليها. ابتسمت عندما رأتها بينما كانت الأخرى تصبّ الماء في الأكواب. تنحنحت بحرج وهي لا تعلم كيف تبدأ الكلام: "عاملة ايه معاه؟" ابتسمت الفتاة وزهرة أعلم الناس أن خلف ابتسامتها كانت تداري أكوامًا من القهر: "الحمد لله" تنبّأت أنها ربما لا تريد الحديث، فتدخّلت للمساعدة: "هاتي اشيل عنك، شكلك تعبانة" وضعت يدها على بطنها وهي تقول بخفوت حزين: "تسلم إيدك... والله المفروض ماقومش م السرير زي ما الدكتور قال بس انتي عارفة بأى شغل البيت مابيخلصش" قطّبت حاجبيها إلى أن استوعبت بصدمة: "انتي حامل؟" "اه، هو ابوكي ماقالّكيش؟" نفت أنها تعرف، ثم بقليل من الصدمة حملت الصينية واتّجهت للخارج لتجد أن هشام كان يسعد للذهاب. اقتربت منه مستغربة: "انتَ رايح حتّة؟" فـابتسم وأجابها: "كنت هنزل شوية عقبال ما تقعدي براحتك" لتجد والدها يقول بقلة تهذيب وهو يشعل إحدى سجائره مجهولة المصدر: "انزل ياخويا، وخُد السَنيورة معاك" نظرت لوالدها قليلًا ثم اقتربت أكثر من هشام وهي تقرر بحزم: "خُدني معاك عاوزة اروّح" أومأ برأسه واستأذن منهم، ثم ذهبا. *** ناول رءوف كوب شايه وهو يقول بحزن: "مش عارف الاقيها منين ولّا منين والله يابني!" ربت رءوف على يده ؛ يؤازره: "وحّد الله يا حاج وكل حاجة هتتحل بإذن الله" تنهّد: "أنا عامل ع البت الغلبانة اللي شافت كتير ف دنيتها وهي لسه صغيرة" لازال لا يفهم أي شيء، فبحرج سأله: "معلش يا حاج لو مفيهاش إساءة أدب، هو الواد عملّك إيه؟" "خان بنتي ومكانش فات على جوازهم سنة!... والبنت بعدها دخلت ف اكتئاب حاد اضطرّني أسيب البلد وأجيبها هنا بعيد عن أي حاجة" تمتم بصوت منخفض وأحشائه تعتصر من نبش ذكراه المدفونة: "لا حول ولا قوة إلا بالله!" "ومش مكفّيه اللي عمله فـبينطّلنا كل شوية زي ما انت شايف" تنهّد بهمّ يعيد دفن ذكرى خيانته، لتطل في تلك اللحظة دلال بردائها الأسود. اقتربت من والدها تطلب بصوت خافت: "هنزل اتمشّى شوية يا بابا، عايز حاجة من تحت؟" كان يتبعها بعينيه ومقارنة مجحفة تُقام داخل عقله... كيف لمخلوق أن يطاوعه قلبه في خيانة واحدة مثلها! وماذا ينقصها كي يبحث عنه خارجًا؟! جمالها يُلفت العين والقلب، وهو متأكد أن خلف ردائها المحتشم ذاك أنوثة مختبئة بخجل... يكفي احترامها وتربيتها الظاهرة للعيان... ومن الواضح أنها -ست بيت- كما يقولون... فبأي حق يُكسر قلب المسكينة! حانت نظرة منها لـرءوف لتجده مثبّتًا عينيه عليها فاحمرّت خجلا كما أخفض هو بصره متنحنحا بحرج... ثم ألقت السلام وذهبت... فرفع بصره يشيّعها بعينيه إلى أن اختفت من أمامه. *** هل رفضته حقا؟! دمعت عيناها رغما عنها فهي لن تجد مثله أبدا.. ربما لم تختلط به بشكل مباشر كثيرا ولكنها سمعت عنه من شقيقته التي أخبرتها عن دعمه لها طوال حياتها وخاصة بعد المحنة التي تعرضت لها بزواجها الأول من وغد شبيه بابن عمها.. ارتعدت وهي تشعر بالغثيان لذكراه التي مرّت عليها ثم ما لَبِثَت أن تحاشت التفكير به فهو صفحة وانطوت ولن يدخل بحياتها مرة أخرى لا هو ولا أسرتها التي لم تساندها أبدا عدا عمّها وزوجته الرقيقة وأطفالهما الذين لازالوا يطمئنون عليها من آن لآخر. أغمضت عينيها بقوة وهي تفكر هي لم ترفضه اعيب به بل هي فقط خائفة! خائفة ان تعيد التجربة حتى ولو كان مختلفا عن الآخر بل لا مجال للمقارنة ابدا! خائفة أن يندم يوما على الزواج منها خاصة أنه لم يسبق له الزواج وهي على دراية تامة بالحديث الدائر حولها بالعمل.. فقد صوّروها أنها ألقت بشباكها حول صاحب العمل بعدما صادقت شقيقته، صوّروها كامرأة عابثة لا هم لها سوى الركض خلف الرجال! تبا للناس الذين يحكمون على المرأة من وجهة نظر فاسدة وكأنها رمز الخطيئة على الأرض! وهم الملائكة المظلومين بوجودهم معها! قاطع تفكيرها دخول نادين العاصف كعادتها وهي تتذمر قائلة:"لبنى! أنتِ هون وانا نازلة بفتش عليكي بكل قرنة؟!" ابتسمت لها بحنو كعادتها معها وهي تقول:"بتدوّري عليا على أساس إني عيّلة تايهة يعني! وبعدين عايزاني في ايه مش كفاية عليكي خطيبك؟!" غمزتها بمشاكسة لتزم نادين شفتيها بعدم رضا وهي تقول: "في أشياء ما فيني اشتريها وأنا معه، بعدين أنتِ رفيقتي الوحيدة رح تتركيني لوحدي بس علشان تشوفيش أخوي؟!" أشاحت بوجهها وهي تقول نافية:"لا أبدا، أنا لا سيبتك ولا حاجة.. أنا مستنياكي اهو تخلصي الاجتماع وتيجي عشان نشوف الحاجات اللي ناقصة" زمّت شفتيها بحنق مصطنع وهي تقول: "ووينه هاد الاجتماع؟! أخوي كان شارد طول الوقت ولا هونا وترك نزار يشاكسني!" ضحكت متحاشية السؤال الذي كان يقض مضجعها لتتابع نادين دون حاجة للسؤال: "ليه رفضتيه يا لبنى؟! هو ما بيشبه اللي كان قبله.." "عارفة أنه احسن من اللي ممكن أتخيله واحلم بيه كمان يا نادين ويمكن ده اللي خلّاني اقول لا، أنا مش برفضه هو انا لو لفّيت الدنيا كلها عمري ما هلاقي زيّه أبدا بس....." صمتت عاجزة عن ٱخراج ما بداخلها لتجيبها نادين قائلة: "شايفة حالك مش من مقامه.. بتخافي نميمة الناس حواليكس.. بتخافي أنك ما ترضيه لما تتزوجوا.. بتخافي أنك تشوفي الندم بعيونه شي يوم اذا تزوجتوا؟!" فتحت لبنى فمها ثم أغلقته وهي تومئ برأسها لتبتسم نادين بحزن وهي تقول: "وبرأيكِ في واحدة ممكن تحس فيكي أكثر مني؟! أنا مرقت بكل شي مرقتي فيه يا لبنى من قبل، وبعرف إيش حاسة هلء لأني هيك حسيت وقت نزار رجع لحياتي.. يمكن كاسب وعيلتي قدمولي الدعم الاكبر لاقدر اعيش واكمل حياتي.. بس أكبر مساعد الي كان نزار... كتّفني (حاصرني) وأصر نتزوج...نطرني سنين طويلة وما فكر يتزوج بس علشاني.. رجع مخطط يتزوجني ولو اضطر يخطفني مثل ما قال لي.. هاد هو الشيء اللي خلا نادين القديمة ترجع.. نادين اللي ولا مرة حملت هم.." ابتسمت لبنى بحنو وهي تضمها قائلة:"تستاهلي كل خير نادو، ونزار محظوظ لوجودك بحياته" ابتسمت بحب: "أنا المحظوظة فيه! مثل ما رح تكوني محظوظة أنتِ بأخوي العشقاان" اتسعت عيناها من الصدمة.. عاشق!! ضحكت على مظهرها المصدوم وهي تغمزها قائلة: "وإيش فكرتي قصده لما طلب يتزوجك؟! أكيد أخوي غرقان بعشقك لفوق راسه" تورّدت وجنتيها ولم تتحدث لتبتسم نادين:" "أنتِ بتستاهلي كل الحب الموجود بالعالم لبنى، كوني واثقة! وانبسطي بكل الحب الي رح تعيشيه وما توطي من قيمتك، وما تخافي من المستقبل... لا تتسرعي وخدي وقتك.. بس يكون بعلمك أنك ما رح تلاقي مين يحبك قده". *** دلف إلى المنزل بعد ليلة عمل مرهقة ليجدها غافية على الاريكة بغرفة المعيشة فابتسم بحب فحبيبته لا تنام بغرفتهما إلا معه وبين ذراعيه وعلى الرغم انه اخبرها انه سيتاخر بالعمل إلا أنها انتظرته كعادتها حتى غفت على الأريكة بمكان انتظارها.. لم يتحدث معها بعد فلم يملك الفرصة امام العمل الكثير بانتظاره خاصة وهو سيأخذ عطلة طويلة بمثابة شهر عسل لم يحدث. انتفض على صرختها باسمه فهرع إليها وهو يضمها إليه بحنو ويربت على ظهرها قائلا:"نرجس! مالك حبيبتي؟! بسم الله عليكي.. اصحي حبيبتي ده حلم ماتخافيش ياقلبي انا معاكي اهو" اخترق صوته لاوعيها لتتمنى لو كان حقيقة وتجده امامها حالما تفتح عينيها حقا ! فتحت عينيها لتجده امامها فلم تتمالك نفسها وهي تندفع ضامّة نفسها إليه وهي تتمتم:"الحمد لله.. الحمد لله" ظلّت بحضنه لاحظات قبل أن تبتعد ببطء وهي ترمقه بشوق جعله يزدرد ريقه وانفاسه تعلو قبل أن يختفي كل ذلك بهتافها:"بحبك يا عاصم بحبك اوي" رمقها بصدمة وهي تتابع:"عمري ماتمنيت اني اتجوز واحد زيك رغم اني طول عمري بتمنى اني اتجوز واحد يحبني ويعاملني زي ما بابا الله يرحمه كان بيعامل ماما.. لكن مكنتش متخيلة اني ممكن اتجوز واحد أجمل من اجمل حلم ليا! أنا بحبك اوي وهفضل طول عمري اشكرك على كل حاجة عملتها عشاني وعشان مصطفى و..." ابتلع باقي كلماتها بقبلة عاصفة أودعها كل مشاعره ليتركها ما إن اوشكا على الاختناق ثم قال:"مش عايز أسمع الكلام اللي كنتي هتقوليه ده ابدا.. نرجس انتي نعمة من ربنا ليا.. انتي حلم عمري ما حلمته، عارفة انا صحيح اتجوزت قبل كده لكن عمري ما حسيت بالحاجات اللي حسيتها معاكي، يمكن جوازنا كانت ظروفه غريبة لكن حبيتك وانا عمري ما عرفت يعني ايه حب.. عمري ما تخيلت اني أحب أو اتجوز تاني اصلا.. يمكن انا مبعرفش أقول كلام حلو ومقدرش اوعدك اني هقول في يوم من الايام لكن اللي اقدر اوعدك بيه إني هفضل احبك واصونك لآخر نفس" ابتسمت تضم نفسها له وهي تهمس له:"وانا مش عايزة كلام.. حضنك عندي بالدنيا كلها" ابتسم بحب وهو يضمها له بقوة ولم يعد هناك مجال لكلمات لن تصف مشاعرهما كما الافعال! ربما بدأت علاقتهما بالاحتياج فاحتاجت هي الحماية والسند واحتاج هو الزوجة والابن ولكن علاقتهما تحوّلت لعشق خالص.. وما اجمل العشق المكلل بالسكن والمودة والرحمة! *** كان يجلس على الأريكة محتضنًا كتفيها بينما يشاهدان التلفاز سويّا، وعندما لاحظ صمتها وسكونها قلِق: "مالك يا زهرة؟" هزّت رأسها يمينًا ويسارًا متمتمة: "مفيش..." نزع ذراعه من خلف كتفيها واعتدل ممسكًا بوجهها، ينظر بتدقيق لعينيها: "لأ فيه... احكيلي ايه اللي مضايقك" انخفضت زاويتا عينيها بحزن: "أنا عاوزة أخلّف يا هشام" تنهّد وأعادها لأحضانه يمشّط شعرها بأصابعه: "مش احنا اتكلّمنا قبل كده في الموضوع ده يا زهرة؟ وروحنا للدكتور وماشيين في العلاج؟" "أيوه..." "أمال ايه بأى؟، شيليه من دماغك" رفعت رأسها تناظره ببراءة: "عاوزة أخلّف منك يا هشام، وخايفة معرفش اخلّف طول عمري" لتكمل: "هو انا لو طلعت مش بخلّف خالص، هتطلقني؟" أمسك وجهها بكلتا كفّيه قائلًا بحزم: "زهرة، لآخر مرة نتكلم ف الموضوع ده... بصي يا بنت الناس، طلاق مبطلّقش، هفضل قدامك كده طول العمر، غصب عنك أو برضاكي... وموضوع الخِلفة ده عاوزك تعرفي حاجة، انا اه نفسي يبقالي ابن او بنت منك بس انتي لسه صغيرة اوي يا زهرة، بلاش تستعجلي وتحطّي الحوار في دماغك، خلي الأمور تمشي بطبيعتها وسيبيها على ربنا... تمام؟" قبّل شفتيها ثم سألها بعبث: "مش ناوية تنامي؟" همهمت تجيبه: "اه، نعست فعلا وبكره هصحى بدري" وقف وأمسك يدها: "طب يلا تعالي نامي ف حضن بابا" ضحكت بينما تقوم من مجلسها: "بابا!..." احتضن كتفيها وسار بها: "ايه يا بت، مش عاجبك ولا ايه؟" رفعت يدها تمسك بيده الموضوعة على كتفها: "لا ابدا، بابا بابا ومالو" *** خرجت بعد فترة باتت دهرًا وهو ينتظرها بالخارج... ببهاء ما كانته يومًا في هذا الرداء الأبيض الطويل؛ حتى الليلة وفي أدق التفاصيل تذكّره أنها لازالت تخجل منه. ابتسم ووقف أمامها بعدما كان قد تخلّص من جاكيت بدلته ورابطة عنقه وحلّ أغلب أزرار قميصه... وهي كانت ترتعش خوفًا وخجلًا، وفكرت ألف مرة قبل أن تفتح الباب وتخرج أمامه، هل كانت تعتقد أنها قوية بما فيه الكفاية، وأنها ستتغلب وتقاوم خجلها منه؟؛ كانت واهمة!... فالآن وبمجرد أن نظر لها تلك النظرة انهارت وكادت تتمنى أن تُدفن مكانها، وشعرت بلحرارة تجتاح جسدها كله وليس وجنتيها فقط. وضع يديه على أعلى ذراعيها وهو يقول بغيظ: "إيه يا حبيبتي ده؟، ومالبستيش طرحة كمان ليه عشان تكمّلي الطقم؟!" أغمضت عينيها وتخصّرت وهي تواجهه بشررٍ: "أخش أقلعه أحسن؟!" انخفضت يداه على طول ذراعها ببطء وهو ينظر لعينيها وقد فاض به: "وانا رُحت فين؟" أحاط خصرها بذراعيه وشدها إليه حتى لامست صدره، ويديه كانتا تتحركان على طول ظهرها حتى وصل لكتفيها، بينما يقول بهمسٍ هائم على بشرة عنقها، وتعقّله ذهب للجحيم: "سيبيلي نفسك خالص" وبدأ بإزاحة مأزرها عن كتفيها حتى وقع أرضًا، وقبلاته أخذت اتجاهها من عنقها لوجهها وشفتيها يشبع جوع سنوات من الابتعاد والحرمان، سنوات من كبح رغبته فيها، هي دون غيرها. وخلال دقائق كانت ممددة على السرير بعد أن تخلص هو من قميصه في لحظة عابرة. نادته بعدما عاد لما كان منهمكًا فيه... هي تحبه، تعشقه، لكن هناك حاجزًا من الخوف والخجل يمنعها أن تستجيب له أو تبادله، أو حتى أن تتركه يفعل ما يشاء... لقد فاجأها بكل ما يكنّه لها من عاطفة، وبشغفه الشديد بها حتى أنه لم يُمهلها لحظة كي تفكر أو تتدلل. "جلال..." همهم دون أن ينظر إليها، فـنادته مرة أخرى برجاء عندما كان يحاول نزع حمالة قميص نومها عن كتفيها وهي تحاول إعادتها لمكانها: "لأ... طب عشان خاطري بُصّلي... جلال" نظر لها وعيناه تغيمان بالعاطفة متسائلًا بتعجب: "مالك يا حبيبتي؟" هزّت رأسها يمينًا ويسارًا وهي تقول باختناق: "مش هعرف..." قطّب حاجبيه وبدأ برود يتسرب لجسده، ليسألها بغموض: "مش هتعرفي ايه؟" تساقطت دموعها وهي تقول: "ادّيني فرصة بس..." ظلّ ينظر إليها بجمود ثم وقف قائلًا ببردو بعدما وضع غطاء السرير على جسدها: "تصبحي على خير" ودخل الحمام حاملًا بيده بنطاله، ليخرج بعد أن ارتداه ويتمدد بجانبها دون كلمة معطيًا إياها ظهره. اقتربت قليلًا منه وقد شعرت بالذنب لما فعلت به، وضعت يدها بتردد على كتفه: "جلال..." أجابها ولازال على وضعه: "نعم..." سيطر الحزن عليها من حيث لا تعلم ونزلت دموعها مرة ثانية وهي تناديه، ليتنهد منقلبًا على ظهره يضع رأسها على صدره محتضنا إياها بقوة وهي تبكي بخفوت: "لا حول ولا قوة إلا بالله، ما انا بعدت خالص اهو زي ما انتي عايزة... بتعيطي ليه دلوقتي؟" هزّت رأسها نفيًا وقالت وهي تشهق بالبكاء: "متبعدش يا جلال... مقولتلكش ابعد اصلا" هتف بتعجب: "يا سلام!!!" لتهتف هي: "يا جلال بتكلم جد" "والله انا عارف ان اخرتي على ايدِك" هدأ بكاؤها، لتناديه بدلال: "جلال..." كان يربت على ظهرها مجيبا: "نعم ياختي" انكمشت أصابعها الملامسة لعضلات صدره، لتقول بخفوت: "أنا بحبك..." قطّب حاجبيه... مجنونة! لا، المجانين أعقل منها. نظر لوجهها ليجدها تبتسم بينما تتابع صدمته، ليسألها كمن يسأل طفلًا صغيرًا لا يفقه من الدنيا شيئًا: "انتي هبلة؟!" اتّسعت ابتسامتها وهي تومئ برأسها توافقه الرأي، ليراقبها قليلا ثم يهز رأسه بقلة حيلة: "اخرة صبري يا ربي... بس اعمل ايه، بحبها" ضغط رأسها لصدره بغيظ ووضع ذراعه الحرة فوق عينيه بينما يقول: "نامي يا كاميليا دلوقتي، عشان والله لو فضلتي على هبلك ده مش هضمن رد فعلي، ولو قعدتي تندهي وتعيطي من هنا لبكرة الصبح مش هسيبك" ضحكت بخفوت وتنعّمت بالنوم في أحضانه، وهو لم يذق النوم طوال الليل وهو يتوعّدها أن تدفع ثمن اعترافها بحبه غــاليًا جدًا. **** دلفا إلى شقتهما بعدما قضيا اليوم مع والدها.. اغتسلت سريعا وما إن دلفت إلى الغرفة حتى تجمدت مكانها! فهناك على الفراش تحفة فنية جعلت قلبها يخفق بعنف وهي تقترب لتراها عن قرب، لم تصدق عيناها وهي ترى اسمها منحوتا بطريقة رائعة على الخشب بداخل قلب عندما دققت النظر به اكتشفت انه اسم حبيبها إسلام .. شعرت بالدموع تطفر من عينيها على الرغم من الابتسامة الواسعة التي ارتسمت على وجهها ولا تفهم كيف يجتمع الشعوران معا!! شعرت بخطواته خلفها فاتجهت له تلقي بنفسها بين ذراعيه وهي تهتف:" انا بحبك أوي يا إسلام" ضمّها بقوة وهو يقول:"وأنا بحبك أكتر يا قلب وروح وعقل إسلام" نظر للهدية قائلا:"عجبتك المفاجأة؟!" اومأت بسعادة وهي تقول:"جدا.. تعبت نفسك أوي فيها حبيبي.. عشان كده كنت بتتاخر بالورشة؟!" ابتسم وهو يشاكسها:"لا عشان الست عواطف تجيبلي اكل اصلي بحب اكلها اوي" رمقته بغيظ وهي تضربه على كتفه بخفة فصاح مصطنعا الألم لترمقه بنظرة ذات مغزى فضحك عاليا وهو يقول مشاكسا:"اممم شكلك مابتغيريش عليا!" "يعني اروح ادبح الست عواطف بتاعتك دي عشان تعرف اني بغير عليك!" قالتها بغيظ ليضحك مرة أخرى وهو يقول:"لأ.. قوليل طلبتي الطلاق مني ليه وانتي بتحبيني كده؟!" رفعت حاجبها:"واثق اوي الاخ!!" عدّل ياقة وهمية وهو يقول بغرور:"طبعا واثق عندك شك وال ايه؟!" ضحكت وهي ترمقه بحب ثم قالت:"لاني كنت غبية.. كنت بقولك طلقني وانا معرفش هقدر اعيش بعيد عنك ازاي؟! واني كل ماتخيل انك كان ممكن تسمع كلامي وتعملها احس اني روحي بتروح مني، انا بحبك اوي يا اسلام ومقدرش اتخيل حياتي من غيرك" رغم سروره بردها إلا أنه أعاد سؤاله:"ماجاوبتنيش على فكرة" زفرت بحنق من إصراره وهي كلما تتذكر حماقتها تشعر بالخجل لتقول:"سمعت بابا وهو بيشكرك انك اتجوزتني ووافقت على طلبه.. رغم اني عارفة انك بتحبني بس الموضوع صدمني خاصة انك كتير اوي عليا.. عمري ما حلمت بواحد زيك فيه كل حاجة.. راجل كامل والكمال لله وحده.. إسلام أنا خايفة حاجة تفرقنا، خايفة تفوق بلحظة تقول انا ايه ال خلاني اتجوز المسترجلة دي ليه ماتجوزتش واحدة تعرف تدّلع وتتزوّق زي باقي الستات؟! ليه...." قاطعها وهو يضمها له بقوة قائلا:"انتي فعلا غبية ياحبيبتي" ابتعدت عنه بحدة وهي تهتف:"نااعم؟!" ضحك بخفة وهو يعيدها لمكانها على صدره وبين ذراعيه ويقول:"هقولك ايه طيب! منين عارفة اني بحبك ومنين خايفة اقول مش عارف ايه؟! انتي شايفاني هايف كده عشان افكر في الحاجات الفاضية دي؟! " همّت بالحديث ليقاطعها قائلا:" أنا ماتجوزتكيش عشان والدك قالي اتجوزها انا اتجوزتك عشان انا حبيتك .. حبيت البنت ال بميت راجل اللي بتصون نفسها وشرفها حتى لو فيها موتها، حبيت البنت اللي جنبها رجالة بشنبات مش رجالة مش عشان هي مسترجلة لا عشان عارفة يعني ايه مسؤلية! يعني ايه تحافظ على نفسها! يعني ايه تشتغل وتتعب اي شغلانة حتى لو ماتناسبهاش بس عشان ابوها وامها مايحتاجوش لحد.. البنت ال دخلت قلبي من اول مرة شوفتها فيها رغم انها كامنت مصدرالي الزش الخشب على طول بي حتى الوش الخشب حبيته ودبت فيه بدام منك انتي" "إسلام عاسزة اقولك حاجة" رمقها بريبة لهدوئها المفاجئ لتصدمه بقولها:"انا حامل!". **** "يالهوي..." نطقت بها الممرضة بصدمة وهي تضرب على صدرها بعدما وجدت سوسن معلّقة من رقبتها في قطعة قماش. جسدها متهدّل مفارق لكل معالم الحياة... تلك الحياة التي رسمتها بيديها بكل قذارة، وعاشتها بطولها وعرضها وكل اتجاهاتها... لتنتهي بها بأبشع الطرق... منتحرة! *** وأخيرا الليلة زفافه على حلم عمره كله! الليلة سيضمّها بين ذراعيه ويبثها عشقه الذي أخفاه بين ضلوعه منتظرا إياها تنضج ليخطفها الآخر من بين يديه ولكنه استعادها وليحمد الله على ذلك..لقد منحه الله الفرصة الثانية ولن يبددها أبدا. ابتسم وهو يرى كاسب وصديقه يدخلان ويراقبان الحلّاق وهو يهذب من لحيته وخصلاته الفحمية ليصافحه عاصم وهو يقول:"مبرووك يا نزار الف مبروك ربنا يتم عليك بخير" ابتسم كاسب وهو يقول:"الله يبارك فيك خيّي" بدأ كاسب الغناء هو وأولاد عمه الآخرين اغنية من التراث الفلسطيني.. واحلق يا حلّاق.. مسّحله بكمّه.. واحلق يا حلّاق.. مسّحله بكمّه استنّى يا حلّاق.. تنها تيجي إمه.. استنّى يا حلّاق.. تنها تيجي إمه واحلق يا حلّاق.. مسّحله بعباته.. واحلق يا حلّاق.. مسّحله بعباته استنّى يا حلّاق.. تيجين خواته.. استنّى يا حلّاق.. تيجين خواته واحلق يا حلّاق.. مسّحله بمحرمته.. واحلق يا حلّاق.. مسّحله بمحرمته استنّى يا حلّاق.. تنها تيجي عمته.. استنّى يا حلّاق.. تنها تيجي عمته واحلق يا حلّاق.. مسّحله بمنديله.. واحلق يا حلّاق.. مسّحله بمنديله استنّى يا حلّاق.. تنو ييجي جيله.. استنّى يا حلّاق.. تنو ييجي جيله اشترك الجميع بالغناء وظلّ هو يرمقهم ببهجة وهو يدعو الله أن يتم فرحتهم على خير. *** تشعر بالخوف، بنبضاتها تتسابق بجنون كلما فكرت أنها ستكون بمفردها معه الليلة .. تحاول تهدئة نبضاتها دون جدوى.. تشعر بالخجل والرهبة وكأنها المرة الأولى التي تتزوج بها.. ابتسمت بحب وهي تفكر أنه لم يقبل برفضها أبدا بل حاصرها حتى استسلمت له.. صدح صوت من داخلها هاتفا.. وهل كنتِ تمانعين من الاساس نادين؟! لقد انتظرتيه طوال حياتك فلا تخدعي حالك.. هو نزار من كانت عيناه تقتحمان احلامك وتعدانك بالكثير! هو من نبض له القلب فاعترفي بذلك ولا ترهقي قلبه اكثر، يكفي سنوات عاشها بقلب مثقل بالهموم وذنب لم يكن له دخل به، هو فقط كان حظ سيء وتجربة كان مقدّرا لها ان تعيشها حتى تشعر بلذة تجربتها هذه المرة مع نزار.. ابن عمها وحبيبها وزوجها! "سرحتي في ايه ياعروسة؟! شكلك كده روحتي لحد العريس وجيتي!" شاكستها لبنى لتتورّد وجنتيها وتبتسم بحالمية ليقاطعهما دخول قريباتها اللاتي تعرفت عليهم لبنى من قبل وهن يغنين لها: قالت با هبة يا خالي.. قالت با هبة يا خالي قال لها زيدي دلالي.. قال لها زيدي دلالي مدّ إيده على جاكيته.. ناولها ذهاب يماني قالت با هبة يا عمّي.. قالت با هبة يا عمّي قال لها ولا تنهمّي.. قال لها ولا تنهمّي مدّ إيده على جاكيته.. ناولها ذهاب عصملي قالت با هبة يا بويي.. قالت با هبة يا بويي قال لها شدّي وقومي.. قال لها شدّي وقومي مدّ إيده على جاكيته.. ناولها ذهاب حكومي *** في الزفاف وقف يراقبها وهي تدور حول شقيقته ترى ما يلزمها ليبتسم وهو يلاحظ أنها تتحاشاه وتبتعد عن مكانه وذكرى حديثهما معا يبهج قلبه.. "كيفك لبنى؟!" اجابته بخجل:"الحمد لله بخير" ابتسم عندما لاحظ أنها تتجاهل ذكر اسمه فشاكسها قائلا:"المفروض لما نتزوج تعيطيلي باسمي الا لو دلعتيني باسم تاني" أنعشه تورّد وجنتيها ليقترب هامسا:"ما صار الوقت لسا لبنى؟!" ابتعدت بتوتر وهي تقول:"انا.. آ آ .. اسفة بس..." قاطعها مقتربا مرة أخرى وهو يقول:"لازم تتأسفي لان راحت هيبتي هيكا، بسبب عشقي الك بركض وراكي بكل محل ناطر منك بس نظرة او كلمة، لازم تزعلي على وضعي لاني اشتقتلك وصبري رح يطير.. فارحميني يا حبيبتي" نبض قلبها بقوة وهي تتصبب عرقا من الخجل فأغمضت عينيها ولوهلة شعرت بأنفاسه قريبة منها ولكنه فجأة ابتعد عنها وهو يقول:"محبسي رح يكون باصبعكِ قبل عرس نادين، وممنوع الرفض". وقد فعل حقا وعلى الرغم انه اعترض أن الخطبة عائلية فقط ولكنه نفّذ لها ما ارادته ولكنه وعدها بداخله أن يكون الزفاف مختلف .. لن تكون اقل من أحد فهي تستحق أن يقام لها أفضل وأفخم زفاف بالعالم ويكفي الآن أنها اصبحت له فقد أصرّ على عقد القران حتى يستطيع أن يقترب كما يريد ويشتهي ويحطّم الجدران التي تقف بينهما. افاق على صوت أقاربه وهم ينشدون إحدى الأغاني الشعبية الخاصة بالزفاف وهم يحيطان بالعروسين ويبداون برقص الدبكة الفلسطينية ليجذبه عاصم ويشاركونهم الرقص بسعادة. شدّلها يا أبوها.. شدّلها - وان طلبت مصاري عدّلها شدّلها يا أبوها.. يا أمير - وان طلبت مصاري عدّ كثير شدّلها يا أخوها يا حنون - عدّلها المصاري بالمزنون شدّلها يا أخوها يا غالي - عدّلها المصاري طوالي *** دلف إلى المنزل ليجدها امامه فتجمد من الصدمة وعيناه تقابلان عينيها اللتين تنظران له بتشفّي لتبرق عيناه بغضب عارم وهو يقترب منها ليجد والده يقف بينهما قائلا:"اهلا بالأستاذ.. اخيرا شرّفت ما بدري يا اخويا" "كان عندي شغل ياحاج" رمقه بسخرية وهو يقول:"هتقولي؟! مانا واخد بالي انك مقطع نفسك من الشغل! بس ياريت ما نلاقيش عيّل منك بكل شغل يا استاذ اسعد" هتف برعونة:"دي كدّابة، الواد ده مش ابني انا مابخلفش و....." قاطعته صفعة من والده على وجنته وهو يقول:"اخرس، اتنكرت لبنت عمك من قبل وقولت مش ابني واتهتمها بشرفها وهي ظفرها برقبتك، لكن تقول ما بخلّفش! لا كدب.. انت بتخلّف والتحليل ده يثبت ده" ألقى ورقة التحليل بوجهه وهو يقول:"هتكتب عليها بكرة ورجلك فوق رقبتك وهتقعد معانا هنا بشقتك اللي فوق لحد ما تولد ولو مش عايزاك بعد كده هنشوفلكم حل وعلى الله تشتكيلي منك يا أسعد " صرخ بعنف:"لا على جثتي عمري ما هتجوزها ، انا اتجوز دي؟! دي واحدة...." قاطعة والده بقوة وهو يقول بصرامة قلّما تحدث بها:"هتتجوزها ورجلك فوق رقبتك ولو مش عايز يبقى تشوفلك حتة تانية تقعد فيها وشغلانة تانية تاكل منها لانك لو سيبت ابنك يتربى بعيد عنك لا هتبقى ابني ولا أعرفك.. يمكن ربنا يسامحني على إهمالي في حق بنت اخويا اللي اتعذبت بسببك انت وامك". رمقها بغل يود إحراقها حية! هل يتزوج بمن كانت لكثير غيره؟! وهو الذي ترك من كانت له بمفرده.. من كانت تتمنى نظرة وكلمة منه؟! أيكون هذا مصيره بالنهاية؟! *** دلفا إلى شقتهما بعدما انتهى الزفاف الذي لم تحلم بإقامة مثله ابدا ولمن إصرار كاسب هو ما جعلها ترضخ فهو زواجه الأول وله الحق بإقامة زفاف كما يريد.. "شو عجبك العرس؟!" سألها ملطّفا الجو فهو قد شعر بتوترها يحيط به فابتسمت له بخجل وهي تومئ برأسها دون رد.. "طيب بدّي أغيّر اواعي ونصلي سوا" "طيب" دلفت إلى الغرفة وجلس هو للحظات على الاريكة وهو يلتقط انفاسه بقوة.. يشعر بالخوف من مشاعره ويريد التهمل معها حتى تأمن جانبه فهو قد ضغط عليها بالفترة الأخيرة حتى يتم الزواج ولكنه وعدها بداخله بالصبر. ما إن ابدل ملابسه وجدد وضوءه حتى وجدها امامه بشرشف الصلاة فابتسم وهو يصلي بها ركعتين ليدعو الله أن يوفقهما بحياتها القادمة. ابتسم عندما رأى توترها ليساعدها بخلع الشرشف وهو يجلس معاه على الأريكة ويضمها قائلا:"بديش الا احضنك بس عشان اتعود على فكرة ان حلمي اتحقق أخيراً.. وأنك صرتي مرتي" شعرت بأعصابها تهدأ وشعور الامتنان غمرها لتضم نفسها إليه دون وعي فيشاكسها قائلا:"هيكا مش رح أتحمل حبيبتي، فارحميني انا العاشق اللي الشوق الك زاده لهفة" عضّت على شفتيها بخجل ليهمس لها:"لبنى!" رفعت رأسها له متسائلة ليتابع:"خايفة مني؟!" حرّكت رأسها وهي تقول بخفوت:"لأ" ولم تكد تكمل الكلمة المكونة من حرفين حتى وجدته يغزوها بشفتيه فلم تشعر إلا وهب تبادله عشقه عشقا ويتحقق حلمهما سويا بالاكتمال. نهاية الفصل | |||||
12-02-18, 08:57 AM | #154 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| قلت وصلنا للنهايه وكل ماستراه ترتيب حياة العشاق واعترافات طلعتي لنا بالحلم ونشفتي دمنا اوووووف من شركم ياكاتبات اكيد استمتعت بالمتابعه وبانتظار الختام المسك لكن ,,, وطبعا كلمة لكن من ام سوسو توقع قلب الكاتبات .. اعرف واعرف انهم يقرأون ويدمدوم علي بقلبهم بس مسامحتكم يله كله بثوابه ههههه نجي ل لكن ده الحديث بين اسعد وعشيقته الفصل الماضي ابتسمت قائلة:"انا ولدت قبل مانت ترجعلي بشهرين كده" قال ساخرا:"مبرووك، عايزة نُقطة المولود وال ايه؟" حافظت على ابتسامتها حتى تسّهل مهمتها:"إن شاء الله تعيش يا سي أسعد خيرك سابق.. عارف اللي ولدته ده يبقى مين؟" "ماتخلصي يابت انتي هتنقّطيني بالكلام، هتطيري الدماغ اللي عامله الله يخرب بيتك" "ابنك يا سي أسعد" وهذا حصل بالفصل الاخير هتكتب عليها بكرة ورجلك فوق رقبتك وهتقعد معانا هنا بشقتك اللي فوق لحد ما تولد ولو مش عايزاك بعد كده هنشوفلكم حل وعلى الله تشتكيلي منك يا أسعد " دلوقتي ايه الخلاصه هي حامل ولا عندها ولد من اسعد والتحليل الذي رماه الاب بوجهه ليس من المعقول يعملوا تحليل لاسعد هل يقدر ان ينجب ... فهذا التحليل هو من يجب ان يعمله لكن ممكن عمل تحليل للابن يثبت نسبه يعني الاب يجب ان يقول التحليل ده يثبت انه ابنك وليس يثبت انك تستطيع الانجاب والان قولي لي ماذا دمدمتي علي بقلبك | |||||||
12-02-18, 11:10 PM | #155 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| اقتباس:
هههههههه معلش بقى 🙈🙈🙈 | ||||||
12-02-18, 11:16 PM | #156 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| اقتباس:
ههههه لا مادمدمتش ولا حاجة ده حضرتك ست الكل ومنورانا بتعليقاتك وتنبيهاتك دايما💜💜 دي كانت غلطة مطبعية بالفصل وللاسف ما انتبهت انه اصلحها وانا بنسخ الفصل لولا ولدت فعلا والاختبار كان dna لاثبات نسب الطفل واسعد كان بيخلف اكيد ماهو لبنى كمان حملت منه لكن هو كان فيه خطا بالتقارير لما عمل مع لبنى وهو ما صدق بقى وساق فيها | ||||||
12-02-18, 11:19 PM | #157 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| ووصلنا لنهاية الرحلة اشكر كل اللي تابعونا وعلقوا لينا وافادونا بملحوظاتهم الجميلة وعلى راسهم روح قسم وحي الاعضاء (ام سوسو) .. شكرا ليكم كلكم واسيبكم مع الخاتمة وإلى اللقاء في عمل جديد ان شاء الله 💜 اوراق الياسمين خاتمة الخاتمة زهور بكل مكان منها النضر ومنها من تساقطت أوراقها، منها من دهستها الأقدام في غمرة السباق للفوز برحيقها فلم يكتب لها النجاة.. وأخرى تحاول النهوض من كبوتها لتحارب بعالم نُزِعَت من قلبه الرحمة! عالم يرى المرأة خطئية تستحق الوأد.. والرجل (سي السيد) يستحق العبادة بظلمه وطغيانه وتجبّره .. زهرات صمدن واستعدن قوتهن، وأخريات لم يكتب لهن النجاة من غدر البشر! أيام دوّارة مليئة بالظلم والقهر وأخرى مشرقة مليئة بالأمل وكما نصحونا قديما انظروا لنصف الكوب الممتلئ ولا يعلمون أن الكوب قد كُسِرَ وتحطّم لشظايا صغيرة آذت كل من اقترب منه فمنهم من نجا وانتزع الشظايا واستعاد عافيته.. ومنهم من لم يُكتَب له النجاة وتسببت الشظية بموته! زهرات خلقن من رحم الظلم منهم من قاوم الطغيان ومنهم من لم تستطع فدُهِسَت تحت الأرجل.. وهكذا هي الحياة تتأرجح بين القوة والضعف، التحدي والاستكانة، الظلم والعدل.. الرجال وأشباههم ولا خلاص للزهرات سوى بفارس نبيل زُرِعَت الرجولة بداخله فاختار ان يحمي ويصون ويحب بدلا من ان ينتهك ويظلم ويتجبر. بعد مرور عدة سنوات "رءوف.." نادته بأعلى صوتها قبل أن يخرج من المنزل، وبسرعة وضعت علبة الطعام في حقيبة وخرجت من المطبخ. "خُد أكلك معاك" ابتسم وهو يتناول الحقيبة منها كعادة لازمَت عليها منذ بداية زواجهما: "تسلم إيدك يا دلال" ابتسمت بحلاوة وهي تجيبه بما يحمل في طيّاته الوعيد: "عارف لو ما أكلتش يا حبيبي هعمل فيك إيه؟" اقترب منها يتساءل بشقاوة وهو يتأمل مظهرها المُهلك هذا الصباح بشعرها المنسدل حتى وصل لأعلى فخذها وذاك البنطال القصير جدا ليظهر بشرتها بسخاء أمام عينيه: "لأ معرفش، اديني فكرة كده!" أخفضت بصرها وضحكت عندما أدركت أنها لن تعرف مجاراة قلة أدبه التي اعتادتها منه . أمسكت بياقة قميصه تعدّلها له: "لما تيجي هقولك" أمسك أعلى ذراعها بقبضة يده وهو يقترب منها: "طب ما تيجي انا اقولك دلوقتي ولما اجي نبأى نكمل كلامنا" أبعدت وجهها جانبًا وهي تهتف ضاحكة: "رءوف.. هتتأخر ع الشغل" أدار وجهه لها يستعطفها: "بوسة واحدة بس وهمشي" ضيّقت عينيها وهي تسأله بعدم اقتناع: "واحدة بس؟" أومأ برأسه ببراءة، فاقتربت وطبعت قبلة رقيقة على شفتيه، ولم تكد تبتعد حتى أحكم إمساكه برأسها وبادلها أمام قبلتها العديد من القبلات.. كأنه يشحن طاقة يومه من خلالها، ينهل من روحها ما يقوّيه وينعشه، وهي أبدًا لا تبخل عليه، بل لا تريد أن تفعل وهي بالمثل تستجدي الأمان والحب منه صباحًا ومساءً وبكل وقت.. وأمام عطائها يقدّم أضعافه لها على طبق من ذهب . *** تسمع ضحكاتهما الخافتة من خلفها فيتمزق قلبها ألمًا، تكتوي بنارها دون أن تقدر على ردعه.. هو زوجها، ووالد أطفالها، وكل ما لها ولهم، وإذا تركته يومًا فستجلس في الطرقات لا تملك حتى ما يكفيهم قوت يومهم. أمسكت بإحدى البلوزات واستدارت له لتجد أنه كان يسجل رقم البائعة، وعندما انتبه لها أخفى هاتفه في جيبه وحاول كتم ابتسامته. ابتسمت هي تداري ما بداخلها وتعمي عينيها عما رأت: "إيه رأيك ف دي؟" غالبًا هو لم يكلّف نفسه عناء النظر إليها، لكنه قال بهدوء: "حلوة يا حبيبتي، ادخلي جربيها" أومأت برأسها واتّجهت إلى غرفة القياس، أحكمت إغلاق الباب ودون أن ترهف السمع لما يدور خارجا سمعته يحادثها، وربما كان يتفق معها على يوم يتقابلان فيه سرا كمان يفعل كل ليلة مع إحداهن.. لتجلس هي في المنزل بين جدرانه تتلظى كاتمة صرخة قهر وعجز، تضع خرقة بعد خرقة بالية في فمها كي لا تخرب حياتها، لتكون النتيجة بكاء صامت كل ليلة كما تفعل الآن تماما.. وكما ستظل تفعل إلى أن يأذن الله بغير هذا الحال . *** دقّت ثلاث مرات على الباب فعلم من تكون، ودون أن يأذن لها اقتحمت غرفة مكتبه كما اقتحمت كيانه وقلبه وعقله منذ سنوات. ابتسم وهو يراها تتحرك بصعوبة وبطنها أمامها عشرة أمتار! "ما قولنا اقعدي ف بيتك معززة مكرمة" ضيّقت عينيها وهي تقترب منه، حتى وقفت بجانبه واضعة يدها خلفها ظهرها، تأخذ أنفاسها بتسارع وهي تقول بتعب: "كفاية رغي وقوم وقعّدني، مش قادرة، ضهري هيتقطم يا جلال" وقف من مكانه لتجلس هي على كرسيّه، وما أن لامس جسدها حتى تأوّهت براحة مغمضة عينيها. جلس هو على ذراع الكرسي قائلًا بغيظ: "يا رب تكون القَعْدة مريحة للمدام" ابتسمت واضعة يدها على بطنها: "جــدًااا.." تسلّلت يداه لكتفيها يدلّكهما بلطف جعلها تتأوه ممتنة لما يفعل، ليقول بهدوء وحزم: "مش عارف بتيجي ليه والله! قولتلك ارتاحي ف البيت لحد الولادة وبعدها بكام شهر ابقي ارجعي تاني يا ستي" رفعت رأسها قليلا لتهمس مبتسمة بينما تقبّل وجنته: "عشان بتوحشني" ابتسم في المقابل أمام مزاجها الرومانسي: "والله.!" أومأت برأسها، ليذكّرها: "اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش من كام شهر وانتي في الرايحة والجاية تقوليلي ابعد يا جلال مش طايقاك!" مال يقبّل وجهها بنعومة: "وكل ما جلال يقرب، تبعدي.. تبعدي... تبعدي... لحد ما جالي جفاف عاطفي" ضحكت من قلبها: "وانا اعمل ايه طيب؟، بنتك هي اللي مكانتش طايقاك" "ودلوقتي؟" اقتربت من شفتيه تطبع قبلة عليهما، وهي تهمس له: "دلوقتي بتموت فيك، بتحلم بيك كل يوم، بتقولك خليك جمبي دايما" "كاميليا.." همهمت بنعم، فقال وهو يتأمل عينيها ونظراته عشقه مفضوحة: "انا بقول تروّحي وكفاية عليكي كده.. وانا هوصّلك عشان ماتتعبيش" ابتسمت بتهكّم: "مضَحّي أوي حضرتك!" "جدًاااا، لأقصى حد" "طب والعملا اللي جايين؟" اقترب منها وطبع قبلته بحرارة على وجنتها: "نلغيهم" "والقضايا اللي عندك؟" قبلةُ شفتين، ثم همسٌ: "تتأجل" "وال.." قاطعها مزمجرًا: "كاميليا... اخرسي وقومي قدامي" ابتسمت بتسلية مجيبة: "حاضر" . *** كانا يمشيان في أحد الأزقّة عندما سحبها من يدها في لحظة خاطفة وأسند ظهرها إلى الحائط في مكان لا يصله أي نور. ابتسم بعبث وهو يتحسس رقبتها بيده ووجهه لا يفصله عن وجهها شيء: "أخيرًا لوحدنا من غير ناس ووجع قلب" أخذت تتلفت حولها مذعورة محاولة إبعاده قليلا عنها: "يا حسن ميصحش كده، إفرض حد شافنا" اقترب أكثر مستندًا بيده إلى الجدار من خلفها، يهمس بحرارة اتّقدت بجسده ولا سبيل لإخمادها سوى بطريقة بدائية لن يتنازل عنها: "يا بت كام مرة قُلتلك انتي مراااتي... مراتي... يعني ماتخافيش من حاجة وانتي معايا" حاولت التملّص من حصاره وهي تهتف غاضبة: "لأ مش مراتك لسّه يا حسن، دبلتك ف ايدي اليمين مش الشمال، وشقتنا لسه مخلصتش وانت مش ناوي تخلصها شكلك كده.. لما اكون ف بيتك ابأى اعمل اللي انتي عاوزه، انما دلوقتي لأ" انفعل، وكبّل يديها خلف ظهرها بينما يقبل وجهها قائلًا: "يعني سايبك بمزاجك الفترة اللي فاتت عشان يوم ما اعوزك تبرطميلي بالكلمتين السود دول؟! ولا الجن الازرق هيعرف يبعدني عنك النهاردة يا بت، يا قاتل يا مقتول، وهتبقي مراتي بالكلام وبالفعل.. ووريني بأى لسانك الطويل ده هينفعك ف ايه!" حاولت الصراخ والإفلات منه فـضغط بجسده بقوة أكبر على جسدها حتى كادت تلتحم بالحائط من خلفها من شدة ضغطه، وعندما حاولت الصراخ أسكتها بشفتيه وهما تعاقبانها على شيء لا تعلمه.. فانهمرت دمعاتها بينما تحاول وتحاول أن تبتعد عنه، وأمام إصراره وطاقته التي تفجّرت، لا سبيل للرجوع، ولا حياة لمن تنادي! *** من الطارق في منتصف الليل! فتح باب المنزل متثائبًا بنعاس ليجد زوجة حماه أمامه حاملة طفلها بين يديها. أدخلها ولازال لا يستوعب ما يحدث، ليسألها بقلق: "انتي كويسة؟" تكلمت بحرج: "أنا آسفة إني جيت في وقت زي ده، بس ملقيتش غيركو أتحامى فيهم" خرجت زهرة من غرفتها وهي تضم جانبي مأزرها هاتفة بقلق: "هدير! ايه اللي حصل؟" بدأت تبكي وشاركها صغيرها البكاء: "أبوكي يا زهرة.. كان يوم اسود يوم ما اتجوّزت، الله يسامح اللي كان السبب" نظرت لهشام وهي لا تفهم أي شيء، ليشير لها أن تدخلها غرفة الجلوس وسيتركهما على راحتهما؛ ففعلت. سردت هدير عليها ما يحدث معها منذ تزوجت، ضرب وإهانة وذل كل يوم بشتى الطرق، حتى أن آثار ضربه لازالت ظاهرة على جسدها بعلامات حمراء وزرقاء. لتسألها زهرة بأسى: "انتي ايه اللي خلّاكي تتجوزيه يا هدير؟" هتفت بقهر: "أبويا وأمي.. بعد ما جوزي الأولاني مات ماصدّقوا أول واحد قال يا جواز شيّلوه الشيلة، واتحرق انا مش مهم، المهم ان الناس ماتاكلش وشهم والأرملة اللي في بيتهم تتستّت في بيت العدل" ثم عادت للبكاء بصوت مرتفع: "حسبي الله ونعم الوكيل" أخذت زهرة تهدئها إلى أن غفت تماما، لتذهب بعدها حيث يقبع هشام. تمددت بجانبه مستندة برأسها على ذراعه، وبذراعها تحاوط جذعه مغمضة العينين.. فقط تريد أن تشعر به بجانبها دون كلام. وهو شعر بها فأحاط خصرها بذراعه مقبلًا قمة رأسها: "نامت؟" أومأت برأسها، فمسح على شعرها وربت على ظهرها: "نامي انتي كمان" دقائق مرت، لينطلق صوتها قاطعًا الهدوء: "هشام.." همهم بـنعم، ثم وجدها رفعت رأسها عن صدره ونظرت إليه قائلًا بصدق وقوة: "أنا بحبك أوي.. والله العظيم بحبك" لمعت عيناه وابتسمت شفتاه، ودق قلبه بعنف أمام اعترافها الصريح بحبه.. لتضع رأسها مرة أخرى على صدره، تضمه بقوة إليها هاتفة بحرارة: "ربنا مايحرمني منك أبدًا" تشمّم خصلات شعرها مقبلًا رأسها عديد من القُبل: "ولا يحرمني منك يا حبيبتي.. ربنا يباركلي فيكي" وغفت، وغفا هو الآخر، وفي قلب كل منهما حب لنصفه الثاني يضاهي الدنيا وما فيها. *** "نزااار! بسس وقف اللي عم تعمله! رح يشوفنا محمد وأنت بتعرف منيح أنه ابنك رح يفرفر لسانه ويفضحنا بكل محل، هديكي المرة استحيت وحسيت حالي رح اختنق قدام أخوي" ضحك بعبث وهو يواصل تقبيلها قائلا:"وشو يعني؟! رجال ومرته ولا أخوكي الغالي ما بيبوس مرته!" همّت بالحديث ليقاطعها قائلا بحنق:"حاش تحشري أخوكي بكل شي بيناتنا بكل مرة بقرب منك! أنا جوزك وبعمل اللي بيحلالي بالوقت اللي بدي اياه، فهمتي؟!" زمّت شفتيها بحنق وهي تقول:"وأنا! مفيش حساب للي بدي ياتو؟!" رمقها بنظرة حزينة ثم ابتعد عنها ناهضا وهو يقول: "أنتِ إلك كل الاولوية نادو، معك حق.. رح أبطل حركاتي وأرجع للشغل" أمسكت بيديه تشعر بالندم فهي لم تقصد أن تغضبه أبدا ولا تحتمل أن ترى هذه النظرة الحزينة بعينيه.. "نزار اسفة، مش قصدي أزعلك بس انا مستحية منك ومحمد عم يقول للكل اللي عم يشوفه مع أن حاولت كتير أمنعه" لم يرد عليها بل لم يلتفت لها حتى فوقفت أمامه تجذبه لأسفل حتى تتصل لوجنته فقبّلته برقة ليشيح بوجهه عنها لتمسك بوجهه هذه المرة وتطبع قبلة على شفتيه وهي تهمس:"بعتذر" وما إن لامست شفتيها شفتيه حتى أحاطها بذراعيه يبادلها قبلتها بشغف وهو بهمس لها بين قبلاته:"بحبك نادو" ليفتح بالباب بقوة ويظهر محمد متخصرا رافعا حاجبه ليظهر أكبر من عمره بسنوات وهو يقول: "رح أقول لخالي شو عم تعملو" ابتعد نزار عن نادين وهو يصطنع الارتباك قائلا:"لحظة يا محمد.. أمك السبب هي اللي خلتني أنحرف" ثم رمقها بعبث وهو يتابع غامزا إياها : "وأنا بحب الانحراف كتيير" . *** ترجّلت من سيارة الأجرة التي أقلّتها من أمام منزل زوجها.. ابتسمت بسخرية وهي تفكر.. أي زوج هذا؟! هل هو الزوج الذي حلمت بالزواج منه طوال سنوات .. زميلها بالجامعة والذي فتنت به ما إن رأته بإحدى الندوات التي كانت تقيمها الجامعة.. فتنت بثقافته وإقدامه ووسامته ولباقته .. كان فارس أحلام البنات بالجامعة وهي لم تكن استثناءا! لم تصدق عندما خصّها بنظراته واهتمامه ليطلبها للزواج بعدها ومن هي لترفض فارس الأحلام؟! وافقت على الفور وقد فرح به والدها فها هو سيتخلص منها كما تمنى دوما.. فهو الأب لخمسة من البنات رغم محاولاته المستميتة لإنجاب الولد ولكن امر الله فوق كل رغبة . وربما هذا ما جعله يزداد ظلما لهن يوما بعد الآخر.. زفرت بقوة وهي تطرق الباب الذي خرجت منه سعيدة لتفاجا أنها تنتقل من جحيم والد ظالم لجحيم أشد قسوة لزوج أكثر طغيانا وتجبرا! ضرب وإهانة على توافه الأمور وهي تحتمل وتحتمل حتى فاض بها الكيل لتترك المنزل له بعد آخر مشاجرة بينهما بسبب لا تعرفه من الأساس فحماتها العزيزة لا يغمض لها جفن دون أن تفتري عليها ظلما وعدوانا وابنها زوجها العزيز لا يستيطع أن يرفض لها طلبا . فتح باب شقة والدتها لتجد والدتها أمامها هتفت بها وهي تضرب صدرها هلعة:"ايه اللي عمل فيكي يابت يا وردة؟" " "جوز الندامة اللي رميتوني له ولا سالتوا عليا" "اكيد طولتي لسانك عليه، مانا عارفاكي ما بتسكتيش ابدا" هل تعرفيني حقا أماه؟! هل تعرفي من حملتها برحمك تسعة أشهر؟! وإذا كنت تعرفيني كما تدّعين هل تعلمين ما يحدث لي؟! هل تلاحظين الكدمات على جسدي؟! هل تلاحظين جسدي الذي ازداد نحولا على نحوله من كثرة الطغيان الذي تعرّض له؟! قبل أن تقول شيئا ظهر والدها ليرتجف جسدها تلقائيا وتنكمش على حالها وهو يهدر بها:"بقى انتي تقصّري رقبتي قدّام الخلق ويقولولي معرفتش تربي؟! سايبة بيت جوزك ليه يابت وجاية في انصاص الليالي؟! وازاي تعلّي صوتك على جوزك وحماتك؟! هي دي التربية اللي ربتهالك؟! جوزك زمانه جاي ياخدك وعلى الله اعرف انك عملتي حاجة تانية زي دي معاه انا اللي هكسر عضمك ساعتها بلا قلة حيا ودلع بنات ماسخ" رمقت أمها بحزن علّها ترى منها لمحة حنان، لمحة أمل أنها ستقف بجانبها وتدعمها ولو مرة واحدة ولكن لا حياة لمن تنادي! لقد كتب عليها أن يكون لها والدين بقلوب قّدت من حجر بل ربما الحجر ينبض قلبه بحنو يوما عكس والديها! وصل زوجها ( نافشا ريشة) كديك البرابر يرمقها بانتصار وهو يعدها أن يذيقها أضعاف ما ذاقت حتى الآن لتفهم نظراته جيدا وتنكس رأسها بكسرة وهي تسير معه عائدة من حيث أتت بلا أمل بتغيّر قريب لحياتها إذا كانت ما تعيشه بالوقت الحالي من الممكن أن يطلق عليه حياة! *** الغربة ليست غربة الوطن بل غربة القلب والروح! وهي أشد أنواع الغربة . "حلا تعالي هنا، هقول لبابا يضربك" وأكملت بخفوت:"ولو انه لا بيضرب ولا بتاع هو يدلّع وانا اللي يطلع عيني" أحاطها بذراعيه وهو يقول:"سمعتك على فكرة" انتفضت بفزع ثم ابتسمت وهي تلتفت إليه قائلة:"ماتسمع على فكرة، مش دي الحقيقة وال بتجنّى عليك؟" "بدك ياني أضرب طفلة يدوب عمرها ما صار سنتين لبنى؟!" قالها باستنكار مصطنع لترفع حاجبها بشر ليضحك وهو يقبّل شفتيها بخفة قائلا:"شو رأيك ننسى حلا وننسى المصيبة اللي عملتها هلء أكيد ونغفى سوا شوي!" "فعلا؟! طيب والناس اللي جاية كمان شوية دول نقولهم ايه؟!؛ مغلق حتى إشعار آخر! كاسب ماتجننيش مش عارفة هلاقيها منك ولا من بنتك وال من محمد ابن نادين اللي حاطط نئره من نئر بنتي" "نئره!! شو يعني كلمة نئره يا لبنى؟! مع أن صرلي سنين شغال مع مصريين بس لسا في بلاوي كلمات بعرفاش" وضعت يدها بين كفيها للحظات قبل أن ترفع رأسها قائلة:"عارف احسن عقاب ليك اني اسيبلك بنتك تحميها وتلبسها انت وانا هدخل اجهز نفسي" وأقرنت قولها بالفعل وهي تلقي بملابس الصغيرة بين يديه ليلتقطها تلقائيا وهو ينظر لها بريبة قائلا:"شو هاد يا لبنى؟! يا الله! كيف رح نحل هالبلوة هلء؟!" تبعها وهو يحاول التقرّب منها قائلا:"لبنى حبيبتي تعمليش هيكا، أنت بتعرفي أنني بعرفش ازبط الوضع مع بنتك الأُرُم(المشاكسة) " رفعت حاجبها وهي تلتفت له قائلا:"دلوقتي بقت بنتي وشرسة!! مش كانت حلوة وانا اللي ظالمة من شوية؟" علقت أنفاسه بحلقه وهو ينظر لهيئتها المهلكة بقميصها الأسود الداخلي وشعرها المرفوع لأعلى تنسدل منه خصلتين تحطيان بوجهها بعفوية محببة إليه ليقترب منها مسقطا ملابس الصغيرة على مقعد بطريقه.. "أحلى ظالمة شوفتها بحياتي" قالها وهو يغمرها بعاطفته التي لا تستطيع الصمود أمامها ولم تحاول قط! وما إن ابتعد حتى قالت:"بتتكلم مصري حلو اهو" ابتسم مشاكسا:"يعني مجوز مصرية وبعرف من قبلك عاصم صاحبي وبرأيك بعرفش أحكي مصري! هاد عيب بحقي اساساً" ضحكت بدلال ثم قالت بجدية:"ممكن اسالك سؤال؟!" "إي طبعا" "حسيت بغربة في يوم؟! حسيت انك نفسك ترجع بلدك وتعيش بوسط اهلك هناك! راقبتك كتير وانت بتتفرج على الأخبار أو وانت بتتفرج على الصور القديمة لفلسطين وكل مرة كنت بفكر ياترى في يوم ممكن تفكر ترجع هناك؟!" شرد للحظات ثم قال:"بتعرفي أنه هاد كان قراري قبل ما أعرفك؟! كنت ناوي أرجع فلسطين مع أن مش خلقان فيها ومعشتش فيها بحياتي.. بس أبوي ورثني حبها لأن عاش فيها وكان يحكيلي عن ذكرياته هناك، وقررت أرجع لفلسطين بعد ما تجوز نزار.. بس بوقتها شفتك!" ابتسم متابعا وهو ينظر لها:"بتعرفي أن كل ما بقرب منك بشم ريحة بلادي! بلادي وأرضي وأمي بجمالها وحلاوة روحها وريحة ترابها المقدس قبل ما يدمروها الانجاس وتمتلي بالقتلى والأموات.. بلادي اللي بشتاق لها ومتمني أرجع لأرضها مع أولادي لأشوفهم عم يكبروا فيها بالظبط مثل أبوي" صمت للحظات وهي لم تقاطعه فقط تنظر له بحب وعيناها تلتمعان بالدموع ليكمل:"بتعرفي أني ولا يوم حسيت بالغربة معكِ؟! لقيت فيكي وطني وسكني وعمري كله، مثل كأن القدر جمعنا سوا لكل واحد يعوض التاني عن غربته البشعة.. سألتيني اذا حسيت بالغربة.. جوابي هو لاء.. مش حاسس بالغربة طالما أنا بحضنك لبنى.. أنتِ حاسة بالغربة إشي؟! حابة ترجعي لأهليتك وتطلبي السماح؟!" سالت دموعها دون شعور وهي تضمه إليها قائلة:"انت اهلي وحبيبي ودنيتي كلها.. انت ادتني اللي عمري ما كنت احلم بيه، مادتنيش الفرصة حتى احلم بحاجة لان الواقع معاك اجمل بكتير من كل الاحلام.. حبيبي وزوجي وابني وكل حاجة بحياتي.. عمري ما احس بالغربة وانا معاك انت وطني ودنيتي وماتمناش من الدنيا غيرك انت" جلبة بالخارج جعلتهما يفيقان ليركضا مسرعين لمصدر الصوت لتكاد أعينها تخرج من محاجرها وهما ينظران إلى طفلتهما والتي اسقطت ما داخل الثلاجة واخذت تعبث به بسعادة بعدما قلبت المطبخ رأسها على عقب . *** "آه يا ربي هو انا هلاقيها منك وال من بنتك الشعنونة.. تضرب الواد وتيجي تعيّط (تبكي) وتقولي الحقيني يا طنط نرجس مروان ضربني!! على رأي المثل ضربني وبكا سبقني واشتكى" ضحكت بعبث وهي تقول:"الله ماهو ابنك اللي مش مدّي لبنتي ريق حلو ابدا! كل ما تقرب منه يبعد عنها ويقولها روحي لمصطفى ينفع كده يعني؟! فهّميه انها خطيبته وملزومة منه" "يعني ابني حبيبي ذنبه ايه انه ياخد بنتك الشعنونة دي؟! لا ياختي انا اخاف على ابني.. خلي بنتك نشوفلها واحد شعنون زيها" قالتها نرجس وهي تحرّك حاجبيها مغيظة إياها لتضحك نسرين قائلة:"ماتحاوليش، ميادة لمروان ولو زوّدتي كلمة زيادة هقولك اللي في بطني لمصطفى" تدخّل عاصم قائلا:"لااا هو احنا ناقصين مش كفاية علينا ميادة هناخد اللي جاية كمان؟! كفاية مروان ياعيني عليك يابني" هتف إسلام مصطنعا الغضب:"انتي بتدللي على البنت يا نسرين؟! انا لا يمكن أوافق ابدا على جواز مروان من ميادة" هتف عاصم:"الحمد لله الواد كان هيروح في شربة مايه" ليتابع إسلام مغيظا إياه:"هناخد مصطفى لميادة واللي جاية ف الطريق هنخليها لمروان.. مصطفى طيب كده وهيستحملها لكن مروان عصبي زي ابوه كده هيولّعوا في بعض وفينا" ضحك عبد التواب والجدة عليهم وكل منهما يشاكس الآخر ليقول لهم بحكمة:"كل واحد له نصيبه ومهما قولتوا وعدتوا محدش هياخد غير نصيبه فريّحوا نفسكم وبطلوا مناقرة" نظروا له باحترام والتفوا حولهما بحب ومازالوا على مشاكساتهم التي لا تنتهي لينظر لهم بسعادة وهو يحمد الله بداخله أنه طمأن قلبه عليهم جميعا . *** رمقته ببغض وهي تلاحظ نظراته المقززة التي تلتهمها دون حياء لتتظاهر بعدم الرؤية وهي تتابع عملها.. فماذا ستفعل وهي تحتاج للعمل ولم تجد ما هو أفضل منه.. فهي لم تكمل تعليمها فما الوظيفة التي ستجدها سوى عاملة نظافة أو بائعة باحد المحلات على اكثر تقدير؟! استغرقت بالتفكير وهي تتابع التنظيف بآلية اعتادت عليها حتى شعرت بيدين تتلمسان جسدها فانتفضت مبتعد وهي تتلفت حولها لتجد المكان فارغ تقريبا! اقترب منها لتبتعد للخلف .. يقترب وتبتعد حتى حشرها بينه وبين الجدار خلفها ليبتسم قائلة بأنفاسه الكريهة: "ايه يا حلوة تقلانة عليا ليه؟! مانا بدفع كويس وال عايزة تزودي الفلوس؟! معنديش مانع بس نزوّد المدة كمان" شعرت بالغثيان يجتاحها وهي تحاول التملص منه.. لم تعد تحتمل ما يحدث، حاولت كثيرا كما نصحتها زميلتها فهو لن يضرها فقط بضع لمسات يفرغ بها شهوته ويتركها (صاج سليم) كما يقولون ولكن هل حقا تكون سليمة بعد هذه الانتهاكات لجسدها؟! تكفي آلام قلبها وكرامتها الممتهنة مما يحدث، لم تشعر بنفسها سوى وهي تدفعه بقوة وتفر هاربة لا تلوي على شيء سوى إنقاذ شرقها الذي كاد يُمَرّغ بالوحل . ***** ترى هل سيأتي اليوم الذي تسير به الزهرات بالشارع وبداخلهم تسكن الطمأنينة ؟! هل سيأتي اليوم الذي تعمل به المرأة فتعامل بالاحترام وليس كشيء لإفراغ لشهوة أشباه الرجال؟! هل سيأتي اليوم الذي لا تكون به الفتاة عارا والمرأة خطيئة؟! ربما يحدث وربما لا و ... تستمر الحكاية . تمت بحمد الله | |||||
13-02-18, 09:07 AM | #159 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| الف مبروك ختام الروايه حنين وفاطمه كانت رحله ممتعه معكم وانا متاكده لولا ان الروايه سبق ونشرت بالفيس و قراء الفيس عددهم كبير والا كان وجدتم هنا متابعة اكثر اكييييييييييييد ختام رائع لحكايات بطلاتنا لكن واضح انك زرعتي بين حكاياتهم قصص جديده هل هناك جزء ثاني لروايه وهذه اشارة البدايه لحكايات اخرى عن زهرات ظلمهن المجتمع فقط لانها بنت او ان وجودها فقط لتشيري ان القصص مستمره وموجوده تسمع ضحكاتهما الخافتة من خلفها فيتمزق قلبها ألمًا، تكتوي بنارها دون أن تقدر على ردعه.. هو زوجها، ووالد أطفالها، وكل ما لها ولهم، وإذا تركته يومًا فستجلس في الطرقات لا تملك حتى ما يكفيهم قوت يومهم. أمسكت بإحدى البلوزات واستدارت له لتجد أنه كان يسجل رقم البائعة، وعندما انتبه لها أخفى هاتفه في جيبه وحاول كتم ابتسامته. ابتسمت هي تداري ما بداخلها وتعمي عينيها عما رأت: "إيه رأيك ف دي؟" غالبًا هو لم يكلّف نفسه عناء النظر إليها، لكنه قال بهدوء: "حلوة يا حبيبتي، ادخلي جربيها" ............................ كانا يمشيان في أحد الأزقّة عندما سحبها من يدها في لحظة خاطفة وأسند ظهرها إلى الحائط في مكان لا يصله أي نور. ابتسم بعبث وهو يتحسس رقبتها بيده ووجهه لا يفصله عن وجهها شيء: "أخيرًا لوحدنا من غير ناس ووجع قلب" أخذت تتلفت حولها مذعورة محاولة إبعاده قليلا عنها: "يا حسن ميصحش كده، إفرض حد شافنا" ....................... ترجّلت من سيارة الأجرة التي أقلّتها من أمام منزل زوجها.. ابتسمت بسخرية وهي تفكر.. أي زوج هذا؟! هل هو الزوج الذي حلمت بالزواج منه طوال سنوات .. زميلها بالجامعة والذي فتنت به ما إن رأته بإحدى الندوات التي كانت تقيمها الجامعة.. فتنت بثقافته وإقدامه ووسامته ولباقته .. كان فارس أحلام البنات بالجامعة وهي لم تكن استثناءا! لم تصدق عندما خصّها بنظراته واهتمامه ليطلبها للزواج بعدها ومن هي لترفض فارس الأحلام؟! .............................. رمقته ببغض وهي تلاحظ نظراته المقززة التي تلتهمها دون حياء لتتظاهر بعدم الرؤية وهي تتابع عملها.. فماذا ستفعل وهي تحتاج للعمل ولم تجد ما هو أفضل منه.. فهي لم تكمل تعليمها فما الوظيفة التي ستجدها سوى عاملة نظافة أو بائعة باحد المحلات على اكثر تقدير؟! استغرقت بالتفكير وهي تتابع التنظيف بآلية اعتادت عليها حتى شعرت بيدين تتلمسان جسدها فانتفضت مبتعد وهي تتلفت حولها لتجد المكان فارغ تقريبا! | |||||||
13-02-18, 01:00 PM | #160 | ||||
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|