آخر 10 مشاركات
نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          178-حان القطاف -أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          دورة ادارة المخاطر و الازمات و الكوارث (الكاتـب : لارا مجدي - )           »          الطريق إلى المنزل (88) للكاتبة Laurie Batzel .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل]مُبعثر فيك ِ مالا الحـزن لايُشفى ، للكاتبة/ ايمان يوسف "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          تحميل لعبة سان اندرس GTA San Andreas : تجربة مغامرة لا تُنسى (الكاتـب : انهار صالح - )           »          العاطفة الانتقامية (19) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دموع رسمها القدر * مميزة ومكتملة *_ بقلم ديدي (الكاتـب : pretty dede - )           »          عاشق الخادمة (4) *مميزة و مكتملة*... سلسلة قلوب منكسرة (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree4Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-17, 02:24 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 213- لم أعد طفلة -بني جوردان -(كتابة /كاملة)


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






ازيكم أعضاء روايتي الحلوين والحلوات
اليوم مبارك بجد علينا وعليكم
عشرأعوام أكمل منتدنا من سنينه عشرة
قراءة ممتعة لكم جميعا







لم أعد طفلة
العدد :
213
للكاتبة :
بيني جوردان
الملخص :
لم أعد طفلة

على روزي ويندهام الزواج في غـــضون ثلاثة

أشهر أو تحل الكــارثة ! ومع أنها جميلة ومحبوبة ,

فحياتهــــا خالية من رجل جاهز للزواج بهـــا , فمــا

العمـــــل ؟

كان غارد جيميسن رجلاً نـــاضجاً وجذاباً . . .

وأعـــزب , فلما لا (( تطلب يده )) ؟ .

لم يكن هناك من سبب يدفع غارد للقبول وهو

الذي طالما اعتبرهـا طفلة مضحكة , ولكنه وافق ,

وموافقته تعني أن هناك ثمناً غالياً على روزي أن

تدفعـــه !


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الرواية منقولة شكرا لمن كتبها

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 27-11-17 الساعة 07:30 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:23 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عدد الفصــول:
10
عناوين الفصول :
1 ـ
أريــد زوجـــاً !
2 ـ
بــأمــر عينيه
3 ـ
كيف يعامل الرجل المرأة ؟
4 ـ
الوجه الآخـــر للزواج
5 ـ
امـــرأة لا طفلــة !
6 ـ
لم تستطــع الهرب
7 ـ
بين عدوهـا وزوجهــــا
8 ـ
غـــارد والحب
9 ـ
آخـــر اللعبة . . . الندم !
10 ـ
نـــار من قلب الدموع
: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :

hadeel11 likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:24 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1 ـ
أريــد زوجـــاً !
(( هل تتزوجني , غارد )) ؟ .

أخذت (( روزي )) تــــذرع أرض غرفتها , وقد توترت ملامحها ,

وانقبضت يداهـــا , كمـا أظلمت عيناهــــا الزرقاوان , الصريحتان فــي

العادة , وهي تكرر نفس الكلمات مرة بعد مـــرة بصـــوت خافت ومع

ذلك ما زالت غير واثقة من أنها ستتمكن من قولها بصوت عــال : (( هل

تتزوجني ؟ هل تتزوجني ؟ هل تتزوجني ؟ ))

ها أنها قالتها , وإن لم تبد الكلمات بالحزم والتأكيد المطلوبين .

على أي حال , اجتازت الآن الحاجز الأول , وبإمكانها إذن اجتياز

الآخــر . . . هكذا أخذت تحدث نفسها بشجاعة .

ابتلعت ريقها بصعوبة , ثم نظرت إلى التليفون القائم بجانب

سريرها : (( لا فائدة من التردد , ومن الأفضــل الانتهاء من هذا الأمر

الآن ! )) .

ولكن ليس هنا ! ليس وحدها في غرفتها المنعزلة بينما هي . . .

وحولت عينيها فجأة عن غطــاء السرير المزين بباقات الأزهار , بذوق

الفتيات الصغيرات . فقد كانت في الرابعة عشرة عندما اختارته , بينما

هي الآن في الثانية والعشرين تقريباً .

في الثانية والعشرين ! ولكنها ما زالت بالسذاجة والبساطة التي

كانت عليها . . . أو هكذا قيل لها .

شعرت بغصة في حلقها , وهي تتذكر من قال لها هذه الكلمات .

فتحت باب غرفتها , ثم أسرعت تهبط السلم . ستستعمل تليفون

الغرفة التي كانت مكتب أبيها وجدها من قبل . من الأفضل أن تقول

تلك الكلمات من غرفة المكتب تلك , فهذا يمنحها وزناً وكرامة .

رفعت السماعة ثم أخذت تدير الأرقام , توتر جسمها وهي تسمع

الرنين . ثم قالت للفتاة التي أجابتها من الطرف الآخر :

ـ أريد (( غارد جيميسين )) , من فضلك ! أنا (( روزي وندهام )) .

أخذت تنتظر الاتصال وهي تقضــم باطن شفتها السفلى

متوترة . . . وهذه عادة تملكتها منذ طفولتها وظنت أنها تجاوزتها .

ـ الأطفــال فقط يفعلون هذا , أمـــا النساء . . .

كان هذا ما حذرها منه غارد عندما كانت في الثامنة عشرة .

ثم سكت حينذاك ونظر إليها ساخراً , ما جعلها تســأله دون

تفكير : (( مــاذا تفعل النساء ؟ )) .

مال إلى الأمـــام وأشــار إلى شفتها السفلى المتورمة , ثم قال

بالسخرية نفسهـــا :

ـ النساء , يا روزي العزيزة البريئة , لا يكون هذا الأثر على

شفاههن إلا بفعل عــاشق . . .

لقد ضحك طبعاً لاحمرار وجنتيها . هذا هو غارد ! (( لو كان عاش

في الزمن القديم , لكان قاطع طريق أو قرصاناً . . . رجلاً لا يهتم

لأحد ويضع بنفسه قوانينه وأنظمته )) ! هذا ما كان يقوله جدها على

الدوام . جدها الذي كانت تشعر أنه يكن له دوماً نوعاً من العطف

رغم عدم اعترافه بذلك .

ـ مــاذا تريدين يا روزي ؟ ماذا حدث ؟

دفعتها خشونة صوته إلى تشديد قبضتها على السماعة مدركة أنه

ما زال يثير في نفسها الإضطراب . هذا رغم أنها تعلمت أثناء نضجها

كيف تتجاهل تعليقاته الساخرة التي ما زال يعذبها بها أحياناً .

لم يكن يتصرف على هذا النحو مع النساء الأخريات , بل كان

يفيض معهن إحساساً ودفئاً . لكنه , طبعاً , لا يعتبرها امرأة , وإنما

فقط . . .

ـ روزي هل ما زلت على الخط ؟ .

أعادها الضيق الذي بدا على صوته , إلى الواقع . تنفست بعمق :

ـ نعم , ما زلتُ هنا ! غارد . . . هناك شــيء يا غارد أريد أن

أســألك عنه الآن . . .

ـ لا أستطيع الكلام الآن , يا روزي ! إنني بانتظار مكالمة هامة .

اسمعـــي ! سأزورك هذه الليلة ونتحدث في ما تريدين .

شعرت روزي بالذعر , وقالت على الفـــور :

ـ لا ! لا !

تريد أن تســأله من مسافة بعيدة . إنها لا تريد أن تعرض عليه

الزواج وجهاً لوجه . وغصت بريقها , لكنه كان قد وضع السماعة فلم

تستطع إخباره بأنها لا تريد رؤيته .

عندما وضعت سماعتها , أخذت تحدق في أنحاء الغرفة بحزن .

أربعمائة عام من التاريخ تنام في هذه الغرفة من هذا المنزل الذي

أنشــئ هنا منذ وهبت الملكة اليزابيت الأولى قطعة الأرض لـ بيبرس

ويندهام , هدية مقابل خدمات أداها لها . هكذا قيل رسمياً , لكن

الشائعات حينذاك قالت إنها مقابل علاقة شخصية حميمة .

أطلق (( بيرس )) على المنزل اسم (( مرج الملكة )) اعترافاً منه بكرم

اليزابيت . لم يكن منزلاً فخمــاً , حتى ولا فسيحاً . لكنه في نظر روزي

كان فسيحاً للغاية بالنسبة إلى شخص واحد , أو حتى أســـرة

واحدة . . . خصوصاً عندما علمت أثناء عملها في الملجـــأ كم من

الناس دون مأوى وفــي حاجة ماسة إلى سقف فوق رؤوسهم .

آخر مرة طرقت هذا الموضوع مع غارد , قال لها ساخراً معنفاً :

ـ لو كان لك الخيار ماذا كنت ستفعلين ؟ تسلمينهم المنزل ؟ ثم

تتفرجين عليهم وهم ينتزعون خشب الجدران ليستعملوه حطباً في

المدفــأة ؟ تتفرجين عليهم وهم . . . ؟ .

احتدت حينذاك بغضب :

ـ هذا ليس إنصافاً ! أنت غير منصف . . .

حتى (( رالف )) , المسؤول عن الملجــأ , قال في أكثر من مناسبة

إنها غير واقعية , وإنها مبالغة في المثالية ورقة القلب , كما أن ثقتها

بالآخرين هي أكثر مما يجب . خُـــيل إليها أن رالف يميل إلى

احتقارها , إذ كان , منذ البداية , عدائياً نحوها , ساخراً من بيئتها التي

نــشأت فيها ولهجتها المميزة , مديناً ثروتها وأسلوب حياتها , مقارناً

كل ذلك بحياة أولئك القانطين في الملجــأ .

قال ذات مرة , هازئاً :

ـ إن قيامك بعمل إنساني يجعلك تشعرين بالرضى عن نفسك ,

أليس كذلك ؟ .

فــأجابت حينذاك بصدق :

ـ هذا ليس صحيحاً ! لأن أموالي , أو ثروتي كما تحب أن

تسميها , هي . . . تحت الوصاية , ولا يمكنني التصرف بها حتى لو

رغبت في ذلك . وأعتقد أنني إذا سعيت إلى عمل (( حقيقي )) , أي عمل

بأجر , أكون سلبت ذالك العمل من شخص بحاجة إليه ليعيش .

تحسنت الــعلاقة بينهما هذه الأيام كثيراً , رغم أنهما كانا شديدي

الكراهية لبعضهما البعض , والأحرى القول إن رالف هو الذي يكره
غارد , ذلك أن غارد لم يكن يعبر عن مشاعره تجاه أي كان . وفي

الواقع , كان الشك يساورها أحياناً في أن غارد قد عرف حقاً المشاعر

البشرية في حياته .

إنها تعلم مبلغ كراهية رالف الذهاب إلى غارد كي يطلب مساعدة

مالية للملــجأ , لكن غارد كان أغنى رجل في المنطقة , وأعماله أكثر

الأعمـــال رواجاً .

قال لها أبوهـــا ذات مرة :

ـ إنه مزيج نادر جداً ! إنه مقاول ناجح للغاية , كما أنه رجل نزيه

وذو مثل عليا !

أمـــا رالف فكان يدعوه (( بغلاً متعجرفاً )) .

ـ جذاب !

همست بذلك إحدى زميلات روزي القديمات في المدرسة

عندما جاء لزيارتها . كانت متزوجة , وقد سئمت زوجها على ما

يبدو . فقد نظرت إلى غارد بنهم مكشوف لم تجده روزي محرجاً

فحسب , بل مذلاً أيضاً . كانت سارا , بنظراتها المحرقة التي أخذت

تلقيها على غارد باستمرار , والتلميحات والإيماءات المكشوفـــة ,

وبعض الملامسات المتعمدة , تبرز , بشكل ما , عدم نضج روزي ,

مبررة بذلك ما اعتاد غارد أن يوجهه إليها من انتقادات ساخرة .

هي تعلم جيداً أن غارد يظنها ساذجة غافلة . . لا بأس ! فلتتحمل

تعليقاته وسخريته المربكــة , والمؤلمة أحياناً , لكنها سبق وعاهدت

نفسها منذ زمن طويل ألا تندفع في علاقة غرامية من خارج مشروع

الزواج , ومع رجل له مثل مشاعرها , رجل يحبها ولا يخجل من

الإعتراف بحبه , مــا يجعلها تتخلى معه عن تحفظاتها وتكشف له عن

الجانب العاطفي من طبيعتها .
إنها لم تقابل ذلك الرجل حتى الآن , وستعرفه عندما تقابله ,

لكنها غير مستعجلة , على كل حال . فهي ما زالت عذراء في الحادية

والعشرين . في الحادية والعشرين وعلى وشك عرض الزواج على

رجــل . . . ليس بالتأكيد من النوع الذي تطلبه !

نظرت إلى ساعتها , إنها الرابعة ! كانت تعلم أن غارد غالباً ما

يبقى في مكتبه فترة طويلة بعد مغادرة الآخرين . وهذا يعني أنه لن

يــأتي إليها قبل السابعة أو حتى الثامنة . كل تلك الساعات

للانتظــار ! . . . ولتهيئ نفسها لعرض الزواج ذاك ! واحمر وجهها

ضيقاً .

ماذا سيقول ؟ سيضحك منها دون شك ! كل ذلك كان ذنب

محاميها ! لو أن (( بيتر )) لم يقترح . . .

وسارت نحو النافذة وهي تتذكر آخر كلمات بيتر قبل أن يخرج :

ـ عديني بأن تسأليه , على الأقل , يا روزي .

حينذاك أجابته غاضبة :

ـ ولماذا أضحي بنفســي لأنقذ هذا البيت ؟ هذا غير ممكن حتى

ولو كنت أريده . . . أنت تعرف شعوري .

رد عليها بيتر معترضـاً :

ـ أنت تعلمين ما الذي سيحدث إذا ورثه (( إدوارد )) . سيهدمـه

بالتأكيـــد وهو يشعر بالسرور .

ـ وأيضــاً ليعود إلى منزل جدي . نعم , أعلم هذا .

كان إدوارد ابن عم أبيها . وقد تشاجر مع جدها قبل أن تولد

روزي بوقت طويل , شجاراً خطيراً بسبب سلوكه والمال , كان من

نتيجته أن منعه الجد من وضع قدمه في هذا المنزل مرة أخرى .

لكل أسرة نعجتها السوداء , كما يقال , وأسرتهم غير مستثناة من

ذلك . حتى وهو في منتصف عمره الآن , وبالرغم من مظهره المحترم

وزواجه , ثمة شــيء غير سار في شخصية إدوارد .

قد لا يكون تجاوز القانون في معاملاته المالية , ولكنه بالتأكيد

تجاوز حدوده تحت ستار الظلام غير مرة , كما اعتاد أبوها أن يقول

أبوهــا . . .

أشاحت روزي بوجهها عن النافذة , ونظرت نحو الـمكتب .

كانت صورة أبيها الفتوغرافية ما زالت فوقه . صورة أخذت له بالبذلة

العسكرية قبل موت أخيه الأكبر بوقت قصير .

لقد ترك الجيش , حينذاك , وعاد إلى البيت ليكون بجانب

أبيه . . . ولم يكن هو نفسه غريباً عن الموت منذ وفاة والدة روزي .

كان المنزل (( مرج الملكة )) يعني الكثير بالنسبة إلى أبيها

وجدها . كانت هي تحب البيت طبعـــاً ــــ ومن ذا الذي لا يحبه ؟ ــــ وإنما

دون شعــور بالتملك .

لم يكن ما شعرت به وهي تجول في حجراته , هو الزهو , وإنمــا

الشعــور بالذنب .

يا ليت الأمــور كانت غير ما هي عليه الآن ! يا ليت إدوارد غير ما

هو عليه ! إذن , لغادرت هذا المنزل بسهولة وسرور واشترت أو

استأجرت لنفسهــا شقة صغيرة في المدينة ومنحت كل وقتهـا واهتمامها

للعمل في الملجـــأ .

ولكن كيف بإمكــانها أن تفعل ذلك الآن ؟

لقد حذرهــا بيتر حينذاك , قائلاً :

ـ سيهدم إدوارد المنزل . سيجمع أولاً كــل ما يستحق البيع من

محتوياته ثم يهدمه حجراً بعد حجر , ثم يبيع الأرض لأحد أصدقائه

المقربين الذي سوف . . .

قاطعته محتجــة :

ـ كلا ! لا يمكنه القيام بذلك . المنزل مسجــل تراثياً و . . .

ـ حسب معرفتي بإدوارد , لن يصعب عليه أبداً العثور على من

يدعي أن البنائين أساوؤا فهم التعليمات التي أعطيت لهم . هل تظنين

أن هذا البيت سيصمد طويلاً عندما يهاجمه نصف (( دزينة )) من الرجال

مع (( بلدوزراتهم )) ؟ وطبعاً , لن تكون لإدوارد أية صلة بما حدث ! إنه

يكره جدك , يا روزي , وهو يعلم كم كان هذا المنزل غالياً عليه وعلى

أبيك .

قالت روزي متنهدة :

ـ كثيراً جداً ! لا , يا بيتر , هذا المكان أكبر من أن تسكنه أســرة

واحدة , مهما يكن مقدار جماله . . . آه ! لماذا لم يستمع جدي إلــي

ويسجله مؤسسة خيرية ؟ لماذا لم يفعل ذلك ؟ .

ـ أنت إذن لا تهتمين بما يحدث للمنزل ؟ إلا يهمك أن يرثه

إدوارد ويدمره . . . يدمـر أربعمئة عام من التاريخ ؟ .

قالت متبرمـــة :

ـ طبعاً يهمني ! ولكن ماذا بإمكاني عمله ؟ إنك تعرف شروط تلك

الوصية الحمقاء , التي تركها جدي , كما أعرفها : في حال وفاة ولديه

قبله , يذهب منزله ومزرعته إلى أقرب أقربائه بشرط أن يتزوج خلال

ثلاثة أشهـر من وفاته ويصبح قادراً على إنجاب وريث . لقد كتب تلك

الوصية منذ سنوات بعد وفاة عمــي توم , ولو أن أبــي لم . . .

سكتت حينذاك مختنقة بالدموع . لم تكن استوعبت بعد فكــرة

وفاة أبيها بنوبة قلبية قبل أسابيع فقط من وفاة جدها بعد إصابته

بغيبوبة توفي على أثرها . ثم قالت بــأسف :

ـ شروط تلك الوصية مكتملة جميعها في إدوارد . . .

قاطعها بيتر بهدوء :

ـ إنك أقرب أقــرباء جدك .

أجابته حينذاك , بجفــاء :

ـ نعم , لكنني لست متزوجة , ومن غير المحتمل أن أتزوج , على

الأقــل ليس خلال الأشهــر الثلاثة القادمة .

حينذاك قال بيتر بثقة :

ـ بل يمكنك عقد زواج مصلحة . زواج لغرض محدد يمكنك من

استكمال شروط وصية جدك . زواج يمكن إنهاؤه بسرعة وسهولة .

ـ زواج مصلــحة ؟

وحدقت به روزي باهتمام . بدا لها الأمر وكــأنه من إحدى

الروايات الخيالية التي تحب قراءتها . موضوع شــاعري جميل لكنه لا

يحدث في الحياة الواقعية .

ـ لا !

قالت ذلك بانفعال واستنكــار , وهي تهز رأسهــا بعنف جعل

خصلات شعرها السوداء تترامى على كتفيها . دفعتها عن وجهها

بضيق . كان شعرها آفة حياتها . . . أسود داكناً متمرداً يضج حيوية ؛

ولطالمـا دعاها جدها , وهو يدللها , بالغجرية الصغيرة . لكنها كلما

حاولت ترويضه وتنظيمه , كان يثور ويعود إلى شكله السابق , كومة

من الخصل الجعدة حالما ينغلق باب الحلاقة خلقها . وهكذا تخلت

في النهاية عن كل محاولة للسيطرة عليه .

ـ هذا مستحيل ! وحتى زواج المصلحة , يحتاج إتمامه إلى

شخصين . وأنا لا أعرف شخصــاً يقبل . . .

لكن بيتر قاطعها , حينذاك , قائلاً :

ـ أنا أعــرف .

أتراها سمعت نبرة شؤم في هذه الكلمات , أم أنها تخيلت ذلك ؟

سكتت وهي ترفع بصرها إلى وجه محاميها , بارتياب ثم سألته

بحـــذر :

ـ من ؟

ـ غارد جيميسن !

ما إن قال ذلك حتى انهارت جالسة على السلم وهي تقول

بحــزم :

ـ لا ! أبداً هذا غير ممكن ! .

لكنه تابع يقول بحماسة وكأنه لم يسمع اعتراضها :

ـ إنه اشخص الناسب تماماً ! وهو على أي حال , لا يخفي

رغبته في امتلاك هذا المنزل .

أجابت بجفاء وهي تتذكر كم من المرات كان غارد يزعج جدها

متوسلاً إليه أن يبيعه المنزل :

ـ أبداً ! إذا كان يريد هذا المنزل حقاً , يمكنه إقناع إدوارد ببيعه .

رفع بيتر حاجبيه :

ـ هيا , يا روزي ! أنت تعلمين أن ادوارد يكره غارد بقدر ما كان

يكره جدك تقريباً .

تنهدت روزي . كان هذا صحيحاً ! ذلك أن غارد وإدوارد عدوا

مصلحة قديمان . وكما قال أبوها في أكثر من مناسبة : لم تحدث بين

الرجلين مواجهة , إلا كان غارد هو الرابح .

قالت :

ـ نعم ! ومجرد معرفته بمبلغ حب غارد لهذا المنزل , يقوي رغبته

في هدمـــه .

ـ إن حديثنا يتناول فقط بعض الترتيبات العملية بينكما , أنتما

الاثنين . بعض الاجراءات الشكلية البسيطة التي تمكنك من استيفاء

شروط الوصية , وفي الوقت المناسب , يمكن فسخ الزواج . يمكنك

أن تبيعي البيت لغارد و . . .

فسألته بارتياب :

ـ في الوقت المناسب ؟ كم من الوقت يستغرق ذلك ؟ .

ـ سنة أو سنتين . . . لا أظن أن هناك شخصاً آخر تريدين الزواج

منه , أليس كذلك ؟ وإلا لما كان هناك مشكلة أو حاجة للزواج من

غارد .

قالت بحـــزم :

ـ لا يمكنني القيام بذلك , الفكرة كلها تبدو لــي كريهة منفرة .

ـ حسناً ! عليك إذن أن توطني نفسك لقبول حقيقة أن إدوارد

سيرث . لقد مضى على وفاة جدك شهــر تقريباً .

قالت متجاهلة قول بيتر :

ـ لا يمكنني القيام بذلك . لا يمكنني أن أطلب من رجـــل أن

يتزوجني , خصوصــاً غارد . . .

ضحك بيتر حينذاك :

ـ إنه عرض عملي , ليس إلا . فكـــري في ذلك , يا روزي . إننــي

أعرف تذبذب مشاعرك نحو المنزل (( مرج الملكة )) , لكنني لا أصدق

أنك تريدين أن تري إدوارد يهدمــه .

ـ لا ! لا أريد ذلك بالتأكيــد ! .

ـ ومــاذا ستخسرين إذن ؟قالت عند ذاك :

ـ حــــريتي !

عند ذلك ضحك بيتر :

ـ آه , لا أظن غارد سيتدخــل في هذا الأمر . إنه أكثر انشغالاً من

أن يهتم بما تفعلين . عديني بأن تفكري في الموضوع على الأقل , يا

روزي . إنني أفعل هذا لأجلك , لأنك إذا سمحت لإدوارد بهدم

المنزل , فلن يمكنك التخلص من الشعور بالذنب .

فسألته بجفــاء :

ـ هل تخدمني بابتزازي ؟ .

وإذ بدا عليه , حينذاك , شـــيء من الضيق , قالت :

ـ لا بأس . ســأفكــر في الأمــر .

وأخيراً , فعلت أكثر من مجرد التفكير في الأمر , كما اعترفت

روزي وهي تعود بأفكارها إلى الحاضر .

ـ المشكلة معك هي أنك أرق قلباً مما يجب أن تكونــي .

كم من المرات سمعت هذا الإتهام يوجه إليها على مر السنين !

مرات لا تحصى !

لكن بيتر على حق . لا يمكنها أن تدع إدوارد يدمر المنزل من

دون أن تحاول منعه , بتضحيتها بنفسها ! وارتسمت على شفتيها

ابتسامة حين التمعت في ذهنها فكرة ماكرة . يا لخيبة غارد لو أنه

تمكن من قراءة أفكارها ! كم من النساء يعتبرن , مثلها , الزواج منه

تضحية . . . ؟ لسن كثيرات . . . حتى ولا واحدة , على ما تعتقد .

حسناً إنها فتاة غريبة إذن . . . وشاذة بحيث أنها , لسبب ما , لم

تستطع أن ترى فيه أية جاذبية كسائر النساء . إنها إذن حصينة إزاء

مواهبه التي تنهار أمامها النساء . . . تنضح أعينهن رهبة وهن يهذين

بشكله المثير وعينيه الملتهبتين . . . بفمه وكتفه وجسمه , وشخصيته

المهيبة وهالة الغموض التي تحيط به .

من الغريب أن آخر شــيء كن يذكرنه هو ثروته !

حسناً , لا يمكنها أن ترى فيه ما يجذبها عاطفياً . فهو بالنسبة

إليها خنزير ساخر متغطرس لا يسره شــيء أكثر من جعلها موضعاً

للهزل .

أثناء حفلة عشاء منذ شهر واحد فقط , قالت لها المضيفة إن ابن

عمها يرغب في الجلوس بقربها أثناء العشاء . مال غارد نحو روزي ,

وكان قد سمع الحديث , قائلاً بتهكم :

ـ إذا كان يرجو أن يجد امرأة تحت هذه الكتلة الشعثاء من

الشعر , وهذا الثوب المضحك الذي ترتديه , يا روزي , سيصاب دون

شك بخيبة أمل مرة , أليس كذلك ؟ .

ولما كان (( الثوب المضحك )) الذي أشار إليه عزيزاً جداً عليها , إذ

صنعته بنفسها من قطع قماش أحضرتها من المبرات الخيرية ,

فأصلحتها وغسلتها ونسقتها بكل فخر واعتزاز ــــ إذ كان الأمر كذلك ,

فقد رمقته بنظرة بالغة المرارة وهي تقول :

ـ ليس كل الرجال يحكمون على المرأة من خلال إغرائها , يا

غارد ! .

فكان أن أجاب حينذاك , دون اهتمام بمشاعرها :

ـ هذا من حسن حظك ! لأنك , حسب الأقاويل , ليس لديك

أدنى فكـــــرة عن هذا الموضوع ! .

احمر وجهها طبعاً , ليس فقط لما قاله فهي , على كل حال , لا

تشعر بالخجل لأنها غير مستعدة لإقامة علاقات عابرة ولكن للطريقة

التي كان غارد ينظر بها إليها . . . للسخرية البادية في عينيه , وأيضاً

للصورة المفزعة التي مرت للحظة في خيالها إذ تمثلته مع إحدى

عشيقاته المغـــرمات !

نبذت هذه الصورة من ذهنها على الفور , لائمة نفسها على

خيالها الخصب وتهويماتها المزعجة .

ذاك المساء , كانت قد تابعت الجدال مع غارد , قبل أن يغادر

المنزل مع شقراء رائعة الجمال والأناقة كانت بصحبته .

كانت قالت له و هي ترفع ذقنها الصغير تحدياً :

ـ على كل حال , من الأصوب هذه الأيام عدم إقامة علاقات

عاطفية .

أجابها بلطف موافقاً :

ـ من المؤكد أن الظروف الحالية مناسبة جداً للتهرب والاختباء ,

خصوصــاً . . .

ـ خصوصاً ماذا ؟

فقال متهكماً :

ـ خصوصاُ في مثل وضعك !

ومنعتها عودة صاحبته من قول أي شــيء آخر , حينذاك .

زواج مصلحة من غارد ! ستكون مجنونة إذا سمحت لبيتر أن

يقنعها بهذه الفكرة الحمقاء . لكنه كان قد أقنعها بذلك ولم يعد

بإمكانها التراجع الآن .

هل رغبة غارد بتملك منزل (( مرج الملكة )) تكفــي لكي يوافق ؟

ـ حسناً يا روزي , ما سبب مكالمــــتك إذا كنت تسعين إلى هبة

أخرى منــي لمؤسستك الخيرية تلك ؟ عليك أن تعلمـــي أنني , حالياً , لا

أشعر بأية رغبة في العطــاء . . .

أخذت روزي تنظر إليه صامتة وهو يدخــل الردهة . كان قلبها

يخفق بقوة وكــأنه على وشك أن يخترق صدرها .

لم تتذكر أنها شعرت من قبل بمثل هذا التوتر . . . حتى ولا

عندما علم جدها بتسللها خفية في إحدى الليالي لســرقة السمك من

مزرعته مع كليم أنجرز .

كادت تغرق في تداعياتها ولكنها ما لبثت أن عادت بأفكـــارها إلى

الواقع , بحزم .

حضر غارد مبكــراً أكثر مما توقعت . حضر ببذلته الأنيقة الغالية

الثمن , وقميصه القطني المنشى الناصع البياض , ولو لم يكن مألوفاً

لديها بهذا الشكل لوجدت ذلك مثبطاً جداً لعزيمتها .

لكن غارد قد يكون مثبطاً حتى في ملابسه العادية , على ما

حدثت نفسها . ولم يكن هذا بسبب طول قامته , حتى ولا عرض كتفيه

وعضلاته المشدودة التي طالما تأوهت صديقاتها لرؤيتها . بل كان

هناك شــيء يتعلق بغارد نفسه . . . شــيء معين لا تدركه الحواس . . .

هو الذي يجعله مختلفاً عن غيره من الرجال . . . هالة من القوة

والسيطرة , من . . . الرجولة الخالصة التي تعترف بها روزي نفسها .

كانت تشعر بها إنما لا تنجذب إليها , كما ذكرت نفسها بحدة . لا

يمكن أبداً أن تنجذب إلى غارد , فهو ليس نموذجها المفضل بين

الرجال . إنها تحب من الرجال الرقيق الدافــــئ العواطف . . الأليف ,

والأكـــثر . . . إنسانية , والأقـــل . . . الأقــل هوســـاً .

وتنحنحت متوترة . ســـألها بجفــاء :

ـ مــاذا حدث ؟ إنك تحدقين في كأنك تحدقين في كلب ! .

ردت عليه بحدة وألم :

ـ أنا لست خائفة منك ! .

ـ أنا مسرور جداً لسماع ذلك . علي أن أستقل الطائرة إلى

بروكسل عند الصباح , يا روزي , ولدي حقيبة يد مليئة بالمستندات

لأقــرأها قبل ذلك . أخبريني فقط ماذا تريدين , يا فتاتي الطيبة , إنما لا

تتراجعي الآن قائلة إن الأمر غير هام . نحن الاثنين نعلم جيداً أنك ما

كنت لتتصلي بي لو كـــــان الأمر عادياً .

قطبت جبينها قليلاً للسخرية البادية في صوته , لكنه كان ينظر

إليها بنفاذ صبر وهو يفك أزرار سترته ويحل ربطة عنقه .

وعندما ركزت نظراتها على حركات يديه , شعرت بالإنقباض في

قلبها يشتد .

ـ هيا , يا روزي ! لا أريد أية ألاعيب ! مزاجي , حالياً , لا يحتمل

هذا .

ذكــرها تحذيره الشفهي المصحوب بنظرته العنيفة الثاقبة , بزلتها

القديمة مع (( كليم أنجرز )) وعقابه القاسي لهما .

ابتلعت ريقها متوترة . فات أوان التراجع الآن .

استجمعت شجاعتها وجذبت نفساً عميقاً .

ـ غارد ! أريدك أن تتزوجــــني . . .


* * * * * *

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:26 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:29 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


3 ـ

كيف يعامل الرجل المرأة ؟



ســألت روزي غارد , وهي تنهض وتسير لتقف عند نافذة المكتبة .

ـ هل من المفروض أن يكون احتفالاً كنسياً ؟

كانت قد فوجئت بحضوره منذ نصف ساعة . ذلك أن الساعة

التاسعة من صباح يوم السبت ليست وقتاً معتاداً لاستقبال الزائرين .

ـ زائرين ؟

قال غارد ذلك بلهجة مطاطة عندما أخبرته بذلك . وبسرعة ,

تخللت شعرها الجعد بأصابع إحدى يديها , بينما حاولت خلسة أن

تلعق ما سال على أصابع اليد الثانية من المربى .

في حياة جدها , كانت وجبة الفطور , خصوصاً أثناء عطلة نهاية

الأسبوع , أمراً شبه رسمي , يقدم في غرفة الطعام . ولكن , منذ أن

أصبحت وحدها , تعودت أن تأكل في المطبخ الواسع . كما أصبحت

السيدة (( فرينتنون )) تأتي مرة واحدة في الأسبوع بدلاً من الحضور

يومياً للتنظيف و المطبخ . ذلك أن روزي أخذت تشعر بالذنب

لاستخدامها امرأة في أعمال الطبخ والتنظيف بينما تستطيع أن تفعل

ذلك بنفسهـــا .

ـ عزيزتي روزي , نحن على وشك الزواج , والمفترض في نظر

الناس أننا غارقان في الحب . ليس الغريب زيارتي الباكرة , بل عدم

قضائي الليل بطوله هنـــا .

تملك روزي الضيق عندما شعرت بحمرة الخجل تصبغ وجهها .

قــال :

ـ برنامجي مليء بالعمل , وهناك أمور معينة علينا أن نناقشها قبل

أن يعلم سائر الناس خبرنا .

سألته غاضبة وهو يتبعها إلى غرفة المكتبة :

ـ ولماذا على الآخرين أن يهتموا بما نفعل ؟ أم أنك تعني بسائر

الناس صديقاتك العزيزات ؟

لكن النظرة التي رمقها بها سرعان ما أسكتتها .

كان غارد , مثلها يرتدي ثياباً عادية . لكن مشيته كان لها تأثير

مغناطيسي غريب . شعرت بالارتياح عندما جلس أخيراً على إحدى

كراسي المكتبة .

أجابها الآن عن سؤالها الأســاسي :

ـ نعم , هذا يهمُّهنَّ ! ما هو اعتراضك ؟ .

ـ حسناً ذلك فقط . . .

وهزت كتفيها بضيق , لا تريد أن تعرض نفسها للمزيد من

سخريته . فهي تشعر على نحو ما بأن من الخطـــأ , إجراء الزواج في

الكنسية , بينما يعلمان تماماً أن زواجهما هو مجرد مصلحة . قال يلح

عليها :

ـ ذلك فقط مــاذا ؟

ـ إنه فقط . . . أن العرس في الكنسيــة مربك , بــالغ الضوضـــاء

والتعقيد و . . .

احمر وجههــا أمام نظرته الباردة . في وضوح هذا النهار الصــافي

المــشــمــس , بدا مستحيلاً أن تكون هاتان العينان الباردتان هما نفس

العينين اللتين رأتهما الليلة الماضية تتحرقان رغبة وشوقاً . حولت

عينيها عنه بسرعة . كانت حدثت نفسها الليلة الماضية , بعد ذهابه ,

بأن مـا حدث بينهما من عناق لن يتكرر , غارد فعل ذلك بسبب

إدوارد , وبإمكانها أن تشكره على عمله . . . لكنه أمر لا ينبغي أن

يتكرر على الإطلاق .

ـ كفى مراوغة يا روزي . إنك لا تريدين الزواج في الكنسية لأنه

زواج غير حقيقي . هذه هي شخصيتك ومفاهيمك المشوشة عن

الحياة . حاولي أن تفكري في الأمور بمنطق , أنا وأنت , على اختلاف

طبعينا , لدينا مكانة معينة في المجتمع , سواء أحببت ذلك أم لا .

إدوارد لن يكون مسروراً لما ستقوم به , ونحن نعلم ذلك , ولا فائدة

من زيادة شكوكه . تفضلين احتفالاً صغيراً بسيطاً , ولا ضـــرورة لأن

يكون كنسياً , أليس كذلك ؟ أما بالنسبة للضوضاء والتعقيدات , دعي

ذلك لي . من الأفضل أن تطلبي من السيدة فرينتون أن تأتي إلى هنا

للعمل في البيت طوال النهار .

ـ لماذا ؟ إنني لا أستعمل سوى بضع غرف و . . .

ـ هذا صحيح . ولكن بعد الزواج علينا القيام بواجبات الضيافة .

لدي شركاء في العمل يريدون أن يتعرفوا إلى عروسي . فإذا لم تكوني

مستعدة لترك عملك في الملجأ لتبقي في المنزل طوال النهار . . .

تترك عملها في الملجأ ؟ وقالت بعنف :

ـ لا ! بكــل تأكيد ! .

ـ اتصلي إذن بالسيدة فرينتون أخبريها بأننا سنتزوج وبأنني

ســأنتقل إلى هنا واطلبي منها أن . . .

ـ تنتقل إلى هنا ؟

فقال ســاخراً :

ـ من الطبيعي بالنسبة إلى زوجين أن يعيشا تحت سقف واحد .

إلا إذا كنت تريدين الانتقال إلى شقتي . بالرغم من . . .

شقته ؟ أخذت روزي تحدق فيه . عندما عرض عليها بيتر في

البداية فكرة الزواج من غارد لم يخطر ببالها سوى ذاك الحرج من

مفاتحته في الأمـــر .

قالت بذعر :

ـ لكننا لا يمكن أن نعيش معاً !.

ـ لا يمكننا ماذا ؟ آه , هيا , يا روزي , كم تبلغين من العمر ؟ لا

يمكنك أن تكوني بهذه السذاجة ! لا يمكنك أن تقنعي الناس بأن هذا

زواج حقيقي إذا كنا نعيش في منزلين منفصلين . كوني عاقلة !

قالت بضعف وهي تسمع نبرة السخط في صوته :

ـ لم يذهب تفكيري , في الواقع , إلى ذلك الحد . أردت فقط

أن . . .

قاطعها بلهجة لاذعة :

ـ أرادت فقط إنقاذ البيت من إدوارد . أعلم هذا . إنك في الثانية

والعشرين من عمرك تقريباً , يا روزي . ألم يحن الوقت بعد لكي

تكبــــري ؟

أجابت ساخطة :

ـ إنني كبيرة . وأنا راشدة الآن , يا غارد و . . .

ســألها بنعومة :

ـ و . . . ماذا ؟ امرأة ؟ .

ـ نعم !

قالت ذلك بعنف وهي تنظر إليه يروح ويجيء في الغرفة , ثم

يرمقها بنظرة آمــرة :

ـ استديري وانظري إلى نفسك في تلك المرآة , ثم أخبريني بما

ترين .

فكرت في أن ترفض , لكنها عندما تذكرت مبلغ السرعة

والسهولة التي قهرها بها الليلة الماضية , امتنعت عن ذلك . وهكذا

اضطرت للقيام بما طلبه منا , وأخذت تحدق , ليس في صورتها في

تلك المرآة الضخمة , بل فيه هو .

كم هو طويل بالنسبة إلى قصر قامتها ! ومــا أقوى عضلاته

الواضحة من تحت قميصه الصوفي الرقيق ! أما هي فكان قميصها

فضفاضاً وفتحة عنقه واسعة , ما كشف بوضوح عن رقة عظامها

الهشة . أبرز القماش الصوفي الأسود الناعم , بشكل ما , بياض

بشرتها الشفاف , واستدارة صدرها .

قال ســاخراً :

ـ امرأة ! إنك تبدين فتاة صغيرة ! قد تصبحين امرأة بعد سنوات ,

يا روزي , لكنك ما زلت مختبئة خلف طفلة بمظهرها وسلوكها .

( ومد يده محاولاً ملامسة فمها , لكنها أمسكت بمعصمه تبعد يده

عنها , وقد أظلمت عيناها غضباً وذهولاً ) . لا أحمر شفاه , ولا أي

نوع من مواد التجميل .

أجابت باحتجاج :

ـ إنه صباح السبت .

أما ما لم تخبره به , أو ما لم تستطع أن تخبره به , فهو أنها

غادرت سريرها للتو , وأنها لم تستطع النوم في الليلة الماضية . . .

لأنها . . وأحست بأثر لمسته تحرق شفتها , فعضتها بحركة غريزية .

تابع غارد يقول بقســوة :

ـ لا زينة على الوجه ! وتتعمدين بملابسك هذه إخفاء معالم

الأنوثة . هل سبق لرجل أن لمســك ؟

ـ ليس علي أن أعتذر لك أو لأي شخص آخر لعدم رغبتي في

إطلاق العنان لنفسي في علاقات عابرة . وهذا لا يعني أنني غير

ناضجة , أو أنني أقل من امرأة .

ـ هذا صحيح . لكن احمرار وجهك , وهربك مني , وجهلك

الواضح بالجنس الآخر . . . كل هذا يقول إنك لست امرأة , يا

روزي . وسيقولون بالتأكيد إنك غير متزوجة .

قالت بحدة وهي تشيح بوجهها لئلا يرى احمرار وجهها أو الألم

الذي خلفته كلماته :

ـ حسناً , لا يمكنني فعل شيء بالنسبة لهذا الأمر . أليس كذلك ؟

إلا إذا اقترحت علي أن أخرج وأفتش عن مغادرة طائشة كي لا

أحرجك بنقص . . أنوثتي وخبرتي ! .

ـ يا إلهي ! لو رأيتك . . .

شهقت وهي تراه يمسك بها يهزها بعنف , ثم يتركها فجأة . لم

تجد وقتاً لتفتح فمها احتجاجاً على خشونته هذه , وهو يقول غاضباً :

ـ إننا لا نقوم بلعبة , يا روزي ! بل هي حقيقة . . . وحقيقة خطرة

للغاية ! هل فكرت في ما قد يحدث لي ولك إذا ما أقام علينا إدوارد

دعوى احتيال ؟

ـ إنه لن يفعل . . . لا يستطيع أن يفعل هذا .

ـ لقد رأيت مظهر وجهه , كما رأيته أنا عندما علم بأنه لن يرث

المنزل . أي تلميح إلى أن هذا الزواج زائف , يجعله يسرع إلى إرسال

محاميه إلينا . . .

قالت وهي ترتجف :

ـ لكنه لن يستطع أن يعلم . لا يمكنه إثبات شــيء .

ـ نعم , هذا صحيح إذا تمسكنا بالحذر , وطالما تتذكرين أننا

أصبحنا تقريباً زوجين , وغارقين في حب بعضنا البعض .

ابتلعت روزي ريقها متوترة . إن لديها مخيلة جيدة . . . مخيلة

جيدة جداً . . . لكن أن تحاول تخيل نفسها غارقة في حب غارد . . .

ثم تحاول أن تتصوره يبادلها نفس ذلك الحب !

ـ هل ثمة انتقادات أخرى ؟

قالت روزي ذلك بتحدٍ , مقاومة اليأس الذي أخذ يتملكها . ألقى

عليها غارد نظرة هبط لها قلبها , وهو يقول محذراً :

ـ لست في موقف أحسد عليه .

وفجأة , شعرت روزي بأنها نالت ما يكفي . فقالت :

ـ لا يتوجب عليك القيــام بــذلك , كمــــا تعـــلم . ليس هناك من

يرغمك على الزواج بي , كما أنني أنا أيضاً لا أريد الزواج بك .

إسمع , لماذا لا تنسى كل شيء , يا غارد ؟ لم لا . . . ؟

فقاطعها بعنف :

ـ لماذا لا تحاولين التفكير قبل أن تفتحي فمك الصغير الحلو

هذا ؟

ولسبب ما , بدا أكثر غضباً من ذي قبل , كما لاحظت روزي ,

بينما تابع يقول :

ـ هل نسيت شيئاً ؟ إدوارد يعلم جيداً أننا سنتزوج .

ـ ماذا في ذلك ؟ يمكننا الادعاء بأنه شجار بين عاشقين . وهذا

يحدث كثيراً . وكان عليك أن تعلم ذلك .

من الغريب أن تأثير تهكمها هذا عليه كان أقل من كلامهــا السابق

عن عدم الزواج . قال بجفاء :

ـ العاشقون يعودون فيتصالحون , على الأقل حتى ينفصلوا نهائياً

عن بعضهم البعض . كلا يا روزي , إننا ملتزمان الآن . فات وقت

تغيير الرأي .

ـ كان بيتر على صواب في شيء واحد على الأقل . وهو أنك

تريد هذا المنزل بأي ثمن , وهذا ما يجعلك تقدم على هذا الأمر في

سبيله .

وهزت كتفيها مقهورة وهي تدير له ظهرها , محاولة تجاهل

خيبتها عندما لم تفكر في مستقبلها المباشر . سمعته يقول برزانة :

ـ نعم , هذا صحيح ! وبالمناسبة , تحدثت مع الكاهن , واتفقنا

على أن احتفالاً بسيطاً وسط الأسبـــوع هو الأفضل .

ـ لماذا فعلت ! ولكن . . .

ـ أنت التي عرضت علي الزواج .

كــبحت روزي صرخة أوشكت أن تفلت منها . مهما قالت أو

فعلت , بإمكان غارد أن يتغلب عليها حيلة وخداعاً . حسناً , يوماً

ما . . . يوماً ما ستكون هي التي تتغلب عليه . تعهدت لنفسها بذلك .

ســألته بتهكم لاذع :

ـ هل عينتما يوماً , أنت والكاهن ؟ أم أنه مســموح لــي برأي في

ذلك ؟

قال متجاهلاً تهكمهــا :

ـ نعم , يوم الأربعاء الذي يتلو الأربعاء القادم .

ـ بهذه السرعة ؟ ولكن . . .

ابتلعت روزي احتجاجها وكبحت إحساساَ ثوياً بالخشية

والارتياب .

ـ لا فائدة من تأخير الأمور . ليس أمامنا سوى شهرين نحقق

فيهما شروط وصية جدك , وأمامي عدة رحلات عمل . وفي الواقع ,

علي أن أعود إلى بروكسل في اليوم التالي للزفاف , ما يعني أننا ,

لسوء الحظ , لن نتمكن من القيام برحلة شهر العسل التقليدية .

وعندما رأى ما ارتسم على وجه روزي , ضحك ساخراً وقال :

ـ نعم , فكرت في أن هذا قد يعجبك . كوننا سنتزوج بسرعة ,

يعني أننا لسنا بحاجة إلى دعوة أناس كثيرين , وليس منا من له أسرة

كبيرة . أما حفلة الاستقبال فسنقيمها في ما بعد . وكما قلت لك ,

يمكنك ترك كل الترتيبات لي , عدا شيئاً واحداً . . ثوب زفافك . .

نظرت إليه بارتياب , متكهنة بما هو آت :

ـ ثوبي ؟ إنني لن أضيع نقودي على ثوب زفاف .

ـ ماذا ستلبسين إذن ؟ لا أظنك سترتدين هذا الذي عليك الآن ؟

حملقت فيه تقول :

ـ لا تكن سخيفاً . سوف . . .

ـ اسمعي يا روزي . لن أضيع وقتي في الجدل معك . كــــان

لأسرتك , ولا يزال , مكانة جيدة في المجتمع , هي تعني الكثير جداً

بالنسبة لجدك . يعجبني فيك أنك فتاة عصرية تنفقين ثروتك الموروثة

في سبيل مبادئك . ولكن علينا أحياناً أن نصل إلى حل وسط بين

مبادئنا ومتطلبات الآخرين .

ـ أتعني أنك تريدني أن أرتدي ثوب الزفاف التقليدي كيلا أسبب

لك الخجــل ؟

ـ لا . ليس هذا ما أعنيه .

جعلها غضب صوته تنظر إليه مباشرة . رأت أنها أغاظته حقاً .

كان وجهه مكفهراً وشفتاه متوترتين تنذران بالشر . وحتى اقترابه منها

كشف عن نفـــاذ صبره .

ـ لا أهتم مثقال ذرة إذ أنت وقفت في الكنيسة مرتدية كيس

خيش , إذ يبدو واضحاً تماماً أن هذا ما تريدين . ما بك يا روزي ؟ هـــل

تخشين أن بعض الناس , شخصاً ما , لن يفهم تماماً الدافع وراء هذا

الزواج ؟ وأن ذلك الشخص قد لا يدرك التضحية الكبرى التي تقومين

بها ؟ حسناً , دعيني أحذرك الآن , يا روزي , حتى إذا أنت فكرت فــي

أن تخبري رالف ساوثرن بالسبب الحقيقي لهذا الزواج . . .

رالف ؟ ما هذا الذي يتحدث عنه غارد ؟ ولماذا تخبر هــــي رالف

بشــيء من هذا القبيل ؟ إنها تعرف مسبقاً ردة فعله إذا هي فعلت .

والازدراء الذي سيشعر به نحو رغبتها في حماية وحفظ المنزل . . .

تابع غارد يقول متجهماً :

ـ إذا ظننت أنــني . . .

هزت روزي رأسها وقد تبددت من نفسها كل رغبة في القتال :

ـ لا بأس , يا غارد . ســـأرتدي ثوب زفاف حقيقي .

قالت ذلك بجفاء . كانت تعلم أن عينيها امتلآتا بالدموع , ورغـــم

محاولتها لإشاحة وجهها , إلا أن غارد لاحظ دموعها . سمعته يشتم

بصوت خــافت ثم يقول بخشونة :

ـ لا بأس ! آســف إذا كنت سببت لك ألمــاً بــشيء قلته . إنما عليك

أن تدركــي أن . . .

قالت بغضب وهي تغالب دموعها :

ـ لا , إنه ليس . . . ليس بسبب شيء قلته . أنا أعلم مسبقاً رأيك

بي يا غارد . المسألة هي أنني كنت دائماً أتصور .

ورفعت رأسها غير مدركة مبلغ الضعف البادي عليها والتردد فــي

صوتهــا .

ـ أتصور أنني عندما أتزوج . . . عندمـــا أختار ثوب زفافي . . .

سيكون ذلك . . . ( وغصت بالدمع ) سيكون لرجل يحبني . . . لرجل

أحبــه .

رأت وجه غادر يتوتر . لعله ليس كما كانت تظن وتتصور . . .

ربما هو أيضاً , في أعماقه , تصور ذات يوم أنه سيتزوج لأجل الحب .

وعادت تقول , محاولة التظاهر بعدم الانفعال :

ـ ومع ذلك , أظن بإمكاني أن أفعل فــي . . .

أكمل غارد كلامها بخشونة :

ـ في المرة القادمة .

لم تعرف روزي ما الذي قالته فأغضبه بهذا الشكل الواضح .

انفجرت فيه تقول متحدية , متجاهلة الغريزة التي أوحت إليها بأن ما

تفعله هو شيء خطير :

ـ ربما تظنني غبية مثالية للغاية وشاعرية ساذجة . نعم أنا كذلك

حقاً , يا غارد ! ربما عندما أصبح في مثل سنك , سأشاركك الرأي بأن

الحب المتبادل ليس مهماً , وأنه شيء يثير السخرية . . . لكنني لا

أستطيع الآن منع نفسي من هذه المشاعر . ولأنك لا تشعر بالشــيء

نفـســه . . .

قاطعها بلهجــة لاذعة :

ـ أنت لا تعلمين شيئاً عـــن مشاعري الحالية , وعما سبق أن

شعرت به واختبرته . . .

أحست بحرارة تحرق جلدها وهي تلمس الحقيقة في ما يقول

وما لم يقل . كان غارد رجلاً بالغ الخبرة والجاذبية ومحترم المشاعر ,

ولا بد أن هناك نساء . . أو امرأة . . . في حياته , جذبته روحاً

وجســـداً . وبشــكل مــــا , نبههـــــا تجاوبه هذا , إلى هذه الحقيقة .

طوال مدة معرفتها به , كانت تشعر بأنهــــا مرغمة على محــــاربته

ومقاومة رغبته في السيطرة , لكنها الآن تراه مختلفاً . وبدلاً من أن

تسأله لماذا , بعد خبرته بتلك المشاعر , لا يزال عازباً , كبحت تلك

الرغبة في التحدي . سمعته يقول بعد أن أشاحت بوجهها عنه :

ـ دعيني أحذرك , يا روزي ! لا أريدك أن تبحثي عن الحب

الشاعري المثالي أثناء زواجك بي ! عليك أن تؤجلي هذا , مع

الأســف .

نظرت إليه غير واثقة . هذا النوع من الكلام كان يقوله عــادة

بسخرية لاذعة . إنما الآن لم يكن ثمة أثر للهزل أو السخرية في

عينيه . نادراً ما كانت تراه رزيناً إلى حد التجهم , كما هو الآن , ما

جعلها تتمسك بالحذر

ـ لاستمرار هذا الزواج , أمام الآخرين , أنا عاشقك وحبيبك بكل

ما في هاتين الكلمتين من معنى .

إن فتور صوته وبرودته سلبا كلماته كل إحساس . ومـــع ذلك ,

شعرت روزي بجلدها يلتهب , وتحركت مخيلتها , عدوتها اللدودة

عندما تصل إلى غارد , تستعيد الكلمات التي استعملها . . . العاشق ,

الحبيب . ارتجفت فجأة , محاولة أن تنبذ تلك الصور التي خلقتها

مخيلتها البالغة النشاط , صور شخصين , عاشقين , متعانقين بلهفة

بالغــة .

نبذت روزي تلك الصور من ذهنها بسرعة , وقالت غاضبة :

ـ لا حاجة بك للقلق . لن أعمل شيئاً يشوه صورتك المعروفة في

مجتمعك . أليس كذلك , يا غارد ؟ العاشق الأسطوري الشهير يتزوج

امرأة لا تريده . . .

رد عليها متجهمــاً :

ـ ليس صورتي , كمــا تسمينها , هي ما يهمني , وإنما سمعتي

المهنية وكذلك سمعتك . أنت تدركين أن ما نقوم به , أنا وأنت , جل

عملية غش واحتيال , أليس كذلك ؟ أما بالنسبة إلى زواجي من امرأة

لا تريدني كما تقولين . . . فأنت لست امرأة , يا روزي , بل طفلة ,

وأشك في أنني سأجد صعوبة في العثور على سلوى في مكان آخر ,

أليس كذلك ؟

لم يكن يضاهيه أحد في الغطرسة , كما أدركت ثائرة وهي تبتعد

عنها ويمـد يده إلى جيب سرته الداخلــي . قال بلهجة واقعية وهو

يناولها علبة مجوهرات صغيرة .

ـ ستكونين بحاجة إلى هذا .

فتحتها روزي بأصابع مرتجفة , وإذا بشهقة صغيرة تفلت من بين

شفتيها وهي ترى الخاتمين داخلها . خاتم الزواج كان عادياً بسيطاً من

الذهب . أما خاتم الخطوبة الذي يتلاءم معه . . وأخذت تحدق فــــي

حجر الياقوت الأزرق المحاط بأحجــار مربعة متألقة من الماس ! قالت

بدهشـــة :

ـ إنها . . . رائعــة .

كان حجر الياقوت كثيفاً داكن الزرقة , بنفس لن عينيها مـــا

أدهشها وهي تتأمله , قالت بتردد :

ـ لا أستطيع لبسه , يا غارد . . . إنه . . . إنه باهظ الثمـــن .

أجــاب بحـــزم :

ـ بل يجب عليك ذلك . إن هــذا ما يتوقعه الناس . . . ويتطلعون

إليه .

أخــذت تتساءل عمــا إذا كان اختيار لون الياقوت متعمداً , أم أنه

قرار عشوائي توصل إليه بسرعة وضيق دون أن ينتبه إلى الشبه بين لونه

ولون عينيها .

ـ أعطيــني يدك .

فعلت ذلك كــارهة , وهو يدخل الخاتم في إصبعها بحزم , ثم

قالت بأدب :

ـ إنه . . . إنه رائع جــداً . شكــراً لك .

ـ هل هذا أحسن ما بإمكانك صنعه ؟ صوتك أشبه بصوت صبي

يشكــر رجلاً يمنحه مزيداً من مصروف الجيب . من المتعارف عليه أن

تشكـر الخطيبة خطيبها على مثل هذه الهدية بطريقة أكثر حرارة .

كان ينظر إلى شفتيها وهو يتكلم . شعرت بالضيق للخجل الذي

تملكها . كان يتعمد ذلك , طبعاً . حسناً , إنها ستريه . رفعت رأسها

إليه مذعنة وهي تشد على أسنانها مغمضة العينين , ثم انتظرت . .

وانتظـــرت .

عندما لم يحدث شيء , فتحت عينيها وحملــقت فيه بغــــضب .

فقال ســاخراً :

ـ إذا كان هذا غاية ما يمكنك عمله , فالأفضــل إخفاء زواجنا عن

الأنظار . لمعلوماتك الخاصة يا عزيزتي روزي , المرأة المخطوبة

حديثاً , والمفروض أنها غارقة في نشوة الحب , لا ترفع وجهها

وتنتظر قبلة خطيبها وكأنها مرغمة على تناول ملعقة دواء .

قالت غاضبة :

ـ لكننا لسنا غارقين في الحب .

ـ ولكل الأسباب التي تحدثنا عنها , كم من المهم جــداً ألا يعلم

أحد بهذا الوضع . إدوارد ليس أحمق , يا روزي ! إذا اكتشف أن لديه

فرصــة , مهمــــا كانت ضئيلة , لمنازعتك حقك في هذا المكان , لن

يتردد في انتهازهـــــا .

فقالت بحدة :

ـ ماذا علي أن أفعــل إذن ؟ آخــذ دروساً فــي كيفية عناق رجـــل

وكأنني أحبه بينما لست كذلك ؟ كلا , شكراً , لست بحاجة ذك .

ـ لا , ليس هذه ما أريد ! عناق بين عاشقين ملتزمين لا يشبه

بشيء تصرفك العشوائي المرتبك !.

حملقت روزي فيه بمزيج من الغضب والارتباك . أرادت أن

تخبره بأنها تعرف تماماً ما هو الشعور الذي يرافق عناقاً مع رجل

تريده , لكنها كانت تعلم أن هذا غير صحيح . ذك أن الرجال الذين

عرفتهم حتى الآن , لم يحركوا فيها أي عاطفة . قالت له بدلاً من

ذلك :

ـ أنا لست ممثلة , يا غارد! لا أستطيع إظهــار عواطف محمومة

عند الطلب . . .

قال بنعومة :

ـ ربما حان وقت تعلمك هذا .

كان ما يزال ممسكاً بيدها . . . وقريباً منها بحيث أن كل ما عليه ,

لكي يملأ الفراغ الذي بينهما , هو التقدم خطوة واحدة . أجفلت روزي

متوقعة أن يأخذها بين ذراعيه , عالمة بأنه من القوة بحيث لا يمكنها

تحرير نفسها منه . لكنه لم يفعل سوى أن رفع يده ببطء وأخذ يزيح

شعرها عن وجهها برقة وهو يقول بهدوء :

ـ هكذا يعامل الرجل العاشق المرأة التي يريد الزواج بها , يا

روزي, إنها تبدو له من الضعف والهشاشة والرقة بحيث يخاف تقريباً

من لمسها . يخاف تقريباً من أن مجرد لمسها سيشعل فيه من العاطفة

ما لا يستطيع السيطرة عليه . إنه يريدها من كـــل قلبه وبشكــل طاغٍ ,

لكنه في نفس الوقت يريد أن يسير معها ببطء بالغ . . إنه مــوزع بين

هاتين الرغبتين , لهفته إلى امتلاكهـا , و رغبته في . . أن يمنحها كل مـا

يمكنه من بهجـة . . . وهكذا يلمس بشرتها برقة وربما بيـد غير ثابتة .

وأثناء ذك , ينظر في عينيها , يريد أن يرى فيهما أن عواطفه , رغبته ,

حبه , كل ذلك متبادل بينهما . يريدها أن تعلم وتفهم مبلغ الجهــد

الذي يبذله للسيطرة على نفسه .

بدت كالمنومة مغناطيسياً حتى إنها لم تطرف بعينيها عندما رفع

غارد يدها اليسرى إلى ذقنه . تحررت لحظة من مغناطيسية عينيه حين

لامست أناملها خشونة ذقنه الــخفيفة .

شعرت بحرارة أنفاسه تلفح وجهها . وانفتحت شفتاها قليلاً

لحاجتها إلى المزيد من الهواء . أذهلها ما شعرت به من فارق بين

خبرته وخبرتها .

كان عناقه من الخفة , كأنه غير موجود , وكان ينبغي له مثل

هذا التأثير عليها . . . ثم فجأة ازداد ضغط ذراعيه بقوة كادت تشلها .

هكذا يعانق الرجل إذن ؟ أخذت روزي تفكر في ذلك ورأسها

يدور . . .

كانت صدمتها أشبه بألم جســدي سرى في كيانها جاعلاً عينيها

تغرورقان بالدمع .

. . . ابتدأت ترتجف عندما غمرت كيانها المشاعر . . . تملكها

الحرج وهي تحاول أن تفهم السبب في أن عناق غارد له القدرة على

خداع حواسها . . . فاندفعت إلى الخلف مبتعدة عنه بذعر . لم ترَ من

قبل عيني غارد بهذا الشكــل . . . ثم بصوت ممزق :

ـ لا .

وما لبثت أن تنفست بارتياح عندما حررها ووقف بعيداً عنها . بيد

أنها ما زالت تشعر بالاحمرار يصبغ وجهها رغم جهودها في كبح

ذلك . حــاولت أن تقول شيئاً . . أية ملاحظة عابرة . . . لكن عقلها

رفض أن يفكــر .

حين ابتعد متجهاً نحو الباب , وجت نفسها تتساءل بصمت كم

من النساء مررن في حياته ليبعثن فيه حقيقة هذه المشاعر العنيفة التي

لمستها لديه . ولما وصل إلى الباب , استدار نحوها محذراً :

ـ لقد فات أوان تغيير الرأي الآن , يا روزي !

* * * * * *

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:30 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4 ـ

الوجه الآخـــر للزواج


ـ ماذا ستفعلين ؟

شعرت روزي بالتعاسة وهي تلاحظ الذهول والغضب في صوت

رالف .

مضى أكثر من أسبوع قبل أن تستطيع حمـل نفسها على إخباره

بزواجها . ليس لأنها كانت تتوقع منه ردة الفعل هذه , بل لأنها خافت

من أن يتكهن بالحقيقة .

كان بيتر ,مثل غارد , قد حذرها من الوضع الخطر الذي ستضع

نفسها فيه إذا ما تملكت الناس الشكوك في أن زواجها ما هو إلا حيلة

لترث المنزل , قائلاً :

ـ ربما نعلم , أنا و أنت , مبلغ ما تتضمنه دوافعك من إيثار وحب

للغير , ولكن الآخرين قد لا يعلمون ذلك .

ـ قال غارد إن إدوارد ربما يرفع دعوى احتيال ضدنا . هل هذا

صحيح ؟

قال بيتر حينذاك , بحــذر :

ـ هذا محتمل , ولكن عليه أن يقدم دليلاً كافياً يثبت زيف

الزواج . وأن يتمكن مثلاً من إثبات استحالة إنجاب طفل من هذا

الزواج . . .

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

ـ لكنك تعلم أن هذا صحيح .

ـ أنا أعلم وأنت تعلمين , وكذلك غارد , لكن غيرنا لا يعلم

بذلك , ولا يجب أن يعلم .

تجنبت روزي إخبار رالف عن الزواج , خوفاً من أن لا يستطيع

تمثيل دور الزوجة الغارقة في الحب . ولكن , في النهاية , لم يكن

حبها لغارد ما سألها رالف عنه , وإنما حب غارد لها .

ـ بالله عليك يا روزي , ألا ترين مــاذا يهدف إليه ؟ إنه يريد الشيء

الذي يعلم أن أمواله لا يمكنها شراؤه .

ـ أتعني أنــا ؟

فقال متجهمــاً :

ـ كلا , بل أعني منزل (( مرج الملكة )) . رغبته الدائمة في ذلك

المنزل ليست سراً , وقد رفض جدك أن يبعه إياه .:

قاطعته حينذاك , متشاغلة بتسوية ثنيات ثوبها :

ـ أنا وغارد نحب بعضنا بعضاً , يا راف .

ـ آه يا روزي . . . ألا يمكنك أن تري ؟رجل مثل غارد لا يقع

في الغرام . .

سكت فجأة واحمر وجهه قليلاً .

ـ اسمعي , لا أريد أن أسبب لك ألمـاً , يا روزي . إنك فتاة

جذابة . . . فتاة بالغة الجاذبية . . . أمـا بالنسبة للخبرة . . . فأنت

وغارد كأنكمـا , تقريباً , من كوكبين مختلفين . لقد رأيت بنفسك , هنا

في الملجأ , ما يمكن أن تسببه العلاقات غير المتوازنة من تعاسة .

الألم الناشئ عن زواج غير متكافئ . هل ترين حقاً أنكمـا متماثلان

في كــل شيء ؟ أنك وهو . . . ؟

أخذت تكرر قولها :

ـ إننا مغرمان ببعضنا , و . .

فقاطعها قائلاً :

ـ وهو سيعلمك كل ما تجهلينه من أمر العلاقة العاطفية , كلام

فارغ! إذا كنت تعتقدين ذلك حقاً , أنت إذن لست الشخص الذي

أعرفه . إنه سيستمتع بالعبث معك عدة أسابيع , بكل تأكيد , ومن

الممكن , عدة أشهر . . . ولكن بعد ذلك . . . لا تقدمي على هذا

الزواج, يا روزي ّ لستِ بحاجة للزواج به , أنت . . .

ـ بل أنا بحاجة إلى ذلك .

نطقت بهذا الاعتراف الهادئ الحزين قبل أن تتمكن من منع

نفسها . خرجت هذه الكلمات رقيقة خافتة لدرجة أن رالف لم يتمكن

من سماعها .

رفعت بصرها إلى باب المكتب الذي انفتح فجأة واندفعت منه

امرأة مصحوبة بولدين صغيرين , طالبة التحدث إلى رالف . كانت

(( ليز فيليبس )) إحدى زبائن الملجأ المنتظمات . إنها غالباً ما تهجر

زوجها القاسي العنيف , معلنة بأن لا قوة على الأرض تجعلها تعود

إليه , لتعود إليه بعد أسابيع من تركه .

كانت روزي ترى ببراءة , وذلك في بداية عملها في الملجأ , أن

هذه المرأة تحب زوجها , ولذلك تعود إليه بعد كل خلاف . وكان

رالف يجيبها :

ـ نعم , كمـا يحب مدمن الكحول شرابه , ومدمن المخدرات

جرعــاته .

إنها مدمنة عليه . . على عنف علاقتهما , جزء منها يحتاج

ويشتاق إلى ما تراه إثارة في علاقتهما . ولكن مقابل كل (( ليز فيليبس ))

هنا , هناك مئة امرأة يرغبن بصدق في إنهاء علاقاتهن والبدء من

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ

جديد , وهن بحاجة إلى مساعدتنا .

سألته ذات مرة بحيرة :

ـ وكيف تميز الفرق ؟

ـ بالخبرة . ككـل شيء آخــر .

ذلك الحين , ظنت أن رالف قاسٍ بغير حق . لكنها الآن أصبحت

أكثر حكمة . وها هي للمرة الأولى , تفكر في مشاكلها الخاصة أكثر

ممـا تفكر في الملجأ ونزلاته .

لم يبد السرور على غارد حين أخبرته بأنها ستدعو رالف إلى

حفلة زفافهما . لكن روزي أصرت على الأمر .

كان بيتر هو الذي سيحتل مكان ولي أمرها في الكنيسة , كما أن

المدعوون إلى الاحتفال يتجاوزون بضعة أشخاص .

بقي على موعد الزواج يومان , وبعد ذلك يصبحان زوجاً

وزوجة . كان هذا وضعاً لم تستطع مخيلتها استيعابه . هي وغارد . . .

زوج و زوجة . . . وهي وغارد مشتركان في حيلة إذا ما اكتشفها

أحــد . . .

هل كل العرائس يتملكهن مثل هذا الشعور ؟ أم برودة يـديها

وجمود ذهنها هما فقط بسبب ظروف زواجها غير العادية ؟ هكذا

أخذت روزي تتساءل بتوتر حين وقفت السيارة أمام الكنيسة وخرج

منها بيتر .

هذا الصباح , وهي ترتدي ثوب الزفاف وتقف أمام المرآة , بينما

السيدة فرينتون تساعدها وتعتني بها , تملكها من الغم والكرب

والشعور بالذنب ما أوشكت معه أن تمزق الثوب وتهرب . لكن بيتر

كان قد وصل حينذاك حاملاً الأزهـار التي أرسلها غارد إليها , ومـا

لبثت أن تطورت الأحداث على نحو تصعب مقاومته .

وها هي ذي الآن , تدخل الكنسية الشامخة , مارة بالنافذة الأثرية

الملونة , التي كانت هدية من أحد أسلافها , بثوب زفافها الساتان

العاجي اللون الذي كان لأمها من قبلها . ومع ذلك , كان عليها أن

تعصر نفسها , بالرغم مما فقدته من وزن في الأسبوع الأخير . . . فقد

كان خصر أمها بالغ النحافة . وما زال بين ثنياته أثر من عطر تذكرت

روزي أن أمها كانت تستعمله , وعندما تعطرت به شعرت وكأنها

تحمل جزءاً من أمها .

دفعت هذه الذكريات دموعاً حارة إلى عينيها أخذت تغالبها

بعنف .

كان خمارها أبيض , في ما مضى , لكنه بمرور الزمن , أصبــح

عاجي اللون , وقد ورثته عن جدتها . ارتداؤها لهذه الملابس التي

سبق وارتديت بحب كبير , جعلها تشعر بنوع من التعويض عن نقص

مشاعرها الحالية

زواج ؟ لم يكن هذا زواجاً وإنما اتفاقية عمل , وهذا كل شــيء .

إنه عقد . . .

شعرت بجو الكنيسة بارداً . برودة البلاط تحت قدميها تخللت

نعل حذائها الرقيق . كانت الكنيسة خالية بشكل كئيب . لم يكن سوى

الصفين الأولين من المقاعد مشغولاً . شخص مـا , لا بد أنه غارد ,

زين المكان بباقات ضخمة من الأزهار البيضاء والعاجية اللون , ما

أسبغ دفئاً خفف من عتمة المكان وصرامته .

عندما وقع نظرها على غارد , اضطربت خطواتها قليلاً . ومع أنها

كبحت آهة الضيق فلم يسمعها , إلا أنه التفت إليها . بدا شارد الذهن .

كان من الصعب التصور أنها على وشك الزواج به . ارتجفت , وسرها

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

أن الخمار أخفى ما ارتسم على ملامحها . قال بيتر لها محذراً :

ـ إدوارد ! لم تكن روزي لاحظت وجوده في الكنيسة . لكنه رأته

الآن مصحوباً بزوجته وولديه . . . نسختين شاحبتين مقهورتين عن

أمهما . الشعر مسرح إلى الخلف , ويلبسان زيهما المدرسي ,

امتعضت روزي قليلاً وحولت عينيها عن أطول الولدين .

إنها تحرمه , بزواجها من غارد , من وراثة (( مرج الملكة )) .

ولكن , إذا ورثه إدوارد , فلن يكون هناك (( مرج الملكة )) كي يرثه هذا

الولد !

تعلقت بهذه الفكرة تلتمس فيها العزاء حين وصلت أخيراً إلى

جانب غارد .

أهـي جلجلة أجراس الكنيسة المبتهجة التي تشعرها بالغثيان , أم

لعلها صدمة تلك اللحظة عندما رفع غارد خمارها ونظر في أعماق

عينيها , بعد أن أعلنهما الكاهن زوجاً و زوجة ؟ أوشكت , لجزء من

الثانية , أن تنخدع بتلك المشاعر الرقيقة التي نطقت بها عيناه وهو

ينظر في عينيها , ظناً منها أنها حقيقة !

كانت هناك مجموعة من الناس تدور حولها . من أين جـاؤوا ؟

ميزت بينهم مجموعة من النساء قدمت من الملجأ , أناساً كانوا

يعرفون أباها وجدها . كلهم باسمون ضاحكون , يلقون بالتعليقات

المازحة عن فجائية هذا الزواج . كلهم ما عدا إدوارد .

توجسن روزي خيفة وهي ترى الحقد في عينيه . كانت تعلم

دائماً أنه لا يحبها . لكن ذلك لم يكن يقلقها قط , فهي لم تكن تحبه

أيضاً , لكنها الآن تدرك أن كراهيته لها مختلفة . إنها الآن تقف بينه

وبين ما يتوق إليه ويعتبره حقاً له , وتملكتها قشعريرة .

ـ ما هذا ؟ مـاذا حدث ؟

أجفلت دهشة لسؤال غارد . لم تكن تتوقع منه أن يلاحظ

قشعريرة التوجس الصغيرة التي تملكتها . إذ كان يبدو مستغرقاً في

حديث مع بيتر بحيث لا يدع له مجالاً للانتباه إليها .

ـ لا شــيء !.

أجابته بذلك , مدركـة أن إدوارد ما زال يراقبها , بل يراقبهما معاً .

قال لها أحدهم :

ـ ثوبك جميل جداً !.

أجابت شاردة الذهن :

ـ شكراً , إنه ثوب أمـي !.

ـ هذا ما توقعته ! .

كان هذا غارد! إلتفتت إليه بدهشة فعاد يقول :

ـ كان أبوك يضع صورتها على مكتبه وهي ترتديه , إنه يلائمك ,

ولونه ينسجم مع لون بشرتك . إن له نفس اللون الدافئ . .

قال ذلك وهو يلامس عنقها بأصابعه . نبهته بصوت خافت

مختنق :

ـ إدوارد يراقبنا !

ـ نعم أعرف هذا .

سـألته باضطراب :

ـ أتظنه يشك فـي شيء ؟

ـ إذا كان الأمر كذلك , فهذه ستوقفه عند حده .

ـ هذه . . . ؟

ورفعت بصرها إليه مستفهمة , ثم جمدت في مكانها وهي تراه

يأخذها بين ذراعيه ويعانقها بطريقة تظهر للمشاهدين رجلاً بالغ

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

الشغف بعروسه إلى ح لم تمنعه نظرات المتحفظين المستنكرة من

إظهـار شعوره

وعلى غير توقع منها , ومن خلف جفنيها المغمضين , شعرت

بالدمع يحرق عينيها .

ليس هذا الوقت مناسباً للانفعالات العاطفية ! ليس وقتاً لمقارنة

مشاعر أمها , حين ارتدت هذا الثوب , بمشاعرها هي الآن . .

عندما ترك غارد روزي , تنهدت زوجة إدوارد بحسد , قائلة :

ـ آه ! يا لشاعرية هذا المشهد ! . . . يا ليت أبوك . . .

سمعت روزي غارد يقول بهدوء :

ـ كان جون يعلم بشعوري نحو روزي .

أقرت روزي في نفسها بصحة قوله , ولكن ليس بهذا المعنى

تماماً . إنها تتذكر ما قاله أبوها مرة بشيء من الحسد , عن أن بإمكان

غارد أن يحصل على المرأة التي يريد .

كانت روزي في السابعة عشرة حينذاك , فتصرفت تبعاً لذلك إذ

قالت لأبيها متحدية :

ـ إنه لا يستطيع الحصول علي ! .

ضحك أبوها , قائلاً :

ـ أنت لم تصبحي امرأة بعد , يا حلوتي . وأنا أشك كثيراً في أن

غارد سيرغب فيك , على كل حال , لأنه يعرف جيداً أي صغيرة

سليطة اللسان أنت أحياناً . . .

سمعت روزي إدوارد يسألها :

ـ أين ستذهبان في شهر العسل ؟ أم غير مسموح لنا بالسؤال ؟

أجاب غارد عنها :

ـ لسانا ذاهبين إلى أي مكان , ليس حالياً على الأقل . لدي اجتماع

في بروكسل بعد يومين لم أستطع التملص منه . سنذهب , أنا

و روزي , إلى هناك غداً صباحاً .

يذهبان إلى هناك ؟! نظرت روزي إليه , لكنه كان ينظر في اتجاه

آخـر يجيب زوجة الكاهن عن بعض الأسئلة . وهكذا كان عليها أن

تنتظر إلى أن يصبحا وحدهما في سيارة الزفاف , لتسأله بضيق :

ـ لماذا أخبرت إدوارد أننا سنذهب معاً إلى بروكسل ؟ سيشك فـي

الأمر عندما يكشف أنني لم أذهب معك .

همست بهذا السؤال رغم أن الزجاج بينهما وبين السائق كان

مغلقاً , وهي تفكر بتعاسة في عواقب الخداع . . إذ يبقى الشخص

حريصاً . . . حذراً . . . شاعراً بالذنب . . .

ـ لن يكون هناك ما يدعوه إلى الشك , لأنني عنيت ما قلته .

سألته ساخطة :

ـ أتعني أنك تتوقع مني مرافقتك إلى بروكسل حتى دون

استشارتي ؟ لكنني لن أستطيع ذلك . . . المفروض أنني سأكون في

عملي في الملجأ . . .

ـ لا تكوني سخيفة , يا روزي ! رغم أن رالف يكرس نفسه لعمل

الخير , إلا أنه لن يتوقع عودتك إلى العمل بهذه السرعة .

قالت بتحد :

ـ لكنني أنا أريد ذلك .

فقال محذراً :

ـ إذا فعلت ذلك , ستعرضيننا للخطر , الزواج يتطلب أكثر من

مجرد طقوس كنسية .

أشاحت بوجهها عنه بغضب . إنها تعرف جيداً ما هي متطلبات

إتمام الزواج . لكن زواجهما لن يتضمن ذلك الجزء المعين , وغارد

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

يعلم هذا . تابع غارد بهدوء :

ـ إنه يتطلب درجة معينة من العلاقة الحميمة يقوم بها الأزواج .

لكن علينا , أنا وأنت , أن نعثر على طريقة أخرى , إننا بحاجة إلى

قضاء بعض الوقت بمفردنا لنثبت نفسنا في دورنا الجديد , يا روزي .

وعندما لم تجب , قال متصلباً :

ـ أنت التي أردت هذا الزواج , يا روزي ! . . .

قاطعته بغضب :

ـ لإنقاذ المنزل , وليس لأن . . .

في أعماقها , كانت تشعر أن غارد على حق , لكن آخر ما كانت

تريده هو أن تمضي معه وقتاً بمفردهما . إن هذا , في نظرها , يعقد

المشكلة بدلاً من أن يحلها . قالت بلهجة تنذر بالخطر :

ـ لا أريد أن أذهب معك , يا غارد! لا أريد أن أعود لأرى الناس

ينظرون إلينا . . . متفحصين . . . متخيلين . . . معتقدين . . .

قال رافعاً حاجبيه متحدياً :

ـ ماذا ؟

تمتمت متجنبة النظر إليه مباشرة :

ـ أنت تعلم ! .

ـ يظنون أننا كنا معاً في السرير ؟ وأن رحلة العمل ما هي إلا قصة

خيالية ؟

رأت من زاوية عينها كيف كان يطيل النظر إلى صدرها , فاحمر

وجهها على الفور . قال ساخراً :

ـ يا لهذا الخجل ! سوف تختبئين إذن لو أخبرتك كيف أريد أن

تتصرف معي زوجتي التي أحب !

فقاطعته :

ـ أنا أعرف كيف تحب أن تهزأ مني , يا غارد ! نعم , أنا أخجل

عندما تتحدث عن مثل . . . مثل هذه الأشياء الخاص جداً . صحيح ,

أن خبرتي لا يمكن مقارنتها بخبرتك , ولكنني أفضل أن أكون دائماً

كما أنا .

و عندما لم يحاول مقاطعتها أو السخرية منها , أضافت بشيء من

الثقـة .

ـ أفضل ألا أفعل .

ـ سؤال صغير فقط , يا روزي . لماذا لا تريدين أن تفعلي هذا ؟

أجابت بصوت متهدج :

ـ أنت تعلم السبب .

قال ساخراً :

ـ لأنك تدخرين نفسك لرجل أحلامك ؟ وماذا يحدث إذا لم

تعثري عليه , يا روزي ؟ ألم يسبق أن سألت نفسك هذا السؤال ؟

ألقى غارد عليها هذا السؤال بعنف بالغ غير متوقع , ما جعلها

ترتجف .


* * * * * *

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :

5 ـ

امـــرأة لا طفلــة !


ـ لكن هذا ليس فندقاً !.

قالت روزي محتجة عندما صعد غارد بسيارتهما المستأجرة في

طريق خاص ثم أوقفها أمام مدخل قصر مهيب مبني بالحجر .

منذ أعلن غارد أنها ستذهب معه إلى بروكسل , أخذت روزي

تحتج وتجادل , ولكن من ون جدوى . ذات مرة انفجرت فيه

غاضبة :

ـ وما المفروض أن أقوم به أنا أثناء وجودك في الاجتماعات ؟

ـ لم يخطر ببالي قط أنك أنانية إلى هذا الحد !

حملقت فيه آنذاك بارتياب , وساورتها شكوك في دوافعه الخفية ,

وخيل إليها أنها تعلم جيداً ما هي . إنها ليست حمقاء . . . وكان

ردهـا :

ـ لست ذاهبة معك , يا غارد ! ولا أريد الذهاب ! .

ولكن , بطريقة أو بأخرى , لم تنفع كل احتجاجاتها . وها هي

ذي الآن هنا تنظر إليه بقنوط , ساخطة لقدرته على البقاء هادئاً في

حين كانت مشاعرها تضطرب اضطراباً شديداً .

لم تكن معتادة على أن لها زوج , وكرهت افتراض غارد بأنه هو

الذي يقرر ما يجب أو لا يجب عمله .

أجاب الآن بهدوء :

ـ لا , إنه ليس فندقاً . إنه بيت خاص . و (( المدام )) صاحبة القصر

هي سيدة فرنسية . وبدلاً من أن تبيع البيت بعد وفاة زوجها , قررت

أن تزيد دخلها بتأجير غرفه . ومثل أكثر الفرنسيات , هي ليست

طاهية ممتازة فحسب , وإنما مضيفة ممتاز وماهرة جداً في توفير

أسباب الراحة .

قطبت روزي جبينها . شيء ما في صوت غارد وهو يتكلم عن

صاحبة القصر ضايقها . ومن دون حاجة إلى مزيد من الوصف ,

تصورتها روزي على الفور إحدى تينك الفرنسيات الأنيقات دائمات

الشباب اللواتي تشعر , هي شخصياً , بالخوف منهن .

ـ لكن , قلت إن لديك عملاً في بروكسل , وهذا المكان يبعد

عنها أميالاً ! .

ـ ليس أكثر من ساعتين بقليل في السيارة . و هذا كل شيء !

وإقامتي هنا تعطيني عذراً لئلا أتورط في أحداث بروكسل السياسية .

فكرت في أنك ستحبين هذا المكان . كنت تقولين دائماً إنك تفضلين

الريف على المدينة .

ابتعدت روزي بنظراتها عنه . كان صحيحاً أنها تفضل الريف ,

وربما كانت ستستمتع بهذه الرحلة في أحوال عادية . لكنها , في

العادة , ما كانت لتأتي إلى هنا مع غارد , زوجة له .

في هذه الأثناء , كان غارد قد نزل من السيارة واستدار ليفتح لها

الباب . ورغم تفضيلها الكنزة والبنطلون عادة , إلا أنها كانت ترتدي

تنورة صوفية طويلة وصداراً مناسباً تحته قميص حريري بني اللون ,

وفوق كل ذلك سترة مناسبة أحضرتها معها تحسباً للبرد . كانت

ارتدت هذه الملابس لعلمها أنها تُظهرها نحيفة , ما جعلها مسرورة

عندما انفتح باب القصر وبرزت امرأة غارد الفرنسية .

كانت ترتدي السواد . . تنورة سوداء من الكريب اشتبهت روزي

في أنها من إحدى دور الأزياء , فوقها قميص بسيط من الساتان

ووشاح من الكشمير حول كتفيها . عقد اللآليء الذي كان يتألق حول

عنقها , والمؤلف من ثلاثة حبال , لا بد أنه حقيقي , وكذلك الخواتم

الماسية في أصابعها والقرطان في أذنيها . ولكن ليست أناقتها هي التي

أذهلت روزي , التي أخذت كارهة تصعد السلم خلف غارد , وإنما

عمرهـا .

لم تكن المرأة , كما توقعت روزي بين الخمسين والستين من

عمرها , وإنما أقرب إلى الأربعين . إنها أقرب إلى غارد في العمر

منها هي . أما لماذا شعرت بمثل هذا العداء نحو (( المدام )) فلم يكن

لديها جواب . وأما أنه شعور متبادل , فالأمر واضح !

التفتت (( المدام )) إلى غارد , متجاهلة روزي تماماً , لتقول له

ببرودة :

ـ آه , لم أدرك أنك ستحضر معك . . . صديقة !

قال غارد بحزم وهو يقدم روزي :

ـ روزي هي زوجتي .

أكانت صديقة أم زوجة , لم يشكل ذلك أي فرق بالنسبة إلى

(( المدام )) كان واضحاً أن وجود روزي لم يسرها .

ـ وضعتك في جناحك المعتاد .

أخبرت غارد بذلك وهي تقف بينهما بشكل جعلها تواجه غارد ,

مديرة ظهرها لروزي , ثم أخذت تتحدث إليه بلغتها الفرنسية .

لكن روزي تتحدث الفرنسية بطلاقة . كان لديها موهبة تعلم

اللغات , نمتها سنوات إقامتها في ألمانيا مع والدها . وفرنسيتها , في

الواقع , أكثر طلاقة من فرنسية غارد بكثير . كانت (( المدام )) تقول :

ـ وعلى كل حال , إذا كنت تفضل غرفة أخرى . . .

غرفة أخرى ! . . وخفق قلب روزي بضيق . كانت تفترض أن

إقامتها ستكون في فندق كبير , وفي غرفتين منفصلتين . كما

افترضت أن رغبة غارد في مشاركتها غرفة واحدة ستكون ضعيفة مثل

رغبتها هي .

قال غارد للمدام :

ـ لا ! جناحي المعتاد مناسب تماماً !

الردهة الواسعة , المعرضة لتيارات الهواء , جعلت روزي

مسرورة بتنورتها الطويلة .

كان منزلها (( مرج الملكة )) أكثر دفئاً بسقفه المنخفض والخشب

السميك الذي يغطي الجدران . لكن هذا المكان , بغرفة العالية

السقوف , وجدرانه الحجرية العارية , لا بد أنه يسكون كابوساً . . .

بالنسبة إلى الدفء . هكذا أخذت روزي تحدث نفسها , فيما كانت

المرأة تتقدمها صاعدة السلم الحجري .

كانت السجادة التي تغطيه , رغم أنها بالية تقريباً , مطرزة بما

افترضت روزي أنه شعار أسرة الزوج الراحل . وقفت تتفحصها عن

قرب , متسائلة عما إذا كانت ترجمتها صحيحة لما قرأته في ناحية

منها . ومفاده أن إحدى سيدات القصر كانت في وقت ما عشيقة

للملك وولدت منه طفلاً .

كانت (( المدام )) تصعد الدرج مع غارد , جنباً إلى جنب , معربة

بالفرنسية عن أسفها لأن وجود زوجته معه يعني أنهما لن يتناولا

العشاء بمفردهما . أجابها هو بالانكليزية بكياسة بالغة :

ـ مع الأسف ! لكنني واثق من أن روزي ستستمتع بتذوق طعامك

اللذيذ .

قوله هذا جعل روزي تحملق فيه . لم يكن ثمة حاجة لأن يتدرب

هنا على تمثيل دور الزوج المحب .

كادت تقول أن بإمكانهما , هو و المدام , أن يستمتعا بالجلوس

وحدهما قدر ما يشاءان من المرات , دون أي مانع من ناحيتها .

لكنها بدلاً من ذلك , قالت للمدام بابتسامة باردة ولغة فرنسية طليقة

بأنها , في الواقع , تتشوق إلى طعامها اللذيذ .

لم تقل المدام شيئاً , بل نظرت إليها بعينين ضيقتين , وزمت فهما

المصبوغ باللون القرمزي . ولم تعد تتحدث إلى غارد بالفرنسية , وهي

تقودهما خلال الممر ثم تقف أمام باب من الخشب الثقيل قائلة

لروزي بتكلف ودون قناعة :

ـ أنا واثقة من أن كل شيء سيكون حسب رغبتكما !.

وهذه المرة , جاء دور روزي لتكون شاردة الذهن غير متجاوبة .

عندما تركتهما المرأة , خطر في ذهنها أن العلاقة بينها و بين غارد

هي أعمق بكثير من تلك التي بين المضيفة والنزيل . لكن من الغريب

أنها لم تفصح عن شكوكها هذه , علماً أن تسرعها كان على الدوام

مدار مزاح في أسرتها . كانت تعلم , آسفة , أنها تميل إلى الكلام قبل

التفكير , ولكن بالنسبة إلى حياة غارد الشخصية , وخبرته مع النساء ,

لم يكن الإدلاء بتعليقات غير حذرة من شأنه أن يمنح غارد الفرصة

لتعييرها ببراءتها وجهلها .

لم تكن تشعر بمثل هذا الضيق مع الرجال الآخرين , وإنما

العكس تماماً . عندما تجاوزت غارد داخلة إلى غرفة الجلوس في

الجناح , شمت على الفور رائحة عطر المدام في الجو . أخذت

تتفحص ما يحيط بها بصمت . الأثاث المذهب , المرآة الضخمة

المذهبة فوق المدفأة , الأغطية المطرزة باليد , والستائر الحريرية

القديمة الطراز . كما أضفت زهريات تحتوي على زنابق بيضاء أناقة

على الغرفة .

أدركت روزي ذلك وهي تنظر إلى البساط (( الأوبيسون )) الذي

بهت لونه , مقطبة الجبين , شاعرة بالرهبة من هذا الجو القديم

المحيط بها .

ـ أنا عادة أستعمل غرفة النوم هذه .

سمعت غارد يقول هذا من خلفها وهو يفتح أحد البابين اللذين

يؤديان إلى خارج الغرفة .

ـ إن لها حمامها الخاص خلافاً للغرفة الأخرى . ولكن إذا كنت

تفضلين . . .

ما تفضله هو أن تكون الآن في بيتها وحدها , كما يعلم جيداً .

ـ هذا لا يهمني . ولكن أليس الأفضل لك أن تنام في الغرفة ذات

الحمام ؟ وبعد , أنا واثقة من أن المدام تتوقع أن تكون مستعداً

تماماً حين تنضم إليها لعشائكما المنفرد! .

ـ أتغارين ؟!

هذا اللوم الرقيق غير المتوقع , جعلها تصمت ذاهلة .

تغار . . . كيف يمكن أن تكون كذلك ؟ إن غارد لا يعني لها

شيئاً . المشاعر الوحيدة التي بينهما هي سخريته منها وبغضها العقيم

له . تغار . . . هذا مستحيل ! . . . إن غارد يعلم ذلك , فلماذا إذن

يرميها بالغيرة ؟

هزت رأسها غير قادرة على الإنكار . ولماذا تفعل وليس هناك ما

تنكره ؟ بدلاً من ذلك , أشاحت بوجهها عنه وهي تقول بغضب :

ـ لم أكن أريد القدوم إلى هنا , يا غارد .

ـ ربمــــــا هــــــذا صحيــح , ولكنك هــــنا الآن . أنت هنــا , وأثناء

وجودنا . .

عندما أخذت تبتعد عنه , توجه نحوها ساداً طريقها إلى باب غرفة

النوم .

ـ انظري إلي يا روزي . إنك لم تعودي طفلة لكي يُسمح لك

بالهرب من النقاش لإنقاذ ماء وجهك حين تعرفين أنك خاسرة .

فنظرت إليه بمرارة :

ـ النقاش ؟ وهل هناك من هو مسموح له بأن يناقشك , يا غارد ؟

إنك كُلي القدرة . . كلك رأي . . وكلك معرفة . استمر إذن . . ماذا

عن (( أثناء وجودنا هنا ))؟ يمكنني الجلوس كطفلة مطيعة بينما أنت

و المدام . . .

قال متجهماً :

ـ لا شيء بيني وبين الكونتيسة !

ـ ربما كلامك صحيح . لكنها تحب أن يكون ذلك .

استمر يقول متجاهلاً تعليقها :

ـ أكرر أن لا شيء بيننا . ولو كان هذا موجوداً . . .

فساعدته على إتمام كلامه , ساخرة :

ـ لكان ذلك ليس من شأني .

ـ ربما هذا صحيح . ولكنه ليس ما كنت أريد قوله . ما كنت أريد

قوله يا روزي هو أن عليك أن تحاولي وضع عداوتك لي جانباً ,

وتستخدمي المنطق والتعقل بدلاً من إطلاق مشاعرك . إن سبب

إصراري على إحضارك معي في هذه الرحلة هو أن نمنح نفسنا وقتاً

نعتاد فيه على وضعنا . . . الجديد . هل من التعقل إذن أن أفعل ذلك

ثم أحضرك إلى منزل عشيقتي ؟ ليس عليك أن تقلقي , يا عزيزتي ,

عندما ألح عليك بالمجيء معي في رحلة عمل , وإنما عندما أبداً

باصطناع المعاذير لئلا آخذك معي . . .

لأمر ما , كان يبتسم , وهذا ما أثار غضب روزي فصعد الدم إلى

وجهها . قال ساخراً وهو يلمس وجنتها بأنامل باردة :

ـ كثير من المشاعر المتوقدة وقليل من المنافذ لتصريفها !

أمرته قائلة بحرارة :

ـ كفى استعلاءً يا غارد ! أنا لست طفلة !

اختفت ابتسامته ليحل مكانها نظرة تقييم هادئة :

ـ لست طفلة ؟ ليت هذا صحيح !




ـ لا , شكراً , لا أريد مزيداً من الشراب !

رفضت روزي ذلك وهي تهز رأسها محاولة كبت تثاؤبها .

لم يبالغ غارد في مدح موهبة (( المدام )) في الطهي . لكن روزي لم

تستمتع حقاً بالطعام . فالطريقة التي تعمدت فيها المدام استبعادها من

الحديث , مقتصرة على غارد , جعلتها تشعر إزاءها بالتسلية أولاً , ثم

بالضيق بعد ذلك . وتوخياً للإنصاف , كان عليها أن تعترف بأن غارد

بذل وسعه لكي يوقف سلوك المدام السيء , محاولاً إدخال روزي في

الحديث , لكن روزي تعبت من هذه اللعبة وتمنت لو تعتذر ثم تهرب

إلى سريرها . قالت بهدوء :

ـ في الواقع , إذا لم يكن هناك مانع , أريد أن أذهب إلى النوم .

ثم وقفت قبل أن يتمكن غارد من قول شيء . حيت مضيفتها

بتكلف , مادحة الطعام . قال غارد بصوت هادئ غير متوقع :

ـ أظنني سآتي معك .

قالت باحتجاج :

ـ كلا , بل إبق هنا !

لكن غارد كان سبق وأمسك بمرفقها , مضيفاً شكره إلى شكرها ,

وهو يسير معها نحو الباب . عندما أصبحا في الردهة , قالت له بحدة :

ـ ما كان يتوجب عليك ذلك . كان يمكنك البقاء .

قال ساخراً :

ـ وأترك عروسي وحدها ؟

حملقت فيه مزمومة الشفتين وقالت غاضبة :

ـ لا حاجة للسخرية بهذا الشكل ! لست حمقاء على الإطلاق , يا

غارد ! أنا أعلم جيداً أنك . . .

عندما سكتت , قال بسرعة :

ـ أنني ماذا ؟

لكن روزي رفضت الجواب مكتفية بهزة من رأسها . ما الفائدة

من قول ما يعرفانه , هما الاثنان؟ أنها آخر امرأة كان غارد سيفكر في

الزواج بها , كما أنه آخر رجل كانت تريد الزواج به .

عادت تكرر اعتراضها السابق , وبانفعال هذه المرة :

ـ لا أدري لماذا أحضرتني إلى هنا ! ما المفروض أن أفعله بنفسي

حين تكون في بروكسل ؟ أطلب من المدام أن تعلمني الطهي ؟

ـ إنك لن تبقي هـنا , بل سترافقينني .

ـ مـاذا ؟!

ـ أظنك ستجدين السيد (( ديبوا )) على شيء من الأهمية . وحيث

أنه لا يتكلم الانكليزية , وفرنسيتي ضعيفة نوعاً ما , سأكون شاكراً

مساعدتك .

ماذا يعني غارد بقوله إنها ستجد السيد (( ديبوا )) مهماً ؟ إن عمل

غارد يتضمن تفاصيل معقدة جداً وبرامج على الكمبيوتر , وهو

موضوع لا تعرف عنه روزي إلا القليل , كما يعلم غارد جديداً . تابع

غارد يقول وكأنه يقرأ أفكارها :

ـ السيد ديبوا عالم خبير بالبيئة . وهو المتحدث باسم مجموعة

بالغة النفوذ في السوق الأوروبية المشتركة تطالب بمزيد من السيطرة

على فساد البيئة في الأرياف . وحيث أنني أعلم اهتمامك بهذا الأمـر ,

ستجدان الكثير لتتحدثا عنه .

ليس من عادة غارد أن يعطيها رأياً لا يتضمن نوعاً من السخرية ,

ما جعلها , لأول مرة , لا تعرف ماذا تقول .

ـ وطبعاً , وجودك معي سيوفر علي أجر مترجم .

نظرت إليه ساخطة . للمرة الأولى تخدع به فتظنه يعتبرها نداً

له . . . امرأة راشدة . تملكها حنق كاد يدفعها إلى رفض الذهاب

معه . لكن البقاء في القصر وحدها لم يكن شيئاً ساراً .

قال لها وهو يفتح باب جناحها :

ـ لدي بعض الملاحظات أريد قراءتها . إذا كنت تريدين استعمال

الحمام أولاً . . .

أدركت أن عليها أن تشكر لباقته هذه , لكنها بدلاً من ذلك ,

شعرت بالانزعاج والارتباك كطفل أرسل إلى النوم لئلا يزعج وجوده

الكبار . هل ادعاء غارد بأنه سيقوم ببعض الأعمال , ليس إلا عذراً

للعودة إلى الطابق السفلي لموافاة المدام ؟

لو كان غارد يريد البقاء مع المرأة الفرنسية , لما كان بحاجة إلى

الكذب ! هكذا فكرت روزي بغضب , إنه حر تماماً من هذه الناحية ,

أو هما الاثنان كذلك .

لماذا إذن شعرت بالضيق حين رأيت فم المدام القرمزي يهمس

شيئاً في أذن غارد ؟

سبب ذلك , كما أخذت روزي تفكر باستياء , ليس سلوك المدام

المريب , و إنما هو استياءها من طعامها الدسم في معدتها .

عندما وافقت بيتر على القيام بمحاولة إنقاذ المنزل , لم تدرك

بالضبط ما عليها أن تواجهه . فكرت في هذا باكتئاب وهي تخلع

ملابسها وتنزل في حوض الحمام الضخم . كان ضغط أحداث

الأسبوعين الأخيرين أكثر مما توقعت . . ومما تريد أن تعترف به .

مضت لحظة , أثناء تناولها فطور يوم الزفاف , نظرت فيما حولها

إلى الوجوه المألوفة . فشعرت فجأة , بلهفة قوية إلى أبيها وجدها

ليخففا عنها . وإذ ملأت الدموع عينيها وخنقتها , أكبت فوق صحنها ,

آملة ألا يكون أحد قد لاحظ ذلك . كان غارد مستغرقاً في حديث مع

زوجة إدوارد , أو هكذا ظنت , ما جعلها تشعر بمزيد من الخجل

عندما دس في يدها منديلاً كبيراً نظيفاً , قائلاً بهدوء :

ـ أنا أيضاً أفتقدهما , يا روزي ! إنه , على الأقل , شعور مشترك .

اغرورقت عيناها الآن بالدموع , على غير توقع منها . أخذت

تغالبها غاضبة . ماذا حدث لها هذه الأيام ؟ لم تكن قط من النوع

الذي يبكي بسهولة .

قد تكون المدام سخية بالنسبة للطعام , لكنها بخيلة بالنسبة للماء

الساخن . أخذت روزي تفكر في ذلك وهي تغتسل بسرعة وتقفز إلى

خارج الحوض , لتلف نفسها بمنشفة كبيرة بيضاء ثم تبدأ بتنشيف

جسمها بسرعة لتبدد بذلك ذكرياتها غير المرغوب فيها .

عندما ارتدت قميصها القطني بالصورة الكاريكاتورية المطبوعة

عليه من الأمام , نظرت في المرآة وعبست .

اعترفت بأن أحداً لن يصدق أنها عروس سعيدة إذا ما رأى

صورتها على هذا النحو .

عندما يتزوج غارد , أو إذا تزوج , لا يمكن أن يكون ذلك بفتاة أو

امرأة ترتدي ليلة عرسها قميصاً قطنياً وملابس داخلية عادية , التقطت

ملابسها التي كانت خلعتها , ثم توجهت إلى غرفتها منادية عندما

دخلتها :

ـ انتهيت من الحمام الآن , يا غارد ؟

سكوت ! أتراه سمعها ؟ قطبت جبينها وهي تعض باطن شفتها ,

ناقلة نظراتها بين باب غرفتها المغلق وبين السرير . . . آخر ما كانت

تريده هو أن يوقظها طرق غارد على بابها ليعرف أين هي .

تأوهت بصوت خافت ثم سارت إلى الباب تفتحه . كان غارد

جالساً إلى المكتب أمام النافذة , ورأسه فوق أوراق منشورة أمامه .

أخذت تراقبه لبضع ثوانٍ. كان شيئاً نادراً , بالنسبة إليها , أن تتمكن

من مراقبته دون أن يلحظها . يا له من رجل بالغ الوسامة ! اعترفت

لنفسها بذلك وقد خفق قلبها . رجل تتمنى معظم النساء الزواج منه .

لكنها ليست واحدة منهن . . عندما تتزوج . . .

ـ ماذا حدث , يا روزي ؟

ألقى بهذا السؤال الهادئ من دون أن يرفع رأسه أو ينظر إليها ,

موضحاً بذلك أنه لم يكن غافلاً عن وجودها . وأضاف متجهماً :

ـ إذا كنتِ ستخبرينني بأنك لا تستطيعين النوم من دون دميتك ,

إذن فأنا آسف . . .

أظلمت عيناها غضباً . إنها لم تنم مع دميتها منذ سنوات . حسناً ,

فقط أثناء الأسابيع الأخيرة , عندما حطمها فقدها لأبيها وجدها .

قالت له بكبرياء :

ـ جئت لأخبرك بأنني خرجت من الحمام .

ـ أتريدين فنجان قهوة قبل النوم ؟

فاجأها سؤاله . اتسعت عيناها قليلاً واحمر وجهها عندما وضع

من يده الأوراق التي يدرسها ثم التفت إليها . شعرت بأنها تحب

أن تتناول فنجان قهوة , لكنها كانت خجلى من كونها في قميص

النوم .

قالت بضيق :

ـ الأفضل . . . الأفضل أن أذهب لألقي علي رداء آخر . . .

أنا . . .

أجفلت عندما وقف , رافعاً حاجبيه الأسودين بسخرية وهو يتقدم

نحوها .

ـ هذه حشمة بالغة يا روزي ! لكنها غير ضرورية . أظن لدي ما

يكفي من السيطرة على مشاعري فلا أستسلم لإغراء منظرك بقميص

النوم . ثم إن قميصك هذا ليس شديد الإغراء , أليس كذلك ؟ إنه ليس

قميص عروس , بالضبط كما . . .

ـ أظنك عندما تذهب إلى سريرك ستلبس بيجاما حريرية .

دافعت روزي عن نفسها بهذا القول متذكرة رواية كان البطل فيها

يرتدي تلك الملابس . وتابعت تقول :

ـ ولكن لمعلوماتك الخاصة . . .

سكتت فجأة عندما أخذ غارد يضحك . لم تكن رأته يضحك من

قبل إلا نادراً . ولأمر ما , سبب ضحكه هذا , لها , طعنة مؤلمة في

صدرها .

سألته بارتياب :

ـ ما هذا , ولماذا تضحك ؟

قال يهز رأسه والمرح بادٍ في عينيه :

ـ لا يا روزي ! أنا لا أرتدي بيجاما حريرية . أنا , في الواقع لا

أرتدي شيئاً على الإطلاق .

قال جملته الأخيرة , وهو يحدق فيها بإمعان .

لم تستطع روزي منع وجهها من الاحمرار خجلاً وارتباكاً . ليس

فقط لما قاله , حتى ولا لضحكه هذا , وإنما للصورة المفزعة التي

تمثلته فيها عارياً .

غصت بريقها , وقد منعتها صدمة مشاعرها من ملاحظة كيف

تحول الهزل في عيني غارد إلى تفحص دقيق . قطب جبينه لما بدا

على وجهها من شحوب وألم .

سمعته يقول لها فجأة :

ـ اذهبي إلى سريرك , يا روزي ! لقد عانيت كثيراً من التوتر

والإجهاد , مؤخراً تصبحين على خير . . .

شعرت روزي بأن كل هذا كثير عليها , فقالت بصوت خنقته

الدموع :

ـ أنا لست طفلة , يا غارد . أنا امرأة . . راشدة , وقد حان

الوقت لأن تدرك هذه الحقيقة وتعاملني على أساسها .

غالبت بغضب دموعها التي كانت تحجب عنها الرؤية , وإذا بها

تسمع صوت غارد يقول محذراً :

ـ لا تغريني , يا روزي ! لا تغريني ! .

* * * * * *

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:31 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 ـ

لم تستطــع الهرب


ـ إذن , فقد تزوج غارد أخيراً ! لا يبدو أنني أستطيع لومه !

قال السيد (( ديبوا )) هذا لروزي وهو يصافحها بعد قيام غارد

بواجب التعارف بينهما . ثم سأل غارد بإنكليزيته الحذرة :

ـ متى تزوجت , يا صديقي ؟

ـ منذ فترة قصيرة .

قال السيد (( ديبوا )) لروزي معتذراً :

ـ لا بد أنك غاضبة مني جداً , يا سيدتي . ولكن ليس بمقدار

غضب غارد , كما أظن . لكنه الوحيد الذي أثق به للقيام بمثل هذا

العمل الهام لنا . من المهم جداً , عندما نعرض قضيتنا على

السلطات , أن يكون لدينا كل المعلومات . . . الواحد منا , هذه

الأيام , لا يكتفي بالمعلومات والبلاغة , بل عليه أن يقدم وقائع ,

وأرقاماً , ورسوماً بيانية . عليه أن يتعلم الكمبيوتر , أو يتحمل

العواقب . هل أخبرك غارد شيئاً عن أعمالنا ؟

سأل روزي هذا وهو يدعوهما إلى مكتبه الفسيح المشرف على

مركز الأعمال في المدينة .

ـ بعض الأشياء .

أجابته بذلك , معترفة لنفسها على كره منها , بأنها مستمتعة ,

نوعاً ما . شعرت بالسرور لاستعمال عقلها وقدراتها اللغوية , وأكثر

من ذلك شعورها بأنها ماهرة في شيء لا يستطيع غارد أن يماثلها فيه

تماماً .

وكما سبق أن قال غارد , كانت إنكليزية السيد (( ديبوا )) محدودة

جداً . كثير من الاصطلاحات التقنية التي كان يستعملها وهو يشرح لها

بحماسة احتياجات مؤسسته , غير مألوفة لديها , رغم أنها

تمكنت بسرعة من تفسير معانيها .

أثناء متابعة غارد لحديثهما . استطاعت أن ترى من تقطيبة

لجبينه , بأنه يجد صعوبة في ذلك . ودون أن تعلم السبب , وجدت

نفسها تسكت السيد (( ديبوا )) بلطف , ثم تلتفت إلى غارد بسرعة لتشرح

له ما كانا يقولان , غير منتبهة أثناء ذلك لجو السلطة والثقة بالنفس

الذي بدا في صوتها أو للنضج الذي أسبغه ذلك عليها .

عندما نظر السيد (( ديبوا )) في ساعته أخيراً , هتف مدهوشاً للوقت

الطويل الذي أمضوه . دهشت هي أيضاً لسرعة مرور الوقت , ولمبلغ

استمتاعها بما كانت تفعل , رغم أنها كانت تزعم دائماً أمام أبيها

وغارد أنها لا تحب الكمبيوتر وملحقاته , ويسعدها جداً أن تدع

الأمور كما هي .

عندما نهضا للخروج , التفت السيد (( ديبوا )) إلى غارد , قائلاً :

ـ أنا وزوجتي سنقيم حفلة عائلية صغيرة هذا المساء , احتفالاً

بتخرج ابنتنا الكبرى من الجامعة . و يسرني جداً أن تكونا معنا إلا إذا

كان لديكما خطط أخرى . . .

أجاب غارد بسرعة :

ـ كلا على الإطلاق ! متى تريدنا أن نكون هناك ؟

حالما أصبحا بمفردهما , التفتت روزي إليه محتجة .

ـ لا يمكنني الذهاب إلى حفلة , يا غارد . لم أحضر معي ملابس

لائقة بالمناسبة

قال بجفاء .

ـ ليست بروكسل قائمة على كوكب آخر ! إن فيها متاجر جيدة

جداً , على ما أعتقد . كما علي أن أحذرك , يا روزي , من أن السيد

(( ديبوا )) رجل تقليدي . وأظن أن تقديره البالغ لك سيصدم بشكل ما إذا

أنت لبست ثوباً في حفلة ابنته سبق واشتريته من الحوانيت الخيرية ,

وربما سيعتبر ذلك إهانة .

التفتت إليه روزي غاضبة وقالت بحدة :

ـ لست بحاجة إلى أية محاضرة منك , يا غارد , بالنسبة لما ألبس

أو لا ألبس .

كان لديها في بيتها ثوبان أسودان قصيران اشترتهما خصيصاً

لتلبسهما عندما كانت تخرج مع أبيها أو جدها في المناسبات

الاجتماعية المختلفة . ربما كانت تفضل البنطلون المريح , أو الأثواب

المخملية و الحريرية التي تلتقطها من التنزيلات والأسواق الخيرية .

لكنها ما كانت , بأي شكل لتُحرج أيا منهما بارتدائها ثوباً تعلم أنه

يشعرهما بعدم الارتياح .

لكن غارد كان شيئاً مختلفاً تماماً .

لقد أحبت , على كل حال , السيد (( ديبوا )) , وأدركت بنفسها ,

دون حاجة إلى معلومات غارد , أنه من النوع التقليدي .

قال غارد وهو بنظر إلى ساعته :

ـ لسوء الحظ , لدي اجتماع آخر عصر اليوم , وإلا لذهبت معك

إلى السوق !

قالت له باختصـــار :

ـ لا داعي , شكراً .

إن آخر ما تريده هو أن يقف غارد معها في متجر أزياء ليخبرها

بما عليها أن تشتري . سألها :

ـ ما رأيك بتناول الغداء ؟

أجابت كاذبة :

ـ سلت جائعة .

تبددت الآن تلك الغبطة التي كانت تشعر بها . لم يجعها غارد

غاضبة فقط بتعليقاته على ملابسها , وإنما . . . وإنما ماذا ؟ جرح

كرامتها ؟ آلمها ؟ هذا مستحيل . لا شيء مما يقوله غارد يمكن أن

يحدث فيها بهذا الأثر . ذلك لأن ليس له عليها مثل هذا التأثير .

ـ إذا كنت بحاجة إلى نقود , يا روزي . . .

لكنها هزت رأسها نفياً قائلة بغضب :

ـ بمقدوري شراء ملابسي , يا غارد .

ـ نعم , أعلم هذا ! اسمعي , يا روزي ! عندما تعثرين أخيراً على

رجلك الكامل الرائع , أرجو أن تتذكري كم ما زلنا , نحن الرجال ,

رجعيين , من طراز ما قبل التاريخ .

سألته بارتياب :

ـ ماذا تعني ؟

ـ أعني أنه , بالرغم من أنني لا أكره شيئاً كما أكره المرأة التي

تلتصق بالرجل كالنبات المتسلق , إلا أننا , نحن الرجال , ما لنا

تستمتع بكوننا نستطيع تدليل نسائنا وإطلاق العنان لهن .

ـ بمكافأتهن على حسن سلوكهن ! بشراء أشياء تلقونها إليهن

كما تلقون بقطعة بسكويت إلى الكلب ؟

قالت متحدية , وعيناها تنضحان ازدراء وغضباً وهي تتابع :

ـ الرجل الذي أحب , ينبغي أن يعاملني معاملة الند للند يا غارد ,

في كل شيء . آخر شيء يريده هو أن أشعر نحوه بالامتنان لأي شيء .

ما سيعطيه الواحد منا للآخر , يعطيه إياه مجاناً .

سكتت فجأة مقطبة جبينها وهي ترى كيف كان غارد ينظر إليها :

ـ ما هذا ؟ ماذا حدث ؟

سألته ذلك مترددة . لم تره قط من قبل ينظر إليها بهذا الشكل ,

ويحدق إليها بمثل هذا التركيز العنيف . أجاب بخشونة :

ـ لم يحدث شيء ! ولكن , يوماً ما , يا روزي , سيكون عليك أن

تنضجي وتختبري الألم الذي يرافق مثل هذه المثالية . وعندما يحدث

ذلك أرجو أن يكون بجانبك من يلملم حطامك . . .

تمتمت بتمرد , بصوت منخفض :

ـ على أن لا تكون أنت ذلك الشخص .

* * *

مضت ساعة تقريباً منذ أنزلها غارد في منطقة التسوق في

المدينة , لكنها حتى الآن لم تجد شيئاً يعجبها . أخذت روزي تفكر

في ذلك وهي تقف بجانب متجر صغير , تتفرج على الثوب المعروض

في واجهته , والمصنوع من المخمل الأسود والتافتا . كان قسمه

الأعلى من المخمل الأسود , بينما انحدرت فتحة العنق قليلاً عن

الكتفين , هذا إلى كمين طويلين ضيقين . كان المخمل محكم

التفصيل حول الخصر بينما كانت التنورة التافتا تتسع من فوق الوركين

مباشرة .

القماش النفيس واللون الأسود منحا الثوب مظهراً رصيناً . لكن

التنورة جعلته ثوباً للفتيات لا يلائم امرأة كالمدام الكونتيسة , مثلاً .

دخلت روزي المتجر مملؤة بعزم . قالت البائعة متشككة عندما

سألتها روزي عن الثوب :

ـ إنه قياس صغير جداً . . . ولكن , نعم قد يلائمك !

أضافت الجملة الأخيرة بعد أن خلعت روزي معطفها لتجرب

الثوب . وأخذت تتأمل صورتها في المرآة .

كان سواد المخمل يبرز لون بشرتها العاجي , وخصلات شعرها

التي تلامس كتفيها المكشوفين تُضفي عليهما شيئاً من النحول ما

جعلها تقطب جبينها قليلاً .

قالت البائعة بحماس :

ـ إنه مصنوع لك خصيصاً .

أجابت مترددة :

ـ ولكنه غالي الثمن .!

كان عليها أن تشتري حذاء جديداً يلائم الثوب . وفي النهاية ,

كانت عادة غارد في السخرية من ملابسها وذوقها , هي التي جعلتها

تحزم أمرها بينما البائعة تؤكد لها أنها لن تندم على شرائه وهي تلفه

لها , قائلة :

ـ إنه ثوب كلاسيكي لا يبطل طرازه .

وتابعت روزي طريقها إلى متجر الأحذية الذي سبق ومرت به .

وعندما وافاها غارد , في ما بعد إلى المكان المتفق عليه , كان الشيء

الوحيد الذي قاله :

ـ إذن , فقد وجدت شيئاً يعجبك !

كانت تحمل عدة أكياس أخرى بالإضافة إلى الثوب . . حذاء ,

حقيبة يد صغيرة للسهرة تلائمهما , وشاحاً ناعماً من الكشمير لتلبسه

فوق الثوب , صندوقاً صغيراً مزخرفاً من طراز القرن الرابع عشر

وجدته في حانوت للتحف اشترته هدية لابنة السيد (( ديبوا )) .

في الطريق إلى الحفلة , أخذت تفكر في أنه ربما كان من

الأصوب لو اشترت شيئاً عادياً , لكن هذا الصندوق كان رائع

الجمال .

ـ تباً لي !

قال غارد ذلك فجأة , ما جعل روزي تنظر إلي مستفهمة وتابع

مفسراً :

ـ كنت أريد أن أطلب منك شراء هدية لابنة السيد (( ديبوا )) لكن

الوقت فات الآن و . . .

قالت وهي تلتفت إلى المقعد الخلفي تتناول اللفافة التي سبق

ووضعتها هناك :

ـ لكنني اشتريت لها هدية , فعلاً .

ثم فتحت اللفافة تريه الصندوق المزخرف . عندما لم يقل شيئاً ,

هبط قلبها قليلاً , يبدو أنه لم يعجبه ! تملكها الغضب . لا بأس , فقد

أعجبها هي . . .

ـ أتعلمين يا روزي ؟ إنك تدهشينني أحياناً . تتظاهرين بعدم

اهتمامك بالأشياء القديمة , وتعلنين أن من الإجرام تقريباً الاحتفاظ

بمكان مثل (( مرج الملكة )) منزلاً خاصاً , ومع ذلك تذهبين لتشتري

شيئاً كهذا . . .

ـ إذا لم يكن يعجبك . . .

قالت ذلك بتحد , لكن غارد سارع إلى القول :

ـ كلا , لا أقصد . . . إنه رائع الجمال !

جعلها مديحه غير المتوقع لا تدري ما تقول . رفعت بصرها إليه

فباغتتها نظرته , لكأنه . . كأنه . . وتملكها شعور غريب غير مألوف .

ـ روزي ! . . .

لماذا تشعر الآن بقشعريرة لنطقه باسمها , وهي التي طالما سمعته

يتلفظ به من قبل ؟ لماذا تذكرها طريقة لفظه لها بالماء الرقراق في

النهر ؟ باحتكاك المخمل الناعم بالبشرة ؟ بهمس العاشق لحبيبته . . . ؟

اندفعت تتكلم بسرعة , محاولة التخلص من هذه الأفكار

الخطرة :

ـ حتى إنني تذكرت شراء ورق ملون , يا غارد , وبطاقة . أتعرف

اسمها ؟ كان يجب أن أسأل عنه السيد (( ديبوا )) . أرجو ألا تظننا

متطفلين , فهذه حفلتها وهي لا تعرفنا .

ـ أعتقد أن اسمها (( هلوزا )) . لا أظنها ستكره حضورنا .

قال ذلك وقد ران عليه هدوء مفاجئ .

لم يتكلم بعد ذلك إلا حين وصلا , فقط ليقول إنهما , ما داما لم

يتغديا , ولا بد أنها جائعة , لهذا سيسأل المدام عما إذا كان ممكناً أن

يتناولا الغداء في جناحهما .

ـ آه ! هذا حسن ! أنت جاهزة إذن , سنكون هناك في الوقت

المناسب , ولكن . . .

أحست روزي بالارتباك حين سكت غارد فجأة وراح يتأملها .

أخذت تنظر إليه مترددة من باب غرفة النوم المفتوح .

في المتجر , كانت واثقة من حسن اختيارها للثوب , لكنها الآن ,

فجأة , لم تعد واثقة .

صمت غارد , والطريقة التي ينظر بها إليها . . . استجمعت ثقتها

بنفسها وقالت :

ـ ماذا حدث ؟ إذا لم يكن الثوب مناسباً . . .

هز غارد رأسه وهو يسير إلى حيث سترته فيرتديها :

ـ بل هو ممتاز . . .

بدا صوته متوتراً على غير عادة , أبح قليلاً , فانصرفت بذهنها عن

مظهرها هي إلى حركات عضلاته تحت القميص الأبيض , شاعرة

بجفاف في حلقها .

فجأة أصبحت أحاسيسها مرهفة بشكل غير عادي , ما جعلها تشم

رائحة جسده رغم بعد المسافة بينهما . تسارعت خفقات قلبها . احمر

وجهها , واستدارت بسرعة عائدة إلى غرفتها وهي تقول بصوت عال :

ـ وشاحي ! . . . كدت أنساه في هذا الجو البارد . . .

هل استطاع غارد أن يسمع الارتباك والاضطراب في صوتها كما

سمعته هي ؟ لم تكن تشعر أبداً بالبرد , ولكن أي تفسير آخر يمكن أن

تقدمه لارتجاف جسدها ؟

ـ هل تشعرين بالبرد ؟

سألها هذا وهو يتبعها إلى غرفة نومها , مقطباً جبينه . أجابت

وهي تضم الوشاح حولها بإحكام .

ـ كنت كذلك ولكنني الآن بخير . ظننت . . . ظننتك تريد

الخروج . لا أريد أن نتأخر .

أجاب بجفاف :

ـ كذلك لا نريد أن نصل باكراً . ثم إننا , على كل حال ,

عروسان . . .

عندما أخذت تنظر إليه بحيرة , فسر لها الأمر متجهماً :

ـ استعملي ذكاءك , يا روزي ! نحن عريسان من المفترض أنهما

غارقان في الحب . ولو كان الأمر كذلك حقاً , لما سمحت لك

بالخروج من هنا بسهولة , ولما كنت تقبلين بالخروج !

كان صوته انخفض إلى حد الهمس , مشبهاً التنويم المغناطيسي ,

وأطلق رجفة محمومة أخرى في كيان روزي , بينما تابع يقول :

ـ لو كنا حقاً عريسين مغرمين لكان ثوبك الصغير هذا مُلقى على

الأرض وأنت بين ذراعي .

صرخت وهي ترتجف :

ـ أسكت , يا غارد , أسكت ! نحن لسنا مغرمين ببعضنا البعض .

نحن لسنا . . . ليس الأمر بهذا الشكل . . و . .

قال بجفاء :

ـ لا ! من المؤكد أننا لسنا كذلك . هل أنت واثقة من أنك تريدين

هذا الوشاح ؟ تبدين متوهجة تماماً . . .

قال ذلك وهو يفتح لها الباب . حملقت روزي فيه وهي تهم

بالخروج

إنه يعلم جيداً ما الذي سبب احمرار وجهها بهذا الشكل . تباً له !

عندما أسرعت تهبط السلم , تملكتها رجفة أخرى , أكثر حدة

هذه المرة , مصحوبة بالألم , ما جعلها تعض شفتها بحدة لتكبحها .

خافت من أن تشعر بالاستغراب والضيق بين أناس لا تعرفهم , أو

أن تكون ابنة السيد (( ديبوا )) كارهة دعوة أبيها لهما . مخاوفها تلك

سرعان ما تلاشت , ليس فقط أمام حرارة ترحيب السيد (( ديبوا ))

وزوجته , وإنما من الاستقبال الحماسي الذي تلقياه من (( هلواز ))

نفسها , وسرعان ما رأت روزي نفسها وسط مجموعة من الشابات

والشبان , بينما بقي غارد يتحدث إلى مضيفه ومضيفته .

كانت (( هلواز )) وأصدقاؤها مجوعة ذكية مليئة بالحيوية من شبان

وشابات أخذوا يتحدثون عن آرائهم ومعتقداتهم بصراحة , مازحين مع

روزي قليلاً لما رأوه من استنكارها مفهوم المواطنية الأوروبية . لكنها

سرعان ما اكتشفت أنهم , مثلها , يهتمون كثيراً بأحوال البائسين , ثم

وجدت نفسها مستغرقة في حديث مع أحد أصدقاء (( هلواز )) عن

المشكلة المتفاقمة لمتشردي المدن .

رغم أن هذا الفتى , واسمه (( رينولد )) , لم يكن يشبه , رالف

شكلاً . . . إذ كانت بنيته أكثر صلابة , شعره كثيفاً جعداً بني اللون ,

وكذلك لون عينيه اللتين كانتا تطفحان حرارة وإعجاباً كلما نظر

إليها . . . إلا أنه كان يشارك رالف كثيراً من مثله العليا التي يغلفها

بروح مرحة تنقص رالف .

قال يخاطبها بحماسة وهو يفصلها عن الآخرين ليتمكن من

التحدث إليها على انفراد :

ـ يخيل إلي أن هذه المشكلة عامة في كل البلاد . يبدو لي أننا

جميعاً سنستفيد كثيراً من تبادل الآراء والخبرات , ومشاركة بعضنا

بعضنا ما نتعلمه .

قالت مازحة :

ـ أتعني أن نقيم مؤتمراً ؟

ـ ربما نتدبر شيئاً أقل تمسكاً بالشكليات من المؤتمرات . إنني

أذهب إلى انكلترا أحياناً لإداء بعض الأعمال , وسيهمني أن أزور

الملجأ , إذا كان ممكناً ترتيب هذا الأمر .

أجابت بحماسة :

ـ أنا واثقة من إمكانية ذلك , وأعلم أن رالف سيهتم جداً بالتعرف

إليك .

ـ لكنك تعيشين خارج لندن كما أخبرتني . هـــل هنالك

فندق . . . ؟

قالت بسرعة :

ـ آه , لن يكون ثمة ضرورة لذلك . يمكنك أن تقيم معنا .

فقال برقة :

ـ إنني الآن أتطلع بشوق إلى ذلك .

قالت (( هلواز )) لها مازحة وهي تنضم إليهما بعد ذلك بعشر

دقائق :

ـ لا تنظري إلى رينولد بجد أكثر من اللازم . إنه مغازل

رهيب . . .

قال رينولد محتجاً , دون أن يخجله كلاهما :

ـ أنت غير منصفة , يا (( هلواز )) . أنا جاد تماماً في ذلك .

كان الثلاثة ما زالوا يضحكون عندما جاء غارد لينضم إليهم بعد

عدة دقائق . قال لروزي موضحاً للآخرين :

ـ آسف لأن الوقت حان لذهابنا . علينا أن نستقل الطائرة في

الصباح الباكر .

ـ أهكذا سريعاً ؟!

قالت روزي ذلك باحتجاج , غير قادرة على إخفاء دهشتها حين

أخبرها غارد عن الوقت . وعندما صارا في السيارة متجهين إلى

القصر , قال :

ـ لا حاجة لأن أسألك إن كنت استمتعت بالحفلة .

كان في صوته نبرة لم تفهمها روزي . لم تكن غضباً أو ضيقاً

بالضبط , إنما . . . , شيء ما . . .

ـ يبدو أنكما , أنت والفتى (( رينولد بريسيه )) وجدتما الكثير

لتتحدثا عنه .

الفتى رينولد . . . ؟ قطبت روزي جبينها . كان رينولد أخبرها ,

في غمرة الحديث , أنه احتفل لتوه بعيد ميلاده الخامس والعشرين ,

وهذا ربما يجعله أصغر سناً من غارد , لكنه طبعاً لا يجعله يستحق

نبرة الاحتقار الغريبة في صوت غارد . قالت بلهجة المدافع :

ـ كان يحدثني عن اشتراكه في مشروع ملجأ مماثل لملجئنا . بدا

عليه الإهتمام البالغ بعملنا . وأنا . . . أنا دعوته لزيارتنا والتعرف إلى

رالف عندما يذهب إلى لندن لقضاء أعماله .

أسرعت بكلامها متجنبة النظر إلى غارد أثناء كلامها .

أما لماذا تملكها شعور بأنها أخطأت بعض الشيء . . وأنها ,

بشكل ما , أغضبت غارد ؟ فهذا ما لم تجد له تفسيراً واضحاً .

قال غارد باستفزاز :

ـ وهل هذا سيكون غرضه الوحيد من زيارته ؟ أن يتعرف إلى

رالف ؟

ارتاحت روزي لجو السيارة المعتم الذي أخفى احمرار وجهها .

فقد تضمن صوت غارد شيئاً من التوتر عزز شكلها السابق . قالت :

ـ طبعاً , أي سبب غير هذا يجعله يحضر ؟

ـ هيا , يا روزي ! حتى أنت لست بهذه السذاجة ! كان واضحاً

تماماً أن (( رينولد بريسيه )) أكثر اهتماماً بتفحص سريرك منه بتفحص

أسرار الملجأ .

قالت محتجة :

ـ هذا ليس صحيحاً , حتى ولو كان ذلك . . .

سكتت فجأة وهي تدرك أن الادعاء الذي كادت تتفوه به , وهو أن

هذا ليس من شؤون غارد , هذا الادعاء لم يعد صحيحاً تماماً . أدركت

أنها نسيت تقريباً علاقتهما الجديدة . سألها بصوت خشن :

ـ حتى ولو كان ذلك , ماذا ؟ أنك غير مهتمة به ؟ ليس هذا ما

لاحظته .

ـ كنا نتحدث , وهذا كل شيء .

قالت ذلك وهي تفكر . . . ما الذي حدث لغارد ؟ كان يبدو تقريباً

وكأنه . . . وكأنه ماذا ؟ كأنه يغار ؟ هذا مستحيل ! ورغم ذلك , فإنها

لم تفعل شيئاً يستحق غضبه . ابتدأت السعادة , التي شعرت بها في

الحفلة , تتبدد . أشاحت بوجهها عن غارد وأخذت تنظر من النافذة

إلى القلعة .

شعرت برجفة خفيفة وهي تتذكر ما كان بيتر قاله لها عندما سألته

كيف سينهيان , هي وغارد , (( زواجهما )) ! , قال لها , آنذاك , محذراً :

ـ سيكون عليكما البقاء معاً سنة على الأقل ! أي مدة أقل من تلك

يمكن أن تثير الشكوك بالإمكان في البداية , اختيار الانفصال وبعد

ذلك تتجهان نحو الطلاق .

سنة على الأقل ! بدل لها ذلك مدة طويلة . . . طويلة جداً . سمعته

يقول متوتراً :

ـ لا فائدة من العبوس والصمت , يا روزي ! إنك تعلمين ما هو

الوضع . . الدور الذي وافقت عليه , واخترت القيام به . إنك عروس

جديدة . و العروس الجديدة لا تتجاهل زوجها لتعبث مع رجل آخر .

قالت بغضب :

ـ إذا كنت تعني رينولد , أنا لم أكن أعبث معه . كنا نتحدث

فقط .

سكتت والتفتت إيه بعينين ملتهبتين . كان يركز اهتمامه على

الطريق , وعيناه مسمرتان أمامه وقد توتر فكه . قالت له برعونة :

ـ ربما لست قادراً على التحدث مع امرأة من دون أن تعبث

معها , يا غارد ! ولكن ليس كل الرجال مثلك , والحمد الله !

قال بخشونة :

ـ هذا صحيح ! أشك في أن عزيزك الغالي رالف , مثلاً , أوه

(( رينولد بريسيه )) , مستعد للمجازفة بسمعته في زواج احتيالي , فقط

لأجل . . .

وعندما سكت ألحت عليه بالقول :

ـ فقط لأجل ماذا ؟ لأنني طلبت منك ذلك ؟ إنك غير منصف , يا

غارد . إننا , نحن الاثنين , نعلم بالضبط لماذا وافقت أنت على هذا

الزواج . إنك تزوجتني لأنك تريد المنزل .

شعرت روزي , وهي تقول هذه الكلمات , بغصة في حلقها حين

اكتسحتها موجة عنيفة من الشعور بالوحشة .

لم تكن تريد زواجاً زائفاً . . زوجاً لا يكن لها حتى نوعاً خاصاً

من المودة , وليس الحب . آخر شيء كانت تريده هو أن تعيش حياة

ملؤها الكذب والخداع . . أن تعيش مع رجل لا يشعر نحوها بسوى

الاحتقار ويسخر منها على الدوام .

كل ما تقوم به هو ضد مبادئها . لا عجب إذن من شعورها بعدم

الرضا عن نفسها , ومع كل هذا التوتر والتعاسة . كانت حمقاء إذ

أصغت إلى بيتر , وظنت أن . . .

ـ وطبعاً , فإن الرجال أمثال رالف ورينولد في هذا العالم هم غاية

في الكمال والتعقل ليفكروا بشيء كهذا . هل هذا ما تظنينه ؟ لا

تخدعي نفسك , يا روزي ! لو أنك ألقيت بأوراق ملكية (( مرج الملكة ))

طعماً أمام رالف , لما فكر مرتين بما يتضمنه مثل هذا الزواج أخلاقياً .

أما بالنسبة إلى رينولد , لا أدري إذا كان فكر في أن يخبرك , أثناء

مثابرته على مغازلتك , أن أسرته وأسرة (( هلواز )) متفقتان منذ سنوات

على أنهما , هو وهي , سيتزوجان في النهاية ؟ إنهما قريبان تربط

بينهما أمور معقدة متعلقة بالأملاك والعمل . . . والزواج بينهما سيحل

كل هذه الأمور بشكل حسن جداً بالنسبة إلى الأسرتين . وإن كان هذا

لا يمنعه من أن يغازلك .

ـ أسكت ! . . . أسكت .

أخذت روزي تصيح به وهي ترتجف , رافعة يديها تغطي بها

أذنيها وهي تسأله بعنف :

ـ لماذا تنتقدني دوماً وتسخر مني ؟ لماذا تفسد كل شيء بالنسبة

إلي ؟ إنني لست حمقاء على الإطلاق يا غارد , مهما كان ظنك بي !

وإذا كنت أختار وأفضل أن أرى محاسن الناس , فهذا لا يعني أنني

قليلة الحذر .

وعندما أخذت تغالب دموع الغضب التي أوشكت على الانهيار ,

أشاحت بوجهها عنه وهي تقول بصوت منخفض متألم :

ـ لا بأس ! ربما كان رالف سيوافق على الزواج مني لو أنني

قدمت إليه (( مرج الملكة )) . لكنه , على الأقل , ما كان ليأخذ البيت

لنفسه , وإنما . . .

قاطعها غارد بخشونة :

ـ لكان دمره تماماً مثل إدوارد ! إكبــري , يا روزي ! هـــــل تصدقين

حقـــــاً أن رالف كان سيهتم مثقال ذرة بالمنزل وتاريخه ؟ وأنه ما كان

ليسحب أخشاب الجدران , ببالغ الســــرور , ليغطي بها السلم إذا وجد

ذلك ضرورياً لمؤسسته الخيرية ؟ هل تعلمين ماذا كان سيحصل (( لمرج

الملكة )) في مثل تلك الظروف ؟ إذا كنت تظنين أن أي شيء . . أي

شيء , على الإطلاق , من المنزل الأساسي كان سيبقى مألوفاُ لأبيك

أو جدك في الوقت الذي ينتهي فيه رالف وجماعته منه , أنت إذن

حمقاء .

قالت غاضبة :

ـ إنك لم تحب رالف قط , أليس كذلك ؟ كنت دائم السخرية

منه . حسناً , لا تظنني لا أعلم السبب , يا غارد . . .

سكتت روزي فجأة وهي تلتفت إليه لترى تأثير كلامها هذا عليه .

لم يبد عليه ما توقعت . لا الغضب البالغ ولا السخرية . . .

كان فكه متوتراً وكأنه يحاول السيطرة على نفسه. رأت النظرة

التي بدت في عينيه وهو يلتفت إليها . تملكتها رجفة لا إرادية وهي

تسمعه يقول بنعومة :

ـ استمري , يا روزي . . .

آه , كم تمنت لو أنها لم تبدأ هذا الحديث قط ! لكن فات أوان

التراجع الآن ! . . قالت تتحداه بشجاعة :

ـ إنك تكره الحقيقة أنه ليس مثلك , إنه لا يهتم بالمال أو المادة ,

لأنه . . .

أجفلت حين أخذ غارد يضحك , وتملكها الاضطراب لردة فعله

غير المتوقعة هذه التي نبهتها وحذرتها أكثر مما لو كان ثار غاضباً

منها مستنكراً مزاعمها . قال معنفاً :

ـ رالف لا يهتم بالمال ؟ لماذا إذن يزعجني على الدوام بطلب

التبرعات للملجأ الغالي ؟

ـ هذا أمر مختلف . إنه لا يريد المال لنفسه . إنه . . .

ـ لا ؟ هل هذا ما تظنينه حقاً يا روزي ؟ لا بأس . أنا أوافقك على

أنه لا يطلب المال لينفقه على نفسه , وعلى شراء أملاك لنفسه , لكنه

حتماً يريد المجد الذي يعرف جيداً أنه سيحصل عليه بتحويله ذلك

المكان الحقير المثير للشفقة إلى مبنى أفخم وأكبر حجماً وأهمية .

عضت روزي شفتها وحولت نظراتها عنه . رغم ما في كلام

غارد من قسوة , إلا أنه كان يحتوي على بذرة من الحقيقة هي أكثر

نزاهة وصدقاً من أن تنكرها .

شعرت بالارتياح وهي تدرك أنهما وصلا إلى مدخل القصر .

ولعل المدام تنتظرهما في الردهة , أو بالأحرى تنتظر غارد .

ـ ماذا . . ؟ لا شيء تقولينه عن نفسك , أو تدافعين به عن عزيزك

رالف ! ولا أدري سبب ذلك.

قال غارد ذلك ساخراً وهو يوقف السيارة أمام القصر . لكنها لم

تهتم بأن تجيبه . وما الفائدة , على كل حال ؟

أخذت روزي تخلع ثوبها , متعبة . لم تكن المدام في انتظارهما ,

ولكن عندما وصلا إلى جناحهما , أعلن غارد أن لديه عملاً عليه

إنجازه . ثم جلس خلف المكتب متجاهلاً إياها كلياً وهذا بالضبط ما

تريده هي . أما لماذا جعلها هذا متضايقة سيئة المزاج , فلم يكن لديها

أي تفسير . لا يمكن أن يكون السبب هو خسارتها نقاشاً معه , حتى

ولا شعورها بالغم من عبء هذا الدور غير المألوف ولا المرغوب

فيه .

قطبت جبينها عندما تعطل سحاب ثوبها . تملكها الضيق

وحاولت إصلاحه .

بعد عشر دقائق , وبعد أن آلمتها ذراعاها فيما لا يزال السحاب

معطلاً , اعترفت بالهزيمة , مدركة أن ليس أمامها سوى خيارين . . إما

أن تنام بثوبها هذا , وإما أن تلتمس المساعدة من غارد .

سارعت على كره منها إلى باب غرفتها تفتحه ثم تقف في العتبة

تنظر إلى غارد مترددة , بينما هو منكب على عمله . كان ظهره

نحوها . بدا منكباً على عمله بحيث ترددت روزي في مقاطعته . . .

ربما إذا هي حاولت مع السحاب مرة أخرى . . .

ـ نعم , يا روزي ! ماذا تريدين ؟

قفزت نظرات روزي المجفلة لتقابل نظرات غارد الذي وضع

القلم واستدار نحوها .

ـ إن السحاب في ثوبي معطل و . . .

ـ الأفضل أن تأتي إلى هنا وتقفي في الضوء لأتمكن من روية ما

أقوم به بشكل صحيح .

قال ذلك مشيراً إلى وسط الغرفة .

ـ ربما أنت تكبرين رغم كل شيء .

قال ذلك بجفاء وهو يمسك بكتفيها ليتمكن من فحص ظهر

ثوبها .

سألته متصلبة :

ـ ماذا تعني ؟ .

حاولت أن تستدير , شاعرة بأنه أخذ يسخر منها مجدداً , لكن

غارد كان يمسك كتفيها بشدة منعتها من الحركة .

تملكها شعور غريب لإحساسها بأنامله على بشرتها , ولرؤيتها

صورتهما معاً في المرآة التي تعلو المدفأة . صورتهما معاً في وضع

حميم كان يمكن أن يكون لعاشقين . .

أحست بقشعريرة خفيفة , وتنبهت إلى أنها ترى غارد , ليس كما

تراه دائماً , وإنما بصفته رجلاً ! . . ماذا لو كان غارد هو الذي تعرفت

إليه في الحفلة هذه الليلة , مثلاً , وهو الذي مدحها وغازلها ؟ . .

خفضت نظراتها إلى الأرض , شاعرة بشيء من الخجل لاتجاه

أفكارها على هذا النحو . سألها برقة :

ـ متى حدث هذا , يا روزي ؟ متى أصبح إصلاح ثوب أهم لديك

من عدائك نحوي ؟

قالت كاذبة :

ـ لا أدري ماذا تعني ! .

هل هو دليل نضج لديها أن تفضل طلب العون من غارد على

تمزيق ثوبها ؟ إذا كان الأمر كذلك , فقد بدأت تتمنى لو أن قرارها كان

أقل نضجاً .

إنها تشعر الآن بالتوتر يزحف على امتداد جسمها فيما غارد

يتفحص السحاب , مزيحاً شعرها من طريقه .

كانت قرأت في الروايات عن أنفاس الحبيب , لكنها كانت تسخر

من ذلك معتبرة إياه مبالغة كبرى . أما الآن . . . ابتلعت ريقها

بصعوبة , مكورة أصابعها بشكل قبضتين صغيرتين مرتجفتين بينما

تلفح حرارة أنفاس غارد ظهرها . قال بغيظ :

ـ اهدئي , يا روزي !

قوله هذا جعلها تدرك ما كانت تفعل . كانت لا إرادياً تميل

بظهرها إلى الخلف لتلتصق به وكأنها . . .

قالت محاولة الإبتعاد عنه :

ـ آه , دعه , يا غارد !

تملكها الذعر إذ انتبهت إلى أن هناك شيئاً مريباً جعل المشاعر

تشتبك في كيانها .

ـ اهدأي ! يمكنني أن أرى المشكلة الآن . هناك قطعة صغيرة من

القطن مشتبكة بالسحاب . أظنني سأتمكن من نزعها .

ـ أين ؟ دعني أراها . . . ربما يمكنني نزعها بنفسي .

قالت روزي ذلك محاولة الابتعاد عن غارد والاستدارة , في

الوقت نفسه , لتنظر من فوق كتفها . ولكن عندما تقدمت إلى الأمام ,

كان غارد تمكن من إطلاق السحاب , تاركاً المخمل اللين الناعم

ينزلق عن كتفيها والقسم الأعلى من جسمها .

تمسكت روزي بذعر , بالمخمل , متسمرة مكانها من المفاجأة

وقد التهب وجهها بينما أخذ غارد يتفحصها بنظره .

ـ كفى , يا غارد , كفى ! لا تحق إلي بهذا الشكل !

انفجرت تقول بصوت يماثل جسدها ارتجافاً . أرادت أن تستدير

هاربة , لكنها , لسبب ما , لم تستطع أن تتحرك . بقيت جامدة في

مكانها بينما نظرات غارد تتجول فوقها . قال برقة :

ـ بأي شكل ؟ إنني , على كل حال , زوجك يا روزي . في

الحقيقة . . .

عندما تقدم خطوة نحوها , حملقت فيه بعينين واسعتين ذاهلتين

وهي ترتجف , غير قادرة على سلخ نظراتها عنه . تابع يقول برقة :

ـ وفي الحقيقة , هل لديك فكرة عما تفعلينه بي في هذه اللحظة ,

وأنا أراك بهذا الشكل ؟ لو أنك تعمدت هذا العمل , لما تمكنت من

اختيار وضع أكثر إثارة , هل تعلمين ذلك ؟ لو كنت حقاً زوجك , يا

روزي , ما وقفت هكذا أتحدث إليك !

عندما سمعها تصدر شهقات صغيرة متتابعة , قال معنفاً :

ـ ماذا حدث ؟ من المؤكد أنك لست بريئة ساذجة إلى هذا

الحد . . .

ـ لا! . . . لا ! . . .

صرخت روزي باحتجاج وهي تستدير هاربة إلى غرفتها ثم تصفق

الباب خلفها وتستند إليه , بينما جسدها يرتجف كمن به حمى ,

وقلبها يخفق بعنف أشعرها بالغثيان . دموع العذاب التي انهمرت على

وجنتيها من بين أجفانها المغمضة لم يكن لها علاقة بالحرج البالغ ,

أو الغضب من غارد لما فعل .

منذ لحظة واحدة فقط , كانت تستمع مسحورة إلى رقة صوته !

الصدمة , الشعور بالحرج , بالذنب , بالخوف . . . كل ذلك

شكل لها نوبة من الذعر والألم الغامض .

ابتعدت روزي عن الباب ببطء وهي ترتجف من رأسها إلى

أخمص قديمها , شاحبة الوجه من تأثير الصدمة .

ما الذي يحدث لها ؟ ما الذي حدث لها ؟

اغتسلت بسرعة ثم خرجت من الحمام واستعدت للنوم , رافضة

النظر إلى صورتها في المرآة .

توهج وجهها احمراراً , لا بد أن شيئاً غير عادي حدث لها إذ

تتصور غارد يغازلها برقة وهي تستجيب له ! .

إنه فقط خداع مخيلتها , كما أخذت تطمئن نفسها , وغداً ستتغير

مشاعرها وتعود إلى حالتها الطبيعية .

* * * * * *

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:32 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7 ـ

بين عدوهـا وزوجهــــا


ـ ماذا حدث يا روزي ؟ لا أظنك ما زلت مستاءة لأنني أفسدت

عليك الغزل مع رينولد , أليس كذلك ؟

سألها غارد هذا بجفاء . التفتت روزي إليه بحذر , وهي تمد يدها

إلى حزام الأمان عندما أعلن المضيف في الطائرة أنهم على وشك

الهبوط .

هــــــل نسي غارد , حـقـــــاً , مــــــا حـــــدث تلك الليلة ؟ مـــا قـاله لها ,

والطريقة التي نظر بها إليها ؟ كان مقطباً جبينه قليلاً وهو يربط حزامه ,

وشيء من نفاذ الصبر يوتر فمه .

هذا الصباح , بدا غارد مختلفاً تماماً . من المستحيل أن يكون هو

نفسه ذاك الرجل الذي نبهها إلى ذاته , وإلى نفسها بشكل مثير .

أتراها بالغت فــــي ردة فعــلـها إزاء ما حدث ؟ هل ضخمت الأمور

أكثر مما هي عليه ؟ وهل كان ضرورياً بقاؤها مستيقظة معظم الليل ,

خائفة من مواجهة غارد في الصباح , ومما قد يقوله ؟

وعندمــــا لم يـشـــــر في الصــــباح إلى مــا حدث , شعرت بما يشبه

الخيبة . ليس هذا فقط , وإنما عاد يعاملها وكأنها طفلة مزعجة أكثر

منها . . .

أكثر منها ماذا ؟ امرأة ؟ تملكها انقباض مؤلم في صدرها , وسرت

في وجهها وجسمها حرارة أشعرتها بالضيف .

عندما استقرت الطائرة على المروج , قال غارد لها :

ـ هيا , يا روزي ! ليس علينا أن نرجع بمظهر يدل على أننا

متخاصمين .

أجابته بتكلف :

ـ أنا لست مستاءة , أنا . . . متعبة فقط هذا كل شيء .

ـ متعبة . . . بعد رحلة عمل دامت يومين ؟ هذا غريب !

قال غارد ذلك ساخراً , متجاهلاً احمرار وجهها خجلاً , ثم تابع ,

ـ سأوصلك إلى (( مرج الملكة )) وبعد ذلك علي أن أذهب إلى

مكتبي لمراجعة بعض الأمور , ثم إلى شقتي . هل طلبت من السيدة

فرينتون أن تهيئ لنا غرفة .

هـــــــزت روزي رأسها . هي تعلم أنها تتصرف كالنعامة . لكنه حتى

الآن لم تستطع أن تحمل نفسها على مواجهة النواحي العملية التي

يفرضها الزواج .

ليلة زفافهما , كانت رقدت في الغرفة التي تحتلها منذ طفولتها ,

بينما رقد غارد في واحدة من غرف الضيوف . لكنها تعلم الآن أن لا

سبيل للحفاظ على مظهر زواجهما إذا استمرا في النوم في غرفتين

يفصل بينهما ممر طوله نصف ميل تقريباً .

ـ أنا . . . فكرت في أن هناك غرفتين للضيوف يصل بينهما باب

داخلي ؛ فإذا نظمت الفراش بنفسي , عند ذلك لا يمكن للسيدة

فرينتون أن . . .

فقاطعها :

ـ لا يمكن للسيدة فرينتون ماذا ؟ لا يمكنها أن تعلم أننا نرقد في

غرفتين منفصلتين ؟ هذا رائع يا روزي ما دامت لا تعلم . أما إذا انتشر

الخبر بأننا نرقد في غرفتين منفصلتين , فيمكنك أن تثقي بأن محامي

إدوارد سرعان ما يطرق بابنا . . .

ارتبكت روزي , فسألها :

ـ ألا توجد غرفة نوم بسريرين ؟

ـ هناك غرفة المخزن , وسيبدو الأمر غريباً شاذاً إذا رقدنا

فيها .

قال بلهجة مطاطة :

ـ هذا صحيح .

وفي طريقهما إلى البيت , قال ساخراً :

ـ ابتهجي ! . إنها سنة واحدة فقط . ثم , من يدري ؟ ربما

سيعجبك ذلك في النهاية .

قالت باستنكار وتحد :

ـ أبداً .!

لكنها , على الفور , تذكرت ما شعرت به الليلة الماضية , فاحمر

وجهها .

ألقى عليها نظرة جانبية وهو يقول محذراً :

ـ حذار , يا روزي ! فقد يعتبر الرجل هذا الكلام تحدياً ويحاول

أن يثبت لك أن . . .

وفيما كانت روزي تشعر بالتشنج , رافضة كلام غارد , انعطف

بالسيارة صاعداً في طريق البيت , وإذا به يقطع كلامه فجأة ليسألها :

ـ أليست تلك سيارة إدوارد ؟

أجابت بفتور : (( بلى ! )) .

ـ . . . أتساءل ما الذي يفعله هنا . أتظنينه يقيم لنا حفلة ترحيب

بالعودة إلى البيت ؟ يا له من إنسان حساس يهتم بالآخرين !

قالت متجهمة الوجه :

ـ ما كان إدوارد يوماً حساساً . كانت له دوماً دوافعه الخفية .

ـ . . . وليس هناك مكافآت لمن يتكهن بها هذه المرة , أليس

كذلك ؟

عندما نظرت روزي إليه مستفهمة , قال مفسراً :

ـ المنزل , يا روزي , المنزل ! .

ـ لكن فات أوان ذلك , هو يعلم الآن أننا متزوجان .

أخذت تتساءل بقلق عما يفعله إدوارد في البيت . إنه يعلم مقدار

كراهيتها له وعدم رغبتها في وجوده .

نبهها غارد وهو يفتح الباب الثقيل :

ـ ابتسمي يا روزي , ابتسمي !

عندما أمسك لها الباب لتمر , كان عليها أن تحتك به في

مرورها , فبدا وكأنه يلفها بذراعيه وعندما التفتت إليه لتقول إن آخر

شيء تفكر فيه هو الابتسام , نظر إليها متمتماً :

ـ وضعك هذا جيد جداً , وإذا ازددت اقتراباً مني وفتحت فمك

قليلاً ربما يظن الناظر أنك تريدينني أن أقبلك . . .

أن يقبلها ! بدا السخط في عيني روزي . وقبل أن تقول شيئاً ,

أسرعت السيدة فرينتون إلى الردهة , تستقبلها بقلق بادٍ على وجهها :

ـ آه , يا روزي ! . . أعني يا سيدتي . . .

ـ يمكنك مخاطبتي باسمي , يا سيدة فرينتون , يبدو عليك

الاستياء ! مـاذا حدث ؟

قبل أن تجيب المرأة , سمعت روزي شخصاً يهبط السلم ,

وعندما رفعت بصرها رأت أنه إدوارد يبتسم لها ابتسامة التسامح

الزائفة .

ـ آه , روزي . . . وغارد !

هتف بذلك , ثم تبددت ابتسامته وهو يهز رأسه باكتئاب :

ـ آسف للخبر السيئ ! اكتشفنا الأسبوع الماضي أن العيب الذي

كان ظهر في بناء بيتنا وكنا نظنه بسيطاً , وهو في الواقع خطر جداً .

لذلك لم نجد أمامنا سوى الانتقال إلى هنا أثناء قيام العمال

والمهندسين بعملهم . وقد تملك مرغريت القلق بشأن انتقالنا إلى هنا

من دون إعلامكم بذلك . لكنني وبختها على هذا العناء , وإلا ما فائدة

القرابة إذا لم يساعد الأقرباء بعضهم بعضاً عند الحاجة ؟ وإلى أين

نذهب ؟ كان من المستحيل علينا الانتقال إلى فندق بكل أوراقي

السرية , كما أن الضجيج سيصيب مرغريت بالصداع الرهيب الذي

يعادوها في مثل هذا الحال . ثم عندما تبدأ العطلة الدراسية ويعود

الولدان . . . قلت على الفور إن علينا الانتقال إلى هنا . ما زالت

مرغريت في البيت تشرف عل نقل آخر الأمتعة . لكنها سرعان ما

تصل . لقد سمحت لنفسي بإعطاء السيدة فرينتون الأمر بتجهيز جناح

الجد لنا . علينا طبعاً أن نحضر سريرين من غرفة المخزن . إننا نفضل

هذا النوع من الأسرة هذه الأيام , لأن مرغريت لا تستطيع النوم

جيداً . . .

ساد صمت مطبق أخذت روزي أثناءه تحدق في إدوارد , غير

مصدقة ما سمعت .

ـ أنا مدرك طبعاً أنكما عريسان , لكنني أتعهد لكما بأنكما لن

تشعرا بوجودنا هنا , كما ستجدين في مرغريت عوناً لك في شؤون

البيت , يا عزيزتي روزي . إنها معتادة على إدارة البيوت الواسعة ,

وتنظيم الحفلات , وسائر الأمور المشابهة .

جذبت روزي نفساً متقطعاً , وفتحت فمها ثم عادت فأقفلته , غير

واثقة مما عليها أن تقول . بدلاً من الكلام نظرت إلى غارد متوسلة .

الحمد الله أنه معها ههنا . إنه يعرف كيف يتعامل مع إدوارد وكيف

يحمله على مغادرة المنزل . لكنها ذهلت وهي تراه , بدلاً من أن يأمر

إدوارد بالمغادرة على الفور , يقول له بلهجة عادية :

ـ جناح جد روزي ! أظن أنه الجناح الرئيسي في المنزل !

فقال إدوارد بلطف :

ـ نعم , هذا صحيح !

ثم أضاف بهجة اهتمام بدت لها زائفة :

ـ آه , عرفت من السيدة فرينتون أنكما , أنت و روزي , لا

تستعملانه . يبدو أنها , في الواقع لا تعلم أين ستنامان . . .

أخذ ينقل نظرات الثعلب بينها وبين غارد , ثم عاد يقول :

ـ وطبعاً , الحمام الملحق بالجناح الرئيسي . . .

ـ ولهذا السبب , مع الأسف , عليك أن تختار غرفة أخرى .

هكذا قاطعه غارد بهدوء بينما اتسعت عينا روزي ذاهلة غير

مصدقة . ما الذي يقوله غارد ؟ لماذا لم يخبر إدوارد بأن عليه المغادرة

فوراً ؟

أجفلت حين مد غارد ذراعه حولها , وجذبها إليه . تصلب جسدها

رافضاً بغضب وهي تحملق فيه , بينما يتابع :

ـ كنا , أنا و روزي , نتحدث لتونا أثناء رحلة العودة عن تجديد

ذلك القسم من المنزل . إنني , في الواقع , أنوي الاتصال بالمهندس

غداً . لأكون صادقاً معك , يا إدوارد , أعتقد أنك ستجد غرف الطابق

العلوي أكثر ملاءمة . . . خصوصاً , مع قدوم العطلة المدرسية

وحضور الأولاد . وطبعاً , لأننا عريسان جديدان نرغب في العزلة ,

كما قلت بنفسك .

ثم التفت إلى روزي قائلاً برقة :

ـ أليس كذلك , يا حبيبتي ؟

لم ينتظر جواباً منها , لحسن الحظ , وكذلك إدوارد . قال إدوارد

بحذر :

ـ أفهم من كلامك عن الطابق العلوي أنك تعني غرفتي النوم في

طابق الأمتعة القديمة , طابق الخدم . . .

ـ هذا صحيح ! والآن , نرجو المعذرة , يا إدوارد , لأن علينا القيام

ببعض الأمور . وبما أنك لست ضيفاً ههنا , فإنك لا تتوقع منا البقاء

معك احتفاءً بك , آه , كما أظنك لن تستطيع استدعاء السيدة فرينتون

لمساعدتكم . آسف لأنني أتصرف بشكل تدعوه روزي تزمتً تقليدياً !

يا إدوارد . . . أنا أعلم أنك لن تتأثر بما سأقول ؛ و حيث أننا سنعيش

تحت سقف وأحد , أعرف أنك ستتفهم رغبتي في عدم دخولك أنت

أو أسرتك إلى المكتبة و المكتب بما أنني عريس , أحب أن أمضي

كل ما أستطيعه من وقت مع عروسي , وهذا يعني أنني سأعمل , قدر

الإمكان , في المنزل .

ثم أضاف مبتسماً في وجه روزي الساخط :

ـ ليس عليك أن تقلقي من هذه الناحية , يا حبيبتي , سأقوم بكل

الترتيبات مع الفنيين بخصوص الفاكس والكومبيوتر وغير ذلك .

آه . . . هذه أنت سيدة فرينتون ؟ أنا و روزي قادمان من رحلة متعبة .

هلا أحضرتِ لنا غداء خفيفاً إلى غرفة الجلوس الشتوية ! لن أدعوك

للغداء معنا , يا إدوارد , لأنني أعلم كم أنت مشغول . . . آسف

لحظك السيء ! أعني بالنسبة إل تصدع بيتك .

أضف غارد ذلك بينما أخذ إدوارد ينظر إليه بحذر .

كان ضغط أصابع غارد المؤلم تقريباً على ذراع روزي هو الذي

منعها من أن تنفجر غاضبة قبل أن يصلا إلى الصالة الشتوية الصغيرة

المبطنة جدرانها بالخشب . ولكن عندما أصبحا هناك , انغلق الباب

خلفهما بأمان , نفضت نفسها بعيداً وسألته بغضب والدموع تنفر

من عينيها :

ـ لماذا لم تطلب من إدوارد مغادرة البيت ؟ لماذا تركته يظن أن

لا بأس في بقائه هنا ؟ إنك تعلم أنه لن يستطيع البقاء . لا أريده هنا! لا

أصدق أنه لا يملك مكاناً آخر يذهب إليه . إنه يفعل هذا فقط

لأجل . . . لأجل . . .

قال غارد متجهماً :

ـ استمري . لأجل ماذا ؟

اندفعت تقول غاضبة :

ـ لأنه يريد أن يتجسس علينا , لأنه . . .

قال غارد عابساً :

ـ لأنه يرتاب فينا !

حولت عينيها إلى ناحية أخرى . لقد بدأت تدرك معنى وجود

إدوارد في هذا البيت والغرض منه . ظنت في البداية أنه انتقل إلى هنا

ليغيظهما فقط . لكن غارد جعلها تعلم أن إدوار ذو غرض أشـــــد لؤماً

وخطورة . وهذه الخطورة جعلت الدم يهرب من وجهها مخلفاً شحـوباً

بالغاً وتوتراً .

ـ تقول إنه يرتاب في أننا لسنا . . . أن زواجنا . . . ولكنها مجرد

تكهنات منه .

قالت ذلك وهي تذرع أرض الغرفة متوترة الأعصاب , ثم اقتربت

من غارد تنظر إليه متوسلة كأنها تطلب الموافقة على كلامها .

أجاب مسلماً بقولها :

ـ في هذه المرحلة , نعم . إنما لا تقللي من شأنه يا روزي . إنه

رجل خطر للغاية .

ـ إذا كنت تظن ذلك حقاً , لماذا إذن تركته يبقى هنا ؟ كان عليك

أن تطلب منه المغادرة .

ـ وأجازف بتقوية شكوكه ؟ لا . . . لا أستطيع القيام بذلك . كنت

أنذرتك أن شيئاً كهذا ربما يحدث , وذلك منذ البداية .

ـ لا , أنت لم تخبرني . إنك لم تقل شيئاً عن انتقال إدوارد

للسكن معنا , أو . . .

ـ ليس بالضبط . لكنني أشرت لك إلى المجازفة التي نحن

مقدمان عليها . وكذلك حذرتك من أنني لن اسمح أبداً بتعريض

سمعتي , الشخصية والعملية , للخطر بهذا الزواج . لا تخدعي

نفسك , يا روزي , لن يكون المنزل وحده ما سنواجه خسارته لو أن

إدوارد استطاع رفع دعوى ضدنا . . . الناس يواجهون أحكاماً بالسجن

لأمور أقل من هذه .

وسكت وهو يهز رأسه . شحب وجه روزي ذهولاً , وهمست :

ـ السجن ! . . لا ! . . لا! . . إنك تحاول إخافتي فقط .

توترت روزي وقطب غارد جبينه عندما سمعا طرقاً على الباب .

دخلت السيدة فرينتون حاملة صينية واسعة , فهدأت روزي

قليلاً . . لكن توترها سرعان ما عاد إليها نظرت مديرة المنزل

إليهما بقلق , ثم انفجرت تقول :

ـ لا أريد أن أقول شيئاً ليس من شأني , لكنني اشتغلت عند جدك

مدة طويلة . . . وقد بدأ السيد إدوارد يلقي علي كثيراً من الأسئلة .

سألها غارد بهدوء :

ـ أي نوع من الأسئلة , يا سيدة فرينتون ؟

أخذت روزي تتسائل : كيف يستطيع الاحتفاظ بهدوئه في مثل

هذه الحال ؟ ألم يخبرها لتوه أن الوضع دقيق وخطر ؟ ! . . . السجن ! . .

هذا مستحيل ! . . .

ـ حسناً , أراد أن يعلم أي غرفة ستستعملانها أنت و روزي .

مثلاً , قال إنه لا يريد أن يزعج أي شخص بأخذ الغرفة التي يريد .

وقال إنه لاحظ أن أشياء روزي ما زالت في غرفتها . . .

شهقت روزي ثائرة . كيف تجرأ إدوارد على دخول غرفتها ؟ لو

كان جدها ما زال حياً , لما سمح مطلقاً . . .

لو كان جدها ما زال حياً لما حدث أي من هذه الأمور , ولما

كانت احتاجت إلى الزواج من غارد . لما شعرت بحاجة إلى الكذب

والخداع . شعرت بالدموع الحارة تتجمع في مآقيها .

ـ قلت له إنني لا أعرف أية غرفة ستستعملان , لكنه ظل يلح علي

بالأسئلة . سألني عن الغرفة التي بتما فيها بعد الزفاف . . .

واحمر وجه السيدة فرينتون خجلاً و هي تنظر إليهما .

قال غارد يطمئنها بسرعة :

ـ لا بأس , يا سيدة فرينتون . كنا , في الحقيقة , سنتباحث معك

في أمر غرفة النوم , لأنني واثق من حسن تفهمك . هناك غرفة معينة

لا تريد روزي استعمالها , وذلك لأسباب عاطفية . غرفة أبيها , مثلاً ,

وكذلك غرفة جدها . وقد سبق وأخبرتها بأنني لا أستطيع مشاركتها

غرفتها الحالية .

قال غارد ذلك بلطف , جاعلاً روزي تنظر إليه ساخطة . ذلك

أنهما لم يتحدثا في مثل هذه الأشياء . وإذا كان يظن أنه يتظارف . .

فمن الواضح أن مديرة المنزل تعلم أن ليس بإمكانهما استعمال تلك

الغرفة , خصوصاً أن ليس فيها سوى سرير فردي .

ـ كنا فكرنا في القيام بجولة في أنحاء البيت لنختار غرفتنا رغم

أنني أعتقد أن أية غرفة نختارها ستكون مؤقتة , إذ أن أغلب الغرف

ينبغي تحديثها . أنا شخصياً أفضل الحمامات الواسعة , وذلك لأسباب

مختلفة .

أضاف غار ذلك بمكر ناظراً إلى روزي , ما جعلهما , هي

ومديرة المنزل , تحمران خجلاً . وتابع يقول :

ـ لكن روزي تصر على شراء أحدث طرازاً , وأعترف أنني

سأفتقد الدوش القوي الذي في شقتي . . .

انتظرت روزي حتى خرجت مديرة المنزل , ثم هزت رأسها

غاضبة عندما سألها غارد عما إذا كانت تريد أن تأكل شيئاً , متسائلة

كيف يمكنه أن يأكل الفطائر بمثل هذا الهدوء وكأن شيئاً لم يحدث .

انفجرت تقول :

ـ إنك تعلم أننا سبق وقررنا أي غرفة سنستعمل . . .

قاطعها قائلاً وهو يضع صحنه جانباً ثم ينتصب واقفاً :

ـ هذا في الماضي . أما الآن , فقد تغيرت الأمور يا روزي , ولهذا

عليك أن تنامي في غرفتي طوال مدة وجود إدوارد وأسرته ههنا .

ـ في غرفتك ؟ وأين ستنام أنت ؟

كانت قد تكهنت بالجواب مسبقاً , والنظرة التي رمقها بها أكدت

أسوأ شكوكها . قالت بسرعة :

ـ آه , كلا . لا , لا . . ليس ذلك ! لن أشاركك غرفتك . . يا غارد ,

وأنام في نفس . . . لا , لا أستطيع !

قال متجهماً :

ـ ليس دينا خيار آخر . إما أن تشاركيني الغرفة و الفراش , يا

روزي , وإما تشاركي شخصاً آخر في أحد سجون المملكة المتحدة .

قالت مستنكرة :

ـ لا , لا ! إنك تحاول إخافتي فقط .

ـ ماذا ؟ أتظنينني حقاً متلهفاً إلى أي امرأة فألجأ إلى إخافتك كي

تنامي معي ! اكبري , يا روزي ! ليس هذا الأمر ما يقلقني حالياً , وإنما

جريمة الإحتيال .

قال غارد ذلك ساخراً , بينما أخذت تعض شفتها قلقة . ثم سألته

بهدوء :

ـ هل تعني هذا حقاً ؟ هل تظن حقاً أن إدوارد يرتاب في أمرنا .

صدرت عنها رجفة خفيفة وبدا الخوف في عينيها , وهي تتابع :

ـ إننا لن نذهب حقاً إلى السجن , يا غارد , أليس كذلك ؟ أعني ,

ليس الأمر وكأننا . . .

ـ وكأننا ماذا ؟ وكأننا ارتكبنا ذنباً في تآمرنا معاً لحرمان إدوارد

من إرثه ؟ أشك في أن المحكمة ستتساهل في أمر كهذا . هذا طبعاً إذا

اخترت أن تتجاهلي نصيحتي و تجازفي . . .

ـ لا !

سارعت روزي تنفي ذلك . كانت قد بدأت حقاً تشعر بالخوف .

قال :

ـ إنني لست أسعد منك بهذا الوضع . وافقت أن أتزوجك , يا

روزي , لا لأنام معك . وصدقيني إذا كان هناك طريقة أحمل بها

إدوارد على مغادرة البيت دون أن أزيد من شكوكه , لما تأخرت

باستعمالها .

لم يكن غارد يريد أن ينام معها , أن يشاركها سريره ! قطبت

روزي حاجبيها مشككة في كلامه .

وهذه المشاعر الضبابية الغريبة التي تملكتها , هل هي خيبة أمل

وجرح في الكرامة لهذا الرفض ؟ لا , بكل تأكيد !

* * *

ـ وهكذا . . يبدو أن هذه الغرفة هي الأكثر ملاءمة . إلا إذا كنت

تفضلين واحدة من الأخريات !

هزت روزي رأسها بصمت . لقد أمضيا لتوهما ساعة كاملة

يتفحصان الغرف !

كانت روزي توقفت لحظة قصيرة أمام الغرفتين المتصلتين اللتين

سبق وتحدثت عنهما , لكن غارد أمسك بذراعها يجرها بعيداً , وهو

يتمتم متجهماً :

ـ اعتبري نفسك محظوظة لتمكني من دفع إدوارد بعيداً عن

طابقنا , وإلا كنا رأيناه في الغرفة التالية متلصصاُ علينا , مسجلاً بلهفة

كل صوت . . .

عندما رأى تغير ملامحها , عبس ساخراً :

ـ أتجدين هذا كلاماً منفراً ؟ حسناً , صدقيني أنه لا شيء يذكر

بالنسبة لما قد تسمعينه في المحكمة . . .

كانا الآن يقفان في غرفة واسعة في الطرف المقابل من البيت ,

من الغرف التي كانوا , هي وأبوها و جدها , يحتلونها . وقفت روزي

صامتة تتأمل السرير الضخم ذا الأربعة أعمدة .

هذه الغرفة , بسريرها الواسع المريح , وخشبها الدافئ الذي

يبطن الجدران , و مدفأتها , حتى الأريكة العميقة تحت النافذة . . .

هذه الغرفة ربما كانت في وقت ما ملجأ لامرأة أخرى تشعر فيه

بالراحة والسلام , وربما بمتعة الحب . . . لكنها , هي روزي , لا

يمكنها أن تراها بهذا الشكل . عضت شفتها بعنف , محاولة صد ما

تشعر به من كرب .

أدركت , لأول مرة في حياتها تقريباً , أنها تشعر بالخوف ! ليس

من غارد , مهما بلغ تهربها من مشاركته الغرفة . . والسرير . .

لا , ما كانت تخافه هو الخطر الذي كشف لها عنه . سألته بصوت

خافت وقد جفت شفتاها :

ـ نحن لا يمكن . . . إننا لن نذهب حقاً إلى السجن , أليس

كذلك ؟

ـ ماذا تريدينني أن أقول لك , يا روزي ؟ أن أكذب عليك بكلمات

حلوة لأخفف عنك ؟ إنك أنت التي تصرين على أنك امرأة ولست

طفلة !

ـ ولكن إذا اعتقد إدوارد أننا ننام مع بعضنا البعض , أننا متزوجان

حقاً , أتظنه سيتوقف إذ ذاك عن الارتياب فينا ؟

ـ من المؤكد , عندئذ تصبح شكوكه واهية الأساس إنما لا

تقللي من شأن إدوارد , يا روزي . إنه كاذب خداع . ومثل كل

الكذابين الخداعين , يعرف تماماً كيف يميز هذه الخصال في

الآخرين .

ـ لا أظن أحداً نام في هذه الغرفة منذ حفلة عيد ميلاد جدي

السبعين .

قالت روزي ذلك بصوت متوتر , متجاهلة كلام غارد , ثم تقدمت

نحو أوسع نافذتي الغرفة .

كان المخمل الذي يغطي الأريكة قديماً باهت اللون كالستائر

وغطاء السرير , لكنه ما زال سميكاً ناعماً ينطق بالترف ولا يماثله أي

نسيج عصري , في شهر العسل . . .

أجاب غارد بهدوء :

ـ نعم . أعلم هذا !

كان في صوت نبرة لم تسمعها منه من قبل . بدا وكأنه يشعر

نحوها بالعطف . . . بالشفقة . . .

ـ روزي , أنا أعلم أن هذا ليس أمراً سهلاً بالنسبة إليك . . .

تصلب جسم روزي وهي تلاحظ تقدمه نحوها من الخلف .

تحولت عن النافذة مندفعة في الحديث :

ـ إننا بحاجة إلى ملاءات نظيفة و . . . مناشف . هنالك بعض

الملاءات , كما أظن , كبيرة الحجم . . . إنها إرلندية وكانت جزءاً من

جهاز جدتي إنه سرير كبير الحجم جداً . . .

ـ نعم , سرير كبير الحجم جداً , أكثر اتساعاً مما نحتاجه وكذلك

عليه وسادتان مستطيلتان .

ـ وسادتان مستطيلتان ؟

ـ نعم , وسادتان مستطيلتان إنك تضعينهما على طول السرير

فتقسمانه إلى قسمين . في وقت ما , لم تكن أي رواية عاطفية تخلو

من (( وسادة خالية )) . . . أو هذا ما سمعت عنه !

قال ذلك هازلاً .

قالت بابتسامة باهتة :

ـ لا يمكننا استعمالهما رغم وجودهما . ربما يراهما إدوارد !

تهدج صوتها فجأة والدمع يفيض من عينيها ثم صرخت بتعاسة :

ـ لم أتصور قط أن الأمر سيكون بهذا الشكل . كل ما فكرت فيه

هو حماية المنزل , هذا كل شيء !

ـ نعم , أعرف هذا . هيا ابكي ما شئت , هذا يخفف عنك .

قال غارد ذلك وهو يجتاز الغرفة ويأخذها بين ذراعيه بحنان

غريب .

لم يكن لديها وقت للاحتجاج أو الرفض . كان رجلاً مختلفاً .

أدركت ذلك وهي تستكين إلى صدره وذراعيه الدافئتين . أشعرها

بمبلغ ما كانت تحس به من وحدة . . . لقد رحل أبوها وجدها ولم

يعد لها أحباب تلجأ إليهم لتشكو أحزانها ومشاكلها .

هذه الأفكار جعلت دموعها تفيض بغزارة مبللة قميص غارد

القطني الأبيض . قالت محتجة وهي تشهق مع الكلمات :

ـ لم أكن أقصد هذا .

ـ أعرف .

بدا صوت غارد حنوناً مغرياً في أذنيها , بنفس الحنان الذي تشعر

به بين ذراعيه .

ـ أنا خائفة يا غارد . ماذا سنفعل ؟

اعترافها الهامس هذا جعل ذراعيه تشتدان حولها قليلاً . لا بد أن

غارد خائف هو أيضاً , كما أخذت روزي تفكر , وإلا لما ضخم من

خطورة موقفهما بهذا الشكل .

ـ حسناً , هناك طريقة واحدة يمكننا بها التخلص من إدوارد !

انتفضت روزي ورفعت رأسها عن كتفه تحدق فيه غير مصدقة :

ـ أتعني أن نخبره بالحقيقة ؟ نعترف بأننا تعمدنا خداعه ؟ لا . . .

لا يمكننا القيام بذلك !

أحبطت عندما تركها غارد فجأة مبتعداً عنها بجفاء وفتور , ثم

وقف مديراً لها ظهره وهو يقول بصوت خشن :

ـ الحق معك ! لا يمكننا القيام بذلك ! اسمعي , علي أن أذهب

إلى المكتب الآن وسأحاول العودة بأسرع وقت ممكن . أما إدوارد ,

فسيكون مشغولاً بنقل أوراقه السرية , وسيكف عن مطاردتك أثناء

غيابي .

ماذا حدث للتناغم الذي كان بينهما منذ لحظات فقط ؟ أين ذهب

كل ذلك ؟ ولكن , كان عليها أولاً أن تسأل نفسها من أين جاء ذلك ,

كما حدثت نفسها والتعب يتملكها , وعما إذا حدث ذلك فعلاً أم أنها

كانت مجرد تخيلات . . . هكذا أخذت روزي تتساءل بقلق بعد

خروج غارد .

لم يحدث بينهما تقارب عاطفي قط , من قبل . . . ومع ذلك ,

يمكنها أن تقسم أنها شعرت , حين أخذها غارد بين ذراعيه , بأنه يريد

أن يواسيها من كل قلبه , أن يطمئنها , أن يتقرب منها . .

غارد يريد أن يتقرب منها ؟! ها هي ذي الآن تسمح لمخيلتها بأن

تذهب بها بعيداً .

لا شك أنه , في الواقع , يلعن اليوم الذي وصلت به الحماقة إلى

القبول بالزواج منها .

ـ كل ما أجروه هو أن تقدر ما نفعله لأجلك .

همست بذلك للمنزل وهي تلمس الجدار, عندما فتحت باب

غرفة النوم .





ـ ما أجمل فرش السرير اللائق بالملاءات !

هتفت السيدة فرينتون بذلك راضية وهي تتراجع إلى الخلف

لتبدي إعجابها بما أنجزته مع روزي .

السرير ذو الأعمدة الأربعة , وكذلك كل قطعة من الأثاث في

الغرفة , بما في ذلك خشب الجدران . كل ذلك صُقل ولمع , وغسلت

النوافذ . صنابير المياه النحاسية في الحمام دُعكت حتى أصبحت

كالذهب , وأخيراً , فُرش السرير بالملاءات والبطانيات والغطاء

التقليدي المطرز باليد .

نظراً لاتساع السرير , احتاج فرشه إليهما معاً . واستاءت روزي

داخلياً عندما قالت مديرة المنزل إن الأسرة العصرية تجعل الحياة

أسهل :

ـ إنك تتعبين كثيراً في العثور على غطــاء لسرير بهذا الحجم

يكفي اتساعه لنوم الأسرة كلها , أليس كذلك يا روزي ؟

أُسرة ! . . ومرت أمام عيني روزي سحابة صغيرة وهي تنظر

السرير .

تملكها شعور بالفـــراغ . . إحســـاس مؤلم بالوحــدة البالغة , بعدم

وجود شخص حميم يشاركهما حياتها , إنه شعور لم تعرفه من قبل .

شعور تملكها , لأول مرة , عصر هذا اليوم , بعد أن أبعد غارد من

حولها ذراعيه . وتملكتها قشعريرة أقلقتها .

عندما كتب جدها وصيته , كان يريد أن يبقى البيت ضمن

الأسرة . أن يعيش أحد فيه . أن يحبه أحفاده . ثم أخذت روزي تحدث

نفسها بثقة : غارد سيحبه ويعيش فيه ! سيحمي المنزل ! وفي النهاية ,

سيعيش فيه أولاده .

تملكها الذعر لعنف الشعور بالوحشة الذي اكتسحها , خصوصاً

وهي لا تعلم نماماً سبب شعورها هذا . . هل هو التفكير في أن أولاد

غار لن ينشأوا في (( مرج الملكة )) , كما نشأت هي , أم التفكير في أن

أولاد غارد هم الذين سينشأون فيه ؟

ومع ذلك , لم يحدث قط أن شعرت نحو المنزل بنزعة التملك .

لا نحو المنزل ولا نحو غارد , وإنما العكس .

القشعريرة البسيطة أصبحت رجفة عنيفة عندما أخذت الأفكار

والتصورات تُلهب مخيلتها , فحاولت إخمادها بالحديث إلى مدبرة

المنزل , محدثة نفسها بأن وجود إدوارد في البيت هو وحده مصدر

قلقها وتعاستها .


* * * * * *

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:33 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8 ـ

غـــارد والحب


ـ حسناً , والآن أظنكما تريدان أن نترككما بمفردكما .

الابتسامة الوحيدة التي منحها إدوارد لروزي لم تزدها إلا

اشمئزازاً .

ـ ليس عليك أن تبقى هنا , يا مرغريت !

أمر زوجته بذلك , بعد أن اختفى ظرفه المصطنع , وهو يشيح

بوجهه عن روزي ويحدق في زوجته عبر مائدة العشاء , متابعاً :

ـ ما زال هناك أشياء كثيرة عليك أن ترتبيها , لا أدري كيف تبقين

جالسة عديمة النفع بهذا الشكل !

استاءت روزي بغضب لأجل مرغريت , عندما احمر وجه المرأة

الشاحب الهزيل ونهضت على الفور طائعة تلبي أوامر زوجها .

حاولت روزي مساعدتها بشكل آلي , دافعة كرسيها إلى الخلف

وهي تقول لها بسرعة :

ـ لماذا لا تؤجلين ذلك إلى الغد , يا مرغريت ؟ لن أذهب إلى

العمل في الملجأ قبل العصر , وبذلك يمكنني مساعدتك , وأنا واثقة

من أن السيدة فرينتون لن تمانع في مساعدتنا كذلك . . .

ـ الملجأ ! . . ( ارتفع حاجبا إدوارد وهو يقاطع روزي بغلاظة ) يا

إلهي ! . . كنت أظن غارد وضع حداً لذهابك إلى هناك . بالنسبة إلى

تلك الحثـــالة من الناس القانطين في الملجأ , لا أدري ماذا

بإمكانك . . .

قاطعته روي غاضبة :

ـ إنهم ليسوا من حثالة الناس ! ليس منهم من كان يريد أن يكون

شريداً دون مأوى , يا إدوارد . . . ليس منهم من كان يريد أن يعتمد

على الآخرين , على الدولة للحصول على صدقات و . . .

نفرت عندما أمسك غارد بيدها . أرادت أن تنتزع أصابعها من

قبضته , لكنها لم تجرؤ تماماً على ذلك . عملها في الملجأ كان على

الدوام موضوع جدال , خصوصاً مع جدها الذي كانت وجهه نظره

تنزع إلى الطراز القديم . كذلك , اشتبهت روزي في أن غارد يشارك

إدوارد رأيه , وسرعان ما سمعته في فكرها يقول بحزم وجهة نظره بأن

ما كانوا يحاولون إنجازه من وراء هذا الملجأ ما هو إلا تبديد للوقت

والمال .

ـ روزي على صواب تماماً , يا إدوارد ! وهــؤلاء الناس لا

يستحقون عطفنا فقط وإنمــا مساعداتنا العملية كذلك . وبمعزل من

موقفي الخاص , وحتى لو كنت أخالفها الرأي , فليس من حقي

التدخل في عملها . هي زوجتي , ونحن متماثلان في الحقوق . إنني

احترم حقها في تقرير ما تفعله وما لا تفعله . وعلى كل حال , إذا لم

يكن هناك احترام وثقة متبادلين بين الزوجين , كيف يمكن أن يكون

هناك حب ؟

استدارت روزي تنظر إلى غارد ذاهلة ! لم تتوقع منه قط أن يعبر

عن مثل هذه الآراء ! أتراها بعيدة إلى هذا الحد عن غارد ؟ غارد الذي

كانت تظن نفسها تعرفه ؟ غاد الذي طالما اعتبرته دوماً متغطرساً

مستبداً !

بطرف عينها , رأت وجه مرغريت بملامحه الكئيبة التعسة .

مسكينة مرغريت ! كم هي مأساة أن تتزوج رجلاً مثل إدوارد ! وكم

تكون المأساة أكبر لو أنها أحبته ذات يوم !

هذه الحادث الصغيرة استقرت في ذهنها , وعندما أصبحت هي

و غارد بمفردهما أخيراً , استدارت نحو تسأله بتشكيك :

ـ هل كنت تعني حقاً ما قلته ؟ من . . . عن اعتقادك بأن . . . بأن

حبك لشخص بمعنى الاحترام له والثقة به ؟

النظرة الفاحصة التي رمقها بها جعلتها تتمنى لو أنها لم تثر هذا

الموضوع . سألها بجفاء :

ـ إنها المرة الأولى , أليس كذلك , التي تكتشفين فيها أن لدي

أفكاراً ومشاعر بدلاً من . . . ؟

ـ بدلاً من ماذا ؟

هز رأسه ببساطة , ثم قال بهدوء :

ـ نعم ! أنا أعتقد حقاً أن الاحترام والثقة يسيران مع الحب جنباً

إلى جنب . . . الحب الحقيقي وليس ذلك الحب الشائع المبني على

الشهوة . الذي يحب شخصاً ما , يعني أنه يحبه كما هو لذاته , يريده

أن يكون هو نفسه بدلاً من محاولة تغييره إلى الصورة المسبقة التي

رسمها في خياله . هذا يعني أنه يحبه لما هو عليه وليس بالرغم مما

هو عليه . . .

وإذ لاحظ عليها شيئاً من الاضطراب , قطب جبينه وسألها برقة :

ـ ما هذا ؟ ماذا حدث ؟

أجابت تلقائياً :

ـ لا شيء ! لا شيء أبداً !

لم تجرؤ على النظر إليه مباشرة لاحتمال أن يرى المشاعر في

عينيها فيتكهن بتأثير كلماته عليها . هل يمكن أن يحبها شخص ما

بهذا الشكل ؟ بمثل هذا الصدق ؟

أذهلها أن غارد هو , من بين جميع الناس , الذي وصف لها

الحب كما تتصوره وتتمناه بالضبط . غارد الذي لو كانوا سألوها عنه ,

لما ترددت في القول إنه لا يستطيع فهم هذه المبادئ ولا المشاركة

فيها .

سمعته يقول لها :

ـ يبدو عليك التعب لماذا لا تذهبين إلى سريرك قبل أن يقرر

إدوارد فرض صحبته علينا ؟ ربما نال كفايته من إرهاب مرغريت !

لم تستطع مقاومة سؤال ألح عليها , فقالت بهدوء :

ـ أتظنها أحبته يوماً مــا ؟

هز رأسه قائلاً بلهجة حاسمة :

ـ لا ! أبداً ! أما أنه الرجل الذي انخدعت بأنه يحبها , أظن

نعم ! . . . ويا لتعاسة تلك المرأة ! .

ـ لا أدري لماذا تبقى معه وهو يعاملها بهذا الشكل الرهيب .

ـ لعله دمر احترامها وتقديرها لنفسها إلى درجة لم تعد تستطيع

معها الرحيل . ثم هناك طبعاً ولداها .

ـ إنه شخص رهيب يتلذذ بإرهابها وتعذيبها . . .

قال غارد محذراً :

ـ نعم ! وهذا لا شيء بالمقارنة بما قد يريده لنا إذا ما اكتشف

الحقيقة عن زواجنا .

ارتجفت روزي قليلاً , وهي تقول متوسلة والخوف في غينيها :

ـ لا تقل شيئاً , يا غارد !

قال يطمئنها :

ـ لا بأس ! ليس ثمة سبب يجعله يكتشف الحقيقة ما دمنا , نحن

الاثنين , حذرين . . .

همست قائلة :

ـ لم يخطر لي قط أنه سيفعل شيئاً كهذا , ينتقل إلى هنا . . .

ـ كفى قلقاً لهذا الأمر ! ولا تنسى أن عليك الظهور بمظهر عروس

في غاية السعادة !

منحته روزي ابتسامة شاحبة :

ـ هذا صحيح ! وأياً ما كان الأمر , لا سيما إذا كنا نحب بعضنا

بعضاً , فإن وجود إدوارد أو أي شخص آخر هنا , هو شيء غير

مرغوب به .

قال موفقاً :

ـ غير مرغوب به على الإطلاق .

شيء ما في نظرته و نبرة صوته , جعل قلبها يخفق ووجهها يحمر

قليلاً . قالت بصوت أبح :

ـ الحق معك ! يجب أن أذهب إلى فراشي . إنني متعبة . . .

ـ أما أنا فسأتأخر ساعة أو نحوها علي أن أنجز بعض الأمور .

ـ هذا حسن ! تصبح على خير إذن .

تمتمت روزي ذلك بلهجة غريبة , متجنبة النظر إليه عندما فتح

لها الباب .

كانت في منتصف الممر عندما سمعت إدوارد يناديها . انقبضت

على الفور و أخذت نفساً عميقاً قبل أن تلتفت .

سألها إدوارد ساخراً عندما وصل إليها :

ـ أذاهبة أنت للنوم في هذا الوقت المبكر ؟

استطاعت روزي , بشكل ما , أن تمنع نفسها من الرد عليه

بالطريقة التي ترغب بها وقالت بهدوء :

ـ كانت مرغريت بدو متعبة جداً أثناء العشاء , يا إدوارد ! لا بد

أن الأمر كان مرهقاً جداً لها , أعني الانتقال إلى هنا بتلك السرعة .

ـ لا عليك , إنها تحب تضخيم الأمور . هذا هو طبعها . أين

غارد ؟

ـ لديه بعض الأمور الخاصة .

نظرة إدوارد إليها أشعرتها بمزيج من الغضب وعدم الارتياح .

قال ساخراً بشكل مهين :

ـ إنه لم يسأمك , أليس كذلك ؟ عليك أن تراقبيه , يا روزي ! إن

رجلاً بمثل سمعته . . .

قال غاضبة :

ـ لقد اختارني غارد زوجة له ؛ وإذا كانت لديه علاقات ماضية

فهي بالضبط من الماضي . . . يا إدوارد .

شعرت بالزهو لجوابها هذا الذي بدا أنه هز إدوارد حتماً . ثم

قالت له بلهجة ازدراء واستنكار :

ـ ما الذي تفعله هنا في هذا الطابق ؟

ـ كنت في طريقي لأحضر أشياء وضعتها في الكاراج . يجب أن

أدخل أمتعتنا بسرعة , وهذا سيستغرق ساعتين على الأقل . أتعلمين ,

يا روزي , كان عليك التفكير ملياً قبل الاندفاع إلى الزواج من غارد ؟

إنها مجازفة كبرى منك ! .

شعرت روزي بخفقات قلبها تتسارع , فقالت متحدية , راجية ألا

يرى في عينيها إحساساً بالذنب :

ـ ماذا . . . ماذا تعني ؟

ماذا ستفعل أو تقول لو أخبرها بأنه يعرف سبب زواجها من

غارد ؟ . لماذا تركته يحاصرها بهذا الشكل في غياب غارد ؟ لماذا

جاءت . . . ؟

قال إدوارد بلطف :

ـ إنك تعلمين ماذا أعني . نعم , يمكنني أن أفهم سبب وقوعك

في غرامه . من المؤكد أن غارد يعرف كيف يعامل النساء . طبعاً لكثرة

تجاربه . . . ولكن هل سألت نفسك يا روزي لماذا تزوجك ؟

أجابت على الفور :

ـ لأنه يحبني .

للحظة واحدة فقط , ظنت أن إدوارد تكهن بالحقيقة . وحتى لو

لم يحدث ذلك , فمن الواضح أنه يشتبه في شيء ما . سلمت روزي

بهذه الفرضية وهي تستدير على عقبيها وتتركه .

بهذا النور الخافت بدت غرفة النوم الفسيحة مريحة حميمة بشكل

مدهش . لعل السبب هو السرير !

بدا السرير وكأنه . . .

حولت نظراتها عنه بسرعة . حسناً , لا يبدو على هذا السرير أنه

صُمم لينام عليه شخص عازب وحيداً , وإنما العكس تماماً . . .

خرجت روزي من الحمام متباطئة , وتناولت منشفة لفتها حول

جسدها . لقد أمضت وقتاً طويلاً وهي مستلقية في الحوض , متنعمة

بتلك الرفاهية البالغة , والمياه الدافئة المعطرة التي جعلتها تشعر

بالنعاس .

سارت مبتسمة إلى غرفة النوم , وإذا بها تقف فجأة وقد اختفت

ابتسامتها . تذكرت أن قميص نومها , فضلاً عن بقية ثيابها وملابسها

الداخلية ما زالت في غرفتها السابقة .

أثناء انشغالها بتجهيز هذه الغرفة , وقلقها من انقضاض إدوارد

المفاجئ عليهما , نسيت تماماً نقل أمتعتها .

نظرت إلى باب الغرفة بحيرة وهي تعض شفتها . هل يمكنها

المجازفة بالركض في الممر وهي على هذه الحال لإحضار ملابسها ,

أم عليها أن تعود وترتدي ثيابها السابقة خوفاً من أن يراها إدوارد ؟

كانت ما تزال واقفة تقلب الأمر في ذهنها , عندما انفتح الباب

ودخل غارد .

حدقت فيه روزي , وهي تتأكد من التفاف المنشفة حولها

بإحكام .

ـ أظنك قلت إنك ستمضي ساعتين في العمل !

ـ هذا صحيح ! لكم إدوارد كـــــان هــنــــاك بتعليقاته الساخـــرة حول

العرسان والعرائس المهجورات . . .

ـ هل ما زال هناك ؟

ـ نعم . يبدو أن لديه بعض الأمتعة التي يريد نقلها إلى الطابق

العلوي هذه الليلة . لماذا ؟

عبست روزي بضيق قائلة :

ـ نسيت نقل حاجياتي من غرفتي القديمة .

هز غارد كتفيه بعدم اهتمام :

ـ يمكنك نقلها عند الصباح . إذا قال لك شيئاً قولي له إنك لم

تجدي وقتاً لنقلها قبل الزفاف .

قالت مستنكرة :

ـ لا , إنك لم تفهمي قصدي , ليس . . . ليس لدي شيء . . لا

شيء مطلقاً ! ملابسي الداخلية , قميص نومي , كل ذلك ما زال في

غرفتي القديمة ! وكذلك الحقيبة التي أحضرتها من بروكسل .

قالت ذلك بانفعال , ثم هدأت قليلاً أمام نظرة غار الباردة

وتابعت مدافعة عن نفسها :

ـ نسيت كل شيء عندما فوجئت بحضور إدوارد , ثم انشغلت

بعد ذلك بإعداد هذه الغرفة . علي أن أذهب وأحضرها .

فقال غارد بحدة :

ـ لا !

قالت بذعر :

ـ لكن علي أن أحضر قميص نوم ! ليس لدي ما أنام به ! أنت

لديك كل أشيائك !

ذلك أنها سبق وأفرغت , مع السيدة فرينتون , الحقيبة التي

أحضرها غارد من شقته وفيها بعض الملابس . آنذاك , قال لهما

ساخراً إنه لم يتوقع منهما القيام بذلك , قال لها الآن :

ـ العروس يا روزي , لا تترك غرفة عريسها لتذهب وتحضر

قميص نوم ! ثم إن هذا العمل لا حكمة فيه بالنسبة إلى وضعنا

الحالي , خصوصاً وأن إدوارد ما زال يجول في أنحاء البيت . أظن أن

عليك , لهذه الليلة على الأقل , أن تنامي . كما أنت . . .

أخذت روزي تحدق فيه , ثم قالت بصوت مختنق :

ـ لا ! لا أستطيع . . .

ـ تستطيعين طبعاً ! فأنا أفعل هذا على الدوام .

أخذت تنقل نظراتها بذعر بينه وبين السرير الضخم .

ـ لن أنام إلى جانبك في هذا السرير إلا إذا كان أحدنا . . بل

نحن الاثنين , مرتدين ثياباً !

سألها بهدوء :

ـ وما المانع؟

أخذت تحدق فيه باضطراب . ما الذي يعنيه بقوله ( ما المانع ) ؟

أليس الأمر واضحاً ؟ قالت باستنكار :

ـ لأن هذا غير مناسب !

رفع غارد حاجبيه :

ـ أحقاً ؟ يخيل إلي أن لديك فكرة غريبة جداً عن الزواج , يا

روزي ! أؤكد لك أن هذا هو المناسب بالضبط .

سكت وأخذ ينظر إليها فيما الخجل يلهب جسدها من الرأس

حتى القدمين . ثم قال ممازحاً :

ـ ما هذا , يا روزي ؟ أتخافين من أن تفقدي السيطرة على نفسك

وأنت معي ؟!

كانت تعلم أنه يمزح وبدلاً من الشعور بالارتياح لمحاولته

تلطيف الجو , شعرت بشيء من الانقباض .

ابتلعت ريقها بصعوبة وأزعجتها مشاعر لا تجرؤ على تسميتها .

لم تعرف ماذا تقول , وبدلاً من ذلك تناولت وسادة وقذفت بها

غارد بغضب .

تلقى الوسادة بيديه وهو يضحك منها استخفافاً , ويقول :

ـ حسناً ! إذا كنت تصرين على التصرف كطفلة , يا روزي . . .

وتحرك بسرعة لم تترك لها مجالاً للهرب وهو يرفعها عن الأرض

مبعداً إياها عنه قليلاً , ضاحكاً منها وهي ترفس بقديمها احتجاجاً ,

طلبة منه أن يتركها .

استجاب لطلبها ضاحكاً . وعندما ترك خصرها ومست أصابع

قدميها الأرض , شعرت بالمنشفة تنزلق عن جسدها .

عندما أخذت تكافح بذعر لالتقاطها , سمعت غارد يقول بهدوء :

ـ ربما أنت على حق يا روزي ! لعل النوم جنباً إلى جنب ليس

بالفكرة الجيدة . ولكن مع الأسف , ليس لدينا خيار آخر . ليس لأي

منا خيار آخر , ولهذا ليس أمامنا سوى القبول بالواقع . وهذا السرير

اللعين كبير بما يكفي لأن ينفرد كل منا بنفسه .

لا عجب من غضب غارد منها بهذا الشكل , كما أخذت روزي

تفكر وهو يدخل الحمام , تاركاً إياها تتكور تحت الأغطية . لو أنها لم

تكن غبية بذلك الشكل فتنسى نقل ملابسها . . .

اختنقت بالدموع وبردت قدماها . لماذا هي بلهاء عديمة الحنكة ,

ما جعلها تحدث كل تلك الضجة لأجل قميص نومها ؟ كان واضحاً

من الطريقة التي تصرف بها غارد أنه لا يريد إرغامها على شيء .

ولكن , أليس هذا ما ينبغي أن يكون , وما تريده هي ؟ أخذت

تحدث نفسها بذلك وهي تبتعد إلى حافة السرير البارد ثم تغمض

عينيها محاولة تجاهل الأصوات القادمة من الحمام .

يبدو أن غارد , بعكسها , اختار الدوش . ارتجفت من تصوراتها

المعذبة .

لكنها لم تكن تريده . . إنها لا تريده طبعاً . . . حتى إنه لا

يعجبها . . .

وتناولت واحدة من الوسائد الزائدة تضعها فوق أذنيها , مانعة

الأصوات التي تعذبها , القادمة من الحمام . . .

* * * * * *

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:33 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 ـ

آخـــر اللعبة . . . الندم !


استيقظت روزي فزعة . كان هناك شخص يقرع باب الغرفة . ثم

صوت إدوارد يناديها وينادي غارد .

شعرت بالتوتر عندما أدركت أن سبب شعورها اللذيذ بالدفء

وكراهيتها الاستيقاظ هو أنها كانت , أثناء نومها , قد انتقلت من

مكانها في طرف السرير لتصبح الآن مستلقية ببراءة في وسطه بجانب

غارد .

ـ لا بأس يا روزي . إبقي هنا بينما أذهب أنا لأعرف ما يريد .

قال غارد ذلك وهو يجلس , ثم أضاء المصباح الذي بجانب

السرير , ونزل إلى الأرض . رأته من طرف عينها يتناول معطفه

المنزلي ويضعه على جسده , فتنهدت بارتياح .

سمعت غارد يسأل متجهماً , وهو يفتح الباب ساداً إياه بجسمه

لئلا يدخل إدوارد :

ـ نعم يا إدوارد , ماذا هناك ؟ .

ـ إنها مرغريت . هل روزي . . . ؟

ـ ماذا حدث , يا إدوارد ؟ ما بها مرغريت ؟

ـ إنها . . . لديها صداع . . وكنت أتساءل عما إذا كان لدى

روزي أسبرين أو ما أشبه . لم نجد عندنا شيئاً من ذلك .

رفع غارد حاجبيه غاضباً :

ـ صداع ؟ أتوقظنا الساعة الثانية صباحاً لأن زوجتك لديها

صداع؟!

أجاب إدوارد مدافعاً :

ـ حسناً , إنه صداع شديد من نوع الشقيقة ! .

ـ إذا كان لدى مرغريت مرض الشقيقة , لا أظن مجرد الأسبرين

سيفديها .

حاولت روزي أن تجلس قليلاً , ساترة نفسها بالملاءة , وهي

تقول من الداخل :

ـ آسفة , يا إدوارد ! ليس لدي شيء هنا . يمكنك أن تجد شيئاً من

ذلك في خزانة الأدوية في المطبخ . مسكينة مرغريت ! لا بد أنها تتألم

كثيراً .

ـ حسناً ! سأنزل لأحضر لها شيئاً . آسف للإزعاج ! . . .

لم يكن في صوته ما يدل على الأسف . هكذا لاحظت روزي

بضيق , بينما غارد يرد الباب .

عادت روزي تعبر عن أسفها مجدداً :

ـ مسكينة مرغريت .

ـ نعم , مسكينة مارغريت لو كان لديها مرض الشقيقة حقاً ! أنا

شخصياً أشك في ذلك , وفي الواقع . . .

سألته روزي بقلق :

ـ ماذا تعني ؟ تريد أن تقول إن إدوارد أيقظنا متعمداً لكي

يرى . . . ؟

فقال غارد متجهماً :

ـ أننا نائمان معاً حقاً . إنه احتمال قوي !

العنف الذي بدا على وجه غارد جعل قلب روزي يخفق قلقاً .

حولت وجهها عنه وهي تعض على شفتها .

وعندما عاد إلى السرير وأطفأ النور , انخفض السرير قليلاً تحت

وزنه . همست روزي بصوت خافت :

ـ غارد , إلى أي حد تظن إدوارد يشك فينا ؟ أعني لا بد أنه تكهن

بشيء جعله يأتي إلى هنا , أليس كذلك ؟

ـ هذا ما يبدو .

قال غارد ذلك بعد لحظة صمت , وعندما تأوهت روزي بكرب

أضاف يقول :

ـ ولكن لا فائدة من التوصل بسرعة إلى الاستنتاجات , أو

القلق , وفي الواقع , لم ير شيئاً هنا الليلة يثبت ظنونه . . . بل على

العكس . . .

أدركت روزي أن غارد يقول الحقيقة , لكنها ما زالت تشعر

بالتوتر والانزعاج .

ـ ذهب إدوارد الآن , عودي إلى النوم !

قالت وهي ترتجف :

ـ لا أستطيع . أنا خائفة يا غارد . ماذا لو عرف إدوارد و . . .

سمعت حفيف ملاءات السرير عندما استدار غارد إلى المصباح

يضيئه , ثم يقول لها بهدوء وهو ينظر إليها :

ـ لا شيء هناك لتخافي منه . . . ما هذا يا روزي ؟ هل تبكين

حقاً ؟ !

قال ذلك برقة بالغة .

هزت رأسها بسرعة , لكنها أدركت أنه لا بد رأى الشك يلمع في

عينيها . قالت بصوت مختنق :

ـ قلت لي إننا سنذهب إلى السجن .

أجاب مصححــاً :

ـ بل قلت إننا ربما نذهب .

رأت صدره يتسع وهو يجذب نفساً عميقاً . شعرت بقشعريرة

غريبة تسري في جسمها . لكنها اندفعت في الكلام تخمدها , فقالت

بصوت أجش :

ـ لم أكن أتصور أنني سأخاف من شخص مثل إدوارد .

ـ وأنا لم أكن أتصور أن يوماً سيأتي تعترفين لي بأنك خائفة من

أي شيء ! لا بأس , يا روزي . أعدك بأن كل شيء سيصبح على ما

يرام . تعالي . . .

عندما مد يديه يأخذها بين ذراعيه , منعتها الدهشة من الكلام .

منذ زمن بعيد لم يحتضنها أحد مواسياً ومخففاً عنها . أخذت تتساءل

بينما كان غارد يرد شعرها عن وجهها . همست تقول :

ـ ما زلت لا أستطيع التصديق أن إدوارد يفعل شيئاً كهذا . أن

يأتي إلى هنا في منتصف الليل لكي يتأكد . . .

قال مواسياً :

ـ كفى حديثاً عن ذلك . لقد ذهب الآن .

ـ نعم , أعرف ( ورفعت رأسها عن كتفه لتنظر في عينيه ) ولكن ,

لو لم يجدنا معاً يا غارد . . . لو أنك كنت نائماً على كرسي , أو لم

كنت أنا . . .

قاطعها بجفاء :

ـ مرتدية قميص نومك ! سبق وقلت لك , يا روزي , إنسي هذا !

ارتجفت فجأة ودفنت وجهها في كتفه , قائلة :

ـ لا أستطيع ! لا أستطيع !

ـ روزي !

لم تستجب لضغط يده على كتفها يبعدها عنه . لم تشأ أن تبتعد

عنه , لم تشأ أن تعود إلى ناحيتها الباردة الموحشة من السرير . لم

تشأ . . .

سمعته يحذرها برقة :

ـ روزي . . . إنك تعلمين ما سيحدث إذا لم تتركيني , أليس

كذلك ؟

تتركه ؟ اتسعت عيناها ذهولاً عندما أدركت ما يعنيه . إنها تريد أن

تبقى بجانبه كما هي الآن , بالضبط على مقربة منه .

ـ غارد . . .

أتراه سمع الاضطراب في صوتها ؟

اتسعت عيناها وهو يحيط وجهها بيديه , وعيناه أشد ظلاماً

وتألقاً . . .

عضت روزي باطن شفتها بأسنانها متوترة .

ـ لا تفعلي هذا !

سمعت غارد يتمتم بذلك , قبل أن ينحني ليعانقها . لم يسبق أن

عرفت روزي أحاسيس عميقة كهذه التي تشعر بها وهو يحتضنها .

كان تأثيرها أشبه بالصدمة .

ابتعد غارد عنها قليلاً وقال بصوت اختلطت فيه الرقة بالشك .

ـ هل تريدينني يا روزي ؟

ـ نعم .

ـ قوليها مرة أخرى .

قالت وهي تتشبث به .

ـ نعم ! نعم ! نعم !

ـ أتعلمين كم حلمت بأن أراك , جميلة ورقيقة . . . ؟ أنت حقاً

امرأة مكتملة . . .

كان وقع كلماته على قلبها كنار أذابته أكثر فأكثر .

عاد يردد :

ـ يا لك من ساحرة يا روزي ! لو لم أكن أعرفك لاعتقدت . . .

خنقت المشاعر صوت غارد فلم يكمل جملته . جرفهما الشوق

الدفين كل باتجاه الآخر . ولم يعد للتردد مكان في هذه اللحظة .

أدركت أنها أحبت غارد وأنه يحبها أيضاً . روعة تلك المشاعر

أثارت الخوف في نفسها . حبها لغارد كان شيئاً جديداً طرأ عليها .

اكتسحها الذعر مجدداً فأشاحت بوجهها عنه , شاعرة بالتوتر الذي

تملكه وجعله يبتعد عنها قليلاً لينظر إليها .

ـ روزي ! ما الذي . . .

دفعها التوتر إلى الاندفاع في الكلام , غير واثقة من أنها تريد أن

تسمع ما قد يقوله :

ـ حسناً , على الأقل لن يتمكن إدوارد الآن من الادعاء بان زواجنا

غير صحيح .

تصلب جسد غارد ثم قال باختصار وهو يبتعد عنها كلياً :

ـ هل هذا سبب كل ما حدث بيننا ؟!

أخذ يشتم بصوت خافت , ثم تابع يقول :

ـ يا إلهي ! . . . بينما أنا ظننت في الواقع . . .

ـ غارد !

هتفت باسمه مترددة , لكنه لم يكن يستمع إليها . . . حتى إنه لم

ينظر إليها . . . وتملكتها التعاسة وهو يبتعد عنها إلى الناحية الخالية

من السرير ثم يطفئ المصباح . قال متجهماً وهو يوليها ظهره :

ـ نامي يا روزي ! فقط نامي . . .

تكورت روزي بشكل كرة صغيرة حزينة . تملكها الألم واختنقت

بالدموع فلم تستطع أن تفسر له موقفها ومبلغ الصعوبة التي وجدتها

لتتعود على حقيقة مشاعرها نحوه . . .

لعله لم يشعر نحوها بنفس ما شعرت هي نحوه ! لعلها أخطأت

في التعبير ! ولكنه يعلم تماماً رأيها في الزواج وأنه لا يمكنها التمادي

مع أي رجل . . . دون حب !

وعندما ابتدأت الدموع تنهمر على وجنتيها , عضت شفتها بشدة

لتمنع نفسها من إصدار أي صوت ينم على ذلك .

* * *

فتحت روزي عينيها بحذر , لكن الأمر كان على ما يرام , كانت

وحدها في الفراش , ويبدو أنها وحدها في الغرفة أيضاً .

جلست ببطء , تلف حولها ملاءات السرير .

تحول الحذر إلى شوق كئيب وهي تنظر إلى مكان غارد الخالي

بجانبها .

كانت حمقاء الليلة الماضية عندما تركت غارد يبتعد عنها دون أن

تخبره بشعورها نحوه . أما اليوم , فسيكون الأمر مختلفاً . حدثت

نفسها بذلك متفائلة . ولكن , أين ذهب غارد ؟

أبعدت عنها أغطية الســــرير , ثم قطبت جبينــها حـــيــن تذكـــرت أن

ليس لديها ملابس نظيفة . عليها أن ترتدي ملابس أمس ثم تذهب إلى

غرفتها القديمة . ازداد تقطيـبـها عندمـا وقعت عينـاهـا على كومة من

الملابس الداخلية البيضاء على كرسي , هي ملابسها .

هنالك شخص مـــا , هـــو غارد بالتـأكيـــد , توقع ما هي بحاجة إليه .

وارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها .

كان غارد على صواب تماماً ! استقرت على هذا الرأي وهي

تخرج من الحمام بعد أن اغتسلت وارتدت ثيابها . لم تكن قمصان

نومها , وهي فتاة , تصلح حقاً لامرأة متزوجة ! ثم إنها ليست ضرورية

تماماً .

حاولت روزي , أن تبعد عن ذهنها هذه الأفكـــار غير اللائقة .

لكنها حين نظرت في المرآة , أدركت أن توهج وجهها وتألق عينيها

يفضحانها . وحين يراها غارد , سيتذكر على الفور الليلة الماضية .

فتحت باب غرفة النوم ورأسها يدور , ثم أسرعت تهبط السلم .

لم تتصور قط أن حبها لشخص ما سيثير مشاعرها إلى هذا الحد . لكن

غارد حبيب جداً إلى قلبها . تنفست بسعادة غامرة .

عندما و صلت روزي إلى أسفل السلم , كانت السيدة فرينتون

خارجة من غرفة المكتبة .

ـ أين غارد ؟

سألتها روزي بلهفة وعلى شفتيها ابتسامة سعيدة .

بدت الحيرة على وجه السيدة فرينتون لسؤال روزي وكأنه

أدهشها . قالت :

ـ لقد خرج , يا آنسة روزي . أمرني أن أتركك تنامين لأنك

أمضيت ليلة مزعجة , وأن أخبرك بأنه سيعود متأخراً هذه الليلة . قال

شيئاً عن تناوله العشاء مع زبون بالغ الأهمية في لندن .

شحب وجه روزي , وتحولت بهجتها إلى ارتباك .

لماذا لم يوقظها غارد ويقل لها شيئاً ؟ كيف يتركها بهذا الشكل

بعد الليلة الماضية , دون كلمة ؟ دون ذكر لما حدث ؟ بدا النهار أمامها

فارغاً , مليئاً بالساعات التي تمضي بطيئة بينما هي تنتظر عودة غارد .

سألتها المرأة :

ـ هل يمكنني إحضار الفطور لك ؟

هزت روزي رأسها صامتة وهي تبتلع غصة في حلقها .

بعد ذلك بعشر دقائق , كانت وحدها في المكتبة تنظر باكتئاب

من النافذة عندما انفتح الباب . فكرت لحظة في أنه غارد . انتعشت

روحها والتفتت بابتسامة ترحيب دافئة . لكن ليس غارد من دخل إلى

المكتبة وإنما إدوارد . قال :

ـ أليس غارد هنا ؟ حسناً , لا تقولي إنني لم أحاول تحذيرك . إنك

تعلمين سبب زواجه منك , أليس كذلك , يا روزي ؟

أرادت أن تطرده , لكن الكلمات التصقت في حلقها . وبدلاً من

ذلك , أشاحت عنه بوجهها , محاولة إسكاته بتجاهلها له . لكن

إدوارد ضحك بخشونة .

ـ إنك لا تريدين سماع الحقيقة , أليس كذلك ؟ ألا يمكنك

مواجهتها ؟ حسناً , يا عزيزتي روزي . علينا جميعاً , مع الأسف , أن

نواجه أموراً كريهة من وقت لآخر ! أنا , مثلاً , عندما علمت أنني لن

أرث هذا المكان , وجدت ذلك أمراً كريهاً للغاية .

قالت له بصوت غير واثق :

ـ إنك علمت شروط وصية جدي .

أجاب بلؤم :

ـ آه , هذا صحيح ! كما أنني لم أكن الوحيد الذي علم بذلك

حينذاك , أليس كذلك يا روزي ؟ ألم يســاورك الشك حين عرض غارد

عليــك الزواج ؟ كان يعــــرفك منذ زمن طويل , ولو كان يريدك لكــان

تقـــدم إليك . . .

قالت بغضب :

ـ ليس علي أن أستمع إلى كلامك هذا , يا إدوارد ! مشاعر غارد

ومشاعري وزواجنا هي أمور خاصة ليس لك شأن بها .

قال بمرارة :

ـ بل لي شأن بها . اكبري يا روزي وواجهي الحقائق , إنه

تزوجك لسبب واحد فقط , تزوجك لأجل (( مرج الملكة )) . وهو لن

يستقر حتى يطمئن إلى أن ولده سيرث . لو كان يحبك لتزوجك منذ

سنوات .

قال ذلك بغلاظة بينما شهقت روزي ذهولاً وقد شحب وجهها .

وزاد إدوارد من قسوته وهو يضيف :

ـ ولماذا يرغب فيك رجل مثله ؟ بإمكانه أن يحصل على أيه امرأة

يريدها . . . أية امرأة . لا أريد أن أجرحك , يا روزي . ( قال ذلك

متصنعاً رقة تثير الغثيان ) إنني فقط أحاول أن أساعدك . . . أحميك .

يمكنك أن تتركيه الآن , قبل فوات الأوان . اخبريه بأنك رأيت من

تصرفاته ما يدل على عدم حبه لك . إنك تعلمين أنه لا يريدك , أليس

كذلك يا روزي ؟ لو كان يحبك حقاً , لكان معك هنا الآن . هل

تعلمين حتى أين هو أو مع من ؟

لم تجرؤ روزي على الاستدارة نحوه وموجهته كيلا يرى الألم

في عينيها . لقد تزوجها غارد لأجل (( مرج الملكة )) . هذا صحيح

طبعاً . . . وهي تعلم ذلك . دائماً كانت تعلم . ما الذي جعلها بهذه

الحماقة لتظن العكس ؟

أتى صوت من جهة الباب :

ـ إدوارد , هـــــل لــــي بدقيقة من وقـــتـــك ؟ لم أعثـــــر على مفاتيح

سيارتي .

أحســـت روزي بالارتياح وهي تسمع صــــوت مرغريت آتياً من عند

عتبة الباب .

لاحظت تذمر إدوارد وهو يتبع زوجته إلى الردهة . أحست مجدداً

بالأسى على مرغريت لزواجها من رجل لا يحبها , متسائلة كيف

يمكنها احتمال البقاء معه ؟

لعل وضعها مع غارد يشبه على نحو ما وضع مرغريت مع

إدوارد .

لم يحبها غارد , بينما بلغت بها الحماقة أن ظنت أنه يحبها . . .

أو أن بإمكانه ذلك . إن تغير مشاعرها نحوه بهذا الشكل لا يعني أن

مشاعره هو أيضاً تغيرت . كيف تصرفت بكل ذاك الغباء ؟ وكيف

يمكنها أن تواجهه بعد الآن ؟ الحمد لله أن إدوارد جعلها , دون قصد

منه , تدرك الحقيقة قبل أن تخبر غارد بأنها تحبه .

ابتلعت ريقها بألم . وعلى الرغم من تحطم قلبها , فإن كرامتها

على الأقل ستبقى محفوظة . وإذا واجهها غارد بما حدث بينهما ,

ستقول له ببساطة إن ذلك كان بسبب خوفها من أن يكتشف إدوارد

الحقيقة .

* * * * * *

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.