آخر 10 مشاركات
من أجلكِ حبيبتي (71) للكاتبة: ميشيل ريد ×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          العاطفة الانتقامية (19) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          صغيرتي الغالية ..."مكتملة" (الكاتـب : هند88 - )           »          قلبي فداك (14) للكاتبة: Maggie Cox *كاملة+روبط* (الكاتـب : monaaa - )           »          الوهم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : hollygogo - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس الميلاد...(93) للكاتبة: ساندرا مارتون *كاملة* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          محاصرة مع المليونير الجزء الأول من سلسلة عائلة المافيا للكاتبة Jules Bennett..كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree251Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-18, 07:53 PM   #981

نصيبي و قسمتك

? العضوٌ??? » 412536
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 105
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نصيبي و قسمتك is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكتابة قصص احببت طفلا /وظننت انه خيال /وانفرطت حبات العقد لطالما كنت من متابعات البوسات التي تنزليها ولطالما ظنت انك ابنة 18 او 20عاما لانك دائما مرحة وحبابة قرات لكي رواياتك انها رائعة وانتي كشخصية كتير مرحة وجميلة سوال من انتي

نصيبي و قسمتك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 09:19 PM   #982

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 827
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samar elnagar مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكتابة قصص احببت طفلا /وظننت انه خيال /وانفرطت حبات العقد لطالما كنت من متابعات البوسات التي تنزليها ولطالما ظنت انك ابنة 18 او 20عاما لانك دائما مرحة وحبابة قرات لكي رواياتك انها رائعة وانتي كشخصية كتير مرحة وجميلة سوال من انتي
حبيبتى لك كل الشكر
احيانا تكون بنت العشرين وال١٨قمة بالبؤس والكآبة وتعطيها اكبر من سنها
😂😂😂 انا ناريمان من مصر وتخطيت ال٣٠ الحمد لله 😂


Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 10:56 PM   #983

3Samar

? العضوٌ??? » 400893
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 181
?  نُقآطِيْ » 3Samar is on a distinguished road
افتراضي

نحن بالقرب
بالقرب منتظرين 😮😮😮😮😮😮😮😮😮😮😮😮😮😮ناطر بعتم الليل وناطر حبيبك ناطر


3Samar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 03:43 PM   #984

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

بنتظارك نيرمو
الليلة غير مع المزززز والفصل الاخير
😍😍😍😍😍


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 07:07 PM   #985

#احبك
 
الصورة الرمزية #احبك

? العضوٌ??? » 415439
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » #احبك is on a distinguished road
افتراضي

😎😎😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

#احبك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 08:07 PM   #986

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,768
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 8 والزوار 27) ‏um soso, ‏Fatima hfz+, ‏Sonaezz, ‏اجمل غموض, ‏المروة, ‏sonia16, ‏بحرالحنين, ‏همسات ملائكية

مكسوفه مكسوفه منك مش قادره مش قادره اقلك
ان لابتوبي انتحر
وانا لست من هواة الموبايل في القراءة
اذا لابتوب وجم الخط ماشاء الله يادوب اقدر
تريدون ان اتابع من موبايل والخط نمنم
المهم انا اكيييييييييييييييك قرأت الفصل
ولكن اعتذر عن التواجد
صار لي فترة تواجدي جدا قليل
امثره اتسلل اقرأ
بانتظار الفصل طول ماحكومتي يعرف سمفونية الشخير
انا هنا
اما اذا شردت فجأة فهذا يعني انتهت السمفونيه
هههههههههههه
بانتظارك نونو


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 08:23 PM   #987

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 827
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الفل
وحشتينى وهتوحشينى يا ام سوسو انتى والبنات

حالا هنزل الفصل

انا نزلت الفصل ال٣٠على جزئين

عذرا هو هيبقى الفصل ٣٠ وال ٣١
و النهاردة ال٣٢والاخيى
اتمنى يعجبكم 👏👏👏👏👏


Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 08:25 PM   #988

#احبك
 
الصورة الرمزية #احبك

? العضوٌ??? » 415439
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » #احبك is on a distinguished road
افتراضي

بنتظارك ياقمر 😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

#احبك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 08:31 PM   #989

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 827
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثانى والثلاثون (الأخير )



تجمدت ملامحهم وهو يقترب ناحيتهم ..
ترتعش يداها اكثر واكثر ..ويشعرزوجها ببرودتهما فيعتصرهما أكثر واكثر !!

اقترب حتى وقف أمامهم وهو يمد يده ناحية ياسين ويقول بملامح ثابتة جامدة :

(مبارك ياسين )

نظر ياسين ليده الممتدة له ثم قست ملامحه وهو يميل ناحيته حتى ظن زياد أنه سيتهجم عليه ثم قال بهدوء وثبات دون أدنى ذرة تردد

( أنا لا أصافح إلا الرجال ...وصدقا لن يعجبك المشهد إن فكرت للحظة واحدة بإفساد فرحة أخى بابنته )

أنزل زياد يده ليضعها بجانبه ثم قال بملامح باردة يائسة :

( لا أفكر بإفساد ليلة أخى أيضا يا ياسين ..اعلم أن يدى اللى ستمتد لكم لن تتقبلونها...ولا أجد ما أبرر به مافعلته ..)

رد ياسين بقسوة :

(ابتعد من هنا ...لا أريد رؤيتك ولاسماع صوتك ..أنت انسان مثير للشفقة ..وعذرا لإعطائى لك لقب انسان )

لم يكن يعلم أن هناك من تتابع حوارهم البعيد عن أعينها وهى تقاوم ارتجافتها ..!!

ولم تكن هى تعلم أنه يشعر بتلك الرعشة التى أصابتها وتسللت عبر برودة يدها إلى دفء يده !

كلٌ يخفى ولايعلن ...كلٌ يرتدى قناع اللامبالاة بجدارة بينما القلب يبكى !!

ابتعد زياد ليقف قريبا من أخيه بينما هو أبعد مايكون عنه !!

وبركن قصى كان هناك من ينظر له بين الحين والآخر نظرات ثابتة واثقة ..يحاصر عينيه ولايحيد عنهما !!

تخبره عيناه نعم ..إنها ملكى أنا ..زوجتى أنا ...أنا من سأرمم ماكسرته بها ..
بينما ينظر هو لها وتحدثه نفسه اللائمة ..أنت من تخليت عنها ..أنت من فرطت بها ..أحبتك ولم تحبها ..وثقت بك وخذلتها ..
بل خذلتهما معا ..مُحبة وكانت لك عاشقة ..وزوجة وكانت لك مخلصة ..وها أنت الآن تبحث عن إحداهما فلا تجد إلا نفسك التى أمرتك بخيانتهما !!

أما عنها فقد هوت ببئر عميق من ذكريات مؤلمة ..تقاوم رغبة قوية بالبكاء ..بالانهيار ..
مالت دون وعى منها مالت على أذنه وهى تهمس بتوسل :

(أريد أن أخرج من هنا )

أمسك يدها وورفعها لفمه يقبلها وهو يركز نظراته على البعيد عنهما ثم التفت لها وهو يقول بحزم :

( لا ...)

أرخت جفنيها ووأخفضت رأسها تخفى اضطرابها فأمسك ذقنها ورفع وجهها ثم قبل جبهتها وهو يهمس بالقرب من جانب وجهها :

( ارفعى رأسك وأنتِ معى شهد )

إحساس غريب لم تشعر به من قبل !!!

فخر ...ثقة ..ربما شعور بالاحتواء والأمان كانت تحتاج إليه !!

كل ما تشعر به هو أنها بصحبة رجل ساقه القدر إليها ..رجل يحمل صفات كلمة (رجل ) !!
وعلى نغمات الأغنية كان هناك من يحيا بعالم آخر ..عالم تتحقق به أحلامه ..بل يقبض على حلمه حتى يتيقن أنه أصبح حقيقة ..
تصلها مشاعره الهادرة عبر لمساته وهمساته لها ..اشتياقه الذى لم يستطع إخفائه ..
يراقصها الرقصة الأخيرة وهى تستند بكلتا يديها على صدره فيضع يده فوق يدهها على موضع قلبه ..
يستند بجبهته فوق جبهتها وكأنه انتهى من سبق طوييييل فاز فيه بها ..
وانا بين اديك تهت فى مكانى ونسيت معاك عمرى وزمانى والوقت فات وياك ثوانى قربنى ليك سبنى اعيش احساس بيك
بتحدى العالم كلة وانا وياك

وبقول لدنيا بحالها ان انا بهواك
وان انت حبيبى وقلبى وروحى معاك قربنى ليك سبنى اعيش حساس هواك

انا عشقى ليك عشق القمر للنجمه والليل والسهر وشوقى ليك فوق الخيال
فوق احتمال كل البشر

من يوم لقاك حلوه الحياه

اتحدى بيك كل الوجود وياك اكون او لا اكون

انا مش هاعيش من غير هواك انا قلبى عاشق للجنون

يقربها إليه فتضع يدها بينه وبينها فيضمها إليه أكثر ..

ويتعالى حولهم صفير محمد ومعز ومعهما أسيل ...

وبلحظات خاطفة مقصودة اختفى مروان بعد أن كان يقف بجانبها !!

التفتت تبحث عنه وكأنها طفلة تعلقت بربيبها فلم تجده !!

بينما هناك من يختلس النظر إليها

لم تشعر بنفسها إلا وهى تتسلل للخارج .تريد أن تتنفس بعد شعور طويل بالاختناق

خرجت ناحية الحديقة الخلفية للقاعة المقام بها العُرس !!

تحتضن نفسها وتمسد ذراعيها بيديها !!

استنشقت الهواء وهى ترفع رأسها وتغمض عينيها ولكن أجفلها صوته خلفها فانتفضت لتلتفت ناحية الصوت بذعر :

( سعيدة معه يا شهد !! )

انقبضت ملامحها وهى تنظر له باشمئزاز !!
كيف من كان حبيبها ويخفق له قلبها أن تشعر بهذا الإحساس المنفر ناحيته !!

ردت بكلمات تقطر كره له ولنفسها :

( ماذا تفعل هنا !!؟ )

رد وهو يضع كلتا يديه بجيبه بصوت ضعيف لايشبه زياد الذى تعرفه :

( أريد أن اسمعها منك ..كلمة واحدة فقط ..هل أنت سعيدة معه )

ردت بتحد وهى تعقد ساعديها أمام صدرها :

( نعم )

تنهد براحة لم تفهمها فابتعدت عنه وهى تقول بغضب :

( ابتعد عنى ...كفى ..)

رد وهو مازال بعيدا عنها لايفصله عنها إلا بضعة خطوات :

( أنا اخطأت بحقك ..ولكنك من ساعدتنى يا شهد )

ردت بانفعال رهيب ودموعها التى كانت تخنقها بدأت تنساب على وجنتيها :

( اخرس ..لا أطيق سماع صوتك ..أنت لم تخطئ )

ثم ضربت صدرها بقبضة يدها وهى تقول بقهر :

(أنا من أخطأت بحق نفسي .. أنا من سمحت لك بأن تستغلنى ..)

مسحت دموعها ثم رفعت رأسها وهى تقول بخفوت :

(وأنا من تدفع الثمن ..!! )

وعندما مرت بجواره وهى بطريقها للقاعة مرة أخرى قال دون أن يلتفت إليها :

( أحببته ؟؟! )

توقفت خطواتها والتفتت تقول له بتأكيد :

( لم أعرف الحب من قبله )

وتركته بخطوات مسرعة أشبه بالركض حتى تعثرت بأطراف فستانها وكادت أن تقع لولا يده التى امتدت لتسندها !!
رفعت رأسها بذعر وقالت بصوت مرتجف :

( أقسم لك هو من جاء خلفى ..أنا فقط كنت ...)

لم تكن تعلم أن هو من سمح لها بهذا اللقاء ..كان على يقين أن حوارا ما سيدور بينهما . نظرات زياد لها خلسة طوال الحفل أكدت له أن شيئا ما حيا بداخله ناحيتها !!!
شوق ..ندم ..ربما إحساس بالذنب !!!

ورغم أنه كان يراقبهما عن بعد إلا أنه أحس بمشاعر غضب فهدر بها بخفوت وهو يمسك ذراعها :

( ماذا يريد منك ؟! )

رفعت وجهها تنظر إليه وقالت بخفوت وهى تنظر لعينيه التى تصرخ بغيرته عليها :

( سألنى إن كنت أحبك !؟ )

خفق قلبه وأبت كرامته أن تطلب إجابتها عليه !!
أمسك يدها ومشى معها جنبا بجنب وهو يتجه ناحيته بينما هى تتوسله برعب :

( أرجووك مروان...لم يحدث شئ ..صدقنى )

نظر إليها فرأى ملامح الرعب تكسو وجهها فقال وهو يحاوط كتفها بذراعه :

( اهدئي ...)

وعندما وصلا لزياد الذى مازال بمكانه شاردا منبوذا من أقرب الناس إليه ..

قال مروان بثبات وثقة يحسد عليها :

( انظر إلىّ )

التفت زياد بعد أن كان يعطيهم ظهره فوجده معها ..
ينقل نظره بينهما فقال مروان وهو يقترب بوجهه منه حتى كادا أن يتلامسا :

( هذه زوجتى أنا ..وإن كنت لا تعلم من أنا فتجرأ واقترب منها مرة أخرى !! )

رد زياد بهدوء وهو يبتعد قليلا عنه :

( اطمئن ..أنا لا أريد سوى سعادتها فقط )

ضحك مروان بسخرية ثم توقف عن الضحك وتشنجت ملامحه وبدا أنه سيفقد سيطرته عندما أمسك بمقدمة قميصه يشده بعنف ويصرخ بوجهه :

( لا شأن لك بها وإلا قسما بربى سأنفيك من على وجه الأرض )

أمسكت شهد ذراعه تسحبه ناحيتها وتتوسله بخفوت :

( أرجوك مروان هيا بنا ..إن أحس ياسين بغيابنا لن تمر الليلة على خير ..أرجوك حبيبى أرجووووك )

قلبه يخفق بجنون الغضب ..والحب !!

هل حقا قالت (حبيبى )

دفعه بصدره وهو ينظر له بشر ثم أشار له بسبابته وهو يقول بتهديد :

( حسابك سيكون معى أنا ..وأنا لا أتهاون فيما يخصنى صدقنى ..فلتفعلها مرة أخرى لترى !!!)

استدار وتركه وهو يمشى بها خطوات سريعة غاضبة كتسارع ضربات قلبه من مجرد كلمة بسيطة نطقت بها !!

تستمر ساعات العرس وهى تتشبث بيده أبدا لم تفلتها !!
تنظر إليه بين الحين والآخر فتجده يبتسم ..يضحك ..يمازح ..يجامل ..وكأنه لم يكن غاضبا !!
أين كان هذا الرجل من قلبها !!
ولكن هاهو لها ..كله لها ..بعقله وقلبه لها !!
عندما يجدها تنظر إليه يشدد احتضانه لأصابع كفها ..يحبها هو يحبها !!

وبعد ساعات طويلة امتدت لما بعد منتصف الليل كان العروسان يقفان بباب القاعة يودعان أهلهما ..
تحتضن آسيا ابنها وتبكى وهى تبارك له بفرحة :

(مبارك بدر ..مبارك حبيبى

وتنتقل من أحضانه فتجذب رهف لأحضانها وهى تقبلها على وجنتيها مرة بعد مرة وتقول بسععادة :

( اهتمى به حبيبتى ..بدر يحبك ..اسعد الله كل ايامكم

نظرت لها خديجة باستنكار ثم لوت شفتيها وهى تميل على محمد وتقول من بين اسنانها :

( ممممم منذ متى تلك الرقة والطيبة المفتعلة

يقرصها محمد من ذراعها وهو يقول بخفوت :

( اسكتى خديجة ..لا وقت بتصرفات الحموات هذه

وعلى جانب آخر يقف ياسين بجوار والدته يتوسلها الرضا. .
تأبى الانتقال من بيت يحيى ولا يعلم سببا لاعتراضها. .
يهادنها كطفلة عصية وهو يقول بحنان :

( يا أمى لن يزعجك أحد !!..الهذا الحد تكرهين التواجد معى

ترفع يدها تربت على وجنته فيخفض رأسه ليقلص فرق الطول بينهما
تنفى ظنونه وترد بعتاب قائلة :

(انا أكرهك ياسين ؟؟! أنت روحى ياولدى ولكن اتركنى على راحتى

يمسك يدها يقبلها وهو يقول بحزن يخفى خلفه غضبه من رفضها :

(كما تشائين يا أمى ..أنا لايهمنى سوى راحتك

تودعه بصحبة يحيى وأبنائه وتقف أمام شهد فترتمى شهد بأحضانها !!
تقبلها ثم تمد يدها لمصافحة مروان فينحنى يقبل يدها وتربت هى على رأسه وتقول بامتنان :

( حفظك الله ياحبيبى ..شهد أمانة لديك يا مروان ..

يربت على يدها ويرد وهو يحتضن زوجته ويضمها لصدره
ويطمئنها قائلا :

( أمانتك برقبتى يا حاجة فاطمة ..

تدمع عيناها وهى تودعهما ويلحقهمها شهد وزوجها ..

التى التفتت لتلوح لأخيها وابنتيه ..

ابنته التى تتعلق برقبته والأخرى بذراعه ...

بينما هناك من يقف بيأس ينظر لهم وهو ينظر لبدر ويغمزه قائلا :

(ستنتظر كثيرا صدقنى ..اسأل من جرب قبلك )

ثم ضحك وهو يقول بسخرية :

(مازال هناك ليلة طويلة عندما يقوما بتوصيلكما )

قالت خديجة بتعب :

( لا يا معز ..سيذهبا لبيتهما وحدهما ..لقد تعبت )

ردت أسيل بلهفة :

(اذهب انا مع أبى لتوصيلهما )

يجذبها معز من ذراعها وهو يسألها بجد

(من يذهب مع من ؟؟؟ )

يأخذها محمد من أحضانه ليحتضنها وهو يخفض رأسه ويدللها قائلا :

(حبيبة أبيها ..ما رأيك أن تبقين معى الليلة تنامين بأحضان والدك المسكين الذى اصبح وحيدا دونكما ؟؟!

قبلت وجنته ثم نامت على كتفه فجذبها معز وهو ينظر لعمه ويسأله بغضب :

(من ينام بأحضان من ؟؟؟ )

تضحك أسيل ومحمد بخبث فتشاركهما خديجة إثارة غضبه وتقول بصوت لا مزاح فيه :

( حسنا يا محمد ..نقوم بتوصيل رهف وبدر وتنتظرنى أنت بالسيارة وأصعد أنا واسيل معها

يقترب معز منها ويسألها باستنكار :

(تصعد معك إلى أين ؟؟؟؟؟!!! )

رد محمد ب مزاح :

(ماذا بك معز !! البنت تريد الاطمئنان على أختها ..وتريد مواساة أبيها وأمها

أمسكها معز من يدها ليبعدها عنه ثم قال بمكر وهو يلمس ظهرها بلمسات تفهمها هى ثم قال وهو ينظر لها :

(وأنا من يواسينى ؟؟! )

قاطعهم بدر الذى قارب أن يتركهم لمزاحهم ويخطف تلك التى لم تفارق أبيها !!

سيعلمها أنه منذ ذاك اليوم لا ملجأ لها إلا حضنه هو ...

( متى تنتهون من هذا الفاصل ؟؟! )

ثم جذب رهف التى تبكى بأحضان أبيها وهو يلوح لهم قائلا :

( سنعتنى بأنفسنا جيدا ..تصبحون على خير )

وقف معز بجوار محمد وهو يسأله قائلا :

(ألن تذهب معه !!! هذه تفرقة عنصرية لا أقبل بها )

ضحك محمد وحاوط كتفه بذراعه وهو يقول بتوسل :

(تعالوا معنا الليلة. ..)

ابتعد معز عنه ثم أمسك يد أسيل وابتعد بها وهو يعطيه ظهره قائلا :

( الله معك عمى )

وأمام الفندق وقف معز بجوار سيارة بدر وهو ينحنى ليهمس له قائلا بخبث :

(سأرحمك من زيارة عمى وزوجته التى قد تمتد للساعات الأولى من الصباح وتقضى ليلتك وأنت تستمع لصولات وجولات عمى بأيام شبابه بينما زوجة عمى تغلق باب الغرفة عليها مع ابنتها وتعطيها نصائح ذهبية إن نفذتها رهف ستصيبك بنوبة قلبية )

ضحك بدر وتوسله قائلا :

(انقذنى ارجوووك ...لن أنسى لك هذا المعروف )

غمز له معز وتركه ليتجه ناحية سيارته ويشير،لعمه عن بعد قائلا بعبث :

(سنوصلهما عمى ونلحقكما )

وفتح باب سيارته ليعتلى مقعده وينطلق خلف بدر الذى رفض المبيت بجناح فندقى وأصر الانفراد بزوجته ببيتهما!!

وما إن وصلا حتى وجدا محمد قد لحقهما .. يقف أمام بنايتهم ثم ينزل من سيارته تاركا خديجة التى أصابها بعض الدوار ولم تستطع النزول معه !!

يقف بانتظار رهف التى يساعدها بدر بالنزول من السيارة بسبب ثقل وطول فستانها !!

وما إن خرجت حتى ارتمت بأحضان أبيها مرة أخرى ويخفى هو دموع فراقها له ...يمازحها ..يشاكسها. يحتضنها ثم يودعها بصحبة أختها !!
وأمام شقتهما وقف معز وأسيل يباركا لهما ويودعانهما. .
احتضنت أسيل رهف وهمست بالقرب من أذنها :

(إياك أن تستمعي لنصائح أمى ..أنا أعرفها جيدا ..تذكرى فقط أنك مع بدر الذى تعشقيه ويعشقك )

ثم الصقت فمها بأذنها وهى تهمس بخفوت :

(لاتنسين ماقلته لك ؟!!! )

ثم قبلت وجنتيها وودعتها وهى تغمزها قائلة :

(ليلة سعيدة رهف )

وتركتهما يغلقا الباب خلفهما ...

بعد دقائق كانت تجلس بجواره بسيارته ..تنظر للطريق عبر النافذة !!
التفتت له تسأله قائلة :

(إلى أين سنذهب ؟؟ هذا ليس طريق بيتنا )

مد يده ليمسك يدها يرفعها لفمه ويقبلها وهو يقول لها بمكر :

( حجزت جناح لنا بالفندق بدلا من بدر ورهف ..بعيدا عن تحكمات أبيك ..وفضول أم رامى )

ضحكت أسيل ضحكتها التى تهلكه ثم اقتربت تلتصق به وتحتضنه وتقبل وجنته فتنهد وهو يقول بصوت أجش :
(ابتعدى أسيل ....ابتعدى بدلا من أن يتم القبض علينا بتهمة فعل فاضح بالطريق العام )

ضحكاتها الرنانة جعلته يلتفت بوجهه لها ثم قال بخفوت :

( الصبر يارب )

وبين هذه وتلك الفارق كبير ..بل كبيرا جدا !!!!

تجلس على طرف سريرها تفرك كلتا يديها بتوتر ..خفقات قلبها تضرب صدرها بجنون وهى ترى خياله يحوم حولها ..
يقف أمام السراحة وهو يخلع رابطة عنقه ويطالعها عبر المرآة وهى تختلس النظر إليه !!
التفت وتقدم ناحيتها وهو يخلع سترته ثم يرميها أرضا بإهمال ..
وفتح أزرار قميصه حتى آخرها ثم خلعه ورماه أرضا !!
رفعت رأسها فوجدته يقترب ويقترب وعيناه تغيمان برغبة لاجدال فيها !!
قامت فجأة وهى تبتعد وتستدير حول السرير فيقترب ويقترب ليحاصرها ..
تعود بخطوات سريعة للوراء حتى اصطدمت بخزانة الملابس خلفها !!

اقترب منها حتى باتت لاتفصلهما أى مسافة فقالت بذعر حقيقى :

(ماذا تفعل ؟؟! )

يستمتع بخجلها الذى لايزيده إلا رغبة بها ..رد بعبث وهو يبسط كفيه امام وجهها باستسلام وينظر لملامحها المرعوبة باستمتاع :

(لم أفعل بعد )

وضعت كلتا كفيها على صدره عندما اقترب منها حتى التصق جسده بجسدها تماما فتوسلته بتدلل طفولى عفوى :

(أنا خائفة )

التوت زاوية فمه بابتسامة لعوب وهو يمسك كلتا يديها يرفع واحدة بعد أخرى يقبل باطنها ببطء أفقدها مقاومتها :

(لك حق أن تخافى )

مرر يديه على بشرة وجهها ثم رفع ذقنها واقترب يلامس شفتيها فابعدته بكلتا يديها وهى تطبق جفنيها بقوة وتقول وهى مغمضة العينين :

( بدر أرجوووك ..أنا ....أنا ..)
وتلكأت الحروف على شفتيها المرتجفتين فاستند بجبهته على جبهتها وهو يضرب الخزانة خلفها بقبضة يده عدة ضربات ويقول بعاطفة مجنونة :

( اااااااه رهف ..أنا من يرجوووك أن ترأفى بحالى )

قالت وهى على وشك البكاء :

(أنا أريد ...بابا )

لم تكن تعلم أنه لم يعد لديه الصبر ليستمع لتدللها هذا ..
قيد كلتا يديها بيديه وهو يستند بهما على الخزانة خلفهما ومال يقبل تجويف عنقها وهو يقول بخفوت :

(أنا ..(بابا ..

لم تتحمل عاطفته المجنونة وهو يرتوى من عشقها الذى كان محرم عليه لسنوات طويلة ..يرتوى ويرتوى ولا يشبع ..يشعر بارتجافتها ولايستطع ان يفعل لها شيئا سوى أن يحبها ويحبها ..
كادت أن تتهاوى أرضا من فرط مشاعره الصاخبة فاحتضنها وهو يرفعها عن الأرض ...
يدور ويدور بها ويميلا معا بعاطفته المجنونة على السرير خلفهما ..
وما إن هم بفتح سحاب فستانها حتى

توسلته بخفوت :

(أرجووووك بدر ..اتركنى خمس دقائق فقط ..أرجوووووك )

يرد وهو يقبلها بشغف ..يقبلها بقدر اشتياقه وعشقه لها :

( لا أستطيع رهف ..كيف اتركك ..كيف ؟؟ )

ردت من بين قبلاته العنيفة لها :

( أرجوووووك بدر توقف )

تصلب وهو يزفر أنفاسه الهادرة بالقرب من وجهها ثم استند بجبهته فوق جبهتها وهو يقول بصوت أجش :

( أنت تعذبيننى رهف ..)

خجولة ..خائفة ..تخفى عيناها عنه بينما قلبها يخبره أنها معه ..وله ..
يرفع وجهه عن وجهها ينظر إليها ويعاود التهامها ..
ومن بين مشاعره الجامحة وبين لحظات خجلها أمسك وجهها بين راحتيه وهو يهمس أمام شفتيها :

(دعينى اتحقق انك حقيقة ..أنك لست حلم من أحلامى ..)

تغمض عينيها كطفلة خائفة ..وينزع هو عنها كل مايفصله عن جسدها ..قال بالقرب من شفتيها وهو يقبلها بقدر انتظاره لها :

(انظرى لى رهف ..قولى أنك معى ..قولى أنك بأحضانى ..بغرفتى ..)

واستجابت رغما عن خوفها لتغرق فيه معه..وتتعلم فنون العشق على يديه ..عشق رجل حارب الدنيا كلها من أجلها !!

*************************************

قلبها بتلك الليلة لم يكن ملكها ..قلبها أصبح ملكا له ..المشاعر التى تحركت بداخلها ناحيته لم تكن كأى مشاعر أحست بها من قبل !!
الماضي كله بأخطائها ..بتمردها ..انهار على أعتاب رجولته !!
كل إحساس مرت به وظنته حبا أعلنت لنفسها أنه أبدا لم يكن سوى وهم ..سراب انساقت خلفه ظنا منها أنها ستصل لنهاية طريق اختارته بنفسها ..وعندما وصلت لم تجد سوى بقايا امرأة دنستها الخطيئة !!
لم تشعر باكتمالها سوى معه !!
لم تشعر بأنوثتها المهدرة سوى بأحضانه !!
ولم تشعر بكرامتها إلا وهى بجانبه !!
للمرة الأولى تحس بأمان لم تحسه من قبل ؟؟!
فأمان أخوانها لم يكن كالأمان بحضرة رجل يحبها !! يحميها ..يؤمن بها !!
منذ أن وصلا بيتهما وهو يلتزم الصمت !!
بينما لم تتوقف أحاديث نفسها !!

الليلة ستخطو أولى خطواتها فى الطريق إلى قلبه ..
هو من يستحق حبها ..هو من يستحق أن تغمره بمشاعرها !!

نعم هى قضت أجمل سنوات عمرها بوحل الخطيئة والمعصية ..ولكن هاهى الفرصة تأتيها لتصلح ما أفسدته بحياتها ..ونفسها. .وعائلتها !!
لا تعلم لماذا يتجنبها !! أغاضب منها !!
أم لم يصدقها !!
أيغار !! أم يفكر بمستقبله معها !!

ينام على جانبه ويعطيها ظهره ..وبالمثل هى !!
كلٌ منهما يدعى النوم !!

بينما يفكر هو بها !!
(ترى ماذا كان جوابها !! أتحبيننى شهد ...)

وتفكر هى به !!

( لم أعرف الحب قبلك ..هذا ما قلته له ..أتصدقنى ؟؟!)

يغمض عينيه ولايرى سواها ..

(اااه لو تشعرين بحبى لك شهد ..)

تتنهد بخفوت وهى تبتسم عندما تذكرت نظرته لها عندما نادته :

(حبيبى )

يريد أن يلتفت ليحتضنها ..لتشعر أن براح أحضانه يساع قلبها ..ويحتوى خوفها ..ولكنه ينتظرها ..ينتظر أن تكسر الحاجز الذى تضعه بينهما !!

وعند هذا الخاطر كانت هى تستدير وتقترب ..تقترب ..حتى التصقت بظهره ..تدفن وجهها به ..وترتفع يدها لتحتضن خصره !!
أنفاسها تحرق جسده عبر بلوزته القطنية الخفيفة ..
أحست بتأثره من اقترابها ..وصله همسها الخافت كنسمة هواء باردة أثلجت صدره :

( قلت له أننى لم أعرف الحب من قبلك !! )
صدره يعلو ويهبط بانفعال ..يسمعها دون أن يلتفت إليها !!

استكملت وهى ترتفع بجسدها لتضع وجنتها على وجنته،وتستكمل بنبرة خافتة :

( أنا أحبك ...وأحتاجك !! )

اعتدل لينام على ظهره وهو يشدد من احتضانها فوق صدره ويسألها بلهفة :

(ماذا قلت ؟؟! )

ردت بنبرة تحمل كل معانى الاحتياج وهى تتأمله وكأنها تراه للمرة الأولى

(قلت أنا أحتاجك ؟؟! )

( لا لا ..ماقبلها ) قالها وهو يرفع وجهها ويحتضنه بين يديه فصمتت للحظة ثم ردت بتأكيد :

( قلت أنا أحبك مروان ..أحبك..)

ثم أخفضت وجهها لتخفيه بصدره فما كان منه إلا أن يقول بارتيااااح وهو يحاوطها بذراعيه ويغمر وجهه بعنقها :

( اااااه شهد ...لكم تمنيت سماع هذه الكلمة منك ...)

كانت مشاعرهما بتلك اللحظة بعيدة كل البعد عن أى مشاعر رغبة رجل بامرأة ..أو شغف امرأة برجل !!
بل كانت لحظة احتياج لكل منهما ..
احتياج منه لأن يشعر بحبها له ..
واحتياج منها للتنعم بدفء قربه ..وأمانه !!
يحتضن كل منهما الآخر بصمت ..وتدخل دقات قلوبهم بسباق من منهما سيسعد الآخر أولا !!

استمرا على وضعهما حتى غفت وهى بين أحضانه ..بينما هو يخاصمه النوم ..فقط يريد أن يستمتع بقربها !!

**********************************

( صباح اليوم التالى )

يقف بمطبخ منزله يعد لها مشروبا دافئا وهو يدندن بمزاج رائق !!
يبتسم وهو يتذكر ليلتهما !!
كم كان مجنونا بها. شغوفا إلى الحد الذى جعلها تتوسله الإبتعاد غير قادرة على مجاراة جنونه الذى لم يتوقف طوال ساعات الليلة الماضية !!
يضحك وهو يقلب كوب من اللبن الدافئ عندما يتذكرها وهى تخفى جسدها عن عينيه التى تلتهم تفاصيلها !!

وضع كوب اللبن مع طبق به بعض الشطائر ثم اتجه ناحية غرفتهما ..
رفع حاجبيه بدهشة وهو يجدها مازالت بحمام الغرفة !!!
وضع الصينية جانبا ثم اتجه ناحية الحمام ليطرق بابه بنغمة موسيقية وهو يقول بعبث :

( هل تحتاجين مساعدة رهف ؟! )

صرخت به بتوسل :

(لا بدر ..لقد انتهيت )

يضحك وهو يقول لها بتهديد :

(أمامك دقيقة واحدة ..سأدخل أنا إن لم تخرجى !! )

وبلحظة واحدة سمع صوت إغلاق الباب بالمفتاح فطرق الباب وهو يقول بتساؤل :

(رهف ؟؟ ماذا بك ؟! )

نظرت لنفسها بالمرآة وهى تضيق،حاجبيها وتلوى شفتيها باعتراض وتتمتم قائلة :

( حسبى الله أسيل ..كيف أخرج له بتلك القطعة التى لاتمت للملابس بأى صلة )

تستدير لترى ظهر قميصها الذهبى الذى لايصل لركبتيها ويلتصق تماما بجسدها مظهرا تفاصيلها الأنثوية ..
فتحة ظهر كبيرة حتى أسفل ظهرها على شكل قلب يظهر بشرتها بسخاء بإغواء ..وفتحة صدر متسعة تظهر أكثر مما تخفى !!!
يحمر وجهها وتضع كلتا يديها على وجنتيها وهى تقول بغيظ :

( وقحة يا أسيل ..قليلة الحياء )

طرقات الباب المتتالية أجفلتها فردت بفراغ صبر :

(حاضر،بدر سأخرج ..سأخرج )

تنظر مرة أخيرة لنفسها وتعدل من خصلات شعرها ..

تقف بالقرب من الباب وهى تقول برجاء :

(بدر ..ابتعد قليلا )

يضحك ويصلها صوت ضحكاته فتتذمر قائلة :

(لن اخرج إن لم تبتعد )

يتمتم من بين ضحكاته قائلا :

( هل تزوجت طفلة !!! )

ثم قال وهو ييبتعد ليصل صوته بعيدا عنها :

(ابتعدت ..هيا اخرجى )

فتحت الباب بترقب ثم خرجت وهى تمشي حافية على اطراف أصابعها !!

وما إن تخطت الباب حتى وجدته يشدها وهو يتأمل كل تفصيله بها بينما هى تخفى وجهها بصدره وهى تقول بخجل :

( لاتنظر لى هكذا بدر ..)

رفع ذقنها بيده وهو يبعدها قليلا عنه وينظر لها بوقاحة أربكتها ..
لون قميصها الذى كان كأنه جلد ثان لها ..كانت ككتلة متوهجة عندما امتزج اللون الذهبي مع لون عينيها العسليتين وخصلات شعرها البنية التى تصل لكتفها ...
يقربها إليه وهو يهمس بصوت أجش :

( ترتدين هذا ؟؟!! وتطلبين منى ألا انظر إليك ؟؟! أنتى تطلبين المستحيل رهف )

وبلحظة واحدة انحنى ليحملها بينما هى تتدلل وتصرخ قائلة :

( بدر أنزلنى ..)

لم تشعر بنفسها إلا وهو يميل بها على سريرهما يغمرها بجنون عشقه دون أن يبالى بدلالها ..وزاد جنونه وهى تستجيب لقبلاته العاصفة لها وهمسها باسمه عندما يسمح لها بالتقاط انفاسها فقال من بين لهاث أنفاسه :

( بدر يعشقك رهف ....)

عيناه تتوه بها وقلبه يجن بصدره يسألها وهو يقبلها برقة متناهية :

(قولى أحبك بدر )

احتضنت وجنتيه براحتيها فأمسك يدها يقبلها فهمست له :

(أحبك بدر )

تأوه وهو يغمض عينيه ويهمس لها بصوت أجش :

(قوليها مجددا )

وبجرأة لم يتوقعها منها قبلت شفتيه برقة وهى تقولها بخفوت :

(أحبك ..أحبك ..أحبك )

يغرقها وتغرق معه ببحر من المشاعر الثائرة. .مشاعر كتمها سنوات وسنوات حتى تصبح له ..وهى الآن له وبين يديه !!

فهل لديها الجرأة أن تمنعه عن بث عشقه لها !!

*******************************************
(بعد أسبوع )

ذاك اليوم قررت مصارحتهم ..بل إعلان قرارها لهم ..
فاجئته عندما أعلنت موافقتها التامة على مرافقته بعد أن أخبرها أن والدته ستقيم مع عائلتها بعد زواجه ..وتعود للاطمئنان عليه على فترات متقاربة ...
كان بحالة ذهول وهى تقنعه بأن يستجيب لدعوة عائلته بنقل كل أعماله والإقامة بينهم !!!
يرى بعينيه شهد أخرى !! حماسها وتشجيعها له وتأييدها لفكرة انتقالهما معا !!
أسبوع كامل يرى تغيرها معه ..مرحها ..قلة شرودها !!
ارتباطها وتعلقها به !!
تستمر بمفاجئته عندما تأخر عن موعد عودته بإحدى الأيام ليجدها تأتى له بشركته !!
كانت كنبتة ذبلت ولم يهتم بها أحد !! وعندما وجدت من يرعاها بدأت بالإزدهار شيئا فشيئا ..
وعندما واجهها بصراحته وأخبرها أنها تريد الهروب ..إجابتها كانت أنها تريد الهروب معه ..لا من أحد ..تريد بناء دنيا جديدة بعيدة عن ماضٍ قاسٍ ينبش بقسوة فى أعماق ذاكرتها !!
لا تعلم ردة فعل إخوانها ..والأهم (أمها )

وبذاك اليوم الذى ستجتمع به العائلة ببيت ياسين فى دعوة غداء بحضور العروسان حسمت أمرها

وكعادته بأى مناسبة يحب أن تجتمع عائلته ببيته ..
سعادة تعلو وجوههم ..
محمد وهو يمازح زوجته وبناته ..يحيى وهو يلتصق بزوجته التى تعانى بشهور حملها ..
ياسين ..حامى العائلة وسندها ..
الأب والأخ بآن واحد ..وأمينة التى ببراعة تتقن دورها !!
زوجة كبيرهم التى تحتوى صغيرهم وكبيرهم كزوجها ..
تقف على قدم وساق وهى تقدم واجبات الضيافة لهم ..

بعد الانتهاء من غدائهم كان ياسين وإخوانه يجلسان بصحبة أمهم ..

بينما رهف وأسيل يتغامزان بالمطبخ بعيدا عن مسمع أم رامى التى تقوم بتحضير المشروبات والحلوى لهم !!

تهمس أسيل لرهف بشقاوة :
(أخبرينى هل مازلت قطة مغمضة العينين أم فعلت ما قلته لك !! )

تضحك رهف وهى تقول لها بخفوت :

( لعنة الله على نصائحك أسيل ..أنت مصيبة )

تقاطعهم أم رامى وهى تلوى شفتيها وتقول بمشاكسة :

( أختك ليست سهلة ..لقد جعلت معز أسيرا لها ..لايطيق أن يجلس بدونها )

شهقت بفزع وهو يقرصها من خصرها ويمد يده ليأخذ قطعة حلوى ويشاكسها قائلا :

( من هو الأسير يا من تدسين أنفك الكبير هذا فيما لايخصك ؟؟! )

استدارت تضربه على صدره وهى تقول بغضب :

(أنا أنفى كبير ؟؟! )

يأكل الحلوى بتلذذ ويغيظها قائلا :

(أنفك كبير ومتلصصة وتتدخلين فيما لايخصك يا أم رامى )

ردت بسخرية :

( وأنت قليل الحياء وفضائحك تملأ البيت من أقصاه لأدناه ..هل تحب أن أفضحك أمام أخت زوجتك ؟؟! )

رفع حاجبه وهو يقول بابتسامة باردة :

(زوج وزوجته يمرحان بالحديقة ..العيب على من تراقبهم وتتلصص عليهم )

شهقت وهى تؤكد له :

( انا قلت أنك قليل الحياء ..)
ثم أزاحته عن طريقها وهى تعنفه قائلة :

(ابتعد ...ابتعد )

ضحك وهو ينظر لأسيل التى تبعث له قبلة عبر الهواء دون خجل من أختها فغمز لها معز ثم التفت لرهف وهو يمازحها قائلا :

(زوجك سيمووووت ويدخل هنا...هيا اذهبى له رهف )

قالت أسيل وهى تقترب منه وتدفعه للخارج :

(اخرج معز ..بيننا حديث نسائي،لم ينته )

التفت لها ليخطف قبلة من شفتيها وهو يشاكسها قائلا :

(أموووت بالأحاديث النسائية ...)

لكمته على كتفه وهى تستمر بدفعه للخارج فجذبتها رهف وهى تسألها بذهول :

(ألا تخجلين أنت وهو ؟؟! )

رفعت أسيل حاجبيها وهى تقول بشقاوة :
(لا ...وأنصحك أن تتخلين عن خجلك الذى سيرفع ضغط دم زوجك )

ردت رهف بغيظ :
(هو يحب خجلى لاشأن لك )

ضحكت أسيل وردت بسخرية :
( مهما تغنى الرجال بهذا الكلام ستظل المرأة الجريئة التى تعبر عن مشاعرها دون تحفظ هى الأفضل بالنسبة لهم !! )

صمتت رهف للحظات ثم سألتها ببراءة :

(هل أنت متأكدة ؟؟ )

اقتربت أسيل لتستند بمرفقها على كتف أختها وغمزتها وهى تقول بمكر :

(انظرى إلى أبى كيف يعشق أمنا بعد كل هذا العمر وأنت تتأكدين من كلامى ..وولى العهد يؤيد وجهة نظرى )

ضحكت رهف فجذبتها أسيل وهى تقول بمرح :

( تعالى نخرج للمسكين الذى ابتلاه ربه بك )

********************************
بعد أن اعتذر مروان منها ومنهم لموعد هام سيقضيه ثم يعود بعدها ..
نظرت لكل منهم وهم يسألونها عن أخبارها ..
تومئ برأسها أنها بخير وهى تنظر له تنتظر سؤاله !!
تتمتم بين نفسها
( مازلت الأبعد ياسين ..مازلت ترى الذنب الذى يقف حاجزا بينى وبينك )

تنهدت وهى تجلس بجوار والدتها تحتضن يدها ثم قالت وهى تركز نظراتها على ياسين والذى تتأكد تماما أنه أول من سيؤيد قرارها :

( سأسافر مع مروان خلال شهر على الأكثر !! )

رد محمد بتساؤل مرح :

( رحلة شهر عسل جديد ؟؟؟! )

ابتسمت بمرارة وهى تنفى قائلة :

( بل رحلة عمل طويلة ..سيقيم مع عائلته بالخارج وينقل كل أعماله )

شهقت فاطمة وهى تقول باعتراض :

(ماذا ؟؟! وهل ستتركيننا وترحلين معه ؟! )
ربتت على يد أمها وهى تقول بتأكيد :
(نعم يا أمى ..ولاتقلقى ..وسائل الاتصالات الحديثة ستقرب بيننا )

هزت الأم رأسها يمينا ويسارا وهى ترفض بتصميم وتقول وهى تنظر لياسين :

(هل توافق على سفرها يا ياسين ؟؟! )

صمت للحظات ثم قال وهو ينظر لأخته التى تترقب رده :

(مكانها مع زوجها يا أمى ..وإن كانت هى راضية فما المانع من ذلك ؟؟! )

رد محمد بتأكيد :

(مروان رجل يستحق أن تضحى من أجله ..لا أرى سببا للرفض )

التفتت شهد ليحى الذى يلتزم الصمت فسألته بابتسامة باهتة :

( وأنت يحيى ؟؟! ما رأيك ؟؟! )

رد يحيى بتساؤل صريح قائلا

(لماذا لم يفعلها من قبل شهد ؟؟! ولماذا الآن ؟! )

أخفضت رأسها وهى تستجمع شجاعتها لتستكمل مواجتهم ومواجهة نفسها معهم ثم رفعت رأسها وهى تقول بصوت مختنق :

( اعلم أنكم مازلتم غير راضيين عنى .)

.ثم نظرت ناحية ياسين الذى تهجمت ملامحه وقالت بألم

( واعلم أن أحدكم لم يسامحنى بعد !! )

استكملت وهى تحاول رسم ابتسامة على شفتيها التى ترتجف بفعل الاختناق ببكائها :

( وأنا ايضا لم أسامح نفسي بعد ..!! )

ربتت فاطمة على يدها وهى تقول بحنو :

( الله يسامح حبيبتى ..انسي،شهد ..انسي )

هزت رأسها وهى تقول بمرارة :

( لم استطع أمى ..ربما أرسل القدر لى مروان ليساعدنى على التخلص من إحساس المرارة والذنب الذى يقتلنى ..وأنا وجدت بالبعد ملاذا يطهرنى ..)

ردت الأم برفض :

( لا شهد ..أنا غير موافقة )

اعترض ياسين بغضب :

( قلت لك مكانها مع زوجها يا أمى ..مروان له عائلة ذات صيت وسمعة طيبة ويتمنون إقامته معهم منذ زمن ..اتركيها تبنى مستقبلها معه بعيدا عن هنا ..دعيها تنسى ..)
وصمت قليلا ثم استكمل بخفوت :

(وربما نحن أيضا ننسى )

صرخت به فاطمة وهى تبكى قائلة :

(إن وافقتم على سفرها لا أريد أن أرى وجه أحد منكم ..أنتم قساة القلب ..أنتم تساعدونها على أن تتركنا لتتخلصون منها ومن .....)

سكتت والدموع تخنقها وهى تذكر خطيئة ابنتها أمام زوجات ابنها !!
التى ما إن نظرت إليهم أمينة حتى قامت واحدة تلو الأخرى ويتركونهم !!

قال ياسين بغضب :

(اخطأت ومازلت تخطئين يا أمى ..نتخلص منها ؟؟! لم نفعلها عندما علمنا بما فعلته ! تحمد الله أن رجلا كمروان يحبها وقرر استكمال حياته معها !! )

صمت ...ألم ...خجل ...ابتسمت شهد ولم تقاوم دموعها ثم قالت بتأكيد :

( نعم ياسين ..أنا محظوظة برجل كمروان ..ولن أنسى أنك كنت السبب بدخوله حياتى ...)

أخفض ياسين رأسه بينما ينظر محمد ويحيى لبعضهما !!
قامت شهد وتحركت ناحية ياسين الذى أثارت أمه غضبه ...
أجفلته عندما جثت على ركبتيها أمامه وأمسكت يده تقبلها وهى تتوسله ببكاء :

(سامحنى ياسين ..أرجووووك ..أريد أن اسمعها منك قبل أن افارقك ..أنت فقط من يقتلنى الإحساس بالذنب ناحيته )

رفعها من ذراعيها وهو يقول بصوت مختنق :

(كفى شهد ..انهضى )

استقامت على ركبتيها ورفعت ذراعيها تتعلق برقبته ..تقبل رأسه وجبهتته وتستمر بتوسلاتها له :

( سامحنى أخى ..سامحنى ..)

جذبها لأحضانه وشدد من احتضانها وهو يربت على ظهرها ويقول برفق امتزج بشدته :

( سامحتك )

علا نشيج بكائها وهى تدفن رأسها بصدره وتقول من بين شهقاتها المتتالية :

( سأشتاق لك ..دوما سأشتاق لك )

مازال محتضنها ..يمسد على ظهرها وهو يقول بخفوت :

( ومتى ماتستاقين ستجديننى عندك ..ومتى احتجتى إلىّ سأكون بجانبك )

*******************************************
(بعد شهران )
مع شروق شمس يومها الجديد استيقظت ونهضت من فراشها ..ارتدت خفها وامتدت يدها تسحب عكازها لتستند عليه وتنهض بتثاقل ..
تنقلت بخطوات بطيئة لتتوضأ وتصلي صلاة الضحى التى تداوم عليها ..
وبنفس الخطوات المتمهلة اتجهت للمطبخ تعد قهوتها مع القليل من الشطائر ..
حملت صينية افطارها بيد مرتعشة حتى وصلت لمقعدها بالشرفة
استندت بكلتا يديها التى خط عليها الزمن ملامحه علي مقدمة عكازها ثم استندت بذقنها عليهما لتسرح بالبعيد.. حيث صغارها وهم يملؤن المكان بضجيجهم وضحكاتهم وصراخهم ..اما الان فلاتجد حولها الا جدران منزل خاو لايوجد به سوى الذكريات التى تعتبر زادها بالحياة
ابتسمت وهى ترى تتابع الذكريات واحدة تلو الأخرى ..
هنا ضحكنا. هنا لعبنا ..هنا كنت افض شجارهم ..وهنا احتفلت بميلادهم
هنا وهنا وهنا ...
وهنا فقدت حب عمرها ..كيف ارادوا منها ترك حصاد عمرها كله وغلق منزلها !! قد يبدو الأمر هينا بالنسبة لهم ولكنه اقسي ما قد يطلبوه منها ..
انشغل كلٌ بحياته وهاهى تحيا بمفردها بعد أن افنت عمرها في أن تكون سندا ودعما لهم بينما هى لم تجد في كبرها من تستند عليه سوى عكازها !!
سقطت دمعة رغما عنها
..دمعة لوم وعتاب وقبلهما اشتياق لمن شغلتهم الحياة عنها فاصبحت تراهم بالمناسبات والأعياد او يهاتفونها للاطمئنان وراحة لضميرهم !!
رفعت رأسها تنظر لقهوتها الباردة كبرودة الحياة من حولها ..
ضربت الأرض بعكازها بضربات متتالية ثم نهضت بتثاقل وتحركت ببطء يشابه بطء مرور ساعات يومها حتى وصلت للهاتف علي الطاولة ..
رفعت سماعة الهاتف لتهاتف ابنائها واحدا يلو الآخر وقلبها يردد قبل لسانها
"اشتقت اليكم "

(هذا ما كانت تتمنى أن تفعله. ولكن قلبها يأبى أن يحنو عليهم بعد أن وافقوا على ابتعاد ابنتها عنها ..
نعم هى من أبعدتهم عن حياتها ..ولكنهم استسلموا لغضبها منهم ..فبعد آخر مرة قاموا بزيارتها نهرتهم ووبختهم ثم طردتهم من بيتها ..لا تعلم كيف قست عليهم هكذا ولكن فراق ابنتها الوحيدة يؤلمها ..بل يعذبها ...
رفضت كل محاولتهم لاسترضائها...وأبت ألا تقيم إلا ببيتها !!!

عادت لجلستها ولكنها بتلك اللحظة قررت ما كانت ترفضه من قبل !!

الوحدة تقتلها ..والذكريات تؤلمها ...

لم تجد من يحفظ سرها سوى حفيدها ..
حفيدها الذى ربته وكان أقرب إليها من أبنائها ...

معز الذى عارض ما أخبرته به ولكنه لم يستطع إثنائها عن قرارها !!

هو من اختار الدار لها ..هو من يتواصل معها ويتتبع أخبارها !!

يهاتفها يوميا للاطمئنان على صحتها وتؤكد تحذيراتها له بألا يفشي عن مكانها لأحد من أبنائها الذين انقطعوا عنها غضبا منها ...
وما إن علمت أنهم سيأتون لمحاولة إقناعها حتى تركت الدار وذهبت لبيتها ..لتصرخ بوجههم مرة أخرى ..
لتلومهم وتقسو عليهم وتبعدهم عنها !!
تقضى أيامها بالدار وتنتظر اليوم الذى يأخذ روحها ربها ..لعلها ترتاح قليلا مما تعانيه من ابتعاد أبنائها !!!
تقدم له قهوته كعادته الصباحية التى وهى تقول له :

( ألا يكفى هذا الاستسلام منكم ياسين ؟؟! كيف تتركونها هكذا !! )

تنظر أسيل لمعز بقلق فيحذرها بعينيه بأن تصمت فيرد ياسين بغضب :

( ماذا افعل معها ؟؟! إنها بكل مرة تثير غضبى بتصرفاتها ..شهد وسعيدة بحياتها ؟! ما الذى يهمها سوى راحتها ؟! )

جلست أمينة بجواره وقالت وهى تقبل كتفه :

(تحملها حبيبى حتى وإن اغضبتك ..إنها ابنتها الوحيدة ويصعب عليها فراقها ..)

تنهد ياسين بيأس ثم قال بعدم رضا :

( تدليلها هذا هو ما أفسدها ...)

هادنته أمينة وهى تتوسله قائلة :

(سآتى أنا معك واتوسلها أن ترضى ..لعلها توافق أن تأتى معنا )

ثم قامت وهى تقول بحماس :

(سأرتدى ملابسي ونذهب لها ..هيا معز )

ردت أسيل دون تفكير وهى تنقل نظرها بين معز وبين عمها :

( لا ..ليس اليوم ..)

رد ياسين بتساؤل :

(لماذا ؟؟! )

توترت أسيل وارتبكت فقال ياسين بحزم :

(لماذا أسيل ؟؟! )

نظرت أسيل لمعز فخلل خصلات شعره بيده وهو يقول بتلكؤ :

( دعنى أذهب أنا إليها أولا ..!)

قالت أسيل بغيظ :

( يجب أن تخبر عمى معز )

فتح عينيه على اتساعهما وهو ينظر لها فسأله ياسين قائلا بحزم :

( ما الذى يجب أن تخبرنى به ؟!! )

كز معز على أسنانه وهو يتوعد لها فقامت لتجلس،بجوار عمها تتأبط ذراعه وتهمس له بخوف :

(أنا سأخبرك عمى ولكن لا تجعله ينظر لى هكذا !! )

التفت ياسين وهو يسألها بقلق :

( تكلمى أسيل !! )

مدت رأسها تنظر له وتقول بغيظ :

( سأخبره )

ثم قالت وهى تقترب من أذن عمها وتقول بتردد :

(جدتى تقيم بدار للمسنين ولا أحد يعرف سوى معز وأنا !! )

أجفلتها صرخته التى تبعها فنجان القهوة وهو يرتطم بزجاج الطاولة وهو يقول بغضب :

( ماذا ؟؟؟ دار للمسنين )

ثم اقترب من معز وهو يسأله بعم تصديق :

(أمى بدار للمسنين ؟؟! منذ متى ؟!)

تمتم معز وهو يهب واقفا :

(حسبى الله ونعم الوكيل )

صرخ به ياسين بغضب :

(انطق ...كنت تعلم ؟؟! )

رد بخفوت :

(نعم ..أنا من قمت بتوصيلها )

أمسكه ياسين من مقدمة منامته وهو يصرخ به :

(هل جننت ؟؟! كيف لم تخبرنى !! كيف تجرأت وفعلت ذلك !؟ )

رد معز بقلة حيلة :

(كانت رغبتها ..وكانت ستفعلها برضاى أو بدونه ..خشيت أن تذهب لمكان لانعلمه )

دفعه ياسين بعنف وهو يعنفه قائلا :

( أنت غير مسؤل ..اذهب وارتدى ملابسك...)

لم يتحرك مع فصرخ به :

(هيااااااا ..وحسابك معى فيما بعد )

*****************************
(دار الرحمة للمسنين )
وبحديقة الدار كان الكل يودعها وهى تحتضنهم ..وما إن رأتها حتى ابتسمت بفرحة وتقدمت ناحيتها تفتح ذراعيها على اتساعهما فربت بسام على ظهرها مشجعا لها ..
لترتمى بأحضان والدتها وكأنها رحمة أخرى غير التى كان يقنعها بوداعها !!

أمسكت والدتها وجهها بين راحتيها وهى تقول بصوت مختنق :

(لن أتأخر هذه المرة رحمة ..سأشتاق لك حبيبتى )

قال بسام وهو يمد يده ليصافحها :

(ربما سنأتى لزيارتك سويا قبل أن تأتى لنا )

ردت بفرحة :

( أتمنى ذلك دكتور بسام )

كانت إنچى تتابعهم بفرحة وهى ترجو لرحمة أن تصل لسلام نفسي مع والدتها !!

راقبها السيد ماجد وهى تمسح دمعة نزلت على وجنتها فقال يمازحها :

(إنچى لديها مشاعر وتبكى مثلنا )

ردت بسخرية :

(احيانا ماجد وليس دائما )

سألها باهتمام :

( لماذا تبكين إنچى ؟؟ اعلم انك تتحججين بهذا المشهد المؤثر )

ردت بصوت مختنق غير قادرة على إخفاء ألمها :

( لن يعود أبنائى هذا العام أيضا )

أومأ برأسه بألم وهو يقول بحزن :

(وأبنائى أيضا )

ثم نظر لفاطمة وهو يؤنبها قائلا :

(لا أعلم كيف تختفين هنا ولديك ابناءا تستطيعين التمتع بدفء قربهم !!)

(أجيبيهم يا أمى ..كيف فعلتِها !!! )

رفعت وجهها لتجده أمامها فشهقت وهى تراه يعاتبها بنظراته المتألمة ويقول بأسي :

(تقيمين هنا وأنا على قيد الحياة يا أمى )

نظرت لمعز الذى يقف بجانبه وقالت له بعتاب :

(لماذا معز ؟؟! لماذا قلت له ! )

رد معز وهو يقترب منها ليجلس بجوارها :

( إنها مقصوفة الرقبة أسيل ياجدتى )

همست له بعدم رضا :

( كنت أنها لن تسكت إبنة خديجة )

أخفضت رأسها فاقترب ياسين منها وهو يجلس على الجانب الآخر ويعاتبها بألم :

( لماذا تفعلين ذلك يا أمى ؟؟ هل قصرت أنا أو إخوانى معك ؟؟ نحن نتمنى رضاك علينا ..لماذا يا أمى ..لماذا !! )
التفت للصوت الذى جاء من خلفه :

( أوووووو فاطمة ..ابنك يشبه نجوم السينما ؟! هل هذا ابنك الأكبر ؟! )

ردت فاطمة بفخر :

( نعم ..ابنى ياسين هو والد معز )

مدت يدها تصافحه وهى تقول بإعجاب :

(مرحبا ياسين ...اعتقد هذا لون عينيك صحيح ؟؟! لقد ورثه ابنك عنك )

نظر لها ياسين باستغراب وهو يقول برزانة :
( مرحبا )
التفت الجميع ناحية العاصفة التى هبت فجأة وهى تقول من بين أسنانها :

(هيا يا أمى ..لن تبقين يوما واحدا هنا )

ثم تقدمت ناحية ياسين لتجلس بجواره لتفرق بينه وبين إنچى المعجبة وهى تنظر لها وتقول بابتسامة مجاملة :

(مرحبا ..أنا زوجة ياسين )
ابتسمت إنچى وهى تقول لها :

( مرحبا ..زوجتك جميلة جدا ياسين )

تأبطت أمينة ذراع ياسين بفخر وهى تقول لفاطمة :

(هيا فطوووم قبل الهجوم الذى سيحدث الآن ..يحيى ومحمد بالطريق ولن أضمن لك ردة فعلهما )

زمت فاطمة شفتيها بطفولة وقالت بتذمر :

(أنا سعيدة هنا )

زفر ياسين أنفاسه بضيق وهو يقسم بتصميم :

(قسما بالله يا أمى لن تقيمين إلا ببيتى ..ثم التفت لأمينة يقول لها بحزم :

(اذهبى معها لجمع أغراضها ؟! )

قامت أمينة لتمسك يدها وتهادنها بحب :

(هيا حبيبتى ..أنا ساساعدك )

لم يرى أحد منهم من تقف بعيدا تبكى فرحا وحزنا !!

فرحا بعودة فاطمة لابنائها وحزنا على فراقها !؛
هل كتب عليها أن تفقد أمها لمرتين بيوم واحد !!
أم انجبتها وقست عليها ..وأم لم تنجبها ووجدت بأحضانها حنان الأم الذى افتقدته !!

يد حانية امتدت لتمحو عنها دموع حزنها ..ثم احتضنها وهو يضع يده على بطنها ويهمس لها بحب :

( دوما أنا معك حبيبتى ..بالتأكيد ستزورنا ونزورها ..)

مالت برأسها تستند على كتفه وهى تستسلم لقدرها معه .. وما أجمله من قدر !!

بعد وقت قليل ..

اقترب منها وهى تجلس وحدها ..
قال بعدم رضا :

(تتغزلين برجل آخر امامى !! يا لك من امرأة مراهقة !!)

ضحكت وهى تقول له :

( ليس لك شأن بى ياماجد ..اتركنى لحالى !! )

اقترب برأسه وهو يشاكسها قائلا :

(ما رأيك أن أضع وحدتى على وحدتك ..ومالى على مالك ..وتؤنسين وحدتى ..واملأ عليك حياتك مرح وفرح وبنين وبنات !! )

قهقهت إنچى وهى تقول من بين ضحكاتها :

(من منا المراهق يا ماجد )

حرك حاجبيه،وهو يغازلها قائلا :

(لاتغرك شيبتى ..انا رجل عاشق ..يعلم كيف يسعد زوجته !! )

ضربت كفا بكف فقال لها :

(السكوت علامة الرضا )

***********************************************

(صباح اليوم التالى )

تداعبه وهى توقظه بينما هو يعطيه ظهرها ويغيظها قائلا :

(ابتعدى عنى ..أسيل )

مالت بجسدها فوقه وقبلت وجنته وهى تقول بأسف :

( كان يجب أن يعرف معز ..ثم إنك يجب أن تشكرنى ..هاهى جدتى معنا ..هل كان يرضيك أن تقيم بدار للمسنين وتعيش بعيد عننا !! )

أبعدها عنه فسقطت على ظهرها ثم أخذ الوسادة يغطى بها وجهه فقالت بغضب :

( حسنا معز ..كما تحب !!)
وقامت لترتدى خفها وتخرج وهى تغلق الباب خلفها !!

رفع الوسادة ثم قال من بين أسنانه :

( تفعل المصائب ثم تتدلل ابنة خديجة !! )

لم تمر دقائق إلا وكان يبحث عنها فلم يجدها !!
مر على أم رامى التى تقوم بتنظيف بهو البيت فسألها قائلا :

(أين أسيل يا أمى رامى !! )

ردت بامتعاض :

( الانسان الطبيعى يستيقظ فيقول صباح الخير !! )

رد وهو يزفر أنفاسه بضيق :

(صباح الخير ..أين أسيل )

ردت وهى تزيل الأتربة من على الطاولة بفرشاة التنظيف :

(صباح النور ..لا أعرف )

كز على أسنانه وهو يقول بغيظ :

( متى نرتاح منك !! )

ردت وهى تستمر بالتنظيف :

(عندما نرتاح من فضائحك )

تركها وهو يتمتم قائلا :

( لا اعلم من أين هبطتى علينا )

مدت رأسها وهى تقول بصوت عال :

( من نفس المكان الذى هبطت أنت منه !! )

يبحث عنها بكل الغرف ولا يجدها !!

لم يخطر بباله أنها ستكون بتلك الغرفة التى لم يقربا لها !!
فتح الباب وبحث عنها بعينيه ليجدها !!
تقف أمام مسند خشبى للوحة بيضاء والألوان حولها !!

تقف حافية القدمين وترتدى !!!
هى حقا لاترتدى !!
(شورت )قصير ..بل قصير أكثر مما يجب ..تعلوه بلوزة بيضاء ذات حمالات رفيعة وتطلق خصلات شعرها

تمسك بالفرشاة وتركز تماما فيما تفعله !!

اقترب منها وهو ينظرلمنحنياتها التى تظهرها بسخاء حتى وقف خلفها !!

مال برأسه يتشمم رائحتها فقالت دون أن تلتفت إليه :

(ابتعد عنى معز )
احتضن خصرها وهو يستند بذقنه على كتفها وقال بخفوت :

(أموت لو ابتعد )

لم يرى ابتسامتها التى زينت ثغرها !!

قال وهو يتأمل مارسمته :

( مممم من هذه !!! )

ردت بدلال :

( ابنتى ..ما رأيك !! )

كانت قد رسمت طفلة صغيرة تحبو وقد تشابهت ملامحها تماما بملامح معز فقال وهو يقبل عنقها :

(مممم جميلة ..ولكننى أريده ولدا )

أبعدت رأسها قليلا ثم قالت بدلال :

( أنا اريدها بنت )

أدارها لتقف قبالته ثم قرب وجهه من وجهها وهو يقول بصوت أجش :

( نحتاج دراسة جدوى لتحديد ولد أم بنت ...)

رفعت كلتا يديها تتعلق برقبته ثم قبلت شفتيه برقة وهى تقول بميوعة :

( أريدها بلون عينيك )

رد وهو يهمس لها :

( وأنا أريدك أنت !!)

*****************************************
(بعد ثلاث سنوات )

تجلس بجوار ثلاثتهم وهم يلعبون ويرسمون !!
تضحك بصخب وهى ترى ابنتها تشد اوراق الرسم من أخيها لتضعها بفمها !!

تبعد عنها الاوراق وهى تقول بمرح :

( لا ملاكى ..لاتفعلى هذا )

ثم تمسك يدها تقبلها وترفعها لتدغدغ رقبتها فتعلو ضحكات الصغيرة التى تشبه أبيها !!
لم تترك تفصيلة إلا وورثتها عنه !!

عيونه الرمادية ..شعره الأسود وخصلاته الناعمة ..سمرة بشرته !!
نسخة مصغرة من رجلها ..عشقها ..أمانها !!
يسألها أخيها بأدب ولكنة عربية غير سليمة تماما :
( هل ستتركيها تلعب معنا رحمة !! أم سترفضين خوفا عليها ككل مرة !! )

ردت وهى تداعب خصلات شعره وتحتضنه :

( سليم حبيبى .
سأتركها معك ..أنت رجل بما يكفى لتعتنى بها !! )

تعترض أختها وتقول وهى تضع يديها بخصرها :
( ولماذا لاتتركينها معى؟؟! سأشكوك لأمى )

وتركتها وهى غاضبة لتذهب لأمها التى تقيم بالدار منذ عودتها واستقرارها مع رحمة ..وعملها بالدار الذى شغل كل اوقاتها !!

تناديها رحمة وهى تضحك قائلة :

(تعالى تاليا ...سأعطيها لك )
تلوح لها بيدها باعتراض فتقوم رحمة وهى تمسك بيد ابنتها وتقول بمرح :
( هيا ملاك ..يجب أن نصالح تاليا )

يركضا سويا فتصطدم ببسام الذى رفع ابنته يداعبها !!
يقذفها للأعلى ثم يتلقفها مرة بعد مرة فتعلو ضحكاتها وتعلو معها ضحكات رحمة التى تراقبهما !!
اقتربت منه تحتضن خصره فيضمها وهو يحمل ابنته فتقبل كتفه وهى تقول بعاطفة :

(شكرا لك ..شكرا لأنك بحياتى ..شكرا لأنك معى )

ضمها بسام وهو يقبل جبهتها ويقول وهو يعقد حاجبيه باندهاش :

(من كتب قصيدة شكرا هذه !!! )

ضحكت وأمالت رأسها على كتفه فقال بحماس :

(هيا حبيبتى ..الليلة موعد حفلنا الشهرى ..ولن تصدقين ..ستأتى السيدة إنچى وزوجها ! )

صفقت بمرح وهى تقول بفرحة :

( كنت أتمنى أن تأتى الحاجة فاطمة ..ولكنها وعدتنى أنها ستأتى الحفلة القادمة )

ضحك وهو يخطو بها لداخل الدار ..الدار التى كانت سببا فى سعادة كانت لن تكتمل إلا بوجودها !!

**********************************

مرت ساعة كاملة وهو ينام بجوارها يربت على رأسها فى محاولة منه للانفراد بحبيبته التى تنتظره بغرفتها !!

يغنى لها فتستيقظ اكثر وهى تداعب وجنته بيد وتضع إبهامها بفمها !!
ينزع إصبعها فتبكى فيقوم بوضعه بفمها وهو يقول بفراغ صبر :

( نامى بالله عليك يا هنا ..لقد اوشكت ان انام وأنت مازلت مستيقظة )

تمص إصبعها وتضحك فتخطف قلبه فيبتسم وهو يقبلها ..
محاولات مستميتة منه حتى غفت !!
انسحب ببطء وهو يمشى على أطراف أصابعه !!

أغلق الباب خلفه ثم تنهد وهو يغمض عينيه ويتمتم قائلا :

(انتهت المهمة الأولى ..فلندخل على الثانية !!! )

فتح الباب ببطء ليجدها أمام مرآتها !!

نظر لها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها !!

يعض شفته السفلى وهو يراها ترتدى قميص باللون الاسود يمتد حتى كاحلها ..وفتحة طويلة تصل لمنتصف فخذها !!
تعلن له بإغواء عن نقش امتد على طول تلك الفتحة !!

اقترب منها فقامت لتلتفت إليه وتضع كلتا يديها بخصرها وتقول بدلال :

(ما رأيك ؟؟! )

جذبها ليحتضن خصرها فترفع رأسها وتقترب بوجهها منه تلامس شفتيه بإغواء وتهمس بخفوت أهلكه :

(هل نامت ؟؟! )

رد بصوت أجش :

( من هى ؟؟! )

ضحكت وهى تبتعد فيجذبها إليه أكثر وهو يقول من بين قبلاته التى أغرق وجهها بها :

( لم أرى النقش الجديد )

ثم مال ليحملها وهو يهمس لها :

( تعالى لأرى )

تعلقت برقبته وهى تقول بدلال :

( بدر )

رد وهو يضعها بفراشها :

( ممممم قلب بدر )

ردت برجاء :

( أريد الإقامة مع أسيل لمساعدتها ..لم يبقى سوى يومان فقط على الاحتفال ببناتها )

يقبل عنقها بنهم وهو يقول بخفوت :

( ولا ساعة واحدة )

تقبله فيضيع أكثر واكثر فتتوسله قائلة :
(ولا يوم واحد ؟؟! )

يسكت توسلاتها بقبلاته وهو يقول بصوت أجش :
( ولا دقيقة واحدة )

تضم شفتيها بغضب فلايسمح لها سوى بمبادلته عشقه ..تغويه فيستسلم لدلالها ..ويغيبا معا بعالم لايوجد به إلا عشقه وعشقها !!

******************************

يجلس على الأرض وهو يحمل ابنه على كتفيه !!
يتشبث ابنه بوجنتيه بينما هو يداعب ابنة أخيه التى تعشق اللعب معه ..
يضربه ابنه على وجنتيه فينزله ليجلس بجوار ابنة أخيه لؤلؤة ..
يقترب ابنه منها ثم يقبلها فيقهقه محمد وهو يمازحه قائلا :

( قبل رأسها أنس ..لاتقبل فمها هل فهمت !! )

يهز أنس رأسه برفض ثم يقبل وجنتها فتصرخ لؤلؤة وهى تبتعد عنه ..يقترب يحيى ليحملها وهو يدغدغها ويمازحها قائلا :

( لاتسمحى لذاك الماكر أن يقبلك هل تفهمين لولو !!؟ )

تضحك وترتمى برأسها على كتف والدها فيقف محمد وهو يحمل ابنه ...
يقترب من أخيه ويأخذ منه ابنته فيحملها على الجانب الآخر ويقول لابنه بمرح :

(هيا أنس ..قبلها كما تشاء )

يقترب أنس فيقبل وجنتها مرة أخرى فتمسح لولو قبلته بيدها بصورة مضحكة !!

التفت محمد وهو يسأل ياسين قائلا :

(أين أسيل ونملتيها !!!)

يأتيه صوت معز من خلفه وهو يعترض قائلا :

( لا اقبل هذا اللقب على بناتى !! )

يحمل سرير اطفال مزدوج تنام به توأمتيه جنة وحبيبة ...
يضع السرير على الطاولة فيقترب محمد وهو يداعبهم ويقول بفرحة :

(جنة محمد وحبيبته ..حفظكم الله حبيباتى )

تتقدم أسيل ناحية والدها تحتضنه وتقبل كتفه وهى تقول بحنان :

(وحفظك الله لى ياحبيبى )

البيت كله يتزين باللون الوردى . البالونات التى تنتشر بكل أرجاء المنزل ..المفارش التى تغطى الطاولات ..
اسماء التوأم التى تتدلى من الأسقف ..
وأغانى المواليد التى تصدح بالمكان !!

وتأتى أم رامى تميل على سريرهما وهى تقول بفرح :

(لاتسمعا كلام أبيكما ..اسمعوا كلامى أنا )

ثم تحمل السرير وتتجه به ناحية فاطمة التى تجلس بجوار ياسين فتضعهما بينهما وهى تغيظ معز قائلة :

(اسمعا كلام جدكما زينة الرجال ..وكلام جدتكم فاطمة ..أما كلام معز ..فلا !!)

يحتضن معز أسيل ويقبل رأسها ..
ثم يمد يده يستخرج هاتفه ويقوم بضغط ازرار الاتصال ..
تجيب اتصاله على الجانب الآخر فتظهر صورتها !!

يقترب ناحية جدته ويجلس تحت قدمها رافعا الهاتف امامها فتقول بلهفة :

(حبيبتى شهد ..كيف حالك،..وأين أمان حبيبتى )

يظهر مروان بجوارها يحتضن كتفها ويقول بعتاب :

( ومروان لا احد يسأل عنه !!! )

تضحك فاطمة وهى ترد بحب وامتنان له :

( حفظك الله ياحبيبى. .أين حبيبة جدتها ..أنا اشتاق لها )

تمد شهد يدها فتقترب أمان ابنتها ذات العامين لتقف بين أبيها وأمها تلوح بيدها لجدتها وتقذف لها بقبلة عبر الهاتف !!
يراقب بدر فرحتهم بشهد ويشرد قليلا بأخيه !!
أخيه الذى تسبب بتلك الفُرقة !!
أخيه الذى اخطأ فدفع الثمن غاليا فأصبح وحيدا بعيدا بعدما رفضت زوجته العودة له ..فاختار الحل الأسهل واختار ان يهرب بعيدا حتى يقف على قدميه مرة أخرى ..عل زوجته ترضى عنه وتغفر له ..
ينظر لجبيبته التى تجلس بجواره وتحتضن ابنتها فيحتضنها ويقبل رأسها !؛
حبيبته التى لولا أن آمن والدها به ماكانت أبدا له ..
يناديهم معز بصخبه ليلتفوا جميعا حوله ..وبيده الهاتف تطل منه شهد وزوجها وابنتهما ..
يعطى هاتفا آخر لأم رامى كى تلتقط صورة تجمعهما وهو يرفع الهاتف لتظهر عمته وأسرتها ..
تلتقط أم رامى الصورة فيلتفت معز يمينا ويسارا ثم يقول بتساؤل :

(أين فريدة !!! )
*********************
يحتجزها عبر ممر مؤدى لحديقة بيت عمه وهو يقترب منها ويقول بصوت خطير وهو ينظر لملابسها التى تلتصق بجسدها :

(كم مرة قلت لك ألا ترتدى ملابس كهذه !! )

تتذمر وترد بضيق وهى تضع كلتا يديها بخصرها :

(لا شأن لك ..لماذا تدس أنفك فيما لايخصك !!؟ )

يقترب منها فتلتصق بالجدار خلفها فيحتجزها بين ذراعيه وهو يستند بكفيه على الجدار خلفها ويهمس وهو ينظر لشفتيها بعبث :

(ومن قال أنك لاتخصينى ..)

ترد وهى تدفعه بصدره :

(ابتعد عنى علىّ !! وإلا والله سأخبر عمى )

يضحك بمكر وهو يقترب بوجهه من وجهها ويقول بخفوت :

( أخبريه أننى قبّلتك ..لعله يعاقبنى ويزوجنا )

تزم شفتيها وهى تغيظه قائلة :

(أنا ..اتزوجك أنت ؟؟! )

يميل بوجهه عليها حتى كاد أن يقبلها فقالت بضعف :

(ابتعد علىّ )

يهمس بخفوت :

(اعطينى قبلة وابتعد )

صرخ به معز وهو يقترب منهما :

(علىّ ..هل جننت ؟؟! ابتعد عنها )

يبسط كفيه باستسلام أمامه وهو يقول بعبث :

(ماذا أفعل ..أحبها يا ابن عمى )

تركض فريدة للداخل ويلحق علىّ بها ..فينظر معز لأسيل التى ترى بهما قصة مشابهة تجمعها بحبيبها ..
يتضاحكان فتقول أسيل وهو يسحبها لأحضانه :

(كُتِب على بنات الراوى الوقوع بمصيدة رجال الراوى )
..


الخاتمة

أميل بكتاباتى لبعض الواقعية لأغراض معينة ..فدوما اقرأ كلمات مندهشة من الشخصيات الخيالية وأنها لاوجود لها بأرض الواقع ..
لذلك أطرح مواضيع وشخصيات لمستها بنفسي على تلك الارض التى تمتلئ بالحب والحنان والإخلاص !!
بعض شخصيات هذه الرواية تمت للواقع بكل صلة !!
يحيى ومعاناته وصموده وإخلاصه وعشقه لزوجته أبدا لم يكن خيال !!

محمد وحنانه واحتوائه لبناته وأسرته ابدا لم يكن خيال !!

ونأتى للشخصية الأصعب ..الأقسى ..

شهد !!

طرحتها بكل معاناتها ..بكل آلامها ...

دوما أنحاز للمرأة وادعوها للتحلى بالقوة والكبرياء ..
ورسالتى هنا لكل فتاة تقرأ روايتى ..
الحب قوة وعزة وكرامة ..
الحب ابدا لم يكن ضعف ومهانة !!
إن لم تشعرين بقيمة نفسك لن تعلو قيمتك بنظر الآخر لك !!
أنت لؤلؤة ثمينة ..دفع والديك عمرهما بأكمله للحفاظ عليكِ براقة متلألأة !!
فلا تفرطين بحق نفسك تحت مسمى الحب !
اللؤلؤة الثمينة قد يُعجب الكل بها !!
ولكن لن يمتلكها إلا من يُقَدِر قيمتها !!

فلاتفرطى بنفسك فتكونى الحبة الأولى التى تنفرط بعدها حبات العقد !

تمت


Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 09:23 PM   #990

Nareman fawzy

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 390018
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 827
?  نُقآطِيْ » Nareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond reputeNareman fawzy has a reputation beyond repute
افتراضي

وانفرطت حبات العِقد وليس العُقد😉😂😂😂

Nareman fawzy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.