22-04-17, 09:41 PM | #1 | |||||||||
| بائعة الورد -قصة قصيرة- تخرج كل صباح من منزلها الصغير في احد افقر الاحياء الشعبية في المدينة ...تخرج بأبتسامة مشرقة متفائلة مؤمنه بقضاء الله دائما وهي تعلم انه لم يقدر لن سوى الخير ... بائعة ورد هكذا باتت بعد وفاة والديها مجرد بائعة ورد حقيرة تتجول في الشوارع تبيع الورد للعاشقين رأفة بنفسها قبل احد ... بائعة ورد رغم كل شهاداتها الجامعية في طب النفس وما اخذته من شهادات التفوق ... بعد موت والديها انتهى بها الحال مع اخوتها الاربعة وزجاتهم وأولادهم فبيت صار اشبه ما يكون بالقبر رغم مساحته الواسعة الا انه اصبح يعج بالفوضى والقذارة ... وليس هناك سواها لتنظفها بعد ان حرمها اخوتها حتى ان تكمل دراستها وتصبح ما تتمنى كله بحجج واهيه لا تمت للمنطق بصله ... لكن لا بأس الان الله ان لم يكتب ذلك الا وكله خير . . رجعت قبيل الغروب بقليل والتعب والعرق يغطيان جسدها كلها لكنها فجأة انتبهت للوضع الغريب كان البيت يعمه السكون ليس هناك تصايح الاولاد كالعادة ولا صراخ زوجات إخوانها بضيق من بعضهن ..ولا حتى اخ يستقبلها من عند الباب بالتوبيخ بعد ان تعكر له زوجته يومه فيأتي ليفرغ غضبه فيها كان المكان ملكا للسكون وحده لم تهتم للأمر كثيرا فربما خرجو للتنزه او التسوق فهي قلما تتم دعوتها في مثل هكذا إجتماعات عائلية ذهبت لغرفتها في المنزل ( غرفة والديها سابقا) اخرجت اول ما لمسته يداها من خزانة ملابسها الضيقة والتي لم تجدد فيها قطعة منذ سنتين إستحمت ورشة القليل من عطرها وهمت بأن تمشط شعرها الا ان طرقا قويا كاد يحطم الباب مؤكد احد اخوتها جاء يفرغ غضبه بها الا انها تفاجأت عندما رأت اخوتها الاربعة يقفون اما باب غرفتها بملامح اكتساها الوجوم دخل الشك قلبها للحظات ماذا يفعلون هنا وهم من لم تجمعهم سفرة طعام واحدة منذ تزوجو لابد انهم سيفجعوها بخبر ما فوقفتهم معا لا تبشر بخير واي كان سبب اجتماعهم فهي تعلم ان لاخير لها من ورائه ابدا... . . نظرت لنفسها في المرأة .. تغير كل شيء بها حتى نظرتها المتفائلة بالحياة اختفت وادركت مع مرور الزمن انها ترهات منذ ذلك اليوم الذي اخبرها فيه اخوتها بأنها سوف تتزوج بل وبرجل اكبر منها ومتزوج قبلها بثلاثة ولا يملك يسد به جوع ليلته ليأتي ويتزوجها لا وبالأجبار ... توقفت للحظات تلعن حظهاوتلعن اخوتها لماذا رزقها الله بأخوة كهؤلاء الجبابرة كم ترجتهم ان لا يزوجوها قالت انها ستصبح خادمة تعمل ليل نهار مع انها هي من توفر حاجيات المنزل الأساسية بما تجنيه من عملها ولكنهم طمعوا بورثتها فقط لهذا يريدون تزويجها بأسرع وقت ... ولكن قلوبهم المتحجرة لم تستمع لها وزد على ذلك انهم ضربوها حتى تفتفتت عظامها تحتهم وهدوده ان لم توافق ... جميعهم مرة واحدة هكذا ليطعنوها مرة واحدة لينهو ذرات الاحترام التي كانت تكنها لهم ... لكنها تشكرهم من اعماق قلبها لانهم قصرو لها الطريق الى الموت لانه ما عاد يؤثر بها شيء حتى الجرح فيها لم يعد ينزف لانها فارقت الحياة وهي لا زالت حية فأي مصير هذا الذي احضروها له لكن ما كان اقسى على قلبها من أي وجع اخر يوم عقد قرانها أخبرها اخوتها بأنها في ايدي امينة ومهما يفعل لها ان لا تسكت وتخبرهم ليرى حسابه ... ضحكت بسخرية على كلامهم اين كانت تلك الرجولة حين اهانوها وذلوها هم ... بل اين كانت عندما ضربوها لدرجة انها لم تستطع البكاء من فرط الالم ..تعرفهم كاذبين ولن يوفو بوعدهم ابد الدهر ما حيا فأين كانت رجولتهم ذاك الوقت ناقصي الرجولة .... . . . للاسف هذه القصة واقع يحدث في كثير من المجتمعات العربية والعالمية ... ويوأدون الفتيات بهكذا امر ... نريد ان نحارب هذه الظاهر السالبة في انفسنا قبل مجتمعاتنا...🌹 . . . اتمنى تعليقاتكم على اول ما اقدم في هذا المنتدى الراقي واتمنى ان أرى أرائكم وانتقاداتكم ... ولا تبخلو علي بالردود | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|