|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-12-08, 09:32 PM | #1 | ||||||||
نجم روايتي وكاتب وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء
| جــــــــــــانيت (1) *مميزة ومكتملة*.. سباعية حيرت قلبي معاك كانت الشمس تلفظ آخــر أنفاس النهار حزينه مصفره .. كي تتوارى خلف هذه الهضبه الممتده بطول النظر وعرضه.. في هذه اللحظه .. توقف القطار قبل المحطه بكيلومترات .. وهذا الشاب المسافر الي مسقط رأسه بعد طول غياب .. وجدها فرصه جيده لينزل هنا .. فهنا يكون أقرب الي منزل أهله من المحطه .. لم يفكر طويلا إنما أخذ حقيبته بسرعه وقفز من القطار .. ثم تواري في زراعات قصب السكر .. مشي في هذا الطريق الضيق بين المزارع الذى كان رفيق صباه .. كثيرا ما مشي فيه بعيدا عن الانظار خلف جميلات القريه من طالبات المدارس . ظل يمشي وهو يستعيد ذكريات الماضى العذبه الشقيه ويبتسم . وكان الربيع يقف على عتبات الرحيل .. ونسمات الهواء البارد تلفح وجهه وهو يسير .. ها هى الشمس قد غربت تماما .. وبدأ الليل يكسو بعباءته السوداء خضرة المزارع .. لتختفى بهجتها ويحل محلها رهبة الصمت .. صمتا تذبحه الضفادع بنقيقها المتعالي. وصل الي نهاية الطريق الضيق وخرج من زراعات القصب وظل يسير .. وفجأه توقف .. توقف عندما لمح من بعيد .. هذا البيت الصامت الذى يلفه الظلام من كل جانب .. البيت الذى يقف وحيدا منفردا فى عزلته على أطراف القريه. شعر الشاب أن دقات قلبه تتسارع .. واصابت القشعريره بدنه وهو يستعيد ذكريات الماضى مع هذا البيت الخالي .. فكر الشاب قليلا ثم خرج عن الطريق وانحرف ناحية المنزل حتى وصل اليه . كان المنزل يقف صامتا ساكنا وكأنه شبح وقف هنا ليخيف منازل القريه المختبئه في حضن الجبل خوفا منه .. ووقف الشاب أمام بابه .. وذكريات الطفوله البعيده تمر بخياله وكأنها شريط سينما .. ظل واقفا وقد سرقه الوقت .. فقد بدأت الحياه تموت من حوله .. والصمت والظلام ضماه الي حضنهما ضمه مخيفه كضمة القبر . وفجأه سقط قلب الشاب بين قدميه .. فقد فـُـتح الباب .. ووجد الشاب نفسه أمامها ... أمام جـــانيت .. إنها هى .. هى هى لم تتغير شعره رغم مرور اكثر من عشرون عاما .. لم تكبر يوما منذ تركها .. هذا وجهها الصبوح .. هذه عيناها بسهامها المنطلقه الي صميم القلوب .. هذه وجناتها التفاحي و شفاهها التوت الوردي الذي اذا اقتربت منه رأيته تين . تبسمت جانيت للشاب .. وقالت بصوت اعذب من نغمات العود الذى في يده .. من أنت .. تمالك الشاب نفسه ورد عليها بهدوء .. ألا تعرفينني .. قالت وهى تتوكأ علي الحروف في دلال وفتنه جعلت كلماتها كأنها سهام كيوبيد .. هل التقينا قبل الأن؟ .. ملامحك ليست غريبه عليا .. فرد الشاب بسرعه وكأنه يلهى مشاعره بالكلمات حتى لايسقط في بحر فتنتها الهادر .. أنا من ذبحتي براءته منذ اكثر من عشرين عاما .. وها أنا عدت اليكي للثأر .. رجعت كى اذبحك واستعيد روحي الأسيره عندك .. فلازالت حبيسه في هذا البيت .. وأكمل ضاحكا .. جئت كي اذبحك واحررها من الأسر .. ضحكت جانيت ضحكه هزت اركان الليل فتخلى عن جلاله .. وارتعش الصمت فجثا على ركبتيه وخلع رداءه لصوت ضحكتها الكروانيه . قالت للشاب .. الآن عرفت من أنت .. ادخل !! .. فأنا في انتظارك منذ سنوات طويله .. قال لها .. ليس الآن .. سأعود غداُ في موعدي هذا .. الآن لابد أن اذهب فقد تأخرت كثيرا وأهلى في انتظاري .. واستدار ليمشى ثم التفت اليها .. فلم يجدها علي عتبة الباب .. فقد دخلت واغلقت الباب خلفها دون أن يسمع هو صوت الباب .. فأكمل الشاب طريقه حتى وصل الي بيتهم .. وما أن طرق الباب .. حتى وجد نفسه ينتقل من حضن الي حضن في شوق وفرحه مع اخوته وابتائهم وبناتهم واعمامه وعماته وباقي افراد اسرته الكبيره التي تعيش كلها في منزل واحد كبير وكأنه معبد الكرنك . ولكن الشاب كان يبحث بينهم عن صديقه ورفيق صباه .. أين هو .. لماذا لم يخرج لملاقاتي .. وضحك بصوت عالي سائلا اخوته .. أين العريس .. اخذته العروس الحسناء مني !!! ... فسمع من خلفه صوت صديقه يقول له .. بل اخذنى البرد وأنا انتظرك علي محطة القطار .. ووصل القطار وانت لم تصل .. وتليفونك مغلق. قال الشاب .. اعتذر لك يا خليلي .. فقد توقف القطار قريبا من هنا فنزلت ... أريدك في أمر هام جدا .. اريد أن حكي لك من قابلت في طريق عودتي .. لقد قابلتها وتحدثت معها .. جـــانيت .. فجأه ارتفع حاجبا صديقه في ذهول وقال .. ألا زلت اسير لجانيت هذه حتى فقدت عقلك .. رد عليه الشاب .. لا لا .. لست اسيرا لأحد .. لم اتذكرها إلا عند المنزل القديم .. وغدا سوف اقابل هذه المرأه العجيبه التى لم تهزم حسنها السنين .. ولا يؤثر فيها سحرها مرور الليالي والايام .. لازال صديقه فاغرا فاهه من الدهشه ثم قال .. تقابل من .. وحادثت من .. جانيت !!! ... جانيت ماتت في بلدها منذ اكثر من ثلاثة اعوام . الي لقاء في الجزء الثاني تقديري كونان 26/12/2008 رابط الرواية ككتاب إلكتروني بصيغة Word جــــــــــانـيــت.doc - 4shared.com - document sharing - download التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-10-18 الساعة 12:13 AM | ||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
جانيت، كونان عازف العود |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|