![]() | #571 | ||||||||||||||
كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية. ![]()
| ![]() وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شاكرة لك المرور منورة | ||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | #572 | |||||||||||||||
كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية. ![]()
| ![]() اقتباس:
شو بدعي لربي ما بعمرو يحرمني شوفة هالعيون امواااه 😘 😘 😘 | |||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | #573 | ||||||||||||||
كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية. ![]()
| ![]() والحمد لله لقد أتممت الرد على جميع الردود على الفصل السابق وذلك لأعبر لكم عن امتناني الشديد بوجودكم هنا ومتابعتكم لي اتشكركم مرة اخرى الفصل جاهز بأمر الله وسينزل اليوم ان شاء الله بعد ساعة من الآن انتظروني يا حلوين | ||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | #575 | ||||||||||||||
كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية. ![]()
| ![]() ![]() ~.. آلسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..~ || دامت أوقاتكم مفعمة بالبهجة والسعادة || ![]() أترككم الآن مع الفصل السادس ![]() .. الفصل السادس.. لم تكن ياسمين تتصور بأنه باستطاعتها النهوض من سريرها بعد هذه الليلة القاسية التي مرت عليها. كوابيس أحاطت بها إلى أن شدت قبضتها على رقبتها لتنتزعها من النوم على عجل. كانت روضة هي المسيطرة الأولى والأخيرة على تلك الكوابيس. رأتها تخنقها مرة وتبتلع روحها كمصاصة دماء مرة أخرى. ما إن فتحت ياسمين عينيها حتى زفرت بعمق عندما تذكرت هول ما رأت في منامها. وضعت يدها على رقبتها بخوف وتنفست الصعداء. تمسح بيديها ذلك العرق الذي تجمع على جبينها. وأخيراً تنهض. تبعد الغطاء عن جسدها وترتخي أقدامها لتلامس سجادة المنزل المخملية. كانت الغرفة مضاءة كفاية بضوء الشمس، هذا الأمر الذي أحبته كثيراً ياسمين. تلتفت إلى المرآة المقابلة لها تتملق ذاتها . كان وجهها شاحباً وعيناها مقفهرتان من التعب. لم يكن عليها الذهاب إلى وظيفتها بعد فما زالت إجازة الثلاثة شهور التي منحتها لها وزارة التعليم لوفاة والدها قيد الاستهلاك. تقف لتعدل تسريحة شعرها الكستنائي ومن ثم تخرج لتغسل وجهها. حينما سمعت أم ليث حركتها خارجاً تفتح باب غرفتها على عجل وتنتطلق إليها. " ياسمين " تنادي عليها. تلتفت ياسمين إلى الخالة أم ليث لتبتسم بعفوية وهي تقول :" صباح الخير يا خالتي. " ترد أم ليث الابتسامة لياسمين وكذلك ترد الصباح لتتابع :" ياسمين ابنتي هل تشربين معي فنجاناً من القهوة؟، أريد أن أتحدث معك بموضوع مهم. " موضوع مهم! رنت هذه الكلمة في رأس ياسمين متسائلة بداخلها عن هذا الموضوع المهم الذي تريد أم ليث أن تحادثها بشأنه. هل بشأن اقامتها في منزلها أم هناك خطب ما! تبتسم لها ببرود وتقول :" حسناً سآتي حالاً. " تراها وهي تقفو مغادرة إلى الصالون، تدفن رأسها في المنشفة لتمسح به وجهها. دمعتان اغرورقتا في عينيها. لابد وأن أمراً سيئاً سيحدث، فكانت كل أحلامها تشير إلى ذلك. تضع يدها على صدرها. تقف لبرهة لتلتقط أنفاسها ثم تمضي مسرعة إلى الصالون. تدلف بعد أن طرقت الباب. عندما ترى ابتسامة أم ليث الرقيقة تعود دقات قلبها إلى الاستقرار. تجلس على الأريكة المواجهة تماماً لأريكة الخالة أم ليث. تتناول بيدها فنجان القهوة شاكرة للخالة تحضيره لها. ترتشف منه رشفتان قبل أن تنظر إلى عيني الخالة أم ليث وتسألها :" ها قد قدمت، ما هو الأمر الذي أردت أن تحادثينني به؟ " تضع أم ليث فنجان القهوة من يدها لتفعل ياسمين ذات الشيء. تؤمئ أم ليث بيدها إلى ياسمين لتجلس بجانبها فتنطلق على عجل. تهمس :" خالتي لقد أثرت فضولي، قولي لي ما الأمر؟ " تربت أم ليث بيدها على كتف ياسمين قائلة :" هدئي من روعك يا ابنتي. " تنظر لها بحدة وتتابع :" ياسمين، خالتك روضة " تتسع عينا ياسمين عندما سمعت اسمها، لقد علمت أن هذا النهار لن يمضي على خير. تسأل بذعر :" ما بها؟ " تتابع أم ليث :" إنها امرأة ظالمة، طردتك من منزلك بلا رحمة، ولكن لن ندعها تهنئ بهذا الأمر. " لتعيد أم ليث يدها على كتف ياسمين وتردف :" يا ابنتي إن هذا المنزل باسمك، أعلم أن خالتك روضة قد احتفظت بالأوراق الثبوتية التي تظهر بأن المنزل مكتوب باسمك لكن صدقيني إن ذهبت إلى المحكمة وطالبت بحقوقك في المنزل بوجود محامي لك، لا شك أنك ستربحين القضية. " " هل تشعرين بالضيق من إقامتي هنا؟ " كان هذا جل ما خطر على بال ياسمين حينما سمعت أم ليث تخبرها بهذا الكلام. لم تجد مبرراً أخراً يجعل أم ليث تطلب من ياسمين أن ترفع دعوى قضائية على روضة سوى أنها تريد منها أن تعود لمنزلها. هي تعلم تماماً أن أخلاق أم ليث لن تسمح لها بطردها ولكنها لمحت لها بذلك بطريقة أو بأخرى عن طريق حديثها. هذا ما فهمته ياسمين من كلام أم ليث. تقف عينا أم ليث حائرة أمام عيني ياسمين، لا تدري بماذا تجبها. " هل بدى ذلك لك من كلامي هذا؟ " تهمس أم ليث والدموع تنهمر من عينيها. هي لم تقصد أن تهين ياسمين أبداً ولا أن تلمح لها بأي طريقة أنها مستاءة منها، بل على العكس تماماً، يا كم كانت فرحة وسعيدة بوجود ياسمين حولها. هي فقط أرادت أن تختلق مشواراً مقنعاً لكل من ليث وياسمين ليذهبا خارج المنزل، علهما يتقاربا من بعضهما البعض. تلوم نفسها بشدة لأنها لم تفكر بمشاعر ياسمين حيال الأمر. لم تعلم أنها من الممكن أن تجرحها بذلك الكلام المتسرع الذي قالته لها. حينما ترى ياسمين الدموع بعيني أم ليث، تمد يدها إلى وجهها لتمسح دموعها برفق. تهمس :" لا تحزني يا خالتي، لماذا تبكين؟ " تردد أم ليث بصوت متجلجل :" لأنني لم أقصد ذلك البتة، كيف لي أن أضيق ذرعاً من وجودك هنا وأنت بنة الغالية غالية، لو تعلمين فضل أمك علي لما كنت فكرت مجرد تفكير بأني سأكون مستاءة منك يوماً ما. " تمتد أناملها لتحيط بوجهها وتتابع :" اسمعي يا ياسمين، إنني أنا هنا في هذا المنزل بفضل والدتك علي، وإذا رأيتيني سعيدة مع عائلتي فبفضلها أيضاً. لقد كانت غالية رحمها الله اليد البيضاء التي ساعدتني في محنتي ووقفت بجانبي وأمدتني بكل شيء تستطيعه. فكيف لي أن أرمي معروفها الكبير وراء ظهري وأستاء منك! كيف لي ألا أرحب بوجودك لا بل يجب أن أضعك على رأسي ها هنا.. لقد آلمتني أفكارك يا ياسمين، لم أصدق أنك تفكرين بي بهذه الطريقة. " لم يكن لدى ياسمين أي كلمة تقولها، سوى أنها ارتمت في حضن أم ليث باكية. تصيح بألم :" رحمك الله يا والدتي، رحمك الله. " # ترتفع عيناها إلى رقعة وجهه المدور . كانت تتأمله وهو يقف خارج السيارة يعبأ الوقود من المحطة. شاكرة له من كل قلبها لأنه استجاب لطلب والدته في اصطحابها إلى المحكمة دون أي اعتراض.. بل على العكس تماماً، لقد أبدى ترحيبه بالفكرة، وأصر أن يأخذ ياسمين إلى محامي صديقه كي يرفع دعوى قضائية باسمها على زوجة أبيها السليطة التي طردتها خارج المنزل. حينما تراه وهو يقف خارجاً منتصباً بقامته المديدة يتحدث مع موظف المحطة يخفق قلبها بشدة. لقد كان رجولياً بوقفته، بابتسامته الهادئة، وطريقته في الكلام. لم تكن تسمع شيئاً منه بسبب مكوثها في السيارة ذات النوافذ المغلقة إلا أنها تستطيع أن ترى حركات يديه العشوائية التي انطلقت لتتحرك مع حركات شفاهه. لم تنس ذلك اليوم الذي طل فيه عليها كبطل خارق لينقذها من ذلك الهمجي... تشعر بقشعريرة امتدت في أنحاء جسدها لتهز رأسها نافضة عن عاتقها مرارة الذكرى الأليمة التي اجتاحتها. تتملقه وهو يمضي إليها، يحمل الجهاز الالكتروني للسيارة ليضغط الزر المسؤول عن فتح نافذة الباب الأمامي. تراه وهو يزج رأسه من النافذة إلى داخل السيارة، لينظر لها بعينيه السوداوتين ويصمت لبرهة. نظرته تلك التي جعلت قلبها ينتفض بشدة وكأن سلكاً كهربائياً قي اشتعل به. تنفرج عيناها قبالته وكأنها تسأله عن سبب قدومه إليها ولكن ابتسامته الودودة التي ارتسمت على وجهه جعلت تلك النظرة الحادة تتحول إلى نظرة ناعمة لتسمعه يسألها :" هل تشعرين بالضيق من رائحة الوقود؟ " لم يعطها فرصة للرد ليتابع :" أنا آسف لم أتفرغ قبل هذا اليوم لتعبئتها " تهز رأسها نافية وهي تقول :" لا عليك، إنني بخير " تعود لوجهه الابتسامة المشرقة ذاتها التي رأتها للتو ليخرج ثانية رأسه من النافذة ويعاود إغلاقها. دوامة.. دوامة من المشاعر أحاطتها من كل جانب. من ينظر لها يدرك بأنها مصدومة، وبطريقة ما كانت غائبة عن الوعي. ليث ذلك القاسي الذي اتهمها بشرفها في الأيام الأولى التي قضتها عند الخالة هو ذاته ذلك الشخص الذي رأته الآن قلقاً عليها. ما إن تحركت حدقتاها متجهة إلى ليث حتى وقعت عيناها في عينيه مباشرة. كان ينظر لها كما تنظر له، يتملقها كما تتملقه، يراقبها كما تراقبه تماماً. شعور بالخجل تسرب إلى وجنتيها ليصبغ وجهها باللون الأحمر، وشعور بالارتباك جعلها تهرب من نظراته إلى هاتفها النقال. تمسكه لتلهو به عن نظرات ليث، والأهم عن تلك المشاعر التي عصفت في كيانها. لحظات وتسمع نقرات ناعمة على نافذتها، تنظر إلى المصدر لتجد أصابع ليث قبالتها. يبتسم لها ويدور حول السيارة حتى يصل إلى مقعده ليستقر في مكانه. تمتد أنامله لتضع حزام الأمان ناظراً لها مبتسماً. يقول لها بمزاح :" ها قد عدت ياسمين. " عندما يرى اندهاشها يتابع :" ما بك ياسمين؟! ، هيا دعينا نذهب الآن إلى المحامي وسنربح القضية. " تتحرك يده لتحط فوق يدها التي كانت ترميها بعشوائية على جانب جسدها. لقد أراد أن يرتب عليها، أراد أن يقول لها بصمت بأنها ليست وحدها، بأنه ووالدته بجانبها. عندما نظر لها وهي في سيارته ورآها بوجه شاحب شعر بألم يعتصر قلبه. سأل نفسه عن السبب إلا أنه لم يدر لماذا يهتم بها بهذا الشكل الاستثنائي. شيء غريب يشده إليها غير الشعور بالشفقة والأسى. كان أقرب إلى الشعور برغبة الاحتواء وكأنها شيئاً يخصه، وكأنها ولدت لأجله وكأنه خلق ليحميها. بالرغم من أنه أقسم على إغلاق قلبه لأي امرأة بعدما حصل بينه وبين وداد ما حصل إلا أنه ينكث العهد الآن، ويعود ليهتم بياسمين. لم تكن مشاعره هذه تشبه تلك المشاعر التي كنها لوداد سابقاً. كانت مشاعره لوداد مختلفة تماماً. شعر تجاه وداد بالرغبة، لا شيء سوى الرغبة بإشباع ذاته، بينما ها هو يشعر تجاه ياسمين بكل المشاعر القوية عدا الرغبة. وكأنها لؤلؤته الثمينة التي يريد أن يحميها من العالم بأسره حتى يديه. يريد أن يحميها من أفكاره، وهمساته. يتوجس منها ريبة حينما يشعر بيدها الناعمة التي أحاطها برقة تنسحب من تحت يده وكأن لسعة نحل قد أصابتها. كان من الكثير على ياسمين المحافظة أن تسمح لأي تلامس يحدث بينها وبين أي شاب موجود على وجه الكرة الأرضية، وحتى إن كان ذلك الشاب هو ليث ابن الخالة أم ليث. تعلم أن مثل هذه الأمور عادية وعادية جداً بالنسبة لأي فتاة، ولكنها لم تكن كذلك يوماً بالنسبة إلى ياسمين الملتزمة بصلاتها وصومها . أن تسمح له أن يقترب منها عندما أتى كبطل زمانها وخلصها من ذلك الاعتداء الذي تعرضت له أمراً مختلفاً عن هذا كلياً. أن تسمح لجسدها بالالتصاق به وقتها، ولذراعه أن تحيط بها.. هذا لا يعني أن الأمور ستصل إلى أن يمسك يدها الآن ولذلك سحبت يدها. تتوجه بنظرها إليه لتسمعه يقول لها بوجه محمر من الخجل :" أنا آسف، لم أقصد مضايقتك. " ابتسامة باردة كانت جوابها له، ونظرة عميقة في عينيه قبل أن تلتفت إلى النافذة ناظرة إلى الطريق كانت كافية لأن تنهي الحوار نهائياً بينهما. حينما رأت ياسمين بناء عالياً منقوش عليه اسم المحكمة العليا علمت بأنها وصلت. تترجل ياسمين خارج السيارة برفقة ليث الذي كان يلتفت لها كل فينة وأخرى ليتأكد من أنها ما زالت تلاحقه بخطواتها. ما إن وصل كلاً من ليث وياسمين إلى جانب مبنى المحكمة حتى وجدا المحامي الذي اتفق معه ليث مسبقاً لاستلام قضية ياسمين. يرشدهما المحامي إلى الدخول إلى المبنى، ويطلب من ياسمين أن تحضر له بعضاً من الأوراق المطلوبة لتسيير الدعوى القضائية وكذلك يطلب منها أن تجلب بعض الطوابع والملفات الضرورية. ليث الذي أصر أن يرافق ياسمين في تلك المهمة لم يدعها أبداً فظل معها يساعدها في البحث عن المكتب الخاص الذي تستطيع من خلاله الحصول على كل ورقة. عندما تنتهي ياسمين من تجميع جميع الأوراق تعود مع ليث إلى المحامي لتعطيه إياها. يأخذها المحامي ويشكرهما على توكيله تلك القضية. يعدهما بأنه سيحاول جهده ليجعل من ياسمين هي من تربح القضية، لأنها أولاً وأخيراً لديها كل الحق والدلائل لذلك. يطلب المحامي من ياسمين أن ترتاح في منزلها ريثما يجهز القضية ويقدمها للقاضي الشرعي. يخبرها بأنه ما إن ينتهي سوف يعلمها بالأمر لتوافيه في المحكمة. يصافح ليث المحامي بوجه بشوش ويمضي عائداً إلى المنزل برفقة ياسمين. # تتجمد عيناه على جثمان طويل وقف قبالة السيارة. جثمان لامرأة يعرفها جيداً. لم تكن بنظره مجرد امرأة لقد كانت كومة من القذارة منتصبة أمامه. حينما يرى ابتسامتها الخبيثة ونظرتها الحادة التي ألقتها على ياسمين يدرك تماماً أنها ستحدث شراً معه. يرى عيناها الزرقاوتان تتحولان إلى اللون الأحمر، ويشعر بالغيظ يتملقها حينها فقط يلتفت إلى ياسمين ليجد امرأة تنظر بشرود إلى الناحية الأخرى من النافذة. لم تكن بنظره مجرد امرأة لقد كانت كومة من البراءة مترنحة بجانبه، على عكس وداد تماماً، عكسها بكل شيء. يهمس بصوت حنون لها :" ياسمين. " تنتبه من شرودها وتنظر إليه متسائلة، ليأتيها صوته :" لقد وصلنا ياسمين، هل تصعدين بمفردك إلى المنزل إنني في عجلة من أمري على أن أقوم بمشوار طارئ. " تهز ياسمين رأسها بلطف وتقول وهي تنظر له بعينيها اللوزيتين :" شكراً لك يا ليث، لقد ساندتني بكل شيء، لقد كنت لي أعظم من أخ، شكراً لك لولاك لم أستطع يوماًأن أقف على قدماي وأن أتجرأ على جمع الأوراق اللازمة للقضية. " كانت تتحدث له بود ولكن ذهنه المشوش بوداد لم يكن يجعله يستمع لأي من كلامها. يبتسم لها دون أن يستطيع أن يرد بكلمة واحدة. عندما لاحظت بروده أدركت أنه عليها أن تغادر السيارة حالاً، لأنه سبق وقال لها أنه في عجلة من أمره. تخرج من السيارة مسرعة وتتقدم إلى البناء لتلج إليه. بعد أن تابعت نظراته خطوات ياسمين المتجهة إلى باب البناء يلتفت إلى أمامه ليجد كومة القذارة تلك قد اقتربت من سيارتهوأدارت له ظهرها. تحركت بعشوائية لتجلس على مقدمة السيارة. حينما يرى جرأتها تلك يشتاط غيظاً، وينفجر غضباً. يترجل من سيارته ويغلق الباب بقوة خلفه ليتجه إليها. يمسك ذراعها ويهزها بعنف وهو يتحدث إليها بصوت خفيف :" ما الذي تريدينه مني؟ " تنتزع يدها من بين يديه لتنظر إلى عينيه بحدة بالغة وتقول بلا مبالاة :" من تلك ال...." وقبل أن تتابع كلامها تسرع أنامله لاغلاق فمها الوسخ الذي يتفوه دائماً بالكلام البزيء والذي يعرفه جيداً. يهدد: " إياك أن تتكلمي ولو بكلمة واحدة عن تلك الأميرة " ويشدد الحروف عند كلمة أميرة ليلحظ في عينيها لمعة شريرة. تسأله بجدية :" ومن تلك الأميرة؟ هل هي عاهرة جديدة تعرفت عليها أيها الخسيس؟ " يضحك باستهزاء ويجيب :" إنها خطيبتي " تجحظ عينا وداد وتشعر بالحقد يملئ قلبها الأسود لتسأل باستغراب :" خطيبة من؟ " يكرر جملته قاصداً استفزازها :" خطيبتي أنا، تلك الملاك التي لا تشبهك في شيء هي خطيبتي ، ملاك أبيض عكسك تماماً أيتها الشيطانة. " أحب بشدة تلك الحالة المزرية التي رآها على وداد، أحب أن يغيظها، أن يشعل نيرانها، أن يثبت لها أنها كانت مجرد تسلية بالنسبة له نسيها بعد أيام. أراد أن يسترد كرامته أكثر فأكثر. يسترد كبريائه الذي سرقته منه في أسعد أيام حياته حينما رآها مع أعز أصدقائه زياد. يشعر بأن سخيمة صدره قد شفيت، يشعر براحة لا مثيل لها حينما يرى وداد تتذوق ألم كلماته. حينما وجدت أن غضبها لن ينفع معه تمتد أناملها إلى وجهه تلامسه برقة، رقة لن يشعر بها بعد الآن. يشعر وكأن شيئاً قد أحرقه على وجهه ليبتعد عنها مشمئزاً. يصيح بوجهها :" وداد، ما الذي تريدينه مني؟ " لتجيبه بوقاحة :" أريدك أنت " يضحك باستهزاء ثانية ليردد :" إنني لم أعد أرغب بعاهرة مثلك، لم أعد أرغب حتى بأن أرى وجهك. " يشعر بجسدها يرتمي فوق جسده، ويشعر بذراعيها تحيط بذراعه. يتركها تعانقه لمدة. كان يفكر بمشاعره تجاهها، فلم يعد يشعر بخفقان قلبه كما كان يفعل قبل ذلك، ولم يعد مشتاقاً لها كما كان. لم يكن كبريائه هو من منعه هذه المرة ولكنه كان النسيان. لقد نسيها تماماً بل وكرهها. كره انسانة مثلها مجبولة على القذارة، كرهها بشدة. حينما طالت وقفتها بين يديه يشعر برغبة بالاقياء. يدفعها بعيداً عنه باشمئزاز. يهمس بهدوء : " أنا لا أريد رؤيتك ثانية، اغربي عن وجهي يا وداد، لا أرغب برؤيتك حقاً، لم أعد أرغب بضربك كما فعلت سابقاً في تلك المرة، أرجوك احفظي كرامتك وامض بعيداً عني. " يبدو لها أنه يتحدث بجدية بالغة، جدية تعرفها جيداً، تعرف معناها عند ليث، تعرف بأنه لم يتفوه بذلك الكلام عبثاً. تجتاحها موجة من العقلانية تجعلها تترك المكان دون أن تتفوه بكلمة واحدة إضافية. # أرادت الصعود إلى المنزل إلا أنها تذكرت بأنها لم تأخذ حقيبتها من سيارة ليث. تعود خطوتين إلى الوراء لتلتفت إلى الباب الخارجي تفتحه. كادت أن تخرج إلا أنها توقفت كلياً جاحظة العيون متجمدة الحواس. لم تكن تتوقع أن ترى ما رأته. ليث الواقف على بعد أمتار منها يحضن فتاة متبرجة الثياب. لا تعلم لماذا تشعر بقلبها يدق بسرعة. تشعر وكأن خيطاً تمزق في قلبها كان يربطها بشكل أو بأخر بذلك الرجل الغريب الذي يدعى ليث. ليث ابن الخالة أم ليث . تلك المحافظة على صلواتها وصومها ذات الأخلاق الرفيعة، تجد ابنها يعانق فتاة متبرجة في الشارع. عندما شعرت وكأن اتزانها قد اختل، تمد يدها إلى الباب تتمسك به. تتراجع إلى الوراء لتعود إلى الدرج تتسلقه. حينما وصلت إلى المنزل فتحت لها الباب الخالة أم ليث. لاحظت شرودها فسألتها :" ياسمين يا ابنتي ما بك؟، هل حدث شيء في المحكمة؟ " عندما ترى شحوب وجهها تمسكها من يدها وتوصلها إلى الأريكة التي في الصالون وتكرر سؤالها :" هل أنت بخير ياسمين؟ " تتنهد ياسمين بعمق وتنظر إلى عيني الخالة أم ليث لتجيب بشفاه باهتة :" نعم لقد وعدنا المحامي خيراً، لقد قال لنا أنه سيتولى الأمر، لقد ساعدني ليث في تأمين جميع الأوراق المطلوبة. " تتنهد أم ليث بسعادة وتقول :" حمداً لله يا ابنتي، يسعدني ذلك. " تردد ياسمين وهي تضع يدها فوق يد الخالة أم ليث :" أشكرك من كل قلبي لكل شيء فعلته لأجلي. " لتهتف أم ليث :" لا بل أنا من علي أن أشكرك لأنك سمحت لي فرصة لأرد المعروف لوالدتك. " كانت ترغب ياسمين بأن تسألها عن ذلك المعروف، عن تلك العلاقة التي جمعت والدتها معها، ولكن مزاجها الباهت لم يسمح لها بذلك. يدوي في ذهنها سؤال أم ليث ليبعثرها :" أين ليث يا ابنتي، ألم يأت معك؟ " تبهت تقاسيم وجهها وتتمتم بكلام بالكاد استطاعت أم ليث أن تسمعه :" إنه قال لي أن اسبقه، قال أنه مضطر أن يذهب لمكان ضروري. " تقول أم ليث :" حسناً " " خالتي هل تسمحين لي بأن أذهب لأرتاح في غرفتي؟ " " بالطبع خذي راحتك. " كادت على وشك الدخول إلى غرفتها حينما طرق الباب. فتحت أم ليث على عجل.. كان الطارق ليث. انتهى الفصل السادس ![]() طبعاً أتمنى ألا تحرمونني من آرائكم وتعليقاتكم ولايكاتكم القيمة على الفصل السادس وباقي الفصول إن أعجبتكم ![]() الفصل السابع سيكون يوم السبت القادم إن شاء الله وسنعود إلى طرح فصل واحد أسبوعياً وسيكون الموعد يوم السبت كل أسبوع إن شاء الله وذلك لأنني فعلاً لا أملك الوقت لكتابة فصلان أسبوعياً فاعذروني يا من طلب مني فصلان أسبوعياً ![]() دمتم في رعاية الله وحفظه | ||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | #578 | ||||
![]()
| ![]() فصل حلو يا فتون ليث صار يقارن بين ياسمين وداد طبعن لا مقارنة بيناتهن ياسمين الملاك ووداد الشيطان ولو اني بكره اسلوب المقارنة بس طالع من ليث حلو حبيتو ياسمين شافت ليث مع وداد يا ترا رح تصير تنظر لليث على انو واحد مو منيح ولا شو بانتظارك السبت وبالتوفيق | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #579 | ||||||||||||||
كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية. ![]()
| ![]() الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 5 والزوار 0) فُتُوْن, نجـ"ـمـ"ـة المسـ☆ـاء+, nasma susu, nmh1149, سهام هاني منورين الحلووين | ||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | #580 | ||||||||||||||
كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية. ![]()
| ![]() يا جماعة الفصل الجديد نزل اين انتم هلموا هلموا | ||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|